Professional Documents
Culture Documents
براديغمات سوسيولوجيا المخاطر
براديغمات سوسيولوجيا المخاطر
ملخص:
إن حداثة املخاطر في انتقالها من املحلي إلى املجتمع العاملي للمخاطر و ديناميتها في مختلف مجاالت الحياة االجتماعية أصبحت
موضوع الراهن ،و رهان ذو اتجاه قوي و حديث في مجتمع املخاطرة .إن تعدد املخاطر الواقعية رافقه تعدد معرفي في الدراسات بين
النفس ي و السوسيولوجي و االقتصادي من .الكالسيكي إلى الحديث لدراسة املخاطر .
الكلمات املفتاحية :مخاطرة ؛ مقاربة املخاطر؛ مجتمع املخاطرة ؛حداثة.
Abstract :
The modernity of risk is to be transferred from the local community to the global community to the risks and their
dynamics in various areas of social life has become the subject of the present, and a very strong bet within the risk
community. The multiplicity of factual risks has been accompanied by a multiplicity of knowledge in the
psychological, sociological and economic studies of classics and moderns to study these risks.
Keywords : Risk ; Modernity Risk ; Risk Approach ; Risk Society .
.1مرسل املقال :أستاذ جامعي بجامعة زيان علشور -الجلفة -الجزائر -البريد اإللكتروني adjenaoui@yahoo.fr :الهاتف07.95.23.36.00 :
مقدمة:
في مواجهة اآلليات الضمنية و الصريحة للتأثيرات التكنولوجية ،الصحية ،البيئية االقتصادية ،و حتى الثقافية التي تواجهها
املجتمعات املعاصرة أدت إلى تفاقم مشكالت و تأثيرات حداثة املخاطر La Modernité du Risqueالتي تحولت إلى عابرة لألوطان و
القوميات غير محسوبة النتائج و ملفتة لالنتباه.أصبح من الضروري تناولها كراهن مقلق في السوسيولوجيا املعاصرة .قبل ثالث
سنوات من ظهور كتاب " "Risikogesellschaftلعالم االجتماع األملاني Ulrich Beckباللغة األملانية في 1986فرنكفورت ،حيث
ترجم في 2001إلى اللغة الفرنسية من قبل Laure Bernardiبعنوان La Société du Risque sur la voie d’une autre modernité
و في2009إلى اللغة العربية بعنوان "مجتمع املخاطرة " ،نشر كال من(Soraya, 2013,p57(:
National Research Council -و بالتعاون مع National Academis of Scienceكتابه " الكتاب األحمر" حول تقييم
املخاطر في 1983و أصبح يعرف بـ " إنجيل إدارة املخاطر الصحية،التكنولوجية و البيئية "،حيث ساهم كأداة و إجراء لتنظيم
عمل مختلف مؤسسات الخبرة و التنظيم.
" A Nation at Risck : the Impérative -في 1983نشر تقرير National Commission on Excellence in Educationبعنوان
"for Educational Reformأمة في خطر" من أجل إصالح التربية يشير الى مؤشرات املخاطرة وسبل النجاح في التربية التي تستعمل
كحافز لإلصالحات العميقة للنظام التربوي األمريكي من قبل إدارة الرئيس األمريكي األسبق دونالد ريغان ،و في نفس الوقت معالجة
االنحراف و الجريمة التي تعرفها التحوالت املهمة التي تؤدي إلى تزايد للمخاطر .
-في 1984نتيجة اعتداء ضد العسكريين األمريكيين في بيروت ،فإن خبراء RAND Corporationنشروا تقريرا حول اتجاهات
املخاطر اإلرهابية على املستوى العاملي ،وحث جيمس شورت James Shortالرئيس الجديد للجمعية األمريكية لعلم االجتماع في
خطابه التدشيني على إدراج موضوع املخاطر موضوع كبحث ذو أولوية للتخصص.
بدأ االهتمام باملخاطر في الدراسات األمريكية و الغربية نتيجة الشعور بالتهديد العاملي حسب رؤية اإلدارة األمريكية و
اعتبار هذا التهديد عمل إرهابي ،ثم توسع استعمال املفهوم من حيث تعدد و تنوع املخاطر في العالم مما أدى باهتمام باحثين آخرين
في القضايا الصحية ،البيئية ،االقتصادية ،الثقافية و عالقتها باملخاطر.
.1مقاربة التفسيرالتقني للمخاطر Interpretation Technique des Risques
يعتبر كتاب عالم االجتماع األملاني بيك " la Société du Risque sur la voie d’une autre modernité" )1986( Beck
كتابا كالسيكيا اآلن و الذي نشر بعد حادثة نووية في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بأوكرانيا مباشرة .حقق هذا الكتاب نجاحا
كبيرا ليس فقط بين علماء االجتماع والعلماء عموما ،لكن أيضا لدى الجمهور األملاني األوسع ( 60000نسخة بيعت في السنوات
الخمس األولى) .حسب بيك Beckاملختص في مخاطر التكنولوجيا املعاصرة أن املجتمع الحديث ال يتبادل املنافع Goodsفقط
( املداخيل ،العمل ،التأمين االجتماعي) بل كذلك األضرار ( Badsاألخطار و املخاطر البيئية) " إن النظام االجتماعي في السبعينات
من القرن املاض ي تأسس على توزيع املصادر و الثروات املنتجة انطالقا من هذه املجتمعات الصناعية .(Soraya, p.72) .فاالنتقال
من منطق توزيع الثروات الخاصة بمجتمع العوز أو الحاجة إلى منطق توزيع املخاطر في مجتمع الحداثة املتقدمة تاريخيا مرتبط
بظرفين (Ulrich,2001,p.35 ) :
-أن البؤس املادي الحقيقي موضوعيا ضئيل،و اجتماعيا مستبعد عبر مستوى تقدم قوى اإلنتاج البشرية و التكنولوجية
و أنظمة التأمين و التنظيم القانوني و الدولي.
-يرتبط هذا التغير بالنمو املتزايد لقوى اإلنتاج داخل نسق الحداثة ،هذا النمو يساهم في والدة مخاطرو إمكانيات تعريضها
لخطر لم يسبق له مثيل.
هذه الحداثة األولى حسب بيك شجعت نمو املخاطر و روجت الالستقرار كنموذج مهيمن على سياسات الدول ،و االشتغال بأضرار
و تهديد هذه املخاطر باملوازاة مع تطور التقنيات العلمية .ففي األزمنة األولى كان االعتقاد مطلق و اليقين Certitudeفي قدرات العلوم
و التقنية و ضرورة التطور ،أدى هذا االعتقاد إلى اعتبار األخطار كحوادث ضرورية من أجل السير نحو التقدم.وبناء على هذا
التوجه االجتماعي و العلمي في ذلك الوقت اعتبرت األخطار أحداث متوقعة ،محسوبة و مأمونة .أما اليوم و في ظل االنتقال السريع
نحو عوملة املخاطر املنتجة من قبل الحداثة الصناعية تظهر بطريقة واسعة وأقل مراقبة " .بالنظر لإلنسانية في القرن العشرين أن
بعض الكوارث الكبيرة جرت في عدة مجاالت املخاطر :مالية (الحوادث املتنوعة) بيئية (بوبال ،تشرنوبيل ،البقع السوداء ،احترار
األرض،املخاطر الغذائية) عسكرية (الحربين العامليتين ،هيروشيما ،الحرب الباردة) سياسية( الشمولية املختلفة)(Cauchie et ".
)Hubert, 2002,p88
إن اإلنتقال من العصر الصناعي إلى عصر "املخاطر" لألزمنة الحديثة يعمل بطريقة ال إرادية ،مجهولة ال مفر منها.
") )Ulrich,1994,p.334من خالل سرعة التطور التكنولوجي للعالم الحديث تزداد الفجوة بين العالم الذي يمكن وصفه بأن مخاطره
القابلة للقياس تنظم تفكيرنا و فعلنا ،و عالم ال يمكن وصفه يهيمن عليه انعدام األمن غير قابل للقياس املنشأ من قبلناpp.87-".
).)Cauchi et Hubert, 88حسب بيك أن هذا االنتقال يحمل تحرر متدرج لألفراد من جهة فيما يتعلق باملعرفة اإلعتقادية و املعرفة
الدينية ،و من جهة أخرى بمجموعات اإلقليم املتميزة بإنخراط األفراد داخل هذه املجموعات ،حيث أن تماسكها و مراقبتها تعتمد
على معرفة-بينية Interconnaissancesمتبادلة و قوية .إال أن هذا التحرر يبقى نسبيا ألن إزالة هذه األوهام يتوقف على زوال
املعرفة الدينية ،و فصل إندماج لألفراد فيما يتعلق باملجموعات اإلقليمية يترافق مع انعدام األمن الذي ال يجد مصدره في الحقيقة
) .( Cauchie, Hubert, p.88يلخص بيك الخارجية املقدسة ،و لكن داخل النشاطات اإلنسانية التي تأخذ شكل املخاطر.
خمس قضايا للهندسة االجتماعية و الدينامية السياسية لقوى التهديد)Ulrich ,2001.pp41-44 ) :
.1إن املخاطر املتولدة في مرحلة متقدمة لتطور القوى اإلنتاجية تتعلق باإلشعاع النووي التي يخفى كليا عن اإلدرا البشري
املباشر،و حتى على املواد امللوثة و السامة املوجودة في الهواء،املاء ،و املواد الغذائية لها تأثيرات على املديين القصير و الطويل
على النباتات و الحيوانات و اإلنسان .
.2إن توزيع و تزايد املخاطر تتولد عنه وضعيات اجتماعية مهددة عاجال أو آجال ،و هي املرتبطة بالحداثة التي تمس كذلك
الذين ينتجونها أو يستفيدون منها .فهي تخفي تأثير كارثي Effet Boomerangيتخطى شكل مجتمع الطبقات و ال خالص منه ال
األغنياء و ال األقوياء.
.3إن انتشار و تسويق املخاطر ال يقطع عالقته مع منطق النمو الرأسمالي بل يرفعه إلى درجة أعلى،فاملخاطر املرتبطة بالحداثة
تكشف مشاريع كبيرة عاملية ...Big Businessباإلمكان تخفيف الجوع و تلبية الحاجات ،لكن املخاطر املرتبطة بالحداثة تشكل
مخزونا من الحاجات ال عمق لها و هو مخزون جشع ،خالد و يتنج ذاتيا .s’autoproduit
.4يمكن أن نمتلك الثروات لكن نحن مهددون من قبل املخاطر ،إنها الحضارة التي تفرضها و لتلخيص ذلك في صيغة شكلية :في
وضعيات الطبقات أو الشرائح االجتماعية الوجود هو الذي يحدد الوعي ،لكن في وضعيات التهديد الوعي هو الذي يحدد
الوجود.
.5في املجال السياس ي تخفي املخاطر املعترف بها اجتماعيا شحنة تفجيرية فريدة ،فما كان معتبرا السياس ي Apolitiqueصار
سياسيا ،فجأة يتدخل الرأي العام و السياسة في قلب إدارة املؤسسة في تخطيط اإلنتاج ،التجهيز التقني...الخ .و هنا نرى بوضوح
االهتمام بالرهان الحقيقي للحوار حول تعريف املخاطر الذي ال يتعلق فقط باملشاكل الصحية التي تحدث فحسب نتيجة
الحداثة التي تطال الطبيعة و اإلنسان ،بل تأثيرات اجتماعية ،اقتصادية و سياسية نتجت من قبل تأثيرات محرضة بنفسها.
.2مقاربة مأسسة املخاطر Institutionnalisation des Risques
ألف عالم االجتماع البريطاني انطوني جيدنز ANTONY GIDDENSأربع كتب مهمة حول الحداثة LES CONSEQUENCES DE LA
MODERNITE (1990), REFLEXIVE MODERNIZATION (1991) avec Ulrich Beck et Scott Lasch, MODERNITY AND SELF
L’INTIMITE (1991).تتناول إشكالية أساسية تتعلف بمسألة الديمقراطية IDENTITY (1991),LA TRANSFORMATION DE
القضايا املعاصرة و الراهنة من حيث تطور املخاطر كتهديد عاملي للمجتمعات،و ظهور أزمة االجتماعية كطريق ثالث في معالجة
و املواطنة كنتاج لهذه الحداثة االنعكاسية و خطرها على هذه الديموقراطية .يفترض في تحديث الحياة االجتماعية الفردانية
أن ترتبط باملسألة االجتماعية التي سيتم تنظيمها من قبل مؤسسات قوية (تدخل الدول ،التنظيمات ،قوة اتحاد العمال و
املفاوضات.)...
يقدم جيدنز مصطلح الحداثة االنعكاسية ( )1991لتحليل التأثيرات اإلنعكاسية لهذه الحداثة و التي هي نتاج املجتمع
الصناعي العقالني الذي سعى إلى رفاهية الناس في العالم املعاصر ،وهذا يعني أن الفضاء االجتماعي ليس فقط مكان للعمل ولكن
أيضا مكان للتفكير في العمل.فاإلنعكاسية هي ملك للفعل االجتماعي الذي يقود الفعل للعمل على الفاعل والعكس بالعكس من
خالل إحالة دائمة بين توصيف الوضعيات و الوضعيات نفسها.)Madeleine,2009,p.43 ( .يدر جيدنز أن تطور املجتمع واملعرفة
يزداد أكثر فأكثر و ال يمكن السيطرة عليهما ،و حسب رأيه نحن ال نعيش بداية عصر ما بعد الحداثة ولكن مرحلة حيث عواقب
الحداثة تتطرف وتعمم(Delannoi , 1995,p882) .
فاملعايير الحديثة في كل األبعاد املؤسساتية للحداثة من :الرأسمالية( الرأسمال ،السو و تقسيم العمل) ،املراقبة(
املعلومة االجتماعية و مراقبتها ) ،الصناعة( تحويل الطبيعة ) ،القوة العسكرية ( تصنيع الحرب) بحيث ال يوجد أي تراجع لهذه
املؤسسات بل بالعكس هي في حالة تدعيم متبادل ،لذلك نحن أكثر من أي وقت مض ى داخل العالم الحديث.يحدد جيدنز ثالث
سماتتكون نموذج مثالي للحداثة اإلنعكاسية التي تسمح بفهم عواقبها و تأثيراتها) Delannoi,p883) :
-تفكك الزمان و املكان :مفهوم الزمان في املجتمعات ما قبل الحداثة وثيق الترابط ،دوري ،ملموس ومتقطع .أما في الحداثة
اإلنعكاسية حيث فرض زمن بالساعات ذات التقويمي العاملي،و هو عبارة عن كيانات فارغة من كل مضمون اجتماعي ،و
أصبح مفهوم الوقت مجرد مقياس خطي بسيط و عليه يقاس النشاط.
-فصل األنظمة االجتماعية : Délocalisation des Systèmes Sociauxحسب جيدنز املال عامل مهم في فصل األنظمة
االجتماعية و تفكيك ترابطها ،فاملال هو أداة قادرة على إقامة عالقات منفصلة جدا في الفضاء العام عبر التواصل
وطابعه غير املادي العاملي يجعل املعامالت (البنكية عبر الشبكات ،التسو )...،ممكنة عن بعد و كنوع من ضمان رمزي
Symbolique Gageيعتمد على ثقة املستعملين.
-تنظيم و إعادة تنظيم انعكاس ي للعالقات االجتماعية.
في تحليله للحداثة اإلنعكاسية من حيث تقييم املخاطر يرى جيدنز أن الثقة املطلقة التي يمنحها املتعاملين و الخبراء ،ألن
املخاطر محسوبة و مراقبة و متحكم فيه و بالتالي ال يمكن أن تستمر الحياة بدون هذه الثقة كآلية أو ما يسميه باإليمان األعمى La
.Foi Aveugleنوجز أفكار جيدنز في جدول مقارنة للمعايير التي تميز بين الحداثة البسيطة أو األولى و الحداثة اإلنعكاسية
للمجتمعات املعاصرة.
باآلثار االجتماعية للثقافة أي مشاركتها في تشكيل املواقف و األفكار للنظام االجتماعي،مما يسمح بتحليل و تفكيك املخاطرة كشبكة
مفاهيمية بالنسبة للشخص املريض الخاضع ملمارسات الوقاية.
إن اعتبار املخاطرة معيار في النقاش االجتماعي يتعلق باملسؤوليات الفردية والجماعية للمرض وأسبابه ،يتناول تحليل
دوغالس أنماط التفكير التي تحكم الفعل االجتماعي لألفراد فيما يتعلق بالتمثالت االجتماعية ملفهوم املخاطر و آثارها ،و أثر تجربة
األفراد في الوعي باملخاطر الصحية من جهة،و من جهة أخرى دور املؤسسات كفاعل اجتماعي في إدارة هذه املخاطر انطالقا من
البنية االجتماعية الثقافة "يستند تحليل املخاطر الثقافية على فكرة أن األفراد يختارون األفكار التي تستن على عدم اليقين
واألخطار التي يوليها االهتمام وفقا للمبادئ التي توجه سلوكهم ،مثل مفاهيم املحرمات والخطيئة في املجتمعات التي يهيمن عليها
الدين .مفهوم املخاطرة يربط الشكو و األخطار التي تؤخذ بعين اإلعتبار في املجتمعات املعاصرة لبناء املجموعة"Marcel, 1998, .
))p.03
هذه العوالم االجتماعية لها قيم مختلفة حيث يطور الجميع منطقا محددا لتحديد الهوية وعالقتها باملخاطرDavid, ( .
. )n.d, p.23.ترى دوغالس أن مفهوم املخاطرة هو طريقة غربية للتحدث عن مصيبة ،وهي تنتقد املقاربات املعرفية التي تتعامل مع
القرارات من الناحية العقالنية و إقصاء كل التأثيرات االجتماعية والثقافية ،كما لو كان الفرد محكوما من قبل عملية أحادية و
نفعية( ") David,p.23إن إدرا الخطر هو نتاج التحيزات الثقافية التي من خاللها يقوم األفراد بتحديد الوضعيات التي يجدون
أنفسهم فيها،و جعلهم متماشيين مع تفضيالتهم لنوع من العالقات االجتماعية")Marcel, 1998(.
إن تحديد املخاطر يبلور املعاني والقيم و هذه األخيرة تشير إلى أنماط الحياة و محتوى الرابط االجتماعي ،يشكل تحديدها
نوعا من "حافظة املخاطر" "Portefeuille de Risqueفالقيم املشتركة تؤدي إلى مخاوف مشتركة (وفي الوقت نفسه اتفا حول ما
هو غير مخيفف)( )David, p.23تنطلق نظرية دوغالس في البناء االجتماعي للثقافي و تمثالت الفاعلين للمخاطر من منظور
دوركايمي،حيث أن مواقف الفاعلين في مواجهة املخاطر ترجع إلى مكانتهم االجتماعية و تصنف سلوكات الفاعلين حسب "املجتمع"
أو " الثقافة" .و نبين ذلك في جدول لثقافات الفاعلين (Tobias, 2013,p.138 ( .
حيث:
:االحتمال املشتر مع تحقيق الحدث.
:nعدد الحوادث املمكنة.
:املنفعة املشتركة مع نتيجة اليانصيب عند تحقيق الحدث.
يأتي فيما بعد عالم االقتصاد FrancK knightليميز بين الوضعيات الخطيرة Situations Risquéesو هي احتماالت معروفة و
الوضعيات اليقينة أو غير مؤكدة Situations Incertainesوهي تثمين معيار املنفعة املتوقعة أو املرجوة انطالقا من بعض مسلمات
Axiomesكأساس للسلو العقالني ،بمعنى إذا كان الفرد راض فيما يتجه في قراراته لتسقيف املنفعة املتوقعة حسب الخيارات
املمنوحة( Céline, p.12) .
.6مقاربة وضعنة املخاطر Objectivation des Risques
تتعلق بإدارة املخاطر املرتبطة بأهمية إدرا أو الشعور باملخاطر و تأخذ بعين االعتبار املخاطر كنتيجة لقرارات تعسفية
و التوتر املوجود بين املخاطر املوضوعية من قبل السلطات العمومية ،تتعلق عملية انتقاء املخاطر او ترتيبها بدرجة خطورتها
Risques Objectivesو املخاطر الذاتية ". Risques Subjectivesيتعلق تفسيرها على أساس بسيط :إن عمل وضعنة
Objectivationاملخاطر التي تنفذ بفضل الخبرة التقنية أو العلمية ال تتقاطع بل تتعارض مع تصور الجمهور أو الرأي العام الذي
يمكن أن يمتلك هذه املخاطر،لذلك فإن السلطات العمومية ( السلطات العامة،الدولة املسؤولة عن األمن االجتماعي) مدعوة
إلجراء تعديالت إلدماج هذا البعد في إدارة املخاطر) Claude, 2003,p.55).
فالالعقالنية و سوء تقدير املخاطر و االستخفاف باملخاطر الطبيعية و البيئية و التكنولوجية ترتبط بتقدير املخاطر الذاتية و
املخاطر املوضوعية " إن املجتمع املدني و ممثليه يواجهون مشاكل(املخاطر،التهديدات) حيث تجد السلطات العمومية صعوبة في
االهتمام بها و إدماجها في سياسيتها" ).)Claude, p.61هذا الرهان ال يعتمد على أنماط املعرفة و ال على مميزات القدرات بل على
التزام باإلجراء املتعلق باملخاطر ( ) Claude, p.66إن دور الفاعلين في املجتمع املدني حتمي لهذه املقاربة يظهرون كمهتمين للمشاكل
الجديدة ،و يعتبرون تحديا بالنسبة للمسييرين للمخاطر بإعتبارهم بحق أو بخطأ شاهدي الرأي العام خاصة سواء بدعم وسائل
اإلعالم أو التواطؤ معها.تستند هذه املقاربة على أن املخاطر كمجموع املشاكل العامة ناتجة عن "منتوج" او" تكوين" حصريا مشتر
للرهانات املتعددة و مختلف الفاعلين و لطبيعة و شدة الترابط و التفاعل بينهم "(.)Claude, p.62إن ترتيب املخاطر يحدد حسب
األنواع املختلفة للفاعلين و التي تعتمد على أولويات املخاطر و على كيفية تفاعل الجهات الفاعلة املدنية أو الحكومية ،و ذلك من
خالل أنواع مختلفة من أشكال املخاطر و بالتالي يوجد في هذا النموذج جزء كبير من عدم التحديد نظرا لعدم وجود مقاييس
للمخاطر.
خاتمة:
نظرا للتطور السريع و املفاجئ للمخاطر في العالم املعاصر حيث يصعب مراقبتها و تسييرها و بتعبير بيك " مراقبة الالمراقب
" Contrôle de l’Incontronableحيث أخذت البعد العاملي و انعدام األمن و التهديد .من هذا املنطلق ظهرت سوسيولوجيا املخاطر
كضرورة واقعية و فكرية اقتحمت كل مجاالت الحياة االجتماعية ،و هي مقاربات جمعت بين القراءات الكالسيكية و الحديثة
املتعددة التخصصات ( االقتصاد ،االجتماعي ،الصناعي ،ا لصحي ،البيئي،الثقافي .)...،فاملخاطر ليست من املاض ي بل هي تنتمي إلى
املستقبل و منتوج الحداثة املعاصرة.فتنوع و تعدد املخاطر من حيث الشدة واحتماالت حدوثها وتهديدها أصبحت من مظاهر
املجتمع العاملي.
املراجع:
(1). Soraya, Boudia.(2013).La Genèse d’un Gouvernement par le Risque,In Du risque a la Menace ,Penser la Catastrophe, Presses
Universitaire de France,Paris, France.
(2). Ulrich, Beck.(2001).la Société du Risque sur la voie d’une autre modernité,Edition Flammarion, Paris, France.
(3).Fr.Cauchie, H.-O.Hubert.(2002).La Société du Risqued’Ulrich Beck :balises.http://www.revuenouvelle.beNuméro 07/8 - Juillet-Août
2002 .
(4). Ulrich, Beck.(1994). D'une Théorie Critique de la Société vers la Théorie d'une Auto-critique Sociale. Déviance et société.1994 - Vol. 18 -
N°3, doi : 10.3406/ds..1352 http://www.persee.fr/doc/ds.
(5). Ulrich, Beck.(2003).La Société du Risque Globalisé revue sous l'angle de la menaceterroriste , Cahiers internationaux de sociologie/1,(n°
114).
(6). Marie-Madeleine, Bertucci.(2009).Place de la Réflexivité dans les Sciences Humaines et sociales: quelques jalons,Cahiers de
sociolinguistique /1 (n° 14).
(7). Delannoi, Gil.(1995).Anthony Giddens,Les conséquences de la modernité,In: Revue française de science politique, 45ᵉ année, n°5.
(8). Camille, Sutter.(2010).la Société du Risque Une réédition de l’ouvrage de Patrick Peretti-Watel,La découverte,Coll "Repères" ,26 mai
2010 ,récupéré le 25/01 2018.
(9). Celine , Kermisch.(2011).le Concept du Risque de l’Epistémologie a l’Ethique,Edition tec et
doc,Lavoisier,Paris,France.inhttps://books.google.dz/books.,récupéré le 20/012018.
(10). Marcel ,Calvez.(1998). L’Analyse Culturelle des Risques. Apports et limites des recherches sur le sida. Présentation au colloque.Les
risques sanitaires et leurs enjeu dans les démocratie pluraliste,.http:/www.patricklagadec.Lerisque technologique majeur .Universalia
1987.pdf, récupéré le 17/01/2018.
(11). David ,Le Breton. Sociologie du Risque. pdf , n.d, Que sais-je,Puf.
(12). Tobias, Girard.(2013).Comment pense Mary Douglas ? Risque, culture et pouvoir,Ethnologie française /1 (Vol.
43),2013,https://www.cairn.info/revue-ethnologie-francaise-2013-1-page-137.htm.récupéré le 02/02/2018.
(13). Bruno, Chauvain et Danièle,Hermand..(2008).Contribution du Paradigme Psychométrique à l’étude de la Perception des Risques, une
revue de littérature de 1978 à 2005,L’Année psychologique, Hermand ,www.necplus.eu/abstract.récupéré le 04/02/2018.
(14). Claude, Gilbert.(2003). La Fabrique du Risque, Presses Universitaires de France, Cahiers Internationaux de Sociologie n
1,http//www.cairn.info, recuperé le 17/01/2018.