Professional Documents
Culture Documents
فصل العوامل النفسية و الاجتماعية
فصل العوامل النفسية و الاجتماعية
فصل العوامل النفسية و الاجتماعية
تمهيد:
إن عملية اإلعداد لغرض الوصول إلى المستوى العالي الذي يستطيع من خالله
الرياضي تحقيق االنجازات المرموقة التي تمكنه من احتالل المراكز المتقدمة أصبحت
عملية تتطلب الكثير من البحث في مختلف الجوانب االجتماعية ،البدنية والمهارية و
النفسية المؤثرة على األداء واالنجاز الرياضي .
51
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
إن الثقة بالنفس حالة شعورية يمتلكها الالعب ترفعه نحو األداء الجيد بقدرة وثبات
عالية بعيدا عن الخوف أو التردد في األداء .ويرى (محمد أبو عالم العادل ) بأنها
"عامل أساسي في تكوين مظاهر الشخصية (.)1
وأما (ثامر محسن ) فيعرفها بأنها "شعور الالعب بأنه قادر على القيام بعمل معين
بنجاح" (.)3
فالثقة بالنفس مفهوم نفسي يتطور عند الرياضي بفعل معرفة النواحي الفنية
والخططية بفاعلية كفاءته البدنية وخبرته وممارسة الرياضة بشكل مستمر .
-محمد أبو عالم العامل '' .قياس الثقة بالنفس عند طالبات المرحلة الجامعية و الثانوية'' .الكويت :مرجع سابق ،ص.69 : ()2
()1
-أسامة كامل راتب '' .علم النفس الرياضي'' .القاهرة :دار الفكر العربي ،ط ،6881 ، 2ص.345:
()2
-ثامر محسن ''.اإلعداد النفسي بكرة القدم '' .بغداد :دار الحكمة للطباعة والنشر ،6881 ،ص.623:
57
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
إن الكثير منا يعتقد أنه يمكن أن يصبح لديه الثقة في النفس عندما يحقق المكسب أو
الفوز ،وذلك شيء غير صحيح ،إذ أننا نستطيع أن نشعر بالثقة حقا عندما نعتقد أننا
نستطيع أن نؤدي بنجاح ،فالثقة بالنفس هي توقع النجاح ،واألكثر أهمية االعتقاد في
إمكانية التحسن ،فالثقة بالنفس ال تتطلب بالضرورة تحقيق المكسب ،فبالرغم من عدم
تحقيق المكسب فإنه يمكن االحتفاظ بالثقة في النفس وتوقع تحسن األداء.
تعتبر الثقة بالنفس هامة جدا الرتباطها بقيمة الذات وتقدير الالعب لنفسه ،إن تقدير
الذات لالعب تحتل أهمية كبيرة ،إن لم تكن األهم في خطة اإلعداد النفسي للرياضي ،إن
قيمة الذات تمثل المفهوم النفسي األساسي الذي يجب أن يؤخذ دائما في االعتبار ،إذا
أردنا تدريب الالعبين بنجاح فال يوجد شيء أكثر أهمية لكل منا من قيمة الذات وتمثل
الثقة بالنفس التعبير عن قيمة الشخص لذاته ،كما أن الخبرات المبكرة في الرياضة تعتبر
هامة جدا في تشكيل الثقة بالنفس للنشء الصغير ،فالالعب الذي تكون خبراته المبكرة
ناجحة يصبح أكثر ثقة في النفس ويشعر بقيمة أكثر ،ويكون لديه دافعية أكبر لبذل الجهد
من أجل االمتياز والتفوق ،بينما الالعب الذي تكون خبراته المبكرة فاشلة يكون ثقته في
نفسه ضعيفة ويشعر بدرجة أقل نحو قيمته لذاته.
.1.1.1أنواع الثقة بالنفس :
حسب أسامة راتب يمكن تحديد أنواع الثقة بالنفس من خالل معرفتنا طبيعة العالقة
بين الثقة بالنفس واألداء في ضوء فهم منحنى يو المقلوب شكل 11حيث يتوقع أن األداء
يتحسن مع زيادة الثقة بالنفس حتى نقطة مثلى ،حيث أن الزيادة في الثقة تؤدي إلى نقص
وضعف األداء.
59
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
()1
-محمد عبد الفتاح عنان ''.سيكولوجية التربية الرياضية''.القاهرة :دار الفكر العربي ، 8882 ،ص. 219:
()2
-محمد حسن عالوي ''.علم نفس التدريب والمنافسات الرياضية'' .لقاهرة :دار الفكر العربي ، 2002 ،ص. 247:
()3
-أسامة كامل راتب ،النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( .مرجع سابق ذكره ،8881 ،ص. . 361-283:
13
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
()1
-أسامة كامل راتب ،النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( .مرجع سابق ذكره ،8881 ،ص. . 361-283:
()4
-محمود عبد الفتاح عنان ''.سيكولوجية التربية الرياضية'' .القاهرة ،مرجع سبق ذكره ،ص. 219
-مفتي إبراهيم حمادة ''.المهارات الرياضية أسس التعلم والتدريب'' .القاهرة :مركز الشباب للنشر ، 2002 ،ص.126 - 117: ()2
14
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
.1.3.1القلق:
()1
يعرف أسامة راتب نقال عن Splielpergerحالة القلق بأنها :حالة انفعالية ذاتية
يشعر فيها الفرد بالخوف والتوتر ،ويمكن أن تتغير هذه الحالة في شدتها من وقت
آلخر" ،بينما يعرف سمة القلق بأنها "استعداد شخصي دائم نسبيا إلدراك مواقف بيئية
معينة كمهدد أو ضاغط ،والميل لالستجابة لهذه المواقف بمستويات مختلفة لحاالت
والقلق يشكل علم ينظر له كخاصية سلبية سواء أظهر الشخص حالة القلق لفترة قصيرة
أو يكون لديه استعداد عام لالستجابة لهذه المواقف.
القلق هو انفعال مركب من التوتر الداخلي والشعور بالخوف و توقع الخطر ،وهو خبرة
انفعالية غير سارة يدركها الفرد كشيء ينبعث من داخله.
ويعني القلق عادة المشاعر غير سارة التي تتميز بالهم والخشية والفزع و الرهبة و
الخوف التي يستشعرها الفرد في وقت ما في حياته وبدرجات مختلفة ما بين القلق
البسيط الذي يظهر على شكل الخشية وانشغال البال والقلق الشديد الذي يظهر على
شكل الرعب والفزع ،فالفرد الخائف يعرف في العادة مصدر خوفه ولكن القلق ال يعرف
دوماً مصدر قلقه (.)1
ويرى بعض العلماء إن أداء اإلنسان وخاصة في المواقف التي لها عالقة
بمستقبله يتأثر لحد كبير بمستوى القلق الذي يتميز به الفرد .وهناك ثالثة مستويات
للقلق هي ( المستوى المنخفض للقلق ،المستوى المتوسط للقلق ,المستوى العالي
للقلق) (.)2
()0
-أسامة كامل راتب ،النمو الحركي ) الطفولة – المراهقة ( .مرجع سابق ذكره ، 8881 ،ص. 2012 :
()4
-عبد الرحمن عدس و محي الدين توق '' ،المدخل إلى علم النفس '' .مرجع سابق ،ص. 449 :
) -أسامة كامل راتب '' ،علم نفس الرياضة'' .القاهرة :دار الفكر العربي ، 6887 ،ص. 312:
(2
71
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
( - )0محمد حسن عالوي '' ،مدخل في علم النفس الرياضي'' مرجع سابق ،ص.393-319:
-مصطفى عبد السالم '' ،علم النفس الرياضي'' .الموصل :دار الفكر العربي ،ط ،6895 ، 6ص. 651: ()1
) -مصطفى حسين باهي وسمير عبد القادر جاد '' ،المدخل الى االتجاهات الحديثة في علم النفس الرياضي'' .القاهرة :الدار العالمية
(2
76
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
:أن )) معجم مصطلحات العلوم االجتماعية (( -ويرى الدكتور أحمد زكي بدوي في
األسرة هي الوحدة االجتماعية األولى التي تهدف إلى المحافظة على النوع اإلنساني،
وتقوم على المقتضيات التي يرتضيها العقل الجماعي ،والقواعد التي تقرها المجتمعات
المختلفة (.)3
-وفي رأي عالم االجتماع الفرنسي هنري موندراس :أن ليس لألسرة معنى واضح في
اللغة الفرنسية حيث يشير هذا المصطلح إلى األشخاص ( األب ،واألم واألبناء )
()0
-مجموعـ ـ ــة مـ ـ ــن المـ ـ ــؤلفين '' ،المعجــــــم الوســــــيط '' .بيـ ـ ــروت :دار إحيـ ـ ــاء الت ـ ـ ـراث العربـ ـ ــي ،ل ـ ـ ـم تـ ـ ــذكر سـ ـ ــنة الطبـ ـ ــع ,ص . 69 :
() 4
- Joseph.Sumpf ,Michel. Hugues:''Dictionnair de sociologie ''Librairie .Larousse. Paris , 1973.p:131 .
()3
-مجموعة من المؤلفين '' ،المعجم الوسيط '' .بيروت :دار إحياء التراث العربي ،لم تذكر سنة الطبع ،ص 69 :
72
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
المرتبطين مع بعضهم بروابط الدم ،فإننا نعني بكلمة أسرة األشخاص الذين يعيشون معا
في منزل واحد (. )1
أن األسرة ليست ذلك التجمع (( -وفي اعتقاد عالم االجتماع الفرنسي إميل دير كايم
الطبيعي لألبوين ،وما ينجبانه من أوالد – على ما يسود االعتقاد – بل أنها مؤسسة
.
()2
)) اجتماعية ،ويرتبط أعضاؤها حقوقيا وخلقيا ببعضهم البعض
-واألسرة حسب تعريف كل من أوغبرن ونيمكوف ،هي عبارة عن منظمة دائمة نسبيا
تتكون من زوج وزوجة مع أطفال أو دونهم ،أو تتكون من رجل وامرأة على انفراد ،مع
ضرورة وجود أطفال وتربط هؤالء عالقات قوية متماسكة تعتمد على أواصر الدم
والمصاهرة والتبني ،والمصير المشترك )) (. )3
وعرفتها الخشاب بأنها ":اتحاد حتمي تؤدي إليه االستعدادات والقدرات الكامنة في
الطبيعة البشرية النازعة إلى االجتماع ،وهي بأوضاعها ومراسيمها مؤسسة اجتماعية
تنبعث من ظروف الحياة التلقائية للنظم واألوضاع االجتماعية ،كما أنها ضرورة حتمية
للقاء الجنسي البشري ودوام الوجود االجتماعي ،ويتحقق ذلك بفضل اجتماع اثنين هما
الرجل والمرأة واالتحاد الدائم المستقر بينهما بصورة ُيقرها المجتمع هو األسرة " (. )4
كما ُيعرفها عاطف غيث على أنها "هذا االتحاد القائم بين هذين الكائنين :الرجل
والمرأة بصورة ُيقرها المجتمع هو األسرة ،فالزواج مرحلة وشرط ضروري لقيام األسرة
واألسرة نتاج التفاعل الزوجي ،ولكي نفرق بين المصطلحين نذكر أن الزواج هو تزوج
منظم بين الرجل والنساء ،على حين أن األسرة تدل على الزواج مضافاً إليه
اإلنجاب"(.)5
()0
-Henri. mendras : ''élément de sociologie'' . Paris Armand .colin , 1975 . p :155 .
()4
- Emile .Durkheim :''La famille conjugale ''. Paris : Revue philosophique, janvier-fevr ,1921, p:06.
()2
- Ogburn . W and Nimkoff . M , « A hand book of sociologie » . New .York ، 1958 ، p : 488 .
) -موسى رشاد علي عبد العزيز '' ،علم النفس الديني '' .القاهرة :دار عالم المعرفة 6883 ،م ،ص. 635 :
(4
()5
-محمد عاطف غيث '' ،علم االجتماع '' .اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية 6885 ،م ،ص .81 :
73
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
ويرى كل من بل ،و فوجل " :أن األسرة هي عبارة عن وحدة بنائية تتكون من رجل
وامرأة ،يرتبطان بطريقة منظمة اجتماعيا مع أطفالهما .وألن بعض األطفـال في األسرة
يصبحون أعضاء فيها بالتبني ،فال يلزم إذن أن يكون األطفال مرتبطين بيولوجيا بها ،
" (. )1 وتسمى هذه الوحدة عادة أسرة
-وفي رأي وستر مارك " :أن األسرة هي تجمع طبيعي بين أشخاص انتظمتهم روابط
الدم فألفوا وحدة مادية ومعنوية تعتبر من أصغر الوحدات االجتماعية التي يعرفها
" (. )2 المجتمع اإلنساني
تختلف أنماط األسرة باختالف أنماط المجتمعات اإلنسانية ،وال يوجد أي مجتمع
يقتصر على نمط واحد فقط من األسر ال يعرف سواه ،بل تتنوع األنماط األسرية حسب
المناطق الجغرافية ،والظروف االقتصادية واالجتماعية ،و الثقافية داخل كل مجتمع .
وفي العموم درج الباحثون على تصنيف األنماط األسرية وفقا لآلتي :
() 0
-Bell. N. and vogel . E : ''A modern introduction to the family''. New. York ,1962 , p : 01 .
() 4
- wester- marck .E , A : '' A shurt history of mariage and the family '' . London , 1962 , p : 4 -5 .
74
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
.1.1المدرسة :
المدرسة هي المؤسسة االجتماعية التي تقوم بوظائف التربية ،ونقل الثقافة المتطورة
وتوفير الظروف المناسبة للنمو جسميا ،وانفعاليا ،فبدخول الفرد المدرسة يخرج من
نطاق العالقات والتفاعالت البسيطة مع أفراد األسرة إلى عالقات أكبر وأوسع بين
الطفل وزمالئه (.)1
كما أننا نالحظ أن األساليب التي كانت تتبعها األسرة مع الطفل قبل التحاقه
بالمدرسة لها أثر كبير في تكيف الطفل في المدرسة ،وذلك ألن الطفل يجد في المدرسة
أنظمة وقوانين تختلف عما ألفه في جو األسرة ،لذلك يجد نفسه مضط ار إلى تغيير
سلوكه وتعديله .
وبذلك تستطيع المدرسة أن تقوم بدور فعال في تقويم ما أعوج من سلوكه وتحصينه
بكثير من المعايير واالتجاهات االجتماعية السليمة التي تكونت لدى الطفل من خالل
تواجده مع أفراد أسرته .
وكذلك يلعب المدرس دو ار بار از ومهما في حياة الطفل في المدرسة ,فهو األب
الثاني له ،لذلك نجد أن الطفل يحاول جاهدا كسب رضا مدرسيه حتى يشعر باألمن
الذي يسعى للحصول عليه .
وتســتطيع المدرســة أن تــدعم القــيم االجتماعيــة الســائدة فــي المجتمــع وذلــك مــن خــالل
مناهجها الدراسية ،كما يمكن أن يتضمن النشاط المدرسي الالمنهجي إكساب التالميذ
()1
-حامد عبد السالم زهران '' ،علم النفس االجتماعي '' .مرجع سابق ذكره 6877 ،م ،ص . 221 :
96
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
بعض األساليب السلوكية االجتماعية السوية ،وتعلم بعـض المعـايير واألدوار االجتماعيـة
وك ــذلك فـ ـإن الم ــدرس ينق ــل إل ــى تالمي ــذه أس ــاليب الس ــلوك الش ــاذة م ــن انطـ ـواء ،وخج ــل ،
وعدوان ،وشعور بالتوتر وعدم االستقرار ،كـذلك يسـتطيع المـدرس أن يسـاعد الطفـل علـى
الــتخلص مــن األســاليب الســلوكية الشــاذة ،ويشــبع حاجــة الطفــل إلــى التقــدير االجتمــاعي
. ()1
واعتبار الذات التي لم يتمكن من التمتع في أثناء تواجده مع أسرته
وتتميز المدرسة بأنها بيئة متسقة تختلف عن البيئة المنزلية سواء في عدد أفرادها أو
في وظيفتها أو في العالقات السائدة فيها .وقيمة المدرسة أنها نموذج مصغر للمجتمع
فالطفل يعيش في المدرسة وكأنه يتمرن على ممارسة ألوان الحياة االجتماعية حتى يكون
مهيئا لخوض الحياة االجتماعية الحقيقية في المجتمع والمدرسة في هذا الوضع كأنها
حوض سباحة يتمرن فيه الناشئ قبل أن يخوض غمار لجة البحر .
()0
-مختار حمزة '' ،أسس علم النفس االجتماعي '' .جدة :دار البيان العربي ،ط ،1991، 01ص. 235 :
()4
-عالء الدين كفافي '' ،االرتقاء النفسي للمراهق '' .مرجع سابق ذكره 2111 ،م ،ص . 279 :
92
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
وهي الجماعة التي تتكون من أصدقاء الطفل الذين يتقاربون في أعمارهم وميولهم
وهواياتهم .وكذلك فإن الطفل عند انضمامه إلى جماعات أخرى غير األسرة فإنه يقابل
نماذج يتخذها مثال أعلى وبالتالي يمتص أدواتها والصفات المحببة فيها (. )1
وقد دلت األبحاث على أنه كثي ار ما يعدل الطفل من القيم والمعايير التي اكتسبها في
المنزل تبعا لما تتطلبه جماعة القرناء ،وهذا يجعل لتوجيه اآلباء ألطفالهم في اختيار
أصدقائهم أهمية خاصة إذ كثي ار ما تؤدي الصداقة الخاطئة إلى أنواع مختلفة من
االنحراف وغالبا ما يجد الطفل في جماعة النظائر متنفسا لسلوكه العدواني الذي ال
يستطيع تحقيقه سواء في جو المدرسة أم األسرة (. )2
وجماعة النظائر تلعب دو ار بار از في عملية التنشئة االجتماعية فهي تؤثر في قيمه
وعاداته واتجاهاته كما أنها تساعد على تكوين المعايير االجتماعية لدى الطفل وتدريبه
على تحمل المسؤولية وتساعده على تحقيق أهم المطالب النمو وهو االعتماد على النفس
واالستقالل ،كما تساعد على إشباع حاجة الفرد إلى المكانة واالنتماء .
كما أنه لوحظ من خالل التجارب أن مدى تأثر الفرد بالصحبة هو أمر يتوقف على
العالقة بين الفرد وصحبته ،وكلما ازدادت درجة هذه العالقة ،ازداد مدى تمسك الفرد
لما اصطلحت عليه الجماعة من أنماط سلوكية (. )3
وأننا نجد أنه عندما تتضارب معايير اآلباء وجماعة الزمالء فإن الطفل غالبا ما
أقرنه ،وربما يكون ذلك طريقة لتأكيد الطفل الستقالله عن
يتماشى مع معايير جماعة ا
والديه إضافة إلى ذلك حاجة الطفل األساسية في أن يتجنب نبذ الجماعة التي يتطابق
- )4( -انتصار يونس '' ،السلوك اإلنساني '' .مرجع سابق ذكره ،ص . 214 - 272 : ()0
()3
-مختار حمزة '' ،أسس علم النفس االجتماعي '' .مرجع سابق ذكره ،ص . 241 :
93
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
ويتمايل معها ومما يجدر ذكره أن تطابق الطفل مع زمالئه في المواقف المختلفة غالبا
أقرنه ،ولقد الحظت '' برندا '' من خالل
ما يكون بصورة أكبر من تطابق الراشد مع ا
،قد سايرت األحكام الخاطئة التي ) 66 ( بحثها لتمييز الخطوط أن أغلب األطفال
صدرت من زمالئهم ،في حين أن 61طفال فقط قد امتثل للتمييز الخاطئ الذي صدر
عن مدرسيهم ،وقد أشارت '' برندا'' بأن الحاالت قد أذعنت للجماعة ،كما أن األطفال
الصغار كانوا أكثر تأث ار برأي الغالبية الكاذب من األطفال األكبر سنا .
وان من أهم أسباب هذا السلوك أالمتثالي من قبل الطفل لزمالئه يرجع إلى أن األطفال
ال تحب أن تكون مرفوضة أو تبدو مختلفة عن اآلخرين وذلك كما ورد عن لسان أحد
األطفال لتفسير سلوكه (. )1
ولقد أجرت'' الفلن '' عدة تجارب أوضحت فيها أثر التقبل االجتماعي للزمالء عن
ولقد حاولت باإلضافة إلى تحديد درجة التقبل االجتماعي لكل طفل داخل الطفل
الجماعة من سنة إلى أخرى ،فقد جمعت بيانات لكل طفل تتضمن قياس قدرته العقلية
وتحصيله الدراسي وسمات شخصيته ،ولقد اتضحت من هذه الدراسة داللة سمات
الشخصية كمحددات للتقبل االجتماعي داخل الجماعة وكانت أهم هذه السمات هي
الصداقة ،المحبة المظهر الحسن االنشراح والسرور والحماس ،أما األطفال الذين
يوصفون بأنهم كثيروا الكالم وقلقون حصلوا على درجات منخفضة في التقبل االجتماعي
. ()2
لدى الجماعة ،على نقيض األطفال الذين لم يوصفوا بهده السمات
()0
-Brenda. R , '' THE Influence of the Group on the Judgments of children '' . New York : kings
Crown Press ,1950 , p : 20 .
()4
- Langhin , F,'' The peerstatus of sixth seventh grade children '' . New York : Bunean of Publications
Columbia University , 1954 , P : 71-72 .
94
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
كما أننا نالحظ أن الطفل يحاول أن يحرر نفسه من االعتماد الكامل على أسرته وغالبا
ما نجد أن جماعة الزمالء توفر االحتماالت البديلة والموجودة في األسرة فنجد أن جماعة
الزمالء غالبا ما تكافئ أو تعاقب الطفل ،كما أنها تشجع بصورة ملحوظة نمو أنماط
سلوكية ليست متفقة مع تلك السائدة داخل المجال األسرى وغالبا ما يكون اآلباء سريعي
التأثر لقوة سلطة جماعة الزمالء على طفلهم ونجدهم يحددون عالقة أطفالهم ممن
يختلط بهم من حيث المستوى االجتماعي والطبقي والعنصري ،كما أن ذلك غالبا ما
. ()1
يكون محددا في اختيارهم المناطق السكنية ،والمدارس التي يلتحق بها أطفالهم
()0
-عادل عز الدين األشول '' ،سيكولوجية الشخصية '' .القاهرة :مكتبة األنجلو مصرية 6879 ،م ،ص . 258 :
95
العوامل النفسية واالجتماعية قيد الدراسة الفصل الثاني
خالصة :
لقــد تطرقنــا فــي فصــلنا هــذا إلــى بعــض أهــم العوامــل التــي لهــا دور فــي التفــوق واالنجــاز
الرياض ــي لألفـ ـراد لألنش ــطة الرياض ــية المدرس ــية ،فم ــن خالل ــه أعطين ــا تعريف ــات لهات ــه
العوامل وتأثيراتها بحيث خلصنا إلى دور األسرة في مشاركة أبناءهـا باألنشـطة الرياضـية
ومسـ ــاعدتهم علـ ــى التميـ ــز ,فهـ ــي مـ ــن أهـ ــم المؤسسـ ــات التـ ــي تسـ ــهم فـ ــي عمليـ ــة التنشـ ــئة
االجتماعية لما تحدثه في تأثير لألفراد فهي المؤسسة االجتماعية األولـى التـي يبـدأ الطفـل
فيهــا حياتــه ( كمــا يــرى ويلـــك ) ،وكــذلك الــدور الــذي تلعبــه المدرســة فــي تعلــم التالميــذ،
وتشجيعهم على المشـاركة فـي ممارسـة األنشـطة الرياضـية داخـل المدرسـة وخارجهـا ( كمـا
يرى ذلك بارسون ) ,ودور العوامل النفسية البالغ الذي ال يقل أهمية عنهما.
فتنظــيم المباريــات بــين الصــفوف والنشــاطات التنافســية بــين المــدارس ،وتــأثير الرفــاق
فــي ســلوك الفــرد وشخصــيته ( كمــا يــرى مرســـي ) تســاهم إلــى االرتقــاء بأقســام الرياضــة
ودراسة نحو التفوق واالنجاز الرياضي مقارنة باألقسام العادية .
ومن كل هذا نخلص أن ما لهذه العوامل من أهمية بالغة في التفوق واالنجاز
الرياضي فإن استغلت في شكلها االيجابي أصبح اإلقبال كبي ار على المشاركة نحو
األنشطة الرياضية المدرسية والبلوغ بها إلى أعلى المستويات ،وان استغلت في شكلها
السلبي كان العكس .
51