Professional Documents
Culture Documents
مقال الإعجاز- بن بالي طيب
مقال الإعجاز- بن بالي طيب
يع د الق رآن الك ريم كت اب اهلل الم نزل ،المحكم في نظم ه ،المعج ز في مض مونه،
المتعب د بتالوت ه ،الم نزه من الخط أ ،أن زل على الص ادق األمين بلس ان ع ربي م بين ،ق ال
َأنزلْنَ اهُ ُق ْرآنً ا َع َربِيًّا لَّ َعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُ و َن ((﴾ )2س ورة ِ ِ
تع الى﴿:ال ر ۚت ْل َكآيَاتُالْكتَابِ ال ُْمبِي ِنِ )1( إنَّا َ
ين( ِ ِِ ِ يوس ف ) 2-1ق ول أيضاَ ﴿:وِإنَّهُ لَتَن ِزي ُل َر ِّ
وح اَأْلم ُ
ينَ )192( ن َز َل ب ه ال ُّر ُ
ب ال َْع الَم َ
ان َع َربِ ٍّي ُّمبِي ٍن ((﴾)195س ورةك لِتَ ُك و َن ِمن الْمن ِذ ِرين )194( بِلِس ٍ َ )193علَ ٰى َق ْلبِ َ
َ َ َ ُ
الش عراء ،)195-192ف التعبير الق رآني بم ا تم يز من الدق ة في انتق اء ألفاظ ه والس مو في
معانيه لم يتكئ على األلفاظ وحدها ،أو المعاني وحدها ،وإ نما سلك طريقا فنيا في األداء،
1
ومنهجا جماليا بالغ الروعة في التعبير ،كان السر في عدم تناهي تأويالته ومن ثم خلوده.
إن الترجم ة ره ان ،يتمح ور أساس ا ح ول كيفي ة تحقي ق العملي ة التواص لية دون
االخالل ب المعنى ،أو ب األحرى إعط اء نس خة مماثل ة وحقيقي ة للنص األص لي .وألج ل ه ذا،
2
يواجه المترجم عدة عتبات تشكل له حجر عثرة في تحقيق مبتغاه.
1
يكمن إشكال الترجمة عموما في عنصرين متداخلين ،أولهما :استحالة تطابق اللغة
المرسلة ،المترجم عنها ،مع اللغة المتلقية أي المترجم إليها في كل أبعادها وخصائصها،
3
وثانيهما :استحالة تطابق المترجم مع المؤلف مبدع النص األول ومنتجه"
تط رح عملي ة ترجم ة الق رآن الك ريم ص عوبات جم ة ،س واء على مس توى الفهم أو
إعادة الصياغة ،فقداسة الكلم تعجز المترجم – أيا كان -على اإليفاء التام بالمعنى ،ونقل
روح النص األصل ،ناهيك عن إحداث األثر الذي تركه الذكر الحكيم في القارئ العربي
لدى قارئ الترجمة.
فال شك أن الوحي القرآني كتاب إالهي المصدر ،ربوبي الداللة ،سلس األسلوب،
ودقيق المعنى ،ال تشوبه شائبة ،يعلوا وال يعلى عليه ،بحيث ال يزال حقل دراسة للفقهاء
والباحثين والدارسين في علوم القرآن.
إن القرآن الكريم لبيان رباني ،بمثابة دستور إسالمي ،شمل وأحاط بشتى جوانب
الحياة الروحية ،واالجتماعية ،واالقتصادية للفرد المسلم .كما أن فهمه وتفسير آياته أسال
الكثير من الحبر حول إعجازه وتعدد داللة مفرداته ،وكذا األحكام الفقهية المستنبطة منه،
بحيث شكل هذا الحاجز مطبات لدى مترجم الذكر الحكيم ،الذي يسعى جاهدا لتحقيق األثر
ال ذي حقق ه الق رآن في الق ارئ الع ربي ل دى ق ارئ الترجم ة ،سنفص ل فيم ا يلي ح ول بي ان
الصياغة اللفظية للقرآن الكريم واإلعجاز العلمي المتضمن في ثناياه وكذا األحكام الفقهية
التي تتخل مفاهيمه.
2
تعريف اإلعجاز:
اإلعج از إثب ات العج ز ،والعج ز اس م للقص ور عن فع ل الش يء ،وه و ض د الق درة،
وإ ذا ثبت اإلعجاز ظهرت قدرة المعجز .والمعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم
عن المعارضة.
إذا ،المعج زة أم ر خ ارق للع ادة ،مق رون بالتح دي ،س الم عن المعارض ة وهي :إم ا
حس ية ،وإ م ا عقلي ة .وأك ثر معج زات ب ني إس رائيل ك انت حس ية ِلَبالدتهم ،وقل ة بص يرتهم،
كناق ة ص الح ،وعص ى موس ى ،وأكثر معجزات ه ذه األمة عقلي ة (القرآن) ،لفرط ذك ائهم،
4
وكمال أفهامهم.
كما يؤكد اإلمام فخر الدين الرازي أن وجه اإلعجاز – في القرآن الكريم -الفصاحة
وغرابة األسلوب والسالمة من جميع العيوب.5
3
وقد ثبت أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم تحدى العرب بالقرآن على مراحل ثالث:7
تح داهم ب القرآن كل ه في أس لوب ع ام يتن اولهم ويتن اول غ يرهم من اإلنس والجن أ-
نس تح ديا يظه ر على ط اقتهم مجتمعين ،بقول ه تع الى﴿:قُ ل لَِّئ ِن ْ ِ ِإْل
اجتَ َم َعت ا ُ
ض ُه ْم لَِب ْع ٍ
ض آن اَل يَ ْأتُو َن بِ ِمثْلِ ِه َولَ ْو َك ا َن َب ْع ُ
ْج ُّن َعلَ ٰى َأن ي ْأتُوا بِ ِمثْ ِل َٰه َذا الْ ُق ر ِ
ْ َ
وال ِ
َ
ظَ ِه ً
يرا (.﴾)88
ب -ثم تح داهم بعش ر س ور من ه في قول ه تع الىَْ ﴿ :أم َي ُقولُ و َن ا ْفَت َراهُ
ممن ُدونِاللَّ ِهِإ ن ُكنتُم ِ ِ ِ
ين (.﴾)13 صادق َ ْ َ وامنِ ْ
استَطَ ْعتُ ِّ ٍ
ۖ ُق ْل َفْأتُوابِ َع ْش ِر ُس َو ٍر ِّمثْل ِه ُم ْفَت َريَات َوا ْدعُ َ
ت -ثم تح داهم بس ورة واح دة من ه في قول ه تع الى﴿:أ َْم َي ُقولُ و َن ا ْفَت َراهُ
ممن ُدونِاللَّ ِهِإ ن ُكنتُم ِ ِ ۖ ُق ْل َفْأتُوابِس ٍ ِ
ين ( ،﴾)38وك رر ه ذا ص ادق َ ْ َ وامنِ ْ
استَطَ ْعتُ ِّ ورة ِّمثْل ِه َوا ْدعُ َ
ُ َ
ور ٍة ِّمن ِّمثْلِ ِه
س َ
ِ ِ التحدي في قولهِ﴿ :إن ُكنتُ ْم فِي َريْ ٍ
ب ِّم َّما َن َّزلْنَا َعلَ ٰى َع ْب دنَا فَ ْأتُوا ب ُ
ين (﴾)23 ون اللَّ ِه ِإن ُكنتُم ِ ِ وا ْدعُوا ُش َه َداء ُكم ِّمن ُد ِ
صادق َ ْ َ َ َ
فالقرآن الكريم معجز من حيث:
ألفاظه وأسلوبه ،والحرف الواحد منه في موضعه من اإلعجاز الذي ال يغني عنه
غ يره في تماس د الكلم ة ،والكلم ة في موض عها من اإلعج از في تماس ك الجمل ة،
والجملة في موضعها من اإلعجاز في تماسك اآلية.
بيانه ونظمه ،يجد فيه القارئ صورة حية للحيتة والكون واإلنسان.
علومه ومعارفه ،التي أثبت العلم الحديث الكثير من حقائقها المغيبة.
تشريعه وصيانته لحقوق اإلنسان وتكوين مجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه.
والق رآن – أوال وآخ را -ه و ال ذي ص ير الع رب رع اة الش اة والغنم ساس ة ش عوب
8
وقادة أمم ،وهذا وحده إعجاز.
4
اإلعجاز اللغوي:
إن سماقة اللفظ القرآني وعربيته ال يختلف عليها اثنان وال يتناطح عليه عنزان ،إذ
جاء القرآن في زمن بلغت اللغة العربية أعلى درجاتها ،بحيث جاء حجة لصدقه ،ومعجزة
لغوية أذهلت جهابذة اللغة العربية آنذاك ،ومن إعجازه اللغوي ،نذكر:
المفردات الخاصة ببيئة شبه جزيرة الع رب مه د الق رآن ،ومهب ط ال وحي من ألف اظ
تعتبر من مفاتيح هذه الحضارة ،وال نظير لها في اللغات الهندوأوروبية ،مثل قوله
ص يلَ ٍة َواَل َح ٍامتع الى﴿ :مَ ا جع ل اللَّهُ ِمن ب ِح ير ٍة واَل س اِئب ٍة واَل و ِ
َ َ َ َ َ َ َ ََ َ
واي ْفَت ُرو َن َعلَىاللَّ ِهالْ َك ِذبَۖ َوَأ ْك َث ُر ُه ْماَل َي ْع ِقلُو َن﴾(المائدة)103 ِٰ ِ
ۙ َولَكنَّالَّذينَ َك َف ُر َ
« Allah n’a pas institué la Bahira, la Saiba, la Wasila ni Ham. Mais ceux
qui ont mécru ont inventé ce mensonge contre Allah, et la plupart d’entre
eux ne raisonnent pas »9
« Dieu n’a institué ni bahira, ni sa’iba, ni waçila, ni hami. Mais les
dénégateur fabulent sur Lui le monsonge. La plupart déraisonnent »10
ش كلت ألف اظ :بح يرة وس ائبة وص يلة وح ام عتب ة لغوي ة أم ام الم ترجم ،إذ يتع ذر
العثور على مكافئ لهذه األلفاظ إال بالشرح المستفيض لها ،إذا يلجأ المترجم إلى التفاسير
الواردة هاهنا إلى تقصي داللة هاته األلفاظ التي تعبر كلها عن حيوان اإلبل وما لرمزيته
لدى قبائل شبه الجزيرة العربية آنذاك ،وجاء في تفسير ابن كثير عن البخاري رضي اهلل
عن ه أن ه ق ال :البح يرة " : ال تي يمن ع دره ا للط واغيت ،فال يحلبه ا أح د من الن اس .و"
الس ائبة " : ك انوا يس يبونها آللهتهم ،ال يحم ل عليه ا ش يء،و " الوص يلة " : الناق ة البك ر ،
تبك ر في أول نت اج اإلب ل ،ثم تث ني بع د ب أنثى ،وك انوا يس يبونها لط واغيتهم ،إن وص لت
إحداهما باألخرى ليس بينهما ذكر .و " الحام " : فحل اإلبل يضرب الضراب المعدود ،
5
فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت ،وأعفوه عن الحمل ،فلم يحمل عليه شيء ،وس موه
الحام.
تع دد دالل ة المف ردة :la polysémieوردت كلم ة آي ة مثال س واء ب اإلفراد أو
ك يُ ْحيِي اللَّهُ ال َْم ْوتَ ٰىَ ويُ ِري ُك ْم آيَاتِِه لَ َعلَّ ُك ْمَ ت ْع ِقلُو َن﴿ البقرة ﴾73َك َٰذلِ َ -
ْح ْم ُد لِلَّ ِهَ سيُ ِري ُك ْم آيَاتِِهَ فَت ْع ِرفُو َن َها﴿ النمل ﴾93 َوقُ ِل ال َ -
اجا لِتَ ْس ُكنُواِ إلَْي َها﴿ الروم ِ ِ ِِ ِ
َوم ْن آيَاتهَ أ ْنَ خلَ َق لَ ُك ْم م ْنَ أْن ُفس ُك ْمَ أ ْز َو ً -
﴾21
ات اللَّ ِهُ ت ْن ِك ُرو َن﴿ غافر﴾ 81 َأي آي ِ ِِ
َويُ ِري ُك ْم آيَاته فَ َّ َ -
ين﴿سورةيوسف﴾7 لََق ْد َكانَِفييوس َفواِ ْخوتِ ِهآياتلِ َّ ِئِ
لسا ل َ ُ ُ َ َ -
أما داللة اللفظ فتختلف من آية إلى أخرى ،وقد عرجنا على الحقل الداللي لهذا اللفظ
أعاله.
6
ت ال ِ
ْج َّن َواِإْل نس ِإاَّل ﴿و َم ا َخلَ ْق ُ
َ التركيب :التقديم والتأخير ،ومث ل ذل ك قول ه تع الىَ :
لَِي ْعبُ ُدون﴾( ال ذاريات )56 :فلق د ق دم الجن على اإلنس؛ ألن ه ق د روعي الس بق
ك لَِن ْف ِس ي الزم ني ،ف إن الجن مخل وق قب ل اإلنس .وقول ه:وق ال تع الى﴿ :قُ ل الَّ َْأملِ ُ
﴿ولِلّ ِهض ّراً َوالَ َن ْفعاً ِإالَّ َما َشاء اللّه﴾(يونس )49 :فقدم الضرر على النفع .وقولهَ : َ
اآلص ِ ِ ِ يَ ْس ُج ُد َمن فِي َّ
ال﴾( الرعد: ض طَ ْوع اً َو َك ْره اً َوظاللُ ُهم بِالْغُ ُد ِّو َو َ
اَألر ِ
الس َم َاوات َو ْ
12
) 15فقدم الطوع على الكره.
« Devant Allah, ceux des ciels et de la terre se prosternent de gré ou de
force avec leurs ombres, matin et soir »13
« vers Dieu se prosternent en revanche tous ceux qui sont aux cieux et sur
la terre, bon gré, mal gré : ainsi fait leur ombre au matin et au
crépuscule »14
نلمس تقيد المترجمين بالتقديم والتأخير الذي جاء به القرآن في اآلية األخيرة ،حتى
وإ ن ك انت م يزة عربي ة إذ ق دم ك ل من محم د حمي د اهلل وج اك ب يرك وش وراكي وغ يرهم
الطوع على الكره التزاما بالترتيب الذي جاء به القرآن.
س اِئ ُك ْم ِإ ِن ْارَت ْبتُ ْم فَ ِع َّد ُت ُه َّن ثَاَل ثَ ةُ الحذف واإليج از﴿:والاَّل ِئي يِئس ن ِمن الْم ِح ِ ِ
يض من نِّ َ َ َْ َ َ َ
7
«Si les menstrues de vos femmes tardent, et si vous doutez, leur période sera de
trois mois. Pour celles qui n’ont pas eu leurs menstrues, pour celles qui portent,
l’échéance sera celle de leur portage. Il facilite la réalisation de son ordre pour
15
» qui frémit d’Allah
نالح ظ هاهن ا تقي د الم ترجم ب ترتيب الق رآن الك ريم ،بحيث عج زت الترجم ة عن
اإليف اء بالص ورة البالغي ة وال ح تى ب المعنى ،إذ نفهم من الترجم ة أن "الالئي لم يحض ن"
أجلهن أن يض عن حملهن ،وه ذا م ا ال تص بو إلي ه اآلي ة الكريم ة ،وال ه و من المع نى من
ش يء .إذ ش كل الح دف البالغي واإليج از في ه ذه اآلي ة عتب ة ل دى الم ترجم ال ذي يب دو –
حسب ترجمته -عدم تطرقه للتفاسير الواردة حيال اآلية.
األدوات والح روف ،ف أكثر أدوات التوكي د ال مقاب ل له ا في اللغ ات الهندوأوروبي ة.
كاس تعمال ض مير الفص اللذي يفي د التوكي د حس بما يقتض يه الس ياق و الفن كقول ه
يم﴾(م ريم ،)36ومن ِ ِ تع الىِ﴿ :إ َّن اللَّهَ َربِّي َو َرُّب ُك ْم فَ ْ
اعُب ُدوهُ َه َذا ص َراطٌ ُم ْس تَق ٌ
ْح ُّق ِمن
ذلكادخال نون التوكيد على الفعل في الموضع الذي يقتضيه كقوله تعالى﴿:ال َ
ِ
ك ۖفَاَل تَ ُكو َننَّمنَال ُْم ْمتَ ِر َ
ين (.﴾)147 َّربِّ َ
ترجمت اآلية االولى عند Régis Blachèreبـ:
« Allah est mon Seigneur et votre Seigneur. Adorez-Le donc ! c’est une
voie droite »16
« Le Vrai procède de ton seigneur. Ne sois pas parmi les douteurs »17
نلمس في ترجمة اآليتين غياب حرف التوكيد الوارد في القرآن ،إذ يشكل غنى عربية
الق رآن ب أدوات التوكي د ع ائق ام ام اللغ ات الهن دو أوربي ة ،بحيث تفتق ر الترجم ة للتوكي د
الوارد في النص األصل مما أحدث خلل في نقل المعنى المراد به.
8
الفعل والزمن واسم الفاعل الدال على أزمنة مختلفة كالماضي معبر عنه بلفظ دال
ِ ِ
يس ٰى عن َد اللَّ ِه َك َمثَ ِل َ
آد َم ِإ
على الحاض ر في قول ه تع الىَّ ﴿ :ن َمثَ َل ع َ
ۖ َخلَ َق ُه ِم ُ
نت َرابٍثُ َّم َق الَلَ ُه ُكن َفيَ ُكو ُن﴾ (آل عم ران ،)59حيث ورد الفع ل "يك ون" في زمن
نالحظ اإلختالل الواضح إزاء زمن الفعل المصرف في اآليتين الفارطتين ،إذ ترجم
محمد حميد اهلل صيغة المضارع الدالة على الماضي بـ زمن الماضي البسيط في الفرنسية،
أما الفعل الثاني في اآلية الثانية فترجم جاك بيرك زمن الحاضر الدال على الماضي بفعل
ملتصق بضمير verbe pronominalفي زمن الماضي المركب ،وهنا يقع إعجاز القرآن
الكريم اللغوي إذ يتعذر تكافؤ األزمنة بالنظر إلى اختالف الصيغ الصرفية لها.
كم ا نج د الحاض ر مع بر عن ه بلف ظ الماض ي في قول ه تع الىَ ﴿ :و َك ا َن اللَّهُ َعلَ ٰى ُك ِّل
ٍ ِ ِ ٍ ِ
يما .﴾ وكذاواستخدام المضارع للتعبير عن َش ْيء قَد ًيرا﴾ َ ﴿،و َكا َن اللَّهُ ب ُك ِّل َش ْيء َعل ً
9
اح َفتُثِ ُير الماضيوقد ج اء في قول ه تع الى في س ورة ف اطرَ ﴿ :واللَّهُ الَّ ِذي َْأر َس َل ِّ
الريَ َ
ور﴾،جاء فعل ض َب ْع َد َم ْوتِ َه ا ۚ َك َٰذلِ َكالن ُ
ُّش ُ اَأْلر َ
ِ
َأحَي ْينَ ا بِ ه ْ
سحابا فَس ْقنَاهُ ِإلَ ٰى بلَ ٍد َّميِّ ٍ
ت فَ ْ َ ًََ ُ
أرس ل بص يغة الماض ي ثم فع ل (فتث ير) بص يغة المض ارع ثم فع ل (فس قناه) بص يغة
الس وق يأتي بعد اإلثارة واألحداث كلها ماضية لكن اإلثارة مشهد
الماضي مع أن ّ
حركة فجعلها بصيغة المضارع ليدل على الحضور .وكذلك قوله تعالى﴿ :قُ ْل فَلِ َم
ِِ ِِ ِ
ين﴾فقت ل األنبي اء هي حال ة مس تغربة وفياء اللَّه من َق ْب ُل ِإن ُكنتُم ُّمْؤ من َ
َت ْق ُتلُ و َن َأنبيَ َ
الق رآن ي أتي بص يغة المض ارع م ع األش ياء ال تي ت دل على الحرك ة والحيوي ة
والمهمة.بحيثترجمت اآلية األخيرة عند André Chouraquiبـ:
« Pourquoi avez-vous tué les Nabis d’Allah ? Vous adhériez jadis »20
نالحظ ترجمة المضارع الدال على صيغة الماضي بالماضي المركب في الفرنسية
في ه ذه اآلي ة ،مم ا ي ترك مج اال للتح ري ح ول القض ايا النحوي ة والص رفية بين الق رآن
والترجمة ،إذ استعمل الرحمان الفعل المضارع ألحداث دلت على الحركة والحيوية.
ال درة على اداء الجن اس والطب اق والتوري ة س يفقد النص جانب ا من أك بر جوانب ه
وأهمها .أما فواصل اآليات ورؤوسها وتوزي الجمل في تركيبها وما في ذلك من
موس يقى تق ترب من الش عر وم اهي بش عر ،ووزن المق اطع وم ا فيه ا من ايق اع ذي
جمال خاص.
اع ٍة
اعةُ ُي ْق ِس ُم ال ُْم ْج ِر ُم و َن َم ا لَبِثُ وا غَْي َر َس َ
الس َ
وم َّ
يقول تعالى في الجناسَ ﴿ :و َي ْو َم َت ُق ُ
وايْؤ فَ ُكو َن ﴾55 ِٰ
ۚ َك َذل َك َكانُ ُ
ترجمت هذه اآليةعند كل من حميد اهلل وجاك بيرك وشوراكي على التوالي بــ:
10
« Et le jour où l’Heure arrivera, les criminels jureront qu’ils n’ont
»demeuré qu’une heure ….
« Au jour où l’Heure se lève, les criminels jurent qu’ils ne sont pas
»demeurés plus d’une heure (dans leur tombe) …
« le jour où surgira l’Heure, les coupables jureront n’être demeurés dans
»leur tombe qu’une heure …
11
« (1) Par l’étoile à son déclin ! (2) votre compagnon ne s’est pas égaré et
n’a été induit en erreur. (3) Et il ne prononce rien sous l’effet de la
passion ; (4) ce n’est rien d’autre qu’une révélation inspirée. (5)Que lui a
enseigné [l’Ange Gabriel] à la force prodigieuse, (6)doué de sagacité ;
c’est alors qu’il se montra sous sa forme réelle [angélique], (7) alors qu’ils
se trouvait à l’horison supérieur. (8) Puis il se rapprocha et descendit
encore plus bas, (9)et fut à deux portées d’arc,ou plus prés encore. (10) Il
révéla à son serviteur ce qu’Il révéla. (11) Le cœur n’a pas menti en ce
qu’il a vu. (12) Lui contestez-vous donc ce qu’il voit ? (13) Il a pourtant
vu, lors d’une autre descente,(14) pré de la Sidrat-ul-Muntahà, (15) prés
d’elle se trouve le jardin de Ma’wà : (16) au moment où le lotus était
couvert de ce qui le couvrait. (17) La vue n’a nullement dévié ni
outrepassé la mesure. (18) Il a bien vu certaines des grandes merveilles de
Seigneur. (19) Que vous en semblé [des divinités], Làt et Uzzà ,(20) ainsi
que Manàt, cette troisième autre ? (21) Sera-ce à vous le garçon et à Lui la
fille. (22) Que voila donc un partage injuste ! »
س ط َْها ُك َّل الْبَ ْس ِط َ ﴿ َواَل تَ ْج َع ْل يَ َد َك َم ْغلُولَ ةً ِإلَ ٰى ُعنُ ِق:ومن الكناية قول ه تع الى
ُ ك َواَل َت ْب
)29 ورا﴾( اإلسراء ً س
ُ وما َّم ْح
ً َُفَت ْقعُ َد َمل
:Jaque Berque ترجمة جاك بيرك
« ne garde pas la main entravée à ton col et ne l’ouvre non plus trop large, ce qui
t’exeposerait ou au blame ou à la dechéance » 21
12
ترجمة اندري شوراكي:André chouraki
« ne pose pas, sur ta nuque, ta main fermée, ne la tends pas non plus toutes
ouverte, tu serais exclu, mésirable » 22
تتجلى الكناي ة المع بر عن ه في اآلي ة في النهي عن البخ ل واإلس راف في الص دقة باتف اق
جمه ور المفس رين ،في حين نلمس الترجم ة الحرفي ة لآلي ة ال ذي أفق دها رونقه ا بحيث لن
يستطيع قارئ الترجم((ة تص((ور المحس((ن الب((ديعي ال((وارد في النص الق راني وال االس تمتاع
برونق ه ،إذ لم ت ؤدي الترجم ة هاهن ا المع نى المنش ود لآلي ة على ض وء التفاس ير ال واردة،
وهنا يتجلى اإلعجاز الذي شكل عتبة أمام نقل هذه الكناية.
اإلعجاز العلمي:
لقد جاء الوحي الرباني حامال لعلوم ومعارف وحقائق علمية اكتشف العلماء البعض
منه ا ،وال ي زال الكث ير غامض ا ،بحيث هي دالئ ل على إعج از الق رآن ،ون ذكر منه ا على
سبيل المثال:
التلقيح في النب ات :ذاتي وخلطى ،وال ذاتي :م ا اش تملت زهرت ه على عض وي
13
الري اح ال تي تس وق الغي ام ،في حين يري د اهلل تع الى اطالعن ا عن معج زة التلقيح
بالرياح .وكان األجدر إضافة تهميش للترجمة لشرح أوفى حول هذه المعجزة التي
أطلع بها المولى عز وجل النبي االمي آنذاك.
األكس جين ض روري لتنفس اإلنس ان ،ويق ل في طبق ات الج و العلي ا ،فكلم ا ارتف ع
اإلنس ان في أج واء الس ماء أحس بض يق الص در وص عوبة التنفس ،يق ول تع الى:
ِ ِ ِ ِ
ض ِّي ًقا ص ْد َرهُ لِإْل ْس اَل ِم ۖ َو َمنيُ ِر ْدَأنيُضلَّ ُهيَ ْج َعل َ
ْص ْد َرهُ َ ﴿فَ َمن يُ ِرد اللَّهُ َأن َي ْهديَ هُ يَ ْش َر ْح َ
س َعلَىالَّ ِذينَاَل ُيْؤ ِمنُو َن﴾(األنع ام الر ْج َالس َم ِاء ۚ َك َٰذلِ َكيَ ْج َعاُل للَّ ُه ِّ
ص َّع ُد فِي َّ
َح َر ًج ا َكَأنَّ َم ا يَ َّ
)125
نالحظ أن الترجمة هنا تسع المعنى ولكنها ال تسع اإلعجاز العلمي الذي أشار إليها
الم ولى ع ز وج ل قب ل 14قرن ا ،بحيث ك ان حري ا ب المترجم ال ذي ق ام بعمل ه في الق رن
العشرين أن يلفت النظر إلى هذا اإلعجاز العلمي العظيم.
نس ا ُن ِم َّم ُخلِ َقُ )5( خلِ َق ِمن َّم ٍاء وفي علم األجن ة :ج اء قول ه تع الىَ ﴿ :فلْيَنظُ ِر اِإْل َ
َّاس ِإن ُكنتُ ْم فِي ب﴾ ،وقول ه﴿ :يَ ا َُّأي َه ا الن ُ َّراِئ ِ الص ل ِ
ْب َوالت َ ج ِمن َب ْي ِن ُّ َداف ٍق )6( يَ ْخ ُر ُ
ِ
ض غَ ٍة اب ثُ َّم ِمن نُّطْ َف ٍة ثُ َّم ِم ْن َعلَ َق ٍة ثُ َّم ِمن ُّم ْث فَِإ نَّا َخلَ ْقنَ ا ُكم ِّمن ُت ر ٍ
َ
ب ِّمن الْب ْع ِ
َريْ ٍ َ َ
س ًّمى ثُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ش اءُِإلَ ٰى َ
َأج ٍل ُّم َ ياَأْلر َح ِام َمانَ َ ِ ِ ٍ ٍ
ُّم َخلَّ َق ة َوغَْي ِر ُم َخلَّ َق ة لِّنَُبيِّ َن لَ ُك ْم ۚ َونُق ُّرف ْ
ل﴾. ِ
ط ْف ً
14
س ُب َها َج ِام َد ًة
ال تَ ْح َ
وح ول دوران األرض ح ول نفس ها يق ول تع الى﴿ :وَت رى ال ِ
ْجبَ َ َ َ
ترجمت هذه اآليات كلها حسب معناها دون اإلشارة إلى اإلعجاز الذي أخبر به اهلل عز
وجل آنذاك ،بحيث تفرض قداسة الخطاب ذكر ما جاء به من إعجاز ،ولو على هامش
الترجمة ،وإ ال فلن تؤدي الترجمة هاهنا كل عالمات وإ يحاءات النص األصل ،وعليه ،لن
يحدث نفس االثر الذي تركه قارئ الذكر الحكيم لدى قارئ الترجمة
اإلعجاز التشريعي:
إن الق رآن الك ريم لدس تور إس المي ،ش مل وأح اط بش تى ن واحي الحي اة الروحي ة
واالجتماعي ة واالقتص ادية للف رد المس لم ،إذ أط ر طريق ة عيش ه وكس به وف ق أحك ام فقهي ة
قرآنية ونبوية تراعي جميع الجوانب.
الزك اة :تقتل ع من النفس ج ذور الش ح ،وعب ادة الم ال ،والح رص على ال دنيا ،وهي
مصلحة للجماعة ،فتقيم دعائم التعاون بين المجدودين والمحرومين ،وتشعر النفس بتكامل
23
الجماعة شعورا يخرجها من ضيق األثرة واالنفراد.
قال تعالى:
َّ ِ ين ُه ْم َع ِن اللَّ ْغ ِو ُم ْع ِر ُ َّ ِ ِ ﴿قَ ْد َأ ْفلَح الْمْؤ ِمنُو َن )1( الَّ ِذين ُهم فِي ِ
ين
ضو َنَ )3( والذ َ صاَل ت ِه ْم َخاشعُو َن (َ )2والذ َ
َ َ ْ َ ُ
اعلُو َن(﴾ )4( المؤمنون )04-01 لز َك ِ
اة فَ ِ ُه ْم لِ َّ
15
ترجمت اآلية عند جاك بيرك بـ :
(1) Comblés sont les croyants, (2) Ceux qui dans leur prière témoignent
d’humilité (3) Qui s’écarte du verbiage, (4)Qui produisent à charge de
purification24
وترجمهاريجيسبالشير بـ :
)(1)Bienheureux sont les croyants. (2) Qui, dans leur prière, sont humbles,(3
25
Qui, de la jactance, se détournent, (4) Qui font l’aumône
نالح ظ اختالف ا كب يرا في ترجم ة مص طلح "الزك اة" ال وارد في ه ذه اآلي ة ،فترجم ه
ج اك ب يرك بـ « ،» Purification وال تي تع ني تنقي ة الش يء وتطه يره ،في حين أن دالل ة
"زكاة" أبعد من ذلك ،فهي إجراء اقتصادي إسالمي له أبعاد اجتماعية وأخرى روحانية.
بينما ترجمهاريجيسبالشير بـ « ،» Aumône والتي يراد بها الصدقة ،وشتان بين الصدقة
والزك اة ،أم ا أن دري ش وراكي فترجمه ا بـ« ،» Dîme ذات الخلفي ة المس يحية واليهودي ة
والتي تعني اقتطاع بنسبة %10للمساهمة في إعانة المعوزين عند المسيحيين ،في حين
كانت ضريبة تفرض على اليهود للمساهمة في إعانة اليتامى ،واألرامل وعابري السبيل،
وك ذا خدم ة المعاب د اليهودي ة .إن ترجم ة مص طلح زك اة لترجم ة لحكم فقهي إس المي ذو
دالالت وإ يحاءات روحانية ،فهو تشريع إسالمي يراد من وراءه ضبط لحياة الفرد المسلم
16
من الناحي ة االقتص ادية واالجتماعي ة ،إذ تتع دى داللت ه بكث ير الترجم ات ال واردة في حق ه،
بحيث ن رى أن ه ك ان األج در اق تراض المص طلح ب الحرف الالتي ني ومن ثم إض افة تهميش
يشرح مفهوم الزكاة وفق مقاربة إسالمية.
الربا :الرب ا في اللغ ة :الزي ادة المطلق ة ،يق ال رب ا الش يء يرب و إذا زاد ،27وفي
الشرع مشترك بين عدة معان :األول كل عقد فاسد ،والثاني عقد فيه فضل ،والقبض فيه
مفيد للملك الفاسد ،والثالث فضل شرعي خال عن عوض شرط ألحد المتعاقدين في عقد
28
المعاوضة.
Masson : « O vous qui croyez ! Ne vivez pas de l’usure produisant
plusieurs fois le double. Craignez Dieu ! Peut-etre serez-vous heureux ».
Hamidullah : « O les croyants ! Ne pratiquez pas l’usure en multipliant
démesurement votre capital. Et craignez Allah afin que vous réussissiez ».
Zeinab Abdelaziz : « o vous qui devîntes croyants, ne mangez pas l’usure
»plusieurs fois multipliée, craignez Allah, afin que cultiviez
إن ترجم ة مفه وم "الرب ا" يختل ف ومرجعي ة الم ترجم ،إذ يتب ادر للم ترجم الع ربي ذو
الخلفي ة االس المية مباش رة حكم فقهي حي ال المفه وم ،في حين يراه ا الم ترجم الغ ربي فائ دة
مربحة ال ضير منها.
17
إن اس تنباط المك افئ المناس ب حي ال مفه وم "الرب ا" يس تلزم إدراك ك ل العناص ر
المحيط ة ب ه ،من إط ار ت اريخي ودالل ة لغوي ة وش حنة عاطفي ة وحكم فقهي للمفه وم .إذ
ترجمه عديد المترجمين بـ Usureوالتي تعني حسب قاموس :Larousse
انطالق ا من مفه وم "رب ا" وف ق المع اجم االقتص ادية اإلس المية وك ذا دالل ة المك افئ
« » usure في المعاجم اللغوية الفرنسية فإن هذه ترجمة ال تؤدي غرض المفهوم ،الذي
يتج اوز بع ده ال داللي إلى حكم فقهي حي ال مس ألة المع امالت المالي ة في اإلس الم ،إذ يتع ذر
إيج اد المك افئ في البيئ ة الفرنس ية للمفه وم ،وعلي ه ف األرجح أن نق ترض المفه وم ب الحرف
الالتي ني El-Ribàم ع إض افة تهميش للترجم ة تش رح المفه وم في إط اره االقتص ادي
االسالمي.
والحج س ياحة ت روض النفس على المش قة ،وتفتح بص يرتها على أس رار اهلل في
خلق ه ،وهو م ؤتمر ع المي يجتم ع في ه المس لمون على ص عيد واح د.والص يام ض بط للنفس،
وش حذ لعزيمته ا وتقوي ة لإلرادة وحبس للش هوات ،وه و مظه ر اجتم اعي يعيض في ه
29
المسلمون شهرا كامال على نظام واحد في طعامهم ،كما تعيش األسرة في البيت الواحد.
وق رر الق رآن ص يانة الكلي ات الخمس الض رورية للحي اة اإلنس انية :النفس ،وال دين
والع رض والم ال والعق ل ،ورتب عليه ا العقوب ات المنصوص ة ،ال تي تع رف في الفق ه
اإلس المي بالجناي ات والح دود" :ولكم في القص اص حي اة ي ا أولي األلب اب" " ،الزاني ة
وال زاني فاجل دوا ك ل واح دة منهم ا مئ ة جل دة" " ،وال ذين يرم ون المحص نات ثم لم ي أتوا
30
بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة" " ،والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما".
18
ك ل ه ذه المف اهيم تعت بر إعج ازا تش ريعيا إس الميا ،ت ؤطر حي اة المس لم من الناحي ة
الروحي ة واالجتماعي ة واالقتص ادية ،فح تى ل و وج د مقاب ل للمص طلح في اللغ ات
الهندوأوروبي ة فلن يكافئ ه من ناحي ة مدلول ه التش ريعي ال ذي من وض ع من أجل ه ،وعلي ه،
يعتبر التفسير السبيل األنجع لسبر أغوار اإلعجاز التشريعي.
الترجمة التفسيرية:
تعتم د ه ذه الترجم ة على مجموع ة تفاس ير لتحدي د المع نى المعجمي أللف اظ النص
القرآني ،فتغدو مهمة المترجم حيوية الستقصاء اآلراء والتفاسير ،مع مقارنتها وتمحيصها
ليخ رج الم ترجم ب رأي شخص ي يتح دد من خالل ه مع نى النص ليق وم بعملي ة التحوي ل
والترجم ة ،وفي ه ذا الن وع من الترجم ة ت ترك المب ادرة للم ترجم الختي ار اللغ ة واألس لوب
المناس بين لنق ل مع اني النص ،فالترجم ة التفس يرية هي بي ان مع نى الكالم بلغ ة أخ رى من
31
غير تقيد بترتيب كلمات األصل أو مراعاة لتنظيمه.
والترجمة التفسيرية "هي التي ال تراعى فيها تلك المحاكاة أي محاكاة األصل في
نظم ه وترتيبه بل المهم فيه ا حس ن تص وير المعاني واألغ راض كاملة وله ذا تس مى أيضا
بالترجم ة المعنوي ة وس ميت تفس يرية ألن حس ن تص وير المع اني واألغ راض فيه ا جعله ا
32
تشبه التفسير وما هي بتفسير "
أم ا ماري ان ل وديرير ، " :Marianne Ledererفتأخ ذ الترجم ة التفس يرية حس بها
حذو الترجمة التأويلية ،فالتأويل مرتبط بالتفسير ،وتحصيل المعنى يستلزم توافر مكمالت
19
معرفية ،ومعارف غير لغوية وسياق معرفي للنص المراد ترجمته ،وكل هذا ينطبق على
ترجمة القرآن الكريم في وج وب االطالع على التفاسير الواردة وكذا أسباب النزول قبل
االنطالق في الترجم ة ،وعلي ه " تتص ف الترجم ة التفس يرية بثالث مراح ل ت رد ض من
تسلسل اتفاقي تقريباً ,وغالباً ما تكون متداخلة وغير متتابعة ,ولكننا نستطيع تقديمها بشكل
33
منفصل لتسهيل العرض :فهم المعنى –تعريته من ألفاظه األصلية -إعادة التعبير"
وهناك من يرى أنه من الجدير تسميتها "ترجمة تفسير القرآن"" ،ألنها شرح الكالم
وبيان معناه بلغة أخرى ،بدون مراعاة لنظم األصل وترتيبه ،وبدون المحافظة على جميع
معانيه المرادة منه ،وذلك بأن نفهم المعنى الذي يراد من األصل ،ثم نأتي له بتركيب من
اللغة المترجم إليها يؤديه على وفق الغرض الذي سبق له".34
أما من الناحية المنطقية فالترجمة ليست تفسيرا ،وشتان بين هذا وذاك ،ألن كلمة
"الترجمة التفسيرية تنفي عن الترجمة صفة الترجمة ،وألن المفسر ال يكلف بما يكلف به
الم ترجم من االل تزام باختي ار الكلم ة المماثل ة ،ف إذا ج اءت الكلم ة غامض ة فليس من ح ق
الم ترجم أن يفس ر غموض ها ،بخالف المفس ر ،فه و مكل ف بإزال ة الغم وض ،وإ ذا ك انت
اللفظ ة محتمل ة لمع ان ع دة وجب على الم ترجم أن ي أتي باللفظ ة المحتمل ة لنفس المع اني
والدالالت ،وليس من حقه أن يختار ويرجح ،بخالف المفسر فمن واجبه أن يبين ويوضح
35
فالتفسير في اللغة هو البيان والتوضيح ،والترجمة ال تعني البيان والتوضيح، ويرجح"
وإ ذا قام المترجم ببيان األصل وإ زالة غموضه ،فهو مفسر وليس مترجما ،وتحكمه مقاييس
التفسير وليس مقاييس الترجمة.
إن ه لمن األهمية بمكان أن نن وه في هذا الصدد ،أن اللج وء إلى التفسير في ترجمة
إعجاز القرآن الكريم إلجراء ترجمي ،يرجى منه تقصي الدالالت اللغوية والفقهية والعلمية
للمصطلح ،بحيث يستحيل ترجمة الذكر الحكيم دون اللجوء إلى التفاسير الواردة حياله.
20
إن االستعانة بالتفاسير إزاء ترجمة الخطاب المقدس ال ينفي عن الترجمة صبغتها،
بل يدرج ضمن المعارف الموسوعاتية التي يستلزم اإلطالع عليها أثناء الترجمة .بشرط
أن تضاف الشروحات المستفيضة في الهاهش كي ال تخرج الترجمة عن سكتها.
21
مؤسسة المختار للنشر، جمالية الخطاب في النص القرآني،)2014 – 1413( ، لطفي فكري محمد، الجودي-1
.171 ص، مصر، القاهرة،،1 ط،والتوزيع
2
- Voir : FONTAINE, Philippe, (05 novembre 2009) défis de la traduction, séance
TICE en classe jumelée, 10h00-12h00
http://melies.ac-versailles.fr/projet-europe/direct/ consulté le 20/05/2019 à 18h
.7 ص،) إشكالية ترجمة القرآن الكريم ( ماذا يراعى في لغة الترجمة،محمود بن عبد السالم، العزب-3
،) مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة2005-1426( جالل الدين، السيوطي-4
.1873 ص، الجزء الخامس،مرصد الدراسات القرآنية:تحقيق
ص، ، لبنان- بيروت،1ط، دار صادر، نهاية اإليجاز في دراية اإلعجاز،)2004-124( اإلمام فخر الدين-5
.82
.1880 ص، المرجع نفسه، )2005-1426( جالل الدين، السيوطي-6
.250 ص، مصر،القاهرة،10 ط، مكتبة وهبة،) مباحث في علوم القرآن1995( مناع، القطان-7
.255 ،254 ص، المرجع نفسه،)1995( مناع، القطان-8
9
- Hamiddullah,Muhammed,(2000) le noble coran et la traduction en langue française
de ses sens, complexe Roi Fahd pour l’impression du Noble Coran, al-madinnah al-
monawarah, royaume d’arabie saoudite, p125.
10
- Berque,Jaques(1990), le coran : essai de traduction de l’arabe annoté et suivi
d’une étude exégétique, édition Sindbad, paris,1ère .
11
Site officiel du dictionnaire Larousse :
https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/signe/72700 consulté le 25/05/2019 à
11h
، دار الفرقان، سناء فضل عباس، ، إعجاز القرآن الكريم، )م2001 - هـ1422( فضل حسن، عباس-12
.219 ص، ،الطبعة الرابعة
13
- Chouraqui, André (1990) Le Coran : l’appel, éditions Robert Laffont, paris, p 336.
14
- Berque, Jaques (1990) ,op.cit, p 260.
15
- Chauraqui, André (1990),op.cit ,p 859.
16
- Blachère, Régis (1966), Le Coran (al-Qor’àn), edition G.P Maisonneuve &Larose,
paris, p 332.
17
- Berque,Jaques(1990), op.cit, p 45.
18
- Hamiddullah, Muhammed,( 2000) op.cit, p 57.
19
- Berque, Jaques (1990),op.cit, p 482.
20
- Chouraqui, André (1990),op.cit, p 45.
21
- Berque, Jaques(1990),op.cit, p 297.
22
Chauraqui, André (1990),op.cit, p 388.
-23القطان ،مناع (،)1995المرجع نفسه ،ص .270
24
Berque, Jaques(1990), op.cit, p 361.
25
Blachère, Régis (1966),op.cit, p 39.
26
Chauraqui, André (1990),op.cit, p 478.
-27معجم المصطلحات المالية واالقتصادية في لغة الفقهاء.
-28المعجم االقتصادي االسالمي
-29القطان ،مناع( ،)1995المرجع نفسه ،ص .270
-30المرجع نفسه ،ص .270
-31المرجع نفسه ،ص .310
-32الزرقاني ،محمد عبد العظيم ( ،)1943 -1362مناهل العرفان في علوم القرآن ،مطبعة عيسى البابي الحلبي
وشركاؤه ،الطبعة الثالثة ،المجلد الثاني ،ص .111
-33لوديرير ،ماريان (" ,)2002المشكالت العملية في الترجمة" ,ترجمة د .محمد أحمد طجو ,مجلة ترجمان,
المجلد ,11العدد ,1ص 82
-34كانو ،محمد محمود ( ،)2011ترجمة القرآن الكريم بين الحظر واالباحة،جمعية دار البر ،دبي ،اإلمارات
العربية المتحدة ،ط ، ،1ص.59
-35الزرقاني ( ،)1943-1362المرجع نفسه.