Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫استدعاء للتاريخ‪ ..

‬ما قصة جزر إيجه التي تشكل عنصر توتر مستمر بين تركيا واليونان؟‬
‫ثمة مؤشرات( ُمتالحقة تشي بأن تصاعد التوتر بين «جارين»‪ /‬وعضوين في حلف شمال األطلسي‪ُ ..‬مرشح لمزيد من‬
‫التدهور‪ ،‬خاصة في ظل غياب أي وساطة «جدية» بين انقرة واثينا‪ ,‬في حين تلقى األخيرة دعما ً ُمعلنا ً من االتحاد األوروبي‬
‫(وإلى حد كبير من الواليات المتحدة التي تبدي صمتا ً نسبيا ً إزاء ما يحدث‪ ,‬وإن كان االنطباع( بأنها غير معنية في الوقت‬
‫الراهن بإغضاب تركيا ألسباب جيوسياسية ُمتصلة بالحرب األوكرانية‪ ،‬ناهيك عن عقدها المزيد من صفقات األسلحة‬
‫وبخاصة أسراب الطائرات ال ُمقاتلة ومناورات( جوية وبحرية مشتركة مع اليونان جوية)‪ .‬غضب تركيا الذي غدا ُمتدحرجاً(‬
‫بدأ عندما اشتكت أنقرة بأن اليونان «تُعسكر» تلك الجزر‪ ,‬التي يفترض أن تكون منزوعة السالح‪ ,‬وان طائرات يونانية‬
‫تتحرّش بالطائرات( الحربية التركية‪ ,‬وأن الجيش اليوناني( فتح رادارات ‪ S-300‬باتجاه طائراتها الحربية‪ ,‬إضافة إلى انتقادها‬
‫صفقات األسلحة األميركية إلى اليونان ومنها طائرات مقاتلة‬
‫تهديدات الرئيس التركي أردوغان المتواصلة منذ شهرين‪ ,‬والتي وصلت ذروتها مؤخراً في تصريحه األخير في البوسنة‪,‬‬
‫خالل جولة في بعض دول البلقان عندما ه َّدد اليونان قائالً ‪:‬ال نعترف باحتاللكم لجزر بحر أيجة‪ ..‬سنقوم ‪ -‬أضاف ‪ -‬بما يلزم‬
‫عندما يحين الوقت‪ُ ..‬مستطرداً بوضوح( «يُمكننا ان نأتي على حين غرة ذات ليلة»‪.‬‬
‫تهديدات كهذه ال يُطلقها الرئيس التركي جزافاً‪ ،‬خاصة في وقت يعاني فيه هو شخصيا ً من تحديات داخلية خصوصا ً‬
‫اقتصادية وتراجُع شعبيته‪ ,‬مع اقتراب االستحقاق الرئاسي‪/‬حزيران‪ ,2023‬خاصة في ظل احتمال متزايد بتوافق( أحزاب‬
‫المعارضة الـ«‪ ,»6‬على مرشح رئاسي( واحد‬
‫تقع الجزر في بحر إيجه الواقع بين البحر األبيض المتوسط( شماال وتركيا شرقا واليونان غربا وشماال‪ ،‬ويتصل البحر ببحر‬
‫مرمرة عبر مضيق الدردنيل‬
‫رغم أن اليونان سلّحت ‪ 18‬جزيرة حتى اآلن منذ ستينيات القرن الماضي( بحسب الجانب التركي‪ ،‬فإن الخالف مع أنقرة‬
‫بهذا الصدد تصاعد بعد عام ‪ 2000‬مع اكتشاف( احتياطيات كبيرة من النفط والغاز شرقي المتوسط‪.‬‬
‫منحت اتفاقيتا لوزان وباريس اليونان سيادة على الجزر التي يبلغ عددها ‪ 12‬جزيرة‪ ،‬والتي تبعد عن البر التركي مسافة ال‬
‫تتجاوز ‪ 6‬إلى ‪ 8‬كيلومترات‪،‬‬
‫وتعكر صفو العالقات بين أنقرة وأثينا العديد من الملفات الخالفية‪ ،‬أبرزها قيام اليونان بتسليح وعسكرة جزر شرقي بحر‬
‫إيجه المطلة على الشواطئ التركية‪ .‬وتوسيع المياه اإلقليمية‬
‫وأعلنت تركيا في ‪ 28‬أغسطس أن طائرات تابعة‪ ،‬كانت في مه ّمة ببحر إيجه وشرق( البحر المتوسط‪ ،‬تعرّضت لمضايقة من‬
‫قبل نظام الدفاع الجوّي اليوناني( "إس‪ "300-‬وذلك بعد سلسلة احتكاكات متشابهة السنوات القليلة الماضية‪.‬‬
‫فبينما كانت مشكلة قبرص قضية بين اليونان وتركيا‪ (،‬أصبحت قضية لالتحاد األوروبي عندما انضمت قبرص لالتحاد‬
‫ال نزاعات حدودية وفقًا لمعايير كوبنهاغن ومدريد(‬‫األوروبي( رغم أنها لم تحقق متطلبات عضوية االتحاد األوروبي (‬
‫لالتحاد األوروبي)‪.‬‬
‫أصبح اكتشاف طبقات الهيدروكربون شرق المتوسط ونقل الغاز مصدران‪ ‬لتوتر غير ضروري( كان من الممكن تجنبه‬
‫بالتعاون بين تركيا واليونان‪ ،‬خاصة بعد الغزو الروسي( ألوكرانيا‪ ،‬فقد أصبح مؤكدًا أن التعاون شرق المتوسط سيكون‬
‫مربحًا لجميع األطراف‪.‬‬
‫هل هدد أردوغان اليونان بحرب؟‬
‫تعقيبًا على التطور الميداني األخير‪ ،‬خاطب الرئيس التركي( اليونان وطالبها بأن تلقي نظرة على التاريخ‪ ،‬ومهددا "إذا‬
‫ت قد ًما‪ ،‬ستدفعين ثمنًا باهظًا"‪.‬‬
‫مضي ِ‬
‫وأضاف أردوغان "احتاللكم لجزر إيجه ال يُلزمنا‪ .‬حين تأتي اللحظة‪ ،‬سنفعل ما يلزم‪ .‬قد نأتي ذات ليلة على حين غرة" في‬
‫تهديد أثار الجدل باألوساط( السياسية بشأن احتمال انزالق التوتر بين البلدين إلى حرب‪ ،‬ال سيما مع وصفه لسيطرة اليونان‬
‫على الجزر بـ "االحتالل" رغم أنه ليس التلميح األول من نوعه‪.‬‬
‫ففي ‪ 29‬أغسطس ‪ ،2020‬وصف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو نية اليونان توسيع مياهها اإلقليمية في بحر إيجه‬
‫إلى ‪ 12‬مياًل بأنها ستكون "سببًا للحرب"‪ .‬وتنتهك( أيضا اتفاقية البحار ‪ 1982‬لرفعها( مساحة مجالها الجوي إلى ‪ 12‬ميال‪،‬‬
‫رغم أن االتفاقية تنص على وجوب موافقة الدولتين الجارتين على ذلك‪.‬‬
‫وتحدث الوزير( التركي ألول مرة في فبراير‪/‬شباط( الفائت عن إمكانية إعادة بحث مسألة سيادة اليونان على الجزر بسبب‬
‫انتهاكها شرط عدم تسليحها‪ ،‬الفتا إلى أن أثينا بدأت انتهاك ذلك منذ الستينيات‪ ،‬مكررا هذا التحذير في يونيو‪/‬حزيران‪.‬‬
‫الجزر وما سبب نزع سالحها؟‬ ‫ما قصة ُ‬
‫احتلت اليونان إبان الحرب العالمية األولى مدينة إزمير التركية وأجزا ًء أخرى من أراضي( الدولة العثمانية‪ ،‬كما وضعت‬
‫يدها‪ ،‬رفقة إيطاليا‪ ،‬على العديد من جزر بحر إيجه القريبة من السواحل العثمانية‪.‬‬
‫وجاءت سيطرة اليونان على الجزر بعد قرار اتخذته عدة دول عام ‪( 1914‬بريطانيا( العظمى وفرنسا وروسيا( وألمانيا‬
‫وإيطاليا والنمسا والمجر) بموجب معاهدة لندن عام ‪.1913‬‬
‫وبعد حرب التحرير التي قادها مصطفى كمال أتاتورك‪ ،‬تنازلت تركيا عن مطالبتها( بهذه الجزر‪ ،‬عبر معاهدة لوزان عام‬
‫‪ 1923‬مقابل تعهد روما وأثينا بنزع السالح في الجزر القريبة من الحدود التركية مراعاة ألمن تركيا‪.‬‬
‫انتقلت الجزر التي تسيطر( عليها إيطاليا إلى يد ألمانيا خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وبعد الهزيمة سلم األلمان هذه الجزر‬
‫للبريطانيين الذين سلموها بدورهم إلى اليونان‪ .‬وُأقرت( سيطرة اليونان على الجزر بموجب معاهدة باريس عام ‪ ،1947‬وفق‬
‫الشرط ذاته "عدم تسليح الجزر" تماشيًا مع المعاهدات األخرى المبرمة مع أنقرة‪ ،‬وال سيما ملحق المضائق التركية التابع‬
‫التفاقية لوزان وكذلك اتفاقية مونترو‪.‬‬
‫والتزمت اليونان بإبقاء الجزر منزوعة السالح إلى حين نشوب صراعات في جزيرة قبرص عامي ‪ 1963‬و‪ ،1964‬عندما‬
‫أطلقت تركيا( عملية "السالم العسكرية" في قبرص (أبريل ‪ ،)1974‬لحماية األتراك من الهجمات التي كانوا يتعرضون لها‪،‬‬
‫فبدأت أثينا بتسليح الجزر بداعي وجود( تهديد حقيقي من الجانب التركي على سالمة أراضيها‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 2013‬بعد الثورة السورية‪ ،‬تحول بحر إيجه إلى ممر لموجات الهجرة غير النظامية للمهاجرين في قوارب( التسلل‬
‫من تركيا إلى اليونان‪ ،‬نظرا لقرب االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫هذه الدائرة المفرغة تجعل من المستحيل تسوية أي نزاع‪ ،‬فاليونان تغرق في الديون وما زالت تواصل تسليح نفسها بما‬
‫يتجاوز قدراتها‪ ،‬ترى تركيا أن تسليح جزر بحر إيجة‪ - ‬بعضها على مسافة قريبة من تركيا ‪ -‬تصرف( عدواني واستفزازي‪.‬‬
‫للجزر؟‬
‫كيف يرى الجانبان الوضع القانوني ُ‬
‫تقول تركيا إن سيادة اليونان على الجزر مرتبطة بتحقيق شرط( نزع السالح بموجب اتفاقيات دولية‪ ،‬وال يمكن التخلي عن‬
‫هذا الشرط بدون اتفاقيات جديدة‪.‬‬
‫بينما تعتقد اليونان أن الظروف( التي ُكتبت فيها هذه االتفاقيات تب ّدلت‪ ،‬وأن األنظمة والشروط( المنصوص عليها تطورت مع‬
‫الوقت مما جعل تفسير المعاهدات السابقة أمرًا معقّدًا‪ ،‬كما أنه من حقها تسليح الجزر أسوة بتراجع بقية الدول األوروبية عن‬
‫تطبيق أوضاع مماثلة خالل الحرب الباردة‪.‬‬
‫وبعثت أنقرة في فبراير( الماضي برسالتين إلى األمم المتحدة بشأن انتهاك اليونان وضع الجزر منزوعة السالح في بحر‬
‫إيجه‪ ،‬وأشار وزير( الخارجية إلى أن هذه الجزر منحت لليونان بموجب اتفاقيتي( لوزان وباريس للسالم بشرط نزع سالحها‪،‬‬
‫الفتا َ إلى أن أثينا بدأت انتهاك ذلك منذ الستينيات‪.‬‬
‫من جهتها‪ ،‬قدمت اليونان تحفظا ً على صحة اختصاص محكمة العدل الدولية بشأن المسائل الناشئة عن "مصالحها( المتعلقة‬
‫باألمن القومي" والتدابير( العسكرية المتعلقة بذلك‪ ،‬وهو إجراء تستطيع الدول األطراف( بمعاهدة إنشاء المحكمة اتخاذه عندما‬
‫تريد منع إحالة أي نزاع مع دولة أخرى إلى المحكمة‪.‬‬
‫الجزر إلى حرب؟‬ ‫هل يتحول التوتر بشأن ُ‬
‫يستبعد أبو شعبان وقوع( حرب بين تركيا واليونان على خلفية النزاع بشأن الجزر‪ ،‬ويعتبر( أن "التوتر الحالي يقع في السياق‬
‫السياسي االنتخابي لكل من الدولتين‪ ،‬ومن المستبعد أن يتطور( إلى حرب أو عمليات محدودة ألن ذلك سيعني حربا بين‬
‫حلفاء في الناتو مما سيقسم الحلف وقد( يعني نهايته عمليا"‪.‬‬
‫وأشار الباحث السياسي إلى أن حربا كهذه قد تقود إلى تبعات خطيرة على االتحاد األوروبي( "وستعمق المشكلة الحالية التي‬
‫يواجهها بفعل األزمة األوكرانية"‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتركيا‪ ،‬فقد تعني‪ ،‬وفقًا للباحث‪ ،‬حربا ضد أوروبا( مما قد يفقدها وجهتها الغربية ويدفعها( شرقا( بقوة‪ ،‬وهو ما‬
‫يحاول األتراك تجنبه‪ ،‬منوهًا إلى أن "السياسة التركية قائمة بشكل أو بآخر على الموازنة بين الشرق( والغرب ال القطيعة مع‬
‫أحد منهما"‪.‬‬
‫هل تتجاوز تركيا واليونان خالفاتهما المستمرة منذ قرنين؟‬

‫قد تمثل زيارة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إلى أنقرة في الخامس من فبراير الحالي‪ ،‬مرحلة جديدة في‬
‫العالقات بين تركيا واليونان وتطوي صفحة التوتر المستمر منذ قرنين‪.‬‬
‫ومن أبرز القضايا الخالفية بين تركيا( واليونان‪ ،‬إيواء أثينا لمعارضين أتراك وأكراد( مطلوبين من قبل الحكومة التركية‪،‬‬
‫ومحاولة اليونان توسيع نطاق حدودها( البحرية في بحر إيجة‪ ،‬والتنقيب عن مصادر الطاقة شرق المتوسط‪.‬‬
‫مطالب أردوغان‬
‫قال أردوغان في المؤتمر الصحفي المشترك مع تسيبراس‪ " :‬إننا على ثقة بإمكانية حل جميع القضايا والخالفات بين تركيا‬
‫واليونان عبر الوسائل السلمية"‪ .‬وبحسب ما نقلته وسائل اإلعالن المحلية التركية‪ ،‬ناقش الطرفان قضايا متعددة منها إطالق‬
‫رحالت بحرية بين مدينة إزمير التركية وسالونيك اليونانية‪ ،‬وإنشاء خط حديدي سريع بين إسطنبول( وسالونيك‪ ،‬وتطوير(‬
‫معبر إيبساال ‪ -‬كيبي الحدودي‪.‬‬
‫وجدد أردوغان مطالبته لليونان بتسليم "االنقالبيين" األتراك الفارين إليها عقب محاولة االنقالب الفاشل في تركيا في ‪15‬‬
‫تموز ‪ ،2016‬وعدم التساهل مع أعضاء التنظيمات التي تصفها تركيا بـ " اإلرهابية" مثل أتباع رجل الدين التركي فتح هللا‬
‫غولن وأعضاء حزب العمال الكردستاني المحظور( في تركيا‪.‬‬
‫وكانت الزيارة التي قام بها أردوغان إلى العاصمة اليونانية أثينا في ‪/ 7‬ديسمبر( ‪" 2017‬تاريخية" واألولى( من نوعها منذ‬
‫‪ 65‬عاما‪.‬‬
‫تاريخ‪ ‬من الحروب‬
‫مرت العالقات بين تركيا واليونان بفترات من المد والجزر منذ استقالل اليونان عن االمبراطورية العثمانية في عام ‪.1832‬‬
‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬خاض البلدان أربعة حروب كبيرة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الحرب التركية اليونانية في عام ‪1897‬‬
‫‪ ‬وحرب البلقان األولى في عام ‪1912‬‬
‫‪ ‬والحرب العالمية األولى (‪)1918-1914‬‬
‫‪ ‬والحرب اليونانية التركية (‪.)1922-1919‬‬
‫وتحسنت العالقات بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية وانضم( البلدان الى حلف شمال األطلسي في عام ‪.1952‬‬
‫ولكن العالقات بينهما تدهورت في الخمسينيات من القرن الماضي نتيجة الخالف حول جزيرة قبرص وطرد اليونانيين من‬
‫تركيا في الستينيات والغزو التركي لشمالي قبرص عام ‪ 1974‬والمواجهة بين البلدين حول بحر إيجة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1999‬انطلقت فترة من التطبيع النسبي في العالقات‪ ،‬أدت إلى تغيير في المعارضة اليونانية لطلب تركيا االنضمام(‬
‫لالتحاد األوروبي‪.‬‬
‫أين تقف الواليات المتحدة في التوتر القائم بين تركيا واليونان؟‬
‫مرة أخرى‪ ،‬يعود التوتر ليخيم على العالقات بين تركيا واليونان‪ .‬اتهمت األولى الثانية بالتحرش بمقاتالتها خالل مهمة‬
‫لحلف الناتو‪ ،‬ثم توالت التصريحات الحادة من الجانبين‪ ،‬ثم عادت مراكب يونانية لتستهدف( سفينة تجارية في المياه الدولية‪،‬‬
‫وفق أنقرة‪.‬‬
‫حذر أردوغان أثينا من أن بالده "قد تأتي بغتة ذات ليلة"‪ ،‬في إشارة رمزية ال تخلو من داللة‪ ،‬لتبدأ أحاديث احتماالت‬
‫الصدام العسكري والحرب‪.‬‬
‫في أجواء كهذه‪ ،‬وال سيما على هامش الحرب الروسية األوكرانية‪ ،‬تتجه األنظار لموقف( الحلف ‪-‬وتحديدا( الواليات المتحدة‪-‬‬
‫من التوتر القائم‪.‬‬
‫الموقف التقليدي‬
‫إضافة إلى الموروث( التاريخي( بين البلدين‪ ،‬تختلف اليونان وتركيا( على عدة ملفات‪ ،‬في مقدمتها القضية القبرصية وتسليح‬
‫اليونان بعض الجزر في إيجه وترسيم الحدود البحرية بين البلدين بما ينعكس على التنافس على الثروات وال سيما الغاز‬
‫الطبيعي‪ .‬ولذا‪ ،‬وتحديدا( في العقود األخيرة‪ ،‬بات الهدوء أقرب لحالة االستثناء بين البلدين‪ ،‬بينما ال يكاد التوتر( والتصعيد‬
‫يخبوان حتى يعودان للواجهة‪.‬‬
‫كان التدخل التركي في قبرص عام ‪ 1974‬موجها( بشكل غير مباشر( ضد اليونان‪ ،‬الدولة الداعمة للقبارصة اليونانيين‪ ،‬وفي(‬
‫‪ ،1996‬كاد البلدان يصالن إلى المواجهة العسكرية المباشرة إثر خالف على إحدى جزر بحر إيجه‪ .‬وفي ‪ 2020‬حصلت‬
‫احتكاكات بين سفن البلدين في المتوسط‪ ،‬على إثر أنشطة التنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها‪ ،‬ويبدو( أن موجة‬
‫التوتر الحالية حلقة جديدة في سلسلة التوترات على أرضية القضايا الخالفية التي لم تحل حتى اليوم‪.‬‬
‫وفي كل هذه القضايا الخالفية كانت الواليات المتحدة تعلن وقوفها( على الحياد بين الجانبين‪ ،‬بل تسعى أحيانا للتوسط بينهما‪،‬‬
‫من باب أنهما عضوان في حلف الناتو وتجمعها مع كليهما عالقات تحالف وشراكة‪ .‬ففي قبرص‪ ،‬بقيت واشنطن على موقفها‬
‫من دعم جهود توحيد الجزيرة مع ميل للحل الفدرالي‪ ،‬واتخذت قرارا( بوقف( بيع األسلحة للقبارصة حفاظا على التهدئة وكبح‬
‫مسارات سباق التسلح بين الجانبين‪ .‬كما أنها ‪-‬منفردة أو عبر آليات الناتو‪ -‬لعبت دور الوسيط بين الجارين اللدودين في‬
‫التصعيد األخير بينهما في صيف( ‪ ،2020‬وبعدها استأنف الطرفان جوالت الحوار االستطالعية‪.‬‬
‫أين تقف واشنطن؟‬
‫اليوم‪ ،‬ومع جولة توتر( جديدة بين البلدين‪ ،‬يقول على هامشها جنراالت متقاعدون في الجانبين إن الحرب بينهما حتمية إن لم‬
‫تكن اليوم فغدا‪ ،‬أين تقف الواليات المتحدة تحديدا؟‬
‫في المبدأ‪ ،‬ليس من مصلحة واشنطن أن ينشب صدام عسكري مباشر ‪-‬فضال عن حرب موسعة‪ -‬بين دولتين داخل حلف‬
‫الناتو‪ ،‬ليس والحلف ‪-‬وعلى رأسه الواليات المتحدة‪ -‬يخوض حربا بالوكالة مع روسيا في أوكرانيا‪ ،‬ويريد( أن يعطي كامل‬
‫تركيزه عليها ويبقى موحدا ودون معارك جانبية خاللها‪.‬‬
‫فقد دفعت الحرب الروسية األوكرانية الحلف واالتحاد األوروبي إلعادة تقييم التهديدات األمنية المحيطة بأوروبا( بعد‬
‫الحرب‪ ،‬ومن ضمن ذلك الدور( التركي المفترض والمنتظر( إزاء هذه المهددات‪ .‬ولذلك فكاتب هذه السطور( ال يرى أن زيارة‬
‫رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس( ميتسوتاكيس( لتركيا قبل أشهر‪ ،‬ولقاءه الرئيس التركي أردوغان وحديثه عن تغليب‬
‫الحديث في ملفات التعاون بدل الملفات الخالفية؛ توجهٌ يونان ٌّي ذاتي‪ ،‬وإنما كانت الزيارة ضمنا باسم الكتلة الغربية واالتحاد‬
‫األوروبي( وحلف الناتو وعلى رأسه الواليات المتحدة‪.‬‬
‫لكن النظر بعمق لتطورات( عالقات واشنطن بكل من أنقرة وأثينا في السنوات القليلة األخيرة‪ ،‬يقول إنها ليست متماثلة‪ .‬ففي‬
‫جانب اليونان هناك حديث عن تعاون وثيق‪ ،‬واستعداد( لبيعها مقاتالت "إف‪ )F16( "16‬محدثّة وربما( "إف ‪ )F35( "35‬‬
‫(طلبت اليونان ذلك)‪ ،‬وزيادة عدد القواعد العسكرية والمناورات المشتركة‪ .‬وفي( جانب أنقرة‪ ،‬هناك توترات متكررة‬
‫وعقوبات وإخراج من مشروع( مقاتالت "إف ‪ "35‬ومماطلة في صفقة "إف ‪ "35‬لتحديث المقاتالت التركية وشراء مقاتالت‬
‫جديدة‪ ،‬وحديث في الكونغرس عن إمكانية البيع بشروط ترفضها( تركيا‪.‬‬
‫وإذا كانت تركيا ترى في التعاون اليوناني( األميركي( من زاوية ما تهديدا لها وأمرا يستهدفها‪ ،‬فإن ملف مقاتالت "إف ‪″16‬‬
‫بات حيويا بالنسبة لها‪ ،‬الرتباطه المباشر بموازين القوات الجوية في إطار أي مواجهة محتملة مع اليونان‪ ،‬وإمكانية أن‬
‫يتحول أسطول( األخيرة الجوي لموقف( متقدم على تركيا خالل السنوات المقبلة‪ .‬ولذلك كان حديث أردوغان مؤخرا عن عدم‬
‫حصر تركيا خياراتها( بالـ"إف ‪ "16‬إن استمرت المماطلة األميركية‪ ،‬وأن لبالده "خيارات بديلة" من ضمنها المقاتالت‬
‫الروسية‪.‬‬
‫كما أنه ليس من السر أن إدارة جو بايدن ليست مرتاحة تماما للرئيس التركي ومواقفه من جملة من القضايا‪ ،‬آخرها الحرب‬
‫الروسية األوكرانية‪ ،‬وإن كانت امتدحت بالتأكيد الجهود التركية في صفقة تصدير( الحبوب األوكرانية‪ .‬ولعل مشاركة‬
‫أردوغان في قمة منظمة شنغهاي( للتعاون في سمرقند( قد تزيد من منسوب عدم الرضا األميركي‪ ،‬الذي كان عبّر عنه‬
‫الرئيس األميركي( خالل حملته االنتخابية‪.‬‬
‫ال يعني كل ذلك أن واشنطن تريد حربا بين البلدين‪ ،‬وخصوصا( في ظل المواجهة مع موسكو‪ ،‬بل المتوقع( أن تسعى للوساطة‬
‫بينهما في حال تدحرجت األحداث‪ ،‬بشكل مباشر أو عبر بوابة الناتو‪ .‬كما تظهر تصريحات المسؤولين وبيانات( الخارجية‬
‫حث الجانبين" على الهدوء والعودة للحوار وتجنب الصدام‪ ،‬ومن ضمن ذلك‬ ‫األميركية قدرا من الحياد المتوقع المبني على " ّ‬
‫مسح حساب يعود لحلف الناتو على تويتر تغريدة تهنئ تركيا بـ"عيد الظفر" نهاية الشهر الفائت‪ ،‬والذي يحيل إلى معركة‬
‫بين األتراك واليونانيين‪ ،‬بعد احتجاج أثينا‪ ،‬حتى ال يحسب كموقف منحاز ألحدهما وسط( التوتر‪.‬‬
‫ولعل مما يقلل من مستوى( االنخراط( األميركي( في التوتر الحالي التقدير بأنه مؤقت وعابر ولن يؤدي لصدام ميداني بين‬
‫البلدين‪ .‬لكن ثمة تخوفات من أن تؤدي أجواء االنتخابات التي ستسود( البلدين خالل األشهر المقبلة إلى ارتفاع مستوى التوتر‬
‫ورفع مخاطر الصدام‪ ،‬وهو ما يفترض أن يقرع ناقوس( الخطر لدى الجانبين‪ ،‬أنقرة وأثينا‪ ،‬وبينهما واشنطن‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪Turkey and Greece, both NATO members, have been at loggerheads for decades over‬‬
‫‪territorial and airspace claims in and over the Aegean Sea‬‬
‫‪As the historic rivals escalate their war of words  analysts warn about the risk of current‬‬
‫‪tension spilling into NATO business at a time when there is a need to focus on unity against‬‬
‫‪Russia amid its invasion of Ukraine.‬‬
‫‪The latest spat began when Turkey accused its neighbor of locking onto Turkish fighter jets‬‬
‫‪with its Russian-made S-300 anti-aircraft missile systems deployed on the island of Crete.‬‬
Ankara also said Greek pilots placed Turkish aircraft under a radar lock over the Eastern
Mediterranean during a NATO mission last month.
As both countries lodged complaints with NATO about the incidents, the deletion of a tweet
by NATO Allied Land Command (LANDCOM) congratulating Turkey on its Victory Day,
following a demarche by Greece, caused fury in Ankara.
Turkish President Recep Tayyip Erdogan doubled down when he spoke earlier this week at
Teknofest, an event dubbed as Turkey’s biggest aviation and aerospace festival.
“Look at history. If you cross the line any further, there will be a heavy price to pay. Don’t
forget Izmir,” he said, alluding to a defeat of occupying Greek forces in the western city in
1922.
He echoed those words earlier this week, warning “Turkey could come all of a sudden one
night.”
Possibility of war

Deep-rooted friction brought Turkey and Greece almost to the point of war three times in
the last 50 years.
Analysts speaking to VOA say they don’t see a resolution any time soon, noting the troubled
history of bilateral relations and the “tight politics” in the two nations’ capitals
Concerns about disrupting NATO unity
The recent spat between Turkey and Greece takes place as NATO is focusing on displaying a
united front against Russia in the face of its invasion in Ukraine.

Experts are worried that if the tension escalates to the point of hostilities, Russian President
Vladimir Putin can take advantage.

“Whatever little cracks can appear in European unity, Putin can make them even larger and
in fact split the rock. So, it not only undercuts European unity but also can spill over into
NATO councils if one or the other country uses NATO as a weapon to hurt the other,”
Townsend said.

He warned that those cracks can be exploited by Moscow as winter approaches; Russia has
already cut back on its gas exports to Europe.
Election dynamics
Turkey and Greece will both head to the polls for crucial elections next year.
Turkish President Erdogan is said to be facing a major challenge to his 20-year rule amid the
country’s economic woes and immigration problems.
Greek Prime Minister Kyriakos Mitsotakis, elected in 2019, reportedly suffered a popularity
loss to some degree because of rising energy prices partly driven by the war in Ukraine.
“Rhetoric on both sides has always been part of the problem and it’s something that
doesn’t help things,” said Townsend.
Breedlove agrees. He believes some of this is “playing to an internal audience.”

Balancing act
The United States is known to have maintained a balance between regional rivals Turkey
and Greece, which it says are both important NATO allies.
Athens and Washington extended a bilateral military agreement for five years and the deal
was ratified by the Greek parliament in the summer, days before the Greek prime minister’s
visit to Washington in mid-May. The deal gives the U.S. more military access to bases in
Greece.
Turkish and Greek defense requests
Greece is seeking to acquire F-35 fighter jets from the United States. The country formally
requested the fighter jets in June.
Turkey was kicked out of the F-35 program because of its purchase of an advanced S-400
missile system from Russia. Ankara wants to buy F-16s and modernization kits from
Washington. U.S. weapons sales to foreign countries are subject to congressional approval.
Analysts argue that Turkey’s decision to buy the Russian S-400 system was a huge blow to
defense cooperation between Washington and Ankara, which they say has traditionally
been very strong.
Townsend, who spent 30 years at the Pentagon working on Turkey issues, tells VOA that he
“mourns the loss of [the] close working relationship with Turkey,” hoping it can be restored
again.
He is hopeful that the United States will be able to provide the F-16s requested by Turkey,
saying he thinks the administration — working with Congress — will be able to allow that
transfer to happen

Focusing on ‘common threat’


The former NATO commander argues that Turkey made some security decisions that
aligned it more closely with “NATO’s enemy,” in reference to its S-400 purchase from
Russia, which was identified as the most significant and direct threat to the allies’ security
in NATO’s strategic concept document.
“The enemy is not Greece versus Turkey and Turkey versus Greece. It is NATO versus
Russia. I would want Turkey to have that if they can't have the F-35. We need to
understand who the enemy is,” Breedlove tells VOA.
He said the United States would want to move forward with Turkey because it is an
incredibly important part of the NATO alliance despite recent lows in the relationship,
adding he cannot speak to the policy of the current U.S. government.
But he also acknowledged that “Greece is a little more aligned with where America wants
to go in the area,” saying Washington would want to have the same kind of relationship
with Turkey.
He calls on the United States and Turkey to focus on how they can bring back the same
level of cooperation rather than growing apart.
Erdogan’s criticism of the West’s Russia policy
Meanwhile, Erdogan has recently accused Western nations of provoking Russia, without
naming any.
Speaking at a news conference in Serbia, he suggested the “West’s policy on Russia was
based on provocations.”
He vowed to continue Turkey’s balancing policy between Russia and Ukraine, adding Russia
is not a country that one can underestimate.
“Russia has cut off natural gas now. Prices in Europe have skyrocketed. Everyone now
broods on how they will get through this winter,” Erdogan said.

Turkey supplies Ukraine with combat drones, which are used by Kyiv to destroy Russian
targets in the conflict.

Ankara also played a role with the United Nations as a mediator to secure the deal that
allowed grain exports to resume from the ports in Ukraine. But it has not joined the
Western sanctions against Russia.

You might also like