Psychology Case Na

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 29

‫الجامعة اللبنانية‬

‫كلية االداب الفرع الخامس‬

‫تطبيق ميداني في مجال التأهيل‬

‫عايدة عبود شيخاني‬

‫بحث‬

‫نردين جورج يعقوب‬

‫‪49958‬‬

‫االدمان‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫‪ ‬إهداء‬
‫‪ ‬المقدمة‬
‫‪ ‬الفصل األول‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ الحالة‬
‫‪ -‬المقابالت‬
‫‪ -‬التحليل اإلكلينيكي‬
‫‪ -‬إختبار تفهم الموضوع‬
‫‪ -‬التشخيص‬
‫‪ -‬العالج‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف اإلدمان‬
‫‪ -‬أنواع اإلدمان‬
‫‪ -‬أعراض اإلدمان‬
‫‪ -‬أسباب و عوامل الخطر‬
‫‪ -‬التوصيات و المراجع‬
‫‪ .I‬المقدمة‪:‬‬
‫لم تكن المخدرات‪ A‬وليدة عام أوعامين بل من آالف السنين‪ ,‬فقد ورد في تراث‬
‫الحضارات‪ A‬القديمة آثار كثيرة تدل على معرفة اإلنسان بالمواد المخدرة منذ تلك‬
‫األزمنة البعيدة‪ ,‬و قد وجدت تلك اآلثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو‬
‫كتابات على األوراق البردى المصرية القديمة أو كأساطير مروية تناقلتها األجيال‪.‬‬

‫و استمرت هذه المواد بالتكاثر و اإلنتشار‪ ,‬ابتدا ًء من الحشيش وصوالً للهيرويين‪,‬‬


‫فبغض النظر عن خطورة هذه المواد‪ ,‬ال يمكن إنكار الكم الهائل من الكسب المادي‬
‫التي تحققها نظرً ا لسعرها المرتفع مقابل كمية صغيرة‪ ,‬فمن ال يعلم أو لم يسمع ب‬
‫"بابلو إسكوبار" و هو ملك الكوكايين‪ ,‬و كان أشهر تاجر مخدرات على اإلطالق‪ ,‬و‬
‫ثروته كانت تبلغ ‪ 30‬مليار دوالر‪ ,‬أو ب " آل تشابو" الذي أصبح من أبرز مهربي‬
‫المكسيك و بلغت ثروته مليار دوالر و اعتبر األب الروحي لعالم المخدرات‪ ,‬كما‬
‫تسبب بمقتل أكثر من ‪ 500‬ألف شخص بمساعدة من عصابته‪ ,‬و غيرهم من التجار‬
‫و العصابات العالمية أيضًا‪.‬‬

‫في ظل الصفقات‪ A‬العالمية‪ ,‬كان لبنان له تأثير فعال في عالم الحشيش و المخدرات‬
‫على الرغم من عدم تشريعها‪ ,‬فلطالما كان المصدر األول للحشيشة عالميًا‪ ,‬و ما‬
‫يزال حتى عصرنا هذا‪ ,‬كما و أن تجارته تطورت و لم تقتصر فقط على الحشيش‬
‫بل على حبوب الكبتاغون أي ً‬
‫ضا و غيرها‪ ,‬و بالتأكيد‪ ,‬لم يحصل هذا التطور من‬
‫اليوم‪ ,‬بل بدأ قديمًا‪ ,‬فلبنان عاصر صفقات إسكوبار و غيره‪.‬‬
‫من هنا‪ ,‬بدأ الشباب باإلنخراط في عالم المخدرات‪ ,‬و بدأت المشاكل في التفاقم‪ ,‬فهو‬
‫ً‬
‫محبطا عند الوقوع في فخه‪ ,‬فالمخدر‬ ‫عالم يبدو مغريًا من الخارج ليصبح مدمرً ا و‬
‫يبدو وسيلة سهلة للوصول للسعادة‪ ,‬لكن مع الوقت‪ ,‬يرى الفرد نفسه في دوامة ال‬
‫يستطيع الخروج منها و هي اإلدمان‪.‬‬

‫مع تفاقم هذه الظاهرة‪ ,‬نجد العديد من الحاالت التي عانت و ما تزال تعاني مع‬
‫اإلدمان‪ ,‬فعدد كبير من الشبان و الشابات أصبحوا ضحية له‪ ,‬لذلك اختيار هذا‬
‫الموضوع يهدف لنشر التوعية و تقديم العالجات المحتملة‪.‬‬

‫مع العلم أن إدمان المخدرات والكحول من اآلفات اإلجتماعية المدمّرة التي ينبغي‬
‫مكافحتها‪ .‬لكن مصطلح «مدمن» يطال شريحة من الناس ال تقتصر على مدمني‬
‫المخدرات والكحول أو السجائر حتى‪ ،‬فثمة من يدمن اإلنترنت أو التسوق‪ ،‬أو حتى‬
‫العمل‪!...‬وإذا لم تكن جميع أنواع اإلدمان متساوية في خطورتها وضررها‪ ،‬فإن لكل‬
‫منها انعكاساته السلبية على المدمن وعلى المحيطين به‪.‬‬

‫فيما يلي‪ ,‬سوف يتم تقديم حالة فتاة جامعية في المستوى الدراسي األول‪ ,‬مدمنة على‬
‫حبوب الترامال‪ ,‬و األدوات التي استخدمت في البحث‪ ,‬تاريخية الحالة‪ ,‬المقابلة‬
‫اإلكلينيكية‪ ,‬إستبانة تعاطي المخدرات من وجهة نظر المدمن‪ ,‬مقياس التحليل‬
‫اإلكلينيكي الجزء الثاني‪ ,‬إختبار تفهم الموضوع‪ ,‬التشخيص و العالج‪ ,‬مع تعريف‬
‫اإلدمان‪ ,‬أنواعه‪ ,‬أعراضه‪ ,‬أسبابه‪ ,‬كيفية تشخيصه ‪.‬‬
‫‪ .II‬الفصل األول‪:‬‬
‫النتائج المتعلقة بالسؤال األول الذي نص على‪ :‬ما التاريخ المرضي للحالة من واقع‬
‫استجابتها على دراسة الحالة والمقابلة الشخصية؟‬

‫السن‪ ۲۰ :‬سنة‬

‫النوع‪ :‬أنثى‪.‬‬

‫الوظيفة‪ :‬طالبة جامعية‪.‬‬

‫الحالة االجتماعية ‪ :‬عزباء ‪.‬‬

‫الديانة ‪:‬مسلمة‪.‬‬

‫عدد األخوة ‪ :‬أربعة ذكور وبنت باإلضافة للحالة ‪.‬‬

‫ترتيب الحالة بين أخوتها ‪ :‬األولى‪.‬‬

‫مهنة األب ‪ :‬تاجر‪.‬‬

‫مهنة األم ‪ :‬ربة منزل‪.‬‬


‫حضرت الحالة بنفسها إلى وحدة اإلرشاد والعالج النفسي تطلب المساعدة لما تعانيه‬
‫من متاعب نفسية‪ ،‬تمثلت في الشكوى من الشعور باإلحباط والقلق والخوف والوحدة‬
‫واالكتئاب والميل إلى االنتحار‪ ،‬وعلى عدم القدرة على التركيز أثناء التحصيل‬
‫الدراسي‪ ،‬مع اإلحساس بالذنب وعدم الرغبة في الحياة وتمنيها الموت‪ ،‬والشعور‬
‫بخيبة األمل في اآلخرين وعدم الثقة فيهم‪ ،‬مما دفعها ذلك إلى تعاطي حبوب الترمال‬
‫بكميات كبيرة‪ ،‬وبصورة يومية للخروج من معاناتها النفسية ‪.‬‬

‫وقد ذكرت الحالة خالل المقابالت بأنها عاشت طفولة جميلة‪ ،‬حيث كانت مقربة من‬
‫والدها‪ ،‬وكان ترتيبها األول‪ ،‬وتأخر الطفل الثاني ألكثر من (‪ )۳‬سنوات بعد والدتها‬
‫وكانت تحظى بالتدليل الزائد من قبل والدها وعمتها التي تعيش معهم في المنزل‬
‫نفسه‪ ،‬وتميل أمها إلى حب أخيها األصغر منها وتفضله عليها‪ ،‬وقد ذهبت إلى‬
‫المدرسة في سن (‪ )6‬سنوات كانت متفوقة في جميع المواد الدراسية ومن العشرة‬
‫األوائل طيلة فترة دراستها‪.‬‬

‫وقد كانت الحالة طفلة شقية شرسة كما وصفت نفسها‪ ،‬وكانت عريف الصف‬
‫واالتصال ‪ ،‬وتحب تصرفات الذكور ومالبسهم ‪.‬‬

‫بدأت معاملة األب تتسم بالالمباالة وعدم االهتمام بها‪ ،‬وترى الحالة أن عالقتها‬
‫بوالدتها ضعيفة جدا‪ ،‬وهي ال تهتم بالحالة وتتجاهل مشاعرها‪ ،‬وال تشعر تجاهها‬
‫بمشاعر األمومة‪ ،‬فكالهما يعيشان في المنزل نفسه‪ ،‬إال أنهما ال يدور بينهما أي نوع‬
‫من أنواع الحديث ‪.‬‬
‫والعالقات داخل األسرة بين األم واألب سيئة وهما دائما التشاجر والذي ينتهي عادة‬
‫بضرب األم‪ ،‬وتشعر الحالة بأن والدها يخون والدتها واألم غير مبالية وال تهتم بذلك‪،‬‬
‫ولقد كان لهذه األجواء األسرية‪ ،‬ومشكالت الحياة اليومية وعدم اهتمام األسرة بها‪،‬‬
‫دورا كبيرا في دفع الحالة إلى تناول المواد المخدرة ( الترمال )‪ ،‬والحالة وضعها‬
‫االقتصادي ممتاز‪ ،‬ويسهل عليها شراء هذه المواد من الصيدلية‪ ،‬حيث تقوم بالتعاطي‬
‫في المنزل عند التعرض لمشكلة ما‪ ،‬وعندما تشعر بالفراغ والملل‪ ،‬مما يؤدي بالحالة‬
‫للشعور بالسعادة والعيش في جو خيالي وزيادة النشاط والحيوية ‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬
‫تأثير المخدر‪ ،‬يبدأ الشعور بالندم وبالواقع المؤلم‪ ،‬وبحالة من الشعور باإلرهاق‬
‫والرغبة في التعاطي‪ ،‬وتذكر الحالة أنها تتناول في بعض األيام ما يزيد عن (‪)۲۰‬‬
‫حبة في اليوم‪ ،‬ويكلفها ذلك ما يزيد عن ‪ 300.000‬ل‪.‬ل‪ .‬شهريا بما يعادل (‪)۲۰۰‬‬
‫دوالر شهريا‪.‬‬

‫وحسب وصف الحالة فهي غير ملتزمة من الناحية الدينية‪ ،‬وأن الجانب‪ j‬الديني لديها‬
‫ضعيف ‪ ،‬حيث تعتقد أن تناول المخدرات والحبوب المخدرة ليس حراما‪ ،‬ألنه يؤدي‬
‫إلى تهدئة الحالة وإشعارها بالراحة ‪ ،‬والحالة تميل إلى العزلة وتقضي معظم أوقاتها‬
‫على االنترنت‪ ،‬حيث ال رادع للحالة فهي تقوم بكل ما يحلو لها دون تدخل من أحد‬
‫داخل األسرة‪ ،‬فاألم ال وجود لها من الناحية النفسية‪ ،‬وإن كانت موجودة‪ ،‬من الناحية‬
‫الجسدية‪ ،‬والحالة هي الكبرى بين األبناء وتعيش في غرفة لوحدها وال يشاركها أحد‬
‫فيها وتعيش لنفسها فقط‪ ،‬وتعاني الحالة من عدم وجود صداقات لها عدا صديقة واحدة‬
‫فقط تحاول ارشادها وتقديم النصح لها‪.‬‬
‫ومن خالل المقابالت التي أجريت مع الحالة فقد عبرت الحالة عن بعض المشاعر‬
‫واألحاسيس والتي تتمثل فيما يأتي ‪ :‬اشتكت الحالة من العالقة السيئة بوالدتها‪ ،‬حيث‬
‫قالت خالل المقابالت ‪ " :‬معظم األمهات ال يستطعن احتضان بناتهن وأبنائهن مما‬
‫يدفع األبناء والبنات للهروب منهن وعدم التعامل معهن‪ ،‬إال أن تطور هذه الحالة‬
‫يجعل منها حاجزا وسدا منيعا يصعب کسره " كما عبرت عن سوء العالقة بينها‬
‫وبين أمها بقولها " اإلحساس باألمومة إحساس ال بد منه‪ ،‬ولكن كيف تشعر به و‬
‫كان قلبها به نزعة من الشر"‪.‬‬

‫وهذا يدل على البعد النفسي بين الحالة ووالدتها‪ . .‬كما تحدثت الحالة عن التفكك‬
‫األسري وعدم التفاهم والتفاعل االيجابي بين والد الحالة ووالدتها‪ ،‬األمر الذي جعلها‬
‫تشعر بالوحدة وعدم االهتمام بأسرتها ‪ ،‬فكتبت " نحب بال ثمن لنجد خيانة ومو ًتا‬
‫وهروبًا وانسحابًا‪ ،‬إن قرار العيش وحيدا قرار صعب ولكن أفضل‪ A،‬ألن العيش‬
‫وحيدا يعفي صاحبه من غدر األيام " إن كل البشر أصبحوا واحدا يحبون ليجرحوا‬
‫ويدخلون حياتنا ليهربوا أصبحنا نتعلق بالسراب بالوهم‪ ،‬نعم إننا في زمن الالحب"‪.‬‬

‫عكست الحالة مشاعر اإلحباط واليأس‪ ،‬والحزن‪ ،‬وعدم القيمة ومعنى الحياة‪،‬‬

‫وافتقادها للحب‪ ،‬مما دفعها في بعض األحيان إلى الميل إلى االنتحار‪ ،‬فقالت خالل‬
‫المقابالت " أعيش في حالة من حصار األلم والوحدة واإلحباط واليأس ال أحد يمد يد‬
‫العون والمساعدة بات األمل مفقودا واليأس موجودا‪ ،‬دنیا محطمة ال يوجد فيها فرح‪،‬‬
‫أصبحنا في زمن الفرح‪ ،‬الالصداقة‪ ،‬الالحب‪ A،‬الال أمل‪ ،‬نحن في زمن الال ابتسامة‬
‫كتب علينا عدم الفرح‪ A،‬نتمنى الموت في كل لحظة لكن لماذا ال يأتينا ؟ " ‪ .‬كما‬
‫أظهرت الحالة الشعور بالذنب تجاه والدتها‪ ،‬التي توجه لها مشاعر الكره لدرجة‬

‫أنها قالت ‪" :‬لو حدث ألمي أي مكروه لن أزعل ولن أبكي عليها قط " ‪ .‬كما عبرت‬
‫الحالة عن مشاعر الكره لآلخرين‪ ،‬وعدم القدرة على إقامة صداقات بينها‬

‫وبين زمالئها‪ ،‬وعدم الشعور بالثقة في اآلخرين‪ ،‬فكتبت " أعتقد أن الحنان ذاب‬
‫والمودة انتهت ‪ ،‬حتى في قلوب األمهات ال توجد رحمة ال يوجد حنان‪ ،‬ال أريد أن‬
‫أكون في هذا الزمان‪ ،‬أريد أن أعيش في عالم أخر عالم ال بشر فيه ‪ ،‬حتى ال‬
‫أتعرض أكثر لقسوة منهم"‪.‬‬

‫عبرت الحالة عن مشاعر القلق والتوتر واضطرابات في النوم‪ ،‬وانخفاض في‬


‫المستوى التحصيلي‪ j،‬وقضاء معظم الوقت أمام االنترنت ‪.‬‬

‫اتضح من خالل المقابالت‪ j‬انخفاض الجانب‪ j‬الديني لدى الحالة‪ ،‬والذي كان سبب من‬
‫األسباب الرئيسية لسوء حالها‪ .‬تعتقد الحالة أن كل إنسان تقوم بمحبته يموت على‬
‫الفور لذا تكره والدها حتى ال يموت‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن الحالة في حالة من التخبط وعدم الرؤيا‪ ،‬والشعور بالوحدة‪ ،‬وعدم‬
‫الثقة في النفس وفي اآلخرين‪ ،‬كما تشعر باضطرابات‪ j‬سلوكية ونفسية‪ ،‬نتيجة‬
‫الظروف األسرية الصعبة التي مرت بها‪ ،‬األمر الذي قاد الحالة إلى الهروب من‬
‫الواقع الذي تعيش فيه عن طريق اإلدمان على الترمال الذي تعتقد أنه يساعدها على‬
‫نسيان الواقع األليم الذي تعيشه ‪.‬‬
‫النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني الذي نص على‪ :‬ما أسباب تعاطي وإدمان‬
‫المخدرات ( الترمال ‪ )Tramal‬من وجهة نظر الحالة من واقع استجابتها على‬
‫استبانة أسباب التعاطي؟‬

‫األسباب الشخصية وتمثلت في ‪:‬‬


‫‪ -‬تعاطي المخدرات‪ A‬من أجل نسيان اآلالم واألوجاع ‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقاد للشعور بالحب والحنان ‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقار للشعور باألمن والحماية ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاطي من أجل التخلص من الشعور بالقلق واالكتئاب ‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالعزلة والملل والفراغ ‪.‬‬
‫‪ -‬الفضول والمغامرة ‪.‬‬

‫األسباب األسرية للتعاطي وتمثلت فيما يأتي ‪:‬‬


‫‪ -‬الجو العائلي مليء بالمشاجرات‪. A‬‬
‫‪ -‬الوالد ال يهتم بها وبمشكالتها ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة في االنتقام من األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقاد الهتمام األم و الرعاية لها‪.‬‬
‫‪ -‬مبالغة األهل في التدليل وإعطائها نقودا بكثرة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد متابعة من األسرة لها‪.‬‬

‫األسباب االجتماعية واالقتصادية تمثلت من وجهة نظر الحالة فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -‬يمكنها شراء المخدر مهما غال ثمنه ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يساعدها المجتمع على تحقيق ذاتها وطموحاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬ترغب في االنتقام من المجتمع واآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬تستطيع الحصول على المخدر بسهولة ‪.‬‬
‫‪ -‬تشعر باإلحباط من نظرة المجتمع لها‪.‬‬
‫‪ -‬تعيش في ظروف اجتماعية سيئة ‪.‬‬

‫األسباب الثقافية والدينية للتعاطي وقد جاءت كما يأتي ‪:‬‬


‫‪ -‬تعتقد بأن المخدرات‪ j‬غير محرمة شرعًا ‪.‬‬
‫‪ -‬الوازع الديني لديها ضعيف ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد لديها وعي كامل بأضرار المخدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتقد بوجود منافع وفوائد للمخدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬ال تلتزم بأداء الشعائر الدينية بانتظام ‪.‬‬
‫‪ -‬تأثر في مشاهد اإلدمان التي تنقلها القنوات التلفزيونية ‪.‬‬

‫النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث والذي نص على ‪:‬‬


‫ما السمات النفسية المتعاطي المخدرات‪( j‬الترمال ‪ )Tramal‬كما تظهر على مقياس‬
‫التحليل اإلكلينيكي؟ |‬
‫الجدول (‪ )1‬يبين نتائج اإلجابات على مقياس التحليل اإلكلينيكي‬
‫التقويم‬ ‫الدرجة‬ ‫السمة‬ ‫الرقم‬ ‫التقويم‬ ‫الدرجة‬ ‫السمة‬ ‫الرقم‬
‫المرضية‬ ‫المرضية‬
‫متوسط‬ ‫‪16‬‬ ‫الملل و‬ ‫‪7‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪23‬‬ ‫توهم‬ ‫‪1‬‬
‫اإلنسحاب‬ ‫المرض‬
‫مرتفع‬ ‫‪22‬‬ ‫البارانويا‬ ‫‪8‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪21‬‬ ‫اإلكتئاب‬ ‫‪2‬‬
‫اإلنتحاري‬
‫منخفض‬ ‫‪11‬‬ ‫اإلنحراف‬ ‫‪9‬‬ ‫متوسط‬ ‫‪17‬‬ ‫التهيج‬ ‫‪3‬‬
‫السيكوبات‬
‫ي‬
‫مرتفع‬ ‫‪24‬‬ ‫الفصام‬ ‫‪10‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪21‬‬ ‫القلق و‬ ‫‪4‬‬
‫اإلكتئاب‬
‫متوسط‬ ‫‪16‬‬ ‫الوهم‬ ‫‪11‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪23‬‬ ‫اإلكتئاب‬ ‫‪5‬‬
‫النفسي‬ ‫منخفض‬
‫الطاقة‬
‫مرتفع‬ ‫‪21‬‬ ‫نقص‬ ‫‪12‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪24‬‬ ‫الشعور‬ ‫‪6‬‬
‫الكفاءة‬ ‫بالذنب و‬
‫النفسية‬ ‫اإلستياء‬

‫يتضح من اللوحة االكلينيكية السابقة ارتفاع درجات الحالة على مقياس الفصام‪،‬‬
‫وتوهم المرض‪ ،‬الشعور بالذنب واالستياء‪ ،‬والبارانويا‪ ،‬ونقص الكفاءة النفسية‪،‬‬
‫والقلق واالكتئاب‪ ،‬واالكتئاب االنتحاري‪ ،‬واالكتئاب منخفض الطاقة‪ ،‬مما يشير إلى‬
‫اتالف األعصبة في كل واحدة يعبر عن حالة مرضية ذهانية ‪ ،‬ويظهر من خالل‬
‫اللوحة اإلكلينيكية انخفاض درجات الحالة على مقياس االنحراف السيكوباتي‪ ،‬في‬
‫حين حصلت على درجات في حدود المتوسط في الوهم النفسي‪ ،‬والتهيج‪ ،‬والملل‬
‫واالنسحاب ‪.‬‬
‫ويعد توهم المرض میکانزمة دفاعية ضد صراعات األنا مع األنا األعلى في صورة‬
‫استعطافية إلكراه األنا األعلى بالكف عن العقاب‪ j،‬كما تشير البارانويا إلى اضطهاد‬
‫تستطيع األنا توجيهه في بعض األحيان إلى األم كموضوع جنسي مثلي يعوق إمكانية‬
‫االنفراد باألب في عالقة آمنة‪.‬‬

‫وتتفق الصفحة النفسية للحالة مع ما أشار إليه مقياس التحليل اإلكلينيكي من ارتفاع‬
‫درجات مدمني المخدرات في كل من االكتئاب منخفض الطاقة‪ ،‬والشعور بالذنب‬
‫واالستياء‪ ،‬وتوهم المرض ‪ ،‬والبارنويا‪ ،‬والفصام‪ ،‬والوهن النفسي في حين تنخفض‬
‫الدرجات لدى مدمني المخدرات‪ j‬في سمة السيكوباتية‪.‬‬

‫وتتفق النتائج الحالية عن أن المتعاطين يتميزون بدرجة عالية في االضطرابات‬


‫العصابية واالنفعالية‪ ،‬والتوتر‪ ،‬والقلق‪ ،‬وعدم االستقرار‪ ،‬والعالقات السلبية ‪ ،‬كما أن‬
‫هناك فروق بين المتعاطين وغير المتعاطين في الهوس والبارانويا والفصام لصالح‬
‫المتعاطين ‪ ،‬إال إنها تختلف عنها في أن الحالة ينخفض لديها السلوك المضاد للمجتمع‬
‫السيكوباتي‪ ,‬كما تم تأكيد أن المواد المخدرة تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية‬
‫لألشخاص مما يؤدي إلى اضطراب في اإلدراك وعدم القدرة على تقدير الزمان‬
‫والمكان فيصاب المتعاطي باالكتئاب‪ ،‬والقلق‪ ،‬والفصام‪ j،‬وجنون العظمة ( البارنويا)‪،‬‬
‫واضطراب النوم‪ ،‬والذهان‪ ،‬والخواف والتخيالت‪ ،‬كما يؤدي التعاطي إلى اضطراب‬
‫الحواس كالسمع والبصر واللمس واأللم والشم‪ ،‬كما يحدث تشويش في الذاكرة‪،‬‬
‫وتدني القدرة على التركيز واالستيعاب‪.‬‬
‫تحليل عام الستجابات الحالة على اختبار تفهم الموضوع‪:‬‬

‫على المستوى الوصفي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬الشعور بالوحدة والعزلة وتظهر في البطاقات رقم (‪ )1‬و (‪ . .)۱۵‬الشعور بعدم‬


‫الثقة في النفس والتردد وتظهر في البطاقة رقم (‪ . .)GF9‬الشعور بالعجز والفشل‬
‫واليأس وعدم القدرة على اإلنجاز واالنهيار واالكتئاب وتظهر في البطاقة رقم (‪ )1‬و‬
‫(‪.)۱۵‬‬

‫‪-‬فقدان القدرة على الحب والتناقض الوجداني والتفكير في الموت ومحاولة االنتحار‬
‫وتظهر في البطاقة رقم (‪ ،) GF18‬و رقم (‪ ،)GF9‬ورقم (‪ • .)F12‬المزاج المكتئب‬
‫في معظم البطاقات‪. j‬‬

‫‪-‬استخدام اإلنكار للدفاع ضد قسوة األنا األعلى في البطاقة رقم (‪ )GF18‬و(‪(.13‬‬


‫‪GF‬‬

‫‪-‬األوديبية في العالقة باألب ومحاولة التخلص من االم والتي ظهرت في البطاقة رقم‬
‫(‪ ،)BM 6‬والبطاقة رقم (‪.)F12‬‬

‫‪ -‬عدم القدرة على عمل عالقات سوية خارج نطاق الموضوع األوديبي ( األب)‪.‬‬

‫على المستوى الدينامي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫كشفت االستجابات‪ j‬عن طبيعة شخصية الحالة‪ ،‬فيبدو أن لديها إحساسا واضحا‬
‫بالعجز وعدم الثقة بالنفس ‪ ،‬وعدم الثقة في اآلخرين والذي جاء نتيجة اضطراب‬
‫في العالقة المبكرة ‪ ،‬فقد كانت أمها غير مبالية وكانت صورتها شحيحة العطاء ال‬
‫تفي بمتطلباتها النرجسية ‪ ،‬مع استعدادها لإلصابة باالنجراح النرجسي الطفلي‪،‬‬
‫فالحالة واألم ال تربطهما أية رابطة عاطفية ‪ ،‬فاألم ال تطاق وال تشعر‬
‫المفحوصة تجاهها بأي مشاعر إيجابية‪ ،‬ولذا فقد انفصلت‪ A‬عنها ‪ ،‬ووجدت نفسها‬
‫في أحضان ابيها الجنة المفقودة إال أنها سرعان ما أصيبت باإلحباط الصدمي في‬
‫موضوعها بالمحبوب ( أبيها) لغيابه عن المنزل فترات طويلة‪ ،‬واهتمامه بعمله‬
‫وخيانته إلقامته عالقة خارجية ‪ ،‬فكانت خيانته بمثابة الصدمة بالنسبة للحالة ‪،‬‬
‫وعدم قيام األم بدورها تجاهها وتركها لها ‪ ،‬أدى إلى أن استدخلت هذه الصورة‪،‬‬
‫فأصبحت غير واثقة من والدتها‪ ،‬وتشعر بفقدان الحب واألمن‪ ،‬وكانت األنا العليا‬
‫صورة تتمثل فيها األم بقسوتها وضعف شخصيتها‪ ،‬فسيطر القلق والخوف‪ ،‬وبدأت‬
‫عليها أعراض الوحدة والعزلة ‪ ،‬وجاءت األنا عاجزة تفتقد للشعور بالحب واألمن‪,‬‬
‫‪ :‬كما كشفت االستجابات إلى جانب ذلك عن‬

‫أدى الصراع الدائم بين األنا واألنا األعلى إلى الشعور بالذنب‪ ،‬وعقاب ذاتها‬
‫‪ .‬تعلقها األوديبي باألب‬

‫جاءت الرغبات الجنسية لدى الحالة مكفوفة مع استخدام صورة الفعل الجنسي و هو‬
‫اإلغتصاب‪ ,‬في البطاقة (‪.)GF9 F13‬‬

‫ويظهر لدى الحالة التثبيت الفمي النرجسي ‪ ،‬مع بعض السادية تجاه األم ‪ ،‬مع بعض‬
‫أنماط التثبيت الذي يكشف عن وجهته االضطهادية في العالقة باألم في البطاقة‬
‫‪.)BM) (F12)6‬‬
‫أظهرت الحالة حاجاتها الالشعورية إلى تحقيق الحاجة إلى االعتراف بشرعية‬
‫الوجود من خالل حب الوالدين‪.‬أظهرت الحاجة إلى تحقيق الذات‪ ،‬والحاجة األوديبية‬
‫الملحة مع الرغبة في التخلص من األم‪ ،‬كما تظهر لديها الحاجة إلى التكفير عن‬
‫مشاعر الذنب الناتجة عن التعلق األوديبي باألب‪.‬‬

‫تشخيص الحالة‪:‬‬

‫أسفرت دراسة الحالة بأدواتها المختلفة التي استخدمت في الدراسة الحالية عن دالالت‬
‫مهمة تفسر مشكلة تعاطي الحالة المخدرات‪ j‬وإدمانها عليها ويمكن إجمالها فيما يأتي ‪:‬‬

‫الحرمان العاطفي وفقدان موضوع الحب وما صاحبه من توتر كان مصدرا أساسيا‬
‫لالضطراب الوجداني ‪ ،‬مما دفع الحالة إلى تعاطي المخدرات واإلدمان عليها‬
‫( الترمال )‪ ،‬فاإلحباط الناتج عن فقدان موضوع الحب والشعور بالعجز‪ ،‬وعدم‬
‫اعتبار الذات‪ ،‬وفقدان الشعور بالهوية والمعنى والقيمة ‪ ،‬أدى إلى لجوء الحالة إلى‬
‫التعاطي رغبة في الهروب من الواقع المر الذي تعيشه‪ .‬فقد ولدت الحالة في أسرة‬
‫كانت فيها محط اهتمام والدها ورعايته في حين كان دور األم قاصرا ومتجها نحو‬
‫األبناء الذكور ‪ ،‬فتعرضت الحالة لعدم االستقرار العاطفي والوجداني ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عدم الثقة في النفس الناتج عن غياب موضوع الحب‪ j‬المتمثل في األب وعدم قيام األم‬
‫بهذا الدور‪ ،‬وعدم قدرة الحالة على التوحد مع األم ‪ ،‬فأصبحت‪ j‬في صراع دائم معها ‪،‬‬
‫فداللة تعاطي المخدرات تعني فقدان الحب والثقة وضعف التواصل بين الحالة‬
‫والموضوع ‪ ،‬وبين الذات واألخر‪ ،‬فخبرات اإلحباط خلقت‪ j‬حالة من عدم الثقة‬
‫بالسلطة ابتداء من الوالدين باعتبارهما المصدر األول لإلشباع ‪ ،‬ثم انسحب هذا‬
‫االتجاه على السلطة الخارجية‪.‬‬

‫ووظيفة التخدير في هذه الحالة خفض القلق وتخفيف التوتر الناشئ عن القصور‬
‫واإلحباط والعودة بالحالة إلى حال من االتزان واالنسجام‪ ،‬وإن كانت مؤقتة إال أنها‬
‫تحميها من التردي أو ضروب أخرى من السلوك تكون أكثر خطرا ‪ ،‬فالتخدير يجعل‬
‫الحياة بالنسبة للحالة أكثر قبوال واهتماما‪ ،‬فضال عن إشباع الحاجة للشعور باألهمية‬
‫والقدرة‪ ،‬وإن كانت مؤقتة تنتهي بانتهاء تأثير جرعة المخدر ‪ ،‬ومن هنا فالتخدير‬
‫يعمل على خفض القلق الناشئ عن مشاعر اإلحباط والدونية والنقص وفقدان الهوية‬
‫والعجز عن تحقيق الذات ‪.‬‬

‫عالج الحالة‪:‬‬

‫يقوم العالج المعرفي السلوكي لالدمان على تحديد السلوكيات والمشاعر غير‬
‫المنطقية التي نتجت عن بعض التجارب‪ j‬السيئة أو العوامل البيئية المختلفة‪ ،‬ثم‬
‫التحدث مع المدمن حولها‪ ،‬ليفهم جيدًا لماذا يقوم بهذه السلوكيات التي تسبب اإلدمان‪،‬‬
‫ويصبح مؤهاًل للتغلب عليها بكل سهولة‪.‬‬

‫و التقنيات األربع التي استخدمت في العالج المعرفي السلوكي لإلدمان هي‪:‬‬

‫‪-1‬إعادة التأهيل المعرفي‪:‬‬

‫تم فيها التعرف على أنماط التفكير السلبية لدى الحالة‪ ،‬حيث ربما مالت إلى التعميم‬
‫في بعض السلبيات‪ j،‬و افتراض األسوأ دائ ًما‪ ،‬و وضع أهمية كبيرة على بعض‬
‫األشياء التي ال تستحق‪ ،‬وكل ذلك أدى إلى التأثير على سلوكيات الحالة وحولها إلى‬
‫سلبية‪.‬‬

‫لذا قام المعالج النفسي بالسؤال عن كيفية تفكيرها في مواقف محددة‪ ،‬لكي يستطيع‬
‫تحديد األنماط السلبية‪ ،‬وهو ما جعلها على معرفة ما بها‪ ،‬وساعدها على تعلم كيفية‬
‫إعادة تهيئة تلك األفكار لتكون إيجابية وفعالة‪.‬‬

‫‪ -2‬رؤية األشياء من منظور آخر‪:‬‬

‫بواسطة هذه التقنية قام المعالج بمعرفة وجهة نظر الحالة حول شيء ما‪ ،‬ثم طرح عدة‬
‫صا لتحدي معتقداتها وتوسيع تفكيرها‪ ،‬وتغيير وجهة نظرها‬
‫أسئلة تم تصميمها خصي ً‬
‫لألمور‪ ،‬وهنا قد طلب منها تقديم بعض األدلة التي تدعم وجهة نظرها‪ ،‬وكذلك االدلة‬
‫التي ال تدعمها‪ ،‬وهو ما يساهم في رؤية األشياء من منظور أخر‪.‬‬

‫‪ -3‬مواجهة الخوف‪:‬‬

‫استخدم المعالج تقنية مواجهة الخوف لتمكين الحالة من مكافحة القلق والخوف تجاه‬
‫بعض األشياء‪ ،‬حيث عرضت المدمنة لبعض األشياء التي تسبب لها الخوف الشديد‪،‬‬
‫وقدم لها بعض التوجيهات حول كيفية التعامل معها بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫‪ -4‬تدوين األفكار يوميًا‪:‬‬

‫الكتابة من أهم الطرق التي تساعد على التواصل مع ما يدور داخل الذهن‪ ،‬لذا طلب‬
‫منها المعالج تدوين األفكار السلبية التي راودتها بين الجلسات‪ ،‬وكذلك األفكار‬
‫اإليجابية التي يمكن التطلع إليها بداًل من السلبية والتركيز على تحقيقها‪ j،‬ثم تدوين‬
‫مدى التقدم الذي أحدثته‪.‬‬

‫‪ .III‬الفصل الثاني‪:‬‬

‫العرض العلمي‪:‬‬

‫يمكن تعريف اإلدمان‪ Addiction :‬بشكل عا ّم بأ ّنه عدم القدرة النفسيّة والجسديّة‬
‫على التوقف عن استهالك ما ّدة معيّنة مثل؛ المواد الكيميائيّة والعقاقير غير القانونيّة‪،‬‬
‫أو القيام بنشاط وسلوك معيّن‪ ،‬ال سيّما عندما يؤدي ذلك إلى السعي القهري أو‬
‫الهوس للحصول على الشيء بصرف النظر عن العواقب حتى لو تسبّب للفرد‬
‫باألذى النفسي والجسدي‪ ،‬ويعود السبب في هذه الرغبة الشديدة لدى الفرد إلى وجود‬
‫خلل مزمن في النظام الدماغي الذي يهتم بالحصول على األشياء والتحفيز والذاكرة‪.‬‬

‫من أبرز أعراض اإلدمان التي يمكن مالحظتها على الفرد هي‪:‬‬

‫عدم القدرة على االبتعاد عن ما ّدة معيّنة أو التوقف عن سلوك معيّن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تزايد الرغبة في استهالك الما ّدة أو القيام بالسلوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فقدان القدرة على ضبط النفس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تجاهل إلى أي مدى يسبّب هذا اإلدمان المشاكل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تفاقم مشكلة اإلدمان مع الوقت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فقدان االستجابة العاطفيّة الطبيعيّة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأثير اإلدمان بشكل سلبي وخطير في حياة الفرد اليوميّة مع مرور الوقت؛‬ ‫‪‬‬
‫حيث إ ّنه قد يسبّب مضاعفات صحيّة دائمة وعواقب خطيرة كاإلفالس‪ ،‬وذلك‬
‫بالرغم من إمكانيّة تعاقب دورات أو فترات من الهدوء والتخفيف من اإلدمان‬
‫مع فترات من االنتكاس واإلدمان الشديد لدى الفرد‪.‬‬

‫أنواع اإلدمان‪:‬‬

‫يوجد نوعان رئيسيّين لإلدمان‪ ،‬هما؛ اإلدمان على المواد‪ ،‬واإلدمان على‬
‫السلوك‪ ،‬وفيما يأتي بيانهما بشيء من التفصيل‪.‬‬

‫إدمان المواد‬
‫يُع ّد إدمان المواد أو إدمان العقاقير غير القانونيّة اضطرابًا عصبيًا نفسيًا مع ّق ًدا‬
‫ّ‬
‫يتمثل بالرغبة المتكرّ رة لتعاطي المواد المخ ّدرة أو الكحوليّة بشكل قهري‪،‬‬
‫وذلك بالرغم من العواقب المؤذية للفرد والتي قد تؤدي إلى خلل واضح في‬
‫الحياة اليوميّة والتي تشمل‪ :‬فقدان الوظيفة‪ ،‬و خسارة العالقات االجتماعية‪،‬‬
‫وتدهور الصحّ ة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنّ هذا النوع من اإلدمان يتق ّدم ويتطوّ ر‬
‫مع الوقت‪ ،‬ويحتاج إلى العالج من قبل المختصّين‪ .‬وفيما يأتي مجموعة من‬
‫أبرز األمثلة على المواد التي يمكن اإلدمان عليها‪ :‬الماريجوانا‪ A‬والحشيش‪,‬‬
‫المس ّكنات األفيونيّة المن ّ‬
‫شطات مثل؛ الميث أو الميثامفيتامين (‬
‫‪ ،)Methamphetamine‬والكوكايين‪ ,‬الكحول‪ ,‬منتجات التبغ‪,‬استنشاق‬
‫المذيبات والمواد المتطايرة مثل؛ الصمغ ومشتقات الوقود أو البترول ‪.‬‬

‫إدمان السلوك‬

‫ّ‬
‫يتمثل إدمان السلوك أو اإلدمان غير المرتبط بالمواد برغبة الفرد الشديدة في‬
‫القيام بمجموعة من السلوكيات واعتماده عليها؛ حيث يشعر بأعراض اإلدمان‬
‫ذاتها ولكن دون استهالك ما ّدة معيّنة‪ ،‬بل باالعتماد على القيام بنشاط أو سلوك‬
‫أو مجموعة من األنشطة التي تو ّفر بعض المشاعر المريحة والمه ّدئة‪ ،‬وأحيا ًنا‬
‫النشوة واالبتهاج لدى الفرد‪ ،‬ويمكن أن يشمل إدمان السلوك إدمان أيّ مما‬
‫يأتي‪ :‬لعب القمار‪,‬تناول‪ A‬الطعام‪ ,‬ممارسة التمارين الرياضيّة‪ ,‬مشاهدة التلفاز‪,‬‬
‫ممارسة الجنس‪ ,‬مواقع التواصل االجتماعي مثل؛ الفيسبوك‪ ,‬العمل إلى ح ّد‬
‫الوصول لإلرهاق الجسدي‪ ،‬والذي يؤثر في العائلة والعالقات والحياة‬
‫االجتماعيّة‪ ,‬التسوّ ق الذي يصل إلى ح ّد شراء األشياء التي ال يحتاجها الفرد‪،‬‬
‫وعاد ًة يتبع ذلك الشعور بالذنب والخجل واليأس‪,‬اإلنترنت سواء على شاشات‬
‫ّ‬
‫ويتمثل بقضاء ساعات في تص ّفح االنترنت‬ ‫الهاتف المحمول أو الحاسوب‪،‬‬
‫واللعب مع إهمال جوانب الحياة األخرى‪.‬‬

‫أعراض اإلدمان‬
‫تتباين أعراض اإلدمان بين األفراد‪ ،‬وفي الواقع قد يدرك المدمنون أ ّنهم‬
‫يُعانون من هذه المشكلة وقد ال يعلمون بذلك بتا ًتا‪ ،‬كما قد يُخفي بعض األفراد‬
‫تعاطيهم لبعض المواد أو ممارستهم ألنشطة معيّنة عن اآلخرين‪ ،‬وبذلك يبقى‬
‫هؤالء يمارسون حياتهم اليوميّة بشكل جيّد‪ ،‬ولكن بشكل عام هناك مجموعة‬
‫من األعراض والعالمات التي تشير إلى وجود مشكلة اإلدمان‪ ،‬وفيما يأتي‬
‫أهمها‪ :‬البحث عن العقاقير غير القانونيّة أو المخدرات‪ A‬بعنف أو بصورة ال‬
‫يمكن التحكم فيها‪ ,‬المشاركة في مستويات خطِ رة من السلوكيّات المسبّبة‬
‫لإلدمان بطريقة ال يمكن السيطرة عليها‪,‬عدم القدرة على التوقف عن تعاطي‬
‫المواد غير القانونيّة بالرغم من تسبّبها في المشاكل الصحيّة أو الشخصية‪،‬‬
‫مثل؛ مشاكل العمل والعالقات‪ ,‬مشاكل وصعوبات العالقات االجتماعية والتي‬
‫ترتبط بالغالب‪ A‬بتأنيب األفراد الذين يدركون وجود مشكلة اإلدمان‪ ,‬فقدان‬
‫االهتمام باألنشطة الحياتيّة التي ال تتضمّن استهالك الما ّدة المضرّ ة أو القيام‬
‫بالسلوك المؤذي‪ ,‬مالحظة تغييرات عميقة على المظهر العام للفرد‪ ،‬بما في‬
‫ذلك هجر النظافة بشكل واضح‪ ,‬ممارسة اإلدمان بشكل سرّ ي‪ ،‬وإخفاء المواد‬
‫والسلوكيّات التي يُدمن عليها الفرد‪ ،‬فمثاًل يرفض تفسير حدوث اإلصابات‪A‬‬
‫التي وقعت خالل وجود تأثير اإلدمان عليه‪ ,‬زيادة تعرّ ض الفرد للمجازفة‬
‫والمخاطرة من أجل الحصول‪ A‬على الما ّدة أو السلوك‪ ،‬وأثناء استهالك الما ّدة‬
‫أو المشاركة بالنشاط‪ ,‬معاناة الفرد عند التوقف عن استهالك الما ّدة أو‬
‫المشاركة بالنشاط المدمن عليه من مجموعة من األعراض االنسحابيّة‪ ،‬أهمّها‬
‫ما يأتي‪ :‬تغيّرات مزاجيّة‪ ,‬تغيّرات في الشهية‪ ,‬االحتقان وسيالن األنف‪ ,‬ألم‬
‫العضالت‪ ,‬التعب واإلعياء‪ ,‬التهيّج المفرط‪ ,‬الغثيان والتقيؤ‪ ,‬األرق وصعوبات‬
‫النوم‪ ,‬االرتعاش‪ ,‬عدم االستقرار‪ ,‬التعرّ ق‪.‬‬

‫أسباب وعوامل خطر اإلدمان‪:‬‬

‫توجد العديد من األسباب الكامنة وراء البدء في اإلدمان‪ ،‬وفي الحقيقة فإنّ‬
‫كاًّل من المخ ّدرات‪ A‬والنيكوتين والكحول تؤثر في طريقة شعور الفرد عقل ًّيا‬
‫وجسد ًّيا؛ حيث إنّ هذه المواد تخلق شعورً ا ممتعًا لديه ودافعًا قويًا إلعادة‬
‫استخدامها مرّ ة أخرى‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تكوّ ن عا ّدة من الصعب التوقف‬
‫عنها‪ ،‬والجدير بالذكر أ ّنه غالبًا ما يفقد الفرد السيطرة على اإلدمان نتيجة‬
‫الحاجة المتزايدة إلشباع الرغبة القويّة والوصول للنشوة والمتعة‪ .‬وفي الواقع‬
‫هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر وقوع الفرد في مشكلة اإلدمان‪،‬‬
‫ولكنّ وجود هذه العوامل لدى الفرد ال تسبّب بالضرورة اإلدمان لديه‪ ،‬ومن‬
‫أبرزها ما يأتي‪:‬‬

‫العوامل الوراثيّة‪ُ :‬تع ّد الجينات الوراثيّة الخاصّة بالفرد هي المسؤولة عن‬ ‫‪‬‬
‫نصف الصفات‪ A‬المختلفة لديه تقريبًا‪ ،‬وتزيد احتماليّة اإلدمان لدى الفرد في‬
‫حال معاناة الوالدين أو األقارب من مشكلة اإلدمان على الكحول أو‬
‫المخ ّدرات‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنّ النساء والرجال متساوون في احتماليّة‬
‫الوقوع في مشكلة اإلدمان‪.‬‬
‫العوامل البيئيّة‪ :‬يمكن أن تساهم العوامل البيئيّة وأسلوب الحياة ل‪AA‬دى الف‪AA‬رد في‬ ‫‪‬‬
‫حدوث مشكلة اإلدم‪AA‬ان‪ ،‬ومن ه‪A‬ذه العوام‪AA‬ل‪ :‬الفق‪AA‬ر‪ ,‬التع‪AA‬رّ ض للعن‪AA‬ف‪ ,‬تع‪AA‬اطي‬
‫العقاقير غير القانونيّة خالل سنوات المراهقة‪ ,‬س‪AA‬هولة الوص‪AA‬ول له‪AA‬ذه الم‪AA‬واد‪,‬‬
‫المعاناة من المشاكل العائليّة منذ الصغر‪ ,‬التع‪AA‬رّ ض للض‪AA‬غوط النفس‪A‬يّة الش‪AA‬ديدة‬
‫أو الصدمات‪ ,‬البعد عن الوالدين واألقارب‪.‬‬
‫االضطرابات العقليّة‪ :‬إنّ معاناة الفرد من االكتئاب‪ A،‬أو القلق الدائم‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة االنتباه والتركيز قد يساهم في اللجوء إلى األدوية المخ ّدرة والعقاقير‬
‫غير القانونيّة بهدف الشعور بتحسّن‪ ،‬وهذا بدوره يزيد من احتماليّة اإلدمان‬
‫لديه‪.‬‬
‫العمر‪ :‬يُع ّد البالغون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 24-18‬عامًا هم‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫عرضة لإلدمان على الكحول والمخ ّدرات‪ ،‬وذلك بنا ًء على مسح‬ ‫األكثر‬
‫إحصائي أو استقصاء قام به المعهد الوطني لتعاطي وإدمان الكحول ‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫إرشاد المراهقين وتوجيههم وتوعيتهم بمخاطر تناول المخدرات‪ A‬وأثرها‬ ‫‪‬‬


‫على الصحة الجسمية والنفسية للفرد ‪.‬‬
‫تقوية الوازع الديني لدى المراهقين والشباب من خالل الندوات الدينية‬ ‫‪‬‬
‫واإلرشاد الديني وتنمية الحس الوطني ‪.‬‬
‫توجيه اآلباء إلى ضرورة التنشئة الوالدية السوية‪ ،‬والبعد عن أساليب‬ ‫‪‬‬
‫المعاملة الخاطئة كالتدليل الزائد والقسوة والتفرقة واإلهمال وغيرها من‬
‫األساليب السلبية لما لها من مخاطر على شخصية الفرد‪.‬‬
‫االهتمام بفئة الشباب المدمن على تناول المخدرات بأنواعها المختلفة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومساعدتهم في اعادة الثقة بأنفسهم ‪ ،‬وإتاحة الفرصة لهم لتحقيق ذواتهم ‪،‬‬
‫حتى ال يعيشوا في عزلة عن مجتمعهم ‪.‬‬
‫تفعيل الوحدات اإلرشادية في المدارس والجامعات‪ A‬لمواجهة مشكالت‬ ‫‪‬‬
‫االطفال والمراهقين والشباب ومساعدتهم على حلها‪.‬‬
‫تفعيل دور وزارة الشباب والرياضة بتوفير اإلمكانيات المادية والبشرية‬ ‫‪‬‬
‫لتشجيع ممارسة الرياضة بأوجهها المتعددة لجميع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫الرقابة على صناعة الحبوب المخدرة والكيماويات التي يكثر استخدامها‬ ‫‪‬‬
‫وتشديد العقوبات على الشركات والصيدليات‪ A،‬وسحب تراخيص الصيادلة‬
‫المخالفين ‪ ،‬وتفعيل عمل اللجنة الثالثية المشكلة من وزارات الداخلية‬
‫والعدل والصحة ‪ ،‬من خالل دراسة المواد الواردة بالجدول الملحق بقانون‬
‫المخدرات ‪ ،‬باإلضافة لتفعيل دور أجهزة‬
‫الرقابة على تداول األدوية المخدرة بوزارة الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المراجع‬

https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A
%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF
%D9%85%D8%A7%D9%86_
%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84_%D8%B9%D8%A7%D9%85

https://www.bareeqeg.com/
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8
%AC-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9
%81%D9%8A-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9
%83%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%AF
/%D9%85%D8%A7%D9%86

You might also like