سرقة البطاقات الائمانية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 48

‫سرقة البطاقات االئتمانية‬

‫إعداد الط ــالبتين‬

‫إشـ ـ ـ ــراف‬
‫‪،‬د‪ .‬مهند أبو رجيلة‬
‫أعدت هذه الدراسة استكماال لمتطلبات مساق الجرائم االقتصادية‬
‫الفصل الصيفي‬
‫‪2020-2021‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة‪..................................................................................................................‬أ‬
‫أهمية الدراسة‬

‫أدبيات الدراسة‬

‫إشكاليات الدراسة وأسئلتها‬

‫أهداف الدراسة‬

‫نطاق الدراسةج‬

‫منهجية الدراسة‬
‫خطة الدراسة ‪........................................................................................................‬ح‬
‫‪1‬‬ ‫المبحث االول‪ :‬ما هية البطاقات االئتمانية‬

‫‪1‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬مفهوم البطاقات االئتمانية وما هي أنواعها ووظائها المختلفة‬

‫‪6‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صور سرفة بطاقات االئتمانية‬

‫‪6‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها‬

‫‪11‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين‪.‬‬

‫‪12..‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين بشكل خاص وبعض الدول بشكل عام‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العقوبات‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نصوص التشريعة المتعلقة بجريمة سرقة البطاقات االئتمانية ‪12..‬‬
‫‪15‬‬ ‫التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني‬

‫الخاتمة‪19...............................................................................................................‬‬

‫النت ائج والتوص يات‪.....................................................................................................‬‬


‫‪20‬‬

‫المص ادر والمراج ع‪.....................................................................................................‬‬


‫‪21‬‬
‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫أدى التقدم الهائل والتطور في مختلف مجاالت العالم إلى ظهور العديد من الجـرائم المختلفـة ‪ ،‬وتختلـف أسـاليب وأسـاليب هـذه‬

‫غريزيــا‪ .‬فداح ــة ج ــرائم الس ــرقة واالحتي ــال وظه ــر ال ــتزوير‪ ، .‬كم ــا‬
‫ً‬ ‫ـدءا من فج ــر الت ــاريخ ‪ ،‬يتم اكتش ــاف الج ــرائم‬
‫الج ــرائم ‪ ،‬فب ـ ً‬

‫ظه ــرت طريق ــة التالعب ب ــأدوات االئتم ــان ‪ ،‬ومن أبرزه ــا بطاق ــة االئتم ــان الخاص ــة ببطاق ــة االئتم ــان ‪ ،‬وال ــتي تع ــد من أدوات‬

‫االئتمان الحديثة للخدمات المالية التي تم تطويرها على أساس التطور الهائل لعـالم االتصـاالت‪ .‬قسـم نظـام البطاقـات االئتمانيـة‬

‫تم تط ــويره م ــع تط ــور التكنولوجي ــا االلكتروني ــة وتط ــور ماكين ــات الص ــراف اآللي للمع ــامالت المص ــرفية وأص ــبحت بطاق ــات‬

‫االئتمان اتجاهاً مهماً في جميع أنحاء العالم لما لها من مزايا عديدة لألفـراد والشـركات المختلفـة مثلهــا يشـكل بطاقــة محمولـة ‪،‬‬

‫أنواعـا مختلفـة من البطاقـات ‪،‬‬


‫ً‬ ‫أصبح بديل النقـود بـديالً آخـر للشـيكات ‪ ،‬فمـع ظهـور العديـدـ من الشـركات العالميـة الـتي تصـدر‬

‫أدى ذلك إلى اختالف تصـنيفات هـذه البطاقـات واختالف طبيعـة عملهـا ‪ ،‬فضـالً عن االختالفـات في نظـام البطاقـة‪ .‬أصـبح هـذا‬

‫مهمــا للســلوكيات اإلجراميــة المتعلقــة باســتخدامه ‪ ،‬في بعض األحيــان يتم اســتخدامها بشــكل‬
‫النــوع من التوســع والتطــور الهائــل ً‬

‫غير قانوني ‪ ،‬أو قد يتعرض صاحب هذه البطاقـة للسـرقة واالحتيـال ‪ ،‬ثم يتم تزويـر هـذه البطاقـة من قبـل السـارق ويتم سـرقة‬

‫بياناتــه ومعلوماتــه الماليــة‪ .‬يتعين على المشــرعين أن يســنوا عــدة قــوانين لتجــريم هــذه األفعــال ومعاقبــة الجنــاة لمواكبــة تطــور‬

‫الجرائم اإللكترونية المختلفة‪ .‬وستتم مناقشة أبرز جوانب ما قاله المشرعون الفلسطينيون ‪ ،‬خاصة فيما يتعلـق بسـرقة بطاقـات‬

‫االئتمان والتشريعات في الدول األخرى‪.‬‬

‫تتسم جرائم بطاقات االئتمان بطابع خاص وتحتوي على مفهوم جديد للجريمة ‪ ،‬األمر الذي يتطلب أســاليب جديــدة ومتطــورة‬

‫لمكافح ــة ج ــرائم بطاق ــات االئتم ــان ‪ ،‬وك ــذلك أس ــاليب البن ــك المرك ــزي والمؤسس ــات المص ــرفية المختلف ــة لحماي ــة ه ــذه البطاقــات‬

‫والبيانات ‪ ،‬باإلضافة إلى األساليب المحلية‪ .‬وعلى المستويات الدولية تطوير تشـريعات عقابيـة واضـحة والتعـاون مـع الجهـات‬

‫الحكومية والجهات المختلفة إليجاد حلول لمنع هذه الجرائم المختلفة‪.‬‬

‫وفي هذا البحث سأتناول ‪ -‬االحكام المتعلقة بسرقة البطاقات االئتمانيـة االلكترونيـة و أركانهـا وشـروطها‪ ،‬والطبيعـة القانونيـة‬

‫للبطاقات وعقوبتها ‪.‬‬

‫سليمان الديراوي‪" ،‬العالقات االقتصادية الفلسطينية والعوامل المؤثرة في تطويرها في ظل المتغيرات االقليمية والدولية"( ‪ )2014‬مجلة جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫فلسطين لألبحاث والدراسات‪ ،‬العدد (‪.388،386،)6‬‬

‫‪1‬‬
‫أهمية البحث‬

‫إن الثورة الضخمة التي جاءت بها االتصاالت والتكنولوجيـا ادت إلى نشـوء شـكل مسـتحدث من التعـامالت االقتصـادية‪ ،‬سـواء‬

‫من خالل التجارة االلكترونية المنتشرة بشكل واسع في الفترة االخيرة‪ ،‬أو من خالل إيجاد آليــات دفــع جديــدة‪ ،‬وكـان من أبــرز‬

‫هذه االليات البطاقة االئتمانية حيث يستمد هذا البحث اهميته من االنتشار الواسع لبطاقات االئتمان في الفترة األخيرة وظهور‬

‫شركات متعددة ومتنوعة تقدم أنواع مختلفة من البطاقات حيث اصبح التعامل في هذه البطاقات أكثر من التعامل النقدي‪ ،‬كمــا‬

‫أنه تكمن أهمية هذا البحث من كرة الجرائم والقضايا المرفوعة ضد جريمة سرقة هذه البطاقات حيث تعد من أخطر الجــرائم‬

‫ال ــتي تواج ــه األنظم ــة اإلقتص ــادية حيث أنه ــا تتض ــمن ع ــدة ج ــرائم تمس الكث ــير من الحق ــوق والمص ــالح األساس ــية ال ــتي ترتب ــط‬

‫باستعمال هذا النوع من البطاقات‪ ،‬كما جذبت هذه الدراسة اهتمام الباحث عندما عرض موضـوع البحث أمـام البـاحث مـا دفـع‬

‫الباحث للتفكير والبحث عن التكييف القانوني للهذه الجريمة وكيف تتضمن هذه الجريمة إعتداءات كبيرة‪.‬‬

‫أدبيات الدراسة‬

‫مونية معروف‪ ،‬جرائم بطاقات االئتمان االلكترونية‪(،‬رسالة ماجستير في قانون جنائي لالعمال‪ ،‬جامعة العربي‬ ‫‪.1‬‬

‫بن مهيدي أم البواقي‪)2015 ،‬‬

‫تقدم الباحث في الدراسة للحديث عن جرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان االلكترونية‪ ،‬وبيان أوجه إساءة إستخدامها سواء‬

‫من قبل حاملها أو الغير‪ ،‬في إطار مطابقتها بالنصوص التقليدية‪،‬ـ لتقدير مدى كفايتها في توفير الحماية الجزائية لبطاقات‬

‫اإلئتمان اإللكترونية‪.‬‬

‫حيث قســم البــاحث دراســته إلى فصــلين ‪ ،‬تحــدث في الفصــل األول عن االحكــام العامــة للجــرائم الواقعــة علــة بطاقــات االئتمــان‬

‫اإللكترونيــة‪ ،‬واعتم ـدـ البــاحث في منهجيتــه على لمنهج الوصــفي االســتقرائي في ســرد الجــانب النظــري حــول المفــاهيم واآلراء‬

‫خصوصــا مــا تعلــق ببطاقــة االئتمــان اإللكترونيــة و احكامهــا العامــة‪ ،‬وعلى منهج التحليلي‪ .‬كمــا اعتمــد البــاحث على أســلوب‬

‫المقارنة بين مختلف التشريعات الخاصـة لحمايـة بطاقـات اإلئتمـان اإللكترونيـة ‪ ،‬أمـا بالنسـبة للفصـل الثـاني فقـد تطـرق البـاحث‬

‫‪2‬‬
‫للح ــديث عن المس ــؤولية الجزائي ــة عن الج ــرائم الواقع ــة على بطاق ــات اإلئتم ــان االلكتروني ــة ‪ ،‬وختم الب ــاحث في فص ــله األخ ــير‬

‫مجموعــة من النتــائج والتوصــيات‪ ،‬كــان من أهمها ضــرورة إفــراد قــانون خــاص بتنظيم التعامــل ببطاقــات اإلتمــان اإللكترونيــة‬

‫يعـالج مخاطرهـا ويحـرم اسـاءة إسـتخدامها‪ ،‬أعمـاال لمبـدأ شـرعية الجـرائم والعقوبـات بحيث تجـاري التطـور التقـني و العلمي و‬

‫تتالءم مع المتغيرات والمستجدات والوقائع المادية باستمرار‪.‬‬

‫ردينا الرفاعي‪ ،‬سرقة بطاقات االئتمان في الفقه اإلسالمي (االردن‪ :‬المجلة االدرنية في الدر اسات االسالمية‪،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪.)2015‬‬

‫تقدم الباحث في الدراسة للحديث عن سرقة بطاقات االئتمان في الفقه االسالمي‪ ،‬وبيان التكييف الشرعي لهذه الجريمة‪ ،‬وهل‬

‫تنطبق عليها أركان وشروط السرقة‪ ،‬وبالتالي تستوجب الحد‪ ،‬أم أنها من صور االحتيال فتستوجب التعزير‪ .‬بحيث اهتمت‬

‫الشريعة االسالمية بالمحافظة على المال‪ ،‬وذلك بتنميته ومنع االختالل عنه‪ ،‬ومن تلك االحكام تحريم سرقة المال‪ ،،‬ومع تقدم‬

‫العصر ظهرت صور جديدة للسرقة‪ ،‬منها سرقة بطاقات االئتمان‪ ،‬وسحب االموال من الصراف االلي بواسطتها‪ ،‬أو‬

‫استخدامها في شراء السلع‬

‫‪ ‬تطرق الباحث إلى ثالث مباحث‪ ،‬تحدث في المبحث االول عن تعريف البطاقة االئتمانيــة و تعريـف السـرقة‪ ،‬كمـا تحــدث عن‬

‫انواع البطاقة االئتمان االئتمانية‪ ،‬و العقود الـتي تتضـمنها البطاقـات‪ ،‬وصـور جـرائم سـرفة بطاقـات االئتمانيـة‪ .‬واعتمـد البـاحث‬

‫في منهجيته على لمنهج الوصفي االسـتقرائي حيث قـام بتتبـعـ النصـوص المتعلقـة بالموضـوع من الناحيـة العليمـة‪ ،‬ومن الناحيـة‬

‫الفقهيـــة‪ ،‬وعلى المنهج التحليلي‪ .‬كم ــا اعتم ــد الب ــاحث على منهج الت ــوثيقي‪ .‬ام ــا بالنس ــبة للمبحث الث ــاني‪ ،‬تح ــدث البـــاحث عن‬

‫أركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها‪ .‬والمبحث الثالث تحدث فيه عن التكييف الشرعي لسرقة البطاقــات االئتمانيـةـ‬

‫واالثار المترتبة علىى سرقة البطاقات االئتمانية‪.‬‬

‫وختم الباحث مجموعة من النتائج والتوصيات‪ ،‬كان من أهمها ضرورة مراجعة التشريعات لسن القوانين الرادعة لهذه‬

‫الجريمة‪ ،‬وضرورة التحذير منها‪ ،‬واالخذ باالجراءات الالزمة للحد منها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إشكالية البحث واسئلته‬

‫إن انتشار استخدام بطاقات الدفع االلكـتروني والتجـارة االلكترونيـة في العـالم وعلى نظـاق واسـع وشـامل في مختلـف المجالت‬

‫ادى الى ظهــور نــوع جديــد من الجــرائم االلكترونيــة وهي الســرقة االلكترونيــة‪ ،‬الــتي تقــع على بطاقــات االئتمــان‪ .‬وعليــه فــإن‬

‫مشلكة الدراسة تتمحور حول جريمة سرقة بطاقات االلتكرونية‪.‬ومن هنا يسعى هذا البحث لإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫ما المقصود البطاقات االئتمانية؟ وماهي أنواعها ووظافئها المختلفة ؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما صور سرقة بطاقات االئتمان؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما اركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها ؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما هي الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين بشكل خاص وبعض من الدول بشكل عام ؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما هي نصوص التشريعية المتعلقة بجريمة سرقة البطاقات االئتمانيةـ ؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما هي العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني ؟‬ ‫‪-‬‬

‫أهداف البحث‬

‫تسعى الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف وهي‪:‬‬

‫التعرف على مفهوم البطاقات االئتمانية وما هي أنواعها ووظائها المختلفة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫التعرف على صور سرفة بطاقات االئتمانية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫التعرف على اركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫التعرف على الطبيعة القانونية للبطقات االئتمانيةـ في فلسطين بشكل خاص وبعض الدول بشكل عام‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫التعرف على نصوص التشريعية المتعلقة بجريمة سرقة البطاقات االئتمانية‪.‬ـ‬ ‫‪.5‬‬

‫التعرف على العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫ع ــرض الب ــاحث النت ــائج ال ــتي توص ــل إليه ــا ح ــتى تك ــون مرج ــع للق ــارئ‪ ،‬مض ــيفاً إليه ــا جمل ــة من الحل ــول وتوص ــيات‬ ‫‪.7‬‬

‫للمشكلة التي عرضها الباحث في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫نطاق الدراسة‬

‫يتحــددـ نطــاق الدراســة من حيث الموضوع‪ :‬مــا هي البطاقــات االئتمانيــة‪،‬ـ والجريمــة ســرقة بطاقــات االئتمــان من حيث صــورها‬

‫واركانها والعقوبات والطبيعة القانونية وتعلميات سلطة النقد ‪ .‬أما من حيث المكان‪ :‬فيضم البحث دولة فلسطين بصفة خاصة‬

‫‪ ،‬كما ستشمل أيضاً سلطة النقد الفلسطينية المتواجدة في مدينة رام اهلل‪ ،‬إضافة إلى بنك القدس‪.‬‬

‫منهج الدراسة‬

‫ســيعتمد البــاحث في هــذه الدراســة على المنهج الوصــفي التحليلي‪ ،‬الــذي يعتمــد على جمــع المعلومــات من الوثــائق والدراســات‬

‫واالبحاث و القوانين والنصوص التشريعية المتعلقة بجريمة سرقة البطلقـات االئمانيـة‪ ،‬كمـا سـيقوم البـاحث بـاللجوء إلى وسـيلة‬

‫المقابالت الشخصية مع بنك القدس في رام اهلل والبيرة‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬

‫سيتم تقسيم هذا البحث إلى مبحثين رئيسيين‪ ،‬حيث سيتم الحديث بالمبحث األول عن مــا هيــة البطاقــات االئتمانيــة ‪ ،‬في المقابــل‬

‫سيتم تخصيص المبحث الثاني للحديث عن الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين‪.‬‬

‫أمــا المبحث االول‪ ،‬ســيقوم البــاحث بالحــديث عن مفهــوم البطاقــات االئتمانيــة ومــا هي أنواعهــا ووظائهــا المختلفــة‪ .‬المطلب‬

‫األول‪ ،‬وعن صــور ســرفة بطاقــات االئتمانيــة في المطلب الثاني‪ ،‬وعن اركــان جريمــة ســرقة بطاقــات االئتمــان وشــروطها‬

‫في المطلب الثالث‪.‬‬

‫أما في المبحث الثاني‪ ،‬سـيتطرق البـاحث للحـديث عن الطبيعـة القانونيـة للبطاقـات االئتمانيـةـ في فلسـطين بشـكل خـاص وبعض‬

‫ال ـ ــدول بش ـ ــكل ع ـ ــام في المطلب األول ‪ ،‬وعن نص ـ ــوص التش ـ ــريعة المتعلق ـ ــة بجريم ـ ــة س ـ ــرقة البطاقـ ــات االئتماني ـ ــة في المطلب‬

‫الثاني‪ ، .‬وعن العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني في المطلب الثالث‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية البطاقات االئتمانية‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهوم البطاقات االئتمانية وما هي أنواعها ووظائها المختلفة‪.‬‬

‫تعريف بطاقات االئتمان‬

‫نالحظ وجود عدة تعريفات لبطاقات االئتمان‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬التعريف الشكلي لبطاقـات االئتمـان ‪ :‬تعـرف البطاقـة االئتمانيـةـ بأنهـا ‪ " :‬قطعـة من البالسـتيك ( اللـدائن ) بأبعـاد قياسـية‬

‫معينة مدون عليها بيانات مرئية ‪ ،‬وأخرى غـير مرئيـة ويقـترن إصـدار البطاقـة لحاملهـا بمنحـه رقم سـرية يعمـل حـال اسـتخدام‬

‫البطاقة في الوسط اإللكتروني ‪ ،‬والتوقيع عليها بتوقيعه ‪ ،‬وتصدر عن منظمات أو بنوك ذات ثقــة في تعــامالت حامــل البطاقــة‬

‫في شبكة التعامل بالبطاقة ‪ ،‬وبموجبها يمكن الشراء والدفع وسحب األموال والحصول على الخدمات " ‪.‬‬

‫ثانيــا ‪ :‬التعريــف االصــطالحي لبطاقــات االئتمــان ‪ :‬عــرفت بأنهــا ‪ " :‬أداة مصــرفية للوفــاء بــااللتزام ‪ ،‬وهي مقبولــة الــدفع على‬

‫نطــاق واســع محليــا و دوليــة لــدى األفــراد والتجــار والبنــوك ‪ ،‬وتعــد بــديال للنقــود لــدفع قيمــة الســلع والخــدمات المقدمــة الحامــل‬

‫البطاقــة مقابــل توقيعــه للتــاجر على إيصــال بقيمــة التزامــه الناشــئ عن شــرائه الســلعة أو حصــوله على الخدمــة ‪ ،‬على أن يقــوم‬

‫التاجر بتحصيل قيمتها عن طريق البنك المصدر للبطاقة ‪ ،‬والذي صـرح لـه بقبـول البطاقـة كوسـيلة دفـع ‪ ،‬ويطلـق على عمليـة‬

‫التسوية بين البنوك واألطراف فيها ‪ ،‬اسم نظام الدفع اإللكتروني والذي تقوم بتغذيته الهيئات الدولية المصدرة للبطاقة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعريف القانوني لبطاقـات االئتمـان ‪ :‬عرفهـا البعض من الناحيــة القانونيـة بأنهـا ‪ :‬عقــد يتعهـدـ بمقتضـاه مصـدر البطاقـة‬

‫بفتح حســاب بمبلــغ معين لمصــلحة شــخص هــو حامــل البطاقــة يســتطيع بواســطتها الوفــاء بمشــترياته لــدى المحالت التجاريــة ‪،‬‬

‫وهذه األخيرة ترتبط مع مصدر البطاقة بعقد تتعهد بموجبه بقبولها الوفاء بمتطلبات حامل البطاقة الصادرة من الطرف األول‬

‫‪ ،‬على أن تتم التسوية النهائية بعدـ كل مدة محددة " ‪.‬‬

‫وقــد ورد تعريــف بطاقــات االئتمــان في نظــام القــروض المصــرفية والخــدمات األخــرى المقدمــة للعمالء األفــراد في المــادة ‪2‬‬

‫الصادر من المصرف المركزي بدولة اإلمارات العربية المتحـدة بانهـا ‪ :‬هي البطاقـات البالسـتيكية المرتبطـة بشـبكة إلكترونيـة‬

‫‪6‬‬
‫بها تفاصيل حامل البطاقة وحدوده االئتمانية ‪ ،‬وتدفع قيمة المشتريات والسحوبات النقدية المتعلقة ببطاقات االئتمـان نيابـة عنـه‬

‫من قبل البنك أو شركة التمويل المصدرة للبطاقة ‪ ،‬تم يسدد حامل البطاقة القيمة المسددة نيابة عنه في بدايــة الشــهر الــذي يلي‬

‫شهر هذه المعامالت أو تقسيط القيمة المسددة حسب االتفـاق مـع البنـك أو شـركة التمويـل المصـدرة للبطاقـة ‪ ،‬بعـد نهايـة الفـترة‬

‫المسموح فيها بالسداد الكامل للرصيد‪.‬‬

‫المطلب الثالث أنواع بطاقات االئتمان تتعدد أنواع بطاقات االئتمان‬

‫طبقــا لنطـاق اســتخدامها أو لنظم تصــنيعها كمــا يلي ‪ :‬أوال ‪ :‬أنــواع بطاقــات االئتمــان تبعــا لنطـاق اســتخدامها ‪ :‬وتنقســم بطاقــات‬

‫االئتمان تبعة النطاق استخدامها إلى األنواع التالية ‪:‬‬

‫بطاقات الصراف اآللي ‪ATM Cards‬‬ ‫‪-1‬‬

‫بطاقات ضمان الشيكات ‪Cheque Cards‬‬ ‫‪-2‬‬

‫بطاقات الدفع الفوري أو الخصم الفوري ‪Debit Cards‬‬ ‫‪-3‬‬

‫بطاقات الدفع المؤجل أو بطاقات اعتماد النفقات ‪Charge Cards‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بطاقات االئتمان ‪.Credit Cards‬‬ ‫‪-5‬‬

‫بطاقات التحويل االلكتروني‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫صور سرقة بطاقات االئتمان‬

‫تستخدم بطاقات االئتمـان االلكترونيـة االلكترونيــة جـرائم االعتــداء على االمـوال االلكترونيــة‪ ،‬وهي االمــوال المتداولــة الكترونيـاً‬

‫سواء كان في إطار التجـارة االلكترونيـة‪ ،‬أو غيرهـا مثـل عمليـات السـحب وااليـداع في أجهـزة الصـراف االلي‪ .‬وهـذه االمـوال‬

‫مثلها مثل االموال المادية يمكن أن تكون محالً للسرقة والنصب وخيانة االمانة‪ ،‬ولسرقة بطاقات االئتمان صــور متعــددة منهــا‬

‫االتي‪:‬‬

‫الصــورة االوى‪ :‬أن تكــون الســرقة للبطاقــة نفســها دون اســتخدامها‪ ،‬وهي صــورة نــادرة الحــدوث؛ إذ أن البطاقــة الممغنطــة ال‬

‫قيمــة ماليــة لهــا إن لم تســتخدم‪ ،‬فســرقتها دون اســتعمالها ال تعتــبر ســرقة‪ ،‬وإ ن تــوافرت لهــا شــروط الســرقة جميعهــا ‪ ،‬الفتقارهــا‬

‫لشرط النصاب ‪ ،‬ويعاقب األخذ في هذه الصورة عقوبة تعزيرية تقدر بقدرها ‪ ،‬وهذه الصورة ليست محور البحث ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الص ـ ــورة الثاني ـ ــة ‪ :‬أن تك ـ ــون الس ـ ــرقة بواسـ ــطة بطاق ـ ــات االئتم ـ ــان بع ـ ــد س ـ ــرقتها ‪ ،‬بـ ــأن يتم السـ ــحب والش ـ ــراء والثمن يقتطـ ــع‬

‫بواسطتها ‪ ،‬فالمال المدفوع ثمنا للسـلعة أخـذ من رصـيد صـاحب البطاقـة ‪ ،‬وهـو مـال متقـوم شـرعة ‪ ،‬مملـوك للغـير ‪ ،‬وهـو في‬

‫الوقت ذاته منقول إلكترونية ‪ ،‬وتعد البطاقة مما يحرز بواسـطته المـال ‪ ،‬وقـد تعـارف النــاس على ذلـك ‪ ،‬وهـو أخــذ للمـال على‬

‫وجه الخفية ؛ ألن البطاقة أخذت خفية ‪ ،‬أو استعمالها كان بغير إذن صاحبها ‪ ،‬والتاجر ال يعــرف أن مســتخدم بطاقــة االئتمــان‬

‫شخص آخر غير المالك الشرعي ؛ ألنه يتعامل مع بيانات إلكترونية ‪ ،‬ال تحمل صورة صاحب البطاقة ‪ ،‬أو بصمته ‪.‬‬

‫الصورة الثالثة ‪ :‬السرقة بوضع كمرات صغيرة عنـد جهـاز الصـراف وتتم معرفـة الكثـير من أرقـام البطاقـات ومعرفـة األرقـام‬

‫السرية لها ‪ ،‬ثم طباعة بطاقات مماثلة ‪ ،‬وبأرقام مماثلة ثم وضع الرقم السري وسحب ما يريــدون من األمــوال المودعــة خفيــة‬

‫عن أص ــحابها ‪ ،‬وه ــذه الص ــورة تم ض ــبطها قب ــل ف ــترة وج ــيزة في األردن حيث ق ــام مجموع ــة من القراص ــنة بس ــرقة األم ــوال‬

‫الطائلة بهذه الطريقة ( ‪. ) ۲۳‬‬

‫الصــورة الرابعــة ‪ :‬أن يقــوم الجــاني بوضــع شــريط يتكفــل بمصــادرة بطاقــة الســحب اآللي ‪ ،‬فبعــد أن يــدخل الضــحية بطاقتــه‬

‫يمسكها هذا الشريط ليمنـع خروجهـا ‪ ،‬وبـذلك يكـون المجـرم اسـتولى على البطاقـة ‪ ،‬أمـا عن كيفيـة حصـوله على الـرقم السـري‬

‫فهي إمـا عن طريـق كـاميرا للمراقبـة ‪ ،‬أو طريـق تظـاهر المجـرم بأنـه قـادر على تقـديم المسـاعدة للضـحية الـذي بـات في حـيرة‬

‫من أمره ؛ لعدم قدرته على إخراج البطاقة فيأتي له بعد أن كان يراقبه من بعيدـ ‪ ،‬ويقـترح على الضـحية إدخـال الـرقم السـري‬

‫من جدي ــد لعلهــا تخــرج ‪ ،‬وال يعلم المســكين أن المجــرم يس ــجل الــرقم في ذاكرتــه ‪ ،‬ثم يصــاب صــاحب البطاقــة بالي ــأس فيتج ــه‬

‫بعدها للبنك لحل مشكلته تاركا وراءه المجرم ينعم بالسحب من حسابه كما يشاء‪.‬‬

‫أركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها‬

‫المطلب األول ‪ :‬أركان جريمة سرقة البطاقات االئتمانيةـ‬

‫السارق ‪ :‬وهو الشـخص الـذي قـام بفعـل السـرقة ‪ ،‬ويشـترط فيـه أن يكـون مكلفـة ‪ ،‬وأن يقصـد فعـل السـرقة ‪ ،‬وحيـازة‬ ‫‪-‬‬

‫المال المملوك للغير‪ ،‬وأن يكون لديـه معرفــة في التعامــل مـع األجهــزة اإللكترونيـة ‪ ،‬وأجهـزة الصـراف اآللي ‪ ،‬وهـو‬

‫ما يعبر عنه بالركن األدبي أو المعنوي بأن يصدر الفعل عن إنسان مكلف كامل األهلية ؛ بحيث يكون مسؤوال عن‬

‫تصرفاته ‪ ،‬عالما باألجهزة اإللكترونية ‪ ،‬وبكيفية تشغيلها واالستفادة منها ‪ ،‬قاصدة تملك المال بطريق غير مشروع‬

‫‪8‬‬
‫المس ــروق ‪ :‬الشــيء ال ــذي وقــع علي ــه فع ــل الســرقة ‪ ،‬ويشــترط في ــه أن يك ــون مــاال متقــوم شــرعا ‪ ،‬بالغ ــة النصــاب ‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫محرزة ‪ ،‬وهو في سرقة بطاقات االئتمان تكون السرقة للمال المدخر في البنوك ‪.‬‬

‫المســروق منــه ‪ :‬وهــو مالــك الشــيء المســروق ‪ ،‬ويشــترط فيــه أن يكــون معلومــة ‪ ،‬وأن يكــون مالكــة للمــال ‪ ،‬ومالــك‬ ‫‪-‬‬

‫البطاقة شخص معلوم تصدر البطاقة باسمه واألصل أن يكون له رصيد مالي ‪.‬‬

‫السرقة نفسـها ‪ :‬أو مـا يطلـق عليـه الـركن المـادي وهـو كـل نشـاط خـارجي ايجابيـة كـان أم سـلبية ‪ ،‬مـا دام يتحقـق فيـه‬ ‫‪-‬‬

‫النشــاط الجــرمي والنتيجــة الجرميــة ‪ ،‬والعالقــة الســببية بين النشــاط والنتيجــة ‪ .‬وتتمثــل بأخــذ الشــخص الجــاني البطاقــة‬

‫بأي صورة مما سبق ذكره ‪ ،‬ثم استخدامها لمصلحة الجاني خفية بإخراج المال من الحـرز ‪ ،‬ويشـترط فيــه أن يكــون‬

‫إخراج المال ځفية من الحرز ‪ ،‬وفي هذا النوع من السرقات يتم اقتطاع مبالغ من المال‬

‫كيف يتم سرقة بطاقات االئتمان إلكترونيا ؟‬

‫عن طريـق الحصـول على البيانــات أو المعلومـات المتعلقـة ببطاقـات االئتمــان أو البيانـات أو المعلومــات الــتي تسـتخدم في تنفيـذ‬

‫المع ــامالت المالي ــة أو المص ــرفية االلكتروني ــة ‪ ،‬وذل ــك عن طري ــق الش ــبكة المعلوماتي ــة أو أي نظ ــام معلوم ــات ‪ ،‬قص ــدا ودون‬

‫تصريح ‪.‬‬

‫من طرق سرقة معلومات البطاقات االئتمان‬

‫من أش ــهر الط ــرق المس ــتخدمة إلكتروني ــة للوص ــول إلى معلوم ــات البطاق ــات االئتم ــان باإلض ــافة الخ ــتراق المواق ــع اإللكتروني ــة‬

‫المصـرفية أو الماليـة ‪ ،‬هــو إنشـاء مواقـع إلكترونيــة مـزورة تحمــل اســمة معروفــة ‪ ،‬وتكــون بالشـكل نفسـه ‪ ،‬ويتم ارسـال الرابـط‬

‫للضحية غالبة عبر االيميل ‪ ،‬ومن ثم يقوم بتعبئة بياناته التي تذهب إلى المحتالين ‪.‬‬

‫ومن أب ــرز األمثل ــة على ه ــذه الطريق ــة في االحتي ــال المواق ــع ال ــتي تنتح ــل ص ــفة البن ــك االلكتروني ــة العالمي ــة أو مواق ــع البن ــوك‬

‫المحلي ــة ‪ ،‬حيث يتلقى الض ــحية رس ــالة الكتروني ــة تطلب من ــه ال ــدخول على حس ــابه لس ــبب أو آلخ ــر ‪ ،‬ومن ثم يض ــغط الراب ــط‬

‫فيظهر شكل الصـفحة المعتـاد الـذي يـراه دومـا ‪ ،‬فيقـوم على الفـور بإدخـال بيانـات المصـرفية ‪ ،‬أو بيانـات بطاقتـه ‪ ،‬أو تفاصـيل‬

‫الدخول الى حسابه ‪ ،‬لتذهب هذه البيانات الى المحتالين الذين يكونون في انتظارها من أجل سرقة ما لديه من أموال‪.‬‬

‫طرق أخرى لسرقة بطاقات االئتمان‬

‫‪9‬‬
‫باإلض ــافة إلى وج ــود ط ــرق أخ ــرى لس ــرقة البطاق ــات اإللكتروني ــة وهي عن طري ــق اس ــتخدام جه ــاز استنس ــاخ أن يتم ت ــركيب‬

‫مــدخل أو بيت لهــذه البطاقــات على جهــاز الصــراف اآللي شــبيه باألصــلي ‪ ،‬اضــافة الى كــاميرا متناهيــة الصــغر ‪ ،‬حيث يقــوم‬

‫الضــحية بوضــع البطاقــة البنكيــة في مكانهــا لكنهــا تعلــق بالــداخل ‪ ،‬فال جهــاز الصــراف اآللي أخــذها ‪ ،‬وال أعادهــا لصــاحبها ‪،‬‬

‫وبينمـا يحـاول الضـحية تعبئـة الـرقم السـري تكـون الكـاميرا قـد التقطت الـرقم ‪ ،‬ومن ثم يتم أخـذ البطاقـة بعـد أن يغـادر صـاحبها‬

‫ويظن بأن البنك قد احتجزها ‪ ،‬حيث تكون قد أصبحت بحوزة اللصوص ومعها رقمها السري ‪.‬‬

‫جريمة االحتيال في سرقة البطاقات االئتمان إلكترونيا‬

‫إن القيــام بارتكــاب جريمــة ســرقة معلومــات بطاقــات االئتمــان أو البيانــات أو المعلومــات الماليــة أو المصــرفية يعــرض الجــاني‬

‫ألكــثر من عقوبــة جزائيــة ‪ ،‬فهي أيضــا من جــرائم االحتيــال المنصــوص عليهــا في المــادة ‪ 417‬من قــانون العقوبــات األردني ‪،‬‬

‫كما تعد من الجرائم االقتصادية حيث نصت المادة ‪ 2‬من قانون الجرائم االقتصادية على أنه يعد من األمـوال العامـة الـتي تقـع‬

‫عليها الجرائم االقتصادية هي األموال المملوكة أو الخاضعة إلدارة البنـوك والشـركات المسـاهمة العامـة ومؤسسـات االقـراض‬

‫المتخصصــة ‪ ،‬كمــا نصــت المــادة ‪ 3‬منــه على أن جــرائم الســرقة واالحتيــال واســاءة االئتمــان خالفــا ألحكــام المــواد ( ‪ 399‬الى‬

‫‪ ) 407‬و ( ‪ ) 417‬و ( ‪ ) 422‬من ق ــانون العقوب ــات األردني ‪ ،‬هي ج ــرائم اقتص ــادية ‪ ،‬فق ــد نص ــت الم ــادة ‪ 407‬من قـــانون‬

‫العقوبات األردني على ‪ .1‬كل من يقدم على ارتكاب سرقة من غير الســرقات المبينــة في هــذا الفصــل كــالتي تقــع على صــورة‬

‫االخذ او النشل ‪ ،‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر الى سنتين ‪.‬‬

‫عقوبة سرقة معلومات البطاقات االئتمان إلكترونيا‬

‫تعــد جريمــة ســرقة معلومــات البطاقــات االئتمــان إلكترونيــا جنايــة خالفــا ألحكــام المــادة ( ‪ ) 6‬من القــانون الجــرائم اإللكترونيــة‬

‫وبداللـة المـواد ( ‪, 2‬ـ ‪, 3‬ـ ‪ ) 4‬من قـانون الجـرائم االقتصـادية ‪ .‬فيعــاقب مرتكبهــا بـالحبس مــدة ال تقـل عن ســنة وال تزيــد على‬

‫ثالث سـ ــنوات وبغرامـ ــة ال تقـ ــل عن ( ‪ ) 500‬خمسـ ــمائة دينـ ــار وال تزيـ ــد على ( ‪ ) 2000‬الفي دينـ ــار ‪ ،‬وتعـ ــد جريمـ ــة قائمـ ــة‬

‫بذاتها ‪ ،‬سندا لنص المادة ‪ 6‬من قانون الجرائم اإللكترونية ‪ ،‬وقد يعاقب أيضا بالعقوبة المنصوص عليها في المـادة من قـانون‬

‫الجــرائم اإللكترونيــة وهي تضــمين مرتكبهــا قيمــة أو مقــدار األمــوال الــتي حصــل عليهــا نتيجــة ارتكابــه الجريمــة إذا تم اســتخدام‬

‫المعلومــات المسـروقة في الحصـول على األمـوال ‪ ،‬وكــذلك تضــمينه النفقـات القضـائية واالداريـة الـتي تــرتبت عليهـا ‪ ،‬وقـد يعـد‬

‫‪10‬‬
‫أيضأ مرتكب الجريمة احتيال في حال توافرت جميع أركانها ويعاقب بالحبس من ستة اشهر الى ثالث سنوات وبالغرامة من‬

‫مائتي دينار الى خمسمائة دينار‪.‬‬

‫ما الغاية من سرقة معلومات البطاقات االئتمان أو الحصول على المعلومات المالية أو المصرفية ؟‬

‫الحصـــول على األم ــوال عن طري ــق تحويله ــا من نظ ــام معلوم ــات أو موق ــع الك ــتروني ‪ ،‬وبت ــالي يع ــد م ــرتكب جريمـــة ســـرقة‬

‫معلومات البطاقات االئتمان مرتكب الجريمة أخرى منصـوص عليهـا في المـادة ‪ 7‬من قـانون العقوبـات األردني ‪ ،‬وهي وقـوع‬

‫جريمــة ســرقة معلومــات البطاقــات االئتمــان عن طريــق نظــام معلومــات أو موقــع الكــتروني أو شــبكة معلوماتيــة تتعلــق بتحويــل‬

‫األم ــوال ‪ ،‬أو بتق ــديم خ ــدمات ال ــدفع أو التق ــاص أو التس ــويات أو ب ــاي من الخ ــدمات المص ــرفية المقدم ــة من البن ــوك والش ــركات‬

‫المالية ‪.‬‬

‫عقوبة سرقة البطاقات االئتمان أو بيانات أو معلومات المالية أو المصرفية وتحويل األموال‬

‫يعـاقب الفاعـل باألشــغال المؤقتـة مـدة ال تقـل عن خمس ســنوات وبغرامــة ال تقـل عن ( ‪ ) 5000‬خمســة االف دينـار وال تزيـد‬

‫عن ( ‪ ) 15000‬خمسة عشر ألف دينار ‪ ،‬سـندا لنص المـادة ‪ 7‬من قـانون الجـرائم اإللكترونيـة ‪ .‬النصـوص القانونيـة المتعلقـة‬

‫بجريمة سرقة بطاقات االئتمان أو البيانات أو المعلومات المالية أو المصرفية‪.‬‬

‫قانون الجرائم اإللكترونية األردني‬

‫المــادة ‪ : 6‬يعــاقب كــل من حصــل قصــدا دون تصــريح عن طريــق الشــبكة المعلوماتيــة او أي نظــام معلومــات على بيانــات او‬

‫معلومـ ــات تتعلـ ــق ببطاقـ ــات االئتمـ ــان أو بالبيان ـ ــات أو بالمعلومـ ــات الـ ــتي تس ـ ــتخدم في تنفي ـ ــذ المعـ ــامالت الماليـ ــة او المصـ ــرفية‬

‫االلكترونية بالحبس مدة ال تقل عن سنة وال تزيد على ثالث سـنوات وبغرامـة ال تقـل عن ( ‪ ) 500‬خمسـمائة دينـار وال تزيـد‬

‫على ( ‪ ) 2000‬الفي دينار ‪.‬‬

‫المادة ‪ : 7‬يعاقب كل من قام بأحد األفعال المنصوص عليهـا في المــواد ( ‪ ) 3‬و ( ‪ ) 4‬و ( ‪ ) 5‬و ( ‪ ) 6‬من هــذا القـانون إذا‬

‫وقعت على نظام معلومات او موقع الكتروني أو شبكة معلوماتية تتعلق بتحويل األموال ‪ ،‬او بتقديم خــدمات الــدفع او التقــاص‬

‫‪11‬‬
‫او التســويات او بــاي من الخــدمات المصــرفية المقدمــة من البنــوك والشــركات الماليــة باألشــغال المؤقتــة مــدة ال تقــل عن خمس‬

‫سنوات وبغرامة ال تقل عن ( ‪ ) 5000‬خمسة االف دينار وال تزيد عن ( ‪ ) 15000‬خمسة عشر ألف دينار ‪.‬‬

‫قانون الجرائم االقتصادية األردني‬

‫المادة ‪ : 2‬ب ‪ .‬وتشمل عبارة األمـوال العامــة ألغــراض هــذا القـانون كـل مــال يكــون مملوكـة أو خاضــعة إلدارة اي جهــة من‬

‫الجهات التالية او األشرافها ‪ .5 :‬البنوك والشركات المساهمة العامة ومؤسسات االقراض المتخصصة ‪.‬‬

‫المادة ‪ : 3‬ج ‪ .‬وتعتبر الجرائم المنصوص عليها في المواد المبينة أدناه من قانون العقوبات جرائم اقتصادية إذا توافرت فيها‬

‫الشروط المنصوص عليها في الفقرة ( أ ) من هذه المادة ‪:‬‬

‫‪ .5‬جرائم السرقة واالحتيال واساءة االئتمان خالفا األحكام المواد ( ‪ 399‬الى ‪ ) 407‬و ( ‪ ) 417‬و ( ‪. ) 422‬‬

‫قانون العقوبات األردني‬

‫المادة ‪417‬‬

‫‪ .1‬كل من حمل الغير على تسليمه مال منقوال او غير منقول او اسنادا تتضمن تعهدا او ابراء فاستولى عليها احتياال ‪.‬‬

‫أ ‪ .‬باســتعمال طــرق احتياليــة من شــانها ایهــام المجــني عليــه بوجــود مشــروع كــاذب او حــادث او امــر ال حقيقــة لــه او احــداث‬

‫االمــل عنــد المجــني عليــه بحصــول ربح وهمي او بتســديد المبلــغ الــذي اخــذ بطريــق االحتيــال او االيهــام بوجــود ســند دين غــير‬

‫صحيح او سند مخالصة مزور‬

‫ب ‪ .‬بالتصرف في مال منقول او غیر منقول وهو يعلم انه ليس له صفة للتصرف به ‪.‬‬

‫ج ‪ .‬باتخـاذ اسـم کـاذب او صـفة غـير صـحيحة ‪ .‬عـوقب بـالحبس من سـتة اشـهر الى ثالث سـنوات وبالغرامـة من مـائتي دينـار‬

‫الى خمسمائة دينار ‪.‬‬

‫المادة ‪: 407‬‬

‫‪ .1‬كل من يقدم على ارتكاب سرقة من غير السرقات المبينةـ في هذا الفصل كالتي تقع على صورة االخذ او النشــل ‪ ،‬يعــاقب‬

‫بالحبس من ستة أشهر الى سنتين ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .2‬اذا وقعت الســرقة على قطــع مركبــة او مكوناتهــا او لوازمهــا أو على حقيبــة في حــوزة انســان أو قطعــة حلي أو أي قطعــة‬

‫أخرى ذات قيمة مادية يحملها إنسان فال يجوز النزول بعقوبة الحبس عن أربعة أشهر عند استعمال األسباب المخففة ‪.‬‬

‫الحكم رقم ‪ 1629‬لسنة ‪ - 2018‬بداية جزاء ‪ -‬جنایات ( جنايات صغری ) عمان‬

‫التهمة‪ ،‬جناية التدخل بالحصول قصدا دون تصريح عن طريق نظام معلومات على بيانات ومعلومات تتعلق ببطاقة االئتمــان‬

‫وفقا األحكام المادة ‪ 7‬من قانون الجرائم االلكترونية وبداللة المادة ‪ 6‬ان ذات القانون والمادة ‪ 80/2‬من قانون العقوبات ‪.‬‬

‫وبتطبيق القانون على وقائع الدعوى ‪ ،‬آن اقدام المتهم س والمحكوم عليه ص باسـتخدام بطاقـة مـزورة ماسـتر كـارد منسـوبة‬

‫االحـــد العمالء في بن ــك قط ــر الوط ــني وذل ــك بتمريره ــا على جه ــاز نقط ــة ال ــبيع في مح ــل المج ــوهرات العائ ــد للمتهم محم ــود‬

‫مناص ــرة وتمت العملي ــة ب ــدون ادخ ــال ال ــرقم الس ــري للعمي ــل وقيم ــة ه ــذه العملي ــة ك ــانت ‪ 3600‬دين ــار وك ــذلك اق ــدام المتهم س‬

‫والمحكوم عليه ص مرة اخرى وبنفس االسلوب باستخدام البطاقة بنفس المحل بعملية مقدارها ‪ 1470‬دينار هـذه األفعـال انمـا‬

‫تشكل من جانبه كافة اركان وعناصر الجنايات والجنح المسندة اليه ‪.‬‬

‫لهذا وتأسيسا على ما تقدم تقرر المحكمة وعمال بأحكام المواد ‪ 236‬و ‪ 177‬من قـانون اصـول المحاكمـات الجزائيـة والمــواد‬

‫‪ 6‬و ‪ 7‬من قانون الجرائم االلكترونية ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬ادان ــة المتهم جه ــاد محم ــود بجنح ــة االحتي ــال وفق ــا ألحك ــام الم ــادة ‪ 417‬من ق ــانون العقوب ــات وبدالل ــة الم ــادة ‪ 15‬من ق ــانون‬

‫الجرائم االلكترونية مكرر ثالث مرات والحكم عليه بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامة مائة دينار والرسوم عن كــل‬

‫جرم آدینا به مكرر ثالث مرات ‪.‬‬

‫‪ .2‬دانــة المتهم بجنحــة الشـروع باالحتيــال وفقـا ألحكـام المـادة ‪ 417‬من قـانون العقوبـات وبداللـة المـادة ‪ 15‬من قـانون الجــرائم‬

‫االلكترونية والحكم على كل واحد منهما بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامـة مائـة دينـار والرسـوم عن كـل جـرم آدینـا‬

‫به مکرر ثالث مرات‬

‫‪ .3‬ادانــة المتهم جهــاد بجنحــة التــدخل باالحتيــال وفقــا األحكــام المــادتينـ ‪ 417‬و ‪ / 80‬ـ ‪ 2‬من قــانون العقوبــات والحكم عليــه‬

‫بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامة مائة دينار والرسوم عن كل جرم أدين به مکرر أربع مرات ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .4‬ادانة المتهم جهاد بجنحة التدخل في التزوير في اوراق خاصة وفقا المواد ‪ 260‬و ‪ 271‬و ‪ 2 / 80‬من قانون العقوبات‬

‫والحكم عليه بالحبس لمدة سنة واحدة والرسوم عن كل جرم أدين به مکرر مرتين ‪.‬‬

‫‪.5‬تجريم المتهم جهـاد بجنايـة التـدخل بالحصـول قصـدا دون تصـريح عن طريـق نظـام المعلومـات على بيانـات تتعلـق ببطاقـات‬

‫االئتمــان وفقــا األحكــام المــادة ‪ 7‬ويداللــة المــادة ‪ 6‬من قــانون الجــرائم االلكرونيــة والمــا دة ‪ 2/80‬من قــانون العقوبــات مكــررة‬

‫أربع مرات‪.‬‬

‫موقف المشرع الفلسطيني من الجريمة االلكترونية‬


‫أوالً‪ :‬مشروع قانون العقوبات الفلسطيني ‪:‬‬
‫لم يتضمن قانون العقوبات الحالي أية إشارة إلى جرائم الكمبيوتر واإلنترنت باعتبار أنها جرائم مستحدثة‪ ،‬وإ نما‬
‫جاءت نصوص قانون العقوبات لتعالج الجرائم بشكل تقليدي كجرائم النصب والسرقة وخيانة األمانة واإلتالف‬
‫وغيرها‪ ،‬هذه النصوص لم تعد كافية لمواجهة ظاهرة جرائم الكمبيوتر واإلنترنت لهذا كله شرع المشرع الجنائي‬
‫الفلسطيني بوضع سياسة جنائية متطورة تلبي احتياجات المجتمع الفلسطيني وتغطي العجز الجنائي في التشريعات‬
‫الجنائية الحالية فقامت السلطة التنفيذية ممثلة في ديوان الفتوى والتشريع بوزارة العدل بإعداد مشروع قانون‬
‫العقوبات الذي عالج فيه جرائم الحاسب اآللي بشكل يتماشى مع األحداث المتالحقة والسريعة لمواجهة هذا النوع‬
‫الجديد من صور اإلجرام‪.‬‬
‫كما بين مشروع قانون العقوبات جرائم الحاسب اآللي على النحو التالي‪:‬‬
‫قد نصت المادة ‪ 393‬على أن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬كل من اقتحم بطريق الغش نظاما لمعلومات حاسب آلي خاص بالغير أو بقي فيه يعاقب بالحبس مدة ال تزيد‬
‫على سنة وبغرامة ال تجاوز ألف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإ ذا نتج عن ذلك تعطيل تشغيل النظام أو محو المعلومات التي يحتوي عليها أو تعديلها تكون العقوبة الحبس‬
‫وغرامة ال تجاوز ثالثة آالف دينار أو إحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫كما أوضحت المادة ‪ 394‬من مشروع القانون جريمة إفساد أو عرقلة الحاسب اآللي فنصت على (كل من عرقل‬
‫أو أفسد عمدا تشغيل نظام حاسب إلى خاص بالغير أو أدخل أو عدل بطريق الغش معلومات تخالف المعلومات‬
‫التي تحتوي عليها يعاقب بالحبس وبغرامة ال تجاوز ثالثة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين)‪.‬‬
‫وكذلك جرم مشروع القانون وبشكل واضح جريمة التزوير واإلضرار بالغير فنص في المادة ‪ 395‬منه على (كل‬

‫‪14‬‬
‫من زور إضرارا بالغير وثائق حاسب آلي أو أستعمل وثائق مزورة مع علمه بتزويرها يعاقب بالحبس وبغرامة ال‬
‫تجاوز ثالثة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين)‪.‬‬
‫كما استطاع المشرع الجنائي الخروج عن النظام العقابي التقليدي وجرم جريمة السرقة بشكل يتماشى مع التطور‬
‫الهائل الذي لحق بالجريمة فنص في المادة ‪396‬منه على أن (كل من سرق معلومات من نظام حاسب آلي خاص‬
‫بالغير يعاقب بالحبس وبغرامة ال تجاوز ثالثة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬وكذلك يعاقب نفس العقوبة‬
‫كل من حصل على معلومات خاصة بالغير أثناء تسجيلها أو إرسالها بأية وسيلة من وسائل المعالجة المعلوماتية‬
‫التي من شأن إفشائها المساس بسمعة صاحبها أو بحياته الشخصية مما يمكن اطالع الغير على تلك المعلومات‬
‫دون إذنه‪.‬‬
‫وأخيرا وضع المشرع الجنائي حكما بمعاملة الشروع بجرائم الحاسب اآللي بالعقوبة المقررة للجريمة التامة فنص‬
‫في المادة ‪ 397‬على ما يلي ( يعاقب على الشروع في الجرائم المنصوص عليها في هذا الفصل بذات العقوبة‬
‫المقررة للجريمة التامة)‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مشروع قانون اإلنترنت والمعلوماتية الفلسطيني‪:‬‬


‫انطالقا من الدور الرئيس الذي يقوم به ديوان الفتوى والتشريع بوزارة العدل في تجسيد الوجود الفلسطيني في‬
‫قضاء اإلنترنت والمعلوماتية والحاسب اآللي واللحاق بالتطورات الهائلة التي لحقت بالمجتمع الدولي ومواكبة‬
‫التقدم في هذا المجال من أجل حماية المجتمع الفلسطيني وصيانة حقوقه أفرادا ومؤسسات فقد شرع بالتعاون مع‬
‫وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات بإعداد مشروع قانون اإلنترنت والمعلوماتية والذي يتكون من ‪ 86‬مادة‬
‫عالج فيها الموضوعات ذات الصلة باإلنترنت والمعلوماتية ووضع أحكاما وقواعد وقام بتجريمها حماية لحقوق‬
‫األشخاص‪ ،‬كما حدد مهام مركز الحاسوب ودور الحاسوب الحكومي ودور وزارة االتصاالت وتكنولوجيا‬
‫المعلومات مع وزارة التربية والتعليم في وضع الخطط الالزمة لالستفادة من تقنية المعلومات واالتصاالت في‬
‫خدمة التعليم‪ ،‬كما حدد مشروع القانون عناصر البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ووضع المشروع أحكاما‬
‫لتنظيم اإلنترنت وتطبيقاته كما وضع مجموعة من اإلجراءات فيما يتعلق بمنح التراخيص واألذونات المتعلقة‬
‫بإنشاء أو تشغيل خدمات اإلنترنت والمعلوماتية عامة وخاصة‪ ،‬أما فيما يتعلق بأمن الشبكات والبيانات فقد منح‬
‫مشروع القانون وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات مع الجهات المختصة العمل على التكامل الواسع‬
‫والشامل بين المعلومات وأجهزة الحاسب اآللي وذلك لمواجهة مخاطر التعدي على الخصوصية والسرقة والتهديد‬
‫والجريمة وغيرها من مظاهر الهجمات عبر اإلنترنت‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وأخيرا وضع المشرع مجموعة من العقوبات على الجرائم التي تتعلق بالحاسب اآللي واإلنترنت الخ ‪...‬‬

‫‪ :‬وسائل سد الفراغ التشريعي في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية‬


‫وبعد أن انتهينا من بيان أوجه الفراغ التشريعي في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية ‪ ،‬يتعين علينا أن نرصد‬
‫وسائل سد الفراغ التشريعي ‪ ،‬إذ ال يكفي أن نحدد أبعاد المشكلة محل الدراسة ‪ ،‬وإ نما يتعين أن نبين كيفية حل‬
‫‪ .‬هذه المشكلة‬
‫‪ :‬وفي تصوري الحلول المقترحة يمكن أن تكون على النحو التالي‬
‫ضرورة التنسيق والتعاون الدولي قضائيا ً وإ جرائياً في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ض ــرورة تق ــنين قواع ــد جدي ــدة لمكافح ــة الج ــرائم المعلوماتي ــة ؛ تأخ ــذ بعين االعتب ــار الطبيع ــة الخاص ــة له ــذه‬ ‫‪.2‬‬
‫الجرائم والسيما فيما يتعلق باإلثبات في الدعاوي الناشئة عن هذه الجرائم ‪.‬‬
‫ضرورة تخصيص شرطة خاصة لمكافحة الجرائم ؛ وذلك من رجال الشرطة المدربين على كيفية التعامــل‬ ‫‪.3‬‬
‫مع أجهزة الحاسوب واالنترنت ‪.‬‬
‫يتعين تدريب وتحديث رجال االدعاء العام أو النيابة العامة والقضاء بشـأن التعامـل مــع أجهـزة الحاســوب و‬ ‫‪.4‬‬
‫االنترنت ‪.‬‬
‫يلزم تعديل قـوانين ونظم االجـراءات الجزائيـة (الجنائيـة )؛ بالقـدر الـذي يسـمح ببيـان األحكـام الالزم إتباعهـا‬ ‫‪.5‬‬
‫حــال التفــتيش على الحاســبات وعنــد ضــبط المعلومــات الــتي تحتويهــا وضــبط البريــد اإللكــتروني حــتى يســتمد‬
‫الدليل مشروعيته ‪.‬‬
‫يتعين اعتبار نشر وطباعة الصور الجنسية عن طريق االنترنت مما يدخل ضمن زمرة جرائم اآلداب ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ضــرورة النص صــراحة في القــوانين المنظمــة لإلثبــات الجنــائي والمــدني بمــا يســمح للقاضــي بــأن يســتند إلى‬ ‫‪.7‬‬
‫األدلـ ــة المسـ ــتخرجة من الحاسـ ــب اآللي واالنـ ــترنت في اإلثبـ ــات ؛ طالمـ ــا أن ضـ ــبط هـ ــذه األدلـ ــة جـ ــاء وليـ ــدة‬
‫اجـ ــراءات مشـ ــروعة ‪ ،‬على أن تتم مناقشـ ــة هـ ــذه األدلـ ــة بالمحكمـ ــة وبحضـ ــور الخبـ ــير ؛ وبمـ ــا يحقـ ــق مبـ ــدأ‬
‫المواجهة بين الخصوم ‪.‬‬
‫يتعين النص صــراحة على تجــريم الــدخول غــير المصــرح بــه على البريــد االلكــتروني إلتالف محتوياتــه أو‬ ‫‪.8‬‬
‫إرسال صور إباحية أو تغيير محتواه أو إعاقة الرسائل أو تحويرها عبر االنترنت‪.‬‬
‫ضرورة سن التشريعات لمكافحة جرائم االنترنت ‪ ،‬وذلك بإدخال كافة صور السلوك الضار والخطــر على‬ ‫‪.9‬‬
‫المجتمع التي يستخدم فيها انترنت ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ضرورة نشر الـوعي بين صـفوف المواطـنين وال سـيما الشـباب بمخـاطر التعامـل مـع المواقـع السـيئة على‬ ‫‪.10‬‬
‫شبكة االنترنت ؛ مـع ضـرورة نشـر الـوعي المجتمعي بالمخـاطر النفســية واالجتماعيــة وغيرهـا الناجمـة عن‬
‫االستخدامات غير اآلمنة لالنترنت‪.‬‬
‫يتعين إدخال مادة " أخالقيات استخدام االنترنت " ضمن المناهج الدراسية في التعليم ما قبل الجامعي (‪.)1‬‬ ‫‪.11‬‬
‫إنشـاء قسـم جديـد بكليـات الحقـوق بالجماعـات العربيـة لدراسـة الحمايـة اللقانونيـة للمعلوماتيـة أو تحت مسـمى‬ ‫‪.12‬‬
‫أخر قانون المعلوماتية واالنترنت (‪.)2‬‬

‫طائفة جرائم االحتيال والسرقة‪:‬‬


‫جريمة االحتيال‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تنص املادة ‪ 417‬من ق انون العقوب ات االردين رقم (‪ )16‬لس نة ‪ 1960‬على أن ه " ك ل من محل الغ ري على تس ليمه‬
‫ماالً منقوالً أو غري منقول أو أسناداً تتضمن تعهداً أو إبراء فاستوىل عليها احتياالً‪ :‬باستعمال طرق احتيالية من شأهنا إيهام‬
‫اجملين عليه بوجود مشروع كاذب أو حادث أو أمر ال حقيقة له أو إحداث األمل عند اجملين عليه حبصول ربح ومهي أو‬
‫بتسديد املبلغ الذي أخذ بطريق االحتيال أو اإليهام بوجود سند دين غري صحيح أو سند خمالصة مزور‪ ،‬أو بالتصرف يف‬
‫مال منقول أو غري منقول وهو يعلم أن ليس له صفة للتصرف به‪ ،‬أو باختاذ اسم كاذب أو صفة غري صحيحة‪ ،‬عوقب‬
‫باحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبالغرامة من مخسة دنانري إىل مخسني ديناراً "‪.‬‬
‫تش تبه جرمية االحتي ال االلك رتوين جرمية االحتي ال العادي ة‪ ،‬فكالمها يقوم ان على وس ائل الغش واخلداع‪ ،‬وكالمها من‬
‫جرائم االموال هدف اجلاين فيها االستيالء على أموال غريه لتملكه‪ .‬هلذا فكثري من الدول مل تشرع نصوص اً قانونية جترم‬
‫وتعاقب مرتكيب جرمية االحتيال االلكرتوين الن القضاء اجلزائي يف هذه الدول وسع من تفسريه للنصوص القانونية اخلاصة‬
‫جبرمية االحتي ال العادي ة وجعله ا متت د لتش مل ه ذه اجلرمية‪ ،‬وه ذا م ا اخ ذت ب ه كاف ة ال دول االجنلوسكس ونية كربطاني ا‬
‫واسرتاليا وكندا كما ظهرت اتفاقات على املستوى االقليمي ملواجهة جرائم االنرتنت مثل االتفاقية االوروبية حول اجلرمية‬
‫االفرتاضية‪ ،‬والقانون العريب االسرتشادي جلرائم املعلومات على املستوى العريب‪.2‬‬
‫وم ع ذل ك ختتل ف جرمية االحتي ال االلك رتوين عن جرمية االحتي ال العادي ة ك ون أن األوىل تتم من خالل وس يلة‬
‫الكرتونية باستخدام سبكة االنرتنت‪ ،‬يف حني أن الثانية تكون وسيلة اخلداع فيها بأي طريقة من شأهنا إيهام الغري وخداعه‪،‬‬
‫فجرمية االحتي ال العادي ة أعم وأوس ع من جرمية االحتي ال االلك رتوين‪ .‬مث أن حمل جرمية االحتي ال العادي ة ه و املال املنق ول‬
‫بينما حمل جرمية االحتيال االلكرتوين يشمل املنافع واخلدمات‪ .‬وتقع جرمية االحتيال العادية مباشرة بني اجلاين واجملين عليه‬

‫‪ 2‬الفيل ‪،‬علي عدنان ‪ ،‬اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬مت االقتباس عن املوقع االلكرتوين ستار تاميز‪ ،‬شؤون قانونية‪http://www.startimes.com/? ،1/2/2011 ،‬‬
‫‪t=27016443‬‬

‫‪17‬‬
‫بينما يف جرمية االحتيال االلكرتوين تقع اجلرمية بني اشخاص متواجدين يف مناطق متباعدة ويف دول خمتلفة قامسهم املشرتك‬
‫‪3‬‬
‫استخدامهم لرسائل الربيد االلكرتوين عرب شبكة االنرتنت‪.‬‬
‫على ض وء م ا تق دم وعلى ال رغم من وج ود ف وارق بني جرمية االحتي ال التقليدي ة وف ق مفهومه ا ال وارد يف ق انون‬
‫العقوب ات وبني اجلرمية االلكرتوني ة‪ ،‬إال أن ه ذه الف وارق تنحص ر يف األس لوب اإلج رامي فق ط‪ ،‬فب دال من أن ك انت تتم‬
‫اجلرمية بطريقة تقليدية أصبحت اليوم يف ظل التطور التكنلوجي تأخذ أسلوبا آخر‪ ،‬إال أن ذلك ال مينع تطبيق نص املادة‬
‫‪ 417‬من قانون العقوبات للتصدي جلرائم االحتيال اليت تتم من خالل شبكات االنرتنت بالوسائل االلكرتونية‪.‬‬
‫جريمة السرقة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عرفت املادة ‪ 399‬من قانون العقوبات رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 1960‬جرمية السرقة بأهنا ( هي أخذ مال الغري املنقول دون‬
‫رضاه‪ ،‬وتعين عبارة (أخذ املال) إزالة تصرف املالك فيه برفعه من مكانه ونقله وإذا كان متص الً بغري منقول فبفصله عنه‬
‫فصالً تاماً ونقله‪ ،‬وتشمل لفظة (مال) القوى احملرزة‪.‬‬
‫واآلن ويف الفضاء االلكرتوين فإن عملية السرقة االلكرتونية كاالستيالء على ماكينات الصرف اآليل والبنوك ‪،‬وفيها يتم‬
‫نسخ البيانات اإللكرتونية لبطاقة الصراف اآليل ومن مث استخدامها لصرف أموال من حساب الضحية أو إنشاء صفحة‬
‫ان رتنت مماثل ة ج دا ملوق ع أح د البن وك الك ربى أو املؤسس ات املالي ة الضخمة ‪  ‬لتطلب من العمي ل إدخ ال بيانات ه أو حتديث‬
‫معلومات ه بقص د على احلص ول بيانات ه املص رفية وس رقته‪ ،‬وب ذلك أص بحت البن وك واملص ارف هي ه دف حملرتيف األجه زة‬
‫االلكرتوني ة ال ذين يتالعب ون يف كش وف حس ابات العمالء ونق ل األرص دة من حس اب آلخ ر‪ ،‬وق د تك ون بص ورة ثاني ة‬
‫كإضافة بضعة أرقام أو أصفار إىل رقم ما يف هذا احلساب‪.4‬‬
‫والسؤال الذي يطرح يف هذا اجلانب‪ ،‬فيما لو عرضت قضية سرقة عرب الوسائل االلكرتونية فما هو التكييف القانوين‬
‫السليم هلذه القضية؟‪.‬‬
‫ابتداءا نستطيع أن نقول ووفق املادة ‪ 399‬من قانون العقوبات املطبق أن عمليات السرقة اليت تتم عرب شبكة االنرتنت‬
‫تدخل يف مفهوم جرمية السرقة وفق املفهوم املتقدم هلا‪ ،‬ولكن ما هو نوع السرقة؟‪.‬‬
‫لألسف ال تسعفنا نصوص قانون العقوبات على تكييف نوع هذه التهمة‪ ،‬ذلك أن نصوص قانون العقوبات صنفت‬
‫أنواع السرقة اليت تتم بالطرق العادية ووصفتها وشددت عقوبة بعضها ما بني جنح بسيطة كتلك اليت تتم باألخذ والنشل‬
‫حسب نص املادة ‪ 407‬من القانون املذكور‪ ،‬وجنح مشددة كتلك اليت نصت عليها املادة ‪ ،406‬وجنايات بسيطة كتلك‬
‫اليت تتم بالكسر واخللع حسب نص املادة ‪ ،404‬وجنايات مشددة كتلك اليت تتم بالسطو وفق املواد ‪، 402 ، 401‬‬
‫‪.) 403‬‬
‫هلذا جند أن كاف ة ال دعاوى املنظ ورة أم ام احملاكم الفلس طينية ح ول الس رقات ال يت تتم من حس ابات األش خاص ع رب‬
‫‪ 3‬الفيل ‪،‬علي عدنان ‪ ،‬اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬ستار تاميز‪ ،‬شؤون قانونية‪ ،‬مصدر سبق ذكره ص ‪2‬‬
‫‪ 4‬مديرية تكنلوجية املعلومات‪ ،‬قسم نظم املعلومة‪ ،‬شعبة أمنية املعلومات‪ http://www.ictmoi.com/elibrary/crime.pdf ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪18‬‬
‫االنرتنت يتم تكييفها تارة بتهمة السرقة خالفا للمادة ‪ 407‬على اعتبار أن مفهوم األخذ ينطبق على السرقة االلكرتونية‬
‫وهنا جند أن عقوبة هذه اجلرمية هي األخف من بني جرائم السرقات‪ ،‬وأحيانا يتم تكييفها على جرمية االحتيال على اعتبار‬
‫أن ما حصل هو خداع أوقع اجملين عليه على تسليم أمواله‪.‬‬
‫الخاتمة والتوصيات‪:‬‬
‫بعد أن انتهينا من إعداد هذا البحث توصلنا إىل وجود مشكلة حقيقية يف وقوع اجلرمية االلكرتونية يف فلسطني‪،‬‬
‫ذل ك أن ق انون العقوب ات ال يغطي كاف ة اجلرائم االلكرتوني ة احلديث ة واملتوق ع وقوعه ا يف أي حلظ ة‪ ،‬فعلى ال رغم من‬
‫وج ود بعض اجلرائم التقليدي ة اجملرم ة يف ق انون العقوب ات األردين رقم ‪ 16‬لس نة ‪ 1960‬إال أن العقوب ات املفروض ة‬
‫عليها ال حتقق الردع العام هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدنا أن كثري من اجلرائم ال يغطيها قانون العقوبات مثل‬
‫جرائم السرقات واملقامرة واالرهاب االلكرتوين‪ ،‬مما يعين وجود ثغرة تشريعية ال بد من تالفيها‪.‬‬
‫وك ذلك األم ر فيم ا يتعل ق يف الق وانني اخلاص ة فهي األخ رى على ال رغم من حبثن ا فيه ا ووج ود بعض النص وص‬
‫التشريعية املتفرقة فيها إال أهنا ال تغطي كافة اجلرائم االلكرتونية املتصور حدوثها‪.‬‬
‫وبعد البحث يف اجلانب اإلجرائي للجرمية االلكرتونية من حيث التحقيق ومسرح اجلرمية فيها والتفتيش والضبط‬
‫وجدنا أن هذا النوع من اجلرائم حيتاج رجال حتقيق مدربون وأصحاب خربة واختص اص يف األجهزة االلكرتونية‪،‬‬
‫فهي ختتلف كل االختالف من حيث التحقيق عن اجلرائم التقليدية‪.‬‬
‫ووجدنا أيضا بأن هناك صعوبات قد تواجه احملقق أثناء عمله نظرا ملا يفرضه قانون اإلجراءات اجلزائية عليه من‬
‫قيود وضعت على مرتكيب اجلرائم التقليدية واليت قد تعرقل عمل احملقق يف اجلرمية االلكرتونية‪ ،‬ال سيما يف إجراءات‬
‫التفتيش والضبط‪.‬‬
‫وعليه وللتغلب على هذه المشاكل فإننا نوصي بالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إقرار تشريع خاص باجلرائم االلكرتونية ينظم اجلرمية االلكرتونية من مجيع جوانبها املوضوعية واإلجرائية‪،‬‬
‫لكون اجلرمية االلكرتونية جرمية ذات طابع خاص هبا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تدريب احملققون يف اجلرائم االلكرتونية حىت يستطيعون التعامل مع تلك اجلرائم‪ ،‬ملا حتتاجه من خربة ومعرفة‬
‫حىت يتمكن من حيقق يف تلك اجلرمية الوصول إىل األدلة‬

‫‪19‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫الطائي‪ ،‬جعفر حسن جاسم‪ ،‬جرائم تكنلوجيا املعلومات‪ ،‬دار البداية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2007 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫رستم‪ ،‬هشام حممد فريد‪ ،‬قانون العقوبات وخماطر تقنية املعلومات‪ ،‬مكتبة اآلالت الكاتبة‪.1995 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ظ اهر‪ ،‬أمين ش رح ق انون اإلج راءات اجلزائي ة الفلس طيين‪ ،‬دراس ة مقارن ة م ع الق انونني املص ري واألردين وف ق‬ ‫‪‬‬
‫اجتهادات حمكمة النقض والتمييز‪ ،‬اجلزء األول‪ ،2011 ،‬ص ‪ 420‬وما بعدها ‪.‬‬
‫عياد‪ ، ،‬سامي علي حامد‪ ،‬اجلرمية املعلوماتية وإجرام اإلنرتنت‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪.2007 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫قشقوش‪ ،‬هدى حامد‪ ،‬جرائم احلاسب االلكرتوين يف التشريع املقارن‪ ،1992 ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املضحكي‪ ،‬حنان رحيان مبارك‪ ،‬اجلرائم املعلوماتية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬ط‪.2014 ،1‬‬ ‫‪‬‬
‫هروال‪ ،‬نبيلة هبة‪ ،‬اجلوانب االجرائية جلرائم االنرتنت‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬ ‫‪‬‬
‫عرب‪ ،‬يونس ‪،‬إجياز يف املفهوم والنطاق واخلصائص والصور‪ ‬والقواعد اإلجرائية للمالحقة واإلثبات‪ ،‬ورقة عمل‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة‪  ‬إاىل مؤمتر االمن العريب ‪ – 2002‬تنظيم املركز العريب للدراسات والبحوث اجلنائية ‪ -‬ابو ظيب ‪12-10‬‬
‫‪.2002 /2/‬‬

‫ثانيا‪ :‬القوانين‪:‬‬
‫قانون العقوبات االردين رقم (‪ )16‬لسنة ‪1960‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون االتصاالت السلكية واالسلكية رقم ‪ 3‬لسنة ‪.1996‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون األوراق املالية رقم ‪ 12‬لسنة ‪:2004‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون محاية املستهلك رقم ‪ 21‬لسنة ‪:2005‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون مكافحة املخدرات واملؤثرات العقلية رقم ‪ 18‬لسنة ‪:2015‬‬ ‫‪‬‬
‫قانون اإلجراءات اجلزائية رقم ‪ 3‬لسنة ‪.2001‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراجع االلكترونية‪:‬‬


‫حبث اجلرائم اإللكرتونية‪ ،‬حبث منشور على اإلنرتنت بتاريخ ‪،7/12/2012‬‬ ‫‪‬‬
‫‪http://droit.moontada.com/t622-topic‬‬

‫‪20‬‬
‫يف ظل غياب القوانني والتشريعات اليت حتاسب املتورطني فيها‪ ،‬اجلرمية االلكرتونية يف فلسطني مباحة" مقال‬ ‫‪‬‬
‫منشور على اإلنرتنت‪http://www.alqudsalraqmi.ps/atemplate.php?id=392 ،‬‬
‫الفيل ‪،‬علي عدنان ‪ ،‬اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬مت االقتباس عن املوقع االلكرتوين ستار تاميز‪ ،‬شؤون قانونية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪http://www.startimes.com/?t=27016443 ،1/2/2011‬‬
‫ات‪،‬‬ ‫ة املعلوم‬ ‫عبة أمني‬ ‫ة‪ ،‬ش‬ ‫مديري ة تكنلوجي ة املعلوم ات‪ ،‬قس م نظم املعلوم‬ ‫‪‬‬
‫‪.http://www.ictmoi.com/elibrary/crime.pdf‬‬
‫ظ اهرة اإلج رام اإللك رتوين وخمطره ا ‪،‬أكادمي ة ش رطة ديب ‪ ،‬مرك ز البح وث والدراس ات ت اريخ اإلنعق اد‪26 :‬‬ ‫‪‬‬
‫نيس ان ‪ 2003‬ت اريخ اإلنته اء‪ 28 :‬نيس ان ‪ 2003‬الدول ة ‪ :‬ديب ء االم ارات العربي ة املتح دة‪.‬‬
‫‪)http://www.th3professional.com/2010/11/blog-post_5845.html‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف البطاقة المصرفية‬

‫إن تعريف البطاقة المصرفية والبطاقات‪ B‬التي تتشابه بها يتخذ صعوبات ترجع إلى‪:‬‬

‫تعدد العالقات التي تنشأ عنها البطاقة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫البطاقة ذاتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الوظائف التي تقوم بها تلك البطاقات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫فهناك من عرفها بانها "بطاقات تصدر بواسطة مؤسسة مالية بإسم أحد األشخاص وتقوم تلك البطاقة‬
‫بوظيفتي الوفاء واالئتمان‪ ،‬أي أن حاملها يملك إمكانية تتابع سداد المبالغ التي استخدمها من االعتماد‬
‫المفتوح من جانب مصدر‪ B‬البطاقة"([‪.)]4‬‬

‫‪21‬‬
‫وقد عرفت بأنها‪" :‬بطاقة بالستيكية أو ورقية مصنوعة من مادة يصعب العبث بها‪ ،‬تصدرها جهة ما – بنك‬
‫أو شركة استثمار – يذكر فيها اسم العميل الصادرة لصالحه ورقم حسابه‪ ،‬حيث يملك حاملها تقديم تلك‬
‫البطاقة للتاجر لتسديد ثمن مشترياته‪ ،‬ويقوم التاجر بتحصيل تلك القيمة من الجهة المصدرة التي بدورها‬
‫تقوم بإستيفاء تلك المبالغ من الحامل"([‪.)]5‬‬

‫وهناك من يقيم التعريف على فكرة تفترض أن يكون هناك فاصل زمني بين تقديم اإلئتمان واسترداده‪،‬‬
‫فعرفها‪ B‬بأنها‪" :‬بطاقة تتضمن معلومات‪ B‬معينة من اسم حاملها ورقم‪ B‬حسابه‪ ،‬عن طريقها تقوم الجهة المصدرة‬
‫بتعجيل وفاء‪ B‬قيمة المشتريات للتاجر‪ ،‬على أن تستردها الحقا من الحامل على دفعات‪ ،‬مضافا لها عمولة أو‬
‫فائدة متفق عليها"([‪.)]6‬‬

‫ويالحظ على التعريفات‪ B‬المذكورة آنفا ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬تركز على البطاقة كونها وسيلة وفاء وائتمان تارة([‪ ،)]7‬وكونها وسيلة وفاء فقط تارة أخرى([‪)]8‬‬
‫دون تمييز بينهما‪ ،‬وهذا يعكس الخلط بين أنواع البطاقات‪.‬‬

‫‪ -2‬محاولة الجمع بين فكرتين هما‪ :‬البطاقة ذاتها والعالقات التي تنشأ البطاقة عن طريقها‪ .‬وأي من‬
‫الفكرتين هي وسيلة الوفاء واالئتمان؟ وحتى نستطيع أن نجيب عن هذا التساؤل ال بد لنا أوال من التمييز‬
‫بين بطاقة االئتمان وبطاقة الوفاء‪ ،‬حتى نتمكن من الوصول إلى الفصل بين ذات البطاقة والعالقات الناشئة‬
‫عنها‪ ،‬ومن ثم نصل إلى الطبيعة القانونية محل بحثنا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمييز بين البطاقات المصرفية‪،،،، B‬‬

‫‪22‬‬
‫أوجد التعامل التجاري عددا من البطاقات التي يبدو في شكلها الخارجي تشابه كبير‪ ،‬ولكن االختالف‬
‫يكمن في وظيفة كل منها‪ .‬فمن هذه البطاقات ما يعد وسيلة وفاء‪ B‬فقط‪ ،‬ومنها يجمع وسيلتي الوفاء‬
‫واالئتمان معا‪ ،‬ويترتب على هذا‪ ،‬اختالف التحليل القانوني لكل منها‪ ،‬وبالتالي فإن الطبيعة القانونية لكل‬
‫منها تقوم على فكرة تختلف عن األخرى‪.‬‬

‫فبطاقة الوفاء (‪ )Debit Card‬تقوم على فكرة قيام حاملها بوفاء ثمن السلع والخدمات‪ B‬التي يحصل‬
‫عليها‪ ،‬من بعض المحالت التجارية المعتمدة لدى الجهة المصدرة للبطاقة‪ .‬وتقوم هذه األخيرة بتحويل ثمن‬
‫البضائع تلك من حساب حامل البطاقة إلى حساب التاجر‪ ،‬مثل بطاقة السيفوي الصادرة عن بنك القاهرة‬
‫عمان‪.‬‬

‫أما بطاقة االئتمان (‪ )Credit Card‬فإن البنك المصدر يتعهد بالتسديد في مواجهة التاجر‪ ،‬كما أن‬
‫الحامل بموجب العقد المبرم بينه وبين البنك يقوم بتسديد المبلغ ضمن أجل ممنوح له قد يصل إلى ثالثين‬
‫يوما‪ ،‬وبنسب معينة إضافة إلى فائدة معينة‪ ،‬ويكون هناك مبلغ اعتماد لصالح الحامل يتم السحب على‬
‫أساسه‪ ،‬هذا االعتماد إما أن يكون مقصودا ومتفقا عليه‪ ،‬كما هو الحال في البطاقة المصرفية الدولية‪ ،‬أو أن‬
‫يكون اعتمادا عرضيا وقصير‪ B‬األجل([‪ )]9‬كما هو الحال في البطاقة المصرفية المحلية والماستر كارد‪.‬‬

‫وهناك بطاقة تسمى بطاقة الحساب (‪ )]10[()Charge Card‬تتيح لحاملها الشراء تتيح لحاملها‬
‫الشراء على الحساب وتسديد فواتيره من هذا الحساب بمجرد إرسال الفاتورة إلى المصرف‪،‬وال يتحمل‬
‫جراء ذلك أي فوائد‪ ،‬كما هو الحال بتسديد فواتير الهاتف وأقساط التأمين وفواتير الكهرباء‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وبطاقة الصراف اآللي التي تمكن حاملها من سحب مبالغ نقدية من حسابه بحد أقصى متفق عليه من خالل‬
‫أجهزة خاصة‪ ،‬وهي ال تقدم أي ائتمان للعميل‪ ،‬إنما هي أداة سحب المبالغ المودعة من قبله‪ ،‬وال يتم صرف‬
‫أي مبلغ عن طريقها في حالة عدم وجود رصيد للعميل‪ ،‬كما أن التاجرال يقبل هذه البطاقة لسداد قيمة‬
‫المشتريات حتى وان كان هناك رصيد للحامل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العالقات المنشئة للبطاقة‪،‬‬

‫تنشأ البطاقة المصرفية عن طريق العقد‪ ،‬الذي يتكامل في ثالثة عقود([‪ ،)]11‬يتمثل العقد األول بين حامل‬
‫البطاقة والبنك مصدرها‪ ،‬والعقد الثاني بين التاجر والبنك‪ ،‬وعقد ثالث بين الحامل والتاجر‪ .‬وسنعطي نبذة‬
‫موجزة عن كل عالقة من هذه العالقات بقدر تعلق األمر بموضوعنا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عالقة مصدر‪ B‬البطاقة وحاملها‪،‬‬

‫العقد بين المصدر‪ ،‬وهو عادة بنك‪ ،‬والحامل عقد ملزم للجانبين‪ ،‬لذا فهو يرتب التزامات متقابلة على كال‬
‫طرفيه تتلخص بما يأتي‪:‬‬

‫يلتزم البنك بجملة التزامات‪ ،‬أهمها االلتزام بالوفاء للتاجر بقيمة المشتريات التي ينفذها حامل البطاقة لديه‪،‬‬
‫ووفق هذا االلتزام ال بد من التمييز بين بطاقة الوفاء حيث يكون التزام البنك بالوفاء للتاجر في حدود‬
‫المبلغ المتفق عليه مع الحامل([‪ ،)]12‬واالعتماد المخصص لهذه البطاقة‪ ،‬وهو اعتماد متجدد وقصير‬
‫وغير مقصود‪ B‬لذاته بين البنك والحامل‪ .‬ويستطيع التاجر االطالع على رصيد الحامل من خالل آلة موجودة‬
‫لديه بمجرد أن يمرر البطاقة خاللها يظهر له الرصيد‪ .‬إذ إن الشريط الممغنط الموجود على البطاقة يتضمن‬

‫‪24‬‬
‫المعلومات التي تتعلق بالرصيد‪ ،‬ثم يقوم التاجر باالتصال إما عن طريق الهاتف أو بحاسوب مركزي لحجز‬
‫المبلغ لدى البنك‪ ،‬وال يكون للبنك ملزما بالدفع عما يتجاوز الرصيد‪.‬‬

‫وفي الواقع إن هذا األمر ينطبق على البطاقة المصرفية المحلية‪ ،‬حيث يكون االعتماد عرضيا يعتمد على‬
‫نوع الحساب الذي يتمتع به حامل البطاقة‪ ،‬كأن يكون حساب توفير أو حساب رواتب‪ ،‬مع وضع مبلغ‬
‫محدد كضمان احتياطي‪ ،‬فال يعد هذا المبلغ رصيدا للبطاقة‪ ،‬وإنما هو ضمان ألي إخالل يتعلق بالتزامات‬
‫الحامل‪.‬‬

‫أما البطاقة التي تتضمن ائتمانا إضافة إلى كونها وسيلة وفاء‪ ،‬فالبنك يلتزم بفتح اعتماد بمعناه الدقيق‬
‫لمصلحة الحامل‪ ،‬وتكون قيمته المبلغ المتفق عليه‪ ،‬إذ أن اصدار هذا النوع من البطاقات يتوافر لها أركان‬
‫العملية االئتمانية‪ ،‬وهذا يتمثل بالبطاقة المصرفية الدولية‪.‬‬

‫عرفت المادة الثالثة من القانون الفرنسي الخاص باألنشطة المصرفية والرقابة على المؤسسات‬
‫وقد ّ‬
‫االئتمانية – الصادرة في ‪ 24‬كانون الثاني ‪ – 1984‬االئتمان بأنه‪:‬‬

‫"كل عمل يقوم به شخص على سبيل الثقة بوضع أو الوعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر أو‬
‫يسلمها له مقابل الفائدة التي يستحقها الطرف األول‪ ،‬كما يشمل التعهد بالدفع عن طريق التوقيع على ورقة‬
‫تجارية بصفته ضامنا احتياطيا مثال أو كفيال مصرفيا‪ B‬أو ضامنا"‪.‬‬

‫يتضح من هذا التعريف أن المشرع الفرنسي شمل جميع وسائل الوفاء الحديثة التي تؤدي إلى نقل النقود‬
‫بطريقة مغناطيسية‪ ،‬كما هو الشأن في البطاقة المصرفية‪ ،‬عالوة على ذلك أخضع األشخاص الذين يصدرون‬
‫أو يضمنون وسائل الوفاء للرقابة لزيادة الثقة واالئتمان لدى الجمهور‪ ،‬وبهذا تكون البطاقة المصرفية سواء‬
‫المحلية منها والدولية وسيلة وفاء ائتمان وفقا للتشريع الفرنسي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العالقة بين البنك والتاجر‪،،،‬‬

‫العقد الذي يربط الطرفين ‪،‬عقد رضائي ملزم‪ B‬للجانبين‪ ،‬يتطلب تنفيذا متتابعا حيث يلتزم التاجر بقبول البطاقة‬
‫في الوفاء([‪ .)]13‬يقابل ذلك التزام البنك بسداد قيمة الفواتير التي يوقعها الحامل في حدود المبلغ المتفق‬
‫عليه‪ .‬ويتم ذلك وفق شروط معينة هي‪:‬‬

‫‪ -1‬استخدام األدوات التكنولوجية في تنفيذ نظام البطاقة مثل اآلالت التي يزودها([‪ )]14‬البنك للتاجر‬
‫والبطاقة ذاتها المعدة بشكل تتناسب مع تعامل تلك األجهزة‪.‬‬

‫‪ - 2‬عدم تجاوز التاجر للحدود المعينة لالعتماد الممنوح لحامل البطاقة‪ ،‬مع قيامه بكل اإلجراءات التي‬
‫من شأنها أن تجعل عملية الوفاء صحيحة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقة بين الحامل والتاجر‪،،،‬‬

‫هذه العالقة تنشأ عن عقد سواء أكان هذا العقد مسمى أو غير مسمى‪ ،‬فهو ينشأ عن التزامات مستقلة عن‬
‫العقد الذي يربط التاجر بالبنك‪ ،‬والعقد الذي يربط الحامل بالبنك ويتم وفاء االلتزامات الناشئة عنه عن‬
‫طريق البطاقة‪.‬‬

‫نعرف البطاقة المصرفية بأنها‪ :‬وسيلة تقنية للوفاء تتكامل مع الوسائل التقنية‬
‫من كل ما تقدم نستطيع أن ّ‬
‫األخرى الموجودة لدى التاجر والبنك وتقوم على عالقات قانونية يتناغم بعضها مع بعض تعمل بمجملها‬
‫وفق آلية معينة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التحليل الوصفي للعالقات‪ B‬القانونية‪،،،‬‬

‫اتجه جانب من الفقهاء‪ B‬إلى تغليب الطابع الوصفي([‪ )]15‬للعالقات القانونية للوصول إلى طبيعة قانونية‬
‫واحدة‪ ،‬ولم يقف األمر عند وصف العالقة بشكل كلي‪ ،‬إنما ذهبوا إلى وصف كل التزام من االلتزامات‬
‫التي تتضمنها العالقة‪ ،‬غير أننا نرى أن هذه الطريقة يمكن أن تعطي طبيعة قانونية متعددة لنظام البطاقة‬
‫المصرفية‪ ،‬ونحن نبحث عن قواعد موحدة تحكم النظام كله‪ .‬ولم يسعفنا القضاء في أحكامه‪ ،‬إذ لم تعرض‬
‫المنازعات التي تنشأ عن البطاقة على القضاء‪ ،‬حيث يكتفي األطراف في الغالب بتسويتها بينهم بعيدا عنه‪،‬‬
‫وربما يرجع سبب ذلك إلى عدم اإلخالل بالثقة التي ينبغي أن تتمتع بها هذه البطاقة‪ ،‬وسوف نعرض اآلراء‬
‫التي وردت بصدد البطاقة بإعتبارها وسيلة وفاء‪ .‬لذا سنتناول كون العالقات القانونية تقوم على أساس‪:‬‬

‫حوالة الدين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫الوكالة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اإلنابة في الوفاء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حوالة الدين‪،،،‬‬

‫حوالة الدين([‪ )]16‬هي نقل الدين والمطالبة من ذمة المدين إلى ذمة شخص آخر‪ ،‬بحيث يصبح هذا‬
‫الشخص ملزما بالوفاء بدال من المدين([‪ ،)]17‬وتكون الحوالة مقيدة أو مطلقة([‪.)]18B‬‬

‫والمقيدة منها هي التي تقيد بأدائها من الدين الذي للمحيل في ذمة المحال عليه([‪ .)]19‬وتنعقد حوالة‬
‫الدين إما بإتفاق المحيل (حامل البطاقة) والمحال عليه (البنك)([‪ ،)]20‬أو بإتفاق المحال له (التاجر)‬
‫والمحال عليه (البنك) دون تدخل من المحيل‪ ،‬وقد تبدو فكرة حوالة الدين مناسبة لتفسير نظام البطاقة‬

‫‪27‬‬
‫المصرفية للوهلة األولى‪ ،‬إذ يمكن تصور أن حامل البطاقة المدين‪ ،‬اتفق بموجب العقد مع البنك في الوفاء‬
‫للتاجر الدائن‪ ،‬وأن التاجر المحال له قبل ذلك بموجب عقده مع البنك‪ .‬كما يمكن أن تكون الحوالة من‬
‫التاجر الذي يتفق مع البنك على الوفاء من المدين ويكون المدين‪ ،‬وهو حامل البطاقة‪ ،‬ارتضى ذلك‬
‫بموجب العقد وإقراره بالتوقيع على الفواتير عند الشراء‪ .‬وسواء أكانت الحوالة صادرة من التاجر أم من‬
‫الحامل إلى البنك نجد أنها ال تصلح لتفسير البطاقة المصرفية‪ B‬لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬يجب أن تكون الحوالة منجزة غير معلقة‪ B‬إال على شرط مالئم أو متعارف‪ B‬عليه‪ ،‬وغير مضاف‪ B‬فيها العقد‬
‫إلى المستقبل‪ .‬وهذا أول ما تتعارض معه البطاقات‪ B‬المصرفية التي تتضمن تنفيذ كل المشتريات التي تقع في‬
‫المستقبل‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تكون الحوالة إرفاقا محضا فال يكون فيها جعل ألحد أطرافها بصورة مشروطة‪ B‬أو ملحوظة‪ ،‬وال‬
‫تتأثر الحوالة بالجعل الملحق بعد عقدها وال يستحق([‪.)]21‬‬

‫والمقصود بهذا الشرط هو أن الحوالة يجب أن ال تقترن بمنفعة‪ ،‬عمال بالقاعدة الفقهية‪" :‬كل قرض جر‬
‫نفعا فهو ربا"‪ ،‬وهذا األمر بطبيعة الحال يخرج عنه نظام البطاقة حيث يدفع الحامل اشتراكا سنويا للبنك‪،‬‬
‫ويدفع التاجر عمولة عن كل فاتورة ينفذها الحامل عبر هذا النظام للبنك‪.‬‬

‫‪ .1‬إن الشروط الواردة في المادة (‪ )1000‬وخاصة الفقرة ثانيا وثالثا اللتين نصتا على أال يكون األداء‬
‫فيها مؤجال إلى أجل مجهول وأال تكون مؤقتة بموعد‪ ،‬وهذا ما الينسجم مع نظام البطاقة التي تقترن بمدة‬
‫غير محددة في كثير من األحيان‪ ،‬فهي رهن مشيئة الحامل ورغبته‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .2‬للمحال عليه أن يتمسك قبل المحال له بكافة الدفوع المتعلقة‪ B‬بالدين التي كانت له في مواجهة‬
‫المحيل‪ ،‬وله أن يتمسك بكافة الدفوع التي للمحيل قبل المحال له([‪ .)]22‬هذا األمر تخرج عنه البطاقة‪،‬‬
‫ألن البنك يقوم بالوفاء دون أن يملك الدفوع التي للحامل في مواجهة التاجر‪.‬‬

‫حوالة الدين تؤدي إلى براءة ذمة المحيل تجاه المحال له ويصبح المحال عليه المدين الجديد‪ ،‬في‬ ‫‪.3‬‬
‫حين الوضع يختلف في نظام البطاقة‪ ،‬حيث ال تبرأ ذمة‪ B‬الحامل بمجرد توقيعه‪ B‬على فاتورة المشتريات ويعد‬
‫هذا التوقيع إقرارا بالدين فقط‪ ،‬وهذا حسب الرأي الغالب بالفقه([‪.)]23‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوكالة‪،،،‬‬

‫الوكالة عقد من العقود المسماة ترد على عمل‪ ،‬تناولها المشرع األردني بالتنظيم من‪(،‬م‪)867-833‬‬
‫وعرفها على أنها "عقد يقيم الموكل بمقتضاه شخصا آخر مقام نفسه في تصرف جائز معلوم"‪ .‬وبمقارنة‬
‫عقد الوكالة مع نظام البطاقة نجد‪:‬‬

‫أن عقد الوكالة عقد رضائي ويمكن أن يتخذ شكال معينا‪ ،‬وبهذا يتفق معه‪ B‬نظام البطاقة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ . 2‬األصل أنه عقد من عقود التبرع لكن يمكن أن يكون عقد معاوضة‪ ،‬إذا إشترط األجر صراحة أو ضمنا‪،‬‬
‫ويبدو أن البطاقة تتالءم مع هذا األمر أيضا حيث يتقاضى البنك اشتراكا سنويا من الحامل وعمولة من‬
‫التاجر‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ .3‬عقد الوكالة يرتب التزامات متقابلة سواء أكان بأجر أم لم يكن‪ ،‬فعلى الموكل رد النفقات وتعويض‬
‫األضرار الناشئة عن تنفيذ العقد للوكيل‪ ،‬ومصدر‪ B‬هذا االلتزام هو عقد الوكالة ذاته‪ ،‬غير أن االلتزامات‬
‫المتقابلة هنا ليس بالضرورة أن تكون متعاصرة([‪ )]24‬وقت إبرام العقد‪ .‬وهذا يدعم الوضع مع البطاقة إذ‬
‫إن الوفاء يتراخى إلى مدة متفق عليها من قبل الطرفين‪ ،‬وإن قام التاجر بحجز الرصيد فعملية التسوية تتم إما‬
‫بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة‪ ،‬من خالل القيد على الجانب المدين لحامل البطاقة‪.‬‬

‫يتميز عقد الوكالة بتغليب الطابع الشخصي‪ ،‬وهذا يتفق معه نظام البطاقة الذي يقوم على االعتبار‬ ‫‪.4‬‬
‫الشخصي‪.‬‬

‫‪ .5‬عقد الوكالة غير الزم‪ ،‬وهذا أيضا يتطابق معه النظام سواء تم الفسخ قبل إتمام التصرف أم قبل البدء‬
‫فيه‪ ،‬مع مالحظة وقت وسبب الفسخ‪ ،‬خاصة إذا كان الوكيل يقدم خدمة عامة منظمة بموجب قوانين‬
‫وأنظمة وتعليمات مثل البنك‪ ،‬إذ إن األوامر ال تتوقف على محض المشيئة‪.‬‬

‫‪ .6‬عقد الوكالة محله األصلي تصرف قانوني سواء أكان نيابة اتفاقية‪ ،‬أو وكالة بالعمولة‪ ،‬أو وكالة تجارية‬
‫تتم لمصلحة الموكل‪ .‬وهنا ال بد من التساؤل‪ :‬لمن يكون البنك وكيال؟ هل يكون وكيال للتاجر ليقوم‬
‫بتحصيل الديون من حملة البطاقات‪ ،‬أم وكيال عن حملة البطاقات للوفاء للتاجر؟‬

‫يذهب األستاذ (‪ )]25[()CHABRIER‬إلى تكييف العالقة بين البنك والتاجر على أنها وكالة‬
‫تحصيل‪ ،‬ويستند في دعم رأيه على‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫أسبقية العالقة بين البنك والتاجر‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫ب‌‪ -‬التزام التاجر بدفع عمولة للبنك‪.‬‬

‫ج‪ -‬ال يلتزم البنك بدفع أي مبلغ يتجاوز المتفق عليه‪.‬‬

‫إن تكييف العالقة بين التاجر والبنك على كونها عقد وكالة يمكن أن نوجه لها االنتقادات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫إنها تمثل تجاهال للعقد المبرم بين البنك والحامل‪ ،‬وإذا قلنا إن البنك في هذه الحالة سيكون وكيال عن كل‬
‫من التاجر وحامل البطاقة طبقا لنص المادة (‪ )115‬مدني أردني التي تنص على‪" :‬ال يجوز لشخص أن‬
‫يتعاقد مع نفسه بإسم من ينوب عنه سواء أكان التعاقد لحسابه هو أم لحساب شخص آخر دون ترخيص من‬
‫األصيل‪ ،‬على انه يجوز لألصيل في هذه الحالة أن يجيز التعاقد‪ "... B‬فإن هذه اإلجازة المنصوص عليها إذا‬
‫إعتبرناها تتمثل بالعالقة العقدية بين البنك والتاجر والبنك والحامل‪ ،‬تعترض بصعوبة أخرى هي‪:‬‬

‫أن التزام البنك هو التزام شخصي ومباشر بمقتضى العقد المبرم بينه وبين التاجر بالوفاء له بدين‬ ‫‌أ‪-‬‬
‫حامل البطاقة‪ ،‬وهذا االلتزام مستقل ومجرد عن عالقة التاجر بالحامل‪ ،‬فيكون للتاجر مدينان‪ :‬البنك‬
‫والحامل‪ ،‬وهذا ما ال نجده في عقد الوكالة حيث ال يكون للتاجر إال أن يطالب المدين (حامل البطاقة)‬
‫وليس له الرجوع على الوكيل (البنك) كون أثر العقد ينصرف إلى الموكل‪.‬‬

‫‌ب‪ -‬كما أن الوكالة تفرض على الوكيل أن يتمسك بمواجهة الدائن بما يملكه الموكل من دفوع إضافة‬
‫إلى حق الموكل بإصدار أمر للوكيل بعدم الوفاء‪ ،‬وهذا ما النجده تماما في نظام البطاقة‪ .‬لذا نجد أن هذا‬
‫الرأي قاصر‪ ،‬وال بد لنا من البحث عن رأي آخر‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اإلنابة في الوفاء‪،،،‬‬

‫هناك جانب آخر من الفقه([‪ )]26‬حاول تفسير العالقات بالرجوع إلى فكرة اإلنابة في الوفاء‪ ،‬وهو أن‬
‫ينيب المدين شخصا آخر هو المناب في وفاء الدين للدائن وهو المناب لديه‪ .‬وقبول المناب االلتزام بوفاء‬
‫الدين نيابة عن المنيب‪ ،‬يعد إلتزاما قائما وملزما له‪ ،‬بغض النظر عما إذا كان بينه (المناب) وبين المنيب‬
‫عالقة مديونية أم ال‪.‬‬

‫إن إلتزام المناب في الوفاء بالدين مجرد عن سببه‪ ،‬أي أنه مجرد عن العالقة التي تربط المناب بالمنيب‪،‬‬
‫ويترتب على ذلك أن الدين الذي في ذمة المناب للمنيب لو نقض ألي سبب فال تأثير لذلك على التزام‬
‫المناب اتجاه المناب لديه‪ ،‬واإلنابة في الوفاء قد تتضمن تجديدا بتغيير المدين وقد تنطوي على تجديد بتغير‬
‫الدائن([‪ .)]27‬وتسمى في كلتا الحالتين باإلنابة الكاملة‪ .‬ولكن قد ال تتضمن اإلنابة تجديدا بتغير المدين‪،‬‬
‫بل يبقى المنيب مدينا للمناب لديه إلى جانب المناب‪ ،‬ويصبح للمناب لديه مدينان بدال من مدين واحد‪،‬‬
‫وتسمى باإلنابة الناقصة‪ ،‬وهي األكثر شيوعا في العمل‪.‬‬

‫ولو قارنا فكرة اإلنابة في الوفاء مع نظام البطاقة المصرفية‪ B‬لوجدناهما ينسجمان في األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪ . 1‬للتاجر (وهو المناب لديه) الرجوع على الحامل (المنيب) أو البنك (المناب) وغالبا يرجع على البنك‬
‫بموجب العقد بينهما‪ .‬ويلتزم البنك بالوفاء في حدود المبلغ المسموح به في العقد‪ ،‬مع مالحظة أن مصدر‬
‫دين كل مدين مستقل عن اآلخر‪ ،‬فمصدر دين الحامل هو عقد البيع أو أي عقد آخر يربطه بالتاجر‪ ،‬ومصدر‬
‫دين البنك هو عقده مع التاجر‪ ،‬ويترتب على استقالل العقدين‪:‬‬

‫عدم وجود تضامن بين البنك والحامل‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬

‫‪32‬‬
‫ب‌‪ -‬ال يعد البنك كفيال([‪ )]28‬للحامل‪ ،‬ألن الكفالة تفترض وجود التزام قائم‪ ،‬ألنها تابع اللتزام أصلي‪.‬‬
‫كما ان في الكفالة يمكن الدفع بحق التجريد‪ ،‬في حين ال يستطيع البنك ذلك‪ ،‬ألن التزامه أصلي‪.‬‬
‫واالنسجام بين فكرة اإلنابة والبطاقة تبدو في توزيع العالقات من حيث التاجر يكون منابا لديه والحامل‬
‫منيبا والبنك المناب‪.‬‬

‫‪ . 2‬إن البطاقة تنسجم مع اإلنابة في أن البنك (المناب) ال يستطيع االحتجاج على المناب لديه (التاجر)‬
‫بالدفوع المستمدة من عالقته بالمنيب (الحامل)‪ .‬وإن كان للبنك أن يربط التزامه بالوفاء للتاجر على قيام‬
‫هذا األخير ببعض اإلجراءات‪ ،‬كأن يلزمه بالتأكد من شخصية الحامل‪ ،‬واالطالع على قائمة االعتراضات‬
‫الخاصة بالبطاقة المسروقة‪ B‬أو المفقودة‪ ،‬أو ضرورة عدم تجاوز التاجر للمسموح به (الرصيد)‪ .‬وإال فإن‬
‫البنك يستطيع أن يدفع في مواجهة التاجر باإلهمال في إتخاذ هذه اإلجراءات‪ ،‬وتحميله الخطأ الشخصي أو‬
‫خطأ تابعية‪.‬‬

‫غير اننا نرى أن هذه النظرية غير كافية في إظهار الطبيعة القانونية لهذا النظام لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‌أ‪ -‬إن التاجر ال يرجع على البنك بموجب اإلنابة لوجود العالقة العقدية بينه وبين البنك‪ ،‬التي بموجبها‬
‫يستطيع البنك إلزام التاجر باإلجراءات المذكورة آنفا‪.‬‬

‫‌ب‪ -‬إن المشرع لم ينص في القانون المدني األردني على النظرية العامة لإلنابة في الوفاء‪ ،‬بل استعاض عن‬
‫بعض احكامها بأحكام التجديد‪ ،‬مع مالحظة عدم نصه على فكرة التجديد بتغيير المدين كما هو الحال في‬
‫التشريع المقارن‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‌ج‪ -‬إن فكرة اإلنابة واألفكار السابقة لها قاصرة عن إعطاء تكييف قانوني للنظام بأكمله‪ ،‬ألنه حتى لو‬
‫وجدنا فكرة تفسر العالقات فإننا نكون قد أغفلنا البطاقة ذاتها والنظام التقني الذي ترتبط به‪ .‬ولذلك نقوم‬
‫بالتحليل الذاتي للبطاقة لعلنا نجد ضالتنا المنشودة‪.‬‬

‫الفصل الثاني التحليل الذاتي‬

‫ظهرت آراء تصف البطاقة ذاتها ككيان مادي‪ ،‬حيث يجد جانب من الفقه أن الحديث عن طبيعة البطاقة‬
‫المصرفية يقتصر على النظر لها دون العالقات الناشئة عنها‪ ،‬خاصة بغياب األحكام القانونية التي تحكمها([‬
‫‪ ،)]29‬للوصول إلى تطبيق أحكام نظام قانوني قائم عليها‪ .‬لذا إتجه فريق من الفقهاء إلى محاولة إخضاع‬
‫البطاقة إلى أحكام قانون الصرف كونها تقوم بدور الشيك‪ ،‬كأداة دفع نقدية([‪ ،)]30‬إن لم تكن عبارة عن‬
‫شيك يتم صرفه خالل ثوان‪ ،‬بينما يرى فريق ثان من الفقهاء بأن البطاقة ما هي إال إعتماد من االعتمادات‬
‫المصرفية أو عقد قرض([‪ .)]31‬وأخذ رأي ثالث بأن البطاقة المصرفية وسيلة دفع بديلة من ناحية النظر‬
‫إلى اهدافها وغاياتها‪ ،‬فهي يمكن أن تكون صورة أخرى من صور العملة‪ .‬ويرى جانب رابع أن البطاقة هي‬
‫ذات طبيعة مختلفة تمثل وسيلة وفاء عير تقليدية‪ .‬وإزاء هذا التعدد في اآلراء نجد من المفيد إجراء‬
‫مقارنات بين نظام البطاقة المصرفية وكل رأي من اآلراء المطروحة‪ ،‬حتى نصل إلى رأينا في الموضوع‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إخضاع نظام البطاقة المصرفية لقواعد قانون الصرف‬

‫يرى بعض الفقهاء أن البطاقة المصرفية ستحتل مع مرور الزمن دور الشيك كأداة وفاء‪ ،‬وينظر هؤالء‬
‫الفقهاء‪ B‬إلى الودائع المصرفية على أنها نقود‪ ،‬يتم نقل ملكيتها من شخص آلخر بواسطة الشيك‪ ،‬الذي هو‬

‫‪34‬‬
‫عبارة عن امر موجه من صاحب الوديعة إلى البنك كي يدفع ألمره أو لحامله أو ألمر شخص آخر مبلغا‬
‫معينا من النقود‪ .‬ويقوم التشابه بين البطاقة والشيك في كونهما‪:‬‬

‫وسيلة نقل مديونية من شخص آلخر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ال يتوافر لكليهما شرط القبول العام‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تفسيرا للطبيعة القانونية لنظام البطاقة المصرفية لالعتبارات اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬في الواقع يلتزم البنك (مصدر البطاقة) بصفة اصلية بالوفاء للتاجر عما نفذه حامل البطاقة من‬
‫مشتريات‪ ،‬في حين أن هذا االلتزام غير موجود في الشيك‪ ،‬الن المستفيد (الدائن) ال يرتبط بالبنك بعقد أو‬
‫أي عالقة قانونية أخرى‪ ،‬حيث يقوم البنك بالوفاء له بصفته وكيال عن المدين (ساحب الشيك)‪ ،‬فإذا لم‬
‫يكن للساحب رصيد كاف يحق للبنك عدم صرف الشيك‪.‬‬

‫‪ .2‬في الشيك يوجد طرفان‪ ،‬وهما المستفيد والمدين وهو الساحب‪ ،‬وينحصر دور المسحوب عليه‬
‫(البنك) في كونه وكيال عن المدين دون أن يكون ملتزما بالدفع عنه‪ .‬أما في حالة البطاقة المصرفية‪ B‬فتقوم‬
‫على ثالثة أطراف هي‪ :‬التاجر والحامل والبنك‪ .‬فمصدر‪ B‬البطاقة (البنك) يلتزم بالدفع للتاجر في الحدود‬
‫المتفق عليها‪ .‬وبهذا تصبح البطاقة أكثر ثقة وقبوال في الوفاء من الشيك‪.‬‬

‫‪ . 3‬قابلية الشيك للتظهير‪ ،‬بينما ال يمكن تداول البطاقة إال من خالل حاملها الشرعي وهي غير قابلة‬
‫لالنتقال للغير إال بموجب اتفاق وتحديده في العقد([‪.)]32‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ . 4‬البيانات الواردة في الشيك وبقية األوراق التجارية إلزامية‪ ،‬يجب أن يتضمنها السند حتى يكون ورقة‪B‬‬
‫تجارية خاضعة لقانون الصرف‪ ،‬في حين ال يوجد مثل تلك البيانات في البطاقة‪ .‬لذا نجد أن أحكام األوراق‬
‫التجارية (قانون الصرف) غير قادرة على إخضاع نظام البطاقة المصرفية‪ B‬لها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إخضاع نظام البطاقة المصرفية‪ B‬ألحكام االعتمادات المصرفية‬

‫يبرر جانب من الفقهاء([‪ )]33‬دراسة البطاقة المصرفية‪ B‬في باب االعتمادات المصرفية‪ .‬إذ إن البنك ال‬
‫يصدرها إال لعمالئه الذين يطمئن إليهم‪ ،‬كما أنه يضمنهم في حدود معينة أمام التجار الذين يتعامل معهم‬
‫هؤالء العمالء‪.‬‬

‫فحامل البطاقة يستخدمها في وفاء‪ B‬التزاماته مع التجار‪ ،‬ويتضمن هذا الوفاء ضمانا لهؤالء التجار‪ ،‬ويكون‬
‫لحامل البطاقة اعتماد لدى البنك (المصدر)‪ ،‬وال يلتزم الحامل بالدفع إال آخر كل شهر أو بالمواعيد‬
‫المحددة بالعقد وإلى أن يحل هذا الموعد يكون للحامل اعتماد قصير وغير مقصود‪ B‬لذاته‪ ،‬وهذا ما يبدو في‬
‫بطاقة فيزا المستعملة محليا‪ ،‬على أنه ال يمنع ان يكون هناك بطاقات ذات اعتماد حقيقي متفق عليه بين‬
‫الحامل والبنك وهذا ما تتضمنه البطاقة المصرفية‪ B‬الدولية‪.‬‬

‫تحدث هذا الرأي‪ ،‬إلخضاع نظام البطاقة المصرفية ألحكام االعتمادات المصرفية‪ ،‬عن آلية الوفاء من البنك‬
‫للتاجر نيابة عن الحامل‪ ،‬أما البطاقة ذاتها وعالقتها بالنظام االلكتروني وعالقة الحامل بالتاجر‪ ،‬فال يمكن‬
‫لكل ذلك أن يخضع لهذا النظام‪ ،‬وقيل إنه أحد صور االعتمادات المصرفية وهو القرض‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إخضاع نظام البطاقة المصرفي ألحكام عقد القرض التجاري‬

‫القرض عقد يتفق بمقتضاه البنك (المقرض) بأن يضع مبلغا من المال تحت تصرف المقترض وهو الحامل‪،‬‬
‫وللمقترض حرية استعمال المال في أي غرض يراه مناسبا إال إذا اتفق على خالف ذلك‪ ،‬وعندها يكون‬
‫للبنك أن يراقب كيفية استخدامه‪ ،‬وأي إخالل بالعقد قد يهدد قدرة المقترض في السداد‪ ،‬وعندئذ يكون‬
‫للبنك أن يطلب رده فورا وفسخ العقد‪.‬‬

‫وهذا األمر يخضع للقواعد العامة والخاصة للعقد في القانون المدني‪ .‬ولو طابقنا نظام البطاقة مع نظام‬
‫االعتماد بالقرض فإننا نجد‪:‬‬

‫‪ . 1‬أن االعتماد بالقرض ال يتجدد متى ما استنفذه المقترض‪ ،‬وال بد من عقد جديد عند تجديده في حين‬
‫حامل البطاقة ال يجدد اتفاقه مع البنك‪ ،‬بل العقد يمتد لمدة سنة يتجدد تلقائيا إذا لم يعترض عليه أي من‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫عقد القرض يقوم بين طرفين هما المقرض والمقترض‪ ،‬وهي عالقة ثنائية في حين تضم البطاقة ثالثة‬ ‫‪.2‬‬
‫أطراف‪.‬‬

‫‪ .3‬عقد القرض ال يقيم اعتبارا للعالقة التي تربط المقترض بالغير‪ ،‬فالبنك ليس له عالقة مباشرة بمن يتعامل‬
‫معه المقترض‪ ،‬في حين البطاقة تقيم عالقة مباشرة بين البنك والتاجر الذي يتعامل معه الحامل‪ .‬لذا فإن هذا‬
‫الرأي هو اآلخر قاصر عن تفسير الطبيعة القانونية لنظام البطاقة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬هل البطاقة المصرفية‪ B‬نقود إلكترونية أو بالستيكية؟‬

‫‪37‬‬
‫وضع االقتصاديون([‪ )]34‬شروطا ثالثة كي تؤدي النقود وظيفتها األساسية‪ ،‬وتتلخص تلك الشروط بما‬
‫ياتي‪:‬‬

‫القبول العام‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫قدرة المحاسبة الفورية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫قابلية التبادل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫فإذا ما توافرت تلك الشروط أصبح من المنطقي القول إن النقود تؤدي وظيفتها وفقا‪ B‬للنظام الخاص بها‪،‬‬
‫ولو قارنا نظام البطاقة المصرفية مع الشروط اآلنفة الذكر لوجدنا أن البطاقة المصرفية‪:‬‬

‫‪ .1‬تلقى قبوال عاما اختياريا‪ ،‬فقد اكتسبت صفة عالمية التداول‪ ،‬إذ توفر لحاملها خدمة مستمرة على مدار‬
‫الساعة عن طريق الصراف اآللي‪.‬‬

‫‪ .2‬تسمح بوجود قدر من الضمان‪ ،‬األمر الذي جعلها تشكل وسيلة وفاء فورية بالنسبة للتاجر‪ ،‬وهي بهذا‬
‫تحقق عنصر المحاسبة الفورية‪.‬‬

‫‪ . 3‬تحقق قدرة التبادل من حيث حصول الحامل على السلعة مقابل قبول التاجر البطاقة للوفاء‪ ،‬ويترتب‬
‫على الحامل ثمنا للسلعة التي حصل عليها‪.‬‬

‫وبذلك تكون البطاقة قد جمعت بين قابلية التبادل والقبول العام مع قدرة المحاسبة‪ ،‬وصارت تقوم بنفس‬
‫وظيفة النقود‪ ،‬ويستطرد هذا االتجاه الفقهي([‪ )]35‬قوله في أن البطاقة صارت بديال عن النقود‪ ،‬ال بل‬
‫تقوم مقامها‪ B‬في أحد شكلين‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫األول‪ :‬ال تعد البطاقة بحد ذاتها نقودا إنما ما يعد كذلك هو النبضات اإللكترونية‪ ،‬فهي تحوي على‬
‫معلومات‪ B‬إلكترونية تتكامل مع اآللة التي تقوم بتحويل إلكتروني‪ ،‬ليحصل الحامل إما على قيد في‬
‫السجالت كما هو الحال مع التاجر الذي يرسل معلومات البطاقة إلى البنك عبر اآللة لتقييدها على حساب‬
‫التاجر‪ ،‬أو يحصل على النقود من خالل هذا التحويل‪ ،‬لذا أطلق عليها أنها نقود إلكترونية من حيث النظر‬
‫لها بشكل كلي كبطاقة مع المنظومة التي تتعامل معها‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬البطاقة ذاتها كمادة تعد نقودا بالستيكية‪ ،‬تضاف إلى أنواع النقود المتداولة كالنقود الورقية‬
‫والمعدنية‪ .‬وهذا الرأي ال يمكن التعويل عليه للمبررات اآلتية‪:‬‬

‫‪ . 1‬للنقود نظام قانوني خاص بها‪ ،‬فهي تصدر بناء على قانون من جهة مختصة ومخولة بذلك‪ ،‬وفق شكلية‬
‫نص عليها القانون وتتمثل بصكوك محددة القيمة والشكل‪ ،‬وهذا ما ال تخضع له البطاقة‪.‬‬

‫‪ . 2‬تمنح البطاقة لألفراد بشكل يتفاوت االئتمان الممنوح لهم‪ ،‬مما يؤدي إلى تفاوت قيمة كل بطاقة‪ .‬في‬
‫حين النقود ال يتعامل بها األفراد وفقا الئتمانهم‪ ،‬كما أنها متساوية القيمة وحسب فئة اإلصدار‪.‬‬

‫‪ . 3‬القبول العام للنقود وتداولها بموجب القانون‪ ،‬في حين قبول البطاقة حسب إرادة كل شخص‪ ،‬فهو أمر‬
‫موقوف على محض إرادة األفراد وال يجبر القانون على التعامل بها‪ .‬أما من حيث تداولها فهي غير خاضعة‬
‫للتداول بطبيعتها([‪.)]36‬‬

‫‪ . 4‬األوراق النقدية ال تتعلق باالعتبار الشخصي‪ ،‬ال تختص بالحامل فهي ترتبط بحيازتها وتطبق عليه قاعدة‬
‫الحيازة في المنقول سند الملكية‪ ،‬في حين ال يمكن التصرف بالبطاقة إال من قبل حاملها‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫إن هذا االتجاه نظر إلى البطاقة والنظام اإللكتروني المرتبط بها إال أنه تغاضى‪ ،‬هو اآلخر‪ ،‬عن العالقات التي‬
‫ترتبط باستخدامها لذا يكون هذا االتجاه قاصرا عن التفسير‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬البطاقة وسيلة حديثة للوفاء ذات طبيعة خاصة‬

‫يجد أصحاب هذا الرأي([‪ )]37‬أن النظام مستحدث في البيئة التجارية نتيجة لحاجات عملية ولتحقيق‬
‫مصالح أطراف العالقات العقدية‪ ،‬حيث يهدف هذا النظام إلى‪:‬‬

‫أن يحصل الحامل على احتياجاته من السلع والخدمات‪ B‬بثمن مؤجل‪ ،‬يقوم بسداده الحقا على أقساط‬ ‫‪.1‬‬
‫مؤجلة‪.‬‬

‫أن التاجر يحصل على ثمن مبيعاته بصورة معجلة‪ B‬من جهة مليئة دون التعرض لخطر اإلعسار أو‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلفالس‪.‬‬

‫‪ .3‬أن البنك هو اآلخر يحقق مصلحته من خالل الفائدة التي يحصل عليها من الحامل والعمولة التي‬
‫يتقاضاها من التاجر‪ .‬ويؤكد هذا الرأي ضرورة النظر إلى البطاقة بصورة مستقلة‪ ،‬لتطبيق القواعد القانونية‬
‫التي من شانها أن تحافظ على األسس التي يقوم عليها النظام‪ ،‬هذه األسس مرجعها‪ B‬العالقات العقدية‬
‫المرتبطة بهذا النظام‪ ،‬وتتمثل هذه األسس بما يأتي‪:‬‬

‫العالقات القانونية الثالثية التي ترتبط بإستخدام البطاقة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫كون البطاقة وسيلة وفاء‪ B‬غير نقدية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪40‬‬
‫التزام البنك (المصدر للبطاقة) بشكل شخصي ومباشر من خالل الضمان الذي يقدمه وفي حدود‬ ‫‪.3‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫التزام البنك بالسداد للتاجر مرتبط بإتخاذ التاجر اإلجراءات الالزمة عند قبول البطاقة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫التزام التاجر بالرجوع إلى البنك (المصدر للبطاقة) ابتداء وقبل الرجوع إلى الحامل‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫إن الرأي المتقدم فيه إنصاف للبطاقة من حيث النظر إلى سماتها‪ ،‬ولكنه لم يحدد القواعد القانونية التي‬
‫يمكن أن تطبق عليها‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬رأينا بالموضوع‬

‫من خالل العرض السابق لآلراء التي قيلت بصدد التحليل الوصفي أو الذاتي للبطاقة‪ ،‬نجد أنها تقوم على‬
‫ثالثة عناصر ال يمكن الفصل بينها لتحديد الطبيعة القانونية لكل منها‪ .‬وال بد من أن نصل إلى قواعد تحكم‬
‫هذا النظام بمجموع عناصره‪ ،‬وهذه العناصر هي‪:‬‬

‫العالقات القانونية التي ترتبط بالبطاقة ارتباط السبب بالمسبب وال يمكن فصل أي منهما عن اآلخر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫البطاقة ذاتها بالشكل الذي أعدت من أجله لتتواءم مع النظام اإللكتروني الموجود لدى البنك‬ ‫‪.2‬‬
‫والتاجر‪.‬‬

‫النظام اإللكتروني‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪41‬‬
‫لذا نرى أن هذه العناصر التي تشكل بمجموعها نظام البطاقة المصرفية هي عملية مصرفية‪ ،‬ولو أردنا أن‬
‫نحدد معنى العمليات المصرفية لوجدنا أن هذه العبارة تستعصي على التحديد‪ ،‬فليس لها معيار فني‬
‫لتحديدها‪ ،‬إنما لجأت التشريعات المقارنة إلى تعدادها‪ ،‬وهذا التعداد قد يزيد أو ينقص منها‪ ،‬إال أنه متطور‬
‫حسب الزمان والمكان‪ ،‬والسبب يعود إلى نشاتها من العرف‪ .‬على أنه ال بد من المالحظة إلى أن هذه‬
‫العمليات ال تتجرد من وصفها هذا إذا قام شخص ليس له وصف مصرف‪ ،‬ولم يتكرر صدورها منه‪ .‬كما أن‬
‫العرف ال يعد المصدر الوحيد لها‪ ،‬إنما هناك عادات مصرفية وهي عبارة عن الحلول التي جرى بها التعامل‬
‫واستقر حتى ثبت في أذهان المتعاملين أنها ملزمة‪ ،‬ما داموا لم يستعبدوها‪.‬‬

‫وتستمد العادة المصرفية قوتها الملزمة من افتراض التراضي بين األطراف على تطبيقها‪ ،‬فيجوز لهم‬
‫استبعادها بنص صريح‪ ،‬فإن لم يفعلوا لزمهم حكمها‪ ،‬ألنها تعد ضمن تعاقدهم‪ ،‬وحتى تكون العادة ملزمة ال‬
‫بد أن تكون‪:‬‬

‫مستقرة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫متواترة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫عامة بين ذوي الشأن في التعامل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫لذا فال تلزم العادة أطراف العقد إال إذا كانت تنظم عالقتهم؛ ألن أساس اإللزام هو الرضا المهني بها من‬
‫قبلهم‪ ،‬وعليه يرفض القضاء النظر إلى مجرد أسلوب جرى عليه البنك في العمل طالما أن هذا األسلوب‬
‫يعبر عن إرادة البنك وحده([‪.)]38‬‬

‫‪42‬‬
‫فإذا أضفنا نظام البطاقة المصرفية إلى العمليات المصرفية األخرى‪ ،‬وأخضعناها لذات النظام القانوني نجدها‬
‫تتواءم معها‪ ،‬حيث إن المشرع األردني نص في الباب الخامس من قانون التجارة رقم ‪ 12‬لسنة ‪1966‬‬
‫النافذ وتحت عنوان الحساب الجاري على بعض أنواع العمليات المصرفية األخرى‪.‬‬

‫فقد خصص المادة (‪ )106‬إلى المادة (‪ )114‬للحساب الجاري وهو من أهم العمليات المصرفية‪ .‬وفي‬
‫المادة (‪ )115‬نص على وديعة‪ B‬النقود وفي (م‪ )116‬على وديعة األوراق المالية ليعالج في (م‪ )117‬القواعد‬
‫القانونية التي تسري على ايجارة الصناديق الحديدية‪ .‬وفي (م‪ )118‬االعتمادات‪ ،‬ليأتي في (م‪ )122‬يؤكد‬
‫بأن ما ذكر كان على سبيل المثال وليس الحصر‪ ،‬ويخضعها ألحكام القانون المدني المختصة بالعقود‬
‫المختلفة الناجمة عن العمليات المذكورة أو العقود التي تتصف بها هذه العمليات‪ .‬فعليه ال نجد ما يمنع أن‬
‫نعتبر نظام البطاقة المصرفية عملية مصرفية تخضع لذات النظام القانوني الذي تخضع له تلك العمليات‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫من كل ما تقدم يمكننا أن نركز في هذه الخاتمة‪ ،‬ودون تكرار‪ ،‬على النتائج التي عرضناها‪ ،‬وعلى أهم ما‬
‫توصلنا إليه من تصورات تترتب على الطبيعة القانونية لنظام البطاقة المصرفية‪ .‬ومن هذا المنطلق ال بد من‬
‫اإلشارة إلى‪:‬‬

‫‪ . 1‬أن هذا النظام وسيلة مستحدثة للوفاء‪ ،‬دون أن يتم الدفع نقدا للتجار‪ ،‬وبهذا يتفادى الحامل األخطار‬
‫التي يتعرض لها عند حمله النقود‪ .‬كما تجعل البطاقة في مأمن من رفض التاجر قبول هذه الوسيلة في‬
‫الوفاء‪ ،‬كما يحدث بالنسبة للشيك‪ ،‬إضافة إلى توفيره األمان للتجار‪ ،‬فهي تعد لهم وسيلة مضمونة للوفاء‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫وتحميهم من انخفاض القيمة الشرائية للنقود وتراكم األموال لديهم‪ ،‬عالوة على تخليصهم من أخطار‬
‫السرقة والضياع وزيادة عدد عمالئهم‪.‬‬

‫‪ .2‬يمكن لهذا النظام أن يقوم مقام النقود في الوفاء‪ ،‬فإذا كان الهدف من إيجاد وسائل وفاء هو الحد من‬
‫تداول النقود وانتقالها بما تتعرض له من أخطار السرقة والضياع‪ ،‬فقد أوجدت البيئة التجارية كثيرا من هذه‬
‫الوسائل التي استعملت في الوفاء بأثمان السلع الكبيرة مثل األوراق التجارية‪ ،‬وبالرغم من شيوع هذه‬
‫الوسائل التقليدية وقيامها‪ B‬بوظيفة الوفاء‪ ،‬إال أنها ظلت غير مقبولة للوفاء بقيمة المشتريات األساسية وخاصة‬
‫قيمة المواد الغذائية التي يحتاجها العميل‪ .‬فقد اعتاد التجار على قبول النقود في الوفاء دون سواها لهذه‬
‫المشتريات‪ .‬ولكن البطاقة المصرفية أصبحت تغطي هذا النقص‪ ،‬بل إنها أصبحت تنافس وسائل الوفاء‬
‫التقليدية في مجال تطبيقها نظرا لما تحققه من وسائل حماية أكثر مما يتوافر للوسائل التقليدية في الوفاء‪.‬‬

‫‌أ‪ -‬هذا النظام بمجموعه يعد وسيلة ضمان‪ ،‬حيث يضمن للتاجر وفاء كامال بقيمة المشتريات التي تعاقد‬
‫عليها الحامل في حدود الرصيد المتفق عليه من قبل البنك‪.‬‬

‫‌ب‪ -‬نظرا للتغيرات االجتماعية واالقتصادية‪ B‬ابتدع العرف التجاري هذا النظام ثم أخذته البنوك‪ ،‬لتتوسع به‬
‫لدرجة أنه أصبح عملية مصرفية‪ B‬تقدمها المصارف ضمن الخدمات المصرفية التي تضعها بين يدي الجمهور‪.‬‬

‫ج‪ -‬هذه العملية المصرفية‪ B‬نجد إمكانية إضافتها إلى العمليات المصرفية األخرى‪ ،‬ويحكمها كل من العقد‬
‫والعرف والعادة المصرفية‪ ،‬إضافة إلى األحكام القانونية التي أشار إليها المشرع في كل من قانون التجارة‬
‫والقانون المدني‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪ -‬لو أمعنا النظر في العالقات التي ترتبط بالبطاقة لوجدنا نوعا من التناغم واالنسجام بينها‪ .‬فالعقد المبرم‬
‫بين التاجر والبنك للحصول على البطاقة كونها وسيلة وفاء‪ ،‬وارتباطها بمجموعها بالنظام اإللكتروني‬
‫الموجود لدى التاجر و البنك‪ ،‬يجعل البطاقة تتألف معه‪ ،‬لتنفيذ ما ترتب من العالقات القانونية بطريقة‬
‫تقنية حديثة‪ ،‬بحيث يصبح لدينا النظام القانوني ذا صبغة تكنولوجية حديثة للوفاء‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪45‬‬

You might also like