Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬

‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫تاريخ استقبال املقال‪ 2018/12/12 :‬تاريخ قبول نشراملقال‪ 2019/05/05:‬تاريخ نشراملقال‪2019/06/05:‬‬

‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬


‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫‪1‬‬ ‫أ‪ .‬جناوي عبد العزيز‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن حداثة املخاطر في انتقالها من املحلي إلى املجتمع العاملي للمخاطر و ديناميتها في مختلف مجاالت الحياة االجتماعية أصبحت‬
‫موضوع الراهن ‪ ،‬و رهان ذو اتجاه قوي و حديث في مجتمع املخاطرة ‪ .‬إن تعدد املخاطر الواقعية رافقه تعدد معرفي في الدراسات بين‬
‫النفس ي و السوسيولوجي و االقتصادي من‪ .‬الكالسيكي إلى الحديث لدراسة املخاطر ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مخاطرة ؛ مقاربة املخاطر؛ مجتمع املخاطرة ؛حداثة‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪The modernity of risk is to be transferred from the local community to the global community to the risks and their‬‬
‫‪dynamics in various areas of social life has become the subject of the present, and a very strong bet within the risk‬‬
‫‪community. The multiplicity of factual risks has been accompanied by a multiplicity of knowledge in the‬‬
‫‪psychological, sociological and economic studies of classics and moderns to study these risks.‬‬
‫‪Keywords : Risk ; Modernity Risk ; Risk Approach ; Risk Society .‬‬

‫‪ .1‬مرسل املقال‪ :‬أستاذ جامعي بجامعة زيان علشور‪ -‬الجلفة‪ -‬الجزائر‪ -‬البريد اإللكتروني‪ adjenaoui@yahoo.fr :‬الهاتف‪07.95.23.36.00 :‬‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-69-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫في مواجهة اآلليات الضمنية و الصريحة للتأثيرات التكنولوجية‪ ،‬الصحية‪ ،‬البيئية االقتصادية‪ ،‬و حتى الثقافية التي تواجهها‬
‫املجتمعات املعاصرة أدت إلى تفاقم مشكالت و تأثيرات حداثة املخاطر ‪ La Modernité du Risque‬التي تحولت إلى عابرة لألوطان و‬
‫القوميات غير محسوبة النتائج و ملفتة لالنتباه‪.‬أصبح من الضروري تناولها كراهن مقلق في السوسيولوجيا املعاصرة‪ .‬قبل ثالث‬
‫سنوات من ظهور كتاب " ‪ "Risikogesellschaft‬لعالم االجتماع األملاني ‪ Ulrich Beck‬باللغة األملانية في ‪ 1986‬فرنكفورت‪ ،‬حيث‬
‫ترجم في ‪ 2001‬إلى اللغة الفرنسية من قبل ‪ Laure Bernardi‬بعنوان ‪La Société du Risque sur la voie d’une autre modernité‬‬
‫و في‪2009‬إلى اللغة العربية بعنوان "مجتمع املخاطرة "‪ ،‬نشر كال من‪(Soraya, 2013,p57(:‬‬
‫‪ National Research Council -‬و بالتعاون مع ‪ National Academis of Science‬كتابه " الكتاب األحمر" حول تقييم‬
‫املخاطر في ‪ 1983‬و أصبح يعرف بـ " إنجيل إدارة املخاطر الصحية‪،‬التكنولوجية و البيئية "‪،‬حيث ساهم كأداة و إجراء لتنظيم‬
‫عمل مختلف مؤسسات الخبرة و التنظيم‪.‬‬
‫" ‪A Nation at Risck : the Impérative‬‬ ‫‪ -‬في ‪ 1983‬نشر تقرير ‪ National Commission on Excellence in Education‬بعنوان‬
‫‪ "for Educational Reform‬أمة في خطر" من أجل إصالح التربية يشير الى مؤشرات املخاطرة وسبل النجاح في التربية التي تستعمل‬
‫كحافز لإلصالحات العميقة للنظام التربوي األمريكي من قبل إدارة الرئيس األمريكي األسبق دونالد ريغان‪ ،‬و في نفس الوقت معالجة‬
‫االنحراف و الجريمة التي تعرفها التحوالت املهمة التي تؤدي إلى تزايد للمخاطر ‪.‬‬
‫‪ -‬في‪ 1984‬نتيجة اعتداء ضد العسكريين األمريكيين في بيروت‪ ،‬فإن خبراء ‪ RAND Corporation‬نشروا تقريرا حول اتجاهات‬
‫املخاطر اإلرهابية على املستوى العاملي‪ ،‬وحث جيمس شورت ‪ James Short‬الرئيس الجديد للجمعية األمريكية لعلم االجتماع في‬
‫خطابه التدشيني على إدراج موضوع املخاطر موضوع كبحث ذو أولوية للتخصص‪.‬‬
‫بدأ االهتمام باملخاطر في الدراسات األمريكية و الغربية نتيجة الشعور بالتهديد العاملي حسب رؤية اإلدارة األمريكية و‬
‫اعتبار هذا التهديد عمل إرهابي‪ ،‬ثم توسع استعمال املفهوم من حيث تعدد و تنوع املخاطر في العالم مما أدى باهتمام باحثين آخرين‬
‫في القضايا الصحية‪ ،‬البيئية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية و عالقتها باملخاطر‪.‬‬
‫‪ .1‬مقاربة التفسيرالتقني للمخاطر ‪Interpretation Technique des Risques‬‬
‫يعتبر كتاب عالم االجتماع األملاني بيك ‪" la Société du Risque sur la voie d’une autre modernité" )1986( Beck‬‬
‫كتابا كالسيكيا اآلن و الذي نشر بعد حادثة نووية في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بأوكرانيا مباشرة‪ .‬حقق هذا الكتاب نجاحا‬
‫كبيرا ليس فقط بين علماء االجتماع والعلماء عموما‪ ،‬لكن أيضا لدى الجمهور األملاني األوسع (‪ 60000‬نسخة بيعت في السنوات‬
‫الخمس األولى)‪ .‬حسب بيك ‪ Beck‬املختص في مخاطر التكنولوجيا املعاصرة أن املجتمع الحديث ال يتبادل املنافع ‪ Goods‬فقط‬
‫( املداخيل‪ ،‬العمل‪ ،‬التأمين االجتماعي) بل كذلك األضرار‪ ( Bads‬األخطار و املخاطر البيئية) " إن النظام االجتماعي في السبعينات‬
‫من القرن املاض ي تأسس على توزيع املصادر و الثروات املنتجة انطالقا من هذه املجتمعات الصناعية‪ .(Soraya, p.72) .‬فاالنتقال‬
‫من منطق توزيع الثروات الخاصة بمجتمع العوز أو الحاجة إلى منطق توزيع املخاطر في مجتمع الحداثة املتقدمة تاريخيا مرتبط‬
‫بظرفين ‪(Ulrich,2001,p.35 ) :‬‬
‫‪ -‬أن البؤس املادي الحقيقي موضوعيا ضئيل‪،‬و اجتماعيا مستبعد عبر مستوى تقدم قوى اإلنتاج البشرية و التكنولوجية‬
‫و أنظمة التأمين و التنظيم القانوني و الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬يرتبط هذا التغير بالنمو املتزايد لقوى اإلنتاج داخل نسق الحداثة‪ ،‬هذا النمو يساهم في والدة مخاطرو إمكانيات تعريضها‬
‫لخطر لم يسبق له مثيل‪.‬‬
‫هذه الحداثة األولى حسب بيك شجعت نمو املخاطر و روجت الالستقرار كنموذج مهيمن على سياسات الدول‪ ،‬و االشتغال بأضرار‬
‫و تهديد هذه املخاطر باملوازاة مع تطور التقنيات العلمية‪ .‬ففي األزمنة األولى كان االعتقاد مطلق و اليقين ‪ Certitude‬في قدرات العلوم‬
‫و التقنية و ضرورة التطور‪ ،‬أدى هذا االعتقاد إلى اعتبار األخطار كحوادث ضرورية من أجل السير نحو التقدم‪.‬وبناء على هذا‬
‫التوجه االجتماعي و العلمي في ذلك الوقت اعتبرت األخطار أحداث متوقعة‪ ،‬محسوبة و مأمونة‪ .‬أما اليوم و في ظل االنتقال السريع‬
‫نحو عوملة املخاطر املنتجة من قبل الحداثة الصناعية تظهر بطريقة واسعة وأقل مراقبة‪ " .‬بالنظر لإلنسانية في القرن العشرين أن‬
‫بعض الكوارث الكبيرة جرت في عدة مجاالت املخاطر‪ :‬مالية (الحوادث املتنوعة) بيئية (بوبال‪ ،‬تشرنوبيل‪ ،‬البقع السوداء‪ ،‬احترار‬
‫األرض‪،‬املخاطر الغذائية) عسكرية (الحربين العامليتين‪ ،‬هيروشيما‪ ،‬الحرب الباردة) سياسية( الشمولية املختلفة)‪(Cauchie et ".‬‬
‫)‪Hubert, 2002,p88‬‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-70-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫إن اإلنتقال من العصر الصناعي إلى عصر "املخاطر" لألزمنة الحديثة يعمل بطريقة ال إرادية‪ ،‬مجهولة ال مفر منها‪.‬‬
‫")‪ )Ulrich,1994,p.334‬من خالل سرعة التطور التكنولوجي للعالم الحديث تزداد الفجوة بين العالم الذي يمكن وصفه بأن مخاطره‬
‫القابلة للقياس تنظم تفكيرنا و فعلنا‪ ،‬و عالم ال يمكن وصفه يهيمن عليه انعدام األمن غير قابل للقياس املنشأ من قبلنا‪pp.87-".‬‬
‫)‪.)Cauchi et Hubert, 88‬حسب بيك أن هذا االنتقال يحمل تحرر متدرج لألفراد من جهة فيما يتعلق باملعرفة اإلعتقادية و املعرفة‬
‫الدينية‪ ،‬و من جهة أخرى بمجموعات اإلقليم املتميزة بإنخراط األفراد داخل هذه املجموعات‪ ،‬حيث أن تماسكها و مراقبتها تعتمد‬
‫على معرفة‪-‬بينية ‪ Interconnaissances‬متبادلة و قوية‪ .‬إال أن هذا التحرر يبقى نسبيا ألن إزالة هذه األوهام يتوقف على زوال‬
‫املعرفة الدينية‪ ،‬و فصل إندماج لألفراد فيما يتعلق باملجموعات اإلقليمية يترافق مع انعدام األمن الذي ال يجد مصدره في الحقيقة‬
‫) ‪ .( Cauchie, Hubert, p.88‬يلخص بيك‬ ‫الخارجية املقدسة‪ ،‬و لكن داخل النشاطات اإلنسانية التي تأخذ شكل املخاطر‪.‬‬
‫خمس قضايا للهندسة االجتماعية و الدينامية السياسية لقوى التهديد‪)Ulrich ,2001.pp41-44 ) :‬‬
‫‪ .1‬إن املخاطر املتولدة في مرحلة متقدمة لتطور القوى اإلنتاجية تتعلق باإلشعاع النووي التي يخفى كليا عن اإلدرا البشري‬
‫املباشر‪،‬و حتى على املواد امللوثة و السامة املوجودة في الهواء‪،‬املاء‪ ،‬و املواد الغذائية لها تأثيرات على املديين القصير و الطويل‬
‫على النباتات و الحيوانات و اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن توزيع و تزايد املخاطر تتولد عنه وضعيات اجتماعية مهددة عاجال أو آجال‪ ،‬و هي املرتبطة بالحداثة التي تمس كذلك‬
‫الذين ينتجونها أو يستفيدون منها‪ .‬فهي تخفي تأثير كارثي ‪ Effet Boomerang‬يتخطى شكل مجتمع الطبقات و ال خالص منه ال‬
‫األغنياء و ال األقوياء‪.‬‬
‫‪ .3‬إن انتشار و تسويق املخاطر ال يقطع عالقته مع منطق النمو الرأسمالي بل يرفعه إلى درجة أعلى‪،‬فاملخاطر املرتبطة بالحداثة‬
‫تكشف مشاريع كبيرة عاملية ‪ ...Big Business‬باإلمكان تخفيف الجوع و تلبية الحاجات‪ ،‬لكن املخاطر املرتبطة بالحداثة تشكل‬
‫مخزونا من الحاجات ال عمق لها و هو مخزون جشع‪ ،‬خالد و يتنج ذاتيا ‪.s’autoproduit‬‬
‫‪ .4‬يمكن أن نمتلك الثروات لكن نحن مهددون من قبل املخاطر‪ ،‬إنها الحضارة التي تفرضها و لتلخيص ذلك في صيغة شكلية‪ :‬في‬
‫وضعيات الطبقات أو الشرائح االجتماعية الوجود هو الذي يحدد الوعي‪ ،‬لكن في وضعيات التهديد الوعي هو الذي يحدد‬
‫الوجود‪.‬‬
‫‪ .5‬في املجال السياس ي تخفي املخاطر املعترف بها اجتماعيا شحنة تفجيرية فريدة‪ ،‬فما كان معتبرا السياس ي ‪ Apolitique‬صار‬
‫سياسيا‪ ،‬فجأة يتدخل الرأي العام و السياسة في قلب إدارة املؤسسة في تخطيط اإلنتاج‪ ،‬التجهيز التقني‪...‬الخ‪ .‬و هنا نرى بوضوح‬
‫االهتمام بالرهان الحقيقي للحوار حول تعريف املخاطر الذي ال يتعلق فقط باملشاكل الصحية التي تحدث فحسب نتيجة‬
‫الحداثة التي تطال الطبيعة و اإلنسان‪ ،‬بل تأثيرات اجتماعية‪ ،‬اقتصادية و سياسية نتجت من قبل تأثيرات محرضة بنفسها‪.‬‬
‫‪ .2‬مقاربة مأسسة املخاطر ‪Institutionnalisation des Risques‬‬
‫ألف عالم االجتماع البريطاني انطوني جيدنز ‪ ANTONY GIDDENS‬أربع كتب مهمة حول الحداثة ‪LES CONSEQUENCES DE LA‬‬
‫‪MODERNITE (1990), REFLEXIVE MODERNIZATION (1991) avec Ulrich Beck et Scott Lasch, MODERNITY AND SELF‬‬
‫‪ L’INTIMITE (1991).‬تتناول إشكالية أساسية تتعلف بمسألة الديمقراطية‬ ‫‪IDENTITY (1991),LA TRANSFORMATION DE‬‬
‫القضايا املعاصرة و الراهنة من حيث تطور املخاطر كتهديد عاملي للمجتمعات‪،‬و ظهور أزمة‬ ‫االجتماعية كطريق ثالث في معالجة‬
‫و املواطنة كنتاج لهذه الحداثة االنعكاسية و خطرها على هذه الديموقراطية‪ .‬يفترض في تحديث الحياة االجتماعية‬ ‫الفردانية‬
‫أن ترتبط باملسألة االجتماعية التي سيتم تنظيمها من قبل مؤسسات قوية (تدخل الدول‪ ،‬التنظيمات‪ ،‬قوة اتحاد العمال و‬
‫املفاوضات‪.)...‬‬
‫يقدم جيدنز مصطلح الحداثة االنعكاسية (‪ )1991‬لتحليل التأثيرات اإلنعكاسية لهذه الحداثة و التي هي نتاج املجتمع‬
‫الصناعي العقالني الذي سعى إلى رفاهية الناس في العالم املعاصر‪ ،‬وهذا يعني أن الفضاء االجتماعي ليس فقط مكان للعمل ولكن‬
‫أيضا مكان للتفكير في العمل‪.‬فاإلنعكاسية هي ملك للفعل االجتماعي الذي يقود الفعل للعمل على الفاعل والعكس بالعكس من‬
‫خالل إحالة دائمة بين توصيف الوضعيات و الوضعيات نفسها‪.)Madeleine,2009,p.43 ( .‬يدر جيدنز أن تطور املجتمع واملعرفة‬
‫يزداد أكثر فأكثر و ال يمكن السيطرة عليهما‪ ،‬و حسب رأيه نحن ال نعيش بداية عصر ما بعد الحداثة ولكن مرحلة حيث عواقب‬
‫الحداثة تتطرف وتعمم‪(Delannoi , 1995,p882) .‬‬
‫فاملعايير الحديثة في كل األبعاد املؤسساتية للحداثة من‪ :‬الرأسمالية( الرأسمال ‪،‬السو و تقسيم العمل)‪ ،‬املراقبة(‬
‫املعلومة االجتماعية و مراقبتها )‪ ،‬الصناعة( تحويل الطبيعة )‪ ،‬القوة العسكرية ( تصنيع الحرب) بحيث ال يوجد أي تراجع لهذه‬
‫املؤسسات بل بالعكس هي في حالة تدعيم متبادل‪ ،‬لذلك نحن أكثر من أي وقت مض ى داخل العالم الحديث‪.‬يحدد جيدنز ثالث‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-71-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫سماتتكون نموذج مثالي للحداثة اإلنعكاسية التي تسمح بفهم عواقبها و تأثيراتها‪) Delannoi,p883) :‬‬
‫‪ -‬تفكك الزمان و املكان‪ :‬مفهوم الزمان في املجتمعات ما قبل الحداثة وثيق الترابط‪ ،‬دوري‪ ،‬ملموس ومتقطع‪ .‬أما في الحداثة‬
‫اإلنعكاسية حيث فرض زمن بالساعات ذات التقويمي العاملي‪،‬و هو عبارة عن كيانات فارغة من كل مضمون اجتماعي‪ ،‬و‬
‫أصبح مفهوم الوقت مجرد مقياس خطي بسيط و عليه يقاس النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬فصل األنظمة االجتماعية ‪ : Délocalisation des Systèmes Sociaux‬حسب جيدنز املال عامل مهم في فصل األنظمة‬
‫االجتماعية و تفكيك ترابطها‪ ،‬فاملال هو أداة قادرة على إقامة عالقات منفصلة جدا في الفضاء العام عبر التواصل‬
‫وطابعه غير املادي العاملي يجعل املعامالت (البنكية عبر الشبكات‪ ،‬التسو ‪ )...،‬ممكنة عن بعد و كنوع من ضمان رمزي‬
‫‪ Symbolique Gage‬يعتمد على ثقة املستعملين‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم و إعادة تنظيم انعكاس ي للعالقات االجتماعية‪.‬‬
‫في تحليله للحداثة اإلنعكاسية من حيث تقييم املخاطر يرى جيدنز أن الثقة املطلقة التي يمنحها املتعاملين و الخبراء‪ ،‬ألن‬
‫املخاطر محسوبة و مراقبة و متحكم فيه و بالتالي ال يمكن أن تستمر الحياة بدون هذه الثقة كآلية أو ما يسميه باإليمان األعمى ‪La‬‬
‫‪ .Foi Aveugle‬نوجز أفكار جيدنز في جدول مقارنة للمعايير التي تميز بين الحداثة البسيطة أو األولى و الحداثة اإلنعكاسية‬
‫للمجتمعات املعاصرة‪.‬‬

‫الجدول ( ‪ :(1‬مقارنة بين معاييرالحداثة البسيطة و الحداثة االنعكاسية‬


‫مجتمعات الحداثة االنعكاسية‬ ‫مجتمعات قبل الحداثة‬ ‫املفاهيم‬
‫ربط الزمان باملكان (معالم‬
‫فصل املكان عن الزمان يمثل املكان بدون مرجعية‬ ‫املكان‬
‫سوسيو‪-‬فضائية)‬
‫تحديد الوقت كميا بدون مرجعية ‪.‬‬ ‫هيمنة الحاضر‬ ‫الزمان‬
‫إعادة تشكيل العالقات االجتماعية في مجال زماني مكاني‬
‫غير محدد‪ ،‬فاملال عامل لنقل االقتصاد الحديثة‪-‬‬ ‫مرتبطة بالزمان و املكان‬
‫‪-‬التوسع في األسوا الرأسمالية على املستوى الدولي‪.‬‬ ‫ومحددة‪ -‬تبادل الثقة بين‬ ‫العالقات االجتماعية‬
‫‪-‬الثقة داخل نظام مجرد و غير شخص ي و هي عالقة‬ ‫األفراد‬
‫نفعية‪.‬‬
‫يشير سوتر ‪ )2010(Sutter‬إلى تمييز جيدنز في كتابه ‪ Les Conséquences de La Modernité 1990‬إلى نوعين من املخاطر‪(:‬‬
‫‪( Camille,2010‬‬
‫مخاطر خارجية ‪ Risques Externalises‬و هي أخطار مؤمنة و يمكن التنبؤ بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخاطر مصنوعة ‪ Risques Fabriqués ou Manufacturés‬و هي التي تتضاعف بعد نهاية الطبيعة و التقاليد و مظاهر‬ ‫‪-‬‬
‫هذه املخاطر تتمظهر في حلقة حميمية خاصة ( اختيار نمط الحياة‪ ،‬الزواج‪ ،‬التغذية) و كذلك على مستوى أكثر عمومية ( مخاطر‬
‫بيئية‪ ،‬مخاطر تكنولوجية) وهي تضعنا أي املخاطر املصنوعة في فرضية الشك أو عدم اليقين ‪ ،Incertitude‬حيث نجهل مستوى‬
‫املخاطرة التي يواجهها إنسان الحداثة الذي له وعي بها و يقدر خطورتها‪ ".‬إنه جانب ثقافي أساس ي من الحداثة‪ ،‬يصبح الوعي‬
‫باملخاطر املتكبدة وسيلة الستعمار املستقبل‪ .‬إن فجوات املعرفة" في موضوع املخاطر ال تستطيع أبدا أن تتحول إلى يقين من قبل‬
‫املعرفة الدينية أو املعرفة السحرية‪ ،‬هذا الوعي غير إنسان القرون الوسطى لكل املجتمعات التقليدية التي تعرف األخطار كما هي و‬
‫تجهل كل مخاطرها"‪)Céline,2011 ( .‬‬
‫‪.2‬مقاربة التحليل الثقافي للمخاطر ‪Analyse Culturelle des Risques‬‬
‫ظهرت مقاربة ماري دوغالس ‪ Mary Douglas‬للتحليل الثقافي للمخاطر في أواخر الستينيات‪ ،‬حيث قضت سنوات عديدة‬
‫في البحث عن تأثيرات املخاطر‪ ،‬و التي عرفت على نطا واسع بأنها "إحتماالت الضرر" أو "العواقب السلبية" وغير محتملة‪.‬في أواخر‬
‫السبعينيات تهتم عاملة األنثروبولوجيا بمخاطر التحديث السيما املخاطر التكنولوجية والبيئية و ألفت مع السياس ي ‪Aaron‬‬
‫‪ Wildavsky‬كتاب)‪ Risk and Culture (1982‬الذي يضع األسس العامة لنظريتهما الثقافية حول املخاطر‪.‬‬
‫تستند النظرية الثقافية في تحليل املخاطر إلى تصنيف مجموعة الشبكة ‪ Grid-Group‬للمؤسسات االجتماعية‪ ,‬إذ يؤكد‬
‫على نوع من املؤسسات الذي يتوافق مع مواقف معينة و اتجاهات و تمثالت اجتماعية ملعنى عدم اليقين و املخاطر‪.‬يربط هذا‬
‫التصنيف بين التمثيل واملواقف (حالة مرض اإليدز) كظاهرة تحمل مخاطر اجتماعية و صحية وبيئية لالنتماء االجتماعي‪ ،‬تتعلق‬
‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬
‫‪-72-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫باآلثار االجتماعية للثقافة أي مشاركتها في تشكيل املواقف و األفكار للنظام االجتماعي‪،‬مما يسمح بتحليل و تفكيك املخاطرة كشبكة‬
‫مفاهيمية بالنسبة للشخص املريض الخاضع ملمارسات الوقاية‪.‬‬
‫إن اعتبار املخاطرة معيار في النقاش االجتماعي يتعلق باملسؤوليات الفردية والجماعية للمرض وأسبابه‪ ،‬يتناول تحليل‬
‫دوغالس أنماط التفكير التي تحكم الفعل االجتماعي لألفراد فيما يتعلق بالتمثالت االجتماعية ملفهوم املخاطر و آثارها‪ ،‬و أثر تجربة‬
‫األفراد في الوعي باملخاطر الصحية من جهة‪،‬و من جهة أخرى دور املؤسسات كفاعل اجتماعي في إدارة هذه املخاطر انطالقا من‬
‫البنية االجتماعية الثقافة "يستند تحليل املخاطر الثقافية على فكرة أن األفراد يختارون األفكار التي تستن على عدم اليقين‬
‫واألخطار التي يوليها االهتمام وفقا للمبادئ التي توجه سلوكهم‪ ،‬مثل مفاهيم املحرمات والخطيئة في املجتمعات التي يهيمن عليها‬
‫الدين‪ .‬مفهوم املخاطرة يربط الشكو و األخطار التي تؤخذ بعين اإلعتبار في املجتمعات املعاصرة لبناء املجموعة"‪Marcel, 1998, .‬‬
‫)‪)p.03‬‬
‫هذه العوالم االجتماعية لها قيم مختلفة حيث يطور الجميع منطقا محددا لتحديد الهوية وعالقتها باملخاطر‪David, ( .‬‬
‫‪. )n.d, p.23.‬ترى دوغالس أن مفهوم املخاطرة هو طريقة غربية للتحدث عن مصيبة‪ ،‬وهي تنتقد املقاربات املعرفية التي تتعامل مع‬
‫القرارات من الناحية العقالنية و إقصاء كل التأثيرات االجتماعية والثقافية‪ ،‬كما لو كان الفرد محكوما من قبل عملية أحادية و‬
‫نفعية(‪ ") David,p.23‬إن إدرا الخطر هو نتاج التحيزات الثقافية التي من خاللها يقوم األفراد بتحديد الوضعيات التي يجدون‬
‫أنفسهم فيها‪،‬و جعلهم متماشيين مع تفضيالتهم لنوع من العالقات االجتماعية"‪)Marcel, 1998(.‬‬
‫إن تحديد املخاطر يبلور املعاني والقيم و هذه األخيرة تشير إلى أنماط الحياة و محتوى الرابط االجتماعي‪ ،‬يشكل تحديدها‬
‫نوعا من "حافظة املخاطر" ‪ "Portefeuille de Risque‬فالقيم املشتركة تؤدي إلى مخاوف مشتركة (وفي الوقت نفسه اتفا حول ما‬
‫هو غير مخيفف)(‪ )David, p.23‬تنطلق نظرية دوغالس في البناء االجتماعي للثقافي و تمثالت الفاعلين للمخاطر من منظور‬
‫دوركايمي‪،‬حيث أن مواقف الفاعلين في مواجهة املخاطر ترجع إلى مكانتهم االجتماعية و تصنف سلوكات الفاعلين حسب "املجتمع"‬
‫أو " الثقافة" ‪ .‬و نبين ذلك في جدول لثقافات الفاعلين ‪(Tobias, 2013,p.138 ( .‬‬

‫الجدول(‪ :)2‬نوع ثقافة الفاعلين في مواجهة املخاطر‬


‫تفسير االختالفات في السلوكات في‬ ‫مواجهة املخاطر‬
‫نمط مجموعة‪ -‬شبكة‬ ‫مواجهة املخاطر على ضوء التنظيم و‬ ‫نوع الثقافات‬
‫عمل الجماعة‪.‬‬
‫تمارس املجموعة السيطرة على العالقات التي‬
‫يتمتع بها أعضائها مع العالم الخارجي‪.‬‬
‫تبحث في حماية املؤسسات و الدفاع عن‬ ‫الثقافة الهرمية‬
‫‪ -‬تتشار في املفاهيم املتطابقة مع األدوار‬
‫مصالح األغلبية و تلقي باللوم على األفراد‬ ‫البيروقراطية لخدمات‬
‫االجتماعية املتوقعة‪ ،‬يميل األفراد إلى االعتقاد بأن‬
‫املنحرفين و تمثيالتهم الالعقالنية‬ ‫الدولة‬
‫مؤسساتهم توفر لهم الحماية من عدم اليقين‬
‫واملخاطر‪.‬‬
‫تشجع الثقافة الفردية على تحمل‬
‫تختلف مفاهيم األدوار االجتماعية‪ ،‬فإن تحديد‬ ‫مخاطر‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬و تجاوز أنفسهم‬ ‫ثقافة فردية و تنافسية‬
‫املخاطر على هوامش املجتمع هو وسيلة قوية‬ ‫وفقا للمبدأ التنافس ي‪.‬‬ ‫للصناعة‪-‬السو ‪-‬رجال‬
‫لالندماج الجماعي‬ ‫‪ -‬ضمان الحرية والعمل واملبادرة‬ ‫األعمال‬
‫ألعضائها‪.‬‬
‫ثقافة املساواة واملجتمعات‬
‫يكون األفراد أحرارا في والءاتهم وسلوكياتهم‪،‬‬
‫املحلية لبعض الحركات‬
‫يشكل الخطر عنصرا في نهاية املطاف من نمط‬
‫تنبه إلى أدنى خطر ممكن‬ ‫البيئية أو املناهضة‬
‫الحياة‪ ،‬وهم يحاولون حماية أنفسهم من عواقبها‬
‫لألسلحة النووية– "ثقافة‬
‫الضارة وفقا للمعرفة والوسائل التي لديهم‬
‫طائفية"‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-73-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫تقافة جبرية للمهيمن عليهم‬


‫يكون األفراد مقيدين بأدوار معينة و بدون‬ ‫خاضعة للتهديدات دون االستثمار في‬
‫عليها و هم الضحايا‬
‫االستفادة من العضوية الجماعية‪ ،‬تظهر املخاطر‬ ‫حركات االحتجاج‪ -‬الفرد محطم و غير‬
‫املتناثرون غير منخرطين في‬
‫على أنها حالة مفروضة ال يسيطرون عليها‪.‬‬ ‫قادر على مواجهة الثقافات األخرى‬
‫منظمات‪،‬‬

‫‪ .4‬مقاربة بسيكومترية ‪Approche Psychométrique‬‬


‫الهدف من نموذج التحليل البسكومتري للمخاطر هو دراسة اآلراء املعقدة والدقيقة لألفراد حول املخاطر‪ ،‬أي توصيف إدرا‬
‫املخاطر ‪ .Perception des Risques‬إهتم بول سلوفيتش‪ Paul Slovic‬في بداية الستينات بدراسات إمبيريقة تستهدف القياس‬
‫النفس ي و اهتمامه املبكر للمخاطر املتخذة من قبل لعبة أو مباراة الصدفة‪ ".‬من الناحية النظرية تم تصميم النموذج السيكومتري‬
‫لإلجابة على مسألة إدرا املخاطر ‪ ،)1992( Slovic‬وهذا يعني أن القياسات الكمية لآلراء املعقدة والدقيقة لألفراد حول املخاطر‬
‫تحدد بشكل شخص ي‪.‬و هي مقاربة التفضيالت املعبر عنها من خالل استبيانات يصدر األفراد أحكاما بشأن مستوى املخاطرة الحالية‬
‫واملرغوبة‪ ،‬لتصنيف واسع من األنشطة أو املواد أو التكنولوجيات‪( Chauvain et Hermand ,2008,pp.354-355 (.‬‬
‫يشير كال من ‪ Kahenman‬و ‪ Tversky‬أن تفسير التصور املعبأ من قبل األفراد في تقدير احتمال تحقيق الحدث يستند على‬
‫السهولة‪ ،‬و معه تتحقق العملية الذهنية التي تتوقف على إعادة تذكر الحدث املشابه‪ ،‬لكن اللجوء إلى هذا التفسير أو التأويل هو‬
‫( ‪ ، (Céline, 2011, p16‬هذه‬ ‫بسبب أخطاء األحكام ألنها متأثرة بعدة عوامل مثل ألفة الحدث أو حادثة جديدة‪.‬‬
‫األحكام و املواقف تخضع ملعتقدات و التصورات و القيم االجتماعية لألفراد ترتبط باألحكام املتعلقة بخصائص أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬وضعية املخاطر حول الخصائص التي يفترض أنها تمثل تصور املخاطر (مثل القدرة الكارثية للمخاطر‪ ،‬والخوف‬
‫املستوحى من املخاطر‪ ،‬سرعة اآلثار الضارة مراقبة املخاطر)‪.‬‬
‫‪ -‬املنافع التي توفرها كل مخاطر للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬عدد الوفيات الناجمة عن املخاطر خالل متوسط سنة‪.‬‬
‫‪ -‬عدد الوفيات الناجمة عن املخاطر يتعلق بالخطر خالل سنة كارثيةكارثية‪.‬‬
‫(‪)Chauvain et Hermand., 2008, p.355‬‬
‫في هذا الصدد مثال وباء ‪ H1 N1‬هو مثال على هذا النموذج‪ ،‬إذ يرتبط بثالثة أسباب تفسر فشل حملة التطعيم‪:‬‬
‫‪ -‬تعتبر اآلثار الجانبية للقاح أكثر إثارة للقلق من األنفلونزا وهو خطر مألوف‪.‬‬
‫‪ -‬أدى عدم الثقة في السلطة السياسية إلى ترجمة هذا التخوف إلى أوامر صحية‪.‬‬
‫‪ -‬سوء اإلتصال بين األطباء العامين الذين يشكلون املرحل األساسية للسياسات الصحية‪.‬‬
‫‪.5‬مقاربة املنفعة املتوقعة ‪Paradigme d’Utilité Espérée‬‬
‫هذا النوع من املقاربة يعرف املخاطرة بأنها " نتاج عنصرين من ناحية إحتمال حدوث الخطر و من ناحية أخرى حجم عواقبه‬
‫املحتملة" (‪ (Chauvain,Hermand,p.34‬و يعرف ‪ Perriti-Watel‬بأنه براديغم عقالني إحتمالي ‪ Rationnel Probabiliste‬أو معياري‬
‫إحتمالي ‪ ،Normatif Probabiliste‬و يرى كال من ‪ Kouabenan‬و‪ Cadet‬أن الفرد يأخذ قراره في وضعية شك أو عدم اليقين حيث أن‬
‫هذا السلو " العقالني " يتوقف على تسقيف ‪ maximiser‬قيم املنفعة‪( Céline,p10) .‬‬
‫يتعلق حسب نظرية قياس املخاطر املنشورة في ‪ 1738‬من قبل ‪ Daniel Bernouli‬ووصف هذه النظرية باملنفعة املتوقعة ‪L’Utilité‬‬
‫‪ ، Espereé‬حيث ال يعتمد الالعب على التوقع الرياض ي للربح بل التوقع الرياض ي ملنفعة هذا الربح و هي أن املخاطرة تقييما ذاتيا‬
‫و تحسب بالعالقة الرياضية التالية‪:‬‬ ‫‪ Auto-subjective‬آخذا بعين االعتبار الدافعية و الحدس( ‪)Céline, p11‬‬
‫)‪(1‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ :‬االحتمال املشتر مع تحقيق الحدث‪.‬‬
‫‪ :n‬عدد الحوادث املمكنة‪.‬‬
‫‪ :‬املنفعة املشتركة مع نتيجة اليانصيب عند تحقيق الحدث‪.‬‬
‫يأتي فيما بعد عالم االقتصاد ‪ FrancK knight‬ليميز بين الوضعيات الخطيرة ‪ Situations Risquées‬و هي احتماالت معروفة و‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-74-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
‫‪Risk Sociology Paradigms‬‬

‫الوضعيات اليقينة أو غير مؤكدة ‪ Situations Incertaines‬وهي تثمين معيار املنفعة املتوقعة أو املرجوة انطالقا من بعض مسلمات‬
‫‪ Axiomes‬كأساس للسلو العقالني ‪ ،‬بمعنى إذا كان الفرد راض فيما يتجه في قراراته لتسقيف املنفعة املتوقعة حسب الخيارات‬
‫املمنوحة‪( Céline, p.12) .‬‬
‫‪ .6‬مقاربة وضعنة املخاطر ‪Objectivation des Risques‬‬
‫تتعلق بإدارة املخاطر املرتبطة بأهمية إدرا أو الشعور باملخاطر و تأخذ بعين االعتبار املخاطر كنتيجة لقرارات تعسفية‬
‫و التوتر املوجود بين املخاطر املوضوعية‬ ‫من قبل السلطات العمومية ‪،‬تتعلق عملية انتقاء املخاطر او ترتيبها بدرجة خطورتها‬
‫‪ Risques Objectives‬و املخاطر الذاتية ‪". Risques Subjectives‬يتعلق تفسيرها على أساس بسيط ‪:‬إن عمل وضعنة‬
‫‪Objectivation‬املخاطر التي تنفذ بفضل الخبرة التقنية أو العلمية ال تتقاطع بل تتعارض مع تصور الجمهور أو الرأي العام الذي‬
‫يمكن أن يمتلك هذه املخاطر‪،‬لذلك فإن السلطات العمومية ( السلطات العامة‪،‬الدولة املسؤولة عن األمن االجتماعي) مدعوة‬
‫إلجراء تعديالت إلدماج هذا البعد في إدارة املخاطر‪) Claude, 2003,p.55).‬‬
‫فالالعقالنية و سوء تقدير املخاطر و االستخفاف باملخاطر الطبيعية و البيئية و التكنولوجية ترتبط بتقدير املخاطر الذاتية و‬
‫املخاطر املوضوعية " إن املجتمع املدني و ممثليه يواجهون مشاكل(املخاطر‪،‬التهديدات) حيث تجد السلطات العمومية صعوبة في‬
‫االهتمام بها و إدماجها في سياسيتها" )‪.)Claude, p.61‬هذا الرهان ال يعتمد على أنماط املعرفة و ال على مميزات القدرات بل على‬
‫التزام باإلجراء املتعلق باملخاطر (‪ ) Claude, p.66‬إن دور الفاعلين في املجتمع املدني حتمي لهذه املقاربة يظهرون كمهتمين للمشاكل‬
‫الجديدة‪ ،‬و يعتبرون تحديا بالنسبة للمسييرين للمخاطر بإعتبارهم بحق أو بخطأ شاهدي الرأي العام خاصة سواء بدعم وسائل‬
‫اإلعالم أو التواطؤ معها‪.‬تستند هذه املقاربة على أن املخاطر كمجموع املشاكل العامة ناتجة عن "منتوج" او" تكوين" حصريا مشتر‬
‫للرهانات املتعددة و مختلف الفاعلين و لطبيعة و شدة الترابط و التفاعل بينهم "(‪.)Claude, p.62‬إن ترتيب املخاطر يحدد حسب‬
‫األنواع املختلفة للفاعلين و التي تعتمد على أولويات املخاطر و على كيفية تفاعل الجهات الفاعلة املدنية أو الحكومية‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل أنواع مختلفة من أشكال املخاطر و بالتالي يوجد في هذا النموذج جزء كبير من عدم التحديد نظرا لعدم وجود مقاييس‬
‫للمخاطر‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نظرا للتطور السريع و املفاجئ للمخاطر في العالم املعاصر حيث يصعب مراقبتها و تسييرها و بتعبير بيك " مراقبة الالمراقب‬
‫‪" Contrôle de l’Incontronable‬حيث أخذت البعد العاملي و انعدام األمن و التهديد ‪.‬من هذا املنطلق ظهرت سوسيولوجيا املخاطر‬
‫كضرورة واقعية و فكرية اقتحمت كل مجاالت الحياة االجتماعية‪ ،‬و هي مقاربات جمعت بين القراءات الكالسيكية و الحديثة‬
‫املتعددة التخصصات ( االقتصاد‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬الصناعي ‪،‬ا لصحي ‪ ،‬البيئي‪،‬الثقافي ‪ .)...،‬فاملخاطر ليست من املاض ي بل هي تنتمي إلى‬
‫املستقبل و منتوج الحداثة املعاصرة‪.‬فتنوع و تعدد املخاطر من حيث الشدة واحتماالت حدوثها وتهديدها أصبحت من مظاهر‬
‫املجتمع العاملي‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪(1). Soraya, Boudia.(2013).La Genèse d’un Gouvernement par le Risque,In Du risque a la Menace ,Penser la Catastrophe, Presses‬‬
‫‪Universitaire de France,Paris, France.‬‬
‫‪(2). Ulrich, Beck.(2001).la Société du Risque sur la voie d’une autre modernité,Edition Flammarion, Paris, France.‬‬
‫‪(3).Fr.Cauchie, H.-O.Hubert.(2002).La Société du Risqued’Ulrich Beck :balises.http://www.revuenouvelle.beNuméro 07/8 - Juillet-Août‬‬
‫‪2002 .‬‬
‫‪(4). Ulrich, Beck.(1994). D'une Théorie Critique de la Société vers la Théorie d'une Auto-critique Sociale. Déviance et société.1994 - Vol. 18 -‬‬
‫‪N°3, doi : 10.3406/ds..1352 http://www.persee.fr/doc/ds.‬‬
‫‪(5). Ulrich, Beck.(2003).La Société du Risque Globalisé revue sous l'angle de la menaceterroriste , Cahiers internationaux de sociologie/1,(n°‬‬
‫‪114).‬‬

‫‪(6). Marie-Madeleine, Bertucci.(2009).Place de la Réflexivité dans les Sciences Humaines et sociales: quelques jalons,Cahiers de‬‬
‫‪sociolinguistique /1 (n° 14).‬‬
‫‪(7). Delannoi, Gil.(1995).Anthony Giddens,Les conséquences de la modernité,In: Revue française de science politique, 45ᵉ année, n°5.‬‬
‫‪(8). Camille, Sutter.(2010).la Société du Risque Une réédition de l’ouvrage de Patrick Peretti-Watel,La découverte,Coll "Repères" ,26 mai‬‬
‫‪2010 ,récupéré le 25/01 2018.‬‬
‫‪(9). Celine , Kermisch.(2011).le Concept du Risque de l’Epistémologie a l’Ethique,Edition tec et‬‬

‫املجلد‪ 07 :‬عدد‪33 :‬‬ ‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‪-‬‬


‫‪-75-‬‬
‫براديغمات سوسيولوجيا املخاطر‬
Risk Sociology Paradigms

doc,Lavoisier,Paris,France.inhttps://books.google.dz/books.,récupéré le 20/012018.
(10). Marcel ,Calvez.(1998). L’Analyse Culturelle des Risques. Apports et limites des recherches sur le sida. Présentation au colloque.Les
risques sanitaires et leurs enjeu dans les démocratie pluraliste,.http:/www.patricklagadec.Lerisque technologique majeur .Universalia
1987.pdf, récupéré le 17/01/2018.
(11). David ,Le Breton. Sociologie du Risque. pdf , n.d, Que sais-je,Puf.
(12). Tobias, Girard.(2013).Comment pense Mary Douglas ? Risque, culture et pouvoir,Ethnologie française /1 (Vol.
43),2013,https://www.cairn.info/revue-ethnologie-francaise-2013-1-page-137.htm.récupéré le 02/02/2018.
(13). Bruno, Chauvain et Danièle,Hermand..(2008).Contribution du Paradigme Psychométrique à l’étude de la Perception des Risques, une
revue de littérature de 1978 à 2005,L’Année psychologique, Hermand ,www.necplus.eu/abstract.récupéré le 04/02/2018.
(14). Claude, Gilbert.(2003). La Fabrique du Risque, Presses Universitaires de France, Cahiers Internationaux de Sociologie n
1,http//www.cairn.info, recuperé le 17/01/2018.

33 :‫ عدد‬07 :‫املجلد‬ -‫مجلة العلوم االجتماعية – جامعة األغواط‬


-76-

You might also like