Professional Documents
Culture Documents
سرقة البطاقات الائمانية
سرقة البطاقات الائمانية
سرقة البطاقات الائمانية
إشـ ـ ـ ــراف
،د .مهند أبو رجيلة
أعدت هذه الدراسة استكماال لمتطلبات مساق الجرائم االقتصادية
الفصل الصيفي
2020-2021
الفهرس
المقدمة..................................................................................................................أ
أهمية الدراسة
أدبيات الدراسة
أهداف الدراسة
نطاق الدراسةج
منهجية الدراسة
خطة الدراسة ........................................................................................................ح
1 المبحث االول :ما هية البطاقات االئتمانية
1 المطلب االول :مفهوم البطاقات االئتمانية وما هي أنواعها ووظائها المختلفة
12.. المطلب االول :الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين بشكل خاص وبعض الدول بشكل عام
المطلب الثالث :العقوبات المطلب الثاني :نصوص التشريعة المتعلقة بجريمة سرقة البطاقات االئتمانية 12..
15 التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني
الخاتمة19...............................................................................................................
غريزيــا .فداح ــة ج ــرائم الس ــرقة واالحتي ــال وظه ــر ال ــتزوير ، .كم ــا
ً ـدءا من فج ــر الت ــاريخ ،يتم اكتش ــاف الج ــرائم
الج ــرائم ،فب ـ ً
ظه ــرت طريق ــة التالعب ب ــأدوات االئتم ــان ،ومن أبرزه ــا بطاق ــة االئتم ــان الخاص ــة ببطاق ــة االئتم ــان ،وال ــتي تع ــد من أدوات
االئتمان الحديثة للخدمات المالية التي تم تطويرها على أساس التطور الهائل لعـالم االتصـاالت .قسـم نظـام البطاقـات االئتمانيـة
تم تط ــويره م ــع تط ــور التكنولوجي ــا االلكتروني ــة وتط ــور ماكين ــات الص ــراف اآللي للمع ــامالت المص ــرفية وأص ــبحت بطاق ــات
االئتمان اتجاهاً مهماً في جميع أنحاء العالم لما لها من مزايا عديدة لألفـراد والشـركات المختلفـة مثلهــا يشـكل بطاقــة محمولـة ،
أدى ذلك إلى اختالف تصـنيفات هـذه البطاقـات واختالف طبيعـة عملهـا ،فضـالً عن االختالفـات في نظـام البطاقـة .أصـبح هـذا
مهمــا للســلوكيات اإلجراميــة المتعلقــة باســتخدامه ،في بعض األحيــان يتم اســتخدامها بشــكل
النــوع من التوســع والتطــور الهائــل ً
غير قانوني ،أو قد يتعرض صاحب هذه البطاقـة للسـرقة واالحتيـال ،ثم يتم تزويـر هـذه البطاقـة من قبـل السـارق ويتم سـرقة
بياناتــه ومعلوماتــه الماليــة .يتعين على المشــرعين أن يســنوا عــدة قــوانين لتجــريم هــذه األفعــال ومعاقبــة الجنــاة لمواكبــة تطــور
الجرائم اإللكترونية المختلفة .وستتم مناقشة أبرز جوانب ما قاله المشرعون الفلسطينيون ،خاصة فيما يتعلـق بسـرقة بطاقـات
تتسم جرائم بطاقات االئتمان بطابع خاص وتحتوي على مفهوم جديد للجريمة ،األمر الذي يتطلب أســاليب جديــدة ومتطــورة
لمكافح ــة ج ــرائم بطاق ــات االئتم ــان ،وك ــذلك أس ــاليب البن ــك المرك ــزي والمؤسس ــات المص ــرفية المختلف ــة لحماي ــة ه ــذه البطاقــات
والبيانات ،باإلضافة إلى األساليب المحلية .وعلى المستويات الدولية تطوير تشـريعات عقابيـة واضـحة والتعـاون مـع الجهـات
وفي هذا البحث سأتناول -االحكام المتعلقة بسرقة البطاقات االئتمانيـة االلكترونيـة و أركانهـا وشـروطها ،والطبيعـة القانونيـة
سليمان الديراوي" ،العالقات االقتصادية الفلسطينية والعوامل المؤثرة في تطويرها في ظل المتغيرات االقليمية والدولية"( )2014مجلة جامعة 1
1
أهمية البحث
إن الثورة الضخمة التي جاءت بها االتصاالت والتكنولوجيـا ادت إلى نشـوء شـكل مسـتحدث من التعـامالت االقتصـادية ،سـواء
من خالل التجارة االلكترونية المنتشرة بشكل واسع في الفترة االخيرة ،أو من خالل إيجاد آليــات دفــع جديــدة ،وكـان من أبــرز
هذه االليات البطاقة االئتمانية حيث يستمد هذا البحث اهميته من االنتشار الواسع لبطاقات االئتمان في الفترة األخيرة وظهور
شركات متعددة ومتنوعة تقدم أنواع مختلفة من البطاقات حيث اصبح التعامل في هذه البطاقات أكثر من التعامل النقدي ،كمــا
أنه تكمن أهمية هذا البحث من كرة الجرائم والقضايا المرفوعة ضد جريمة سرقة هذه البطاقات حيث تعد من أخطر الجــرائم
ال ــتي تواج ــه األنظم ــة اإلقتص ــادية حيث أنه ــا تتض ــمن ع ــدة ج ــرائم تمس الكث ــير من الحق ــوق والمص ــالح األساس ــية ال ــتي ترتب ــط
باستعمال هذا النوع من البطاقات ،كما جذبت هذه الدراسة اهتمام الباحث عندما عرض موضـوع البحث أمـام البـاحث مـا دفـع
الباحث للتفكير والبحث عن التكييف القانوني للهذه الجريمة وكيف تتضمن هذه الجريمة إعتداءات كبيرة.
أدبيات الدراسة
مونية معروف ،جرائم بطاقات االئتمان االلكترونية(،رسالة ماجستير في قانون جنائي لالعمال ،جامعة العربي .1
تقدم الباحث في الدراسة للحديث عن جرائم الواقعة على بطاقات اإلئتمان االلكترونية ،وبيان أوجه إساءة إستخدامها سواء
من قبل حاملها أو الغير ،في إطار مطابقتها بالنصوص التقليدية،ـ لتقدير مدى كفايتها في توفير الحماية الجزائية لبطاقات
اإلئتمان اإللكترونية.
حيث قســم البــاحث دراســته إلى فصــلين ،تحــدث في الفصــل األول عن االحكــام العامــة للجــرائم الواقعــة علــة بطاقــات االئتمــان
اإللكترونيــة ،واعتم ـدـ البــاحث في منهجيتــه على لمنهج الوصــفي االســتقرائي في ســرد الجــانب النظــري حــول المفــاهيم واآلراء
خصوصــا مــا تعلــق ببطاقــة االئتمــان اإللكترونيــة و احكامهــا العامــة ،وعلى منهج التحليلي .كمــا اعتمــد البــاحث على أســلوب
المقارنة بين مختلف التشريعات الخاصـة لحمايـة بطاقـات اإلئتمـان اإللكترونيـة ،أمـا بالنسـبة للفصـل الثـاني فقـد تطـرق البـاحث
2
للح ــديث عن المس ــؤولية الجزائي ــة عن الج ــرائم الواقع ــة على بطاق ــات اإلئتم ــان االلكتروني ــة ،وختم الب ــاحث في فص ــله األخ ــير
مجموعــة من النتــائج والتوصــيات ،كــان من أهمها ضــرورة إفــراد قــانون خــاص بتنظيم التعامــل ببطاقــات اإلتمــان اإللكترونيــة
يعـالج مخاطرهـا ويحـرم اسـاءة إسـتخدامها ،أعمـاال لمبـدأ شـرعية الجـرائم والعقوبـات بحيث تجـاري التطـور التقـني و العلمي و
ردينا الرفاعي ،سرقة بطاقات االئتمان في الفقه اإلسالمي (االردن :المجلة االدرنية في الدر اسات االسالمية، .2
.)2015
تقدم الباحث في الدراسة للحديث عن سرقة بطاقات االئتمان في الفقه االسالمي ،وبيان التكييف الشرعي لهذه الجريمة ،وهل
تنطبق عليها أركان وشروط السرقة ،وبالتالي تستوجب الحد ،أم أنها من صور االحتيال فتستوجب التعزير .بحيث اهتمت
الشريعة االسالمية بالمحافظة على المال ،وذلك بتنميته ومنع االختالل عنه ،ومن تلك االحكام تحريم سرقة المال ،،ومع تقدم
العصر ظهرت صور جديدة للسرقة ،منها سرقة بطاقات االئتمان ،وسحب االموال من الصراف االلي بواسطتها ،أو
تطرق الباحث إلى ثالث مباحث ،تحدث في المبحث االول عن تعريف البطاقة االئتمانيــة و تعريـف السـرقة ،كمـا تحــدث عن
انواع البطاقة االئتمان االئتمانية ،و العقود الـتي تتضـمنها البطاقـات ،وصـور جـرائم سـرفة بطاقـات االئتمانيـة .واعتمـد البـاحث
في منهجيته على لمنهج الوصفي االسـتقرائي حيث قـام بتتبـعـ النصـوص المتعلقـة بالموضـوع من الناحيـة العليمـة ،ومن الناحيـة
الفقهيـــة ،وعلى المنهج التحليلي .كم ــا اعتم ــد الب ــاحث على منهج الت ــوثيقي .ام ــا بالنس ــبة للمبحث الث ــاني ،تح ــدث البـــاحث عن
أركان جريمة سرقة بطاقات االئتمان وشروطها .والمبحث الثالث تحدث فيه عن التكييف الشرعي لسرقة البطاقــات االئتمانيـةـ
وختم الباحث مجموعة من النتائج والتوصيات ،كان من أهمها ضرورة مراجعة التشريعات لسن القوانين الرادعة لهذه
3
إشكالية البحث واسئلته
إن انتشار استخدام بطاقات الدفع االلكـتروني والتجـارة االلكترونيـة في العـالم وعلى نظـاق واسـع وشـامل في مختلـف المجالت
ادى الى ظهــور نــوع جديــد من الجــرائم االلكترونيــة وهي الســرقة االلكترونيــة ،الــتي تقــع على بطاقــات االئتمــان .وعليــه فــإن
مشلكة الدراسة تتمحور حول جريمة سرقة بطاقات االلتكرونية.ومن هنا يسعى هذا البحث لإلجابة عن األسئلة التالية:
ما هي الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين بشكل خاص وبعض من الدول بشكل عام ؟ -
ما هي العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني ؟ -
أهداف البحث
التعرف على مفهوم البطاقات االئتمانية وما هي أنواعها ووظائها المختلفة. .1
التعرف على الطبيعة القانونية للبطقات االئتمانيةـ في فلسطين بشكل خاص وبعض الدول بشكل عام. .4
التعرف على نصوص التشريعية المتعلقة بجريمة سرقة البطاقات االئتمانية.ـ .5
التعرف على العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني. .6
ع ــرض الب ــاحث النت ــائج ال ــتي توص ــل إليه ــا ح ــتى تك ــون مرج ــع للق ــارئ ،مض ــيفاً إليه ــا جمل ــة من الحل ــول وتوص ــيات .7
4
نطاق الدراسة
يتحــددـ نطــاق الدراســة من حيث الموضوع :مــا هي البطاقــات االئتمانيــة،ـ والجريمــة ســرقة بطاقــات االئتمــان من حيث صــورها
واركانها والعقوبات والطبيعة القانونية وتعلميات سلطة النقد .أما من حيث المكان :فيضم البحث دولة فلسطين بصفة خاصة
،كما ستشمل أيضاً سلطة النقد الفلسطينية المتواجدة في مدينة رام اهلل ،إضافة إلى بنك القدس.
منهج الدراسة
ســيعتمد البــاحث في هــذه الدراســة على المنهج الوصــفي التحليلي ،الــذي يعتمــد على جمــع المعلومــات من الوثــائق والدراســات
واالبحاث و القوانين والنصوص التشريعية المتعلقة بجريمة سرقة البطلقـات االئمانيـة ،كمـا سـيقوم البـاحث بـاللجوء إلى وسـيلة
خطة الدراسة
سيتم تقسيم هذا البحث إلى مبحثين رئيسيين ،حيث سيتم الحديث بالمبحث األول عن مــا هيــة البطاقــات االئتمانيــة ،في المقابــل
سيتم تخصيص المبحث الثاني للحديث عن الطبيعة القانونية للبطاقات االئتمانية في فلسطين.
أمــا المبحث االول ،ســيقوم البــاحث بالحــديث عن مفهــوم البطاقــات االئتمانيــة ومــا هي أنواعهــا ووظائهــا المختلفــة .المطلب
األول ،وعن صــور ســرفة بطاقــات االئتمانيــة في المطلب الثاني ،وعن اركــان جريمــة ســرقة بطاقــات االئتمــان وشــروطها
أما في المبحث الثاني ،سـيتطرق البـاحث للحـديث عن الطبيعـة القانونيـة للبطاقـات االئتمانيـةـ في فلسـطين بشـكل خـاص وبعض
ال ـ ــدول بش ـ ــكل ع ـ ــام في المطلب األول ،وعن نص ـ ــوص التش ـ ــريعة المتعلق ـ ــة بجريم ـ ــة س ـ ــرقة البطاقـ ــات االئتماني ـ ــة في المطلب
الثاني ، .وعن العقوبات التي تردع جريمة سرقة البطاقة الئتمانية وفقاُ لقانون العقوبات الفلسطيني في المطلب الثالث.
5
المبحث األول :ماهية البطاقات االئتمانية
أوال :التعريف الشكلي لبطاقـات االئتمـان :تعـرف البطاقـة االئتمانيـةـ بأنهـا " :قطعـة من البالسـتيك ( اللـدائن ) بأبعـاد قياسـية
معينة مدون عليها بيانات مرئية ،وأخرى غـير مرئيـة ويقـترن إصـدار البطاقـة لحاملهـا بمنحـه رقم سـرية يعمـل حـال اسـتخدام
البطاقة في الوسط اإللكتروني ،والتوقيع عليها بتوقيعه ،وتصدر عن منظمات أو بنوك ذات ثقــة في تعــامالت حامــل البطاقــة
في شبكة التعامل بالبطاقة ،وبموجبها يمكن الشراء والدفع وسحب األموال والحصول على الخدمات " .
ثانيــا :التعريــف االصــطالحي لبطاقــات االئتمــان :عــرفت بأنهــا " :أداة مصــرفية للوفــاء بــااللتزام ،وهي مقبولــة الــدفع على
نطــاق واســع محليــا و دوليــة لــدى األفــراد والتجــار والبنــوك ،وتعــد بــديال للنقــود لــدفع قيمــة الســلع والخــدمات المقدمــة الحامــل
البطاقــة مقابــل توقيعــه للتــاجر على إيصــال بقيمــة التزامــه الناشــئ عن شــرائه الســلعة أو حصــوله على الخدمــة ،على أن يقــوم
التاجر بتحصيل قيمتها عن طريق البنك المصدر للبطاقة ،والذي صـرح لـه بقبـول البطاقـة كوسـيلة دفـع ،ويطلـق على عمليـة
التسوية بين البنوك واألطراف فيها ،اسم نظام الدفع اإللكتروني والذي تقوم بتغذيته الهيئات الدولية المصدرة للبطاقة.
ثالثا :التعريف القانوني لبطاقـات االئتمـان :عرفهـا البعض من الناحيــة القانونيـة بأنهـا :عقــد يتعهـدـ بمقتضـاه مصـدر البطاقـة
بفتح حســاب بمبلــغ معين لمصــلحة شــخص هــو حامــل البطاقــة يســتطيع بواســطتها الوفــاء بمشــترياته لــدى المحالت التجاريــة ،
وهذه األخيرة ترتبط مع مصدر البطاقة بعقد تتعهد بموجبه بقبولها الوفاء بمتطلبات حامل البطاقة الصادرة من الطرف األول
وقــد ورد تعريــف بطاقــات االئتمــان في نظــام القــروض المصــرفية والخــدمات األخــرى المقدمــة للعمالء األفــراد في المــادة 2
الصادر من المصرف المركزي بدولة اإلمارات العربية المتحـدة بانهـا :هي البطاقـات البالسـتيكية المرتبطـة بشـبكة إلكترونيـة
6
بها تفاصيل حامل البطاقة وحدوده االئتمانية ،وتدفع قيمة المشتريات والسحوبات النقدية المتعلقة ببطاقات االئتمـان نيابـة عنـه
من قبل البنك أو شركة التمويل المصدرة للبطاقة ،تم يسدد حامل البطاقة القيمة المسددة نيابة عنه في بدايــة الشــهر الــذي يلي
شهر هذه المعامالت أو تقسيط القيمة المسددة حسب االتفـاق مـع البنـك أو شـركة التمويـل المصـدرة للبطاقـة ،بعـد نهايـة الفـترة
طبقــا لنطـاق اســتخدامها أو لنظم تصــنيعها كمــا يلي :أوال :أنــواع بطاقــات االئتمــان تبعــا لنطـاق اســتخدامها :وتنقســم بطاقــات
تستخدم بطاقات االئتمـان االلكترونيـة االلكترونيــة جـرائم االعتــداء على االمـوال االلكترونيــة ،وهي االمــوال المتداولــة الكترونيـاً
سواء كان في إطار التجـارة االلكترونيـة ،أو غيرهـا مثـل عمليـات السـحب وااليـداع في أجهـزة الصـراف االلي .وهـذه االمـوال
مثلها مثل االموال المادية يمكن أن تكون محالً للسرقة والنصب وخيانة االمانة ،ولسرقة بطاقات االئتمان صــور متعــددة منهــا
االتي:
الصــورة االوى :أن تكــون الســرقة للبطاقــة نفســها دون اســتخدامها ،وهي صــورة نــادرة الحــدوث؛ إذ أن البطاقــة الممغنطــة ال
قيمــة ماليــة لهــا إن لم تســتخدم ،فســرقتها دون اســتعمالها ال تعتــبر ســرقة ،وإ ن تــوافرت لهــا شــروط الســرقة جميعهــا ،الفتقارهــا
لشرط النصاب ،ويعاقب األخذ في هذه الصورة عقوبة تعزيرية تقدر بقدرها ،وهذه الصورة ليست محور البحث .
7
الص ـ ــورة الثاني ـ ــة :أن تك ـ ــون الس ـ ــرقة بواسـ ــطة بطاق ـ ــات االئتم ـ ــان بع ـ ــد س ـ ــرقتها ،بـ ــأن يتم السـ ــحب والش ـ ــراء والثمن يقتطـ ــع
بواسطتها ،فالمال المدفوع ثمنا للسـلعة أخـذ من رصـيد صـاحب البطاقـة ،وهـو مـال متقـوم شـرعة ،مملـوك للغـير ،وهـو في
الوقت ذاته منقول إلكترونية ،وتعد البطاقة مما يحرز بواسـطته المـال ،وقـد تعـارف النــاس على ذلـك ،وهـو أخــذ للمـال على
وجه الخفية ؛ ألن البطاقة أخذت خفية ،أو استعمالها كان بغير إذن صاحبها ،والتاجر ال يعــرف أن مســتخدم بطاقــة االئتمــان
شخص آخر غير المالك الشرعي ؛ ألنه يتعامل مع بيانات إلكترونية ،ال تحمل صورة صاحب البطاقة ،أو بصمته .
الصورة الثالثة :السرقة بوضع كمرات صغيرة عنـد جهـاز الصـراف وتتم معرفـة الكثـير من أرقـام البطاقـات ومعرفـة األرقـام
السرية لها ،ثم طباعة بطاقات مماثلة ،وبأرقام مماثلة ثم وضع الرقم السري وسحب ما يريــدون من األمــوال المودعــة خفيــة
عن أص ــحابها ،وه ــذه الص ــورة تم ض ــبطها قب ــل ف ــترة وج ــيزة في األردن حيث ق ــام مجموع ــة من القراص ــنة بس ــرقة األم ــوال
الصــورة الرابعــة :أن يقــوم الجــاني بوضــع شــريط يتكفــل بمصــادرة بطاقــة الســحب اآللي ،فبعــد أن يــدخل الضــحية بطاقتــه
يمسكها هذا الشريط ليمنـع خروجهـا ،وبـذلك يكـون المجـرم اسـتولى على البطاقـة ،أمـا عن كيفيـة حصـوله على الـرقم السـري
فهي إمـا عن طريـق كـاميرا للمراقبـة ،أو طريـق تظـاهر المجـرم بأنـه قـادر على تقـديم المسـاعدة للضـحية الـذي بـات في حـيرة
من أمره ؛ لعدم قدرته على إخراج البطاقة فيأتي له بعد أن كان يراقبه من بعيدـ ،ويقـترح على الضـحية إدخـال الـرقم السـري
من جدي ــد لعلهــا تخــرج ،وال يعلم المســكين أن المجــرم يس ــجل الــرقم في ذاكرتــه ،ثم يصــاب صــاحب البطاقــة بالي ــأس فيتج ــه
بعدها للبنك لحل مشكلته تاركا وراءه المجرم ينعم بالسحب من حسابه كما يشاء.
السارق :وهو الشـخص الـذي قـام بفعـل السـرقة ،ويشـترط فيـه أن يكـون مكلفـة ،وأن يقصـد فعـل السـرقة ،وحيـازة -
المال المملوك للغير ،وأن يكون لديـه معرفــة في التعامــل مـع األجهــزة اإللكترونيـة ،وأجهـزة الصـراف اآللي ،وهـو
ما يعبر عنه بالركن األدبي أو المعنوي بأن يصدر الفعل عن إنسان مكلف كامل األهلية ؛ بحيث يكون مسؤوال عن
تصرفاته ،عالما باألجهزة اإللكترونية ،وبكيفية تشغيلها واالستفادة منها ،قاصدة تملك المال بطريق غير مشروع
8
المس ــروق :الشــيء ال ــذي وقــع علي ــه فع ــل الســرقة ،ويشــترط في ــه أن يك ــون مــاال متقــوم شــرعا ،بالغ ــة النصــاب ، -
محرزة ،وهو في سرقة بطاقات االئتمان تكون السرقة للمال المدخر في البنوك .
المســروق منــه :وهــو مالــك الشــيء المســروق ،ويشــترط فيــه أن يكــون معلومــة ،وأن يكــون مالكــة للمــال ،ومالــك -
البطاقة شخص معلوم تصدر البطاقة باسمه واألصل أن يكون له رصيد مالي .
السرقة نفسـها :أو مـا يطلـق عليـه الـركن المـادي وهـو كـل نشـاط خـارجي ايجابيـة كـان أم سـلبية ،مـا دام يتحقـق فيـه -
النشــاط الجــرمي والنتيجــة الجرميــة ،والعالقــة الســببية بين النشــاط والنتيجــة .وتتمثــل بأخــذ الشــخص الجــاني البطاقــة
بأي صورة مما سبق ذكره ،ثم استخدامها لمصلحة الجاني خفية بإخراج المال من الحـرز ،ويشـترط فيــه أن يكــون
إخراج المال ځفية من الحرز ،وفي هذا النوع من السرقات يتم اقتطاع مبالغ من المال
عن طريـق الحصـول على البيانــات أو المعلومـات المتعلقـة ببطاقـات االئتمــان أو البيانـات أو المعلومــات الــتي تسـتخدم في تنفيـذ
المع ــامالت المالي ــة أو المص ــرفية االلكتروني ــة ،وذل ــك عن طري ــق الش ــبكة المعلوماتي ــة أو أي نظ ــام معلوم ــات ،قص ــدا ودون
تصريح .
من أش ــهر الط ــرق المس ــتخدمة إلكتروني ــة للوص ــول إلى معلوم ــات البطاق ــات االئتم ــان باإلض ــافة الخ ــتراق المواق ــع اإللكتروني ــة
المصـرفية أو الماليـة ،هــو إنشـاء مواقـع إلكترونيــة مـزورة تحمــل اســمة معروفــة ،وتكــون بالشـكل نفسـه ،ويتم ارسـال الرابـط
للضحية غالبة عبر االيميل ،ومن ثم يقوم بتعبئة بياناته التي تذهب إلى المحتالين .
ومن أب ــرز األمثل ــة على ه ــذه الطريق ــة في االحتي ــال المواق ــع ال ــتي تنتح ــل ص ــفة البن ــك االلكتروني ــة العالمي ــة أو مواق ــع البن ــوك
المحلي ــة ،حيث يتلقى الض ــحية رس ــالة الكتروني ــة تطلب من ــه ال ــدخول على حس ــابه لس ــبب أو آلخ ــر ،ومن ثم يض ــغط الراب ــط
فيظهر شكل الصـفحة المعتـاد الـذي يـراه دومـا ،فيقـوم على الفـور بإدخـال بيانـات المصـرفية ،أو بيانـات بطاقتـه ،أو تفاصـيل
الدخول الى حسابه ،لتذهب هذه البيانات الى المحتالين الذين يكونون في انتظارها من أجل سرقة ما لديه من أموال.
9
باإلض ــافة إلى وج ــود ط ــرق أخ ــرى لس ــرقة البطاق ــات اإللكتروني ــة وهي عن طري ــق اس ــتخدام جه ــاز استنس ــاخ أن يتم ت ــركيب
مــدخل أو بيت لهــذه البطاقــات على جهــاز الصــراف اآللي شــبيه باألصــلي ،اضــافة الى كــاميرا متناهيــة الصــغر ،حيث يقــوم
الضــحية بوضــع البطاقــة البنكيــة في مكانهــا لكنهــا تعلــق بالــداخل ،فال جهــاز الصــراف اآللي أخــذها ،وال أعادهــا لصــاحبها ،
وبينمـا يحـاول الضـحية تعبئـة الـرقم السـري تكـون الكـاميرا قـد التقطت الـرقم ،ومن ثم يتم أخـذ البطاقـة بعـد أن يغـادر صـاحبها
ويظن بأن البنك قد احتجزها ،حيث تكون قد أصبحت بحوزة اللصوص ومعها رقمها السري .
إن القيــام بارتكــاب جريمــة ســرقة معلومــات بطاقــات االئتمــان أو البيانــات أو المعلومــات الماليــة أو المصــرفية يعــرض الجــاني
ألكــثر من عقوبــة جزائيــة ،فهي أيضــا من جــرائم االحتيــال المنصــوص عليهــا في المــادة 417من قــانون العقوبــات األردني ،
كما تعد من الجرائم االقتصادية حيث نصت المادة 2من قانون الجرائم االقتصادية على أنه يعد من األمـوال العامـة الـتي تقـع
عليها الجرائم االقتصادية هي األموال المملوكة أو الخاضعة إلدارة البنـوك والشـركات المسـاهمة العامـة ومؤسسـات االقـراض
المتخصصــة ،كمــا نصــت المــادة 3منــه على أن جــرائم الســرقة واالحتيــال واســاءة االئتمــان خالفــا ألحكــام المــواد ( 399الى
) 407و ( ) 417و ( ) 422من ق ــانون العقوب ــات األردني ،هي ج ــرائم اقتص ــادية ،فق ــد نص ــت الم ــادة 407من قـــانون
العقوبات األردني على .1كل من يقدم على ارتكاب سرقة من غير الســرقات المبينــة في هــذا الفصــل كــالتي تقــع على صــورة
تعــد جريمــة ســرقة معلومــات البطاقــات االئتمــان إلكترونيــا جنايــة خالفــا ألحكــام المــادة ( ) 6من القــانون الجــرائم اإللكترونيــة
وبداللـة المـواد ( , 2ـ , 3ـ ) 4من قـانون الجـرائم االقتصـادية .فيعــاقب مرتكبهــا بـالحبس مــدة ال تقـل عن ســنة وال تزيــد على
ثالث سـ ــنوات وبغرامـ ــة ال تقـ ــل عن ( ) 500خمسـ ــمائة دينـ ــار وال تزيـ ــد على ( ) 2000الفي دينـ ــار ،وتعـ ــد جريمـ ــة قائمـ ــة
بذاتها ،سندا لنص المادة 6من قانون الجرائم اإللكترونية ،وقد يعاقب أيضا بالعقوبة المنصوص عليها في المـادة من قـانون
الجــرائم اإللكترونيــة وهي تضــمين مرتكبهــا قيمــة أو مقــدار األمــوال الــتي حصــل عليهــا نتيجــة ارتكابــه الجريمــة إذا تم اســتخدام
المعلومــات المسـروقة في الحصـول على األمـوال ،وكــذلك تضــمينه النفقـات القضـائية واالداريـة الـتي تــرتبت عليهـا ،وقـد يعـد
10
أيضأ مرتكب الجريمة احتيال في حال توافرت جميع أركانها ويعاقب بالحبس من ستة اشهر الى ثالث سنوات وبالغرامة من
ما الغاية من سرقة معلومات البطاقات االئتمان أو الحصول على المعلومات المالية أو المصرفية ؟
الحصـــول على األم ــوال عن طري ــق تحويله ــا من نظ ــام معلوم ــات أو موق ــع الك ــتروني ،وبت ــالي يع ــد م ــرتكب جريمـــة ســـرقة
معلومات البطاقات االئتمان مرتكب الجريمة أخرى منصـوص عليهـا في المـادة 7من قـانون العقوبـات األردني ،وهي وقـوع
جريمــة ســرقة معلومــات البطاقــات االئتمــان عن طريــق نظــام معلومــات أو موقــع الكــتروني أو شــبكة معلوماتيــة تتعلــق بتحويــل
األم ــوال ،أو بتق ــديم خ ــدمات ال ــدفع أو التق ــاص أو التس ــويات أو ب ــاي من الخ ــدمات المص ــرفية المقدم ــة من البن ــوك والش ــركات
المالية .
عقوبة سرقة البطاقات االئتمان أو بيانات أو معلومات المالية أو المصرفية وتحويل األموال
يعـاقب الفاعـل باألشــغال المؤقتـة مـدة ال تقـل عن خمس ســنوات وبغرامــة ال تقـل عن ( ) 5000خمســة االف دينـار وال تزيـد
عن ( ) 15000خمسة عشر ألف دينار ،سـندا لنص المـادة 7من قـانون الجـرائم اإللكترونيـة .النصـوص القانونيـة المتعلقـة
المــادة : 6يعــاقب كــل من حصــل قصــدا دون تصــريح عن طريــق الشــبكة المعلوماتيــة او أي نظــام معلومــات على بيانــات او
معلومـ ــات تتعلـ ــق ببطاقـ ــات االئتمـ ــان أو بالبيان ـ ــات أو بالمعلومـ ــات الـ ــتي تس ـ ــتخدم في تنفي ـ ــذ المعـ ــامالت الماليـ ــة او المصـ ــرفية
االلكترونية بالحبس مدة ال تقل عن سنة وال تزيد على ثالث سـنوات وبغرامـة ال تقـل عن ( ) 500خمسـمائة دينـار وال تزيـد
المادة : 7يعاقب كل من قام بأحد األفعال المنصوص عليهـا في المــواد ( ) 3و ( ) 4و ( ) 5و ( ) 6من هــذا القـانون إذا
وقعت على نظام معلومات او موقع الكتروني أو شبكة معلوماتية تتعلق بتحويل األموال ،او بتقديم خــدمات الــدفع او التقــاص
11
او التســويات او بــاي من الخــدمات المصــرفية المقدمــة من البنــوك والشــركات الماليــة باألشــغال المؤقتــة مــدة ال تقــل عن خمس
سنوات وبغرامة ال تقل عن ( ) 5000خمسة االف دينار وال تزيد عن ( ) 15000خمسة عشر ألف دينار .
المادة : 2ب .وتشمل عبارة األمـوال العامــة ألغــراض هــذا القـانون كـل مــال يكــون مملوكـة أو خاضــعة إلدارة اي جهــة من
الجهات التالية او األشرافها .5 :البنوك والشركات المساهمة العامة ومؤسسات االقراض المتخصصة .
المادة : 3ج .وتعتبر الجرائم المنصوص عليها في المواد المبينة أدناه من قانون العقوبات جرائم اقتصادية إذا توافرت فيها
.5جرائم السرقة واالحتيال واساءة االئتمان خالفا األحكام المواد ( 399الى ) 407و ( ) 417و ( . ) 422
المادة 417
.1كل من حمل الغير على تسليمه مال منقوال او غير منقول او اسنادا تتضمن تعهدا او ابراء فاستولى عليها احتياال .
أ .باســتعمال طــرق احتياليــة من شــانها ایهــام المجــني عليــه بوجــود مشــروع كــاذب او حــادث او امــر ال حقيقــة لــه او احــداث
االمــل عنــد المجــني عليــه بحصــول ربح وهمي او بتســديد المبلــغ الــذي اخــذ بطريــق االحتيــال او االيهــام بوجــود ســند دين غــير
ب .بالتصرف في مال منقول او غیر منقول وهو يعلم انه ليس له صفة للتصرف به .
ج .باتخـاذ اسـم کـاذب او صـفة غـير صـحيحة .عـوقب بـالحبس من سـتة اشـهر الى ثالث سـنوات وبالغرامـة من مـائتي دينـار
المادة : 407
.1كل من يقدم على ارتكاب سرقة من غير السرقات المبينةـ في هذا الفصل كالتي تقع على صورة االخذ او النشــل ،يعــاقب
12
.2اذا وقعت الســرقة على قطــع مركبــة او مكوناتهــا او لوازمهــا أو على حقيبــة في حــوزة انســان أو قطعــة حلي أو أي قطعــة
أخرى ذات قيمة مادية يحملها إنسان فال يجوز النزول بعقوبة الحبس عن أربعة أشهر عند استعمال األسباب المخففة .
التهمة ،جناية التدخل بالحصول قصدا دون تصريح عن طريق نظام معلومات على بيانات ومعلومات تتعلق ببطاقة االئتمــان
وفقا األحكام المادة 7من قانون الجرائم االلكترونية وبداللة المادة 6ان ذات القانون والمادة 80/2من قانون العقوبات .
وبتطبيق القانون على وقائع الدعوى ،آن اقدام المتهم س والمحكوم عليه ص باسـتخدام بطاقـة مـزورة ماسـتر كـارد منسـوبة
االحـــد العمالء في بن ــك قط ــر الوط ــني وذل ــك بتمريره ــا على جه ــاز نقط ــة ال ــبيع في مح ــل المج ــوهرات العائ ــد للمتهم محم ــود
مناص ــرة وتمت العملي ــة ب ــدون ادخ ــال ال ــرقم الس ــري للعمي ــل وقيم ــة ه ــذه العملي ــة ك ــانت 3600دين ــار وك ــذلك اق ــدام المتهم س
والمحكوم عليه ص مرة اخرى وبنفس االسلوب باستخدام البطاقة بنفس المحل بعملية مقدارها 1470دينار هـذه األفعـال انمـا
تشكل من جانبه كافة اركان وعناصر الجنايات والجنح المسندة اليه .
لهذا وتأسيسا على ما تقدم تقرر المحكمة وعمال بأحكام المواد 236و 177من قـانون اصـول المحاكمـات الجزائيـة والمــواد
.1ادان ــة المتهم جه ــاد محم ــود بجنح ــة االحتي ــال وفق ــا ألحك ــام الم ــادة 417من ق ــانون العقوب ــات وبدالل ــة الم ــادة 15من ق ــانون
الجرائم االلكترونية مكرر ثالث مرات والحكم عليه بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامة مائة دينار والرسوم عن كــل
.2دانــة المتهم بجنحــة الشـروع باالحتيــال وفقـا ألحكـام المـادة 417من قـانون العقوبـات وبداللـة المـادة 15من قـانون الجــرائم
االلكترونية والحكم على كل واحد منهما بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامـة مائـة دينـار والرسـوم عن كـل جـرم آدینـا
.3ادانــة المتهم جهــاد بجنحــة التــدخل باالحتيــال وفقــا األحكــام المــادتينـ 417و / 80ـ 2من قــانون العقوبــات والحكم عليــه
بالحبس لمدة ثالثة أشهر والرسوم والغرامة مائة دينار والرسوم عن كل جرم أدين به مکرر أربع مرات .
13
.4ادانة المتهم جهاد بجنحة التدخل في التزوير في اوراق خاصة وفقا المواد 260و 271و 2 / 80من قانون العقوبات
والحكم عليه بالحبس لمدة سنة واحدة والرسوم عن كل جرم أدين به مکرر مرتين .
.5تجريم المتهم جهـاد بجنايـة التـدخل بالحصـول قصـدا دون تصـريح عن طريـق نظـام المعلومـات على بيانـات تتعلـق ببطاقـات
االئتمــان وفقــا األحكــام المــادة 7ويداللــة المــادة 6من قــانون الجــرائم االلكرونيــة والمــا دة 2/80من قــانون العقوبــات مكــررة
أربع مرات.
14
من زور إضرارا بالغير وثائق حاسب آلي أو أستعمل وثائق مزورة مع علمه بتزويرها يعاقب بالحبس وبغرامة ال
تجاوز ثالثة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين).
كما استطاع المشرع الجنائي الخروج عن النظام العقابي التقليدي وجرم جريمة السرقة بشكل يتماشى مع التطور
الهائل الذي لحق بالجريمة فنص في المادة 396منه على أن (كل من سرق معلومات من نظام حاسب آلي خاص
بالغير يعاقب بالحبس وبغرامة ال تجاوز ثالثة آالف دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وكذلك يعاقب نفس العقوبة
كل من حصل على معلومات خاصة بالغير أثناء تسجيلها أو إرسالها بأية وسيلة من وسائل المعالجة المعلوماتية
التي من شأن إفشائها المساس بسمعة صاحبها أو بحياته الشخصية مما يمكن اطالع الغير على تلك المعلومات
دون إذنه.
وأخيرا وضع المشرع الجنائي حكما بمعاملة الشروع بجرائم الحاسب اآللي بالعقوبة المقررة للجريمة التامة فنص
في المادة 397على ما يلي ( يعاقب على الشروع في الجرائم المنصوص عليها في هذا الفصل بذات العقوبة
المقررة للجريمة التامة).
15
وأخيرا وضع المشرع مجموعة من العقوبات على الجرائم التي تتعلق بالحاسب اآللي واإلنترنت الخ ...
16
ضرورة نشر الـوعي بين صـفوف المواطـنين وال سـيما الشـباب بمخـاطر التعامـل مـع المواقـع السـيئة على .10
شبكة االنترنت ؛ مـع ضـرورة نشـر الـوعي المجتمعي بالمخـاطر النفســية واالجتماعيــة وغيرهـا الناجمـة عن
االستخدامات غير اآلمنة لالنترنت.
يتعين إدخال مادة " أخالقيات استخدام االنترنت " ضمن المناهج الدراسية في التعليم ما قبل الجامعي (.)1 .11
إنشـاء قسـم جديـد بكليـات الحقـوق بالجماعـات العربيـة لدراسـة الحمايـة اللقانونيـة للمعلوماتيـة أو تحت مسـمى .12
أخر قانون المعلوماتية واالنترنت (.)2
تنص املادة 417من ق انون العقوب ات االردين رقم ( )16لس نة 1960على أن ه " ك ل من محل الغ ري على تس ليمه
ماالً منقوالً أو غري منقول أو أسناداً تتضمن تعهداً أو إبراء فاستوىل عليها احتياالً :باستعمال طرق احتيالية من شأهنا إيهام
اجملين عليه بوجود مشروع كاذب أو حادث أو أمر ال حقيقة له أو إحداث األمل عند اجملين عليه حبصول ربح ومهي أو
بتسديد املبلغ الذي أخذ بطريق االحتيال أو اإليهام بوجود سند دين غري صحيح أو سند خمالصة مزور ،أو بالتصرف يف
مال منقول أو غري منقول وهو يعلم أن ليس له صفة للتصرف به ،أو باختاذ اسم كاذب أو صفة غري صحيحة ،عوقب
باحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبالغرامة من مخسة دنانري إىل مخسني ديناراً ".
تش تبه جرمية االحتي ال االلك رتوين جرمية االحتي ال العادي ة ،فكالمها يقوم ان على وس ائل الغش واخلداع ،وكالمها من
جرائم االموال هدف اجلاين فيها االستيالء على أموال غريه لتملكه .هلذا فكثري من الدول مل تشرع نصوص اً قانونية جترم
وتعاقب مرتكيب جرمية االحتيال االلكرتوين الن القضاء اجلزائي يف هذه الدول وسع من تفسريه للنصوص القانونية اخلاصة
جبرمية االحتي ال العادي ة وجعله ا متت د لتش مل ه ذه اجلرمية ،وه ذا م ا اخ ذت ب ه كاف ة ال دول االجنلوسكس ونية كربطاني ا
واسرتاليا وكندا كما ظهرت اتفاقات على املستوى االقليمي ملواجهة جرائم االنرتنت مثل االتفاقية االوروبية حول اجلرمية
االفرتاضية ،والقانون العريب االسرتشادي جلرائم املعلومات على املستوى العريب.2
وم ع ذل ك ختتل ف جرمية االحتي ال االلك رتوين عن جرمية االحتي ال العادي ة ك ون أن األوىل تتم من خالل وس يلة
الكرتونية باستخدام سبكة االنرتنت ،يف حني أن الثانية تكون وسيلة اخلداع فيها بأي طريقة من شأهنا إيهام الغري وخداعه،
فجرمية االحتي ال العادي ة أعم وأوس ع من جرمية االحتي ال االلك رتوين .مث أن حمل جرمية االحتي ال العادي ة ه و املال املنق ول
بينما حمل جرمية االحتيال االلكرتوين يشمل املنافع واخلدمات .وتقع جرمية االحتيال العادية مباشرة بني اجلاين واجملين عليه
2الفيل ،علي عدنان ،اجلرائم االلكرتونية ،مت االقتباس عن املوقع االلكرتوين ستار تاميز ،شؤون قانونيةhttp://www.startimes.com/? ،1/2/2011 ،
t=27016443
17
بينما يف جرمية االحتيال االلكرتوين تقع اجلرمية بني اشخاص متواجدين يف مناطق متباعدة ويف دول خمتلفة قامسهم املشرتك
3
استخدامهم لرسائل الربيد االلكرتوين عرب شبكة االنرتنت.
على ض وء م ا تق دم وعلى ال رغم من وج ود ف وارق بني جرمية االحتي ال التقليدي ة وف ق مفهومه ا ال وارد يف ق انون
العقوب ات وبني اجلرمية االلكرتوني ة ،إال أن ه ذه الف وارق تنحص ر يف األس لوب اإلج رامي فق ط ،فب دال من أن ك انت تتم
اجلرمية بطريقة تقليدية أصبحت اليوم يف ظل التطور التكنلوجي تأخذ أسلوبا آخر ،إال أن ذلك ال مينع تطبيق نص املادة
417من قانون العقوبات للتصدي جلرائم االحتيال اليت تتم من خالل شبكات االنرتنت بالوسائل االلكرتونية.
جريمة السرقة: -2
عرفت املادة 399من قانون العقوبات رقم 16لسنة 1960جرمية السرقة بأهنا ( هي أخذ مال الغري املنقول دون
رضاه ،وتعين عبارة (أخذ املال) إزالة تصرف املالك فيه برفعه من مكانه ونقله وإذا كان متص الً بغري منقول فبفصله عنه
فصالً تاماً ونقله ،وتشمل لفظة (مال) القوى احملرزة.
واآلن ويف الفضاء االلكرتوين فإن عملية السرقة االلكرتونية كاالستيالء على ماكينات الصرف اآليل والبنوك ،وفيها يتم
نسخ البيانات اإللكرتونية لبطاقة الصراف اآليل ومن مث استخدامها لصرف أموال من حساب الضحية أو إنشاء صفحة
ان رتنت مماثل ة ج دا ملوق ع أح د البن وك الك ربى أو املؤسس ات املالي ة الضخمة لتطلب من العمي ل إدخ ال بيانات ه أو حتديث
معلومات ه بقص د على احلص ول بيانات ه املص رفية وس رقته ،وب ذلك أص بحت البن وك واملص ارف هي ه دف حملرتيف األجه زة
االلكرتوني ة ال ذين يتالعب ون يف كش وف حس ابات العمالء ونق ل األرص دة من حس اب آلخ ر ،وق د تك ون بص ورة ثاني ة
كإضافة بضعة أرقام أو أصفار إىل رقم ما يف هذا احلساب.4
والسؤال الذي يطرح يف هذا اجلانب ،فيما لو عرضت قضية سرقة عرب الوسائل االلكرتونية فما هو التكييف القانوين
السليم هلذه القضية؟.
ابتداءا نستطيع أن نقول ووفق املادة 399من قانون العقوبات املطبق أن عمليات السرقة اليت تتم عرب شبكة االنرتنت
تدخل يف مفهوم جرمية السرقة وفق املفهوم املتقدم هلا ،ولكن ما هو نوع السرقة؟.
لألسف ال تسعفنا نصوص قانون العقوبات على تكييف نوع هذه التهمة ،ذلك أن نصوص قانون العقوبات صنفت
أنواع السرقة اليت تتم بالطرق العادية ووصفتها وشددت عقوبة بعضها ما بني جنح بسيطة كتلك اليت تتم باألخذ والنشل
حسب نص املادة 407من القانون املذكور ،وجنح مشددة كتلك اليت نصت عليها املادة ،406وجنايات بسيطة كتلك
اليت تتم بالكسر واخللع حسب نص املادة ،404وجنايات مشددة كتلك اليت تتم بالسطو وفق املواد ، 402 ، 401
.) 403
هلذا جند أن كاف ة ال دعاوى املنظ ورة أم ام احملاكم الفلس طينية ح ول الس رقات ال يت تتم من حس ابات األش خاص ع رب
3الفيل ،علي عدنان ،اجلرائم االلكرتونية ،ستار تاميز ،شؤون قانونية ،مصدر سبق ذكره ص 2
4مديرية تكنلوجية املعلومات ،قسم نظم املعلومة ،شعبة أمنية املعلومات http://www.ictmoi.com/elibrary/crime.pdf ،ص . 11
18
االنرتنت يتم تكييفها تارة بتهمة السرقة خالفا للمادة 407على اعتبار أن مفهوم األخذ ينطبق على السرقة االلكرتونية
وهنا جند أن عقوبة هذه اجلرمية هي األخف من بني جرائم السرقات ،وأحيانا يتم تكييفها على جرمية االحتيال على اعتبار
أن ما حصل هو خداع أوقع اجملين عليه على تسليم أمواله.
الخاتمة والتوصيات:
بعد أن انتهينا من إعداد هذا البحث توصلنا إىل وجود مشكلة حقيقية يف وقوع اجلرمية االلكرتونية يف فلسطني،
ذل ك أن ق انون العقوب ات ال يغطي كاف ة اجلرائم االلكرتوني ة احلديث ة واملتوق ع وقوعه ا يف أي حلظ ة ،فعلى ال رغم من
وج ود بعض اجلرائم التقليدي ة اجملرم ة يف ق انون العقوب ات األردين رقم 16لس نة 1960إال أن العقوب ات املفروض ة
عليها ال حتقق الردع العام هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدنا أن كثري من اجلرائم ال يغطيها قانون العقوبات مثل
جرائم السرقات واملقامرة واالرهاب االلكرتوين ،مما يعين وجود ثغرة تشريعية ال بد من تالفيها.
وك ذلك األم ر فيم ا يتعل ق يف الق وانني اخلاص ة فهي األخ رى على ال رغم من حبثن ا فيه ا ووج ود بعض النص وص
التشريعية املتفرقة فيها إال أهنا ال تغطي كافة اجلرائم االلكرتونية املتصور حدوثها.
وبعد البحث يف اجلانب اإلجرائي للجرمية االلكرتونية من حيث التحقيق ومسرح اجلرمية فيها والتفتيش والضبط
وجدنا أن هذا النوع من اجلرائم حيتاج رجال حتقيق مدربون وأصحاب خربة واختص اص يف األجهزة االلكرتونية،
فهي ختتلف كل االختالف من حيث التحقيق عن اجلرائم التقليدية.
ووجدنا أيضا بأن هناك صعوبات قد تواجه احملقق أثناء عمله نظرا ملا يفرضه قانون اإلجراءات اجلزائية عليه من
قيود وضعت على مرتكيب اجلرائم التقليدية واليت قد تعرقل عمل احملقق يف اجلرمية االلكرتونية ،ال سيما يف إجراءات
التفتيش والضبط.
وعليه وللتغلب على هذه المشاكل فإننا نوصي بالتالي:
أوال :إقرار تشريع خاص باجلرائم االلكرتونية ينظم اجلرمية االلكرتونية من مجيع جوانبها املوضوعية واإلجرائية،
لكون اجلرمية االلكرتونية جرمية ذات طابع خاص هبا.
ثانيا :تدريب احملققون يف اجلرائم االلكرتونية حىت يستطيعون التعامل مع تلك اجلرائم ،ملا حتتاجه من خربة ومعرفة
حىت يتمكن من حيقق يف تلك اجلرمية الوصول إىل األدلة
19
قائمة المصادر والمراجع:
أوال :المصادر:
الطائي ،جعفر حسن جاسم ،جرائم تكنلوجيا املعلومات ،دار البداية ،الطبعة األوىل.2007 ،
رستم ،هشام حممد فريد ،قانون العقوبات وخماطر تقنية املعلومات ،مكتبة اآلالت الكاتبة.1995 ،
ظ اهر ،أمين ش رح ق انون اإلج راءات اجلزائي ة الفلس طيين ،دراس ة مقارن ة م ع الق انونني املص ري واألردين وف ق
اجتهادات حمكمة النقض والتمييز ،اجلزء األول ،2011 ،ص 420وما بعدها .
عياد ، ،سامي علي حامد ،اجلرمية املعلوماتية وإجرام اإلنرتنت ،دار الفكر اجلامعي.2007 ،
قشقوش ،هدى حامد ،جرائم احلاسب االلكرتوين يف التشريع املقارن ،1992 ،دار النهضة العربية ،القاهرة.
املضحكي ،حنان رحيان مبارك ،اجلرائم املعلوماتية ،دراسة مقارنة ،منشورات احلليب احلقوقية ،ط.2014 ،1
هروال ،نبيلة هبة ،اجلوانب االجرائية جلرائم االنرتنت ،دار الفكر اجلامعي ،ط.2007 ،1
عرب ،يونس ،إجياز يف املفهوم والنطاق واخلصائص والصور والقواعد اإلجرائية للمالحقة واإلثبات ،ورقة عمل
مقدمة إاىل مؤمتر االمن العريب – 2002تنظيم املركز العريب للدراسات والبحوث اجلنائية -ابو ظيب 12-10
.2002 /2/
ثانيا :القوانين:
قانون العقوبات االردين رقم ( )16لسنة 1960
قانون االتصاالت السلكية واالسلكية رقم 3لسنة .1996
قانون األوراق املالية رقم 12لسنة :2004
قانون محاية املستهلك رقم 21لسنة :2005
قانون مكافحة املخدرات واملؤثرات العقلية رقم 18لسنة :2015
قانون اإلجراءات اجلزائية رقم 3لسنة .2001
20
يف ظل غياب القوانني والتشريعات اليت حتاسب املتورطني فيها ،اجلرمية االلكرتونية يف فلسطني مباحة" مقال
منشور على اإلنرتنتhttp://www.alqudsalraqmi.ps/atemplate.php?id=392 ،
الفيل ،علي عدنان ،اجلرائم االلكرتونية ،مت االقتباس عن املوقع االلكرتوين ستار تاميز ،شؤون قانونية،
http://www.startimes.com/?t=27016443 ،1/2/2011
ات، ة املعلوم عبة أمني ة ،ش مديري ة تكنلوجي ة املعلوم ات ،قس م نظم املعلوم
.http://www.ictmoi.com/elibrary/crime.pdf
ظ اهرة اإلج رام اإللك رتوين وخمطره ا ،أكادمي ة ش رطة ديب ،مرك ز البح وث والدراس ات ت اريخ اإلنعق اد26 :
نيس ان 2003ت اريخ اإلنته اء 28 :نيس ان 2003الدول ة :ديب ء االم ارات العربي ة املتح دة.
)http://www.th3professional.com/2010/11/blog-post_5845.html
إن تعريف البطاقة المصرفية والبطاقات Bالتي تتشابه بها يتخذ صعوبات ترجع إلى:
فهناك من عرفها بانها "بطاقات تصدر بواسطة مؤسسة مالية بإسم أحد األشخاص وتقوم تلك البطاقة
بوظيفتي الوفاء واالئتمان ،أي أن حاملها يملك إمكانية تتابع سداد المبالغ التي استخدمها من االعتماد
المفتوح من جانب مصدر Bالبطاقة"([.)]4
21
وقد عرفت بأنها" :بطاقة بالستيكية أو ورقية مصنوعة من مادة يصعب العبث بها ،تصدرها جهة ما – بنك
أو شركة استثمار – يذكر فيها اسم العميل الصادرة لصالحه ورقم حسابه ،حيث يملك حاملها تقديم تلك
البطاقة للتاجر لتسديد ثمن مشترياته ،ويقوم التاجر بتحصيل تلك القيمة من الجهة المصدرة التي بدورها
تقوم بإستيفاء تلك المبالغ من الحامل"([.)]5
وهناك من يقيم التعريف على فكرة تفترض أن يكون هناك فاصل زمني بين تقديم اإلئتمان واسترداده،
فعرفها Bبأنها" :بطاقة تتضمن معلومات Bمعينة من اسم حاملها ورقم Bحسابه ،عن طريقها تقوم الجهة المصدرة
بتعجيل وفاء Bقيمة المشتريات للتاجر ،على أن تستردها الحقا من الحامل على دفعات ،مضافا لها عمولة أو
فائدة متفق عليها"([.)]6
-1تركز على البطاقة كونها وسيلة وفاء وائتمان تارة([ ،)]7وكونها وسيلة وفاء فقط تارة أخرى([)]8
دون تمييز بينهما ،وهذا يعكس الخلط بين أنواع البطاقات.
-2محاولة الجمع بين فكرتين هما :البطاقة ذاتها والعالقات التي تنشأ البطاقة عن طريقها .وأي من
الفكرتين هي وسيلة الوفاء واالئتمان؟ وحتى نستطيع أن نجيب عن هذا التساؤل ال بد لنا أوال من التمييز
بين بطاقة االئتمان وبطاقة الوفاء ،حتى نتمكن من الوصول إلى الفصل بين ذات البطاقة والعالقات الناشئة
عنها ،ومن ثم نصل إلى الطبيعة القانونية محل بحثنا.
22
أوجد التعامل التجاري عددا من البطاقات التي يبدو في شكلها الخارجي تشابه كبير ،ولكن االختالف
يكمن في وظيفة كل منها .فمن هذه البطاقات ما يعد وسيلة وفاء Bفقط ،ومنها يجمع وسيلتي الوفاء
واالئتمان معا ،ويترتب على هذا ،اختالف التحليل القانوني لكل منها ،وبالتالي فإن الطبيعة القانونية لكل
منها تقوم على فكرة تختلف عن األخرى.
فبطاقة الوفاء ( )Debit Cardتقوم على فكرة قيام حاملها بوفاء ثمن السلع والخدمات Bالتي يحصل
عليها ،من بعض المحالت التجارية المعتمدة لدى الجهة المصدرة للبطاقة .وتقوم هذه األخيرة بتحويل ثمن
البضائع تلك من حساب حامل البطاقة إلى حساب التاجر ،مثل بطاقة السيفوي الصادرة عن بنك القاهرة
عمان.
أما بطاقة االئتمان ( )Credit Cardفإن البنك المصدر يتعهد بالتسديد في مواجهة التاجر ،كما أن
الحامل بموجب العقد المبرم بينه وبين البنك يقوم بتسديد المبلغ ضمن أجل ممنوح له قد يصل إلى ثالثين
يوما ،وبنسب معينة إضافة إلى فائدة معينة ،ويكون هناك مبلغ اعتماد لصالح الحامل يتم السحب على
أساسه ،هذا االعتماد إما أن يكون مقصودا ومتفقا عليه ،كما هو الحال في البطاقة المصرفية الدولية ،أو أن
يكون اعتمادا عرضيا وقصير Bاألجل([ )]9كما هو الحال في البطاقة المصرفية المحلية والماستر كارد.
وهناك بطاقة تسمى بطاقة الحساب ( )]10[()Charge Cardتتيح لحاملها الشراء تتيح لحاملها
الشراء على الحساب وتسديد فواتيره من هذا الحساب بمجرد إرسال الفاتورة إلى المصرف،وال يتحمل
جراء ذلك أي فوائد ،كما هو الحال بتسديد فواتير الهاتف وأقساط التأمين وفواتير الكهرباء.
23
وبطاقة الصراف اآللي التي تمكن حاملها من سحب مبالغ نقدية من حسابه بحد أقصى متفق عليه من خالل
أجهزة خاصة ،وهي ال تقدم أي ائتمان للعميل ،إنما هي أداة سحب المبالغ المودعة من قبله ،وال يتم صرف
أي مبلغ عن طريقها في حالة عدم وجود رصيد للعميل ،كما أن التاجرال يقبل هذه البطاقة لسداد قيمة
المشتريات حتى وان كان هناك رصيد للحامل.
تنشأ البطاقة المصرفية عن طريق العقد ،الذي يتكامل في ثالثة عقود([ ،)]11يتمثل العقد األول بين حامل
البطاقة والبنك مصدرها ،والعقد الثاني بين التاجر والبنك ،وعقد ثالث بين الحامل والتاجر .وسنعطي نبذة
موجزة عن كل عالقة من هذه العالقات بقدر تعلق األمر بموضوعنا.
العقد بين المصدر ،وهو عادة بنك ،والحامل عقد ملزم للجانبين ،لذا فهو يرتب التزامات متقابلة على كال
طرفيه تتلخص بما يأتي:
يلتزم البنك بجملة التزامات ،أهمها االلتزام بالوفاء للتاجر بقيمة المشتريات التي ينفذها حامل البطاقة لديه،
ووفق هذا االلتزام ال بد من التمييز بين بطاقة الوفاء حيث يكون التزام البنك بالوفاء للتاجر في حدود
المبلغ المتفق عليه مع الحامل([ ،)]12واالعتماد المخصص لهذه البطاقة ،وهو اعتماد متجدد وقصير
وغير مقصود Bلذاته بين البنك والحامل .ويستطيع التاجر االطالع على رصيد الحامل من خالل آلة موجودة
لديه بمجرد أن يمرر البطاقة خاللها يظهر له الرصيد .إذ إن الشريط الممغنط الموجود على البطاقة يتضمن
24
المعلومات التي تتعلق بالرصيد ،ثم يقوم التاجر باالتصال إما عن طريق الهاتف أو بحاسوب مركزي لحجز
المبلغ لدى البنك ،وال يكون للبنك ملزما بالدفع عما يتجاوز الرصيد.
وفي الواقع إن هذا األمر ينطبق على البطاقة المصرفية المحلية ،حيث يكون االعتماد عرضيا يعتمد على
نوع الحساب الذي يتمتع به حامل البطاقة ،كأن يكون حساب توفير أو حساب رواتب ،مع وضع مبلغ
محدد كضمان احتياطي ،فال يعد هذا المبلغ رصيدا للبطاقة ،وإنما هو ضمان ألي إخالل يتعلق بالتزامات
الحامل.
أما البطاقة التي تتضمن ائتمانا إضافة إلى كونها وسيلة وفاء ،فالبنك يلتزم بفتح اعتماد بمعناه الدقيق
لمصلحة الحامل ،وتكون قيمته المبلغ المتفق عليه ،إذ أن اصدار هذا النوع من البطاقات يتوافر لها أركان
العملية االئتمانية ،وهذا يتمثل بالبطاقة المصرفية الدولية.
عرفت المادة الثالثة من القانون الفرنسي الخاص باألنشطة المصرفية والرقابة على المؤسسات
وقد ّ
االئتمانية – الصادرة في 24كانون الثاني – 1984االئتمان بأنه:
"كل عمل يقوم به شخص على سبيل الثقة بوضع أو الوعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر أو
يسلمها له مقابل الفائدة التي يستحقها الطرف األول ،كما يشمل التعهد بالدفع عن طريق التوقيع على ورقة
تجارية بصفته ضامنا احتياطيا مثال أو كفيال مصرفيا Bأو ضامنا".
يتضح من هذا التعريف أن المشرع الفرنسي شمل جميع وسائل الوفاء الحديثة التي تؤدي إلى نقل النقود
بطريقة مغناطيسية ،كما هو الشأن في البطاقة المصرفية ،عالوة على ذلك أخضع األشخاص الذين يصدرون
أو يضمنون وسائل الوفاء للرقابة لزيادة الثقة واالئتمان لدى الجمهور ،وبهذا تكون البطاقة المصرفية سواء
المحلية منها والدولية وسيلة وفاء ائتمان وفقا للتشريع الفرنسي.
25
المطلب الثاني :العالقة بين البنك والتاجر،،،
العقد الذي يربط الطرفين ،عقد رضائي ملزم Bللجانبين ،يتطلب تنفيذا متتابعا حيث يلتزم التاجر بقبول البطاقة
في الوفاء([ .)]13يقابل ذلك التزام البنك بسداد قيمة الفواتير التي يوقعها الحامل في حدود المبلغ المتفق
عليه .ويتم ذلك وفق شروط معينة هي:
-1استخدام األدوات التكنولوجية في تنفيذ نظام البطاقة مثل اآلالت التي يزودها([ )]14البنك للتاجر
والبطاقة ذاتها المعدة بشكل تتناسب مع تعامل تلك األجهزة.
- 2عدم تجاوز التاجر للحدود المعينة لالعتماد الممنوح لحامل البطاقة ،مع قيامه بكل اإلجراءات التي
من شأنها أن تجعل عملية الوفاء صحيحة.
هذه العالقة تنشأ عن عقد سواء أكان هذا العقد مسمى أو غير مسمى ،فهو ينشأ عن التزامات مستقلة عن
العقد الذي يربط التاجر بالبنك ،والعقد الذي يربط الحامل بالبنك ويتم وفاء االلتزامات الناشئة عنه عن
طريق البطاقة.
نعرف البطاقة المصرفية بأنها :وسيلة تقنية للوفاء تتكامل مع الوسائل التقنية
من كل ما تقدم نستطيع أن ّ
األخرى الموجودة لدى التاجر والبنك وتقوم على عالقات قانونية يتناغم بعضها مع بعض تعمل بمجملها
وفق آلية معينة.
26
الفصل األول :التحليل الوصفي للعالقات Bالقانونية،،،
اتجه جانب من الفقهاء Bإلى تغليب الطابع الوصفي([ )]15للعالقات القانونية للوصول إلى طبيعة قانونية
واحدة ،ولم يقف األمر عند وصف العالقة بشكل كلي ،إنما ذهبوا إلى وصف كل التزام من االلتزامات
التي تتضمنها العالقة ،غير أننا نرى أن هذه الطريقة يمكن أن تعطي طبيعة قانونية متعددة لنظام البطاقة
المصرفية ،ونحن نبحث عن قواعد موحدة تحكم النظام كله .ولم يسعفنا القضاء في أحكامه ،إذ لم تعرض
المنازعات التي تنشأ عن البطاقة على القضاء ،حيث يكتفي األطراف في الغالب بتسويتها بينهم بعيدا عنه،
وربما يرجع سبب ذلك إلى عدم اإلخالل بالثقة التي ينبغي أن تتمتع بها هذه البطاقة ،وسوف نعرض اآلراء
التي وردت بصدد البطاقة بإعتبارها وسيلة وفاء .لذا سنتناول كون العالقات القانونية تقوم على أساس:
الوكالة. .2
حوالة الدين([ )]16هي نقل الدين والمطالبة من ذمة المدين إلى ذمة شخص آخر ،بحيث يصبح هذا
الشخص ملزما بالوفاء بدال من المدين([ ،)]17وتكون الحوالة مقيدة أو مطلقة([.)]18B
والمقيدة منها هي التي تقيد بأدائها من الدين الذي للمحيل في ذمة المحال عليه([ .)]19وتنعقد حوالة
الدين إما بإتفاق المحيل (حامل البطاقة) والمحال عليه (البنك)([ ،)]20أو بإتفاق المحال له (التاجر)
والمحال عليه (البنك) دون تدخل من المحيل ،وقد تبدو فكرة حوالة الدين مناسبة لتفسير نظام البطاقة
27
المصرفية للوهلة األولى ،إذ يمكن تصور أن حامل البطاقة المدين ،اتفق بموجب العقد مع البنك في الوفاء
للتاجر الدائن ،وأن التاجر المحال له قبل ذلك بموجب عقده مع البنك .كما يمكن أن تكون الحوالة من
التاجر الذي يتفق مع البنك على الوفاء من المدين ويكون المدين ،وهو حامل البطاقة ،ارتضى ذلك
بموجب العقد وإقراره بالتوقيع على الفواتير عند الشراء .وسواء أكانت الحوالة صادرة من التاجر أم من
الحامل إلى البنك نجد أنها ال تصلح لتفسير البطاقة المصرفية Bلألسباب اآلتية:
.1يجب أن تكون الحوالة منجزة غير معلقة Bإال على شرط مالئم أو متعارف Bعليه ،وغير مضاف Bفيها العقد
إلى المستقبل .وهذا أول ما تتعارض معه البطاقات Bالمصرفية التي تتضمن تنفيذ كل المشتريات التي تقع في
المستقبل.
.2أن تكون الحوالة إرفاقا محضا فال يكون فيها جعل ألحد أطرافها بصورة مشروطة Bأو ملحوظة ،وال
تتأثر الحوالة بالجعل الملحق بعد عقدها وال يستحق([.)]21
والمقصود بهذا الشرط هو أن الحوالة يجب أن ال تقترن بمنفعة ،عمال بالقاعدة الفقهية" :كل قرض جر
نفعا فهو ربا" ،وهذا األمر بطبيعة الحال يخرج عنه نظام البطاقة حيث يدفع الحامل اشتراكا سنويا للبنك،
ويدفع التاجر عمولة عن كل فاتورة ينفذها الحامل عبر هذا النظام للبنك.
.1إن الشروط الواردة في المادة ( )1000وخاصة الفقرة ثانيا وثالثا اللتين نصتا على أال يكون األداء
فيها مؤجال إلى أجل مجهول وأال تكون مؤقتة بموعد ،وهذا ما الينسجم مع نظام البطاقة التي تقترن بمدة
غير محددة في كثير من األحيان ،فهي رهن مشيئة الحامل ورغبته.
28
.2للمحال عليه أن يتمسك قبل المحال له بكافة الدفوع المتعلقة Bبالدين التي كانت له في مواجهة
المحيل ،وله أن يتمسك بكافة الدفوع التي للمحيل قبل المحال له([ .)]22هذا األمر تخرج عنه البطاقة،
ألن البنك يقوم بالوفاء دون أن يملك الدفوع التي للحامل في مواجهة التاجر.
حوالة الدين تؤدي إلى براءة ذمة المحيل تجاه المحال له ويصبح المحال عليه المدين الجديد ،في .3
حين الوضع يختلف في نظام البطاقة ،حيث ال تبرأ ذمة Bالحامل بمجرد توقيعه Bعلى فاتورة المشتريات ويعد
هذا التوقيع إقرارا بالدين فقط ،وهذا حسب الرأي الغالب بالفقه([.)]23
الوكالة عقد من العقود المسماة ترد على عمل ،تناولها المشرع األردني بالتنظيم من(،م)867-833
وعرفها على أنها "عقد يقيم الموكل بمقتضاه شخصا آخر مقام نفسه في تصرف جائز معلوم" .وبمقارنة
عقد الوكالة مع نظام البطاقة نجد:
أن عقد الوكالة عقد رضائي ويمكن أن يتخذ شكال معينا ،وبهذا يتفق معه Bنظام البطاقة. .1
. 2األصل أنه عقد من عقود التبرع لكن يمكن أن يكون عقد معاوضة ،إذا إشترط األجر صراحة أو ضمنا،
ويبدو أن البطاقة تتالءم مع هذا األمر أيضا حيث يتقاضى البنك اشتراكا سنويا من الحامل وعمولة من
التاجر.
29
.3عقد الوكالة يرتب التزامات متقابلة سواء أكان بأجر أم لم يكن ،فعلى الموكل رد النفقات وتعويض
األضرار الناشئة عن تنفيذ العقد للوكيل ،ومصدر Bهذا االلتزام هو عقد الوكالة ذاته ،غير أن االلتزامات
المتقابلة هنا ليس بالضرورة أن تكون متعاصرة([ )]24وقت إبرام العقد .وهذا يدعم الوضع مع البطاقة إذ
إن الوفاء يتراخى إلى مدة متفق عليها من قبل الطرفين ،وإن قام التاجر بحجز الرصيد فعملية التسوية تتم إما
بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ،من خالل القيد على الجانب المدين لحامل البطاقة.
يتميز عقد الوكالة بتغليب الطابع الشخصي ،وهذا يتفق معه نظام البطاقة الذي يقوم على االعتبار .4
الشخصي.
.5عقد الوكالة غير الزم ،وهذا أيضا يتطابق معه النظام سواء تم الفسخ قبل إتمام التصرف أم قبل البدء
فيه ،مع مالحظة وقت وسبب الفسخ ،خاصة إذا كان الوكيل يقدم خدمة عامة منظمة بموجب قوانين
وأنظمة وتعليمات مثل البنك ،إذ إن األوامر ال تتوقف على محض المشيئة.
.6عقد الوكالة محله األصلي تصرف قانوني سواء أكان نيابة اتفاقية ،أو وكالة بالعمولة ،أو وكالة تجارية
تتم لمصلحة الموكل .وهنا ال بد من التساؤل :لمن يكون البنك وكيال؟ هل يكون وكيال للتاجر ليقوم
بتحصيل الديون من حملة البطاقات ،أم وكيال عن حملة البطاقات للوفاء للتاجر؟
يذهب األستاذ ( )]25[()CHABRIERإلى تكييف العالقة بين البنك والتاجر على أنها وكالة
تحصيل ،ويستند في دعم رأيه على:
30
أسبقية العالقة بين البنك والتاجر. أ-
إن تكييف العالقة بين التاجر والبنك على كونها عقد وكالة يمكن أن نوجه لها االنتقادات على النحو اآلتي:
إنها تمثل تجاهال للعقد المبرم بين البنك والحامل ،وإذا قلنا إن البنك في هذه الحالة سيكون وكيال عن كل
من التاجر وحامل البطاقة طبقا لنص المادة ( )115مدني أردني التي تنص على" :ال يجوز لشخص أن
يتعاقد مع نفسه بإسم من ينوب عنه سواء أكان التعاقد لحسابه هو أم لحساب شخص آخر دون ترخيص من
األصيل ،على انه يجوز لألصيل في هذه الحالة أن يجيز التعاقد "... Bفإن هذه اإلجازة المنصوص عليها إذا
إعتبرناها تتمثل بالعالقة العقدية بين البنك والتاجر والبنك والحامل ،تعترض بصعوبة أخرى هي:
أن التزام البنك هو التزام شخصي ومباشر بمقتضى العقد المبرم بينه وبين التاجر بالوفاء له بدين أ-
حامل البطاقة ،وهذا االلتزام مستقل ومجرد عن عالقة التاجر بالحامل ،فيكون للتاجر مدينان :البنك
والحامل ،وهذا ما ال نجده في عقد الوكالة حيث ال يكون للتاجر إال أن يطالب المدين (حامل البطاقة)
وليس له الرجوع على الوكيل (البنك) كون أثر العقد ينصرف إلى الموكل.
ب -كما أن الوكالة تفرض على الوكيل أن يتمسك بمواجهة الدائن بما يملكه الموكل من دفوع إضافة
إلى حق الموكل بإصدار أمر للوكيل بعدم الوفاء ،وهذا ما النجده تماما في نظام البطاقة .لذا نجد أن هذا
الرأي قاصر ،وال بد لنا من البحث عن رأي آخر.
31
المبحث الثالث :اإلنابة في الوفاء،،،
هناك جانب آخر من الفقه([ )]26حاول تفسير العالقات بالرجوع إلى فكرة اإلنابة في الوفاء ،وهو أن
ينيب المدين شخصا آخر هو المناب في وفاء الدين للدائن وهو المناب لديه .وقبول المناب االلتزام بوفاء
الدين نيابة عن المنيب ،يعد إلتزاما قائما وملزما له ،بغض النظر عما إذا كان بينه (المناب) وبين المنيب
عالقة مديونية أم ال.
إن إلتزام المناب في الوفاء بالدين مجرد عن سببه ،أي أنه مجرد عن العالقة التي تربط المناب بالمنيب،
ويترتب على ذلك أن الدين الذي في ذمة المناب للمنيب لو نقض ألي سبب فال تأثير لذلك على التزام
المناب اتجاه المناب لديه ،واإلنابة في الوفاء قد تتضمن تجديدا بتغيير المدين وقد تنطوي على تجديد بتغير
الدائن([ .)]27وتسمى في كلتا الحالتين باإلنابة الكاملة .ولكن قد ال تتضمن اإلنابة تجديدا بتغير المدين،
بل يبقى المنيب مدينا للمناب لديه إلى جانب المناب ،ويصبح للمناب لديه مدينان بدال من مدين واحد،
وتسمى باإلنابة الناقصة ،وهي األكثر شيوعا في العمل.
ولو قارنا فكرة اإلنابة في الوفاء مع نظام البطاقة المصرفية Bلوجدناهما ينسجمان في األمور اآلتية:
. 1للتاجر (وهو المناب لديه) الرجوع على الحامل (المنيب) أو البنك (المناب) وغالبا يرجع على البنك
بموجب العقد بينهما .ويلتزم البنك بالوفاء في حدود المبلغ المسموح به في العقد ،مع مالحظة أن مصدر
دين كل مدين مستقل عن اآلخر ،فمصدر دين الحامل هو عقد البيع أو أي عقد آخر يربطه بالتاجر ،ومصدر
دين البنك هو عقده مع التاجر ،ويترتب على استقالل العقدين:
32
ب -ال يعد البنك كفيال([ )]28للحامل ،ألن الكفالة تفترض وجود التزام قائم ،ألنها تابع اللتزام أصلي.
كما ان في الكفالة يمكن الدفع بحق التجريد ،في حين ال يستطيع البنك ذلك ،ألن التزامه أصلي.
واالنسجام بين فكرة اإلنابة والبطاقة تبدو في توزيع العالقات من حيث التاجر يكون منابا لديه والحامل
منيبا والبنك المناب.
. 2إن البطاقة تنسجم مع اإلنابة في أن البنك (المناب) ال يستطيع االحتجاج على المناب لديه (التاجر)
بالدفوع المستمدة من عالقته بالمنيب (الحامل) .وإن كان للبنك أن يربط التزامه بالوفاء للتاجر على قيام
هذا األخير ببعض اإلجراءات ،كأن يلزمه بالتأكد من شخصية الحامل ،واالطالع على قائمة االعتراضات
الخاصة بالبطاقة المسروقة Bأو المفقودة ،أو ضرورة عدم تجاوز التاجر للمسموح به (الرصيد) .وإال فإن
البنك يستطيع أن يدفع في مواجهة التاجر باإلهمال في إتخاذ هذه اإلجراءات ،وتحميله الخطأ الشخصي أو
خطأ تابعية.
غير اننا نرى أن هذه النظرية غير كافية في إظهار الطبيعة القانونية لهذا النظام لألسباب اآلتية:
أ -إن التاجر ال يرجع على البنك بموجب اإلنابة لوجود العالقة العقدية بينه وبين البنك ،التي بموجبها
يستطيع البنك إلزام التاجر باإلجراءات المذكورة آنفا.
ب -إن المشرع لم ينص في القانون المدني األردني على النظرية العامة لإلنابة في الوفاء ،بل استعاض عن
بعض احكامها بأحكام التجديد ،مع مالحظة عدم نصه على فكرة التجديد بتغيير المدين كما هو الحال في
التشريع المقارن.
33
ج -إن فكرة اإلنابة واألفكار السابقة لها قاصرة عن إعطاء تكييف قانوني للنظام بأكمله ،ألنه حتى لو
وجدنا فكرة تفسر العالقات فإننا نكون قد أغفلنا البطاقة ذاتها والنظام التقني الذي ترتبط به .ولذلك نقوم
بالتحليل الذاتي للبطاقة لعلنا نجد ضالتنا المنشودة.
ظهرت آراء تصف البطاقة ذاتها ككيان مادي ،حيث يجد جانب من الفقه أن الحديث عن طبيعة البطاقة
المصرفية يقتصر على النظر لها دون العالقات الناشئة عنها ،خاصة بغياب األحكام القانونية التي تحكمها([
،)]29للوصول إلى تطبيق أحكام نظام قانوني قائم عليها .لذا إتجه فريق من الفقهاء إلى محاولة إخضاع
البطاقة إلى أحكام قانون الصرف كونها تقوم بدور الشيك ،كأداة دفع نقدية([ ،)]30إن لم تكن عبارة عن
شيك يتم صرفه خالل ثوان ،بينما يرى فريق ثان من الفقهاء بأن البطاقة ما هي إال إعتماد من االعتمادات
المصرفية أو عقد قرض([ .)]31وأخذ رأي ثالث بأن البطاقة المصرفية وسيلة دفع بديلة من ناحية النظر
إلى اهدافها وغاياتها ،فهي يمكن أن تكون صورة أخرى من صور العملة .ويرى جانب رابع أن البطاقة هي
ذات طبيعة مختلفة تمثل وسيلة وفاء عير تقليدية .وإزاء هذا التعدد في اآلراء نجد من المفيد إجراء
مقارنات بين نظام البطاقة المصرفية وكل رأي من اآلراء المطروحة ،حتى نصل إلى رأينا في الموضوع.
يرى بعض الفقهاء أن البطاقة المصرفية ستحتل مع مرور الزمن دور الشيك كأداة وفاء ،وينظر هؤالء
الفقهاء Bإلى الودائع المصرفية على أنها نقود ،يتم نقل ملكيتها من شخص آلخر بواسطة الشيك ،الذي هو
34
عبارة عن امر موجه من صاحب الوديعة إلى البنك كي يدفع ألمره أو لحامله أو ألمر شخص آخر مبلغا
معينا من النقود .ويقوم التشابه بين البطاقة والشيك في كونهما:
.1في الواقع يلتزم البنك (مصدر البطاقة) بصفة اصلية بالوفاء للتاجر عما نفذه حامل البطاقة من
مشتريات ،في حين أن هذا االلتزام غير موجود في الشيك ،الن المستفيد (الدائن) ال يرتبط بالبنك بعقد أو
أي عالقة قانونية أخرى ،حيث يقوم البنك بالوفاء له بصفته وكيال عن المدين (ساحب الشيك) ،فإذا لم
يكن للساحب رصيد كاف يحق للبنك عدم صرف الشيك.
.2في الشيك يوجد طرفان ،وهما المستفيد والمدين وهو الساحب ،وينحصر دور المسحوب عليه
(البنك) في كونه وكيال عن المدين دون أن يكون ملتزما بالدفع عنه .أما في حالة البطاقة المصرفية Bفتقوم
على ثالثة أطراف هي :التاجر والحامل والبنك .فمصدر Bالبطاقة (البنك) يلتزم بالدفع للتاجر في الحدود
المتفق عليها .وبهذا تصبح البطاقة أكثر ثقة وقبوال في الوفاء من الشيك.
. 3قابلية الشيك للتظهير ،بينما ال يمكن تداول البطاقة إال من خالل حاملها الشرعي وهي غير قابلة
لالنتقال للغير إال بموجب اتفاق وتحديده في العقد([.)]32
35
. 4البيانات الواردة في الشيك وبقية األوراق التجارية إلزامية ،يجب أن يتضمنها السند حتى يكون ورقةB
تجارية خاضعة لقانون الصرف ،في حين ال يوجد مثل تلك البيانات في البطاقة .لذا نجد أن أحكام األوراق
التجارية (قانون الصرف) غير قادرة على إخضاع نظام البطاقة المصرفية Bلها.
يبرر جانب من الفقهاء([ )]33دراسة البطاقة المصرفية Bفي باب االعتمادات المصرفية .إذ إن البنك ال
يصدرها إال لعمالئه الذين يطمئن إليهم ،كما أنه يضمنهم في حدود معينة أمام التجار الذين يتعامل معهم
هؤالء العمالء.
فحامل البطاقة يستخدمها في وفاء Bالتزاماته مع التجار ،ويتضمن هذا الوفاء ضمانا لهؤالء التجار ،ويكون
لحامل البطاقة اعتماد لدى البنك (المصدر) ،وال يلتزم الحامل بالدفع إال آخر كل شهر أو بالمواعيد
المحددة بالعقد وإلى أن يحل هذا الموعد يكون للحامل اعتماد قصير وغير مقصود Bلذاته ،وهذا ما يبدو في
بطاقة فيزا المستعملة محليا ،على أنه ال يمنع ان يكون هناك بطاقات ذات اعتماد حقيقي متفق عليه بين
الحامل والبنك وهذا ما تتضمنه البطاقة المصرفية Bالدولية.
تحدث هذا الرأي ،إلخضاع نظام البطاقة المصرفية ألحكام االعتمادات المصرفية ،عن آلية الوفاء من البنك
للتاجر نيابة عن الحامل ،أما البطاقة ذاتها وعالقتها بالنظام االلكتروني وعالقة الحامل بالتاجر ،فال يمكن
لكل ذلك أن يخضع لهذا النظام ،وقيل إنه أحد صور االعتمادات المصرفية وهو القرض.
36
المبحث الثالث :إخضاع نظام البطاقة المصرفي ألحكام عقد القرض التجاري
القرض عقد يتفق بمقتضاه البنك (المقرض) بأن يضع مبلغا من المال تحت تصرف المقترض وهو الحامل،
وللمقترض حرية استعمال المال في أي غرض يراه مناسبا إال إذا اتفق على خالف ذلك ،وعندها يكون
للبنك أن يراقب كيفية استخدامه ،وأي إخالل بالعقد قد يهدد قدرة المقترض في السداد ،وعندئذ يكون
للبنك أن يطلب رده فورا وفسخ العقد.
وهذا األمر يخضع للقواعد العامة والخاصة للعقد في القانون المدني .ولو طابقنا نظام البطاقة مع نظام
االعتماد بالقرض فإننا نجد:
. 1أن االعتماد بالقرض ال يتجدد متى ما استنفذه المقترض ،وال بد من عقد جديد عند تجديده في حين
حامل البطاقة ال يجدد اتفاقه مع البنك ،بل العقد يمتد لمدة سنة يتجدد تلقائيا إذا لم يعترض عليه أي من
الطرفين.
عقد القرض يقوم بين طرفين هما المقرض والمقترض ،وهي عالقة ثنائية في حين تضم البطاقة ثالثة .2
أطراف.
.3عقد القرض ال يقيم اعتبارا للعالقة التي تربط المقترض بالغير ،فالبنك ليس له عالقة مباشرة بمن يتعامل
معه المقترض ،في حين البطاقة تقيم عالقة مباشرة بين البنك والتاجر الذي يتعامل معه الحامل .لذا فإن هذا
الرأي هو اآلخر قاصر عن تفسير الطبيعة القانونية لنظام البطاقة.
37
وضع االقتصاديون([ )]34شروطا ثالثة كي تؤدي النقود وظيفتها األساسية ،وتتلخص تلك الشروط بما
ياتي:
فإذا ما توافرت تلك الشروط أصبح من المنطقي القول إن النقود تؤدي وظيفتها وفقا Bللنظام الخاص بها،
ولو قارنا نظام البطاقة المصرفية مع الشروط اآلنفة الذكر لوجدنا أن البطاقة المصرفية:
.1تلقى قبوال عاما اختياريا ،فقد اكتسبت صفة عالمية التداول ،إذ توفر لحاملها خدمة مستمرة على مدار
الساعة عن طريق الصراف اآللي.
.2تسمح بوجود قدر من الضمان ،األمر الذي جعلها تشكل وسيلة وفاء فورية بالنسبة للتاجر ،وهي بهذا
تحقق عنصر المحاسبة الفورية.
. 3تحقق قدرة التبادل من حيث حصول الحامل على السلعة مقابل قبول التاجر البطاقة للوفاء ،ويترتب
على الحامل ثمنا للسلعة التي حصل عليها.
وبذلك تكون البطاقة قد جمعت بين قابلية التبادل والقبول العام مع قدرة المحاسبة ،وصارت تقوم بنفس
وظيفة النقود ،ويستطرد هذا االتجاه الفقهي([ )]35قوله في أن البطاقة صارت بديال عن النقود ،ال بل
تقوم مقامها Bفي أحد شكلين:
38
األول :ال تعد البطاقة بحد ذاتها نقودا إنما ما يعد كذلك هو النبضات اإللكترونية ،فهي تحوي على
معلومات Bإلكترونية تتكامل مع اآللة التي تقوم بتحويل إلكتروني ،ليحصل الحامل إما على قيد في
السجالت كما هو الحال مع التاجر الذي يرسل معلومات البطاقة إلى البنك عبر اآللة لتقييدها على حساب
التاجر ،أو يحصل على النقود من خالل هذا التحويل ،لذا أطلق عليها أنها نقود إلكترونية من حيث النظر
لها بشكل كلي كبطاقة مع المنظومة التي تتعامل معها.
الثاني :البطاقة ذاتها كمادة تعد نقودا بالستيكية ،تضاف إلى أنواع النقود المتداولة كالنقود الورقية
والمعدنية .وهذا الرأي ال يمكن التعويل عليه للمبررات اآلتية:
. 1للنقود نظام قانوني خاص بها ،فهي تصدر بناء على قانون من جهة مختصة ومخولة بذلك ،وفق شكلية
نص عليها القانون وتتمثل بصكوك محددة القيمة والشكل ،وهذا ما ال تخضع له البطاقة.
. 2تمنح البطاقة لألفراد بشكل يتفاوت االئتمان الممنوح لهم ،مما يؤدي إلى تفاوت قيمة كل بطاقة .في
حين النقود ال يتعامل بها األفراد وفقا الئتمانهم ،كما أنها متساوية القيمة وحسب فئة اإلصدار.
. 3القبول العام للنقود وتداولها بموجب القانون ،في حين قبول البطاقة حسب إرادة كل شخص ،فهو أمر
موقوف على محض إرادة األفراد وال يجبر القانون على التعامل بها .أما من حيث تداولها فهي غير خاضعة
للتداول بطبيعتها([.)]36
. 4األوراق النقدية ال تتعلق باالعتبار الشخصي ،ال تختص بالحامل فهي ترتبط بحيازتها وتطبق عليه قاعدة
الحيازة في المنقول سند الملكية ،في حين ال يمكن التصرف بالبطاقة إال من قبل حاملها.
39
إن هذا االتجاه نظر إلى البطاقة والنظام اإللكتروني المرتبط بها إال أنه تغاضى ،هو اآلخر ،عن العالقات التي
ترتبط باستخدامها لذا يكون هذا االتجاه قاصرا عن التفسير.
يجد أصحاب هذا الرأي([ )]37أن النظام مستحدث في البيئة التجارية نتيجة لحاجات عملية ولتحقيق
مصالح أطراف العالقات العقدية ،حيث يهدف هذا النظام إلى:
أن يحصل الحامل على احتياجاته من السلع والخدمات Bبثمن مؤجل ،يقوم بسداده الحقا على أقساط .1
مؤجلة.
أن التاجر يحصل على ثمن مبيعاته بصورة معجلة Bمن جهة مليئة دون التعرض لخطر اإلعسار أو .2
اإلفالس.
.3أن البنك هو اآلخر يحقق مصلحته من خالل الفائدة التي يحصل عليها من الحامل والعمولة التي
يتقاضاها من التاجر .ويؤكد هذا الرأي ضرورة النظر إلى البطاقة بصورة مستقلة ،لتطبيق القواعد القانونية
التي من شانها أن تحافظ على األسس التي يقوم عليها النظام ،هذه األسس مرجعها Bالعالقات العقدية
المرتبطة بهذا النظام ،وتتمثل هذه األسس بما يأتي:
40
التزام البنك (المصدر للبطاقة) بشكل شخصي ومباشر من خالل الضمان الذي يقدمه وفي حدود .3
معينة.
التزام البنك بالسداد للتاجر مرتبط بإتخاذ التاجر اإلجراءات الالزمة عند قبول البطاقة. .4
التزام التاجر بالرجوع إلى البنك (المصدر للبطاقة) ابتداء وقبل الرجوع إلى الحامل. .5
إن الرأي المتقدم فيه إنصاف للبطاقة من حيث النظر إلى سماتها ،ولكنه لم يحدد القواعد القانونية التي
يمكن أن تطبق عليها.
من خالل العرض السابق لآلراء التي قيلت بصدد التحليل الوصفي أو الذاتي للبطاقة ،نجد أنها تقوم على
ثالثة عناصر ال يمكن الفصل بينها لتحديد الطبيعة القانونية لكل منها .وال بد من أن نصل إلى قواعد تحكم
هذا النظام بمجموع عناصره ،وهذه العناصر هي:
العالقات القانونية التي ترتبط بالبطاقة ارتباط السبب بالمسبب وال يمكن فصل أي منهما عن اآلخر. .1
البطاقة ذاتها بالشكل الذي أعدت من أجله لتتواءم مع النظام اإللكتروني الموجود لدى البنك .2
والتاجر.
41
لذا نرى أن هذه العناصر التي تشكل بمجموعها نظام البطاقة المصرفية هي عملية مصرفية ،ولو أردنا أن
نحدد معنى العمليات المصرفية لوجدنا أن هذه العبارة تستعصي على التحديد ،فليس لها معيار فني
لتحديدها ،إنما لجأت التشريعات المقارنة إلى تعدادها ،وهذا التعداد قد يزيد أو ينقص منها ،إال أنه متطور
حسب الزمان والمكان ،والسبب يعود إلى نشاتها من العرف .على أنه ال بد من المالحظة إلى أن هذه
العمليات ال تتجرد من وصفها هذا إذا قام شخص ليس له وصف مصرف ،ولم يتكرر صدورها منه .كما أن
العرف ال يعد المصدر الوحيد لها ،إنما هناك عادات مصرفية وهي عبارة عن الحلول التي جرى بها التعامل
واستقر حتى ثبت في أذهان المتعاملين أنها ملزمة ،ما داموا لم يستعبدوها.
وتستمد العادة المصرفية قوتها الملزمة من افتراض التراضي بين األطراف على تطبيقها ،فيجوز لهم
استبعادها بنص صريح ،فإن لم يفعلوا لزمهم حكمها ،ألنها تعد ضمن تعاقدهم ،وحتى تكون العادة ملزمة ال
بد أن تكون:
مستقرة. .1
متواترة. .2
لذا فال تلزم العادة أطراف العقد إال إذا كانت تنظم عالقتهم؛ ألن أساس اإللزام هو الرضا المهني بها من
قبلهم ،وعليه يرفض القضاء النظر إلى مجرد أسلوب جرى عليه البنك في العمل طالما أن هذا األسلوب
يعبر عن إرادة البنك وحده([.)]38
42
فإذا أضفنا نظام البطاقة المصرفية إلى العمليات المصرفية األخرى ،وأخضعناها لذات النظام القانوني نجدها
تتواءم معها ،حيث إن المشرع األردني نص في الباب الخامس من قانون التجارة رقم 12لسنة 1966
النافذ وتحت عنوان الحساب الجاري على بعض أنواع العمليات المصرفية األخرى.
فقد خصص المادة ( )106إلى المادة ( )114للحساب الجاري وهو من أهم العمليات المصرفية .وفي
المادة ( )115نص على وديعة Bالنقود وفي (م )116على وديعة األوراق المالية ليعالج في (م )117القواعد
القانونية التي تسري على ايجارة الصناديق الحديدية .وفي (م )118االعتمادات ،ليأتي في (م )122يؤكد
بأن ما ذكر كان على سبيل المثال وليس الحصر ،ويخضعها ألحكام القانون المدني المختصة بالعقود
المختلفة الناجمة عن العمليات المذكورة أو العقود التي تتصف بها هذه العمليات .فعليه ال نجد ما يمنع أن
نعتبر نظام البطاقة المصرفية عملية مصرفية تخضع لذات النظام القانوني الذي تخضع له تلك العمليات.
الخاتمة
من كل ما تقدم يمكننا أن نركز في هذه الخاتمة ،ودون تكرار ،على النتائج التي عرضناها ،وعلى أهم ما
توصلنا إليه من تصورات تترتب على الطبيعة القانونية لنظام البطاقة المصرفية .ومن هذا المنطلق ال بد من
اإلشارة إلى:
. 1أن هذا النظام وسيلة مستحدثة للوفاء ،دون أن يتم الدفع نقدا للتجار ،وبهذا يتفادى الحامل األخطار
التي يتعرض لها عند حمله النقود .كما تجعل البطاقة في مأمن من رفض التاجر قبول هذه الوسيلة في
الوفاء ،كما يحدث بالنسبة للشيك ،إضافة إلى توفيره األمان للتجار ،فهي تعد لهم وسيلة مضمونة للوفاء،
43
وتحميهم من انخفاض القيمة الشرائية للنقود وتراكم األموال لديهم ،عالوة على تخليصهم من أخطار
السرقة والضياع وزيادة عدد عمالئهم.
.2يمكن لهذا النظام أن يقوم مقام النقود في الوفاء ،فإذا كان الهدف من إيجاد وسائل وفاء هو الحد من
تداول النقود وانتقالها بما تتعرض له من أخطار السرقة والضياع ،فقد أوجدت البيئة التجارية كثيرا من هذه
الوسائل التي استعملت في الوفاء بأثمان السلع الكبيرة مثل األوراق التجارية ،وبالرغم من شيوع هذه
الوسائل التقليدية وقيامها Bبوظيفة الوفاء ،إال أنها ظلت غير مقبولة للوفاء بقيمة المشتريات األساسية وخاصة
قيمة المواد الغذائية التي يحتاجها العميل .فقد اعتاد التجار على قبول النقود في الوفاء دون سواها لهذه
المشتريات .ولكن البطاقة المصرفية أصبحت تغطي هذا النقص ،بل إنها أصبحت تنافس وسائل الوفاء
التقليدية في مجال تطبيقها نظرا لما تحققه من وسائل حماية أكثر مما يتوافر للوسائل التقليدية في الوفاء.
أ -هذا النظام بمجموعه يعد وسيلة ضمان ،حيث يضمن للتاجر وفاء كامال بقيمة المشتريات التي تعاقد
عليها الحامل في حدود الرصيد المتفق عليه من قبل البنك.
ب -نظرا للتغيرات االجتماعية واالقتصادية Bابتدع العرف التجاري هذا النظام ثم أخذته البنوك ،لتتوسع به
لدرجة أنه أصبح عملية مصرفية Bتقدمها المصارف ضمن الخدمات المصرفية التي تضعها بين يدي الجمهور.
ج -هذه العملية المصرفية Bنجد إمكانية إضافتها إلى العمليات المصرفية األخرى ،ويحكمها كل من العقد
والعرف والعادة المصرفية ،إضافة إلى األحكام القانونية التي أشار إليها المشرع في كل من قانون التجارة
والقانون المدني.
44
د -لو أمعنا النظر في العالقات التي ترتبط بالبطاقة لوجدنا نوعا من التناغم واالنسجام بينها .فالعقد المبرم
بين التاجر والبنك للحصول على البطاقة كونها وسيلة وفاء ،وارتباطها بمجموعها بالنظام اإللكتروني
الموجود لدى التاجر و البنك ،يجعل البطاقة تتألف معه ،لتنفيذ ما ترتب من العالقات القانونية بطريقة
تقنية حديثة ،بحيث يصبح لدينا النظام القانوني ذا صبغة تكنولوجية حديثة للوفاء.
45