فصل العوامل النفسية و الاجتماعية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن عملية اإلعداد لغرض الوصول إلى المستوى العالي الذي يستطيع من خالله‬
‫الرياضي تحقيق االنجازات المرموقة التي تمكنه من احتالل المراكز المتقدمة أصبحت‬
‫عملية تتطلب الكثير من البحث في مختلف الجوانب االجتماعية ‪ ،‬البدنية والمهارية و‬
‫النفسية المؤثرة على األداء واالنجاز الرياضي ‪.‬‬

‫وتعد العوامل النفسية واالجتماعية من األمور التي تلعب دو ار هاما في عملية‬


‫التعلم المهاري وتطبيق خطط اللعب أثناء المباريات كما أنها تعتبر العامل الحاسم في‬
‫الكثير من حاالت اللعب أثناء المباريات ‪ .‬ومن خالل خبرتنا المتواضعة وعملنا في‬
‫مجال التربية البدنية كأستاذ فقد الحظنا إن عملية االهتمام بالعوامل النفسية واالجتماعية‬
‫وما تتضمنه من محاور لها دور كبير في عملية التفوق واالنجاز الرياضي‪.‬‬

‫في السابق لم يتم إعطاءها االهتمام الكافي من المدربين و المسؤولين عن العملية‬


‫التدريبية على الرغم من تأثيرها على قدرة الالعب على األداء األمثل ‪ ،‬وهذا يعود في‬
‫كثير من األحيان إلى افتقار المناهج التدريبية التي يضعها المدربون وعدم الخوض في‬
‫دراسة للعوامل في شقيها النفسي واالجتماعي ‪ ،‬وهذا هو ما ابتغيناه من فصلنا هذا‬
‫للتعريف لبعض أهم العوامل النفسية واالجتماعية المؤثرة في التفوق الرياضي والمؤدية‬
‫إلى انجازات في المستوى العالي ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪/10‬العوامل النفسية قيد الدراسة‪:‬‬

‫‪ .0.0‬مفهوم الثقة بالنفس ‪:‬‬

‫إن الثقة بالنفس حالة شعورية يمتلكها الالعب ترفعه نحو األداء الجيد بقدرة وثبات‬
‫عالية بعيدا عن الخوف أو التردد في األداء ‪ .‬ويرى (محمد أبو عالم العادل ) بأنها‬
‫"عامل أساسي في تكوين مظاهر الشخصية (‪.)1‬‬

‫ويرى كثير من الرياضيين إن الثقة بالنفس هي االعتقاد في تحقيق المكسب أو‬


‫الفوز وهذا االعتقاد خاطئ ربما يؤدي إلى مزيد من االفتقاد إلى الثقة أو الثقة الزائدة ‪،‬‬
‫المفهوم الصحيح لها يعني توقع الالعب الواقع بتحقيق النجاح ‪ ،‬فالثقة بالنفس ال تعني‬
‫ماذا يأمل أن يفعل الرياضي ولكن ما األشياء الواقعية التي يتوقع عملها وقد يكون من‬
‫المناسب أن نفرق بين العمل بثقة وتوقع النتائج ‪ ،‬فتوقع النتائج يعني إلى أي مدى يتوقع‬
‫الالعب تحقيق المكسب أو الخسارة في المنافسة ‪.‬في حين إن الثقة بالنفس هي شعور‬
‫الالعب أن أداءه سيكون جيدا بصرف النظر عن النتائج حتى إن كان المنافس متفوقا‬
‫عليه ‪ .‬ويعرف (أسامة كامل راتب )الثقة بالنفس بأنها "درجة تأكد أو اعتقاد الالعب‬
‫بقدراته على تحقيق النجاح "(‪.)2‬‬

‫وأما (ثامر محسن ) فيعرفها بأنها "شعور الالعب بأنه قادر على القيام بعمل معين‬
‫بنجاح" (‪.)3‬‬

‫فالثقة بالنفس مفهوم نفسي يتطور عند الرياضي بفعل معرفة النواحي الفنية‬
‫والخططية بفاعلية كفاءته البدنية وخبرته وممارسة الرياضة بشكل مستمر ‪.‬‬

‫‪ -‬محمد أبو عالم العامل ‪ '' .‬قياس الثقة بالنفس عند طالبات المرحلة الجامعية و الثانوية''‪ .‬الكويت ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.69 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬أسامة كامل راتب ‪'' .‬علم النفس الرياضي''‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،6881 ، 2‬ص‪.345:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬ثامر محسن ‪ ''.‬اإلعداد النفسي بكرة القدم ''‪ .‬بغداد ‪ :‬دار الحكمة للطباعة والنشر ‪ ،6881 ،‬ص‪.623:‬‬

‫‪57‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الكثير منا يعتقد أنه يمكن أن يصبح لديه الثقة في النفس عندما يحقق المكسب أو‬
‫الفوز ‪ ،‬وذلك شيء غير صحيح ‪ ،‬إذ أننا نستطيع أن نشعر بالثقة حقا عندما نعتقد أننا‬
‫نستطيع أن نؤدي بنجاح ‪ ،‬فالثقة بالنفس هي توقع النجاح ‪ ،‬واألكثر أهمية االعتقاد في‬
‫إمكانية التحسن ‪ ،‬فالثقة بالنفس ال تتطلب بالضرورة تحقيق المكسب ‪ ،‬فبالرغم من عدم‬
‫تحقيق المكسب فإنه يمكن االحتفاظ بالثقة في النفس وتوقع تحسن األداء‪.‬‬

‫تعتبر الثقة بالنفس هامة جدا الرتباطها بقيمة الذات وتقدير الالعب لنفسه ‪ ،‬إن تقدير‬
‫الذات لالعب تحتل أهمية كبيرة ‪ ،‬إن لم تكن األهم في خطة اإلعداد النفسي للرياضي ‪ ،‬إن‬
‫قيمة الذات تمثل المفهوم النفسي األساسي الذي يجب أن يؤخذ دائما في االعتبار ‪ ،‬إذا‬
‫أردنا تدريب الالعبين بنجاح فال يوجد شيء أكثر أهمية لكل منا من قيمة الذات وتمثل‬
‫الثقة بالنفس التعبير عن قيمة الشخص لذاته ‪ ،‬كما أن الخبرات المبكرة في الرياضة تعتبر‬
‫هامة جدا في تشكيل الثقة بالنفس للنشء الصغير ‪ ،‬فالالعب الذي تكون خبراته المبكرة‬
‫ناجحة يصبح أكثر ثقة في النفس ويشعر بقيمة أكثر ‪ ،‬ويكون لديه دافعية أكبر لبذل الجهد‬
‫من أجل االمتياز والتفوق ‪ ،‬بينما الالعب الذي تكون خبراته المبكرة فاشلة يكون ثقته في‬
‫نفسه ضعيفة ويشعر بدرجة أقل نحو قيمته لذاته‪.‬‬
‫‪.1.1.1‬أنواع الثقة بالنفس ‪:‬‬

‫حسب أسامة راتب يمكن تحديد أنواع الثقة بالنفس من خالل معرفتنا طبيعة العالقة‬
‫بين الثقة بالنفس واألداء في ضوء فهم منحنى يو المقلوب شكل ‪ 11‬حيث يتوقع أن األداء‬
‫يتحسن مع زيادة الثقة بالنفس حتى نقطة مثلى ‪ ،‬حيث أن الزيادة في الثقة تؤدي إلى نقص‬
‫وضعف األداء‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بصورة مباشرة على أداء المهارات الرياضية المختلفة )‪. ( 1‬‬


‫يشير شمعون نقال عن ‪ Nideffer‬أن االنتباه مهارة يمكن تعلمها وتنميتها من خالل‬
‫التدريب وبذل الجهد المتواصل ‪ ،‬حيث أنه غالبا ما يتقرر مصير مباراة من خالل‬
‫األخطاء الصغيرة التي في كثير من األحيان يمكن إرجاعها إلى فقدان تركيز االنتباه‪.‬‬

‫‪.1.2.1‬تعريف االنتباه ‪:‬‬


‫عرفه عالوي بأنه العملية العقلية أو المعرفية التي توجه وعي الفرد نحو‬
‫الموضوعات المدركة )‪ . (2‬بأنه عبارة عن تضييق االنتباه نحو ‪ Gould‬و ‪Weinberg‬‬
‫كما عرفه أسامة راتب نقال عن المثيرات )الرموز( المرتبطة بالبيئة واالحتفاظ باالنتباه‬
‫نحو تلك المثيرات) الرموز(‪ ،‬ويتضمن هذا التعريف جزأين كما في الشكل )‪. (3) (02‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الفتاح عنان‪ ''.‬سيكولوجية التربية الرياضية''‪.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ، 8882 ،‬ص‪. 219:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬محمد حسن عالوي ‪''.‬علم نفس التدريب والمنافسات الرياضية''‪ .‬لقاهرة ‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ، 2002 ،‬ص‪. 247:‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬أسامة كامل راتب‪ ،‬النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ ،8881 ،‬ص‪. . 361-283:‬‬
‫‪13‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.2.2.1‬الفرق بين االنتباه والتركيز‪:‬‬


‫يقول أسامة راتب ‪ :‬قد نستخدم مصطلحا " التركيز "و" االنتباه " في المجال‬
‫الرياضي على نحو مترادف والواقع أن هناك فرقا بينهما من حيث الدرجة وليس النوع‬
‫فاالنتباه أهم من التركيز واآلخر نوع من تطبيق االنتباه وتثبيته على مثير معين فالتركيز‬
‫على هذا النحو بمعناه انتباه انتقائي يعكس مقدرة على توجيه االنتباه ودرجة شدته ‪،‬‬
‫ولكما زادت مقدرة الرياضي على التركيز في الشيء الذي يقوم بأدائه كلما حقق استجابة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أفضل‬
‫في حين يقول عنان أن تركيز االنتباه يعتبر أحد المهارات العقلية الهامة لرياضيين‬
‫وهو األساس لنجاح عملية التعليم أو التدريب أو المنافسة في أشكالها المختلفة حيث‬
‫تبنى عليه العمليات األخرى كاإلدراك والتفكير والتذكر والتوقع ‪ ،‬ويتمثل مفهومه العام في‬
‫القدرة على التركيز العقل حول موضوع معين عن طريق االنتقاء في الشعور ويضيف‬
‫نقال عن ‪ Scllemberge‬على أن تركيز االنتباه وظيفة انتقائية وتوجيهية منظمة من‬
‫وظائف الشعور اإلنساني تتضمن العالقة بين الفرد والبيئة وما بين الشعور والنشاط )‪. (2‬‬
‫ويفرق حماد بين االنتباه والتركيز حيث يقول أن االنتباه يعني اختبار وتهيئة عقلية‬
‫نحو شيء أو موضوع لمالحظته أو أدائه أو التفكير فيه ‪ ،‬وعملية تركيز االنتباه تعني‬
‫المقدرة على توجيه الفكر إلى عدد محدد من العناصر التي تحدث خالل المنافسة أو‬
‫المباراة )‪. (3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬أسامة كامل راتب‪ ،‬النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ ،8881 ،‬ص‪. . 361-283:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬محمود عبد الفتاح عنان ''‪.‬سيكولوجية التربية الرياضية'' ‪.‬القاهرة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪. 219‬‬
‫‪ -‬مفتي إبراهيم حمادة ‪ ''.‬المهارات الرياضية أسس التعلم والتدريب''‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز الشباب للنشر‪ ، 2002 ،‬ص‪.126 - 117:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪14‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.1.3.1‬القلق‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يعرف أسامة راتب نقال عن ‪ Splielperger‬حالة القلق بأنها ‪ :‬حالة انفعالية ذاتية‬
‫يشعر فيها الفرد بالخوف والتوتر ‪ ،‬ويمكن أن تتغير هذه الحالة في شدتها من وقت‬
‫آلخر"‪ ،‬بينما يعرف سمة القلق بأنها "استعداد شخصي دائم نسبيا إلدراك مواقف بيئية‬
‫معينة كمهدد أو ضاغط ‪ ،‬والميل لالستجابة لهذه المواقف بمستويات مختلفة لحاالت‬
‫والقلق يشكل علم ينظر له كخاصية سلبية سواء أظهر الشخص حالة القلق لفترة قصيرة‬
‫أو يكون لديه استعداد عام لالستجابة لهذه المواقف‪.‬‬
‫القلق هو انفعال مركب من التوتر الداخلي والشعور بالخوف و توقع الخطر ‪ ،‬وهو خبرة‬
‫انفعالية غير سارة يدركها الفرد كشيء ينبعث من داخله‪.‬‬

‫ويعني القلق عادة المشاعر غير سارة التي تتميز بالهم والخشية والفزع و الرهبة و‬
‫الخوف التي يستشعرها الفرد في وقت ما في حياته وبدرجات مختلفة ما بين القلق‬
‫البسيط الذي يظهر على شكل الخشية وانشغال البال والقلق الشديد الذي يظهر على‬
‫شكل الرعب والفزع ‪ ،‬فالفرد الخائف يعرف في العادة مصدر خوفه ولكن القلق ال يعرف‬
‫دوماً مصدر قلقه (‪.)1‬‬

‫ويرى بعض العلماء إن أداء اإلنسان وخاصة في المواقف التي لها عالقة‬
‫بمستقبله يتأثر لحد كبير بمستوى القلق الذي يتميز به الفرد‪ .‬وهناك ثالثة مستويات‬
‫للقلق هي ( المستوى المنخفض للقلق ‪ ،‬المستوى المتوسط للقلق ‪ ,‬المستوى العالي‬
‫للقلق) (‪.)2‬‬

‫(‪)0‬‬
‫‪ -‬أسامة كامل راتب ‪ ،‬النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ ، 8881 ،‬ص‪. 2012 :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن عدس و محي الدين توق ‪ '' ،‬المدخل إلى علم النفس ''‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 449 :‬‬
‫) ‪ -‬أسامة كامل راتب ‪'' ،‬علم نفس الرياضة'' ‪.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ، 6887 ،‬ص‪. 312:‬‬
‫(‪2‬‬

‫‪71‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.2.3.1‬التعامل مع القلق ‪:‬‬


‫القلق من الظواهر النفسية التي يجب أن يركز كل مدرب على معرفة مدى وجودها‬
‫لدى العبيه ‪ ،‬ألنه يؤدي دور في التأثير على أداء الالعبين إذ أن االنفعاالت النفسية قد‬
‫تؤدي إلى نقص الجرأة واإلقدام والفشل في أداء المهارات الحركية والتي تؤدي بالفرد إلى‬
‫االختالل في توافقه العضلي العصبي مما يؤثر بدرجة ملحوظة على مستوى أدائه‬
‫المهاري ‪.‬‬
‫والقلـ ــق كمـ ــا يعرفـ ــه (محمـ ــد حسـ ــن عـ ــالوي ) " انفعـ ــال مركـ ــب مـ ــن التـ ــوتر الـ ــداخلي‬
‫والشعور بالخوف وتوقع الخطـر وهـو خبـرة انفعاليـة غيـر سـارة يـدركها الفـرد كشـيء ينبعـث‬
‫من داخله " (‪. )1‬‬
‫ويعرفه بأنه "عبارة عن مشاعر وأحاسيس غريبة‬ ‫) (‪.)2‬‬ ‫وأما (مصطفى عبد السالم‬
‫ومؤلمة تنتج عن سوء تكيف وعدم انسجام وتوافق وتط أر هذه المشاعر على المرء حينما‬
‫ال يستطيع التوفيق بين دوافعه وحاجاته األساسية من جهة وبين الواقع الذي يعيشه من‬
‫جهة أخرى "‪.‬إذن فالقلق هو عبارة عن عملية اضطراب تصيب الفرد مؤدية إلى حدوث‬
‫تغيرات فسيولوجية ونفسية تؤثر في سلوك وقدرة الفرد على األداء أو القيام بالعمل‬
‫المطلوب بصورة غير طبيعية ويكون القلق أما مؤقتا أو مستم ار وهذا ما يؤكد (أسامة‬
‫كامل راتب ) بقوله أن "حالة القلق صفة مؤقتة تتغير من وقت ألخر وهي تعبر عن‬
‫درجة القلق التي يشعر بها الفرد في وقت معين "‪ .‬قلق المنافسة هي "الميل إلدراك‬
‫مواقف المنافسة كمهدد واالستجابة لهذه المواقف بحالة القلق "(‪.)2‬‬

‫(‪ - )0‬محمد حسن عالوي ‪ '' ،‬مدخل في علم النفس الرياضي'' مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.393-319:‬‬
‫‪ -‬مصطفى عبد السالم ‪'' ،‬علم النفس الرياضي'' ‪ .‬الموصل ‪ :‬دار الفكر العربي ‪ ،‬ط‪ ،6895 ، 6‬ص‪. 651:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫) ‪ -‬مصطفى حسين باهي وسمير عبد القادر جاد ‪ '' ،‬المدخل الى االتجاهات الحديثة في علم النفس الرياضي'' ‪ .‬القاهرة ‪ :‬الدار العالمية‬
‫(‪2‬‬

‫للنشر والتوزيع و‪ ، 2114،‬ص‪.683 :‬‬

‫‪76‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪/2‬العوامل االجتماعية قيد الدراسة ‪:‬‬


‫‪.2.1‬األسـرة ‪:‬‬
‫مع أن األسرة هي من أهم المؤسسات االجتماعية التي يتكون منها البناء‬
‫االجتماعي للمجتمع ‪ ،‬فليس الصطالح األسرة تعريف ومعنى واضحان يتفق عليها‬
‫العلماء ‪ ،‬لهذا تعددت تعريفات األسرة بتعدد العلماء ‪ ،‬واتجاهاتهم النظرية والفكرية‪.‬‬

‫‪ .2.2. 2‬تعريف األسرة‪:‬‬


‫األسرة في اللغة ‪ ،‬هي الدرع الحصينة ‪ ,‬وأهل الرجل ‪ ،‬وعشيرته ‪ ،‬وتطلق على‬
‫الجماعة التي يربطها أمر مشترك ‪ ،‬وجمعها أسر(‪ ، )1‬وجاء في معجم علم االجتماع ‪:‬‬
‫أن األسرة هي عبارة عن جماعة من األفراد يرتبطون معا بروابط الزواج ‪ ،‬والدم ‪ ،‬والتبني‬
‫ويتفاعلون معا ‪ ،‬وقد يتم هذا التفاعل بين الزوج والزوجة وبين األم واألب واألبناء‬
‫ويتكون منهم جميعا وحدة اجتماعية تتميز بخصائص معينة(‪.)2‬‬

‫‪ :‬أن‬ ‫))‬ ‫معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‬ ‫((‬ ‫‪ -‬ويرى الدكتور أحمد زكي بدوي في‬
‫األسرة هي الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني‪،‬‬
‫وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجماعي ‪ ،‬والقواعد التي تقرها المجتمعات‬
‫المختلفة (‪.)3‬‬

‫‪ -‬وفي رأي عالم االجتماع الفرنسي هنري موندراس ‪ :‬أن ليس لألسرة معنى واضح في‬
‫اللغة الفرنسية حيث يشير هذا المصطلح إلى األشخاص ( األب ‪ ،‬واألم واألبناء )‬

‫(‪)0‬‬
‫‪ -‬مجموعـ ـ ــة مـ ـ ــن المـ ـ ــؤلفين ‪'' ،‬المعجــــــم الوســــــيط '' ‪ .‬بيـ ـ ــروت ‪ :‬دار إحيـ ـ ــاء الت ـ ـ ـراث العربـ ـ ــي ‪ ،‬ل ـ ـ ـم تـ ـ ــذكر سـ ـ ــنة الطبـ ـ ــع ‪ ,‬ص ‪. 69 :‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫‪- Joseph.Sumpf ,Michel. Hugues:''Dictionnair de sociologie ''Librairie .Larousse. Paris , 1973.p:131 .‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬مجموعة من المؤلفين ‪'' ،‬المعجم الوسيط '' ‪ .‬بيروت ‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬لم تذكر سنة الطبع ‪ ،‬ص ‪69 :‬‬

‫‪72‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المرتبطين مع بعضهم بروابط الدم ‪ ،‬فإننا نعني بكلمة أسرة األشخاص الذين يعيشون معا‬
‫في منزل واحد (‪. )1‬‬

‫أن األسرة ليست ذلك التجمع‬ ‫((‬ ‫‪ -‬وفي اعتقاد عالم االجتماع الفرنسي إميل دير كايم‬
‫الطبيعي لألبوين ‪ ،‬وما ينجبانه من أوالد – على ما يسود االعتقاد – بل أنها مؤسسة‬
‫‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫))‬ ‫اجتماعية ‪ ،‬ويرتبط أعضاؤها حقوقيا وخلقيا ببعضهم البعض‬

‫‪ -‬واألسرة حسب تعريف كل من أوغبرن ونيمكوف ‪ ،‬هي عبارة عن منظمة دائمة نسبيا‬
‫تتكون من زوج وزوجة مع أطفال أو دونهم ‪ ،‬أو تتكون من رجل وامرأة على انفراد ‪ ،‬مع‬
‫ضرورة وجود أطفال وتربط هؤالء عالقات قوية متماسكة تعتمد على أواصر الدم‬
‫والمصاهرة والتبني ‪ ،‬والمصير المشترك )) (‪. )3‬‬

‫وعرفتها الخشاب بأنها ‪ ":‬اتحاد حتمي تؤدي إليه االستعدادات والقدرات الكامنة في‬
‫الطبيعة البشرية النازعة إلى االجتماع ‪ ،‬وهي بأوضاعها ومراسيمها مؤسسة اجتماعية‬
‫تنبعث من ظروف الحياة التلقائية للنظم واألوضاع االجتماعية ‪ ،‬كما أنها ضرورة حتمية‬
‫للقاء الجنسي البشري ودوام الوجود االجتماعي ‪ ،‬ويتحقق ذلك بفضل اجتماع اثنين هما‬
‫الرجل والمرأة واالتحاد الدائم المستقر بينهما بصورة ُيقرها المجتمع هو األسرة " (‪. )4‬‬

‫كما ُيعرفها عاطف غيث على أنها "هذا االتحاد القائم بين هذين الكائنين ‪ :‬الرجل‬
‫والمرأة بصورة ُيقرها المجتمع هو األسرة ‪ ،‬فالزواج مرحلة وشرط ضروري لقيام األسرة‬
‫واألسرة نتاج التفاعل الزوجي ‪ ،‬ولكي نفرق بين المصطلحين نذكر أن الزواج هو تزوج‬
‫منظم بين الرجل والنساء ‪ ،‬على حين أن األسرة تدل على الزواج مضافاً إليه‬
‫اإلنجاب"(‪.)5‬‬

‫(‪)0‬‬
‫‪-Henri. mendras : ''élément de sociologie'' . Paris Armand .colin , 1975 . p :155 .‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Emile .Durkheim :''La famille conjugale ''. Paris : Revue philosophique, janvier-fevr ,1921, p:06.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪- Ogburn . W and Nimkoff . M , « A hand book of sociologie » . New .York ، 1958 ، p : 488 .‬‬

‫) ‪ -‬موسى رشاد علي عبد العزيز ‪ '' ،‬علم النفس الديني '' ‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار عالم المعرفة ‪ 6883 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 635 :‬‬
‫(‪4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ -‬محمد عاطف غيث ‪ '' ،‬علم االجتماع '' ‪ .‬اإلسكندرية ‪ :‬دار المعرفة الجامعية ‪ 6885 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.81 :‬‬
‫‪73‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويرى كل من بل ‪ ،‬و فوجل ‪ " :‬أن األسرة هي عبارة عن وحدة بنائية تتكون من رجل‬
‫وامرأة ‪ ،‬يرتبطان بطريقة منظمة اجتماعيا مع أطفالهما‪ .‬وألن بعض األطفـال في األسرة‬
‫يصبحون أعضاء فيها بالتبني ‪ ،‬فال يلزم إذن أن يكون األطفال مرتبطين بيولوجيا بها ‪،‬‬
‫" (‪. )1‬‬ ‫وتسمى هذه الوحدة عادة أسرة‬

‫‪ -‬وفي رأي وستر مارك ‪ " :‬أن األسرة هي تجمع طبيعي بين أشخاص انتظمتهم روابط‬
‫الدم فألفوا وحدة مادية ومعنوية تعتبر من أصغر الوحدات االجتماعية التي يعرفها‬
‫" (‪. )2‬‬ ‫المجتمع اإلنساني‬

‫‪.1.2 .1‬أنماط األسرة ‪:‬‬

‫تختلف أنماط األسرة باختالف أنماط المجتمعات اإلنسانية ‪ ،‬وال يوجد أي مجتمع‬
‫يقتصر على نمط واحد فقط من األسر ال يعرف سواه ‪ ،‬بل تتنوع األنماط األسرية حسب‬
‫المناطق الجغرافية ‪ ،‬والظروف االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬و الثقافية داخل كل مجتمع ‪.‬‬

‫وفي العموم درج الباحثون على تصنيف األنماط األسرية وفقا لآلتي ‪:‬‬

‫‪ .2-1-2-1‬من حيث االنتساب الشخصي ‪:‬‬


‫هناك نوعان من األسر ‪:‬‬
‫أسرة التوجيه ‪ :‬وهي التي يولد فيها اإلنسان ‪ ،‬فتقوم بإكسابه العادات والتقاليد‬ ‫أ‪/‬‬
‫والمعايير االجتماعية والقيم ‪ ،‬وتعمل على إعداده ألداء دوره في المجتمع ‪.‬‬

‫(‪) 0‬‬
‫‪-Bell. N. and vogel . E : ''A modern introduction to the family''. New. York ,1962 , p : 01 .‬‬
‫(‪) 4‬‬
‫‪- wester- marck .E , A : '' A shurt history of mariage and the family '' . London , 1962 , p : 4 -5 .‬‬
‫‪74‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1.1‬المدرسة ‪:‬‬
‫المدرسة هي المؤسسة االجتماعية التي تقوم بوظائف التربية ‪ ،‬ونقل الثقافة المتطورة‬
‫وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا ‪ ،‬وانفعاليا ‪ ،‬فبدخول الفرد المدرسة يخرج من‬
‫نطاق العالقات والتفاعالت البسيطة مع أفراد األسرة إلى عالقات أكبر وأوسع بين‬
‫الطفل وزمالئه (‪.)1‬‬
‫كما أننا نالحظ أن األساليب التي كانت تتبعها األسرة مع الطفل قبل التحاقه‬
‫بالمدرسة لها أثر كبير في تكيف الطفل في المدرسة ‪ ،‬وذلك ألن الطفل يجد في المدرسة‬
‫أنظمة وقوانين تختلف عما ألفه في جو األسرة ‪ ،‬لذلك يجد نفسه مضط ار إلى تغيير‬
‫سلوكه وتعديله ‪.‬‬
‫وبذلك تستطيع المدرسة أن تقوم بدور فعال في تقويم ما أعوج من سلوكه وتحصينه‬
‫بكثير من المعايير واالتجاهات االجتماعية السليمة التي تكونت لدى الطفل من خالل‬
‫تواجده مع أفراد أسرته ‪.‬‬
‫وكذلك يلعب المدرس دو ار بار از ومهما في حياة الطفل في المدرسة ‪ ,‬فهو األب‬
‫الثاني له ‪ ،‬لذلك نجد أن الطفل يحاول جاهدا كسب رضا مدرسيه حتى يشعر باألمن‬
‫الذي يسعى للحصول عليه ‪.‬‬
‫وتســتطيع المدرســة أن تــدعم القــيم االجتماعيــة الســائدة فــي المجتمــع وذلــك مــن خــالل‬
‫مناهجها الدراسية ‪ ،‬كما يمكن أن يتضمن النشاط المدرسي الالمنهجي إكساب التالميذ‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬حامد عبد السالم زهران ‪ '' ،‬علم النفس االجتماعي '' ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ 6877 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 221 :‬‬
‫‪96‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعض األساليب السلوكية االجتماعية السوية ‪ ،‬وتعلم بعـض المعـايير واألدوار االجتماعيـة‬
‫وك ــذلك فـ ـإن الم ــدرس ينق ــل إل ــى تالمي ــذه أس ــاليب الس ــلوك الش ــاذة م ــن انطـ ـواء ‪ ،‬وخج ــل ‪،‬‬
‫وعدوان ‪ ،‬وشعور بالتوتر وعدم االستقرار‪ ،‬كـذلك يسـتطيع المـدرس أن يسـاعد الطفـل علـى‬
‫الــتخلص مــن األســاليب الســلوكية الشــاذة ‪ ،‬ويشــبع حاجــة الطفــل إلــى التقــدير االجتمــاعي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫واعتبار الذات التي لم يتمكن من التمتع في أثناء تواجده مع أسرته‬

‫وتتميز المدرسة بأنها بيئة متسقة تختلف عن البيئة المنزلية سواء في عدد أفرادها أو‬
‫في وظيفتها أو في العالقات السائدة فيها‪ .‬وقيمة المدرسة أنها نموذج مصغر للمجتمع‬
‫فالطفل يعيش في المدرسة وكأنه يتمرن على ممارسة ألوان الحياة االجتماعية حتى يكون‬
‫مهيئا لخوض الحياة االجتماعية الحقيقية في المجتمع والمدرسة في هذا الوضع كأنها‬
‫حوض سباحة يتمرن فيه الناشئ قبل أن يخوض غمار لجة البحر ‪.‬‬

‫وتتيح المدرسة ممارسة ألوان مختلفة من األنشطة منها الثقافية واالجتماعية‬


‫والرياضية ‪ ،‬بجانب المواقف التعليمية التقليدية ‪ ،‬وأمام المراهق هذه األلوان وعليه أن‬
‫يمارس ما يتفق مع ميوله وما يجد نفسه راغبا في ممارسته من ألوان النشاط ‪ .‬ولهذا‬
‫النشاط قيمة تربوية ونفسية كبيرة إذ يساعد المراهق على إعالء دوافعه وميوالته ويساعده‬
‫على تأكيد ذاته وعلى اكتساب مزيد من الخبرات االجتماعية وغيرهم (‪.)2‬‬

‫(‪)0‬‬
‫‪ -‬مختار حمزة ‪ '' ،‬أسس علم النفس االجتماعي '' ‪ .‬جدة ‪ :‬دار البيان العربي‪ ،‬ط‪ ،1991، 01‬ص‪. 235 :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬عالء الدين كفافي ‪ '' ،‬االرتقاء النفسي للمراهق '' ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ 2111 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 279 :‬‬
‫‪92‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2.1‬جماعة الزمالء واألصدقاء ‪:‬‬

‫وهي الجماعة التي تتكون من أصدقاء الطفل الذين يتقاربون في أعمارهم وميولهم‬
‫وهواياتهم ‪ .‬وكذلك فإن الطفل عند انضمامه إلى جماعات أخرى غير األسرة فإنه يقابل‬
‫نماذج يتخذها مثال أعلى وبالتالي يمتص أدواتها والصفات المحببة فيها (‪. )1‬‬

‫وقد دلت األبحاث على أنه كثي ار ما يعدل الطفل من القيم والمعايير التي اكتسبها في‬
‫المنزل تبعا لما تتطلبه جماعة القرناء ‪ ،‬وهذا يجعل لتوجيه اآلباء ألطفالهم في اختيار‬
‫أصدقائهم أهمية خاصة إذ كثي ار ما تؤدي الصداقة الخاطئة إلى أنواع مختلفة من‬
‫االنحراف وغالبا ما يجد الطفل في جماعة النظائر متنفسا لسلوكه العدواني الذي ال‬
‫يستطيع تحقيقه سواء في جو المدرسة أم األسرة (‪. )2‬‬

‫وجماعة النظائر تلعب دو ار بار از في عملية التنشئة االجتماعية فهي تؤثر في قيمه‬
‫وعاداته واتجاهاته كما أنها تساعد على تكوين المعايير االجتماعية لدى الطفل وتدريبه‬
‫على تحمل المسؤولية وتساعده على تحقيق أهم المطالب النمو وهو االعتماد على النفس‬
‫واالستقالل ‪ ،‬كما تساعد على إشباع حاجة الفرد إلى المكانة واالنتماء ‪.‬‬

‫كما أنه لوحظ من خالل التجارب أن مدى تأثر الفرد بالصحبة هو أمر يتوقف على‬
‫العالقة بين الفرد وصحبته ‪ ،‬وكلما ازدادت درجة هذه العالقة ‪ ،‬ازداد مدى تمسك الفرد‬
‫لما اصطلحت عليه الجماعة من أنماط سلوكية (‪. )3‬‬

‫وأننا نجد أنه عندما تتضارب معايير اآلباء وجماعة الزمالء فإن الطفل غالبا ما‬
‫أقرنه ‪ ،‬وربما يكون ذلك طريقة لتأكيد الطفل الستقالله عن‬
‫يتماشى مع معايير جماعة ا‬
‫والديه إضافة إلى ذلك حاجة الطفل األساسية في أن يتجنب نبذ الجماعة التي يتطابق‬

‫‪ - )4( -‬انتصار يونس ‪ '' ،‬السلوك اإلنساني '' ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 214 - 272 :‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬مختار حمزة ‪ '' ،‬أسس علم النفس االجتماعي '' ‪ .‬مرجع سابق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 241 :‬‬

‫‪93‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتمايل معها ومما يجدر ذكره أن تطابق الطفل مع زمالئه في المواقف المختلفة غالبا‬
‫أقرنه ‪ ،‬ولقد الحظت '' برندا '' من خالل‬
‫ما يكون بصورة أكبر من تطابق الراشد مع ا‬
‫‪ ،‬قد سايرت األحكام الخاطئة التي‬ ‫)‬ ‫‪66‬‬ ‫(‬ ‫بحثها لتمييز الخطوط أن أغلب األطفال‬
‫صدرت من زمالئهم ‪ ،‬في حين أن ‪ 61‬طفال فقط قد امتثل للتمييز الخاطئ الذي صدر‬
‫عن مدرسيهم ‪ ،‬وقد أشارت '' برندا'' بأن الحاالت قد أذعنت للجماعة ‪ ،‬كما أن األطفال‬
‫الصغار كانوا أكثر تأث ار برأي الغالبية الكاذب من األطفال األكبر سنا ‪.‬‬

‫وان من أهم أسباب هذا السلوك أالمتثالي من قبل الطفل لزمالئه يرجع إلى أن األطفال‬
‫ال تحب أن تكون مرفوضة أو تبدو مختلفة عن اآلخرين وذلك كما ورد عن لسان أحد‬
‫األطفال لتفسير سلوكه (‪. )1‬‬
‫ولقد أجرت'' الفلن '' عدة تجارب أوضحت فيها أثر التقبل االجتماعي للزمالء عن‬
‫ولقد حاولت باإلضافة إلى تحديد درجة التقبل االجتماعي لكل طفل داخل‬ ‫الطفل‬
‫الجماعة من سنة إلى أخرى ‪ ،‬فقد جمعت بيانات لكل طفل تتضمن قياس قدرته العقلية‬
‫وتحصيله الدراسي وسمات شخصيته ‪ ،‬ولقد اتضحت من هذه الدراسة داللة سمات‬
‫الشخصية كمحددات للتقبل االجتماعي داخل الجماعة وكانت أهم هذه السمات هي‬
‫الصداقة ‪ ،‬المحبة المظهر الحسن االنشراح والسرور والحماس ‪ ،‬أما األطفال الذين‬
‫يوصفون بأنهم كثيروا الكالم وقلقون حصلوا على درجات منخفضة في التقبل االجتماعي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫لدى الجماعة ‪ ،‬على نقيض األطفال الذين لم يوصفوا بهده السمات‬

‫(‪)0‬‬
‫‪-Brenda. R , '' THE Influence of the Group on the Judgments of children '' . New York : kings‬‬
‫‪Crown Press ,1950 , p : 20 .‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪- Langhin , F,'' The peerstatus of sixth seventh grade children '' . New York : Bunean of Publications‬‬
‫‪Columbia University , 1954 , P : 71-72 .‬‬
‫‪94‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أننا نالحظ أن الطفل يحاول أن يحرر نفسه من االعتماد الكامل على أسرته وغالبا‬
‫ما نجد أن جماعة الزمالء توفر االحتماالت البديلة والموجودة في األسرة فنجد أن جماعة‬
‫الزمالء غالبا ما تكافئ أو تعاقب الطفل ‪ ،‬كما أنها تشجع بصورة ملحوظة نمو أنماط‬
‫سلوكية ليست متفقة مع تلك السائدة داخل المجال األسرى وغالبا ما يكون اآلباء سريعي‬
‫التأثر لقوة سلطة جماعة الزمالء على طفلهم ونجدهم يحددون عالقة أطفالهم ممن‬
‫يختلط بهم من حيث المستوى االجتماعي والطبقي والعنصري ‪ ،‬كما أن ذلك غالبا ما‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يكون محددا في اختيارهم المناطق السكنية ‪ ،‬والمدارس التي يلتحق بها أطفالهم‬

‫(‪)0‬‬
‫‪ -‬عادل عز الدين األشول ‪ '' ،‬سيكولوجية الشخصية '' ‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة األنجلو مصرية ‪ 6879 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 258 :‬‬
‫‪95‬‬
‫العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة ‪:‬‬
‫لقــد تطرقنــا فــي فصــلنا هــذا إلــى بعــض أهــم العوامــل التــي لهــا دور فــي التفــوق واالنجــاز‬
‫الرياض ــي لألفـ ـراد لألنش ــطة الرياض ــية المدرس ــية ‪ ،‬فم ــن خالل ــه أعطين ــا تعريف ــات لهات ــه‬
‫العوامل وتأثيراتها بحيث خلصنا إلى دور األسرة في مشاركة أبناءهـا باألنشـطة الرياضـية‬
‫ومسـ ــاعدتهم علـ ــى التميـ ــز‪ ,‬فهـ ــي مـ ــن أهـ ــم المؤسسـ ــات التـ ــي تسـ ــهم فـ ــي عمليـ ــة التنشـ ــئة‬
‫االجتماعية لما تحدثه في تأثير لألفراد فهي المؤسسة االجتماعية األولـى التـي يبـدأ الطفـل‬
‫فيهــا حياتــه ( كمــا يــرى ويلـــك ) ‪ ،‬وكــذلك الــدور الــذي تلعبــه المدرســة فــي تعلــم التالميــذ‪،‬‬
‫وتشجيعهم على المشـاركة فـي ممارسـة األنشـطة الرياضـية داخـل المدرسـة وخارجهـا ( كمـا‬
‫يرى ذلك بارسون ) ‪ ,‬ودور العوامل النفسية البالغ الذي ال يقل أهمية عنهما‪.‬‬
‫فتنظــيم المباريــات بــين الصــفوف والنشــاطات التنافســية بــين المــدارس ‪ ،‬وتــأثير الرفــاق‬
‫فــي ســلوك الفــرد وشخصــيته ( كمــا يــرى مرســـي ) تســاهم إلــى االرتقــاء بأقســام الرياضــة‬
‫ودراسة نحو التفوق واالنجاز الرياضي مقارنة باألقسام العادية ‪.‬‬
‫ومن كل هذا نخلص أن ما لهذه العوامل من أهمية بالغة في التفوق واالنجاز‬
‫الرياضي فإن استغلت في شكلها االيجابي أصبح اإلقبال كبي ار على المشاركة نحو‬
‫األنشطة الرياضية المدرسية والبلوغ بها إلى أعلى المستويات ‪ ،‬وان استغلت في شكلها‬
‫السلبي كان العكس ‪.‬‬

‫‪51‬‬

You might also like