Professional Documents
Culture Documents
التحميل الزائد للمعلومات
التحميل الزائد للمعلومات
في تعريف أحدث ،يركز روتزيل ( )2019على الوقت والموارد .يصرح أنه عندما ُيعطى صاحب القرار الكثير
من المعلومات مثل التعقيد والمبلغ والتناقض ،فإن جودة ق ارره تنخفض بسبب محدودية الموارد الشحيحة للفرد
لمعالجة جميع المعلومات واتخاذ القرار األمثل.
أصل المصطلح
على الرغم من ارتباط التحميل الزائد للمعلومات بالثقافات والتقنيات الرقمية ،وضحت آن بلير أن المصطلح
نفسه يسبق التقنيات الحديثة ،إذ كانت مؤشرات التحميل الزائد للمعلومات واضحة عندما بدأ البشر في جمع
المخطوطات وجمع المعلومات وتسجيلها والحفاظ عليها كان جورج سيمل ( )1918 -1858أول علماء
االجتماع الذين يالحظون اآلثار السلبية لإلغراق للمعلومات ،فقد افترض أن الحمل الزائد لألحاسيس في
العالم الحضري الحديث قد تسبب في تجريد سكان المدن وتدخلهم في قدرتهم على االستجابة لحاالت جديدة
استخدم عالم النفس االجتماعي ستانلي ميلغرام )1984 -1933( في وقت الحق مصطلح التحميل الزائد
للمعلومات لشرح تأثير المتفرج.
أدرك علماء النفس على مدى سنوات عديدة أن البشر يمتلكون قدرة محدودة على تخزين المعلومات الحالية
جدا في هذا الصدد ،إذ أوضح أنه يمكن للناس معالجة
مؤثر ً
في الذاكرة .كان عالم النفس جورج أرميتاج ميلرً ا
سبع مجموعات من المعلومات في وقت واحد .يقول ميلر إنه في ظل ظروف التحميل الزائد للمعلومات،
يصبح الناس في حيرة من أمرهم ومن الممكن لهم اتخاذ ق اررات أسوأ بناء على المعلومات التي تلقوها بداًل من
اتخاذ ق اررات مدروسة.
يمكن العثور على مثال مبكر للغاية عن مصطلح « التحميل الزائد للمعلومات» في مقال كتبه يعقوب يعقوبي
ودونالد سبيلر وكارول كون بيرنينغ ،الذين أجروا تجربة على 192ربة منزل قلن بأنهن يؤكدن على الفرضية
القائلة بإن المزيد من المعلومات عن العالمات التجارية ستؤدي إلى ضعف عملية اتخاذ القرار.
قدم ديدرو قبل وقت طويل هذا المفهوم على الرغم من أنه لم يندرج تحت مصطلح « التحميل الزائد
للمعلومات»:
وما دامت القرون مستمرة في المضي ،فإن عدد الكتب سيزداد باستمرار ،وبوسع المرء أن يتنبأ بأنه سيأتي
وقت يكون فيه تعلم أي شيء من الكتب على نفس القدر من صعوبة تعلمها من الدراسة المباشرة للكون
بأكمله .سيكون من المناسب قلياًل البحث عن القليل من الحقيقة المخفية في الطبيعة بقدر ما يمكن العثور
عليها مخفية في مجلدات متراصة- .دينيس ديدرو« ،إنسكلوبيدي» (.)1755
تطور مصطلح « التحميل الزائد للمعلومات» إلى عبارات مثل «تخمة المعلومات» و«ضباب المعلومات»
و«تخمة البيانات» (ضباب البيانات ،شينك.)199 ،
لمحة تاريخية
التاريخ المبكر
ُوثق التحميل الزائد للمعلومات طوال الفترات التي زاد فيها التقدم في التكنولوجيا من إنتاج المعلومات .في
وقت مبكر من القرن الثالث أو الرابع قبل الميالد ،قابل الناس التحميل الزائد للمعلومات بالرفض .في تلك
الفترة ،وفي سفر الجامعة مقطع ،12:12كشف عن تعليق الكاتب بأنه «ال يوجد نهاية لصناعة الكتب» وفي
القرن األول الميالدي ،علق سينيكا األكبر بأن «وفرة الكتب هي عبارة عن إلهاء» .علق الدومينيكاني فينست
[
أيضا على طوفان المعلومات إذ ذكر «كثرة الكتب وضيق الوقت والطبيعة الزلقة للذاكرة».
من نبوفيس ً
]13
أيضا المتحمسون للمعلومات .تأسست أيضا شكاوى مماثلة حول نمو الكتب في الصين .كان هناك ً
ُ ذكرت ً
مكتبة اإلسكندرية منذ نحو القرن الثالث قبل الميالد أو روما من القرن األول ،والتي قدمت أعمال الحفاظ
أسسا عالمية للحفاظ على الماضي من أجل المستقبل،
على اآلثار التاريخية .أنشأت المتاحف والمكتبات ً
محدودا.
ً ولكن مثل الكثير من الكتبُ ،منحت المكتبات وصواًل
عصر النهضة
لطالما كان لدى إنسانيي عصر النهضة رغبة في الحفاظ على كتاباتهم ومالحظاتهم ]13[،لكنهم تمكنوا فقط من
تسجيل النصوص القديمة بخط اليد ألن الكتب كانت مكلفة ولم يتمكن سوى األثرياء والمثقفين تحمل نفقاتها.
تعرض البشر لإلغراق للمعلومات من خالل نسخ المخطوطات القديمة بشكل مفرط وتكرار القطع األثرية
وخلق مكتبات ومتاحف صمدت حتى الوقت الراهن .نحو عام 1453ميالدي ،اخترع يوهانس غوتينبرغ آلة
الطباعة مما مثل فترة أخرى من انتشار المعلومات .ونتيجة النخفاض تكاليف اإلنتاج ،توفرت المواد
المطبوعة التي تتراوح بين الكتيبات والمخطوطات والكتب لإلنسان العادي.
بدأ تقديم الطباعة الضخمة ألوروبا الغربية بعد اختراع غوتنبرغ .جرب األثرياء في غالب األمر التحميل
الزائد للمعلومات ،إال أن الكتب المطبوعة أصبحت متداولة ومتاحة بتكلفة أقل ووقت أسرع ،مما سمح للمثقفين
بشرائها .أصبحت المعلومات قابلة للتسجيل بخط اليد ،وأصبح باإلمكان حفظها بسهولة للمستقبل مع سهولة
الوصول إليها .شهدت هذه الحقبة فترة ُأنشئت فيها أساليب مبتكرة لممارسة تراكم المعلومات .بصرف النظر
عن طباعة الكتب وتسجيل المقاطع ،قُدمت المعلومات والفهارس األبجدية ،مما أتاح لألشخاص حفظ ووضع
إشارة مرجعية للمعلومات من أجل استرجاعها .وسمت هذه الممارسات األعمال الحالية ولمستقبلية لمعالجة
المعلومات.
علق العالم السويسري كونراد جينسر على العدد المتزايد من المكتبات والكتب المطبوعة وكان على األرجح
أول أكاديمية ناقش عواقب التحميل الزائد للمعلومات ،إذ الحظ كيف أصبحت المعلومات «خارجة عن
السيطرة» بعد إنشاء الطباعة.
يالحظ بلير أنه في حين ابتهاج العلماء بعدد الكتب المتاحة لهم ،عانوا في وقت الحق من اإلجهاد من كمية
المعلومات المفرطة التي كانت متاحة بسهولة ومكتظة .اشتكى العلماء من وفرة المعلومات ألسباب متنوعة،
مثل انخفاض جودة النص إذ هرعت الطابعات لطباعة المخطوطات وتوفير معلومات جديدة مشتتة وصعبة
اإلدارة.