Professional Documents
Culture Documents
Psychology Case Na
Psychology Case Na
Psychology Case Na
بحث
49958
االدمان
الفهرس:
إهداء
المقدمة
الفصل األول:
-تاريخ الحالة
-المقابالت
-التحليل اإلكلينيكي
-إختبار تفهم الموضوع
-التشخيص
-العالج
الفصل الثاني:
-تعريف اإلدمان
-أنواع اإلدمان
-أعراض اإلدمان
-أسباب و عوامل الخطر
-التوصيات و المراجع
.Iالمقدمة:
لم تكن المخدرات Aوليدة عام أوعامين بل من آالف السنين ,فقد ورد في تراث
الحضارات Aالقديمة آثار كثيرة تدل على معرفة اإلنسان بالمواد المخدرة منذ تلك
األزمنة البعيدة ,و قد وجدت تلك اآلثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو
كتابات على األوراق البردى المصرية القديمة أو كأساطير مروية تناقلتها األجيال.
في ظل الصفقات Aالعالمية ,كان لبنان له تأثير فعال في عالم الحشيش و المخدرات
على الرغم من عدم تشريعها ,فلطالما كان المصدر األول للحشيشة عالميًا ,و ما
يزال حتى عصرنا هذا ,كما و أن تجارته تطورت و لم تقتصر فقط على الحشيش
بل على حبوب الكبتاغون أي ً
ضا و غيرها ,و بالتأكيد ,لم يحصل هذا التطور من
اليوم ,بل بدأ قديمًا ,فلبنان عاصر صفقات إسكوبار و غيره.
من هنا ,بدأ الشباب باإلنخراط في عالم المخدرات ,و بدأت المشاكل في التفاقم ,فهو
ً
محبطا عند الوقوع في فخه ,فالمخدر عالم يبدو مغريًا من الخارج ليصبح مدمرً ا و
يبدو وسيلة سهلة للوصول للسعادة ,لكن مع الوقت ,يرى الفرد نفسه في دوامة ال
يستطيع الخروج منها و هي اإلدمان.
مع تفاقم هذه الظاهرة ,نجد العديد من الحاالت التي عانت و ما تزال تعاني مع
اإلدمان ,فعدد كبير من الشبان و الشابات أصبحوا ضحية له ,لذلك اختيار هذا
الموضوع يهدف لنشر التوعية و تقديم العالجات المحتملة.
مع العلم أن إدمان المخدرات والكحول من اآلفات اإلجتماعية المدمّرة التي ينبغي
مكافحتها .لكن مصطلح «مدمن» يطال شريحة من الناس ال تقتصر على مدمني
المخدرات والكحول أو السجائر حتى ،فثمة من يدمن اإلنترنت أو التسوق ،أو حتى
العمل!...وإذا لم تكن جميع أنواع اإلدمان متساوية في خطورتها وضررها ،فإن لكل
منها انعكاساته السلبية على المدمن وعلى المحيطين به.
فيما يلي ,سوف يتم تقديم حالة فتاة جامعية في المستوى الدراسي األول ,مدمنة على
حبوب الترامال ,و األدوات التي استخدمت في البحث ,تاريخية الحالة ,المقابلة
اإلكلينيكية ,إستبانة تعاطي المخدرات من وجهة نظر المدمن ,مقياس التحليل
اإلكلينيكي الجزء الثاني ,إختبار تفهم الموضوع ,التشخيص و العالج ,مع تعريف
اإلدمان ,أنواعه ,أعراضه ,أسبابه ,كيفية تشخيصه .
.IIالفصل األول:
النتائج المتعلقة بالسؤال األول الذي نص على :ما التاريخ المرضي للحالة من واقع
استجابتها على دراسة الحالة والمقابلة الشخصية؟
السن ۲۰ :سنة
النوع :أنثى.
الديانة :مسلمة.
وقد ذكرت الحالة خالل المقابالت بأنها عاشت طفولة جميلة ،حيث كانت مقربة من
والدها ،وكان ترتيبها األول ،وتأخر الطفل الثاني ألكثر من ( )۳سنوات بعد والدتها
وكانت تحظى بالتدليل الزائد من قبل والدها وعمتها التي تعيش معهم في المنزل
نفسه ،وتميل أمها إلى حب أخيها األصغر منها وتفضله عليها ،وقد ذهبت إلى
المدرسة في سن ( )6سنوات كانت متفوقة في جميع المواد الدراسية ومن العشرة
األوائل طيلة فترة دراستها.
وقد كانت الحالة طفلة شقية شرسة كما وصفت نفسها ،وكانت عريف الصف
واالتصال ،وتحب تصرفات الذكور ومالبسهم .
بدأت معاملة األب تتسم بالالمباالة وعدم االهتمام بها ،وترى الحالة أن عالقتها
بوالدتها ضعيفة جدا ،وهي ال تهتم بالحالة وتتجاهل مشاعرها ،وال تشعر تجاهها
بمشاعر األمومة ،فكالهما يعيشان في المنزل نفسه ،إال أنهما ال يدور بينهما أي نوع
من أنواع الحديث .
والعالقات داخل األسرة بين األم واألب سيئة وهما دائما التشاجر والذي ينتهي عادة
بضرب األم ،وتشعر الحالة بأن والدها يخون والدتها واألم غير مبالية وال تهتم بذلك،
ولقد كان لهذه األجواء األسرية ،ومشكالت الحياة اليومية وعدم اهتمام األسرة بها،
دورا كبيرا في دفع الحالة إلى تناول المواد المخدرة ( الترمال ) ،والحالة وضعها
االقتصادي ممتاز ،ويسهل عليها شراء هذه المواد من الصيدلية ،حيث تقوم بالتعاطي
في المنزل عند التعرض لمشكلة ما ،وعندما تشعر بالفراغ والملل ،مما يؤدي بالحالة
للشعور بالسعادة والعيش في جو خيالي وزيادة النشاط والحيوية ،وبعد االنتهاء من
تأثير المخدر ،يبدأ الشعور بالندم وبالواقع المؤلم ،وبحالة من الشعور باإلرهاق
والرغبة في التعاطي ،وتذكر الحالة أنها تتناول في بعض األيام ما يزيد عن ()۲۰
حبة في اليوم ،ويكلفها ذلك ما يزيد عن 300.000ل.ل .شهريا بما يعادل ()۲۰۰
دوالر شهريا.
وحسب وصف الحالة فهي غير ملتزمة من الناحية الدينية ،وأن الجانب jالديني لديها
ضعيف ،حيث تعتقد أن تناول المخدرات والحبوب المخدرة ليس حراما ،ألنه يؤدي
إلى تهدئة الحالة وإشعارها بالراحة ،والحالة تميل إلى العزلة وتقضي معظم أوقاتها
على االنترنت ،حيث ال رادع للحالة فهي تقوم بكل ما يحلو لها دون تدخل من أحد
داخل األسرة ،فاألم ال وجود لها من الناحية النفسية ،وإن كانت موجودة ،من الناحية
الجسدية ،والحالة هي الكبرى بين األبناء وتعيش في غرفة لوحدها وال يشاركها أحد
فيها وتعيش لنفسها فقط ،وتعاني الحالة من عدم وجود صداقات لها عدا صديقة واحدة
فقط تحاول ارشادها وتقديم النصح لها.
ومن خالل المقابالت التي أجريت مع الحالة فقد عبرت الحالة عن بعض المشاعر
واألحاسيس والتي تتمثل فيما يأتي :اشتكت الحالة من العالقة السيئة بوالدتها ،حيث
قالت خالل المقابالت " :معظم األمهات ال يستطعن احتضان بناتهن وأبنائهن مما
يدفع األبناء والبنات للهروب منهن وعدم التعامل معهن ،إال أن تطور هذه الحالة
يجعل منها حاجزا وسدا منيعا يصعب کسره " كما عبرت عن سوء العالقة بينها
وبين أمها بقولها " اإلحساس باألمومة إحساس ال بد منه ،ولكن كيف تشعر به و
كان قلبها به نزعة من الشر".
وهذا يدل على البعد النفسي بين الحالة ووالدتها . .كما تحدثت الحالة عن التفكك
األسري وعدم التفاهم والتفاعل االيجابي بين والد الحالة ووالدتها ،األمر الذي جعلها
تشعر بالوحدة وعدم االهتمام بأسرتها ،فكتبت " نحب بال ثمن لنجد خيانة ومو ًتا
وهروبًا وانسحابًا ،إن قرار العيش وحيدا قرار صعب ولكن أفضل A،ألن العيش
وحيدا يعفي صاحبه من غدر األيام " إن كل البشر أصبحوا واحدا يحبون ليجرحوا
ويدخلون حياتنا ليهربوا أصبحنا نتعلق بالسراب بالوهم ،نعم إننا في زمن الالحب".
عكست الحالة مشاعر اإلحباط واليأس ،والحزن ،وعدم القيمة ومعنى الحياة،
وافتقادها للحب ،مما دفعها في بعض األحيان إلى الميل إلى االنتحار ،فقالت خالل
المقابالت " أعيش في حالة من حصار األلم والوحدة واإلحباط واليأس ال أحد يمد يد
العون والمساعدة بات األمل مفقودا واليأس موجودا ،دنیا محطمة ال يوجد فيها فرح،
أصبحنا في زمن الفرح ،الالصداقة ،الالحب A،الال أمل ،نحن في زمن الال ابتسامة
كتب علينا عدم الفرح A،نتمنى الموت في كل لحظة لكن لماذا ال يأتينا ؟ " .كما
أظهرت الحالة الشعور بالذنب تجاه والدتها ،التي توجه لها مشاعر الكره لدرجة
أنها قالت " :لو حدث ألمي أي مكروه لن أزعل ولن أبكي عليها قط " .كما عبرت
الحالة عن مشاعر الكره لآلخرين ،وعدم القدرة على إقامة صداقات بينها
وبين زمالئها ،وعدم الشعور بالثقة في اآلخرين ،فكتبت " أعتقد أن الحنان ذاب
والمودة انتهت ،حتى في قلوب األمهات ال توجد رحمة ال يوجد حنان ،ال أريد أن
أكون في هذا الزمان ،أريد أن أعيش في عالم أخر عالم ال بشر فيه ،حتى ال
أتعرض أكثر لقسوة منهم".
اتضح من خالل المقابالت jانخفاض الجانب jالديني لدى الحالة ،والذي كان سبب من
األسباب الرئيسية لسوء حالها .تعتقد الحالة أن كل إنسان تقوم بمحبته يموت على
الفور لذا تكره والدها حتى ال يموت.
يتضح مما سبق أن الحالة في حالة من التخبط وعدم الرؤيا ،والشعور بالوحدة ،وعدم
الثقة في النفس وفي اآلخرين ،كما تشعر باضطرابات jسلوكية ونفسية ،نتيجة
الظروف األسرية الصعبة التي مرت بها ،األمر الذي قاد الحالة إلى الهروب من
الواقع الذي تعيش فيه عن طريق اإلدمان على الترمال الذي تعتقد أنه يساعدها على
نسيان الواقع األليم الذي تعيشه .
النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني الذي نص على :ما أسباب تعاطي وإدمان
المخدرات ( الترمال )Tramalمن وجهة نظر الحالة من واقع استجابتها على
استبانة أسباب التعاطي؟
األسباب االجتماعية واالقتصادية تمثلت من وجهة نظر الحالة فيما يأتي :
-يمكنها شراء المخدر مهما غال ثمنه .
-ال يساعدها المجتمع على تحقيق ذاتها وطموحاتها .
-ترغب في االنتقام من المجتمع واآلخرين .
-تستطيع الحصول على المخدر بسهولة .
-تشعر باإلحباط من نظرة المجتمع لها.
-تعيش في ظروف اجتماعية سيئة .
يتضح من اللوحة االكلينيكية السابقة ارتفاع درجات الحالة على مقياس الفصام،
وتوهم المرض ،الشعور بالذنب واالستياء ،والبارانويا ،ونقص الكفاءة النفسية،
والقلق واالكتئاب ،واالكتئاب االنتحاري ،واالكتئاب منخفض الطاقة ،مما يشير إلى
اتالف األعصبة في كل واحدة يعبر عن حالة مرضية ذهانية ،ويظهر من خالل
اللوحة اإلكلينيكية انخفاض درجات الحالة على مقياس االنحراف السيكوباتي ،في
حين حصلت على درجات في حدود المتوسط في الوهم النفسي ،والتهيج ،والملل
واالنسحاب .
ويعد توهم المرض میکانزمة دفاعية ضد صراعات األنا مع األنا األعلى في صورة
استعطافية إلكراه األنا األعلى بالكف عن العقاب j،كما تشير البارانويا إلى اضطهاد
تستطيع األنا توجيهه في بعض األحيان إلى األم كموضوع جنسي مثلي يعوق إمكانية
االنفراد باألب في عالقة آمنة.
وتتفق الصفحة النفسية للحالة مع ما أشار إليه مقياس التحليل اإلكلينيكي من ارتفاع
درجات مدمني المخدرات في كل من االكتئاب منخفض الطاقة ،والشعور بالذنب
واالستياء ،وتوهم المرض ،والبارنويا ،والفصام ،والوهن النفسي في حين تنخفض
الدرجات لدى مدمني المخدرات jفي سمة السيكوباتية.
-فقدان القدرة على الحب والتناقض الوجداني والتفكير في الموت ومحاولة االنتحار
وتظهر في البطاقة رقم ( ،) GF18و رقم ( ،)GF9ورقم ( • .)F12المزاج المكتئب
في معظم البطاقات. j
-األوديبية في العالقة باألب ومحاولة التخلص من االم والتي ظهرت في البطاقة رقم
( ،)BM 6والبطاقة رقم (.)F12
-عدم القدرة على عمل عالقات سوية خارج نطاق الموضوع األوديبي ( األب).
كشفت االستجابات jعن طبيعة شخصية الحالة ،فيبدو أن لديها إحساسا واضحا
بالعجز وعدم الثقة بالنفس ،وعدم الثقة في اآلخرين والذي جاء نتيجة اضطراب
في العالقة المبكرة ،فقد كانت أمها غير مبالية وكانت صورتها شحيحة العطاء ال
تفي بمتطلباتها النرجسية ،مع استعدادها لإلصابة باالنجراح النرجسي الطفلي،
فالحالة واألم ال تربطهما أية رابطة عاطفية ،فاألم ال تطاق وال تشعر
المفحوصة تجاهها بأي مشاعر إيجابية ،ولذا فقد انفصلت Aعنها ،ووجدت نفسها
في أحضان ابيها الجنة المفقودة إال أنها سرعان ما أصيبت باإلحباط الصدمي في
موضوعها بالمحبوب ( أبيها) لغيابه عن المنزل فترات طويلة ،واهتمامه بعمله
وخيانته إلقامته عالقة خارجية ،فكانت خيانته بمثابة الصدمة بالنسبة للحالة ،
وعدم قيام األم بدورها تجاهها وتركها لها ،أدى إلى أن استدخلت هذه الصورة،
فأصبحت غير واثقة من والدتها ،وتشعر بفقدان الحب واألمن ،وكانت األنا العليا
صورة تتمثل فيها األم بقسوتها وضعف شخصيتها ،فسيطر القلق والخوف ،وبدأت
عليها أعراض الوحدة والعزلة ،وجاءت األنا عاجزة تفتقد للشعور بالحب واألمن,
:كما كشفت االستجابات إلى جانب ذلك عن
أدى الصراع الدائم بين األنا واألنا األعلى إلى الشعور بالذنب ،وعقاب ذاتها
.تعلقها األوديبي باألب
جاءت الرغبات الجنسية لدى الحالة مكفوفة مع استخدام صورة الفعل الجنسي و هو
اإلغتصاب ,في البطاقة (.)GF9 F13
ويظهر لدى الحالة التثبيت الفمي النرجسي ،مع بعض السادية تجاه األم ،مع بعض
أنماط التثبيت الذي يكشف عن وجهته االضطهادية في العالقة باألم في البطاقة
.)BM) (F12)6
أظهرت الحالة حاجاتها الالشعورية إلى تحقيق الحاجة إلى االعتراف بشرعية
الوجود من خالل حب الوالدين.أظهرت الحاجة إلى تحقيق الذات ،والحاجة األوديبية
الملحة مع الرغبة في التخلص من األم ،كما تظهر لديها الحاجة إلى التكفير عن
مشاعر الذنب الناتجة عن التعلق األوديبي باألب.
تشخيص الحالة:
أسفرت دراسة الحالة بأدواتها المختلفة التي استخدمت في الدراسة الحالية عن دالالت
مهمة تفسر مشكلة تعاطي الحالة المخدرات jوإدمانها عليها ويمكن إجمالها فيما يأتي :
الحرمان العاطفي وفقدان موضوع الحب وما صاحبه من توتر كان مصدرا أساسيا
لالضطراب الوجداني ،مما دفع الحالة إلى تعاطي المخدرات واإلدمان عليها
( الترمال ) ،فاإلحباط الناتج عن فقدان موضوع الحب والشعور بالعجز ،وعدم
اعتبار الذات ،وفقدان الشعور بالهوية والمعنى والقيمة ،أدى إلى لجوء الحالة إلى
التعاطي رغبة في الهروب من الواقع المر الذي تعيشه .فقد ولدت الحالة في أسرة
كانت فيها محط اهتمام والدها ورعايته في حين كان دور األم قاصرا ومتجها نحو
األبناء الذكور ،فتعرضت الحالة لعدم االستقرار العاطفي والوجداني ،باإلضافة إلى
عدم الثقة في النفس الناتج عن غياب موضوع الحب jالمتمثل في األب وعدم قيام األم
بهذا الدور ،وعدم قدرة الحالة على التوحد مع األم ،فأصبحت jفي صراع دائم معها ،
فداللة تعاطي المخدرات تعني فقدان الحب والثقة وضعف التواصل بين الحالة
والموضوع ،وبين الذات واألخر ،فخبرات اإلحباط خلقت jحالة من عدم الثقة
بالسلطة ابتداء من الوالدين باعتبارهما المصدر األول لإلشباع ،ثم انسحب هذا
االتجاه على السلطة الخارجية.
ووظيفة التخدير في هذه الحالة خفض القلق وتخفيف التوتر الناشئ عن القصور
واإلحباط والعودة بالحالة إلى حال من االتزان واالنسجام ،وإن كانت مؤقتة إال أنها
تحميها من التردي أو ضروب أخرى من السلوك تكون أكثر خطرا ،فالتخدير يجعل
الحياة بالنسبة للحالة أكثر قبوال واهتماما ،فضال عن إشباع الحاجة للشعور باألهمية
والقدرة ،وإن كانت مؤقتة تنتهي بانتهاء تأثير جرعة المخدر ،ومن هنا فالتخدير
يعمل على خفض القلق الناشئ عن مشاعر اإلحباط والدونية والنقص وفقدان الهوية
والعجز عن تحقيق الذات .
عالج الحالة:
يقوم العالج المعرفي السلوكي لالدمان على تحديد السلوكيات والمشاعر غير
المنطقية التي نتجت عن بعض التجارب jالسيئة أو العوامل البيئية المختلفة ،ثم
التحدث مع المدمن حولها ،ليفهم جيدًا لماذا يقوم بهذه السلوكيات التي تسبب اإلدمان،
ويصبح مؤهاًل للتغلب عليها بكل سهولة.
تم فيها التعرف على أنماط التفكير السلبية لدى الحالة ،حيث ربما مالت إلى التعميم
في بعض السلبيات j،و افتراض األسوأ دائ ًما ،و وضع أهمية كبيرة على بعض
األشياء التي ال تستحق ،وكل ذلك أدى إلى التأثير على سلوكيات الحالة وحولها إلى
سلبية.
لذا قام المعالج النفسي بالسؤال عن كيفية تفكيرها في مواقف محددة ،لكي يستطيع
تحديد األنماط السلبية ،وهو ما جعلها على معرفة ما بها ،وساعدها على تعلم كيفية
إعادة تهيئة تلك األفكار لتكون إيجابية وفعالة.
بواسطة هذه التقنية قام المعالج بمعرفة وجهة نظر الحالة حول شيء ما ،ثم طرح عدة
صا لتحدي معتقداتها وتوسيع تفكيرها ،وتغيير وجهة نظرها
أسئلة تم تصميمها خصي ً
لألمور ،وهنا قد طلب منها تقديم بعض األدلة التي تدعم وجهة نظرها ،وكذلك االدلة
التي ال تدعمها ،وهو ما يساهم في رؤية األشياء من منظور أخر.
-3مواجهة الخوف:
استخدم المعالج تقنية مواجهة الخوف لتمكين الحالة من مكافحة القلق والخوف تجاه
بعض األشياء ،حيث عرضت المدمنة لبعض األشياء التي تسبب لها الخوف الشديد،
وقدم لها بعض التوجيهات حول كيفية التعامل معها بطريقة صحيحة.
الكتابة من أهم الطرق التي تساعد على التواصل مع ما يدور داخل الذهن ،لذا طلب
منها المعالج تدوين األفكار السلبية التي راودتها بين الجلسات ،وكذلك األفكار
اإليجابية التي يمكن التطلع إليها بداًل من السلبية والتركيز على تحقيقها j،ثم تدوين
مدى التقدم الذي أحدثته.
.IIIالفصل الثاني:
العرض العلمي:
يمكن تعريف اإلدمان Addiction :بشكل عا ّم بأ ّنه عدم القدرة النفسيّة والجسديّة
على التوقف عن استهالك ما ّدة معيّنة مثل؛ المواد الكيميائيّة والعقاقير غير القانونيّة،
أو القيام بنشاط وسلوك معيّن ،ال سيّما عندما يؤدي ذلك إلى السعي القهري أو
الهوس للحصول على الشيء بصرف النظر عن العواقب حتى لو تسبّب للفرد
باألذى النفسي والجسدي ،ويعود السبب في هذه الرغبة الشديدة لدى الفرد إلى وجود
خلل مزمن في النظام الدماغي الذي يهتم بالحصول على األشياء والتحفيز والذاكرة.
من أبرز أعراض اإلدمان التي يمكن مالحظتها على الفرد هي:
عدم القدرة على االبتعاد عن ما ّدة معيّنة أو التوقف عن سلوك معيّن.
تزايد الرغبة في استهالك الما ّدة أو القيام بالسلوك.
فقدان القدرة على ضبط النفس.
تجاهل إلى أي مدى يسبّب هذا اإلدمان المشاكل.
تفاقم مشكلة اإلدمان مع الوقت.
فقدان االستجابة العاطفيّة الطبيعيّة.
تأثير اإلدمان بشكل سلبي وخطير في حياة الفرد اليوميّة مع مرور الوقت؛
حيث إ ّنه قد يسبّب مضاعفات صحيّة دائمة وعواقب خطيرة كاإلفالس ،وذلك
بالرغم من إمكانيّة تعاقب دورات أو فترات من الهدوء والتخفيف من اإلدمان
مع فترات من االنتكاس واإلدمان الشديد لدى الفرد.
أنواع اإلدمان:
يوجد نوعان رئيسيّين لإلدمان ،هما؛ اإلدمان على المواد ،واإلدمان على
السلوك ،وفيما يأتي بيانهما بشيء من التفصيل.
إدمان المواد
يُع ّد إدمان المواد أو إدمان العقاقير غير القانونيّة اضطرابًا عصبيًا نفسيًا مع ّق ًدا
ّ
يتمثل بالرغبة المتكرّ رة لتعاطي المواد المخ ّدرة أو الكحوليّة بشكل قهري،
وذلك بالرغم من العواقب المؤذية للفرد والتي قد تؤدي إلى خلل واضح في
الحياة اليوميّة والتي تشمل :فقدان الوظيفة ،و خسارة العالقات االجتماعية،
وتدهور الصحّ ة ،وتجدر اإلشارة إلى أنّ هذا النوع من اإلدمان يتق ّدم ويتطوّ ر
مع الوقت ،ويحتاج إلى العالج من قبل المختصّين .وفيما يأتي مجموعة من
أبرز األمثلة على المواد التي يمكن اإلدمان عليها :الماريجوانا Aوالحشيش,
المس ّكنات األفيونيّة المن ّ
شطات مثل؛ الميث أو الميثامفيتامين (
،)Methamphetamineوالكوكايين ,الكحول ,منتجات التبغ,استنشاق
المذيبات والمواد المتطايرة مثل؛ الصمغ ومشتقات الوقود أو البترول .
إدمان السلوك
ّ
يتمثل إدمان السلوك أو اإلدمان غير المرتبط بالمواد برغبة الفرد الشديدة في
القيام بمجموعة من السلوكيات واعتماده عليها؛ حيث يشعر بأعراض اإلدمان
ذاتها ولكن دون استهالك ما ّدة معيّنة ،بل باالعتماد على القيام بنشاط أو سلوك
أو مجموعة من األنشطة التي تو ّفر بعض المشاعر المريحة والمه ّدئة ،وأحيا ًنا
النشوة واالبتهاج لدى الفرد ،ويمكن أن يشمل إدمان السلوك إدمان أيّ مما
يأتي :لعب القمار,تناول Aالطعام ,ممارسة التمارين الرياضيّة ,مشاهدة التلفاز,
ممارسة الجنس ,مواقع التواصل االجتماعي مثل؛ الفيسبوك ,العمل إلى ح ّد
الوصول لإلرهاق الجسدي ،والذي يؤثر في العائلة والعالقات والحياة
االجتماعيّة ,التسوّ ق الذي يصل إلى ح ّد شراء األشياء التي ال يحتاجها الفرد،
وعاد ًة يتبع ذلك الشعور بالذنب والخجل واليأس,اإلنترنت سواء على شاشات
ّ
ويتمثل بقضاء ساعات في تص ّفح االنترنت الهاتف المحمول أو الحاسوب،
واللعب مع إهمال جوانب الحياة األخرى.
أعراض اإلدمان
تتباين أعراض اإلدمان بين األفراد ،وفي الواقع قد يدرك المدمنون أ ّنهم
يُعانون من هذه المشكلة وقد ال يعلمون بذلك بتا ًتا ،كما قد يُخفي بعض األفراد
تعاطيهم لبعض المواد أو ممارستهم ألنشطة معيّنة عن اآلخرين ،وبذلك يبقى
هؤالء يمارسون حياتهم اليوميّة بشكل جيّد ،ولكن بشكل عام هناك مجموعة
من األعراض والعالمات التي تشير إلى وجود مشكلة اإلدمان ،وفيما يأتي
أهمها :البحث عن العقاقير غير القانونيّة أو المخدرات Aبعنف أو بصورة ال
يمكن التحكم فيها ,المشاركة في مستويات خطِ رة من السلوكيّات المسبّبة
لإلدمان بطريقة ال يمكن السيطرة عليها,عدم القدرة على التوقف عن تعاطي
المواد غير القانونيّة بالرغم من تسبّبها في المشاكل الصحيّة أو الشخصية،
مثل؛ مشاكل العمل والعالقات ,مشاكل وصعوبات العالقات االجتماعية والتي
ترتبط بالغالب Aبتأنيب األفراد الذين يدركون وجود مشكلة اإلدمان ,فقدان
االهتمام باألنشطة الحياتيّة التي ال تتضمّن استهالك الما ّدة المضرّ ة أو القيام
بالسلوك المؤذي ,مالحظة تغييرات عميقة على المظهر العام للفرد ،بما في
ذلك هجر النظافة بشكل واضح ,ممارسة اإلدمان بشكل سرّ ي ،وإخفاء المواد
والسلوكيّات التي يُدمن عليها الفرد ،فمثاًل يرفض تفسير حدوث اإلصاباتA
التي وقعت خالل وجود تأثير اإلدمان عليه ,زيادة تعرّ ض الفرد للمجازفة
والمخاطرة من أجل الحصول Aعلى الما ّدة أو السلوك ،وأثناء استهالك الما ّدة
أو المشاركة بالنشاط ,معاناة الفرد عند التوقف عن استهالك الما ّدة أو
المشاركة بالنشاط المدمن عليه من مجموعة من األعراض االنسحابيّة ،أهمّها
ما يأتي :تغيّرات مزاجيّة ,تغيّرات في الشهية ,االحتقان وسيالن األنف ,ألم
العضالت ,التعب واإلعياء ,التهيّج المفرط ,الغثيان والتقيؤ ,األرق وصعوبات
النوم ,االرتعاش ,عدم االستقرار ,التعرّ ق.
توجد العديد من األسباب الكامنة وراء البدء في اإلدمان ،وفي الحقيقة فإنّ
كاًّل من المخ ّدرات Aوالنيكوتين والكحول تؤثر في طريقة شعور الفرد عقل ًّيا
وجسد ًّيا؛ حيث إنّ هذه المواد تخلق شعورً ا ممتعًا لديه ودافعًا قويًا إلعادة
استخدامها مرّ ة أخرى ،مما قد يؤدي إلى تكوّ ن عا ّدة من الصعب التوقف
عنها ،والجدير بالذكر أ ّنه غالبًا ما يفقد الفرد السيطرة على اإلدمان نتيجة
الحاجة المتزايدة إلشباع الرغبة القويّة والوصول للنشوة والمتعة .وفي الواقع
هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر وقوع الفرد في مشكلة اإلدمان،
ولكنّ وجود هذه العوامل لدى الفرد ال تسبّب بالضرورة اإلدمان لديه ،ومن
أبرزها ما يأتي:
العوامل الوراثيّةُ :تع ّد الجينات الوراثيّة الخاصّة بالفرد هي المسؤولة عن
نصف الصفات Aالمختلفة لديه تقريبًا ،وتزيد احتماليّة اإلدمان لدى الفرد في
حال معاناة الوالدين أو األقارب من مشكلة اإلدمان على الكحول أو
المخ ّدرات ،وتجدر اإلشارة إلى أنّ النساء والرجال متساوون في احتماليّة
الوقوع في مشكلة اإلدمان.
العوامل البيئيّة :يمكن أن تساهم العوامل البيئيّة وأسلوب الحياة لAAدى الفAAرد في
حدوث مشكلة اإلدمAAان ،ومن هAذه العوامAAل :الفقAAر ,التعAAرّ ض للعنAAف ,تعAAاطي
العقاقير غير القانونيّة خالل سنوات المراهقة ,سAAهولة الوصAAول لهAAذه المAAواد,
المعاناة من المشاكل العائليّة منذ الصغر ,التعAAرّ ض للضAAغوط النفسAيّة الشAAديدة
أو الصدمات ,البعد عن الوالدين واألقارب.
االضطرابات العقليّة :إنّ معاناة الفرد من االكتئاب A،أو القلق الدائم ،أو
صعوبة االنتباه والتركيز قد يساهم في اللجوء إلى األدوية المخ ّدرة والعقاقير
غير القانونيّة بهدف الشعور بتحسّن ،وهذا بدوره يزيد من احتماليّة اإلدمان
لديه.
العمر :يُع ّد البالغون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 24-18عامًا هم
ً
عرضة لإلدمان على الكحول والمخ ّدرات ،وذلك بنا ًء على مسح األكثر
إحصائي أو استقصاء قام به المعهد الوطني لتعاطي وإدمان الكحول .
التوصيات:
https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A
%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF
%D9%85%D8%A7%D9%86_
%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84_%D8%B9%D8%A7%D9%85
https://www.bareeqeg.com/
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8
%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9
%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9
%83%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%AF
/%D9%85%D8%A7%D9%86