Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫البحث العلمي‬

‫جهود دولة قطر في مكافحة الفساد‬

‫لولوه عبدالعزيز الهتمي‬

‫‪202200796‬‬

‫استاذ المقرر‪ :‬د‪ .‬رانية بلقاسم المازني‬

‫ربيع ‪2023‬‬
‫المقدمة‬

‫ال ش ‪++‬ك أن غي ‪++‬اب الش ‪++‬فافية يش ‪++‬جع على الفس ‪++‬اد‪ ،‬وه ‪++‬و ق ‪++‬وة م‪+++‬دمرة أش‪+++‬د المت‪+++‬ألمين منه‪+++‬ا هم الفق‪+++‬راء‬
‫والمساكين‪ ،‬وآثار ذل‪+‬ك واض‪+‬حة للغاي‪++‬ة‪ .‬فالفس‪++‬اد يح‪+‬رم المرض‪+‬ى من ال‪+‬دواء والعق‪++‬اقير‪ ،‬ويح‪++‬ول دون بن‪+‬اء‬
‫الم‪++‬دارس‪ ،‬وي‪++‬ؤدي إلى اه‪++‬دار الم‪++‬ال الع‪++‬ام‪ .‬وفي أك‪++‬ثر بق‪++‬اع الع‪++‬الم هشاش‪++‬ة‪ ،‬يق‪++‬وض الفس‪++‬اد جه‪++‬ود تحقي‪++‬ق‬
‫االستقرار أو منع تكريس العنف والتطرف‪.‬‬

‫واألهم‪ ،‬أن الفس ‪++‬اد يب ‪++‬دد‪ ‬الثق ‪++‬ة الض ‪++‬رورية بين الم ‪++‬واطن والدول ‪++‬ة لنج ‪++‬اح التنمي ‪++‬ة ‪ .‬ونعلم أن نظم اإلدارة‬
‫والحوكمة السيئة هي واحد من أربعة أسباب رئيسية للفقر‪ ،‬هي‪ :‬الصراع والعنف‪ ،‬والنمو الس‪++‬كاني بغ‪++‬ير‬
‫حساب ‪ ،‬وآثار تغير المناخ؛ والكوارث الطبيعية ‪ ،‬والفساد داخل المجتمع ‪.‬‬

‫ولم‪++‬ا ك‪++‬ان ذل‪++‬ك فق‪++‬د ص‪+ّ +‬دقت دول‪++‬ة قط‪++‬ر على إتفاقي‪++‬ة االمم المتح‪++‬دة لمكافح‪++‬ة الفس‪++‬اد بالمرس‪++‬وم رقم ( ‪)17‬‬
‫لسنة ‪ – 2007‬وهي االتفاقية األممية الملزمة الوحيدة في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته – ومن ثم‬
‫أص‪++‬بح لالتفاقي‪++‬ة ق‪++‬وة الق‪++‬انون على المس‪++‬توى الوط‪++‬ني وفقً‪++‬ا للم‪++‬ادة (‪ )68‬من الدس‪++‬تور ال‪++‬دائم لدول‪++‬ة قط‪++‬ر‪،‬‬
‫وتتطلب االتفاقي‪++ +‬ة من ال‪++ +‬دول األط‪++ +‬راف فيه‪++ +‬ا تعزي‪++ +‬ز نظمه‪++ +‬ا القانوني‪++ +‬ة والمؤسس‪++ +‬ية المتعلق‪++ +‬ة بالنزاه‪++ +‬ة‬
‫والشفافية‪ ،‬وأن تنشئ أجهزة متخصصة في هذا المجال‪ ،‬أو تعزز القائم منها‪.‬‬

‫ونس ‪++‬تعرض من خالل ه ‪++‬ذه الورق ‪++‬ة البحثي ‪++‬ة م ‪++‬ا أتخذت ‪++‬ه دول قط ‪++‬ر من إج ‪++‬راءات لمكافح ‪++‬ة الفس ‪++‬اد داخ ‪++‬ل‬
‫المجتمع القطري وفي مؤسسات الدولة ‪.‬‬

‫ونقسم هذه الورقة البحثية إلى اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خطورة الفساد على المجتمع‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تجارب بعض الدول في محاربة الفساد‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلجراءات لمكافحة الفساد في دولة قطر‪.‬‬


‫المبحث األول‬

‫خطورة الفساد على المجتمع‬

‫لقد أيقن العالم أجمع ووق‪+‬ر في عقيدت‪+‬ه ب‪+‬أن آف‪+‬ة الفس‪+‬اد على إختالف مظاهره‪++‬ا تُع‪+‬د المع‪+َّ +‬وق األك‪+‬بر لكاف‪+‬ة‬

‫مح‪++‬اوالت التق‪++‬دم‪ ،‬والمق‪+َّ +‬وض الرئيس‪++‬ي لكاف‪++‬ة دع‪++‬ائم التنمي‪++‬ة‪ ،‬مم‪++‬ا يجع‪++‬ل آث‪++‬ار الفس‪++‬اد ومخ‪++‬اطره أش‪++‬د فتك‪+‬اً‬
‫وتأثيراً من أي خلل آخر‪ ،‬فإنه ال يقتصر دوره المخرب على بعض نواحي الحي‪+‬اة دون البعض اآلخ‪++‬ر‪ ،‬ب‪+‬ل‬
‫يمتد إلى شتى نواحي الحياة االقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫خطورة الفساد علي المستوي االقتصادي‬

‫إذا كان هناك فسادا في الدولة فإن هذا الفساد يكون له تأثير سلبي كبير من الناحية االقتصادية في البالد‬
‫فإن الفساد يؤدي إلى اآلتي‪:‬‬

‫إعاقة النمو االقتصادي مما يقوض ك‪++‬ل مس‪++‬تهدفات خط‪++‬ط التنمي‪++‬ة طويل‪++‬ة وقص‪++‬يرة األج‪++‬ل‪ ،‬وإ ه‪++‬دار‬ ‫‪1‬‬
‫موارد الدولة أو على أقل تقدير سوء إستغاللها بما يعدم الفائدة المرجوه من اإلستغالل األمثل‪.‬‬
‫ه‪++‬روب االس‪++‬تثمارات س‪++‬واء الوطني‪++‬ة أو األجنبي‪++‬ة لغي‪++‬اب حوافزه‪++‬ا‪ ،‬واإلخالل بالعدال‪++‬ة التوزيعي‪++‬ة‬ ‫‪2‬‬
‫للدخول والموارد وإ ضعاف الفعالية االقتصادية وإ زدياد الهوة بين الفئات الغنية والفقيرة‪.‬‬
‫اضعاف اإليرادات العامة للدولة نتيجة التهرب من دف‪++‬ع الجم‪++‬ارك والض‪+‬رائب والرس‪++‬وم بإس‪++‬تخدام‬ ‫‪3‬‬
‫الوسائل اإلحتيالية واإللتفاف على القوانين النافذة‪.‬‬

‫التأثير الس‪+‬لبي لس‪+‬وء اإلنف‪++‬اق الع‪+‬ام لم‪++‬وارد الدول‪++‬ة عن طري‪++‬ق اه‪++‬دارها فى المش‪+‬اريع الك‪++‬برى بم‪++‬ا‬ ‫‪4‬‬
‫يحرم قطاعات هامه مثل الصحة والتعليم والخدمات من اإلستفادة من هذه الموارد‪.‬‬

‫تدني كفاءة اإلستثمارات العامة وإ ضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية العامة بفعل الرشاوي‬ ‫‪5‬‬
‫التي تدفع للتغاضي عن المواصفات القياسية المطلوبة‪.‬‬

‫‪ ‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫خطورة الفساد علي المستوي السياسي واالجتماعي‬

‫كما يؤدي إلى فساد علي المستوي السياسي في الدولة‪ ،‬تشويه الدور المطلوب من الحكومة‪ +‬بش‪++‬أن تنفي‪++‬ذ‬
‫السياسة العامة للدولة وتحقيق مستهدفات خطط التنمية‪.‬‬

‫انهيار وضياع هيب‪+‬ة دول‪+‬ة الق‪+‬انون والمؤسس‪++‬ات بم‪+‬ا يع‪+‬دم ثق‪++‬ة األف‪+‬راد فيه‪++‬ا‪ ،‬واض‪+‬عاف ك‪+‬ل جه‪++‬ود‬ ‫‪.1‬‬
‫اإلصالح المعززة للديمقراطية بما يتزعزع معه االستقرار السياسي‪.‬‬

‫إقصاء الش‪+‬رفاء واألكف‪+‬اء عن الوص‪++‬ول للمناص‪+‬ب القيادي‪++‬ة بم‪+‬ا يزي‪++‬د من حال‪++‬ة الس‪++‬خط بين األف‪+‬راد‬ ‫‪.2‬‬
‫ونفورهم من التعاون مع مؤسس‪+‬ات الدول‪+‬ة‪ ،‬وإ عاق‪+‬ة وتق‪+‬ويض كاف‪+‬ة الجه‪+‬ود الرقابي‪+‬ة على أعم‪+‬ال‬
‫الحكومة والقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ ‬أما على الصعيد االجتماعي يؤدي الفساد إلي‬

‫انهيار النسيج االجتماعي وإ شاعة روح الكراهية بين طبق‪+‬ات وفئ‪+‬ات المجتم‪+‬ع نتيج‪+‬ة ع‪+‬دم العدال‪+‬ة‬ ‫‪.1‬‬
‫والمساواة وتكافؤ الفرص‪.‬‬

‫الت‪++‬أثير المباش‪++‬ر وغ‪++‬ير المباش‪++‬ر لت‪++‬داعيات الفس‪++‬اد االقتص‪++‬ادية والسياس‪++‬ية على اس‪++‬تقرار االوض‪++‬اع‬ ‫‪.2‬‬
‫االمنية والسلم اإلجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫تجارب بعض الدول في محاربة الفساد‬

‫أ‪ .‬الص‪++‬ين‪ :‬تعت‪++‬بر الص‪++‬ين من ال‪++‬دول ال‪++‬تي ينتش‪++‬ر فيه‪++‬ا الفس‪++‬اد‪ ،‬وق‪++‬د بل‪++‬غ مؤش‪++‬ر إدراك الفس‪++‬اد فيه‪++‬ا س‪++‬نة‬
‫‪ 2003، 3.4‬وس‪++‬نة ‪ 2005، 3.2‬وس‪++‬نة ‪ 2008، 3.6‬م‪+‬ع العلم أن أعلي قيم‪++‬ة له‪++‬ذا المؤش‪++‬ر هي ‪10‬‬
‫(نظيف جدا) وأقل قيم‪++‬ة ل‪++‬ه هي ‪( 0‬فاس‪++‬د ج‪++‬دا)‪ ،‬ول‪++‬ذلك فهي من ال‪++‬دول ال‪+‬تي يرتف‪++‬ع فيه‪+‬ا مع‪+‬دالت الفس‪++‬اد‪.‬‬
‫وقد اتخذت الدولة بعض اإلجراءات بهدف مكافحة الفساد ومقاومته‪ ،‬وكانت لها تجربة جيدة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬وضع عقوبة شديدة لمواجهة الفساد لدرجة أنه تم الحكم باإلعدام على بعض المرتشين‪.‬‬
‫‪ -‬إلى جانب العقوب‪++‬ة ق‪+‬امت الدول‪++‬ة بتوف‪++‬ير الح‪++‬وافز ال‪++‬تي ت‪++‬دفع األف‪+‬راد لالبتع‪++‬اد عن الرش‪++‬وة والفس‪++‬اد‪ ،‬من‬
‫خالل رفع دخول المواطنين وتحسين مستوى المعيشة‪.‬‬

‫ب‪ .‬سنغافورة‪ :‬تعتبر تجربة سنغافورة رائ‪+‬دة وفري‪+‬دة بالنس‪+‬بة لل‪+‬دول ال‪+‬تي ح‪+‬اربت الفس‪+‬اد‪ ،‬فق‪+‬د نجحت في‬
‫إزالته فهي تأتي في مقدمة الدول التي تتمتع بمستوى نظيف من الفساد مع فنلندا وأيس‪+‬لندا وال‪++‬دانيمارك‪،‬‬
‫وبلغ مؤشر مدركات الفساد ‪‬ا ‪ 9.4‬سنة ‪ 2003‬و‪ ،2005‬وتراجع إلى ‪ 9.2‬سنة ‪.2008‬‬

‫واإلجراءات التي اتبعته‪++‬ا الدول‪+‬ة مكنته‪++‬ا من القض‪+‬اء على الفس‪+‬اد بع‪++‬د أن ك‪++‬انت من‪++‬ذ نح‪++‬و ثالثين عام‪++‬ا من‬
‫أكبر الدول التي ينتشر فيها الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬قامت الدول‪+‬ة بتخفيض ع‪+‬دد الق‪+‬وانين والقواع‪+‬د واإلج‪+‬راءات وق‪+‬امت بتبس‪+‬يط وتوض‪+‬يح كاف‪+‬ة اإلج‪+‬راءات‬
‫بحيث ال تسمح بأي خروج أو خرق للقوانين‪،‬‬

‫‪ -‬رفعت الدول‪++ +‬ة مرتب‪++ +‬ات وأج‪++ +‬ور الم‪++ +‬وظفين العموم‪++ +‬يين ح‪++ +‬تى ال يلج‪++ +‬وا للفس‪++ +‬اد ويع‪++ +‬د م‪++ +‬رتب ال‪++ +‬وزير‬
‫السنغافوري أعلى مرتب وزي‪+‬ر في الع‪++‬الم‪ ،‬وأي محاول‪++‬ة فس‪++‬اد س‪++‬تحرمه من وظيفت‪++‬ه ومن دخل‪++‬ه المرتف‪++‬ع‪،‬‬
‫فضال عن أنه لن يستطيع أن يحصل على وظيفة أخرى‪.‬‬

‫ج‪  .‬تش‪++‬يلي‪ :‬تعت‪++‬بر الدول‪++‬ة رقم ‪ 20‬ض‪++‬من ‪ 133‬دول‪++‬ة من حيث مس‪++‬توى الفس‪++‬اد فيه‪++‬ا‪ ،‬ومؤش‪++‬ر م‪++‬دركات‬
‫الفس‪++‬اد فيه‪++‬ا بل‪++‬غ ‪7.4، 7.3‬خالل ع‪++‬امي ‪ 2003، 2005‬لي‪++‬تراجع إلى ‪ 6.9‬س‪++‬نة ‪ .2008‬وق ‪++‬د خطت‬
‫الدولة خطوات هامة في محاربة الفساد وتعتبر من أنظف دول أمريكا الالتينية‬

‫‪ -‬قامت بتبسيط اإلجراءات واللوائح والقوانين‬

‫‪ -‬أعلنت مبدأ الشفافية بالنسبة لكافة الهيئات الحكومية‬

‫المبحث الثالث‬

‫دولة قطر ومكافحة الفساد‬

‫اتخ‪++‬ذت دول‪++‬ة قط‪++‬ر طريق‪++‬ا واض‪++‬حا ومح‪++‬ددا به‪++‬دف جع‪++‬ل قط‪++‬ر من بين الدول‪++‬ة ال‪++‬تي تتمت‪++‬ع بش‪++‬فافية عالي‪++‬ة‪،‬‬
‫وخلوها من ظ‪+‬اهرة الفس‪+‬اد‪ ،‬وذل‪+‬ك س‪+‬واء ك‪+‬ان على مس‪+‬توي القط‪+‬اع الع‪+‬ام ومؤسس‪+‬ات الدول‪+‬ة أو محاربت‪+‬ه‬
‫في القطاع الخاص‪.‬‬
‫فقد اتخذت خطوات وق‪+‬امت بعم‪+‬ل العدي‪+‬د من المنج‪+‬زات ال‪+‬تي حققته‪+‬ا في ه‪+‬ذا المج‪+‬ال‪ ،‬وال‪+‬ذي جعله‪+‬ا تتب‪+‬وأ‬
‫مراتب عليا في المؤشرات الدولية ذات الص‪++‬لة‪ ،‬اتخ‪+‬ذت الدول‪++‬ة خط‪++‬وات إض‪++‬افية لتعزي‪+‬ز اإلط‪++‬ار المؤسس‪++‬ي‬
‫المع ‪++‬ني بالنزاه ‪++‬ة والش ‪++‬فافية‪ ،‬فص ‪++‬در الق ‪++‬رار األم ‪++‬يري رقم (‪ )84‬لس ‪++‬نة ‪ 2007‬بإنش ‪++‬اء اللجن ‪++‬ة الوطني ‪++‬ة‬
‫للنزاهة والشفافية بتشكيل يضم الجهات الوطنية ذات الصلة‪.‬‬

‫ثم ص‪++ +‬در الق‪++ +‬رار األم‪++ +‬يري رقم (‪ )75‬لس‪++ +‬نة ‪ 2011‬بإنش‪++ +‬اء هيئ‪++ +‬ة الرقاب‪++ +‬ة اإلداري‪++ +‬ة والش‪++ +‬فافية كهيئ‪++ +‬ة‬
‫متخصصة في تعزيز النزاهة والشفافية لتحل محل اللجنة المشار إليه‪+‬ا‪ ،‬به‪+‬دف تحقي‪+‬ق الرقاب‪+‬ة والش‪+‬فافية‬
‫ونزاهة الوظيفة العامة‪ ،‬ومنع وقوع الجرائم التي تمس المال العام أو الوظيفة العامة‪ ،‬والعمل على ضبط‬
‫ما يقع منها‪.‬‬

‫ثم صدر القرار األم‪++‬يري رقم (‪ )6‬لس‪++‬نة ‪ 2015‬بإع‪++‬ادة تنظيم هيئ‪++‬ة الرقاب‪++‬ة اإلداري‪++‬ة والش‪++‬فافية‪ ،‬ب‪++‬التركيز‬
‫أك‪++‬ثر على ج‪++‬انب الوقاي‪++‬ة‪ ،‬م‪++‬ع الترك‪++‬يز على المس‪++‬اهمة في تحقي‪++‬ق أعلى مؤش‪++‬رات النزاه‪++‬ة والش‪++‬فافية في‬
‫وتأكيدا على استقاللية الهيئة فقد منح الق‪++‬رار‬
‫ً‬ ‫مجال الوظيفة العامة ومكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره‪،‬‬
‫األميري المشار إليه للهيئة الشخصية المعنوية‪ ،‬وجعل تبعيتها لسمو أمير البالد مباشرة‪.‬‬

‫وينطل‪++‬ق عم‪++‬ل هيئ‪++‬ة الرقاب‪++‬ة اإلداري‪++‬ة والش‪++‬فافية من البن‪++‬اء على م‪++‬ا ُأنج‪++‬ز في الدول‪++‬ة على م‪++‬دى العق‪++‬ود‬
‫الفائتة‪ ،‬فمن الناحية االجتماعية يمتاز المجتمع القط‪++‬ري بأن‪+‬ه يعلي قيم النزاه‪+‬ة والش‪+‬فافية‪ ،‬كم‪+‬ا يوج‪+‬د في‬
‫‪+‬ار ق‪++‬انوني ومؤسس‪++‬ي متط‪++‬ور في ش‪++‬تى المج‪++‬االت المتعلق‪++‬ة بالنزاه‪++‬ة والش‪++‬فافية‪ ،‬كم‪++‬ا تس‪++‬عى‬
‫دول‪++‬ة قط‪++‬ر إط‪ٌ +‬‬
‫دورا ف‪++‬اعاًل في محيطه‪++‬ا اإلقليمي وال‪++‬دولي بم‪++‬ا يحق‪++‬ق التنمي‪++‬ة‬
‫دول‪++‬ة قط‪++‬ر جاه‪++‬دة وباس‪++‬تمرار إلى أن تلعب ً‬
‫المستدامة للجميع‪.‬‬

‫ومن بين أمور متعددة‪ ،‬تعنى الهيئة بشكل خاص بتطوير االستراتيجيات والتش‪++‬ريعات والنظم الداخلي‪++‬ة في‬
‫الجه‪++‬ات الوطني‪++‬ة المتعلق‪++‬ة بالنزاه‪++‬ة والش‪++‬فافية‪ ،‬وتق‪++‬ديم الت‪++‬دريب‪ ،‬وبن‪++‬اء الق‪++‬درات للم‪++‬وظفين العموم‪++‬يين‪،‬‬
‫ورف‪++‬ع ال‪++‬وعي الع‪++‬ام ح‪++‬ول الوقاي‪++‬ة من الفس‪++‬اد ومكافحت‪++‬ه‪ ،‬وتنفي‪++‬ذ اتفاقي‪++‬ة األمم المتح‪++‬دة لمكافح‪++‬ة الفس‪++‬اد‪،‬‬
‫والصكوك الدولية ذات الصلة‪ ،‬وتحرص الهيئة على التنسيق مع الجهات الوطنية المعنية‪.‬‬

‫وتعم‪++‬ل هيئ‪++‬ة الرقاب‪++‬ة اإلداري‪++‬ة والش‪++‬فافية بج‪++‬د للحف‪++‬اظ على ري‪++‬ادة دول‪++‬ة قط‪++‬ر في مج‪++‬ال تعزي‪++‬ز النزاه‪++‬ة‬
‫أيض‪+ +‬ا‪ ،‬من خالل خط ‪++‬ط عم ‪++‬ل‬
‫والش ‪++‬فافية‪ ،‬ليس فق ‪++‬ط في محيطه ‪++‬ا اإلقليمي‪ ،‬ب ‪++‬ل وعلى المس ‪++‬توى ال ‪++‬دولي ً‬
‫قصيرة ومتوسطة وطويلة األجل لتعزيز آليات النزاهة والشفافية في مجاالت العمل الع‪++‬ام والخ‪++‬اص كاف‪++‬ة‪،‬‬
‫بما يعزز من قدرات الوقاية من الفساد‪ ،‬وتحقي‪+‬ق حماي‪++‬ة أك‪++‬بر للوظيف‪++‬ة العام‪+‬ة والم‪++‬ال الع‪+‬ام‪ ،‬وبم‪++‬ا يس‪++‬اهم‬
‫في تحقيق التنمية المستدامة في الدولة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫إن مكافحة الفساد يؤدي ال محالة إلي تطور المجتمع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا‪ ،‬كم‪++‬ا يس‪++‬ود بين أف‪++‬راد‬
‫المجتمع مبدأ المساواة والعدالة وهذه المبادئ ال غني عن أي مجتمع عنها‪ ،‬وما قامت به قطر في مج‪++‬ال‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬جعلها من ضمن الدول التي تكاد تخلو من الفساد‪ ،‬فإن دولة قطر تحرك‪++‬ات في ه‪++‬ذا االم‪++‬ر‬
‫في ع‪++‬دة ط‪++‬رق وأس‪++‬اليب منه‪++‬ا م‪++‬ا ه‪++‬و ق‪++‬انوني ‪ ،‬فق‪++‬امت بس‪++‬نت التش‪++‬ريعات ال‪++‬تي تع‪++‬د رادع‪++‬ا قوي‪++‬ا لك‪++‬ل من‬
‫تسول له نفسه الن يكون فاسدا فجاءت جرائم الموظف العام ‪ ،‬وجرائم المستخدم الخاص ‪.‬‬

‫وأهتمت دول‪+‬ة قط‪+‬ر في مكافح‪+‬ة الفس‪+‬اد عن طري‪+‬ق وس‪+‬ائل االعالم وال‪+‬برامج س‪+‬واء ك‪+‬انت وس‪+‬يلة إعالمي‪+‬ة‬
‫مرئية أو مقرؤه أو مسموعة‪ ،‬وكان الوازع الديني المتأصل في المجتمع القطري دافعا قويا لترسيخ مبدأ‬
‫الشفافية والبعد عن الفساد‪.‬‬

‫كم‪++‬ا س‪++‬عت دول‪++‬ة قط‪++‬ر علي تبص‪++‬ير المجتم‪++‬ع من خالل الدراس‪++‬ات والمن‪++‬اهج ال‪++‬تي يتم دراس‪++‬تها للطالب في‬
‫دراسة مواد متخصصة في مكافحة الفساد‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ - 1‬إتفاقية االمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2007‬بشأن تصديق دولة قطر علي إتفاقية االمم المتحدة لمكافحة‬ ‫‪2‬‬
‫الفساد‪.‬‬

‫‪ - 3‬القرار األميري رقم (‪ )84‬لسنة ‪ 2007‬بإنشاء اللجنة الوطنية للنزاهة والشفافية‪.‬‬

‫‪ -4‬القرار األميري رقم (‪ )75‬لسنة ‪ 2011‬بإنشاء هيئة الرقابة اإلدارية والشفافية‪.‬‬

‫‪ -5‬القرار األميري رقم (‪ )6‬لسنة ‪ 2015‬بإعادة تنظيم هيئة الرقابة اإلدارية والشفافية‪.‬‬

‫‪ - 6‬هيئة النزاهة ومكافحة الفساد"‪ ،‬الموقع الرسمي للحكومة اإللكترونية‪.‬‬

You might also like