Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 117

‫المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫م‬


‫المحاضرات التجنيديه‬ ‫‪1‬‬
‫الحركة االسالمية (النشأة والتطور)‬ ‫أ‪-‬‬
‫أصول فقه الحركه اإلسالميه‬ ‫ب‪-‬‬
‫المرتكزات الفكرية للحركة اإلسالمية‬ ‫ت‪-‬‬
‫خصائص ومميزات الحركة إلسـالمية‬ ‫ث‪-‬‬
‫األسـرة التنظيمية ‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫المحاضرات اإلستيعابيه‬ ‫‪2‬‬
‫الحركة اإلسالميه المالمح والروافد‬ ‫أ‪-‬‬
‫الحركة اإلسالمية والثنائيات الكبرى (اختيارات فقهية )‬ ‫ب‪-‬‬
‫الحركة اإلسالمية والبنية الهيكلية‬ ‫ت‪-‬‬
‫الحركة االسالمية والعمل في المجتمع‬ ‫ث‪-‬‬
‫األسره التنظيميه‬ ‫ج‪-‬‬
‫المحاضرات التزكوية‬ ‫‪3‬‬
‫تزكية النفس‬ ‫أ‪-‬‬
‫علو الهمة‬ ‫ب‪-‬‬
‫المحاضرات الفنية‬ ‫‪4‬‬
‫تأصيل العمل اإلستخباري‬ ‫أ‪-‬‬
‫رفع الحس األمني‬ ‫ب‪-‬‬
‫المحاضرات السياسية واإلعالمية‬ ‫‪5‬‬
‫الفكر السياسي اإلسالمي أصوله ومدارسه‬ ‫أ‪-‬‬
‫اإلعالم اإلسالمي‬ ‫ب‪-‬‬

‫المحاضرات اإلدارية‬ ‫‪6‬‬


‫مهارات العمل اإلداري‬ ‫أ‪-‬‬
‫المحاضرات التجنيديه‬
‫الحركة اإلسالمية (النشأة والتطور)‬
‫تتناول هذه الوحدة موضوع نشأة وتطور الحركة االسالمية السودانية منذ تأسيسها مرورا بالحقب الزمنية‬
‫المختلفة وحتى وصولها الي سدة الحكم في العام ‪1989‬م ‪ .‬حيث يتم عرض حال ووضع الحركة عبر مراحل‬
‫نشأتها وتطورها المختل فة والوسائل واالساليب واالدوات واالختيارات الفقهية التي تبنتها واستخدمتها الحركة‬
‫في تجويد تجربته وزيادة صفها وتمتين بنائها‪.‬‬
‫تأتي اهمية هذا الموضوع في تعريف المتدربين من عضوية الحركة االسالمية من الطالب بكيفية نشأة‬
‫الحركة االسالمية السودانية ‪،‬حتى يفيدوا من ذلك في دعم ومواصلة مسيرة تتطور الحركة ‪ ،‬وان يطوروا من‬
‫الوسائل واالساليب واالدوات التي من شأنها ان تحفظ للحركة االسالمية ريادتها وتميزها وسبقها في ميادين‬
‫العطاء لالمة االسالمية‪.‬‬
‫و تهدف هذه الوحدة الي (تشرح وفقا للمراحل المبينه ) ‪:‬‬
‫ان يتعرف المتدرب على تاريخ نشأة وتطور الحركة االسالمية السودانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يتعرف المتدرب على الوسائل واالساليب واالدوات التي استخدمتها الحركة في مسيرة تطورها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يلم المتدرب باالختيارات الفقهية التي تبنتها الحركة في تعاملها مع فئات المجتمع المختلفة والتي‬ ‫‪‬‬
‫اسهمت في زيادة صفها‪.‬‬
‫تشجيع المتدرب على العمل على تطوير الوسائل واالساليب التي تسهم في تطور تقدم الحركة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫عهد التكوين (األعوام ‪49‬إلى‬


‫‪55‬م)‬

‫خبرات الحركة اإلسالمية وتجربة‬ ‫عهد الظهور األول (األعوام‬


‫الحكم( ‪2013 /1990‬م )‬ ‫‪1956‬مإلى ‪1959‬م‬

‫الحركه اإلسالمية بعد ثورة اإلنقاذ‬ ‫عهد الكمون األول (األعوام‬


‫الوطني‬ ‫‪1959‬م إلى ‪1964‬م)‬

‫الحركة اإلسالمية و تطويق المد‬


‫الحركة اإلسالمية في ظروف‬ ‫اليساري( ‪)1971 -1966‬م‬
‫التحول الديمقراطي(‬
‫• الحركه اإلسالميه والنظام المايوي‬
‫‪1985/1989‬م)‪:‬‬
‫مالمح إستراتيجية التمكين ‪-:‬‬
‫‪:‬‬ ‫مالمحها‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ‫‪1977‬‬ ‫العام‬ ‫منذ‬ ‫التمكين‬ ‫إستراتيجية‬ ‫بدأت‬
‫‪ -1‬نجحت الحركة في بناء أقوى التنظيمات السياسية واالجتماعية للزحف على مواطن القوة في المجتمع‪.‬‬
‫نهضت تنظيمات الحركة الطالبية والشبابية في العاصمة والشمال والوسط ودارفور وكردفان وشرق‬
‫السودان والمناطق القصية األخرى‪ ،‬واستكمل ذلك البناء حينما اخترقت أمانة الطالب مناطق الستار الغابي‬
‫والكنسي في جنوب السودان‪ ،‬وأقامت تنظيمات لإلخوان في جوبا وواو وملكال‪.‬‬
‫‪ -2‬اقتحام الحركة لمجتمع المرأة السودانية واكتسابه لصفّها‪ ،‬بعد أن كان ضحية للتقاليد البالية في شقه‬
‫ي ومياالً نحو اليسار وشعاراته في شقه الحديث‪ ،‬وقد تطور كسب المرأة عبر مراحل تطور الحركة‬ ‫التقليد ّ‬
‫ومسيرتها السياسية والتنظيمية‪ ،‬وبرز دورها في العمل الجهادي‪ ،‬وفي العمل العام وتولي الوظيفة العامة ‪.‬‬
‫‪-3‬أسهمت الحركة في تطوير الفكر اإلسالمي المعاصر من خالل التأصيل وتجديد الفكر اإلسالمي وأصول‬
‫الفقه‪ ،‬حيث خاطبت الحركة قضايا المرأة‪ ،‬الحرية‪ ،‬الشورى‪ ،‬الديمقراطية‪ ،‬والمصارف اإلسالمية‪ ،‬كما‬
‫أسهمت في تصحيح العقيدة بتأكيدها على شمول اإلسالم القائم على وحدانية هللا َّ‬
‫وأن الحياة كلها عبادة له‬
‫سبحانه ‪ .‬وأنشأت الحركة جماعة الفكر والثقافة اإلسالمية التي أصدرت مجلة فكرية وتوالت مؤتمراتها ‪.‬‬
‫‪ -4‬عنت الحركة بالثقافة والفنون تأصيالً وممارسةً‪ ،‬من خالل اإلتصال الشعبي العام عبر القوافل وتكثيف‬
‫الخطاب بالمحاضرة‪ ،‬وتكوين الروابط الثقافية في العاصمة واألقاليم‪ ،‬حيث غذت هذه الروابط الحياة الثقافية‬
‫وأنتشرت المنتديات الفكرية التي عالجت مختلف القضايا‪ ،‬بجانب إقامة معارض الكتاب اإلسالمي والثقافة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬والمكتبات الصوتية والمعارض والمهرجانات ومنابر الخطابة العامة والليالي القمرية ‪.‬‬
‫‪ -5‬أهتمت الحركة بالصحافة واإلعالم اإلسالمي المباشر وغير المباشر ودخلت مجال النشر حيث صدرت‬
‫مجلة المغترب‪ ،‬وتال ذلك ظهور عدد من الصحف اإلسالمية التي كسرت احتكار الدولة لحركة الصحافة مثل‬
‫صحيفة ألوان والصحوة واألصالة‪ ،‬ث َّم صحيفة الراية ‪ .‬وأصبح عدد من شباب الحركة مراسلين لعدد من‬
‫الصحف العربية واإلنجليزية مثل مجلة العالم وآرابيا التان تصدران من لندن‪ ،‬والمجتمع التي تصدر من‬
‫الكويت ‪ .‬كما برزت إصدارات على أصعدة مختلفة وبصورة دورية يصعب حصرها وتلمس آثارها‬
‫كالصحف الحائطية في المدارس واألندية والمساجد والجامعات ‪.‬‬
‫‪ -6‬غذت البنوك اإلسالمية المجتمع السوداني بالعشرات من الشركات في مجاالت التنمية واالستثمار والبناء‬
‫والتشييد والمضاربة‪ ،‬وخلقت آالفا ً من فرص العمل على امتداد السودان مما أحدث استقرارا آلالف العوائل‪،‬‬
‫وأسهمت في حل بعض مشاكل السودان االقتصادية وتوظيف حركة المال وفق مقاصد الشريعة مما حل لدى‬
‫الكثير من المسلمين إشكاليات تراكم أموالهم في المؤسسات الربوية ‪.‬‬
‫صوبت ه ّمها فقط نحو السياسة متجاهلة الدعوة والعمل‬ ‫ّ‬ ‫أن الحركة اإلسالمية‬‫‪ -7‬بخالف الشائع عن َّ‬
‫أن أكبر عطاء للحركة وأبقاه هو تحديدا ً في تلك الجوانب‪ ،‬حيث كان‬
‫االجتماعي واإلنساني‪ ،‬فإن الحقيقة هي َّ‬
‫للحركة السهم األوفر فيما حدث من تحوالت نحو التدين في المجتمع السوداني بجانب الفاعلين اآلخرين ‪.‬‬
‫اهتمت الحركة بوجوه العمل االجتماعي النامية فبادرت إلى إنشاء التنظيمات االجتماعية والطوعية ووجهتها‬
‫لخدمة مبادئها ومطلبها في التمكين بوجوهه المختلفة‪ ،‬وكانت أولى هذه التنظيمات جمعية رائدات النهضة التي‬
‫تم تأسيسها في عام ‪1979‬م وأصبح لها وجود فاعل في كل أنحاء القطر‪ ،‬وقامت لها فروع في حتى في جنوب‬
‫السودان‪ .‬وعلى درب رائدات النهضة جاءت منظمة شباب البناء التي قادت حمالت النظافة ومشاريع فضل‬
‫الظهر والتبرع بالدم وحمالت توزيع لحوم األضاحي ومشاريع تسهيل الزواج التي استفاد منها المئات‬
‫وشارك في مهرجاناتها عشرات اآلالف ‪.‬‬
‫‪ -8‬أقامت الحركة واجهات إسالمية اجتماعية أخرى مثل جمعية اإلصالح والمواساة‪ ،‬كما ظهرت روابط‬
‫الفتاة المسلمة ودور المؤمنات‪ ،‬وانخرط عدد من اإلسالميين في تحريك هيئة إحياء النشاط اإلسالمي والندوة‬
‫العالمية للشباب اإلسالمي‪ ،‬باإلضافة إلى الوجود اإلسالمي المقدر في المؤسسات اإلسالمية التي نهضت على‬
‫أكتاف شباب الحركة اإلسالمية مثل منظمة الدعوة اإلسالمية‪ ،‬المركز اإلسالمي اإلفريقي‪ ،‬الوكالة اإلسالمية‬
‫اإلفريقية لإلغاثة‪ ،‬الجمعية الطبية اإلسالمية‪ ،‬والجمعيات الخيرية واالجتماعية األخرى ‪.‬‬
‫‪ -9‬في مجال العالقات الخارجية دخلت الحركة في عالقات تنسيق وتفاهم مع التنظيم الدولي لإلخوان‬
‫المسلمين والجماعة اإلسالمية في باكستان والحركة اإلسالمية في تركيا والمنظمات والجماعات اإلسالمية في‬
‫أمريكا وأوروبا ومختلف هيئات الدعوة واإلرشاد في العالمين العربي واإلسالمي‪ .‬واجتهدت الحركة في إيجاد‬
‫أندية لحركات إسالمية في مختلف البالد اإلفريقية مثل إرتريا‪ ،‬تشاد‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬الصومال‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬جيبوتي‪،‬‬
‫تنزانيا‪ ،‬غرب إفريقيا‪ ،‬وكذلك تنظيمات الزنوج األمريكيين والجمعيات اإلسالمية في ماليزيا‪.‬‬
‫‪ -10‬برز دور الحركة في قيادة العمل اإلسالمي في أوروبا وأمريكا‪ ،‬فأصبح د‪ .‬األمين محمد عثمان مسئوالً‬
‫عن التنظيم الدولي لإلخوان المسلمين في المملكة المتحدة وأوروبا‪ ،‬وأحمد عثمان مكي في أمريكا وكندا‪،‬‬
‫وأصبح عدد من كوادر الحركة رؤساء التحاد الطالب المسلمين في أمريكا واالتحاد العام للجمعيات‬
‫اإلسالمية في المملكة المتحدة‪ ،‬ولعبوا دورا ً بارزا ً في تأسيس "اإلتحاد اإلسالمي العالمي للمنظمات الطالبية "‬
‫‪.‬‬
‫‪ -11‬نشطت الحركة في خلق عالقات مع بعض الحكومات والدول فأرسلت الجبهة القومية وفودها إلى مصر‬
‫والسعودية والصين‪ ،‬كما أقبل اإلسالميون من مختلف أنحاء العالم لزيارة السودان والتعرف على تجربته‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فجاءوا من باكستان‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬أمريكا‪ ،‬نيجريا‪ ،‬تشاد‪ ،‬إثيوبيا‪ ،‬الدول العربية‪ ،‬ودول األقليات‬
‫اإلسالمية ‪.‬أجتهدت الحركة في مناصرة القضايا الكبرى لألمة اإلسالمية مثل الصراع العربي – اإلسرائيلي‪،‬‬
‫وقضايا البوسنة والهرسك‪ ،‬والقضية األفغانية‪ ،‬وغيرها من قضايا األمة‪ ،‬واالهتمام بقضايا السياسة الخارجية‬
‫ومنهجيتها‪ ،‬والتفاعل الحي مع القوى العالمية‪ ،‬وتطوير الفقه الدبلوماسي للحركة ‪.‬‬
‫‪ -12‬تنبهت القوى المعادية للتوجه اإلسالمي للنجاحات التي حققتها الحركة والنماذج التي أرستها‪ ،‬خاصةً بعد‬
‫أن شاركت الجبهة اإلسالمية في حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد الصادق المهدي‪ ،‬وبرز أدائها القوي من‬
‫خالل كوادرها التي شاركت في التشكيل الوزاري‪ ،‬األمر الذي أزعج القوى المناهضة لإلسالميين في الداخل‬
‫والخارج فسعت إلقصاء الحركة وإيقاف مشروعها ‪.‬بعد أن تأكدت قيادة الحركة من وقوف قيادة الجيش في‬
‫وجه مشروعها اإلسالمي وسعيها إلقصائها وتجريدها من حقها المشروع في المشاركة في السلطة كما حدث‬
‫مع حركات إسالمية أخرى‪ ،‬ولما رأته من أخطار محدقة بالبالد‪ ,‬من نذر التفاق الميرغني قرنق الذي سيجمد‬
‫القوانين اإلسالمية التي أعلنت في عهد نميري‪ ،‬كان قرارها باالستيالء على السلطة ‪.‬‬
‫بين يدي هذه الجدلية ولدت ثورة اإلنقاذ الوطني في ‪ 30‬يونيو ‪1989‬م ‪ ،‬من رحم الحركة اإلسالمية وكابن‬
‫شرعي لمشروعها السياسي القائم على إيجاد كيان للدولة السودانية القائم على مشروعية وطنية ‪ /‬إسالمية ‪،‬‬
‫مثَّل الجنوب والخارج‪ ،‬التحدي األساسي لمشروع الحركة اإلسالمية‪ ،‬وحسب قراءتها للوقائع ‪ ،‬فالحركة‬
‫السياسية التقليدية قد شاخت واليسار والجنوب دون المدد الخارجي ال يسوي كثير شيء ‪ ،‬كانت هذه هي‬
‫القراءة ‪ ،‬أكان من األفضل أن توالي الحركة تطورها في اتجاه التمكين السياسي القائم على التفويض‬
‫االنتخابي والعمل السياسي الدؤوب أم بالطفرة والشوكة العسكرية ؟– ما يهم قد تختلف اآلراء ولكن في‬
‫النهاية‪ ،‬اتخذ القرار وكانت النتيجة حكم صغار الضباط في إطار رايات الحركة اإلسالمية ‪ .‬جاءت ثورة‬
‫اإلنقاذ الوطني في فجر الثالثين من يونيو ‪1989‬م بقيادة "العميد عمر حسن أحمد البشير" حصيلة‬
‫"استراتيجية التمكين" التي اعتمدتها الحركة على مدى عقد من الزمان‪ ،‬ونتيجة عمل متفاعل مع بعض‬
‫الضباط بهدف تأمين ظهر الحركة وحمايتها من االنقالبات العسكرية المتكاثرة من مجموعات ضباط ذوي‬
‫انتماءات فكرية وعقائدية مناوئة للحركة شملت تيارات الناصريين والبعثيين والشيوعيين وتيارات أخرى‬
‫تتحرك بتوجيهات من األحزاب الطائفية‪.‬جاءت ثورة اإلنقاذ في الموعد إليقاف التدهور الذي طال كل أوجه‬
‫الحياة السياسية واإلقتصادية والعسكرية في السودان ‪.‬‬
‫أصول فقه الحركة االسالمية في السودان‬
‫أصول الفقه‪:‬‬
‫موضوع علم األصول‬
‫الفرق بين علم أصول الفقه وعلم الفقه‬
‫تاريخ علم األصول في التدوين‬
‫أدلة علم األصول أو أدلة األحكام‬

‫عند األصوليين أدلة علم األصول قد يسميها البعض أدلة األحكام أو األدلة الشرعية‪ ,‬والدليل عند علماء‬
‫األصول هو‪ :‬ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى العلم بمطلوب خبري‪ ,‬أو ما يتخذ حجةً على أن‬
‫المبحوث عنه حكم شرعي ‪ ،‬وهي عند مذاهب أهل السنة ((الكتاب والسنة واإلجماع والقياس وقول الصحابي‬
‫وشرع من قبلنا والعرف والمصالح المرسلة وسد الذرائع واالستحسان واالستصحاب ))‬
‫فاألدلة الشرعية السابقة تنقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫النوع األول ‪ :‬وهو المصدر الذي بني عليه الدين كله‪ ,‬وذلك ال ينطبق إال على الكتاب والسنة ‪ ,‬وأي دليل يأتي‬
‫بعدهما ليس بدليل حقيقي انما هو كاشف عن دليل من الكتاب والسنة‪ ,‬وذلك ال خالف عليه بين جميع علماء‬
‫المسلمين على مر العصور‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬هو ما اتفق عيه جمهور علماء المسلمين‪ ,‬وهما اإلجماع والقياس أو العقل كما يسميه بعض‬
‫األصوليين‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬وهو ما اختلف علماء المسلمين على االستدالل بهم‪ ,‬مثل المصالح المرسلة واالستسحان‬
‫واالستصحاب وغيرهم كما ذكر‪ ,‬فبعض المذاهب تقف عند األدلة األربعة‪ ,‬والبعض اآلخر يضيف دليالً أو‬
‫اثنين أو غير ذلك من األدلة األخرى المختلف عليها‪ ,‬ولكن ال يوجد من العلماء من يأخذ بكل األدلة المختف‬
‫عليها‪.‬‬
‫أصول فقه الحركة االسالمية ‪:‬‬

‫اوالا ‪ :‬القرآن الكريم ‪ :‬حجية القرآن‬


‫ثانيا ا‪ :‬السنة ‪ :‬حجية السنة‬
‫ثالثا ا ‪ :‬االجماع‬
‫شروط تحقق االجماع‪:‬‬
‫‪1/‬اتفقاق جميع المجتهدن في حكم شرعي وال يكفي بعضهم‬
‫‪2/‬ان يكون المجتهدون من المسلمين‬
‫‪3/‬وأن يكون وقوع الحادثة في غير عهد الرسول صلى هللا عليه وسلم اذ ال يكون االجتهادد في عهده النه‬
‫مرجع األحكام والمجتهد وحده‬
‫حجية االجماع‪:‬‬
‫رابعا ا‪:‬القياس‬
‫حجية القياس‬
‫خامسا ا‪:‬االجتهاد‬
‫شروط المجتهد‬
‫ان االجتهاد ال يكون بمجرد الدعوى والهوى وانما له شروط استنبطها العلماء البد من توافرها وهي‪:‬‬
‫‪1/‬البلوغ‪،‬فال اجتهاد لصبي‬
‫‪2/‬العقل‪،‬فال اجتهاد من المجنون‬
‫‪3/‬العلم بالقرآن‪:‬النه مرجع كل المصادر االخرى وأساسها‬
‫‪4/‬العلم بالسنة‬
‫‪5/‬معرفة مسائل االجماع‪:‬حتى ال يفتي بخالفها فيكون مناقضا ً لالجماع‬
‫‪6/‬معرفة أصول الفقه‪:‬النه الدعامة واألساس الذي ينبني عليه االجتهاد ‪،‬فبه يتمكطن المجتهد من نصب االدلة‬
‫واستنباط االحكام منها‬
‫‪7/‬معرفة أصول اللغة العربية‪:‬النها لغة التشريع التي نزل بها القرآن وجاءت بها السنة‪.‬‬
‫ورؤية الحركة ان االجتهاد فريضة وضرورة من ضروريات الدين وأنه لم يغلق بل ان بابه مفتوح غير انه‬
‫ينبني على قواعد وضوابط وذلك اذا كان صادرا ً من أهله وفي محله‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫ان الحركة االسالمية السودانية مثلت التعبير االسالمي المعاصر في اصول منطلقاته ومقاصده وغاياته‬
‫جمعا ا بين اصول الدين ومنهج التدين القائم على الوعي الحضاري بين سنن هللا في قرآنه وسننه في اكوانه‪.‬‬
‫وكل اصول الفقه هي اصول فقه الحركة االسالمية‬
‫المرتكزات الفكرية للحركة اإلسالمية‬

‫تتناول هذه الوحدة المرتكزات الفكرية للحركة االسالمية التي تستند اليها انتاجها الفكري ‪ ،‬وترتكز عليها في‬
‫معالجة القضايا الفكرية والفقهية التي تطرأ وتستجد على الساحة ‪ ،‬سواء كانت سياسية او اقتصادية او‬
‫اجتماعية او ما الي ذلك‪.‬‬
‫تأتي اهمية هذا الموضوع في تعريف المتدربين من عضوية الحركة االسالمية من الطالب بالمنهج الذي‬
‫تتبعه الحركة االسالمية في التعامل مع المستجدات والنوازل الفكرية والفقهية ‪ -‬وهو منهج يلتزم طريقة اهل‬
‫السنة والجماعة – بغرض الوصول الي االحكام الفقهية السديدة تحريرا وتاصيال بعيدا عن االستالب‬
‫واالنجراف وراء االفكار واالراء الضالة‪.‬‬
‫توطئة‪:‬‬

‫الصحوة هي اإلفاقة من الغفوة واإلنتباه من الغفلة‪ ،‬و ال يمكن ان نصف أي ظاهرة ما بأنها صحوة ما لم‬
‫تجتمع فيها ثالث عناصر‪ :‬شكل ومضمون ووظيفة‪.‬‬
‫فينبغي ان يفيق المرء اوالً ‪ ،‬وثم يدرك ما حوله بإدراك واقعه و ما عليه ‪،‬ثم يتحرك علي نحو ايجابي ثانيا ً ‪،‬‬
‫قائما ً بجهده في البناء مضحيا ً ذلك بجهده ووقته وماله ونفسه ‪ ،‬بحيث يشكل ذلك خطوة تقدم الي االمام في‬
‫حياة المجتمع واالمة جمعاء ‪.‬‬

‫وهذه الصحوة بهذه الطريقة هي نهضة‪ ،‬وهذه النهضة هي حركة ‪ ،‬وهذه الحركة_ خاصة االسالمية_ هي‬
‫في االساس حركة فكرية منهجية في كل مجاالتها الحيوية‪ ،‬وذلك ألن الفكر هو غذاء العقول واساس السلوك ‪،‬‬
‫لينطلق هذا الفكر في االسالم من القرآن الكريم و السنة النبوية بنصوها الثابتة ‪ ،‬مع االجتهاد في تنزيل‬
‫النصوص حسب الواقع و ايجاد األحكام الشرعية لما ليس فيه نص من المصالح المرسلة التي لم يحدد الشارع‬
‫الحكم فيها بالتحليل و الجواز او بالتحريم و الكراهية ‪ ،‬ليكون هذا االجتهاد عمالً تجديديا ً للفكر و الفقه‬
‫وأصولهما من حيث طريقة وأسلوب التعامل معها ‪.‬‬

‫تعريف الحركة االسالمية‪:‬‬

‫الحركة االسالمية يقفصد بها التجمع الحركي ذو الصبغة االسالمية الذي يقوم على فكرة مركزية مفداها ان‬
‫االسالم يمتلك رؤية الصالح الحياة الخاصة والعامة وهو يسعى للتمكين والتعبير عن هذه الرؤية من خالل‬
‫سلطان اسالمي ‪.‬‬

‫مهمة الحركة اإلسالمية‬

‫‪ :‬مهمة الحركة اإلسالمية هي تعبيد الناس هلل تبارك وتعالي افرادا وجماعات بالعمل القامة المجتمع اإلسالمي‬
‫الذي يستمد احكامه وتعاليمه من كتاب هللا وسنة رسوله صلي هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫المرتكزات الفكرية للحركة االسالمية ‪:‬‬

‫الخصائص الفكرية أو المرتكزات الفكرية هي العالمات المميزة واألصول التي يتم بموجبها التحديد‬
‫المعرفي والمنهجي لهوية وجوهر الحركة‪.‬‬

‫المرتكزات الفكرية تتمثل في االتي ‪:‬‬

‫‪/1‬االصالة ‪:‬‬

‫الكتاب و السنه عمدة االدله الكلية واصل األصول (مرجعية الحركة اإلسالميه )‪.‬‬

‫هذا يعني أن للحركه االسالميه مرجعيه معرفية ومحددات كليه‬

‫االصاله ال تعني التقوقع واالنغالق فالمجال اليدولوجيه مغلقه والمكان لنسق دغمائي في منهجية‬
‫االسالميين‪(.‬صفة تطلق على الشخص الغير متفهم البائس الذى ينفر منه من حولهبسبب معارضته حتى‬
‫لالمور الواضحة متغطرس فى أرائه غير قابل للنصح)‬

‫فالدين ثوابت ومتغيرات ‪،‬اصول العقائد ومقوالت االيمان واصول العبادات المحضه ونظام االخالق وامهات‬
‫قضايا الحالل والحرام هي مثل الجبال الراسيات التحول والتزول اما المعامالت وما بني من االحكام علي‬
‫عرف متبع او عادة دارجه او مراعاة لتدرج او تحقيقا لمصلة طارئه اواستجابه لتحدي زمني فليس له‬
‫نصيب من البقاء اال بقدر تحقيقه لمقاصد الدين الكليه‬

‫البد من التفريق بين الثابت والمتغير واالزلي والزمني لذلك نحتاج الي بناء رؤيه منهجيه للفرز بين ماهو‬
‫تاريخ وثقافه واستجابه طارئه وبين ماكان من صور االحكام مقصود علي الديمومه في مقصده وشكله‬
‫االجرائي‪.‬‬

‫‪/ 2‬التجديد‪:‬‬

‫فما هو التجديد؟ التجديد في االصطالح الشرعي‪ :‬هو إعادة رونق الدين وجماله وصفائه وإحياء ما اندرس‬
‫منه ونشره بين الناس ‪.‬‬

‫واألصل في مشروعية التجديد قول النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬في الحديث الذي رواه أبو هريرة‬
‫وأخرجه أبو داوود والحاكم والترمذي وسنده صحيح "إن هللا يبعث لهذه األمة على رأس كل مائة سنة من‬
‫يجدد لها دينها"‪ .‬وتجديد دينها يضمن لها الثالثة المحاور التي اصطلح عليها علماء الشريعة‪ ،‬فإما أن يكون‬
‫التجديد في محور إزالة تراكمات االنحرافات التي وقعت على تعاليم اإلسالم بفعل سلوكيات المسلمين‪ ،‬أو أن‬
‫يكون التجديد بإزالة البدع والخرافات التي ابتدعت في هذا الدين وخيمت عليه بسبب سوء الفهم مثال‪ ،‬أو أن‬
‫يكون التجديد في نشر محاسن اإلسالم ‪.‬‬
‫كان تجديد الشرائع رهن ببعثة االنبياء و بختم الرساله اصبحت هي وظيفة المصلحين من العلماء وائمة‬
‫الفكر والمعرفه (علماء امتي كانبياء بني أسرائيل)‬

‫‪/3‬الشمول‬

‫*الشمول طابع الصنعه الربانية (قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين)‬

‫*بالشمول تتسع مجاالت التدين ومناحي العبادة التي هي مفهوم شامل فقد عرفها االمام أبن تيميه بقوله‬
‫(العبادة اسم جامع لكل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألفعال الظاهرة والباطنة )‪.‬وعرفها في مقام اخر‬
‫بقوله (هي طاعة هللا بأمتثال ما شرعه علي السنة الرسل)‬

‫*بالشمول يتسع تدين الفرد وكسبه وتتسع أثار الحركة وادوارها الحياتية والمجتمعيه ‪.‬‬

‫*لذلك كانت الحركه شامله في رؤيتها النظريه وفي برامجها المعبره عن هذه الرؤيه وفي مؤسساتها التي‬
‫تجسد هذه المفاهيم والبرامج من خاللها‪.‬فكانت للحركه موسساتها المسجديه وروابطها الدعويه وموسساتها‬
‫الثقافيه وفرقها الفنيه وموسساتها االجتماعيه وهيئاتها االقتصاديه مصارفا وشركات وموسساتها الجهاديه‬
‫وتجربتها السياسه وعالقاتها الدوليه‪.‬‬

‫وفي هذا المعني كانت مقولة أمام الدعوه حسن البنا رحمه هللا‪:‬‬

‫(اإلسالم نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة ‪ ،‬وهو خلق وقوة أو‬
‫رحمة وعدالة ‪ ،‬وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء ‪ ،‬وهو مادة أو كسب وغنى ‪ ،‬وهو جهاد ودعوة أو جيش‬
‫وفكرة ‪ ،‬كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء ‪).‬‬

‫‪ /4‬اإلجتماعية ‪:‬‬

‫األصل في اإلسالم هو المجتمع ‪ ,‬لذلك جاءت الحركة اإلسالمية شامله لكل الفئات والنظم اإلجتماعية‬
‫الفرق فيها بين ضعيف وقوي وبين غني وفقير وال بين عربي وأعجمي ‪ ,‬مرسية بذلك أروع النظم في إدارة‬
‫الخالفات حيث كانت القاعدة فلنعمل على ما إتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه ‪..‬‬

‫)‬ ‫(‬

‫‪ /5‬الواقعيه ‪:‬‬

‫*حضور الزمان والمكان في تشكيل الرؤي وتبني المواقف واالفعال‪ ،‬فالحركه تراعي التدرج وتتوخي‬
‫االمكان وتتحسب للخطوه وتوازن المصالح والمفاسد فتتقدم مره وتحجم اخري‬

‫ويتضمن مفهوم الواقعيه عدد من المفاهيم ايجازها في االتي‪-:‬‬

‫‪ /1‬التدرج ‪ :‬وتتاسس داللة هذا المفهوم في السنه علي االتي‪:‬‬

‫‪-1‬احاديث البيعه الناقصه في البخاري وقول اإلمام احمد يجوز اخذ البيعة علي الشرط الناقص‬
‫* وحديث القبيله التي بايعت علي ثالثه صلوات وهو في البخاري‬

‫*حديث عمر ابن الخطاب ووفد مصر (ثكلتكم أمهاتكم أتكلفون عمر ان يحمل الناس علي دين هللا حمال لقد‬
‫علم ربنا ان ستكون منا خطايا فقال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سياءتكم وندخلكم مدخال‬
‫كريما)رواه اإلمام احمد في المسند وحسن اسناده احمد شاكر رحمه هللا‬

‫* حديث عبدالملك مع ابيه عمر بن عبدالعزيز(يابني ان هللا اشار الي الخمر في القران مرتين وحرمها في‬
‫الثالث واني اخشي ان احمل الناس علي الحق جمله فيدعوه جمله فتكون فتنه)‬

‫‪/2‬تقدير المصالح والمفاسد‬

‫(الن الشريعه مبناها علي تحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها) ابن تيميه‬

‫‪/3‬التكليف حسب الطاقه‬

‫(اليكلف هللا نفسا اال وسعها)‬

‫* مثال ‪:‬صلح الحديبيه ودالالته ‪.‬‬

‫* هم النبي (ص) بإعطاء يهود غطفان ثلث ثمار المدينة ودالالته‬

‫‪/6‬االيجابيه‪:‬‬

‫*تقوم علي روح المبادره واالقدام ‪.‬‬

‫* فتربي الفرد علي ذلك والجماعه في حركتها تقوم كذلك علي االيجابيه‬

‫*تقوم تعبيرا عن ايجابيتها علي الجراءه في الطرح الفكري والموقف العملي‬

‫تقوم انطالقا من رؤيتها التوحيديه علي التوكل واالقتحام (ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانتم غالبون)‬

‫‪/7‬الحريه‪:‬‬

‫* الحريه اصل عقدي ومفهوم مركزي له ابعاده الفلسفي وافاقه الثقافيه واالجتماعيه واالقتصاديه‬
‫والسياسيه‬

‫*االجتماع البشري قائم علي التعاقد الحر والتراضي والدين في اصله عقد قائم علي الطواعيه (فمن شاء‬
‫فليؤمن ومن شاء فليكفر) (ال إكراه في الدين) (قال يا قومي أرايتم إن كنت علي بينة من ربي واتاني رحمة‬
‫من عنده فعميت عليكم ‪،‬انلزمكموها وانتم لها كارهون)‬

‫*الحرية هي األساس للتنمية االنسانيه والمدخل للنهوض واإلبداع والعطاء الفكري‪.‬‬

‫‪/8‬العدل‪:‬‬
‫*قيمه عقديه ومفهوم توحيدي‪.‬‬

‫*االجتماع البشري ال يستقر إال بالعدل واليستتب بناء الحضاره ووجودها اال به‬

‫(أن هللا يامركم ان تؤدوا االمانات الي اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل )‬

‫الن جماع الحسنات العدل وجماع السيئات الظلم والن الظلم مؤذن بخراب العمران كما قال ابن خلدون‬
‫رحمه هللا‬

‫* والن السلطه تستقيم مع العدل والكفر والتستقيم مع الظلم وااليمان‪.‬‬

‫*(ان هللا يؤيد الدوله العادله وان كانت كافره واليؤيد الدوله الظالمه وان كانت مؤمنه)‬

‫*الكون قائم علي العدل في تكوينه وعالقاته وموازنة االشياء مع بعضها(وانبتناء فيها من كل شئ‬
‫موزون)‬

‫*الشرائع جاءت لتحقيق العدل في االجتماع البشري ليحدث االنسجام ويحافظ علي النسيج االنساني‬
‫خصائص وميزات ووسائل وغايات الحركة اإلسالمية‬
‫تتحدث هذه الوحدة عن خصائص ومميزات وسائل وغايات الحركة االسالمية التي تميزها عن غيرها من‬
‫الحركات والجماعات االسالمية و تأتي اهمية هذا الموضوع في تعريف المتدربين من عضوية الحركة‬
‫االسالمية من الطالب الجدد خصائص ومميزات وسائل وغايات الحركة االسالمية التي أهلت الحركة‬
‫االسالمية لتكون في مقدمة وطليعة الحركات والجماعات االسالمية االخرى‪.‬‬
‫خصائص الحركة ‪:‬‬

‫للحركة خصائص تميزها علي النحو اآلتي ‪:‬‬

‫‪ :‬خصائص الحركة االسالمية الحركية‬

‫ايثار العمل‬
‫البعد عن‬ ‫عالنية‬
‫واالنتاج‬ ‫سياسة‬ ‫العزلة‬ ‫الغاية ال‬
‫هيمنة‬ ‫التدرج في‬ ‫العمل‬
‫علي‬ ‫النفس‬ ‫النفسية ال‬ ‫تبرر‬
‫الحكام‬ ‫الخطوات‬ ‫وسرية‬
‫الدعاية‬ ‫الطويل‬ ‫الحسية‬ ‫الوسيلة‬
‫والسياسين‬ ‫التنظيم‬
‫واالعالم‬
‫خصائص الحركةاإلسالمية الفكرية‪:‬‬

‫ثالثا ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬ربانية‬ ‫ثانيا ‪ :‬شاملة‬
‫اجتهادية‬

‫سادسا ‪:‬‬ ‫خامسا ‪:‬‬ ‫رابعا ‪:‬‬


‫وسطية‬ ‫إصالحية‬ ‫دعوية‬

‫سابعا ‪:‬‬ ‫ثامنا ‪:‬‬


‫تاسعا ذاتيه‬
‫جهادية‬ ‫شورية‬

‫الثاني عشر‬ ‫الحادي عشر‬ ‫عاشرا‬


‫انها عالمية‬ ‫حركة علمية‬ ‫تقدمية‬

‫ولقد اجمل االمام البنا مهمة الحركة اإلسالمية فقال‪:‬‬

‫مهمتنا اجماال ان نقف في وجه هذة الموجة الطاغية من مدينة المادة وحضارة المتع والشهوات التي‬
‫جرفت الشعوب اإلسالمية ‪,‬فابعدتها عن زعامة النبي صلي هللا عليه وسلم وهداية القران ‪ ,‬وحرمت العالم‬
‫انوارهديها ‪ ,‬واخرت تقدمها مئات السنين ‪ ,‬حتي تنحسر عن ارضنا ويبرا من بلئها قومنا ‪ ,‬ولسنا واقفين عند‬
‫هذا الحد ‪ ,‬بل سنالحقها في ارضها ‪ ,‬وسنغزوها في عقر دارها ‪ ,‬حتي يهتف العالم كله باسم النبي صلي هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ,‬وتوقن الدنيا كلها بتعاليم القران ‪ ,‬وينتشر ظل اإلسالم الوارف علي االرض ‪ ,‬وحينئذ يتحقق‬
‫للمسلم ما ينشده ‪ ,‬فال تكون فتنة ويكون الدين كلهلله ( هلل االمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون *‬
‫بنصر هللا ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) ‪.‬‬
‫غايات الحركة ‪:‬‬

‫تسعي الحركة لتحقيق الغايات اآلتية‬

‫• ‪ 1‬ـ تبليغ رسالة هللا الخاتمة للناس كافة‬


‫• ‪ 2‬ـ حث المسلمين علي التمسك باإلسالم والعمل به والتفقه فيه وتزكية‬
‫المجتمع بمبادئ وقيم اإلسالم وأخالقه وسلوكياته ليؤدي رسالته في الحياة‬
‫• ‪ 3‬ـ العمل لتحقيق وحدة األمة اإلسالمية واسترداد دورها الرسالي في‬
‫العالم والتفاعل مع قضاياها ومدافعة الظلم والطغيان واالستكبار ومناصرة‬
‫المستضعفين‪.‬‬
‫• ‪ 4‬ـ تقديم نموذج اإلسالمي لقيادة اإلنسانية إلي عالم تسوده قيم الحق‬
‫والعدل والخير‪.‬‬
‫• ‪ 5‬ـ التعاون مع القوي اإلنسانية الساعية لتحقيق السلم وكرامة اإلنسان‪.‬‬

‫وسائل الحركة‬

‫تسعي الحركة لتحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها باتخاذ الوسائل‬


‫المشروعة كافة حيث تتخذ الحركة الوسائل اآلتية‬
‫التفقه والعلم والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد الكلية للدين ‪.‬‬ ‫•‬
‫تأسيس وبناء الصف والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد للدين ‪.‬‬ ‫•‬
‫تقديم القدوة الحسنة في سلوك أفراد الحركة ‪.‬‬ ‫•‬
‫البالغ والدعوة بالتي هي أحسن بكل الوسائل المتاحة ‪.‬‬ ‫•‬
‫النشر واإلعالن والعرض لفكر الحركة وفنونها وأدبها‬ ‫•‬
‫إقامة دور العبادة ومؤسسات التوجيه في شتي ضروب النشاط اإلنساني‬ ‫•‬
‫المشروع‪.‬‬
‫تولي السلطة العامة بالوسائل المشروعة والسليمة ‪.‬‬ ‫•‬
‫التعاون وبناء العالقات الثنائية والجماعية مع األفراد والهيئات والتنظيمات‬ ‫•‬
‫والجمعيات محليا وإقليميا ودوليا ‪.‬‬
‫التواصل بالمجادلة والمناظرة والحوار‪.‬‬ ‫•‬
‫أدبيات الحركه اإلسالميه‬
‫وثيقة التعريف باإلخوان بقلم اإلمام البنا‬

‫هناك مجموعة من األدبيات التي توضح مبادئ اإلخوان المسلمين ‪ ،‬وأهدافهم ووسائلهم‬
‫ومبادئ التربية عندهم‪ .‬و من هذه األدبيات ‪:‬‬

‫الدعائم العشر ‪،‬والواجبات العشر ‪ ،‬والوصايا العشر ‪،‬وعقيدتنا ‪ ،‬وأركان البيعة ‪،‬‬
‫والمراتب العشر ‪ ،‬والكلمات العشر ‪،‬والنكبات العشر ‪،‬والمنجيات العشر ‪ ،‬وبعض الهتافات‪.‬‬

‫)‪(1‬هللا‬
‫)‪(10‬‬ ‫غايتنا‬ ‫)‪(2‬‬
‫السالم‬ ‫الرسول‬
‫نهايتنا‪.‬‬ ‫قدوتنا‬

‫)‪(9‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الدعوة‬ ‫القرآن‬
‫مهمتنا‬ ‫طريقتنا‬
‫أما الدعائم‬
‫العشر‬
‫فهي‬
‫)‪(8‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫اإلمامة‬ ‫اآلخرة‬
‫سياستنا‬ ‫عقيدتنا‬

‫)‪(7‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫الوحدة‬ ‫الجهاد‬
‫وجهتنا‬ ‫)‪(6‬‬ ‫وسيلتنا‬
‫الحرية‬
‫أمنيتنا‬
‫)‪ (1‬حمل‬
‫شارتنا‬
‫)‪(10‬‬ ‫)‪ (2‬حفظ‬
‫دوام صلتنا‬ ‫عقيدتنا‬

‫)‪ (9‬محبة‬ ‫)‪ (3‬قراءة‬


‫إخوتنا‬ ‫وظيفتنا‬
‫وأما‬
‫الواجبات‬
‫العشر فهي‬
‫)‪(8‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫صيانة‬ ‫حضور‬
‫كرامتنا‬ ‫جلستنا‬

‫)‪(7‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫كتمان‬ ‫إجابة‬
‫سريرتنا‬ ‫)‪(6‬‬ ‫دعوتنا‬
‫سماع‬
‫وصيتنا‬

‫أما الوصايا العشر فهي‬

‫• ‪/1‬قم إلى الصالة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف‪.‬‬


‫• ‪ /2‬اتل القرآن أو طالع أو استمع أو اذكر هللا ‪ ،‬وال تصرف جزءا من وقتك في غير مافائدة‪.‬‬
‫• ‪/3‬اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر اإلسالم‪.‬‬
‫• ‪/4‬ال تكثر الجدل في أي شأن من الشؤون أيا كان فإن المراء ال يأتي بخير ‪.‬‬
‫• ‪/5‬ال تكثر الضحك فإن القلب الموصول باهلل ساكن وقور‪.‬‬
‫• ‪/6‬ال تمزح فإن األمة المجاهدة ال تعرف إال الجد‪.‬‬
‫• ‪/7‬ال ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإنه رعونة وإيذاء‪.‬‬
‫• ‪/8‬تجنب غيبة األشخاص ‪ ،‬وتجريح الهيآت ‪ ،‬وال تتكلم إال بخير‪.‬‬
‫تعرف إلى من تلقاه من إخوانك وإن لم يطلب إليك ذلك ‪ ،‬فإن أساس دعوتنا الحب‬ ‫• ‪َّ /9‬‬
‫والتعارف‪.‬‬
‫• ‪/10‬الواجبات أكثر من األوقات ‪ ،‬فعاون غيرك على االنتفاع بوقته ‪ ،‬وإن كانت لكم همة‬
‫فأوجز في قضائها‪.‬‬
‫وأما عقيدتنا فقد لخص اإلخوان قواعد فكرتهم فيما يلي‪:‬‬
‫• ‪ /1‬أعتقد أن األمر كله هلل ‪ ،‬وأن سيدنا محمدا صلى هللا عليه وسلم خاتم رسله للناس كافة ‪ ،‬وأن الجزاء حق ‪ ،‬وأن‬
‫القرآن كتاب هللا‪ ،‬وأن اإلسالم قانون شامل لنظام الدنيا واآلخرة‪ .‬وأتعهد بأن أرتب على نفسي جزءا من القرآن ‪ ،‬وأن‬
‫أتمسك بالسنة المطهرة ‪ ،‬وأن أدرس السيرة النبوية ‪ ،‬وتاريخ الصحابة الكرام ‪.‬‬
‫• ‪/2‬أعتقد أن االستقامة والفضيلة والعلم من أركان اإلسالم ‪ .‬وأتعهد أن أكون مستقيما ‪ ،‬أؤدي العبادات ‪ ،‬وأبتعد عن‬
‫المنكرات ‪ ،‬فاضال أتحلى باألخالق الحسنة ‪ ،‬وأتخلى عن األخالق السيئة ‪ ،‬وأتحرى العادات اإلسالمية ما استطعت‪،‬‬
‫وأوثر المحبة والود على التحاكم والتقاضي‪ ،‬فال ألجأ إلى القضاء إال مضطرا ‪ ،‬وأعتز بشعائراإلسالم ولغته ‪ ،‬وأعمل‬
‫على بث العلوم والمعارف النافعة في طبقات األمة ‪.‬‬
‫• ‪/3‬أعتقد أن المسلم مطالب بالعمل والكسب ‪ ،‬وأن في ماله الذي كسبه حقا مفروض للسائل والمحروم‪ .‬وأتعهد بأن‬
‫أعمل لكسب عيشي ‪ ،‬وأقتصد لمستقبلي ‪ ،‬وأؤدي زكاة مالي ‪ ،‬وأخصص جزءا من إيرادي ألعمال البر والخير ‪،‬‬
‫وأشجع على كل مشروع اقتصادي نافع ‪ ،‬وأقدم منتجات بالدي وبني ديني ووطني ‪ ،‬وال أتعامل بالربا في شأن من‬
‫شؤوني ‪ ،‬وال أتورط في الكماليات فوق طاقتي ‪.‬‬
‫• ‪ /4‬أعتقد أن المسلم مسؤول عن أسرته ‪ ،‬وأن من واجبه أن يحافظ على صحتها وعقائدها وأخالقها‪ .‬وأتعهد بأن‬
‫أعمل لذلك جهدي ‪ ،‬وأن أبث تعاليم اإلسالم في أفراد أسرتي ‪ ،‬وال أدخل أبنائي أي مدرسة ال تحفظ عقائدهم‬
‫وأخالقهم ‪ ،‬وأقاطع كل الصحف والنشرات والكتب والهيئات والفرق واألندية التي تناوئ تعاليم اإلسالم ‪.‬‬
‫• ‪ /5‬أعتقد أن من واجب المسلم إحياء مجد اإلسالم بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه ‪ ،‬وأن راية اإلسالم يجب أن‬
‫تسود البشر ‪ ،‬وأن من مهمة كل مسلم تربية العالم على قواعد اإلسالم ‪ .‬وأتعهد بأن أجاهد في سبيل أداء هذه الرسالة‬
‫ما حييت ‪ ،‬وأضحي في سبيلها بكل ما أملك ‪.‬‬
‫• ‪ /6‬أعتقد أن المسلمين جميعا أمة واحدة تربطها العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وأن اإلسالميأمر أبناءه باإلحسان إلى الناس‬
‫جميعا ‪ .‬وأتعهد بأن أبذل جهدي في توثيق رابطةاإلخاء بين جميع المسلمين ‪ ،‬وإزالة الجفاء واالختالف بين طوائفهم‬
‫وفرقهم ‪.‬‬
‫• ‪ /7‬أعتقد أن السر في تأخر المسلمين ابتعادهم عن دينهم ‪ ،‬وأن أساس اإلصالح العودة إلى تعاليم اإلسالم وأحكامه‬
‫‪ ،‬وأن ذلك ممكن لو عمل له المسلمون ‪ ،‬وأن فكرة اإلخوان المسلمين تحقق هذه الغاية ‪ .‬وأتعهد بالثبات على مبادئها ‪،‬‬
‫واإلخالص لكل من عمل لها ‪ ،‬وأن أظل جنديا في خدمتها ‪ ،‬أو أموت في سبيلها‪.‬‬

‫وأما المراتب العشر في كتاب هللا تعالى فهي‬

‫ت والقانتين‬ ‫ت والمؤمنين والمؤمنا ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬إن المسلمين والمسلما ِ‬


‫ت‬‫ت والصابرين والصابرا ِ‬ ‫ت والصادقين والصادقا ِ‬ ‫والقانتا ِ‬
‫ت والصائمين‬ ‫ت والمتصدقين والمتصدقا ِ‬ ‫والخاشعين والخاشعا ِ‬
‫ت والذاكرين هللا كثيرا ً‬
‫ت والحافظين فرو َجهم والحافظا ِ‬ ‫والصائما ِ‬
‫ت أعد هللا لهم مغفرة ً و ْ‬
‫أجرا عظيما) ‪.‬‬ ‫والذاكرا ِ‬
‫وأما الكلمات العشر فهي‪:‬‬

‫)‪(5‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫وسماحة‬ ‫وقوة‬ ‫)‪(7‬‬
‫وجنسية‬ ‫وخلق‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫ووطن‬ ‫ومادة‬

‫)‪(2‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫وأخوة‬ ‫وقانون‬
‫يجب أن‬
‫)‪(1‬‬ ‫يعلم األخ‬ ‫)‪(10‬‬
‫عبادة‬ ‫أن‬ ‫وثقافة‪.‬‬
‫اإلسالم‪:‬‬

‫و أما النكبات العشر فهي‪:‬‬


‫• ( االستعمار ‪/‬الخالفات السياسية‬
‫والشخصية‪ /‬الربا‪ /‬الشركات‬
‫األجنبية‪ /‬التقليد الغربي ‪ /‬القوانين‬
‫الوضعية‪ /‬اإللحاد والفوضى الفكرية‬
‫‪ /‬الشهوات واإلباحية ‪ /‬فساد الخلق‬
‫وإهمال الفضائل ‪ /‬ضعف القيادة‬
‫وفقدان المناهج العلمية ‪).‬‬

‫وأما المنجيات العشر‬


‫فهي ‪:‬‬
‫• ‪ -1‬الحرية ‪ -2‬الوحدة‪ -3 .‬تنظيم‬
‫الزكاة ‪ -4 .‬تشجيع المشروعات‬
‫الوطنية ‪ -5 .‬احترام القومية ‪.‬‬
‫‪ -6‬العمل بالشرائع اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -7‬تثبيت العقائد اإليمانية ‪-8.‬‬
‫إقامة الحدود اإلسالمية ‪ -9.‬تقوية‬
‫الفضائل الخلقية ‪ -10.‬اتباع‬
‫السيرة المحمدية ‪.‬‬
‫ويل َّخص حسن البنا مظاهر دعوة اإلخوان المسلمين‬
‫في خمس كلمات هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬البساطة‪.‬‬

‫‪ -2‬والتالوة‬

‫‪ -3.‬والصالة‬

‫‪ -4.‬و الجندية‬

‫‪ -5.‬والخلق‬

‫ومن الهتافات‪ :‬هتاف‪ :‬هللا أكبر وهلل الحمد‬


‫أركان البيعه‬
‫مدخل‪:‬‬

‫إن الجماعة المسلمة التي التقى أفرادها على أهداف محددة‪ ،‬وعلى الوسائل الموصلة لهذه‬
‫األهداف‪ ،‬في وضوح للرؤية‪ ،‬والتزام باإلسالم نصا وروحا في جميع األهداف والخطوات‪،‬‬
‫البد من أن تكون بين أفراد هذ ه الجماعة رابطة قوية تجعلها متماسكة ومتحدة ومتعاونة إلى‬
‫أبعد حد‪ ،‬وقد يكون بين أفرادها‪ ،‬أو بين بعضهم مؤاخاة في سبيل هللا‪ ،‬ولكنها بالتأكيد يرتبط‬
‫أفرادها بأمر آخر هو العهد‪ ،‬وهو البيعة‪.‬‬
‫حكم البيعة‪:‬‬

‫فرض الشرع على المسلم الوفاء بالعهد‪ ،‬فقد قال تعالى‪َ " :‬يا أَي َها الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا ِب ْالعُقُودِ"‪،‬‬
‫"وأ َ ْوفُوا ِب ْال َع ْه ِد ِإ َّن ْال َع ْه َد َكانَ َم ْسئُوالً) والبيعة بما أنها عقد وعهد بين المسلمين‬
‫وقال تعالى‪َ :‬‬
‫وخليفتهم فإنها داخلة في هذه اآليات‪ ،‬وباختالف أنواع البيعة يختلف أيضا حكم نكثها من جهة‬
‫الطرف الذي نكث هل هو الحاكم‪ ،‬أم المحكوم‪ ،‬ومن جهة نوع البيعة التي نكثت‪:‬‬
‫‪ -1‬فحكم من نكث البيعة على اإلسالم الكفر‪ ،‬واالرتداد باتفاق العلماء‬
‫‪ -2‬وحكم من نكث البيعة على النصرة أو الجهاد أو السمع والطاعة دون أن يصدر عنه ما‬
‫ينافي أصل اإليمان فهو عاص مرتكب لكبيرة من الكبائر؛ ألنها نقض عهد‪ ،‬وقد توعد هللا من‬
‫نقض العهد‪ ،‬ولكنها تختلف حرمتها باختالف موضوعها فأشدها حرمة نكث بيعة اإلمام‬
‫الشرعي على السمع والطاعة في غير معصية دون مبرر شرعي‪ ،‬وأما البيعة على النصرة‬
‫والجهاد فهي تأتي في ظروف استثنائية؛ فلذلك نكثها أخف من نكث بيعة اإلمام التي وردت‬
‫فيها أحاديث كثيرة تحرم نكثها أشهرها ما رواه عبد هللا بن عمرو بن العاص ‪-‬رضي هللا‬
‫عنهما‪ -‬عن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أنه قال‪" :‬من بايع إماما فأعطاه صفقة يده‪ ،‬وثمرة قلبه‬
‫فليطعه ما استطاع" (رواه مسلم)‪ ،‬كما أن في عدم الوفاء ببيعة الجهاد خيانة لألمة سواء أكان‬
‫بعدم الخروج للجهاد إذا دعا داعي الجهاد‪ ،‬أم كان توليا يوم الزحف‪.‬‬
‫‪ -3‬أما بيعة الهجرة فقد انقطعت بانقطاع الهجرة بعد فتح مكة الكبير‬
‫فإن حصلت البيعة وجب السمع والطاعة من األفراد‪ ،‬ووجب على المسؤول تحمل‬
‫مسؤوليته حسب المتفق عليه‪ ،‬والوفاء بالبيعة واجب‪ ،‬والغدر بها حرام‪ ،‬والتحلل منها جائز‪،‬‬
‫ويكون بأن يطلب المبايع من الرئيس أو األمير أن يحلّه من بيعته حتى يتحلل من لوازمه‪.‬‬
‫شروط البيعة ‪:‬‬

‫والبيعة على ما سبق مصطلح شرعي لها شروط تحقق البيعة وهي‪:‬‬
‫أ ) أن يكون المبايع ممن تصح منه البيعة فال تصح من صبي أو من مجنون النهما غير‬
‫مكلفين شرعا ‪ ،‬وأن يكون مختارا الن البيعة كالبيع ال ينعقد بأخذ المال من صاحبه قهرا ودفع‬
‫الثمن له ‪ ،‬وال تنعقد البيعة بأخذها بالجبر وبحد السيف ‪.‬‬
‫ب ) أن ال يكون المبايع له من المتجاهرين بالمعصية الن الرسول (ص) قال " ال طاعة لمن‬
‫عصى هللا تبارك وتعالى"‬
‫ج ) ال تصح البيعة للقيام بما نهى هللا عنه وخالفا الوامره وأوامر الرسول الن الرسول قال "‬
‫فإذا أمر بمعصية فال سمع وال طاعة "‬
‫اركان البيعة ‪:‬‬

‫يتضح منة دراسة سيرة النبي صلى هللا عليه وسلم ان للبيعة ثالثة اركان هي‪:‬‬
‫أ) الركن األول ‪[ -:‬اإلمام]‬
‫ب) الركن الثاني ‪[ - :‬الجمهور]‬
‫ت) المعاهدة على الطاعة‬
‫ادلة مشروعية البيعة‬
‫اركان البيعة في الحركة االسالمية‬

‫‪،‬وكان الركن األول من أركان البيعة هو ( الفهم )‬


‫يريد اإلمام حسن البنا أن نفهم اإلسالم فهما صحيحا كما نزل على محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬وهذا الفهم الصحيح لإلسالم قائم عل األصول العشرين‪.‬‬
‫واالصول العشرين لركن الفهم هي‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلسالم نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة‪ ،‬وهو‬
‫خلق وقوة أو رحمة وعدالة‪ ،‬وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء‪ ،‬وهو مادة أو كسب‬
‫وغنى‪ ،‬وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة‪ ،‬كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء‬
‫بسواء‪.‬‬
‫‪ .2‬والقرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام اإلسالم‪ ،‬ويفهم القرآن‬
‫طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف وال تعسف‪ ،‬ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى‬
‫رجال الحديث الثقات‪.‬‬
‫‪ .3‬ولإليمان الصادق والعبادة الصحيحة والمجاهدة نور وحالوة يقذفهما هللا في قلب من‬
‫يشاء من عباده‪ ،‬ولكن اإللهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة األحكام‬
‫الشرعية‪ ،‬وال تعتبر إال بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه‪.‬‬
‫‪ .4‬والتمائم والرقي والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب‪ ،‬وكل ما كان‬
‫من هذا الباب منكر تجب محاربته إال ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة‪.‬‬
‫‪ .5‬ورأي اإلمام ونائبه فيما ال نص فيه‪ ،‬وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة‬
‫معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية‪ ،‬وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات‪،‬‬
‫واألصل في العبادات التعبد دون االلتفات إلى المعاني‪ ،‬وفي العاديات االلتفات إلى‬
‫األسرار والحكم والمقاصد‪.‬‬
‫‪ .6‬وكل أحد يؤخذ من كالمه ويترك إال المعصوم صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكل ما جاء عن‬
‫السلف رضوان هللا عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه‪ ،‬وإال فكتاب هللا وسنة رسوله‬
‫أولى باإلتباع‪ ،‬ولكنا ال نعرض لألشخاص ـ فيما اختلف فيه ـ بطعن أو تجريح‪ ،‬ونكلهم‬
‫إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا‪.‬‬
‫‪ .7‬ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة األحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين‪،‬‬
‫ويحسن به مع هذا اإلتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته‪ ،‬وان يتقبل كل إرشاد‬
‫مصحوب بالدليل متى صح عنده صالح من أرشده وكفايته‪ ،‬وأن يستكمل نقصه العلمي‬
‫إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر‪.‬‬
‫‪ .8‬والخالف الفقهي في الفروع ال يكون سببا للتفرق في الدين‪ ،‬وال يؤدي إلى خصومة وال‬
‫بغضاء ولكل مجتهد أجره‪ ،‬وال مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخالف في‬
‫ظل الحب في هللا والتعاون على الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬من غير أن يجر ذلك إلى المراء‬
‫المذموم والتعصب‪.‬‬
‫‪ .9‬وكل مسألة ال ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا‪ ،‬ومن‬
‫ذلك كثرة التفريعات لألحكام التي لم تقع‪ ،‬والخوض في معاني اآليات القرآنية الكريمة‬
‫التي لم يصل إليها العلم بعد‪ ،‬والكالم في المفاضلة بين األصحاب رضوان هللا عليهم‬
‫وما شجر بينهم من خالف‪ ،‬ولكل منهم فضل صحبته وجزاء نيته وفي التأول مندوحة‪.‬‬
‫ومعرفة هللا تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد اإلسالم‪ ،‬وآيات‬ ‫‪.10‬‬
‫الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه‪ ،‬نؤمن بها كما جاءت من غير‬
‫تأويل وال تعطيل‪ ،‬وال نتعرض لما جاء فيها من خالف بين العلماء‪ ،‬ويسعنا ما وسع‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم َيقُولُونَ آ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِم ْن‬
‫(و َّ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأصحابه َ‬
‫ِع ْن ِد َر ِّبنَا) (آل عمران‪.)7:‬‬

‫وكل بدعة في دين هللا ال أصل لها ـ استحسنها الناس بأهوائهم سواء بالزيادة فيه‬ ‫‪.11‬‬
‫أو بالنقص منه ـ ضاللة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي ال تؤدي‬
‫إلى ما هو شر منها‪.‬‬
‫والبدعة اإلضافية والتَّر ِكية وااللتزام في العبادات المطلقة خالف فقهي‪ ،‬لكل فيه‬ ‫‪.12‬‬
‫رأيه‪ ،‬وال بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان‪.‬‬
‫ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة‬ ‫‪.13‬‬
‫إلى هللا تبارك وتعالى‪ ،‬واألولياء هم المذكورون بقوله تعالى (الَّذِينَ آ َمنُوا َو َكانُوا‬
‫يَتَّقُونَ )‪ ،‬والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية‪ ،‬مع اعتقاد أنهم رضوان هللا عليهم ال‬
‫يملكون ألنفسهم نفعا وال ضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضال عن أن يهبوا شيئا من‬
‫ذلك لغيرهم‪.‬‬
‫وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة‪ ،‬ولكن االستعانة‬ ‫‪.14‬‬
‫بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر‬
‫لهم وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير هللا وما يلحق بذلك من‬
‫المبتدعات كبائر تجب محاربتها‪ ،‬وال نتأول لهذه األعمال سدا للذريعة‪.‬‬
‫والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى هللا بأحد من خلقه خالف فرعي في كيفية الدعاء‬ ‫‪.15‬‬
‫وليس من مسائل العقيدة‪.‬‬
‫والعرف الخاطئ ال يغير حقائق األلفاظ الشرعية‪ ،‬بل يجب التأكد من حدود‬ ‫‪.16‬‬
‫المعان ي المقصود بها‪ ،‬والوقوف عندها‪ ،‬كما يجب االحتراز من الخداع اللفظي في كل‬
‫نواحي الدنيا والدين‪ ،‬فالعبرة المسميات ال باألسماء‪.‬‬
‫والعقيدة أساس العمل‪ ،‬وعمل القلب أهم من عمل الجارحة‪ ،‬وتحصيل الكمال في‬ ‫‪.17‬‬
‫كليهما مطلوب شرعا ّ وإن اختلفت مرتبتا الطلب‪.‬‬
‫واإلسالم يحرر العقل‪ ،‬ويحث على النظر في الكون‪ ،‬ويرفع قدر العلم والعلماء‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫ويرحب بالصالح والنافع من كل شيء‪ ،‬والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق‬
‫الناس بها‪.‬‬
‫وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما ال يدخل في دائرة اآلخر‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫ولكنهما لن يختلفا في القطعي‪ ،‬فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة‪،‬‬
‫ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي‪ ،‬فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى باإلتباع‬
‫حتى يثبت العقلي أو ينهار‪.‬‬
‫وال نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أو‬ ‫‪.20‬‬
‫بمعصية ـ إال إن أقر بكلمة الكفر‪ ،‬أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة‪ ،‬أو كذب‬
‫صريح القرآن‪ ،‬أو فسره على وجه ال تحتمله أساليب اللغة العربية بحال‪ ،‬أو عمل عمال‬
‫ال يحتمل تأويال غير الكفر‪.‬‬
‫وذكر حسن البنا قائال‪":‬و إذا علم األخ المسلم دينه في هذه األصول‪ ،‬فقد عرف معنى هتافه‬
‫دائما (القرآن دستورنا والرسول قدوتنا)"‪.‬‬
‫‪ / 2‬اإلخـــــالص‬
‫‪/ 3‬العمـــل‬
‫‪/4‬الجهــــاد‬
‫‪/5‬التضـحـية‬
‫‪/6‬الطــاعـة‬
‫‪/7‬التجــرد‬
‫‪ /8‬الثبات‬
‫‪ / 9‬األخـوة‬
‫‪/ 10‬الثـقــــــه‬
‫المحاضرات اإلستيعابية‬
‫الحركة اإلسالمية المالمح والروافد‬
‫الحركة اإلسالمية السودانية هي الحركة الوحيدة التي انطبقت عليها جميع معايير الفاعلية تقريباً‪ .‬ويرجع‬
‫ذلك إلى جملة من المالمح العامة اإليجابية التي اتسمت بها وأصبحت جزءا ً من كينونتها وهويتها الذاتية‪،‬‬
‫وهي ‪:‬‬

‫أوال ا‪:‬ارتباط الفكر بالعمل‬

‫ثانيا ا‪:‬استيقان الغاية واستبانة السبيل‬

‫ثالثا ا ‪:‬الوعي بحركة الزمان وخصوصية المكان‬

‫رابعا ا ‪:‬البحث عن المنهج والنظام‬

‫خامسا ا ‪:‬استخالص العبرة التاريخية‬

‫سادسا ا ‪:‬االهتمام بالقوى النوعية‬

‫سابعا ا ‪:‬منهج التوكل واإلقدام‬

‫ثامنا ا ‪:‬سيادة الروح المؤسسية‬

‫تاسعا ا ‪:‬فلسفة التصحيح واالستدراك‬

‫عاشرا ا ‪:‬منهج الترفق والتدرج‬


‫الحركة اإلسالمية والثنائيات الكبرى (اختيارات فقهية )‬
‫هل مثّلت ثنائيات "الشكل والمقصد‪ ،‬اإلسرار واإلعالن‪ ،‬االلتزام والمبادرة‪ ،‬الوحدة والتباين‪ ،‬العمق‬
‫واالمتداد‪ ،‬الفصل والوصل" معضلة فكرية للحركة اإلسالمية في السودان؟ أم تعاملت معها بمرونة؟ إن‬
‫الحركة اإلسالمية في السودان لم تجمد على شكل واحد في التعامل مع هذه الثنائيات‪ ،‬بل ظلت تتكيف مع‬
‫واقعها المتغير‪ ،‬متجددة في أشكال وطرائق عملها‪ ،‬مرجحة هذا أو ذاك المنحى تبعا ً لحركة الزمان‬
‫وخصوصية المكان‪ .‬ولم تمثّل لديها هذه المرونة أية خطورة على المبدأ‪ ،‬إذ أنها تنطلق من فلسفة "أن جوهر‬
‫الحق واحد مهما تعددت األثواب التي يلبسها‪".‬‬

‫إستراتيجية‬
‫الفصل‬ ‫جدلية الشكل‬
‫والوصل‬ ‫والمقصد‬

‫معادلة‬
‫تالزم العمق‬
‫اإلسرار‬
‫واالمتداد‬
‫واإلعالن‬
‫الحركة اإلسالمية والبنية الهيكلية‬
‫هل تحول الهيكل لدى الحركة اإلسالمية في السودان إلى غاية؟‬

‫أما زال يحكمها هيكل عهد التأسيس؟‬

‫وهل للتراث التنظيمي في الحركتين (المصرية والباكستانية) أثر على الحركة اإلسالمية في السودان؟‬

‫وما هي مواطن التميز والتجديد واالستدراك في الحركة السودانية؟‬

‫هنالك مجموعة من االختالفات الجوهرية في الفكر التنظيمي للحركة السودانية عنهما‪ ،‬وهو أمر أكسبها‬
‫جدة وتميزا ً وفاعلية‪ ،‬وتتمثل هذه االختالفات في ‪:‬‬

‫أوالا ‪ :‬اتساع السلطة التأسيسية‪.‬‬

‫ثانيا ا ‪ :‬االنتقال من البساطة إلى التركيب ‪.‬‬

‫ثالثا ا ‪:‬التوسع الرأسي‪.‬‬

‫رابعا ا‪:‬التوسع األفقي ‪.‬‬

‫خامسا ا ‪ :‬التوازن بين السلطات ‪.‬‬

‫سادسا ا ‪:‬حضور العمل التنظيري في رسم إستراتيجيات الحركة‪.‬‬

‫سابعا ا ‪:‬اتباع نظام األسر المفتوحة ‪.‬‬


‫الحركة اإلسالمية والبناء القيادي‪:‬‬

‫لم تعاني الحركة اإلسالمية في السودان أزمة القيادة في الحركات اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬بل كانت واعية‬
‫للدرس‪ ،‬متجاوزة ألزمة القيادة‪ ،‬حيث اتبعت مجموعة من الضوابط التي أكسبتها تميزاً‪ ،‬ويمكن إجمال تلك‬
‫الضوابط فيما يلي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬الشمول‬
‫والتكامل القيادي‬

‫ثانيا‪ :‬المراقبة‬
‫والمحاسبة‬

‫ثالثا ‪:‬إتاحة حق تولى‬


‫القيادة لجميع العضوية‬
‫الحركة االسالمية والعمل في المجتمع‬
‫أن الحركة اإلسالمية في السودان لم تفقد أبدا ً الثقة بالجماهير المسلمة‪ ،‬ولم تقف منها موقف عداء‬
‫واستعالء‪ ،‬بل تعاملت معها وفق منهج يدرك أن المجتمع المسلم –مهما انحرف– تظل فطرة الخير مركوزة‬
‫فيه‪ .‬وأن التفاعل هو الذي يفجر هذه الفكرة‪ ،‬وبالتالي كانت عملية في صلتها بالمجتمع "فهي تقدر كوامن‬
‫الخير فيه وتشجعها‪ ،‬ولو البسها غبش‪ ،‬وتقف في وجه الشر وال تترك له فراغا ً يتمكن فيه"‪ .‬حيث تعاملت مع‬
‫القوى االجتماعية بمنهج "التفاعل" و "االنفتاح" كما يظهر فيما يلي‪:‬‬

‫اوال ‪:‬‬
‫األحزاب‬
‫عاشرا ‪:‬‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫العمـال‬ ‫الجيش‬

‫تاسعا‪:‬‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫المسيحيون‬ ‫الطالب‬

‫سابعا ‪:‬‬ ‫رابعا ‪:‬‬


‫النسـاء‬ ‫العلماء‬

‫سادسا ‪:‬‬ ‫خامسا ‪:‬‬


‫الصوفيـة‬ ‫السلفيـة‬
‫االسرة التنظيمية‬
‫تتناول هذه الوحدة االسرة التنظيمية باعتبارها اهم وحدات البناء التنظيمي للحركة االسالمية ‪ ،‬والتي تعتمد‬
‫عليها الحركة في تماسك بنائها التنظيمي وقوة ترابط اجزائه ومكوناته‪.‬‬
‫تأتي اهمية هذا الموضوع في تعريف المتدربين من عضوية الحركة االسالمية من الطالب بمفهوم‬
‫واداور ووظائف االسرة التنظيمية واطرها العامة وضوابط تكوينها وهيكلها االداري ‪،‬وضرورة تكوين االسر‬
‫التظيمية لفائدة التنظيم‪.‬‬

‫اوال ‪:‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬ ‫الحيوية‬
‫االجتماعية‬

‫ثالثا ‪:‬‬
‫التربوية‬

‫مميزات األسرة‬
‫ضوابط تكوين األسرة ‪-:‬‬

‫من حيث المكان ‪:‬‬


‫يفضل أن تكون األسرة التنظيمية الواحدة من العضوية المتقاربة في أماكن السكن والدراسة أو العمل لتسهيل‬
‫مهمة تنفيذ مناشطها بصورة عملية شاملة ومستمرة ‪.‬‬

‫من حيث الزمان ‪:‬‬


‫يجب أن تبقي األسرة التنظيمية الواحدة ( ‪ ) 6‬أشهر علي األقل لتحقيق مزيد من التعارف والتقارب‬
‫والتحابب والترابط بين العضوية ثم يتم أعادة تشكيل األسرة من جديد بتوزيع جديد لتجديد العضوية وبالتالي‬
‫المعرفة والترابط ‪.‬‬
‫متابعة النشاط ‪-:‬‬

‫يتم تكوين األسرة التنظيمية في المؤسسات التعليمية ( مدرسة – كلية – جامعة – معهد – مركز ‪...‬الخ )‬
‫وتمارس مناشطها في األحياء والداخليات والوحدات السكنية ‪ ،‬كما تتم متابعة مناشطها عبر استمارة خاصة‬
‫تمثلها كراسة األسرة التنظيمية وهي استمارة تحدد مدي تنفيذ محاور نشاط االلتزام الفردي والجماعي الخاص‬
‫لت حديد مدي االلتزام التنظيمي بمناهج الحركة اإلسالمية وتحديد المعالجات الخاصة بذلك ‪ .‬إذا كان هنالك‬
‫ضعف أو فتور ‪.‬‬

‫يقصد باإلطار الفني التكوين اإلداري لألسرة مما يمكن من‬


‫تنفيذ البرامج بصورة علمية وعملية وفي سبيل ذلك يوصي باآلتي‬
‫االطار الفني لالسرة‬

‫ثالثا ‪ :‬نظام األسرة‬


‫ثانيا ‪ :‬األسرة في الحي‬ ‫اوال ‪:‬األسرة في مكان العمل‬
‫المفتوحة‬

‫يفضل أن تتكون األسرة من حيث يفضل أن تتكون األسرة من حيث‬


‫يتم عقد أسرة مفتوحة كل‬
‫األفراد من ثمانية إلى عشرة من األفراد من عشرة إلى خمسة عشرة‬
‫أسبوعين ما أمكن‪.‬‬
‫أخاً‪.‬‬ ‫االخوان‪.‬‬
‫يعتمد نظام أسرة في مكان العمل ويحدد يعتمد نظام أسرة في الحي ويحدد لها ال يلتزم فيها بعدد محدد‬
‫بالضرورة‪.‬‬ ‫برنامج خاص وفق ما يرد‪.‬‬ ‫لها برنامج خاص وفق ما يرد‪.‬‬
‫يتم اختيار نقيب لألسرة وفق ما ورد في يتم اختيار نقيب لألسرة وفق ما ورد‬
‫يتم اختيار مشرف على‬
‫رسالة "األسرة محضن التأهيل في رسالة "األسرة محضن التأهيل‬
‫األسرة‪.‬‬
‫الرسالي"‪.‬‬ ‫الرسالي"‪.‬‬
‫تنعقد األسرة في الوقت‬
‫يتم انعقاد األسرة كل أسبوعين ما أمكن‪ .‬يتم انعقاد األسرة كل أسبوعين ما أمكن‪.‬‬
‫المحدد بمسجد الحي‪.‬‬
‫يلتزم التزاما ً قاطعا ً بأن ال تؤثر برامج‬
‫يستفاد من مسجد الحي في تنفيذ بعض‬
‫األسرة تأثيرا ً سالبا ً على العمل أوتخل‬
‫البرامج العامة‪.‬‬
‫به‪.‬‬
‫يخضع األمر في التنفيذ واألداء للتقدير‬
‫الصائب وحسن المبادرات‪.‬‬
‫العلمي‬ ‫االطار‬
‫يلتزم بالبرنامج المحدد الذي وضعته أمانة الفكر والثقافة مع إمكانية اإلضافة إليه‪،‬‬
‫وتتحدد مكونات البرنامج في اآلتي‬ ‫والتزكوي‬

‫ثانيا ‪ :‬البرنامج التزكوي‬ ‫اوال ‪ :‬الجانب العلمي والمعرفي‬ ‫الجانب‬


‫تزكية النفس وتنميتها‪.‬‬ ‫التأهيل الفقهي واإلعداد الفكري للعضو ‪.‬‬ ‫الهدف‬
‫‪ /1‬القرآن الكريم‪ :‬الحفظ ‪ ,‬التجويد ‪ ,‬التفسير ‪ ,‬التعريف بالمنهج التزكوي في‬
‫اإلسالم ‪.‬‬ ‫القراءات‬
‫‪ /2‬الحديث النبوي‪ :‬مصطلح الحديث ‪ ,‬حفظ‬
‫االهتمام بالفرائض‬
‫(األربعين النبوية)‪ ,‬رياض الصالحين‬
‫االهتمام بالنوافل‬ ‫‪ /3‬األصول والمقاصد‪ :‬يتم التقسيم حسب المنهج‪.‬‬
‫االهتمام بالذكر‬ ‫‪ /4‬السيرة النبوية‪ :‬يتم التقسيم حسب المنهج‬

‫االهتمام بحلقات التالوة‬ ‫التعريف بالحركات اإلسالمية‬

‫الوقوف على تجارب العمل‬


‫االهتمام بقيام الليل‬ ‫اإلسالمي المعاصر‪.‬‬
‫مفردات المنهج‬

‫برنامج الصيام‬ ‫مراجعات في الفكر اإلسالمي‪.‬‬ ‫دراسات‬ ‫‪/5‬‬


‫فكرية‬
‫وحركية‬
‫الوعظ‬ ‫بقوافل‬ ‫االهتمام‬
‫فقه الدولة اإلسالمية‬
‫واإلرشاد‬
‫فقه الطاعة‬

‫اختيارات الدولة اإلسالمية‬


‫الدروس المسجدية‬
‫مؤسسات الدولة اإلسالمية‬
‫المحاسبة والنصح واالرشاد‬ ‫االطار االجتماعي واالشتراك‬
‫العمل على توليد منهج للنصح والمحاسبة يتناسب والتحديات‬ ‫العمل على إيجاد قدرة للمساهمة فيما يتطلب‬
‫القائمة‬ ‫ذلك‬
‫النظر في التقصير والمخالفات والعمل على المعالجة داخل‬
‫يتم تفقد العضوية والوقوف على حالها‬
‫األطر المؤسسية‬
‫االجتهاد في محاصرة اإلشاعة بكشفها وتوضيح الحقائق كيفما‬ ‫االلتزام بدفع االشتراك المحدد زمانا ً ومقدارا ً‬
‫كانت‬
‫المساهمة الفاعلة في معالجة مظاهر الفساد وأسبابه متى ما‬ ‫العمل على تطوير رؤية فيما يتعلق بمصادر‬
‫ظهرت‬ ‫الدخل ومعالجة الفقر‪.‬‬
‫وضع الئحة داخلية يستهدى بها في توجيه النصح وفي‬
‫المحاسبة داخل األجهزة المتراضى عليها‪.‬‬

‫أن برنامج األسرة التنظيمية هو في األساس برنامج تربوي خاص وهو لبنة‬
‫االلتزام الشرعي الذي بافتقاده تضعف جدوى الوالء للحركة اإلسالمية ‪ ،‬ويقوم‬
‫برنامج األسرة‬
‫علي محورين‬

‫اوال‪ :‬برنامج االلتزام‬


‫ثانيا‪ :‬برنامج االلتزام الجماعي الخاص‬
‫الفردي الخاص‬
‫الجلسات اإليمانية‬ ‫صالة الصبح جماعة‬
‫الورد اليومي من القرآن‬
‫صيام التطوع واالفطار الجماعي‬
‫و األذكار‬
‫الحلقات الفقهية‬ ‫االشتراك الشهري‬
‫التالوة الجماعية‬ ‫الحفظ‬
‫قيام الليل والتهجد‬ ‫اإلطالع‬
‫الحجاب‬
‫العمل التقني‬
‫اإلداري‬ ‫الهيكل‬
‫ويتمثل هيكل األسرة التنظيمية في الوحدات التاليه ووظائفها‬
‫لألسرة التنظيمية‬
‫وهو القدوة والقائد والموجه والمرشد واألب الروحي لعمل األسرة بأكمله ‪ ،‬وهو مثل‬
‫األب الوالد وولي األمر في األسرة االجتماعية ومثل النواة في الخلية الحية والذرة‬ ‫نقيب األسرة‬
‫في المادة ‪.‬‬

‫يساعد نقيب األسرة في إدارة العمل ويحل محله في غيابه أو إذا اعتراه أي عارض ‪.‬‬
‫نائب النقيب‬

‫يرتب العالقات والمناشط والبرامج االجتماعية الخاصة ويدرس ويعالج الظروف‬


‫الخاصة بالعضوية وعموم أفراد المجتمع حوله ليقوم فيها بدور أرشادي أو تكافلي‬ ‫المسئول االجتماعي‬
‫داعم ‪.‬‬

‫يراعي المناشط الثقافية ويوفر مقوماتها ويهتم بالتوعية الثقافية والحضارية العامة‬
‫المسئول الثقافي‬
‫داخل األسرة التنظيمية بصفة خاصة مع إمكانية امتداد نشاطه في المجتمع حوله ‪.‬‬

‫يراعي الجانب األكاديمي بين عضوية أسرته ويرتب مناشط رفع مستواها األكاديمي‬
‫المسئول األكاديمي‬
‫‪.‬‬

‫يجمع اشتراكات عضوية األسرة ويحفظها وينفق منها إلقامة مختلف المناشط‬
‫الخاصة باألسرة التنظيمية أو المناشط العامة لكل الوحدة التنظيمية وفق موازنة‬ ‫المسئول المالي‬
‫خاصة يقوم بإعدادها ‪.‬‬

‫يختص بحصر العضوية وتأمينها مع تأمين االجتماعات والوثائق والبيانات‬


‫واالستمارات الخاصة باألسرة وعضويتها ومجموع عضوية الوحدة التنظيمية التابع‬ ‫مسئول اإلحصاء‬
‫لها ‪.‬‬

‫وهو المسئول عن توزيع األدوار في نشر الدعوة والتجنيد وفق خطط محددة وإدارة‬
‫مسئول نشر الدعوة‬
‫العمل الدعوي العام ومناشطة الخاصة‬
‫المحاضرات التزكوية‬
‫تزكية النفس‬
‫إن هللا سبحانه وتعالى خلق هذا اإلنسان مؤلفا ً من ثالثة عناصر‪ ،‬هي‪ :‬العقل والبدن والروح‪ .‬وأشرف هذه‬
‫العناصر الثالثة الروح التي هي نفخة غيبية من عند هللا "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما‬
‫أوتيتم من العلم إال قليالا‪ ".‬وقد رتب هللا على هذه العناصر الثالثة عناصر الدين فجعل اإلسالم لمصلحة‬
‫البدن‪ ،‬واإليمان لمصلحة العقل‪ ،‬واإلحسان لمصلحة الروح‪ ،‬وجعل التكامل بين هذه العناصر والتوازن بينها‬
‫مطلوباً‪ ،‬فال يكون اإلنسان سويا ً مستقيما ً إال باالعتدال والتوازن بين هذه العناصر‪ ،‬فال بد من العناية بها جميعا ً‬
‫والسير بها في خط متواز‪ ،‬حتى ال يحصل ميل أو اعوجاج في هذه النفس البشرية‪ ،‬فإن من مال إلى أحد هذه‬
‫العناصر دون غيره وأواله عناية على حساب الجوانب األخرى كان إنسانا ً معوجا ً غير مستقيم ‪.‬وأهم هذه‬
‫الجوانب وأشدها خطرا ً هو عنصر اإلحسان الذي ال يكمل إيمان المسلم إال به‪ ،‬وعنصر اإلحسان إنما يتعلق‬
‫بتزكية النفوس‪.‬‬

‫تعريف التزكية وبيان المراد بها ‪:‬‬

‫التزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه‪ ،‬ولها معنيان‪:‬‬

‫المعنى األول‪ :‬التطهير‪ ،‬يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته‪ ،‬ومنه الزكاء أي الطهارة ‪.‬‬

‫والمعنى الثاني‪ :‬هو الزيادة‪ ،‬يقال زكى المال يزكوا إذا نمى ومنه الزكاة ألنها تزكية للمال وزيادة له‪.‬‬

‫وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى االصطالحي لتزكية النفوس‪ ،‬فتزكية النفس شاملة ألمرين‪:‬‬

‫أ – تطهيرها من األدران واألوساخ‪ ،‬قال في الظالل ‪ :‬التزكي التطهر من كل رجس ودنس‪.‬‬

‫ب – تنميتها بزيادتها باألوصاف الحميدة‪.‬‬

‫وعلى هذا المعنى جاءت اآليات القرآنية باألمر بتزكية النفس وتهذيبها‪ ،‬قال هللا تعالى ‪" :‬قد أفلح من تزكى‬
‫وذكر اسم ربه فصلى" وقال سبحانه "‪...‬ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها‪ ،‬قد أفلح من زكاها‬
‫وقد خاب من دساها" يقول ابن كثير رحمه هللا في هذه اآليات ‪ :‬يحتمل أن يكون المعنى ‪ :‬قد أفلح من زكى‬
‫نفسه أي بطاعة هللا كما قال قتادة‪ ،‬وطهرها من الرذائل واألخالق الدنيئة‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬قد أفلح من تزكى"‬
‫"وقد خاب من دساها" أي دسسها وأخملها ووضع منها بخذالنه إيّاها عن الهدى‪ ،‬حتى ركب المعاصي وترك‬
‫طاعة هللا عز وجل‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى ‪ :‬قد أفلح من زكى هللا نفسه وقد خاب من دسى هللا نفسه ‪ ,‬هذا‬
‫عن تعريف التزكية‪ ،‬أما النفس فقد ورد في القرآن الكريم وصفها بثالث صفات ‪ :‬المطمئنة‪ ،‬واللوامة‪،‬‬
‫واألمارة بالسوء‪ ،‬وقد اختلف الناس هل النفس واحدة وهذه أوصاف لها‪ ،‬أو للعبد ثالثة أنفس ‪ :‬نفس مطمئنة‪،‬‬
‫ونفس لوامة‪ ،‬ونفس أمارة ‪.‬‬
‫حكم تزكية النفس ‪:‬‬

‫ذهب الغزالي رحمه هللا إلى أنها فرض عين على كل مؤمن ولو لم يكن متحليا ً باألخالق الذميمة‪ ،‬فيلزم كل‬
‫أحد أن يتعلم أمراض القلب وكيفية تطهيرها ‪.‬‬

‫أهمية تزكية النفس لإلنسان ‪:‬‬

‫والتزكية مهمة لإلنسان من عدة أوجه‪:‬‬

‫‪.1‬أن هللا عز وجل – وهو الحق وقوله الصدق – أقسم في كتابه أحد عشر قسما ً على فالح من زكى نفسه‬
‫وعلى خسران من أهمل ذلك‪ ،‬قال تعالى‪" :‬والشمس وضحاها ‪..".‬‬

‫‪.2‬أن النفس من أشد أعداء اإلنسان الداخليين ألنها تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا‪ ،‬وسائر أمراض‬
‫القلب إنما تنشأ من جانبها‪ ،‬ولذلك كان صلى هللا عليه وسلم يستعيذ باهلل من شرها كثيراً‪ ،‬كما في خطبة الحاجة‬
‫وكما في حديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم قال سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقرأ "فألهمها‬
‫فجورها وتقواها" فقال‪" :‬اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها وموالها" وفي‬
‫المسند والترمذي أنه صلى هللا عليه وسلم علم حصين بن عبيد أن يقول "اللهم ألهمني رشدي وقني شر‬
‫نفسي ‪".‬‬

‫‪ .3‬أن التزكية طريق الجنة‪ ،‬قال هللا تعالى‪" :‬وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي‬
‫المأوى" فهي إذن شرط لدخول الجنة ‪.‬‬

‫‪.4‬أن اإلنسان محب للكمال فينبغي لـه أن يعمل على إكمال نفسه بتزكيتها وتربيتها‪ ،‬فهذه النفس تصاب‬
‫باألعراض التي تصاب بها األبدان‪ ،‬فهي محتاجة إلى تغذية دائمة ومحتاجة إلى رعاية‪ ،‬ومحتاجة كذلك إلى‬
‫متابعة لالزدياد من الخير كما يزداد البدن من الطاقات والمعارف ‪.‬‬

‫أقسام تزكية النفس ‪:‬‬

‫تنقسم تزكية النفس إلى قسمين رئيسين هما‪ :‬التحلية‪ ،‬والتخلية ‪.‬‬

‫التخلية‪ :‬يقصد بها تطهير النفس من أمراضها وأخالقها الرذيلة‪.‬‬

‫التحلية‪ :‬فهي ملؤها باألخالق الفاضلة وإحاللها محل األخالق الرذيلة بعد أن خليت منها‪.‬‬
‫فاألخالق الرذيلة مثل ‪ :‬الشرك والرياء‪ ،‬والعجب‪ ،‬والكبر‪ ،‬والبغض والحسد‪ ،‬والشح والبخل‪ ،‬والغضب‪،‬‬
‫والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على اآلخرة‪ ،‬والفضولية وعدم الجد في الحياة ‪....‬‬
‫وأما األخالق الفاضلة ف كالتوحيد واإلخالص والصبر‪ ،‬والتوكل واإلنابة‪ ،‬والتوبة‪ ،‬والشكر‪ ،‬والخوف‬
‫والرجاء‪ ،‬وحسن الخلق في التعامل مع الناس‪ ،‬والشفقة عليهم‪ ،‬وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر‪ ،‬ونفعهم‬
‫بقدر المستطاع‪ ،‬وعدم تغيير قلوبهم بما ليس بالزم شرعا ً ‪...‬‬

‫إذن فال بد لإلنسان أن يتعرف على األخالق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه‬
‫التخلص منها فإن من لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه ال يمكنه عالجه‪ ،‬ولكي يستطيع اإلنسان‬
‫االنتصار على نفسه ينبغي لـه أن يضع أسسا ً للتعامل معها في ثالث محاور‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلنصاف منها‪ ،‬وعدم تبرئتها فقد كان صلى هللا عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي ‪.‬‬

‫‪ .2‬ترك االنتصاف لها من الغير بأخذ الثأر لها واالنتصار لها‪ ،‬فإنها ظلومة جهولة‪ ،‬وإذا كانت هي المظلومة‬
‫فقد قال هللا عز وجل "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم األمور ‪".‬‬

‫وقال سبحانه ‪" :‬ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي‪...".‬‬

‫‪.3‬اتهامها دائماً‪ ،‬فإنه إذا لم يتهمها اإلنسان أغوته وقادته إلى التهلكة‪ ،‬فأنت مخير في الوجهة التي ترتضيها‬
‫لنفسك‪ ،‬فإذا سرت وراءها وأطلقت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين‪ ،‬وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى‬
‫المراتب العالية انقادت لك وراء ذلك‪ ،‬فهي كالطفل تماما ً كما يقول البصيري ‪:‬‬

‫والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم‬

‫وسائل تزكية النفس ‪:‬‬

‫وأما الوسائل التي يتوصل بها إلى تزكية هذه النفس وتهذيبها‪ ،‬فمنها وسائل مجملة ووسائل مفصلة‪:‬‬

‫فأما الوسائل المجملة فنذكر منها‪:‬‬

‫العمل على تطهير النفس من أخالقها الرذيلة التي ذكرنا بعضها كالرياء والعجب والشح والبخل‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫والحرص والطمع‪ ،‬واألمن من مكر هللا ‪...‬‬
‫تحليتها باألخالق الحميدة الفاضلة بعد أن أصبحت جاهزة لها بتخليها على األخالق الدنيئة‪ ،‬وهذه‬ ‫‪.2‬‬
‫األخالق هي مثل ‪ :‬اإلخالص‪ ،‬واإلنابة‪ ،‬والخوف من هللا‪ ،‬والشكر‪ ،‬والتواضع ‪....‬‬
‫المحافظة على الفرائض‪ ،‬ألنها أفضل طاعة يتقرب بها العبد إلى مواله "وما تقرب إلي عبدي بشيء‬ ‫‪.3‬‬
‫أحب إلي مما افترضته عليه ‪".‬‬
‫اإلكثار من النوافل لقول هللا عز وجل‪..." :‬وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪"...‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وأعظمها تأثيرا ً في تزكية النفوس هو ما كان منها أكثر مذلة وخضوعا ً هلل عز وجل ‪.‬‬
‫تدبر القرآن‪ ،‬فهو جالء القلوب وإذا صفى القلب زكت النفس‪ ،‬ففي الحديث ‪(( :‬إن القلوب لتصدأ كما‬ ‫‪.5‬‬
‫يصدأ الحديد قيل وما جالؤها قال ‪ :‬تالوة القرآن وذكر الموت)) وقد قال هللا عز وجل‪ " :‬كتاب‬
‫أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته" وقال سبحانه "أفال يتدبرون القرآن ‪...".‬‬
‫أما الوسائل التفصيلية فمنها‪:‬‬

‫أ) التوبة‪ ،‬فهي أول مقامات منازل العبودية عند السالكين‪ ،‬وبها يذوق اإلنسان حالوة االنتقال من‬
‫التخلية إلى التحلية‪ ،‬قال هللا عز وجل منوها بشأنها‪" :‬وتوبوا إلى هللا جميعا ا أيها المؤمنون لعلكم‬
‫تفلحون "‬
‫ب) لزوم االستغفار والذكر عموماً‪ ،‬لقول هللا عز وجل‪" :‬ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له‬
‫شيطانا فهو له قرين ‪...".‬‬
‫ت) مخالفتها واإلنكار عليها وعدم تلبية رغباتها ألنها داعية للراحة والعصيان‬
‫ث) توبيخها وتقريعها من أجل حملها على الطاعة‪.‬‬
‫ج) اإلكثار من وعظها وتذكيرها بالموت والدار اآلخرة‪.‬‬
‫ح) تنقية العمل من حظوظ النفس وشوائب الرياء‪.‬‬
‫خ) محاسبة النفس‪:‬‬
‫وقد دل على وجوب محاسبة النفس قول هللا تعالى‪" :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا ولتنظر نفس ما قدمت لغد"‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها‬
‫وتمنى على هللا األماني" ‪ ،‬دان نفسه‪ :‬أي حاسبها ‪.‬‬
‫د) اإلقالل من النوم واألكل والكالم‪:‬‬
‫ومما يعين على تزكية النفس عدم اإلكثار من هذه األمور الثالثة واإلفراط فيها‪ ،‬فإن كثرة الكالم بغير ذكر هللا‬
‫موجبة لقسوة القلب وإن أبعد الناس من هللا القلب القاسي‪ ،‬وكثرة األكل موجبة لقوة نوازع النفس الشهوانية‬
‫لدى اإلنسان‪ ،‬وتوسيع مجاري الشيطان فيه‪ ،‬وكثرة األكل موجبة لكثرة النوم وكثرة النوم موجبة للعجز‬
‫والكسل فضالً عن أنها مضيعة للعمر‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬من أكل كثيرا ا شرب كثيرا ا فنام كثيرا ا فخسر كثيرا ‪.‬‬
‫ذ) التحلي بالصبر واليقين‪:‬‬
‫فبالصبر ينتصر على شهوات نفسه فيحجزها عن المحرمات ويحبسها على الطاعات‪ ،‬فجانبي التزكية ‪:‬‬
‫التخلي والتحلي ال يمكن الحصول عليهما إال عن طريق الصبر‪" ،‬إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"‬
‫"إن هللا مع الصابرين" "وهللا يحب الصابرين" "والصبر ضياء ‪".‬‬
‫وأما اليقين فإنه يقضي به على ثبات النفس التي يُوسوسها بها الشيطان‪ ،‬ولذلك كان من حصل على هذين‬
‫المقامين يعد من أئمة الهدى في هذا الدين‪ ،‬قال سفيان ‪ :‬بالصبر واليقين تنال اإلمامة في الدين‪ ،‬قال هللا عز‬
‫وجل‪" :‬وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ‪".‬‬
‫ر) الدعاء‪:‬‬
‫من أسباب تزكية النفس الدعاء‪ ،‬فهو سالح المؤمن‪ ،‬بأن يلجأ اإلنسان إلى هللا دائما ً أن يقيه شر نفسه وأن يعينه‬
‫على طاعة هللا‪ ،‬فقد كان من دعائه عليه الصالة والسالم‪(( :‬اللهم اجبرني وانعشني واهدني ألحسن األعمال‬
‫واألخالق ال يهدي ألحسنها وال يصرف سيئها إال أنت)) ‪.‬‬
‫علو الهمة‬
‫هذه الوحدة تمثل تنبيها ً ألصحاب الهمم العالية‪ ،‬واستنهاضا ً وتحريكا ً لمن قصرت بهم هممهم عن الحرص‬
‫على معالي األمور‪ ،‬وفيها اإليجاز‪ ،‬و وضوح الفكرة –قدر المستطاع‪. -‬‬
‫الهمة في اللغة ‪ :‬ما هم به من األمر ليفعل‪.‬‬
‫الهمة في االصطالح ‪ :‬الباعث على الفعل ‪ ،‬وعرف بعضهم علو الهمة بأنه ‪ :‬استصغار ما دون النهاية من‬
‫معالي األمور ‪ .‬قال الشاعر مصورا ً طموح المؤمن‬
‫إذا كنت في أمر مروم *** فال تقنع بما دون النجوم‬
‫وعرف ابن القيم علو الهمة بقوله ‪ :‬علو الهمة أال تقف ‪-‬أي النفس‪ -‬دون هللا وأال تتعوض عنه بشيء سواه‬
‫وال ترضى بغيره بدالا منه وال تبيع حظها من هللا وقربه واألنس به والفرح والسرور واالبتهاج به بشيء‬
‫من الحظوظ الخسيسة الفانية‪ ،‬فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور ال يرضى بمساقطهم‬
‫وال تصل إليه اآلفات التي تصل إليهم ‪ ،‬فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول اآلفات إليها‪ ،‬وكلما نزلت‬
‫قصدتها اآلفات ‪.‬‬
‫الحث على علو الهمة والتحذير من سقوطها ‪:‬‬
‫قال الخليفة عمر الفاروق رضي هللا عنه‪" :‬ال تصغرن همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته‬
‫وقال ابن القيم‪" :‬ال بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه‪".‬‬
‫وقال ابن نباتة رحمه هللا ‪:‬‬
‫حاول جسيمات األمور وال تقل *** إن المحامــد والعلى أرزاق‬
‫وارغب بنفسك أن تكون مقصرا *** عن غاية في الطالب سباق‬
‫أقسام الهمة ‪:‬‬
‫سم الهمة تقسيمين فتقسم من حيث الرفعة وضدها إلى عالية وساقطة‪.‬‬ ‫تُقَ َّ‬
‫وتقسم من حيث االستعداد الفطري إلى وهبية ومكتسبة‪.‬‬
‫وليس معنى أن منها ما هو فطري أنها ال سبيل لزيادة رفعتها بل هي مثل باقي الصفات العقلية والخلقية‬
‫كالذكاء والذاكرة وحسن الخلق ‪ .‬قال ابن القيم‪" :‬وقد عرفت بالدليل أن الهمة مولودة مع اآلدمي‪ ،‬وإنما‬
‫سل المنعم أو كسالا‬ ‫تقصر بعض الهمم في بعض األوقات فإذا حثثت سارت ومتى رأيت في نفسك عجزا ا فَ َ‬
‫فالجأ إلى الموفق ‪ ،‬فلن تنال خيرا ا إال بطاعته ‪ ،‬ولن يفوتك خير إال بمعصيته‪".‬‬
‫مراتب الهمم ‪:‬‬
‫عن أبي كبشة قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ثالثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا ا فاحفظوه ما نقص‬
‫مال من صدقة‪ ،‬وال ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إال زاده هللا عزا وال فتح عبد باب مسألة إال فتح هللا عليه‬
‫باب فقر‪ ،‬أو كلمة نحوها‪ ،‬وأحدثكم حديثا ا فاحفظوه قال‪ :‬إنما الدنيا ألربع نفر‪ :‬عبد رزقه هللا ماالا وعلما ا فهو‬
‫يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم هلل فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه هللا علما ا ولم يرزقه ماالا‬
‫فهو صادق النية‪ ،‬يقول‪ :‬لو أن لي ماالا لعلمت بعمل فالن فهو بنيته فأجرهما سواء‪ ،‬وعبد رزقه هللا ماالا ولم‬
‫يرزقه علما ا فهو يخبط في ماله بغير علم ال يتقي فيه ربه وال يصل فيه رحمه وال يعلم هلل فيه حقا فهذا‬
‫بأخبث المنازل‪ ،‬وعبد لم يرزقه هللا ماالا وال علما ا فهو يقول لو أن لي ماالا لعملت فيه بعمل فالن فهو بنيته‬
‫فوزرهما سواء‪ ،‬قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح"‬
‫وعلى نحو هذا التقسيم والتمثيل النبوي ينقسم الناس وتتفاوت منازلهم في الهمة‪:‬‬
‫‪ .1‬منهم من يطلب المعالي بلسانه وليس لـه همة في الوصول إليها ويصدق عليه قول الشاعر ‪:‬‬
‫وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غالبا‬
‫‪.2‬ومنهم من ال يطلب إال سفاسف األمور ودناياها ويجتهد في تحصيلها ‪ ،‬وهذا –إن اهتدى– يكون سباقا ً‬
‫للخيرات‪" :‬خياركم في الجاهلية خياركم في اإلسالم إذا فقهوا‪".‬‬
‫‪ .3‬وفريق ساقط الهمة يهوى سفاسف األمور ويقعد به العجز عنها‪ ،‬فهو من سقط المتاع وهو كمن وصف‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫إني رأيت من المكارم حسبكم *** أن تلبسوا خز الثياب وتشبعوا‬
‫فإذا تذوكرت المكارم يوما *** في مجلس أنتم به فتقنعوا‬
‫‪.4‬وأعلى الهمم همة من تسمو مطالبه إلى ما يحبه هللا ورسوله فهنيئا ً له ومن أمثالهم األسلمي وعكاشة بن‬
‫محصن وبين كل مرتبتين مراتب كثيرة تتفاوت فيها الناس تفاوتا ً بينا‪.‬‬
‫وإذا استعرضنا التاريخ نجد أن العلية من الناس والقادة الذين تركوا أثرهم في التاريخ هم أصحاب الهمم‬
‫العالية‪.‬‬
‫ومن أمثلتهم في القديم‪:‬‬
‫‪ .1‬ربيعة بن كعب األسلمي الذي قال لـه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬سل" فقال‪ :‬أسألك مرافقتك في‬
‫الجنة‪....‬‬
‫‪.2‬عكاشة بن محصن بادر فقال ‪" :‬ادع هللا أن يجعلني منهم‪...".‬‬
‫‪.3‬أبو بكر الذي قال‪" :‬ما على من دعي من تلك األبواب من ضرورة فهل يدعي أحد من تلك األبواب كلها ‪،‬‬
‫قال نعم وأرجوا أن يكون منهم‪...".‬‬
‫‪.4‬أبو هريرة قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لـه‪" :‬أال تسألن من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟‬
‫فقلت‪ :‬أسألك أن تعلمني مما علمك هللا فنَزع نَم َرةا كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى‬
‫نمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعب حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت ال أسقط حرفا ا مما‬
‫حدثني"‬
‫‪.5‬قصة ابن عباس مع صاحبه األنصاري الذي طلب منه ابن عباس أن يرافقه في جمع العلم على أصحاب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫قال محمد بن حسن في كتابه الهمة طريقك إلى القمة ص ‪" : 22 – 21‬وترى اليوم من تفاوت الهمم أمرا ا‬
‫عجباا‪ ... ،‬فإذا اطلع المرء على أحوال الخاصة من المسلمين وهم طالب العلم والدعاة وباقي الملتزمين‬
‫بشرع هللا الحريصين عليه سيصاب بالدهشة لما يراه من فتور الهمم ‪ ...‬فمنهم من إذا اطلع ساعة أو‬
‫ساعتين في اليوم ظن أنه قد أتى بما لم يأت به األوائل ومنهم من إذا خرج لزيارة فالن من الناس بقصد‬
‫الدعوة يظن أنه قد قضى ما عليه من حق يومه ‪ ،‬ومنهم من تتغلب عليه زوجه وعياله فيقطع عامة وقته‬
‫في مرضاتهم ‪ ،‬ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم على سماع بعض األشرطة ‪ ،‬وحضور محاضرة أو‬
‫اثنتين في األسبوع أو الشهر ‪ ،‬ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا والتمتع بمباحاتها تمتعا ا يفضي به‬
‫إلى نسينا المعاني العلية ‪ ،‬ومنهم من يقضي عامة وقته متشبعا ا لقطات إخوانه ومطلعا ا على ما يزيد علمه‬
‫رسوخا ا في هذا المجال ‪ ...‬وال أزعم أن جمهور الصحوة قد فاتهم أن يكونوا ممن يجمع الشمل ويقصر‬
‫االعتذار والشكاية ويصبح نموذجا ا يحتذى به ‪ ،‬ولكن أقول جازما ا بأنهم – إال القليل – لم يستثمروا هممهم‬
‫حق االستثمار ‪ ،‬ولم يحاولوا أن يرتقوا بأنفسهم حق االرتقاء‪".‬‬
‫ومن أمثلة هذا الرهط القليل حسن البناء الذي سأله مدرسه عن أعجب بيت قالته العرب إليه فقال قول طرفة ‪:‬‬
‫تى؟ خ ْلت أنني *** عنيت فَلَ ْم أ ْك َ‬
‫س ْل ولم أتَبَلَّد‬ ‫إذا القوم قالوا‪ :‬من فَ ا‬
‫وأوى ليلة إلى فراشه بعد نصب شديد فأخذ ورقة وقلما وجعل يكتب مقاالً ينشره في الجريدة فدخل عليه أحد‬
‫المقربين منه المشفقين عليه فوعظه في نفسه فرد عليه في ذلك أجمل رد‪.‬‬
‫وهذا الشيخ ابن باز قضى خمسين سنة من عمره الوظيفي لم يتمتع بإجازة ‪ ،‬وذلك الشيخ‪ :‬غالل الفاسي يقول ‪:‬‬
‫أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب *** وألهو مع الالهين حولي وأطرب‬
‫ولي نظر عال ونفس أبية *** مقاما ا على َهام ال َم َج َّرة ت َ ْطلب‬
‫ثمرات الهمة العالية ‪:‬‬
‫)‪(1‬تحقيق كثير من األمور التي يعدها عامة الناس خياالً يتحقق ومن أمثلة ذلك بناء أمة مؤمنة في الجزيرة‬
‫العربية التي يشيع فيها الجهل والشرك وذلك في فترة وجيزة ‪ ،‬وابن ياسين استطاع أن يقود بعصابة قليلة من‬
‫أصحابه المربِّّيين دولة انتصرت على جيوش األسبان بعد استشهاده ‪ ،‬واإلمام حسن البنا نادى في أمته الميتة‬
‫بأمور اعتبرت من الخياالت وهو القائل‪" :‬أحالم األمس حقائق اليوم وأحالم اليوم حقائق الغد"‬
‫)‪(2‬الوصول إلى مراتب عليا في العبادة والزهد‪.‬‬
‫قال معاذ رضي هللا عنه على فراش الموت‪" :‬اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا وال طول‬
‫المكث فيها لجري (لعله لكري) األنهار وال لغرس األشجار ‪ ،‬ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل‬
‫وظمأ الهواجر في الحر الشديد ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر‪".‬‬
‫)‪(3‬البعد عن سفاسف األمور ودناياها‪:‬‬
‫فر عبد الرحمن الداخل إلى األندلس من العباسيين أهديت إليه جارية جميلة فنظر إليها وقال‪" :‬إن هذه من‬ ‫لما َّ‬
‫القلب والعين بمكان وإن أنا اشتغلت عنها بهمتي فيما أطلبه ظلمتها‪ ،‬وإن اشتغلت بها عن ما أطلبه ظلمت‬
‫همتي ‪ ،‬وال حاجة لي بها اآلن وردها على صاحبها‪".‬‬
‫)‪(4‬صاحب الهمة العالية يعتمد عليه وتناط به األمور الصعبة وتوكل إليه‪:‬‬
‫وهذا أمر مشاهد معروف فإن المديرين والرؤساء عادة يطمحون للعمل مع صاحب الهمة العالية ويستعدون‬
‫للتضحية معه حتى ولو كلفهم ذلك الكثير‪ .‬وقد قيل‪" :‬ذو الهمة وإن حط نفسه تأبى إال العلو‪ ،‬كالشعلة من‬
‫النار يخفيها صاحبها وتأبى إال ارتفاعا ا‪".‬‬
‫)‪(5‬صاحب الهمة العالية يستفيد من حياته أعظم استفادة وتكون أوقاته مثمرة بناءة‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن عقيل الحنبلي ‪ :‬إني ال يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة‬
‫ومناظرة وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح‪".‬‬
‫وكان اإلمام النووي يقرأ كل يوم اثني عشر درسا ً شرحا ً وتصحيحا ً ‪ ،‬ويقول لتلميذه بارك هللا في وقتي‪.‬‬
‫اردِّن‪" :‬كل رجل ناجح لديه نوع من الشباك يلتقط به نحاتات وقراضات الزمان ‪ ،‬ونعني بها‬ ‫ويقول د‪َ .‬م ْ‬
‫فضالت األيام واألجزاء الصغيرة من الساعات مما يكنسه معظم الناس بين مهمالت الحياة ‪ .‬وإن الرجل‬
‫الذي يَدَّخر كل الدقائق المفردة وأنصاف الساعات واألعياد غير المنتظرة والفسحات التي بين وقت وآخر ‪،‬‬
‫والفترات التي تنقضي في انتظار أشخاص يتأخرون عن مواعيد مضروبة لهم ‪ ،‬ويستعمل كل هذه األوقات‬
‫ويستفيد منها ليأتي بنتائج باهرة يدهش لها الذين لم يفطنوا لهذا السر العظيم الشأن‪".‬‬
‫)‪(6‬صاحب الهمة العالية قدوة للناس‪.‬‬
‫)‪(7‬تغيير طريقة حياة الشعوب واألفراد‪:‬‬
‫يقول الشيخ محمد الخضر حسين‪" :‬يسموا هذا الخلق بصاحبه إلى النهايات من معالي األمور فهو الذي‬
‫ينهض بالضعيف فإذا هو عزيز كريم‪ ،‬ويرفع القوم من السقوط ويبدلهم بالخمول نباهة وباالضطهاد حرية‬
‫وبالطاعة العمياء شجاعة أدبية ‪ ...‬أما صغير الهمة فإنه يَيْصر بخصومه في قوة وسطوة فيذوب أمامهم‬
‫رهبة‪ ،‬ويطرق إليهم رأسه حطة ثم ال َي ْل َبث أن يسير في ركبهم ويسابق إلى حيث تحط أهواؤهم"‬
‫وسائل ترقية الهمة ‪:‬‬
‫‪ .1‬المجاهدة ‪ :‬قال تعالى‪" :‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا‪".‬‬
‫‪ .2‬الدعاء الصادق وااللتجاء إلى هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتراف الشخص بقصور همته‪ .‬وهذا يستلزم أيضا ً أن ال ينكر أنه قادر على تغيير همته وتطويرها إلى‬
‫األحسن‪.‬‬
‫‪.4‬قراءة سيرة السلف الصالح‪.‬‬
‫يقول ابن القيم‪ ..." :‬ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية فإذا هو يحتوي على نحو‬
‫ستة آالف مجلد وفي ثبت كتب أبي حنيفة وكتب الحميدي و‪ ...‬فاستفدت بالنظر فيها من مالحظة سير القوم‬
‫وقدر هممهم وحفظهم وعبادتهم وغرائب علومهم ما ال يعرفه من لم يطالع فصرت أستزري ما الناس فيه‬
‫وأحتقر همم الطالب وهلل الحمد‪".‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫سحرا آلخذ النوبة على ابن األ ْخ َر ِّم فوجدت قد سبقني ثالثون قارئا ولم‬ ‫وقال محمد بن علي األسلمي‪ :‬قمت ليلة َ‬
‫تدركني النوبة إلى العصر‬
‫‪.5‬مصاحبة صاحب الهمة العالية‪.‬‬
‫‪.6‬مراجعة جدول األعمال اليومي ومراعاة األولويات واألهم فالمهم‪.‬‬
‫‪.7‬التنافس والتنازع بين الشخص وهمته‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن على مريد تطوير همته أن يحمل نفسه أعبا ًء وأعماالً يومية لم تكن موجودة في حياته بحيث‬
‫يحدث نوع من التحدي داخل النفس‪ ،‬ويجب أن تكون هذه اإلضافة مدروسة بعناية وإحكام حتى ال يصاب‬
‫الشخص باإلحباط‪.‬‬
‫‪.8‬الدأب في تحصيل الكماالت والتشوق إلى المعرفة يقول عمر بن عبد العزيز رحمهُ هللا‪" :‬إن نفسي تواقة‬
‫وإنها لم تعط من الدنيا شيئا ا إال تاقت إلى ما هو أفضل منه "‪...‬‬
‫‪ .9‬االبتعاد عن كل ما من شأنه الهبوط بالهمة وتضييعها مثل‪:‬‬
‫أ – كثرة الزيارات لألقارب بدون هدف شرعي صحيح وال غرض دنيوي فيه فائدة معتبرة‪.‬‬
‫ب – كثرة الزيارات لألصحاب فيكثر المزاح وتقل الفائدة‪.‬‬
‫ج – االنهماك في تحصيل المال بدعوى التجارة وحيازة المال النافع لإلسالم وأهله ‪ ،‬ثم ينقلب األمر إلى‬
‫تحصيل محض للدنيا وانغماس فيها‪.‬‬
‫د – تكليف الموظف نفسه بعملين صباحي ومسائي دون ضرورة لذلك‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬كثرة التمتع بالمباحات‪.‬‬
‫و – االستجابة للصوارف األصرية استجابة كلية أو شبه كلية‪.‬‬
‫يقول محمد بن حسن موسى‪" :‬وقد دخلت علينا في حياتنا األسرية كثير من التقاليد الغريبة في أمر االحتفاء‬
‫الزائد باألهل واألوالد ودعوى ضرورة بناء مستقبلهم وغير ذلك مما حاصله نسيان الكفالة اإللهية‬
‫والضمان الرباني‪".‬‬
‫ز – التسويف قال الشاعر ‪:‬‬
‫غد‬‫وال أؤخر شغل اليوم عن كسل *** إلى غد إن يوم العاجزين َ‬
‫ح – الكسل والفتور‪.‬‬
‫أودَع لكنها أوضع والقعود حيث قام الكرام أسعل لكنه أسفل"‬ ‫قال الصاحب‪" :‬إن الراحة حيث تعب الكرام ْ‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬
‫كأن التواني أنكح العجز بنته *** وساق إليها حين أنكحها مهرا‬
‫فراشا ا وطيئا ا ثم قال له اتكئ *** فَقصْراكما ال شك أن تلدا فقرا‬
‫ط – ُمالحظة الخلق وتقليدهم واالئتساء بهم ‪ ،‬فأكثر الخلق مفرطون‪.‬‬
‫مظاهر علو الهمة ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحرقه على ما مضى من أيامه وكأنه لم يكن قط صاحب الهمة المتألق المنجز لكثير من األمور‪.‬‬
‫‪ .2‬كثرة همومه وتألمه لحالة المسلمين‪.‬‬
‫‪ .3‬مواالته النصيحة وتقديم الحلول واالقتراحات لمن يرجو منهم التغيير واإلصالح‪.‬‬
‫‪ .4‬طلبه للمعالي دائما ً‪.‬‬
‫‪ .5‬كثرة شكواه من ضيق الوقت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .6‬قوة عزمه وثبات رأيه وقلة تردده ‪ ،‬فهو إذا قرر أمرا راشدا ال يسرع بنقضه ‪ ،‬بل يستمر فيه ويثبت‬
‫عليه حتى يقضيه ويجني ثمرته ‪ ،‬وال شك أن كثرة التردد ونقض األمر من بعد إبرامه من عالمات‬
‫تدني الهمة ‪.‬‬
‫لكل إلى شأو العال حركات *** ولكن قليل في الرجال الثبات‬
‫كيفيَّة استثمار همم الناس ‪:‬‬
‫للناس ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬قسم ضائع مضيع يترك إلى حين إفاقته‪.‬‬
‫‪ .2‬قسم محافظ على الفرائض‪.‬‬
‫‪ o‬فهذا القسم إن كان من أهل اليسار والغنى يوجه إلى المشاركة والتنافس في أعمال الخير‬
‫العامة مثل بناء المساجد وإغاثة المنكوبين ومساعدة الجمعيات والهيئات اإلسالمية الخيرية‪.‬‬
‫‪ o‬إن كانوا من ذوي الدخول المتوسطة يوجهون إلى سماع الدروس والخطب التي يعدها‬
‫خطباء مرموقون‪.‬‬
‫‪ o‬توجيه الشباب وتحميسهم للمشاركة في الجهاد‪.‬‬
‫‪ o‬التوضيح والتنبيه والقيام بالنصيحة وبيان أن باستطاعتهم توجيه جهودهم إلى ما هو أنفع‪.‬‬
‫‪ o‬توجيههم للقراءة النافعة‪.‬‬
‫‪ .3‬قسم – وهو المعول عليه بعد هللا سبحانه وتعالى – ملتزم بدينه ومحافظ عليه يطمح إلى القيام بما‬
‫يجب عليه وهذا يوجه إلى‪:‬‬
‫‪ o‬االنتساب إلى جمعية أو هيئة لها برنامج عمل محدد‪.‬‬
‫‪ o‬االنتساب إلى جماعة إسالمية صالحة من الجماعات المنتشرة في العالم اإلسالمي تعمل بجد‬
‫وإخالص إلقامة دين هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ o‬توعية الشخص المنصوح بأن يختار لنفسه مجاالً يبدع فيه‪.‬‬
‫محاذير أمام أهل الهمم العالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬صاحب الهمة العالية تحلق به همته دائما ً فتأمره بإنجاز كثير من األعمال المتداخلة في وقت واحد‬
‫كلّه بل يأخذ منه بقدر ما يعرف من‬ ‫فليطعها بقدر وال يستبعد ما تأمره به وفي الوقت نفسه ال يَقُ ْم به ِّ‬
‫إسعاف همته له بالقيام به‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬صاحب الهمة العالية معرض لنصائح تثنيه عن همته وتحاول أن تذكره دائما بأنه ما جعل هللا لرجل‬
‫من قلبين في جوفه ‪ ...‬فالحصيف ال يلتفت إلى هذه النصائح إال بقدر‪ .‬قال ابن نباتة السعدي ‪:‬‬
‫أعاذلتي على إتعاب نفسي *** ورعيي في الدجى روض السهاد‬
‫إذا شام الفتى برق المعالي *** فأهون فائت طيب الرقاد‬
‫‪ .3‬صاحب الهمة معرض لسهام العين والحسد فعليه باألذكار المأثورة ليدرأ عن نفسه ما قد يصيبه‪.‬‬
‫فترة وضعف قليل لما يراه من تدني همم غالب الخلق فال يحزن وليوطن نفسه‬ ‫‪ .4‬صاحب الهمة تعتريه ْ‬
‫على اإلحسان والنصيحة‪.‬‬
‫‪ .5‬أهل الهمة العالية قد يكونون مفرطين في بعض األمور التي ربما ال يرون فيها تعلقا ً مباشرا ً بعلو‬
‫هممهم مثل حقوق األهل واألقارب ‪ ،‬فعلى من أصيب بشيء من ذلك أن يصلحه ولو بالقدر الذي يبعد‬
‫عنه سهام الالئمين‪.‬‬
‫‪ .6‬قد تؤدي الهمة العالية بصاحبها إلى التحمس الزائد فيستعجل ويرتكب من األخطاء ما كان يمكن‬
‫تالفيه بقليل من التعقل وحساب العواقب ‪ ،‬وعلى من وقع في مثل هذا أن يعرف السنن الكونية ‪ ،‬وأن‬
‫األمر ال يحسم بين عشية وضحاها‪.‬‬
‫‪ .7‬أهل الهمة العالية قد يتعرضون إلثارة الخالفات الفقهية بينهم فينتج عن ذلك الذم والمقت ومن أمثلة‬
‫ذلك التعرض للجماعات اإلسالمية العاملة في الساحة ‪ ،‬ومن أصبح ذلك ديدنه فستتخلف همته وتقعد‬
‫به عن معالي األمور‪.‬‬
‫‪ .8‬قد يتعرض صاحب الهمة إلى عدم المداومة مع أن أبرز سمات صاحب الهمة العالية المداومة وعدم‬
‫االنقطاع وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أحب األعمال إلى هللا تعالى أدومها وإن قل"فهمة‬
‫ص َرى ‪ :‬لم أ َ َر ِّمثْل أبي‬
‫ص ْر َ‬
‫متوسطة العلو تدوم خير من همة عزيمة متقطعة يقول أبو المواهب بن َ‬
‫القاسم ابن عساكر وال من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم‬
‫الصلوات في الصف األول إال من عذر واالعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة وعدم التطلع‬
‫إلى تحصيل األمالك وبناء الدور فقد أسقط عن نفسه ذلك ‪ ...‬وقال أبو العباس ثعلب‪" :‬ما فقدت‬
‫إبراهيم الحربي من مجلس لغة وال نحو خمسين سنة"‬
‫هذه الورقات ملخصة من كتاب الهمة طريق إلى القمة للشيخ محمد بن حسن بن عقيل موسى ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------‬‬
‫المحاضرات الفنية‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫تأصيل العمل االستخباري‬


‫تتناول هذه الوحدة موضوع تأصيل العمل االستخباري في االسالم وذلك من خالل االيات القرانية واالحاديث‬
‫النبوية ‪ ،‬النماذج العملية في العهد النبوي والراشدي وعهد صدر االسالم‪..‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‪:‬‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب مفهوم العمل االمني‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب على اهمية العمل االستخباري‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بالنماذج العملية في العمل االستخباري‪.‬‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بصفات رجل العمل االستخباري‬
‫توطئة ‪:‬‬
‫يمكن اعتبار األمن من أهم أسس ومقومات المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬وفي القرآن الكريم بين هللا عز وجل أنه ّ‬
‫من‬
‫المنّة العظيمة (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) من‬ ‫على أهل مكة بهذه ِّ‬
‫هذا المنطلق تاصل هذه الوحدة للعمل االستخباري واهميته للتنظيم والمجتمع االسالمي‬
‫مفهوم األمن في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫من النصوص التي تدل داللة مباشرة علي أهمية علي علم اإلستخبار‪.‬بالنسبة للدعوة و الداعية ‪ ،‬ومشروعية‬
‫أخذ كمنهج في التعامل مع األعداء في مراحل التأسيس و البناء ‪ :‬كما عل نبي هللا سليمان – عليه السالم –‬
‫وهو في حالة مواجهة مملكة الكفر و عباد الشمس بقيادة بلقيس ‪ ،‬فقد جاء الهدهد الذي يعد عنصر مخابرات‬
‫نبي هللا سليمان الخارجي ‪ ،‬بذلك التقرير اإلستخباري الخطير عن شئون مملكة ذات قوة رهيبة ‪ ،‬تصد عن‬
‫عبادة هللا وحده ‪ ،‬وتحارب دعوة نبي هللا سليمان جملة وتفصيال ‪ ،‬فقد جاء النص القرآني مصورا ً لنا هذا‬
‫التقر ير و تلك األحداث ‪ ،‬حيث ذكر علي لسان الهدد قوله لنبي هللا سليمان ‪ -‬عليه السالم ‪ (:‬فمكث غير بعيد‬
‫فقال ‪ :‬أحطمت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدة أمراة تملكهم ‪ ،‬وأوتيت من كل شي ‪ ،‬ولها‬
‫عرش عظيم ‪ ،‬وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون هللا ‪ ،‬وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن‬
‫السبيل فهم ال يهتدون ) ‪ ( .‬النمل ‪24 -22 :‬وذلك تقريرا ً للقاعدة العامة االمنية القائلة ‪ ( :‬اإلحاطة قبل التيقن‬
‫) ‪ ( ،‬و اإلستقرار قبل التعميم ) ‪.‬‬
‫وكذلك كانت قرارات أم موسي عليه السالم ألخته حول متابعة خبر موسي ‪ ،‬وجمع المعلومات حوله ‪ ،‬ورصد‬
‫أي البيوت تقبله ‪ ،‬وكيفية الدخول عليه من جديد ‪ (:‬وقالت ألخته قصية فبصرت به عن جنب وهم ال يشعرون‬
‫‪ ..‬فقالت هل أدلكم علي أهل البيوت يكلفونه لكم وهم له ناصحون ؟! ) ‪ (.‬القصص ‪ )12 -1:‬عن جنب وهم‬
‫ال يشعرون ‪ ...‬وهم ال يشعرون ‪.‬‬
‫وكذلك وردت إشارات في سورة الكهف تشير إلي ضرورة اإلهتمام باإلستخبار و األمن ‪ ،‬وتلك اإلشارات‬
‫وردت في أوامر مسئول عن مسئولي قيادة الفتية المؤمنة ‪ ،‬حيث قال لهم بعد غياب طويل عن المجتمع ‪،‬‬
‫وتغير كامل في عوامل المجتمع من الناحية السلوكية ‪ ،‬و الشعائرية ‪ ،‬والعرفية ‪ (:‬فابعثوا أحدكم بورقكم هذه‬
‫إلي المدينة فلينظر أيها أزكي طعاما ا فلياتكم برزق منه ‪ ،‬و ليتلف و ال يشعرون بكم أحدا ا ‪ ،‬إنهم إن يظهروا‬
‫عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا ا أبدا ا ( الكهف ‪. ) 20 – 19 :‬‬
‫وال ريب غالب عدم فالح الحركة اإلسالمية ‪ ،‬و الرجوع إلي الجاهلية ‪ ،‬والوقوع في الفتن و الرجم و التنكيل‬
‫من طواغيت العلمانية ‪ ،‬كان مرده إلي عدم التلطف في الحركة ‪ ،‬واتقان العمل اإلستخباري وهم ال يشعرون ‪،‬‬
‫أو في المواجهة مع الطاغوث وهم غير قادرون علي ذلك !! ‪.‬‬
‫مفهوم األمن في السيرة النبوية ‪:‬‬
‫النصوص الواردة عن النبي (ص) باإلهتمام بعلم اإلستخبارات فهي ال تعد و ال تحصي ‪ ،‬منها قوله (ص) (‬
‫الحرب خدعة ) قال الحافظ إبن حجر – رحمة هللا – في شرح هذا الحديث ‪ (:‬وفي الحديث إشارة إلي‬
‫إستعمال الرأي في الحرب ‪ ،‬بل اإلحتياج إليه أكثر منالشجاعة ‪ ،‬ولهذا وقاع اإلقتصاد علي ما يشير إليه بهذا‬
‫الحديث ‪ ،‬وهو قوله ‪ (:‬الحج عرفة ) قال إبن المنير معني الحرب خدعة ‪ :‬أي الحرب الجيدة لصاحبها الكاملة‬
‫في مقصودها إنما هي المخادعة ال المواجهة ‪ ،‬وذلك لخطر المواجهة وحصول الظهر مع المخادعة بغير‬
‫خطير ) ‪.‬‬
‫وبوب األمام البخاري ‪ -‬رحمة هللا – ( باب هل يبعث الطليعة وحده ) ثم أورد حديث جابر رض هللا عنه (‬
‫من يأتني بخبر القوم يوم األحزاب ؟ فقال الزبير ‪ :‬أنا ثم قال من يأتني بخبر القوم ؟ فقال الزبير أنا ‪ .‬قال‬
‫النبي (ص) (إن لكل نبي حواريا ا وحواري الزبير ) قال الحافظ بن حجر ‪ -‬رحمه هللا – ( أوفي الحديث جواز‬
‫التجسس في الجهاد ) ‪.‬‬
‫وهكذا عنيت الجماعة المسلمة األولي بالعمل األمني و اإلستخباري أشد العناية بل وضعت له المبادي و‬
‫األصول و األساليب ما لم يسبقها عليه أمة من األمم ‪ ،‬حتي صار ذلك معلوما ً علما ً شائعا ً ‪ ،‬متواترا ً‬
‫إضطراريا ً من دين الرسول (ص) عن كل من آمن باهلل ربا ً ‪ ،‬وبإإلسالم دينا ً وبمحمد رسوالً و نبيا ً ‪.‬‬
‫أهمية العمل االستخباري‪:‬‬
‫إن جهازا استخباريا ً سريا ً لديه معلومات خفية من مصادرها المتنوعة يمكنه أن يساهم بقسط كبير في‬
‫السري الضارب وبها‬
‫ّ‬ ‫العمليات السياسية والعسكرية للتنظيم ‪ ،‬فالمعلومات هي عين القيادة وأذنها وذراعها‬
‫توضع الخطط السليمة وتحقق الغايات ‪.‬‬
‫وقد كتب عمر (رضي هللا عنه) لسعد بن أبي وقاص (رضي هللا عنه) قبيل معركة القادسية يقول ‪:‬‬
‫" اكتب لنا أين بلغ جمعهم ‪ ،‬ومن يلي مصادماتكم ‪ ،‬فإنه قد منعني من بعض ما أردت الكتاب به قلّة علمي بما‬
‫هجمتم عليه ‪ ،‬والذي استقر عليه أمر عدوكم ‪ ،‬فصف لنا منازل المسلمين وحالهم والبلد الذي بينكم وبين‬
‫المدائن صفة كأني أنظر إليها ‪ ،‬واجعلني من أمركم على الجلية " ‪.‬‬
‫فكان عمر (رضي هللا عنه) حريصا ً على تفاصيل ودقائق المعلومات عن جيشه وعن جيش عدوه وعن طبيعة‬
‫األرض ‪ ،‬فكان يصدر قراراته العسكرية على هدى وبصيرة ‪.‬‬
‫وكتب المفكر العسكري الصيني القديم " صن تزو " في كتابه الشهير " فن الحرب " ‪:‬‬
‫" إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فليس هناك ما يدعو إلى أن تخاف نتيجة مئة معركة ‪ ،‬وإذا عرفت نفسك‬
‫عدوك فإنك‬
‫عدوك فإنك تقاسي من هزيمة مقابل كل انتصار ‪ ،‬وإذا لم تعرف نفسك ولم تعرف ّ‬ ‫ولم تعرف ّ‬
‫أحمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة " ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص أهمية االستخبارات العسكرية في التنظيمات اإلسالمية في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أهمية االستخبارات ا اإلستراتيجية‬
‫‪ ‬ضرورة شرعية ومصلحة تنظيمية إستراتيجية ‪.‬‬
‫‪ ‬رافد أساس للتنظيم بالكوادر المؤهلة والقيادية من داخل التنظيم وعامل ارتقاء وتأهيل ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في تقدير الموقف اآلني والمستقبلي وطرح األسس الالزمة لذلك وجمع المعلومات المناسبة‬
‫‪ ‬تكوين أرشيف معلوماتي متميز يخدم جميع أقسام العمل‪.‬‬
‫‪ ‬استثمار االستخبارات والمجهود االستخباري في العالقات الخارجية للتنظيم ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة الفعّالة في التخطيط والعمل العسكري في عمق العدو االستراتيجي ‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في التغلب على الخلل الكبير في ميزان القوى المادية ‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية االستخبارات التكتيكية‬
‫ضرورة ميدانية وركيزة عسكرية أساسية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسهيل عمل الخاليا العسكرية الميدانية برفدها بملفات عملياتية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تساهم في تدعيم خط الدفاع وتقوية قلب الهجوم في حاالت الطوارئ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ذراع لوجستي لجميع أشكال العمل التنظيمي ( العسكري واألمني خاصة ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكوين الخاليا االستخبارية الخاصة ( استخبارية وعسكرية تنفيذية ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متابعة التطورات العسكرية واألمنية الموجهة ضد التنظيم والتصدي لها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في التخطيط العسكري الميداني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأمين خيارات واسعة للتنظيم تحقق المرونة المطلوبة وديمومة العمل العسكري ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير قدرات التنظيم االستخبارية واألمنية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نموذج الرسول (ص) اإلستخباري‪:‬‬
‫مرحلةالعهد المكي ‪:‬‬
‫وال شك عن أهل اإلستنان واآلثار وأولي األلباب و األبصار بأن الرسول (ص) عمل بمبدأ بث العيون‬
‫واإلستطالع ‪ ،‬واإلختراق ‪ ،‬لجمع المعلومات في جل حركاته و سكناته منذ المبعث ‪ ،‬ففي مكة المكرمة كان‬
‫قد إتخذ عليا ً – رضي هللا عنه – يأتية بخبر ما هو جديد في ساحة مكة ‪.‬‬
‫وكذلك قصة الهجرة ‪ ،‬واتخذ عبد بن ابي بكر يأتيهما بأخبار قريش ‪ ،‬وكذلك استعمل الراعي عبد بن أريق‬
‫في جمع المعلومات عن تحركات أهل مكة ‪ ،‬كما استعمل صرافة بن ملك بن جعشم كوسيلة إلرسال الرسائل‬
‫المضللة ‪1‬‬
‫وايضا ً استعمل العباس بن عبدالمطلب وغيرهم ممن استعملهم – عليه الصالة و السالم – لجمع المعلومات‬
‫عن العدو‪.2‬‬

‫‪ -[2] - 1‬سيرة ابن هشام ‪ ، 134 – 130/2:‬البداية والنهاية إلبن كثير ‪ . 197 – 196/3:‬أصل حادثة صرافة هذه ذكرها البخاري في صحيحه حديث‬
‫رقم ‪ ، 3906 :‬ومسلم في صحيحة حديث ‪- 2009:‬‬
‫‪ -2‬الوادي ‪ - [1] . 204 -203/1 :‬ابن هشام ‪ ، 255 – 252/2:‬الواقدي ‪ -[1] . 51 – 40/1:‬الجندية في عهد الدولة األموية ‪ ،‬لألستاذ ‪ /‬وفبق الدق‬
‫دوقي ‪. 175 :‬‬
‫وفي غزوة بدر بعث رسول هللا (ص) بسيس بن عمرو الجهني ‪ ،‬وعدي بن أبي الزغباء عينين ينظران ان ما‬
‫صنعت عير أبي سفيان ‪ ،‬بل قام رسول هللا (ص) بنفسه وأبوبكر الصديق رضي هللا عنه بهذا العمل المبارك ‪،‬‬
‫عمل االستخبار وجمع المعلومات عن العدو ‪ ،‬فخراجا ً متنكرين يستطعا أخبار قريش ‪ ،‬حتي وقفوا علي شيخ‬
‫من العرب فسأاله عن قريش ‪ ،‬وعن محمد ‪ ،‬وأصحابه ‪ ،‬وما بلغه عنهم ‪ ،‬فأخبرهم بذلك ‪ ،‬ثم رجعا ‪ ،‬فلما‬
‫أمسيا بعث عليا ً و الزبير وسعدا ً للغاية نفسها ‪.‬‬
‫وقبل غزوة أحد أرسل مكتب مخابرات قرع مكة بقيادة العباس بن عبد المطلب إلي النبي (ص) أحد أفراد‬
‫المكتب برسالة خطيرة ‪ ،‬يخبره فيها عن وقت خروج قريش لقتاله ‪ ،‬وعن عدد قواتهم ‪ ،‬فأسرع حامل هذه‬
‫الرسالة الخطيرة بإيصالها إلي النبي (ص) حتي أنه قطع المسافة ما بين مكة و المدينة في ثالثة أيام ‪.‬‬
‫فلما قراء اُبي بن كعب – رضي هللا عنه – طلب منه النبي (ص) فورا ً أال يبوح بمضمونها ألحد ‪ ،‬ثم أرسل‬
‫الرسول (ص) جماعات إستطالعية لتأتي له بأنبا التحرك قريش ‪ ،‬فخرج أنس و مؤنس أبن فضالة ‪ ،‬فوجداها‬
‫قد قاربت المدينة ‪ ،‬وأطلقت خيلها وإبلها ترعي روع يثرب [‪ 3.]1‬ثم بعث بعد ذلك أحباب بن المنذر فأتاه‬
‫بخبر قريش ‪ .‬ثم لم يلبث أن خرج سلمة بن سالمة فرأي قريشا ً تسير بخيلها حتي تكاد تدخل المدينة ‪ ،‬فرجع‬
‫إلي القوم يحدثهم بما رأي‪.4‬‬
‫والجدير بالذكر أن رسول هللا (ص) لم يكتف في العمل اإلستخباري وجمع المعلومات عن العدو بالمصادر‬
‫األصلية فقط ‪ ،‬بل أستعمل بعض المصادر المكتسبة في جمع المعلومات عن أعدائه ‪ ،‬فلقد قام بتجنيد بعض‬
‫القبائل المشركة لصالح اإلسالم و المسلمين في جمع المعلومات وإيصالها إليه فرأقرب وقت ممكن ‪ ،‬فمثالً‬
‫قبيل غزوة أحد بعث تميم األسلمي غالمه مسعود يخبر قريش ‪ ،‬وعددهم ‪،‬وعدتهم إلي رسول هللا (ص) ‪،‬‬
‫وأفرادا ً من جهينة وغيرها من القبائل المشركة ‪ ،‬التي استطاع (ص) أن يجندها في العمل اإلستخباري‬
‫اإليجابي و الوقائي ‪ ،‬وجعلها عيونا ً وجواسيس تابعة لمكتب المخابرات المركزية اإلسالمية في المدينة‬
‫المنورة ‪.‬‬
‫وهكذا كانت سنة (ص) فقد أعطي الجانب األمني و األستخباري القدر األكبر من اإلهتمام في حركاته‬
‫وسكناته ‪ ،‬وسلمه وحربه – فداه أبي وأمي ‪.‬‬
‫ففي غزوة الخندق أرسل (ص) حذيفة بن اليمان ليأتيه بخبر القوم ‪ ،‬وآخر تطوراتهم وذلك بعد جهود الرجل‬
‫المجاهد الصحابي الجليل نعيم إبن مسعود ففعل ‪ ،‬وكذلك عندما خرج (ص) إلي الحديبية أرسل عينا ً يستطلع‬
‫أخبار قريش فجاءه بخبرهم علي التفصيل ‪.‬‬
‫وأما في غزوة حنين فقد زرع (ص) مصدرا ً أصليا ً في صفوف هوازن لجمع المعلومات عن تحركاتهم‬
‫وعددهم وعدتهم ‪ ،‬فقام هذا المصدر وهو عبدهللا بن أبي حدد األسلمي بعملية إختراق لجسم هوازن بل‬
‫إستطاع أن يخترق مؤتمرا ً من أخطر المؤتمرات التي عقدت في خباء مالك قائد قوات هوازن المسلحة ‪ ،‬ثم‬
‫أخبر الرسول (ص) بما سمع من استراتيجيتهم للحرب و تكتيكهم !! فقداستمع إلي مالك وهو يحرض رجال‬
‫بقوله ‪(:‬إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم ‪ ،‬ثم شدوا عليهم شدة رجل واحد ) ‪.‬‬
‫نمازج من العمل األمني في صدر اإلسالم ‪:‬‬
‫العهد الراشدي ‪:‬‬
‫وقد نهج أصحاب الرسول (ص) نهجه ‪ ،‬في اإلهتمام يعلم المخابرات اهتماما ً كبيرا ً ‪ ،‬ومن ذلك إعتنائهم بأمر‬
‫العيون و الجواسيس في الحرب و السلم أعتناء فائقا ً ‪ ،‬فهذا الصديق – رضي هللا عنه – خليفة رسول هللا‬
‫(ص) عندما وجه عمر بن العاص – رضي هللا عنه – إلي الشام أوصاه بإتخاذ العيون‪.‬‬

‫‪ -3‬الجندية في عهد الدولة األموية ‪ ،‬لألستاذ ‪ /‬وفبق الدق دوقي ‪. 175 :‬‬
‫‪ -4‬الجيش و القتال في صدر اإلسالم ‪. 126 :‬‬
‫فأما أمير المؤمنين الفاروق عمر – رضي هللا عنه فقد اكنا رائدا ً ومعلما ً في العمل اإلستخباري ‪ ،‬فلقد وصل‬
‫به حسه األمني ‪ ،‬ووعيه الديني ‪ ،‬وفقه الواقعي بطبيعة الصراع بين اإليمان و الجاهلية لدرجة أن بث عيونه‬
‫في كل م كان بحيث يجمعوا له المعلومات عن العدو الداخلي و الخارجي وتحركاته المشبوهة ‪ ،‬بل وصل به‬
‫الذكاء و الفطنة أن ينهي األعاجم من غير المسلمين عن دخول المدينة خشية التجسس وجمع المعلومات عن‬
‫قيادة المسلمين وعاداتهم ‪. .‬وقد جاء في وصيته لسعد بن أبي وقاص – رضي هللا عنه – قبيل معركة القادسية‬
‫بأن ال يغيب عنه حال اعدائه ‪ ،‬وال ينقطع عنه خبرهم ‪ ،‬قوله ‪ :‬ياسعد ‪ (:‬إذا وطئت أرض عدوك فاذك العيون‬
‫بينك و بينهم ‪ ،‬وال يخف عليك من أمرهم شيئ ‪ ،‬وليكن عندك من العرب أو من أهل األرض من تطمئن إلي‬
‫نصحه وصدقه ‪ ،‬فإن الكذوب ال ينفعك خبره ‪ ،‬وإن صدقك في بعضه ‪ ،‬و الغاش عين عليك و ليس عينا ا‬
‫لك‪ .5‬وأخذ سعد بتلك الوصية من أمير المؤمنين ابن الخطاب – رضي هللا عنهما – وعمل بها في جميع‬
‫مناشط حياته الجهادية ‪ ،‬ففي معاركه بأرض العراق كان من أبرز قيادات جهازه اإلستخباري طليحة بن‬
‫خويلد الذي استطاع أن يخترق جيش رستم ومعه تسعة من أفراد جهازه ‪ ،‬حيث قسمهم إلي مجموعتين‪:‬‬
‫طليحة بن خويلد علي خمسة ‪ ،‬وعمرو بن معدي كرب الزبيدي علي أربعة‪ .6‬ولم يكتف سعد بتلك المعلومات‬
‫التي قدمت له من طرف طليحة ‪ ،‬بل استمر في إرسال عيونه إلي معسكرات الفرس ‪ ،‬وهكذا فعل في معركة‬
‫نهاوند وغيرها ‪ .‬وفي معركة اليرموك كان ألبي عبيدة – رض هللا عنه – عيونا ً داخل صفوف جيش الروم‬
‫يسترقون السمع ‪ ،‬ويرصدون المداخل و المخارج ‪ ،‬وأماكن القوة و الضعف و ذلك إمتثاالً ألمر أمير‬
‫المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي هللا عنه – في كتابه الذي أرسله إليه يأمره فيه بإستخدام العيون ‪،‬‬
‫واختراق الصفوف ‪ ،‬ومتابعة العدو ‪ ،‬فقد كتب له ‪ (:‬وابعث عيونك إلي أنطاكية ‪ ،‬وكن علي حزر من‬
‫المنتصرة ‪ ،‬والسالم عليك روحمة وعلي جميع المسلمين ‪7.‬‬
‫وكذلك استمر االهتمام بعلم االستخبارات و اتخاذ العيون و الجواسيس لجمع المعلومات عن األعداء في عهد‬
‫الصحابة – رضوان هللا عليهم ‪ ، -‬فهذا خالد بن الوليد – رضي هللا – القائد المغوار ‪ ،‬والعبقرية الفذة في‬
‫العمل العسكري علي وجه اإلجمال و االستخباري علي وجه الخصوص ‪ ،‬فلقد كان يرسل الطالئع ويقدم‬
‫العيون ويعتني بأمر ذلك أيما اعتناء ‪ ،‬حتي استطاع أن يجند لجهاز مخابراته المركزي من كل القبائل و‬
‫األقاليم ‪ ،‬حيث انضم إلي جهازه في تلك الفترة أكثر أفراد قبيلتي طيء ومذحج الذي كانوا يتقنون فن االختراق‬
‫و التقمص خاصة في جسم العدو الرومي النصراني ‪.‬ويقول الوادي – رحمة هللا – في ذلك ‪ (:‬وكانت العيون‬
‫من المسلمين من بني طيء ومزحج ينزلون ويتزينون بزي العرب المنتصرة يتحسسون األخبار حتي‬
‫اختلطوا بالعساكر المذكورة ‪ -‬الروم – وكانوا حذاقا ا متفرسين ‪ .‬فلما رأوا ذلك هالهم أمره ‪. ) ...‬‬
‫وهكذا أستمر ابوعبيدة وخالد – رضي هللا عنهما – في تجنيد حديثي العهد باإلسالم في مهام‬
‫إستخبارية كما ذكر ذلك الواقدي بفوله علي لسان أبي عبيدة وهو يحدث حديثي اإلسالم ‪ (:‬ولو ال تكتمو عنا‬
‫خيرا ا تكونون تعلمونه من أعدائنا وال تتركوا جاسوسا ا بتجسيس علينا ) ‪ .‬وهذا المثال يمكن ربطه في‬
‫الجامعات بحديثي التجنيد في الحركة االسالمية ‪ ،‬يمكن إستعمالهم كمصادر ‪ ،‬أو يتجسس علينا ‪ ،‬وكذلك‬
‫إعتمد معاوية بن أبي سفيان – رضي هللا عنه – في فتحه لمدينة قيسارية علي أألعمال االستخبارية أكثر من‬
‫أعمال المواجهة الشاملة ‪ ،‬حيث إستطاع أن يجند في ساحة المعركة عميالً يهوديا ً و يستميبه لصالح جهاز‬
‫مخابراته مقابل منحه وأهله األمان ‪ ،‬فقد كان له مأ أراد حيث قدم هذا األمير اليهودي بعد ذلك معلومات دقيقة‬
‫كانت السبب الرئيسي في سقوط تلك المدينة في أيدي المسلمين !! ‪.‬‬

‫‪ -5‬تأريخ اإلسالم السياسي ‪ ،‬لحسن ابراهيم حسن ‪. 481/1 :‬‬


‫‪ -6‬راجع تاريخ الطبري ‪. 514 – 513/3:‬‬

‫‪ -7‬فتوح الشام ‪ ،‬للواقدي ‪. 110/1:‬‬


‫وهكذا كان الصحابة رضوان هللا عليهم قيادات وجنود ‪ ،‬في إقامتمهم وترحالهم يستخدمون علم‬
‫اإلستخبارات ‪ ،‬وفي التجسس ‪ ،‬لتجد ذلك واضح في رسائلهم التي كانت بين القيادة و الجنود ‪ ،‬فقد جاء في‬
‫رسالة أمين األمة أبي عبيدة إلي صديق األمة – رضي هللا عنهما – يخبره فيها بآخر تطورات جهاز‬
‫المخابرات الذي يعتبر شريان الحياة لجماعة المسلمين المجاهدة ‪ ،‬فقال له ‪(:‬وإن عيوني من أنباط الشام‬
‫أخبروني أن إمداد ملك الروم قد وقعوا عليه ‪ ،‬وأن أهل مدائن الشام بعثوا رسلهم إليه يستمدون ) ‪ .‬بل‬
‫وصل األمر بأصحاب النبي (ص) بتجنيد قبائل بأكملها في جهاز المخابرات المركزية اإلسالمية ‪ ،‬فقد قامت‬
‫بعض القبائل كقبيلة جزام بالشام – التي كانت متاخمة لحدود الروم – بتحركات أمنية رفيعة المستوي داخل‬
‫أرض الروم و تزويد المسلمين بأخبارهم ‪ ،‬وأحوالهم جملة وتفيال ‪ ،‬وهكذا فعلت بعض القبائل العربية القاطنة‬
‫أرض العراق و المتاخمة لحدود دولة الفرس – كقبيلة شيبان – التي قدمت معلومات خطيرة للثني قائد جيوش‬
‫المسلمين ‪ ،‬حيث كان فحواها إخباره بإستعداد الفرس وتحركهم لقتال المسلمين ‪ ،‬فكان أثر تلك المعلومات‬
‫علي ميزان النصر و الهذيمة في ساحة المعركة األثر ا لبالغ ‪ .‬وهكذا اجد السير باألصحاب ‪ ،‬في تأصيل‬
‫النظرية األمنية و تحديد مضامينها العلمية و العملية ‪ ،‬فقد إستخدموا هذا العلم و الفن في جميع الحا الت ‪،‬‬
‫اإلستضعاف منها و اإلستخالف ‪ ،‬ففي حالة اإلستخالف وإتساع الفتوح اإلسالمية حاول المسلمين توظيق‬
‫أهالي البلدان المفتوحة و تجنيهد لصالح المسار اإلسالمي الراشد ‪ ،‬مقابل إسقاط بعض التكاليف المالية ‪ ،‬أو‬
‫إعطائهم األمان الحسي و المعنوي ‪ ،‬فقد نصت بعض عهود الصلح معهم – كما مر معنا – علي أن يكونوا‬
‫عيونا ً للمسلمين في المنطقة ‪ ،‬كما ذكر ذلك البالذري بقوله لقد ‪ (:‬صالح خالد أهل أليس علي أن يكونوا‬
‫عيونا ا للمسلمين علي الفرس ) ‪ .‬وكذلك اشترط معاوية علي أهل قبرص ‪ 0‬النصيحة ‪ ،‬وإنزار المسلمين‬
‫بمسير الروم إليهم ) ‪ .‬بل زاد األمر وضوحا ً و تباينا ً في تأصيل النظرية األمنية ‪ ،‬وتحديد مضامينها الحركية‬
‫بأن صالحوا أهل الحيرة ‪ (:‬علي أن يكونوا عيونا ا للمسلمين علي أهل فارس ‪ ،‬وأال يهدم لهم بيعة وال‬
‫قصرا ا ) ‪ ،‬وفلسطين ‪ ،‬وكانوا عيونا ً وأدالء للمسلمين علي جزية رؤوسهم وأطعمهم أرضهم ‪ ،‬فلما كان يزيد‬
‫بن معاوية وضع الخراج علي ارضهم )‪.‬وهكذا كان عمرو بن العاص – رضي هللا عنه – يحتفظ بعيون‬
‫يتكلمون الرومية ليرسلهم إلي الروم ‪ ،‬وكذلك كانت وصية علي بن أبي طالب – رضي هللا عنه – لقائدية‬
‫زياد بن النضير ‪ ،‬وشريح بن هانئ حيث أرسلها مقدمة له إلي صفين قال لهما ‪ (:‬وأعلما أنم مفدمة القوم‬
‫عيونهم ‪ ،‬وعيون المقدمة طالئعهم ‪ ،‬فإذا أنتما خرجتما من بالدكما فال تسأما من توجيه الطالئع ‪ ،‬ومن‬
‫نفض الشعاب ‪ ،‬والشجر ‪،‬والخمر في كل جانب كل ال يغتر كما عدو ‪ ،‬أو يكون لكما كمين ) ‪.‬‬
‫وفي عهد الدولة األموية أوصي عبدالحميد الكاتب الوزير األموي خالل نصيحته آلخر خلفاء بن أمية‬
‫مروان بن محمد ‪ ،‬فقال له ‪ (:‬وأعلم أن لعدوك جواسيسه المبعوثين بين المسلمين متجسسة ‪ ..‬و سيحتال لك‬
‫كأحتياله له ‪ ،‬ويعد لك كإعدادك فيما تزاوله منه ‪ .‬وهكذا يتضح لنا – مما سبق أن النظرية األمنية ‪ ،‬بأبعادها‬
‫اإلستراتيجية الالزمة لكل عمل إسالمي سواء كان في وضع إستضعاف أو إستخالف ‪ ،‬في طور جماعة أو‬
‫أدلة ‪ ،‬في حالة حر ب أو اسلم ‪ ،‬فالبد لكل عاقل يعي دينه أو يولي النظرية األمنية بأبعادها اإلستراتيجية ‪ ،‬و‬
‫تطبيقاتها العملية ‪ ،‬المنزلة األعلي داخل كيانخ ‪ ،‬والجهاز األقوي بين أجهزة تنظيمية حتي يمكن للجماعة‬
‫معرفة أعدائها ومراقبتهم ‪ ،‬وتذويدها بالمعلومات الدقيقة و المتوقعة إلستراتيجيات أعدائها ‪ ،‬بل يصدق علي‬
‫هذا الجهاز هذه الكلمة ‪ ( :‬أال إن في التنظيم مضغة إن صلحت صلح ساير التنظيم ‪ ،‬وإن فسدت فسد سائر‬
‫التنظيم أال وهو مكتب التأمين ‪!!!.‬لذا وجب األعتناء بهذا المكتب ‪ ،‬وتجنيد أفضل كوادر الحركة له ‪ ،‬من‬
‫ذوي المستويات العلمية العالية ‪ ،‬وأصحاب العقول النيرة و المدبرة ‪ ،‬حتي يستسني للحركة أن تسير وفق‬
‫خطة مدروسة في مرحلتي الدعوة و التاسيس ‪ ،‬والدولة و التمكين ‪ ،‬ويعتبر هذا اإلهتمام و العناية بالعمل‬
‫اإلستخباري و النظرية األمنية بأبعادها اإلستراتيجية ليس بدعة من الزمان !! بل تأتي وفق أطر اآليات‬
‫القرآنية كقوله تعالي ‪ (:‬فمكث غير بعيد فقال ‪ :‬أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) ‪.‬و‬
‫األحاديث النبوية كقوله (ص) لنعيم بن مسعود ( خذل عنا ما استطعت ‪ ،‬فالحرب خدعة ) ‪.‬‬
‫وكذلك سيرة الخلفاء الراشدين ‪ ،‬كما أوصي أمير المؤمنين أبو فحص عمر بن الخطاب – رضي هللا‬
‫عنه – في وصيته لسعد بن أبي وقاص – رضي هللا عنه – بقوله ‪ (:‬أذك العيون بينك وبينهم ‪ ،‬وال يخفي‬
‫عليك أمرهم ) ‪ ،‬وهكذا كا معنا فيما سبق ‪ .‬فإذا كان ذلك كذلك فعلينا وفي خضم السيطرة العلمانية أن نفرا‬
‫السيرة من جديد ونأخذه بقوة ‪ ،‬وال نسأم من تاصيل قضايانا المصيرية ‪ ،‬وتحرير مضامينها الشرعية ‪،‬‬
‫وتأهيل الكوادر العلمية ‪ ،‬وترشيدها ‪ ،‬و من نفض الشعاب ‪ ،‬و الشوارع ‪ ،‬و االحزاب و إختراقها ‪ ،‬بحيث ل ا‬
‫يخف علينا أ مر أعدائنا وخصومنا من داخل البالد وخارجها حتي ال يغير بنا أعداءنا وخصومنا فيطعمون‬
‫فينا ‪ ،‬ويوقعوننا في شراكهم و كمائنهم المتعددة ال"أشكال واأللوان ‪ ،‬وتكون بذاك بداية النهاية !! ‪.‬‬
‫مواصفات عضو العمل المخابراتي‪:‬‬
‫يعتمد نجاح أجهزة المخابرات وتقدمها وتطورها على كفاءة القائمين والعاملين في مختلف تخطيطاتها ويبدأ‬
‫النجاح أوالً على االختيار السليم لعناصرها على مختلف درجاتهم وعلى مستوى اإلختيار يجب ان تتوافر‬
‫بعض الصفات كحد ادنى في رجل المخابرات فبعض هذه الصفات ذاتي يولد وينشأ األنسان به وبعضها‬
‫مكتسب بالعمل المتواصل والمثابرة واكتساب الخبرة في مجال العمل اإلستخباري ‪.‬‬
‫الطاعة والتقيد باألوامر ‪ :‬الطاعة هي اساس االنضباط والطاعة المطلقة لتنفيذ االوامر هي اساس نجاح عمل‬
‫المخابرات وذلك الختالف وخطورة المهام الموكلة للعضو ‪ ( ..‬السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بمعصية ‪...‬‬
‫فإذا أمر بمعصية فال سمع وال طاعة )‪.‬‬
‫حب العمل وأهميته ‪ :‬الرغبة في العمل واإلندفاع الذاتي والشعور بأهمية وخطورة العمل الملقى على عاتق‬
‫العضو من أهم عناصر نجاحه في عمله ‪.‬‬
‫الصدق والنصيحة ‪ :‬والصدق في العمل اإلستخباري بمعنى التحري والدقة في المعلومات المجمعة وكتابة‬
‫التقارير لما وقع فعالً دون تحريف ألهداف أو زيادة أو نقصان وكتابة ألغراض شخصية والنصيحة تعني‬
‫التعليق أو التحليل أو إبداء الرأي السليم وتقديم المالحظات التي تطور وتقدم العمل ‪.‬‬
‫الرابعة الدهاء والحيل والخديعة وحسن التصرف والتمويه ‪ :‬من أهم الصفات الالزمة لعضو المخابرات أن‬
‫يكون كثير الدهاء والحيل والخديعة والتمويه وحسن التصرف في المواقف الخطرة واألمثل في أداء مهامه أو‬
‫ظفر به العدو ‪ ...‬وحسن تصرفه وخدعته لألعداء في عمله اإلستخباري وأن يتأكد كل منهم من جليسه‬
‫واحذروا العيون والجواسيس بذكاء‬
‫الخبرة والمهارة ‪ :‬الخبرة المكتسبة من التجارب والمهارة في أداء الواجبات من أهم صفات عضو المخابرات‬
‫حيث تمكنه خبرته ومهارته من معالجة األمور وتقييم المعلومات واالستنتاج الدقيق ‪.‬‬
‫الصبر والمصابرة‪ :‬الصبر على صعوبة العمل وخطره من أهم الصفات الواجب توفرها في عضو‬
‫المخابرات وإال أدى ذلك إلى اإلنسحاب من العمليات الهامة والخطرة أو الشعور بعدم االمنية أو الملل كما أن‬
‫عليه أن يصبر على أي ابتالء أو بالء أو تعذيب يحصل له إذا‪ .‬والمرابطة أي سد أي ثغرة يتوقع منها خطر‬
‫أو تهديد أمني متالزمة‪.‬‬
‫حفظ االسرار والكتمان ‪ :‬وهي من أقصى صفات العمل االستخباري وذلك لسرية العمل ودقة المعلومات‬
‫وخطورة النتائج من تسرب المعلومات للعدو أو التحدث بها حتى ألقرب األقربين إليه زوجه أو ولده‬
‫(وإستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان )‪.‬‬
‫معرفة البيئة وتكييف النفس عليها ومعرفة لغة العدو ‪ :‬لضمان سرية عمل عضو المخابرات وعدم اكتشافه‬
‫بواسطة العدو وفي حالة اختراقه له عليه أن يتصرف بصورة دقيقة وتفصيلية لمنطقة العدو ودروبها ومدنها‬
‫وان يتعرف على عادات اهلها وأسلوب معيشتهم وتخاطبهم وملبسهم حتى يكون جزءا ً منهم وليس شاذا ً عليهم‬
‫حتى الينكشف أمره‪.‬‬
‫توصيل المعلومات في الوقت المناسب ‪ :‬أصبحت مسؤولية جمع المعلومات وتثبيتها وتصنيفها وإيصالها‬
‫للجهات المسؤولة في الوقت المناسب من أهم العمليات الالزمة لوضع النجاح ألي خطة عمل مهما كانت‬
‫أهدافها أو أدارتها أو ميادينها ‪.‬‬
‫الشجاعة‪ :‬يمتاز العمل اإلستخباري بالخطورة والمخاطر في سبيل الوطن بالمال والنفس وكل شيء عزيز‬
‫كما يمتاز العمل بروح الجماعة المضحية لبعضها البعض في حالة وقوع أحدهم في الخطر واتخاذ بعضهم‬
‫البعض في حالة حدوث مشكلة أو أزمة ‪ ...‬دون خوف من القتل أو الكشف ودون أن يخاف أو أن يجبن وذلك‬
‫تنفيذا ً لتعليمات قائده ‪.‬‬
‫اإلخالص والتضحية ‪ :‬يجب على عضو المخابرات أن يكون مخلصا ً في عمله بضمير حي وإستقامة ونزاهة‬
‫ومستعد للتضحية في أي وقت يفترض فيه التضحية وذلك إنه قد يتعرض لشتى المغريات أثناء عمله من مال‬
‫ونساء ووعود بمنصب أو مستقبل وإذا لم يكن ذا نفس أبية ضد كل المغريات إنغمس في الملذات وغاص في‬
‫أوحال الشهوات وإهمال واجبه ويصبح بذلك شرا ً على دولته وامنها ‪ .‬والمخابرات األجنبية تستغل عدم‬
‫األخالص والتضحية بتجنيد عمالئها بعد أن تورطهم في مثل هذه الشهوات فكم من شخص خان وطنه بسبب‬
‫النساء والقمار والمال‪.‬‬
‫قوة المالحظة ‪ :‬يجب أن يكون رجل المخابرات ذو مالحظة دقيقة التفوته تفاصيل األشياء وأن يكون حدسه‬
‫صائبا ً ليصل إلى استنتاجات تعينه على عمله وتنقذه من الخطر كما يجب أن يكون قوي الذاكرة لتعينه على‬
‫حفظ المعلومات بدقة شديدة وتمكنه من ربط مالحظاته ومعلوماته ببعضها البعض ليخرج منها بنتائج محددة‬
‫وأسأل الشر مخافة أن أقع فيه )‬
‫مرونة السلوك اليومي‪ :‬المقدرة على التنكر والتخفي صفة ضرورية تؤمن رجل المخابرات أثناء تأدية‬
‫واجباته وتمنعه من الكشف كما تحفظ حياته ‪ ،‬والتنكر لكل مهمة جديدة يجعل من المستحيل على أجهزة‬
‫المخابرات المعادية كشفها بسهولة وانهى العيونه عند الخروج‪.‬‬
‫الشيفرة ‪ :‬وهي أمر حيوي في المخابرات إلخفاء محتويات الرسال عن األعداء وبها يمكن ضمان عدم‬
‫تسرب المعلومات إلى األعداء وتسعى كل أجهزة المخابرات إلى تطوير نظام التشفير الخاص لدرجة معقدة‬
‫حتى اليمكن كشفه وفي نفس الوقت تسعى لمعرفة وتحليل الشيفرة الخاصة باألعداء ولذا من الضروري أن‬
‫يكتسب رجل المخابرات صفة المقدرة على إبتكار شيفرة خاصة به تعينه على حفظ أسراره وحمايتها ‪.‬‬
‫األخالق العالية والكريمة ‪:‬صفة رحمة يتصف بها اإلنسان المحب ألهله ووطنه وبنو وطنه وهي صفة‬
‫يتصف بها رجل المخابرات لشعوره العميق بالدور الذي يؤديه لوطنه وإلخالصه في العمل ‪ .‬وهي أيضا ً‬
‫صفة تساعد رجل المخابرات في اكتساب عدد كبير من األصدقاء والعمالء الذين يكونون بدورهم‬
‫مصادرومصائد جيدة وصادقة للمعلومات كما أن التهذيب صفة أساسية لرجل المخابرات ولعمل جهازه وذلك‬
‫حتى يتمكن من عكس الصورة الحسنة له وإبراز الوجه المشرق لعمل المخابرات ومشغلية في الحفاظ على‬
‫أمن الدولة ومحو الصورة العالقة بأذهان المواطنين بإن أعضاء أجهزة المخابرات دائما ً قساة غالظ‪{ ...‬‬
‫لوكنت فظا ً غليظ القلب النفضوا من حولك } ‪.‬‬
‫الحس االمني‬
‫تتناول هذه الوحدة الحديث عن رفع الحس االمني من حيث االهمية االهمية واالهداف وعوامل تنميته‬
‫وتطبقات عملية على ذلك‪.‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب مفهوم الحس االمني‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب على اهمية الحس االمني‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب على وسائل رفع الحس االمني‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بعوامل تنمية الحس االمني‬
‫توطئة‪:‬‬
‫يعتبر موضوع الحس األمني من الموضوعات الجديدة على الفكر األمني عند محاولة القاء الضوء العلمي‬
‫عليه ‪ ،‬بالرغم من وضوح مضمونه ومعناه لدى بعض رجال األمن ‪ ،‬ولدى الكثير من عامة الناس الذين‬
‫يتزايد اعتمادهم على الحس األمني في حياتهم البومية حتى ولو كان ذلك وفقا ً لما يسمى بالحاسة السادسة أو‬
‫الشعور أو بعد النظر أو غير ذلك من المسميات ‪ ،‬وحتى تتضح الصورة عن ماهية الحس األمني فالبد من‬
‫تسليط الضوءعليه‬
‫تعريف الحس االمني‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعريف اللغوي ‪:‬‬
‫ورد في لسان العرب (ألبن منظور ) ‪ -‬وتحسس الخبر – تطلبه وتبحثه وفي التنزيل الكريم { يَا بَن َّي ا ْذ َهبواْ‬
‫ف َوأَخيه } (‪ )٨٧‬يوسف ‪ ،‬وقيل التحسس شبه التسمع والتبصر‪ ،‬وتحسست من الشيء أي‬ ‫سسواْ من يوس َ‬ ‫فَت َ َح َّ‬
‫س‬ ‫تخبرت عنه ‪ ،‬وذكر المعجم الوسيط – بأن ( أحس الشيء ) يعني علم به ‪ .‬وفي التنزيل الكريم { فَلَ َّما أ َ َح َّ‬
‫سلمونَ }‬ ‫ش َه ْد بأَنَّا م ْ‬‫صار ّللا آ َمنَّا باّلل َوا ْ‬‫صاري إلَى ّللا قَا َل ا ْل َح َواريُّونَ نَحْ ن أَن َ‬
‫سى م ْنهم ا ْلك ْف َر قَا َل َم ْن أَن َ‬ ‫عي َ‬
‫َ‬
‫س َمع له ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س منهم م ْن أ َحد أ ْو ت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫﴿‪ ﴾٥٢/٣‬آل عمران – أي أدركه بإحدى الحواس ‪ ،‬وقوله تعالى { َه ْل تح ُّ‬
‫رك اْزا} ﴿‪ ﴾٩٨/١٩‬مريم كما ورد في لسان العرب أيضا ً ( أمن ) بمعنى األمان واألمانة وقد أمنت فأنا آمن‬
‫وأمنت غيري ‪ ،‬من األمن واألمان ‪ ،‬واألمن ضد الخوف وفي القرآن الكريم { َوآ َمنَهم م ْن َخ ْوف } ﴿‪﴾٤/١٠٦‬‬
‫قريش ‪ ،‬وهو نقيض الخوف وأصلها في اللغة طمأنينة النفس وزوال الخوف وال يكون األنسان آمنا ً حتى‬
‫يستقر األمن في قلبه ( لسان العرب ألبن منظور بتصرف ) ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التعريف االصطالحي ‪:‬‬
‫ً‬
‫قبل أن نعرف الحس األمني من الناحية االصطالحية ‪ ،‬يتوجب علينا اوال عرض المقصود االصطالحي‬
‫بكلمة األمن ومن خاللها نصل إلى تعريف الحس األمني ‪.‬‬
‫ذهب البعض إلى تعريف األمن بأنه إحساس الفرد والجماعة البشرية بإشباع دوافعها العضوية والنفسية وعلى‬
‫قمتها دافع األمن بمظهره المادي والمتمثلين في اطمئنان المجتمع إلى زوال ما يهدد مظاهر هذا الدافع المادي‬
‫كالسكن الدائم المستقر والرزق الجاري والتوافق مع الغير ‪ ،‬وما يهدد الدوافع النفسية المتمثلة في اعتراف‬
‫المجتمع بالفرد ودوره ومكانته وهو ما يمكن أن نعبر عنه '' بالسكينة العامة '' وعرفه أخرون بأنه‬
‫(مجموعة اإلجراءات التربوية والوقائية والعقابية التي تتخذها السلطة لصيانته وإستتابته داخليا ا وخارجيا ا‬
‫انطالقا ا من المبادئ التي تدين بها األمة وال تتعارض أو تتناقض مع المقاصد والمصالح المقيدة ) وبنا ًء‬
‫على ما تقدم فقد عرف الحس األمني بتعاريف عديدة نذكر منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬هو ذلك الشعور أو اإلحساس المتولد داخل النفس والمعتمد على أسباب أو عوامل موضوعية تؤدي إلى‬
‫توقع الجريمة بقصد منعها أو الى ضبط مرتكبيها بقصد العقاب عليها ‪.‬‬
‫‪ -2‬هو االستعداد الفطري لدى رجل األمن والميل الوجداني حيث يعمل على اكتشافه بعد استشعاره به ثم‬
‫تعظيمه اعتمادا على ملفات داخلية غالبا ً ما تتوافر في اإلنسان بحكم خلقه واستعداده ساعيا ً نحو اكتساب‬
‫خبرات ومهارات أمنية أساسها قوة المالحظة وتوارد الخواطر وصوالً إلى مناقشة األحداث بصورة فاحصة‬
‫‪.‬‬ ‫ومتأنية‬
‫‪ -3‬هو التحسس والشعور بكل شيء يخل باألمن أو يدعو إلى الخوف‬
‫يتبين لنا من خالل عرض هذه التعريفات للحس األمني بأنه زيادة في إدراك الشخص لما يمر به أو قريبا ً منه‬
‫وال يراه مما هو مخل باألمن حذرا ً منه وحرصا ً على تحقيق األمن وترسيخه سوا ًء كان هذا األمن معنويا ً أو‬
‫ماديا ً وسوا ًء كان شخصيا ً أم سريا ً أو كان اقتصاديا أو سياسيا ً أو عسكريا ً إلى غير ذلك من أوجه األمن ‪.‬‬
‫وبنا ًء على كل ما تقدم نستطيع أن نصنع التعريف التالي ‪ :‬الحس األمني هو( صفة خاصة من صفات‬
‫الشخصية تمكن من يمتلكها التعرف على األشياء وإدراكها والتمييز بينها وإستشعار األخطار ومعرفة‬
‫مصادرها والقضاء عليها قبل وقوعها أو مواجهتها بفاعلية فور وقوعها ‪.‬‬
‫أهمية الحس األمنى‪:‬‬
‫يزيد من قدرة رجل االمن فى االبداع واالبتكار فى العمل االمنى‬ ‫‪‬‬
‫يساعد فى التوصل الى نتائج ايجابيه‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على السيطره فى المواقف االمنيه‬ ‫‪‬‬
‫يساهم فى التنبؤ والتوقع للمخاطر االمنيه قبل وقوعها‬ ‫‪‬‬
‫يؤدى الى كشف غموض جرائم بعد وقوعها‬ ‫‪‬‬
‫يزيد القجره على فهم الصوره الشامله االمنيه‬ ‫‪‬‬
‫يساعد على ادارات نقاط او امور قد ال تكون لها دالله مباشرة فى حينها‬ ‫‪‬‬
‫يرتبط بالمظاهر الخارجيه للخطر االمني ارتباطا يقبله العقل والمنطق‬ ‫‪‬‬

‫اهداف رفع الحس االمنى‪:‬‬


‫حماية المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫حماية حقوق االفراد بالعيش االمن‬ ‫‪‬‬
‫حماية المنجزات الوطنيه‬ ‫‪‬‬
‫كشف مصادر االخطار‬ ‫‪‬‬
‫كشف مسببى االخطار من االفراد‬ ‫‪‬‬
‫قراءة مؤشرات اخطار‬ ‫‪‬‬

‫كيف يتم تنمية الحس االمنى‪:‬‬


‫التعليم والتدريب التاهيل الجيد فى المدرسه االمنيه‬ ‫‪‬‬
‫الرغبه الذاتيه فى امتالك الحس االمني‬ ‫‪‬‬
‫الحب والوالء وعشق العمل‬ ‫‪‬‬
‫االنجاز واالبداع واالبتكار‬ ‫‪‬‬
‫الواقعيه فى معالجة االمور‬ ‫‪‬‬
‫المعايشه والممارسه للعمل االمنى‬ ‫‪‬‬
‫تنوع القضايا وغموض بعضها‬ ‫‪‬‬
‫االحساس بالمسئولية‬ ‫‪‬‬
‫المطالعه والقراءه‬ ‫‪‬‬
‫التحدى فى كشف غموض وتعقيدات قضايا غامضة‬ ‫‪‬‬
‫االلمام بالتجارب والحاالت االمنيه‬ ‫‪‬‬
‫الشعور الذاتى باهمية الحس االمنى فى العمل االمني‬ ‫‪‬‬
‫الرغبه فى التميز‬ ‫‪‬‬

‫عوامل بناء الحس االمني‬


‫كثرة المواقف االمنيه التى يتعرض لها رجل االمن‬ ‫‪‬‬
‫غموض المواقف االمنيه التى يتعرض لها‬ ‫‪‬‬
‫ضعف االدله المتوفره قد يؤدى الى االعتماد على الحس األمنى‬ ‫‪‬‬
‫سالمة سالمة وسائل االدارك اى سالمة الحواسالخمس‬ ‫‪‬‬
‫اقتناع رجل االمن بجدوى الحس االمني‬ ‫‪‬‬
‫المتابعه للحوادث االمنيه داخليا وخارجيا‬ ‫‪‬‬
‫الحرص على تنفيذ توجيهات القياده‬ ‫‪‬‬
‫اهتمام القياده بهذه المهارات ودعمها‬ ‫‪‬‬
‫تبادل الحبرات والتجارب االمنيه بين رجال االمن‬ ‫‪‬‬
‫تحليل المواقف االمنيه السابقه واستخالص الدروس‬ ‫‪‬‬
‫ورش العمل‬ ‫‪‬‬

‫تمارين عملية لرفع الحس االمني‪:‬‬


‫دراسة حاله رقم‪( 1‬سيارة نقل لتوزيع المرطبات فى مابين الساعه التاسعه مساء والعاشره مساء تعمل فى‬
‫منطقة سكنيه وتتوقف من وقت الخر ‪).‬‬
‫دراسة حاله رقم ‪( 2‬سياره بها ‪ 3‬اشخاص رجالن وامراه فى الصباح فى منطقه سكنيه تذهب وترجع فى‬
‫نفس الحي دون ان تتوقف لكن تمر كل فتره واخرى بنفس الشارع ووكافة االفراد فى السياره ينظرون لنفس‬
‫االتجاه فى مرحله معينه من الشارع‪).‬‬
‫دراسة حاله رقم ‪( 3‬افراد يخرجون من المسجد فى منطقه سكنيه عاديه ( دون وجود مناسبه ) فىا لساعه‬
‫العاشره مساء)‬
‫دراسة حاله رقم ‪ ( 4‬شخص متوقف بسياره نقل صغيرة فى منطقة سكنيه مهمه ويبيع مواد صناعيه فى‬
‫الصباح الباكر ويختفى ويعود اثناء فتره نهايةالعمل فى الوزارات ليقف فى نفس المكان)‬
‫دراسة حاله رقم ‪ ( 5‬سياره متوقفه على جانب الشارع والغطاء األمامى مرفوع لها والسائق جالس بقربها‬
‫منذ الصباح وحتى الظهر)‬
‫دراسة حاله رقم ‪ ( 6‬شباب مراهقين عدد ‪ 2‬فى السنوات االولى للمراهقه يقومون بالجلوس امام الشارع وفى‬
‫منطقه سكنيه دون عمل ) ‪.‬‬
‫المحاضرات السياسية واإلعالمية‬
‫الفكر السياسي اإلسالمي‬
‫المكون منها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُعرف النظام السياسي إما باعتباره لقباً‪ ،‬وإما باعتبار األلفاظ‬
‫ي َّ‬
‫تعريف النظام السياسي‬
‫تعريفه باعتبار ألفاظه‪:‬‬
‫س ّ ِّوس الرجل‪ :‬إذا ُم ِّلّك‬
‫السياسة (لغة) القيام على الشيء بما يصلحه‪ ،‬وسست الرعية سياسة‪ :‬أمرتها ونهيتها‪ ،‬و ُ‬
‫سوسوه وأساسوه‪ ،‬والسياسة فعل السائس‪،‬‬ ‫سوس‪ :‬الرياسة‪ ،‬يقال‪ :‬ساسوهم سوساً‪ ،‬وإذا رأَّسوه قيل‪َّ :‬‬ ‫أمرهم‪ ،‬وال ُّ‬
‫يقال‪ :‬هو يسوس الدواب‪ :‬إذا قام عليها وراضها‪ ،‬والوالي يسوس رعيته( )‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫والسياسة بهذا البيان لفظة عربية أصيلة(‪ ،)9‬والسياسة لغة ال تنحصر فيما يتعلق بالدولة وأمور الحكم‪ ،‬وإنما‬
‫هي القيام على الشيء ـ بما يحمله لفظ الشيء من العموم والشمول ـ بما يصلحه فيجلب له المنافع أو األمور‬
‫المالئمة‪ ،‬ويدفع عنه المضار أو األمور المنافية‪ ،‬ويتحدد لفظ السياسة بما يضاف إليه‪ ،‬فإذا أضفنا السياسة إلى‬
‫الرعيَّة كان معنى ذلك القيام على شؤون الرعيَّة ـ من قِّبَل والتها ـ بما يُصلح تلك الشؤون‪ ،‬ووسيلة ذلك األمر‬
‫والنهي واإلرشاد‪ ،‬إضافة إلى الترتيبات اإلدارية والنظامية التي تؤدي إلى تحقيق مصالح الرعية وجلب‬
‫المنافع لهم ودفع المضار عنهم‪ ،‬يقول ابن تيمية ـ رحمه هللا ـ عن «العلم بالسياسة»‪« :‬علم بما يدفع المضرة‬
‫عن الدنيا ويجلب منفعتها»(‪.)10‬‬
‫والسياسة نوعان‪ :‬سياسة عقلية؛ يكون تدبير مصالح الرعية فيها موكوالً إلى العقل البشري‪ ،‬وتُس ّمى أيضا ً‬
‫سياسة مدنية‪ .‬وسياسة شـــرعية؛ يكون تدبير مصالح العباد فيها بمقتضــى النصوص الشــرعية‪ ،‬وبما دلت‬
‫عليه أو أرشدت إليه‪ ،‬أو استنبطه العقل البشري مما يحقق مقاصد الشريعة(‪.)11‬‬
‫وقد استخدم الفقهاء لفظ «السياسة» في مصنفاتهم وأرادوا منها عدة معان‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األحكام الشرعية المتعلقة بأداء األمانات في الواليات واألموال‪ ،‬والحكم بالعدل في حدود هللا وحقوقه‪،‬‬
‫وفي حقوق اآلدميين(‪.)12‬‬

‫‪ 2‬ـ ما يسنّه والة األمر مجتهدين فيه ـ من األمور التي تكون الرعيَّة معه أقرب إلى الصالح وأبعد عن الفساد‪،‬‬
‫وإن لم يرد بذلك نص ما دام أنه يحقق المقاصد الشرعية‪ ،‬وال يخالف أدلة الشرع التفصيلية(‪ ،)13‬وهو ما يعني‬
‫العمل بالمصالح المرسلة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التعزيز والزجر والتأديب( )‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫‪ - 8‬انظر‪ :‬اتج العروس‪ ،‬حملمد مرتضى الزبيدي (‪ ،)169/4‬لسان العرب‪ ،‬أليب الفضل حممد بن منظور‪.)108/ 6( ،‬‬
‫‪ -9‬خالفاً ملا ذكره بعض املؤلفني من أهنا لفظة غري عربية يف األصل‪ ،‬انظر‪ :‬اخلطط‪ ،‬للمقريزي‪.)220 /2( ،‬‬
‫‪ -10‬جمموع الفتاوى‪.)493/4( ،‬‬
‫‪ -11‬انظر‪ :‬مقدمة ابن خلدون‪( ،‬ص ‪ ،)170‬طبعة دار الشعب‪ ،‬بدون اتريخ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -12‬انظر‪ :‬جمموع الفتاوى البن تيمية‪ 24/28( ،‬ـ ‪ ،)245‬رسالة (السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية)‪.‬‬
‫‪ -13‬انظر‪ :‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬البن القيم‪ ،)372/4( ،‬حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬املكتبة العصرية ـ‬
‫صيدا ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ونخلص من كل ما تقدم إلى أن السياسة كلمة يدخل تحتها ـ في اصطالح علماء اإلسالم ـ مجموعة من‬
‫األحكام الشرعية‪ ،‬سواء منها ما يثبت بدليل خاص أو باجتهاد‪ ،‬يؤدي العمل بها إلى جلب الخير والصالح‬
‫لجماعة المسلمين وإلى دفع الشر والفساد عنهم‪ ،‬ولم تكن تعني االقتصار على األحكام المتعلقة بالدولة‬
‫اإلسالمية؛ من حيث شكل الدولة أو نوعها أو طبيعة السلطة فيها ومصدرها وكيفية ثبوتها وانتقالها‪ ،‬وشروط‬
‫القائمين على رأس الدولة والجهة التي لها حق تعيينهم أو عزلهم‪ ،‬والحقوق والواجبات المتبادلة بين الحكام‬
‫والمحكومين‪ ،‬وغير ذلك من األحكام المتعلقة بالدولة‪.‬‬
‫ً‬
‫لكنه حدث في العصر الحديث نوع من التخصيص لمدلول لفظ «السياسة»‪ ،‬ولم يعد يُفهم منه اصطالحا ما‬
‫قدمناه سابقاً‪ ،‬وإنما صار يُفهم منه ما يتعلق بحكم الدول‪ ،‬وقد وردت عدة تعريفات للسياسة في االصطالح‬
‫المعاصر؛ منها‪« :‬السياسة‪ :‬معرفة كل ما يتعلق بفن حكم دولة وإدارة عالقاتها الخارجية»(‪.)15‬‬
‫«السياسة‪ :‬علم الدولة‪ ،..‬وتشمل دراسة نظام الدولة‪ ،‬وقانونها األساسي‪ ،‬ونظام الحكم فيها‪ ،‬ونظامها‬
‫التشريعي ‪ ..‬كما تشمل هذه الدراسة النظام الداخلي في الدولة‪ ،‬واألساليب التي تستخدمها التنظيمات الداخلية ـ‬
‫كاألحزاب السياسية ـ في إدارة شؤون البالد أو للوصول إلى مقاعد الحكم»(‪.)16‬‬
‫وهناك اختالف في تعريف السياسة في االصطالح المعاصر‪ ،‬حتى إنه ليصعب صياغة تعريف واحد يوافق‬
‫عليه الجميع‪ ،‬إال «أن هناك قدرا ً متيقنا ً متفقا ً عليه لتحديد مدلول السياسة‪ ،‬أال وهو أنها تتعلق بالسلطة في‬
‫الدولة»(‪.)17‬‬
‫تعريف النظام‪:‬‬
‫النظام لغة‪ :‬الخيط الذي يُنظم به اللؤلؤ‪ ،‬وكل خيط يُنظم به لؤلؤ أو غيره فهو نظام‪ ،‬ونظام كل أمر مالكه‪،‬‬
‫ظم‪ :‬نظمك الخرز بعضه إلى بعض في نظام واحد‪ ،‬كذلك هو في كل شيء حتى يقال‪ :‬ليس ألمره نظام؛‬ ‫والنَّ ْ‬
‫أي ال تستقيم طريقته‪ ،‬وكل شيء قرنته بآخر أو ضممت بعضه إلى بعض فقد نظمته‪ ،‬والنظام‪ :‬العقد من‬
‫الجوهر والخـرز ونحــــوهما‪ ،‬والنظام‪ :‬الهدي والســيرة‪ ،‬وليس ألمرهم نظام؛ أي ليس لهم هـــدي وال‬
‫متعلــق وال استقامة‪ ،‬وما زال على نظام واحد؛ أي عادة(‪.)18‬‬
‫يتبين بما تقدم أن لفظ «النظام» يُطلق لغة على األشياء المضموم بعضها إلى بعض‪ ،‬كما يطلق على الشيء‬
‫الجامع لتلك األشياء؛ على أن يراعى في ذلك الضم‪ :‬الترابط الذي ليس فيه تنافر‪ ،‬واالستقامة التي ال يصحبها‬
‫عوج‪ ،‬واالطراد الذي ال يعتريه ُخ ْلف‪ ،‬وبذلك يمكننا القول بأن النظام‪ :‬هو مجموع األشياء المترابطة المتناسقة‬
‫المتآلفة التي يكون لها ثبات واطراد‪.‬‬
‫فإذا أردنا تعريف النظام السياسي بالنظر إلى لفظه؛ قلنا‪ :‬هو مجموعة الخطوات أو اإلجراءات المتناسقة التي‬
‫يتم من خاللها تدبير األمور وتسييرها بطريقة صالحة‪ .‬وإذا أردنا تعريفه بالنظر إلى أنه لقب على كيفية حكم‬

‫‪ -‬انظر‪ :‬معني احلكام فيما يرتدد بني اخلصمني من األحكام‪ ،‬لعالء الدين الطرابلسي‪( ،‬ص ‪ ،)169‬وما بعدها‪ ،‬وانظر‪ :‬أيضاً‬
‫‪14‬‬

‫حاشية ابن عابدين‪.)15 /4( ،‬‬


‫‪ -15‬علم السياسة‪ :‬مارسيل بريلو‪ :‬ترمجة حممد برجاوي‪ ،‬من منشورات عويدات‪ ،‬بريوت (ص ‪.)11‬‬
‫‪ -16‬القاموس السياسي‪ ،‬أمحد عطية هللا‪( ،‬ص ‪ ،)661‬دار النهضه العربية‪ ،‬ط ‪1968 .3‬م ـ مصر‪.‬‬
‫‪ -17‬النظم السياسية‪ ،‬د‪ /‬ثروت بدوي‪( ،‬ص ‪ ،)4‬دار النهضة العربية القاهرة (‪1989‬م)‪.‬‬
‫‪ -18‬انظر‪ :‬لسان العرب (ابب امليم فصل النون)‪ ،‬مادة نظم‪ ،)758/12( ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الدولة؛ قلنا‪ :‬هو مجموعة األحكام وما ينتج عنها من هيئات أو مؤسسات وتنظيمات متعلقة بالدولة اإلسالمية‬
‫من حيث إقامة الدولة وإدارتها والمحافظة عليها وتحقيق غايتها(‪.)19‬‬
‫صب الخليفة؛ من حيث حكم توليته وشروطه وواجباته وحقوقه‬ ‫فيدخل في إقامة الدولة األحكام المتعلقة بنَ ْ‬
‫وكيفية اختياره‪ ،‬وصفات من يختاره‪ ،‬وكيفية انتقال السلطة وموجبات ذلك‪ ،‬وحدود صالحياته‪.‬‬
‫كما يدخل في إدارتها‪ :‬األحكام المتعلقة بالسلطة؛ من حيث أنواعها‪ ،‬ومصدرها‪،‬والقيود التي ترد عليها‪،‬‬
‫وأحكام الوزارة و الواليات وتقسيم البلدان‪ ،‬وإنشاء المرافق العامة‪ ،‬وأحكام الشورى‪ ،‬وصفات من يتولون‬
‫المناصب العامة‪ ،‬ويدخل في ذلك الحديث عن وضع أهل الذمة في النظام السياسي‪ ،‬وكذلك وضع المرأة‪.‬‬
‫كما يدخل في المحافظة عليها وتحقيق غايتها األحكام المتعلقة بالعمران والتنمية‪ ،‬وحقوق الرعية وواجباتها‪،‬‬
‫كما يدخل في ذلك األحكام المتعلقة بأمن المجتمع؛ من حيث الجهاد واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫ونصب القضاة وإقامة الحدود‪ ،‬والرقابة والمتابعة (الحسبة)‪ ،‬كما يدخل في ذلك أحكام العالقات الخارجية‪،‬‬
‫وكل ذلك يتضافر معا ً ليكون وحدة واحدة هي النظام السياسي اإلسالمي‪.‬‬
‫وهذا التقسيم الذي أوردته إنما هو تقسيم اجتهادي‪ ،‬وإال فقد يدخل شيء مما ذكرته في موضع ما‪ ،‬تحت‬
‫موضع آخر‪ ،‬أو يدخل في أكثر من موضع الرتباطه وتشعبه‪ ،‬ويدخل تحت ما تقدم جزئيات وفرعيات كثيرة‬
‫تم ِّث ّل في مجموعها أحكام النظام السياسي في اإلسالم‪ ،‬وهذه األحكام وما تعلق بها من تنظيمات أو هيئات‬
‫عرفت باسم‬ ‫مبثوثة في الكتب الشرعية‪ ،‬سواء منها ما يقتصر على األحكام الخاصة بالنظام السياسي والتي ُ‬
‫«األحكام السلطانية»(‪ ،)20‬أو ما يتعرض لألحكام الشرعية كلها؛ مثل كتب الفقه والتفسير وشروح الحديث‬
‫النبوي الشريف‪ ،‬وهناك طائفة كبيرة من هذه األحكام في الكتب التي تقدم وصايا ُخلقية أو إدارية للوزراء‬
‫واألمراء‪ ،‬وكذلك كتب الخراج‪.‬‬
‫موقع السياسة في الفقه اإلسالمي ‪:‬‬
‫إن مسألة وجود فكرة السياسة في اإلسالم أصبحت أمرا ً واقعا ً إال أن التساؤل الذي يطرحه البعض هو ‪ :‬أين‬
‫موقع ذلك "الوجود" من التراث اإلسالمي الكبير الذي تركه لنا الفقهاء؟ فهذا التراث ال يتناسب مع العصر‪،‬‬
‫كما أنه ال يناسب القوالب المطبقة حاليا ً من أنظمة ومؤسسات وقوانين تجاوزت ما كان عليه المسلمون في‬
‫العهود السابقة؟!‬
‫إن من الخطأ التعامل مع النظام السياسي اإلسالمي في أحكامه أو تطبيقاته كما يتم التعامل مع األحكام الفقهية‬
‫األخرى التي تمتلئ بها أبواب الفقه اإلسالمي‪ ،‬فمن حيث التأصيل‪ ،‬فإن أحكام السياسة في اإلسالم هي من‬

‫‪ -19‬هناك عدة تعريفات للنظام السياسي يف الفكر اإلنساين؛ منها‪« :‬جمموعة من القواعد واألجهزة املتناسقة املرتابطة فيما‬
‫بينها‪ ،‬نِ‬
‫تبني نظام احلكم ووسائل إسناد السلطة وأهدافها وطبيعتها ومركز الفرد منها‪ ،‬وضماانته قبلها‪ ،‬كما حتدد عناصر القوى‬
‫املختلفة اليت تسيطر على اجلماعة وكيفية تفاعلها مع بعضها‪ ،‬والدور الذي تقوم به كل منها»‪( ،‬النظم السياسية)‪ ،‬د‪/‬ثروت‬
‫بدوي‪( ،‬ص‪ ،)11‬ومنها‪« :‬القواعد األساسية اليت يتعارف عليها سكان كل دولة‪ ،‬واختيارهم لشكل احلكم فيها‪ ،‬والسلطات‬
‫املخولة ألجهزهتا اإلدارية عند مباشرهتا الختصاصها‪ ،‬وسلطات احلاكم يف عالقته هبم‪ ،‬ومدى حقوقهم والتزاماهتم قبل الدولة»‬
‫(النظم السياسية واحلرايت العامة)‪ ،‬د‪ /‬أبو اليزيد على املتيت‪( ،‬ص ‪.)5‬‬
‫‪ -20‬انظر‪ :‬األحكام السلطانية أليب احلسن املاوردي الشافعي (‪ 364‬ـ ‪450‬هـ)‪ ،‬األحكام السلطانية‪ ،‬أليب يعلى حممد الفراء‬
‫احلنبلي (‪ 380‬ـ ‪458‬هـ)‪ ،‬غياث األمم يف التياث الظلم‪ ،‬إلمام احلرمني أيب املعايل عبد امللك بن عبد هللا بن يوسف اجلويين‬
‫(‪ 419‬ـ ‪ 478‬هـ)‪ ،‬اخلراج‪ ،‬أليب يوسف يعقوب بن إبراهيم (‪ 113‬ـ ‪182‬هـ )‪ ،‬وغريها كثري‪ ،‬هذا غري الكتب املعاصرة‪،‬‬
‫وانظر‪ :‬مقدمة حتقيق غياث األمم‪.‬‬
‫األحكام العامة التي ال تعتمد على األحكام التفصيلية وإنما تعتمد على القواعد العامة‪ ،‬أو ما يسمى في لغة‬
‫القانون بـ (القانون العام)‪.‬‬
‫يقول الدكتور السنهوري في رسالته حول فقه الخالفة ‪" :‬تدخل أحكام الخالفة (نظام الحكومة) بطبيعتها في‬
‫نطاق علم الفروع – وعلى وجه التحديد في شق المتعلق بالقانون العام (والقانون الدستوري) رغم أن الفقهاء‬
‫يعتبرونها من مباحث علم الكالم ‪.‬‬
‫ونحن ال نشك في وج ود (قانون عام) في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وإن كان فقهاؤنا لم يستعملوا هذه المصطلحات ولم‬
‫يقروا بوضوح التفرقة الموجودة في القوانين الحديثة بين القانون العام والقانون الخاص‪ ،‬بل ساروا على بحث‬
‫المسائل المتعلقة بهذين الفرعين معا ً دون تمييز كل منهما عن اآلخر فنجدهم يدرسون العقود مع الحدود إلى‬
‫جانب اإلدارة ونظام القضاء والواليات (ومن بينها والية الحكم ونظام الحكومة)‪ ،‬لذلك فإن تحديد نطاق‬
‫(القانون العام) في الفقه اإلسالمي واستنباط قواعد التنظيم الدستوري أو اإلداري‪ ،‬أو الدولي‪ ،‬على أسس‬
‫مستقلة ومتميزة عن القانون الخاص‪ ،‬مهمة شاقة وعسيرة ألنها محاولة جديدة على الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫وهناك عامل آخر يزيد من صعوبة هذه المهمة هو أن مسائل القانون العام لم تحظ من الفقهاء المسلمين في‬
‫العصور السابقة بنفس العناية التي بذلوها لمسائل القانون الخاص"(‪.)9‬‬
‫ومن هنا فإن من الخطأ البحث في الفقه اإلسالمي عن جوانب السياسة بصورتها التفصيلية القديمة منها‬
‫والمعاصرة‪ ،‬وهذا ما وقع فيه كثير من الباحثين المسلمين وغيرهم‪ ،‬المقتنعين بفكرة النظام السياسي اإلسالمي‬
‫والرافض لها حين استخدموا قوالب وأدوات محددة للبحث في هذا الشأن فغلب عليهم التاريخ أكثر من غلبة‬
‫الفقه‪ ،‬إذ أن معظم ما تم استخالصه من النظام السياسي اإلسالمي هو وقائع تاريخية يمكن موافقتها للقاعدة‬
‫الشرعية العامة (التي هي األصل في أحكام السياسة) ويمكن مخالفتها‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه بعض الباحثين‬
‫المسلمين حين اعتمد على التاريخ وجعل أفعال الخلفاء والحكام والسالطين بمنزلة الحكم الشرعي أو األصل‬
‫في المسألة على الرغم من مخالفة ذلك للقواعد اإلسالمية العامة‪ ،‬ويبدوا الحرج األكبر عند محاولة إنزال هذه‬
‫الوقائع (األحكام) التاريخية منزلة التطبيق العملي المعاصر‪ ،‬إذ ال يأتي الرفض من خارج هذه الوقائع‬
‫باعتبارها إسالمية فقط (لدى الرافضين) بل يأتي الرفض من داخل بنية الواقع ذاتها التي لم تعد صالحة‬
‫للتطبيق‪ ،‬وكمثال على ذلك نجد في أحكام أهل الذمة نصوص لم تعد صالحة لهذا العصر كقول بعض الفقهاء‬
‫(أن أهل الذمة يمنعون من ركوب الحمر النفيسة)!!‪ ،‬ومقابل هذا فإن استخدام أدوات وقوالب معاصرة ونفي‬
‫وجودها في ا إلسالم كدليل على نفي وجود نظام سياسي‪ ،‬يحقق للرافضين غرضهم من الرفض هو خطأ كذلك‬
‫‪ ،‬في المقدمات والنتائج إذ يعتمد هؤالء أما على مقارنة خاطئة لتطبيقات مشابهة كالزعم بأن الشورى مناقضة‬
‫للديمقراطية – مثالً – لعدم وجود نظام انتخابي في اإلسالم‪ ،‬أو ألن الشورى في اإلسالم هي ملهمة وليست‬
‫ملزمه كما هي في النظم السياسية المعاصرة‪ ،‬أو القول بأن اإلسالم لم يعرف النظام السياسي ألنه لم يعرف‬
‫الدستور المتفق عليه‪ ،‬وأن القول بدستورية القرآن الكريم هو قول ال يمكن تطبيقه في الوقت المعاصر لوجود‬
‫دساتير مكتوبة ومتفق عليها‪ ،‬ولذلك نجد عند هؤالء الباحثين اهتمام واضح في القضايا (المشكلة) في النظام‬
‫السياسي اإلسالمي وليس في القواعد العامة التي يمكن أن تخرج المسألة من (المشكلة) إلى (الحل) – إن‬
‫محاولة كهذه هي دفع للنظام اإلسالمي السياسي للتحول إلى صورة من األنظمة األخرى وتفريغه من‬
‫مضمونه الديني (الشرعي) الذي يميزه عن غيره‪ ،‬أو فصل هذه الجانب من اإلسالم ( فيما يسمى باإلسالم‬
‫السياسي )عن بقية الجوانب والتعامل معه معاملة أخرى تختلف عن بقية الجوانب كالجانب العقدي أو العبادي‬
‫أو األخالقي التي ال تجد مثل هذا الرفض بل نجد االهتمام والعناية بها وفي كال الحالتين يتحقق الهدف‬
‫المطلوب وهو القول بعدم وجود نظام سياسي إسالمي‪ .‬إن فهم هذا النظام ال يمكن أن يتم إال بفهم شمولي‬
‫لإلسالم ‪ ،‬فاألحكام السياسية اإلسالمية وإن كانت قائمة على القواعد العامة دون تفصيالتها إال أنها مرتبطة‬
‫بالجوانب األخرى ارتباطا ً مباشرة إذ أن ذات النصوص واألحكام والقواعد العامة التي تحكم جوانب العقيدة‬
‫والعبادة واألخالق‪ ،‬هي ذاتها التي تحكم المعامالت والسياسة ألن مرجعيتها واحدة وهي الكتاب والسنة‬
‫النبوية‪ ،‬وإذا كانت جوانب العقيدة والعبادة واألخالق قد شملتها األحكام التفصيلية أكثر من المعامالت‬
‫والسياسة فألن األولى أكثر استقرارا ً وثباتا ً من األخرى (وخاصة السياسة) التي من طبيعتها التغير والتبدل‬
‫داخل اإلطار األوسع وهو القواعد العامة‪.‬‬
‫وإذا تبين موقع السياسة في النظام اإلسالمي الشامل نجد أن من الصعوبة مقارنته بأنظمة أخرى يمكن‬
‫اجتزائها وفصلها عن سياق المجتمع‪ ،‬إذ ال يمنع النظام العلماني – مثال – أن تكون السياسة ملتزمة‬
‫بالديمقراطية في مجتمع ال ديني أو مجتمع ال تأثير للدين فيه‪ ،‬بل يمكن الفصل بين السياسة والحياة بمجملها‬
‫بحيث تحكم السياسة ضوابط ومبادئ ليست هي الضوابط والمبادئ ذاتها التي تضبط المجتمع‪ ،‬فعالقة السياسة‬
‫– مثال – باألخالق في المجتمعات غير اإلسالمية هي عالقة واهية إذ تغلب المصلحة على السياسة أكثر من‬
‫غلبة األخالق بينما يكون لألخالق شأن أوسع في معامالت الناس وعالقتهم ببعضهم البعض‪،‬أما في اإلسالم‬
‫فإن السياسة و أألخالق ترتبطان إرتباطا ً عضويا ‪ ،‬ومن هنا فإن هذه "التجرئة" غير ممكنة في النظام‬
‫السياسي اإلسالمي ألنه جزء من كل يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً مع بقية مكونات اإلسالم‪.‬‬
‫إن األنظمة السياسية هي جزء من فلسفة المجتمع التي يسير عليها‪ ،‬وحيث أن فلسفة المجتمع اإلسالمي قائمة‬
‫على اإلسالم فمن غير المتصور فصل الجانب السياسي في المجتمع اإلسالمي وجعله وفقا ً لفلسفة مجتمعات‬
‫أخرى‪ ،‬وليست هذه دعوة لرفض االستفادة من اآلليات والقوالب واألدوات و النماذج المتبعة في النظم‬
‫السياسة األخرى ولكن محاولة لفهم الجذور التي يقوم عليها المجتمع بحيث يستمد النظام السياسي فلسفته منها‬
‫حتى ال يقع تعارض بين السياسة والمجتمع أو بين السياسة و الدين ‪.‬‬
‫إن محاولة وضع النظام السياسي اإلسالمي في نسق معرفي قائمة على مرجعية وفلسفة مختلفة هو محاولة‬
‫لتفريغ هذا النظام من مضمونه‪ ،‬وفي هذه الحالة تصبح الحاجة إليه ضئيلة‪ ،‬إذ يمكن استبداله بغيره من‬
‫األنظمة‪ ،‬خاصة مع دعوى عدم التأصيل (كما فعل الشيخ على عبد الرازق) أو عدم المالئمة كما يفعل‬
‫(الليبراليون والعلمانيون)‪.‬‬
‫لذا فإن فهم النظام السياسي اإلسالمي اليمكن أن يتم إال من خالل نظرية المعرفة اإلسالمية القائمة على‬
‫النصوص الشرعية سواء كانت تفصيلية (كما هي في العقيدة والعبادة واألخالق) أو من خالل األدلة والقواعد‬
‫العامة كما هي في السياسة‪.‬‬
‫فقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية ‪ ،‬بأحكام عامة تحتاج إلى أحكام تفصيلية التفصيلية ومن ذلك قوله تعالى‬
‫" وأمرهم شورى بينهم"(‪.)10‬‬
‫وقوله تعالى‪َ " :‬وشَا ِّو ْر ُه ْم فِّي األ َ ْم ِّر"(‪.)11‬‬
‫فهي من األحكام العا مة التي لم تفصل طريقة الشورى وال كيفيتها وال أحكامها‪ ،‬وإنما أوجبت الشورى كحكم‬
‫عام وتركت بيان ذلك إلى األحكام التفصيلية األخرى‪ ،‬ومثال ذلك ـ أيضا ـ قوله تعالى ‪َ " :‬و ِّإذَا َح َك ْمتُم بَيْنَ‬
‫اس أَن تَحْ ُك ُموا ِّب ْال َع ْد ِّل" (‪. )12‬‬ ‫النَّ ِّ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫وقوله تعالى ‪َ " :‬يا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا أ َ ْوفُوا بِّ ْالعُقُودِّ"‬
‫علَى‬ ‫كما جاءت آيات أخرى لتعطي أحكاما ً عامة في غير الشأن السياسي كقوله تعالى ‪َ " :‬وت َ َع َاونُوا َ‬
‫ان"(‪. )14‬‬ ‫اإلثْ ِّم َو ْالعُد َْو ِّ‬
‫علَى ِّ‬ ‫ىوالَت َ َع َاونُوا َ‬‫ال ِّب ِّ ّر َوالت َّ ْق َو َ‬
‫فلم تشر اآلية إلى تفصيل هذا التعاون وإ نما أشارت إلى قاعدة عامة في ذلك أي أن يقوم على البر والتقوى‬
‫ويتجنب اإلثم والعدوان‪.‬‬
‫ومثل تلك اآليات تتكرر كثيرا في القرآن الكريم‪ ،‬لتعطي المسلمين حرية االجتهاد والبحث فيها وإنزالها إلى‬
‫الواقع وفقا ً للظروف والبيئات بما ال يخرجها عن نسقها العام‪.‬‬
‫ولعل من رحمة هللا بالمسلمين أن الجانب السياسي يدخل ضمن هذا النوع من األحكام ألنه أكثر األحكام حاجة‬
‫للتغيير والتطوير وفقا ً لحاجات الناس ومصالحهم وأمكنتهم وبيئاتهم‪.‬‬
‫ثم جاءت القواعد الكلية في الفقه اإلسالمي لتضع إطارا ً للعمل السياسي يستطيع السياسي والفقيه التحرك من‬
‫خالل ذلك اإلطار اجتهادا ً وبحثا ً وإعماالً للنصوص وتقديرا ً للمصلحة وفقا ً لتلك القواعد ‪ ،‬فهي كما يعرفها بن‬
‫نجيم بأنها "حكم كلي ينطبق على جميع جزيئاته أو أكثرها لتعرفأحكامها منه" وذكر عددا ً من القواعد التي‬
‫تسع العمل السياسي كقاعدة األمور بمقاصدها‪ ،‬وقاعدة األصل في األشياء اإلباحة‪ ،‬وقاعدة العادة محكمة ‪،‬‬
‫وقاعدة تصرف اإلمام على الرعية منوط بالمصلحة‪ ،‬وغيرها من القواعد التي تؤصل لألحكام التفصيلية في‬
‫النظام السياسي (‪.)15‬‬
‫يقول األستاذ مصطفى الزرقا ـ رحمه هللا ـ "القواعد الفقهية هي من قبيل المبادئ العامة في الفقه اإلسالمي‬
‫التي تتضمن أحكاما ً شرعية عامة تنطبق على الوقائع والحوادث التي تدخل تحت موضوعاتها"‪)16(.‬‬
‫إن البحث في النظام السياسي اإلسالمي يجب أن ال يقف عند النصوص وحدها بل البد له من استدالل الحكم‬
‫الشرعي ـ للفعل السياسي ـ من خالل القاعدة العامة وإنزالها منزلة التطبيق التفصيلي‪ ،‬بما يحقق المصلحة‪ ،‬إذ‬
‫المصلحة مقدرة في الشريعة اإلسالمية ما لم تعارض حكما ً صريحاً‪ ،‬وال شك أن ذلك البحث يتأتى إال من‬
‫خالل فتح باب االجتهاد أو توسيعه في الشأن السياسي إذ أن إغالق هذا الباب أو تضييقه حرم األمة اإلسالمية‬
‫من تطوير نظامها السياسي بما يوافق الشرع ويتالئم مع الواقع ويحقق المصلحة الشرعية ‪ ،‬وقد وقع‬
‫المسلمون بسبب ذلك في حرج جعلهم يبحثون عن حاجاتهم السياسية أما من خالل وقائع تاريخية أو من خالل‬
‫مقارنة ذلك بما عند اآلخرين فمازال المسلمون يتساءلون إلى اليوم أيهما أولى في طريقة اختيار اإلمام‬
‫(الحاكم) هل هي االستخالف كما فعل أبو بكر الصديق رضى هللا عنه باستخالفه لعمر بن الخطاب رضى هللا‬
‫عنه ؟ ‪ ،‬أم عن طريق االختيار كما فعل عمر رضى هللا عنه باختيار ستة من الصحابة يتم االختيار من بينهم‬
‫بل إن الخالف ليضيق حول كم عدد الذين يمكن أن يتم االختيار بينهم هل هم كما حددهم عمر رضي هللا عنه‬
‫أم أكثر من ذلك!!‪.‬‬
‫ونسي هؤالء أن هذه من الوقائع التاريخية إذ أن ِّكال األمرين كان صالحا ً في وقته فاستخالف أبي بكر لعمر‬
‫رضى هللا عنهما جاء بسبب الظروف التي مرت بها الدولة اإلسالمية عند تولي أبي بكر رضي هللا عنه‬
‫الخالفة ‪ ،‬وما تبع ذلك من ح روب الردة التي كادت تؤدي بالدولة و بالنظام السياسي فيها ‪ ،‬بينما جاء فعل‬
‫عمر رضى هللا عنه موافقا ً للمرحلة التاريخية التي كان المسلمون يعيشونها عبر استقرار الدولة واتساعها‬
‫وتعدد مصادر المشاركة فيها‪.‬‬
‫ولذا فإن الوقوف عند هذه الوقائع التاريخية أو غيرها وعدم االجتهاد جعل الفقه السياسي يجمد عند تلك‬
‫الوقائع التاريخية أو غيرها ‪ ،‬ولم يبدأ تحركه إال مع المواجهة التي شهدها بعد سقوط الخالفة العثمانية‪.‬‬
‫لذلك فليس من المناسب أن نعيد الوقائع التاريخية أو أن نجعلها قياسا ً ثابتا ً أو حتى حكما ً شرعيا ً ال يمكن‬
‫مخالفته‪ ،‬وفي هذا إجابة لكثير من التساؤالت مثل هل في اإلسالم انتخابات‪ ،‬وما شكلها‪ ،‬وما شروط الناخب‬
‫والمنتخب‪ ،‬ومدة المجلس وفترة رئاسة الحاكم‪ ،‬وغيرها من التساؤالت التي لن نجد لها إجابة تفصيلية في الفقه‬
‫السياسي اإلسالمي‪.‬‬
‫وهنا تبرز أهمية االجتهاد في الفقه السياسي اإلسالمي‪ ،‬ولعل االجتهاد في هذا الباب من األوليات المعاصرة‬
‫في حياة المسلمين‪ ،‬حتى يتم ملء الفراغ (الفقهي) الذي مروا به خالل العصور المتأخرة إذ أن الفقه السياسي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ليس قائما ً على األدلة القطعية ـ كما بينا ـ بل هو متردد بين النفي واإلثبات كما يقول اإلمام‬
‫الشاطبي رحمه هللا "مجال االجتهاد المعتبر هو ما تردد بين طرفين وضح في كل منهما قصد الشارع في‬
‫اإلثبات في أحدهما‪ ،‬والنفي في اآلخر‪ ،‬فلم تنصرف آليته ـ إلى طرف النفي وال إلى طرف اإلثبات"‪)17(.‬‬
‫ويقول اإلمام الغزالي رحمه هللا (المجت َ َهد فيه‪ :‬كل حكم شرعي ليس فيه دليل قطعي‪ ،‬وما اتفقت عليه األمة من‬
‫جليات الشرع‪ ،‬وفيها أدلة قطعية يأثم فيها المخالف‪ ،‬فليس ذلك محل اجتهاد"‪)18(.‬‬
‫بل إن عالما ً كشيخ اإلسالم ابن تيمية جعل االجتهاد جزء مما اشتمل علم الشرع فيقول‪:‬‬
‫"لفظ الشرع في هذه األزمنة ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أحدهما الشرع المنزل‪ ،‬وهو الكتاب والسنة‪ ،‬واتباعه واجب من خرج عنه وجب قتله‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويدخل فيه أصول الدين وفروعه‪ ،‬وسياسة األمراء ووالة المال‪ ،‬وحكم الحكام‪ ،‬ومشيخة‬
‫الشيوخ‪ ،‬وغير ذلك فليس ألحد من األولين‪ ،‬واآلخرين خروج عن طاعة هللا ورسوله‪.‬‬
‫والثاني الشرع المؤل وهو موارد النزاع واالجتهاد بين األمة‪ ،‬فمن أخذ فيما يسوغ فيه‬ ‫‪-‬‬
‫االجتهاد أقر عليه‪ ،‬ولم تجب على جميع الخلق موافقته‪ ،‬إال بحجة ال مرد لها من الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬الشرع المبدل‪ ،‬مثل ما يثبت من شهادات الزور‪ ،‬أو يحكم فيه بالجهل والظلم بغير‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫العدل‪ ،‬والحق حكما بغير ما أنزل هللا‪)19(.‬‬
‫ويشرح ابن القيم رحمه هللا الحكم المؤول بقوله‪" :‬وأما الحكم المؤول‪ ،‬فهو أقوال المجتهدين المختلفة التي ال‬
‫يجب إتباعها‪ ،‬وال يكفر وال يفسق من خالفها‪ ،‬فإن أصحابها لم يقولوا‪ :‬هذا حكم هللا ورسوله‪ ،‬بل قالوا‪ :‬اجتهدنا‬
‫برأينا‪ ،‬فمن شاء قبله‪ ،‬ومن شاء لم يقبله‪ ،‬ولم يلزموا به األمة"‪)20(.‬‬
‫ولهذا يقرر إمام الحرمين ـ رحمه هللا ـ أن اإلمامة أي السياسة هي موطن اجتهاد فيقول‪:‬‬
‫"ال ينبغي أن تُطلب مسائل اإلمامة من أدلة العقل‪ ،‬بل تعرض على القواطع السمعية‪ .‬وال مطمع في وجدان‬
‫نص من كتاب هللا تعالى في تفاصيل اإلمامة‪ .‬والخبر المتواتر معوز أيضاً‪ ،‬فآل مآل الطلب في تصحيح‬
‫المذهب إلى اإلجماع‪ ،‬فكل مقتضى ألفيناه معتضدا ً بإجماع السابقين‪ ،‬فهو مقطوع به‪ ،‬فكل ما لم يصادف فيه‬
‫سائر الوقائع‪ ،‬وليست‬
‫َ‬ ‫إجماعا ً اعتقدناه واقعة من أحكام الشرع‪ ،‬وعرضناه على مسالك الظنون عرضنا‬
‫اإلمامة من قواعد العقائد‪ ،‬بل هي والية تامة‪ ،‬وعبارة معظم القول في الوالة والواليات العامة والخاصة‬
‫مظنونة في محل التأ َ ِّ ّخي والتحري‪ ،‬ومن وفقه هللا تعالى وتقدس‪ ،‬للوقوف على هذه األسطر‪ ،‬واتخذها في‬
‫المعوصات مآبه ومثابة‪ ،‬لم يعتض عليه معضل‪ ،‬ولم يخف عليه مشكل‪،‬وسرد المقصود على موجب الصواب‬
‫بأجمعه‪ ،‬وضع كل معلوم ومظنون في موضعه وموقعه"‪)21(.‬‬
‫وم ن هنا يتبين أن قول القائلين بأن النظام السياسي اإلسالمي ال حقيقة له لعدم وجود نصوص محددة تصف‬
‫مكوناته قول مردود‪ ،‬مثله مثل الذين يضعون صورة واحدة لهذا النظام كأن يشترطوا إلسالمية النظام‬
‫السياسي أن يكون نظام خالفة!!‪.‬‬
‫إن النظام السياسي اإلسالمي قائم على اإلجتهاد من خالل األحكام والقواعد العامة‪.‬‬

‫ثانياا‪ :‬طبيعة النظام السياسي اإلسالمي‪:‬‬


‫من القضايا التي تداخل التاريخ فيها بالدين طبيعة النظام السياسي اإلسالمي‪ ،‬أو بتعبير أدق شكل الدولة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬هل هو نظام خالفة أم إمارة‪ ،‬أم سلطة‪ ،‬أو ُملك‪ ،‬أم غير ذلك من المصطلحات التي استخدمت عبر‬
‫التاريخ اإلسالمي ؟‪.‬‬
‫واليوم يعاد السؤال ولكن بطريقة أكثر دقة‪ ،‬أي ما هي صورة النظام السياسي اإلسالمي هل هو ديمقراطي‪ ،‬أم‬
‫ديكتاتوري‪ ،‬فردي أم جماعي (شعبي) ؟‪ ،‬إلى غير ذلك من التساؤالت التي تعاد صياغتها بما يتناسب من‬
‫الواقع الذي تعيشه تلك المرحلة‪ ،‬وهنا يعود األشكال ـ مرة أخرى ـ وهو أن أدوات القياس والتقويم ألي شيء‬
‫وليدة فلسفة وفكر‪،‬وهذه المقاييس التي يراد بها قياس النظام السياسي اإلسالمي تصلح لقياس األشكال ال‬
‫المحتوى‪ ،‬إذ ال يقال هل في النظام السياسي اإلسالمي مشاركة سياسية أم ال؟ وهل في النظام اإلسالمي‬
‫مؤسسات دستورية أم ال‪ ،‬وهل في النظام السياسي اإلسالمي فصل للسلطات أم؟‪ .‬وما هي قواعد النظام‬
‫السياسي اإلسالمي‪ ،‬إن اإلجابة على هذه األسئلة ستحدد طبيعة النظام السياسي ثم يحكم عليه بعد ذلك إن كان‬
‫يتوافق مع الديمقراطية أم الدكتاتورية‪ ،‬وإن كان فرديا ً أم جماعيا ً (شعبياً)‪ ،‬وهذا إذا تجاوزنا القول بأن النظام‬
‫السياسي اإلسالمي له صفة خاصة به يمكن أن تقاربه بغيرها لكن ال يمكن مطابقتها مع هذا الغير!!‪.‬‬
‫إن محاولة صب األنظمة السياسية في قوال موحدة هو مخالف لطبيعة األشياء والحياة‪ ،‬القائمة على التنوع‬
‫والتمايز والتغير بل المدافعة والتطوير التي وصفها (تويني) في نطريته حول (التحدي واالستجابة) والتي‬
‫نتعامل معها إسالميا ً من خالل نظرية المدافعة انطالقا ً من قوله تعالى (ولوال دفع هللا الناس)‪.‬‬
‫ولذا فإن عملية المقارنة ليست ضرورة بحد ذاتها لتحديد طبيعة النظام اإلسالمي بل ـ أعتقد ـ أن من المهم‬
‫إبراز طبيعة النظام اإلسالمي وتميزه عن اآلخرين باعتباره نموذجا ً قابالً للتطبيق مثله مثل األنظمة األخرى‬
‫التي تستمد أصولها من اإلسالم مثل النظام االقتصادي والنظام االجتماعي والنظام المالي‪ ،‬وليس بالضرورة‬
‫أن يكون هذا النظام ديمقراطيا ً أم دكتاتوريا ً فرديا ً أم جماعياً‪ ،‬جمهوريا ً أم ملكياً!!‪ ،‬بل المهم أن تتحقق فيه‬
‫المقاصد العامة لإلسالم باعتباره نظاما ً سياسيا ً إسالمياً‪.‬‬
‫لقد ارتبطت صورة النظام السياسي اإلسالمي في أذهان المسلمين عبر نظام الخالفة‪ ،‬وترسخ في مفهومهم أن‬
‫أي مسمى لهذا النظام غير الخالفة هو نظام مخالف لإلسالم‪،‬وترتب على ذلك أحكاما ً عدة كالقول بتكفير‬
‫بعض األنظمة في بالد المسلمين ألنها ليست نظام خالفة!‪ ،‬أوالسعي إلقامة هذه الخالفة من خالل التجمعات‬
‫والحركات والجماعات واألحزاب التي نشأت في البالد اإلسالمية‪.‬‬
‫والواقع أن صورة النظام السياسي اإلسالمي ال يمكن حصرها في مسمى الخالفة فقط على الرغم من شيوع‬
‫هذا المسمى وارتباطه بالممارسات والوقائع التاريخية التي عاشها المسلمون عبر التاريخ كما ارتبطت به‬
‫عواطفهم ومشاعرهم ألنه نظام تميز عن بقية األنظمة الكسروية والبيزنطية التي كانت قائمة آنذاك‪ ،‬كما أنه‬
‫يعبر عن مرحلة تاريخ ية اتسمت بالتفوق والعزة والمجد‪ ،‬على الرغم مما حوته في بعض صفحات التاريخ‬
‫فيها من نكسات أو حتى مخالفات لألسس التي جب أن يقوم عليها النظام السياسي اإلسالمي‪ ،‬كتحولها من‬
‫خالفة راشدة إلى ملك عضوض‪ ،‬أو سيادة الجور والطغيان عند بعض خلفائها أو حكامها‪ ،‬إال أن ذلك ال ينفي‬
‫عنها ارتباطها في أذهان المسلمين بالخالفة اإلسالمية‪.‬‬
‫لكن هذه الصورة للنظام السياسي اإلسالمي ال يمكن الجزم بأنها الصورة الوحيدة المعبرة عن نظام اإلسالم‬
‫في الساسة و الحكم ‪ ،‬ألنها ارتبطت بالتاريخ أكثر من ارتباطها بالنصوص القطعية‪ ،‬يقول األستاذ السنهوري ـ‬
‫رحمه هللا ـ "إن حكومة الخالفة تتميز عن الحكومات األخرى بالخصائص الثالث اآلتية‪:‬‬
‫‪ – 1‬إن اختصاصات الحكومة (الخليفة) عامة أي أن تقوم على التكامل بين الشؤون الدنيوية والدينية‪.‬‬
‫‪ – 2‬إن حكومة الخالفة ملزمة بتنفيذ أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إن الخالفة تقوم على وحدة العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫ومتى اجتمعت هذه الخصائص في الحكومة اإلسالمية أصبحت حكومة شرعية مهما يكن شكلها واستحقت أن‬
‫توصف بأنها حكومة (الخالفة)‪)22(.‬‬
‫وإذا كان األستاذ السنهوري يقرر ذلك في مرحلة متأخرة من تاريخ المسلمين ـ عند سقوط الخالفة العثمانية ـ‬
‫فإن الواقع اليوم يشير إلى أن أهمية أن يطرح النظام السياسي اإلسالمي نظاما ً قابالً للتطبيق سواء حمل‬
‫مسمى الخالفة أم غيرها‪ ،‬بل أنه ـ السنهوري ـ سعى من خالل رسالته المتميزة (فقه الخالفة وتطورها لتصبح‬
‫عصبة أم شرقية) إلى تطوير فكرة الخالفة اإلسالمية بروح جديدة تحافظ على األصول وتوافق العصر‪،‬وهو‬
‫عين ما ذهب إليه األستاذ مالك بن نبي ـ رحمه هللا ـ في كتابه (نحو كومنولث إسالمي)‪)23(.‬‬
‫ويقول األستاذ محمد أسد ـ رحمه هللا ـ "إن الشريعة اإلسالمية ال تضع نموذجا ً محددا ً يجب على الدولة‬
‫اإلسالمية أن تتشكل على أمثاله‪ ،‬وال هي تضع لنا خطة مفصلة لنظرية دستورية هذا على الرغم من أن‬
‫النظام السياسي الذي ينبثق عن القرآن والسنة‪ ،‬ليس وهما ً وال خياالً‪ ،‬بل إنه واضح المعالم‪ ،‬وهو يرسم لنا‬
‫صورا ً جلية لمنهاج سياسي صالح للنفاذ والتطبيق في كل األزمنة والظروف"‪)24(.‬‬
‫ويقول الدكتور محمد ضياء الدين الريس‪" :‬إذا كان دور الخالفة قد انتهى‪ ،‬فإن من واجب المسلمين أن يعملوا‬
‫لبدء الدور الجديد لها‪ ،‬وليس المهم االحتفاظ بلفظ خليفة أو خالفة‪ ،‬فاإلسالم ال تهمه األسماء وال األلقاب‪ ،‬وإنما‬
‫تهمه الحقيقة والجوهر‪ ،‬وإذا بحثنا عن حقيقة الخالفة فإنها‪ ،‬قيادة عامة لألمة تمثل وحدتها وتحفظ كيانها‬
‫وتحق ق مصالحها‪ ،‬ومن الممكن بل من الواجب أن يطور النظام السياسي لإلسالم في العصر الحديث‪ ،‬وهذا‬
‫التطور تجيزه مبادئ اإلسالم أيضاً"‪)25(.‬‬
‫ويقول الدكتور محمد سليم العوا‪" :‬ال يعترض بمسألة نظام الخالفة‪ ،‬ألن هذا اللفظ الذي أصبح منذ تدوير‬
‫العلوم اإلسالمية‪ ،‬ال يعني في مدلوله السياسي أو الدستوري أكثر من تنظيم رئاسة الدولة اإلسالمية تنظيما ً‬
‫يشمل اختيار رئيسها وتحديد حقوقه وواجباتها‪ ،‬على نحو يشير إلى محاولة الصحابة الذين ابتكروا لفظ‬
‫الخالفة‪ ،‬السعي إلى محاولة إتباع المثل األعلى الذي كان قائما ً في بداية نشوء الدولة اإلسالمية التي تولى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رئاستها‪ ،‬ولذلك لم تستقر التسمية نفسها‪ ،‬فلقب أبو بكر بالخالفة (خليفة رسول‬
‫هللا) ثم لقب عمر بإمرة المؤمنين (أمير المؤمنين) ثم استعمل الفقهاء لفظ اإلمام في بحوثهم المتعلقة بالتولية‬
‫والعزل والخروج على الحاكم (البغي) وما إليها"‪)26(.‬‬
‫ومن هنا يتبين أن حصرالنظام السياسي اإلسالمي في صورة أو (شكل) واحد وهو الخالفة‪ ،‬إنما هو جمود‬
‫عند األشكال دون المحتوى وتضييق لهذا النظام الذي يتسع ليشمل أشكاالً وصورا ً متعددة تتوافق مع العصر‬
‫والبيئة لكنها تلتزم بالمضمون والمنهاج‪ ،‬بل الواقع يشير إلى أن الفقهاء قد استخدموا في دراساتهم حول النظام‬
‫السياسي اإلسالمي ألفاظا ً عدة كالخالفة (الخليفة) واإلمامة (اإلمام) واإلمارة (أمير المؤمنين) ‪ ..‬بل والسلطنة‬
‫وال ُملك‪ ،‬وغيرها من األلفاظ‪.‬‬
‫إن أهمية األمر تبدو عند االنشغال (بشكل) النظام دون طبيعته وهذا ما حدث عبر التاريخ اإلسالمي‪ ،‬إذ تم‬
‫االحتفاظ بـ(شكل) الخالفة‪ ،‬وأفرغت من كثير من مضامينها وغاياتها وأصولها وقواعدها الشرعية‪.‬‬
‫" فمن خالل النظر في مصطلح "الخالفة" ـ نرى ـ كيف يخلط العقل اإلسالمي المعاصر بين "المحتوى‬
‫الموضوعي" للخالفة الذي يعني في اإلسالم وجوب أن تنشا حكومة تمارس الحكم بمنهاج اإلسالم‪ ،‬وبين‬
‫"نسق شكلي" بعينه يمكن أن تتمثل فيه تلك الحكومة‪.‬‬
‫إذ الخالفة "كمحتوى موضوعي" وبغض النظر عن إلزامية االسم‪ ،‬هي فريضة الزمة بنصوص اإلسالم‪ .‬أما‬
‫الخالفة "كنسق شكلي" ف اإلسالم‪ .‬كما أن الذي أفرزه التاريخ في الحقيقة لم يكن "نسقا ً شكلياً" واحدا ً‬
‫ومضطرداًن بل "أنساقاً" متعددة ومختلفة في ‪)27( .‬‬
‫ف) في مواضع كثيرة في‬ ‫والناظر في النصوص الشرعية يجدها تؤكد ذلك ‪ ،‬فقد وردت مشتقات كلمة ( َخلَ َ‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬إال أن لفظ ( خالفة ) لم يرد في أي منها ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪:‬‬
‫ف الَّذينَ م ْن قَبْله ْم‬ ‫ست َ ْخلفَنَّه ْم في ْاأل َ ْرض َك َما ا ْ‬
‫ست َ ْخلَ َ‬ ‫صال َحات لَيَ ْ‬
‫ّللا الَّذينَ آ َمنوا م ْنك ْم َوعَملوا ال َّ‬ ‫ع َد َّ‬ ‫"و َ‬‫َ‬
‫ارتَضَى لَه ْم َولَيبَدلَنَّه ْم م ْن بَ ْعد َخ ْوفه ْم أ َ ْمناا يَ ْعبدونَني َال يشْركونَ بي َ‬
‫ش ْيئ اا َو َم ْن َكفَ َر‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫ذ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫م‬‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫نَّ‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫َولَ َ‬
‫م‬ ‫ي‬
‫َب ْع َد ذَلكَ فَأولَئكَ هم ا ْلفَاسقونَ "‪)28(.‬‬
‫قال ابن كثير في تفسير اآلية ‪" :‬هذا وعد من هللا تعالى لرسوله صلوات هللا و سالمه عليه بأنه سيجعل أمته‬
‫خلفاء األرض أي أئمة الناس و الوالة عليهم و بهم تصلح البالد و تخضع لهم العباد و ليبدلنهم من بعد خوفهم‬
‫أمنا ً و حكما ً فيهم و قد فعله تبارك و تعالى و له الحمد و المنة ‪ :‬فإنه صلى هللا عليه و سلم لم يمت حتى فتح هللا‬
‫عليه مكة و خيبر و البحرين و سائر جزيرة العرب و أرض اليمن بكمالها و أخذ الجزية من مجوس هجر و‬
‫من بعض أطراف الشام و هاداه هرقل ملك الروم و صاحب مصر و إإلسكندرية و هو المقوقس و ملوك‬
‫عمان و النجاشي ملك الحبشة الذي تملّك بعد أصحمة رحمه هللا و أكرمه ثم لما مات رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫صدّيق فل ّم شعث ما وهى بعد موته‬ ‫و سلم و اختار هللا له ما عنده من الكرامة ‪ ،‬قام باألمر بعده خليفته أبوبكر ال ّ‬
‫صلى هللا عليه و سلم و أخذ جزيرة العرب و م ّهدها ‪ ،‬و توفّاه هللا عز و جل و اختار له ما عنده من الكرامة ‪،‬‬
‫من على أهل اإلسالم بأن ألهم الصدّيق أن يستخلف عمر الفاروق فقام باألمر بعده قياما ً تاما ً لم يُدر الفُلك‬ ‫و ّ‬
‫بعد األنبياء مثله في قوة سيرته و كمال عدله" ‪)29(.‬‬
‫و قال الطبري في تفسيرها ‪" :‬نزلت هذه اآلية ‪ ،‬و أظهر هللا نبيّه على جزيرة العرب فوضعوا السالح و أمنوا‬
‫نبوة رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ؛ ألن هللا عز و جل أنجز‬ ‫‪ .‬قال النحاس ‪ :‬فكان في هذه اآلية داللة على ّ‬
‫ذلك الوعد ‪ .‬قال الض ّحاك في كتاب النقاش ‪ :‬هذه تتضمن خالفة أبي بكر و عمر و عثمان و علي ؛ ألنهم أهل‬
‫اإليمان و عملوا الصالحات ‪ .‬و قد قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪( :‬الخالفة ثالثون) ‪ .‬و إلى هذا القول‬
‫ذهب ابن العربي في أحكامه ‪ ،‬و اختاره ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علماؤنا هذه اآلية دليل على خالفة الخلفاء األربعة رضي‬
‫هللا عنهم ‪ ،‬و أن هللا استخلفهم و رضي أمانتهم ‪ ،‬و كانوا على الدين الذي ارتضى لهم ‪ ،‬ألنهم لم يتقدمهم أحد‬
‫فاستقر األمر لهم ‪ ،‬و قاموا بسياسة المسلمين و ذبّوا عن حوزة الدين فنفذ الوعد‬ ‫ّ‬ ‫في الفضيلة إلى يومنا هذا ‪،‬‬
‫فيهم ‪ ،‬و إذا لم يكن هذا ال وعد لهم نجز و فيهم نفذ ‪ ،‬و عليهم ورد ‪ ،‬ففيمن يكون إذن ‪ ،‬و ليس بعهم مثلهم إلى‬
‫يومنا هذا ‪ ،‬و ال يكون فيما بعده رضي هللا عنهم ‪.‬‬
‫و حكى هذا القول القشيري عن ابن عباس و احتجوا بما رواه سفينة مولى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال‬
‫‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يقول ‪( :‬الخالفة بعدي ثالثون سنة ثم تكون ملكاا) ‪)30(.‬‬
‫و الواضح من األدلة أن مفردات الخالفة أو االستخالف التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية ال تشير‬
‫إلى المعنى السياسي للكلمة ‪ ،‬و إنما تعطي معاني عامة يمكن االستدالل منها على ذلك المعنى ‪ ،‬و هذا ما فعله‬
‫المفسرون ‪ ،‬و يستفاد من ذلك أن النصوص ال تسعفنا لتحديد اسم النظام السياسي في اإلسالم لكنها تضع لنا‬
‫األطر و القواعد العامة التي يمكن من خاللها تحديد طبيعة هذا النظام ‪.‬‬
‫و ربما كانت األدلة من السنة أكثر تحديدا ً في استخدام كلمة "الخالفة" إذ وردت هذه الكلمة في بعض‬
‫األحاديث النبوية الشريفة ‪.‬‬
‫فقد روى اإلمام أحمد في مسنده قال ‪" :‬حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود بن إبراهيم الواسطي‬
‫حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كنا قعودا ا في المسجد مع رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫وكان بشير رجالا يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و سلم في األمراء فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و سلم ‪ :‬تكون النبوة فيكم ما شاء هللا أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خالفة على‬
‫منهاج النبوة فتكون ما شاء هللا أن تكون ثم يرفعها إذا شاء هللا أن يرفعها ثم تكون ملكا ا عاضا ا فيكون ما‬
‫شاء هللا أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا ا جبرية فتكون ما شاء هللا أن تكون ثم يرفعها‬
‫إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خالفة على منهاج النبوة ثم سكت" و روى اإلمام أحمد في مسنده قال ‪" :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬الخالفة في أمتي ثالثون سنة ثم ملكا ً بعد ذلك" ‪)31( .‬و روى أبو داود في‬
‫سننه أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪" :‬الخالفة في أمتي ثالثون سنة ثم ملكا ً بعد ذلك" (‪)32‬‬
‫قال أبوداود في شرحه للحديث " قال المناوي ‪ :‬أي بعد انقضاء زمان خالفة النبوة يكون ملكا ألن اسم الخالفة‬
‫إنما هو لمن صدق عليه هذا االسم بعمله للسنة والمخالفون ملوك ال خلفاء ‪ ,‬وإنما تسموا بالخلفاء لخلفهم‬
‫الماضي "‪)33(.‬والواقع أن هذين الحديثين هما أوضح ما ورد في السنة من اإلشارة إلى كلمة الخالفة و قد‬
‫تكررا في سنن أبي داود و مسند اإلمام أحمد بن حنبل ‪ ،‬لكن كال الحديثين لم يشيرا الى أن هذه الكلمة هي‬
‫المعبر الوحيد عن النظام السياسي اإلسالمي ‪ ،‬فقد أشار كال الحديثين إلى أن مرحلة ما بعد الخالفة يكون‬
‫األمر(ملكا عاضا ) أو( ملكا جبريا) وفي كال الحالتين لم ينف عنهما صفة ( اإلسالمية ) وإن لم يقر أيا ً منهما‬
‫‪ ،‬ال باعتبارهما (مصطلحهما) أو إسمهما ولكن باعتبار محتواهما ‪ ،‬وحتى عندما تحول النظام السياسي‬
‫اإلسالمي ـ عبر مراحله التاريخية ـ من خالفة راشدة إلى ملك (عضوض) أو(جبري) بقي يحمل أسم النظام‬
‫السياسي اإلسالمي‪ .‬ولعل في كال الحديثين داللة أخرى على أن المقصود بكلمة ( الخالفة ) هو المحتوى و‬
‫المنهاج وليس المصطلح ‪ ،‬إذ ُحددت مدة الخالفة بثالثين سنة ‪ ،‬ولم يقل أحد من الفقهاء أن المرحلة التاريخية‬
‫بعد تلك ( الثالثين سنه) ‪ ،‬والتي غاب فيه منهاج الخالفة وطبيعتها ‪ ،‬وإن لم يغب اسمها ـ لم يقل أحد ـ أنها لم‬
‫تكن إسالمية ‪ ،‬بل إن الحديث الذي رواه أحمد ‪ ،‬والذي بشر فيه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعودة الخالفة‬
‫‪ ،‬أشار إلى أنها ستكون ( على منهاج النبوة ) ‪.‬‬
‫إن ذلك ال يعني رفض فكرة النظام اإلسالمي ‪ ،‬من خالل رفض فكرة الخالفة ـ كما فعل البعض ـ ولكن تأكيدا‬
‫على وجود هذا النظام ومرونته وقدرته على تلبية حاجة المسلمين في نظام سياسي قائم على قواعد اإلسالم‬
‫دون اشتراط أن يحمل أسم الخالفة ‪ ،‬إذ الوقوف عند االسم قد دفع بالرافضين لفكرة النظام السياسي اإلسالمي‬
‫‪ ،‬إلى رفض الفكرة انطالقا من رفضهم لصورتها التاريخية المتمثلة بـ (الخالفة ) ‪ ،‬خاصة حين يعمد هؤالء‬
‫إلى انتقاء مراحل تاريخية معينة ‪ ،‬غابت فيها روح النظام السياسي اإلسالمي (الخالفة ) وأهدافه وغاياته‬
‫ليظهروها على أنها النموذج التطبيقي للخالفة !!‬
‫ثالثا ا ‪ :‬دولة دينية أم مدنية ؟‪:‬‬
‫هذه المسألة من المسائل التي اختلط فيها الفقه بالتاريخ‪ ،‬بل طغى الجانب التاريخي كثير على الجانب الفقهي‪،‬‬
‫وعلى الرغم من المحاوالت التي بذلها الفقهاء والباحثون المسلمون في العصور األخيرة لبيان األمر إال أنه‬
‫مازال شائكا ً ومختلطاً‪ ،‬ولعل مرجع ذلك عائد إلى أمرين‪- :‬‬
‫األ ول ‪ :‬قياس النظام السياسي في اإلسالم بما كانت عليه أوروبا خالل القرون الوسطى وما تلى ذلك من‬
‫سيطرة الدولة الدينية أو الدولة "الثيوقراطية" أو دولة الحكم اإللهي التي استمرت إلى عهود قريبة‪ ،‬وسيطر‬
‫فيها رجال الدين المسيحي سيطرة تامة على شؤون الدولة‪ ،‬وساسوها بما يخالف القواعد العامة ألي نظام حكم‬
‫من إقامة العدل والمساواة والحرية وغيرها من المبادئ السياسية‪ ،‬فأعطوا صورة سيئة عن هذا النظام في‬
‫الدول الغربية‪ ،‬ولذا قامت الثورات على الكنيسة ال بسبب دورها الديني بل بسبب دورها التاريخي حتى‬
‫تراجعت المسيحية داخل أسوار الكنائس ولم يعد لها شأن في الحياة عدا أن يكون لها شأن في السياسة‪.‬‬
‫أما في النظام السياسي اإلسالمي فال توجد سيطرة لرجال الدين ألن هذه الفئة (رجال الدين) غير موجودة في‬
‫اإلسالم حتى تتحكم بشؤون الدين أو الدولة‪ ،‬هناك من يتفقه في الدين من الفقهاء والعلماء والمختصين‪ ،‬ولكن‬
‫هؤالء ال يسيطرون على الدولة أو على شؤون الحياة‪ ،‬فدورهم مثل دور أي فئة أخرى من المختصين‬
‫كالمعلمين واألطباء والمهندسين وغيرهم‪ ،‬وال توجد وصاية –في اإلسالم‪ -‬على أي شأن من شؤون الحياة ‪،‬‬
‫بل المرجع في ذلك إلى نصوص الشريعة‪ ،‬وما جاءت به من أحكام‪ ،‬ولذا فإن النظام السياسي اإلسالمي ال‬
‫يستمد مشروعيته من أشخاص محدودين‪ ،‬وإنما يستمد ذلك من قواعد عامة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬وكما يستمدها‬
‫من اجتهادات الفقهاء والعلماء على مر التاريخ‪ ،‬ولذا فإن قياس النظام السياسي في اإلسالمي على الدولة‬
‫(الثيوقراطية) قياس باطل‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن العقل البحثي عند بعض الباحثين المسلمين تأثر بالمنهج البحث الغربي الذي نشأ وفق الرؤية‬
‫السابقة‪ ،‬فلم يتصور دول العالم إال نموذجين‪ ،‬نموذج الدولة الدينية (الثيوقراطية) التي يكون الحاكم فيها‬
‫(مفوضاً) من هللا بإدارة شؤون الدولة!! ونموذج الدولة المدنية (بصورتها الغربية العلمانية) التي ال شأن للدين‬
‫في سياستها بل في نظم الحياة كافة‪ ،‬وبتطبيق هذين المنهجين جنح هؤالء الباحثون إلى القول بأن الدولة‬
‫اإلسالمية دولة دينية!! وبنوا أحكامهم ورؤيتهم حول هذه الدولة من خالل تلك الرؤية‪.‬‬
‫ولقد كان للتاريخ أثر واضح في هذه المسألة‪ ،‬إذ أن الرافضين لفكرة الدولة اإلسالمية أو النظام السياسي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬استندوا في دعواتهم إلى التاريخ اإلسالمي الذي لم يخلو من بعض الممارسات والنصوص التي‬
‫تشير إلى أن الدولة اإلسالمية دولة دينية!! ومن ذلك استشهادهم بما رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في‬
‫شعب اإليمان عن أبي بكر أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬السلطان ظل هللا في األرض من أكرمه‪،‬‬
‫(‪)34‬‬
‫أكرمه هللا‪ ،‬ومن أهانه أهانه هللا"‬
‫وما رواه البيهقي – كذلك‪ -‬في شعب اإليمان‪" :‬السلطان ظل هللا في األرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده‪،‬‬
‫فإن عدل كان له األجر‪ ،‬وكان على الرعية الشكر‪ ،‬وإن جار أو خاف أو ظلم‪ ،‬كان عليه الوزر وعلى الرعية‬
‫الصبر‪ ،‬وإذا جارت الوالة قحطت السماء‪ ،‬وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي‪ ،‬وإذا ظهر الفقر والمسكنة‪ ،‬وإذا‬
‫أضفرت الذمة‪ ،‬أُديل الكفار" ‪.‬‬
‫قال في مجمع الزوائد فيه‪ :‬سعيد بن سنان أبو مهدي‪ ،‬وهو متروك (‪ ،)35‬أي ال يؤخذ بروايته وقد ورد لفظ‬
‫(السلطان ظل هللا أو الرحمة في األرض) في بعض الروايات‪ ،‬إال أنه يالحظ عليها أن أيا ً منها لم يرد في كتب‬
‫الصحاح المعتمدة‪ ،‬وأمر كهذا األمر العظيم‪ ،‬ال نعتقد أن كتب الصحاح ستغفل عنه‪ ،‬لذا فإن الروايات الواردة‬
‫في ذلك ال ترقى إلى الصحة مما يشكك في يضعف االستدالل بها‪.‬‬
‫وحتى لو صحت فإنها ال تدل على مفهوم الدولة الدينية‪ ،‬فالقول أن السلطان ظل هللا في األرض ال يعني أن‬
‫السلطان أو الحاكم يحكم نيابة عن هللا سبحانه وتعالى (كما هي في النظام الثيوقراطي)‪ ،‬بل إن الحديث يشير‬
‫إلى غير ذلك إذ يحدد دور الحاكم (السلطان) بالعدل (فإن عدل كان له األجر)‪ ،‬بل حمله وزر الظلم (فإن خان‬
‫أو ظلم‪ ،‬كان عليه الوزر)‪ .‬وهذا مناف لنظرية الحكم اإللهي إذ لو كان الحاكم (السلطان) نائبا ً أو مفوضا ً من‬
‫هللا لما أمكن محاسبته على الظلم أو الجور أو الخيانة‪ ،‬فإنه –وفقا ً لهذه النظرية‪ -‬معصوم عن الخطأ وال تجب‬
‫مسائلته!!‬
‫وهنا يمكننا القول إن الباحثين عن النصوص الشرعية من مصادرها األصلية (الكتاب والسنة) لن يجدوا ما‬
‫يسعفهم للقول بأن الدولة اإلسالمية دولة دينية ولذا عمدوا إلى التاريخ يبحثون عن ما يحقق مبتغاهم‪ ،‬فتجاوزوا‬
‫أوائل الصحابة والتابعين التي تشير إلى أن الدولة اإلسالمية هي دولة مدنية إسالمية‪ .‬فقد تجاوزوا حادثة‬
‫اختيار الخليفة األول أبو بكر الصديق عندما ناداه الصحابة ساعة مبايعته بقولهم (يا خليفة هللا) فقال (بل أنا‬
‫خليفة رسول هللا) فقطع بذلك فكرة النظام السياسي الديني في اإلسالم‪ ،‬فهو خليفة عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وقد كان النبي صلى هللا عليه وسلم يقوم –في حياته‪ -‬بدورين‪ :‬دور الرسالة ودور القيادة ‪،‬وبعد‬
‫وفاته عليه الصالة والسالم انقطع دور الرسالة‪ ،‬بكل ما تضمنته من الوحي والتصويب من هللا للرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬وعصمته عليه الصالة والسالم‪ ،‬وبقي دور القيادة (الحكم) التي ليس لها من تلك (الضمانات)‬
‫شيء فهي قابلة للصواب‪ ،‬والخطأ والمحاسبة واإلحسان‪ ،‬والشورى والمشاركة‪ ،‬وغيرها من ضوابط القيادة‬
‫السياسية التي تشترك فيها مع أي قيادة بشرية‪.‬‬
‫إن مثل هذه الروايات ـ التي تثبت مدنية الدولة ـ كثيرة في تاريخ المسلمين‪ ،‬إال أنه الرافضين لفكرة النظام‬
‫السياسي اإلسالمي بحثوا في النصوص التاريخية التي تخدم مطلبهم مثل أقوال بعض المسلمين في مرحلة‬
‫تاريخية معينة‪ ،‬كقال بعض فقهاء الشام في عهد األمويين" إن اإلمام تجب طاعته في كل شيء‪ ،‬وأن هللا إذا‬
‫استخلف إماما ً تقبل منه الحسنات‪ ،‬وتجاوز له عن السيئات"‪ .‬وقولهم "إن طاعة الخلفاء جائزة في معصية‬
‫هللا"‪)36(.‬‬
‫على الرغم من أن ذلك مخالف لنص شرعي بقوله عليه الصالة والسالم "ال طاعة لمخلوق في معصية‬
‫الخالق"‪)37(.‬‬
‫بل تجاوز األمر إلى حد تعظيم الخلفاء والملوك وإنزالهم منزلة القدسية‪ ،‬قال اإلمام مالك (دخلت على‬
‫المنصور العباسي والهاشميون يقبلون يده ورجله‪ ،‬فعصمني هللا من ذلك"‪)38( .‬‬
‫وقول المنصور ذاته بمكة حين دخلها "أيه الناس إنما أنا سلطان هللا في أرضه‪ ،‬أسوسكم بتوفيقه وتسديده‬
‫وتأييده ‪ ،‬وحارسه على ماله‪ ،‬أعمل فيه بمشيئته وإرادته‪ ،‬وأعطيه بإذنه فقد جعلني هللا عليه قفالً إن شاء أن‬
‫يفتحني فتحني إلعطائكم وقسم أرزاقكم وإن شاء أن يقفلني عليها أقفلني"‪)39(.‬‬
‫وهذه الرواية التي رواها ابن عبد ربه في العقد الفريد ـ إن صحت ـ ال يمكن بناء حكم شرعي عليها‪ ،‬فليست‬
‫هي من اجتهاد الفقهاء‪ ،‬أو أحكامهم عدا أن تكون من النصوص الشرعية بل هي مخالفة لقواعد الشريعة‬
‫اإلسالمية ولذلك ال يعتد بها‪ ،‬لكن القائلين بـ "دينية" الدولة اإلسالمية يعتمدون على مثل هذه األقوال وغيرها‬
‫من األقوال والتصرفات لبعض الوالة والخلفاء والسالطين والحكام المسلمين ليؤكدوا مقولتهم أن الدولة‬
‫اإلسالمية دولة دينية‪ ،‬وأن لدعوة لها في هذا العصر إنما هي دعوة للعودة إلى سيطرة رجال الدين وتحكمهم‬
‫في شئون األمة‪.‬‬
‫والدارس للتاريخ اإلسالمي يجد أن "رجال" علماء الدين المسلمين‪ ،‬كانوا هم الذين يقفون أمام استبداد الحكام‬
‫وتسلطهم وإعطاء أنفسهم مكانة غير التي وضعهم اإلسالم فيها‪ ،‬والتاريخ ملئ باألحداث والروايات التي تشير‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫ومن هنا يمكننا التقرير أن النظام السياسي اإلسالمي لم يشهد فكرة الدولة الدينية في أي مرحلة من مراحله بل‬
‫جاءت األدلة لتؤكد على أن الطاعة المطلقة هي لما أمر هللا سبحانه وتعالى به ثم لما جاء به محمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬أما ط اعة للنظام السياسي (الحاكم ) أو (ولي األمر ) فهي موقوفة على طاعة هللا ورسوله ‪ ،‬أي‬
‫أنها ليست مطلقة ‪ ،‬ولو كانت سلطة النظام " دينية " مطلقة لما جاز تقييدها وألصبحت كطاعة هللا ورسوله و‬
‫هذا ما لم يقل به أحد من السلف أو الخلف إإل من شذ ‪ ،‬ممن ال يعتدّ برأيه ‪.‬‬
‫سو َل َوأ ُ ْو ِّلي األ َ ْم ِّر ِّمن ُك ْم فَإِّن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِّي ش ْ‬
‫َيءٍ فَ ُردُّوهُ‬ ‫ّللاَ َوأ َ ِّطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى " يَا أَيُّ َها الَّذِّينَ آ َمنُوا أ َ ِّطيعُوا َّ‬
‫س ُن ت َأ ْ ِّويالً " (‪)40‬‬ ‫اّللِّ َو ْاليَ ْو ِّم ِّ‬
‫اآلخ ِّر ذَلِّكَ َخيْر َوأَحْ َ‬ ‫سو ِّل إِّن ُكنت ُ ْم تُؤْ ِّمنُونَ بِّ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫إِّلَى َّ‬
‫ّللاِّ َو َّ‬
‫قال القرطبي في تفسير هذه اآلية "وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان هلل فيه طاعة‪ ،‬وال تجب فيما كان هلل فيه‬
‫معصية ‪ ،‬ولذلك قلنا‪ :‬إن والة زماننا ال تجوز طاعتهم وال معاونتهم وال تعظيمهم ‪ ،‬ويجب الغزو معهم متى‬
‫سقَه‬
‫غزوا‪ ،‬والحكم من قبلهم وتولية اإلمامة والحسبة وإقامة ذلك على وجه الشريعة‪ .‬وإن صلوا بنا وكانوا فَ َ‬
‫من جهة المعاصي جازت الصالة معهم وإن كانوا مبتدعة لم تجز الصالة معهم إال أن يُخافوا فيصلى معهم‬
‫تقية وتعاد الصالة ‪ .‬قلت‪ :‬روي عن علي بن أبي طالب رضي عنه أنه قال ‪ :‬حق على اإلمام أن يحكم بالعدل‪،‬‬
‫ويؤدي األمانة‪ ،‬فإذا فعل ذلك وجب على المسلمين أن يطيعوه ألن هللا تعالى أمرنا بأداء األمانة والعدل‪ ،‬ثم‬
‫أمر بطاعته‪ ،‬وقال جابر بن عبد هللا و مجاهد ‪ :‬وأولي األمر أهل القرآن والعلم وهو اختيار مالك رحمه هللا ‪،‬‬
‫ونحوه قول الضحاك قال‪ :‬يعني الفقهاء والعلماء في الدين " ( ‪. ) 41‬‬
‫و قال الطبري " ‪ :‬وأولى األقوال في ذلك بالصواب‪ ،‬قول من قال‪ :‬هم األمراء والوالة‪ ،‬لصحة األخبار عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم باألمر بطاعة األئمة والوالة فيما كان هللا طاعة‪،‬وللمسلمين مصلحة‪s ،‬حدثني‬
‫علي بن مسلم الطوسي قال‪ ،‬حدثنا ابن أبي فديك قال‪ ،‬حدثني عبد هللا بن محمد بن عروة ‪ ،‬عن هشام بن عروة‬
‫‪ ،‬عن أبي صالح السمان ‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ":‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬سيليكم بعدي والة‪ ،‬فيليكم البر‬
‫ببره‪ ،‬والفاجر بفجوره‪ ،‬فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل مكان ما وافق الحق‪ ،‬وصلوا وراءهم‪ .‬فإن أحسنوا فلكم‬
‫ولهم‪،‬وإن أساؤوا فلكم وعليهم "‪.‬‬
‫حدثنا ابن المثنى قال‪ ،‬حدثنا يحيى ‪ ،‬عن عبيد هللا قال‪ ،‬أخبرني نافع ‪ ،‬عن عبد هللا ‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬على المرء المسلم‪ ،‬الطاعة فيما أحب وكره‪ ،‬إال أن يؤمر بمعصية فمن أمر بمعصية فال طاعة‪.‬‬
‫حدثنا ابن المثنى قال‪ ،‬حدثني خالد ‪ ،‬عن عبيد هللا ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر ‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫نحوه‪.‬‬
‫فإذ كان معلوما ً أنه ال طاعة واجبة ألحد غير هللا أو رسوله أو إمام عادل‪ ،‬وكان هللا قد أمر بقوله‪ :‬أطيعوا هللا‬
‫وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم بطاعة ذوي أمرنا‪ ،‬كان معلوما ً أن الذين أمر بطاعتهم تعالى ذكره من‬
‫ذوي أمرنا‪ ،‬هم األئمة ومن ولوه المسلمين‪ ،‬دون غيرهم من الناس‪ ،‬وإن كان فرضا ً القبول من كل من أمر‬
‫بترك معصية هللا ودعا إلى طاعة هللا‪ ،‬وأنه ال طاعة تجب ألحد فيما أمر ونهى فيما لم تقم حجة وجوبه ‪ ،‬إال‬
‫لألئمة الذين ألزم هللا عباده طاعتهم فيما أمروا به رعيتهم مما هو مصلحة لعامة الرعية‪ ،‬فان على من أمروه‬
‫( ‪) 42‬‬
‫بذلك طاعتهم‪ ،‬وكذلك في كل ما لم يكن هلل معصية‪" .‬‬
‫وقال صاحب فتح القدير " لما أمر سبحانه القضاة والوالة إذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالحق‪ ،‬أمر الناس‬
‫بطاعتهم ها هنا‪ ،‬وطاعة هللا عز وجل هي امتثال أوامره ونواهيه‪ ،‬وطاعة رسوله صلى هللا عليه وسلم هي‬
‫فيما أمر به ونهى عنه‪ .‬وأولي األمر‪ :‬هم األئمة والسالطين والقضاة وكل من كانت له والية شرعية ال والية‬
‫طاغوتية‪ ،‬والمراد طاعتهم فيما يأمرون به وينهون عنه ما لم تكن معصية‪ ،‬فال طاعة لمخلوق في معصية هللا‬
‫كما ثبت ذلك عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وقال جابر بن عبد هللا ومجاهد ‪ :‬إن أولي األمر‪ :‬هم أهل‬
‫( ‪) 43‬‬
‫القرآن والعلم‪ ،‬وبه قال مالك والضحاك‪ .‬وقال ابن كيسان هم أهل العقل والرأي "‪.‬‬
‫كما أن الباحث في سيرة المصطفى صلى هللا عليه وسلم يرى أنه كان يمارس الدور السياسي المدني بكافة‬
‫صوره وأشكاله وهو النبي الذي يوحى إليه من ربه‪ ،‬ومع ذلك كان يشاور الصحابة رضوان هللا عليه جميعا ً‬
‫وكان يقول لصاحبيه أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما "لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما فيه"(‪.)44‬‬
‫وينزل في موقعة بدر فيقول له أحد صحابته وهو الحباب بن المنذر‪ ،‬رضي هللا عنه ‪" :‬أهو منزل أنزلك هللا‬
‫(‪.)45‬‬
‫إياه أم هو الرأي والمكيدة ؟ فيقول بل هو الرأي والحرب والمكيدة" ثم ينزل على ما رآه الصحابي"‪.‬‬
‫(‪.)46‬‬
‫ويقبل برأي الصحابة في حفر الخندق‪ ،‬بل كان يقول "أنتم أدرى بشؤون دنياكم"‬
‫ولو كان األمر منصوص عليه في لما استشار النبي صلى هللا عليه وسلم أصحابه‪ ،‬والتزم بما يراه‪ ،‬لكنه كان‬
‫يُعَ ِّلم أمته أن الشأن الدنيوي هو شأن عام يديره الناس وفقا ً للقواعد العامة في اإلسالم‪ ،‬ولما فيه تحقيق‬
‫المصلحة العليا للمسلمين‪.‬‬
‫وإذا كان هذا فعله وهو النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فإن من جاء بعده ال يملك سلطة "دينية" يمارسها على‬
‫المسلمين‪ ،‬بل هو فعل بشري أو "مدني" قابل للخطأ والصواب‪ ،‬وهو اجتهاد بشري يحتاج إلى من يراقبه‬
‫ويوجهه حتى يحقق الغرض منه‪.‬‬
‫وقد كان هذا األمر واضحا ً جليا ً لدى الخلفاء الراشدين رضوان هللا عليهم إذا كانوا يؤكدون على أن طاعتهم‬
‫إنما هي فيما وافق شر ع هللا‪ ،‬ولذا كانت أو خطبة في الخالفة الراشدة محددة لهذا المعنى حين قال أبو بكر‬
‫الصديق رضي هللا عنه في حطبته المشهورة "أطيعوني ما أطعت هللا فيكم فإن عصيته فال طاعة لي عليكم"‪.‬‬
‫بل إن أول حادثة وقعت في الخالفة الراشدة والتي حددت مسار النظام السياسي اإلسالمي بينت ذلك حين‬
‫أطلق بعض الصحابة على الخليفة األول‪ ،‬لقب "خليفة هللا" فاستنكر أبو بكر ذلك وقال "بل خليفة رسول هللا"‬
‫للداللة على أنه ال يملك سلطة "إلهية" بل هي خالفة من رسول هللا في جانب إدارة شؤون األمة‪.‬‬
‫واليوم حين يزعم الزاعمون أن النظام السياسي اإلسالمي نظام "إلهي" "ثيوقراطي" أو "ديني" فإنما يجهلون‬
‫حقائق اإلسالم ودالالت النصوص ‪.‬‬
‫وإذا كانت النصوص تؤكد فكرة عدم "دينية" الدولة بالمفهوم الغربي‪ ،‬فإن ممارسة الدولة كنظام سياسي تؤكد‬
‫ذلك‪ ،‬فقد شهدت الدولة اإلسالمية منذ عصر النبوة تعامالت وعالقات داخل الدولة مع مواطنيها من غير‬
‫المسلمين‪ ،‬بل إن أول نظام (دستوري) تم في اإلسالم كان مع بداية الدولة اإلسالمية عند قيام الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم بعقد ما عرف بـ"وثيقة المدنية" التي تنظم الشأن الداخلي للدولة‪ ،‬وكان اليهود طرفا ً رئيسيا ً في‬
‫هذه االتفاقية‪ ،‬فقد أعطتهم حق المواطنة ما التزموا باألنظمة والقوانين (المدنية)‪ ،‬حيث أن الوثيقة لم تتعرض‬
‫لهم "دينياً" ولم تتدخل في شأنهم الديني "اليهودية" بل حمت حقهم في ذلك وتركته لهم يتعاملون معه وفق‬
‫معتقدهم‪ ،‬وإنما بحثت الشأن المشترك بينهم وبين المسلمين‪ ،‬فقد جاء في الفقرة (‪ )25‬من الوثيقة "أن يهود بني‬
‫عوف أمة مع المؤمنين‪ ،‬لليهود دينهم‪ ،‬وللمسلمين دينهم‪ ،‬مواليهم وأنفسهم إال من ظلم وأثم‪ ،‬فإنه ال يوتع إال‬
‫نفسه وأهل بيته"(‪.)47‬‬
‫بل أصبح اليهود –بهذه الوثيقة‪ -‬جزء من المجتمع اإلسالمي في المدينة فقد جاء في الفقرة (‪ )37‬منها " وأن‬
‫على اليهود نفقتهم‪ ،‬وعلى المسلمين نفقتهم‪ ،‬وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‪ ،‬وأن بينهم‬
‫النصح والنصيحة والبر دون اإلثم"(‪.)48‬‬
‫ولو كانت الدولة "دينية" خالصة للمسلمين‪ ،‬لما جاز إشراك غيرهم في شؤونها من المشاركة المالية والدفاع‬
‫عنها‪ ،‬بل والتناصح والبر مع مواطنيهم "اليهود"‪ ،‬وحين تم إخراج اليهود من المدينة لم يكن بسبب دينهم‬
‫"اليهودية" إذ لو كان هذا سببا ً لتم إخراجهم من اليوم األول‪ ،‬بل كان سبب إخراجهم هو نقضهم لوثيقة المدينة‬
‫وخيانتهم لوطنهم (المدينة) وتآمرهم مع أعداء الدولة الذين كانوا يحشدون القوات لمهاجمتها‪ ،‬أي لـ(خيانتهم‬
‫العظمى ) كما يعبر عنه بالمصطلح السياسي والقانوني المعاصر‪.‬‬
‫والقول بـ "دينية" الدولة اإلسالمية‪ ،‬يفترض أن الخروج عليها هو خروج على الدين‪ ،‬ولم يقل ذلك أحد ممن‬
‫سبق من الفقهاء والعلماء والمسلمين‪ ،‬بل كانوا يعتبرون مواطنين خرجوا ألسباب سياسية وليست دينية‪ ،‬وهذا‬
‫ما عبر عنه علي ابن أبي طالب –رضي هللا عنه‪ -‬بشأن الخوارج الذين خرجوا عليه وحاربوه‪ :‬فقال‪" :‬‬
‫إخواننا بغوا علينا"‪ ،‬فلم ينظر إلى خروجهم باعتباره فعالً دينيا ً وإنما باعتباره فعالً سياسياً‪ ،‬تتم معالجته‪ ،‬بعيدا ً‬
‫عن ميدان اإليمان والكفر‪.‬‬
‫ً‬
‫لذا لم تكن مشكلة الدولة (دينية أم مدنية) مطروحة خالل التاريخ اإلسالمي‪ ،‬وال نجد لها موقعا في كتب‬
‫التراث‪ ،‬فالفقهاء لم يفرقوا بين ما هو ديني وما هو مدني بالمنظور العلماني المعاصر‪ ،‬فحتى األفكار‬
‫"الدهرية" التي تقترب من الفكر العلماني المعاصر‪ ،‬لم تطرح (دينية الدولة) بصورة واضحة لعدم وجود‬
‫المشكلة ذاتها وألن النظام في ذلك الوقت كان يأخذ صبغة (اإلسالمية) في كافة جوانب الحياة‪.‬‬
‫لكن هذه الفكرة ارتفعت عقيرتها في السنوات األخيرة بسبب تصاعد موجة العودة لإلسالم وبروز االتجاهات‬
‫والقيادات اإلسالمية على الساحة السياسية واالجتماعية‪ ،‬ودخولها في مفاصل مهمة من المجتمع‪ ،‬كالمجالس‬
‫النيابية والوزارات ومؤسسات الدولة‪ ،‬فارتفعت الصيحات محذرة من الدولة الدينية‪ ،‬على الرغم من أن‬
‫الباحثين والفقهاء‪ ،‬والعلماء المسلمين المتأخرين قد بينوا بصورة جلية موقف اإلسالم من الدولة الدينية أو‬
‫المدنية‪.‬‬
‫فهذا الشيخ محمد عبده –رحمه هللا‪ -‬يقول ‪" :‬ليس في اإلسالم ما يُسمى عند القوم بالسلطة الدينية بوجه من‬
‫الوجوه‪ ،‬وال يجوز لصحيح النظر أن يخلط الخليفة عند المسلمين بما يسميه األفرنج "ثيوكراتيك" فإن عندهم‬
‫هو الذي ينفرد بتلقي الشريعة عن هللا‪ ،‬وله حق األثرة في التشريع‪ ،‬وله في رقاب الناس حق الطاعة ‪ ،‬ال‬
‫بالتبعية وما تقتضيه من العدل وحماية الحوزة ‪ ،‬بل بمقتضى حق اإليمان (‪.)49‬‬
‫وهذا الشيخ رشيد رضا –رحمه هللا‪ -‬يقول‪" :‬اإلسالم هداية روحية وسياسة اجتماعية مدنية‪ ،‬أكمل هللا به‬
‫دين األنبياء وما أقام عليه نظام االجتماع البشري من سنن االرتقاء‪ ،‬فأما الهداية الدينية المحضة فقد‬
‫جاءت تامة أصالا وفرعاا‪ ،‬وفرضا ا ونفالا إذا كان مدارها على نصوص الوحي‪ ،‬وبيان الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم لها بالقول والفعل‪ ،‬وأما السياسة االجتماعية المدنية فقد وضع اإلسالم أساسها وقواعدها وشرع‬
‫لألمة الرأي واالجتهاد فيها‪ ،‬ألنها تختلف باختالف الزمان والمكان وترتقي بارتقاء العمران وفنون‬
‫العرفان‪ ،‬ومن قواعده فيها أن سلطة األمة لها‪ ،‬وأمرها شورى بينها‪ ،‬وأن حكومتها ضرب من الجمهورية‪،‬‬
‫وخليفة الرسول فيها ال يمتاز في أحكامها على أضعف أفراد الرعية‪ ،‬وإنما هو منفذ لحكم الشرع ورأي‬
‫األمة‪ ،‬وأنها حافظة للدين ومصالح الدنيا‪ ،‬وجامعة بين الفضائل األدبية‪ ،‬والمنافع المادية‪ ،‬وممهدة لتعميم‬
‫األخوة اإلنسانية‪ ،‬بتوحيد مقومات األمم الصورية والمعنوية‪ ،‬ولما طرأ الضعف على المسلمين قصروا في‬
‫إقامة القواعد والعمل باألصول‪ ،‬ولو أقاموها لوضعوا لكل عصر ما يليق به من النظم والفروع"(‪.)50‬‬
‫ويقول العالمة الشيخ‪ /‬يوسف القرضاوي ‪" :‬إنها دولة مدنية تحكم باإلسالم‪ ،‬وتقوم على البيعة والشورى‬
‫ويختار رجالها من كل قوى أمين‪ ،‬حفيظ عليم‪ ،‬فمن فقد شرط القوة والعلم‪ ،‬أو شرط األمانة والحفظ فال‬
‫يصح أن يكون من أهلها‪ ،‬إال من باب الضرورات التي تبيح المحظورات"(‪.)51‬‬
‫لكن القول بمدنية الدولة اإلسالمية‪ ،‬ال يعني مفهوم المدنية العلمانية التي سادت في الغرب ومعظم بالد‬
‫الشرق‪ ،‬والقائم على فصل الدين عن الدولة‪ ،‬أو عن نظام الحياة‪ ،‬بل مفهومه المدنية اإلسالمية قائم على أن‬
‫نظام الحكم في اإلسالم نظام بشري يستمد مرجعيته األساسية من القواعد العامة التي جاءت بها النصوص‬
‫الشرعية‪ ،‬ولذا فإن كافة أعمالها ومؤسساتها تخضع لمبادئ النظم السياسية البشرية ‪ ،‬كالمشاركة فيها والرقابة‬
‫على أعمالها ومحاسبة القائمين عليها وتغييرها وفق األسس المتفق عليها ضمن القوانين واألنظمة المقررة من‬
‫أفراد الشعب وبما اليخالف القواعد العام في اإلسالم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬السيادة‪:‬‬
‫يعتبر مصطلح السيادة من المصطلحات التي برزت في العصور المتأخرة حين تم وضع الدساتير والقوانين‬
‫الحديثة على الرغم من مفهوم السيادة قد بحث وإن كان بمسميات مختلفة ‪ ،‬وقد كان التاريخ سببا ً مباشرا ً في‬
‫نشوء الصراع حول مفهوم السيادة مما أدى إلى بروز هذا المصطلح‪ ،‬فقد ظهرت الفكرة ـ تاريخيا ً ـ مع‬
‫الرومان في بداية عهدهم‪ ،‬إلعطاء اإلمبراطور سلطة واسعة بل مطلقة في إدارة شئون اإلمبراطورية‪،‬‬
‫وإضفاء قدسية دينية على هذه السلطة‪ ،‬وقد ترسخ هذا المفهوم مع الفكر المسيحي ‪ ،‬فبرزت فكرة الحق‬
‫اإللهي‪ ،‬أو التفويض اإللهي في الحكم‪ ،‬التي جعلت "القيصر" أو اإلمبراطور يستعين برجال الدين لغرض‬
‫هذه الفكرة وتوسيع سيطرته على اإلمبراطورية وقد استمر هذا المفهوم لمصطلح السيادة حتى بدايات عصر‬
‫النهضة األوروبية‪.‬‬
‫وقد ساند ذلك فكر سياسي واسع كان من أبرز رجاله "ميكافيللي" في إيطاليا الذي نادى عام ‪1513‬م في كتابه‬
‫"األمير" بنطريته في أهمية السيادة بالقوة لألمير حتى يستطيع أن يسيطر على الدولة ويحافظ على وحدتها‪،‬‬
‫وفي فرنسا‪ ،‬كان "جيهان بودان عام ‪1576‬م الذي دافع عن سيادة الدولة‪ ،‬حيث جعلها "تسمو على القانون"‬
‫بل جعل الديمقراطية أسوأ نظم الحكم والنظام الملكي المطلق أكثر صالحا !!ً‪.‬‬
‫ثم ظهر الفيلسوف اإلنجليزي "هوبز" حيث أسس لفكرة العقد االجتماعي‪ ،‬ثم جاء بعده "لوك" وختمت هذه‬
‫المرحلة بظهور نظرية العقد االجتماعي على يد الفيلسوف الفرنسي‪ ،‬جان جاك روسو‪ ،‬وهكذا انتشرت فكرة‬
‫السيادة لألمة من خالل تلك النظريات وما أسفرت عنه من ثورات في عدد من الدولة األوربية كان في‬
‫مقدمتها ثورة عام ‪ 1688‬م في إنجلترا‪ ،‬التي نقلت السيادة المطلقة من يد الملك لتكون سلطة مشتركة بينه وبين‬
‫الشعب ثم جاءت الثورة الفرنسية عام ‪ 1789‬وأنهت السيادة المطلقة للملك وجعلتها بيد األمة‪ ،‬وقد أكدت وثيقة‬
‫االستقالل األميركية على أن السيادة للشعب‪)52(.‬‬
‫إن هذه الخلفية التاريخية ـ الموجزة ـ تبين أن فكرة السيادة نشأت ـ في الغرب ـ بسبب موروث تاريخي من‬
‫الصراع بين السلطة الحاكمة والشعب أو األمة وتنازعهما فيمن له حق السيادة أو التشريع‪ ،‬وقد استعان أحد‬
‫األطراف ـ السلطة ـ بقوة مساندة خالل مرحلة تاريخية معينة مكنته من بسط سيادته ونفوذه وسلطانه على‬
‫األمة باسم الدين‪ ،‬وقد انتهت هذه المرحلة بانتصار األمة على ـ السلطة ـ وانتزعت منها السيادة‪ ،‬وألغت سلطة‬
‫(الدين) الذي كان مساندا ً بل متسلطا ً على األمة‪.‬‬
‫لكن ـ مثل ـ هذا الصراع لم ينشأ في التاريخ اإلسالمي إال في العصور المتأخرة حين حاول بعض الباحثين‬
‫وأساتذة الفكر في البالد اإلسالمية تطبيق مفهوم السيادة ـ بصورته الغربية ـ مع البالد اإلسالمية متأثرا ً‬
‫بمدارس القانون الدستوري لديهم‪ ،‬ومحاوالً اصطناع صراع على السيادة بين الدين واألمة‪ ،‬وهو منهج يشبه ـ‬
‫إلى حد ما ـ الصراع الذي نشأ في البالد اإلسالمية عبر التاريخ من خالل حول مفهوم "الحاكمية" الذي يمكن‬
‫أن يشبه مفهوم السيادة في الفكر الغربي‪ ،‬حيث بدأ الخالف منذ عصر الفتنة حين انتقلت الفكرة من جانبها‬
‫السياسي لتصبح جزءا ً من العقيدة كما هي عند الخوارج‪ ،‬فقالوا قولتهم المشهورة "ال حكم إال هلل"‪ ،‬وقد أدرك‬
‫أإلمام علي رضي هللا عنه ‪ ،‬ومن معه داللة الفكرة وأثرها على حياة المسلمين ومستقبلهم‪ ،‬إذ لم يكن الخالف‬
‫بينه وبين الخوارج أو مع غير ه ممن خالفه خالفا ً عقديا ً بل خالف سياسي‪ ،‬لذلك رد عليهم بكلمته المشهورة‬
‫"كلمة حق يراد بها باطل" فقد قرر مبدأ "الحاكمية" أي المرجعية العليا في كل شأن من شئون الحياة سواء‬
‫كان من جانب العقيدة أو العبادة أو األخالق أو المعامالت أو السياسة أو غيرها‪ ،‬فإن مرجعيته إلى هللا‪ ،‬ال كما‬
‫فهمها الخوارج بأن كل أمر "تفصيلي" مرجعه إلى هللا‪.‬‬
‫ولم تكن مسألة الحاكمية هي المسألة السياسية الوحيدة التي انتقلت إلى العقيدة أن في تلك المرحلة‪ .‬بل كانت‬
‫هناك مسائل أخرى مثل "األمامة" عند الشيعة إذ عدّوها من قضايا العقيدة‪ ،‬وألزموا بوجوب اإليمان بها‪،‬‬
‫وعلى الرغم من هذه الخالفات إال أن مفهوم "الحاكمية" أو "السيادة" كمفهوم سياسي لم تكن تدور حوله‬
‫خالفات كثيرة‪ ،‬إذ كانت الشريعة اإلسالمية هي السائدة بصفة عامة في حياة المسلمين وخاصة في أحكامهم‬
‫وأقضيتهم وشئون حياتهم‪ ،‬ولم ينازعها في ذلك قانون أو نظام آخر‪ ،‬ولذلك كان ينظر إلى مفهوم السيادة أو "‬
‫الحاكمية" نظرة واحدة باعتبار الشريعة اإلسالمية هي المصدر الذي ت ْشتق منه األحكام فمصادر الشريعة‬
‫األصلية وهما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ ،‬والمصادر الفرعية أو المختلف منها كاإلجماع و القياس‬
‫و المصالح المرسلة أو غيرها من المصادر الفرعية ‪ ،‬كانت هي السائدة في التشريعات واألحكام‪ ،‬إذا ال يوجد‬
‫مصدر آخر تؤخذ منه األحكام‪ ،‬وما وقع من خالف بين الفقهاء‪ ،‬إنما كان داخل هذه الدائرة‬
‫ولهذا كان مصطلح "الحاكمية" ومفهومها ـ كمرجعية عليا ـ واضح الداللة لدى الفقهاء قال اإلمام أآلمدي ـ‬
‫رحمه هللا ـ "أعلم أنه ال حاكم سوى هللا وال حكم إال ما حكم هللا به"‪) 53 (.‬‬
‫وقال اإلمام الغزالي "ال حكم وال أمر إال هللا‪ ،‬أما النبي صلى هللا عليه وسلم والسلطان والسيد واألب والزوج‬
‫فإذا أمروا وأوجبوا لم يجب شيء بإيجابهم بل بإيجاب هللا تعالى طاعتهم‪ ،‬ولوال ذلك لكان لكل مخلوق أوجب‬
‫على غيره شيئا ً كان للموجب عليه أن يقلب عليه أإليجاب إذ ليس أحدهما أولى من أآلخر ‪ ،‬فإذا الواجب طاعة‬
‫هللا تعالى وطاعة من أوجب هللا طاعته‪)54(.‬‬
‫وإذ كانت هذه الرؤية واضحة عند الفقهاء قديماً‪ ،‬فإن ـالصراع ـ حول مفهوم السيادة أو الحاكمية تجدد في‬
‫العصور المتأخرة‪ ،‬ألسباب تاريخية يرجع بعضها إلى غياب المؤسسة اإلسالمية الحاكمة المعبرة عن‬
‫الشريعة اإلسالمية (الخالفة ـ اإلمارة ـ الدولة ـ الجمهورية) ونشوء حركات ودعوات تسعى لعودة السياة‬
‫للشريعة من خالل نظام إسالمي يجعل الحاكمية أو السيادة للشرع‪ ،‬لكن الخالف وقع أيضا ً في داللة و مفهوم‬
‫مصطلح " الحاكمية " فقد تشدد بعض المفكرين‪ ،‬والباحثين‪ ،‬كأبي األعلى المودودي وسيد قطب رحمهما هللا‪،‬‬
‫طور سيد قطب ـ رحمه هللا ـ "مفهوم‬ ‫في مفهوم الحاكمية وفاضت كتاباتهما بدالالت هذا الفهم للحاكمية‪ ،‬بل ّ‬
‫الحاكمية إلى درجة عالية في فكرة السياسي حتى أصبحت كلمة ال إله إال هللا تعني أن الحاكم الوحيد هو هللا‬
‫جل شأنه وأن السلطة له‪ ،‬وهو رحمه هللا لم يميز في هذا بين معنى حاكمية هللا في الحكم السياسي‪ ،‬وبين‬
‫حاكميته جل شأنه للحكم الكوني‪ ،‬أو القضائي‪ ،‬بل فعل كما فعل المودودي حين جعل حاكمية هللا في مواجهة‬
‫حاكمية البشر المتناقضة والمتضاربة والمتعارضة مع عبودية هللا جل شأنه وألوهية هللا للبشرية‪ ،‬فألغى‬
‫المودودي أي دور للفرد أو الجماعة في الحاكمية‪ ،‬غير دور التلقي والتطبيق باعتبار أن هللا وحده هو‬
‫الحاكم‪)55(.‬‬
‫وعلى الرغم من الدراسات والردود واإليضاحات التي بينت الرؤية من الحاكمية‪ ،‬إال أن هذا المفهوم مازال‬
‫سائدا ً عند طائفتين إحداهما تجعل من الحاكمية منهجا ً لعملها السياسي إذ بنت فكرها وسلوكها وتصرفاتها على‬
‫فكرة الحاكمية حتى وصلت عند البعض حد التكفير للمجتمع بل ومحاربته ومقاومته ألنه استولى على"‬
‫الحاكمية " وصرفها عن مدلولها الحقيقي ـ كما يفهمونه ـ ولذا وجبت محاربتهم ومواجهتهم ولو بالقوة‪ ،‬وقد‬
‫رأينا آثار هذا الفكر ظاهرة ً في بعض األقطار اإلسالمية وفي حركات العنف التي اجتاحت أرجاء واسعة من‬
‫تلك األقطار‪.‬‬
‫وعلى الطرف اآلخر يقف الرافضون لفكرة النظام السياسي اإلسالمي بزعم أن هذا النظام ال يجعل لألمة د‬
‫ور في صياغة شؤنها وأنه نظام أحادي ال وجود للرأي اآلخر فيه و يحمل الناس على غير ما يشتهون‪ ،‬وإنه‬
‫سيفرض العقوبات والحدود على أفراد الشعب حتى ولو كان بينهم مواطنون من غير المسلمين!!‪ ،‬ويستند‬
‫هؤالء على دعواهم تلك بالقول إنه ال توجد فكرة لسيادة األمة في النظام السياسي اإلسالمي‪ ،‬وإن " الحاكمية‬
‫" هي الفكرة المسيطرة على هذا النظام وهي فكرة تقوم على التفويض اإللهي‪.‬‬
‫ومن هنا فإن هذا الخلل في الفهم للسيادة في النظام اإلسالمي والخلط بين سيادة األمة والحاكمية قد أدى إلى‬
‫غياب الرؤية اإلسالمية الواضحة لطرح النظام السياسي اإلسالمي كنظام قابل للتطبيق في البالد اإلسالمية ‪،‬‬
‫و لعل في مقدمة ما يجب تحريره هو مفهوم " الحاكمية " كمشروعية عليا في النظام السياسي اإلسالمي‬
‫‪ )56(،‬حتى يحسم الخالف حولها ‪ ،‬ثم تحديد دور األمة في التشريع و مدى سيادتها على التشريعات الحاكمة‬
‫للشأن العام ‪ ،‬فقد اتجه الفقهاء المسلمون في العصر المتأخرة في رؤيتهم للسيادة إلى ثالثة آراء ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن السيادة هلل عز و جل دون أن يكون ألحد غيره من الشعب أو األمة أي صورة من السيادة ‪ ،‬و‬
‫هذا ما رأيناه عند القائلين بأن الحاكمية هلل ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬السيادة المزدوجة ‪ :‬و يقوم هذا الرأي على أن السيادة هلل فيما ورد فيه نص قطعي من الكتاب و‬
‫السنة ‪ ،‬و ما لم يرد فيه نص ‪ ،‬أو نص يحتمل التأويل ‪ ،‬فإن السيادة تكون لجماعة المسلمين (األمة) ‪.‬‬
‫و الواقع أن هذا الرأي ـ مع وجاهته ـ تشوبه بعض العيوب ‪ ،‬و منها فكرة أن التقسيم التي ربما أدت إلى‬
‫إشكالية المساواة بين الطرفين ‪ ،‬و هذا يوقع في خالف عقدي أكثر منه خالف سياسي ‪ ،‬أما األمر الثاني فإن‬
‫األحكام القطعية من الكتاب و السنة ال خالف عليها ‪ ،‬و على وجوب العمل بها ‪ ،‬و ليس هناك حاجة لالجتهاد‬
‫فيها ‪ ،‬أما الخالف محل االجتهاد فهو في دالالت النصوص وفي الحوادث و القضايا المتجددة ـ و كما أشرنا‬
‫سابقا ً ـ فإن معظم أحكام النظام السياسي اإلسالمي ليست نصوصا ً قطعية ‪ ،‬بل هي مستنبطة من القواعد العامة‬
‫التي جاءت بها النصوص و اإلعمال فيها يكون من خالل االجتهاد الذي يتواله أهل االختصاص ‪ ،‬و الذي‬
‫يكون معبّرا ً عنه بأهل الحل و العقد ‪ ،‬والتعبير المعاصر من خالل ممثلي األمة الذين يتم اختيارهم أو انتخابهم‬
‫لتولي هذه المسألة نيابة عن األمة و يمارسون السيادة لألمة في ظل الشريعة اإلسالمية الحاكمة للجميع‬
‫الثالث ‪ :‬يذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن السيادة لألمة ‪ ،‬فهي صاحبة السيادة و منبع السلطات في الدولة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬و أصحاب هذا الرأي ال يقولون بإطالق السيادة لألمة فهي مقيدة بأحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬فإذا‬
‫خالفت السيادة هذه األحكام فقدت أساس مشروعيتها ‪ ،‬و يتبين من هذا الرأي أن السلطة ال تستند إلى تفويض‬
‫إلهي ‪ ،‬كما أن تصرفات الحاكم و المؤسسات الدستورية األخرى مقيدة بأحكام الشريعة ‪ ،‬و هذا الرأي أقرب‬
‫إلى النظام الديمقراطي ‪ ،‬إال أنه يختلف عنه باإلطار العام للسلطة و القواعد العامة التي تتيح االجتهاد ضمنها‬
‫‪ ،‬أما في النظام الديمقراطي فإنها غير مقيدة بأي إطار ‪ ،‬فلألمة مطلق الحق في أن تقر ما تشاء ‪ ،‬حتى و لو‬
‫خالف القواعد اإلنسانية القائمة على الفطرة البشرية مثل التشريعات المنظمة للعالقة بين المحارم أو غيرها‬
‫من القوانين التي تخالف الفطرة البشرية عدا عن مخالفتها للشرائع الدينية ‪.‬‬
‫ً‬
‫إن هذا الخالف هو الفارق األساس بين السيادة في الشريعة اإلسالمية و النظم األخرى ‪ ،‬و ال نجد خالفا ـ غير‬
‫ذلك ـ يعتدّ به و يمكن أن يكون فارقا ً بين النظام السياسي اإلسالمي و النظم السياسية القائمة على المشاركة و‬
‫حرية الرأي و حقوق اإلنسان و تحقيق المساواة و العدالة ‪ ،‬و كلها مبادئ يقوم النظام اإلسالمي على أساسها ‪.‬‬
‫و ال شك أن وجود مرجعية عليا حاكمة لتصرفات األفراد و المؤسسات و الجماعات داخل الدولة له تأثيرات‬
‫كثيرة من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ .1‬استقرار القواعد العامة لألنظمة و التشريعات و القوانين التي تسن لتحقيق المصلحة العليا للدولة ‪ ،‬فهذه‬
‫المرجعية تحمي هذه النظم من التغيير و التبديل في أهدافها و غاياتها ‪ ،‬و تسمح لها بالتطور و التغيير في‬
‫تفصيالتها ‪ ،‬و هذا ما يتحقق من خالل استقرار المرجعية و التعامل مع المتغيرات وفقا ً لتغير البيئات و‬
‫الظروف و األزمنة ‪.‬‬
‫‪ . 2‬تحقيق مبدأ العدالة و المساواة بين كافة فئات األمة لوجود أعراق و انتماءات قومية و مذهبية مختلفة ‪ ،‬بل‬
‫في حال وجود أديان أخرى داخل المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬إذ أن الجميع يرجع لمرجعية واحدة تحقق األهداف‬
‫العامة ألي نظام سياسي ‪ ،‬كما تحدّ من طغيان األكثرية على األقلية في النظام البرلماني ‪ ،‬إذ أن كل القرارات‬
‫و التصرفات و القوانين و األنظمة التي يتم إصدارها تتحقق فيها المبادئ العامة لنظم الحكم من الشورى أو‬
‫المشاركة كما تتحقق فيها الحرية و العدالة و المساواة ‪.‬‬
‫‪ . 3‬المالئمة لكافة النظم السياسية ‪ ،‬سواء كانت قائمة على ( التأريخية اإلسالمية ) كالخالفة أو اإلمامة ‪ ،‬أو‬
‫كانت معاصرة كاألنظمة الجمهورية البرلمانية أو الرئاسية ‪ ،‬أو كانت أنظمة ملكية دستورية ‪ ،‬و سواء كانت‬
‫صورة الدولة ذات نظام اتحادي أم شبه اتحادي أو نظام الدولة الموحدة أو الكيانات المتعددة ضمن نظام عام‬
‫(الكومنولث) فإن النظام اإلسالمي يحقق لها المالئمة ‪ ،‬ألنه في ظل النظام االتحادي مثال فإن أقاليم (وحدات)‬
‫االتحاد تستقل بجزء من التشريعات خاصة ما يتعلق بشأنها الداخلي ‪ ،‬بينما تترك لإلدارة اإلتحادية تولي الشأن‬
‫العام ‪ ،‬و في مثل هذه الحالة يحدث بعض التنازع على الصالحيات القانونية لكل طرف ‪ ،‬لكن في ظل‬
‫مرجعية عليا يقل أو ينعدم مثل هذا التنازع ألن كال الطرفين يرجع إلى مرجعية واحدة ‪.‬‬
‫‪ .4‬الرقابة الدائمة على أعمال الدولة إذ يعطي النظام السياسي اإلسالمي لألمة مجتمعة أو ممثلة بنوابها بل‬
‫بأفرادها حق الرقابة على تصرفات الدولة بمؤسساتها و أشخاصها ‪ ،‬فمن خالل هذه الرقابة يمكن تصحيح‬
‫مسيرة الدولة و تجاوز العقبات التي تواجهها ‪ ،‬و نظرا ً ألهمية هذا األمر فإنه ال بد له من أدوات و آليات تعبر‬
‫عن هذه الرقابة التي يجب أن تكون محكومة بأنظمة و تشريعات تحقق لها أهدافا و تحافظ عليها من الزيغ أو‬
‫الزلل أو االستغالل ‪ ،‬و في ظل المشروعية أو السيادة العليا للشريعة فإن الجميع ـ المراقِّب و المراقَ ََ ب ـ‬
‫يلتزم بقواعد هذه المشروعية العليا و ال يكون هناك مجال للصراع على األدوار التي يمكن أن يقوم بها كل‬
‫طرف ‪.‬‬
‫ً‬
‫لقد كانت فكرة السيادة لألمة واضحا عند كثير من فقهاء األمة المتأخرين و المعاصرين حيث أكدوا على ذلك‬
‫‪ ،‬فهذا الشيخ عبدالوهاب خالّف يشير إلى أن " التشريع يراد به أحد معنيين ‪ :‬أحدهما إيجاد شرع مبتدأ ً ‪،‬‬
‫وثانيهما بيان حكم تقتضيه شريعة قائمة ‪ ،‬فالتشريع بالمعنى األول في اإلسالم ليس إال هلل ‪ ،‬فهو سبحانه ابتدأ‬
‫شرعا بما أنزله في قرآنه ‪ ،‬وما أقر عليه رسوله ‪ ،‬وما نصبه من دالئل ‪ ،‬وبهذا المعنى ال تشريع إال هلل ‪.‬‬
‫أما التشريع بالمعنى الثاني ‪ ،‬وهو بيان حكم تقتضيه شريعة قائمة ‪ ،‬فهذا هو الذي تواله بعد رسول هللا خلفاؤه‬
‫من علماء الصحابة ‪ ،‬ثم خلفائهم من فقهاء التابعين وتابعيهم من أألمة المجتهدين ‪ ،‬فهؤالء لم يشرعوا أحكاما‬
‫مبتدأة ‪ ،‬وإنما استمدوا أألحكام من نصوص الكتاب و السنة ‪ ،‬وما نصبه الشارع من األدلة وما قدره من‬
‫القواعد العامة " ‪)57( .‬‬
‫ويقو ل الدكتور السنهوري ‪ " :‬ان هللا الذي هو الرحمن الرحيم القوي القادر لم يتركنا بغير مرشد بعد وفاة‬
‫الرسول ‪ ،‬بل استخلفنا في أألرض ‪ ،‬ومنحنا شرف خالفته ‪ ،‬بأن اعتبر إرادة أألمة مستمدة من إرادة هللا وجعل‬
‫إجماع األمة شريعة ملزمة ‪ ،‬فكأن السيادة أإللهية والحق في التشريع أصبح بعد انقطاع الوحي وديعة في يد‬
‫مجموع أألمة ‪ ،‬ال في يد الطغاة من الحكام أو الملوك ‪ ،‬كما كان الشأن في الدول المسيحية التي ادعى ملوكها‬
‫حقا إلهيا‪.‬‬
‫وبذلك يمكن القول بأن السيادة في أإلسالم ال يملكها فرد مهما تكن مكانته ‪ ،‬سواء كان خليفة أو أميرا أو ملكا‬
‫أو حاكما ‪ ،‬أو هيئة من أي نوع ‪ ،‬وإنما هي هلل القدير الذي فوضها لألمة في مجموعها "‪)58(.‬‬
‫و يبين أإلمام محمد عبده أن " أهل الحل و العقد من المؤمنين إذا اجتمعوا على أمر من مصالح أألمة ليس فيه‬
‫نص عن الشارع مختارين في ذلك غير مكرهين عليه بقوة أحد وال نفوذه فطاعتهم واجبة ‪ ،‬ويصح أن يقال‬
‫هم معصومون في هذا أإلجماع ولذلك أطلق أألمر بطاعتهم بال شرط " ‪)59( .‬‬
‫ويقول العالمة الشيخ يوسف القرضاوي‪ " :‬وإإلجماع الذي يصدر عن هذه أألمة الكبيرة ( أو ممثليها من‬
‫المجتهدين و العلماء ) هو وحده الذي يعتبر مصدرا لألحكام الشرعية ‪ ،‬ويجب على الشعوب التي تتكون منه‬
‫هذه أألمة و على من يتكلمون باسمها أن يحترموا هذا أإلجماع ‪ ،‬ألنه يمثل سيادة أألمة " ‪)60(.‬‬
‫و بهذا يتبين أن فكرة السيادة لألمة ليست فكرة غريبة على النظام السياسي اإلسالمي ‪ ،‬إذا فهمت وفقا ً للرؤية‬
‫اإلسالمية الصحيحة و ت ّم قياسها وفق مقاييس مناسبة للبيئة التي نشأت فيها و المجتمع الذي تطبق عليه ‪ ،‬ال‬
‫بالمقاييس األخرى ‪ ،‬و لذا فإننا ال نجد مبررا ً للنزاع ‪ ،‬فالسيادة لألمة في إطار الشريعة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تقسيم العالم ‪:‬‬
‫لعل قضية تقسيم العالم إلى دارين ( دار اإلسالم ودار الحرب ) من أبرز القضايا التي سيطر فيها التاريخ على‬
‫الفقه فقد استخدم الفقهاء قديما ً مصطلح دار الحرب ودار اإلسالم للتفريق بين بالد المسلمين والبالد األخرى‬
‫حيث كان المسلمون بصفة عامة يعيشون داخل منطقة جغرافية محددة لها صفاتها ومكنوناتها القائمة على‬
‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬وقد استخدم هذا المصطلح في سياق السياسة الشرعية ‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء في تعريف‬
‫المصطلحين إلى‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬دار اإلسالم‪ .‬قال الجمهور دار اإلسالم هي التي نزلها المسلمون وجرت عليها أحكام اإلسالم‪ ،‬وما لم‬
‫تجر عليه أحكام اإلسالم لم يكن دار إسالم وإن الصقها‪)61(.‬‬
‫وقد عرفها الكاساني بقوله "تصير دار إسالم بظهور أحكام اإلسالم فيها‪)62( .‬‬
‫وعلى هذا فدار اإلسالم هي الدار التي تسود فيها أحكام اإلسالم ويمارس فيها المسلمون شعائرهم اإلسالمية‬
‫دون خوف أو فتنة‪ .‬وهذه الدار يجب أن يحافظ عليها المسلمون ويدافعوا عنها‪.‬‬
‫واشترط الفقهاء أن تكون الدار محكومة باإلسالم ولم يشترطوا أن يكون جميع سكانها من المسلمين‪.‬‬
‫بل ذهب بعض الفقهاء إلى أن الدار قد تكون دار إسالم "حتى لو لم يكن فيها مواطن مسلم ما دام حاكمها‬
‫مسلما ً ويطبق أحكام اإلسالم‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول بعض الشافعية "وليس من شرط دار اإلسالم أن يكون‬
‫(‪.)63‬‬
‫فيها مسلمون بل يكفي كونها في يد اإلمام وإسالمه"‬
‫"وتعتبر الدار دار إسالم حتى ولو كان أهلها فاسقين‪ ،‬فما دامت شعائر اإلسالم ظاهرة بها‪ ،‬فإنه ال يسلبها هذه‬
‫الصفة أن يفسق أهلها"(‪.)64‬‬
‫وبهذا يتبين رأي الجمهور بأن الدار ال تعد دار إسالم إال بظهور أحكام اإلسالم عليها‪.‬‬
‫وذهب أبو حنيفة ومن معه إلى أنها تعتبر دار إسالم إذ كان فيها مسلمون يأمنون على أنفسهم وأعراضهم‬
‫وكانت هذه الدار متاخمة لدار اإلسالم‪.‬‬
‫(‪)65‬‬
‫أما إذا انتفى األمان ولم تكن الدار مالصقة لدار اإلسالم فتعتبر دار حرب‬
‫والواقع المعاصر يشير إلى أنه ال أهمية للمجاورة والمالصقة فقد تغيرت سبل االتصال إذ يستطيع اإلنسان أن‬
‫يصل إلى أبعد نقطة في العالم في أقرب وقت كما أن هيبة األمم والدول لم تعد بمظاهر القوة التي يراها‬
‫الناس‪ ،‬بل أصبحت القوة العسكرية أحد عناصر القوة ‪ ،‬وليست جميعها‪ ،‬فقوة الدول تقاس بقوة اقتصادها‬
‫ودورها السياسي‪ ،‬وعالقاتها بالدول األخرى‪ ،‬وقوتها العلمية وتقدمها التقني وغير ذلك من أسباب القوة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬دار الحرب‪ .‬وهي الدار التي ال تسودها أحكام اإلسالم الدينية والسياسية وال يكون فيها السلطان للحاكم‬
‫المسلم‪ ،‬بل يكون فيها السلطان والمنعة للكفار وظهرت فيها أحكام الكفر‪ .‬و ذهب المتأخرون إلى اشتراط أن‬
‫ال يكون بينها وبين الدولة اإلسالمية عهد أو عالقات سلمية‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء في تعريف دار الحرب إلى‬
‫رأيين‪:‬‬
‫الرأي األول ‪ :‬يرى أن دار الحرب هي التي تظهر فيها أحكام الكفر وال يكون السلطان والمنعة فيها للمسلمين‬
‫(‪)66‬‬
‫وال تطبق فيها أحكام اإلسالم وليس بينها وبين دار اإلسالم عهد‪ ،‬وهذا رأي الجمهور‬
‫يقول الكاساني‪" :‬تصير دار الكفر بظهور أحكام الكفر فيها" (‪.)67‬‬
‫ويقول ابن القيم‪" :‬وما لم تجر عليه أحكام اإلسالم لم يكن دار إسالم وإن الصقها"(‪.)68‬‬
‫وعلى هذا الرأي فإن االختالف بين دار اإلسالم ودار الحرب يكون بظهور المنعة والسلطان فأيما دولة‬
‫ظهرت لإلسالم فيها منعة وسلطان فهي (دار اإلسالم) وإن لم تظهر لإلسالم قوة أو سلطان فهي (دار‬
‫الحرب)‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬وقد ذهب إلى هذا الرأي أبو حنيفة والزيدية ومذهبهم من ذلك أن الدار ال تصير دار حرب إذا‬
‫كانت المنعة والسلطان لغير المسلمين‪ ،‬بل ال بد أن تتوافر فيها ثالثة شروط‪:‬‬
‫أن تظهر فيها أحكام الكفر‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أن تكون متصلة بدار الحرب‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫أن ال يبقى فيها مسلم أو ذمي آمنا ا باألمان األول (أي باألمان اإلسالمي األول) ‪.‬‬
‫(‪)69‬‬
‫ج‪-‬‬
‫ولم ينظر أصحاب هذا الرأي إلى المنعة والقوة والسلطان وإنما نظروا إلى األمان بالنسبة للمسلم وللذمي‪،‬‬
‫ويترتب على هذا الرأي أن هناك نوعا ً من الديار ال ينطبق عليهم حكم دار اإلسالم وال دار الحرب وهي‪:‬‬
‫الدار التي ال يتحقق للمسلمين فيها سلطان أو منعة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫الدار التي تتاخم المسلمين‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫ثالثاً‪ :‬دار العهد‪ .‬ظهرت فكرة دار العهد بعد استقرار الدولة اإلسالمية وتنظيم أمورها‪ ،‬وتطورت هذه الفكرة‬
‫مع طور عالقاتها وبظهور أحكام وظروف جديدة للدولة اإلسالمية ‪ ..‬فبعد أن كانت الحروب قائمة ولم يكن‬
‫للدولة اإلسالمية عالقات (غير حربية) مع الدول األخرى نشأت ظروف جديدة كان من بينها استقرار الدولة‬
‫اإلسالمية واتساع رقعتها واتصالها بدول وشعوب مختلفة‪،‬ولذا فقد توجه الفقهاء لبحث هذه الحالة‪ ،‬فهذه‬
‫"الدار" لم يحكمها المسلمون حتى تطبق فيها شريعتهم‪ ،‬ولكن أهلها دخلوا في عهد المسلمين على شرائط‬
‫اشترطت وقواعد عينت فتحتفظ بما فيها من شريعة أحكام‪ ،‬وتكون شبيهة بالدول التي لم تتمتع بكامل استقاللها‬
‫لوجود معاهدة معها‪.‬‬
‫وترتبط دار العهد ‪-‬أو دور العهود‪ -‬بالدولة اإلسالمية بمواثيق وعهود ‪ ،‬كما تنصرف تسمية دار العهد إلى‬
‫البالد التي لم تحارب المسلمين أو تعاديهم بحيث تشمل دور العهد جميع البالد التي ترتبط بمواثيق تنظم‬
‫العالقة بين الدولة اإلسالمية وغيرها إلى جانب أنها تشمل البالد األخرى التي ال توجد بينها وبين المسلمين‬
‫عهود أو مواثيق إال أنها لم تحاربهم أو تساعد محاربيهم(‪.)70‬‬
‫وإذا كان هذا رأي الفقهاء قديماً‪ ،‬فما هي الرؤية نحو تقسيم العالم إلى دار إسالم ودار حرب؟ نجد من المهم‬
‫طرح بعض التساؤالت لإلجابة عليها حتى تالمس واقع المسلمين بعيدا ً عن الفهم المحدد للمصطلح دار‬
‫الحرب ودار اإلسالم‪ ،‬ومن ذلك مدى ضرورة اإللتزام بهذا التقسيم أي هل إن تقسيم العالم إلى دار حرب‬
‫ودار إسالم يدخل في أبواب األحكام الشرعية الثابتة التي ال تجوز مخالفتها؟!‬
‫فقد ذهب عدد من الفقهاء إلى أن هذا التقسيم ال دليل عليه من الكتاب والسنة وإنما استمد قوته من الواقع‬
‫التاريخي الذي عاشه المسلمون األوائل حيث فرضت عليهم الظروف التي مر بها المسلمون ودولتهم الناشئة‬
‫وما واجهته من حروب وكذلك سيادة الحرب بصفة عامة بين الدول في تلك الحقيقة التاريخية إلى أن يقسموا‬
‫العالم إلى دار إسالم ودار حرب (‪.)71‬‬
‫"إن هذا التقسيم مبني على أساس الواقع‪ ،‬ال على أساس الشرع ومن محض صنيع الفقهاء في القرن الثاني‬
‫الهجري‪ ،‬وأنه من أجل ترتيب بعض األحكام الشرعية في المعامالت ونحوها‪ ،‬وأن الحرب هي السبب في‬
‫هذا التقسيم‪ ،‬فيمكننا أن نقول‪ :‬إن دار الحرب هي مجرد منطقة حرب ومسرح معركة بالنسبة لدار اإلسالم‬
‫التي فرضت عليها األوضاع في الماضي أن تتكتل‪ ،‬وأن تعتبر البالد غير اإلسالمية في مركز العدو الذي‬
‫برهنت األحداث على نظراته العدائية للمسلمين‪ ،‬فهو تقسيم طارئ بسبب قيام حالة الحرب أو الحرب نفسها‪،‬‬
‫فهو ينتهي بانتهاء ا ألسباب التي دعت إليه‪ .‬والحقيقة أن الدنيا بحسب األصل هي دار واحدة كما هو رأي‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫فليس المراد من التقسيم أن يجعل العالم تحت حكم دولتين‪ ،‬أو كتلتين سياسيتين‪ :‬إحداهما‪ :‬تشمل بالد اإلسالم‬
‫تحت حكم دولة واحدة‪ ،‬واألخرى‪ :‬تشمل البالد األجنبية في ظل حكم دولة واحدة‪ ،‬وإنما هو تقسيم بحسب‬
‫توافر األمن والسالم للمسلمين في دارهم‪ ،‬ووجود الخوف والعداء"(‪. )72‬‬
‫ويدل على ذلك أن الفقهاء عدلوا عن التقسيم "الثنائي" للعالم إلى تقسيم "ثالثي" وهو دار اإلسالم ودار الحرب‬
‫ودار العهد‪ ،‬ولو كان األمر حكما ً الزما ً لما تجاوزه الفقهاء‪ ،‬وهنا يأتي السؤال األخر هل يجب الوقوف عند‬
‫هذا التقسيم؟ أم يمكن االجتهاد فيه وإعادة بحث داللته‪ ،‬إذ طرح بعض الفقهاء المتأخرين تقسيمات جدية مثل‬
‫أمة الدعوة وأمة اإلجابة‪ ،‬ونظر إلى العالقة بين المسلمين وغيرهم باعتبارها عالقة دعوة قائمة على تبليغ‬
‫الرسالة اإلسالمية فالسال م والحرب ليسا هما العالقة الطبيعية بين المسلمين وغيرهم وإنما هما منهجان في‬
‫العالقات الدولية قديما ً وحديثا ً يأخذ بهم المسلمون وفقا ً للحاجة في ضوء الضوابط الشرعية الحاكمة لهما‪.‬‬
‫كما طرح آخرون مصطلح دار اإلسالم حكما ً وحقيقة ودار اإلسالم حكما ً ال حقيقة‪ ،‬ودار الحرب(‪ )73‬باعتبارها‬
‫تقسيما ً جديد في زمن حدثت فيه تحوالت كثيرة في العالقات الدولية المعاصرة تأثر بها المسلمون سواء كانوا‬
‫في بلدانهم أم في البلدان األخرى مثل البالد التي يعيش فيها المسلمون باعتبارهم أقلية فيها على الرغم من‬
‫كثافتهم وعددهم الذي يتجاوز عدد المسلمين في مجموعة من الدول اإلسالمية مثل المسلمين في الهند والصين‬
‫وروسيا وغيرها من بلدان العالم كما أن هناك حالة من الهجرة والتنقل ألسباب شتى يصبح فيها المسلمون‬
‫مواطنون في بلدان غير إسالمية‪ ،‬ويقوم هذا التقسيم على المزج بين الرؤية القديمة للعالم والرؤية المعاصرة‪،‬‬
‫إذ نظر إلى العالم بفئات ثالث‪ ،‬وهي البالد اإلسالمية التي يعيش فيه المسلمون ويتعاملون فيما بينهم معامالت‬
‫إسالمية وتطبيق أحكاما ً إسالمية في معظم أو بعض جوانب الحياة كاالقتصاد والقانون واألسرة وغيرها‪،‬‬
‫فأطلقوا عليها مصطلح (دار اإلسالم حقيقة وحكماً) أي أنها دار إسالمية في حقيقتها وحكمها‪ ،‬أما الدار‬
‫األخرى‪ ،‬وهي الدار التي ال يكون غالبية سكانها من المسلمين‪ ،‬وال تطبق فيها أحكام اإلسالم السياسية أو‬
‫االقتصادية أو القانونية أو االجتماعية‪ ،‬لكن المسلمين الذين يقيمون فيها يتمتعون بحقوق تمنحهم ممارسة‬
‫عقائدهم وعباداتهم‪ ،‬و معامالتهم الشخصية‪ ،‬كما أن القوانين واألنظمة السائدة في تلك الدار ال تجبرهم على‬
‫مخالفة دينهم‪ ،‬فنظر الفقهاء إلى هذه الدار باعتبارها (دار إسالم حكما ً ال حقيقة) أي أنها ليست دار إسالم‬
‫حقيقة لكننا نعاملها حكما ً معاملة دار اإلسالم للوصف السابق لها‪ ،‬وهذا النوع من الدور يمكن أن يطبق على‬
‫البلدان التي تقيم فيها األقليات اإلسالمية‪ ،‬مثل الدول الغربية التي يعيش فيها مجموعات من المسلمين ال‬
‫يشكلون أغلبية‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن تطبيق هذا التقسيم يلزمهم بالتعامل مع هذه الدول معاملة إسالمية من‬
‫حيث االلتزام بالقوانين واألنظمة وعدم مخالفتها مع احتفاظهم بشخصيتهم الدينية‪ ،‬إن هذا التقسيم يخرج‬
‫المسلمين في الغرب والدول األخرى التي يشكلون فيها أقلية من العزلة التي فرضت عليهم بسبب تقسيم العالم‬
‫إلى دار إسالم ودار حرب‪ ،‬إذ أنهم بسبب ذلك يعيشون حالة من االضطراب فهم يعيشون في دول ومجتمعات‬
‫توص ف بأنها مجتمعات غير إسالمية ‪ ،‬كما أنها ال تمنعهم من ممارسة حقوقهم سواء كانوا من مواطنيها أو‬
‫من المهاجرين المقيمين فيها‪ ،‬إن هذا التقسيم دفع ببعض المسلمين إلى استغالل حالة االضطراب‪ ،‬واختاروا‬
‫وصف (دار الحرب) على البلدان التي تقيم فيها األقليات اإلسالمية مما يعني ممارسة أحكام دار الحرب‪ ،‬من‬
‫استخدام للعنف والقتل والتدمير‪ ،‬وهذا ما حدث في بعض البلدان الغربية ودفع بالمسلمين –هناك‪ -‬إلى ساحة‬
‫المواجهة مع مجتمعاتهم أو العزلة عنها بل –هذا الفعل‪ -‬أساء لإلسالم والمسلمين بصفة عامة‪ ،‬إن دراسة وافية‬
‫لهذه المصطلح الجديد (دار اإلسالم حكما ً ال حقيقة) تشكل بداية لمشروعية الوجود اإلسالمي في الغرب‪،‬‬
‫وحل لمشكلة االنتماء والهوية لدى المسلمين الغربيين الذين تتنازعهم هوية االنتماء الجغرافي ألوطانهم‬
‫وهوية االنتماء الديني إلسالمهم‪.‬‬
‫وإلى جانب األقليات يمكن تطبيق هذا التقسيم على البلدان اإلسالمية التي وقعت تحت سيطرة القوى‬
‫االستعمارية أو االحتالل المباشر وتكون السيادة فيها لغير المسلمين وهي األراضي التي يطلق عليها الفقهاء‬
‫مصطلح (دار االسترداد) أي أنها تفقد صفة دار اإلسالم بصفة مؤقتة ويعمل المسلمون على استردادها فمثل‬
‫هذه الديار يمكن أن تطبق عليها أحكام (دار اإلسالم حكما ً ال حقيقة) ومثل ذلك أيضا ً المناطق التي تسيطر‬
‫عليها القوى الخارجة على النظام السياسي أو ما يسميه الفقهاء بـ (البغاة) وما يصطلح عليه حاليا ً بالقوى‬
‫االنفصالية التي تفرض سيطرتها على تلك المناطق وتطبق فيها أنظمتها وقوانينها في محاولة لالنفصال غير‬
‫المشروع عن الدولة األم‪ ،‬إن مثل هذه الحاالت يمكن أن يطبق عليها أحكام (دار اإلسالم حكما ً ال حقيقة)‪،‬‬
‫ولعل سائل يسأل‪ :‬ما أهمية هذا التقسيم ونحن نعيش في عالم تداخلت فيه األنظمة والقوى ولم يعد هناك فرق‬
‫كبير بين أقسام العالم؟ واإلجابة على ذلك تعيدنا إلى القول بأن هذا التقسيم تترتب عليه أحكام لدى المسلمين‬
‫فهمها بعضهم فهما ً خاطئا ً يتطلب تحديها ووصفها الوصف الشرعي الصحيح حتى ال ينحرف فيها الفهم‬
‫وتختل الموازين ويبرز من يبرر تطبيق أحكام لم تشرع أصالً لمثل تلك الحاالت‪ ،‬فيطبق أحكام خاصة بوقت‬
‫الحرب على المجتمع ات اإلسالمية أو المجتمعات األخرى التي ليست بدار حرب وليس بينها وبين المسلمين‬
‫حرب بل يجد فيها المسلمون أمنهم وأمانهم ومثل هذه الدعوات برزت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‬
‫حين تم تقسيم العالم إلى (فسطاطين) فسطاط الحق وفسطاط الباطل‪ ،‬وأن على المسلمين أن يختاروا بين‬
‫الفريقين‪ ،‬وترتب ذلك أحكاما ً أباحت دماء الغربيين كافة بزعم أنهم جميعا ً (صليبيين) أعداء لإلسالم!! وأن‬
‫قتلهم واجب سواء من حارب منهم أم لم يحارب!! بل تم توجيه المسلمين في الغرب إلى (التمايز) عن‬
‫(الكفار) في السكن والعمل والعالقة حتى ال يصيبهم ما يصيب (الكفار) من القتل والجرح واألذى‪.‬‬
‫مثل هذه الدعوات لقيت صدى عند بعض المسلمين الذين ساءهم ما يلقون من ظلم واضطهاد في أماكن‬
‫كثيرة‪ ،‬مثل فلسطين وغيرها من البالد اإلسالمية‪ ،‬واستجاب لدعوات العنف والقتل والتدمير‪.‬‬
‫إن الموقف ناشئ عن فهم خاطيء لألحكام الشرعية‪ ،‬وال بد من الرجوع إلى مصادر هذه األحكام والتيقن منها‬
‫والحرص الشديد على عدم االستجابة لدعوات تعطي جانبا ً من الحكم وتغفل جوانب كثيرة‪.‬‬
‫إن هذا االلتزام نابع من حرص المسلم على أن يعمل باإلسالم وأحكامه كما شرعها هللا سبحانه وتعالى وأن ال‬
‫يتبع هواه أو أهواء األخرين‪ ،‬كما أن التزامه ليس ردة فعل‪ ،‬لعمل األخرين فهو ال ينظر إلى تقسيم العالم إلى‬
‫(محور الشر) و(محور الخير) وال يكون موقفه من األخر قائم على أن (من ليس معنا فهو ضدنا)‪ .‬بل ينطلق‬
‫موقفه من الحكم الشرعي القائم على الدليل‪.‬‬
‫إن مثل هذه اآلراء وغيرها تدفع بالمسلمين إلى االجتهاد مرة أخرى في رؤيتهم للعالم وما قام عليه التقسيم‬
‫القديم (دار اإلسالم) و(دار الحرب)‪ ،‬بل تعيد النظر في التقسيم ذاته ومدى مالئمته للواقع المعاصر للمسلمين‬
‫ولغيرهم من الشعوب ‪.‬‬
‫""إن فاعلية هذا التقسيم (دار اإلسالم ودار الحرب) حتى هذا الزمن غير مانعة من مراجعته وإعادة النظر‬
‫فيه‪ ،‬من غير أن يحسب البعض أن ذلك انتهاكا ً لحكم شرعي‪ ،‬فتغير البيئة الدولية وبروز متغيرات في النظام‬
‫الدولي تتطلب جملة من العناصر الدافعة إلى المراجعة المنهجية‪ ،‬وتشير إلى مبررات حاسمة قد تدفع إلى‬
‫ضرورة البحث في عناصر قسمة جديدة تستلهم عناصر "الواقع" وأصول الشريعة‪ .‬ال شك أن بروز الدول‬
‫القومية والمسألة الشرقية وانيهار الدولة العثمانية والخالفة التي ارتبطت بها‪ ،‬وتبدل عناصر ومفاصل حاسمة‬
‫تفرض (قسمة جديدة) والتفكير بها تفكيرا ً منهاجيا ً عميقاً‪.‬‬
‫" إن التقسيم الدولي للمعمورة ليس كما يتصور تقسيم حدود ولكنه أعمق من ذلك وأوسع‪ ،‬فربما تكون فكرة‬
‫الحدود أحد عناصره‪ ،‬ولكن تظل النقطة الجوهرية فيه هو أنه يشير إلى تصورات (أوصاف) وحاالت‬
‫(عالقات) وممأآل (تغيرات)‪ ،‬ومن ثم يجب إعادة النظر في هذه الرؤية ضمن رؤى خاصة بالنظام االقتصادي‬
‫الدولي‪ ،‬وعمليات االعتماد المتبادل‪ ،‬ورؤى التبعية ومسالك االستعمار الجديد‪ ،‬والمنظمات الدولية غير‬
‫الحكومية وتغير مفهوم الحدود والدولة القومية والسيادة‪ ،‬وبزوغ مفاهيم مساندة لفكرة الكونية والعالمية‪ ،‬من‬
‫المواطنة العالمية‪ ،‬والتعليم من أجل السالم‪ ،‬ومؤتمرات دولية النشاط والرؤى ‪ :‬السكان –التنمية االجتماعية‪-‬‬
‫المدن‪ ،‬والمجتمع المدني–والتدخل الدولي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وثورة المعلومات وسلطة المعرفة"(‪.)74‬‬
‫إن الفهم الصحيح لمصطلحي دار اإلسالم ودار الحرب‪ ،‬وإنزالها منزلتها الحقيقية في الواقع يحقق للمسلمين‬
‫حضورهم المعاصر ويجنبهم كثيرا ً من المشكالت‪.‬‬
‫وبغير هذا سيتم توظيف مصطلحا دار اإلسالم ودار الحرب لتطبيق أحكام خاصة بظروف وحاالت معينة‬
‫على جميع الحاالت‪ ،‬إذ أن تقسيم العالم إلى دار إسالم ودار حرب يترتب عليه بعض األحكام التي ذكر الفقهاء‬
‫كثيرا ً منها ‪ ،‬مثل العقود التي يعقدها المسلمون مع غيرهم في دار الحرب وهي يجب على المسلم الوفاء بها أم‬
‫ال؟ أو العقود الفاسدة التي يعقدها (الحربيين) في دار اإلسالم كالتعامل بالربا وغيره ‪ ..‬وكذلك إقامة المسلم في‬
‫دار الحرب وإقامة غير المسلم في دار اإلسالم ‪ ،‬ومدى التزام كل طرف بالحقوق الواجبة عليه نحو األخر‬
‫كالدين والوكالة والكفالة وغيرها‪ ،‬والعقوبات التي يجب تطبيقها على غير المسلم (الحربي) في دار اإلسالم‬
‫وكذا العقوبات التي يلتزم بها المسلم في دار الحرب وهل يجب على المسلم التقاضي في دار الحرب والموقف‬
‫من أحكام القاضي الذي يوليه غير المسلمين في حالة ضعفهم وخضوعهم لغير المسلمين‪ ،‬وغير ذلك من‬
‫األحكام التي بنى عليها بعض المسلمين اليوم رؤيتهم لآلخرين فأفتوا بحل دماء وأموال غير المسلمين‬
‫واستباحوا سرقة أموالهم وهتك أعراضهم وقتلهم على الرغم من أنهم مواطنون في بالد المسلمين وهم "أهل‬
‫ذمة" كما يطلق عليهم في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وامتد األمر إلى البالد غير اإلسالمية التي يعيش فيها مسلمون‬
‫ويمارسون حياتهم وعقائدهم وعباداتهم دون تدخل من تلك الدول أو قمع فأباحوا التهرب من دفع الضرائب‬
‫باعتبارها "مكوساً" في دار الحرب‪ ،‬واالمتناع عن كل التزام مالي تجاه الدولة أو الخدمات التي توفرها لهم‬
‫برسوم مالية‪ ،‬كما أباحوا االستفادة من العقود المحرمة مثل التعامل بالربا وبيع الخمور ولحم الخنزير وغيرها‬
‫من المعامالت بحجة أنهم في دار حرب‪ ،‬وامتد هذا الفهم إلى طريقة التعامل مع مواطنين تلك الدول فأفتوا‬
‫ألنفسهم بحل دمائهم ألن حكوماتهم ليست حكومات إسالمية وأن بعضها يحتل بعض بالد المسلمين أو أن تلك‬
‫الحكومات تعين "إسرائيل" أو غير ذلك من األسباب فأفتوا بإباحة دماء سكان تلك البالد بزعم أنهم شركاء مع‬
‫حكوماتهم في تلك الجرائم على الرغم من أن كثيرا ً من مواطني تلك الدول ال يقبل بسياسة حكومته ويعارض‬
‫مواقفها ضد المسلمين وكثيرا ً ما خرج مواطنوا تلك الدول في مظاهرات ومسيرات وكتبوا وتحدثوا عن‬
‫معارضتهم لما تقوم به حكوماتهم ‪ ..‬ومع ذلك فقد اعتبرهم بعض المسلمين (حربيين) تنطبق عليهم أحكام‬
‫الحربيين ‪.‬‬
‫إن اجتهادا ً جديدا ً لطبيعة العالقة بين المسلمين وغيرهم سيعيد هذه العالقة إلى أصولها الشرعية وسيحقق‬
‫رسالة اإلسالم في الوصول إلى الناس ودعوتهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجعل للمسلمين حضورا ً‬
‫إنسانيا وعالميا ً واضحا ً في العالقات اإلنسانية الدولية‪ ،‬إن ذلك ال يعني أن يذوب المسلمون في غيرهم أو‬
‫يكونوا تبعا ً لهم أو يغيروا من معتقداتهم وعباداتهم وأخالقهم بل يعني أن ينقل المسلمون رسالتهم إلى الناس‬
‫اولَكنَّ أ َ ْكث َ َر النَّاس الَ يَ ْعلَمونَ " (‪.)75‬‬ ‫اونَذ ا‬
‫ير َ‬ ‫س ْلنَاكَ إالَّ كَافَّةا للنَّاس َبش ا‬
‫ير َ‬ ‫كافة تنفيذا ً لقوله تعالى‪َ " :‬و َما أ َ ْر َ‬
‫سادسا ‪ :‬أألمة و الدولة ‪:‬‬
‫إذا إن فكرة تقسيم العالم إلى دارين أو ثالث فكرة يصعب اعتمادها طريقة وحيدة للتعامل مع العالم‪ ،‬فإن‬
‫تطبيقها يخالف واقع المسلمين‪ ،‬إذ أن هذا التقسيم قام على وحدة األمة ووحدة الدولة‪ ،‬أي أن المسلمين كانوا‬
‫يعيشون في دولة واحدة تمثل أمة واحدة تعبر هذه األمة أو الدولة عن حالة واحدة يعيشها المسلمون في كافة‬
‫أرجائها ‪ ،‬فحتى في فترات ضعف الدولة(األمة) وقيام كيانات شبه مستقلة داخل هذه الدولة‪ ،‬لم تكن هذه‬
‫الكيانات تعبر عن حالة جديدة‪ ،‬أو دولة أو أمة جديدة‪ ،‬بل كانت تعبر عن موقف يتخذه حاكم أو حكام هذه‬
‫األقاليم التي اصطلح عليها تاريخيا بالدول لكنها في واقع الحال كانت تعتبر نفسها جز ًء من الدولة (األمة)‬
‫وكان يعبر عنها بمواقف عدة أبرزها الدعاء (لخليفة المسلين) الحاكم العام في تلك المرحلة باعتباره ممثالً‬
‫للدولة (األمة) ولم تكن هذه األقاليم أو الدول شبه المستقلة داخل الدولة اإلسالمية الواحدة تمارس دورا ً سياديا ً‬
‫أو تعبر عن حالة منفصلة لدولة ذات شخصية قانونية مستقلة‪.‬ولعل مما يشير إلى هذا المفهوم (الدولة‪-‬األمة)‬
‫أن االنتماء إلى الدين (اإلسالمي) كان يمثل جنسية األشخاص المنتسبين لهذه الدولة‪ ،‬فلم يكن هناك جنسية‬
‫مرتبطة باإلقليم وإنما كانت الجنسية مرتبطة بدين الدولة حتى عند غير المسلمين من رعايا الدولة اإلسالمية‬
‫فإن تسميته م بـ(أهل الذمة) وهو مصطلح ديني إسالمي كان يعبر عن جنسيتهم أو انتمائهم إلى الدولة‬
‫اإلسالمية ألن غيرهم كانوا يحملون صفة أخرى مثل المستأمنين أو المحاربين أو المعاهدين وكانوا ينسبون‬
‫إلى أقاليمهم‪.‬لكن نظرة إلى الواقع تشير إلى غياب مفهوم (الدولة‪-‬األمة) إذ انفصل المصطلحين ليغطيا دالالت‬
‫متعددة فمفهوم األمة اإلسالمية المعاصر ال يدل على وحدة الدولة وإنما هو رباط يقوم على أساس الدين‬
‫ويجمع دوالً مختلفة ذات سيادة تلتقي في مصالحها أحيانا ً مع غيرها من الدول اإلسالمية وتختلف في مواضع‬
‫أخرى بل يصل الخالف أحيانا ً إلى الحرب واالقتتال مثلما حدث بين إيران والعراق ما بين ‪1988 – 1980‬م‪،‬‬
‫والحرب التي دارت بين باكستان وبنغالديش (والتي كانت تسمى باكستان الشرقية قديماً) وذلك عام ‪1971‬م‪،‬‬
‫وغيرها من الحروب والصراعات التي نشبت بين الدول اإلسالمية‪ ،‬ولعل الصورة التي تعبر عن تجمع‬
‫المسلمين ودولهم تمثلت في قيام منظمة هي منظمة المؤتمر اإلسالمي التي تجمع معظم الدول اإلسالمية‪ ،‬لكن‬
‫المنظمة ال تمثل (األمة) بمفهومها السياسي والسيادي‪ ،‬بل تمثل نقطة التقاء بين المسلمين شأنها شأن‬
‫المنظمات الدولية األخرى‪.‬والواقع أن الخالف بين مفهوم وحدة األمة والدولة أو افتراقها يرتبط بالتاريخ‬
‫والسيرورة العملية لحياة المسلمين أكثر من ارتباطه بالنصوص القطعية‪ ،‬إذ أن ورود النصوص الشرعية‬
‫بوحدة األمة كقوله تعالى‪ " :‬إنَّ َهذه أ َّمتك ْم أ َّمةا َواح َدةا َوأَنَا َربُّك ْم فَاعْبدون"(‪.)76‬‬
‫يمكن أن يستدل به كال المعنيين‪ ،‬أي أن األمة والدولة هما شيء واحد‪ ،‬وأن األمة بمعناها الواسع الذي يفيد‬
‫االنتماء إلى الدين وليس اإلقليم‪ ،‬والفيصل في كال األمرين هو التطبيق العملي لهذا المفهوم واإلسالمي ال يمنع‬
‫أو ينفي قيام الدولة على أساس مفهوم األمة الواحدة وإن اختلفت مكوناتها الجغرافية والبشرية ‪ ،‬بل يطلب ذلك‬
‫ويعمل له‪ ،‬و التاريخ المعاصر شاهد على قيام األمة ـ الدولة ـ فهذه الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وكندا والهند‬
‫والصين وروسيا‪ ،‬وكلها أرضا شاسعة مترامية األطراف متعددة األجناس والديانات ومختلفة األقاليم‪ ،‬و مع‬
‫ذلك فيه دولة واحدة ‪ ،‬وإن اختلف تكوينها السياسي بين الدولة الموحدة ( الصين ـ مثال ) ‪ ،‬والدولة اإلتحادية‬
‫(الواليات المتحدة أألمريكية ـ مثال ) ‪ ،‬أي أن القول بالدولة األمة‪ ،‬أو الدولة الواسعة أمر واقعي‪ ،‬لكن ذلك‬
‫أيضا ً ال يمنع من قيام الدول المتعددة ذات االنتماء إلى األمة الواحدة ( اإلتحاد أألوروبي ـ نموذجا ) وكما هو‬
‫الحال بالنسبة للدول اإلسالمية اليوم والقول ‪ ،‬إن القول بوجوب وحدة األمة اإلسالمية في دولة واحدة يعني‬
‫عدم مشروعية الدول اإلسالمية القائمة حالياً‪ ،‬وهذا ما لم يقل به أحد من الفقهاء المعاصرين ألن القول بعدم‬
‫المشروعية يترتب عليه أحكام كثيرة‪ ،‬وهذا ما وقع فيه بعض أبناء اإلسالم حين اعتمدوا أساليب العنف‬
‫والتشدد والتطرف انطالقا ً من عدم مشروعية الواقع القائم البلدان المسلين وقد أدى هذا الخلل إلى شيوع‬
‫مصطلحات كثيرة كالتكفير ووجوب الهجرة إلى دار اإلسالم أو جماعة المسلمين التي يسعى هؤالء إلقامتها‪،‬‬
‫أو إلى التجمعات التي أقاموها وأعطوها حكم دار اإلسالم ووصفوا غيرها بدار الكفر أو الحرب أو الردة‪.‬‬
‫ولقد بحث عدد من الفقهاء المتقدمين و المتأخرين حالة تعدد الدول اإلسالمية مع انتمائها إلى أمة اإلسالم‪ ،‬فهذا‬
‫إمام الحرمين الجويني يقول (‪ ..‬والذي عندي فيه أن عقد اإلمامة لشخصين في صقيع واحد متضايق الخطط‬
‫والمخالف (أي متقارب المسافات والحدود) غير جائز‪ ،‬وقد حصل اإلجماع عليه‪ ،‬وأما إذا بعد المدى وتخلل‬
‫بين اإلمامين شسوع النوى (أي تباعدت المسافات بين البلدان) فلالحتمال في ذلك مجال‪ ،‬وهو خارج عن‬
‫القواطع)(‪. )77‬يقول الشيخ محمد أبو زهرة‪" :‬ال يمكن في هذا العصر أن تتكون حكومة إسالمية واحدة‪ ،‬بل‬
‫لكل إقليم دولته‪ ،‬وتلتقي جميعها على كلمة من هللا تعالى‪ :‬تنشر التعاون بين الناس‪ ،‬وتربط العالقات على أسس‬
‫من الوحدة اإلنسانية العامة‪ ،‬ويكون المسلمون فيها دعاة حق يتحد اقتصادهم وتتحد سياستهم وتتحد أو تتقارب‬
‫جيوشهم‪ ،‬وكل إقليم له رئيسه المختار اختيارا ً حرا ً من شعبه من غير أن تكون له مواالة لغير المسلمين(‪. )78‬‬
‫ويقول الدكتور‪ /‬محمد طلعت الغنيمي‪" :‬إن الدولة اإلسالمية الواحدة من قبيل المندوب في اإلسالم وليس من‬
‫قبيل الواجبات‪ ،‬إن الذي يأمر به اإلسالم هو األخوة بين المسلمين‪ ،‬واألخوة ال تستدعي حتما ً ولزاما ً الوحدة‪،‬‬
‫ومن ثم فإن نوعا ً من الرابطة التي تقوم على التآخي والود والمحبة هو الذي يربط بين الدول اإلسالمية وذلك‬
‫هو الفرض على الدول اإلسالمية‪ ،‬أما ما يتجاوز ذلك إلى رابطة أقوى فهو من األمور التي ندب إليها‬
‫المسلمون"(‪. )79‬ويقول األستاذ عبد القادر عوده ـ رحمه هللا ـ ‪" :‬قد يظن البعض أن هذا يقتضي أن تكون البالد‬
‫اإلسالمية كلها تحت حكم دولة واحدة‪ ،‬والبالد األجنبية كلها تحت حكم دولة واحدة وهو ظن ال أساس له من‬
‫الواقع‪ ،‬فالنظريات اإلسالمية لم توضع على أسس أن تكون البالد اإلسالمية محكومة بحكومة واحدة‪ ،‬وإنما‬
‫وضعت على أساس ما يقتضيه اإلسالم‪ ،‬واإلسالم يقتضي أن يكون المسلمون في كل بقاع األرض يد واحدة‪،‬‬
‫يتجهون اتجاها ً واحدة وتسوسهم سياسة واحدة وأبسط الصور وأكفلها بتحقيق هذه الغاية أن تكون كل بالد‬
‫اإلسالم تحت حكم دولة واحدة ولكن ليست هذه هي الصورة الوحيدة التي تحقق اإلسالم‪ ،‬ألن هذه األهداف‬
‫يمكن أن تحقق مع قيام دول متعددة في دار اإلسالم ما دامت هذه الدول تتجه اتجاها ً واحداً‪ ،‬وتسير على‬
‫سياسة واحدة‪ ،‬وال يتنافى هذا مع النظام القائم اآلن في البالد العربية بعد قيام جامعة الدول العربية التي تعمل‬
‫على توحيد االتجاهات والسياسات في الدول العربية المختلفة‪.‬وال يتنافى مع قيام جامعة إسالمية تتكون من كل‬
‫الدول اإلسالمية وتشرف عليها وتعمل على توحيد أغراضها واتجاهاتها‪ ،‬وعلى حل ما يثور فيها من نزاع‬
‫داخلي‪ ،‬وال يتنافى اإلسالم مع أي نظام آخر ما دام هذا النظام يحقق األهداف اإلسالمية‪ ،‬وأن هذه األهداف‬
‫هي أن يكون المسلمون يدا ً واحدة على من عاداهم‪ ،‬وأن يكون اتجاههم واحد وسياستهم واحدة"(‪. )80‬‬
‫ولعل النموذج األوروبي في التوحد من خالل االتحاد األوروبي يمثل صورة يمكن القياس عليها حيث‬
‫احتفظت الدول بسيادتها وشخصيتها القانونية في ظل سياسة عامة متقاربة أحيانا ً ومتطابقة أحيانا ً في القضايا‬
‫الداخلية والخارجية مع احتفاظ كل دولة بهامش من الحرية في اتخاذ القرارات واألنظمة والقوانين الخاصة‬
‫بها‪ ،‬ويمكن أن تكون للعرب أو المسلمين تجربتهم الخاصة بهم لتحقيق صورة من صور التوحد في السياسات‬
‫والمواقف مع احتفاظ كل إقليم بسيادته وشخصيته القانونية‪ ،‬وهنا يأتي دور المؤسسات المشتركة التي تصبح‬
‫محور رسم السياسة العامة لهذه الصورة من العالقة بين الدول والمجتمعات اإلسالمية‪ ،‬أما أن يتم القفز على‬
‫الواقع أو تجاهله أو إطالق األحكام العامة بعدم مشروعية الواقع باعتباره يخالف ما سار عليه المسلمون خالل‬
‫مرحلة تاريخية حين كانت أألمة والدولة متحدتان ‪ ،‬فإن ذلك لن يعالج واقع المسلمين ولن يحل مشكالتهم بل‬
‫يمكن أن نقول أنه يخالف ما قام عليه اإلسالم من التعددية والتنوع في ظل الوحدة الدينية والفكرية‪.‬‬
‫االعالم االسالمي تعريفه وخصائصه‬
‫مقدمة‪::‬‬
‫يعرفه الدكتور محي الدين عبد الحليم بانه ‪ (:‬تزويد الجماهير بحقائق الدين االسالمي المستمدة من كتاب‬
‫هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه و سلم بصورة مباشرة اوغير مباشرة من خالل وسيلة اعالمية عامة‬
‫بواسطة قائم باألتصال لديه خلفية واسعة ومتعمقة في موضوع الرسالة التي يتناولها ‪ ،‬وذلك بغية تكوين‬
‫رأي عام صائب يعي الحقائق الدينية ويترجمها الى واقع في سلوكه ومعامالته )(‪...)5‬‬
‫ويعرفه االستاذ محمد احمد يونس بانه ‪(:‬اعالم عام في محتواه ورسائله‪ ،‬يلتزم في كل ما ينشر او يذاع او‬
‫يعرض على الناس بالتصور االسالمي لالنسان والكون والحياة المستمد اساسا من القرآن الكريم وصحيح‬
‫السنة النبوية وما ارتضته االمة من مصادر التشريع في إطارهما … )(‪)6‬‬
‫اما الباحثة سهيلة زين العابدين حماد فتعرفة بانه ‪(:‬هو بيان الحق وتزيينه للناس بكل الطرق واالساليب‬
‫والوسائل‪ ،‬العلمية المشروعة مع كشف وجوه الباطل وتقبيحه بالطرق المشروعة بقصد جلب العقول الى‬
‫الحق وإشراك الناس في نوال خير االسالم وهديه وإبعادهم عن الباطل او إقامة الحجة عليهم )(‪.)7‬‬
‫ووفق هذه التعاريف وغيرها ممن حاولت التطرق الى تعريف االعالم االسالمي نجد مجموعة من‬
‫المشتركات التي تمسك بها هذا االعالم واهمها إيصال صورة التصور االسالمي عن الحياة الى كل ارجاء‬
‫المعمورة مادامت حافلة بمن يسكنها من البشر بصورة إعالم ومادامت تحتوي بقية كائنات هللا تعالى وعند‬
‫ذاك تكون إتصاال اعم واشمل …‬
‫ووفق مصطلح االعالم االسالمي نالحظ والدة هذا االعالم بوالدة الدعوة االسالمية نفسها‪ ،‬فعند بداية‬
‫االتصال الشخصي للمصطفىصلى هللا عليه و سلم بزوجته خديجة (رضي هللا عنها) بدأ هذا االعالم ينمو ثم‬
‫بمواصلة االتصال بالمسلمين االوائل كابي بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وزيد بن حارثة واصل نموه‬
‫وامتداده … وهنا نلحظ تقاربا في المفهوم بين االعالم والدعوة‪ ،‬وعند إمعان النظر في هذا التقارب نجد ان‬
‫االعالم االسالمي اشمل واعم من الدعوة ذاتها‪ ،‬فبينما تركز الدعوة على إقناع المقابل بعقيدة االسالم وتجب‬
‫االنتماء إليه ونصرته وبذل الغالي والنفيس دفاغا ً عنه ‪ ،‬يستخدم االعالم االسالمي وسائل أكثر اتساعا‬
‫وشموليه في الخطاب ‪ ،‬وقد تطور استخدام هذه الوسائل مع مرور الزمن ومع استمرار االنسان في اكتشاف‬
‫وسائل وآليات االتصال بانواعه ‪ :‬الشخصي‪ ،‬الجمعي (الجماهيري)‪،‬الحضاري … واليحمل هذا الكالم‬
‫تهوينا من موقع واهمية الدعوة في حياة االسالم والمسلمين ورفعة لشأن االعالم‪ ،‬ولكن المقصود به هو سعة‬
‫الوسائل المستخدمة في االعالم االسالمي واختالفها عن الدعوة في إيصال الفكرة االسالمية بشكل مباشر او‬
‫غير مباشر ثم ماينبغي لالعالم االسالمي من تصور وعكس التصور االسالمي الكامل والشمولي عن الحياة‬
‫الى االمتلقي بينما تركز الدعوة على إعتناق الدين االسالمي اكثر من االعالم ‪.‬‬
‫لقد بدأ االعالم االسالمي اذن ‪ -‬باإلتصال الشخصي ثم باالتصال الجمعي حين كان المصطفىصلى هللا‬
‫عليه و سلم يعّلم المسلمين االوائل اسس االسالم وعقائده في المرحلة السرية من تاريخ الدعوة االسالمية في‬
‫دار االرقم بن ابي االرقم ومواضع اخرى متاز االتصال فيها بكونها غير معلن عنها اال في اطار القائم‬
‫باالتصال ‪ -‬المصطفى صلى هللا عليه و سلم ‪ -‬والمستقبل له من المسلمين االوائل … وكونه ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه و سلم ‪ -‬هنا قائما باالتصال وداعيا إعالميا لكل جديد في إطار التبليغ باالسالم اليخرجه من كونه خاتم‬
‫االنبياء والمرسلين ‪ ،‬وانما يعزز دوره الرسالي والنبوي والتربوي‪ ،‬ذلك انه مكلف من هللا تعالى بايصال هذه‬
‫الدعوة الى من يصله من الناس ‪ ( :‬يا ايها المدثر قم فأنذر … سورة المدثر ) وبقية اآليات الكريمات في‬
‫سور المزمل ‪ ،‬العلق ‪ ،‬الفتح ‪ ،‬وغيرها …‬
‫ومع استمرار تأييد المولى جل جالله للدين الجديد ظهرت وتطورت آليات جديدة في الخطاب الدعوي‬
‫االسالمي في تاريخ االسالم فالجهر بالدعوة وبداية التصادم بين الحق والباطل ‪ ،‬بين االسالم والجاهلية جعل‬
‫من ذيوع اخبار الدين الجديد في مكة والجزيرة وما جاورها من مناطق ‪ ،‬امورا ً يوميا ملحا ً ‪ ،‬وامتدت‬
‫االنظار واالذان وتابعت العقول امر هذه الدعوة باندفاع سواء كان المتابع مؤيدا او معارضا للدين الجديد‬
‫كونه حدثا جلالً يستوجب متابعة اخباره وتفاصيله … وبدا المصطفى صلى هللا عليه و سلم يدعو الناس‬
‫جميعا ً الى االسالم متجاوزا قبيلة قريش الى قبائل اخرى كانت تاتي لزيارة مكة ‪ ،‬وبعث مصعب بن عمير ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬داعيا واعالميا الى عقيدة االسالم وموصال تفاصيل االحداث الجديدة المرتبطة بالدعوة‬
‫االسالمية الى الناس وكذلك ارسل المصطفى صلى هللا عليه و سلم جمهرة من المسلمين الى الحبشة خالصا‬
‫من اذى قريش فتمثل في هؤالء امر الدعوة واالعالم بتطورات صراع الدين الجديد مع قوى الكفر المتجمعة‬
‫ضده …‬
‫شرعة لجديد او بينة لحكم او‬ ‫وفوق هذا وذاك كان نزول آيات القرآن الكريم ثم وصولها الى الناس م ّ‬
‫شارحة لحادثة من باب التواصل بين هللا تعالى والمسلمين االوائل عن طريق المصطفى صلى هللا عليه و‬
‫سلم وبهذا النزول المتابع زمنيا المتابع لتطورات االحداث اضافة الى بيان تفاصيل العقيدة االسالمية‬
‫واحكامها ‪ ،‬اثبت القرآن الكريم بانه اهم واقوى وسيلة دعوية وإعالمية في التاريخ االسالمي … ومع انتشار‬
‫االسالم في المدينة المنورة ثم في مدن وبلدان الجوار اتسعت آليات الخطاب االعالمي االسالمي وامتدت‬
‫الى الرسائل الى االملوك وخطب الجمعة والمناسبات وموسم الحج والرقع المكتوبة وغيرها ممن عكست‬
‫التطور التقني في استخدام آلليات الخطاب واالتصال الجماهيري والحضاري ‪.‬‬
‫وسائل الدعوة في عصر النبوة ‪:‬‬
‫من خالل التدرج التاريخي النتشار الدعوة االسالمية وامتدادها ‪ ،‬شخص المختصون بعلوم االتصال‬
‫واالعالم اهم وسائل االعالمية في الدعوة االسالمية بما يلي ‪:‬القرآن الكريم ‪ ،‬االحاديث النبوية الشريفة ‪،‬‬
‫القدوة الصالحة للمصطفى صلى هللا عليه و سلم والصحابة ( رضي هللا عنهم ) ‪ ،‬إرسال المبعوثين الى‬
‫القبائل واالقطار االخرى ‪ ،‬اللقاء او المحاضرة ‪ ،‬المسجد والخطبة ‪ ،‬استقبال الوفود‪ ،‬الرسائل الى الملوك‬
‫بوصفها إعالما دوليا ‪ ،‬الحج ‪ ،‬الفتوحات االسالمية ‪ ،‬رحالت التجار المسلمين الى اماكن لم تصلها الفتوح ‪.‬‬
‫وقد اتسع استخدام معظم هذه الوسائل مع اختراع البشرية آلليات االتصال الحديثة ثم بدخولها كقنوات‬
‫لالتصال واالعالم الجماهيري وصوال الى عصر الفضائيات واالنترنت الذي نعيشه اآلن بما يؤشر حيوية‬
‫االسالم وصالحيته للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان ‪ ،‬وان هللا جل جالله حامي هذا الدين وفارض‬
‫انتشاره في العالم اجمع ‪ ،‬قال تعالى ‪):‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ‪)..‬‬
‫خصائص االعالم االسالمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إعالم عقائدي ‪ :‬ويرتبط ذلك بكون االعالم االسالمي يجب ان يعكس جوانب العقيدة االسالمية في كافة‬
‫جوانبها ‪ ،‬وان تكون نظرية االعالم االسالمي وفلسفته ميدانا لعكس تصورات العقيدة االسالمية بشكل عام ‪.‬‬
‫ويعد التزام االعالمي المسلم بثوابت وتفصيالت العقيدة االسالمية ملزما له ومكلفا بالدفاع عنها ونشرها ما‬
‫استطاع الى ذلك سبيال … قال تعالى ‪ (:‬ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن‬
‫المنكر ‪ ..‬آل عمران ‪، ) 104‬وقال جل شأنه ‪ (:‬ومن احسن قوال ممن دعا الى هللا وعمل صالحا وقال انني‬
‫من المسلمين … فصلت ‪. ) 33‬‬
‫واذ نتأمل في معنى هاتين اآليتين الكريمتين نجد المسلم المشتغل بشؤون االعالم والدعوة الى هللا عن طريق‬
‫وسائل االعالم المعروفة في مقدمة من يتوجب عليه تنفيذ اوامر ربه ‪ -‬جل جالله ‪. -‬‬
‫‪ -2‬حق لكل مسلم ومسلمة وينبع هذا الجانب من مسؤولية المجتمع إزاء االفراد ‪ ،‬فحق االعالم مطلب‬
‫ايجابي يقوم به المجتمع عبر وسائل االعالم الجماهيرية ‪ ،‬بل هو امر اليقل اهمية عن حق الفرد في‬
‫الحصول على االمن والطعام والدواء …‬
‫قال تعالى ‪ (:‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)(التوبة) ‪،‬‬
‫وتؤكد ذلك كله نظريات االتصال الحديثة …‬
‫‪ -3‬فرض كفاية ‪ :‬قال تعالى ‪ ( :‬فلوال نفر من كل فرقة طائفة يدعون الى الخير ويذكرون بآيات هللا )‬
‫ومعنى افرض الكفاية انه يسقط االثم عن باقي امة المسلمين حين يقوم نفر ما او طائفة من جمهور المسلمين‬
‫بعمل عام ومفيد خارج نطاق العبادات مما تتحقق به مصلحة للمسلمين وبعدم قيام اي مسلم ومسلمة بهذا‬
‫العمل فيلحق االثم كل االمة جراء ذلك ‪.‬‬
‫بل يرى بعض الباحثين ان االعالم االسالمي فرض عين على كل مسلم لتداخل امر االعالم والدعوة في‬
‫مجاالت كثيرة ‪ ،‬فكما ان كل مسلم ومسلمة مطالبا ً بالعمل على التعريف باالسالم والدعوة اليه واالمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر كل حسب عمله وثقافته ومجاالته ‪ ،‬فان امر االعالم بشريعة االسالم والدعوة‬
‫اليها عبر وسائل االعالم الجماهيرية ‪ -‬اليقل اهمية عن ذلك ‪ -‬مع االخذ بنظر االعتبار التحصيل العلمي‬
‫لمعرفة بالقرآن والسنة واحكام االسالم بالنسبة للداعية االعالمي اضافة الى موهبته واستعداده للتاثير في‬
‫الجماهير المخاطبة ‪.‬‬
‫وتقع مسؤولية اعداد االعالميين القادرين على مخاطبة المجتمع جماهيريا على الفرد واالمة معا ‪ ،‬فمن‬
‫و جد من المسلمين رجاال ونساءا في نفسه المقدرة والعلم والكفاءة على ولوج ميدان االعالم ومخاطبة‬
‫المجتمع من خالل رسائله المتنوعة فيقع عليه اثم ترك ذلك وعدم محاولة القيام به اما االمة ووالة االمر من‬
‫المسلمين فعليهم تشجيع العمل باالعالم االسالمي عقيدة ومباديء وتقنيات وتوفير الظروف الالزمة لنجاح‬
‫وامكانية العمل في هذا الميدان المهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬اعالم علني ‪-‬عام ‪ :‬صفة العلن في االعالم االسالمي تقررها اآلية الكريمة ‪ (:‬ان الذين يكتمون ما انزلنا‬
‫من البينات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب ‪ ،‬اولئك يلعنهم هللا ويلعنهم الالعنون )‬
‫فبعد ان تقرر انه اعالم مفروض على المسلمين عامة وعلى فئة منهم بصورة خاصة ‪ ،‬وانه يمثل حقا من‬
‫حقوق الناس‪ ،‬تكتمل دائرة التصور النظري عن خصائص هذا االعالم باقرار انه اعالم علني يخاطب‬
‫المجتمع عامة بصورة معلنة واضحة جلية واليتخذ من سرية الخطاب وتخصيصه لفئة من الناس صفة له ‪،‬‬
‫واصرار بعض االديان وبعض الشرائح االرضية على سرية خطابها واقتصاره على اتباعها فقط او ربما‬
‫فئة خاصة من اتباعها اليوجد في الدين االسالمي ‪..‬‬
‫وكذلك يمتاز االعالم االسالمي بانه عام يشمل خطابة عامة المجتمع ‪ ،‬واليعني تخصيص برامج‬
‫اعالمية مع ينة لفئة مهنية كاالطباء او عمرية كاالطفال او اجتماعية كالنساء دون الرجال ‪ ،‬الخروج من‬
‫صفة هذا العموم وانما يدرج مثل هذا العمل ضمن فئة االعالم المتخصص الذي يهدف الى زيادة الوعي بما‬
‫يحيط فئة ما واحداث التغيير االيجابي فيها ‪.‬‬
‫كما اليفوتنا التنويه هنا الى ان البرامج االعالمية الموجهة الى طائفة من المسلمين دون غيرهم تختلف‬
‫مذهبيا او فكريا او فقهيا عن عموم المسلمين تخرج عن صفة العموم المفروض توفرها في االعالم‬
‫االسالمي فأختالف الناس في مشاربهم واتجاهاتهم داخل نطاق القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبما‬
‫اليخالف القواعد العامة لالسالم امر معترف به ويجب العمل على ضوئه بعد ان قرره فقهاء االمة وعلماؤها‬
‫‪ .‬فالعمل االعالمي ضمن هذه الدائرة المذهبية او الفقهية او الفكرية الضيقة اليحقق الفائدة المرجوة من‬
‫رسالة االعالم من باب كونه دعوة عامة الى االسالم عقيدة وشريعة وسلوكا …‬
‫اما حين يكون الخطاب االسالمي لمذهب او فئة من المسلمين موجها لهذه الفئة او المذهب مع تعمد‬
‫مهاجمة اآلراء والمذاهب والفئات االخرى التي لم تخرج عن شريعة االسالم او اصوله عامة ‪ ،‬فهي اساءة‬
‫كبيرة وغض الطرف عنها يقود االمة الى هالك محتوم ويخرج االعالم االسالمي من صفة كونه عاما‬
‫شامال موجها للمجتمع االنساني عامة الى اعالم جزئي محدود التأثير ‪ ،‬كما انه يمنح االعالمي المسلم صفة‬
‫الهدم الصفة البناء والتاسيس واالبداع المستندة اصال الى االحتكام الى القرآن الكريم والسنة النبوية ‪ ،‬وقد‬
‫امرنا ربنا الجليل الى الرجوع عند حكم القرآن في اية مسألة خالفية والى إتباع سنة المصطفى صلى هللا‬
‫عليه و سلم وبغير ذلك تختلط االمور وتضيع الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ ‪.‬‬
‫‪ -5‬إعالم بال إكراه ‪ :‬يرتبط هذا االمر بموضوع صفة الشريعة االسالمية ذاتها في كون إعتناقها اليكون‬
‫باالكراه واالجبار‪ ،‬وان المسلم كونه مكلفا بالدعوة الى االسالم وإيصالها الى مايستطيع وبما يستطيع ولكن‬
‫يبقى للطرف اآلخر ‪ -‬المستقبل ‪ -‬حق االيمان او رفض االيمان وقد رفض بعض سادة قريش الدخول في‬
‫االسالم رغم كل محاوالت المصطفى ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لدخولهم فيه بل إنه لم يعدم حتى من اهل بيته‬
‫او اقاربه من بني هاشم ممن استحبوا الكفر على االيمان وماتوا عليه‪ ،‬وقد اسلمت قبائل كثيرة بسبب إسالم‬
‫قادتها وزعمائها إتباعا وقناعة ال إكراها او جبارا على ذلك‪...‬‬
‫قال تعالى ‪) :‬الإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (( البقرة)‪.‬‬
‫اما المتشدقون بإدعاء ان االسالم انتشر بالقوة والسيف واإلكراه فمردود ه بان المعارك االولى في‬
‫االسالم كبدر واحد والخندق كانت معارك دفاعية عن الدين والوجود وحق الحياة وهو امر مكفول في كل‬
‫االديان والشرائع وكذلك غزوات المصطفى ( صلى هللا عليه وسلم ) ضد اليهود تفسر من هذا الباب لما‬
‫شكله هؤالء من خطر على المسلمين ودولتهم الناشئة آنذاك … ويمثل قبول المصطفى ( عليه الصالة‬
‫والسالم ) لصلح الحديبية مع قريش مع مقدرته على رفض ذلك دليال على منح العقل واستخدام الفكر واتخاذ‬
‫القرار اهمية خاصة …‬
‫لقد كان بإمكان المصطفلى صلى هللا عليه و سلم ان يجبر الناس على اعتناق االسالم عندما فتح مكة‬
‫منتصرا ظافرا إال انه لم يفعل بل ترك الناس لمعايشة المسلمين والتمييز بانفسهم بين نور االسالم وظالم‬
‫الجاهلية ‪ ،‬وقد فعل مثل ذلك عمر بن الخطاب رضي هللا عنه حين فتح القدس ظافرا فترك النصارى على‬
‫دينهم والكنائس على حالها إقتدا ًء بالمصطفى صلى هللا عليه و سلم… وامثلة كثيرة اخرى في التاريخ‬
‫االسالمي ‪ ،‬االمر الذي لم يحدث في حالة انتصار النصارى على المسلمين في االندلس فقد مارسوا مع‬
‫المسلمين سياسة القتل والتعذيب واالضطهاد العرقي في مذابح وحشية يندى لها جبين البشرية خجال …‬
‫اما حروب المسلمين مع االمم االخرى في العراق والشام ومصر وغيرها فقد كانت بهدف إزالة الجبابرة‬
‫وحكم الطغاة الذين حكروا على شعوبهم امر االطالع على االسالم‪ ،‬واالحتكام الى حق االنسان في تقرير‬
‫عقيدته ودينه ‪ ،‬من منطلق كون االسالم ذو دعوة عالمية شاملة لكل االنسانية ‪ ،‬قال تعالى ‪ ”:‬إن الدين عند‬
‫هللا االسالم “ وكون المصطفى (صلى هللا عليه وسلم ) خاتم االنبياء والمرسلين يوجب على البشرية جمعاء‬
‫االطالع على امر هذا الدين التخاذ القرار الصحيح باعتناقه او عدم اعتناقه تقريرا لحقيقة كون االنسان‬
‫عاقال مدركا ‪ ،‬يتحمل هو وحده نتائج خياراته وقناعاته واعماله في الحياة وعلى هذا االساس قام مبدأ الثواب‬
‫والعقاب اآللهي في الدنيا واآلخرة‬
‫المحاضرات اإلدارية‬
‫مهارات العمل اإلداري‬
‫تتناول هذه الوحدة موضوع االدارة من حيث التعريف والمباديء واالسسس والوظائف والمهارات والصفات‬
‫التي يجب ان يتحلى بها المدير الناجح ‪،‬وبنهاية هذه الوحدة يكون المتدرب ملما بمباديء االدارة‪.‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‪:‬‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب مفهوم االدارة واهميتها ‪.‬‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بخصائص ومباديء ووظائف االدارة‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المتدرب على العمل على تطوير مهاراته االدارية‪.‬‬
‫تعريف االدارة ‪:‬‬
‫اورد العلماء عدة تعر يفات لالدارة نذكر منها‪:‬‬
‫هي عملية التخطيط وإتخاذ القرارات الصحيحة والمستمرة مع المراقبة والتحكم بمصادر المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫للوصول إلى األهداف المرجوة وذلك من خالل توظيف وتطوير والسيطرة على المصادر البشرية‬
‫والمالية والمواد الخام والمصادر الفكرية والمعنوية‪.‬لذلك فاإلدارة تعتبر من اهم العلوم النجاز‬
‫االعمال‪.‬‬
‫هي فن الحصول على أقصى نتائج بأقل جهد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هي الوظيفة التي عن طريقها يتم الوصول إلى الهدف بأفضل الطرق وأقلها تكلفة وفي الوقت‬ ‫‪‬‬
‫المناسب وذلك باستخدام اإلمكانيات ‪.‬‬
‫مهما اختلفت التعريفات فان الغرض االساسى لالدارة هو تحقيق األهداف بفاعلية وكفاءة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة علم وفن‪:‬‬
‫اختلف علماء االدارة كثيرا حول االدارة هل هي علم ام فن ؟ ولكن المحصلة النهائية لهذا الخالف كانت هي‬
‫ان االدارة علم وفن‪.‬اإلدارة علم‪ :‬يعني أنها تعتمد على األسلوب العلمي عند مالحظة المشكالت اإلدارية‬
‫وتحليلها وتفسيرها والتوصل إلى نتائج يمكن تعميمها‪.‬اإلدارة علم‪ :‬أي لها مبادئ وقواعد ومدارس‬
‫ونظريات تحكم العمل اإلداري‪ ،‬كما أن تطبيق هذه المبادئ والنظريات يؤدي إلى نتائج محددة‪.‬اإلدارة فن‪:‬‬
‫أي أن المدير يحتاج إلى خبرة ومهارة وذكاء في ممارسة عمله‪ ،‬وتعامله مع العنصر البشري لحفزه على‬
‫األهداف التنظيمية‪ ،‬ألن ليس كل من درس علم اإلدارة قادر على تطبيقه‪ .‬ففن اإلدارة هو القدرة على تطبيق‬
‫اإلدارة في المجاالت المختلفة‪.‬اإلدارة فن وعلم معا‪ :‬من كل ما سبق يمكن القول بأن اإلدارة فن وعلم معا‪،‬‬
‫فاإلداري يجب أن يعتمد على الكتب والنظريات اإلدارية‪ ،‬باإلضافة إلى الخبرة العملية التي ال غنى عنها‪.‬‬
‫خصائص اإلدارة ‪- :‬‬
‫اإلدارة نشاط إنساني يتكون من عدة وظائف تشكل مع بعضها البعض عملية اإلدارة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة تختص ابتحقيق أهداف معينة يتفق عليها جماعة من الناس ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة تختص بالعنصر اإلنساني في العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارة ال تظهر إال مع وجود العمل الجماعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل اإلداري يختلف عن العمل الفني ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل اإلداري يختلف عن العمل التنفيذي‬ ‫‪‬‬
‫أهداف ومهام اإلدارة‪:‬‬
‫ووفقا للتعريف السابق فأن ‪ :‬أهداف ومهام اإلدارة هى‪:‬‬
‫‪ .1‬صناعة واتخاذ القرارات المتعلقة بتحديد االهداف طويلة وقصيرة المدى بمشاركة االطراف المعنية‪.‬‬
‫‪ .2‬بلوغ النتائج المخطط لها‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق رضاء العمالء الداخليين والخارجيين‪.‬‬
‫‪ .4‬صناعة ووضع معايير فنية عالية الجودة‬
‫مبادئ االدارة ‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدا تقسيم العمل ‪ :‬و هو المبدا الذي يترتب عليه التخصص‪ ,‬و الذي عده االقتصاديون عامال اساسيا‬
‫لرفع كفاءة العاملين ‪ .‬حيث انه يؤدي الى زيادة المقدرة و يزيد من ثقة العامل بنفسه‪.‬‬
‫‪ .2‬السلطة و المسئولية ‪:‬و هنا تكو ن السلطة و المسئولية مرتبطان ‪ ,‬فالمسئولية تتبع السلطة و تنبثق عنها ‪.‬‬
‫و السلطة هي مزيج من السلطةالرسمية المستمدة من مر كز المدير‪ ,‬و السلطة الشخصية التي تتكون من‬
‫الذكاء الخبرة و و القيم الخلقية‪.‬‬
‫‪ .3‬النظام ‪:‬النظام هو احترام االتفاقات و النظم و عدم االخالل باالوامر‪ ,‬و هذا المبدا يستلزم وجود رؤساء‬
‫قديرين في كل المستويات االدارية ‪.‬‬
‫‪ .4‬وحدة اصدار االوامر‪:‬و هنا يجب ان تصدر االوامر من رئيس او مشرف واحد حتى ال تتعارض التعليمات‬
‫و االوامر مع بعضها بعضا‪.‬‬
‫‪ .5‬مبدا وحدة التوجيه‪:‬طبقا لهذا المبدا فان كل مجموعة من االنشطة لها نفس الهدف يجب ان تكون تابعة‬
‫لرئيس واحد‪ ,‬و يختلف هذا المبدا عن مبدا وحدة االمر في انه ينطبق على عمليات المؤسسة و انشطتها في‬
‫حين ينطبق مبدا اصدار االوامر على االفراد العاملين‪.‬‬
‫‪.6‬مبدا خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‪:‬اى عندما تتعارض المصلحة الشخصية للفرد العامل مع‬
‫المصلحة العامة يجب خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ .7‬مبدا المكافاة و التعويض ‪:‬اي تعويض االفراد تعويضا عادال سواء في اجورهم ‪ ,‬او باستخدام المكافات ‪,‬‬
‫او في تقسيم االرباح ‪ .‬هو في مزايا عينية اخرى بحيث يحقق ذلك رضاء كل من العاملين و اصحاب العمل‪.‬‬
‫‪ .8‬مبدا المركزية‪:‬و يقضي تركيز السلطة في شخص معين ثم تفويضها حسبما تقتضى الظروف‪.‬‬
‫‪ .9‬مبدا تدرج السلطة‪:‬اي تسلسل السطة من اعلى الرتب الى ادناها ‪ ,‬بحيث يكون حجم السلطة اقل كلما‬
‫اتجهنا الى اسفل الهرم االداري ‪ ,‬و هذا امر ضروري لتامين وحدة اصدار االوامر في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .10‬مبدا الترتيب و النظام ‪ :‬اي ان يكون هناك مكان معين لك لشئ او مكان معين لكل شخص كما يجب ان‬
‫يكون كل شئ و كل شخص في مكانه الخاص به‪.‬‬
‫‪ .11‬مبدا المساواة‪:‬اي عدم تمييز الرؤساء في معاملتهم للمرؤوسين ‪ ,‬حيث يحصل الرؤساء على والء‬
‫المستخدمين عن طريق المساواة و العدل‪.‬‬
‫‪ .12‬مبدا االستقرار في العمل ‪:‬و يعني المحافظة على استمرار العاملين ذوي االنتاجية العالية في المؤسسة‬
‫لمدة طويلة ‪ ,‬الن البحث عن عاملين جدد يترتب عليه اضافة من حيث الجهد و الوقت و المال‪.‬‬
‫‪ .13‬مبدا المبادرة ‪:‬على الرؤساء ايجاد مبدا المبادرة و االبتكار بين مرؤوسيهم ‪ ,‬او بعبارة اخرى على‬
‫الرؤساء تشجيع المرؤسين على التفكير المتجدد و االبتكار‪.‬‬
‫‪ .14‬التعاون‪:‬و يعني ضرورة العمل بروح و بشكل الفريق انطالقا من شعار االتحاد قوة‪.‬‬
‫وظائف االدارة ‪:‬‬
‫الوظيفةاألولى ‪ :‬التخطيط‬
‫غالبا ما يعدّ التخطيط الوظيفة األولى من وظائف اإلدارة‪ ،‬فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف اإلدارية‬
‫األخرى‪ .‬والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير األمور لإلجابة عن األسئلة مثل ماذا يجب أن‬
‫نفعل‪ ،‬ومن يقوم به‪ ،‬وأين‪ ،‬ومتى‪ ،‬وكيف‪ .‬بواسطة التخطيط يمكن إلىحد كبير المدير من تحديد األنشطة‬
‫التن ظيمية الالزمة لتحقيق األهداف‪،‬و هو تقرير ما يجب أن يحصل مستقبال وتحديد أفضل السبل لتحقيق‬
‫اهداف المؤسسة ويعني التنبؤ بما سيكون عليه األمر في المستقبل ‪ ،‬ووضع برنامج عمل استعدادا له‬
‫فمفهوم التخطيط العام يجيب على أربعة أسئلة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬ماذا نريد أن نفعل؟‬
‫‪ .2‬أين نحن من ذلك الهدف اآلن؟‬
‫‪ .3‬ما هي العوامل التي ستساعدنا أو ستعيقنا عن تحقيق الهدف؟‬
‫‪ .4‬ما هي البدائل المتاحة لدينا لتحقيق الهدف؟ وما هو البديل األفضل؟‬
‫من خالل التخطيط ستحدد طرق سير األمور التي سيقوم بها األفراد‪ ،‬واإلدارات‪ ،‬والمؤسسة ككل لمدة أيام‪،‬‬
‫وشهور‪،‬وحتى سنوات قادمة‪ .‬التخطيط يحقق هذه النتائج من خالل‪:‬‬
‫تحديد الموارد المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد عدد ونوع الموظفين (فنيين‪ ،‬مشرفين‪ ،‬مدراء) المطلوبين‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير قاعدة البيئة التنظيمية حسب األعمال التي يجب أن تنجز (الهيكل التنظيمي)‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد المستويات القياسية فيكل مرحلة وبالتالي يمكن قياس مدى تحقيقنا لألهداف مما يمكننا من إجراء‬
‫التعديالت الالزمة في الوقت المناسب‪.‬‬
‫يمكن تصنيف التخطيط حسب الهدف منه أو اتساعه إلى ثالث فئات مختلفة تسمى‪:‬‬
‫التخطيط االستراتيجي ‪:‬يحدد فيه األهداف العامة للمنظمة ‪.‬‬
‫التخطيط التكتيكي ‪:‬يهتم بالدرجة األولى بتنفيذ الخطط االستراتيجية على مستوى اإلدارة الوسطى ‪.‬‬
‫التخطيط التنفيذي ‪:‬يركز على تخطيط االحتياجات إلنجاز المسؤوليات المحددة للمدراء أو األقسام أو‬
‫اإلدارات ‪.‬‬
‫أنواع التخطيط الثالثة‪ / 1 :‬التخطيط االستراتيجي‪:‬‬
‫يهتم التخطيط االستراتيجي بالشؤون العامة للمؤسسة ككل‪ .‬ويبدأ التخطيط اإلستراتيجي ويو ّجه من قبل‬
‫المستوى اإلداري األعلى ولكن جميع المستويات اإلدارية يجب أن تشارك فيها لكي تعمل‪ .‬وغاية التخطيط‬
‫االستراتيجي هي‪:‬‬
‫‪ .1‬إيجاد خطة عامة طويلة المدة بين المهام والمسؤوليات للمؤسسة ككل ‪.‬‬
‫‪ .2‬إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العملية التخطيطية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير المؤسسة من حيث تآلف خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض ‪.‬‬
‫‪ /2‬التخطيط التكتيكي‪:‬‬
‫يركز التخطيط التكتيكي علىتنفيذ األنشطة المحددة في الخطط االستراتيجية‪ .‬هذه الخطط تهتم بما يجب أن تقوم‬
‫بهكل وحدة من المستوى األدنى‪ ،‬وكيفية القيام به‪ ،‬ومن سيكون مسؤوالً عن إنجازه ‪.‬التخطيط التكتيكي‬
‫ضروري جدا لتحقيق التخطيط االستراتيجي‪ .‬المدى الزمني لهذه الخططأقصر من مدى الخطط االستراتيجية‪،‬‬
‫كما أنها تركز على األنشطة القريبة التي يجبإنجازها لتحقيق االستراتيجيات العامة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ /3‬التخطيط التنفيذي‪:‬‬
‫يستخدم المدير التخطيط التنفيذي إلنجاز مهام ومسؤوليات عمله‪ .‬ويمكن أن تستخدم مرة واحدة أو عدة مرات ‪.‬‬
‫الخطط ذات االستخدام الواحد تطبق على األنشطة التي تتكرر‪ .‬كمثال على الخطط ذات االستخدام الواحد‬
‫خطة الموازنة‪ .‬أما أمثلة الخطط مستمرة االستخدام فهي خطط السياسات واإلجراءات‪.‬‬
‫خطوات إعداد الخطط التنفيذية‪:‬‬
‫‪ ‬الخطوة األولى‪ :‬وضع األهداف ‪:‬تحديد األهداف المستقبلية‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة الثانية ‪:‬تحليل وتقييم البيئة ‪:‬تحليل الوضع الحالي والموارد المتوفرة لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة الثالثة ‪:‬تحديد البدائل ‪:‬بناء قائمة من االحتماالت لسير األنشطة التي ستقودك تجاه أهدافك‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة الرابعة ‪:‬تقييم البدائل ‪:‬عمل قائمة بنا ًء على المزايا والعيوب لكل احتمال من احتماالت سير األنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة الخامسة ‪:‬اختيار الحل األمثل ‪:‬اختيار االحتمال صاحب أعلى مزايا وأقل عيوب فعلية‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة السادسة ‪:‬تنفيذ الخطة ‪:‬تحديد من سيتكفل بالتنفيذ‪ ،‬وما هي الموارد المعطاة له‪ ،‬وكيف ستقيم الخطة‪،‬‬
‫وتعليمات إعداد التقارير‪.‬‬
‫‪ ‬الخطوة السابعة ‪:‬مراقبة وتقييم النتائج ‪:‬التأكد من أن الخطة تسير مثل ما هو متوقع لها وإجراء التعديالت‬
‫الالزمة لها‪.‬‬
‫الوظيفة الثانية ‪ :‬التنظيم‬
‫تعرف وظيفة التنظيم على أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خالل هيكل رسمي يبينالمهام‬
‫والسلطات واالنتفاع االمثل من الموارد البشرية والمادية المتوفرة لتنفيذ خطط العمل عبر هيكل واضح‬
‫للمسؤوليات والصالحيات‬
‫هنالك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد أنشطة العمل التي يجب أن تنجز لتحقيق األهداف التنظيمية ‪.‬‬
‫‪ .2‬تصنيف أنواع العمل المطلوبة ومجموعات العمل إلى وحدات عمل إدارية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تفويض العمل إلى أشخاص آخرين مع إعطائهم قدر مناسب من السلطة ‪.‬‬
‫‪ .4‬تصميم مستويات اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫المحصلة النهائية من عملية التنظيم في المؤسسة‪ :‬كل الوحدات التي يتألف منها (النظام) تعمل بتآلف لتنفيذ‬
‫المهام لتحقيق األهداف بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫اهمية التنظيم‪:‬‬
‫العملية التنظيمية ستجعل تحقيق غاية المؤسسة المحددة سابقا في عملية التخطيط أمرا‬
‫ممكنا‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬فهي تضيف مزايا أخرى‪.‬‬
‫‪ .1‬توضيح بيئة العمل ‪:‬كل شخص يجب أن يعلم ماذا يفعل‪ .‬فالمهام والمسؤوليات المكلف بها كل فرد‪،‬‬
‫وإدارة‪ ،‬والتقسيم التنظيمي العام يجب أن يكون واضحا‪ .‬ونوعية وحدود السلطات يجب أن تكون محددة ‪.‬‬
‫‪ .2‬تنسيق بيئة العمل ‪:‬الفوضى يجب أنتكون في أدنى مستوياتها كما يجب العمل على إزالة العقبات‪.‬‬
‫والروابط بين وحدات العمل المختلفة يجب أن تنمى وتطور‪ .‬كما أن التوجيهات بخصوص التفاعل بين‬
‫نتعرف ‪.‬‬
‫الموظفين يجب أ ّ‬
‫‪ .3‬الهيكل الرسمي التخاذ القرارات ‪:‬العالقات الرسمية بين الرئيس والمرؤوس يجب أن تطور من خالل‬
‫الهيكل التنظيمي‪ .‬هذا سيتيح انتقال األوامر بشكل مرتب عبر مستويات اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫الخطوات الخمسة في عملية التنظيم‪:‬‬
‫الخطوةاألولى ‪ :‬احترام الخطط واألهداف ‪ :‬الخطط تملي على المؤسسة الغاية واألنشطة التي يجب‬
‫أن تسعى إلنجازها‪ .‬من الممكن إنشاء إدارات جديدة‪ ،‬أو إعطاء مسؤوليات جديدة لبعض اإلدارات القديمة‪،‬‬
‫كما الممكن إلغاء بعض اإلدارات‪ .‬أيضا قد تنشأ عالقات جديدة بين مستويات اتخاذ القرارات‪ .‬فالتنظيم سينشئ‬
‫الهيكل الجديد للعالقات ويقيّد العالقات المعمول بها اآلن‪.‬‬
‫الخطوة الثانية ‪ :‬تحديد األنشطة الضرورية إلنجاز األهداف‪ :‬تحديد األنشطة الضرورية لتحقيق‬
‫األهداف التنظيمية المحددة‪ .‬حيث يجب إعداد قائمة بالمهام الواجب إنجازها ابتداء باألعمال المستمرة (التي‬
‫تتكرر عدة مرات) وانتهاء بالمهام التي تنجز لمرة واحدة‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬تصنيف األنشطة‪:‬حيث يكون المدراء مطالبون بإنجاز ثالث عمليات‪:‬‬
‫‪ .1‬فحص كل نشاط تم تحديده لمعرفة طبيعته (تسويق‪ ،‬إنتاج‪ … ،‬الخ)‬
‫‪ .2‬وضع األنشطة في مجموعات بناء على هذه العالقات ‪.‬‬
‫‪ .3‬البدء بتصميم األجزاء األساسية من الهيكل التنظيمي ‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة‪ :‬تفويض العمل والسلطات‪:‬إن مفهوم الحصص كقاعدة لهذه الخطوة هو أصل العمل‬
‫التنظيمي‪ .‬في بدء اإلدارات‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬الغاية‪ ،‬المهام‪ ،‬وأداء اإلدارة يجب أن يحدد أوال كأساس للسلطة‪ .‬هذه‬
‫الخطوة مهمة في بداية وأثناء العملية التنظيمية‪.‬‬
‫الخطوة الخامسة‪ :‬تصميم مستويات العالقات‪:‬هذه الخطوة تحدد العالقات الرأسية والعرضية (األفقية)‬
‫في المؤسسة ككل‪ .‬الهيكل األفقي يبين من هو المسؤول عن كل مهمة‪ .‬أما الهيكل الرأسي فيقوم بالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬يعرف عالقات العمل بين اإلدارات العاملة ‪.‬‬
‫‪ .2‬يجعل القرار النهائي تحت السيطرة (فعدد المرؤوسين تحت كل مدير واضح)‬
‫الوظيفة الثالثة ‪ :‬التوظيف‬
‫يمكن تبيين التوظيف على أنها عملية مكونة من ثمان مهام صممت لتزويد المؤسسة باألشخاص المناسبين‬
‫في المناصب المناسبة‪ .‬هذه الخطوات الثمانية تتضمن‪ :‬تخطيط الموارد البشرية‪ ،‬توفير الموظفين‪،‬االختيار‪،‬‬
‫التعريف بالمؤسسة ‪ ،‬التدريب والتطوير‪ ،‬تقييم األداء‪ ،‬المكافآت والترقيات وخفض الدرجات والنقل‪ ،‬وإنهاء‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫و يتم تعريف كل واحدة من هذه المهام الثماني كما يلي‪.‬‬
‫مهام التوظيف الثمانية‪:‬‬
‫من الموظفين‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تخطيط الموارد البشرية ‪:‬الغاية من تخطيط الموارد البشرية هي التأكد من تغطية احتياجات المؤسسة‬
‫ويتم عمل ذلك بتحليل خطط المؤسسة لتحديد المهارات المطلوب توافرها في الموظفين‪ .‬ولعملية تخطيط الموارد البشرية‬
‫ثالث عناصر هي‬
‫‪ .1‬التنبؤ باحتياجات المؤسسة من الموظفين ‪.‬‬
‫‪ .2‬مقارنة احتياجات المؤسسة بموظفي المؤسسة المرشحين لسد هذه االحتياجات ‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير خطط واضحة تبين عدد األشخاص الذين سيتم تعيينهم (من خارج المؤسسة) ومن هم األشخاص الذين سيتم‬
‫تدريبهم(من داخل المؤسسة) لسد هذه االحتياجات ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توفير الموظفين ‪:‬في هذه العملية يجب على اإلدارة جذب المرشحين لسد االحتياجات من الوظائف الشاغرة‪.‬‬
‫وستستخدم اإلدارة أداتين في هذه الحالة هما مواصفات الوظيفة ومتطلباتها‪ .‬وقد تلجأ اإلدارة للعديد من الوسائل للبحث عمن‬
‫يغطي هذه االحتياجات‪ ،‬مثل‪ :‬الجرائد العادية والجرائد المختصة باإلعالنات‪ ،‬ووكاالت العمل‪ ،‬أو االتصال بالمعاهد والكليات‬
‫التجارية‪ ،‬ومصادر (داخلية و‪/‬أو خارجية) أخرى‪ .‬وحاليا بدأت اإلعالنات عن الوظائف واالحتياجات تدارعن طريق اإلنترنت‬
‫حيث أنشأت العديد من المواقع لهذا الغرض‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬االختيار ‪ :‬بعد عملية التوفير‪،‬يتم تقييم هؤالء المرشحين الذين تقدموا لشغل المواقع المعلن عنها‪ ،‬ويتم‬
‫اختيار من تتطابق عليه االحتياجات‪ .‬خطوات عملية االختيار قد تتضمن ملء بعض االستمارات‪،‬ومقابالت‪،‬‬
‫واختبارات تحريرية أو مادية‪ ،‬والرجوع ألشخاص أو مصادر ذات عالقة بالشخص المتقدم للوظيفة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التعريف بالمؤسسة ‪:‬بمجرد اختيار الموظف يجب أن يتم دمجه بالمؤسسة‪ .‬عملية التعريف‬
‫بالمؤسسة تتضمن تعريف مجموعات العمل بالموظف الجديد وإطالعه على سياسات وأنظمة المؤسسة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التدريب والتطوير ‪:‬من خالل التدريب والتطوير تحاول المؤسسة زيادة قدرة الموظفين على‬
‫المشاركة في تحسين كفاءة المؤسسة‪.‬‬
‫التدريب ‪:‬يهتم بزيادة مهارات الموظفين‪.‬‬
‫التطوير ‪:‬يهتم بإعداد الموظفين إلعطائهم مسؤوليات جديدة إلنجازها‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تقييم األداء ‪:‬يتم تصميم هذا النظام للتأكد من أن األداء الفعلي للعمل يوافق معايير األداء المحددة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬قرارات التوظيف ‪:‬قرارات التوظيف كالمتعلقة بالمكافآت التشجيعية‪ ،‬النقل‪ ،‬الترقيات‪ ،‬وإنزال‬
‫الموظف درجة كلها يجب أن تعتمد على نتائج تقييم األداء‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬إنهاء الخدمة ‪:‬االستقالة االختيارية‪،‬والتقاعد‪ ،‬واإليقاف المؤقت‪ ،‬والفصل يجب أن تكون من‬
‫اهتمامات اإلدارة أيضا‪.‬‬
‫الوظيفةالرابعة‪ :‬التوجيه‬
‫بمجرد االنتهاء من صياغة خطط المؤسسة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها‪ ،‬تكون الخطوة‬
‫التالية في العملية اإلدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق األهداف التنظيمية‪ .‬في هذه الوظيفة اإلدارية يكون‬
‫من واجب المدير تحقيق أهداف المؤسسة من خالل إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم‪ .‬وظيفة التوجيه يشار إليها‬
‫أحيانا على أنها التحفيز‪ ،‬أو القيادة‪ ،‬أو اإلرشاد‪ ،‬أو العالقات اإلنسانية‪ .‬لهذه األسباب يعتبر التوجيه الوظيفي‬
‫األكثر أهمية في المستوى اإلداري األدنى ألنه ببساطة مكان تركز معظم العاملين في المؤسسة‪ .‬و إذا أراد أي‬
‫شخص أن يكون مشرفا أو مديرا فعاال عليه أن يكون قياديا فعاال‪ ،‬فحسن مقدرته على توجيه الناس تبرهن‬
‫مدى فعاليته‪ .‬فالتوجيه هو قيادة والهام الموظفين باتجاه تحقيق االهداف المؤسسية ويعني كيفية التعامل مع‬
‫األفراد داخل المؤسسة ‪.‬‬
‫متغيرات التوجيه‪:‬‬
‫أساس التوجيهات للمرؤوسين سيتركز حول نمط في قيادة (دكتاتوري‪ ،‬ديموقراطي‪ ،‬عدم التقييد) وطريقة‬
‫اتخاذ القرارات‪ .‬هنالك العديد من المتغيرات التي ستتدخل في القرار حول كيفية توجيه المرؤوسين مثل‪ :‬مدى‬
‫خطورة الحالة‪ ،‬نمطك القيادي‪ ،‬تحفيز المرؤوسين‪ ،‬وغيرها‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬يكون القائد الموجه لآلخرين‬
‫عليه‪:‬‬
‫‪ .1‬معرفة جميع الحقائق عن الحالة ‪.‬‬
‫‪ .2‬التفكير في األثر الناجم عن القرار على المهمة ‪.‬‬
‫‪ .3‬األخذ بعين االعتبار العنصر البشري عند اتخاذ للقرار ‪.‬‬
‫‪ .4‬التأكد من أن القرار الذي تم اتخاذه هو القرار السليم الذي يجب اتخاذه ‪.‬‬
‫بالنسبة للشخص الذي يوجه أنشطة اآلخرين عليه أيضا‬
‫‪ .1‬تفويض المهام األولية لجميع العاملين ‪.‬‬
‫‪ .2‬جعل األوامر واضحة ومختصرة ‪.‬‬
‫‪ .3‬متابعة كل شخص تم تفويضه‪،‬وإعطاء أوامر محددة سواء كانت كتابية أو شفوية ‪.‬‬
‫و فيما يتعلق بالعملية التوجيهية نورد ما يلى‪.‬‬
‫مقترحات حول عملية التوجيه‪:21‬‬
‫‪ .1‬عدم جعل التوجيه نزاع من أجل السلطة‪ .‬وو محاولة تركيز اهتمام المدير –واهتمام الموظفين‪ -‬على‬
‫األهداف الواجب تحقيقها ‪.‬الفكرة هي تخيل أن هذا هو الوضع التي تقتضيه األوامر‪ ،‬فهو ليس مبنيا على‬
‫هوى المدير ‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم اللجوء الى األساليب الخشنة‪ .‬و ذلك الجل أن يأخذ الموظفين التعليمات بجدية ‪.‬‬
‫‪ .3‬االنتباه للكلمات الصادرة‪ .‬الكلمات قد تصبح موصل غير موثوق فيه لالفكار! كما يجب ايضا مراقبة نبرة‬
‫الصوت‪ .‬فمعظم الناس يتقبلون حقيقة أن عمل المشرف هو إصدار األوامر والتعليمات‪ .‬ومعارضتهم لهذه‬
‫األوامر مبنية على الطريقة التي أصدرت فيها هذه األوامر ‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم االفتراض أن الموظفين فهم واكل شيء‪ .‬وأعطاء الموظفين فرصة لطرح األسئلة ومناقشة األهداف‪.‬‬
‫و اعطائهم الفرصة ليأكدوا فهمهم بجعلهم يكررون ما تم قوله ‪.‬‬
‫‪ .5‬التأكد من الحصول على "التغذية الراجعة" بالطريقة الصحيحة‪ .‬و أعطاء الموظفين الذين يريدون‬
‫االعتراض على المهام الفرصة لعمل ذلك في الوقت الذي يتم فيه تفويض المهام لهم‪ .‬إن معرفة والسيطرة‬
‫على المعارضة وسوء الفهم قبل بدء العمل أفضل من االنتظار لما بعد ‪.‬‬
‫‪ .6‬عدم اعطاء الكثير من األوامر ‪.‬المعلومات الزائدة عن الحد الذي تعتبر فيه مثبطة للعاملين‪ .‬وجعل‬
‫التعليمات مختصرة ومباشرة ‪.‬و االنتظار حتى ينتهي العاملون من العمل األول قبل أن الطلب منهم البدء‬
‫في عمل ثاني ‪.‬‬
‫‪ .7‬أعطاء التفاصيل المهمة فقط ‪ .‬بالنسبة للمساعدين القدماء‪ ،‬حيث ال يوجد ما يضجرهم أكثر من استماعهم‬
‫لتفاصيل معروفة ‪.‬‬
‫‪ .8‬االنتباه للتعليمات المتضاربة ‪ .‬و التأكد من عدم القول للموظفين أمرا ما بينما المشرفين في اإلدارات‬
‫المجاورة و يقولون لموظفيهم ما يعارض ذلك ‪.‬‬
‫‪ .9‬عدم اختيار العامل المستعد للعمل فقط‪ .‬و التأكد من عدم تحميل الشخص المستعد اكثر من طاقته‪ .‬والتأكد‬
‫أيضا من إعطاء األشخاص الصعب قيادتهم نصيبهم من العمل الصعب أيضا ‪.‬‬
‫‪ .10‬محاولة عدم تمييز أي شخص‪ .‬من غير الالئق معاقبة الشخص بتكليفه بمهمة كريهة‪ .‬و محاولة التقليل من‬
‫هذا األمر قدر المستطاع ‪.‬‬
‫‪ .11‬األهم من جميع ذلك‪ ،‬عدم لعب" التسديدة الكبرى"‪ .‬المشرفين الجدد يخطئون أحيانا بالتباهي بسلطاتهم‪.‬‬
‫أما المشرفين األكثر نضجا فغالبا ما يكونون أكثر قربا من موظفيهم ‪.‬‬
‫الوظيفة الخامسة‪ :‬الرقابة‬
‫التّخطيط‪ ،‬والتنظيم‪،‬والتّوظيف‪ ،‬والتوجيه يجب أن يتابعوا للحفاظ على كفاءتهم وفاعليتهم ‪ .‬لذلك فالرقابة آخر‬
‫الوظائف الخمسة لإلدارة‪ ،‬وهي المعنيّة بالفعل بمتابعة ك ّل من هذه الوظائف لتقييم أداء المؤسسة تجاه تحقيق‬
‫أهدافها‪.‬‬
‫في الوظيفة الرقابية لإلدارة‪ ،‬سوف تنشئ معايير األداء التي سوف تستخدم لقياس التقدّم نحو األهداف ‪.‬‬
‫المتنوعة في المؤسسة على المسار الصحيح في‬ ‫ّ‬ ‫مقاييس األداء هذه ص ّممت لتحديد ما إذا كان الناس واألجزاء‬
‫طريقهم نحو األهداف المخطط تحقيقها‪ .‬فوظيفة المراقبة هي متابعة االنجازات مقارنة باالهداف وتقرير‬
‫التعديالت المالئمة على ضوء التغذية الراجعة علما ان التنسيق والمتابعة هي ضمن الرقابة وهي التأكد من‬
‫دقة تنفيذ الخطط عن طريق مقارنة األداء الفعلي بالمعايير الموضوعة‪.‬‬
‫خطوات العملية الرقابية األربعة‪:‬‬
‫وظيفة الرقابة مرتبطة بشكل كبير بالتّخطيط ‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬الغرض األساس ّ‬
‫ي من الرقابة هو تحديد مدى نجاح‬
‫ي شخص أوبند أو‬ ‫وظيفة التخطيط‪ .‬هذه العمليّة يمكن أن تحصر في أربعة خطوات أساسيّة تطبّق على أ ّ‬
‫عملية يراد التحكم بها ومراقبتها‪.‬‬
‫هذه الخطوات األساسية األربعة هي‪:‬‬
‫سلع أو‬ ‫إعداد معايير األداء ‪:‬المعيار أداة قياس‪،‬ك ّميّة أو نوعيّة‪ ،‬ص ّممت لمساعدة مراقب أداء الناس وال ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫العمليّات‪ .‬المعايير تستخدم لتحديد التقدّم‪ ،‬أو التأخر عن األهداف‪ .‬طبيعة المعيار المستخدم يعتمد على‬
‫األمر المراد متابعته‪ .‬أيّا كانت المعايير‪ ،‬يمكن تصنيفهم جميعا إلى إحدى هاتين المجموعتين‪ :‬المعايير‬
‫اإلداريّة أو المعايير التّقنيّة‪ .‬فيما يلي وصف لك ّل نوع ‪.‬‬
‫المعايير اإلدارية ‪:‬تتض ّمن عدة أشياء كالتقارير واللوائح وتقييمات األداء‪ .‬ينبغي أن تر ّكز جميعها‬ ‫‪‬‬
‫على المساحات األساسيّة ونوع األداء المطلوب لبلوغ األهداف المحددة‪ .‬تعبّر المقاييس اإلداريّة‬
‫ي من ك ّل الباعة يبين ما تم‬‫عن من‪ ،‬متى‪ ،‬ولماذا العمل‪.‬مثال‪ :‬يطالب مدير المبيعات بتقرير شهر ّ‬
‫عمله خالل الشهر‪.‬‬
‫المعايير التقنية ‪:‬يحدّد ماهية وكيفية العمل‪ .‬وهي تطبق على طرق اإلنتاج‪ ،‬والعمليّات‪ ،‬والموادّ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واآلالت‪ ،‬ومعدّات السالمة‪ ،‬والموردين‪ .‬يمكن أن تأتي المعايير التّقنيّة من مصادر داخليّة‬
‫وخارجيّة‪.‬مثال‪ :‬معايير السالمة أمليت من خالل لوائح الحكومة أو مواصفات المصنّعين لمعدّاتهم‪.‬‬
‫ي‪.‬‬‫متابعة األداء الفعلي ‪:‬هذه الخطوة تعتبر مقياس وقائ ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫قياس األداء ‪:‬في هذه الخطوة‪ ،‬يقيس المديرين األداء ويحدّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة‪ .‬إذا‬ ‫‪.3‬‬
‫كانت نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة ‪-‬خالل الحدود المفترضة‪ -‬فال حاجة التخاذ أي إجراء‪ .‬إما إن‬
‫كانت النتائج بعيدة عن ما هو متوقع أو غير مقبولة فيجب اتخاذ اإلجراء الالزم ‪.‬‬
‫تصحيح االنحرافات عن المعايير ‪:‬تحديد اإلجراء الصحيح الواجب اتخاذه يعتمد على ثالثة أشياء‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫المعيار‪ ،‬دقّة القياسات التي بيّنت وجود االنحراف‪ ،‬وتحليل أداء الشخص أو اآللة لمعرفة سبب االنحراف‪.‬‬
‫ضع في االعتبار تلك المعايير قد تكون مرخيّة جدًّا أو صارمة جدًّا‪ .‬القياسات قد تكون غير دقيقة بسبب‬
‫وأخيرا‪ ،‬من الممكن أن تصدر عن‬ ‫ً‬ ‫رداءة استخدام آالت القياس أو بسبب وجود عيوب في اآلالت نفسها‪.‬‬
‫الناس أحكاما رديئة عند تحديد اإلجراءات التّقويميّة الواجب اتخاذها ‪.‬‬
‫المهارات اإلدارية‬
‫المهارات الفكرية ‪ :‬وهى القدرة على التحليل واتخاذ القرارات‪.‬‬
‫المهارات الفنية ‪ :‬وهى المعرفة فى الجوانب التخصصية التى يشرف عليها المدير‪.‬‬
‫المهارات اإلنسانية ‪ :‬وهى فن التعامل مع األخرين‬
‫المستويات االدارية في المؤسسات التنظيمية‪:‬‬
‫اإلدارة العليا ‪ :‬ويمثلها (االمين العام ‪ ،‬مسؤول المحلية ) او حسب االمانة المعنية فان المسؤول االول يمثل‬
‫االدارة العليا‬
‫مهام مستوى اإلدارة العليا ‪-:‬‬
‫‪ ‬تحديد األهداف العامة ‪.‬‬
‫‪ ‬رسم السياسات الشاملة ‪.‬‬
‫‪ ‬وضع الخطط الطويلة المدى ‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد الخطط والبرامج التي تعدها اإلدارة الوسطى‬
‫‪ ‬اتخاذ القرارات اإلستراتيجية ‪.‬‬
‫اإلدارة الوسطى ‪ :‬أو اإلدارة المتوسطة ويمثلها مدراء االدارات او اعضاء المكتب التنفيذي باالمانة‪.‬‬
‫مهام مستوى اإلدارة الوسطى ‪-:‬‬
‫‪ ‬ترجمة األهداف والسياسات العامة المحددة من االدارة العليا الى خطط وبرامج عمل‪.‬‬
‫‪ ‬أداة االدارة العليا لوضع قراراتها موضع التطبيق العملي‪.‬‬
‫‪ ‬توجيه النشاط اليومي‪.‬‬
‫‪ ‬تركز على التخطيط القصير والمتوسط األجل ‪.‬‬
‫‪ ‬تغلب في هذا المستوى التخصص الفني والمهني‬
‫‪ ‬أداة الربط بين اإلدارة العليا واإلدارة الدنيا‪.‬‬
‫اإلدارة التنفيذية أو اإلدارة التشغيلية ‪ :‬ويمثلها المشرفون‬
‫مهام مستوى اإلدارة االتشغيلية ‪-:‬‬
‫تقوم بأعباء اإلدارة والعمليات التنفيذية بالدرجة األولى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تخطيط عملية التنفيذ واإلشراف اليومي الدقيق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫درجة التخصص المهني تصل إلى أعلى درجة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمثل اإلدارة الدنيا خط االتصال األول بمواقع العمل الفعلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوم بإمداد اإلدارة الوسطى بالمعلومات الحيوية التي تحتاجها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االخصائص التي يجب أن يتمتع بها اإلداري الناجح‪:‬‬
‫خصائص اخالقية مثل ‪:‬األمانة والعدل واإلخالص في العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص جسمانية حتى يتحمل عبء العمل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص انسانية ‪ :‬وهي القدرة على االقناع و التعبير عن األراء ‪ ،‬و إدارة النقاش و الحوار و‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة فيها ‪ ،‬ودقة المالحظة اضافة إلى الصفات الشخصية مثل الصبر و اللباقة و الثقة باألخرين‬
‫و التواضع ‪.‬‬
‫خصائص فكرية ‪ :‬وهي قدرته على التحليل ‪ ،‬و التفكير البناء المرن ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خصائص فنية ‪ :‬وهي القدرة على التعبير السليم الواضح ‪ ،‬و االطالع المستمر و القراءة الواعية ‪ ،‬و‬ ‫‪‬‬
‫القدرة على توضيح االفكار ‪ ،‬و استخدام الوسائل العلمية ‪ ،‬و القدرة على االصغاء‬
‫ادارة االجتماعات‬
‫تتناول هذه الوحدة الحديث عن ادارة االجتماعات والمهارات الالزمة الدارة االجتماعات بفاعلية ونجاح‬
‫تامين‪ ،‬حيث تم الحديث عن اهمية االجتماعات وانواعها وعناصرها وعوامل نجاحها وادوار اعضاء‬
‫االجتماعات وغيرها من متعلقات ادارة االجتماعات‪.‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب على اهمية االجتماعات‬
‫‪ ‬ان يتعرف المتدرب على انواع وعناصر االجتماع‪.‬‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بادوار اعضاء االجتماع‬
‫‪ ‬ان يلم المتدرب بالمهارات الالزمة الدارة االجتماعات‪..‬‬
‫االجتماع ‪:‬‬
‫هو لقاء بين بين شخصين اواكثر تجمعهم اهتمامات مشتركة للتداول والتشاور و تبادل المعلومات واالفكار‬
‫واالراء حول موضوع أو مشكلة محددة ‪-‬بغرض تحليلها واتخاذ قرار بشأنها –ويكون االجتماع تحت قيادة‬
‫واحدة ‪-‬فى مكان وزمان محددين‪-‬‬
‫أهمية االجتماعات ‪:‬‬
‫تساعد على التخطيط الجيد لألعمال واإلعداد للبرامج واألنشطة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫من افضل الوسائل التخاذ القرارات بشكل جماعي فعال ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تساهم في حل المشكالت وتحديد البدائل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تساعد في كشف النقص والقصور في االداء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحدد أولويات إنجاز األعمال وتوقيت إنجازها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تساعد في تقويم النتائج ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكسب األعضاء الشعور باالنتماء للتنظيم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكسب األفراد مهارات الحوار والنقاش وعرض اآلراء وتحفزهم على المشاركة في المسؤولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عبادة وطاعة هلل عز وجل ‪ .‬لذا ينبغي إحاطتها بجو من الرحمة وتوفير الطابع اإليماني لها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انواع االجتماعات ‪:‬‬
‫ا‪ .‬من حيث االنتظام‬
‫(‪ )1‬اجتماعات دورية‪ :‬تعقد بصورة منتظمة‪ ،‬في مواعيد محددة (اسبوعية – نصف شهرية ‪ -‬شهرية – ربع‬
‫سنوية – نصف سنوية )‬
‫(‪ )2‬اجتماعات طارئة‪ :‬تعقد في أي وقت‪ ،‬وكلما دعت إليها الحاجة وذلك لبحث موضوع طارئ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ومن حيث الرسمية هناك‪:‬‬
‫(‪ )1‬اجتماعات رسمية‪ :‬تعقد لبحث قضية معينة أو عدة قضايا تتعلق بسير العمل‪.‬‬
‫(‪ )2‬اجتماعات غير رسمية‪ :‬تعقد في مناسبات اجتماعية مختلفة كدعوات االستقبال أو التوديع أو االحتفاالت‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫عناصر االجتماع‬
‫‪ -1‬القائد (من يرأس االجتماع )‪.‬‬
‫‪ -2‬األفراد (المشاركون في االجتماع ‪.‬‬
‫األهداف ‪(.‬النتائج التي يجب ان يتوصل اليها )‬ ‫‪-3‬‬
‫البرنامج ‪(.‬االجندة التي ستتم مناقشتها في االجتماع)‬ ‫‪-4‬‬
‫المكان ‪( .‬مكان انعقاد االجتماع)‬ ‫‪-5‬‬
‫الزمن ‪( .‬زمان ومدة انعقاد االجتماع)‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلمكانات المادية (كل الوسائل المعينة )‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫عوامل نجاح االجتماعات‪:‬هناك عدة عوامل يجب مراعاتها النجاح االجتماع تتمثل في ‪:‬‬
‫وضوح الهدف‬ ‫‪‬‬
‫رئاسة أو قيادة فاعلة‬ ‫‪‬‬
‫توفر القواعد واألنظمة التي تحكم إدارة االجتماع‬ ‫‪‬‬
‫وجوب توفر درجة عالية من المرونة لدى أعضاء االجتماع‬ ‫‪‬‬
‫وضوح خطوط االتصال فيما بين المشاركين في االجتماع‬ ‫‪‬‬
‫التزام جميع األعضاء بالقرار أو الحل الذي تم التوصل إليه‬ ‫‪‬‬
‫وضوح الدور الخارجي لكل عضو من األعضاء المشاركين في االجتماع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وضوح الدور الداخلي لكل عضو من األعضاء المشاركين في االجتماع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مهام وادوار اعضاء االجتماع‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬رئيس االجتماع‬
‫‪ ‬تقدير مدى الحاجة إلى االجتماع وتحديد الهدف من االجتماع‬
‫‪ ‬تحديد جدول األعمال‬
‫‪ ‬تحديد المشاركين المالئمين في االجتماع وأشعارهم بذلك‬
‫‪ ‬تحديد الزمان والمكان المناسبين لالجتماع‬
‫‪ ‬إعداد ملف لجميع األوراق والمستندات المتعلقة بموضوعات االجتماع‬
‫‪ ‬ادارة االجتماع تركيزا على جدول األعمال والزمن المخصص‬
‫‪ ‬ترك المجال للمشاركين في االجتماع بإبداء مالحظاتهم على جدول األعمال‬
‫‪ ‬جعل الجميع يساهمون بروح إيجابية وعلى قدر المساواة ما أمكن‬
‫‪ ‬توضيح اآلليات والوسائل المتعلقة بحل المشكالت واتخاذ القرارات‬
‫‪ ‬تحديد كيفية ‪ /‬ومسئولية متابعة كل قرار تم اتخاذه‬
‫‪ ‬تلخيص النتيجة التي تم التوصل إليها بخصوص كل بند من بنود االجتماع‬
‫ثانيا ‪ :‬المقرر ‪:‬‬
‫‪ ‬التذكير بموعد ومكان وجدول اعمال االجتماع‪.‬‬
‫‪ ‬كتابة محضر االجتماع (النقاش والمداوالت) ‪،‬وطباعته وتمليكه المشاركين‪.‬‬
‫‪ ‬تالوة محضر االجتماع السابق‪.‬‬
‫ويحتوي محضر االجتماع على‪:‬‬
‫‪ ‬نوع االجتماع ‪ ،‬رقم االجتماع ‪ ،‬تاريخ انعقاد االجتماع ‪ ،‬مكان انعقاد االجتماع‬
‫‪ ‬الحضور واسماء المشاركين‪.‬‬
‫‪ ‬اجندة االجتماع (البرامج والقضايا موضوع االجتماع)‬
‫‪ ‬النقاش والمداوالت‪.‬‬
‫‪ ‬القرارات والتوصيات‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المشاركون ‪:‬‬
‫‪ ‬الحضور في الزمان والمكان المحددين‪.‬‬
‫‪ ‬التحضير الجيد واالستعداد الذهني والنفسي‬
‫‪ ‬طرح اسئلة فعالة ومفيدة‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم افكار مبدعة وجديدة‪.‬‬
‫مراحل ادارة االجتماع‪:‬هنالك ثالث مراحل الدارة االجتماع هي‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة التحضير لالجتماع‬
‫‪ .2‬مرحلة انعقاد االجتماع‬
‫‪ .3‬مرحلة ما بعد االجتماع‬
‫مرحلة التحضير لالجتماع‪:‬‬
‫تعتبر مرحلة ما قبل جلسة االجتماع مرحلة مهمة لنجاح أي اجتماع فبمقدار التخطيط واإلعداد لالجتماع يكون‬
‫نجاح االجتماع لذلك يجدر بنا أن نشير إلى مجموعة من المالحظات والقواعد والتنبيهات التي ينبغي على‬
‫القائمين على االجتماع االنتباه إليها قبل بدء االجتماع اهمها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬تحديد الهدف من االجتماع ‪:‬البد أن يكون الهدف واضحا واقعيا وقابال للقياس مبينا للنتيجة والزمن‬
‫أو أي ضوابط موجودة وقد يكون أكثر من هدف واحد لكن ال بد أن تقيس الهدف من قبل وضعه‬
‫على الزمن الذي ينبغي أن تحدده ‪.‬‬
‫‪ ‬تأكد أن االجتماع ضروري ‪ :‬إذ تعقد كثير من االجتماعات وما كان يجب أن تعقد لذا فكر في هدفك‬
‫من االجتماع وماذا تريد أن تحققه من االجتماع ثم تسأل بعد ذلك هل االجتماع هو خير وسيلة لتحقيق‬
‫الهدف ؟ وهل هناك بدائل أخرى تغنيك عن االجتماع‬
‫‪ ‬اختيار الزمن المناسب ‪ :‬عند تحديد الزمن يجب أن تراعى فيه تناسبه مع ظروف المطلوبين بعد‬
‫إطالعك عليه مسبقا ً وكذلك أن تجعل له سقفا ً زمنيا ً يساعدك على تحقيق الهدف من اللقاء وبحيث‬
‫يكون هذا الوقت وقت تلقي واستيعاب فال يكون وقت نوم أو راحة معتادة وقد يكون من الصعوبة‬
‫تحديد الزمن والمكان المناسبين ولتجاوز هذه المشكلة يتم االتفاق عليها قبل نهاية اللقاء واحتياج‬
‫اللقاء ‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار المكان المناسب ‪ :‬بحيث يسع جميع لحضور أو المطلوبين وكذلك إبعاد األدوات المشغلة عن‬
‫التركيز والتي قد تكون مثيرة للجدل مع الحرص أن يكون مكان اللقاء هادئا ً وجيد التهوية وإضاءته‬
‫مناسبة ‪.‬‬
‫‪ ‬توفير مستلزمات االجتماع ‪ :‬من قرطاسية ووسائل مطلوب استخدامها مع تجنب إحضارها في غير‬
‫الوقت المحدد لها ‪.‬‬
‫‪ ‬إبالغ المدعوين ‪ :‬ويتم إبالغهم قبل موعد اللقاء بزمن كاف ٍ إلبالغهم حتى يتسنى لهم ترتيب‬
‫أوضاعهم وظروفهم وتكون وسيلة البالغ شفويا ً أو كتابيا ً والبد من التأكد من وصول البالغ‬
‫بالصورة الصحيحة والتأكيد عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد جدول األعمال ‪ :‬ويتضمن األشياء التي ينبغي عملها ونقاشها لما يخدم ويحقق الهدف المرسوم‬
‫مسبقا ً ويفضل أن يكون المدعوين على دراية بما سيتم طرحه في اللقاء بمعنى أن يكونوا على علم‬
‫بجدول األعمال وعند وضع جدول األعمال ينبغي مراعاة اآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬تسلسل البنود في جدول األعمال حسب أهميتها أو صعوبتها فالبنود الصعبة والتكاليف المهمة تكون‬
‫متقدمة ولكن ليس في البداية ‪.‬‬
‫‪ ‬الترتيب الموضوعي للبنود فالبنود المثيرة للجدل توضع في نهاية الجدول والسهلة في البداية ‪.‬‬
‫‪ ‬اليكون الجدول مزدحما ً حتى يمل الحاضرون وحتى ال تزدحم التكاليف فيترتب على زحمتها ضياع‬
‫تنفيذها أو نسيانها ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد زمن لكل بند حتى ال يضيع وقت اللقاء دون االنتهاء من كل البنود ‪.‬‬
‫‪ ‬التأكد من أن البنود تخدم الهدف المطلوب بحيث ال يخرج اللقاء عن هدفه‬
‫مرحلة إنعقاد االجتماع ‪:‬‬
‫تعد مرحل انعقاد االجتماع أهم مراحل إدارة االجتماعات ومن هنا ‪ .‬فمن الضروري أن ننوه إلى الوصايا‬
‫والمهارات المهمة التي ينبغي للمسئول واألعضاء االنتباه لها حتى يتحقق الهدف من االجتماع بأقصر وقت‬
‫وأكبر جودة ممكنة ‪.‬‬
‫‪ ‬البدء بجلسة االجتماع في الموعد المحدد وعدم تأخيرها عن موعدها ‪ ,‬ألن في ذلك حفظا ً لوقت‬
‫االجتماع وتدريبا ً لألعضاءالمتأخرين على احترام الوقت والمواعيد ‪ ,‬كما أن فيه دعما ً ألولئك‬
‫المحافظين على المواعيد ‪ ,‬وعدم االلتزام بالوقت المحدد يعلم المنضبطين التأخير ‪.‬‬
‫‪ ‬االفتتاح بحمد هللا والثناء عليه والقرآن الكريم ‪:‬لقول رسول هللا ‪ (( :‬كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه‬
‫بالحمد هلل ‪ .‬فهو أقطع ))‬
‫‪ ‬الترحيب والتوجيه ‪ :‬بعد االفتتاح بحمد هللا والثناء عليه يحبذ الترحيب بالمشاركين ‪ ,‬ثم إلقاء كلمة‬
‫توجيهية إرشادية يذكر فيه المسئول ببعض المعاني ‪ ,‬أو المبادئ ‪ ,‬أو اللوائح أو التعليمات ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫فإن في هذه االفتتاحية تهيئة للمشاركين وتوضيح لبعض األمور المسهلة لسير االجتماع كما أنها قد‬
‫تضفي على االجتماع شيئا ً من الروح األخوية ‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بآداب الحوار والنقاش ‪:‬ومنها حسن اختيار الكلمات وعدم تجرح اآلخرين والتكلم بالخير‬
‫والصواب لقوله‪ (( :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيرا ً أو ليصمت )) وقول هللا تعالى ‪( :‬‬
‫وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن )ويحسن التذكير بهذه المعاني إذا اشتد الحوار وخرج األفراد عن‬
‫حدود الخلق واألدب ‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ الوقت وحسن إدارته ‪:‬وهذا يعتبر من أهم مهام مسئول االجتماع ويساعده األفراد في ذلك ‪ ,‬فال‬
‫يكون االجتماع ناجحا ً إال إذا حقق أهدافه في أقصر وقت ممكن ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح أهداف االجتماع ‪ :‬على المسئول أن يشرح أهداف االجتماع في بداية اللقاء ‪ ,‬وأن يدلي بما عنده‬
‫من معلوماتوتقارير ‪ ,‬ثم يفسح المجال لألعضاء للسؤال واالستفسار عن هدف االجتماع‬
‫والموضوعات التي سوف تناقش ‪ ,‬وذلك كله قبل البدء بالنقاش ‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بموضوع النقاش ‪:‬لعل من أكثر األخطاء شيوعا ً انحراف كثير من النقاشات والحوارات عن‬
‫موضوع االجتماع ومن هنا ينبغي على مسئول لالجتماع منع التحدث في موضوعات خارجة عن‬
‫محور الموضوع المطروح للنقاش ‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بموضوعات وبنود جدول األعمال ‪ :‬فال ينبغي أن تدخل موضوعات وبنود جديدة على جدول‬
‫األعمال ‪ ,‬وإذا استجد أمر طارئ فيضاف هذا البند في نهاية جدول األعمال ‪ ,‬فإن بقي وقت نوقش‬
‫وإال أرجئ‬
‫‪ ‬عدم االنتقال عن الموضوع المطروح للحوار حتى يتخذ فيه قرارا ا ‪:‬حيث إن من األخطاء الشائعة‬
‫عند كثير من رؤساء االجتماعات أنهم يتناولون موضوعا ً معينا ً ثم يتم نقاشه ‪,‬وقبل إنضاجه واتخاذ ما‬
‫يلزمه من قرارات أو توصيات فإنهم يتركونه ليتناولوا موضوعا ً آخر ليناقشوه ‪ ,‬وهكذا ينتقلون من‬
‫موضوع إلى آخر دون اتخاذ قرارات بحقها ‪ ,‬فتكون النتيجة أن تعلق كثير من الموضوعات وال يبت‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪ ‬حفظ النظام ‪ :‬بحيث ال يطرح إال اقتراح واحد ‪ ,‬وال يتم إال عضو واحد في نفس الوقت ‪ .‬ومن‬
‫الضروري والحالة هكذا ‪ ,‬منع التداخل في المناقشات ‪ ,‬أو االنصراف إلى مناقشات جانبية ‪.‬‬
‫حسن االستماع فالقدرة على االستماع من أوجب القدرات التي ينبغي أن يتصف بها المسئول‬ ‫‪‬‬
‫وأعضاؤه وليعلم مسئول االجتماع أن من العادات السيئة في االستماع ‪ ,‬إشعار المتحدث ان ما يقوله‬
‫ليس ذا أهمية كانشغاله بمراجعة أوراق لديه مثالً ‪ ,‬وانتقاد طريقته في عرض الموضوع ‪ ,‬ومقاطعته‬
‫‪ ,‬ومحاولة التهرب من المشكلة التي يعرضها ‪ ,‬وتغيير الحديث فجأة ودون أسباب ‪.‬‬
‫ال تلجا إلى التصويت إال في أضيق الحدود ‪ :‬فالمدير الناجح هو الذي يقود االجتماع التخاذ قرارات‬ ‫‪‬‬
‫دون اللجوء إلى التصويت حيثيكون فيها إجماع أو شبه إجماع من قبل المجتمعين ‪ ,‬ولذا ينبغي أن‬
‫يعطي الموضوع حقه من النقاش والحوار حتى تتقارب وجهات النظر فيتم االتفاق على رأي يرضي‬
‫الجميع ‪ .‬إن التصويت ينبغي أن يتأخر حتى يتم استنفاد جميع الفرص للوصول إلى إجماع ‪.‬‬
‫عالج االختالف وسوء التفاهم ‪:‬وذلك لئال يصل االجتماع إلى طريق مسدود ‪ ,‬حيث ينتهي النقاش‬ ‫‪‬‬
‫أحيانا ً إلى اختالفاتواضحة وك بيرة في وجهات النظر ‪ ,‬فعندها ينبغي لرئيس االجتماع أن يتخذ بعض‬
‫الخطوات ليستمر النقاش وينجح االجتماع في تحقيق أهدافه منها ‪:‬‬
‫‪ ‬تلخيص اآلراء واالقتراحات والبدائل المعتبرة وإلغاء غير المهم منها ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد نقاط االتفاق وااللتقاء بين اآلراء ‪.‬‬
‫‪ ‬احصل على المعلومات الكافية والالزمة ‪.‬‬
‫‪ ‬قارن بين وجهات النظر ‪.‬‬
‫‪ ‬ادمج األفكار واآلراء المقدمة واقتراح قرار بشأن المشكلة ‪.‬‬
‫‪ ‬أعط فترة راحة يتم فيها إجراء بعض المداوالت الجانبية ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬إذا شعرت أنه ال يمكن اتخاذ قرار في هذا الموضوع فيفضل تركه إلى اجتماع آخر حفظا للوقت‬
‫ال تسمح بسيطرة فرد وهيمنته في االجتماع ‪:‬فقد ينفرد البعض بالحديث في حين يلتزم البعض‬ ‫‪‬‬
‫اآلخر بالصمت ‪ ,‬لذا أفسح المجال في المناقشة للنوع األخير وال تدع أحدا ً يسيطر على االجتماع ‪.‬‬
‫راقب انعدام االنتباه ‪:‬انتبه إلى أي إشارات غير لفظية صادرة عن الحاضرين تبين أنهم فقدوا‬ ‫‪‬‬
‫االهتمامباالجتم اع ‪ ,‬وعندما تالحظ هذه اإلشارات اعمل بعض التغييرات في سير االجتماع ‪,‬‬
‫كالتحدث بصوت أعلى ‪ ,‬أو أسرع ‪ ,‬أو تنظر في عيون الحاضرين ‪ ,‬أو توجه بعض األسئلة ‪ ,‬أو تعلن‬
‫تأجيل االجتماع ‪.‬‬
‫كن مثاالا للخلق الكريم وللسلوك المساعد أو المؤيد ‪:‬فال تحرج أو تؤذي مشاعر أو تحط من قدر أي‬ ‫‪‬‬
‫من المجتمعين بسبب مشاركته في االجتماع ‪.‬‬
‫‪-‬يحسن بمسئول االجتماع أن ال يتصدر الحديث ‪:‬عند طرح أي موضوع للنقاش ينبغي للمسئول أالّ‬ ‫‪‬‬
‫يبدأ بالحديث ‪ ,‬بل يعطي الحاضرين الفرصة فإذا انتهوا من حوارهم طرح وجهة نظره ‪ ,‬حتى ال‬
‫يؤثر رأيه على أحد منهم ‪.‬‬
‫تقبل النقد في االجتماع ‪ :‬فعلى المسئول واألعضاء أن يوسعوا صدورهم لذلك ‪ ,‬ألن في النقد‬ ‫‪‬‬
‫تمحيصا ً لآلراء وهو أمر البد منه في جميع االجتماعات ‪ ,‬ومن الخطأ أن تسير االجتماعات على‬
‫نفس واحد ‪ ,‬ورأي واحد ال معارض له ‪.‬‬
‫تشجيع األعضاء ‪ :‬على المسئول أن يسعى دائما ً إلى تشجيع وتحفيز األعضاء غير المشاركين‬ ‫‪‬‬
‫ليشاركوا في الحوار والنقاش ‪ ,‬وذلك من خالل طرح األسئلة المشجعة والبسيطة الواضحة ‪.‬‬
‫حافظ على الجو االجتماعي المرح خالل النقاش ‪ :‬لطف االجتماع بين الحين واآلخر ببعض‬ ‫‪‬‬
‫الطرائف والمزاح اللطيف حتى ال ينتاباألعضاء الملل فيؤثر ذلك سلبا ً على سير االجتماع ‪.‬‬
‫دع األعضاء يأخذون حريتهم ‪:‬وذلك في الراحة والجلوس والوقوف وتناول المرطبات ‪ ,‬وال ينبغي‬ ‫‪‬‬
‫تقييدهم ببالشكليات التي ال تخدم األعضاء وال تساعدهم على التفاعل ‪.‬‬
‫‪ ‬إثراء النقاش إذ يحسن بالمسئول إثراء االجتماع بأفكار جديدة وآراء واقتراحات مناسبة تساعد على‬
‫تحفيز اآلخرين وتوجيه تفكيرهم نحو الهدف الرئيس ‪.‬‬
‫‪ ‬العدل في توزيع النقاش ‪:‬بحيث يحصل كل عضو على وقت مناسب يستطيع فيه أن يناقش ويبدي‬
‫آراءهواقتراحاته ‪ ,‬والبد أن يعطى صاحب الخبرة والتجربة ‪ ,‬أو صاحب العلم ‪ ,‬أو صاحب‬
‫التخصص ومن يمتلك معلومات في هذا الموضوع وقتا ً أكبر‬
‫‪ ‬االتفاق على اإلجراءات ‪ :‬يستحسن في بداية االجتماع االتفاق على اإلجراءات التي ستتبع فيه ‪ ,‬ومن‬
‫ثم يلتزم الجميع بهذا األمر ‪ ,‬حتى ال يأتي احد األعضاء ويعترض في منتصف االجتماع على‬
‫األسلوب الذي يدار به االجتماع ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬الحزم وعدم التسيب في إدارة االجتماعات ‪ :‬وقد يضطر المسئول أحيانا أن يقسو وأن يحزم في‬
‫الموضوع ويوقف النقاش ويعاقب ويمنع ‪,‬وهذا أمر طبيعي وجائز ( بحدود )‪.‬‬
‫‪ ‬أن يحسن المسئول فن التعامل مع األعضاء ‪:‬حيث ينبغي أن يراعي نفسيا تهم ‪ ,‬وال يجرح مشاعرهم‬
‫وال يحرجهم ‪ ,‬أو يسفه أحالمهم كما ينبغي أن يتعامل مع كل فرد من األعضاء بالطريقة التي تناسبه ‪.‬‬
‫‪ ‬إيقاف النقاش إذا كثر التكرار ‪:‬حيث إن تكرار المعاني واالقتراحات بعد نقاش مستفيض دليل على‬
‫أن الموضوع قدأشبع نقاشا ً ‪ ,‬وأنه آن األوان التخاذ قرار بشأنه ‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب االستعالء والتسلط ‪:‬إن التعامل مع األعضاء بروح األستاذية ‪ ,‬يضر باالجتماع وبفعلية‬
‫المشاركين أثناءاالجتماع أيما ضرر ‪ ,‬لذا فإن التعامل األخوي الودي المحفوف بالتواضع وخفض‬
‫الجناح هو أفضل أسلوب لضمان تفاعل األعضاء قال تعالى( وال تصعر خدك للناس وال تمش في‬
‫األرض مرحا إن هللا ال يحب كل مختال فخور)‪. .‬‬
‫‪ ‬أحسن اختتام االجتماع ‪ :‬وذلك بما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬ذكرهم باألهداف ‪.‬‬
‫‪ ‬لخص ما حققه االجتماع من نتائج ‪ ,‬فغالبا ً ما يفشل المجتمعون في التعرف على فائدة اشتراكهم في‬
‫اجتماع ما ‪.‬‬
‫‪ ‬اشكرهم على تفاعلهم ومشاركتهم وحسن إصغائهم ‪.‬‬
‫‪ ‬حدد وإياهم موعد ومكان وهدف االجتماع القادم ‪.‬‬
‫‪ ‬حدد وإياهم وقت حصولهم على محضر االجتماع والتقارير والمعلومات التي يحتاجونها ‪.‬‬
‫‪ ‬التزم بالمشاورة ‪ :‬نعم‪ , ,‬استمتع بالمشاورة ‪ ,‬واحرص على التزامها ‪ ,‬واعلم أن االجتماع فرصة‬
‫ثمينة المشاورة العقالء والخبراء وأهل االختصاص والتجربة ‪ ,‬وتذكر دائما ً أنه ما خاب من استشار‬
‫وال خسر من شارك اآلخرين عقولهم ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .1‬مرحلة ما بعد االجتماع ‪:‬ال يمكن أن نعتبر االجتماع ناجحا بمجرد االنتهاء من جلسة االجتماع ‪ ,‬حين إن‬
‫هناكمجموعة من الوصايا تعقب االجتماعات ‪ ,‬ومن أهم هذه الوصايا والمهارات ما يلي ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬تقويم االجتماع ‪:‬وهو أمر مهم ‪ ,‬والغرض منه التنبه إلى األخطاء والسلبيات ومحاولة عالجها‬
‫ومالح ظة اإليجابيات والسعي لدعمها واإلبقاء عليها ‪ .‬ويمكن الرجوع في تقويم فعالية االجتماعات إلى‬
‫الموضوعات السبعة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أهداف االجتماع هل موضوعات االجتماع واضحة لجميع األعضاء ؟ هل يعرف كل عضو في‬
‫االجتماع القرارات واإلجراءات التي ستتخذ في االجتماع ؟‬
‫‪ .2‬اإلعالم ‪:‬‬
‫‪ ‬هل بنود االجتماع واضحة من قبل منظم االجتماع ؟‬
‫‪ ‬هل تم إعالم األعضاء باالجتماع قبل انعقاده بوقت كافٍ ؟‬
‫‪ ‬هل تم توزيع المواد الضرورية لالجتماع مقدماًًَ ‪ ,‬وبما يسمح لهم بمراجعتها؟‬
‫‪ ‬ما مدى مناسبة وقت االجتماع لألعضاء ؟‬
‫‪ .3‬المشاركة ‪:‬‬
‫‪ ‬هل عبرت نتائج االجتماعات عن تصورات األعضاء واهتماماتهم ؟‬
‫‪ ‬هل كانت مشاركتهم في االجتماع مفيدة ؟‬
‫‪ ‬هل هناك أشخاص شاركوا في االجتماع ولم يكن هناك ضرورة لمشاركتهم ؟‬
‫‪ .4‬بيئة االجتماع ‪:‬‬
‫‪ ‬هل مكان االجتماع مالئم ؟‬
‫‪ ‬هل مكان االجتماع مناسب للمشاركين ؟‬
‫‪ ‬هل تعتبر الظروف المادية ( حرارة ‪ ,‬وتهوية ‪ ,‬وإضاءة ) لمكان االجتماع مناسبة ؟‬
‫‪ .5‬أساليب عرض الموضوعات ‪:‬‬
‫‪ ‬هل كانت أساليب عرض الموضوعات في االجتماع تتناسب مع األهداف ؟‬
‫‪ .6‬انعقاد االجتماع ‪:‬‬
‫‪ ‬هل بدأ االجتماع في وقته المحدد ؟‬
‫‪ ‬هل أعطى كل بند من بنود جدول األعمال ما يستحقه من الوقت ؟‬
‫‪ ‬هل أخذ المشاركون في االجتماع الفرصة الكافية للمشاركة ‪.‬‬
‫‪ ‬هل تم حل االختالفات في وجهات النظر بصورة بناءة ؟‬
‫‪ ‬هل كانت روح التعاون سائدة في االجتماع ؟‬
‫‪ ‬هل سيطر أحد األعضاء على االجتماع ؟‬
‫هل يقوم األعضاء بالتعبير عن آرائهم بحرية ودون تحرج ؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬هل كان المشاركون متمسكين ببنود جدول األعمال ؟‬
‫‪ ‬هل كان مسئول االجتماع فعّاالً في حل الخالفات وموفرا ً لعنصر التشويق في االجتماع‬
‫وقادرا ً على تحريك األفراد واستخدام اإلجراءات في الوقت المناسب واختتام االجتماع في‬
‫الوقت المحدد‬
‫‪ .7‬متابعة االجتماع ‪:‬‬
‫‪ ‬هل كانت هناك موافقة جماعية على القرارات المتخذة‬
‫‪ ‬هل كانت مسئوليات كل عضو في االجتماع واضحة‬
‫ثانيا ا ‪ :‬متابعة تطبيق القرارات وأداء التكاليف‪:‬‬
‫فال قيمة لالجتماع إن لم تنفذ قراراته وتؤدى تكاليفه ولذا ينبغي على المسئول أن يشرف على هذا األمر ‪.‬‬
‫ثالثا ا ‪ :‬توجيه األعضاء غير الفاعلين في االجتماع‪:‬‬
‫السيما إذا كان االجتماع دوريا ً ويعقد باستمرار ‪.‬‬
‫رابعا ا ‪ :‬اإلعداد لالجتماع القادم ‪:‬‬
‫‪ ‬بحيث يستعد المسئول ماديا ً ومعنويا ً لالجتماع الالحق‬
‫‪ ‬إذ يستفيد من إيجابياته ويتجنب سلبيات‬
‫اعداد الخطط التنظيمية‬
‫تتحدث هذه الوحدة عن كيفية اعداد الخطط التنظيمية ‪ ،‬والمنهج الذ يجب ان يتبع في اعداد الخطط ‪ ،‬وبنهاية‬
‫هذه الوحدة يكون المتدرب قادرا على اعداد خطة تشغيلية الي المؤسسة التنظيمية التي ينتمي اليها‪.‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‬
‫ان يتعرف المتدرب على مفهوم وأهمية وفوائد التخطيط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يتعرف المتدرب على عناصر وانواع التخطيط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يلم المتدرب بخطوات اعداد الخطة التشغيلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يمتلك المدرب مهارات اعداد الخطط‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫تعتبر عملية التخطيط من العمليات الهامة والضرورية للنجاح والتي يجب أن تعطيها المؤسسة الوقت والجهد‬
‫الالزمين حتى تحقق أهدافها‪،‬فاتخطيط هو وضع خطة لمواجهة احتماالت المستقبل وتحقيق األهداف‬
‫المنشودة‪ ،‬أي رسم خريطة الطريق الذي تريد أن تسلكه للوصول الى ما تطمح إليه‬
‫تعريف التخطيط ‪ :‬هو منهج يتضمن عدة إجراءات لتحقيق غايات وأهداف مرغوب فيها ويشمل التنبؤ‬
‫وتحديد األهداف واالستعداد لمواجهة المستقبل في ضوء اإلمكانات المتاحة ورسم السياسات واإلجراءات‬
‫ووضع البرامج الزمنية لتنفيذ األعمال‪.‬فالتخطيط هو الخطوة األولى في العملية اإلدارية‪,‬ما تريد أن تعمل وما‬
‫يجب أن تعمل ‪ ,‬وأين وكيف وما هي المواد التي تحتاج إليها إلتمام العمل وذلك عن طريق تحديد األهداف‬
‫ووضع السياسات المرغوب تحقيقها في المستقبل‬
‫ميزات التخطيط‬
‫)‪1‬إنه مستقبلي‬
‫‪ )2‬إنه توقعي‬
‫‪ )3‬يعتمد على القرارات واإلجراءات‬
‫‪ )4‬إنه يركز على األهداف‬
‫‪.5‬هو عملية مستمرة‬
‫اهمية التخطيط‬
‫للتخطيط أهمية بالغة حيث أنه المنهج العلمي لسير العمل في ضوء خطوات متتابعة وإن سوء التخطيط أو‬
‫غياب التخطيط يجعل األمور تسير في عشوائية وارتجالية مما يؤدي إلى سوء استغالل األموال وكذلك ضياع‬
‫الجهود سدى ‪.‬‬
‫فوائد التخطيط‪:‬‬
‫المساعدة على التأكد من الهدف الذي يراد تنفيذه ووضوحه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساعدة على التعرف على مواطن الضعف والقوة مثل مستوى الكفاءات ‪ ,‬صالحية األنظمة‪,‬جودة‬ ‫‪‬‬
‫السلعة أو الخدمة مستوى التسويق‪,‬كمية اإلنتاج‪.‬‬
‫يقرب الخيال إلى شبه واقع مما يساعد على حسن اختيار البديل األكثر مناسبة لتنفيذ الهدف ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توضيح مراحل العمل وخطوات التنفيذ ‪.‬يستطيع المدراء من خالله إدراك المزايا التي يمكن الحصول‬ ‫‪‬‬
‫عليها بعد عملية تنفيذ المشروع‪.‬‬
‫معرفة المطلوب من المال واأليدي العاملة والمواد ومدة التنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫عناصر التخطيط‬
‫تتمثل عناصر التخطيط في االتي‪:‬‬
‫‪ ‬أهداف‬ ‫‪ ‬قواعد‬
‫‪ ‬سياسات‬ ‫‪ ‬إجراءات‬
‫األهداف ‪ :‬وهي األغراض والغايات التي يراد تحقيقها في المستقبل‪.‬‬
‫السياسات ‪ :‬هي مجموعة المبادئ والقواعد والقوانين التي تضعها اإلدارة العليا في المنشأة لكي تسترشد بها‬
‫باقي المستويات اإلدارية في المنشأة‪.‬‬
‫القواعد ‪ :‬هي ما يجب القيام به وما ينبغي االمتناع عنه من سلوك أو تصرفات‪.‬‬
‫اإلجراءات ‪ :‬هي أنها سلسلة األعمال والخطوات والمراحل التي يجب أتباعها لتنفيذ عمل‬
‫ما ‪ .‬وتختلف اإلجراءات عن السياسات في أنها أكثر تحديدا ُ لما يجب القيام به في حين أن السياسات تعد أعم‬
‫وأشمل وتتصف اإلجراءات بأنها متكررة ومتسلسلة وفق خطوات ومراحل ثابتة‪.‬‬
‫انواع التخطيط‬
‫ينقسم التخطيط وفقا ُ للفترة الزمنية التي يستغرقها إلى ثالثة أقسام ‪:‬ـ‬
‫‪ ‬التخطيط قصير األجل (التخطيط التنفيذي ) ‪:‬وهو الذي يحاول أن يخطط لفترة ال تزيد عن سنتين في‬
‫أطول الحاالت وهذا النوع من التخطيط يتعلق بالمستقبل القريب ويهدف هذا التخطيط إلى معالجة‬
‫األزمات الطارئة التي قد تستمر لمدة قصيرة وكلما قصره المدة الزمنية للخطة كلما استطاعت‬
‫اإلدارة التحكم فيها والتغلب عليها‪ .‬يستخدم المدير التخطيط التنفيذي إلنجاز مهام ومسؤوليات عمله‪.‬‬
‫ويمكن أن تستخدم مرة واحدة أو عدة مرات ‪.‬الخطط ذات االستخدام الواحد تطبق على األنشطة التي‬
‫تتكرر‪ .‬كمثال على الخطط ذات االستخدام الواحد خطة الموازنة‪ .‬أما أمثلة الخطط مستمرة االستخدام‬
‫فهي خطط السياسات واإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط متوسط األجل (التخطيط التكتيكي)‪ :‬وهو الذي يغطي فترة تتراوح بين ثالث وخمس‬
‫سنوات ومن أمثلة ذلك الخطة الخمسية للمملكة العربية السعودية ‪ .‬وتعد التخطيط متوسطة األجل‬
‫أكثر دقة وأقل عرض للتغير قياسيا ُ بالخطط طويلة األجل ويركز التخطيط التكتيكي على تنفيذ‬
‫األنشطة المحددة في الخطط االستراتيجية‪ .‬هذه الخطط تهتم بما يجب أن تقوم بهكل وحدة من‬
‫المستوى األدنى‪ ،‬وكيفية القيام به‪ ،‬ومن سيكون مسؤوالً عن إنجازه ‪ .‬التخطيط التكتيكي ضروري‬
‫جدا لتحقيق التخطيط االستراتيجي‪ .‬المدى الزمني لهذه الخطط أقصر من مدى ا لخطط‬
‫االستراتيجية‪ ،‬كما أنها تركز على األنشطة القريبة التي يجب إنجازها لتحقيق االستراتيجيات العامة‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬التخطيط طويل األجل ( التخطيط االستراتيجي)‪ :‬تتراوح المدة الزمنية للتخطيط طويل األجل من‬
‫ثالثة سنوات إلى عشر سنوات أو أكثر ويهدف هذا الوضع من التخطيط إلى إعطاء صورة أفضل‬
‫وواضحة عن المستقبل الذي ستسير المنظمة في اتجاهه ‪ ,‬ولتحقيق أهداف وفوائد التخطيط طويل‬
‫األجل تقوم بعض المنظمات بتكوين لجان وأقسام خاصة تعني بهذا الموضوع باالشتراك مع األقسام‬
‫واإلدارة المعنية‪ .‬ويبدأ التخطيط الستراتيجي ويو ّجه من قبل المستوى اإلداري األعلى ولكن جميع‬
‫المستويات اإلدارية يجب أن تشارك فيه لكي تعمل‪ .‬وغاية التخطيط االستراتيجي هي‪:‬‬
‫‪ ‬إيجاد خطة عامة طويلة المدىت بين المهام والمسؤوليات للمؤسسة ككل ‪.‬‬
‫‪ ‬إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العملية التخطيطية ‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير المؤسسة من حيث تآلف خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض ‪.‬‬
‫ولهذا الفرع من التخطيط بعض األهداف ومنها‪ :‬أن النظرة الطموحة والمستقبلية ذات الهدف البعيد تقلل من‬
‫حدة المصاعب التي تنشأ خالل فترة التنفيذ في المدى القصير وتجعل التطور يسير في خطى مدروسة ويطبق‬
‫وينفذ بشكل تدريجي‪.‬‬
‫األساس الوظيفي ‪:‬‬
‫يقسم هذا التخطيط إلى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫التخطيط التطويري ‪ :‬وهو وضع الخطة المتعلقة بالتغير وإدخال التحسينات في طريقة سير العمل وإتباع‬
‫األساليب العملية الحديثة في إنجاز المهمة من أجل رفع المستوى اإلنتاجي واألداء الوظيفي للموظفين‪.‬‬
‫التخطيط التنظيمي ‪ :‬ويتعلق بوضع الهياكل والخرائط التنظيمية وتحيد طريقة سير العمل وطرق االتصاالت‬
‫بين األقسام والوحدات اإلدارية وكذلك تحديد الصالحيات والسلطات اإلدارية للموظفين بحكم مسميات‬
‫الوظائف المختلفة‪.‬‬
‫التخطيط البشري‪ :‬ويشمل الدراسة والتحليل والتنمية الشاملة للقوى العاملة وتنمية القدرات البشرية ووضع‬
‫الجداول النسبية واإلحصائية لمعرفة االحتياجات المستقبلية من األيدي العاملة‬
‫خطوات التخطيط‪:‬‬
‫تتكون خطوات التخطيط من خمسة مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد األهداف ‪ :‬وهي تحديد ما نريد الوصول إلية‪.‬‬
‫‪ .2‬جمع المعلومات‪ :‬وهي جمع المعلومات عن الماضي وعن الوضع الحاضر للمنشأة ومعرفة الموقف‬
‫الحالي داخليا ُ وخارجيا ُ وتتطلب تحديد جوانب القوة والضعف في المنشأة‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع االفتراضات ‪ :‬بعد أن تم جمع المعلومات تصنع اإلدارة افتراضات معينة متعلقة بهذه الظروف‬
‫ودورها في إنجاح أو عرقلة تنفيذ األهداف فاالفتراضات هي مؤشرات لما ستكون علية الظروف في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫‪ .4‬تحديد البدائل واالختيار منها ‪ :‬وفي هذه الخطوة تقوم اإلدارة بتصميم عدد من الخطوات البديلة لتحقيق‬
‫الهدف في ظل االفتراضات السابقة عن العوامل الداخلية والخارجية في المستقبل ‪ .‬ويتم بعد ذلك تقويم هذه‬
‫البدائل واالختيار منها على سبيل المثال التكلفة والجوانب اإلنسانية والجهد المطلوب واإلمكانات المتاحة‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫‪ .5‬التنفيذ وتقويم النتائج ‪ :‬وهي الخطوة األخيرة من خطوات التنفيذ وهي تختص بوضع البديل الذي‬
‫اعتماده موضع التنفيذ الفعلي بعد تنفيذه تأتي مرحلة تقويم النتائج للمطابقة بين المخطط والمنفذ‪.‬‬
‫خصائص التخطيط الفعال‪:‬‬
‫وضوح األهداف‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الواقعية‬
‫المرونة‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬تحقيق التوازن ‪,‬‬
‫البساطة‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬المتابعة والتقويم‬
‫المشاركة في اإلعداد‬ ‫‪‬‬
‫معوقات التخطيط‪:‬‬
‫نقصد هنا بالمعوقات هي األسباب التي تؤدي إلى عدم إكمال إعداد الخطة مثل‪:‬‬
‫‪.1‬نقص المعلومات ‪ :‬فعدم االحتفاظ بالسجالت والملفات القديمة التي تتوفر فيها المعلومات‪.‬‬
‫‪.2‬قدم المعلومات‪ :‬وخاصة بما يتعلق باألسعار واألجور ألنها األساس في حساب تكاليف المشروع الذي يعد‬
‫له الخطة‪.‬‬
‫‪.3‬عدم االهتمام بالمعلومات العامة‪ :‬كاألنظمة والتعليمات الحكومية ومعدل النمو السكاني ‪ ,‬ومستوى دخل‬
‫الفرد وإحصائيات التجارة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪.4‬عدم تحديث معلومات الخطة‪ :‬حيث بعض األحيان يؤجل تنفيذ الخطة لسبب ما مما يجعل كل المعلومات‬
‫التي بنيت عليها ال تتناسب ووقت التنفيذ الختالف األسعار أو للتغيير في السلعة المراد إنتاجها‪.‬‬
‫‪.5‬تغيير الهدف أو انعدامه‪.‬‬
‫‪.6‬عوامل إدارية واقتصادية‪ :‬وهي إجبار المدراء مرؤوسيهم على إتباع أفكارهم مهما كانت نتيجتها ‪ ,‬وعم‬
‫اإلحاطة بمتقلبات أسعار العمالت في السوق‪.‬‬
‫‪.7‬عوامل المهارة‪ :‬من توفر األيدي العاملة الالزمة للقيام بالخطة المرسومة بحذافيرها ‪.‬‬
‫الصفات المطلوبة في المخططين‪:‬‬
‫‪ .1‬حماية المصلحة العامة‪,‬بمعنى أن المخطط عليه أن يضع مصلحة مجتمعه فوق كل اعتبار وأال يفضل‬
‫المصالح الخاصة على المصلحة العامة‪,‬وعليه أن يكون ملم بالمبادئ والقيم واألخالق والعادات واالتجاهات‬
‫االجتماعية التي يؤمن بها المجتمع‪.‬‬
‫‪.2‬على المخطط أن يقوم بتحديد األهداف وتوضيحها وتحديد األولويات فيها وتقسيمها على ضوء اإلمكانيات‪.‬‬
‫‪.3‬اكتشاف األساليب والطرق والوسائل التي تحقق بناء مستقبل أفضل ألفراد المجتمع دون المساس بأصالة‬
‫الماضي والمحافظة على الحاضر‪.‬‬
‫‪.4‬الحصول على البيانات والمعلومات واإلحصاءات لبناء وتصور مستقبل مشرق لذا فغن العالقة بين‬
‫المخطط واألجهزة ذات العالقات بالمعلومات والبيانات أمر ضروري تقتضيه الحاجة‪.‬‬
‫‪.5‬عليه بترجمة السياسات والبرامج واإلجراءات وتحديدها في ضوء الموارد المتاحة وفي حدود إمكانيات‬
‫التنفيذ وتحديد السياسات التي ترتكز على األهداف العامة‪.‬‬
‫‪ .6‬إن التشريع والتخطيط عمليتان مستمرتان فعلى المخطط أن يقوم بإقناع الجهات الممولة أو المصدرة‬
‫لألنظمة‪.‬‬
‫‪ .7‬أن يلتزم المخططون بالممكن وأن يبتعدوا عن الخيال وأن يكونوا واقعيين في خططهم‪.‬‬
‫خطوات إعداد الخطط التنفيذية‪:‬‬
‫الخطوة األولى‪ :‬وضع األهداف‪:‬تحديد األهداف المستقبلية‪.‬‬
‫الخطوة الثانية ‪:‬تحليل وتقييم البيئة‪:‬تحليل الوضع الحالي والموارد المتوفرة لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫الخطوة الثالثة ‪:‬تحديد البدائل‪:‬بناء قائمة من االحتماالت لسير األنشطة التي ستقودك تجاه أهدافك‪.‬‬
‫الخطوة الرابعة ‪:‬تقييم البدائل‪:‬عمل قائمة بنا ًء على المزايا والعيوب لكل احتمال من احتماالت سير األنشطة‪.‬‬
‫الخطوة الخامسة ‪:‬اختيار الحل األمثل‪:‬اختيار االحتمال صاحب أعلى مزايا وأقل عيوب فعلية‪.‬‬
‫الخطوة السادسة ‪:‬تنفيذ الخطة ‪:‬تحديد من سيتكفل بالتنفيذ‪ ،‬وما هي الموارد المعطاة له‪ ،‬وكيف ستقيم الخطة‪،‬‬
‫وتعليمات إعداد التقارير‪.‬‬
‫الخطوة السابعة ‪:‬مراقبة وتقييم النتائج‪:‬التأكد من أن الخطة تسير مثل ما هو متوقع لها وإجراء التعديالت‬
‫الالزمة لها‪.‬‬
‫الهيكل العام للخطة‬
‫يتكون الهيكل العام للخطة من‬
‫صفحة العنوان ‪( :‬تحوي البيانات االساسية للخطة (الجهة ‪ ،‬التاريخ)‬
‫ديباجة‪(:‬اية كريمة او حديث شريف)‬
‫مقدمة ‪ :‬خطوط عريضة عن انشطة وبرامج الخطة‬
‫الرؤية ‪:‬رؤية المؤسسة‬
‫الرسالة ‪:‬رسالة المؤسسة‬
‫االهداف ‪:‬االستراتيجية ‪ ،‬العامة‬
‫الوسائل ‪:‬وسائل تنفيذ الخطة‬
‫البرامج ‪ :‬انشط ومشروعات ومعدالت الخطة‬
‫الميزانية ‪:‬الكافية لتنفيذ الخطة‬
‫خاتمة‬
‫اعداد وكتابة التقارير‬
‫تتناول هذه الوحدة كيفية اعداد وكتابة التقارير من حيث المفهوم والوسائل والطرق واالساليب والمهارات‬
‫المطلوبة العداد التقارير ‪ ،‬وبنهاية هذه الوحدة يصبح المتدربق قادرا على كتابة التقارير بصورة صحيحة‪.‬‬
‫اهداف الوحدة ‪:‬تهدف هذه الوحدة الي‬
‫ان يتعرف المتدرب على مفهوم واهمية التقرير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يتعرف المتدرب على اهداف وانواع التقرير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يتعرف على شروط التقرير الجيد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يلم المتدرب بخطوات اعداد التقرير‪ٍ.‬‬ ‫‪‬‬
‫توطئة ‪:‬‬
‫تلعب التقارير دورا هاما في عمل ونشاط أي مؤسسة ‪ ،‬حيث يتم بواسطتها تبادل البيانات والمعلومات بين‬
‫مخ تلف األقسام واإلدارات داخل المؤسسة أو بينها وبين الجهات والمؤسسات األخرى ‪ ،‬والتقارير كوسيلة من‬
‫وسائل االتصال تحقق التنسيق والتكامل بين أنشطة المؤسسة ‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬ماهو التقرير؟‬
‫التقرير‪ :‬هو عرضرسمي شفوي او كتابى للبيانات والمعلومات والحقائق الخاصة بموضوع معين أو مشكلة‬
‫ما عرضا تحليليا ‪ ،‬وبأسلوب مبسط منظم ‪ ،‬مع ذكر النتائج واالقتراحات التي تم التوصل إليها " ‪.‬‬
‫وبما أن التقارير تعتبر مستندات رسمية تتم قراءتها بواسطة اآلخرين ‪ ،‬لذلك يجب أن تتصف دائما بالدقة‬
‫والتركيز والوضوح ‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬أهمية كتابة التقارير‪.‬‬
‫تكمن اهمية التقارير في االتي‬
‫‪ ‬تؤدي التقارير دورا هاما في عملية التخطيط بما تتضمنه من بيانات ومعلومات وبنود تفصيلية‬
‫للخطة الموضوعة وآلية تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ ‬وسيلة لتبادل المعلومات واإلحصائيات بين األقسام واإلدارات المختلفة داخل المؤسسة وبينها‬
‫وبين المؤسسات أو الجهات المعنية األخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬تساعد التقارير في عملية اتخاذ القرار فقد يساعد تقريرا شامال واضحا مركزا لوضع معين أو‬
‫مشكلة معينة في إحدى أقسام المؤسسة في اتخاذ قرار سريع وعاجل من قبل أحد المسئولين ‪.‬‬
‫‪ ‬كما تساعد التقارير في المتابعة والرقابة على اإلدارات المختلفة ومدى تنفيذها للتعليمات واللوائح‬
‫المنظمة للعمل ‪.‬‬
‫‪ ‬التقارير وسيلة للتسجيل والتوثيق لجميع ما تم إنجازه من مهام مختلفة ‪.‬‬
‫أهداف التقارير‪:‬‬
‫كتابة التقارير قد تكون بهدف‪:‬‬
‫‪ -1‬المساعدة على اتخاذ القرار من خالل التزويد بالمعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬التنسيق واالتصال بين موظفى المؤسسة‬
‫‪ -3‬المتابعة ألنشطة المؤسسة والمشاريع المنفذة‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة وتقييم األداء‪.‬‬
‫‪ -5‬إعطاء معلومات إدارية الزمة للعمل ‪.‬‬
‫‪ -6‬تفسير ظاهرة مرتبطة بمستقبل العمل ‪.‬‬
‫‪ -7‬عرض أفكار جديدة لتحسين العمل ‪.‬‬
‫‪ -8‬دراسة مشكلة محددة في بيئة العمل ‪.‬‬
‫‪ -9‬توثيق أنشطة المؤسسات والمشروعات‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬أنواع التقارير‪:‬‬
‫تنقسم التقارير وفقا لألتى‪-:‬‬
‫‪ .1‬طبقا ً للفترة الزمنية‬
‫أنواع التقارير‬
‫‪ .2‬الموضوع‬

‫الموضوع‬ ‫الفترة الزمنية‬

‫دورية‬
‫غير دورية‬
‫تحليلية‬ ‫إنجازات‬

‫يومية‬
‫أسبوعية‬

‫تقييم ومتابعة‬ ‫إحصائية‬


‫شهرية‬

‫ربع سنوية‬
‫إدارية‬
‫نصف سنوية‬
‫سنوية‬

‫شروط التقرير الجيد ‪-:‬‬


‫يمكن تلخيص شروط التقرير الجيد في ثالثة خصائص ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوضوح‬
‫‪ -2‬الدقة‬
‫‪ -3‬الموضوعية‬
‫‪ -4‬اإليجاز‬
‫‪ -5‬التسلسل المنطقى فى عرض المعلومات ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلقناع‬
‫الوضوح‪:‬‬
‫وضوح األسلوب وسهولته هو أساس نجاح عملية االتصال عن طريق كتابة التقارير ‪ ،‬ولتصل الفكرة التي‬
‫في ذهن مقدم التقرير إلى قارئه البد من ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار المفردات اللغوية بشكل سليم وصحيح واالبتعاد عن المصطلحات العلمية المعقدة والمفردات‬
‫اللغوية صعبة الفهم ‪.‬‬
‫‪-2‬ترابط عبارات وفقرات التقرير ‪ ،‬واستخدام وسائل ربط الجمل واألفكار‪.‬‬
‫الدقة‬
‫سواء فى عرض موضوع التقرير‪ ،‬أو عند جمع البيانات والمعلومات المتعلقة به واالعتماد على مصادر‬
‫المعلومات الموثوق فيها‪.‬‬
‫الموضوعية‪:‬‬
‫وتعنى عدم التحيز عند عرض الحقائق الخاصة بالموضوع أو النتائج والتوصيات بشأنه‪.‬‬
‫االيجاز‪:‬‬
‫‪ -1‬قد ال يتسنى للمسؤول أو مدير المؤسسة قراءة الوثائق والتقارير بدقة كاملة ‪ ،‬وقد يقلب صفحاتها بسرعة‬
‫كبيرة ويقرأ العناوين فقط مهما كانت بالغة األهمية وذلك‬
‫لكثرة عدد الصفحات ‪ ،‬لذا كان من األفضل االختصار واإليجاز في الكتابة فكل ما هو غير ضروري‬
‫وهامشي يقلل من قيمة المهم واألساسي من األفكار ‪.‬‬
‫‪ -2‬التركيز على األفكار الهامة لتأكيدها واختيار المكان المناسب لعرضها في التقرير فمثال قد تكون العبارة‬
‫التي تحتاج إلى التأكيد في بداية الفقرة مثال أو نهايتها ‪ ،‬كما أن استخدام عدد أكبر من الكلمات المعبرة وكتابتها‬
‫بخطوط أعرض أو خطوط تختلف عن سياق باقي كلمات النص أو التقرير يحقق إبرازها وتأكيدها ‪.‬‬
‫‪-3‬إذا أردنا ضمان النجاح للتقارير المقدمة فمن الضروري في إيصال الرسالة والهدف المنشود مراعاة‬
‫اإليجاز لمساعدة القارئ على اإللمام بالمحتويات بأقل وقت ممكن‪.‬‬
‫‪ -4‬ويمكن تحقيق اإليجاز باختصار األلفاظ والتعبيرات واللجوء إلى العبارات الموجزة طالما أنها ال تخل‬
‫بالمعنى المقصود ‪ ،‬كذلك إيجاز الفقرات وعدم إطالتها وأن تخدم فكرة واحدة بمجموعة من الجمل المترابطة ‪.‬‬
‫التسلسل المنطقى فى عرض المعلومات ‪:‬‬
‫من الضرورى ترتيب وعرض التقرير بشكل منطقى منظم‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬الترتيب الزمن لألحداث الواردة بالتقرير‪.‬‬
‫‪ ‬الترتيب المكانى‪ ،‬كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬التدرج عند عرض الموضوعات من البسيط إلى المعقد فاألكثر تعقيدا‪ً.‬‬
‫اإلقناع ‪:‬‬
‫ويقصد به ذكر الحقائق كاملة في التقرير دون تغيير حتى ال يتسرب الملل لذهن القارئ وال يقتنع بما يرد فيه‬
‫‪ ،‬وفي هذا الشأن يفرق كاتب التقرير بين الحقائق المطلوبة واآلراء ووجهات النظر ‪.‬‬
‫ولتحقيق درجة عالية من اإلقناع البد من مراعاة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬الموضوعية وعدم تدخل اآلراء الشخصية وترك الحقائق تتحدث عن نفسها خاصة في التقارير‬
‫التي تهدف إلى إعطاء بيانات وال تهدف إلى تقديم مقترحات وتوصيات ‪.‬‬
‫‪ ‬السالمة اللغوية واستخدام المفردات والقواعد اللغوية بشكل مترابط واضح ودقيق ‪ ،‬وذلك ألن‬
‫كثرة األخطاء اللغوية في التقرير تخل بموضوعه وما يرد به من أفكار هامة ‪.‬‬
‫‪ ‬االقتناع الكامل بما تكتب فإذا كان مقدم التقرير غير مقتنعا بما يكتب صعب نقل ذلك إلى الطرف‬
‫اآلخر ‪.‬‬
‫أسس وقواعد يجب مراعاتها عند كتابة التقارير‪:‬‬
‫‪ . 1‬يحتاج كل تقرير إلى أهداف واضحة تساعد في تحديد المحتوى وأسلوب التقرير ( تقرير عن سير العمل‬
‫– تقرير عن إنجازات معينة – تقرير عن مشكلة واقتراح حلول لها(‬
‫‪ .2‬البد من معرفة قارئ هذا التقرير وكيف يفكر ؟ وما مستواه التعليمي والثقافي والوظيفي ؟ ومدى معرفته‬
‫السابقة بموضوع التقرير ؟ وذلك النتقاء المفردات والعبارات المناسبة ‪.‬‬
‫‪ . 3‬أن يتضمن التقرير مؤشرات ودالالت واضحة تؤكد موضوع التقرير ( فإن كان مثال تقرير عن مستوى‬
‫أداء الخدمات بمشروع ما فيعزز بمعدالت ونسب النجاح مثال ونتائج سابقة(‪.‬‬
‫‪ .4‬االلتزام بقواعد االقتباس والتوثيق واإلشارة إلى المصادر والمراجع المستخدمة‪.‬‬
‫‪ . 5‬بالنسبة لألسلوب يفضل استخدام الكلمات المباشرة الضرورية ‪ ،‬والعبارات البسيطة سهلة الفهم ‪ ،‬واالبتعاد‬
‫عن األسلوب الخطابي والعبارات االنفعالية وغير الدقيقة ومراعاة قواعد اللغة فيما يخص الفواصل والنقط‬
‫وأساليب الربط وغيرها ‪.‬‬
‫‪ .6‬وبالنسبة للصياغة يفضل عرض الموضوع بشكل مباشر دون مقدمات غير ضرورية ‪ ،‬مع إبراز األفكار‬
‫الرئيسية ‪ ،‬وتجنب التكرار في العبارات والكلمات ‪ ،‬وكذلك تجنب الجمل والعبارات الطويلة التي تتداخل بها‬
‫األفكار فيصعب فهمها ‪.‬‬
‫‪ .7‬االهتمام بشكل التقرير من األمور الضرورية ‪ ،‬وتنظيمه ‪ ،‬و إخراجه في صورته النهائية بالشكل المطلوب‬
‫والذي يعبر عن شخصية كاتبه ومدى اهتمامه بالموضوع‬
‫شكل التقرير ‪:‬‬
‫يتضمن التقرير الرسمي كبير الحجم عادة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬صفحة عنوان التقرير وتحتوى على البيانات التالية‪-:‬‬
‫• اسم الجهة التي اعدت التقرير‬
‫• عنوان أو موضوع التقرير ‪.‬‬
‫• تاريخ التقرير ‪.‬‬
‫• اسم الجهة المعد لها التقرير‬
‫‪ -2‬صفحة محتويات التقرير وتحتوى على البيانات التالية‪-:‬‬
‫• الموضوعات التي يشتمل عليها التقرير ‪.‬‬
‫• قائمة بالجداول والرسومات البيانية وأرقام صفحاتها في التقرير ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجزء الرئيسى من التقرير ويحتوى على اآلتى‪-:‬‬
‫‪ -1‬التعريف بالموضوع المطروح أو المشكلة ‪ ،‬والهدف من البحث فيه ( مقدمة التقرير ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬عرض البيانات والمعلومات وتحليلها والربط بينها ‪ ،‬وتوضيح المصطلحات والمفاهيم المستخدمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام وسائل اإليضاح الالزمة كالجداول واإلحصائيات والرسوم التوضيحية واألشكال وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -4‬نتائج الدراسة وتقديم المقترحات والتوصيات ومن المهم أن تكون واقعية وقابلة للتطبيق ‪.‬‬
‫الخالصة أو الخاتمة وتحتوى على اآلتى‪-:‬‬
‫وتضم ملخصا شامال للموضوعات المطروحة بمختلف جوانبها ‪:‬‬
‫المالحق ‪:‬‬
‫وتضم جميع المالحق والوثائق التي ورد ذكرها في التقرير ‪.‬‬
‫خطوات إعداد التقرير‪:‬‬
‫خطوات يجب أن يتبعها كاتب التقرير وهي كاآلتي ‪:‬‬
‫‪1-‬الشعور بالمشكلة وتحديدها وتحليلها‪:‬‬
‫وتعتمد هذه الخطوة على مهارة كاتب التقرير في تحديد المشكلة وهي من أهم مراحل كتابة التقرير ‪.‬‬
‫‪2-‬تحديد هدف التقرير وهيكله العام‪:‬‬
‫تحديد الهدف من التقرير وهيكله العام يحقق المزايا التالية‪:‬‬
‫‪ -3‬العرض المنظم والمنطقي لألفكار‪.‬‬
‫إعطاء كل جزء في التقرير القدرالمناسب من االهتمام وفقا ً ألهميته مقارنةً باألجزاء األخرى ‪.‬‬
‫تحديد الوقت والجهد والموارد الالزمة لالنتهاء من كتابة التقرير ‪.‬‬
‫‪-4‬تنظيم البيانات والمعلومات وتحليلها‪:‬‬
‫ويقصد بها الحقائق واآلراء التي تخدم التقرير أي التي تتعلق بموضوع التقرير مباشرة وتؤدي إلى استخالص‬
‫نتائج محددة لذا البد من ‪:‬‬
‫أ ‪.‬تحديد مصادرالبيانات والمعلومات (مراسالت‪،‬سجالت‪… ،‬الخ) ‪.‬‬
‫ب ‪.‬تحديد طرق جمع البيانات والمعلومات( مالحظة‪،‬مقابلة‪،‬استبيان‪… ،‬الخ) ‪.‬‬
‫ج ‪.‬تنظيم وترتيب البيانات والمعلومات‪.‬‬
‫د ‪.‬العرض البياني للمعلومات (رسوم‪ ،‬جداول‪… ،‬الخ )على أن يراعى في أساليب العرض البساطة وعدم‬
‫التعقيد وتوضيح مصادرالمعلومات ‪.‬إذا تم استخدام عدد كبير من الرسوم البيانية يمكن أن تكون في ملحق‬
‫خاص ‪.‬‬
‫هـ ‪.‬تفسير البيانات و تحليلها ‪ :‬يجب أن تكون منطقية واضحة – غيرمتحيزة‪.‬‬
‫كتابة التقرير و تحديد طريقة العرض ‪:‬‬
‫أ ‪.‬وضع الجدول الزمني ‪:‬‬
‫يتم هنا تحديد الزمن المناسب لالنتهاء من كل خطوة وهي الخطوة األخير هو التي تليها مباشرة مرحلة الكتابة‬
‫ب ‪.‬كتابة التقرير ‪:‬ويراعى فيها اآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬العنوان واضحا ً ومحققا ً لهدف التقرير‪.‬‬
‫‪ ‬عرض المعلومات بصورة متسلسلة ‪ ،‬وتحت عناوين رئيسية وفرعية‪.‬‬
‫‪ ‬بيان النتائج التي تم التوصل إليها والمقترحات المقدمة‪.‬‬
‫ج المراجعة ‪:‬بها يجيب كاتب التقرير على عدة أسئلة مثل هل التقرير واضح؟ هل هناك نقطة ما لم تتم‬
‫تغطيتها بالصورة المناسبة … الخ ‪.‬‬
‫د‪ .‬تحديد طريقة العرض ‪:‬إذا كان التقرير سيعرض على مجموعة فعلى كاتب التقرير أن يحدد طريقة العرض‬
‫والمعينات التي سيستخدمها ‪.‬‬
‫أفعل وال تفعل‬
‫اجعل تقريرك مثيرا الهتمام القارئ ‪.‬‬ ‫•‬
‫استخدم عناوين رئيسية وأخرى فرعية ذات عالقات مترابطة ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تجعل تقريرك طويال ممال ‪.‬‬ ‫•‬
‫اكتب بحياد تام دون تحيز ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تصل إلى نتيجة معينة دون أن تؤيدها بالحجج والبراهين ‪.‬‬ ‫•‬
‫ابحث عن كافة الحقائق التي تجعل تقريرك دقيقا ‪.‬‬ ‫•‬
‫استخدم فقرات كل منها يركز على نقطة معينة ‪.‬‬ ‫•‬
‫ال تطبع التقرير دون مراجعة األخطاء وتصحيحها ‪.‬‬ ‫•‬
‫تأكد من مصادر المعلومات قبل تقديم التقرير ‪.‬‬ ‫•‬
‫استخدم الخطوط واألشكال ونوع في نمط الخط ‪.‬‬ ‫•‬
‫قدم تقريرك في الموعد المحدد ‪.‬‬ ‫•‬
‫تذكر أن التقرير وسيلة اتصال هامة وقد ينسى اآلخرين ما قلته ولكن ال يمكنهم نسيان ما كتبته ألنه‬ ‫•‬
‫موثق ‪.‬‬

You might also like