‫بحث عن الفجوة الرقمية‬

‫الطالب ‪/‬محمد صالح الشبانات‬

 ‫شعبة ‪/‬‬

‫مقدمة بحث عن الفجوة الرقمية‬

‫ُتشير الفجوة الرقمية (‪ )digital divide‬إلى المستوى المتفاوت ما بين البشر في المعرفة‬
‫والمعلومات‪ ،‬وهذه الفجوة تدل ّ على وجود أشخاص قادرين على الحصول على المعلومات‬
‫مقارنة بوجود أشخاص آخرين في المجتمعات المختلفة يكونوا عاجزين‬ ‫ً‬ ‫بطرق بسيطة ج ًدا‪،‬‬
‫عن الحصول على المعلومات‪ ،‬وال يمكن الوصول إليها إاّل بالمشقة والعناء‪ ،‬وقد تتواجد فئة‬
‫أخرى ال ُيمكنها الحصول على المعلومات بتا ًتا‪ ،‬وهذا هو مفهوم الفجوة الرقمية‪ ،‬وفي بعض‬
‫األحيان تضم الفجوة الرقمية القدرات المادية والمهارات التي ُتم ّكن الفرد من الوصول إلى‬
‫أيضا بين األفراد والجماعات‪]1[.‬‬‫المعلومة‪ ،‬فقد تكون هذه األمور متفاوتة ً‬

‫بحث عن الفجوة الرقمية وتعريفها وطريقة سدها كامل‬

‫غيرت العديد من جوانب الحياة‪ ،‬وأسه ّمت في إعادة‬ ‫شكلّت تكنولوجيا المعلومات ثورة كبيرة ّ‬
‫بناء كافة المجتمعات في شتى بقاع األرض‪ ،‬وقد أدّ ت هذه الثورة المعلوماتية إلى حدوث‬
‫تفاوت نسبي بين البشر وذلك في جوانب متعددة ومنها الجانب االقتصادي‪ ،‬والثقافي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وقد ُأدرجت الفجوة الرقمية كنوع جديد من أنواع عدم المساواة‪ ،‬فهي ُتشير إلى‬
‫طبقتين من األشخاص وهي طبقة أغنياء المعلومات‪ ،‬وطبقة فقراء المعلومات‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق نرفق بحثا ً شامالً عن الفجوة الرقمية في سطورنا ال ّتالية‪:‬‬

‫تعريف الفجوة الرقمية‬

‫الفجوة الرقمية هي التفاوت التقني بين األشخاص القادرين على استخدام‪ I‬وسائل االنترنت‬
‫نظرا المتالكهم المهارات والمعدات التي ُتتيح لهم هذه التقنيات‪،‬‬ ‫واالتصاالت الحديثة‪ ،‬وذلك ً‬
‫نظرا‬
‫وما بين األشخاص الغير قادرين على استخدام االنترنت‪ ،‬ووسائل االتصاالت المختلفة ً‬
‫لعدم امتالكهم‪ I‬للمعدات الواجب توفرها من أجل الحصول على المعلومات الرقمية‪ ،‬أو بسبب‬
‫ضعف القدرات الفكرية والعملية على استخدام وسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬ويجدر بالذكر أنّ‬
‫مفهوم الفجوة الرقمية ظهر في دول العالم بعد انتشار مفاهيم التجارة اإللكترونية والحكومة‪I‬‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وال تقتصر الفجوة الرقمية على األشخاص داخل الدولة الواحدة فقط‪ ،‬بل هي‬
‫تشمل تقسيم العالم إلى َمن يملكون المعرفة ومن ال يملكونها‪ ،‬وما بين المدن الكبيرة والمناطق‬
‫الريف َّية‪ ،‬وما بين المتعلِّمين غير المتعلِّمين‪ ،‬وبين األغنياء والفقراء‪ ،‬ب ْين الدول الصناع َّية‪،‬‬
‫والغير صناعية‪.‬‬

‫سد الفجوة الرقمية‬

‫أوضحت الدراسات العالمية لدول العالم على المستوى الدولي واإلقليمي بأنّ الفجوة الرقمية‬
‫تنتشر بشكل واسع‪ ،‬وأجمعوا‪ I‬على ضرورة وجود محاوالت عملية لتقليل هذه الفجوة‪ ،‬ومن‬
‫أجل ذلك ُعقدّ ت القمة العالمية لمجتمع المعلومات ‪ ,WSIS‬وكانت في المرة األولى في عام‬
‫‪ 2003‬في مدينة جنيف‪ ،‬بينما ُعق ّدت القمة الثانية في تونس في عام ‪ ،2005‬وفي عام‬
 ‫‪ 2011‬أطلق االتحاد الدولي لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر (‪ )IFRC‬مبادرة تهدف‬
‫إلقامة مشروع تجريبي ناجح يعمل على سد الفجوة الرقمية‪.‬‬

‫طريقة سد الفجوة الرقمية‬

‫ال ب ّد من اتباع عدد من الطرق من أجل سد الفجوة الرقمية‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬و ُندرج في ما يأتي عدد من أبرز طرق سد الفجوة الرقمية‪:‬‬

‫االستفادة بشكل متكامل من تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت الحديثة‪ ،‬وعلى أفضل‬ ‫•‬
‫وجه‪.‬‬
‫وضع جمعية الصليب األحمر والهالل األحم خطة لمدة ‪ 3‬سنوات تستهدف ‪ 80‬جمعية‬ ‫•‬
‫وطنية من أجل تقديم المساعدة التكنولوجية لها‪.‬‬
‫التشجيع على اتباع سبل االستخدام‪ I‬المبتكر للتكنولوجيا‪ ,‬والحث على تبادل المهارات‬ ‫•‬
‫بين األشخاص‪.‬‬
‫تحديد االستخدامات الفعالة والمبتكرة للتنكنولوجيا وتعزيزها‪.‬‬ ‫•‬
‫تشكيل مجموعة الصليب األحمر والهالل األحمر التكنولوجية‪ I‬العالمية‪.‬‬ ‫•‬
‫أساسا في بناء مجتمع المعرفة والبيئة‬
‫ً‬ ‫تمويل البنية التحتية المعلوماتية التي ُتع ّد‬ ‫•‬
‫المعلوماتية‪.‬‬
‫نشر الوعي لدي المجتمع بأهمية العلم والتكنولوجيا والمعرفة‪.‬‬ ‫•‬
‫توفير المراكز والمعاهد التقنية للتعليم والتدريب على تقنيات الحاسوب‪.‬‬ ‫•‬

‫نشأة الفجوة الرقمية‬

‫ظهرت الفجوة الرقمية للمرة األولى عالم ًيا في الواليات المتحدة األمريكية وذلك بعد إصدار‬
‫وجه األنظار إلى التفاوت المعرفي بين أفراد‬
‫وزارة التجارة األمريكية في عام ‪1995‬م لتقرير ّ‬
‫المجتمع األمريكي‪ ،‬وقدرات األفراد على التعامل مع االنترنت والحاسوب‪ ،‬وما لبث هذا‬
‫المفهوم حتى انطلق من المستوى المحلي في أمريكا لِ ُيصبح ظاهرة عالمية واسعة االنتشار‪،‬‬
‫وال يمكن إغفال السبب الرئيسي الذي أدّ ى إلى ظهور الفجوة الرقمية وهو الفقر وعدم‬
‫المساواة‪ ،‬وبهذا أصبحت مشكلة الفجوة الرقمية ُتش ّكل واحدة من أهم القضايا التي تشغل‬
‫تفكير الرأي العام العالمي‪]2[.‬‬

‫العوامل المؤثرة على الفجوة الرقمية‬

‫س م المجتمع باختالفات متعددة وتقليدية‪ ،‬وفي اآلونة األخيرة بات الختالف األهم بين‬
‫يت ّ‬
‫المجتمعات هو االختالف المعرفي‪ ،‬وبات ُيطلق عليه اسم الفجوة الرقمية‪ ،‬ومن خالل بحثنا هذا‬
‫ُندرج عدد من أبرز العوامل التي أظهرت الفجوة الرقمية‪]3[:‬‬

‫تدني المستوى التعليمي في المجتمعات‪ ،‬فضاًل عن عدم توفر فرص التعلّم‪.‬‬ ‫•‬
 ‫معاناة أفراد المجتمع من المستوى المتدني للدخل‪.‬‬ ‫•‬
‫انتشار ظاهرة الجمود التنظيمي والتشريعي والمجتمعي‪.‬‬ ‫•‬
‫انعدام وجود الثقافة التكنولوجية والعلمية في المجتمعات‪.‬‬ ‫•‬
‫ضعف الميزانيات المرصودة من أجل الثورة المعرفية‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬
‫خاصة في المجتمعات العربية‪ ،‬وبالتالي عدم القدرة على‬ ‫عدم اإللمام باللغة االنجليزية‬ ‫•‬
‫التعامل مع الشبكة العنكبوتية بشكل ف ّعال‪.‬‬

‫الفجوة الرقمية بين الدول النامية والمتقدمة‬

‫كبيرا‪ ،‬وهذا ُيشير إلى‬ ‫ُيالحظ أنّ الدول النامية ال ُتعير التعليم التقني والحاسوبي اهتما ًما ً‬
‫المتطورة التي ُتر ّكز‬
‫ِّ‬ ‫صصة وعدد من المناهج‬ ‫ضرورة إيجاد عدد من المعاهد والكليات المتخ ِّ‬
‫مقياسا‬
‫ً‬ ‫على التعليم من خالل الحاسب اآللي‪ ،‬فقد بات هذا النوع من التعليم أساس ًيا‪ ،‬و ُيش ّكل‬
‫لتق ّد م الدول وتطورها‪ ،‬وقد ساعد العمل على تضييق الفجوة الرقمية وسدها على تحسين‬
‫ونظرا للقدرات المحدودة‬ ‫ً‬ ‫قدرات الدول النامية في ما يخص المعرفة والتكنولوجيا الرقمية‪،‬‬
‫للدول النامية فقد أثر ذلك سل ًب ا على الثورة المعلوماتية‪ ،‬وذلك على عكس الدول المتقدمة التي‬
‫ساعدتها قدراتها المادية والفكرية والعلمية على تجاوز مشكلة الفجوة الرقمية والتخلّص منها‬
‫بنسبة أكبر من الدول النامية‪.‬‬

‫خاتمة بحث عن الفجوة الرقمية‬

‫سردنا في الكالم فيه عن تعريف مفهوم‪ I‬الفجوة الرقمية‬ ‫هكذا اآلن نكون قد أنهينا بحثنا‪ ،‬حيث َ‬
‫التطر ق للحديث عن الطرق الحديثة المستخدمة في سد هذه الظاهرة‬ ‫ّ‬ ‫بشكل تفصيلي‪ ،‬مع‬
‫الحديثة والتخلّ ص منها‪ ،‬وأوردنا في بحثنا الحديث عن نشأة الفجوة الرقمية‪ ،‬وخصائصها‪،‬‬
‫وتوضيح العوامل‪ I‬التي ُتؤثر فيها‪ ،‬ولم ُنغفل التح ّدث عن الفجوة الرقمية بين الدول النامية في‬
‫العالم والدول المتقدمة‪ ،‬ومن خالل هذا البحث أوضحنا أنّ الفجوة الرقمية نتجت بسبب الثورة‬
‫المعلوماتية التي ظهرت بشكل واسع في كافة أنحاء العالم مع بداية األلفية الجديدة‪.‬‬