التعليق على قرار قضائي

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫بحث‬

‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫من اعداد أحمد قنوز ‪ ،‬طالب السنة أولى ماستر – دولة و مؤسسات –‬
‫بكلية الحقوق‪ #‬و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة طاهري محمد ‪ ،‬بشار‬

‫تعليق على قرار المحكمة العليا‬


‫صادر عن الغرفة االجتماعية بتاريخ ‪ ،2020-03-05‬ملف رقم ‪1408550‬‬

‫موضوع ‪ :‬انهاء عالقة العمل بسبب محاولة االعتداء الجسدي على المسؤول المباشر‪.‬‬

‫يتعل ق موض وع الق رار بتس ريح العام ل نتيج ة لمحاولت ه االعت داء الجس دي على مس ؤوليه‬ ‫‪‬‬
‫السلميين ‪ ،‬فتتمحور وقائع القضية في وجود عالقة عمل تربط كل من الهيئة المستخدمة " ذا اني‬
‫الجيري ا برودكس يون بي في " و العام ل " م‪.‬ع " أثن اء قي ام عالق ة العم ل ق ام العام ل " م ‪ .‬ع "‬
‫بارتكابه أعمال عنف تتمثل في محاولة االعتداء الجسدي على مسؤوليه السلميين حيث اعتبرت‬
‫الهيئة المستخدمة هذا الفعل خطأ جسيما استدعى تسريح العامل من منصبه‪.‬‬
‫‪ ‬رفع العامل " م‪.‬ع " دعوى قضائية ضد الهيئة المستخدمة أمام محكمة بئر مراد رايس ‪ ،‬و بتاريخ‬
‫‪ 2019-02-03‬قض ت المحكم ة ب ئر م راد رايس ب الزام الهيئ ة المس تخدمة – الم دعى عليه ا –‬
‫بإعادة ادماج المدعى "م‪.‬ع" مع رفض ما زاد عن ذلك من طلبات‪.‬‬
‫‪ ‬و بتاريخ ‪ 2019-04-11‬طعنت الهيئة المستخدمة أمام المحكمة العليا التي نقضت و أبطلت حكم‬
‫قاضي الموضوع بموجب القرار الصادر بتاريخ ‪.2020-03-05‬‬
‫‪ ‬في القضية الحالية تدعي الهيئة المستخدمة " ذا اني الجيريا برودكسيون بي في " بان العامل " م‪.‬ع‬
‫" ارتكب خط أ جس يما مم ا أدى الى فص له حيث أن محاول ة االعت داء الجس دي على المس ؤلين‬
‫السلميين تعد من أعمال العنف ‪ ،‬ألنها تؤدي الى إرهاب الشخص الذي وقعت عليه و بالتالي ف ان‬
‫ّ‬
‫حكم الموضوع بإعادة المعني الى منصبه غير صائب من وجهة نظر الهيئة المستخدمة‪.‬‬
‫نظرا لما سبق فان القرار يطرح اإلشكالية التالية ‪ :‬هل محاولة االعتداء من طرف عامل على مسؤوليه‬
‫السلمي ين دون وقوع اضرار مادية يعتبر خطأ جسيما يستدعي التسريح بمفهوم الم‪##‬ادة ‪ 73‬من الق‪##‬انون‬
‫ّ‬
‫‪ 11-90‬؟‬
‫لم ي ورد المش رع تعري ف الخط اء الجس يم‪ ،‬و إنم ا ح دد ص وره في فق رات تع د أك ثر ش يوعا من‬
‫الناحي ة العملي ة‪ ،‬و ل ذا س نتعرض إلى بعض التعريف ات ال تي‪  ‬أورده ا بعض الفقه اء و األس اتذة‪ ،‬فعرف ه‬
‫ال دكتور أحمي ة س ليمان بأن ه " ذل ك التص رف ال ذي يق وم ب ه العام ل فيلح ق أض رار بمص الح أو ممتلك ات‬

‫‪1‬‬
‫بحث‬
‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫صاحب العمل‪ ،‬أو يخالف به إحدى التزاماته المهنية‪  ،‬أو يلحق به خسائر و أضرار إما لصاحب العمل‬
‫أو العم ال اآلخ رين‪ ،‬مم ا يجع ل اس تمرار العام ل في العم ل أم ر غ ير مقب ول إم ا لخطورت ه و إم ا بس بب‬
‫المحافظة على النظام و االستقرار في مكان العمل(‪ ،)1‬كما عرف الخطاء الجسيم بأنه " ذلك االنحراف‬
‫الشديد للعامل في سلوك الرجل العادي و الحريص‪ ،‬متعمدا‪ ،‬مخلفا أضرار جسيمة بالمؤسسة و وسائلها"‪.‬‬
‫أم ا محكم ة النقض الفرنس ية فعرفت ه بأنه(‪ " :)2‬خرق العامل األجير إللتزامات ه الواردة في عقد‬
‫العمل‪ ،‬أو في النصوص القانونية أو التنظيمية أو المهنية‪ ،‬و التي تجعل استمرارية العالقة بين العامل و‬
‫الهيئ ة المس تخدمة مس تحيلة‪ ،‬و لق د ذهب المش رع الفرنس ي إلى الق ول ب أن التس ريح الت أديبي الن اتج عن‬
‫الخطأ الجسيم ال بد من أن يكون مقيدا بشرطين أساسين هما‪ :‬وجود السبب الحقيقي‪ ،‬و السبب الجدي‪ ،‬و‬
‫التسريح الخالي من هذين السببين يعد تسريحا تعسفيا‪ ،‬فما المقصود بهذين الشرطين؟‬
‫أوال‪ :‬مفهوم السبب الحقيقي(‪ :)3‬لقد عرفه القضاء الفرنسي بأنه ذلك السبب الذي يعد في نفس‬
‫الوقت موجودا و صحيحا و موضوعيا‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون السبب موضوعيا‪ :‬يقصد بالسبب الموضوعي السبب الذي ال يكون صادرا عن‬
‫أهواء صاحب العمل‪ ،‬كأن يدعي بأن العامل ذو سلوك سيء‪ ،‬دون ان يقدم الدليل على التصرفات السيئة‬
‫المنس وبة إلى العام ل‪ ،‬و دون أن يق وم بتحدي د الم راد بالس لوك الس يء‪ ،‬و بالمقاب ل يعت بر تس ريح العام ل‬
‫موض وعيا‪ ،‬إذا ك انت تص رفات ه ذا األخ ير م ع غ يره من العم ال غ ير الئق ة‪ .‬و في ه ذه الحال ة يح ق‬
‫لصاحب العمل تسريح العامل حفاظا على السير العادي و الحسن للمؤسسة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون السبب موجودا‪ :‬إذا كان التسريح يخلو من أي سبب يكون تعسفيا‪ ،‬فإذا إدعى‬
‫مثال ص احب العم ل ع دم كف اءة العام ل المهني ة ب دون أن يق دم مفهوم ا دقيق ا لع دم الكف اءة‪ ،‬أو ق دم مفهوم ا‬
‫ناقص ا بحيث لم يقتن ع ب ه قاض ي الموض وع اعت بر تس ريح العام ل تعس فيا‪ ،‬و إذا فص ل ب ائع من منص ب‬
‫عمل ه ألن ه لم يكن موفق ا في عمل ه‪ ،‬أو إذا فص لت ممرض ة ألنه ا لم تكن له ا الق درة علي مس ايرة عمله ا‪،‬‬
‫فيجب على قضاة الموضوع أن يبحثوا و يتحققوا‪ ،‬هل فعال أن النتائج التي توصل إليها البائع كانت غير‬
‫مرضية؟ و هل أن الممرضة لم تكن فعال قادرة على ممارسة عملها؟ فإذا توصل القضاة إلى أن النتائج‬
‫التي حققها البائع كانت معتبرة‪ ،‬و أن الممرضة لم تكن مقصرة في تأدية عملها‪ ،‬كان التسريح تعسفيا لعد‬
‫وجود السبب الحقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬الشرط الثالث‪ :‬أن يكون السبب صحيحا‪ :‬يكون السبب صحيحا إذا كان خاليا من أي نية سيئة‪ ،‬و هو ما‬
‫ذهب إليه اإلجتهاد الفرنسي‪ ،‬في قضية تسريح عاملة بفندق ألخذها ما بقي في صحن الزبائن‪ ،‬غير أن‬
‫قضاة الموضوع اعتبروا أن مثل هذا التصرف ال يشكل سوى سرقة تافهة بسيطة‪ ،‬و بالتالي ال يعد سببا‬
‫استند إليه صاحب العمل لتسريح هذه العاملة بينما السبب الحقيقي لهذا التسريح يرجع إلى الشهادة التي‬

‫‪2‬‬
‫بحث‬
‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫أبدتها العاملة المسرحة ضد صاحب العمل في قضية طالقه لزوجته‪ ،‬و لذلك اعتبر قضاة الموضوع أن‬
‫تسريح هذه العاملة يعتبر تعسفيا يستوجب التعويض(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم السبب الجدي(‪ : )2‬لقد عرف وزير العمل الفرنسي السبب الجدي أثناء المناقشة‬
‫البرلمانية‪ ،‬و قبل التصويت على قانون العمل المؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1973‬بأنه " السبب الذي يكتسي‬
‫نوع ا من الخط ورة مم ا ي ؤدي إلى اإلخالل بعالق ة العم ل و من تم اس تحالة اس تمرارها‪ ،‬نظ را للض رر‬
‫الملحق بالمؤسسة"‪.‬‬
‫‪ -‬هذا و نتساءل في هذا الخصوص حول إمكانية تنازل صاحب العمل عن التمسك بالخطاء الجسيم و ما‬
‫أثر ذلك؟‬
‫إن تن ازل ص احب العمل عن حقه في إنهاء العق د إذا ما ارتكب العام ل خط اء جسيما‪ ،‬ف إن هذا‬
‫من شأنه أن يؤدي إلى عدم جواز حرمان العمل من مكافأة مدة خدمته و من أجره عن مهلة اإلخطار (‬
‫‪ )3‬عند انقضاء العقد في الوقت الحق‪ ،‬و هذا نظرا لالرتباط الذي أوجده المشرع بين حق صاحب العمل‬
‫في إنهاء العقد الرتكاب العامل خطاء جسيما‪ ،‬و حقه في حرمان العامل من أجره عن مهلة اإلخطار‪ ،‬و‬
‫يتأس س ه ذا الحكم على أن ع دم اس تعمال‪ ‬ص احب العم ل لحق ه في إنه اء العق د في ه ذه الحال ة‪ ،‬يتض من‬
‫تنازال منه في التمسك بالخطاء الجسيم ذاته‪ ،‬و يفقد صاحب العمل بالتالي الحقوق المترتبة على ارتكاب‬
‫العامل الخطاء الجسيم‪.‬‬
‫و يث ور التس اؤل في ه ذا الص دد‪ ،‬ح ول م دى دالل ة ت أخير ص احب العم ل في انه اء العق د على‬
‫تنازله عن حقه في التمسك بالخطاء الجسيم‪.‬‬
‫إن القاع دة في ه ذا الص دد هي أن ص احب العم ل بحكم كون ه ص احب المص لحة األولى في‬
‫المؤسسة‪ ،‬و هو األقدر على تقدير مدى تأثير خطاء العامل على حسن سير المؤسسة المس تخدمة‪ ،‬و على‬
‫ذلك فإن تأخير صاحب العمل في إنهاء عقد العمل و تسريح العامل يتضمن اعترافا من جانبه بأن هذا‬
‫الخط اء ال يس تحق إنه اء العق د‪ ،‬بن اء على ع دم ت أثيره على حس ن س ير المنش أة‪ ،‬و يرف ع بالت الي ص فة‬
‫الجس امة عن الفع ل أو الس لوك الخطئ المنس وب إلى العام ل‪  ‬و م ا س يتتبع ذل ك من ع دم ج واز تس ريحه‬
‫تأديبيا و إال عد التسريح تعسفيا(‪.)4‬‬
‫ولكن ي ا ت رى م ا هي ط رق تحدي د طبيع ة و نوعي ة الخط اء الجس يم‪ ،‬ذل ك م ا س وف نتناول ه في‬
‫الفرع األول من هذا المطلب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طرق تحديد صور الخطاء الجسيم(‪ :)1‬هناك طريقتين التنظيمية و القانونية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الطريق ة التنظيمي ة‪ :‬و نع ني به ا أن ه يتم تحي د طبيع ة و ن وع األخط اء الجس يمة عن طري ق‬
‫النظ ام ال داخلي للمؤسس ة‪ ،‬و علي ه س وف نتط رق بص فة وج يزة إلى تعري ف النظ ام ال داخلي و اج راءات‬
‫وضعه بصفة موجزة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بحث‬
‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف النظام الداخلي‪ :‬إن النظام الداخلي له أهمية بما كان في المجال التأديبي‪ ،‬ذلك أنه يترتب على‬
‫ع دم وج وده أو خ رق إجراءات ه اعتب ار التس ريح ح تى و ل و ك ان ق انوني تعس في‪ ،‬و ه و م ا ذهبت إلي ه‬
‫المحكم ة العلي ا في قراره ا الم ؤرخ في ‪ 02/07/1996‬في قض ية رقم ‪ – 41656‬غي اب النظ ام ال داخلي‬
‫يجعل التسريح تعسفيا و يعفي القاضي من الفصل في الموضوع و النظر في القضية‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد عرف النظام الداخلي في المادة ‪ 77‬بأنه‪ ":‬وثيقة مكتوبة يحدد فيها المستخدمة‬
‫لزوما القواعد المتعلقة بالتنظيم التقني للعمل و الوقاية الصحية و األمن‪ ،‬و االنضباط‪ ،‬كما يحدد النظام‬
‫الداخلي في المجال التأديبي طبيعة األخطاء المهنية و دراجات العقوبات المطابقة و إجراءات التنفيذ(‪.)1‬‬
‫إذن من العناص ر األساس ية ال تي يجب ذكره ا في النظ ام ال داخلي هي تحدي د طبيع ة و نوعي ة األخط اء‬
‫المهني ة و درج ات العقوب ات و الج زاءات المق ررة له ا‪ ،‬و تج در اإلش ارة إلى أن النظ ام ال داخلي ه و ح ق‬
‫مع ترف ب ه قانوني ا لص احب العم ل حماي ة لمص الح المؤسس ة‪ ،‬و بالت الي فه و التص رف ب اإلدارة المنف ردة‬
‫لصاحب العمل عند إعداده‪ ،‬غير أنه يتخذ بعد ذلك الطابع التعاقدي‪ ،‬إذ ألزم المشرع المستخدم بعرضه‬
‫على لجنة المشاركة أو ممثلي العمال عند غياب هذه األخيرة إلبداء الرأي[‪.]1‬‬
‫و يعتبر الرأي االستشاري للجنة المشاركة إجراءا شكليا جوهريا‪ ،‬و على مفتش العمل المختص إقليميا‬
‫التأكد من مدى احترام صاحب العمل لهذا اإلجراء قبل المصادقة عليه‪.‬‬

‫والمالحظ هو أن المشرع اعتمد على الطريقة التنظيمية في تحديد األخطاء الجسيمة وذلك في المادة‬
‫‪ 73‬من قانون ‪ 90/11‬قبل تعديلها‪ ،‬أما بعد تعديلها فقد أخذ بالطريقة القانونية‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬الطريق ة القانوني ة‪ ]3[:‬نظ را لم ا له ذه الطريق ة من حماي ة كب يرة للط رف الض عيف في عالق ة العم ل‪ ،‬ف إن‬
‫المشرع الجزائري قد تراجع عن الطريقة التنظيمية التي سبق التعرض لها مكرسا الطريقة القانونية في‬
‫تحدي د الخط اء الجس يمة‪ ،‬ويظه ر ه ذا جلي ا في بع د تع ديل الم ادة ‪ 73‬من ق انون رقم ‪ 90/11‬المتض من‬
‫عالقات العمل‪ ،‬أي أن المشرع هو من تكفل بتحديد صور األخطاء الجسيمة واإلجراءات الواجب اتباعها‬
‫قبل اللجوء إلى فصل العمال‪ ،‬وكذا الضمانات المقررة له أثناء وبعد الفصل فنصت المادة ‪ 73‬المعدلة‬
‫بق انون رقم ‪ 91/29‬على أن ه‪" :‬يتم التسريح الت أديبي في حالة ارتك اب العام ل أخط اء جسيمة‪ – .‬وعالوة‬
‫على األخط اء الجس يمة ال تي يع اقب عليه ا التش ريع الج زائي وال تي ت رتكب أثن اء العم ل تعت بر على‬
‫الخص وص أخط اء جس يمة يحتم ل أن ينج ر عنه ا التس ريح ب دون مهل ة العطل ة وب دون عالوات‪ ،‬األفع ال‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪          -1‬إذا رفض العام ل ب دون ع ذرمقبول تنفي ذ التعليم ات المرتبط ة بالتزامات ه المهني ة‪ ،‬وال تي تلح ق‬
‫أضرارا بالمؤسسة والصادرة عن السلطة السلمية التي يعينها المستخدم أثناء الممارسة العادية لسلطاته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بحث‬
‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫‪          -2‬إذا أفضى معلومات مهنية تتعلق بالتقنيات التكنولوجية وطرق الصنع والتنظيم‪ ،‬أو وثائق داخلية‬
‫للهيئة المستخدمة‪ ،‬إال إذا أذنت له السلطة السلمية بها أو أجازها القانون‪.‬‬
‫‪          -3‬إذا شارك في توقف جماعي وتشاوري عن العمل خرقا لألحكام التشريعية الجاري بها العمل في‬
‫هذا المجال‪.‬‬
‫‪          -4‬إذا قام بأعمال عنف‪.‬‬
‫‪          -5‬إذا تس بب عم دا في أض رار مادي ة تص يب البناي ات والمنش آت واآلالت واألدوات والم واد األولي ة‬
‫واألشياء األخرى التي لها عالقة بالعمل‪.‬‬
‫‪          -6‬إذا رفض أمر التسخير الذي تم تبليغه وفقا ألحكام التشريع المعمول به‪.‬‬
‫‪          -7‬إذا تناول الكحول أو المخدرات داخل أماكن العمل"‪.‬‬
‫المالح ظ على ه ذه الم ادة موض وع التحلي ل أن المش رع لم يقم فيه ا بتعري ف الخط أ الجس يم‪،‬‬
‫وإ نما أعطى أمثلة عنه بواسطة فقرات تعد أكثر شيوعا من الناحية العملية‪ ،‬كما يالحظ أيضا في الفقرة (‬
‫‪ )1‬من المادة المشار إليها أعاله أن مصطلح الخطأ الجسيم ورد بصيغة الجمع "يتم التسريح التأديبي في‬
‫حال ة ارتك اب العام ل أخط اء جس يمة"‪ ،‬مم ا يقي د ان ه ال يتم تس ريح العام ل تأديبي ا إال إذا ارتكب خط أين‬
‫جس يمين على األق ل‪ ،‬غ ير أن المش رع ت دارك ه ذا الخل ل ونص في الم ادة ‪ 73/01‬على الخط أ الجس يم‬
‫المف رد "يجب أن ي راعي المس تخدم على الخص وص عن د تحدي د وص ف الخط أ الجس يم‪ "...‬والم ادة ‪73/5‬‬
‫التي نصت على "يخول التسريح للعامل الذي لم يرتكب خطأ جسيما‪"...‬‬
‫‪  -‬هذا وقد أثارت المادة ‪ 73‬جدال فقهيا ونقاشا كبيرا حول ما إذا كان التعداد لألخطاء الجسيمة الوارد فيها‬
‫على س بيل الحص ر أم على س بيل المث ال‪ ،‬وم ا زاد النق اش ح دة ه و تن اقض ق رارات المحكم ة العلي ا ال تي‬
‫اعت برت ت ارة أن التع داد وارد على س بيل الحص ر وال يج وز الخ روج عن ه‪ ،‬وت ارة أخ رى اعتبرت ه على‬
‫سبيل المثال‪ .‬فظهر بذلك رأيين أو موقفين كل له حججه وأسانيده في ذلك‪.‬‬
‫ال ‪##‬رأي ‪ :1‬التع داد ال وارد في الم ادة ‪ 73‬من ق انون ‪ 90/11‬المع دل والمتمم بق انون ‪ 91/29‬وارد على س بيل‬
‫المثال‪ :‬ويرى أصحاب هذا الرأي أن األخطاء الجسيمة التي تم تعدادها في المادة ‪ 73‬ليست على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬وإ نما هي أمثلة أتى بها المشرع على وجه الخصوص‪ ،‬وجعل كل عامل يرتكب إحداها معرض‬
‫للتس ريح الت أديبي‪ ،‬ودلي ل ذل ك أن تع ديل الم ادة ‪ 73‬من ق انون ‪ 90/11‬لم يص احبه تع ديل الم ادة ‪ 77‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬والتي تجعل ضمن المجال التأديبي المخول لصاحب العمل‪ ،‬طبيعة الخطأ المهني ودرجات‬
‫العقوب ات المطابقة وإ جراءات التنفيذ محددة في النظ ام ال داخلي الذي يضعه المستخدم بص فة انفرادية‪ ،‬ا‬
‫ويضيف آخرون أن الدليل على أن التعداد الوارد في المادة ‪ 73‬هو على سبيل المثال‪ ،‬هو انه جاء في‬
‫ص لب الم ادة ‪ 73‬مص طلح "على الخص وص"‪ ،‬فإض افة ه ذا المص طلح ي وحي بأن ه هن اك أخط اء جس يمة‬
‫أخرى لم يوردها المشرع في نص هذه المادة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بحث‬
‫التعليق على قرار قضائي‪.‬‬

‫‪  -‬هذا وراح جانب آخر من الفقه إلى اعتبار هذا التعديل يخص المؤسسات التي تشغل أقل من ‪ 20‬عامال‬
‫وقامت بإعداد أنظمة داخلية لحسن سير أنشطتها‪ ،‬فتدخل المشرع ليضع حدا معقوال من الخطاء الجسيمة‬
‫ينبغي وجوب ا على المستخدم إدراجه ا في النظ ام ال داخلي‪ ،‬واحترام اإلج راءات التي تؤدي إلى التسريح‪،‬‬
‫مع التأكيد أنه بالنسبة للمؤسسات التي تشغل أكثر من ‪20‬عامال فإن األمر مفصول فيه بموجب المادة‬
‫‪ 75‬التي تفرض ضرورة وجود نظام داخلي بجميع المقاييس التي ذكرناها سابقا‪.‬‬
‫الرأي ‪ :2‬التعداد الوارد في المادة ‪ 73‬هو على سبيل الحصر‪ :‬وهو ما قال به الكثير من القانونيين‪ ،‬إذ ما هو‬
‫اله دف من تع ديل الم دة ‪ 73‬إن لم يكن لتقيي د ج زء من ص الحيات المس تخدم في تحدي د وص ف الخط أ‬
‫الجس يم‪ ،‬ذل ك أن الم ادة ‪ 73‬قب ل تع ديلها ك انت تخ ول ص احب العم ل بم وجب النظ ام ال داخلي ص الحيات‬
‫واسعة في وصف األخطاء وتحديد العقوبات الموافقة لها‪ ،‬ومنه ال يمكن التصور أن التعديل جاء ليكرس‬
‫مبدأ معروفا‪ ،‬هذا وباإلضافة إلى إعطاء صاحب العمل سلطة وضع وتحديد األخطاء الجسيمة قد يظهر‬
‫نوع ا من التعس ف في اس تخدام واس تعمال األس باب ال تي ت ؤدي إلى التس ريح من ط رف المس تخدم ال‬
‫بني ة‪ ‬اإلض رار بق در م ا يك ون ناتج ا عن ع دم ق درة المس تخدم على وض ع نظ ام داخلي يتض من األس باب‬
‫الحقيقية والجادة التي تدعو إلى عملية التسريح‪.‬‬

‫خالصة يبين قرار المحكمة العليا محل التعليق الحالي النقاط التالية‬
‫أوال اتجاه المحكمة العليا الى حماية المصلحة االقتصادية للهيئة المستخدمة‬
‫ذلك باعتمادها على نص المادة ‪ 73‬و اعتبارها ان أعمال العنف هي كل ما من شأنه أن‬
‫يثير‪ #‬الفوضى في المؤسسة و ليس بالضرورة من نتائجه اضرارا مادية أو جسدية و لما‬
‫قضى الحكم المطعون فيه خالف ذلك قامت المحكمة العليا بنقضه‪ #‬و ابطاله‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like