Professional Documents
Culture Documents
الأدب المقارن وفروع الأدب الأخرى.
الأدب المقارن وفروع الأدب الأخرى.
ﻻ يمكن لﻸدب المقارن أن ينفصل عن فروع المعرفة اﻷخرى ،بل هو يمد عﻼقات متينة مع كل ما
يحتاجه اﻹنسان من ثقافة ،وما يدخل ضمن إطارها ،كالفلسفة والفنون والدّين ،كما يتصل بالعلوم ليفيد من
مناهجها ونتائجها ،ولكن ليس على حساب أهدافه ومناهجه ،بل ليتمكن بشكل أشمل وأدق ،من جﻼء
عمليات اﻹبداع ،وهي عملية مركبة ومعقدة ،من الصعب تفكيك أنماطها ومساربها وتحوﻻتها .فكل دراسة
مقارنة إذن ﻻبد من أن تقوم على أساس هذه الرؤية ،ﻷن مهمة اﻷدب المقارن تكمن في استكشاف بذور
اﻷفكار ومآلها وكيفية نموها وطريقة انفتاحها على نمط دون آخر ،تبعا لعوامل معينة واضحة اﻷصول.
1ـ تاريخ اﻷدب والنقد اﻷدبي ونظرية اﻷدب:
يفيد اﻷدب المقارن من التاريخ اﻷدبي الذي يشمل تاريخ المدارس واﻷنواع اﻷدبية وما يتصل بها
من تيارات وحركات ،تبين الخط المشترك لتطور مختلف اﻵداب القومية ،غير أنه ﻻ يملك أن يكشف عن
مواطن اﻷصالة عند المبدع ،لذا كان التاريخ اﻷدبي غير كاف وحده ،وتحددت ضرورته بالتمهيد للدراسة
اﻷدبية المقارنة ،التي ﻻ تستغني عن النقد اﻷدبي الذي يدرس اﻷدب من الداخل ،غير أن عمل النقد اﻷدبي
أيضا محدود بالنص اﻷدبي فقط ،في حين أن اﻷدب المقارن يعتمد النص منطلقا لدراسة أصالة اﻷمة،
فيقف على التحوﻻت والتغيرات التي طرأت على هذه اﻷصالة نتيجة تفاعلها مع أصالة أدب آخر ،وهذا ما
يقربه من الدراسات التي تُعنى بالتنظير لمفاهيم اﻷدب من خﻼل نظرية اﻷدب التي تتناول الكليات اﻷدبية
بدءا بالسؤال الجوهري الذي بات تقليديا :ما اﻷدب؟ الذي تتفرع عنه أسئلة نوعية أخرى مثل ما
المسرحية؟ وما القصة؟ وما الرومانسية؟ وهي مثال عن اﻷسئلة التي تشغل الباحث المقارن أيضا.
يعود المصطلح إلى الناقد المقارن رونيه إيتامبل الذي فاجأ جيله عندما أعلن أن اﻷدب المقارن
يؤدي إلى شاعرية المقارنة؛ أي إلى إيضاح الجوهر البنائي ﻷي عمل أدبي ،حيث ينطوي على أنساق
أساسية ينبغي أن يكون الكشف عن هذه اﻷنساق مطمح عالم اﻷدب المقارن.
على الرغم من انتماء رونيه إيتامبل إلى المدرسة الفرنسية ،إﻻ أنه وجه لها جملة من اﻻنتقادات
كانت كفيلة بإخراجها من صرامة المنهج ،أهمها تلك الصادرة في كتابه ) La Comparaison n’est
(pas raisonمحطما بعنوانه هذا اﻻعتقاد في تقديس اﻷداة ،كما مثل كتابه هذا ردة فعل على أزمة
اﻷدب المقارن التي أعلن عنها رونيه ويليك ،ليترجم الكتاب إلى اﻹنجليزية حامﻼ عنوان مقالة ويليك،
رغم أنه رد فعل على افتعال اﻷزمة أكثر منه مناقشة لها .دعا رونيه إيتامبل أيضا إلى مراجعة مفهوم
1
اﻷدب العالمي ،لدرايته بهذا الحقل ،فهو ورغم كونه مختصا في الدراسات اليابانية إﻻ أن موسوعيته وتعدد
نشاطاته وغزارة إنتاجه ،جعلته يحتل الصدارة في ميدان الدراسات المقارنة.
3ـ الفنون الجميلة )العﻼقات المتبادلة بين الفكر الفني والفكر اﻷدبي(:
يُفهم اﻷدب فهما سليما عندما يدرس من خﻼل عﻼقاته بباقي الفنون ،وهذا ﻻ يعني أن كل الفنون
تظهر لدى أمة بالدرجة نفسها في زمن معين ،بل يبقى ذلك مرتبطا بنوع العﻼقة الخاصة التي تقيمها هذه
اﻷمة مع أدوات بعض الفنون دون غيرها؛ ﻷن روح اﻷمة ﻻ تتجزأ في ميدان واحد دون غيره من
الميادين ،واﻷكيد أنها تتغير وتتمايز من حقبة زمنية إلى أخرى ،ومهمة المقارن أن يقف على هذه
التغيرات والتمايزات لينطلق من ثمة إلى دراسة تفاعلها مع ما يرصده لدى أمة أخرى.
لم يعر النقد اﻷدبي العربي هذا الموضوع كبير شأن ،غير أن عبد القاهر الجرجاني لحظ وحدة
القدرة على التأثير في النفوس بين الشعر والرسم ،والفرابي كذلك شبه الشعر بالرسم )صناعة التزويق(،
ولم يجد من اختﻼف بينهما إﻻ في مادة الصناعة ،وكان للجاﺣﻆ أن يلحظ أيضا عﻼقة الشعر بالرسم ولكن
من غير أن يعكس ذلك نظرية متماسكة عنده ،فقال" :إنما الشعر صناعة وضرب من الصبغ وجنس من
التصوير"
يعد هذا النوع من الدراسات ،بحثا ذا فائدة ضئيلة ،خاصة إن نحن قارناه بباقي مجاﻻت البحث في
اﻷدب المقارن ،ومع ذلك ﻻ يمكن إنكار تأثير الفنون في اﻷدباء ،فلوحة بيجماليون بمتحف اللوفر مثﻼ
ألهمت توفيق الحكيم كتابة مسرحيته التي تحمل العنوان ذاته ،وقصور غرناطة ألهمت نزار قباني في
قصيدة )غرناطة( ،كما أن بعض المذاهب اﻷدبية ظهرت أوﻻ في مجال الفنون الجميلة قبل أن يتأثر بها
اﻷدباء ،وبعض اﻷدباء استفادوا من تقنيات الرسم ،كالتأطير ،وتقنيات السينما باللقطات القريبة والبعيدة
وحتى من الموسيقى في تشييد نصوصهم ،بل إننا نجد من النصوص من تكون بؤرة الحكي فيه عمﻼ فنيا
كلوحة العشاء اﻷخير في رواية )شيفرة دافنشي( .وغير ذلك من الصﻼت التي تربط مابين اﻷدب
ومختلف الفنون.
ـ الحضور الموسيقي في اﻷعمال اﻷدبية وانعكاساته على الدراسات اﻷدبية المقارنة:
تاريخ اﻷدب غني بعدة مظاهر تعكس تداخل اﻷدب والفنون اﻷخرى في عدة أوجه ،مثل محاوﻻت
الرومانسيين بلوغ التأثير الموسيقي في القصيدة من خﻼل العمل على ضغط البنية المعنوية للشعر ،وتجنب
التأليف المنطقي ،والتشديد على أهمية المغزى بدﻻ من الدﻻلة ،أو محاكاة البنى الموسيقية كتكرار الﻼزمة
أو السوناتا أو الشكل السمفوني ،لتتم المطابقة بين معنى الكلمة وصوتها.
ومهمة اﻷدب المقارن هنا هي مقارنة الفنون على أساس خلفياتها الثقافية المشتركة وليس تناولها من
خﻼل نظريات الفن واﻷدب ،ولكن رونيه ويلك يطرح مشكلة أساسية ﻻ نملك حتى اﻵن أدوات الحلول لها
2
وهي :ما هي عناصر الفن المشتركة والقابلة للمقارنة؟ وذلك رغم ما يذكره تيودور ميرغين من عناصر
قابلة للمقارنة في الفنون مثل اﻹيقاع.
4ـ اﻷدب العام واﻷدب المقارن:
يدرس اﻷدب المقارن في مفهومه الدقيق ـ غالبا ـ العﻼقات الثنائية بين أدبين قوميين ،سواء كانت
العﻼقة نوعا أدبيا ،من قصة أو رواية أو مسرحية ،أو كانت مذهبا أدبيا كالرومانسية والواقعية ،أو كتابا
تجاوز حدود زمانه ومكانه ،أو أديبا ترك من اﻷثر الشيء الكثير عند بني قومه وعند غيرهم ،وسواء
اتصلت هذه العﻼقة بمادة اﻷثر الفني أم بصورته.
غير أن هذه الدراسات وهي تعكف على تتبع الجزئيات ،تعجز عن إدراك الظواهر اﻷدبية العالمية
الكبرى وفهمها ،ورغم أنها تخدم اﻷدب القومي إﻻ أن إسهامها منفصلة في خلق أدب عالمي ،محدود،
ومن هنا تقدّم الباحثون خطوة فانتهوا إلى فرع من الدراسة المقارنة ،يأتي بعد اﻷدب المقارن ويكمله،
ويمهد لﻸدب العالمي وهو اﻷدب العام.
يضطلع اﻷدب العام بدراسة نوع من الوقائع في عدة آداب جملة واحدة ،ويجعل من مجاله تحليل
المشكﻼت التاريخية واﻹيديولوجية للحركات اﻷدبية ،أو دراسة الحركات اﻷدبية المختلفة مثل :الطبيعية
والرمزية ،أو ما يدعى باﻷشكال المشتركة في الفن واﻷسلوب مثل المأساة الكﻼسيكية ورواية تصوير
العادات ،وهي موضوعات جانب منها ذو طابع أدبي واﻵخر تاريخي إيديولوجي.
إن مصطلح اﻷدب العام على غموضه وما يثيره من التباس ،لم يهتد الباحثون إلى تسمية أدق منه،
يقربه إلى الذهن قلنا :إن "دراسة دور العقاد في تطور مفهوم الشعر في
وإذا أردنا أن نضرب له مثﻼ ّ
العربي الحديث" من اﻷدب القومي ،ودراسة "تأثير غي دي موباسان في محمود تيمور" من اﻷدب
المقارن ،أما دراسة "الواقعية عند شعوب البحر اﻷبيض المتوسط " فهي من اﻷدب العام.
يترك اﻷدب العام لﻶداب القومية كل ما هو ما ليس له صدى خارج حدوده ،وما هو ذو طابع
فردي ،ولكنه في الوقت نفسه يفيد من الوقائع التي تجلوها اﻵداب القومية وتكشفها ،كما يترك اﻷدب العام
لﻸدب المقارن دراسة ما بين اﻵداب من عﻼقات والبحث في المصادر والترجمات وانتشار المؤلفات
ودور الوسطاء ،ولكنه ينتفع في الوقت نفسه بالنتائج التي ينتهي إليها المقارن ،ﻷن المبادﻻت الفكرية
والفنية والتأثيرات واﻻستجابة لها وردود الفعل ضدها ،وقائع ذات أهمية ،والمقارن وحده يخرجها من
عزلتها ويقربها من وقائع أخرى شبيهة بها أو يمزجها بعضها في بعض ،ليخرج من ذلك كله بنتيجة
شاملة.
غير أن بعضا من الباحثين يرى أن اﻷدب المقارن إذا توسعنا في مفهومه يشمل اﻷدب العام أيضا،
ويرى الناقد رونيه ويلك أن من المحال رسم خط فاصل واضح بين اﻷدب المقارن واﻷدب العام ،بين
تأثير ولتر سكوت في فرنسا وبين نشأة الرواية التاريخية في أوروبا ،فالفصل بينهما مصطنع.
3
5ـ اﻷدب المقارن بين العالمية وعالمية اﻷدب:
يرجع الفضل في صياغة مفهوم اﻷدب العالمي إلى اﻷديب اﻷلماني يوهان فولفغانغ فون غوته
)1749) (Johan Wolfgang on Goetheـ ،(1832الذي صاغ هذا المفهوم وب ّ
شر به في اﻷعوام
أن عصر اﻵداب القومية قد ولّىّ ،
وأن عصر أدب اﻷخيرة من حياته ،ففي رسائله وأحاديثه رأى غوته ّ
جديد قد بدأ ،وهو عصر اﻷدب العالمي .عندما صاغ غوته هذا المفهوم الجريء انطلق من ّ
أن الثورة
تطور في وسائل النقل واﻻتصال والطباعة والنشر ،ومن نمو في المبادﻻت
الصناعية ،وما رافقها من ّ
ّ
تخطي التجارية بين الشعوب ،ستكون لها بالضرورة مترتبات ثقافية وأدبية ،وستؤدي بالضرورة إلى
الحدود القوميّة الضيقة للّغات واﻵداب.
من الطبيعي أﻻ يتمكن غوته في ذلك الوقت من أن يطرح تصورا ً دقيقا ً ومتكامﻼً لﻸدب العالمي
أن ذلك المفهوم صحيح من حيث المبدأ .وانطﻼقا ً من رؤيته المستقبلية أن ّ
الزمن قد أثبت ّ شر به ،إﻻّ ّ
الذي ب ّ
هذه دعا غوته اﻷدباء عموماً ،واﻷدباء اﻷلمان على وجه الخصوص ،ﻷن يعوا حقائق العصر ،وأن
يستخلصوا ما يترتب عليها بالنسبة ﻹبداعاتهم اﻷدبية .وتتلخص تلك المترتبات في أن يكتبوا وفي أذهانهم
ي شكﻼً وموضوعا ً ،بحيث تلك المنافسة اﻷدبية العالمية ،التي ﻻ يصمد فيها إﻻّ من ّ
يطور إبداعه اﻷدب ّ
يّ .
إن المنافسة التي سيتعرض لها اﻷدب الوطني من جانب اﻵداب اﻷجنبية يرتقي إلى المستوى العالم ّ
ي سيوفّر لﻸعمال اﻷدبية فرصا ً لم تكن ّ
ولكن عصر اﻷدب العالم ّ ستجعل ذلك اﻷدب في وضع حرج،
ي.
موجودة في الماضي ،من حيث انتشارها خارج مجتمعاتها ولغاتها على الصعيد العالم ّ
ي في حينه على محمل الجدّ من قبل معاصريه ،رغم ما كانوا
لم يؤخذ حديث غوته عن اﻷدب العالم ّ
ي كان من الناحية شر فيه غوته باﻷدب العالم ّ يكنّونه لهذا اﻷديب من إجﻼل وتقدير .فالعصر الذي ب ّ
ي واستشرفهشر باﻷدب العالم ّإن عبقرية غوته تكمن في أنه ب ّ
سياسية عصر حروب وتمسك بالقوميةّ ، ال ّ
في ذلك الوقت بالذ ّات ،وفي أنّه لم يسمح للنزعة القومية اﻻنعزالية المقيتة التي ع ّمت بﻼده بأن تحجب عن
نظره الثاقب مﻼمح عصر جديد ﻻح في اﻷفق ،وإن يكن لم يتضح بعد.
4
مؤثرات .وقد مثّل ذلك تقدما ً علميا ً هاماً ،وتوسيعا ً لﻸفق بالمقارنة مع الدراسات التي كانت تدرس ك ّل أدب
ي اهتمام لعﻼقته باﻵداب اﻷخرى وتفاعله معها .إﻻّ ّ
أن اﻷدب المقارن داخل حدوده اللغوية فقط ،وﻻ تعير أ ّ
سك ّ
بأن اﻵداب القومية هي اﻷساس ،ووهب نفسه ﻻستكمال تاريخها. تم ّ
ي الذي تحد ّث عنه غوته كبير اهتمام ،وأﻻ
من الطبيعي أﻻ يعير أدب مقارن ذاك شأنه اﻷدب العالم ّ
ي فائدة لذلك المفهوم .فما يشغله هو استكمال تاريخ اﻵداب القومية عبر دراسة عﻼقات التأثير
يرى أ ّ
والتأثر الفعلية الموثقة التي نشأت بين تلك اﻵدابّ .
إن المقارنين الفرنسيين الذين أسسوا اﻷدب المقارن،
ومن سار على نهجهم ،لم يكونوا مستعدين للتعامل مع أية مسألة أدبية من منظور فوق -قومي ،إﻻّ إذا كان
لتلك المسألة عﻼقة بظاهرة التأثير والتأثر ،وكانت دراستها مجدية من الناحية التاريخية .إﻻّ ّ
أن لمساعي
ممثلي اﻻتجاه التاريخي في اﻷدب المقارن جانبا ً يعني المهتم بمسألة عالمية اﻷدب ،هو دراسة نجاح
الكتّاب وتأثيرهم في بﻼد أجنبية .فهذا النوع من التأثير يتطابق مع ما نسميه اليوم استقبال اﻷعمال اﻷدبية
خارج حدود آدابها القومية .لقد تناول ممثلو المدرسة التاريخية في اﻷدب المقارن هذه الظاهرة بالبحث،
سبل التي يتحقق عبرها ذلك النوع من التأثير الذي يتم بعضه من خﻼل الترجمة ،ويتم البعض
ودرسوا ال ّ
صل المقارنون إلى معلومات قيّمة فيما يتعلق بدور الوسطاء اﻷدبيين ،من
اﻵخر من دون وسطاء .وقد تو ّ
مترجمين ونقاد ،في نشوء هذا النوع من العالمية .صحيح أننا أصبحنا اليوم ننظر إلى ظاهرة التأثير اﻷدبي
بصورة مختلفة عن الصورة التي نظر بها ممثلو اﻷدب المقارن التاريخي إلى تلك الظاهرة ،ولكن ذلك ﻻ
يلغي حقيقة أن تأثر أدب قومي باﻵداب اﻷجنبية وتأثيره فيها هما مسألة وثيقة اﻻرتباط بعالمية اﻷدب،
مكونين هامين من مكونات تلك العالمية.
فالترجمات اﻷدبية والكتابات النقدية حول اﻵداب اﻷجنبية تشكل ّ
5
أممي؛ أي عالمي ،دون أن ينكر خصوصية كل أدب من اﻵداب القومية .إﻻّ أنه رأى أن اﻵداب ّ
تمر
بمراحل التطور نفسها ،وذلك تبعا ً لتطور البنى اﻻقتصادية واﻻجتماعية )البنى التحتية( التي تعكسها .ومع
أن مقولته الرئيسة هذه ﻻ تساعد كثيرا ً في
اﻹقرار بأهمية المنطلق العالمي لﻸدب المقارن الماركسي ،إﻻ ّ
فهم إشكالية عالمية اﻷدب والبنى المتناقضة للعﻼقات اﻷدبية الدولية .فتركيزه على دور البناء التحتي يقلل
من قدرتنا على تفسير ظاهرة ازدهار آداب مجتمعات متأخرة ،كآداب أمريكا الجنوبية ،التي تمكنت من
احتﻼل موقع متميز على خريطة اﻷدب العالمي المعاصر ،رغم تخلف مستويات التطور اﻻقتصادي
واﻻجتماعي للمجتمعات التي تعكسها.
6
صالح آداب شعوب العالم الثالث ،التي ﻻ يزيد نصيبها من التبادل اﻷدبي الدولي عن نصيبها من اﻻقتصاد
العالمي والتجارة العالمية .وهنا تكمن المعضلة الراهنة الحقيقية لﻸدب العالمي وعالمية اﻷدب.
على أية حال ّ
فإن مفهوم اﻷدب العالمي الذي صاغه اﻷديب اﻷلماني غوته في ثﻼثينيات القرن التاسع
عشر قد لقي في أول اﻷمر إعراضا ً ورفضا ً من جانب علماء اﻷدب المقارن أكثر مما حظي به من قبول
واستحسان .إﻻّ أن اﻻهتمام بهذا المفهوم ما لبث أن تجد ّد منذ منتصف القرن العشرين ،إن على الصعيد
العلمي اﻷكاديمي ،أو على الصعيد الثقافي العام ،فقد ظهر في المرحلة اﻷخيرة ما يشبه التض ّخم في
استخدام عبارة اﻷدب العالمي .فباﻹضافة إلى معاجم اﻷدب العالمي ،وسﻼسل اﻷدب العالمي ومكتبات
تحولت صفة عالمي إلى صفة بالغة اﻹيجابية ،يُنعت بها كثير من اﻷدباء واﻷعمال اﻷدبية
اﻷدب العالميّ ،
ي في النصف الثاني من القرن العشرين
بغرض الدعاية والترويج التجاري .لقد حقق مفهوم اﻷدب العالم ّ
مر بسيرورة ما كانت ستخطر لواضعه غوته على بال ،ولكن هل استقر هذا انتصارا ً كبيراً ،بعد أن ّ
المفهوم أخيرا ً وحصل إجماع على مضمونه؟
ي لم يُزل ما ينطوي عليه هذا المفهوم من إشكالية ّ
إن النجاح الذي أحرزه مفهوم اﻷدب العالم ّ
ي مجموع اﻷعمال اﻷدبية الرائعة المتميزة التي
وخﻼفية .فهناك خﻼف شديد بين من يرى في اﻷدب العالم ّ
تنتمي إلى آداب قومية مختلفة ،جاعﻼً بذلك من الجودة الفنية مقياسا ً لعالمية اﻷدب ،وبين من يرى أن
اﻷدب العالمي هو تلك اﻵثار اﻷدبية التي تمكنت من أن تتخطى حدودها اللغوية والثقافية القومية ،وأن
تحظى بانتشار عالمي ،إن بدون وسيط أو بوسيط ترجمي ونقدي .فأساس هذا المفهوم هو اﻻنتشار
ي ،سواء ترافق مع جودة فنية وفكرية أم لم يترافق .وهناك أخيرا ً من يرى ّ
أن اﻷدب العالمي هو العالم ّ
مجموع اﻵداب القومية الموجودة في العالم ،بصرف النظر عن المستويات الفنية واﻻنتشار العالمي
ﻷعمالها .وهذا يعني ّ
أن هناك ثﻼثة مفهومات لﻸدب العالمي ،لك ّل منها حججه وأنصاره ،وإذا كان التوفيق
ﻷن الروائع اﻷدبية كثيرا ً ما تحظى بانتشار
بين المفهومين اﻷول والثاني ممكنا ً إلى حدّ كبير ،وذلك ّ
يّ ،
فإن التوفيق بين هذين المفهومين وبين المفهوم الثالث أمر بالغ الصعوبة .فأنصار هذا المفهوم عالم ّ
يأخذون على المفهومين اﻵخر ْين مركزيتهما اﻷوروبية والغربية ،ﻷن ج ّل اﻷعمال اﻷدبية الرائعة
والمنتشرة عالميا ً تنتمي فعليا ً إلى اﻵداب اﻷوروبية والغربية ،ولذا يطالب أنصار المفهوم الثالث بتبني
مفهوم التكافؤ والمساواة بين اﻵداب .أ ّما أنصار المفهومين اﻷول والثاني فهما يريان بالمقابل ّ
أن اﻷدب
العالمي ليس هيئة عامة لﻸمم المتحدة ،يتساوى فيها صوت دولة متطورة عظمى مع صوت دولة متأخرة
فقيرة أو صغيرة .فالمساواة بين اﻵداب فيما يتعلق بالعالمية أمر غير ممكن ،ﻷن اﻵداب تختلف عن
ي يعكس ما بعضها البعض في تطورها وغناها ومستوياتها الفنيّة والفكريّة .وهكذا ّ
فإن مفهوم اﻷدب العالم ّ
هو قائم في الساحة الثقافية الدولية من تناقضات.
7
6ـ الترجمة اﻷدبية واﻷدب المقارن:
أ ِلف الدارسون نم ً
طا معينًا من الدراسات الترجمية التي تركز على مدى مطابقة الترجمة للنص
اﻷصلي ،فضاعت جهود كبيرة لم تكن دائ ًما مفيدة ،في حين يُفضل التركيز على جانب آخر من الترجمة
أكثر أهمية ،يتعلق بدراسة تلقي الترجمات على مستويات متعددة ،بعيد ًا عن المطابقة الحرفية بين الترجمة
والنص اﻷصلي .تسمح لنا هذه الدراسة برؤية الفعل الحقيقي لهذه النصوص في المنظومة الثقافية التي
تستقبلها ،فقد يؤدي هذا الفعل إلى خلخلة مجموعة من الثوابت الفنية أو الفكرية أو اﻻجتماعية .وهذا
الجانب له اﻷهمية اﻷولى في البحوث التي تتناول دراسة الترجمة وعﻼقتها باﻷدب المقارن حيث يسمح لنا
اﻷدب المقارن بفهم كثير من اﻵليات التي تتحكم بعملية الترجمة على مستوى اﻷفراد والجماعات ،وتؤثر
على توجه الرأي العام.
ﻻ يمكن تخيل الثقافة الحديثة دون هذا الوسيط المثمر بين اللغات والثقافات والذي نسميه الترجمة،
ضا بوحدة
وإذا كانت الترجمة تذكرنا بوجود اﻵخر المختلف عنا ثقافيًا ،واجتماعيًا ،ودينيًا ،..فإنها تذكرنا أي ً
الفكر اﻹنساني الذي ﻻ يمكن أن نعيش على هامشه ،ﻷن العزلة تعني الموت ،مثلما يقول المقارنون ،كما
أنها تجعلنا أكثر قبوﻻ لﻶخر المختلف عنّاّ ،
ﻷن اﻵخر ليس هو الشبيه وإنما هو المختلف الذي يقاسمنا
الحياة .ولهذا فإننا اليوم أحوج ما نكون إلى الترجمة بمفهومها اﻹنساني ،أي التي تمد جسور التواصل بين
البشر بغض النظر عن الجنس والعرق والموطن.
معنى ذلك أن اﻷدب المترجم ﻻ يستطيع أن يمحو أصله اﻷجنبي ،وسيثير قراءات ليست فقط ذات
ضا ذات قيمة فكرية .ولهذا فإن دراسة هذه القراءات تؤدي إلى وعي الطبيعة الخاصة
قيمة جمالية ،ولكن أي ً
لبعض التبادﻻت اﻷدبية العالمية ،والتي تتعلق بنقل اﻷفكار والمضامين اﻷدبية من أمة إلى أمة أخرى،
وكذلك النصوص والصور ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى الموضوعات نفسها التي تتبادلها اﻷمم فيما
بينها ،والتي قد تؤدي إلى إحداث تغيرات كبرى داخل اﻷدب المستق ِبل كالتغيرات التي حدثت داخل اﻷدب
العربي بفعل اﻻتصال باﻵداب العالمية المختلفة.
إن متابعة الموجات الكبيرة للترجمة بين اللغات العالمية الحية تساعدنا على فهم المؤثرات اﻷجنبية،
والتيارات اﻷدبية ،ولهذا تعد هذه العملية كتابة للتاريخ اﻷدبي أو إعادة كتابة له ،وهذا يؤكد أن اﻷمانة
للنص اﻷصلي ليست هي المقياس الوحيد التي يجب التركيز عليها في دراسة الترجمة ،بل يمكن القول إن
يسيرا مما نطلق عليه اسم الترجمة ،وإذا أردنا التفصيل أكثر نقول :إن اﻷمانة ركن
ً هذا ﻻ ي ّمثل إﻻ جز ًءا
من أركان عملية تشمل دراسة اﻻنزياح في النص المترجم ،ودراسة اﻻنزياح الحاصل في الثقافة
المستق ِبلة ،كدراسة تأثير اﻷدب الفرنسي في اﻵداب اﻷوربية ،وكيف أسهم في خلخلة المنظومات الثقافية
اﻷوربية عبر غزو المذاهب اﻷدبية والنقدية المختلفة التي تأسس القسم اﻷكبر منها في فرنسا ،وهنا نفهم
8
لماذا نشأ اﻷدب المقارن في فرنسا ،واشتغل جيل الرواد من المقارنين الفرنسيين على تأثير اﻷدب
الفرنسي في اﻵداب اﻷوربية المختلفة ،لهذا يصعب فصل الترجمة عن التلقي ،وعن تاريخ التلقي ،خاصة
أن المترجم وسيط لغوي وثقافي ﻻ يعمل في فراغ ،ولكنه يعيش ضمن جماعة يعرف مسبقًا أن الجمهور
الذي يترجم له سيحكم على الترجمة ،وعلى الصورة اﻷدبية ،والجمالية ،وحتى اﻷخﻼقية للثقافة التي جاء
منها النص المترجم.
ت ّمثل الترجمة الشكل اﻷهم من بين أشكال العﻼقات اﻷدبية ،ﻷن الدراسات الترجمية تدخل في صلب
الدراسات اﻷدبية المقارنة ،وتشكل القسم اﻷعظم من هذه الدراسات ،وهي في هذا تختلف عن ميادين
دراسة الترجمة اﻷخرى ،مثل علم الترجمة ،واللسانيات ،ذلك أن اﻷدب المقارن يدرس الترجمة اﻷدبية
بوصفها عﻼقة تبادل مثمر تقوم بين أدبين قوميين أو أكثر ،فهو يدرس المترجمين بوصفهم وسطاء أدبيين
يمدون الجسور بين اﻵداب القومية المختلفة .وعليه فإن امتﻼك عقل منفتح والرغبة في التسامح وقبول
اﻵخر على ما هو عليه هي سمات ﻻ بد من وجودها عند المترجم ،فقد رأينا في حاﻻت عديدة تدخل
المترجم في حذف بعض المقاطع من النص اﻷصلي ،أو إضافة مقاطع أخرى إليه وذلك ﻷسباب دينية
وسياسية واجتماعية مما سبب خلﻼ في بنية النص ،ويمكن أن نشير في هذا المجال إلى ترجمة ﺣسن
عثمان للكوميديا اﻹلهية للشاعر اﻹيطالي دانتي ،حيث أسقط نشيد ًا يتعلق بالرسول وعلي بن أبي طالب
ﻷسباب دينية ،ففوت بذلك الفرصة على القارئ العربي لكي يعرف الجو الفكري والثقافي الذي كان سائد ًا
في أوربا في القرون الوسطى ،والذي مهد للحروب الصليبية ،بسبب اﻷفكار السلبية التي انتشرت فيها عن
اﻹسﻼم والمسلمين.
إن الكاتب يعكس ،بشكل أو بآخر ،أفكار عصره ،ودانتي في عمله نطق بلسان عصره ،وحين أسقط
ﺣسن عثمان هذا النشيد من ترجمته حرم القارئ العربي من اﻻطﻼع على مادة فكرية غنية تساعده على
فهم جذور هذه العﻼقة المأزومة تاريخيًا بين الشرق والغرب .ويمكن أن نذكر مثاﻻ آخر عن الحالة الثانية
وهي ترجمة الفرنسي أنطوان غاﻻن لـ )ألف ليلة وليلة( إذ أضاف إلى النص المترجم مجموعة من
الحكايات ليست موجودة في النص العربي.
عندما يقوم اﻷدب المقارن بدراسة المترجم ،وسيرته الثقافية ،واختياراته ،وعﻼقته بما يترجمه ،فإنه
يستطيع تفسير خياراته الترجمية ،سواء على صعيد اختيار النص ،أم على صعيد تأويله ،أم على صعيد
تجسيده لغويًا وأسلوبيًا في لغة الهدف .وفي هذا اﻹطار يمكن مقارنة مترجمين استخدموا لغات مختلفة
لترجمة عمل أو أعمال واحدة .مثلما يحصل مثﻼ عندما نقارن من قام بترجمة غوته إلى اللغة الفرنسية،
بمن قام بترجمته إلى اللغة العربية.
تقاس جودة الترجمة بقدرة المترجم ،خاصة حين يكون المترجم كاتبًا معروفًا في لغته اﻷصلية ،مثل
كثيرا ،ومهما
بودلير ،وماﻻرميه ،طه ﺣسين ..فالمبدع يسيطر على ما يترجمه ويعطيه من روحه وإبداعه ً
9
يكن من أمر المترجم ،يجب أن تستند دراسته إلى اﻷسئلة اﻵتية :من هو؟ وماذا يترجم؟ وكيف يترجم؟
يجب أن تكون شخصية المترجم معروفة تما ًما ،فهي أحيانًا تفسر اختيار النص ،مثلما تشرح قيمة الترجمة
واتجاهها .ومثلما يدرس اﻷدب المقارن المترجم بوصفه وسي ً
طا ثقافيًا ،يدرس كذلك تاريخ الترجمة اﻷدبية
بوصفها تاريخ نشاطات تبادلية بين تلك اﻵداب.
عند تناول مثل هذا الموضوع بدراسة علمية شاملة ،علينا أن نبدأ بطرح مجموعة من اﻷسئلة،
ونحاول اﻹجابة عنها ،مثل :ما هي النصوص المترجمة؟ وكيف قدمت إلى القراء؟ وما اﻻنتشار الذي
عرفته على المستوى الكمي ،وكم عدد الطبعة الواحدة؟ وكم عدد الطبعات؟ وعلى المستوى النوعي :ما
نوع الجمهور الذي تم التوجه إليه؟
وفي هذا المجال يمكن أن ندرس تلقي اﻷعمال المترجمة على عدة مستويات:
ــ المستوى اﻷول دراسة كيف يتلقى فرد عمﻼ معينًا :وهذا يعتمد على أفق توقع القارئ ،وأفق توقع العمل
المترجم؛ إذ ﻻ يمكن لعمل غريب في أفق توقعه أن يلقى التجاوب المطلوب من القارئ.
ــ المستوى الثاني دراسة تلقي مجال ﺛقافي لعمل معين :هنا ﻻ بد من التساؤل عن مكانة النص المترجم
ضمن المنظومة اﻷدبية؟ ولماذا ،وما وظائفه ضمنها؟ وما التعديﻼت المتوقعة التي يحدثها فيها؟ عندما
ترجم الفرنسي أنطوان غاﻻن )ألف ليلة وليلة( ،كان اﻷدب الفرنسي يبحث عما هو جديد خارج الحدود
القومية ،ولذلك استقبل اﻷدباء الفرنسيون والجمهور الفرنسي هذا العمل بحفاوة بالغة .ومن المؤكد أن هذا
العمل جدد في رؤية اﻷدباء الفرنسيين للعالم ،فضﻼ عن تغيير صورة الشرق في ذهن الجمهور الفرنسي،
هذه الصورة التي بقيت راسخة منذ الحروب الصليبية ،والتي تقوم على ثنائية ضدية لم يستطع الشرق
والغرب تجاوزها إلى اليوم.
المستوى الثالث مجاﻻت ﺛقافية عديدة وعمل واﺣد :إن مهمة الدارس في هذا المجال هي أن يقارن موقف
المنظومة اﻷدبية العربية من ترجمة عمل معين ،وذلك في مختلف لحظات تاريخها ،مع موقف المنظومات
ضا يعد التزامن والتعاقب ضروريين جد ًا من أجل فهم عملية اﻻستقبال ،كيف تم ،مثﻼ،
اﻷخرى ،وهنا أي ً
تلقي الروايات الروسية في مختلف منظومات العالم اﻷدبية ،في نهاية القرن التاسع عشر؟ وهل يمكن
إعطاء نوع من التصور عن ردات فعل هذه المنظومات المختلفة في لحظة تاريخية معينة؟ وما درجة
التأثير الذي تسبب في إحداث تعديﻼت مهمة في هذه المنظومات؟ من المعروف أن الرواية الروسية في
القرنين التاسع عشر والعشرين انتشرت في مناطق مختلفة من العالم ،ونشرت معها من خﻼل الترجمات
المتعددة القيم الفنية والجمالية والفكرية التي كانت سائدة في المجتمع الروسي.
ـ المستوى الرابع مستقبل واﺣد وأعمال عديدة :وهنا يمكن أن ندرس استقبال مستقبل واحد ليس
بالضرورة أن يكون فردًا ،بل قد يكون منظومة أدبية كاملة ﻷعمال متعددة .إن هذه الدراسة توضح لنا
اﻻتجاهات الفكرية واﻷدبية التي تسود في حقبة تاريخية معينة ،ولماذا تغيّرت ،أو عدلت في مرحلة
10
أخرى؟ إن المتتبع ﻻهتمام الغرب باﻷعمال اﻷدبية والفكرية العربية يﻼحظ تغير اهتمام الغرب باﻷعمال
تبعًا للمرحلة الزمنية .فبعد اهتمامه بالفلسفة العربية التي حافظت على الفلسفة اليونانية وطورتها ،جاء
اﻻهتمام بأعمال خاصة مثل )ألف ليلة وليلة( و)رسالة الغفران( للمعري ،قبل أن تتوجه اﻷنظار إلى
اﻷدب الصوفي .إننا نعتقد أن تغير مزاج القارئ الغربي أو المنظومة الغربية بشكل عام جاء مرافقًا لتغير
اجتماعي ،وسياسي ،واقتصادي ،وفكري ،فالفن ﻻ يفرض نفسه من فراغ ،بل هو يعبّر عن حاجة تتبدل
بتبدل الظروف ،والشروط اﻻجتماعية.
ـ قائمة المراجع:
ـ الطاهر أحمد مكي :اﻷدب المقارن أصوله وتطوره ومناهجه ،دار المعارف ،مصر.1987 ،
ـ عبد النبي اصطيف :المدرسة الترجمية في الدرس المقارن لﻸدب ،مجلة المترجم ،العدد -2011 ،25
.2012
ـ عبده عبود ،اﻷدب المقارن واقع وآفاق ،مشكﻼت وآفاق ،منشورات اتحاد كتاب العرب.1999 ،
ـ غسان السيد :الترجمة اﻷدبية واﻷدب المقارن ،مجلة جامعة دمشق ،المجلد ،23العدد اﻷول.2007 ،
ـ مناف منصور :مدخل إلى اﻷدب المقارن) ،سعيد عقل وبول فاليري( ،منشورات مركز التوثيق،
بيروت.1950 ،
ـ منى بشلم :مدخل لﻸدب المقارن)المدرسة الفرنسية( ،دار رؤى فكرية للنشر والتوزيع ،الجزائر.2022 ،
11