Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 33

‫جامعة بغداد‬

‫كلية التربية ابن رشد‬


‫قسم التاريخ‬

‫الحرب الباردة‬
‫السياسة الروسية نموذجا ً (‪)1954-1945‬‬
‫بحث مقدم من قبل الطالبة‬
‫(زينب طالب بالسم)( شعبة ج)‬

‫اشراف الدكتورة‬
‫نغم سالم‬

‫‪2017-2018‬‬

‫‪1‬‬
‫االهداء‬

‫الدكتورة الفاضلة نغم سالم احتراما ً وتقديراً‬


‫أمي الغالية‬
‫خالتي الدكتورة حليمة عرفانا ً بالجميل‬
‫زمالئي االعزاء‬

‫اهدي هذا الجهد المتواضع<‬

‫‪2‬‬
‫الشكر والتقدير‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسولنا محمد (ص)‪ ,‬وعلى ال ه‬
‫واص حابه ‪ ,‬ال ذي ال يحم د س واها في ا رب ل ك الحم د كم ا ينبغي‬
‫لجالل وجهك وعظيم سلطانك‪.‬‬
‫ال يسعني اال ان انح ني ش كراً وعرفان ا ً لك ل من وق ف بج انبي‬
‫إلنجاز هذا العمل المتواضع واخص بال ذكر ال دكتورة (نغم س الم)‪,‬‬
‫ص احبة القلب الكب ير ال ذي لم ي دخر جه داً من اج ل مس اعدتي‬
‫وتكرمها بقبول االش راف على بح ثي‪ .‬وال انس ى ش كري الى كاف ة‬
‫اساتذتي الذين ابدوا مالحظاتهم على البحث‪ ,‬فلهم مني ف ائق الش كر‬
‫والتقدير‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المستخلص‬

‫ان الح رب الب اردة بمعناه ا ومفهومه ا‪ ,‬ح دثت بع د الح رب‬
‫العالمية الثانية‪ ,‬تناولتها لما له ا من دور كب ير على مس توى الع الم‪,‬‬
‫وق د تن اول البحث فص لين ك ل منهم ا يت الف من مبح ثين‪ ,‬يتن اول‬
‫المبحث األول مفهوم الحرب الباردة‪ ,‬وتناول المبحث الثاني اس باب‬
‫الح رب‪ .‬ام ا الفص ل الث اني تتط رق الى العالق ات األمريكي ة –‬
‫الس وفيتية وانعكاس اتها على المجتم ع ال دولي‪ ,‬وقس م الى مبح ثين‪,‬‬
‫تن اول المبحث االول السياس ة الخارجي ة الس وفيتية خالل ‪-1945‬‬
‫‪ ,1954‬اما المبحث الثاني بحثنا فيه السياس ة الخارجي ة األمريكي ة‬
‫‪ , 1954 -1945‬وتبعتها الخاتمة التي تضمنت بعض االستنتاجات‬
‫والتوصيات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬

‫إن الحرب الباردة هي مصطلح اطل ق عن مواجه ة سياس ية وايدلوجي ة وعس كرية في بعض‬
‫االحيان غير مباش رة‪ ,‬ح دثت بع د الح رب العالمي ة الثاني ة خالل ف ترة من ‪ ,1954-1945‬ام ا‬
‫اطرافه ا فهم عب ارة عن اك بر ق وتين في الع الم وهم ا الوالي ات المتح دة االمريكي ة ‪ -‬االتح اد‬
‫السوفيتي وحلفاء ك ل منهم ا‪ .‬وك ان من مظ اهر ه ذه الح رب انقس ام الع الم الى معس كرين هم ا‬
‫شيوعي بقيادة االتحاد السوفيتي( روسيا الحالي ة) ولي برالي بقي ادة الوالي ات المتح دة االمريكي ة‪,‬‬
‫وبهذا يمكن القول ان مصطلح الحرب الباردة يعني صراع ال يعلن فيه احد الطرفين المتح اربين‬
‫الح رب على الط رف المقاب ل بش كل رس مي‪ ,‬وق د ق اد ك ل من الط رفين الح رب على االخ ر‬
‫باستخدام وسائل االعالم والفن والوسائل السرية كالعمالء السريين والجواسيس‪.‬‬

‫وتكمن اهمية هذا البحث في التناقض االي ديولوجي بين القط بين واث ره الب الغ في تعمي ق ه وة‬
‫الخالف بينهما‪ ,‬فقد ادى ذلك الخالف الى انقسام دول العالم المتق دم الى كتل تين رئيس تين‪ ,‬الكتل ة‬
‫الغربية الرأسمالية وتتزعمها الواليات المتحدة األمريكية ومن ورائها دول اوربا‪ ,‬وكندا واليابان‪,‬‬
‫والكتلة االشتراكية الشيوعية التي يتزعمها االتح اد الس وفيتي‪ .‬وتتمث ل هات ان الكتلت ان في حل ف‬
‫الشمال األطلسي وحلف واشو‪ .‬ويلجا كل من القطبين في صراعه مع االخر في االس تحواذ على‬
‫اراضي العالم الثالث بشتى الوسائل مع مراعاة الحذر والحيلول ة دون تص عيد الص راع المباش ر‬
‫بين القطبين‪.‬‬

‫اما اشكالية الدراسة‪ ,‬فتظهر من خالل عدة تساؤالت ومنها‪ :‬متى بدأت الحرب الب اردة‪ ,‬وم ا‬
‫هي مكامن القوة والضعف بين المعسكرين؟‪ ,‬وكيف اسهم المعسكران في ادارة وتعقي د االزم ات‬
‫الدولية‪.‬‬

‫وسوف نقسم هذا البحث الى فصلين‪ ,‬نتناول في الفصل االول مفهوم واسباب الحرب الب اردة‪,‬‬
‫اما الفصل الثاني‪ ,‬نتطرق الى السياسة الخارجية االمريكية والسوفيتية وانعكاساتها على المجتمع‬
‫الدولي خالل الفترة ‪.1954 -1945‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل االول‪ /‬الحرب الباردة‬

‫ان التغير هو سمة من سمات المجتمع الدولي منذ وجد وحتى ليومنا هذا‪ ,‬لذا بات‬
‫من الضروري التطرق الى اهم المتغيرات الدولية للعالم بعد الحرب العالمية الثاني ة‪.‬‬
‫لذا سوف نبحث في فصلنا هذا مفهوم مصطلح الحرب الباردة‪ ,‬واالس باب ال تي ادت‬
‫الى قيامها‪.‬‬

‫المبحث االول‪ /‬مفهوم الحرب الباردة‬

‫اول من استعمل مفهوم الح رب الب اردة ه و( برن ارد ب اروش) مستش ار ال رئيس‬
‫االمريكي عام ‪ ,1947‬في مناقشاته في الكونغرس وهو يش ير الى طبيع ة المواجه ة‬
‫بين الدولتين على الجبه ات السياس ية واالقتص ادية واالعالمي ة‪ ,‬وان الخط اب ال ذي‬
‫القاه الزعيم السوفيتي( ستالين) في شباط ‪ 1946‬الذي اك د في ه حتمي ة الص راع م ع‬
‫القوى الرأسمالية واستحث الشعب السوفيتي على اليقظة وعدم االس تكانة الن انته اء‬
‫الح رب ال يع ني اس ترخاء االم ة حس ب تعب يره‪ .‬وبه ذا االعالن ب دأ الص راع بين‬
‫الط رفين ليقاب ل من قب ل الوالي ات المتح دة االمريكي ة ب إعالن ال رئيس‬
‫االمريكي( ترومان) (سياسية االحتواء) ويبدأ الصرع اس تمر الى ع ام ‪ 1991‬حيث‬
‫(‪.)1‬‬ ‫تهاوى القطب السوفيتي‬

‫ورغم انشا هيئة االمم المتحدة_ على امل ان تنجح فيم ا لم تنجح في عص بة االمم‬
‫في احالل السالم في العالم ومنع الصراعات فق د انقس م الع الم بع د الح رب العالمي ة‬
‫الثانية الى كتلتين تسعى كل منهما الى السيطرة على اك بر مس احة ممكن ة من الع الم‬
‫وان تعم ل على ان تض م الى ص فوفها اك بر ع دد من ال دول واص بح الص راع بين‬
‫(‪.)2‬‬ ‫المبادئ التي تؤمن بها كل من القوتين والتي تتحكم في سياستهما واقتصادها‬

‫‪6‬‬
‫أس امة مرتض ى الس عيدي‪ :‬الوالي ات المتح دة االمريكي ة واالمم المتح دة م ا بع د الح رب الب اردة‪ ,‬دار‬ ‫( ‪)1‬‬
‫مكتبات البصائر‪ -‬لبنان‪ ,‬ط‪ ,2011 ,1‬ص‪.29‬‬
‫شوقي عطا هللا الجمل‪ ,‬عبد هللا عبد الرزاق اب راهيم‪ :‬ت اريخ اورب ا من النهض ة ح تى الح رب الب اردة‪,‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫المكتبة المصرية‪ -‬القاهرة‪ ,2000 ,‬ص‪.302‬‬

‫وقد دفع هذا الصراع الى سباق بين الكتلتين في مي دان التس لح_ خاص ة فيم ا يتعل ق‬
‫باالس لحة النووي ة واالقم ار الص ناعية_ وهك ذا دخلت العالق ات بين الوالي ات‬
‫المتحدة( المعسكر الغربي) واالتحاد السوفيتي( المعس كر الش رقي) فيم ا بع د ع رف‬
‫بالحرب الباردة وصرف ك ل من المعس كرين ماليين ال دوالرات لنش ر النف وذ على‬
‫اكبر عدد من الدول وامت د ه ذا الص راع وه ذه المج االت لنش ر النف وذ الى مختل ف‬
‫بناءها (‪.)1‬‬ ‫قارات العالم وبدأ اشد خطرا من الحروب السابقة التي احتوى العالم‬

‫وفي معرض تناول موضوع الحرب الباردة فأنه من االجدر التطرق الى المراحل‬
‫التي مرت بها الحرب الباردة‪.:‬‬

‫اوال‪ :‬مرحلة المواجهة ‪.1953-1947‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة التعايش السلمي ‪.1969-1956‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة الوفاق ‪.1976-1969‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة انتكاسة الوفاق ‪.1985-1976‬‬

‫خامسا‪ :‬مرحلة انتهاء الحرب ‪.1991-1985‬‬

‫‪7‬‬
‫شوقي عطا هللا الجمل‪ ,‬عبد هللا رزاق ابراهيم‪ :‬تاريخ اوربا ‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪.203‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة المواجهة ‪1953 -1947‬‬

‫لق د ك انت الس نوات األولى ال تي اعقبت الح رب العالمي ة الثاني ة مليئ ة بالخالف ات‬
‫والتوترات والصراعات الحادة وكانت تلك المرحلة اكثر السنوات خطورة في تاريخ‬
‫الص راع بين الش رق والغ رب اذ هي ال تي ول دت الح رب الب اردة وجعلته ا حقيق ة‬
‫واضحة في العالقات الدولية المعاص رة‪ ,‬وك انت ب دايات الص راع في اوروب ا حيث‬
‫مبدأ ترومان‪ ,‬ومن ثم مشروع مارشال‪ ,‬وكان الصراع ش ديد واض حا القتس ام ق ارة‬
‫اوروبا فكان تقس م الماني ا الى جمهوري ة الماني ا الديمقراطي ة ال تي دعمه ا الس وفيت‬
‫ورفض الغ رب االع تراف به ا وجمهوري ة الماني ا االتحادي ة ال تي رفض االتح اد‬
‫السوفيتي االعتراف بها ومواجهة االضطرابات الداخلية في تركيا‪ ,‬والحرب االهلي ة‬
‫في اليونان على اساس انها بدعم شيوعي‪ ,‬واالنقالب الشيوعي في تشكوسلوفاكيا‪ ,‬ثم‬
‫نجد ظهور نظام عسكري يقضي بأنشاء حلف الشمال االطلس ع ام ‪ ,1949‬وحل ف‬
‫وارشو عام ‪ ,1955‬وسرعان ما كانت هناك امتدادات للصراع‪ ,‬فضال عن االمتداد‬
‫االوربي في اسيا‪ ,‬مث ل نج اح الث ورة الش يوعية في الص ين والح رب الكوري ة ال تي‬
‫اقتضت النتشار الشيوعية في فيتن ام وس نغافورة وماليزي ا وتايلن دا ام ر ال ذي جع ل‬
‫الواليات المتح دة االمريكي ة ت روم انش اء معاه دة جن وب ش رق اس يا ‪ seato‬ع ام‬
‫(‪.)1‬‬ ‫‪1955‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة التعايش السلمي ‪1969-1956‬‬

‫اتسمت هذه المدة بأنها اش د س نوات الح رب الب اردة وخاص ة في نهاي ة الخمس ينات‬
‫وبداية الستينات اذ تعتبر مدة انتقالية في س باق تط ور ص راع الش رق والغ رب‪ ,‬اذ‬

‫‪8‬‬
‫انه ا ش هدت ت أرجح العالق ات بين الط رفين من لحظ ات المواجه ة الس اخنة ال تي‬
‫اوشكت ان تتحول الى حروب نووية كما حدثت ازمة الصواريخ الكوبية عام ‪1962‬‬

‫(‪ )1‬لمزيد من التفاصيل راجع‪ :‬اسامة مرتضى السعيدي‪ ,‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪.34‬‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ )2‬موسى محمد ال طويرش‪ ,‬تاريخ العالم المعاصر‪ ,‬مكتبة مصر‪ ,‬ط‪ ,2009 ,2‬ص‪.121‬‬ ‫‪-‬‬

‫شهدت العالقات السوفيتية االمريكية هدوء نسبيا في بداية هذه المرحلة وال سيما في‬
‫منتصف عام ‪ ,1958‬وقد ظهرت بوادر التعاون التجاري بعد ان ادرك الطرف ان ان‬
‫كل الدولتين تمتلكان قوة اقتص ادية كث يرة والتف اهم في الرس ائل المتبادل ة بين رئيس‬
‫ايزنهاور (‪.)1‬‬ ‫الوزراء السوفيتي خوشوف والرئيس االمريكي‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة الوفاق الدولي ‪1976 -1969‬‬

‫وقد بدأت هذه المرحلة عندما تولي ريتشارد نكسون الرئاسة في الواليات المتح دة‬
‫االمريكي ة وك ان ه نري كيس نجر مستش اره لالمن الق ومي‪ .‬وق د اس تهدف الوف اق‬
‫بوص فه اس تيراتيجية س الم‪ ,‬خل ق اهتم ام جدي د بالتع اون‪ ,‬والح د من الت وترات بين‬
‫العمالقين‪ ,‬وايجاد بيئة دولية تمكنها من حسم وتجاوز خالفاتهم ا واالنتق ال من حال ة‬
‫التن افس الى حال ة التع اون وخل ق ن وع من العالق ات االيجابي ة لتص ريف الش ؤون‬
‫الدولي ة‪ ,‬لق د ك انت هن اك مجموع ة من العوام ل الدافع ة نح و الرف اق ال دولي بين‬
‫القطبين‪:‬‬

‫وفاة الرئيس السوفيتي (ستالين)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫تزايد كميات االسلحة النووية وتزايد احتماالت اندالع حرب نووية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تصاعد نفقات سباق التسلح العسكري المنهكة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حاجة السوفيت الى تقنية الغرب‪ ,‬الكمال التنمية والتحديث‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫عدم جدوى سياسة االحتواء تجاه االتحاد السوفيتي من قبل الوالي ات المتح دة‬ ‫‪.5‬‬
‫االمريكية‪.‬‬
‫بروز الصين قوة فاعلى فضال عن ح دوث تق ارب ص يني_ام ريكي ورغب ة‬ ‫‪.6‬‬
‫(‪.)2‬‬ ‫السوفيت في التقليل او الحد من نتائج هذا التقارب‬
‫‪9‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫اسامة مرتضى السعيدي‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.35‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ,‬ص‪36‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة انتكاسة الوفاق ‪.1985-1976‬‬


‫لم يدم الوفاق او االنفراج ط ويال اذ س رعان م ا ع اد الش رق والغ رب الى‬
‫الح رب الب اردة قب ل انته اء عق د الس بعينات‪ ,‬ب ل وان البعض اطل ق عليه ا‬
‫الحرب الباردة الثانية‪ ,‬وقد ادى هذا بطبيعة الح ال الى الع داء التقلي دي ال ذي‬
‫ق ام ط ويال بين الط رفين وظ ل قائم ا ان ذاك‪ ,‬اذ تم تغليب التناقض ات‬
‫االيديولوجية والعس كرية‪ ,‬مم ا س اعد على تعمي ق ه ذا التوج ه نح و تص عيد‬
‫التوتر بروز حكومات غربية يمنية معادي ة لالتح اد الس وفيتي‪ ,‬ففي بريطاني ا‬
‫انتصر حزب المحافظين وتولت مارغيت تاتشر رئاسة الحكوم ة البريطاني ة‪,‬‬
‫وفي المانيا انهزم الحزب البريطاني الذي تبنى سياسة االنفت اح على الش رق‪,‬‬
‫كما اقتربت فرنس ا برئاس ة فرانس وا مي تران من المعس كر الغ ربي والحل ف‬
‫االطلس ي‪ ,‬وفي الياب ان ب رزت شخص ية رئيس ال وزراء الياب اني( ياس و‬
‫هيروثاكوس وني) ال ذي الغى جمي ع مظ اهر تق ارب م ع االتح اد الس وفيتي‬
‫وانحاز كلي ا الى الوالي ات المتح دة‪ ,‬واتخ ذت جمي ع ه ذه الحكوم ات سياس ة‬
‫معادي ة لالتح اد الس وفيتي واتبعت اس تيراتيجية مض ادة للوف اق‪ .‬فك انت ه ذا‬
‫ايذائا بتدهور العالقات بين الشرق والغرب وب دء مرحل ة جدي دة من الح رب‬
‫الباردة‪)1(.‬‬

‫خامسا‪ :‬مرحلة انتهاء الحرب الباردة ‪.1991-1985‬‬


‫لم يكن الع الم ان ذاك يظن ان الح رب الب اردة تس ير باتج اه نهاياته ا‪ ,‬الن‬
‫معطيات تصاعد وتأثر الصراع او انخفاضه وتق ارب الط رفين او تباع دهما‬
‫هي س مات رافقت الح رب الب اردة‪ ,‬طيل ة ف ترة اش تعالها وب دأت سلس لة من‬

‫‪10‬‬
‫مؤتمرات القمة تعقد خاصة بعد رحيل ال زعيم الس وفيتي( ي وري ان دريوف)‬
‫‪)2( ,1985‬‬ ‫ووصول( غورباتشوف) لسدة الحكم مثل مؤتمر جنيف عام‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬الحرب الباردة "دراسة تاريخية للعالقات االمريكية الس وفيتية‪ ,‬نش ر اش ور‬ ‫( ‪)1‬‬
‫بانيبال للكتاب‪ ,‬ط‪ ,2015 ,1‬ص‪.57‬‬
‫سميح عبد الفتاح‪ :‬انهيار االمبراطورية السوفتييه‪ ,‬عمان‪ -‬دار الشرق للنشر‪ ,1996 ,‬ص‪.8‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫وقمة واشنطن عام ‪ 1987‬وغيرهما وكان العالم يظن ان لق اءات القم ة تل ك‬


‫ما هي اال اعادة الحياة لسياسة الوفاق من ل دن( غ ور باتش وف)‪ ,‬في حين ان‬
‫واقعها كان ازالة وح ل المش اكل العالمي ة العالق ة‪ ,‬وايق اف لنش ر الص واريخ‬
‫النووية‪ ,‬والحد من التسليح وانسحاب السوفيت من افغانستان وايقاف الح رب‬
‫العراقية االيراني ة‪ ,‬واختتمت تل ك الحقب ة بش ن ح رب ش به عالمي ة الخ راج‬
‫العراق من الكويت ثم تفك ك االتح اد الس وفيتي في نهاي ة ع ام ‪ ,1991‬لتعلن‬
‫الوالي ات االمريكي ة انه ا ت دخل مرحل ة جدي دة او خط وة في طري ق النظ ام‬
‫الجديد)‪)1(.‬‬ ‫الدولي(‬

‫‪11‬‬
‫سميح عبد الفتاح‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪.9-8‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أسباب الحرب الباردة‬

‫كان هناك عوام ل متع ددة ادت الى نش وب الح رب الب اردة بين الوالي ات المتح دة‬
‫االمريكية واالتحاد السوفيتي من اهمها‪:‬‬

‫اوال‪:‬التناقض االيديولوجي‪:‬‬

‫يعد عدم التوافق االي ديولوجي بين االتح اد الس وفيتي والوالي ات المتح دة االمريكي ة‬
‫واحدة من اهم عناصر الخالف بين الطرفين‪ ,‬ويرجع ه ذا االختالف االي دلوجي الى‬
‫قي ام الث ورة البلش فية ع ام ‪ ,1917‬اذ تع د ه ذه الث ورة من اهم االح داث في الق رن‬
‫العشرين‪ ,‬فقد فجرت هذه الثورة طاقات هائلة وخلفت صراعات سياسية وحض ارية‪,‬‬
‫ال تي ش كلت الع الم المعاص ر م ع ب روز االتح اد الس وفيتي ك أول دول ة عمالي ة في‬
‫التاريخ تطمح الى بناء حضارة اشتراكية بديل ة للحض ارة الرأس مالية المهيمن ة على‬
‫العالم‪ .‬ومنذ هذه المرحلة ظهر االنقسام بين الشرق والغرب بس بب وج ود تناقض ات‬
‫جوهري ة في المص الح االس تراتيجية وااليديولوجي ة بين ال دول الرأس مالية وال دول‬
‫االش تراكية‪ ,‬وان الط رفين يمثالن اي ديولوجيات مختلف ة وينطلق ان من تط ورات‬
‫العالم‪)1( .‬‬ ‫االقتصادية والى تعزيز هيمنة وتفوق في‬

‫ثانيا‪ :‬صراع المصالح‬

‫‪12‬‬
‫لم يكن التناقض ؤاالختالف بين المعسكرين اختالفا وتناقضا اي ديولوجيا فحس ب ب ل‬
‫هو تناقض وصراع حول المصالح سياسية واستراتيجية وحيوي ة تس بت جميعه ا في‬
‫تعمي ق انقس ام الع الم الى معس كرين اي ديولوجيين متن احرين‪ ,‬اذ ان ه ذه المص الح‬
‫المتضاربة هي التي ساهمت في تعزيز انقسام العالم الى شرق وغرب‪.‬‬

‫‪--------------------------------------‬‬

‫اسامة مرتضى السعيدي‪ :‬الواليات المتحدة االمريكية واالمم المتحدة‪ ,‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪-30‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪.31‬‬

‫وإن ه ذا االنقس ام ه و ايض ا نتيج ة مباش رة من النت ائج ال تي افرزته ا الح رب‬
‫العالمية الثانية‪ ,‬اذ اص بح انقس ام الع الم المعاص ر الى ه ذين المعس كرين حتمي ة‬
‫تاريخي ة وسياس ية تجس دت في اجتم اع (يالط ا بوتس دام)‪ ,‬والل ذان كان ا ه دفهما‬
‫ترتيب االوضاع السياسية والجغرافي ة الورب ا في م دة م ا بع د الح رب العالمي ة‬
‫الثانية‪ ,‬واياضا خلف ت وازن دولي جدي د يتناس ب م ع ق درات ورغب ات ك ل من‬
‫السوفيتي (‪.)1‬‬ ‫الواليات المتحدة االمريكية واالتحاد‬

‫ثالثا‪ :‬سوء الفهم والتشكيك بين الكتلتين‪:‬‬

‫ك انت الس نوات االولى ال تي اعقبت الح رب العالمي ة الثاني ة مليئ ة بالخالف ات‬
‫والتوترات والصراعات الدولي‪ ,‬اذ كانت ه ذه الس نوات من اخط ر المراح ل في‬
‫تاريخ صراع الش رق والغ رب‪ ,‬وهي ال تي ول دت الح رب الب اردة في العالق ات‬
‫الدولية المعاصرة‪ ,‬وكانت اوربا هي الساحة المركزي ة له ذه الص راعات اذ ك ان‬
‫الص راع في س نواته االولى ظ اهرة اوربي ة اك ثر من ه حقيق ة عالمي ة ومن ه ذه‬
‫القضايا القضية االلمانية (قضية برلين) وقضية الحدود الجغرافي ة وتقس يم اورب ا‬
‫الى من اطق نف وذ وقض ية خفض الق وات في اورب ا هي أهم القض ايا بين ال دول‬
‫الكبرى‪ ,‬اذ لم يكن باالمك ان التواص ل الى تف اهم مش ترك بين ك ل من الوالي ات‬
‫المتحدة االمريكي ة واالتح اد الس وفيتي ح ول ه ذه القض ايا‪ ,‬ب ل ك ان س وء الفهم‬

‫‪13‬‬
‫والتشكيك في النوايا وعدم الثق ة والرغب ة في المواجه ة والمنافس ة‪ ,‬فق د نب ع من‬
‫(‪.)2‬‬ ‫ذلك اتخاذ سياسات عمقت بدورها الفجوة والعداء بين هاتين الدولتين‬

‫اسامة مرتضى السعيدي‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.33-32‬‬ ‫( ‪)1‬‬


‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.102-100‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫العالقات األمريكية – السوفيتية وانعكاساتها على المجتمع‬


‫الدولي‬

‫بع د الح رب العالمي ة الثاني ة‪ ,‬بع د ان تص اعد س معة االتح اد الس وفيتي‬
‫وانتشرت االفكار االشتراكية في الع الم ومنه ا اورب ا واس يا واعتن ق االش تراكية‬
‫شعوب من اوربا انضمت حكوماتها طوعا لالتحاد السوفيتي وتشكلت كتلة كبيرة‬
‫معادي ة للرأس مالية هي الكتل ة االش تراكية‪ .‬وش عوب الوالي ات المتح دة بزعام ة‬
‫ه اري تروم ان (‪ )1952.1945‬ب أن هن اك خط را يه دد مص الحها وتوجهه ا‬
‫الرأسمالية‪ .‬واشار الرئيس تروم ان على وش ك ان تص نع الح رب اوزاره ا الى‬
‫خطر حيث قال‪ :‬ان الخطر النازي (االلم اني) انتهى ولكن علين ا مواجه ة خط ر‬
‫اخر‪.‬‬

‫واشاعت وسائل االعالم االمريكية مخاوف في اورب ا في خط ر دام ه و االتح اد‬


‫السوفيتيين‪ ,‬وقد ولد هذا الخوف عمال مشتركا بين هذا الدول االوربية في تشكيل م ا‬

‫‪14‬‬
‫يع رف (االتح اد غ رب اورب ا) ويع د ه ذا االتح اد اولى حلق ات االخالف الغربي ة‪-‬‬
‫السوفيتي (‪)1‬‬ ‫االمريكية ضد االتحاد‬

‫وبناءا على ما تقدم‪ ,‬سوف نقسم هذا الفصل الى مبح ثين‪ ,‬نتن اول في المبحث األول‬
‫السياسة الخارجية السوفيتية وانعكاس اتها على المجتم ع ال دولي‪ ,‬ونبحث في المبحث‬
‫الثاني السياسة الخارجية األمريكية‪.‬‬

‫_________________‬

‫عبد الرزاق مطلك فهد‪ :‬العالقات األمريكية الروس ية من نهاي ة الح رب الب اردة الى ح رب اب راد‬ ‫( ‪)1‬‬
‫واحتواء ‪ ,2014-1991‬دار القارئ للطباعة والنشر في بغداد‪ ,‬ط‪ ,2017 ,1‬ص‪.100‬‬

‫المبحث األول‬

‫السياسة الخارجية السوفيتية ‪1954-1945‬‬

‫تشمل رقعة االتحاد السوفيتي نصف كل من قارتي اوربا وآسيا‪ ,‬إذ تمت د من بولوني ا‬
‫غرب ا ً الى المحي ط اله ادي ش رقاً‪ ,‬ومن البح ر األس ود جنوب ا ً الى المحي ط المتجم د‬
‫الشمالي‪ .‬وهذه الدولة المترامية االطراف تبلغ ثالثة امثال مساحة الواليات المتح دة‪,‬‬
‫فعكست هذه المساحة بخصائص تميز بها االتحاد السوفيتي وهي (‪:)1‬‬

‫ليس لها حدود جغرافية طبيعية بينها وبين االثني عشر دولة التي تجاورها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ليس لالتحاد السوفيتي منافذ على البحار المفتوح ة‪ ,‬فش واطئها تمت د ام ا على‬ ‫‪.2‬‬
‫بحار متجمدة ال تصلح للمالح ة او على بح ار مقفل ة‪ .‬ل ذلك ك ان من اه داف‬
‫السياسة الخارجية السوفيتية العمل على الوصول الى البحار الدافئة او البحار‬
‫المفتوحة‪.‬‬
‫الشعب القاطن في االتحاد السوفيتي يتكون من ‪ 150‬جنسا ً مختلف ا ً لهم لغ ات‬ ‫‪.3‬‬
‫مختلف ة وبيئ ات مختلف ة في الب داوة والحض ارة وله ذا ت أثير في سياس تها‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫انعكست هذه الخصائص الجغرافية والثقافية بصورة اساسية على السياسة الخارجي ة‬
‫السوفيتية‪ ,‬فض الً على اعتن اق االيدلوجي ة الماركس ية وال تي له ا ت أثير في سياس تها‬
‫(‪.)2‬‬ ‫الخارجية‬

‫وفي ض وء م ا تق دم‪ ,‬ف ان السياس ة الس وفيتية تتمح ور في ثالث اتجاه ات س وف‬
‫نتناولها في هذا البحث‪.‬‬

‫‪----------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص ‪.107‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.107‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسة تقديم المساعدات‬

‫يختل ف م دلول تعب ير تق ديم المس اعدات في المفه وم الس وفيتي عن ه في المفه وم‬
‫األمريكي‪ ,‬فاالتحاد السوفيتي يفهم تقديم المس اعدة عن طري ق عن طري ق الق روض‬
‫بفائدة واالئتمان قصير األجل‪ ,‬ولكن المساعدة حس ب المفه وم األم ريكي يقص د به ا‬
‫تق ديم المس اعدة والمنح والق روض طويل ة األم د وتق دم دون فائ دة‪ .‬وكم ا يق دم كال‬
‫الطرفين مساعدتهما لل دول ال دائرة في فلكه ا‪ ,‬وان المس اعدة ال تي تق دمها كأس لوب‬
‫لتوازن القوى‪ ,‬هي تلك التي تقدم للدول غ ير المنح ازة ألي من الكتل تين وكله ا دول‬
‫نامية او دول يقل متوسط دخل الفرد فيها عن ‪ 100‬دوالر س نوياً‪ .‬ف أرادات ك ل من‬
‫الدولتين اتخاذ مسألة تقديم المساعدة سالح يمكن ان تستخدمه كل منها ضد األخ رى‬
‫في مج ال الح رب الب اردة‪ .‬واذا القين ا نظ رة عام ة على المس اعدات األمريكي ة‬
‫والسوفيتية نالحظ على الفور إن المعونة األمريكية بلغت اضعاف المعونة الس وفيتية‬
‫خالل األعوام (‪ ,)1960-1954‬فال نجد مجاالً للمقارنة في نس بة المس اعدات ال تي‬
‫قدمها كال الطرفين‪ .‬فمثال قدم االتحاد السوفيتي معون ة اقتص ادية بلغت ‪ 360‬بلي ون‬
‫دوالر و ‪ 102‬بليون دوالر لألغراض العسكرية‪ .‬ان الفارق الكبير في االرقام ال تي‬
‫قدمها كال الط رفين واض ح‪ ,‬وم رد ذل ك الى ان المس اعدة االم ريكي الض خمة ذات‬
‫‪16‬‬
‫االرق ام الفاحش ة ك انت مش روطة ب القيود والش روط االس تعمارية ال تي ينبغي من‬
‫وراءه ا تحقي ق اه دافها االقتص ادية والسياس ية في حين ان المس اعدات الس وفيتية‬
‫ساهمت كثيراً في تنمية الدول النامي ة ب الرغم من تض اءل ارق ام المس اهمة فيها(‪.)1‬‬
‫لم يقدم االتحاد السوفيتي المساعدات منذ وقت مبكر‪ ,‬حيث تخل ف االتح اد الس وفيتي‬
‫في عهد ستالين عن تقديم المساعدات وذل ك بس بب الظ روف االقتص ادية ال تي ك ان‬
‫(‪,)2‬‬ ‫يمر بها وخاصة بعد خروجه من الحرب العالمية الثانية‪ ,‬فضالً عن ان االتحاد‬

‫‪---------------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.109‬‬ ‫( ‪)1‬‬


‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.110‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫السوفيتي كان ينظر الى الدول النامية على أنها ملحقات للدول الغربية لذا لم تتج اوز‬
‫عالقته بها في الغالب سوى تبادل التمثيل الدبلوماسي‪ ,‬اما التج ارة فك انت على نح و‬
‫ض يق‪ ,‬وم ع ذل ك ف ان ه ذه الحقب ة لم تخ ٌل من المح اوالت بقص د الدعاي ة لالتح اد‬
‫السوفيتي كرائد للنضال ضد االستعمار‪ ,‬ومن ه ذه المح اوالت ق دم االتح اد عرض ا ً‬
‫لبعض ال دول األس يوية ‪ 1949‬لم دها بالتج ارة والمعون ة الفني ة‪ ,‬وأب رمت‬
‫تشيكوسلوفاكيا اتفاق ومعونة فنية مع الهند‪ ,‬لكن السياسة السوفيتية بع د وف اة س تالين‬
‫تغيرت‪ ,‬إذ اخذت نمطا ً أخر في التوسع ال سيما في آسيا وافريقيا وامريكا الالتينية‪.‬‬

‫ومن األمثلة على هذه المساعدات تلك ال تي ق دمها الس وفيت الى مص ر عن دما ق رر‬
‫االتحاد السوفيتي تزويد مصر بالسالح‪ ,‬أذ قام السوفيت بتزويد مصر بالس الح اثن اء‬
‫ان دالع ازم ة الس ويس بع د توقي ع على اتفاقي ة ع رفت ع ام ‪ 1955‬باس م (الص فقة‬
‫التشيكية)‪ ,‬ومع ان الصفقة عرفت بالتشيكية إال ان األسلحة الممنوح ة لمص ر ك انت‬
‫في واقع الحال هي اسلحة سوفيتية متطورة في حينه ا مث ل ط ائرات (ميج ‪ ,15‬ميج‬
‫‪ ,)17‬ومعدات سوفيتية اخرى عديدة‪ ,‬واشتملت االتفاقية على ارسال خبراء س وفيت‬
‫لتدريب المصريين على هذه االس لحة ولم ا ك انت تشيكوس لوفاكيا هي واجه ة اتف اق‬
‫التسلح السوفيتي – المصري‪ ,‬فقد ك ان الخ براء العس كريين الس وفييتي يص لون الى‬

‫‪17‬‬
‫الق اهرة ح املي ج وازات س فر تشيكوس لوفاكية‪ .‬والمث ال االخ ر على تق ديم االتح اد‬
‫المساعدات هي المساعدة السوفيتية لحكومة كاس ترو في كوب ا‪ .‬إذ قص دت من وراء‬
‫تق ديم ه ذه المس اعدات تأيي دا لموقف ه حي ال الوالي ات المتح دة االمريكي ة وتزوي د‬
‫(‪.)1‬‬ ‫الشيوعية الكوبية بإمكانيات المد الثوري‬

‫‪-------------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.114-107‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السياسة الخارجية تجاه الدول الشيوعية والدول الرأسمالية‬

‫شهدت السياسة السوفيتية تغ يرات م ع ب دء الق رن العش رين اثن اء ان دالع الث ورة‬
‫البلش فية وقي ام االتح اد الس وفيتي‪ ,‬إذ اعت برت الخط وة األولى هي تحقي ق الث ورة‬
‫الشيوعية العالمية‪ ,‬ولكن ذلك لم يتحق ق بع د أن اخفقت الث ورة الش يوعية في المج ر‬
‫وألمانيا‪ ,‬وظل االتحاد السوفيتي وحده الدولة الشيوعية المحاصرة بالع الم الرأس مالي‬
‫ال ذي يناهض ها‪ .‬وهن ا وض ح الخالف الكب ير بين (س تالين) ال ذي دع ا الى مس الة‬
‫استتباب الثورة الشيوعية في روسيا اوالً‪ ,‬ثم بعد ذلك يكون العمل على نش ر الث ورة‬
‫في باقي دول العالم وبين (تروتسكي) الذي كان ينادي بالثورة الدائمة اي العمل على‬
‫نشر الث ورة العالمي ة دون انتظ ار اس تتبابها في روس يا‪ ,‬ولكن انتص ار س تالين على‬
‫تروتسكي حول نشر الشيوعية جعل من االحزاب الشيوعية في مختلف انح اء الع الم‬
‫ادوات للدبلوماسية السوفيتية على اساس أن روسيا هي مرك ز الث ورة العالمي ة‪ ,‬وإن‬
‫تلك الثورة ال نجاح لها إال بمؤازرة روسيا‪ ,‬وعليه فالمحافظة على االتحاد الس وفيتي‬
‫كقاعدة للثورة العالمية تقتضي الوالء المطلق لروسيا‪ .‬وبعد الحرب العالمي ة الثاني ة‪,‬‬
‫تغيرت السياس ة الس وفيتية إذ ظه رت اربع ة مظ اهر م يزت ه ذه السياس ة في ه ذه‬
‫المرحلة وهي (‪:)1‬‬

‫‪18‬‬
‫ان االتحاد السوفيتي وسع حدوده غربا ً حتى ض مت بالداً يس كنها ‪ 21‬ملي ون‬ ‫‪.1‬‬
‫نسمة‪.‬‬
‫عزم االتحاد السوفيتي على تأمين حدوده الغربية بالسيطرة الكامل ة على دول‬ ‫‪.2‬‬
‫شرق اوربا التي تقع على الحدود والتي يبلغ عدد سكانها ‪ 100‬مليون نس مة‪,‬‬
‫وذلك عن طريق العمل اليجاد حكومات موالية للنظام الشيوعية‪.‬‬
‫العمل على الحصول على اكبر ق در ممكن من التعويض ات إلص الح ال دمار‬ ‫‪.3‬‬
‫الذي نتج عن عدوان هتلر على االراضي الروسية‪.‬‬
‫‪---------------------------‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.115‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫العودة إلى تدعيم الشيوعية لمجابهة العالم الرأسمالي‪ ,‬وذلك بالعمل على تنفيذ‬ ‫‪.4‬‬
‫خطة الخمس سنوات التي تقضي االهتمام بتدعيم الصناعات الثقيل ة‪ ,‬وتس ليح‬
‫روسيا باألسلحة الذرية‪.‬‬

‫وكانت وفاة ستالين تحول في السياس ة الخارجي ة الس وفيتية تج اه الع الم الش يوعي‬
‫عند تبني االتحاد سياسة جديدة تقوم على (‪:)1‬‬

‫اتب اع مجموع ة من االج راءات ع رفت فيم ا بع د باس م (الالس تالينية)‪ ,‬وهي‬ ‫‪.1‬‬
‫اعطاء مزيد من االستقالل للدولة الديمقراطية الشعبية‪ ,‬ورد االعتبار لضحايا‬
‫ستالين‪ ,‬واطالق سراح الشيوعيين ال ذي اتهمهم س تالين ب االنحراف الوط ني‬
‫وابعاد الحكام الشيوعيين الموالين لستالين عن مقاعد الحكم‪.‬‬
‫العالق ات بين موس كو وال دول الش يوعية يجب ان تق وم على اس اس من‬ ‫‪.2‬‬
‫المساواة التامة‪ ,‬إذ صدر بيان يتحدث عن عالقة روسيا ب األحزاب الش يوعية‬
‫جاء فيه إن روسيا ق د ارتكبت في الماض ي أخط اء مس ت مب دأ المس اواة في‬
‫العالقات بين الدول االشتراكية وانها مس تعدة ألن تن اقش م ع ال دول الت دابير‬
‫التي يمكن ان تؤدي الى العودة لمبدأ المساواة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قبلت موس كو النظري ة اليوغس الفية القائل ة ب أن ط رق النم و االش تراكي‬ ‫‪.3‬‬
‫الشيوعي واحواله مختلفة باختالف البالد‪.‬‬
‫حدث تقارب بين يوغسالفيا واالتحاد الس وفيتي بع د القطيع ة ال تي ك انت في‬ ‫‪.4‬‬
‫عهد ستالين‪.‬‬
‫موافقة الصين على مطالبها التي تقدمت بها نحو تنازل االتحاد الس وفيتي عن‬ ‫‪.5‬‬
‫نفوذها في منشوريا وعن احتاللها لبعض الموانئ الصينية‪.‬‬

‫‪------------------------------‬‬
‫لمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫لويس دوللر‪ :‬التاريخ الدبلوماسي‪ ,‬ترجمة الدكتور سموحي فوق العادة‪ ,‬عوي دات للنش ر والطباع ة‬ ‫‪-‬‬
‫في لبنان‪ ,‬ط‪ ,1999 ,3‬ص‪.122-120‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ ,‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.107‬‬ ‫‪-‬‬

‫أصبحت السياسة التي اتبعها االتحاد السوفيتي اتج اه ال دول الش يوعية تتس م بسياس ة‬
‫التساهل‪ ,‬لكن هذه السياسة كانت مشروطة بقيود وهي‪ :‬ان ال يقبل االتح اد الس وفيتي‬
‫تغي ير نظ ام الحكم في اي دول ة من ال دول ب ل يجب أن تظ ل الس يطرة للح زب‬
‫الشيوعي‪ ,‬وكما يجب االعتراف بالزعامة السياسية وااليديولوجية لالتحاد السوفيتي‪.‬‬

‫أما السياسة التي اتبعها االتحاد السوفيتي تجاه الدول الرأسمالية فكانت تسير وفق‬
‫المبادئ التالية (‪:)1‬‬

‫اي تقارب دبلوماسي او تحالف عسكري او تعاون في ظل منظمة دولي ة م ع‬ ‫‪.1‬‬


‫دولة غير شيوعية يكون مؤقتا ً وال يخ رج عن كون ه مهادن ة ال تع وق العم ل‬
‫في سبيل السيادة الشيوعية الدولية‪.‬‬
‫العم ل على ان تتض ارب المص الح في داخ ل المعس كر االس تعماري‬ ‫‪.2‬‬
‫والرأسمالي‪ ,‬ومن ثم العمل على وقوع حرب بين اعضاءه كالتض ارب ال ذي‬
‫ادى الى قيام الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مس اعدة الش عوب المناض لة لالس تعمار لكي تتح رر فتص بح اك ثر قب والً‬ ‫‪.3‬‬
‫للشيوعية‪ ,‬ومن ناحية اخرى يعزل العالم الرأسمالي فتسهل بعدها تصفيته‪.‬‬
‫تشجيع الدول حديثة االستقالل على اتباع سياسة عدم االنحياز كمرحل ة أولى‬ ‫‪.4‬‬
‫لكي تؤلف مع الكتلة السوفيتية منطقة سلم واسعة‪.‬‬

‫‪-------------------------------‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.118‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سياسة اقامة التحالفات‬

‫عقد االتحاد السوفيتي حلفين مهمين خالل الحرب الباردة هما‪:‬‬

‫اوالً‪ :‬الحلف السوفيتي‪ -‬الصيني‬

‫ك ان قي ام جمهوري ة الص ين الش عبية بزعام ة ماوتس ي تون غ في ع ام ‪, 1949‬‬


‫بمساعدة االتحاد السوفيتي‪ ,‬الذي عد الصين بانه ا تش كل خط ا ً دفاعي ا ً أولي ا ً ورئيس ا ً‬
‫ضد اليابان وحلفائهم االمريكان‪ ,‬الذين كانوا يخوضون ضد االتحاد الس وفيتي حرب ا ً‬
‫باردة مريبة‪ ,‬كما كان الصينيون بدورهم وهم في بداية سيطرتهم على مقاليد األم ور‬
‫في بالد مترامية االطراف كالص ين‪ ,‬يحت اجون لحلي ف ق وي في مواجه ة الوالي ات‬
‫وحلفائها (‪.)1‬‬ ‫المتحدة االمريكية‬

‫ثانياً‪ :‬حلف وارشو‬

‫‪21‬‬
‫يعد حلف وارشو‪ ,‬وهو ما يعرف رسميا ً باسم معاهدة الصداقة والتع اون والمس اعدة‬
‫المتبادلة " هو المنظمة الدولية التي تقابل حلف شمال األطلس ي في الكتل ة الغربي ة"‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا الحلف الى حيز الوجود في الرابع عشر من ايار ‪ ,1955‬اي بعد قي ام‬
‫حلف شمال االطلسي بنحو ست سنوات‪ ,‬والذي جاء رداً مباشراً لما سمي ب (حل ف‬
‫ش مال االطلس ي الجدي د)‪ ,‬ال ذي ض م الماني ا الغربي ة‪ ,‬وال ذي اث ار حفيظ ة االتح اد‬
‫الس وفيتي وض م الحل ف في عض ويته ك ل من الماني ا‪ ,‬وبلغاري ا‪ ,‬وتشيكوس لوفاكيا‪,‬‬
‫السوفيتي (‪.)2‬‬ ‫والمانيا الشرقية‪ ,‬والمجر‪ ,‬وبولندا‪ ,‬ورومانيا‪ ,‬فضالً عن االتحاد‬

‫‪--------------------------------‬‬

‫عوني عبد الرحمن السبعاوي‪ :‬التاريخ االمريكي الحديث والمعاصر‪ ,‬دار الفكر للنشر والطباع ة‪ ,‬ط‪,1‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪ ,2010‬ص‪.290‬‬
‫عوني عبد الرحمن السبعاوي‪ :‬المصدر السابق ذكره‪ ,‬ص‪.290‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫السياسة الخارجية األمريكية ‪1954-1945‬‬

‫اتبعت الواليات المتحدة األمريكية عدة اساليب لمقاومة الخطر الس وفيتي‪ ,‬وع رفت‬
‫هذه االساليب باسم (سياسة االحتواء)‪ ,‬وقد ظهر هذا المص طلح ألول م رة في مقال ة‬
‫لسفير الواليات المتحدة األمريكية في موسكو (ج ورج كين ان) ع ام ‪ ,1947‬إذ دع ا‬
‫فيه الى احتواء الخطر الشيوعي‪ ,‬واتباع سياسة حازمة معه وعلى مدى واسع‪.‬‬

‫بدأت سياسة االحتواء تتبلور كردة فعل للتهديدات السوفيتية قبل ان تصاغ مفهوما ً ذا‬
‫دالالت سياس ية معين ة خاص ة بع د ان وض ع كين ان له ا األس اس‪ ,‬وتق وم سياس ة‬
‫االحتواء على عدة مبادئ هي (‪:)1‬‬

‫المساعدات االقتصادية للدول التي انهكتها الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪22‬‬
‫ابرام سلسلة من التحالفات العسكرية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الدخول في حروب محلية‪ ,‬او الوقوف من وراءه ا في س بيل ايق اف الزح ف‬ ‫‪.3‬‬
‫الشيوعي‪.‬‬
‫االسراع في التس لح وانت اج االس لحة الذري ة‪ ,‬وك ان غرض ها من التس لح ان‬ ‫‪.4‬‬
‫تتمكن من اتباع سياسة االنتقام الشامل(*)‪ ,‬ويتمثل مض مون ه ذه السياس ة في‬
‫ان الواليات المتحدة ستعزز قدراتها النووية لتسديد الضربة االنتقامية اي انها‬
‫س ترعى مس تلزمات وقاي ة قواته ا النووي ة من اخط ار هج وم ن ووي س وفيتي‬
‫مباغت‪ ,‬وقد استند في تطبيق نظرية االنتقام الشامل على مقومات رئيسية‪ ,‬هي‪-:‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.76-75‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫(*) سياسة االنتقام الشامل هي سياسة تقضي على الواليات المتحدة ان ترد على العدوان في اي مك ان‬
‫تختاره‪ ,‬حتى ل و ك ان في قلب االتح اد الس وفيتي‪ ,‬او الص ين‪ ,‬وق د تب ني ه ذه النظري ة (ج ون فوس تر‬
‫داالس)‪ ,‬وهو وزير خارجية الواليات المتحدة االمريكي ة في ع ام ‪ 1954‬ام ام الك ونغرس االم ريكي‪.‬‬
‫والتي اعتقد انها ستكون بمثابة التصحيح لكل االخطاء ونقاط الضعف التي اس فر عنه ا تط بيق سياس ة‬
‫االحتواء ضد االتحاد السوفيتي في المرحلة التالية على انتهاء الحرب مباشرة‪.‬‬

‫‪ .1‬إجراء تخفيض للقوات البرية األمريكية‪.‬‬

‫‪ .2‬االستمرار في بناء جدار عازل حول الكتلة السوفيتية‪.‬‬

‫‪ .3‬الحيلولة دون انتهاك الشيوعيين لخط التقسيم الفاصل بين الكتلتين بواس طة الق وة‬
‫النووية الرادعة للقيادة الحيوية االستراتيجية األمريكية‪.‬‬

‫‪ .4‬زيادة في االنفاق العسكري لتحسين القدرات الدفاعية األمريكية‪.‬‬

‫ويمكن ان نرسم المالمح العامة للسياسة الخارجي ة االمريكي ة خالل مرحل ة الح رب‬
‫الباردة في مطلبين‪ ,‬سوف نتناولها بالبحث والدراسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسة المساعدات‬

‫‪23‬‬
‫اعتمدت الواليات المتحدة على سياسة المساعدات االقتصادية بعد الح رب العالمي ة‬
‫الثانية بوصفها وسيلة فعالة لزي ادة الت أثير في البل دان المس تفيد منه ا‪ ,‬فض الً عن ان‬
‫تلك المساعدات كانت مح دودة الت أثير ولم تج ر وف ق المق اييس الض رورية لتحقي ق‬
‫التق دم المطل وب‪ .‬اذ ك انت الوالي ات المتح دة األمريكي ة ت رى ان ارتف اع المس توى‬
‫المعاش ي للبل دان ال تي تس تحق المس اعدة يجعله ا اك ثر ق درة على ش راء البض ائع‬
‫األمريكية‪ ,‬لذلك فهي تقوم احيانا ً بتشجيع ش راء منتج ات بعض ال دول لكي تقل ل من‬
‫حاج ة ه ذه البل دان للمس اعدات والق روض والمنح‪ .‬فض الً عن ان اله دف من وراء‬
‫تق ديم المس اعدات االقتص ادية ك ان لغاي ات سياس ية‪ ,‬اذ انه ا ت رى ان تق ديم الع ون‬
‫االقتصادي بمن ع ه ذه ال دول من تأس يس عالق ات اقتص ادية م ع الكتل ة االش تراكية‬
‫وبالتحديد مع االتحاد السوفيتي‪ ,‬وفي هذا الميدان اعتمدت عدد من السياسات وصفت‬
‫الب اردة (‬ ‫بانها مفردات هامة في فهم السياسة الخارجية األمريكي ة في اط ار الح رب‬
‫‪.)1‬‬

‫‪---------------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.78‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫ونتيجة للظروف االقتصادية الص عبة ال تي م ر به ا الع الم‪ ,‬ال س يما اورب ا الغربي ة‬
‫عقب خروجه ا من الح رب العالمي ة الثاني ة‪ ,‬رأت الوالي ات المتح دة األمريكي ة ان‬
‫افض ل طريق ة إلنع اش الوض ع االقتص ادي ألورب ا ه و عن طري ق تنظيم التج ارة‬
‫الدولية على قواعد وأسس جديدة‪ ,‬فدعت األمم المتحدة لتأليف لجنة تحضيرية لوضع‬
‫مس ودة لمش روع خ اص بأنش اء هيئ ة دولي ة تجاري ة‪ ,‬ف اجتمعت ه ذه اللجن ة في ‪3‬‬
‫تشرين األول عام ‪ 1945‬في باريس ثم ع ادت وانعق دت م رة اخ رى في لن دن ‪26‬‬
‫تشرين الثاني ‪ ,1946‬وكذلك في ‪ 19‬ايلول ‪ ,1946‬وك ان المس تر كاليت ون وكي ل‬
‫وزارة الخارجية األمريكية للش ؤون االقتص ادية ق د اص در مش روع خ اص بإنش اء‬
‫الهيئة التجارية لتنظيم التجارة العالمي ة‪ ,‬ف انبثق عن ه ذا المش روع ق رارات م ؤتمر‬

‫‪24‬‬
‫هافانا التجاري في ‪ 21‬تشرين الثاني ‪ 1947‬في مدينة هافانا في كوب ا‪ ,‬وق د ت وخت‬
‫الواليات المتحدة من مشروعها الحصول على النقاط التالية (‪:)1‬‬

‫تخفيض التعريفة الكمركية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫تسهيل هجرة رؤوس األموال الى البلدان األجنبية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم حماية البضائع الوطنية من منافسة البضائع األجنبية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الغاء االتفاقيات التجارية وتعطيلها بين دولة واخرى‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الغاء او تخفيض قيود االستيراد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫حرية الترانزيت‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ايجاد نظام التعادل في الضرائب‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫حماية التج ارة األمريكي ة من التي ارات السياس ة المض ادة لسياس ة الوالي ات‬ ‫‪.8‬‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫تعيين االتجاهات االقتصادية العالمية‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.79-78‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫لق د ط رحت الوالي ات المتح دة األمريكي ة مجموع ة من المش اريع ه دفها سياس ة‬
‫المساعدات التي تبنتها‪ ,‬وهي‪:‬‬

‫مبدأ ترومان (‪ :)1947‬ان هذا التصريح ذا طابع جديد بين الواليات المتحدة‬ ‫‪.1‬‬
‫االمريكية واالتحاد السوفيتي‪ ,‬إذ انه ال يق وم على اس اس المواجه ة المباش رة‬
‫وانم ا يق وم على اس س جدي دة ته دف الى الس عي الحت واء ك ل منهم األخ ر‪,‬‬
‫وتعطيل دوره مستخدمين مختلف الوسائل االقتص ادية والتس ليحية والدعائي ة‬
‫والنفس ية‪ .‬ف الرئيس تروم ان يوض ح في خطاب ه ان ه يجب مواجه ة االتح اد‬
‫السوفيتي بحزم وقوة حتى ال تتمكن من مد نفوذها الى الشرق االوسط الموقع‬

‫‪25‬‬
‫التقليدي للنفوذ االمريكي‪ ,‬وان هذه السياسة هي ضرورة ملحة حتى ال ت ؤدي‬
‫التطورات السياسة لمحاولة السوفيت االقتراب من هذه المواق ع الى ح رب ال‬
‫يمكن التكهن بنتائجها‪ .‬ونتيجة لكل ذلك كان على الواليات المتحدة االم ريكي‬
‫ان تتخذ اجراءات اكثر قوة لمواجهة الخطر القادم‪ ,‬لذا اعلن الرئيس تروم ان‬
‫في ‪ 12‬اذار ‪( 1947‬مبدأ ترومان)‪ ,‬الذي كرس فيه الدعم االمريكي (للع الم‬
‫الح ر)‪ ,‬فطلب تروم ان من الك ونغرس الموافق ة على م د اليون ان وتركي ا‬
‫بأربعمائة مليون دوالر (‪.)1‬‬
‫لقد كان مبدأ ترومان في نظر االمريكيين الفضل في (‪:)2‬‬
‫انه اظهر لالتحاد السوفيتي ان الواليات المتح دة على اس تعداد لمعارض ة‬ ‫‪.1‬‬
‫تكتيكات المسالمة ال تي يس تولى به ا على االراض ي االخ رى قطع ة بع د‬
‫قطعة‪.‬‬

‫‪-------------------------------‬‬
‫لمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫سعد حقي توفيق‪ :‬تاريخ العالقات الدولية‪ ,‬السنهوري للنشر والطباعة‪ ,‬ص‪.221-220‬‬ ‫‪-‬‬
‫احمد خليل محمودي‪ :‬معالم التاريخ األمريكي الحديث والمعاص ر‪ ,‬دار المواس م للطباع ة والنش ر‬ ‫‪-‬‬
‫في القاهرة‪ ,‬ط‪ ,2005 ,1‬ص‪.126‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.82-81‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫انه ال زم ش عب الوالي ات المتح دة االمريكي ة ألول م رة بقب ول مس ؤولية‬ ‫‪.2‬‬


‫الدفاع عن العالم الحر‪.‬‬
‫ان ه اوق ف بص ورة حاس مة االنتص ار الش يوعي المتوق ع في اليون ان‬ ‫‪.3‬‬
‫وساعدها على ان تصبح في ذلك الوقت اكثر انتعاشا من اي وقت‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ ,‬يعتبر مبدأ ترومان تعهداً اميركيا ً صريحا ً والتزام ا ً واض حا ً تل تزم‬
‫بهما الواليات المتحدة للتصدي للمد الش يوعي والنف وذ الس وفياتي في اورب ا وفي اي‬
‫مكان آخر في العالم بكافة الوسائل‪ .‬وبعد اعالن مبدأ تروم ان بثالث ة ش هور اعلنت‬
‫الواليات المتحدة عن مشروع مارشال‪ ,‬والذي سوف نتناوله في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مشروع مارشال (‪ :)1947‬بعد ثالثة اشهر من اعالن مب دأ تروم ان ج اءت‬ ‫‪.2‬‬
‫الخط وة التالي ة من سياس ات الوالي ات المتح دة األمريكي ة الخارجي ة‪ ,‬إذ في‬
‫حزيران ‪ 1947‬اعلن الجنرال جورج مارشال وزير الخارجية األمريكية في‬
‫خطبة ألقاها في جامعة هارف اد ب أن الوالي ات المتح دة األمريكي ة ق د ق ررت‬
‫تقسيم القروض والمنح لجميع الدول االوربية (‪.)1‬‬
‫وقد كان مشروع مارشال يسعى لتحقيق عدة اهداف (‪:)2‬‬
‫القضاء على األوضاع االقتصادية والمعيشية المتدهورة في اوربا‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫احت واء الحرك ات الراديكالي ة والثوري ة ال تي تس عى إلقام ة حكوم ات‬ ‫ب‪.‬‬
‫اشتراكية متعاطفة مع االتحاد السوفيتي‪.‬‬
‫رب ط اورب ا باالقتص اد االم ريكي وتمهي د تغلغ ل الش ركات ألمريكي ة‬ ‫ت‪.‬‬
‫االقتصادية في األسواق األوربية‪.‬‬
‫‪---------------------------------‬‬
‫لمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫سعد حقي توفيق‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪220‬‬ ‫‪-‬‬
‫موسى محمد ال طويرش‪ :‬تاريخ العالم المعاصر‪ ,‬مكتبة مصر للنشر‪ ,‬ط‪ ,2009 ,3‬ص‪.122‬‬ ‫‪-‬‬
‫احمد خليل محمودي‪ :‬معالم التاريخ االمريكي الح ديث والمعاص ر‪ ,‬مص در س بق ذك ره‪ ,‬ص‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪.126‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫االحالف والتكتالت الدولية‬

‫وض من س ياق االحالف عق دت الوالي ات المتح دة األمريكي ة سلس لة من‬


‫االحالف العس كرية الدولي ة‪ ,‬وال تي ك انت ته دف من وراءه ا تط بيق سياس ة‬
‫االحتواء التي دعت اليها لتطويق االتحاد السوفيتي واحتواء المد الشيوعي‪ ,‬وهذه‬
‫االحالف هي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫حلف الريو‪ :‬يعد حلف الريو الذي وقعت معاهدته في مدين ة ري ودي ج انيرو‬ ‫‪.1‬‬
‫في العام ‪ ,1947‬وهو اقدم حلف عسكري في فترة م ا بع د الح رب العالمي ة‬
‫الثانية‪ ,‬وجاء هذا الحلف نتيجة تطور مساعي الرامية الى ايجاد تع اون وثي ق‬
‫بين دول الق ارة االمريكي ة‪ ,‬وام ا ال دول االعض اء في ه ذا الحل ف فهي‬
‫(االرجنتين‪ ,‬بارياردوس‪ ,‬بوليفي ا‪ ,‬البرازي ل‪ ,‬تش يلي‪ ,‬كولومبي ا‪ ,‬كوس تاريكا‪,‬‬
‫كوبا‪ ,‬دومينيكان‪ ,‬االكوادور‪ ,‬سلفادور‪ ,‬ه اييتي‪ ,‬مكس يك‪ ,‬نيك اراغوا‪ ,‬باتام ا‪,‬‬
‫بيرو‪ ,‬توباغو‪ ,‬اوراغوي‪ ,‬فنزويال‪ ,‬الواليات المتح دة االمريكي ة)‪ ,‬وق د اتفقت‬
‫الدول االعضاء فيه على عد اي هجوم مسلح يرتكب ضد اي ة دول ة امريكي ة‬
‫هجوم ا ً على ال دول االمريكي ة الباقي ة‪ ,‬وبالت الي على ال دول االعض اء ان‬
‫تتعاون في مواجهة هذا الهجوم ممارسة فيها لح ق ال دفاع المش روع الف ردي‬
‫والجماعي (‪.)1‬‬
‫حلف شمال األطلسي (حلف الناتو)‪ :‬يعد حلف شمال االطلسي احد االتفاقيات‬ ‫‪.2‬‬
‫التي عقدتها الواليات المتحدة مع اثنين واربعين دولة من حلفائها لوقف النفوذ‬
‫السياسي لالتحاد السوفيتي‪ .‬وقد وضعت منظمة حل ف ش مال األطلس ي تحت‬
‫القيادة العسكرية المباشرة للواليات المتحدة األمريكية (‪.)2‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫ايناس سعدي عبد هللا‪ ,‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.94‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫عب د ال رزاق مطل ك فه د‪ :‬العالق ات االمريكي ة – الروس ية ‪ ,2014-1991‬دار الق ارى للنش ر‬ ‫( ‪)2‬‬
‫والطباعة‪ ,‬ط‪ ,2017 ,1‬ص‪.102-101‬‬

‫ويعود السبب في ترأس الواليات المتحدة االمريكية الى االحوال التي اس تلمها‬
‫االوربيون بعد ان تعرضوا لخسائر في الحرب العالمية الثانية‪ .‬هذه االحوال وفقا ً‬
‫لمشروع (مارشال)‪ ,‬الذي اقره الكونغرس االم ريكي في ع ام ‪ ,1947‬لمس اعدة‬
‫اوربا‪ .‬وي زعم ان ه إلع ادة تعم ير اورب ا‪ ,‬فق د اعلن في حينه ا ان ه لتقوي ة ال دول‬
‫االوربية ضد (الخطر الشيوعي)‪ ,‬حيث جاء في الق رار االم ريكي‪ ,‬ان الوالي ات‬
‫المتحدة ستدافع عن الديمقراطية حينما تتعرض للتهديد من قبل عدوان شيوعي‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫لقد وصف المؤرخين ومنهم الم ؤرخ الفرنس ي (دروزي ل) تك وين منظم ة حل ف‬
‫شمال االطلسي بانه العالقة المميزة للنظام االمريكي‪ .‬اما اجهزة الحلف االساسية‬
‫فتض م كال من مجلس الحل ف – واللجن ة العس كرية والقي ادات العس كرية‪ .‬ويع د‬
‫مجلس الحلف بمثابة السلطة العلي ا للحل ف‪ ,‬ويمث ل الدول ة في ه وزراء الخارجي ة‬
‫والمالي ة‪ ,‬وهن اك عش رين لجن ة سياس ية تس اعد المجلس في مهام ه‪ .‬ام ا اللجن ة‬
‫العس كرية فهي تمث ل الهيئ ة العلي ا في الحل ف إلدارة الش ؤون الحربي ة‪ ,‬وتض م‬
‫رؤساء اركان الحرب الدول االعضاء اما القيادات العس كرية فهي مجموع ة من‬
‫االجهزة العس كرية تتب ع الحل ف وتش كل حلق ة اساس ية في قي ادات حل ف ش مال‬
‫االطلس ي‪ ,‬وتنظم البن ود العس كرية في ميث اق الحل ف وص الحيات مه ام ه ذه‬
‫القيادات‪ .‬وفي بداية االمر تم تعيين الجنرال ايزنهاور قائ دا اعلى للحل ف‪ ,‬وك ان‬
‫مقر ادارت ه في ب اريس تحت اس م (القي ادة العلي ا للق وات الحليف ة في اورب ا)‪ ,‬ثم‬
‫استقال منها في حزيران ‪ ,1952‬إلدارة الحملة االنتخابية ال تي قادت ه الى ال بيت‬
‫(‬ ‫االبيض رئيسا للواليات المتحدة والتي فاز به ا الحكم للف ترة (‪)1961-1953‬‬
‫‪.)1‬‬

‫‪------------------------------------‬‬

‫عبد الرزاق مطلك فهد‪ :‬العالقات االمريكية‪ -‬الروسية‪ ,‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.72-71‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫حلف بغداد‪ :‬شهدت منظمة الشرق االوسط بم ا فيه ا ال دول العربي ة ض غوط‬ ‫‪.3‬‬
‫خاص ة من قب ل ال دول الغربي ة في محاول ة لجره ا الى مش روعات ال دفاع‬
‫االنكلو‪ -‬امريكية الرامية الى عزل االتحاد السوفيتي‪ ,‬والحد من توسع نفوذه ا‬
‫في المنطق ة‪ .‬فس عت الدبلوماس ية االمريكي ة – البريطاني ة الى انش اء حل ف‬
‫بغداد‪ ,‬وبع د فش لها في اقن اع مص ر بال دخول في منطق ة ال دفاع عن الش رق‬

‫‪29‬‬
‫االوسط‪ ,‬قررت بريطانيا والواليات المتحدة االمريكية في نهاية عام ‪,1954‬‬
‫البحث عن مكان اخر من اجل تأسيس واقام ة اتف اق دف اعي برعاي ة الغ رب‬
‫فتوجهت الى تركي ا والع راق لوض ع الحج ر األساس ي له ذا الحل ف‪ .‬فب دأت‬
‫المفاوض ات بين الع راق وتركي ا ال تي اس فرت عن توقي ع معاه دة ال دفاع‬
‫المش ترك في ‪ 24‬ش باط ‪ ,1955‬وانض م الى ه ذا الحل ف ك ذلك بريطاني ا‬
‫وباكستان وايران (‪.)1‬‬

‫‪---------------------------------‬‬

‫ايناس سعدي عبد هللا‪ :‬مصدر سبق ذكره‪ ,‬ص‪.106-105‬‬ ‫( ‪)1‬‬

‫الخاتمة‬

‫نستنتج من خالل بحثنا هذا‪ ,‬بان الحرب الب اردة ق د ب دأت بع د الح رب العالمي ة‬
‫الثانية خالل الفترة (‪ ,)1991-1947‬وكان اطرافها فهم اكبر قوتين في العالم وهما‬
‫الواليات المتحدة االمريكية واالتحاد السوفيتي‪ .‬وقد تبين من خالل هذا البحث اسباب‬
‫‪30‬‬
‫هذه الحرب‪ ,‬وكان من مظاهر هذه الحرب انقسام العالم الى معسكرين هما الشيوعي‬
‫بقيادة االتحاد السوفيتي‪ ,‬والليبرالي بقيادة الواليات المتحدة االمريكية‪.‬‬

‫اما نهاية الحرب الباردة‪ ,‬فقد انتهت عندما ت ولى (ريتش ارد نيك وس)‪ ,‬منص به وه و‬
‫رئيس الواليات المتحدة االمريكية السابع والثالثين ونائب الرئيس االمريكي السادس‬
‫والثالثين‪ ,‬حيث انه انتهج اس لوبا ً جدي داً الدارة العالق ات الدولي ة من خالل اس تخدام‬
‫االسلوب الدبلوماسي بدالً من العسكري‪ ,‬فيعمل على تشجيع االمم المتحدة لالعتراف‬
‫بالحكومة الصينية الشيوعية‪ ,‬كما اقام عالقات دبلوماسية مع بكين‪ ,‬وبالنسبة لالتح اد‬
‫الس وفيتي فق د تب نى سياس ة االس ترخاء‪ ,‬ففي ع ام ‪ ,1972‬وق ع رئيس ال وزراء‬
‫السوفياتي (ليوند بريجنيف)‪ ,‬معاهدة تحد من استخدام االسلحة االس تراتيجية‪ ,‬وال تي‬
‫تمنع ايضا تص نيع الص واريخ النووي ة س واء من الج انب الس وفياتي او االم ريكي‪,‬‬
‫وكانت هذه المعاهدة بمثابة الخطوة التي تحد من التهديد بالحرب النووية‪ .‬بالرغم من‬
‫ذلك قامت الحرب الب اردة من جدي د عن دما اس تلم ال رئيس رونال د ريغ ان الرئاس ة‪,‬‬
‫والذي اعتبر الوجود الشيوعي يشكل خطرا على الحرية‪ ,‬وظهر ريغان ال ذي ين ادي‬
‫ب التمرد على الش يوعية ويق دم المس اعدات المالي ة والعس كرية لمن يق اوم الخط ر‬
‫الش يوعي‪ ,‬وعن دما اس تلم غورباتش وف منص به في ع ام ‪ ,1985‬وه و اخ ر رئيس‬
‫لالتحاد السوفياتي قب ل انهي اره‪ ,‬اع اد بن اء العالق ات الروس ية م ع ال دول االخ رى‪,‬‬
‫وكانت سياسة قائمة على امرين هما االنفتاح السياسي‪ ,‬واالصالح االقتص ادي‪ ,‬وفي‬
‫ع ام ‪ ,1989‬وم ع تراج ع االتح اد الس وفياتي في اورب ا الش رقية عم دت ال دول‬
‫الشيوعية الى احالل حكوماته ا وتغيره ا الى حكوم ات غ ير ش يوعية‪ ,‬كم تم ت دمير‬
‫جدار برلين‪ ,‬وبحلول عام ‪ 1991‬كانت الحرب الباردة قد انتهيت تماماً‪.‬‬

‫قائمة المصادر‬
‫احمد خليل محمودي‪ :‬مع الم الت اريخ االم ريكي الح ديث والمعاص ر‪ ,‬دار‬ ‫‪.1‬‬
‫المواسم للطباعة والنشر في القاهرة‪ ,‬ط‪.2005 ,1‬‬

‫‪31‬‬
‫اسامة مرتضى السعيدي‪ :‬الواليات المتحدة االمريكي ة واالمم المتح دة م ا‬ ‫‪.2‬‬
‫بعد الحرب الباردة‪ ,‬دار مكتبات البصائر في لبنان‪ ,‬ط‪.2011 ,1‬‬
‫اين اس س عدي عب د هللا‪ :‬الح رب الب اردة "دراس ة تاريخي ة للعالق ات‬ ‫‪.3‬‬
‫االمريكية‪-‬السوفيتية‪ ,‬اشور بانبيال للطباعة والنشر‪ ,‬ط‪.2015 ,1‬‬
‫سعد حقي توفيق‪ :‬تاريخ العالقات الدولية‪ ,‬السنهوري للنشر والطباع ة في‬ ‫‪.4‬‬
‫بغداد‪.2010 ,‬‬
‫سميح عبد الفتاح‪ :‬انهيار االمبراطورية الس وفيتية‪ ,‬دار الش رق في عم ان‬ ‫‪.5‬‬
‫للنشر‪.1996 ,‬‬
‫شوقي عطا هللا الجمل‪ ,‬وعبد هللا عب د ال رزاق اب راهيم‪ :‬ت اريخ اورب ا من‬ ‫‪.6‬‬
‫النهضة حتى الحرب الباردة‪ ,‬المكتبة المصرية‪ -‬القاهرة‪.2000 ,‬‬
‫عبد الرزاق مطلك فهد‪ :‬العالق ات االمريكي ة‪-‬الروس ية من نهاي ة الح رب‬ ‫‪.7‬‬
‫الباردة الى ح رب اب راد واحت واء ‪ ,2014-1991‬دار الق ارى للطباع ة‬
‫والنشر في بغداد‪ ,‬ط‪.2017 ,1‬‬
‫عوني عبد الرحمن السبعاوي‪ :‬تاريخ االمريكي الح ديث والمعاص ر‪ ,‬دار‬ ‫‪.8‬‬
‫الفكر للنشر والطباعة‪ ,‬ط‪.2010 ,1‬‬
‫موسى محمد ال ط ويرش‪ :‬ت اريخ الع الم المعاص ر‪ ,‬مكتب ة مص ر للنش ر‬ ‫‪.9‬‬
‫والطباعة‪ ,‬ط‪.2009 ,2‬‬
‫لويس دوللر‪ :‬التاريخ الدبلوماسي‪ ,‬ترجمة ال دكتور س موحي ف وق الع ادة‪,‬‬ ‫‪.10‬‬
‫عويدات للنشر والطباعة في لبنان‪ ,‬ط‪.1991 ,3‬‬

‫قائمة المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪32‬‬
‫أ‬ ‫االهداء‬
‫‪1‬‬ ‫المستخلص‬
‫‪2‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪3-11‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الحرب الباردة‬
‫‪3-8‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الحرب البادرة‬
‫‪9-10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اسباب الحرب الباردة‬
‫‪11-26‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬العالقات االمريكية السوفيتية‬
‫وانعكاساتها على المجتمع الدولي‬
‫‪12-18‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬السياسة الخارجية السوفيتية‬
‫‪1954-1945‬‬
‫‪13-14‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سياسة تقديم المساعدات‬
‫‪15-17‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬السياسة الخارجية اتجاه الدولة‬
‫الشيوعية والدول الرأسمالية‬
‫‪18‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬سياسة اقامة التحالفات‬
‫‪19-25‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬السياسة الخارجية االمريكية‬
‫‪1954-1945‬‬
‫‪20-23‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سياسة المساعدات‬
‫‪24-26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬االحالف والتكتالت الدولية‬
‫‪27‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪28‬‬ ‫قائمة المصادر‬

‫‪33‬‬

You might also like