‫األصــــــــوات الـــلـــغـــــــويـــــــــــة‬

‫‪3241‬‬ ‫عــــــــريب‬

‫الفونيمات فوق التركيبية‪ :‬التنغيم‬

 ‫تمهيد‬
‫• لكل صوت كالمي تهتز األوتار الصوتية يف إنتاجه طنني ‪ Buzz‬أو همهمة ‪ Hum‬أو نغمة ‪ Tone‬ذات درجة‬
‫أساسية ‪ ،Fundamental Pitch‬وعلى ذلك فإن نغمة الصوت هي إحدى صفاته‪ ،‬وكثرياً ما تكون عامالً مهماً‬
‫جداً يف أداء اإلشارة أو العالمة اللغوية لوظيفتها‪ ،‬أي يف داللتها على املراد منها‪.‬‬
‫• ومن املعروف أن نغمة الصوت تتغري مع التدرج يف إنتاجه‪ ،‬فأحياناً ال تكون هناك موجتان صوتيتان‬
‫متتابعتان يف صوت كالمي هلما طول واحد‪ ،‬أو فرتة تذبذب واحدة متاماً‪.‬‬
‫• لكن البحث اللغوي ال يضع هذا يف اعتباره‪ ،‬ألنه إمنا يراعي النغمة النسبية‪ ،‬وال يراعي الدرجة الفعلية أو‬
‫لنقل ‪ :‬إنه يراعي ما ميكن لألذن البشرية إدراكه‪ ،‬وهو إحساس نسيب بأن النغمة يف هذا الصوت كانت‬
‫مرتفعة‪ ،‬أو هابطة بالنسبة للصوت اآلخر‪.‬‬
‫• وإذا حنن سلمنا بأن التغري يف النغمة حيدث يف أثناء الصوت الواحد‪ ،‬فإن من األوىل أن نسلم حبدوث هذا‬
‫التغري يف انتقال املتكلم من صوت إىل صوت ومن مقطع إىل مقطع ومن كلمة إىل أخرى‪.‬‬
 ‫التنغيم في اللغة‬
‫• جاء يف لسان العرب يف بيان معنى (نغم) بأن النغم هو ‪ :‬جرس الكلمة‪ ،‬وحسن الصوت يف القراءة وغريها ‪.‬‬
‫• والتنغيم هو مصدر للفعل (نغم) بتضعيف العني أي أنشد‪ ،‬وأطرب والتنغيم كذلك هو الرتمن‪ ،‬مع االهتزاز‬
‫بالصوت‪ ،‬واالندماج يف األداء الصوتي‪ .‬ونغم الكالم أداة بنغمة متتابعة‪.‬‬
‫• واملتناغم هو املتجانس واملتوائم مع بعضه‪ .‬وكالم منغم‪ ،‬ومنغوم‪ ،‬أي مصحوب بالرتمن واجلرس الكالمي‪.‬‬
‫• واملناغمة هي املوائمة والتناسب‪.‬‬
‫• والنغمة هي الصوت الذي يدل على حسن الكالم‪.‬‬
‫• وقد جاء يف املعجم الوسيط‪ :‬تنغم (فعل ‪ :‬مخاسي الزم) ومنه تنغمت أتنغم‪ ،‬ومصدره (تنغُّم)‬
‫بضم الغني وتضعيفها‪.‬‬
‫• وتنغم املغين‪ :‬طرَبَ‪ ،‬ونغَم‪ ،‬وترنّم‪.‬‬
 ‫• وعندما تتأمل يف الدالالت اللغوية للفظ التنغيم‪ ،‬وما يتصل به من اشتقاقات جند اآلتي‪:‬‬
‫• ‪ -1‬التنغيم يتصل باألداء الصوتي املقصود لبيان أمر حياول املتنغم أن يوضحه‪ ،‬ويدل عليه‪.‬‬
‫• ‪ -2‬التنغيم فيه أداء ترمني‪ ،‬وموسيقي‪ ،‬يطرب له الناطق واملستمع معاً‪.‬‬
‫• ‪ -3‬التنغيم فيه جرس يؤدي إىل االنسجام الصوتي أثناء األداء‪.‬‬
‫• ‪ - 4‬التنغيم يتعلق بالبناء الصوتي املتتابع بقصد التأثري‪.‬‬
‫• ‪ -5‬التنغيم يكسب الرتاكيب املنطوقة حسناً وترمن‪.‬‬
‫• ‪ -6‬التنغيم يدل على الصوت اخلفي املصحوب بالتطريب الدال على معان معينة‪.‬‬
‫• وكل ذلك يقودنا إىل املعنى االصطالحي للتنغيم‪ ،‬رمبا يتوافق يف كثري من دالالته مع املعاني‬
‫اللغوية‪ ،‬ال سيما فيما يتصل باالهتزاز واجلرس أثناء الكالم‪.‬‬
 ‫التنغيم في االصطالح الصوتي‬
‫• يُطلق مصطلح التنغيم ‪ Intonation‬على تلك التغيريات اليت حتصل يف درجة تنغيم الصوت يف الكالم املتصل‪،‬‬
‫وهي تغريات تتعلق بدرجة نغم الرتددات الناجتة عن اهتزازات الوترين الصوتيني ‪.Vocal Cords‬‬
‫‪ Melodic‬الذي ينشأ عن اختالف درجة الصوت يف أثناء الكالم‪.‬‬ ‫‪Pattern‬‬ ‫• أو هو منط التلحني‬
‫• أو هو ارتفاع الصوت واخنفاضه بوساطة تتابع النغمات الصوتية‪ ،‬أو اإليقاعات يف حدث كالمي معني وذلك من‬
‫أجل التعبري عن احلاالت النفسية املختلفة‪ ،‬وعن املشاعر واالنفعاالت‪.‬‬
‫حبُ بارتفاع واخنفاض يف درجة اجلهر يف الكالم‪ ،‬وهذا التغيري يف‬‫• فالصوت يف ارتفاعه واخنفاضه‪ ،‬يُصَا َ‬
‫الدرجة يرجع اىل التغيري يف نسبة ذبذبة الوترين الصوتيني‪.‬‬
‫• هذه الذبذبة اليت حتدث نغمة موسيقية؛ فالتنغيم يدل على العنصر املوسيقي يف الكالم‪.‬‬
‫‪• https://www.youtube.com/watch?v=Y3SThAIpVRc‬‬
‫‪• https://www.youtube.com/watch?v=swqUtJRo9dY‬‬
‫• وحيدث التنغيم حني تكون وظيفة أمناط تلحني الصوت متعلقة ببنية اجلملة‪ .‬وهذا يعين أن فروق الدرجة‬
‫متتد على وحدات صوتية أطول من املقطع‪.‬‬
‫• فالتنغيم استعمال متييزي لتغريات يف الدرجة‪ ،‬متتد على منطوق أكرب من املقطع‪.‬‬
‫• وإضافة إىل ما سبق‪ ،‬فإنَّ التنغيم موجود يف معظم اللغات‪ ،‬وأن لكل لغة عاداتها التنغيمية‪ ،‬بل إن التنغيم‬
‫خيتلف من هلجة إىل أخرى‪ ،‬بني متكلمي اللغة الواحدة‪ ،‬ومن فرد إىل آخر بني ناطقي اللهجة الواحدة‪.‬‬
‫• وبذلك يكون املفهوم الشامل للتنغيم موسيقى الصوت عند النطق ما بني ارتفاع واخنفاض وقوة وضعف‪،‬‬
‫مصحوب بتعابري جسدية تتناسب مع املوقف‪ ،‬وتوالٍ للنغمات املوسيقية سواء على العبارة أو اجلملة‪.‬‬
‫• وهو ظاهرة صوتية يف معظم اللغات اإلنسانية باعتباره أداة توليدية عند نطق الرتكيب الكالمي الواحد البد‬
‫أن يتسم بالطابع التنغيمي لكي يكون أكثر إيضاحاً وأقوى تأثريا‪ ،‬فالنفس بطبيعتها متيل إىل التنغيمات‬
‫الكالمية الرنانة املؤثرة‪.‬‬
 ‫اللغات النغمية واللغات التنغيمية‬
‫• تنقسم اللغات من حيث اختالفات الدرجات الصوتية وعلوها واخنفاضها يف منطوقها إىل‪:‬‬
‫‪Tone Languages‬‬ ‫• لغات نغمية‬
‫‪Intonation Languages‬‬ ‫• لغات تنغيمية‬
‫• فاللغات النغمية تتبع نظاما من النغمات يستخدم على مستوى الكلمة ينصب على املقطع فيها‪ ،‬حبيث خيتلف‬
‫املعنى املعجمي للكلمة الواحدة باختالف النغمات اليت تنطق بها‪ ،‬وتعد الصينية أبرز ما ميثل اللغات‬
‫النغمية والكورية واليابانية‪ ،‬وبعض اللغات األوروبية كالنروجيية والسويدية‪.‬‬
‫• فكلمة (‪ )fu‬يف الصينية ميكن أن تنطق بأربعة نغمات خمتلفة‪ ،‬فتعين مرة‪ :‬رجل‪ ،‬ومرة‪ :‬غين‪ :‬ومرة‪ :‬حظا‬
‫سعيدا‪ ،‬ومرة‪ :‬مقر الوالي‪.‬‬
‫• والفرق يف ذلك ليس يف رموزها الكتابية‪ ،‬بل بالنغمة الصوتية يف مقاطعها الصوتية‪ ،‬فكل قالب نغمي يشكّل‬
‫معنى دالليا خيتلف عن اآلخر‪.‬‬
‫• واللغات التنغيمية يعمل فيها التنغيم على مستوى العبارة واجلملة‪ ،‬وليس على مستوى الكلمة‪ ،‬حيث يفرق‬
‫يف العربية مثال بني التقرير واالستفهام والنفي اعتمادا على تنغيم اجلملة دون احلاجة إىل أدوات التقرير أو‬
‫االستفهام أو النفي ‪.‬‬
‫• ويكاد تشرتك فيه أكثر اللغات‪ ،‬ألن الناطق البشري يف خمتلف اللغات يعمد إىل التنغيم يف كالمه‪ ،‬فيغري‬
‫اجلملة من استفهام إىل توكيد‪ ،‬أومن نفي إىل تعجب دون أن يستخدم الصيغ الصرفية لكل املقاصد السابقة‬
‫مستعيضا بذلك بالتنغيم يف اجلملة‪.‬‬
‫• فالتنغيم له دور تركييب يف تغيري دالالت اجلمل حسب األداء التنغيمي الصوتي هلا للمتكلم يف ارتفاع الصوت‬
‫واخنفاضه‪ ،‬واســـتوائه والسكت به‪ ،‬وتتابعه وانقطاعه‪ ،‬ومده وقصره‪ ،‬أثناء الكالم مبا يتناسب مع املعاني‬
‫واحلاجات اليت يبتغي املتحدث اإلبالغ عنها واإلخبار بها‪.‬‬
‫• وال يصح أن حيصر التنغيم يف درجة اخنفاض الصوت أو ارتفاعه‪ ،‬بل يعد عملية صوتية تتكون من ارتفاع‬
‫واخنفاض وسكون ومد واستقامة متتابعة أثناء نطق احلركات وتنوع صوتي يتطلبه مقام الكالم‬
‫وحاجة املتكلم اليت يُعبِّر عنها‪.‬‬
 ‫التحليل التنغيمي للمنطوقات‬
‫• التنغيم الصوتي هو الذي حيدد الداللة من الرتكيب الكالمي‪ ،‬فبحسب النغمة يتضح املعنى فجملة (نزل‬
‫املطر) يتغري معناها حسب األداء الصوتي عند نطقها‪ ،‬فتكون دالة على االستفهام بنغمة مرتفعة صاعدة‪،‬‬
‫وتكون دالة على اخلرب بنغمة متوسطة من غري اخنفاض أو ارتفاع‪ ،‬وتكون دالة على اإلحباط إذا نطقت بنغمة‬
‫منخفضة‪ ،‬وتكون دالة على التعجب إذا نطقت بارتفاع ثم اخنفاض‪ ،‬وتكون دالة على إجلام املخاطب إذا كانت‬
‫منطوقة بالسكت عند كل مقطع صوتي مع علو يف النغمة يف املقاطع الصوتية من اللفظني املكونني هلا‪ ،‬وهكذا‬
‫تتباين املعاني بتباين األداء الصوتي املتنوع حسب املوقف الكالمي‪.‬‬
‫• وهناك أنواع من النغمات ضمن السلسلة الكالمية كالنغمة اهلابطة والنغمة الصاعدة وذلك بالنظر إىل نهايات‬
‫السالسل الكالمية‪.‬‬
‫• فالنغمة اهلابطة تتصف باهلبوط يف نهايتها مع أنها قد تتضمن تلوينات داخلية جزئية‪ ،‬وترد النغمة‬
‫اهلابطة يف سياقات بعينها‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
 ‫• اجلمل التقريرية‪ :‬وهي اجلمل التامة ذات املعنى الكامل غري املعلق‪ ،‬كقولنا‪ :‬العلم نور‪.‬‬
‫• اجلمل الطلبية‪ :‬وهي اجلمل اليت حتتوي على فعل أمر أو حنوه‪ ،‬كقولنا‪ :‬اكتب درسك‪.‬‬
‫• أما النغمة الصاعدة‪ ،‬فسميت كذلك لصعودها يف نهاية اجلملة‪ ،‬وأهم السياقات ليت ترد فيها هذه النغمة‪:‬‬
‫• اجلمل االستفهامية اليت تتطلب إجابة بالنفي أو اإلجياب‪ ،‬كقولنا‪ :‬هل رأيت صديقك ؟‬
‫• اجلمل املعلّقة ويقصد بها اجلملة غري التامة املرتبطة مبا بعدها كجملة الشرط‪ ،‬حنو قولنا إذا اجتهدت‪...‬‬
‫جنحت‪.‬‬
‫• وقد تظهر النغمتان الصاعدة واهلابطة معا يف بعض السياقات‪ ،‬كسياق اجلملة الشرطية والعد املستمر (واحد‬
‫اثنني ثالثة ‪ ...‬حيث تكون النغمات صاعدة عند نهاية كل عدد‪ ،‬فإذا انتهى العدُّ خُتم بنغمة هابطة‪.‬‬
‫• وقد تكون النغمات هابطة عند نهاية كل عدد حتى إذا بلغنا العدد ما قبل األخري صعدت النغمة لتعود هابطة‬
‫مع نهاية كل عدد‪.‬‬
 ‫التنغيم في التراث العربي‬
‫• يقول ابن جين (‪ 392‬هـ) يف كتابه (اخلصائص)‪:‬‬
‫• "وقد حذفت الصفة ودلت احلال عليها‪ ،‬وذلك فيما حكاه صاحب الكتاب من قوهلم‪ :‬سري عليه ليل وهم‬
‫يريدون‪ :‬ليل طويل‪ .‬وكأن هذا إمنا حذفت فيه الصفة ملا دل من احلال على موضعها‪ .‬وذلك أنك حتس يف‬
‫كالم القائل لذلك من التطويح والتطريح والتفخيم والتعظيم ما يقوم مقام قوله‪ :‬طويل أو حنو ذلك‪ ،‬وأنت‬
‫حتس هذا من نفسك إذا تأملته‪ .‬وذلك أن تكون يف مدح إنسان والثناء عليه فتقول‪ :‬كان واهلل رجالً فتزيد يف‬
‫قوة اللفظ باهلل هذه الكلمة وتتمكن يف متطيط الالم وإطالة الصوت بها وعليها أي رجالً فاضالً أو شجاعاً أو‬
‫كرمياً أو حنو ذلك‪ .‬وكذلك تقول‪ :‬سألناه فوجدناه إنساناً ومتكن الصوت بإنسان وتفخمه فتستغين بذلك عن‬
‫وصفه بقولك‪ :‬إنساناً مسحاً أو جواداً أو حنو ذلك‪ .‬وكذلك إن ذممته ووصفته بالضيق قلت‪ :‬سألناه وكان‬
‫إنساناً وتزوى وجهك وتقطبه فيغنى ذلك عن قولك‪ :‬إنساناً لئيما أو حلزا أو مبخال أو حنو ذلك‪ .‬فعلى هذا‬
‫وما جيري جمراه حتذف الصفة‪ .‬فأما إن عريت من الداللة عليها من اللفظ أو من احلال فإن حذفها ال جيوز"‬
‫• وبذلك يتبني أن العرب ولو مل يستخدموا مصطلح التنغيم هلذا املفهوم الصوتي‪ ،‬فإنهم أدركوه بأوصاف أخرى‪ ،‬وطبقوا ذلك يف‬
‫تفسريهم للقرآن الكريم‪ ،‬ودالالت الشعر العربي‪ ،‬ومقاصد كالم العرب يف اللهجات واملخاطبات‪.‬‬

‫حلِ َأخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ ُمؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِريُ إ َِّنكُمْ لَسَارِقُونَ (‪ )70‬قَالُوا وَأَقْبَلُوا‬
‫• يف اآلية الكرمية‪﴿ :‬فَلَمَّا جَهَّ َزهُمْ بِجَهَا ِزهِمْ جَ َعلَ السِّقَايَةَ فِي َر ْ‬
‫عَلَ ْيهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (‪ )71‬قَالُوا نَفْقِدُ ُصوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِ ْملُ بَعِريٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (‪ )72‬قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي‬
‫األَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِنيَ (‪ )73‬قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِنيَ (‪ )74‬قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ ُوجِدَ فِي َرحْلِهِ َف ُهوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ َنجْزِي‬
‫الظَّالِمِنيَ﴾‪.‬‬
‫• فتقرأ اآلية بصورتني تنغيميتني ‪ ،‬األوىل ‪( :‬قَالُوا‪ :‬جَزَاؤُ ُه ؟) بتنغيم االستفهام‪ ،‬والثانية (مَ ْن ُوجِدَ فِي َرحْلِهِ َف ُه َو جَزَاؤُهُ )‬
‫بتنغيم التقرير‪.‬‬
‫ت أَ ْزوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ َّرحِيمٌ ﴾‪.‬‬
‫• ويف قوله تعاىل‪ ﴿ :‬يَا أ َُّيهَا النَّبِيُّ لِمَ ُتحَرِّمُ مَا َأحَلَّ اللَّ ُه لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَا َ‬
‫• فحذف حرف االستفهام واستعيض عنه بالتنغيم باعتباره قيمة استبدالية عن الغرض القصدي‪ ،‬واألصل يف ‪( :‬أتبتغي؟)‪.‬‬
‫• فالتنغيم له داللة وظيفية على معاني اجلمل تتضح من خالهلا صالحية اجلمل التأثريية املختصرة‪.‬‬
 ‫• قال الشاعر جرير بن عطية التميمي (‪ 33‬هـ ‪ 110 -‬هـ)‪:‬‬
‫و أندى العاملنيَ بطونَ راحِ‬ ‫خريَ مَن رَ ِكبَ املطايا‬
‫• ألَ ْس ُتمْ َ‬

‫• قال الشاعر حممود سامي البارودي (‪ 1322-1255‬هـ ‪ 1904-1839 /‬م)‪:‬‬

‫كانت خُـــالص َة عُـدَّتي و َعتَادِي‬ ‫• يا دهــرُ! فيم فجعتين حبليلة؟‬
‫• فقد تضمن كل بيت من هذين البيتني أداة استفهام معينة‪ ،‬ولكن اجلملة قد خرجت عن فكرة االستفهام‬
‫احلقيقي إىل معنى آخر يعرب عن موقف أو إحساس خاص للمتكلم‪ ،‬وهما يف البيت األول‪ :‬التقرير‪ ،‬ويف‬
‫اآلخر‪ :‬والتحسر‪ ،‬مما يتصل باألداء الصوتي التنغيمي حسب السياق الذي يقتضيه املقام‪.‬‬