Professional Documents
Culture Documents
منهج القرطبي في التفسير
منهج القرطبي في التفسير
تفسير القرطبي
من ويكيبيديا ،الموسوعة الحرة
عرض • نقاش • تعديل
أمهات التفاسير
السنة: أهل
كثير — ت 774هـ تفسير ابن
الطبري — ت 310هـ تفسير
تفسير القرطبي — ت 671هـ
تفسير الجاللين — ت 864هـ 911/هـ
شيعة:
التفاسير الشيعية
تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن
—
البيان — d. 1153 مجمع
نور الثقلين —?
الصافي في تفسير كالم هللا الوافي —
التفاسير الصوفية
تفسير التستري — ت 283هـ
تفسير ابن عربي —558هـ 668 -هـ
تفسير لطائف اإلشارات — ت 465هـ
تفسير القرطبي هو كتاب جمع تفسير القرآن كامالً واسمه ( الجامع ألحكام القرآن ،والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفرقان) .لمؤلفه اإلمام أبو
عبد هللا محمد بن أحمد األنصاري القرطبي المتوفى سنة 671هـ .وهو تفسير جامع آليات القرآن جميعًا ولكنه يركز بصورة شاملة على آيات األحكام
في القرآن الكريم .الكتاب من أفضل ُكتب التفسير التي عُنيت باألحكام .وهو فريد في بابه .كما أنه من أجمع ما صنف
في هذا الفن .وصف بأنه من أج ّل التفاسير وأعظمها نفعاً ،أسقط منه مؤلفه التواريخ والقصص ،وأثبت عوضها
أحكام القرآن ،واستنباط األدلة ،وذكر القراءات والناسخ والمنسوخ.
محتويات
أخف]
[ ِ
1سبب تأليفه
2طريقة تأليفه
3شروطا تأليفه
4منهج التفسير فيه
5القرطبي والمسائل الفقهية
6القرطبي والحديث الشريف
7القرطبي واإلسرائيليات
8ملخص منهج المؤلف في التفسير
9وصالت خارجية
10مراجع
ذكرها مؤلفه في مقدمة تفسيره حيث قال ":فلما كان كتاب هللا هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقل بالسنة والفرض ،ونزل به أمين السماء إلى
أمين األرض رأيت أن أشتغل به مدى عمري ،وأستفرغ فيه منيتي".
فقد ذكرها أيضا ً في مقدمة تفسيره حيث قال ":بأن أكتب فيه تعليقا ً وجيزاً يتضمن نكتا ً من التفسير ،واللغات ،واإلعراب ،والقراءات ،والرد على أهل
الزيغ والضالالت ،وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من األحكام ونزول اآليات."...
. 1إضافة األقوال إلى قائليها واألحاديث إلى مصنفيها ،فإنه يقال :من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله.
. 2اإلضراب عن كثير من قصص المفسرين وأخبار المؤرخين إال ما ال بد منه ،وما ال غنى عنه للتبيين.
. 3االعتياض من ذلك تبيين آيات األحكام ،بمسائل تفسر عن معناها ،وترشد لطالب إلى مقتضاها ،فضمن كل آية تتضمن حكما ً أو حكمين.
. 4ما زاد من مسائل بين فيها ما تحتوي عليه من أسباب النزول ،والتفسير والغريب والحكم.
.5إن لم تتضمن حكما ً ذكر ما فيها من التفسير والتأويل .
فقد وفى القرطبي بما شرط على نفسه في هذا التفسير ،فكانت طريقته أنه:
يعتبر هذا التفسير أكثر التفاسير سرداً للمسائل الفقهية وأجمعها ،وقد أطال القرطبي جداً في بعض المواضيع ،فانظر مثالً كالمه عن اإلمامة الكبرى
وا َأتَجْ َع ُل فِيهَا َمن يُ ْف ِس ُد فِيهَا َويَ ْسفِ ُ
ك ال ِّد َماء َونَحْ نُ ض خَ لِيفَةً قَالُ ْ
ك ِل ْل َمالَِئ َك ِة ِإنِّي َجا ِع ٌل فِي اَألرْ ِ
وهي الخالفة ،وذلك في سورة البقرة اآلية ( )30وَِإ ْذ قَا َل َربُّ َ
ال ِإنِّي َأ ْعلَ ُم َما الَ تَ ْعلَ ُمونَ .
نُ َسبِّ ُح ِب َح ْم ِدكَ َونُقَدِّسُ لَكَ قَ َ
ومع أن القرطبي كان مالكي المذهب إال أنه لم يكن متعصبا ً لمذهبه المالكي ،بل كان يمشي مع الدليل حتى يصل إلى ما يراه صوابا ً أيا ً كان قائله.فمثالً
عند تفسير قول القرآن (:أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) يقول في المسألة الثانية عشرة من مسائل هذه اآلية بعد أن ذكر خالف العلماء في حكم
من أكل في نهار رمضان ناسيا ً ،وما نقل عن مالك من أنه يفطر وعليه القضاء يقول ":وعند غير مالك ليس بمفطر كل من أكل ناسيا ً لصومه ،قلت:
وهو الصحيح ،وبه قال الجمهور" .فأنت ترى أنه بذلك يخالف مذهبه وينصف اآلخرين.
اعتمد القرطبي أيضا ً في تفسيره على الحديث الشريف .وقد سرد في هذا التفسير ما يزيد على 6500حديث ،وهذا العدد غير يسير مما يدل على
اهتمامه بالحديث الشريف ،وقد تكلم في بعض األحيان على بعض األحاديث ووصفها بالضعف ،تارة من قبل نفسه ،وتارة نقالً عن غيره .وقد أكثر من
ذكر األحاديث الواهية خاصة في الثلث األخير من التفسير .
لم يكثر اإلمام القرطبي من ذكر اإلسرائيليات ،لكن ندر منه ذكره ألشياء نحن في غنى عنها ،ولو لم يذكرها لكان أولى ،فمن ذلك ما ذكره في سورة
البقرة عند قوله(:فأخرجهما مما كانا فيه) .فقد ذكر عن وهب بن منبه :أن إبليس دخل في فم الحية ،وهي ذات أربع كالبختية ،من أحسن دابة خلقها هللا
بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان...
حدد القرطبي منهجه بأن يبين أسباب النزول ،ويذكر القراءات ،واللغات ووجوه اإلعراب ،وتخريج األحاديث ،وبيان غريب األلفاظ ،وتحديد أقوال
الفقهاء ،وجمع أقاويل السلف ،ومن تبعهم من الخلف ،ثم أكثر من اإلستشهاد بأشعار العرب ،ونقل عمن سبقه في التفسير ،مع تعقيبه على ما ينقل عنه،
مثل ابن جرير ،وابن عطية ،وابن العربي ،وإلكيا الهراسي ،وأبي بكر الجصاص.
وأضرب القرطبي عن كثير من قصص المفسرين ،وأخبار المؤرخين ،واإلسرئيليات ،وذكر جانبا منها أحيانا ،كما رد على الفالسفة والمعتزلة وغالة
المتصوفة وبقية الفرق ،ويذكر مذاهب األئمة ويناقشها ،ويمشي مع الدليل ،وال يتعصب إلى مذهبه (المالكي) ،وقد دفعه اإلنصاف إلى الدفاع عن
المذاهب واألقوال التي نال منها ابن العربي المالكي في تفسيره ،فكان القرطبي حرا في بحثه ،نزيها في نقده ،عفيفا في مناقشة خصومه ،وفي جدله ،مع
إلمامه الكافي بالتفسير من جميع نواحيه ،وعلوم الشريعة .
ويمتاز هذا التفسير عما سبق من تفاسير أحكام القرآن أنه لم يقتصر على آيات األحكام ،والجانب الفقي منها ،بل ضم إليهل كل ما يتعلق بالتفسير.
وعلى الجملة يعتبر هذا التفسير من أنفع التفاسير وأحسنها في ميدانه ،فإن القرطبي في تفسيره هذا حر في بحثه ،نزيه في نقده ،عف في مناقشته
وجداله ،ملم بالتفسير من جميع نواحيه ،بارع في كل فن استطرد إليه وتكلم فيه .لذلك فإنه تفسير ال يستغني عنه العالم فضال عن طالب العلم.