‫ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻟﮭﺬه اﻟﻨﺴﺨﺔ ﻣﺤﻔﻮظﺔ ﻟﻤﻮﻗﻊ‬

‫‪www.iBooks.ae‬‬

‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻊ طﺎﻗﺘﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺪودة‬

‫‪www.myupower.com‬‬
 ‫ﻛﯿﻒ أطﻮر ذاﺗﻲ‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷرﺑﻌﺔ‬

‫ﺗﺄﻟﯿﻒ‬
‫ﺳﻠﻤـﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﯿـﺪ اﻟﺸﻤـﺮاﻧﻲ‬
‫ﻣﺴﺘﺸﺎر ھﻨﺪﺳﺔ اﻷﻋﻤﺎل واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ‬
 ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺘﺎب‬
‫اﻟﺤﻤﺪ ﻧﺤﻤﺪه وﻧﺴﺘﻌﯿﻨﮫ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه وﻧﻌﻮذ ﺑﺎ ﻣﻦ ﺷﺮور أﻧﻔﺴﻨﺎ وﻣﻦ ﺳﯿﺌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ‪ .‬ﻣﻦ ﯾﮭﺪه ﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻦ ﯾﻀﻠﻞ ﻓﻼ ھﺎدي ﻟﮫ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ ﷲ‬
‫وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﯾﻚ ﻟﮫ‪ ،‬وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﮫ‪ ،‬ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وأﺻﺤﺎﺑﮫ وﺳﻠﻢ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﻌﺪ‪:‬ﻟﻌﻞ أول ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬ﺳﺆال‪ ،‬ﻗﺼﯿﺮ اﻟﻌﺒﺎرة‪ ،‬ﺧﻄﯿﺮ اﻟﻤﻌﻨﻰ‪ ،‬ﻛﺜﯿﺮ اﻟﺘﻜﺮار ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻎ اﻷھﻤﯿﺔ؛ أﻻ وھﻮ‪" :‬ﻛﯿﻒ أطﻮر ﻧﻔﺴﻲ؟"‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﺷﻐﻠﻨﻲ ھﺬا اﻟﺴﺆال ﻛﺜﯿًﺮا ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺔ اھﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬ﻓﺒﺪأت أﺑﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺔ ﺷﺎﻓﯿﺔ ﻟﮫ‪ ،‬اﺳﺘﻄﯿﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ‪ ،‬أن أﺟﺪ طﺮﯾﻘًﺎ واﺿﺢ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬ﺑﯿّﻦ اﻟﺨﻄﻮات‪،‬‬
‫ﻣﺤﺪد اﻟﻤﺮاﺣﻞ‪ ،‬ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﻠﻜﮫ اﻟﻤﺮء ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻠﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﻄﻮر ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺑﺤﺜﻲ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﮭﺎج اﻟﺒﯿﻦ واﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﻘﻮﯾﻢ‪ ،‬ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎھﻲ أﻣﺮ ﻏﺮﯾﺐ ﺣﻘًﺎ!‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻐﻒ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻤﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫وﻛﺜﺮة ﻣﺎ ﯾﻘﺪم ﺑﺎﺳﻤﮫ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺿﺮات ودورات‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﻨﮭﺎج واﺿﺢ ﯾﺴﺘﻌﯿﻦ ﺑﮫ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ واﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬وأن أﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﻦ إﺟﺎﺑﺎت‬
‫ﻋﻦ ﺳﺆال "ﻛﯿﻒ أطﻮر ﻧﻔﺴﻲ؟"‪ ،‬ﻣﺎ ھﻲ إﻻ إﺟﺎﺑﺎت ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﻏﻠﺐ‪ ،‬ﺣﺼﯿﻠﺔ اﺟﺘﮭﺎدات ﺷﺨﺼﯿﺔ‪ ،‬أو ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺎت ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﯾﻄﺮح ﻓﻲ‬
‫ع أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وأن اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻐﺮﺑﻲ‪.‬‬
‫ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﺮا ِ‬

‫ﻀﺎ‪ ،‬أن اﻟﺮاﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﯾﻮاﺟﮫ ﺷﺘﺎﺗًﺎ ﻋﻈﯿًﻤﺎ‪ .‬ﻓﮭﻮ ﯾﻮاﺟﮫ ﺷﺘﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺎت ﺻﺤﯿﺤﺔ وﺷﺎﻓﯿﺔ ﻟﺴﺆال‪:‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎھﻲ أﯾ ً‬
‫"ﻛﯿﻒ أطﻮر ﻧﻔﺴﻲ؟"‪ ،‬وﺷﺘﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج ﺑﻤﻨﮭﺞ وطﺮﯾﻖ واﺿﺢ ﯾﺴﻠﻚ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪،‬و ﺷﺘﺎﺗًﺎ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﯿﺎر ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﻦ اﺟﺘﮭﺎدات ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬و ﺷﺘﺎﺗﺎً‬
‫ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎت وﻣﻨﺎھﺞ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذات؛ ﺗﻨﻔﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ دﻧﯿﺎه وأﺧﺮاه‪ ،‬وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻣﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎت وﻣﻨﺎھﺞ ﻣﻌﻠﺒﺔ وﻣﺴﺘﻮردة ﻣﻦ اﻟﺸﺮق أو‬
‫اﻟﻐﺮب؛ ﻻ ﺗﺮاﻋﻲ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻹﯾﻤﺎن ﺑﺎ واﻟﯿﻮم اﻵﺧﺮ‪.‬‬
 ‫ﻟﻤﺎذا أﻟﻔﺖ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟‬
‫ﻟﻘﺪ أﻟﻔﺖ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ‪ ،‬ﻷﻗﺪم ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﮭﺘﻢ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات إﺟﺎﺑﺔ ﺷﺎﻓﯿﺔ ﻟﺴﺆال‪" :‬ﻛﯿﻒ أطﻮر ﻧﻔﺴﻲ؟"؛ وﻷزوده ﺑﻤﻨﮭﺞ ﻋﻤﻠﻲ‪ ،‬ﺷﺎﻣﻞ‪ ،‬ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻦ‬
‫ﺷﻮاﺋﺐ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ اﻟﻤﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات؛ ﯾﺘﻮﺻﻞ ﺑﺴﻠﻮﻛﮫ‪ ،‬إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ ودورات وﻛﺘﺐ وأدوات ﻓﯿﺤﻘﻖ ﺑﺈذن ﷲ ﺗﻄﻮﯾًﺮا ﻓﻌﺎﻻً ﻟﺬﺗﮫ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﺳﻠﺲ‪ ،‬ﺑﻠﻐﺔ ﺳﮭﻠﺔ وﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺪﻋﻤﺔ ﺑﺎﻷﻣﺜﻠﺔ واﻟﺸﺮوﺣﺎت‪ ،‬آﺧًﺬا ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن اﻟﻔﺮوﻗﺎت اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات واﻟﻘﻨﺎﻋﺎت‬
‫وأﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﻄﺮح ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻐﺮب وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬
 ‫ﻟﻤﻦ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟‬
‫ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻜﻞ ﻣﮭﺘﻢ ﺑﻌﻠﻮم وﻓﻨﻮن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺳﻮاًء ﻛﺎن ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺒﺪء ﻓﯿﮫ أو ﻣﻀﻰ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء أو ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن وﺻﻞ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ وذﻟﻚ‬
‫ﻷن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﻨﮭﺞ واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﯿﺪ ﻣﻦ ﯾﺘﺒﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ وﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﺮﯾﻊ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻣﻦ ﯾﺮﺑﯿﮭﻢ أو ﯾﺪرﺑﮭﻢ أو ﯾﺮﺷﺪھﻢ‪ .‬إن‬
‫ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﮭﺞ واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮدھﺎ ﻓﻲ أي ﻋﻠﻢ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﺘﻌﺎطﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ وﻗﯿﺎس ﺗﻘﺪﻣﮫ وﺗﺄﺧﺮه وﺧﻄﺄه وﺻﻮاﺑﮫ‪.‬‬
 ‫ﻣﻦ ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﮫ ﻗﺮاءة ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب؟‬

‫إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻜﻨﺎت اﻟﺴﺮﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﻚ أو ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﻘﺮأ ﻛﺘﺎﺑﺎ ً أو أﺛﻨﯿﻦ ﺛﻢ ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﺑﺼﯿﺮة أو ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ‬
‫ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﻤﺨﺘﺼﺮة أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻔﮭﻠﻮة ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أھﺪاﻓﻚ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺼﺤﻚ أن ﻻ ﺗﻀﯿﻊ وﻗﺘﻚ ﻓﻲ ﻗﺮاءة ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب واﻋﺘﺬر ﻟﻚ ﻋﻦ ﺧﯿﺒﺔ اﻣﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ‬
‫ﻓﻠﯿﺲ ﻓﯿﮫ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ وﺧﯿﺮھﺎ ﻓﻲ ﻏﯿﺮھﺎ ﻛﻢ ﯾﻘﺎل ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﯿﺔ‪.‬‬
 ‫ﺟﻮﻟﺔ ﺳﺮﯾﻌﺔ ﻓﻲ أﺟﺰاء ﻛﺘﺎب ﻛﯿﻒ أطﻮر ذاﺗﻲ‪:‬‬
‫ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﯾﺘﻜﻮن ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﺟﺰاء ﺗﻌﻄﯿﻚ ﺑﺈذن ﷲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻓﻌﺎل ﻟﺬاﺗﻚ وھﻲ ﻣﻘﺴﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﺲ وﻣﺮﺗﺒﺔ ﺗﺮﺗﯿﺒﺎ ﺗﺼﺎﻋﺪﯾًﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ‬
‫أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻲ أﻧﺼﺤﻚ ﺑﻘﺮاءﺗﮭﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺑﮫ وھﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ :‬ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ واﻟﻤﻔﮭﻮم واﻷھﻤﯿﺔ – واﻟﺬي ﺳﺒﻖ أن ﻗﺮأﺗﮫ‬

‫ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬ﺳﻨﺘﻨﺎول ﺑﺄﻣﺮ ﷲ‪ ،‬ﻣﻔﮭﻮم ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻣﺎ ھﻮ؟ وﻣﺎ اﻟﻤﺮاد ﺑﮫ؟ وﻣﺘﻰ وﻛﯿﻒ ﻧﺸﺄ؟ وھﻞ ﻟﮫ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﮫ‬
‫ﺑﻤﻔﺎھﯿﻤﻨﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ؟ وھﻞ ھﻮ أﺻﯿﻞ أم ﻣﺴﺘﻮرد؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ذﻟﻚ ﺑﻌﻠﻮﻣﮫ وﻓﻨﻮﻧﮫ؟‬

‫ﻛﻤﺎ ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﻓﯿﮫ ﺑﺈذن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ أھﻤﯿﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻟﻸﻓﺮاد واﻟﻤﻨﺸﺂت وھﻞ ھﻮ ﺗﺮف أو ﺿﺮورة؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﮫ ﺑﺎﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﺘﻐﯿﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي ﯾﺠﺘﺎح‬
‫اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة؟ ﻛﻤﺎ ﺳﺄﻧﺎﻗﺶ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻣﺪى اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﻨﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ؟ وﻛﯿﻒ أﺻﺒﺢ ﻋﻨﺼﺮاً ﺑﺎﻟﻎ اﻷھﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺎت اﻟﻌﻤﻞ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺮﻓﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‬
‫أو أن ﯾﻀﻌﮭﺎ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻤﺤﻤﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰة ھﺬه اﻷﯾﺎم؟‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷرﺑﻌﺔ ـ وھﻮ اﻟﺬي ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ اﻵن‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬واﻟﺬي ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ أھﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮي؛ أﻻ وھﻮ‪ :‬أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷرﺑﻌﺔ؛ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﯾﺼﻌﺐ ﻋﻠﯿﻚ‪ ،‬أن ﺗﺤﻘﻖ‬
‫اﻟﻨﺠﺎح اﻟﻤﺮﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﻚ إﻻ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﺒﺢ ﺳﺠﯿﺔ ﻓﯿﻚ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﮫ دون أدﻧﻰ ﺗﻔﻜﯿﺮ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺸﻲ أو اﻟﻜﻼم‪ .‬وھﺬه اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ‬
‫اﻟﺬات ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ ‪-‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮي اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ‪ -‬ﺧﻠﻄﺔ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺴﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وھﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ وﻣﺎذا ﺗﺮﯾﺪ؟ وﻣﺎ ھﻲ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ وأھﺪاﻓﻚ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة؟‬
‫‪ .2‬إﺗﻘﺎن ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﯿﻒ ﺗﻨﻘﻞ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮك ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ وﻛﯿﻒ ﺗﺘﻠﻘﻰ وﺟﮭﺎت ﻧﻈﺮھﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﻔﮭﻢ‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﻜﻮن اﻟﯿﺪ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻻ اﻟﯿﺪ اﻟﺴﻔﻠﻰ‬
‫‪ .4‬اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺄن ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺑﺄﺳﮭﻞ طﺮﯾﻘﺔ وأﺣﺐ إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬ﺳﯿﺘﻢ ﺑﺤﻮل ﷲ وﻗﻮﺗﮫ‪ ،‬ﻧﻘﺎش ھﺬه اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻊ ﺑﺎﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ‪ ،‬وﺳﺄﺿﻊ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ ﺧﻼﺻﺔ ﺧﺒﺮﺗﻲ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪت ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ‬
‫أﻧﻔﺴﮭﻢ وﻛﯿﻒ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ ھﺬه اﻷرﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﺿﯿﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﯿﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺮأت اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﺘﻌﺠﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﺑﮫ ﻷن اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ أﺟﺰاﺋﮫ‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻨﮭﺞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة‬
‫أﻣﺎ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ ،‬ﻓﺴﯿﺨﺼﺺ ﺑﺈذن ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﮭﺞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻤﻔﺼﻞ اﻟﺬي ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﯿﮫ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻗﻀﯿﺖ ﻓﻲ‬
‫ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل‪ ،‬واﻟﺬي اﺳﺘﻔﺪت ﻣﻨﮫ وطﺒﻘﺘﮫ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻧﻔﺴﻲ وﺳﺎﻋﺪت ﺑﮫ ﻛﺜﯿًﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺳﻌﯿﮭﻢ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ أﻧﻔﺴﮭﻢ‪.‬‬

‫إﱠن ﻗﺮاءة ھﺬا اﻟﺠﺰء ﺑﺈﺧﻼص وﻋﻤﻖ‪ ،‬ﺳﯿﺠﻨﺒﻚ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻘﺔ واﻟﻌﻨﺖ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻧﻔﺴﻚ وﯾﻘﻄﻒ ﻟﻚ ﺛﻤﺎر ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﮫ ﺧﻼل ﺳﻠﻮﻛﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺼﻌﺐ ‪-‬ﻛﻤﺎ‬
‫ﯾﻘﺎل‪ -‬ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات؛ ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺪرب ﻋﻼﻣﺎت واﺿﺤﺔ وﻻ ﻣﻦ ﯾﺪﻟﻨﻲ أو ﯾﺮﺷﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻢ أو ﻣﺮﺷﺪ أو ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ‪ .‬واﻟﺤﻤﺪ ‪ ،‬ﻓﮭﺎ‬
‫أﻧﺎ ذا –ﺑﺘﻮﻓﯿﻖ ﻣﻦ ﷲ وﺣﺪه‪ -‬أﺿﻊ ھﺬا اﻟﻤﻨﮭﺞ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ؛ ﻏﻀﺎ ً طﺮﯾﺎ ً )ﻣﻨﺰوع اﻟﺪﺳﻢ وﺧﺎﻟﯿًﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﺴﺘﺮول أﯾﻀﺎ ً (‪ .‬وﻣﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﺳﻮى اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺌﺎ ً ﻟﻚ ھﺬا‬
‫اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻤﺮن واﻟﺴﻠﺲ واﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﻚ ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ؛ طﺒﻌﺎ ً! إذا ﻛﻨﺖ ﺟﺎداً ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻧﻔﺴﻚ‪.‬‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬
‫ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ ﺑﺈذن ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻲ‪ ،‬وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻣﻦ دورات أو ﻧﺪوات أو ﻣﻮاد ﺳﻤﻌﯿﺔ أو ﻛﺘﺐ وﻏﯿﺮھﺎ‪ ،‬وﺳﻨﻮرد‬
‫ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺳﺘﺘﻌﻠﻢ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﻛﯿﻒ ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ ﻣﻨﮭﺎ‪ ،‬وﻛﯿﻒ ﺗﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻘﺼﻮى‪ ،‬دون أن ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺒﯿﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫)أﻗﺼﺪ أﻧﻚ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺘﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ( ھﺬا إذا اﺗﺒﻌﺖ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ اﻟﻤﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺪھﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺠﺰء‪.‬‬

‫ﺧﺘﺎًﻣﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﺗﻮﻓﯿﻖ ﻓﻤﻦ ﷲ وﺣﺪه وﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ وﻧﻘﺼﺎن وﺗﻘﺼﯿﺮ ﻓﻤﻦ ﻧﻔﺴﻲ وﻣﻦ اﻟﺸﯿﻄﺎن‪ .‬اﻟﻠﮭﻢ إﻧﻲ أﺳﺄل‪ ،‬ﺑﻐﻨﺎك ﻋﻨﻲ وﻓﻘﺮي إﻟﯿﻚ‪،‬‬
‫أن ﺗﻨﻔﻊ ﺑﮭﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﺗﺠﻌﻠﮫ ﺣﺠﺔ ﻟﻲ وﺗﺜﻘﻞ ﺑﮫ ﻣﯿﺰان أﻋﻤﺎﻟﻲ ﯾﻮم اﻟﻌﺮض ﻋﻠﯿﻚ وأن ﺗﺠﻌﻠﮫ ﺧﯿﺮ ﻣﻌﯿﻦ ﻟﻘﺎرﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ وأن ﺗﺠﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﯿﮫ ﻣﺪﺧﻼً ﻟﺤﺴﻦ‬
‫اﻟﻮﻟﻮج إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺰﻛﻲ ﺑﮫ ﻧﻔﺴﮫ وﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻚ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺳﻠﻢ واﻟﺤﻤﺪ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ‪.‬‬
 ‫أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷرﺑﻌﺔ‬
‫ﺳﻨﺘﺤﺪث ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺰء ﻋﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷرﺑﻌﺔ؛ ﻣﺎ ھﻲ؟ ﻣﺎ أھﻤﯿﺘﮭﺎ؟ وﻛﯿﻒ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮك ﻟﺬاﺗﻚ؟ وﺳﻨﻨﺎﻗﺶ؛ ﻛﻞ رﻛﻦ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ‪ ،‬وﻣﺎ اﻟﺬي‬
‫ﯾﺤﺐ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻌﻠﮫ ﻟﺘﺤﻘﻖ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ‪.‬‬
 ‫ﻣﺎ اﻟﺮﻛﻦ وﻣﺎ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات؟‬
‫اﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺟﺎﻧﺒـﮫ اﻷﻗـﻮى اﻟـﺬي ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﯿﮫ أو اﻟﺬي ﯾﺜﺒﺖ ﺑﮫ ﻣﺜﻞ رﻛﻦ اﻟﺒﯿﺖ‪ .‬وﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ طﻮﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ ،‬ﻻﺣﻈﺖ أن ھﻨﺎك أرﺑﻌﺔ أرﻛﺎن أو‬
‫ﺟﻮاﻧﺐ رﺋﯿﺴﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﻔﻌﺎل أن ﯾﺘﻢ ﺑﺪوﻧﮭﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺟﻮاﻧﺒﮫ اﻷﻗﻮى اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﯿﮭﺎ‪ .‬وأرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺑﺸﻜﻞ إﺟﻤﺎﻟﻲ ھﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ‬

‫اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ واﻵﺧﺮﯾﻦ‬
‫اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﯾﻨﻔﻌﻚ وﺟﻮدﺗﮫ‬

‫إن ﻓﮭﻢ ھﺬه اﻷرﻛﺎن اﻷرﺑﻌﺔ‪ ،‬ﺳﯿﺴﺎﻋﺪك ﺑﺈذن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻜﻔﺎءة وﺳﺮﻋﺔ وﻓﺎﻋﻠﯿﺔ‪ ،‬وﺳﻨﺘﻨﺎول ﺑﺈذن ﷲ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ‪ ،‬ﻛﻞ رﻛﻦ ﻣﻦ ھﺬه‬
‫اﻷرﻛﺎن ﺑﺎﻟﺸﺮح واﻟﺘﻤﺜﯿﻞ واﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﻟﯿﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﮭﻤﮭﺎ ﺗﻤﺎًﻣﺎ ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﺮاد‪ .‬ﻓﮭﻞ أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪ؟‬
 ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻷول"ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ"‬
‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة أﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﮫ ﻟﻤﻦ أراد ﺗﻄﻮﯾًﺮا ﻓﻌﺎﻻً ﻟﺬاﺗﮫ‪ ،‬ﻓﺒﺪوﻧﮫ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات أﺻﻌﺐ وأﻗﻞ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ وﺗﺄﺛﯿًﺮا‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺬھﺐ‬
‫ﻛﻞ ﺟﮭﻮدھﺎ ھﺒﺎًء ﻣﻨﺜﻮًرا‪ ،‬وﻟﺬا ﻛﺎن ھﺬا اﻷﻣﺮ ھﻮ اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪ .‬وھﺬا اﻟﺮﻛﻦ ﯾﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺟﺰﺋﯿﻦ ﻋﻈﯿﻤﯿﻦ؛ اﻟﺠﺰء اﻷول ھﻮ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات‬
‫وﻣﻌﺮﻓﺘﮭﺎ أﻣﺎ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﮭﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺳﻨﺒﺪأ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ ﷲ ﺑﺎﻟﺠﺰء اﻷول‪.‬‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻷول‪ :‬اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات وﻣﻌﺮﻓﺘﮭﺎ‬
‫ﻟﻮ رن ﺟﺮس ﺑﯿﺘﻚ ﻓﻔﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ووﺟﺪت ﻣﻮظﻒ ﺗﻮﺻﯿﻞ أﻣﺎﻣﻚ ؛ ﺣﯿّﺎك ﺛﻢ ذﻛﺮ أن ھﻨﺎك طﺮد ﺑﺮﯾﺪ ﺑﺎﺳﻤﻚ‪ ،‬ﺗﺴﻠﻤﺖ ﻣﻨﮫ اﻟﻤﻐﻠﻒ وإذا ھﻮ! ﻣﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺻﺪﯾﻖ ﻗﺪﯾﻢ‬
‫ﻏﺎب ﻋﻨﻚ ﻣﻨﺬ ﻣﺪة طﻮﯾﻠﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺤﺜﻚ اﻟﻄﻮﯾﻞ ﻋﻨﮫ إﻻ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﮫ ؛ ﻟﻢ ﺗﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻔﺘﺤﺖ اﻟﻤﻐﻠﻒ وإذا ﻟﻌﺒﺔ ﻋﺠﯿﺒﺔ ﻟﻢ ﺗﺮھﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛‬
‫ﻗﻠّﺒﺘﮭﺎ ﻗﺮﺑﺘﮭﺎ وﺑﻌﺪﺗﮭﺎ وﻟﻢ ﺗﺠﺪ أي ﺷﻲء ﯾﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ‪ .‬ﻏﻤﺴﺖ ﯾﺪك ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻤﻐﻠﻒ ﺑﺎﺣﺜًﺎ ﻋﻦ أي ﺷﻲء وﺣﯿﻨﻤﺎ ﻗﻠﺒﺖ اﻟﻤﻐﻠﻒ رأًﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ‪ ،‬ﺳﻘﻂ‬
‫ظﺮف ﺻﻐﯿﺮ‪ ،‬ﻓﻔﺘﺤﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻓﻮﺟﺪت ﻓﯿﮫ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﯾﻘﻚ‪.‬‬

‫ﻋﺰﯾﺰي أرﺟﻮ أن ﺗﻜﻮن أﻧﺖ وﻣﻦ ﺗﺤﺐ ﻓﻲ أﺗﻢ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ‪ ،‬وﺑﻮدي أن أﻋـﺮف ﻣﺎ ﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﻣﻨﺬ آﺧﺮ ﻟﻘﺎء ﺑﯿﻨﻨﺎ؟ وﻣﺎ أھﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﮫ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬
‫أﯾﺎﻣـﻚ؟ أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻘﺪ وﻓﻘﻨﻲ ﷲ ﻟﺘﺼﻤﯿﻢ ﻟﻌﺒﺔ ﺑﻄﺎﻗﺎت ورﻗﯿﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻔﺎوض واﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻟﻘﺪ أرﺳﻠﺘﮭﺎ ﻟـﻚ ﺣﺘﻰ أﻋﺮف ﻣﺪى‬
‫ﺳﮭﻮﻟﺔ وﻓﺎﻋﻠﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄرﺟﻮ ﻣﻨﻚ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ وإرﺳﺎل ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻮاﻧﻲ اﻟﻤﺮﻓﻖ‬
‫اﻟﻤﺨﻠﺺ‪............... :‬‬

‫ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺘﺴﺎءل ﻋﺰﯾﺰي اﻟﻘﺎرئ ﻗﺎﺋﻼً‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﯾﺤﺪث ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻟﻲ! وﻗﺪ أواﻓﻘﻚ اﻟﺮأي‪ .‬وﻟﻜﻦ! ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻤﺮﺳﻞ ﻟﻚ ﺟﮭﺎز ﻟﻢ ﺗﺮه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ! وﻻ ﺗﻌﺮف‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﮫ! وﻛﻨﺖ ﻣﻀﻄًﺮا ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﮫ‪ ،‬ﻷن ﺣﯿﺎة إﻧﺴﺎن ﻋﺰﯾﺰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮫ؟ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻓﺎﻋﻞ؟ وﻛﯿﻒ ﺳﯿﻜﻮن ﺷﻌﻮرك ﻟﻮ ﻓﻘﺪت ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن‬
‫ﺑﺴﺒﺐ ﺟﮭﻠﻚ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ذﻟﻚ اﻟﺠﮭﺎز؟‬

‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪام أي ﺟﮭﺎز أو أداة؛ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﻼ أدﻧﻰ ﺷﻚ ﻣﻦ أھﻢ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ُﺣﺴﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﮫ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﮫ‪ ،‬وﺗﺰداد أھﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎزدﯾﺎد أھﻤﯿﺔ‬
‫اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ھﺬا اﻟﺠﮭﺎز؛ ﻓﺨﻄﻮرة اﻟﺠﮭﻞ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ ﺗﺸﻐﯿﻞ ﻣﻜﻨﺴﺔ ﻛﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﻟﯿﺲ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺧﻄﻮرة اﻟﺠﮭﻞ ﺑﻜﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪام دراﺟﺔ ﻧﺎرﯾﺔ ذات ﻣﺤﺮك ﺟﺒﺎر‪ ،‬ﻓﺮﻛﻮب ﻣﺜﻞ‬
‫ھﺬه اﻟﺪراﺟﺔ دون اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﻗﺪ ﯾﻜﻠﻒ اﻟﻤﺮء ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ .‬وﻟﻜﻦ! ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺑﺪﯾﮭﻲ وﻻ ﯾﺠﺎدل ﻓﻲ ﺻﺤﺘﮫ ﻋﺎﻗﻞ؛ إﻻ أن أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻸﺳﻒ‬
‫ﻻ ﯾﻌﺮف ﻛﯿﻒ ﯾﺤﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪام أھﻢ ﺟﮭﺎز ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ!!!‬

‫إن أھﻢ ﺟﮭﺎز ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ھﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺠﺰة اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﮭﺎ ﷲ ووﻓﺮ ﻟﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺘﻘﻮم ﺑﻤﮭﻤﺘﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﮭﺎ ﷲ ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ أﻻ وھﻲ أﻧﺖ ﻧﻔﺴﻚ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﺗﻌﺮف ﻛﯿﻒ ﺗﺴﺘﺨﺪم‬
‫ﻣﺎ وھﺐ ﷲ ﻟﻚ ﻣﻦ طﺎﻗﺎت وﻗﺪرات وﻣﻤﯿﺰات؟ وھﻞ ﺗﻌﺮﻓﮭﺎ أﺻﻼً؟ وﻛﻢ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ُﺳﺌﻞ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﯿﺰاﺗﻚ؟ أو ﻣﺎ ﻗﺪراﺗﻚ؟ أو أﯾﻦ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ؟ ﺗﻠﻌﺜﻢ ﻓﻲ اﻟﺮد أو ﻟﻢ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫ﻀﺎ ﻣﻦ طﺎﻗﺎﺗﮫ وﻗﺪراﺗﮫ‪،‬‬
‫اﻟﺮد ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺮف‪ .‬وﻛﻢ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺪﻗﺔ طﺎﻗﺎﺗﮫ وﻻ ﻗﺪراﺗﮫ وﻻ ﻣﯿﺰاﺗﮫ وﻻ ﻋﯿﻮﺑﮫ‪ .‬وﺣﺘﻰ اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ ﻣﻤﻦ ﻗﺪ ﯾﻌﺮف ﺑﻌ ً‬
‫ﻻ ﯾﻌﺮف ﻟﻸﺳﻒ ﻛﯿﻒ ﯾﺤﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ؟! وﻟﻌﻠﻚ ﺗﺴﺄل‪ :‬ﻣﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ؟! ودﻋﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻄﻮر ذاﺗﻚ ﺑﺪون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻚ؟ وﻟﻌﻠﻚ ﺗﺴﺄل‪:‬‬
 ‫وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺑﺬﻟﻚ؟‬
‫إن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎه ﺳﺎﺑﻘًﺎ ھﻮ اﻟﻤﺪاوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﯿﺔ واﻛﺘﺴﺎب أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ أو ﻣﻌﺘﻘﺪ أو ﺳﻠﻮك أو ﻣﮭﺎرة ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ واﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺧﻠﻲ وﺗﻌﯿﻨﮫ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ أھﺪاﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺗﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ وﺗﻌّﺪه وﺗﺠﮭﺰه ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أي ﻋﺎﺋﻖ ﯾﻤﻨﻌﮫ ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ .‬واﻟﺴﺆال ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻄﻮر ذاﺗﻚ دون أن ﺗﻌﺮف‬
‫طﺎﻗﺎﺗﻚ وﻗﺪراﺗﻚ وﻣﻤﯿﺰاﺗﻚ؟ وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻄﻮر ذاﺗﻚ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﯿﻮﺑﻚ ؟! وﻟﺬا ﻓﺈن أول ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أراد أن ﯾُﻄّﻮر ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻌﻼً أن ﯾﺒﺪأ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ذاﺗﮫ‬
‫واﻛﺘﺸﺎف ﻗﺪراﺗﮫ‪.‬‬
 ‫وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﻧﺖ؟‬
‫دﻋﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ‪ :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺮآة ﻓﻤﻦ ﺗﺮى؟ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ وأﻧﺎ ﻻ أﻋﻨﻲ ﺑﻤﻦ أﻧﺖ؟‪ :‬اﻟﺴﺆال ﻋﻦ اﺳﻤﻚ وﻧﺴﺒﻚ وﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﻣﮭﻨﺘﻚ أو ﻋﻤﻠﻚ أو وظﯿﻔﺘﻚ‬
‫ﻓﮭﺬه اﻷﻣﻮر ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﺟﺰء ﻣﻦ إﺟﺎﺑﺔ ھﺬا اﻟﺴﺆال اﻟﻜﺒﯿﺮ؛ إﻧﻤﺎ ﻣﺎ أﺳﺄﻟﻚ ﻋﻨﮫ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ھﻮ‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺖ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة؟ وﻣﺎ وظﯿﻔﺘﻚ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ؟ وﻣﺎ‬
‫دورك ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ؟ ﻣﺎ ﺳﺒﺐ وﺟﻮدك؟‬
 ‫ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت اﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات‪:‬‬
‫ھﻨﺎك ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﻣﻦ اﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات‪ ،‬ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﻤﺮ ﺑﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﮫ ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺗﺤﺪﯾﺪ وﺟﮭﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ أھﻢ ﺳﺆال‬
‫ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ أن ﯾﻄﺮﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ أﻻ وھﻮ‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺎ ؟ وإﻟﻰ أﯾﻦ أﻧﺎ ذاھﺐ ﺑﺤﯿﺎﺗﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ؟وﺳﻨﻄﺮح ھﺬه اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﯾﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻛﻞ واﺣﺪ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻦ دﻗﺔ وﻋﻤﻖ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ واﻟﻤﺼﯿﺮ‪.‬‬
 ‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷول ‪ :‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ وﺟﻮدك ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة ووظﯿﻔﺘﻚ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﯿﮭﺎ‬

‫اﻟﺤﻤﺪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺘﺮﻛﻨﺎ ﻧﺸﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺎت ﻟﮭﺬﯾﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻟﯿﻦ اﻟﻠﺬﯾِﻦ ﯾﺸﻐﻼن ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ وﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﻌﻢ ﺑﺤﯿﺎﺗﮫ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ إﺟﺎﺑﺘﮭﻤﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﺖ ٱْﻟِﺠﱠﻦ َوٱ ْ ِﻹﻧ َ‬
‫ﺲ إِﱠﻻ ﻟِﯿَْﻌﺒُُﺪوِن ﴿‪ {﴾56‬اﻟﺬارﯾﺎت‪ .٥٦ :‬ﻓﻮﺿﺢ أن ﺳﺒﺐ وﺟﻮدك ھﻮ ﻋﺒﺎدة ﷲ وأن وظﯿﻔﺘﻚ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة أن ﺗﻌﺒﺪ ﷲ وﺣﺪه‪.‬‬ ‫}َوَﻣﺎ َﺧﻠَْﻘ ُ‬

‫أﻣﺎ ﺟﻮاب ﺳﺆال‪ :‬ﻣﻦ أﻧﺖ؟ ﻓﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﺮاﺳﺨﺔ أﻧﻚ ﻋﺒﺪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن‪ ،‬اﻟﻠﺬﯾﻦ ھﻢ ﻋﺒﺎد ﻣﺜﻠﻚ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬إِﱠن ٱﻟﱠِﺬﯾَﻦ ﺗَْﺪُﻋﻮَن ِﻣﻦ ُدوِن ٱ ﱠ ِ ِﻋﺒَﺎٌد‬
‫ﺻٰـِدﻗِﯿَﻦ ﴿‪ { ﴾194‬اﻷﻋﺮاف‪ ١٩٤ :‬وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺒًﺪا؟ وﻣﺎ اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ واﻟﺘﻌﺒﺪ واﻟﻌﺒﺎدة؟‬ ‫ﺴﺘَِﺠﯿﺒُﻮ۟ا ﻟَُﻜْﻢ إِن ُﻛﻨﺘُْﻢ َ‬
‫أَْﻣﺜَﺎﻟُُﻜْﻢ ۖ ﻓَﭑْدُﻋﻮُھْﻢ ﻓَْﻠﯿَ ْ‬

‫"إن اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻤﺎدة )ع ب د( اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻘﺖ ﻣﻨﮭﺎ ﻛﻠﻤﺎت ﻋﺒﺎد وﻋﺒﺎدة وﺗﻌﺒﺪ وﻣﻔﮭﻮﻣﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ھﻮ‪ :‬أن ﯾﺬﻋﻦ اﻟﻤﺮء ﻟﻌﻼء )ﻋﻠﻮ( أﺣﺪ وﻏﻠﺒﺘﮫ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻨﺰل )ﯾﺘﻨﺎزل(‬
‫ﻟﮫ ﻋﻦ ﺣﺮﯾﺘﮫ واﺳﺘﻘﻼﻟﮫ وﯾﺘﺮك إزاءه ﻛﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﻌﺼﯿﺎن وﯾﻨﻘﺎد ﻟﮫ اﻧﻘﯿﺎداً‪ .‬وھﺬه ھﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻌﺒﺪﯾﺔ واﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ‪ .‬وﺑﻤﺎ أن وظﯿﻔﺔ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ھﻲ إطﺎﻋﺔ ﺳﯿﺪه‬
‫واﻣﺘﺜﺎل أواﻣﺮه‪ ،‬ﻓﺤﺘﻤﺎ ً ﯾﺘﺒﻌﮫ )أي ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ( ﺗﺼﻮر اﻹطﺎﻋﺔ‪ .‬ﺛﻢ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻢ ﯾﻘﻒ ﺑﮫ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن ﻗﺪ أﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﮫ ﻟﺴﯿﺪه طﺎﻋﺔ وﺗﺬﻟﻼً‪ ،‬ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻊ ذﻟﻚ‬
‫ﯾﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﻼﺋﮫ وﯾﻌﺘﺮف ﺑﻌﻠﻮ ﺷﺄﻧﮫ وﻛﺎن ﻗﻠﺒﮫ ﻣﻔﻌﻤﺎ ً ﺑﻌﻮاطﻒ اﻟﺸﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﮫ وأﯾﺎدﯾﮫ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻤﺠﯿﺪه وﺗﻌﻈﯿﻤﮫ وﯾﺘﻔﻨﻦ ﻓﻲ إﺑﺪاء اﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻵﺋﮫ‬
‫وﻓﻲ أداء ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟﻌﺒﺪﯾﺔ ﻟﮫ ‪ ،‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺄﻟﮫ واﻟﺘﻨﺴﻚ )وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺼﻞ اﻟﻌﺒﺪ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺤﺪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻌﻞ ﻣﻦ أذﻋﻦ ﻟﮫ إﻟﮭﺎ (‪) ".‬ﻣﻨﻘﻮل ﺑﺘﺼﺮف ﻣﻦ ﻛﺘﺎب‬
‫اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﻷﺑﻲ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮدودي(‬

‫إن طﺒﯿﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﮫ ﷲ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻧﮫ ﻋﺒﺪ‪ ،‬ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻌﯿﺶ ﺑﺪون أن ﯾﻜﻮن ﻟﮫ ﺳﯿﺪ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﮫ وﯾﺬﻋﻦ ﻟﮫ‪ ،‬ﺷﺎء ذﻟﻚ أم أﺑﻰ‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﷲ ﺟﻌﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎن إرادة‬
‫ﺣﺮة ﯾﺨﺘﺎر ﺑﮫ طﻮًﻋﺎ ھﺬا اﻟﺴﯿﺪ أو اﻟﺮب أو اﻹﻟﮫ اﻟﺬي ﯾﺘﻌﺒﺪ ﻟﮫ‪ .‬واﻟﺴﻌﯿﺪ ﺣﻘًﺎ ھﻮ ﻣﻦ ﯾﺮﺿﻰ ﺑﺎ ﺳﯿًﺪا وإﻟﮭًﺎ ﻟﮫ وھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ } ﻻ اﻟﮫ إﻻ ﷲ { ‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﻣﻌﺒﻮد ﺑﺤﻖ إﻻ ﷲ‪ .‬واﻟﺸﻘﻲ ﻣﻦ ﯾﺨﺘﺎر ﻏﯿﺮ ﷲ إﻟﮭﺎ ً وﺳﯿﺪاً ﯾﺘﻌﺒﺪ ﻟﮫ‬
‫ﻄٰـَن ۖ إِﻧﱠﮫُۥ ﻟَُﻜْﻢ َﻋُﺪۭﱞو ﱡﻣﺒِﯿٌۭﻦ ﴿‪َ ﴾60‬وأَِن ٱْﻋﺒُُﺪوﻧِﻰ ۚ َھٰـَذا ِ‬
‫ﺻ َ ٰﺮ ۭطٌ ﱡﻣ ْ‬
‫ﺴﺘَﻘِﯿٌۭﻢ ﴿‪ {﴾61‬ﯾﺲ‪٦١ – ٦٠ :‬‬ ‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ۞ } :‬أَﻟَْﻢ أَْﻋَﮭْﺪ إِﻟَْﯿُﻜْﻢ ﯾَٰـﺑَﻨِٓﻰ َءاَدَم أَن ﱠﻻ ﺗَْﻌﺒُُﺪو۟ا ٱﻟ ﱠ‬
‫ﺸْﯿ َ‬

‫ﺸٰـَو ۭةً ﻓََﻤﻦ ﯾَْﮭِﺪﯾِﮫ ِﻣۢﻦ ﺑَْﻌِﺪ ٱ ﱠ ِ ۚ أَﻓََﻼ ﺗََﺬﱠﻛُﺮوَن‬ ‫ﺿﻠﱠﮫُ ٱ ﱠُ َﻋﻠَٰﻰ ِﻋْﻠٍۢﻢ َوَﺧﺘََﻢ َﻋﻠَٰﻰ َ‬
‫ﺳْﻤِﻌِﮫۦ َوﻗَْﻠﺒِِﮫۦ َوَﺟَﻌَﻞ َﻋﻠَٰﻰ ﺑَ َ‬
‫ﺼِﺮِهۦ ِﻏ َ‬ ‫ﺖ َﻣِﻦ ٱﺗﱠَﺨَﺬ إِﻟَٰـَھﮫُۥ َھَﻮ ٰ ﮫُ َوأَ َ‬
‫وﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬أَﻓََﺮَءْﯾ َ‬
‫﴿‪ { ﴾23‬اﻟﺠﺎﺛﯿﺔ‪٢٣ :‬‬
 ‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻤﺎﺗﻚ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ‬

‫ﺛﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات‪ ،‬ھﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻤﺎﺗﻚ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ‪ ،‬ﺣﯿﺚ أن ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻹطﺎر اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺴﺆال اﻟﺴﺎﺑﻖ‪.‬واﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﻌﺮﻓﮭﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﷲ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻤﻌﻨﻮن "ﻣﺎ ﺗﺤﺖ اﻷﻗﻨﻌﺔ"‪ :‬ھﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﺼﺎل واﻟﻄﺒﺎع اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة‬
‫ﻓﻲ ﻛﯿﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﺰه ﻋﻦ ﻏﯿﺮه وﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻋﻠﮫ ﻣﻊ اﻟﺒﯿﺌﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺷﺨﺎص وﻣﻮاﻗﻒ‪ ،‬ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻓﮭﻤﮫ وإدراﻛﮫ أم ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮه‬
‫أم ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﮫ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ وﻣﻈﮭﺮه اﻟﺨﺎرﺟﻲ‪.‬‬

‫إن ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻹرﺷﺎدات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮدك ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ﻣﻦ رﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﻚ؛ ﻓﮭﻲ ﺗﺸﺒﮫ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﯿﺪ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻢ‬
‫اﻟﻄﺮق اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺪن ﻓﻲ ﺑﻠﺪ أو دوﻟﺔ ﻣﺎ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﺳﻤﺎﺗﻚ وﺧﺼﺎﻟﻚ وطﺎﻗﺎﺗﻚ وﻗﺪراﺗﻚ وﻣﻮاھﺒﻚ واﺳﺘﻌﺪاداﺗﻚ اﻟﻔﻄﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ وھﺒﻚ ﷲ‪ ،‬ھﻲ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻷدوات واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﻨﻚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺤﺪﯾﺪ طﺮﯾﻘﻚ اﻷﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻄﺮق اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺮﯾﻄﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﯾﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺖ ﻓﯿﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﺮﯾﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫رﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﻚ‪.‬‬

‫إن ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻟﺸﺨﺼﯿﺘﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﺳﮭﻞ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎت واﻟﺨﺼﺎﺋﺺ واﻟﻄﺎﻗﺎت واﻟﻘﺪرات واﻟﻤﻮاھﺐ واﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﻔﻄﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ‬
‫ﺑﮭﺎ‪ .‬وھﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻄﺮق ﺳﺮﻋﺔ وﻓﺎﻋﻠﯿﺔ‪ .‬وﻟﺬا ﺟﻌﻠﺘﮭﺎ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﯾﺔ وأول ﻣﺎ ﯾﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪.‬‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻲ أن أﻋﺮف ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ؟؟‬

‫أوﻻً‪ :‬ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬

‫إن ﻣﻦ أﺳﺮع وأﺳﮭﻞ وأﻗﻞ طﺮق ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺗﻜﻠﻔﺔ‪ ،‬أن ﯾﺴﺘﺨﺪم اﻟﻤﺮء ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﺬاﺗﯿﺔ )اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﮭﺎ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرات أو‬
‫أﺳﺌﻠﺔ( وﺑﺎﻷﺧﺺ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﻤﺠﺮﺑﺔ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﯿﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻮﺛﻮق ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﮭﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﺘﺴﻊ أو ﻣﻘﯿﺎس اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻤﺴﺔ أو‬
‫ﻣﻘﯿﺎس ﻣﺎﯾﺮز ﺑﺮﻗﺰ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﺬي ﯾﻘﺴﻢ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﺳﺖ ﻋﺸﺮة ﺷﺨﺼﯿﺔ طﺒﯿﻌﯿﺔ‪ .‬وھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس اﻷﺧﯿﺮ أﻋﺘﺒﺮه أﻓﻀﻞ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن‬
‫ﯾﺒﺪأ ﺑﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن رﺣﻠﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻟﺴﮭﻮﻟﺘﮫ ووﺿﻮﺣﮫ وﻗﺼﺮ ﻣﺪة إﺟﺮاﺋﮫ؛ ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺠﯿﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﯿﺎس ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 25‬دﻗﯿﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ‪،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻤﺘﺎز‬
‫ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﺑﺸﻤﻮﻟﮫ ﻓﮭﻮ ﯾﻘﯿﺲ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ اﻷﺳﺮﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻌﻤﻠﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ‪ .‬وﻟﻜﻦ! ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺘﻌﺮف ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻘﯿﺎس‬
‫ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ھﺬا؟ إن ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﯾّﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﮭﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬

‫ﺻﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ ﻓﻲ أﺣﺴﻦ أﺣﻮاﻟﮭﺎ‪ ،‬أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﺮة وﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أي اﺿﻄﺮاﺑﺎت أو ﻣﺸﻜﻼت ﻛﺒﯿﺮة ﺧﺼﻮ ً‬
‫• ﻣﺎ أھﻢ ﻣﻮاﺻﻔﺎﺗﻚ وﺳﻤﺎﺗﻚ اﻟﻌﺎﻣﺔ؟‬
‫• ﻛﯿﻒ ﺗﻘﺮر؟‬
‫• ﻛﯿﻒ ﺗﺘﺼﺮف ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ؟‬
‫• وﻛﯿﻒ ﺗﺘﺼﺮف ﺗﺤﺖ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺸﺪﯾﺪ؟‬

‫‪ .2‬ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ واﻟﺘﻌﻠّﻢ وﻣﺎ ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠّﻢ واﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ واﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻮظﯿﻔﺔ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‪.‬‬
‫‪ .4‬ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ وﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺗﻔﺎﻋﻠﻚ ﻣﻌﮭﻢ ‪ ،‬وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺮاك اﻵﺧﺮون؟‬
‫‪ .5‬ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ واﻟﺒﯿﺖ واﻷﺳﺮة وأھﻢ ﺻﻔﺎﺗﻚ ﻛﺄب أو أم‬
‫‪ .6‬أﺑﺮز اﻟﻌﯿﻮب اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ واﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻄﻮﯾﺮ‪.‬‬
‫أﯾﻦ وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ ﺗﻌﺮف ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ؟‬

‫ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﻤﻨﮭﺞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺬي أطﺮﺣﮫ ﻋﻠﯿﻚ ﻋﺰﯾﺰي اﻟﻘﺎرئ ﻋﺰﯾﺰﺗﻲ اﻟﻘﺎرﺋﺔ‪ ،‬ﻋﻜﻔﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﻣﻘﯿﺎس ﻟﺘﺤﻠﯿﻞ‬
‫اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﯾﺄﺧﺬ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر دﯾﻨﻨﺎ وﺧﺼﻮﺻﯿﺎﺗﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﯾﻜﻮن ﺳﮭﻼً وﻣﯿﺴًﺮا ﺑﻠﻐﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ وﯾﺴﻤﺢ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﻄﻮر ذاﺗﮫ ﺗﺤﻠﯿﻼً ﻣﻔﯿًﺪا‬
‫ﻟﺸﺨﺼﯿﺘﮫ وﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻮﯾﻊ اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ أن ﯾﺤﺼﻞ اﻟﺮاﻏﺐ ﻓﯿﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وأھﻢ ھﺬه اﻟﻘﻨﻮات ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻘﻨﺎة اﻷوﻟﻰ‪:‬‬

‫ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻣﻮﻗﻊ طﺎﻗﺎﺗﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺪودة ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ اﻟﺬي ﯾﻘﺪم ﺧﺪﻣﺎت اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪:‬‬
‫‪www.MyUpower.Com‬‬

‫ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ ﻣﺠﺎﻧًﺎ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ إﺟﺮاء اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ‪ ،‬واﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ ﺑﻨﻔﺴﻚ أﻧﺖ‪ ،‬واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻧﺘﯿﺠﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻟﯿﺲ ھﺬا‬
‫وﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﯾﻤﻜﻨﻚ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻚ وﺣﺘﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻚ إﻟﻜﺘﺮوﻧﯿًﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ أﺧﺬ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻮرﻗﻲ‪ ،‬واﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ ﺑﻨﻔﺴﻚ أﻧﺖ‪،‬‬

‫وھﻮ ﻣﻘﯿﺎس ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻘﯿﺎس اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ طﺮﯾﻘﺔ اﻟﻘﻠﻢ واﻟﻮرق‪ .‬وھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻤﻘﯿﺎس اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ أو‬
‫ﻣﻦ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮫ ﻷي ﺳﺒﺐ‪ .‬وﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس واﻟﺬي ﻗﺒﻠﮫ وﻣﻦ واﻗﻊ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ طﻮﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻧﻔﺴﮭﻢ‪ ،‬ﯾﺠﺐ إﺗﺒﺎع اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ واﻟﺼﺪق ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺗﺄﻛﺪ دوًﻣﺎ أﻧﻚ ﻓﮭﻤﺖ اﻟﺴﺆال ﻓﮭﻤﺎ ﺟﯿﺪا ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯿﮫ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻛﻦ ﺻﺎدﻗﺎ ً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮأ اﻟﺴﺆال ﺿﻊ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎرك ﻣﺎ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺆال ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ اﻷﻋﻢ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ و ﻟﯿﺲ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻚ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﺗﺬﻛﺮ داﺋًﻤﺎ أن ﺗﺠﯿﺐ ﺑﻤﺎ ھﻮ واﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ وﻟﯿﺲ ﻣﺎ ﺗﻈﻦ أن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺮوض أن ﺗﻜﻮن ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬ﯾﻌﻨﻲ ﻛﻦ واﻗﻌﯿﺎ وﻟﯿﺲ ﻣﺜﺎﻟﯿﺎ ً ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺎﺗﻚ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺗﺬﻛﺮ أﻧﮫ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ إﺟﺎﺑﺔ ﺻﺤﯿﺤﺔ وأﺧﺮى ﺧﺎطﺌﺔ إﻧﻤﺎ إﺟﺎﺑﺔ أﻗﺮب إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ‪.‬‬
‫‪ .6‬اﻗﺮأ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺑﮭﺪوء وﺗﻤﻌﻦ واﻓﮭﻢ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﯿﮭﺎ‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺄﻛﺪاً ﻣﻦ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻧﺎﻗﺶ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺠﺪھﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻊ ﻣﻦ ﯾﻌﺮﻓﻮن ﺟﯿﺪا وﻋﻦ ﻗﺮب واﺳﻤﻊ ﻵراﺋﮭﻢ ﻓﯿﮭﺎ وﻋﻠﻰ‬
‫ً‬
‫ﺿﻮء ذﻟﻚ اﺧﺘﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻚ‪.‬‬

‫وھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﯾﻌﻄﻲ ﻧﺴﺒﺔ دﻗﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %75‬ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ ﺣﺴﺐ إﺣﺼﺎءات ﻣﻮﻗﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻗﺎﻟﻮا أن ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ‬
‫اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻛﺎن ﻛﺎﻓﯿﺎ ً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﻢ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﯿﺎﺗﮭﻢ اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ وﺑﺪﻗﺔ ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻦ ‪ %80‬ﺑﻞ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ %90‬ﻋﻨﺪ ﺛﻠﺚ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﯿﻦ‪.‬‬
 ‫اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻗﺮاءة ﻛﺘﺎب "ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮف ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ وﺷﺨﺼﯿﺎت اﻵﺧﺮﯾﻦ"؛‬

‫وھﺬا اﻟﻜﺘﺎب أﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ دﻟﯿﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ وﺷﺨﺼﯿﺎت اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻤﻌﺮوﺿﺔ ﻓﯿﮭﺎ وﻋﺮض‬
‫اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ .‬وھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻗﺪ ﯾﻨﺎﺳﺐ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﻘﺮاءة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﻢ وﻟﻜﻦ دﻗﺘﮫ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻛﺜﯿًﺮا ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻢ اﻟﻘﺎرئ وﺻﺪﻗﮫ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻷﻧﮫ ﻛﺴﺎﺑﻘﮫ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﮭﺪ اﻹﻧﺴﺎن‬
‫اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ وﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ ﻣﺪى دﻗﺔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻄﯿﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺣﻀﻮر دورة ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬

‫ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن أن ﯾﻌﺮف ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺣﻀﻮر دورة ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻌﺮض ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻨﺎف واﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻮاردة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪورة ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻞ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ‪ .‬وھﺬا اﻟﻄﺮﯾﻖ ﯾﻌﻄﻲ دﻗﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﮫ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات‪ ،‬ﻷن اﻟﻤﺮء ﺑﻌﺪ إﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ‬
‫اﻟﻮرﻗﻲ ‪ ،‬ﯾﺘﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻟﺘﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪ ،‬ﻓﯿﻌﺮض ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻓﯿﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ وﯾﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﮫ‪،‬‬
‫ﻓﯿﺰداد ﺗﺤﺪﯾﺪه ﻟﻤﺎ ﯾﻤﯿﺰه ﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻷﺧﺮى‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﺎة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ‪:‬‬

‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ إﺟﺮاء ﻟﻘﺎء ﺷﺨﺼﻲ ﻣﻊ ﺧﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪.‬‬

‫وھﻮ أن ﯾﻌﺮض اﻟﻤﺮء ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺮاﺳﺔ ﺧﺒﯿﺮ ﺑﻌﻠﻮم ﻗﯿﺎس وﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﯾﺘﻢ ذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ورش ﻋﻤﻞ ﻓﺮدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﯾﻠﻘﻲ‬
‫ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺨﺒﯿﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ وﯾﺠﺮي ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ وﯾﻨﺎﻗﺸﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻞ ﺑﮫ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ؛ ﻓﮭﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ إن ﺗﯿﺴﺮت ﻓﮭﻲ ﻣﻦ‬
‫أﺳﮭﻞ وأﻣﺘﻊ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﯿﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺴﺆال واﻻﺳﺘﻔﺴﺎر واﻟﻨﻘﺎش ﻣﻊ ﻣﻦ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻣﻤﺎ ﯾﺤﻔﻆ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺪ‬
‫واﻟﻮﻗﺖ واﻟﻄﺎﻗﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎرة اﻟﺨﺒﺮة دون أن ﺗﻤﺮ ﺑﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﮫ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎء اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل‬
‫ﻗﻀﯿﺖ ـ ﺷﺨﺼﯿﺎ ً ـ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﯾﻦ ﻋﺎﻣﺎ ً ﺣﺘﻰ ﻋﺮﻓﺖ ﺷﺨﺼﯿﺘﻲ وأﻧﺎ اﻟﯿﻮم أﺳﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﺪرﺑﯿﻦ واﻟﻤﺘﺪرﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﺨﺼﯿﺎﺗﮭﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث إﻟﻰ ﺧﻤﺲ‬
‫ﺟﻠﺴﺎت‪.‬‬
 ‫ﺛﺎﻧﯿًﺎ‪ :‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺧﻂ اﻟﯿﺪ‬

‫ﻀﺎ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪ ،‬ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ؛ ﺣﯿﺚ إن اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﺨﺪم ﺑﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﺮاغ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق‪ ،‬وطﺮﯾﻘﺔ رﺳﻢ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﺴﮭﻠﺔ أﯾ ً‬
‫اﻷﺣﺮف‪ ،‬وأﺣﺠﺎم وأﺷﻜﺎل اﻟﻜﻠﻤﺎت واﻷﺣﺮف‪ ،‬وﻗﻮة وﺿﻌﻒ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻮرق‪ ،‬واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻮﻗﻊ ﺑﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﺗﺒﻮح ﺑﺎﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت وﺧﺼﺎﺋﺺ ﺷﺨﺼﯿﺘﮫ‬
‫ﻣﺜﻞ‪:‬‬
‫• ﻛﯿﻒ ﯾﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه؟‬
‫• ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ؟‬
‫• ﻣﺎ ﻣﺪى ﺛﻘﺘﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ؟‬
‫• ﻣﺎ طﺮﯾﻘﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ؟‬
‫• أﯾﻦ ﺗﺘﺮﻛﺰ اھﺘﻤﺎﻣﺎﺗﮫ؟‬
‫• ﻣﺎ ﻣﺪى طﻤﻮﺣﮫ وإرادﺗﮫ؟ وھﻞ ھﻮ واﻗﻌﻲ أو ﺧﯿﺎﻟﻲ؟‬
‫• وﻣﺎ أھﻢ ﺳﻤﺎﺗﮫ‪ :‬ﻣﺘﻜﺒﺮ أم ﻣﺘﻮاﺿﻊ‪ ،‬ﻣﺘﺸﺎﺋﻢ أم ﻣﺘﻔﺎﺋﻞ‪ ،‬ﺣﺴﺎس ﻟﻠﻨﻘﺪ أم ﻻ‪ ،‬ﻋﺼﺒﻲ أم ھﺎدئ ﻋﺠﻮل أم ﻣﺘﺄﻧﻲ أم ﺑﺎرد وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﺻﺎ أﻧﮫ ﯾﻜﺘﺸﻒ ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻏﯿﺮ‬ ‫واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺘﺨﺪم ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ ﻣﻜﻤﻞ ﻻﻛﺘﺸﺎف وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺧﺼﻮ ً‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﯿﮭﺎ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﻜﺸﻒ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﻮب اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﻐﻄﯿﮭﺎ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪ .‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﻨﻲ أﺣﺒﺬ أن ﯾﻘﻮم ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﮫ أﻛﺜﺮ‬
‫ﺑﺎﻻﺛﻨﯿﻦ ﻣًﻌﺎ ﻷن ذﻟﻚ ﯾﻌﻄﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻋﻤﻖ ﺑﺎﻟﺬات‪.‬‬

‫ﻟﺘﺤﻤﯿﻞ اﻟﻤﻘﯿﺎس اﻟﺮﺟﺎء اﻟﻀﻐﻂ ھﻨﺎ‪":‬ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺧﻂ اﻟﯿﺪ"‬

 ‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻌﺮﻓﺔ دواﻓﻌﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻛﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‬

‫ﻗﺒﻞ أن ﻧﺴﺘﺮﺳﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى‪ ،‬وﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ أﻛﺒﺮ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﻨﮫ‪ ،‬دﻋﻨﺎ ﻧﺒﺪأ ﺑﮭﺬا اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ اﻟﮭﺎم ﺟًﺪا وأظﻦ أﻧﻚ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷھﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‪.‬‬
‫ﻧﻌﻢ إﻧﮭﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔً‪ .‬ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﻗﺪ ﯾﻘﻮل اﻟﺒﻌﺾ إﻧﻲ ﻻ أﺟﯿﺪ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ! ودﻋﻨﻲ أؤﻛﺪ ﻟﻚ أن اﻟﻤﻄﻠﻮب ھﻮ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﯾﺪور ﻓﻲ ذھﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻠﮭﺠﺘﻚ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﯿﺔ‪ ،‬اﻟﻤﮭﻢ أن ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ وﻟﻦ ﺗﻌﺮف ﻓﺎﺋﺪة ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻓﺄﻧﺼﺤﻚ أن ﺗﻜﺘﺐ واﻟﺤﺮ ﺗﻜﻔﯿﮫ اﻹﺷﺎرة‪.‬‬

‫ﺗــﻤﺮﯾـﻦ‪:‬‬

‫اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﻚ ﺗﺸﺒﮫ ﻣﺎذا؟ ﻣﺎذا اﻟﺬي ﯾﻈﮭﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﯿﻠﺘﻚ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎع اﻟﺴﺆال اﻟﺴﺎﺑﻖ؟ ﻣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة؟ ﻣﺎ أھﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﮫ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﺘﺸﻌﺮ‬
‫ﺑﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﺮﯾﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻔﺼﯿﻞ؟ ﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ ﻟﻚ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة؟ ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﺷﻌﺮت وﻟﻮ ﻣﺮة واﺣﺪة ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ‬
‫ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ؟ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ؟ وﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﻘﻤﺔ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ؟ أرﺟﻮ ﻣﻨﻚ اﻟﺘﻮﻗﻒ‬
‫اﻵن وإﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ ﺛﻢ ﻣﻌﺎودة اﻟﻘﺮاءة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺠﺮي اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ‪ ،‬إن أردت أﻛﺒﺮ ﻓﺎﺋﺪة واﻷﻣﺮ إﻟﯿﻚ‪.‬‬
‫أھﻢ دواﻓﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪:‬‬

‫ﻻ أدري ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻚ ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻲ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﺜﯿًﺮا ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻋﻦ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ دوراﺗﻲ أو ﺑﺮاﻣﺠﻲ أو اﺳﺘﺸﺎراﺗﻲ؛ ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ‬
‫ﯾﺮى اﻟﺤﯿﺎة ﻣﻌﺮﻛﺔ وھﻮ ﻣﻘﺎﺗﻞ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺮاھﺎ رﺣﻠﺔ وھﻮ ﻣﺴﺎﻓﺮ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺮاھﺎ ﻣﺴﺮﺣﺎ ً وھﻮ ﻣﻤﺜﻞ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺮاھﺎ ﻟﻌﺒﺔ وھﻮ ﻻﻋﺐ أو ﻣﻐﺎﻣﺮة وھﻮ ﻣﻐﺎﻣﺮ أو‬
‫ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أﻧﻲ ﻻﺣﻈﺖ أن ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺳﻮﯾﺎء ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻤﻦ ﺧﺒﺮت اﺗﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﻓﯿﮭﺎ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﺤﻘﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻜﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺐ‪،‬‬
‫ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ )ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة‪ :‬ﻗﺪ ﯾﺴﻤﯿﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ اﻟﺴﻌﺎدة أو اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ أو اﻟﻔﺮح أو اﻟﻠﺬة أو اﻟﻤﺘﻌﺔ أو اﻟﺴﺮور أو اﻟﻤﺮح أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ وﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ(‪.‬‬
‫وھﺬا ﯾﺘﺴﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ اﺗﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ﺣﻜﻤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ أن اﻟﺴﻌﺎدة ھﻲ ﻣﻄﻠﺐ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬

‫إن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﻌﺎدة )أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﯿﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ راﺣﺔ اﻟﺒﺎل أو اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ أو اﻟﻔﺮح أو اﻟﻠﺬة أو اﻟﻤﺘﻌﺔ أو اﻟﺴﺮور أو اﻟﻤﺮح أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ( ھﻮ أھﻢ داﻓﻊ وراء ﻛﻞ أﻋﻤﺎل‬
‫اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻄﺒﻌﮫ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﯿﺪك وﺗﺒﻌﺪ ﻋﻤﺎ ﯾﺆذﯾﻚ‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺤﻤﻲ ﻧﻔﺴﻚ وﺣﻤﺎﯾﺘﻚ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ وﺣﻔﺎظﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﯾﺸﻌﺮك ﺑﺎﻷﻣﻦ‬
‫وﺷﻌﻮرك ﺑﺎﻷﻣﻦ ﯾﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﯿﺮﺗﺎح ﺑﺎﻟﻚ‪ .‬ﻛﻤﺎ أﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻤﺄ ﯾﺤﺮﻗﻚ أﻟﻢ اﻟﻌﻄﺶ‪ ،‬ﻓﺘﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﯾﻄﻔﺊ ﻟﮭﺐ ظﻤﺌﻚ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺮب ﯾﺒﺮد ﺟﻮﻓﻚ ﻓﺘﺸﻌﺮ‬
‫ﺑﺎﻟﺮي ﻓﺘﺮﺗﺎح‪ .‬وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻚ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة؟‬

‫ﻣﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺎت ھﺬا اﻟﺴﺆال‪ :‬أن ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻟﺴﻌﺎدة أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻋﻨﺪه أي ﻣﺸﺎﻛﻞ !! وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻟﺤﺮﯾﺔ واﻻﻧﻄﻼق! وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻣﻊ ﻣﻦ ﯾﺤﺐ! وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ھﻮ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ! وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺗﻌﻠﻢ اﻟﺠﺪﯾﺪ! وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ‬
‫ﻟﮫ اﻟﻠﺬة اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻟﻌﯿﺶ اﻟﺮﻏﺪ‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻟﺜﺮاء‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﮫ اﻻﺳﺘﻘﺮار أو اﻟﻌﺪل أو اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪.‬‬
 ‫ﻟﻤﺎذا ﺗﻌﺪدت اﻹﺟﺎﺑﺎت؟‬

‫إن اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة وراﺣﺔ اﻟﺒﺎل‪ ،‬أھﻢ ﺷﻲء ﻋﻨﺪ ﺑﻨﻲ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة ھﻮ اﻟﮭﺎﺟﺲ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻣﺎ‬
‫ﻀﺎ وھﺬا اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ ﻣﺴﻌﻰ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺪﻓﻊ ﺣﺮﻛﺔ‬
‫ﯾﺠﻠﺐ اﻟﺴﻌﺎدة ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺴﻌﺎدة ﯾﺘﻨﻮع ﺑﺎﺧﺘﻼف أﺳﻠﻮب ﻛﻞ إﻧﺴﺎن أﯾ ً‬
‫اﻟﺤﯿﺎة ﻛﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﻌﺸﻖ ﺗﺤﺪي ﺷﻖ اﻟﻄﺮق اﻟﺼﻌﺒﺔ وﯾﺸﻌﺮه ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة وھﺬا ﯾﻌﺸﻖ اﻹﻧﺠﺎز ﺑﺒﻨﺎء ﻧﺎطﺤﺎت اﻟﺴﺤﺎب وآﺧﺮ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻨﻘﺬ‬
‫ﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت وآﺧﺮ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﺘﺸﻒ أﻣًﺮا ﺟﺪﯾًﺪا وآﺧﺮ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻏﯿﺮه وھﻜﺬا‪.‬‬
‫ﻣ ﺮﯾ ً‬

‫ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪدت وﺗﻨﻮﻋﺖ إﺟﺎﺑﺎت ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺮﺿﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ﺑﮫ ﻣﻦ ﺗﺼﻮرات وﻣﺒﺎدئ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻣﺎ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﮫ وﯾﺴﻠﻢ ﺑﮫ وﯾﺬﻋﻦ‬
‫ﻟﮫ ﻣﻦ أﺣﻜﺎم وﻗﻮاﻋﺪ وﻗﻮاﻧﯿﻦ وﻣﺎ ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﺷﺮع وطﺮﯾﻘﺔ وﻣﻨﮭﺞ أو ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﻤﯿﮫ دﯾﻨﮫ اﻟﺬي ﯾﺪﯾﻦ ﺑﮫ‪ .‬ﻓﺪﯾﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻣﺎ ﯾﺪﯾﻦ ﺑﮫ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺼﻮرات وﻣﺒﺎدئ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻣﺎ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﮫ وﯾﺴﻠﻢ ﺑﮫ وﯾﺬﻋﻦ ﻟﮫ ﻣﻦ أﺣﻜﺎم وﻗﻮاﻋﺪ وﻗﻮاﻧﯿﻦ وﻣﺎ ﯾﺘﻘﯿﺪ ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﺷﺮع وطﺮﯾﻘﺔ وﻣﻨﮭﺞ‪ .‬إن دﯾﻦ اﻹﻧﺴﺎن أﯾًﺎ‬
‫ﻛﺎن‪ ،‬ﻣﺎ ھﻮ إﻻ اﺧﺘﯿﺎر ﺣﺮ ﻟﮫ ھﻮ وﺣﺪه ﻻ ﯾﺠﺒﺮه ﻋﻠﯿﮫ أﺣﺪ وھﺬا اﻻﺧﺘﯿﺎر ﯾﺘﺄﺛﺮ ﺑﻘﻨﺎﻋﺎت اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻗﯿﻤﮫ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻤﻠﮭﺎ‪.‬‬
 ‫ﻟﻤﺎذا ﺧﻠﻘﺖ اﻟﺤﯿﺎة؟‬

‫إن اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﺎ ھﻲ إﻻ دار اﺑﺘﻼء‪ .‬ودﻋﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ اﻵن ﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ ﻟﻚ اﻻﺑﺘﻼء؟ وﻣﺎ ﺗﺼﻮرك ﻟﮫ؟ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺳﺄل ﻓﻲ اﻟﺪورات ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺑﺘﻼء وﻣﺎ ﺻﻮرﺗﮫ ﻓﻲ أذھﺎن‬
‫اﻟﺤﺎﺿﺮﯾﻦ‪ ،‬ﯾﻜﻮن ﺟﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﺻﻮر ﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﺆﻟﻤﺔ أو أﻣﺮاض أو ﻋﺎھﺎت أو أزﻣﺎت ﻧﻔﺴﯿﺔ أو ﻣﺎﻟﯿﺔ!! وﯾﻨﺘﺎﺑﻨﻲ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻣﺎ وﺻﻞ ﺑﮫ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ‬
‫ھﺠﺮ اﻟﻘﺮآن وﻋﺪم ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎﻧﯿﮫ‪ .‬إن ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﺑﺘﻼء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺰل ﺑﮭﺎ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬اﻣﺘﺤﺎن أو اﺧﺘﺒﺎر‪.‬‬
‫ت َوٱْﻟَﺤﯿَٰﻮةَ ﻟِﯿَْﺒﻠَُﻮُﻛْﻢ أَﱡﯾُﻜْﻢ أَْﺣ َ‬
‫ﺴُﻦ َﻋَﻤًۭﻼ ۚ َوُھَﻮ ٱْﻟَﻌِﺰﯾُﺰ ٱْﻟَﻐﻔُﻮُر ﴿‪ { ﴾2‬اﻟﻤﻠﻚ‪٢ – ١ :‬‬ ‫ﺷْﻰٍۢء ﻗَِﺪﯾٌﺮ ﴿‪ ﴾1‬ٱﻟﱠِﺬى َﺧﻠَ َ‬
‫ﻖ ٱْﻟَﻤْﻮ َ‬ ‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬ﺗَﺒَٰـَرَك ٱﻟﱠِﺬى ﺑِﯿَِﺪِه ٱْﻟُﻤْﻠُﻚ َوُھَﻮ َﻋﻠَٰﻰ ُﻛﱢﻞ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻓﻠﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﷲ اﻟﻤﻮت واﻟﺤﯿﺎة ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﺨﺘﺒﺮﻧﺎ أﯾﻨﺎ أﺣﺴﻦ ﻋﻤﻼ‪ .‬ﻛﻤﺎ أن اﻻﺑﺘﻼء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻗﺪ ﯾﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺨﯿﺮ ﺑﺄن ﯾﺨﺘﺒﺮ ﷲ إﻧﺴﺎﻧﺎ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﻤﺎل ﻟﯿﻨﻈﺮ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻞ‬
‫ﺿﺎ ﻣﺆﻟًﻤﺎ‪ ،‬ﻓﯿﻨﻈﺮ ھﻞ ﯾﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎﺑﮫ؟‬ ‫ﻓﯿﮫ؟ وھﻞ ﯾﺸﻜﺮ أم ﯾﻜﻔﺮ؟ وﻗﺪ ﯾﺒﺘﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺸﺮ ﻛﺄن ﯾﺴﻠﻂ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺮ ً‬
‫ً‬
‫ﺸﱢﺮ َوٱْﻟَﺨْﯿِﺮ ﻓِْﺘﻨَ ۭﺔ ۖ َوإِﻟْﯿﻨَﺎ ﺗُْﺮَﺟُﻌﻮَن ﴿‪ { ﴾35‬اﻷﻧﺒﯿﺎء‪٣٥ :‬‬
‫َ‬ ‫ﺲ َذٓاﺋِﻘَﺔُ ٱْﻟَﻤْﻮ ِ‬
‫ت ۗ َوﻧَْﺒﻠُﻮُﻛﻢ ﺑِﭑﻟ ﱠ‬ ‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ُ } :‬ﻛﱡﻞ ﻧَْﻔ ۢ ٍ‬
 ‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ‪:‬‬

‫ﺐ َوﻟَْﮭٌﻮ َوِزﯾﻨَﺔٌ َوﺗَﻔَﺎُﺧٌﺮ ﺑَْﯿﻨَُﻜْﻢ َوﺗََﻜﺎﺛٌُﺮ ﻓِﻲ ا َْﻷْﻣَﻮاِل َوا َْﻷْوَﻻِد ۖ َﻛَﻤﺜَِﻞ َﻏْﯿ ٍ‬
‫ﺚ‬ ‫إن اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻲ دﯾﻦ اﻹﺳﻼم ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﷲ ﻋﻨﮭﺎ‪ } :‬اْﻋﻠَُﻤﻮا أَﻧﱠَﻤﺎ اْﻟَﺤﯿَﺎةُ اﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ ﻟَِﻌ ٌ‬
‫ع اْﻟُﻐُﺮوِر ﴿‪ { ﴾20‬اﻟﺤﺪﯾﺪ‪٢٠ :‬‬ ‫ﺿَﻮاٌن ۚ َوَﻣﺎ اْﻟَﺤﯿَﺎةُ اﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ إِﱠﻻ َﻣﺘَﺎ ُ‬ ‫ﷲِ َوِر ْ‬ ‫ﺷِﺪﯾٌﺪ َوَﻣْﻐﻔَِﺮةٌ ِﻣَﻦ ﱠ‬ ‫ب َ‬ ‫ﺼﻔَ ًّﺮا ﺛُﱠﻢ ﯾَُﻜﻮُن ُﺣﻄَﺎًﻣﺎ ۖ َوﻓِﻲ اْﻵِﺧَﺮِة َﻋَﺬا ٌ‬ ‫أَْﻋَﺠ َ‬
‫ﺐ اْﻟُﻜﻔﱠﺎَر ﻧَﺒَﺎﺗُﮫُ ﺛُﱠﻢ ﯾَِﮭﯿُﺞ ﻓَﺘََﺮاهُ ُﻣ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺐ َوﻟَْﮭٌﻮ َوِزﯾﻨَﺔٌ َوﺗَﻔَﺎُﺧٌﺮ ﺑَْﯿﻨَُﻜْﻢ َوﺗََﻜﺎﺛٌُﺮ ﻓِﻲ اْﻷْﻣَﻮاِل َواْﻷْوَﻻِد { ھﺬه ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ‬ ‫َ‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ أﯾﺴﺮ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ ﻋﻦ ھﺬه اﻵﯾﺔ‪} :‬أﻧﱠَﻤﺎ اْﻟَﺤﯿَﺎةُ اﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ ﻟَِﻌ ٌ‬
‫وھﻲ أﻣﻮر ﺧﯿﺎﻟﯿﺔ ﻗﻠﯿﻠﺔ اﻟﻨﻔﻊ ﺳﺮﯾﻌﺔ اﻟﺰوال‪ .‬ﻓﻼ ﺗﻐﺘﺮوا ﺑﮭﺎ وﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮا ﺑﻜﻠﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﻧﺼﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ‪ .‬ﻓﺎﻟﻠﮭﻮ ﻛﺎﻟﻠﻌﺐ ﻻ ﯾُﺨﻠِﻔﺎن ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺗﻌﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﻼھﻲ اﻟﻼﻋﺐ‪،‬‬
‫واﻟﺰﯾﻨﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل وﺗﺘﻐﯿﺮ وﺗﺰول واﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻔﺎﺧﺮﯾﻦ ﻣﺠﺮد ﻛﻼم ﻣﺎ وراءه طﺎﺋﻞ أﺑﺪاً واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻻ ﯾﻨﺘﮭﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ وﻻ ﯾﺠﻤﻊ إﻻ ﺑﺎﻟﺸﻘﺎء واﻟﻨﺼﺐ‬
‫ﺚ { أي ﻣ ﻄﺮ }‬ ‫واﻟﺘﻌﺐ ﺛﻢ ﯾﺬھﺐ أو ﯾُﺬھﺐ ﻋﻨﮫ ﻓﻼ ﺑﻘﺎء ﻟﮫ وﻻ دوام وﻟﮫ ﺗﺒﻌﺎت ﻻ ﯾﻨﺠﻮ ﻣﻨﮭﺎ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ إﻻ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﷲ وإﻟﯿﻜﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ إﻧﮭﺎ } ۖ َﻛَﻤﺜَِﻞ َﻏْﯿ ٍ‬
‫ﺼﻔًَّﺮا { ﺛﻢ ﯾﮭﯿﺞ ‪ :‬أي ﯾﯿﺒﺲ } ﺛُﱠﻢ ﯾَُﻜﻮُن‬ ‫ﺐ اْﻟُﻜﻔﱠﺎَر { أي اﻟﻔﻼﺣﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﻔﺮوا ﺑﺬرة ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﺔ } ﻧَﺒَﺎﺗُﮫُ { اﻟﺬي ﻧﺒﺖ ﺑﮫ أي اﻟﻤﻄﺮ } ﺛُﱠﻢ ﯾَِﮭﯿُﺞ ﻓَﺘََﺮاهُ { ﺑﻌﺪ أﯾﺎم } ُﻣ ْ‬ ‫أَْﻋَﺠ َ‬
‫ُﺣﻄَﺎًﻣﺎ { ﯾﺘﻔﺘﺖ‪ .‬ھﺬه ھﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﻦ ﺑﺪاﯾﺘﮭﺎ إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺘﮭﺎ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ أﻣﺎ اﻵﺧﺮة ﻓﻔﯿﮭﺎ ﻋﺬاب ﺷﺪﯾﺪ ﻷھﻞ اﻟﺸﺮك واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ‪ ،‬وﻣﻐﻔﺮة ﻣﻦ ﷲ ورﺿﻮان ﻷھﻞ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ‬
‫وﺻﺎﻟﺢ اﻷﻋﻤﺎل‪ .‬وﻣﺎ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ‪-‬وﻗﺪ ﻋَﺮﺿﻨﺎ ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻣﺜﺎﻟﮭﺎ‪ -‬إﻻ ﻣﺘﺎع اﻟﻐﺮور؛ أي إﻧﮭﺎ ﻻ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻟﮭﺎ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻊ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ ﻏﺮور ﺑﺎطﻞ"‪.‬‬

‫إن اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻲ دﯾﻦ اﻹﺳﻼم ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺪة اﺧﺘﺒﺎرات واﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ﺣﯿﻦ ﯾﻜﻮن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻜﻠﻔًﺎ أي‪ :‬ﻗﺎدًرا ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﯿﺎر اﻟﺤﺮ ﯾﻤﻠﺊ إرادﺗﮫ ھﻮ‪ ،‬وﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﻤﻤﺎﺗﮫ أو‬
‫ﺑﻐﯿﺎب ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﯿﺎر‪ ،‬وھﺬه اﻻﺧﺘﺒﺎرات واﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺘﺤﻦ ﺑﮭﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﺗﺪور ﺣﻮل اﻻﺧﺘﯿﺎر ﺑﯿﻦ ﺧﯿﺎرﯾﻦ اﻷول ﻣﺎ ﯾﺤﺒﮫ ﷲ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻤﯿﻞ ﻟﮫ ﻧﻔﺴﻚ وﺗﮭﻮاه‪ ،‬ﻓﺄﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﺑﯿﻦ أن ﺗﺨﺘﺎر ﷲ واﻟﺪار اﻵﺧﺮة أو أن ﺗﺨﺘﺎر اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﺗﺤﺐ ﻧﻔﺴﻚ‪ ،‬واﻟﻔﻮز اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﯾﻮﻓﻖ ﷲ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ھﺬه‬
‫اﻻﺧﺘﺒﺎرات‪ ،‬ﻓﯿﺘﺤﻘﻖ ﻟﮫ اﻟﻔﻼح ﺑﺎﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪.‬‬
‫إن اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﮭﺪي اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬دار ﻋﻤﻞ وھﻲ أﺷﺒﮫ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻤﺰرﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﯾﺰرع اﻹﻧﺴﺎن ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل ﯾﺤﺼﺪه ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬ﯾَٰـ ٓأَﱡﯾَﮭﺎ ٱ ْ ِﻹﻧ َ‬
‫ﺴٰـُن إِﻧﱠَﻚ َﻛﺎِدٌح إِﻟَٰﻰ َرﺑﱢَﻚ َﻛْﺪًۭﺣﺎ ﻓَُﻤﻠَٰـﻗِﯿِﮫ ﴿‪ { ﴾6‬اﻻﻧﺸﻘﺎق‪ ٦ :‬وذﻛﺮ اﻟﺸﯿﺦ اﻟﺠﺰاﺋﺮي أن ﻣﻌﻨﻰ } إِﻧﱠَﻚ َﻛﺎِدٌح {‪ :‬أي ﻋﺎﻣﻞ ﻛﺎﺳﺐ ﻟﻠﺨﯿﺮ أو اﻟﺸﺮ‪.‬‬
‫} إِﻟَٰﻰ َرﺑﱢَﻚ َﻛْﺪًۭﺣﺎ { ‪ :‬أي إﻟﻰ أن ﺗﻠﻘﻰ رﺑﻚ وأﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ وﺗﻜﺴﺐ ﻓﻠﯿﻜﻦ ﻋﻤﻠﻚ ﻣﻤﺎ ﯾﺮﺿﻲ ﻋﻨﻚ رﺑﻚ } ﻓَُﻤﻠَٰـﻗِﯿِﮫ { ‪ :‬أي ﻣﻼق رﺑﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻚ وﺑﻌﻤﻠﻚ ﺧﯿﺮه وﺷﺮه‪.‬‬

‫إن اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻟﯿﺴﺖ دار ﺟﺰاء ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻌﺮف ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﺮء اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﺧﺎﺿﮫ ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎرات واﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ھﻲ دار ﺟﺰاء ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺤﺼﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ أﺟﺮه‬
‫ت ۗ َوإِﻧﱠَﻤﺎ ﺗَُﻮﻓﱠْﻮَن أُُﺟﻮَرُﻛْﻢ ﯾَْﻮَم‬
‫ﺲ َذٓاﺋِﻘَﺔُ ٱْﻟَﻤْﻮ ِ‬
‫ﻋﻤﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل‪ ،‬ﺑﻞ ھﻲ ﻣﺠﺮد ﻣﻤﺮ ﻟﺪار اﻟﺠﺰاء اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ أﻻ وھﻲ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ُ } :‬ﻛﱡﻞ ﻧَْﻔ ۢ ٍ‬
‫ع ٱْﻟُﻐُﺮوِر ﴿‪ { ﴾185‬آل ﻋﻤﺮان‪١٨٥ :‬‬ ‫ٱْﻟﻘِﯿَٰـَﻣِﺔ ۖ ﻓََﻤﻦ ُزْﺣِﺰَح َﻋِﻦ ٱﻟﻨﱠﺎِر َوأُْدِﺧَﻞ ٱْﻟَﺠﻨﱠﺔَ ﻓَﻘَْﺪ ﻓَﺎَز ۗ َوَﻣﺎ ٱْﻟَﺤﯿَٰﻮةُ ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎٓ إِﱠﻻ َﻣﺘَٰـ ُ‬
 ‫ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺤﯿﺎة ﻟﯿﺨﺘﺒﺮﻧﺎ ﻓﻲ إﺣﺴﺎن اﻟﻌﻤﻞ‪ .‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﯾﺘﺮﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻟﮫ ورﺣﻤﺘﮫ ھﻜﺬا‪ ،‬ﺑﻞ أرﺳﻞ اﻟﺮﺳﻞ وأﻧﺰل اﻟﻜﺘﺐ ﻟﯿﺒﯿﻦ ﻟﻨﺎ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺤﺘﺎج ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر‪ .‬ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻗﻮاﻋﺪ وﻗﻮاﻧﯿﻦ وأﺣﻜﺎم ھﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر ﺑﻜﻞ دﻗﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﷲ‬
‫ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻘﺮ اﻻﺑﺘﻼء واﻻﺧﺘﺒﺎر ﻟﻠﻤﻜﻠﻔﯿﻦ ﻗﻮاﻧﯿﻦ وﺳﻨﻦ ﺗﺤﻜﻤﮭﺎ وأﺣﻜﺎم ﺗﻨﻈﻤﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﻐﯿﺮ ﻷﺣﺪ إﻻ ﺑﺈذن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﻜﺴﻮ اﻟﻌﺪل اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺮص واﻟﺨﯿﺎرات ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ھﺬا اﻟﻤﻘﺮ‪ ،‬ﻓﻤﻦ أﺣﻜﺎم ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﻻ أﺣﺪ ﯾﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﯾﻨﺘﮭﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ وﻗﺖ اﻣﺘﺤﺎﻧﮫ؟ ﻓﻤﻦ ﯾﺪري ﻣﺘﻰ ﯾﻤﻮت؟!! وﻣﻦ‬
‫ﻗﻮاﻋﺪ وﺳﻨﻦ ﻣﻘﺮ اﻻﺑﺘﻼء ھﺬا‪ ،‬أن ھﻨﺎك ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺗﺤﻜﻢ ﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻮ إﻧﺴﺎن ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ إﯾﻤﺎﻧﮫ أو ﻛﻔﺮه‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺟﺪ وﺟﺪ وﻣﻦ زرع ﺣﺼﺪ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ھﺬه اﻟﺴﻨﻦ واﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺳﻨﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻨﻰ ﺑﮭﺎ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‪.‬‬
 ‫ﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ ﻟﻚ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ؟ وﻣﺎ ﻣﻘﯿﺎس ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺠﺎح ﻋﻨﺪك؟‬

‫ﯾﺪور ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﻜﻮن وزﯾًﺮا ﺛﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻟﮫ ذﻟﻚ ﻓﯿﻌﺘﺒﺮ أﻧﮫ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ أﻋﺮاف وﻣﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﯾﻄﻠﻖ اﻟﻨﺠﺎح‬
‫ﻓﻲ ﺗﺼﻮرات اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎوز اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻧﺎﺟًﺤﺎ إذا اﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﺘﺠﺎوز اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﻤﻮاد اﻟﺪراﺳﯿﺔ‪ .‬وﻟﻜﻦ‬
‫ﻣﺎذا ﻟﻮ أن ھﺬا اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻏﺶ ﻓﻲ اﻻﻣﺘﺤﺎن وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻋﺎﻟﯿﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻞ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻧﺎﺟًﺤﺎ؟ إن اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ أي اﻟﻔﻼح ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺴﺘﺨﺪم اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻘﯿﺎس ﷲ‬
‫اﻟﺬي ﯾﻀﻊ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻲ ﺣﺠﻤﮭﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ھﻲ إﻻ دار اﺑﺘﻼء ﯾﻤﺘﺤﻦ ﷲ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺨﯿﺮ واﻟﺸﺮ وﯾﺤﺎﺳﺒﮫ ﺑﻨﺎًء ﻋﻠﻰ اﺧﺘﯿﺎراﺗﮫ وإرادﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
 ‫ﺗﺤﺬﯾﺮ ھﺎم ﺟًﺪا‪:‬‬

‫إذا ﻛﻨﺖ ﺣﻘًﺎ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻌﻘﺪ } ﻻ اﻟﮫ إﻻ ﷲ { ‪ ،‬واﺧﺘﺮت ﻓﻌﻼً أن ﺗﻜﻮن ﻋﺒًﺪا ‪ ،‬ﻓﺘﺬﻛﺮ! أن اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻻ ﺗﺴﺎوي ﻋﻨﺪ ﷲ ﺟﻨﺎح ﺑﻌﻮﺿﺔ‪ ،‬وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺗﺰن ﻋﻨﺪ ﷲ ﺟﻨﺎح‬
‫ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻣﺎ ﺳﻘﻰ ﻛﺎﻓًﺮا ﻣﻨﮭﺎ ﻗﻄﺮة أﺑًﺪا وﷲ ﯾﻌﻄﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﻦ ﯾﺤﺐ وﻣﻦ ﻻ ﯾﺤﺐ وﻟﻜﻨﮫ ﻻ ﯾﻌﻄﻲ اﻹﯾﻤﺎن إﻻ ﻣﻦ ﯾﺤﺐ ﻓﻘﻂ‪ .‬وﻟﺬا ﻓﺈن ﺗﺤﻘﯿﻖ أي ﻧﺠﺎح ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻈﯿًﻤﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻻ ﯾﻌﻨﻲ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال أن ﺻﺎﺣﺒﮫ ﻣﺤﺒﻮب ﻋﻨﺪ ﷲ وﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﮭﺬا اﻟﻨﺠﺎح أن ﯾﻠﮭﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﺳﺒﺐ وﺟﻮده اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض أﻻ وھﻮ‬
‫ﻋﺒﺎدة ﷲ‪.‬‬

‫وﺗﺬﻛﺮ! أن ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﯾﺨﻀﻊ إﻟﻰ ﺳﻨﻦ رﺑﺎﻧﯿﺔ رﻛﺒﮭﺎ ﷲ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺳﺒﺐ وﻧﺘﯿﺠﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ وﻓﻘﮫ ﷲ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻤﻞ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وأراد ﻟﮫ أن ﯾﻨﺠﺢ ﻓﻲ‬
‫ض ﺑ ﺎ رﺑ ً ﺎ وﻻ ﺑﻤ ﺤﻤ ﺪ ﻧﺒﯿ ً ﺎ وﻻ‬ ‫اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺴﻮف ﯾﻨﺠﺢ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻓﺈﻧﻲ أﺣﺬرك أن ﻣﺎ ﯾﻨﺒﮭﺮ ﺑﮫ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺮ َ‬
‫ﺸﺎُٓء ﻟَِﻤﻦ ﱡﻧِﺮﯾُﺪ ﺛُﱠﻢ‬ ‫ﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨًﺎ ﻹﻧﺠﺎزات ﻛﺒﯿﺮة ﺟًﺪا ﺑﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻻ ﯾﺰن ﻋﻨﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻨﺎح ﺑﻌﻮﺿﺔ‪ .‬ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬ﱠﻣﻦ َﻛﺎَن ﯾُِﺮﯾُﺪ ٱْﻟَﻌﺎِﺟﻠَﺔَ َﻋﱠﺠْﻠﻨَﺎ ﻟَﮫُۥ ﻓِﯿَﮭﺎ َﻣﺎ ﻧَ َ‬
‫ﺸُﻜﻮًۭرا ﴿‪ُ ﴾19‬ﻛ ۭ ًّﻼ ﱡﻧِﻤﱡﺪ َھٰـ ُٓؤَٓﻻِء َوَھٰـ ُٓؤَٓﻻِء ِﻣْﻦ‬ ‫ﺳْﻌﯿََﮭﺎ َوُھَﻮ ُﻣْﺆِﻣٌۭﻦ ﻓَﺄ ُ۟وﻟَٰـ ٓﺋَِﻚ َﻛﺎَن َ‬
‫ﺳْﻌﯿُُﮭﻢ ﱠﻣ ْ‬ ‫ﺼﻠَ ٰ َﮭﺎ َﻣْﺬُﻣﻮًۭﻣﺎ ﱠﻣْﺪُﺣﻮًۭرا ﴿‪َ ﴾18‬وَﻣْﻦ أََراَد ٱْلَءاِﺧَﺮةَ َو َ‬
‫ﺳَﻌٰﻰ ﻟََﮭﺎ َ‬ ‫َﺟَﻌْﻠﻨَﺎ ﻟَﮫُۥ َﺟَﮭﻨﱠَﻢ ﯾَ ْ‬
‫ﻄﺎُٓء َرﺑﱢَﻚ َﻣْﺤﻈُﻮًرا ﴿‪ { ﴾20‬اﻹﺳﺮاء‪٢٠ – ١٨ :‬‬ ‫ﻄﺎِٓء َرﺑﱢَﻚ ۚ َوَﻣﺎ َﻛﺎَن َﻋ َ‬ ‫َﻋ َ‬

‫ﻗﺎل اﻟﺸﯿﺦ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ " أﯾﺴﺮ اﻟﺘﻔﺎﺳﯿﺮ"‪ } :‬ﱠﻣﻦ َﻛﺎَن ﯾُِﺮﯾُﺪ ٱْﻟَﻌﺎِﺟﻠَﺔَ{ أي اﻟﺪﻧﯿﺎ }َﻋﱠﺠْﻠﻨَﺎ ﻟَﮫُۥ ﻓِﯿَﮭﺎ َﻣﺎ ﻧَ َ‬
‫ﺸﺎُٓء { ‪ ،‬ﻻ ﻣﺎ ﯾﺸﺎؤه اﻟﻌﺒﺪ‪،‬‬
‫وﻗﻮﻟﮫ } ﻟَِﻤﻦ ﱡﻧِﺮﯾُﺪ { ﻻ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ ﻏﯿﺮﻧﺎ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﻠﮫ ﻟﻨﺎ‪ } ،‬ﺛُﱠﻢ { ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ } َﻣْﺬُﻣﻮًۭﻣﺎ { أي ﻣﻠﻮﻣﺎ } ﱠﻣْﺪُﺣﻮًۭرا { أي ﻣﻄﺮوداً ﻣﻦ رﺣﻤﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ھﻲ اﻟﺠﻨﺔ دار اﻷﺑﺮار‬
‫ﺳْﻌﯿََﮭﺎ { أي‪ :‬ﻋﻤﻞ ﻟﮭﺎ ﻋﻤﻠﮭﺎ‬ ‫أي اﻟﻤﻄﯿﻌﯿﻦ اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ } َوَﻣْﻦ أََراَد ٱْلَءاِﺧَﺮةَ { ﯾﺨﺒﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬إن ﻣﻦ أراد اﻵﺧﺮة ‪ -‬أي ﺳﻌﺎدة اﻵﺧﺮة ‪َ }-‬و َ‬
‫ﺳَﻌٰﻰ ﻟََﮭﺎ َ‬
‫اﻟﻼﺋﻖ ﺑﮭﺎ‪ ،‬وھﻮ اﻹﯾﻤﺎن اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ ،‬واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟﻤﺎ ﺷﺮع ﷲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ وﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن رﺳﻮﻟﮫ‪ ،‬واﺟﺘﻨﺐ اﻟﺸﺮك واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ وﻗﻮﻟﮫ } َوُھَﻮ ُﻣْﺆِﻣٌۭﻦ { ﻗﯿﺪ ﻓﻲ‬
‫ﺻﺤﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ أي‪ :‬ﻻ ﯾﻘﺒﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﺻﻼة وﻻ ﺟﮭﺎد إﻻ ﺑﻌﺪ إﯾﻤﺎﻧﮫ ﺑﺎ ورﺳﻮﻟﮫ وﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ رﺳﻮﻟﮫ وأﺧﺒﺮ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﻐﯿﺐ‪ .‬وﻗﻮﻟﮫ } ﻓَﺄ ُ۟وﻟَٰـ ٓﺋَِﻚ { أي‪:‬‬
‫ﺸُﻜﻮًۭرا { أي‪ :‬ﻛﺎن ﻋﻤﻠﮭﻢ ﻣﺘﻘﺒﻼً ﯾﺜﺎﺑﻮن ﻋﻠﯿﮫ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ورﺿﻮان ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺬﻛﻮرون ﺑﺎﻹﯾﻤﺎن واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ } َﻛﺎَن َ‬
‫ﺳْﻌﯿُُﮭﻢ ﱠﻣ ْ‬

‫وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ُ } :‬ﻛ ۭ ًّﻼ ﻧﱡِﻤﱡﺪ َھٰـ ُٓؤَٓﻻِء َوَھٰـ ُٓؤَٓﻻِء ِﻣْﻦ َﻋﻄَﺎِٓء َرﺑﱢَﻚ ۚ { أي‪ :‬أن ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﺮﯾﺪي اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺮﯾﺪي اﻵﺧﺮة‪ ،‬ﯾﻤﺪ ﷲ ھﺆﻻء وھﺆﻻء ﻣﻦ ﻋﻄﺎﺋﮫ أي ﻓﻀﻠﮫ اﻟﻮاﺳﻊ؛‬
‫ﻓﺎﻟﻜﻞ ﯾﺄﻛﻞ وﯾﺸﺮب وﯾﻜﺘﺴﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻗﺪر ﻟﮫ ﻣﻦ اﻟﻀﯿﻖ واﻟﻮﺳﻊ‪ ،‬ﺛﻢ ﯾﻤﻮت وﺛﻢ ﯾﻘﻊ اﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﻔﺎﺳﺪ أو اﻟﺼﺎﻟﺢ وﻗﻮﻟﮫ‬
‫} َوَﻣﺎ َﻛﺎَن َﻋﻄَﺎُٓء َرﺑﱢَﻚ َﻣْﺤﻈُﻮًرا { ﯾﻌﻨﻰ أن‪ :‬ﻣﻦ أراد ﷲ إﻋﻄﺎءه ﺷﯿﺌﺎ ً ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ أن ﯾﺼﺮﻓﮫ ﻣﻨﮫ وﯾﺤﺮﻣﮫ ﻣﻨﮫ ﺑﺤﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال وﯾﻘﻮل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫ﻀﯿًۭﻼ ﴿‪ { ﴾21‬اﻹﺳﺮاء ‪ 21 :‬أي‪ :‬اﻧﻈﺮ ﯾﺎ رﺳﻮﻟﻨﺎ وﻣﻦ ﯾﻔﮭﻢ ﺧﻄﺎﺑﻨﺎ ﻛﯿﻒ ﻓﻀﻠﻨﺎ ﺑﻌﺾ‬ ‫ت َوأَْﻛﺒَُﺮ ﺗَْﻔ ِ‬
‫ﺾ ۚ َوﻟَْﻞَءاِﺧَﺮةُ أَْﻛﺒَُﺮ َدَرَﺟٰـ ۢ ٍ‬ ‫ﻒ ﻓَ ﱠ‬
‫ﻀْﻠﻨَﺎ ﺑَْﻌ َ‬
‫ﻀُﮭْﻢ َﻋﻠَٰﻰ ﺑَْﻌ ۢ ٍ‬ ‫} ٱﻧﻈُْﺮ َﻛْﯿ َ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﺮزق اﻟﺬي ﺷﻤﻞ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻌﺎﻓﯿﺔ واﻟﻤﺎل واﻟﺬرﯾﺔ واﻟﺠﺎه‪ ،‬ﻓﺈذا ﻋﺮﻓﺖ ھﺬا ﻓﺎﻋﺮف أن اﻵﺧﺮة أﻛﺒﺮ درﺟﺎت وأﻛﺒﺮ ﺗﻔﻀﯿﻼ وذﻟﻚ ﻋﺎﺋﺪ إﻟﻰ‬
‫ﻓﻀﻞ ﷲ أوﻻ‪ ،‬ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﻜﺴﺐ ﺻﻼﺣﺎ ً وﻓﺴﺎداً وﻛﺜﺮة وﻗﻠﺔ ﻛﻤﺎ ھﻲ اﻟﺤﺎل أﯾﻀﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﺒﻘﺪر ﻛﺴﺐ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺪﻧﯿﺎ )اﻟﺬي ﯾﺘﺴﻖ ﻣﻊ ﻗﻮاﻧﯿﻨﮭﺎ( ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﺴﻮَن ﴿‪ { ﴾15‬ھﻮد‪ ١٥ :‬أي ﻻ ﯾﻨﻘﺼﻮن‬ ‫ف إِﻟَْﯿِﮭْﻢ أَْﻋَﻤٰـﻟَُﮭْﻢ ﻓِﯿَﮭﺎ َوُھْﻢ ﻓِﯿَﮭﺎ َﻻ ﯾُْﺒَﺨ ُ‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن ﻛﺎﻓﺮاً ﻟﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﻮرة ھﻮد } َﻣﻦ َﻛﺎَن ﯾُِﺮﯾُﺪ ٱْﻟَﺤﯿَٰﻮةَ ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ َوِزﯾﻨَﺘََﮭﺎ ﻧَُﻮ ﱢ‬
‫ﺛﻤﺮات ﻋﻤﻠﮭﻢ ﻟﻜﻮﻧﮭﻢ ﻛﻔﺎراً ﻣﺸﺮﻛﯿﻦ‪".‬‬
 ‫دواﻓﻌﻚ وﻣﺤﺮﻛﺎﺗﻚ وﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ‬

‫ﯾﺎ أﺧﻲ اﻟﻜﺮﯾﻢ أھﻢ ﺷﻲء ﻋﻨﺪي ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ھﻮ ﻛﺬا أو ﻛﺬا‪ .‬ﻛﻢ ﻣﺮة ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻌﺒﺎرة؟ وﻛﻢ ﻣﺮة ﺳﻤﻌﺖ؟ " أﻧﺎ ﻻ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻓﻌﻞ ﻛﯿﺖ وﻛﯿﺖ"‪ .‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﮭﻲ ﻣﻦ أﻏﻠﺐ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﮭﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻗﯿﻤﻨﺎ وأﻣﺎ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﺠﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺒﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ أو ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻨﺎ‪ .‬ﻓﻤﺎذا ﺗﻌﻨﻲ‬
‫اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻘﻨﺎﻋﺎت؟ وﻣﺎ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ؟ وﻛﯿﻒ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ رﺣﻠﺘﻚ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذات؟‬

‫اﻟﻘِﯿَـﻢ‪:‬‬

‫اﻟﻘِﯿَﻢ ھﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﮭُﻤﻨﺎ أن ﻧﺸﻌَﺮ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ وﺗﺤﺪد اﺗﺠﺎھﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻞ ﺗﺬھﺐ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﮭﻲ ﺗﺸﱢﻜﻞ أھﺪاﻓﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻧﻤﻮت ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ‪ .‬وﺗُﻌﺘﺒُﺮ‬
‫اﻟﻘﯿﻢ ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻤﯿﱢﺰ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ وﯾﺤﺪد ھﻮﯾﺘﻨﺎ وﻣﻦ ﻧﺤﻦ؟ ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ اﻟﻘﯿﻢ ھﻲ أﺷﺒﮫ ﺑﺎﻟﺒﺼﻤﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﺼﻤﺔ ھﻮﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﮫ طﺒﯿﻌﺘﮫ‬
‫ﺺ آﺧﺮ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﯿﻤﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﯿﺎة ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ‪ .‬ﻷن ﻣﻌﺮﻓﺘﮭﺎ ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻌﺮف‬ ‫ﻒ ﻋ ﻦ طﺒﯿﻌ ﺔ أ ي ﺷ ﺨ ٍ‬ ‫اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠ ُ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ أﻛﺜﺮ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻋﻤﻖ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪواﻓﻌﮫ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﯿﺎراﺗﮫ ورود أﻓﻌﺎﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻌﺮف ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ‪.‬‬

‫ك ﻧﺤﻮھﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺰة أو اﻟﻔﺨﺮ أو اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻨﻮع‬‫واﻟﻘِﯿَﻢ ﻧﻮﻋﺎن رﺋﯿﺴﺎن؛ ﻗﯿﻢ ﻧُﺤﺒُﮭﺎ وﻧﺴﻌﻰ إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺴﻤﻰ ﺑﻘﯿﻢ "ﻧﺤﻮ"‪ ،‬وھﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺤﺮ ُ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﻓﮭﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﻘﯿﻢ "ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ" وھﻲ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺠﻨﺒﮭﺎ وﻧﮭﺮ ُ‬
‫ب ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺜﻞ اﻹھﺎﻧﺔ أو اﻟﺘﺤﻘﯿﺮ أو اﻟﺤﺰن‪.‬‬

‫ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻘِﯿَﻢ‪:‬‬

‫ث ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌَﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﯾﺮ؟‬ ‫ھﻨﺎك ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻨﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﯿﻤﮫ‪ ،‬وھﻲ اﻷﺷﯿﺎء أو اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺤﺪث ﺣﺘﻰ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻘﯿﻤﻨﺎ ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪ َ‬
‫)ھﺬا اﻟﺴﺆال ﯾﻤﺜﻞ ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﻗﯿﻢ اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻋﻨﺪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ( وﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻧﮫ ﯾﺠﺪر ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﻘﻖ ﻟﮫ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة أو‬
‫ﺐ أن‬‫ث ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌَﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﯾﺮ؟ ﯾﺠ ُ‬‫ﺐ أ ن ﯾ ﺤﺪ َ‬
‫ﺺ ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﮫ ﻋﻦ ﺳﺆال ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠ ُ‬‫اﻟﻘﯿﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﯿﻼً ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮه اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻣﺜﻞ أن ﯾﻘﻮَل اﻟﺸﺨ ُ‬
‫ً‬
‫ﯾﺤﺘﺮﻣﻨﻲ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن أﻗﺎﺑﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻌﺮﻓﻨﻲ‪ .‬إن ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻘﯿﻢ ﺗﺸﺮح ﻛﺜﯿﺮا ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎطﺎت ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻟﻚ وﻣﺎ ﯾﻨﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت ﺷﻌﻮرﯾﺔ‬
‫داﺧﻠﯿﺔ‪ .‬أﺧﯿًﺮا إن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﯿﻢ ﯾﻘﻮد إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻮاﻋﺜﮭﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ وھﻮ ﻣﺎ ﯾُﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺘﻘﺪات أو اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت‪.‬‬

‫اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت‪:‬‬

‫اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ھﻮ إﻻ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت أو اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات‪ ،‬وﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻌﻤﯿﻤﺎت ﻧﺒﻨﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ وﺗﺸﻜﻞ ردود أﻓﻌﺎﻟﻨﺎ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻛﻠﻨﺎ ﯾﻌﺮف أن اﻹﻧﺴﺎن ﻻﺑﺪ أن ﯾﻤﻮت أو ﻻﺑﺪ أن ﯾﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺘﻰ ﯾﻜﺴﺐ ﻟﻘﻤﺔ ﻋﯿﺸﮫ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺠﺪ أﺣﺪھﻢ ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ‬
‫ﺟﯿﺪ ﯾﻮﻓﺮ ﻟﮫ ﺣﯿﺎة ﻛﺮﯾﻤﺔ أو ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً آﻣﻨﺎ ً ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮه وﻗﺪ ﺗِﺠﺪه ﯾﻌﻤﻞ ﻛَﻞ ﺷﻲٍء ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن ﺣﺘﻰ ﯾﺤﺼَﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﮭﺎدة‪ .‬وﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﮫ ﻣﺎ أھﻢ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ؟‬
‫ث ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻷﻣﻦ اﻟﻤﺎﻟﻲ؟ ﻓﮭﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل ﻛﺒﯿﺮ أن ﺗﺴﻤَﻊ ﻣﻨﮫ رداً‬ ‫ﻓﺮﺑﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻟﻚ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ وﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﮫ وﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪ َ‬
‫ﻣﺜﻞ‪ :‬اﻟﺸﮭﺎدة اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺆھﻠﻨﻲ ﻟﻌﻤٍﻞ ذي دﺧﻞ ﺟﯿﺪ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار‪ .‬ﻻﺣﻆ ﻛﯿﻒ أن ﺧﻠﻒ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪ‬
‫ﺻﺎﺣﺐ ھﺬا اﻟﻤﺜﺎل ﯾﺄﺗﻲ ھﺬا اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ أو اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮِل ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدٍة ﻋﻠﯿﺎ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤٍﻞ ﺟﯿﺪ‪ .‬وﻣﻦ ھﺬا ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺨﺮج ﺑﻘﺎﻋﺪة‬
‫ﻣﻄﺮدة ﻣﻔﺎدھﺎ أن وراء ﻛﻞ ﻗﯿﻤﺔ ﻣﻌﺘﻘﺪ وﻗﻨﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫إن اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت أو اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﮭﺎ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وﻧﺤﻦ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺜﻼً‬
‫ﻟﻮ أن أﺣﺪﻧﺎ ﯾﺤﻤﻞ اﻋﺘﻘﺎًدا راﺳًﺨﺎ ﻋﻨﺪه ﻣﻔﺎده‪" :‬أن ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ أن ﯾﻘﺪره وﯾﺤﺘﺮﻣﮫ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﯾﻌﺮﻓﮫ اﻟﺒﺘﺔ"‪ .‬وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻮن ھﺬا‬
‫اﻋﺘﻘﺎداً ﻗﻮﯾﺎ ً ﻋﻨﺪه‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﯾﺴﺘﺤﯿﻞ أن ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ؛ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ أﻻ ﺗﺠﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺷﺨﺼﺎ ً واﺣﺪاً ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﻻ ﯾﻘﺪرك‪ ،‬ﻛﯿﻒ؟! وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ ﻟﻤﻦ ھﻮ‬
‫ﺧﯿﺮ ﻣﻨﻚ؛ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺳﻠﻢ ﻓﻜﻢ ﻟﻘﻲ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﺪﻋﻮﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﮫ ﺧﯿﺮ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺄﺑﻲ ھﻮ وأﻣﻲ‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل أن اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات ﻟﯿﺴﺖ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺣﻘﺎﺋﻖ أو أﻣﻮًرا ﻣﻨﻄﻘﯿﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻜُﻤﻦ أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات أو اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﺗﺤﺎول ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة أن ﺗﺸﺮح ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺐ ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻓﺘﺠﺪھﺎ داﺋﻤﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪ :‬ﻟﻮ ﺣﺪث ﻛﺬا‪ ،‬ﻟﺤﺼﻞ ﻛﺬا ﻣﺜﻞ ﻟﻮ‬
‫ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﮭﺎدٍة ﻋﻠﯿﺎ ﻓﺴﺄﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺟﯿﺪ ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﺗﻀﻔﻲ ﻣﻌﺎٍن ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﯾﺎ ﻏﺒﻲ ﻣﻮﺟﮭﺔ ﻟﻚ‬
‫ﻣﻦ أﺣﺪھﻢ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﮫ ﺻﺪﯾﻖ وﯾﻤﺰح ﻣﻌﻚ وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﯾﺠﻦ ﺟﻨﻮﻧﻚ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﺖ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﮫ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﻔﺲ اﻟﻜﻠﻤﺔ )ﻏﺒﻲ( ﻗﯿﻠﺖ ﻟﻚ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺮة إﻻ أن ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺴﺮت ﻟﻚ اﻟﺤﺪﺛﯿﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة وھﺬه ھﻲ أھﻤﯿﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ‪.‬‬
 ‫أھﻢ ﻣﺎ ﺳﺘﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ ذﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘًﺎ أن ﻣﺎ ﺗﺪﯾﻦ ﺑﮫ ﯾﺘﺄﺛﺮ ﺑﻘﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ‪ ،‬ﻓﻤﻌﺮﻓﺘﻚ اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ ﺑﻘﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﺗﺠﻌﻠﻚ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ دﯾﻨﻚ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺪﻗﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻦ زﻋﻢ أﻧﮫ رﺿﻲ ﺑﺎ رﺑًﺎ‬
‫وﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺳﻠﻢ رﺳﻮﻻً وﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨًﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻘﺪم ﻣﺎ ﯾﺤﺐ ﻣﻦ ھﻮى ﻧﻔﺴﮫ )ﻗﯿﻤﮫ( ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ دﯾﻨﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺠﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻧﻔﺴﮫ واﻟﺘﻮﺑﺔ‬
‫إﻟﻰ ﷲ‪.‬‬

‫ﻀﺎ ﺗﻌﺮف ھﻮى ﻧﻔﺴﻚ‪ ،‬أي "ﻣﺎ ﺗﮭﻮاه وﺗﻤﯿﻞ إﻟﯿﮫ ﻓﻄﺮة " واﻟﮭﻮى ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﮭﯿﮫ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﻘﺼﺪ‬ ‫إن ﺣﺴﻦ وﻋﻤﻖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻟﻘﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﺗﺠﻌﻠﻚ أﯾ ً‬
‫ﯾﺤﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﺮﻋﺎ ً"‪ ،‬وإذا ﻋﺮﻓﺖ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺼﻒ اﻟﻤﮭﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻟﻔﻼح ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ .‬ﻷﻧﻚ ﺳﺘﻌﺮف أﺳﺒﺎب ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻚ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﺪد‬
‫ﻧﻔﻌﮭﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﻼح ﻓﻲ اﻵﺧﺮة‪ ،‬ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻘﻨﺎﻋﺎت وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﻮى اﻟﻨﻔﺲ أﺣﺪ أﺑﺮز ﻣﮭﻤﺎت ﺗﺰﻛﯿﺔ اﻟﻨﻔﺲ واﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ‪.‬‬
‫ﺲ َﻋِﻦ ٱْﻟَﮭَﻮٰى ﴿‪ ﴾40‬ﻓَﺈِﱠن ٱْﻟَﺠﻨﱠﺔَ ِھَﻰ ٱْﻟَﻤﺄَْوٰى ﴿‪ { ﴾41‬اﻟﻨﺎزﻋﺎت‪ ،٤١ – ٤٠ :‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل‪ ،‬ﻗﺪ ﯾﻌﺘﻘﺪ إﻧﺴﺎن‬ ‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ } :‬وأَﱠﻣﺎ َﻣْﻦ َﺧﺎ َ‬
‫ف َﻣﻘَﺎَم َرﺑﱢِﮫۦ َوﻧََﮭﻰ ٱﻟﻨﱠْﻔ َ‬
‫أﻧﮫ ﻻﺑﺪ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﯿﻦ وﯾﺠﺪ ﻣﯿﻼً ﻓﻄﺮي ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﺴﺎﻋﺪھﻢ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ وﻣﺘﻌﺔ وﻟﻜﻨﮫ ﻻ ﯾﻌﻠﻢ أﻧﮫ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﯾﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ "ﺷﻜًﺮا"‪ ،‬أو أن ﯾﺠﺪ ﻣﻦ‬
‫ﯾﺴﺎﻋﺪه أو ﯾﺴﺎﻋﺪ أوﻻده إذا اﺣﺘﺎﺟﻮا‪.‬‬
‫ﺷُﻜﻮًرا ﴿‪ { ﴾9‬اﻹﻧﺴﺎن‪ ٩ – ٨ :‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﺤﺼﻞ‬ ‫ﺴِﻜﯿ ۭﻨًﺎ َوﯾَﺘِﯿًۭﻤﺎ َوأ َِ‬
‫ﺳﯿًﺮا ﴿‪ ﴾8‬إِﻧﱠَﻤﺎ ﻧُْﻄِﻌُﻤُﻜْﻢ ﻟَِﻮْﺟِﮫ ٱ ﱠ ِ َﻻ ﻧُِﺮﯾُﺪ ِﻣﻨُﻜْﻢ َﺟَﺰٓاًۭء َوَﻻ ُ‬ ‫ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ } :‬وﯾُْﻄِﻌُﻤﻮَن ٱﻟﻄﱠَﻌﺎَم َﻋﻠَ ٰ ُ ﱢ ِ ِ ْ‬
‫ﻣ‬ ‫ۦ‬‫ﮫ‬‫ﺒ‬‫ﺣ‬ ‫ﻰ‬
‫ﺼﺎ ؟!!‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮاب دون أن ﯾﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﻟ ً‬
 ‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪:‬‬

‫ﻣﻦ ﺳﻨﻦ وﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﻲ ﺳﻨﮭﺎ ﷲ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ أﻧﮫ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻚ ﻟﻘﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺤﺪد اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺠﺢ ﻓﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﺪون ﻣﻌﺮﻓﺔ دواﻓﻌﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدك؟! وﻣﺎ ﯾﮭﻤﻚ ﺑﺸﺄن ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺤﻘﻘﮫ؟!‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﯾﻜﻦ اﻟﺘﻤﯿﺰ ﻗﯿﻤﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ ﻋﻨﺪه ﻗﺪ ﻻ ﯾﺠﺪر ﺑﮫ اﺧﺘﯿﺎر ﻋﻤﻞ ﻋﺎدي ﻣﻜﺮر‪ .‬وﻣﻦ ﯾﻌﺘﻘﺪ أﻧﮫ‬
‫ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻨﺎل اﺣﺘﺮام ﻛﻞ أﺣﺪ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ‪ ،‬ﻓﻌﻠﯿﮫ أن ﯾﻀﻊ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎره ﻋﻨﺪ اﺧﺘﯿﺎر ﻋﻤﻠﮫ أو ﺷﺮﯾﻚ ﺣﯿﺎﺗﮫ‪ .‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﻈﮭﺮ أھﻤﯿﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ‬
‫ﻖ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻮﺿﻌﮭﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﻻ ﯾﻨﺎﺳﺒﮭﺎ‪.‬‬‫اﺗﺠﺎھﻚ وردود أﻓﻌﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺸ َ‬

‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ،‬ﯾﺠﻌﻠﻚ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺪواﻓﻊ؟ وإﻟﻰ أﯾﻦ ﺗﻘﻮدك؟ وھﻞ ھﻲ واﻗﻌﯿﺔ ﯾﻤﻜﻦ‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ أم ھﻲ ﻣﺠﺮد أﺣﻼم وأﻣﺎﻧﻲ؟ وھﻞ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﻚ أﻧﺖ أم ﺗﺤﺘﺎج ﻏﯿﺮك ﻟﺘﺤﻘﯿﻘﮭﺎ ؟ وھﻞ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدك وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺪري أم أﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺬي ﺗﻘﻮدھﺎ وﺗﺤﺮﻛﮭﺎ؟‬
‫وإﺟﺎﺑﺎت ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺴﺮور ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮاھﺒﻚ وﻗﺪراﺗﻚ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ‬

‫ﺗــﻤﺮﯾـﻦ‪:‬‬

‫ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﻣﺮ ﻋﻠﯿﻚ وﻗﺖ طﻮﯾﻞ وأﻧﺖ ﻣﻨﮭﻤﻚ ﻓﻲ ﻧﺸﺎط ﻣﺎ‪ ،‬وﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻤﺘﻌﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ؟ أﯾﻦ ﺣﺪث ھﺬا؟ وﻣﺘﻰ؟ وھﻞ ﻛﺎن ﻓﻲ ھﺬا‬
‫اﻟﻨﺸﺎط ﻏﯿﺮك أم ﻛﻨﺖ وﺣﯿًﺪا ﻓﯿﮫ؟ ﻣﺎ طﺒﯿﻌﺔ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط؟ ھﻞ ﻛﺎن ﯾﺪوﯾًﺎ؟ أم ﺟﺴﺪﯾًﺎ؟ أم ﻓﻜﺮﯾًﺎ؟ أم ﺗﻔﺎﻋﻠﯿًﺎ؟ أم ھﻮ ﺧﻠﯿﻂ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻷﻣﻮر أو ﻛﻠﮭﺎ؟ ھﻞ ﺗﺘﻜﺮر ﻣﻌﻚ‬
‫ﻣﺘﻌﺔ اﻻﻧﮭﻤﺎك ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﺑﮫ؟ ﻋﺪ ﺑﺬاﻛﺮﺗﻚ إﻟﻰ أوﺿﺢ ذﻛﺮى ﺣﺪث ﻟﻚ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺸﺎط ﻣﻤﺘﻊ اﻧﮭﻤﻜﺖ ﻓﯿﮫ ﻓﻌﻼً؟ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻣﻤﺘًﻌﺎ ﻟﻚ؟ ﻋﺶ‬
‫ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﯾﺤﺪث اﻵن‪ ،‬ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺻﻮر وأﺻﻮات وﻣﺸﺎﻋﺮ وأﺣﺎﺳﯿﺲ؟ ﻣﺎ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﺒﻌﺜﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﺪرك اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺬا اﻟﻨﺸﺎط؟ اﻛﺘﺐ وﺻﻔًﺎ‬
‫ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‪ ,‬ﺛﻢ اﻛﺘﺐ ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ؟‬

‫اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺷﺪﯾﺪ اﻷھﻤﯿﺔ وأﻧﺼﺤﻚ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ وﺗﻜﺮاره ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺪد ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺧﻤﺲ ﻣﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺼﻞ ﻟﻚ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻻﻧﻐﻤﺎس واﻻﺳﺘﻐﺮاق‪ .‬وإذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ‬
‫ﻟﺪﯾﻚ ﺗﺠﺎرب واﻗﻌﯿﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ وھﺬا أﻣﺮ ﻧﺎدر ﺟًﺪا‪ ،‬أطﻠﻖ اﻟﻌﻨﺎن ﻟﺨﯿﺎﻟﻚ وﺗﺨﯿﻞ ﻣﺎ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﻘﻖ ﻟﻚ ھﺬا اﻻﺳﺘﻐﺮاق‪.‬‬

‫وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ھﺬا اﻟﺘﻤﺮﯾﻦ ﺑﺎﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ؟‬

‫ﺳﺆال وﺟﯿﮫ أﺷﻜﺮك ﻋﻠﻰ طﺮﺣﮫ‪ .‬إن ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻨﺎﺷﻂ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺎ‪ ،‬ﯾﺤﺪد ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﻨﻤﺎء اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪه واﻟﺘﻲ ﯾﺰداد اﺣﺘﻤﺎل ﻧﺠﺎﺣﮫ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ‪.‬وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﯾﺨﺘﺎرھﺎ وﯾﺘﺠﮫ إﻟﯿﮭﺎ وﯾﺒﻨﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺄي ﺷﻘﺎء أﻛﺒﺮ ﻣﻦ أن ﯾﻘﻮم اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺤﺐ واﻷﺷﻘﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﯾﻜﻮن اﻟﻤﺮء ﻣﺠﺒًﺮا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﺄن‬
‫ﺼﺎ ﻻ ﯾﺤﺒﮫ أو ﯾﻌﻤﻞ ﻓﻲ وظﯿﻔﺔ ﻻ ﯾﻄﯿﻘﮭﺎ‪ .‬ﻓﻤﻦ ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ اﻟﺨﻄﺮة ﻣﺜﻞ اﻟﻐﻮص ﻓﻲ اﻟﻜﮭﻮف اﻟﺒﺤﺮﯾﺔ أو اﻟﻘﻔﺰ ﺑﺎﻟﻤﻈﻼت ﻟﻦ ﯾﻜﻮن‬ ‫ﯾﺪرس ﺗﺨﺼ ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻣﻜﺎﻧﮫ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﺳﻜﺮﺗﯿﺮا ﺗﻨﻔﯿﺬﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﺄة ﻣﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻟﯿﻖ ﻟﮫ أن ﯾﻠﺘﺤﻖ ﺑﻜﺘﺎﺋﺐ اﻟﻤﮭﻤﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ أو اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ واﻟﻤﻈﻼت‪.‬‬

‫إن ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺮار اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ أي ﻣﮭﻤﺔ وﻧﺸﺎط ﯾﻘﻮم ﺑﮫ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﻘﻨﻊ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ وﯾﺤﺒﮫ وﯾﺸﻐﻒ ﺑﮫ‪ .‬وھﺬا اﻷﻣﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ أھﻢ ﻗﻮاﻧﯿﻦ وﺳﻨﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻞ ھﻮ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺸﺘﺮك ﻋﻨﺪ ﻛﻞ اﻟﻨﺎﺟﺤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺪﯾﺮ اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﻤﮭﻨﺪس اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﻄﺒﯿﺐ اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﻼﻋﺐ اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ اﻟﻨﺎﺟﺢ واﻟﺘﺎﺟﺮ‬
‫اﻟﻨﺎﺟﺢ ھﻮ ﻣﻦ ﯾﻌﺸﻖ ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ إﻣﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻧﻔﺴﮫ أو ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﯾﺤﻘﻘﮫ ﻟﮫ‪.‬‬
‫وﻟﺬا ﻓﻌﻠﻰ ﻣﻦ أراد أن ﯾﻄﻮر ذاﺗﮫ وﯾﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة أن ﯾﻌﺮف ﻣﻜﺎﻧﮫ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وﯾﺘﺠﮫ إﻟﯿﮫ‪ ،‬وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻨﺎﺷﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮫ ذﻟﻚ ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻦ اﻟﻤﺮء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺷﻂ ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻘﺪرات اﻟﻤﺘﻤﯿﺰة اﻟﺘﻲ وھﺒﮭﺎ ﷲ ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺘﻨﻮﻋﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺘﻤﺮﯾﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ‬
‫ﺗﺤﺪﯾﺪ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺷﻂ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪراﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﮭﺎ‪.‬‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻮﺟﮭﺔ‬
‫ﻧﺰَل أﺣُﺪھﻢ ﻣﻦ ﺑﯿﺘﮫ ووﻗﻒ أﻣﺎم اﻟﺒﺎب وھﻮ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ أﻧﺎﻗﺘﮫ وﺣﺴﻦ ھﻨﺪاﻣﮫ‪ ،‬أﺧﺬ ﯾﺸﯿﺮ ﺑﯿﺪه إﻟﻰ ﺳﯿﺎرة أﺟﺮة وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺑﻀﻊ ﺛﻮاٍن ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻔﺖ أﻣﺎﻣﮫ ﺳﯿﺎرة‬
‫ﺖ ﺻﺎﺣﺒُﻨﺎ ﺑﺮھﺔً ﻏﯿَﺮ ﻗﺼﯿﺮٍة واﻟﺴﺎﺋﻖ ﯾﻨﺘﻈﺮ رده‬
‫أﺟﺮة‪ .‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎب ورﻛﺐ اﻟﺴﯿﺎرة ﻓﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻓﻲ أدب واﺣﺘﺮام وﺳﺄﻟﮫ إﻟﻰ أﯾﻦ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺬھﺎب ﯾﺎ ﺳﯿﺪي؟ ﺻﻤ َ‬
‫وﻋﻨﺪﻣﺎ طﺎل اﻧﺘﻈﺎره‪ ،‬ﺳﺄل اﻟﺮاﻛﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى وﻗﺎل ﻟﮫ‪ :‬ﻋﻔﻮاً أﯾﻦ ﺗﺮﯾﺪ أن ﻧﺘﻮﺟﮫ ﯾﺎ ﺳﯿﺪي؟ رﻓﻊ اﻟﺮاﻛﺐ رأﺳﮫ وﺗﻨﺤﻨﺢ وﻛﺄﻧﮫ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻮﺗﮫ وﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﯿﻨﯿﮫ‬
‫ﺣﯿﺮة ﻣﺤﺒﻄٍﺔ ﻣﻸت اﻟﻤﻜﺎن وﻗﺎل ‪ ....‬ﻻ أدري‪ .‬ﻟﻢ ﯾﺼﺪق اﻟﺴﺎﺋﻖ ﻧﻔﺴﮫ وﻗﺎل‪ :‬ﻣﺎذا؟ ﻻ ﺗﺪري إﻟﻰ أﯾﻦ ﺗﺬھﺐ؟ ﺟﺎء اﻟﺮد ﺧﺠﻮﻻً ﻣﮭﺰوزاً ‪ :‬ﻧﻌﻢ‪.‬‬

‫ﺖ ھﺬا اﻟﺴﺎﺋﻖ؟ ھﻞ ﺳﺘﻄﺮد اﻟﺮاﻛﺐ؟ أم ھﻞ ﺗﺸﻚ ﻓﻲ ﻗﻮاه اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ؟ أو ﻣﺎذا أﻧﺖ ﻓﺎﻋﻞ؟ ﻣﮭﻤﺎ ﯾﻜﻦ رد ﻓﻌﻠﻚ ﻓﻼ أظﻦ أﻧﻚ ﺗﺮﺿﻰ ﻋﻦ‬ ‫ﺖ أﻧ َ‬
‫ﺳﺆاﻟﻲ ﻟﻚ ﻣﺎذا ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻟﻮ ﻛﻨ َ‬
‫ﺳﻠﻮك ذﻟﻚ اﻟﺮاﻛﺐ وھﺬه ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻓﻜﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻟﻦ ﻧﺮﺿﻰ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﻣﻦ اﻟﻀﯿﺎع واﻟﺤﯿﺮة‪ .‬وﻟﻜﻦ ھﻞ ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻚ؟ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ وﻣﺎذا ﺗﺮﯾﺪ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة؟‬
‫أﯾﻦ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺬھﺐ ﺑﺤﯿﺎﺗﻚ أﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ أو ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻵن؟ ھﻞ ﻋﻨﺪك وﺟﮭﺔ ﺗﻮﻟﻲ وﺟﮭﻚ ﺷﻄﺮھﺎ؟ ھﻞ ﺗﻌﺮف إﻟﻰ أﯾﻦ ﺗﻘﻮد ﻋﺮﺑﺔ ﺣﯿﺎﺗﻚ؟ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ھﺬه‬
‫اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻏﺮﯾﺒﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وﻟﻜﻨﮭﺎ ھﺎﻣﺔ ﺟﺪاً )أﻧﺼﺤﻚ أن ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻵن وﺗﻜﺘﺐ إﺟﺎﺑﺎﺗﻚ ﻋﻦ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﯿﻞ وﺳﺘﺮى اﻟﻔﺎﺋﺪة ﻣﺒﺎﺷﺮة(‬
 ‫اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺣﻠﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن؛ إﻟﻰ أﯾﻦ أﻧﺎ ذاھﺐ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﯿﺎة؟ وھﺬا اﻟﺴﺆال ﺣﯿّﺮ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس وأﺷﻐﻠﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻐﯿﺎب إﺟﺎﺑﺘﮫ أو ﻋﺪم وﺿﻮﺣﮭﺎ ﻣﻘﻠﻖ‬
‫ﻟﻠﻨﻔﺲ وﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ طﻤﺄﻧﯿﻨﺘﮭﺎ وﯾﻌﺼﻒ ﺑﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻟﮭﺎ‪ .‬وﻗﺪ اﺗﻔﻖ ﺣﻜﻤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ أن ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺒﺎب راﺣﺔ اﻟﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﻣﻌﺮﻓﺔ إﺟﺎﺑﺔ ھﺬا اﻟﺴﺆال‪ .‬ﻓﻜﯿﻒ ﯾﺮﺗﺎح ﺑﺎل‬
‫ﺳِﻮﯾًّﺎ َﻋﻠَٰﻰ‬ ‫ى أَﱠﻣﻦ ﯾَْﻤ ِ‬
‫ﺸﻰ َ‬ ‫ﺸﻰ ُﻣِﻜﺒًّﺎ َﻋﻠَٰﻰ َوْﺟِﮭِﮫۦ ٓأَْھَﺪ ٰ ٓ‬
‫اﻟﻤﺮء وھﻮ ﻻ ﯾﻌﺮف إﻟﻰ أﯾﻦ ﯾﺘﺠﮫ؟ ﻣﺎذا ﯾﺮﯾﺪ؟ وﺳﺒﺤﺎن ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﻓﻘﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬أَﻓََﻤﻦ ﯾَْﻤ ِ‬
‫ﺴﺘَﻘِﯿٍۢﻢ ﴿‪ { ﴾22‬اﻟﻤﻠﻚ‪ ٢٢ :‬أي‪ :‬أﻓﻤﻦ ﯾﻤﺸﻲ ﻣﻨﺤﻨﯿًﺎ ﻻ ﻣﺴﺘﻮﯾًﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ‪،‬ﻻ ﯾﺪري أﯾﻦ ﯾﺴﻠﻚ وﻻ ﻛﯿﻒ ﯾﺬھﺐ؟ ﺑﻞ ھﻮ ﺗﺎﺋﮫ ﺣﺎﺋﺮ ﺿﺎل‪ ،‬أھﺬا أھﺪى ؟ } أَﱠﻣﻦ‬ ‫ﺻ َ ٰﺮٍۢط ﱡﻣ ْ‬
‫ِ‬
‫ﺴﺘَﻘِﯿٍﻢ{ أي‪ :‬ﻋﻠﻰ طﺮﯾﻖ واﺿﺢ ﺑﯿﻦ‪ ،‬وھﻮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﺴﺘﻘﯿﻢ‪ ،‬وطﺮﯾﻘﮫ ﻣﺴﺘﻘﯿﻤﺔ‪.‬‬ ‫ﯾَْﻤِﺸﻰ َﺳِﻮﯾًّﺎ { أي‪ :‬ﻣﻨﺘﺼﺐ اﻟﻘﺎﻣﺔ } َﻋﻠَﻰ ِ‬
‫ﺻَﺮاٍط ُﻣ ْ‬

‫إن ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘًﺎ‪ ،‬أن ﯾﺄﺧﺬ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﺎ ﺗﺼﻮراﺗﮫ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب واﻟﺸﺮق وﯾﺘﺮك ھﺪي اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ وﺗﻮﺿﯿﺤﺎت اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﺎظﺮ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻤﻦ‬
‫ﯾﺘﺤﺪث ﻓﻲ ﻋﻠﻮم ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﯾﻠﺤﻆ ﺧﻠﻄًﺎ ﻛﺒﯿًﺮا ﺑﯿﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ واﻟﺬي ﻻ ﯾﺘﻌﺪى ﺣﺪود ﻗﺼﺮ اﻟﻨﻈﺮ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﺿﻌﻒ ﻋﻘﻠﮫ اﻟﺒﺸﺮي واﻟﺬي ﻗﺎل‬
‫ﻋﻨﮫ اﻟﺤﻖ‪ } :‬ﯾَْﻌﻠَُﻤﻮَن ظَٰـِھًۭﺮا ﱢﻣَﻦ ٱْﻟَﺤﯿَٰﻮِة ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ َوُھْﻢ َﻋِﻦ ٱْلَءاِﺧَﺮِة ُھْﻢ َﻏٰـﻓِﻠُﻮَن ﴿‪ { ﴾7‬اﻟﺮوم ‪ ٧ :‬وﺑﯿﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﺪي اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻛﻠﮭﺎ‬
‫ﻣﺰرﻋﺔ ﻟﻶﺧﺮة‪.‬‬

‫إن اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻣﻘﺼﺪه اﻷﻋﻈﻢ اﻟﺬي ﯾﺮﯾﺪه ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد‪ .‬واﻟﺤﻤﺪ اﻟﺬي ھﺪاﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻋﺮﻓﻨﺎ أن ﺳﺒﺐ وﺟﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ھﻮ‬
‫ﻋﺒﺎدة ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأن ﻏﺎﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ وﻣﻘﺼﺪه اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ وﺟﻮده ﻋﻠﻰ اﻷرض‪ ،‬إن أراد اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ‪ ،‬ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﻧﯿﻞ ﻣﺮﺿﺎة ﷲ وإرادة وﺟﮭﮫ‬
‫ﺴﺒِﯿِﻞ ۚ َ ٰذﻟَِﻚ َﺧْﯿٌۭﺮ ﻟﱢﻠﱠِﺬﯾَﻦ ﯾُِﺮﯾُﺪوَن َوْﺟﮫَ ٱ ﱠ ِ ۖ َوأُ۟وﻟَٰـ ٓﺋَِﻚ ُھُﻢ ٱْﻟُﻤْﻔﻠُِﺤﻮَن ﴿‪{﴾38‬‬ ‫ت َذا ٱْﻟﻘُْﺮﺑَٰﻰ َﺣﻘﱠﮫُۥ َوٱْﻟِﻤ ْ‬
‫ﺴِﻜﯿَﻦ َوٱْﺑَﻦ ٱﻟ ﱠ‬ ‫اﻟﻜﺮﯾﻢ وھﺬا ھﻮ اﻟﻔﻼح اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ؛ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬ﻓَـَٔا ِ‬
‫ﺻَﻼﺗِﻰ َوﻧُ ُ‬
‫ﺴِﻜﻰ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺮوم‪ ٣٨ :‬ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻛﯿﻒ رﺑﻂ اﻟﻔﻼح ﺑﻐﺎﯾﺔ اﻟﻮﺟﻮد‪ .‬ﺑﻞ ﺟﻌﻞ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ ھﻲ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﺬي ﯾﺤﺘﻮي ﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﯿﻼده إﻟﻰ ﻣﻤﺎﺗﮫ ﻓﻘﺎل‪ } :‬ﻗْﻞ إِﱠن َ‬
‫ب ٱْﻟَﻌٰـﻟَِﻤﯿَﻦ ﴿‪ { ﴾162‬اﻷﻧﻌﺎم‪ ١٦٢ :‬ﻓﻼ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺤﻰ ﺑﻤﺎ ﯾﺮﺿﻲ ﷲ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻤﻮت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺮﺿﻲ ﷲ ﻛﺬﻟﻚ‪.‬‬ ‫ى َوَﻣَﻤﺎﺗِﻰ ِ ﱠ ِ َر ﱢ‬
‫َوَﻣْﺤﯿَﺎ َ‬
 ‫اﻟﻮﺟﮭﺔ واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‬

‫إﱠن ﻣﻦ أھﻢ ﺳﻨﻦ وﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬أن ﺗﻌﺮف وﺗﺤﺪد وﺟﮭﺘﻚ وﻏﺎﯾﺘﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬ﻓﻜﯿﻒ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ إﺻﺎﺑﺔ ھﺪف ﻻ ﺗﻌﺮﻓﮫ أو ﻻ ﺗﺮاه أو‬
‫ﻟﻢ ﺗﺤﺪده ﺑﻮﺿﻮح؟!! واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺤﺪد وﺟﮭﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﻤﻄﻠﻮب إﻻ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺬات اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ‬
‫اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻮﺟﮭﺔ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ‪.‬‬

‫إن ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻦ أﻧﺖ؟ وﻣﺎذا ﺗﺮﯾﺪ؟ وﻣﺎ وﺟﮭﺘﻚ؟ ﯾﻤﻨﺢ ﺣﯿﺎﺗﻚ طﻌًﻤﺎ وﻟﻮﻧًﺎ وﻣﻌﻨﻰ وإﺣﺴﺎﺳﺎ ً ﺑﺎﻷھﻤﯿﺔ‪ ،‬ﻓﺒﺪون ﺗﺤﺪﯾﺪ وﺟﮭﺘﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻮد اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ‪ ،‬ﺗﺼﺒﺢ ﺣﯿﺎﺗﻚ‬
‫ﺿﺮﺑﺎ ً ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ أو ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ اﻷﺣﻮال ﺟﮭًﺪا ﻣﺘﻮاﺻﻼً وﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺤﯿﺎة وﺿﻐﻮطﮭﺎ واﻟﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ردود اﻷﻓﻌﺎل‪.‬‬
 ‫ﻗﻮووووول‪:‬‬

‫ﺗﺨﯿﻞ ﻟﻮ أن ‪ 22‬ﻻﻋﺒًﺎ ذھﺒﻮا إﻟﻰ ﻣﻠﻌﺐ ﻟﯿﺘﺒﺎروا ﻓﻲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم‪ ،‬ووﺟﺪوا ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺮام ﻋﺪا أﻧﮫ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻷي ﻣﻦ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ ﻣﺮﻣﻰ!!! ﻓﺄﯾﻦ ﯾﺼﻮﺑﻮن‬
‫ﻛﺮاﺗﮭﻢ؟! وﻛﯿﻒ ﺗﺤﺴﺐ ﻟﮭﻢ أھﺪاﻓﮭﻢ؟!‬

‫إن ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ ﻛﺜﯿًﺮا ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ ﻣﺜﯿﺮة وﻣﻤﺘﻌﺔ ھﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻮﺟﮭﺔ واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﻻﻋﺐ ﯾﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ إﻟﻰ أﯾﻦ ﯾﺘﺠﮫ؟ وﻟﻤﺎذا ھﻮ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻌﺐ؟‬
‫وﻟﻜﻦ ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﺷﺎھﺪت ﻟﻌﺒﺔ رﯾﺎﺿﯿﺔ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻗﻮاﻋﺪھﺎ وﻻ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﻔﻮز ﻓﯿﮭﺎ؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺘﺎﺑﻌﮭﺎ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ أن ﺗﻠﻌﺒﮭﺎ؟ إن ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘًﺎ أن ﯾﺤﺘﺮم‬
‫ﺑﻌﻀﻨﺎ اﻷﻟﻌﺎب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﮫ؟ ﻓﻔﻲ ﺣﯿﻦ أﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﺸﺎرك ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻮﺟﮭﺔ واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻓﯿﮫ‪ ،‬ﺗﺠﺪ أﻧﮫ ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ ﺑﻌﺸﻮاﺋﯿﺔ ‪ .‬وﻻ أدري ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء‬
‫أن ﯾﺤﻘﻖ ﺷﯿﺌًﺎ وھﻮ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ!‬
 ‫ھﺪﻓﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات ‪:‬‬

‫ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﯾﺘﻠﺬذ ﺑﮫ أو ﻣﺎ ﯾﻌﺘﻘﺪ أﻧﮫ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺳﻌﺎدﺗﮫ‪ ،‬ھﻮ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﺴﻌﻰ ﻟﮫ‪ ،‬وھﻮ ھﻤﮫ وﺷﻐﻠﮫ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وھﻮ ھﺪﻓﮫ اﻟﺮﺋﯿﺲ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ "ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات"‪ ،‬ﻓﻤﺎ ھﻮ إﻻ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة أو راﺣﺔ اﻟﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وھﻮ ﻣﻄﻠﺐ ﻏﺮﯾﺰي ﻋﻨﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﻨﺪ‬
‫اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ‪ ،‬اﻟﺪﻟﯿﻞ اﻟﻘﺎطﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻖ ھﺪف اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ .‬ﻓﻤﻦ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ ھﺪﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬

‫وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ھﺪﻓﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ؟‬

‫ﺻﺤﯿﺢ أن ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات ﯾﻌﺘﺒﺮ أﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺴﺎن وھﺪﻓﮫ اﻷﺳﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻛﻤﺎ ﯾﻄﺮح ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻹﻧﺠﺎز اﻟﻮاﻓﺪ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب واﻟﺬي ﯾﺆﻛﺪ أن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن‬
‫ﯾﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ أوﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‪ ،‬ﻓﯿﺤﺼﻞ ﻟﮫ راﺣﺔ اﻟﺒﺎل واﻟﺴﺮور وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺘﺠﺎھﻞ ﺣﻘﯿﻘﺔ داﻣﻐﺔ ﻻ ﯾﺠﺪر ﺑﺄي ﻣﺴﻠﻢ أن ﯾﺘﺠﺎھﻠﮭﺎ أﻻ وھﻲ‪ :‬أن اﻟﺤﯿﺎة‬
‫اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﻣﺰرﻋﺔ اﻵﺧﺮة‪ ،‬وﻟﺬا ﻓﺈن ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﻘًﺎ وھﻤﮫ اﻷﻛﺒﺮ وﺷﻐﻠﮫ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‪ ،‬ﻷﻧﮫ ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺳﯿﺨﺘﺎر طﻮاﻋﯿﺔ أن‬
‫ﯾﻜﻮن ﻋﺒًﺪا ﻟﮭﻮاه‪.‬‬

‫إن اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺤﻖ اﻟﺬي اﺧﺘﺎر ﷲ ﺳﯿًﺪا إﻟﮭًﺎ ﻟﮫ‪،‬ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ھﻤﮫ اﻷﻛﺒﺮ وﺷﻐﻠﮫ اﻟﺸﺎﻏﻞ‪ ،‬اﻟﺴﻌﻲ اﻟﺼﺎدق اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻨﯿﻞ رﺿﺎ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ إﺧﻼص‬
‫اﻟﻌﺒﺎدة ﻟﮫ وﺣﺪه وﺣﺴﻦ اﺗﺒﺎع ھﺪي ﻧﺒﯿﮫ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺳﻠﻢ‪ .‬ﻓﻼ ﯾﻜﻮن ھﺪﻓﮫ أن ﯾﺤﻘﻖ ذاﺗﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻘﯿﻖ طﻤﻮﺣﺎﺗﮫ وﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻜﻮن ھﺪﻓﮫ‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﺳﯿﺪه وأﻟﮭﮫ ﻣﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ھﻮ وأن ﯾﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ طﻤًﻌﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﷲ‪.‬‬

‫وھﺬا ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أن ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ أن ﻻ ﯾﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺪﻧﯿﺎ‪ ،‬ﻓﮭﺬا ﯾﺨﺎﻟﻒ ھﺪي ﷲ‪ ،‬ﻓﻘﺪ أﻣﺮ رﺳﻠﮫ اﻟﺬﯾﻦ ھﻢ اﻷﺳﻮة اﻟﺤﺴﻨﺔ ﻟﻠﻨﺎس ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻌﺒﻮدﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻟﮫ ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ‪ ،‬ﺑﺄن‬
‫ﯾﺄﻛﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺒﺎت ‪.‬‬
‫ﺻٰـﻟًِﺤﺎ ۖ إِﻧﱢﻰ ﺑَِﻤﺎ ﺗَْﻌَﻤﻠُﻮَن َﻋﻠِﯿٌۭﻢ ﴿‪ { ﴾51‬اﻟﻤﺆﻣﻨﻮن‪،٥١ :‬وإﻧﻤﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮد أن ﯾﺘﺬﻛﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻌﻢ ﷲ وﯾﺤﻤﺪه‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫۟‬ ‫ﻮ‬‫ُ‬ ‫ﻠ‬ ‫ﻤ‬‫ﻋ‬‫ْ‬ ‫ٱ‬‫و‬ ‫ت‬
‫ﱢ َٰ ِ َ َ‬ ‫ـ‬ ‫ﺒ‬‫ﯿ‬‫ﱠ‬ ‫ﻄ‬‫ﻟ‬ ‫ٱ‬ ‫ﻦ‬‫َ‬ ‫ﻣ‬
‫ِ‬ ‫۟‬
‫ا‬ ‫ﻮ‬‫ُ‬ ‫ﻠ‬ ‫ُ‬
‫ﻛ‬ ‫ﻓﻘﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪} :‬ﯾَٰـ ٓأَﱡﯾ َ ﱡ ُ ُ‬
‫ﻞ‬ ‫ﺳ‬ ‫ﺮ‬ ‫ﻟ‬ ‫ٱ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﮭ‬
‫ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﺴﺘﻐﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ‪ ،‬وھﺬا ھﻮ ﺷﻄﺮ اﻹﯾﻤﺎن اﻷول؛ أﻻ وھﻮ اﻟﺸﻜﺮ‪ ،‬وأن ﯾﺤﺒﺲ ﻧﻔﺴﮫ وﯾﺠﺒﺮھﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذﻟﻚ‪ ،‬وﻋﻦ ﺗﺮك ﻣﺎ‬
‫ﯾﺨﺎﻟﻔﮫ وﻋﻦ اﻟﺠﺰع وﻋﺪم اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﷲ إذا أﺻﺎﺑﮫ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺤﺐ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ؛ وھﺬا ھﻮ ﺷﻄﺮ اﻹﯾﻤﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ أﻻ وھﻮ اﻟﺼﺒﺮ‪ ،‬وأن ﯾﺤﺬر أن ﯾﺨﺪﻋﮫ ﺳﻌﯿﮫ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‬
‫وﯾﻐﺮه‪ ،‬ﻓﯿﻠﮭﯿﮫ ﻋﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ أﺟﻠﮫ؛ أﻻ وھﻮ ﻋﺒﺎدة ﷲ‪ .‬ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻗﺎرون اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ أﻏﻨﻰ اﻟﺒﺸﺮ وﻟﻢ ﯾﻘﻢ ﺑﺸﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﷲ‪. :‬ﻓﻘﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ } :‬وٱْﺑﺘَِﻎ ﻓِﯿَﻤﺎٓ‬
‫ﺴِﺪﯾَﻦ ﴿‪ {﴾77‬اﻟﻘﺼﺺ‪٧٧ :‬‬ ‫ض ۖ إِﱠن ٱ ﱠَ َﻻ ﯾُِﺤﱡﺐ ٱْﻟُﻤْﻔ ِ‬ ‫ﺴَﻦ ٱ ﱠُ إِﻟَْﯿَﻚ ۖ َوَﻻ ﺗَْﺒِﻎ ٱْﻟﻔَ َ‬
‫ﺴﺎَد ﻓِﻰ ٱ َْﻷْر ِ‬ ‫ﺴﻦ َﻛَﻤﺎٓ أَْﺣ َ‬
‫ﺼﯿﺒََﻚ ِﻣَﻦ ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ ۖ َوأَْﺣ ِ‬ ‫ﺲ ﻧَ ِ‬ ‫َءاﺗَ ٰ َﻚ ٱ ﱠُ ٱﻟﱠﺪاَر ٱْلَءاِﺧَﺮةَ ۖ َوَﻻ ﺗَﻨ َ‬
 ‫ﻣﺎ اﻟﺮؤﯾﺔ وﻣﺎ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺘﮭﻤﺎ ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات؟‬
‫ﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺘﻲ راﺟﺖ ﻣﺆﺧًﺮا ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﺗﻜﺮارھﺎ‪ ،‬ﻣﺼﻄﻠﺤﻲ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ أﺣﺪاً ﻣﻤﻦ ﻟﺪﯾﮫ أدﻧﻰ اھﺘﻤﺎم‬
‫ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات إﻻّ وﯾﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﮭﻤﺎ‪ .‬واﻟﻤﺆﻟﻢ أﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄل أﺣﺪھﻢ ﻣﺎ رؤﯾﺘﻚ؟ وﻣﺎ رﺳﺎﻟﺘﻚ؟ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺠﺪ إﺟﺎﺑﺔ!! وإن وﺟﺪت اﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﻗﺎﺋﻠﮭﺎ ﺗﺤﺪﯾًﺪا‬
‫ﻣﻨﻀﺒﻄًﺎ ﻟﻠﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ أو ﺗﻌﺮﯾﻔًﺎ ﺟﺎﻣًﻌﺎ ﻣﺎﻧًﻌﺎ ﻟﮭﻤﺎ؛ واﻷدھﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﺨﻠﻂ ﻓﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﯿﻦ ﯾﻜﺎد ﯾﻜﻮن ﺳﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻀﻼً‬
‫ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﻢ‪ .‬وﻟﻌﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﺪم ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﺗﺬوق طﻌﻤﮭﺎ واﻹﺣﺴﺎس ﺑﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ‪.‬‬

‫ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﻓﻜﺮت ﻓﻲ زﯾﺎرة اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام وﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻌﻤﺮة؟ ھﻞ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻵن؟ إذا ﻛﺎﻧﺖ إﺟﺎﺑﺘﻚ ﻧﻌﻢ‪ ،‬ﻗﻞ ﻟﻲ ﻣﺎذا ﺷﺎھﺪت ﻓﻲ ذھﻨﻚ ﻣﻦ ﺻﻮر؟ ھﻞ رأﯾﺖ ﻧﻔﺴﻚ‬
‫ﺑﻠﺒﺎس اﻹﺣﺮام؟ أم رأﯾﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎر أو اﻟﺴﯿﺎرة؟ ھﻞ رأﯾﺖ اﻟﻜﻌﺒﺔ؟ ھﻞ رأﯾﺖ ﻧﻔﺴﻚ وأﻧﺖ ﺗﻘﺼﺮ ﺷﻌﺮك أو ﺗﺤﻠﻘﮫ؟ ھﻞ ﺷﺎھﺪت ﺻﺤﺒﺘﻚ أو ﻣﻦ ﺗﺤﺐ أن ﯾﺆدي‬
‫ﻣﻌﻚ اﻟﻌﻤﺮة؟ أم أﻧﻚ ﺷﺎھﺪت ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﻮر اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ ﻓﻲ ذھﻨﻚ؟‬

‫أﻣﺎ إن ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻤﺮة اﻵن‪ ،‬ﻓﺄرﺟﻮ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻣﺤﺒﺐ ﻟﻚ ﯾﺸﻐﻠﻚ اﻵن ﺟًﺪا وﺗﺮﯾﺪ أن ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ .‬أرﺟﻮ أن ﺗﺘﺼﻮر ھﺬا‬
‫اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﮫ ﺣﺪث ﻓﻌﻼ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ وﺑﺎﻟﻜﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺐ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ وﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ أﺻﻮات وأﺣﺎﺳﯿﺲ وﻣﺸﺎﻋﺮ‪ .‬ﺷﺎھﺪھﺎ وﺗﺄﻣﻞ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺄﻟﻮاﻧﮭﺎ وﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺪاﺧﻼت وﺗﻔﺎﺻﯿﻞ‪ .‬ﻟﻌﻠﻚ ﺑﺪأت اﻵن ﺗﺸﺎھﺪھﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﮭﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺮﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ اﻟﻮﺿﻮح واﻟﺪﻗﺔ؟ اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺎ‬
‫ﺗﺸﺎھﺪ ﻓﻲ ذھﻨﻚ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ أﻧﻚ اﻛﺘﻔﯿﺖ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺘﻌﺔ‪ ،‬ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻘﺮاءة‪.‬‬

‫ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى‪ ،‬إن ﻛﻨﺖ ﻗﻤﺖ ﺑﺄي ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮﯾﻨﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﺑﺠﺪ وﻛﻨﺖ ﻣﺮّﻛًﺰا ﻓﻲ أداﺋﻚ‪ ،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أﻧﻚ رأﯾﺖ ﺻﻮرة ﻓﻲ ذھﻨﻚ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻟﻜﻞ اﻟﺒﺸﺮ‬
‫اﻷﺳﻮﯾﺎء‪ ،‬ﻓﻨﺤﻦ ﻛﺒﺸﺮ ﻧﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﺼﻮر ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ وﺟﮭﺔ ﻣﺤﺪدة ﺗﺮﯾﺪ ﻓﻌﻼً اﻟﺬھﺎب إﻟﯿﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ أﻧﻚ ﺗﺮى ﺻﻮرة وﺟﮭﺘﻚ ﺗﻠﻚ أو ﺻﻮرﺗﻚ وأﻧﺖ‬
‫ﻓﯿﮭﺎ وھﺬه ﺑﺒﺴﺎطﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﯾﺘﻔﻠﺴﻒ اﻟﻜﺜﯿﺮ وﯾﺘﺤﺪث ﻋﻨﮭﺎ وھﻮ ﻻ ﯾﻌﺮف أﻧﮭﺎ اﻟﺮؤﯾﺔ‪ .‬إن اﻟﺮؤﯾﺔ ﺻﻮرة ذھﻨﯿﺔ واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﺮﺳﻢ ﺣﺼﯿﻠﺔ أو ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﺎ ﯾﻄﻤﺢ‬
‫إﻟﯿﮫ اﻹﻧﺴﺎن‪.‬‬

‫ﻟﻮ ﻋﺪت وﺳﺄﻟﺘﻚ ﻋﻦ وﺟﮭﺘﻚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺬھﺎب إﻟﯿﮭﺎ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺼﻞ ھﻨﺎك؟ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻓﺎﻋﻞ؟ وﻣﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﺨﺪﻣﮭﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل ھﻨﺎك؟ إن اﻹﺟﺎﺑﺎت‬
‫ﻋﻦ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ‪ ،‬ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪ .‬واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ھﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﺎﻋﺖ ﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ Mission‬واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ أدﺑﯿﺎت ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﮭﺎ‬
‫اﻷﺻﻠﯿﺔ‪ ،‬ﻣﮭَّﻤﺔ أي‪ :‬ﻣﺎ ﯾﮭﺘﻢ اﻟﻤﺮء ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم ﺑﮫ وﯾْﺸَﻐﻠﮫ إﻟﻰ أن ﯾﻨﺠﺰه‪ .‬وأظﻦ أن اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻣﮭﻤﺔ ﻣﺮت ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ وھﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺻٰـﻟًِۭﺤﺎ َوﻗَﺎَل إِﻧﱠﻨِﻰ ِﻣَﻦ‬ ‫ﻛﻠﻒ ﷲ ﺑﮭﺎ رﺳﻠﮫ ﻟﺘﺒﻠﯿﻎ ﺷﺮﻋﮫ ﻟﻌﺒﺎده واﻟﺪﻋﻮة إﻟﯿﮫ وأي ﻣﮭﻤﺔ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ‪.‬ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ} :‬وَﻣْﻦ أَْﺣ َ‬
‫ﺴُﻦ ﻗَْﻮًۭﻻ ﱢﻣﱠﻤﻦ َدَﻋﺎٓ إِﻟَﻰ ٱ ﱠ ِ َوَﻋِﻤَﻞ َ‬
‫ٱْﻟُﻤ ْ‬
‫ﺴﻠِِﻤﯿَﻦ ﴿‪ { ﴾33‬ﻓﺼﻠﺖ‪٣٣ :‬‬

‫أﻣﺎ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻤﮭﻤﺔ أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﯿﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺮﻓﮭﺎ‪ ،‬ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﮭﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻗﻀﯿﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻤﻠﮭﺎ وﯾﺴﺘﻤﺮ ﺑﻌﻤﻠﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ رؤﯾﺘﮫ‪ .‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫رؤﯾﺔ إﻧﺴﺎن ﻣﺎ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻋﺸﺮة أﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى دوﻟﺘﮫ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ أﯾًﺎ ﻛﺎن ھﺬه اﻟﻤﺠﺎل‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ ﻣﻦ أﻣﻮر‬
‫ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ رؤﯾﺘﮫ ھﻮ رﺳﺎﻟﺘﮫ وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻼً "اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أن أﻛﻮن واﺣًﺪا ﻣﻦ أﻓﻀﻞ ﻋﺸﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻛﺬا ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﻠﺪي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ‬
‫واﻹﺗﻘﺎن وﺑﺬل اﻟﺠﮭﺪ وﺣﺴﻦ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ"‪ .‬وﻻﺣﻆ ﻛﯿﻒ أن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻮﻟﺪت ﻣﻦ اﻟﺮؤﯾﺔ ﻓﺎﻟﺸﻖ اﻷول ﻣﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻐﺎﯾﺔ ھﻮ رؤﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺸﻖ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻨﮭﺎ واﻟﺬي ﯾﺴﻤﻰ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ ﯾﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﻜﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺴﻌﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ رؤﯾﺘﮫ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ‪ .‬وﻗﺪ ﺗﺘﻨﻮع اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗﺒﻘﻰ واﺣﺪة‪.‬‬
 ‫ﺳﺆال ھﺎم! ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻷي إﻧﺴﺎن أن ﯾﻜﻮن ﺑﻼ رؤﯾﺔ وﻻ رﺳﺎﻟﺔ؟‬

‫إن اﻟﻤﯿﻞ اﻟﻔﻄﺮي ﻋﻨﺪ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﺳﻮي ‪-‬ﻣﺮة ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ھﻨﺎ اﻵدﻣﻲ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻮ آدﻣﻲ ﺑﻄﺒﻌﮫ وﻓﻄﺮﺗﮫ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ دﯾﻨﮫ أو ﺟﻨﺴﮫ أو ﻟﻮﻧﮫ‪ ،‬وﻧﻌﻨﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻮي اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﻻ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻧﻔﺴﯿﺔ أو ﻋﻘﻠﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة‪ ،-‬أن ﯾﻜﻮن ﺳﻌﯿًﺪا وﻣﺮﺗﺎح اﻟﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ وھﺬه ھﻲ رؤﯾﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ وھﻮ ﯾﺴﻌﻰ‬
‫ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ رؤﯾﺘﮫ ﺗﻠﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ ﻓﮭﺬه ھﻲ ﻣﮭﻤﺘﮫ )رﺳﺎﻟﺘﮫ( ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪ .‬إًذا ﻓﺮؤﯾﺔ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن أن ﯾﻜﻮن ﺳﻌﯿًﺪا ﻣﺮﺗﺎح اﻟﺒﺎل أﻣﺎ رﺳﺎﻟﺘﮫ ﻓﮭﻲ ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻈﻦ أﻧﮫ ﯾﺠﻠﺐ ﻟﮫ اﻟﻤﺘﻌﺔ وﯾﺒﻌﺪ ﻋﻨﮫ اﻷﻟﻢ وﻣﻦ ﺛﻤﺔ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‪ .‬وﻟﻌﻠﮫ ﯾﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن ﻧﻄﺮح ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﻔﺎت اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻔﻄﺮﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬أن ھﺬه اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﮭﺎ ھﻨﺎ ھﻲ رؤﯾﺔ ﻏﯿﺮ واﻋﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ داﺧﻞ ﻛﻞ واﺣﺪ وﻟﻜﻦ ﻗﻠﯿﻼً ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ‬
‫ﯾﻌﺮﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺪھﯿﺘﮭﺎ‪ .‬وھﺬا ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ ﺳﻌﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻣﺘﺨﺒﻄًﺎ وﺣﺎﺋًﺮا ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ھﺪى وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬
‫ﻣﮭﻤﺔ )رﺳﺎﻟﺔ( ﻣﺤﺪدة ﺗﺤﻜﻢ ﺳﻌﯿﮫ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﯾﺴﻌﺪه‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﯿﺎر اﻟﻮاﻋﻲ اﻟﻤﺤﺴﻮب واﻟﻤﻨﻀﺒﻂ ﻟﻮﺟﮭﺔ‬
‫اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻣﮭﻤﺘﮫ ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬وﻟﺬا ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻗﻮﻻً ﻣﺜﻞ "ﻓﻼن ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ رؤﯾﺔ وﻻ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة"‪ ،‬ﻓﮭﻢ ﯾﻨﻔﻮن‬
‫اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرھﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ وﻋﻲ وﻗﺮر اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ذاﺗﯿﺔ وھﺬا اﻟﻨﻮع ھﻮ ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺪه ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ‪ :‬أن ﺳﻌﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﺳﻌﺎدﺗﮫ ﻟﯿﺲ ﻋﯿﺒًﺎ وﻻ ﺣﺮاًﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺒﺪأ وﻟﻜﻨﮫ! ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻔﯿًﺪا أو ﺿﺎًرا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﮫ‪ .‬وإن أﻓﻀﻞ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻌﺮف ﺑﮫ ﺿﺮه ﻣﻦ ﻧﻔﻌﮫ ھﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺎ ﯾﻨﺘﺞ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﺳﻌﺎدة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺔ‪ :‬ﻣﺎ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ؟ وﻣﺎ ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ؟وﻣﺎ ﺣﺠﻤﮭﺎ؟ وﻣﺎ ﺟﻮدﺗﮭﺎ؟وﻣﺎ‬
‫ت ﺗَْﺠِﺮى ِﻣﻦ ﺗَْﺤﺘَِﮭﺎ ٱ َْﻷْﻧَﮭٰـُر َﺧٰـﻟِِﺪﯾَﻦ‬ ‫زﻣﻨﮭﺎ؟ وﻟﺬﻟﻚ رﻛﺰ اﻟﮭﺪي اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺿﯿﺢ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ أﻻ وھﻮ اﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬أََﻋﱠﺪ ٱ ﱠُ ﻟَُﮭْﻢ َﺟﻨﱠٰـ ۢ ٍ‬
‫ﻓِﯿَﮭﺎ ۚ َ ٰذﻟَِﻚ ٱْﻟﻔَْﻮُز ٱْﻟَﻌِﻈﯿُﻢ ﴿‪ { ﴾89‬اﻟﺘﻮﺑﺔ‪٨٩ :‬‬
‫ع ٱْﻟَﺤﯿَٰﻮِة ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ َوِزﯾﻨَﺘَُﮭﺎ ۚ َوَﻣﺎ ِﻋﻨَﺪ ٱ ﱠ ِ َﺧْﯿٌۭﺮ َوأَْﺑﻘَ ٰ ٓﻰ ۚ أَﻓََﻼ‬ ‫ووﺿﺢ اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ وھﻢ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻓﻘﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪َ } :‬وَﻣﺎٓ أُوﺗِﯿﺘُﻢ ﱢﻣﻦ َ‬
‫ﺷْﻰٍۢء ﻓََﻤﺘَٰـ ُ‬
‫ﺗَْﻌﻘِﻠُﻮَن ﴿‪ { ﴾60‬اﻟﻘﺼﺺ‪ ،٦٠ :‬ﻓﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﷲ ﺧﯿﺮ وأﺑﻘﻰ‪ ،‬وھﻮ أﺟﻮد وأﺣﺴﻦ ﻣﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻻ ﯾﻔﻨﻰ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬واﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﯾﺨﺘﺎر اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻮﻗﻔﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬أن ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﺴﻠﻜﮫ وطﺮﯾﻘﮫ اﻟﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺳﻌﯿﮫ ﻟﻠﺴﻌﺎدة وﺗﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ‪ ،‬وھﺬه اﻟﻄﺮق واﻟﻤﺴﺎﻟﻚ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼف ﻗﯿﻢ وﻗﻨﺎﻋﺎت‬
‫وﺗﺼﻮرات ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ‪ ،‬وﺗﺘﻔﺎوت ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻋﻄﻲ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺪرات‪،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﯾﺤﻘﻖ ذاﺗﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻨﺠﺰ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺤﻘﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺴﺎﻋﺪ‬
‫اﻵﺧﺮﯾﻦ‪ ،‬وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺤﻘﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻮﯾﺼﺔ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﯾﺤﻘﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن آﻣﻨًﺎ ﻣﺴﺘﻘًﺮا‪ .‬إن ھﺬا اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻋﻲ واﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻘﺪرات ﻣﻦ أھﻢ‬
‫ﺖ َرﺑﱢَﻚ ۚ ﻧَْﺤُﻦ ﻗَ َ‬
‫ﺴْﻤﻨَﺎ ﺑَْﯿﻨَُﮭﻢ ﱠﻣِﻌﯿ َ‬
‫ﺸﺘَُﮭْﻢ ﻓِﻰ‬ ‫اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ إﻋﻤﺎر اﻷرض‪ ،‬وﺗﺠﻌﻞ اﻷرض ﻣﻜﺎﻧﺎ ً ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻌﯿﺶ ﻓﯿﮫ وﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ } :‬أَُھْﻢ ﯾَْﻘ ِ‬
‫ﺴُﻤﻮَن َرْﺣَﻤ َ‬
‫ﺖ َرﺑﱢَﻚ َﺧْﯿٌۭﺮ ﱢﻣﱠﻤﺎ ﯾَْﺠَﻤُﻌﻮَن ﴿‪ { ﴾32‬اﻟﺰﺧﺮف‪. ٣٢ :‬‬ ‫ﺳْﺨِﺮ ۭﯾًّﺎ ۗ َوَرْﺣَﻤ ُ‬
‫ﻀﺎ ُ‬ ‫ت ﻟﱢﯿَﺘﱠِﺨَﺬ ﺑَْﻌ ُ‬
‫ﻀُﮭﻢ ﺑَْﻌ ۭ ً‬ ‫ﺾ َدَرَﺟٰـ ۢ ٍ‬ ‫ﻀُﮭْﻢ ﻓَْﻮ َ‬
‫ق ﺑَْﻌ ۢ ٍ‬ ‫ٱْﻟَﺤﯿَٰﻮِة ٱﻟﱡﺪْﻧﯿَﺎ ۚ َوَرﻓَْﻌﻨَﺎ ﺑَْﻌ َ‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮف وﺗﺤﺪد رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة؟‬

‫ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺗﺤﺪﯾﺪ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﻚ وﺗﺠﺪ ﻟﮫ أﺛًﺮا ﻓﻲ دﻧﯿﺎك وأﺧﺮاك ﻓﻌﻠﯿﻚ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ وﺳﻤﺎﺗﻚ وﻗﺪراﺗﻚ‬
‫‪ .2‬أن ﺗﺤﺪد ﻗﯿﻤﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ اﻟﻤﻤﻞ‬
‫‪ .3‬أن ﺗﻤﺤﺺ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻚ وﺗﺼﻮراﺗﻚ ﺑﻌﺮﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﻘﻞ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﻦ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻨﺠﺎح اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﺤﯿﺎة‬
‫‪ .4‬أن ﺗﺮﺗﺐ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷھﻢ ﻓﺎﻟﻤﮭﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻨﻔﻌﻚ ﻓﻲ دﯾﻨﻚ ودﻧﯿﺎك‬
‫‪ .5‬ﺗﻤﻌﻦ اﻟﻨﻈﺮ وﺗﺘﻔﻜﺮ وﺗﺘﺄﻣﻞ ﻓﯿﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﺗﻔﺮزھﺎ ﻓﺘﻌﺮف ﻣﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﯿﻚ ﺗﻌﺰﯾﺰه وﻣﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻚ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮫ‬
‫‪ .6‬أن ﺗﺤﺪد ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺘﮭﺎ ﻣﻦ أﻧﺖ وﻣﺎ رؤﯾﺘﻚ ووﺟﮭﺘﻚ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ‬
‫‪ .7‬أن ﺗﺤﺪد أﻓﻀﻞ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ رؤﯾﺘﻚ وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﺄﻧﺖ ﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ رﺳﺎﻟﺘﻚ‪.‬‬
 ‫اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻮاﻋﯿﺔ اﻟﻤﺘﻮازﻧﺔ وﺗﺮوﯾﺾ ﺟﻤﺎح ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات‪:‬‬
‫ع‪،‬أﻣﺎ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﻔﻄﺮي ﻓﻲ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ‪ ،‬وذﻛﺮﻧﺎ أﻧﮭﻤﺎ ﯾﺨﺘﻠﻔﺎن ﻋﻦ رؤﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﻄﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات ﺑﺄﻧﮭﻤﺎ اﺧﺘﯿﺎر وا ٍ‬
‫ع ﻓﻼ ﯾﺸﻌﺮ اﻟﻤﺮء إﻟﻰ أﯾﻦ ﯾﻘﻮده‪ .‬واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ھﻨﺎك ﺧﻠﻄﺎ ً ﻛﺒﯿﺮاً ﻋﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ‬ ‫ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات ﻓﮭﻮ ﻋﻨﺪ أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﺳﻌﻲ ﻻ وا ٍ‬
‫واﻟﺘﻲ ھﻲ ﻓﻲ اﻵﺧﺮة ﻓﻘﻂ وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺘﻮھﻢ أﻧﮫ ﺳﻌﺎدة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻣﻦ ﺳﺮور وراﺣﺔ ﺑﺎل واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻨﺎﻟﮭﺎ أي أﺣﺪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﺆﻣﻨﺎ أم ﻛﺎﻓﺮا‪ ،‬ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫ﺴُﺮوًۭرا ﴿‪َ ﴾9‬وأَﱠﻣﺎ َﻣْﻦ‬
‫ﺐ إِﻟَ ٰ ٓﻰ أَْھﻠِِﮫۦ َﻣ ْ‬
‫ﺴﯿًۭﺮا ﴿‪َ ﴾8‬وﯾَﻨﻘَﻠِ ُ‬
‫ﺴﺎ ۭﺑًﺎ ﯾَ ِ‬
‫ﺐ ِﺣ َ‬‫ﺳ ُ‬‫ف ﯾَُﺤﺎ َ‬
‫ﺴْﻮ َ‬ ‫ﺴٰـُن إِﻧﱠَﻚ َﻛﺎِدٌح إِﻟَٰﻰ َرﺑﱢَﻚ َﻛْﺪًۭﺣﺎ ﻓَُﻤﻠَٰـﻗِﯿِﮫ ﴿‪ ﴾6‬ﻓَﺄ َﱠﻣﺎ َﻣْﻦ أُوﺗَِﻰ ِﻛﺘَٰـﺑَﮫُۥ ﺑِﯿَِﻤﯿﻨِِﮫۦ ﴿‪ ﴾7‬ﻓَ َ‬
‫} ﯾَٰـ ٓأَﱡﯾَﮭﺎ ٱ ْ ِﻹﻧ َ‬
‫ﺴُﺮوًرا ﴿‪ { ﴾13‬اﻻﻧﺸﻘﺎق‪ ١٣ – ٦ :‬ﻓﮭﺬا اﻟﻜﺎﻓﺮ ﺑﻨﺺ اﻟﻘﺮآن‬ ‫ﺳِﻌﯿًﺮا ﴿‪ ﴾12‬إِﻧﱠﮫُۥ َﻛﺎَن ﻓِٓﻰ أَْھﻠِِﮫۦ َﻣ ْ‬ ‫ﺼﻠَٰﻰ َ‬‫ف ﯾَْﺪُﻋﻮ۟ا ﺛُﺒُﻮًۭرا ﴿‪َ ﴾11‬وﯾَ ْ‬ ‫ﺴْﻮ َ‬ ‫أُوﺗَِﻰ ِﻛﺘَٰـﺑَﮫُۥ َوَرٓاَء ظَْﮭِﺮِهۦ ﴿‪ ﴾10‬ﻓَ َ‬
‫ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺮوًرا ﯾﻨﻌﻢ ﺑﺸﻌﻮر اﻻﻧﺘﻤﺎء ﺑﯿﻦ أھﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ‪.‬‬

‫إن ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أراد ﺗﺤﺼﯿﻞ ﺳﺮور وﺳﻌﺎدة اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة أن ﯾﺨﺘﺎر اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﻌﮫ ﻓﻲ دﯾﻨﮫ ودﻧﯿﺎه‪ .‬وھﺬا ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق اﻟﺠﻮھﺮﯾﺔ ﺑﯿﻦ ﻣﻨﮭﺞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻤﺪ ﺗﺼﻮراﺗﮫ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب وﺑﯿﻦ ﻣﻨﮭﺞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﻤﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﯿﺪة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ‪.‬ﻛﻤﺎ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺘﺘﺒﻊ ﺳﻨﻦ وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ اﺧﺘﯿﺎر وﺗﺤﻘﯿﻖ‬
‫رؤﯾﺘﮫ ورﺳﺎﻟﺘﮫ وﻣﻦ أھﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﻦ واﻟﻘﻮاﻋﺪ‪،‬اﻟﻘﺴﻂ واﻟﻌﺪل ﻓﻲ ﻣﺮاﻋﺎة ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﺘﻮازن ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻨﺪ اﺧﺘﯿﺎر وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫ھﻨﺎك ﺟﻮاﻧﺐ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺠﻤﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺘﺔ ﺟﻮاﻧﺐ ھﺎﻣﺔ وھﻲ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﺪﯾﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات‬
‫‪ .3‬اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺒﺪﻧﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ‪.‬‬
‫‪ .4‬اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺟﺎﻧﺐ طﻠﺐ اﻟﻤﻌﺎش‪.‬‬
‫‪ .6‬اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﺳﺮى واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫إن اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ ﻏﯿﺮ اﻟﻮاﻋﻲ ﻓﻲ أذھﺎن ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﯾﻀﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ )ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺬات( ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ‪ ،‬ﻓﯿﺼﺒﺢ ھﻮى اﻟﻨﻔﺲ ﻗﺎﺋًﺪا ﻣﺘﺒًﻌﺎ‪ ،‬وﺷﺤﮭﺎ آﻣًﺮا‬
‫ﻣﻄﺎًﻋﺎ‪ ،‬وﯾﻌﺠﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺮأﯾﮫ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﻮارد أﻋﻼه ﻓﮭﻮ اﻟﺘﺮﺗﯿﺐ اﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺨﺘﺎره ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ؛ ﻓﻠﻘﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﺪﯾﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫رأس ھﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن اﻷھﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﻦ رﺿﻲ ﺑﺎ رﺑًﺎ‪ ،‬وﺑﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﻋﻠﻰ آﻟﮫ وﺳﻠﻢ رﺳﻮﻻً‪ ،‬و ﺑﺎﻹﺳﻼم دﯾﻨًﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ وﻷن اﻟﺠﻮاﻧﺐ‬
‫اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﯿﮭﺎ ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺧﺎدﻣﺔ وﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮫ‪ .‬وﻣﻦ اﻟﺠﺪﯾﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬أن ھﺬه اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ داﺋﺮة ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺑﺎﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﺬي أﺗﻨﺎوﻟﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‪.‬‬

‫إن ﻣﻦ أھﻢ أﺳﺒﺎب اﻟﺴﺮور وراﺣﺔ اﻟﺒﺎل ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ أن ﯾﺘﻮازن ﺳﻌﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺨﻤﺴﺔ‪ ،‬ﻓﺄي راﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺎل وﺿﯿﺎع اﻟﺼﺤﺔ! أو ﺗﺤﻘﯿﻖ‬
‫اﻟﺬات وﻓﻘﺪ اﻷﺣﺒﺎب! أو اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﻤﻌﺎرف واﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎ ! أو إھﻤﺎل ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮزق ﻓﯿﺤﻘﻖ اﻹﻧﺴﺎن أﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ وھﻮ ﻻ ﯾﻜﺎد ﯾﺠﺪ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﺶ ﺑﮫ ﺣﯿﺎة‬
‫ﻛﺮﯾﻤﺔ! وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﻘﻖ اﻟﺮاﺣﺔ َﻣﻦ أھﻠﻚ ﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻤﺘﻊ زاﺋﻠﺔ! أو ﻣﻦ ﻗﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﺗﺤﺴﺒًﺎ ﻟﯿﻮم أﺳﻮد ﻣﻮھﻮم ﻗﺪ ﯾﻜﻔﯿﮫ ﷲ ﺷﺮه ﺑﻌﺸﺮ ﻣﺎ ادﺧﺮ وﻛﻨﺰ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺎل ﺿﯿﻊ ﻓﻲ ﻛﻨﺰه ﺣﻘﻮق ﷲ واﻷﻗﺮﺑﯿﻦ! ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻞ ﺗﺤﻘﯿﻘﻚ ﻟﺬاﺗﻚ ﻗﺎﺋﺪك ﺑﻞ اﺟﻌﻞ ﻣﻦ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ اﻟﻤﺘﻮازﻧﺔ أداة ﻟﻠﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﯿﮫ وﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﮫ ﺣﺘﻰ ﻻ‬
‫ﯾﻮردك اﻟﻤﮭﺎﻟﻚ‪.‬‬
 ‫أﯾﻦ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة؟‬
‫ﺣﺘﻰ ﯾﻜﺘﺸﻒ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ وﯾﻌﺮف وﺟﮭﺘﮫ وﯾﺤﺪد رؤﯾﺘﮫ وﯾﺨﺘﺎر رﺳﺎﻟﺘﮫ وﯾﻀﻊ أھﺪاﻓﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﯿﺎد واﻟﺘﺮﻛﯿﺰ واﻟﻌﻘﻼﻧﯿﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻨﺒﮫ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺎطﻔﯿﺔ‪ .‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻓﺈن أﻓﻀﻞ اﻟﻄﺮق ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ذﻟﻚ ھﻮ؛ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺮﺷﺪ ﻧﺎﺻﺢ وﻋﺎرف وﺻﺮﯾﺢ ﯾﻌﺮف ﺧﻔﺎﯾﺎ اﻟﻨﻔﺲ وﯾﻌﺮف ﻛﯿﻒ‬
‫ﯾﺘﻮاﺻﻞ وﯾﻮﺟﮫ وﯾﺮاﻋﻲ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت واﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﯾﺔ‪ .‬وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻲ أﻧﺼﺤﻚ أن ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎر أو ﻣﺴﺘﺸﺎرة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻚ ﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﺄﻟﮫ ﻋﻦ‬
‫رؤﯾﺘﮫ ورﺳﺎﻟﺘﮫ ھﻮ أوﻻً‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻢ ﯾﻌﺮﻓﮭﺎ أو ﺗﻠﻌﺜﻢ ﺑﮭﺎ أو ﻟﻢ ﯾﻌﺮف ﻛﯿﻒ ﯾﻮﺻﻠﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه ﻓﻔﺎﻗﺪ اﻟﺸﻲء ﻻ ﯾﻌﻄﯿﮫ‪ .‬وھﻨﺎك طﺮق ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺮؤﯾﺔ واﻷھﺪاف ﻣﻦ أﺑﺮزھﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺟﻠﺴﺎت ﻓﺮدﯾﺔ ﻣﻊ أﺧﺼﺎﺋﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذات ﯾﺮﺷﺪك ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ وأھﺪاﻓﻚ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺣﻀﻮر دورة ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻷھﺪاف ﻣﻊ ﻣﺪرب ﺗﻄﻮﯾﺮ ذات ﻛﻒء‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﻗﺮاءة ﻛﺘﺐ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺛﻢ اﻻﺟﺘﮭﺎد اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ رؤﯾﺘﻚ ورﺳﺎﻟﺘﻚ وأھﺪاﻓﻚ )أﻗﻠﮭﺎ ﻓﺎﻋﻠﯿﺔ(‬
 ‫ﻛﻠﻤﺔ أﺧﯿﺮة ﻓﻲ رﻛﻦ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻷول‪:‬‬

‫ت‬
‫ﺑﻌﺪﻣﺎ ﯾﻌﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ھﻮ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ وﻣﺎ ھﻲ ﻏﺎﯾﺘﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﺎ ھﻮ دوره اﻟﻤﺤﺪد ﻓﻲ ﻋﻤﺎرة اﻷرض ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺞ ودورا ٍ‬
‫وﻛﺘﺐ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ وﻋﻨﺪﺋٍﺬ ﻻ ﯾﺼﺒﺢ ﺻﯿﺪاً ﺳﮭﻼً ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﺎل أو اﻟﺸﮭﺮة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺪرﯾﺐ وﻻ ﻣﻦ ﯾﻨﻌﻘﻮن ﺑﺄﺑﻮاق اﻟﺘﻜﺮار وﯾﻘﺪﻣﻮن اﻟﻤﺴﻜﻨﺎت اﻵﻧﯿﺔ‬
‫ﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﮫ اﻟﺘﻄﻮﯾﺮﯾﺔ وﻣﻦ ﺟﮭٍﺔ أﺧﺮى ﺗﺴﺎﻋﺪ ھﺬه اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺬات ﻣﻦ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻋﯿﻮﺑﮫ وﻣﻤﯿﺰاﺗﮫ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻌﯿﻮب وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﻤﯿﺰات‬
‫ﺑﺸﻜﻞ واﻗﻌﻲ وﻣﻨﮭﺠﻲ وﻟﯿﺲ اﻟﺘﺨﺒﻂ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﺪرﯾﺐ أو اﻟﻘﺮاءة ﺑﺤﺜﺎ ً ﻋﻦ أﺟﻮﺑﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﺣﻠﻮل ﻟﻤﺸﻜﻼت ﻧﺸﺄت ﻋﻦ ﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﮫ ﺟﯿﺪاً أو ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻼت‬
‫أﻋﻤﻖ‪.‬‬

‫وأﺧﯿًﺮا أﻣﺮ ھﺎم ﺟﺪاً ﺑﺸﺄن ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات أﻻ وھﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ وھﻮ أن ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ ھﻮ أھﻢ ھﺬه اﻷرﻛﺎن وﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻷرﻛﺎن اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺒﺎﻗﯿﺔ وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﻄﻮر ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﺑﺪون اﺳﺘﯿﻌﺎب وﻓﮭﻢ ھﺬا اﻟﺮﻛﻦ‪.‬‬
 ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ واﻵﺧﺮﯾﻦ‬

‫ھﻞ ﺗﻌﻠﻢ؟!‬

‫• أن ﻣﻦ أول ﻣﺎ ﯾﺸﻌﻞ ﻓﺘﯿﻞ اﻹدﻣﺎن واﻻﻛﺘﺌﺎب واﻻﻧﺘﺤﺎر ھﻮ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻢ اﻟﺬات وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ وﺿﻌﻒ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‪.‬‬
‫• أن أھﻢ أﺳﺒﺎب اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ھﻮ ﺳﻮء اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺗﻘﻄﯿﻊ اﻷواﺻﺮ واﻟﻄﻼق ﻣﻦ أﺑﺮز اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫• أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺤﻘﻖ رؤﯾﺘﻚ وأھﺪاﻓﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة دون اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﻟﻦ ﯾﺘﺤﻘﻖ ذﻟﻚ إﻻ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ‬
‫• أن أھﻢ ﻣﮭﺎرة وﺟﺪت وﺗﻜﺮرت ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎﺟﺤﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻮﺟﮭﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﯿﺌﺎت واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت‪ ،‬ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﯾﻨﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ‪.‬‬
‫• أن ﺟﻮدة ﻣﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﻋﻮاﺋﺪ ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﻨﻮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ﯾﻌﺘﻤﺪ ﺑﻌﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ‬
‫• أن اﻟﻤﺪﯾﺮ ﯾﻘﻀﻲ ‪ %75‬ﻣﻦ وﻗﺘﮫ ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺘﻮاﺻﻞ وأن ﺳﻮء اﻻﺗﺼﺎل ﯾﻜﻠﻒ اﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل واﻟﻮﻗﺖ واﻟﺠﮭﺪ‪.‬‬
‫• أن ‪ %80‬ﻣﻦ اﻟﻮظﺎﺋﻒ اﻟﺸﺎﻏﺮة وﺣﺘﻰ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﯾﺘﻢ ﻣﻠﺆھﺎ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻹﻋﻼن ﻋﻨﮭﺎ‬

‫ﺶ ﺑﻤﻔﺮده‪ ،‬وﻷﻧﮫ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻏﯿﺮه وﻷﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺤﻘﻖ ذﻟﻚ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﻤﻄﻠﻮب إﻻ ﺑﺤﺴﻦ‬ ‫ﻷن اﻹﻧﺴﺎَن اﺟﺘﻤﺎﻋﱞﻲ ﺑﻄﺒﻌﮫ وﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻌﯿ َ‬
‫اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﮫ وﻓﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺨﺘﻠﺞ ﻓﻲ ﺻﺪره أوﻻً ﺛﻢ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﻘﻠﮫ إﻟﻰ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﮭﻢ ﺛﺎﻧﯿًﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻲ أﻋﺘﻘﺪ أن ﺛﺎﻧﻲ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ھﻮ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل‬
‫ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ واﻵﺧﺮﯾﻦ؛ أي أن ﯾﺘﻤﻜﻦ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺗﺒﯿﻦ ﻣﺎ ﺑﻨﻔﺴﮫ واﺳﺘﯿﻀﺎح ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﻌﺒﺮ ﻋﻨﮫ اﻵﺧﺮون‪.‬وھﻨﺎك ﺟﺰءان ھﺎﻣﺎن ﻟﮭﺬا اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ‬
‫اﻟﺬات وھﻤﺎ‪:‬ﻓﮭﻢ اﻟﺬات وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮭﺎ وﻓﮭﻢ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮭﻢ‪.‬‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻷول ‪ :‬ﻓﮭﻢ اﻟﺬات وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮭﺎ‬
‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن ذاﺗﮫ وﻓﮭﻤﮫ ﻟﻤﺸﺎﻋﺮه وﻣﺎ ﯾﺨﺘﻠﺞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ ھﺎم ﺟًﺪا‪ ،‬ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﺪﯾﺪ وﺟﮭﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة واﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﯿﮭﺎ‪ ،‬وﺗﺤﻔﯿﺰ ﻧﻔﺴﮫ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺮﯾﺪ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺪى أھﻤﯿﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ ﻧﻔﺴﮫ وﻣﻊ ﻏﯿﺮه؛ وھﻮ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات واﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أھﻢ رﻛﺎﺋﺰ اﻟﻤﮭﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺑﺪوﻧﮭﺎ ﯾﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺤﻘﻖ أھﺪاﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬وذﻟﻚ أن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻌﺮف ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﺎ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺮف ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻓﻠﻦ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺤﺪﯾﺪ وﺟﮭﺘﮫ ﺑﺪﻗﺔ وﻻ ﺗﺤﻔﯿﺰ ﻧﻔﺴﮫ وﺿﺒﻄﮭﺎ وﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺘﻔﺎﻋﻞ وﯾﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮب وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻦ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاﻓﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﻜﻞ‬
‫ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﮫ ھﺬه اﻷھﺪاف ﺑﻤﻔﺮده ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻌﯿﻨﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻏﯿﺮه ﻣﮭﻤﺎ ﺑﺪت أھﺪاﻓﮫ ﻓﺮدﯾﺔ‪.‬‬

‫إن أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻢ اﻟﺬات وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮭﺎ‪ ،‬ھﻮ اﻟﺘﻔﻜﺮ واﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ وﻓﻲ أﺣﺪاث وﺗﻘﻠﺒﺎت اﻟﺤﯿﺎة‪ .‬ﻓﻼ ﯾﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﯾﻤﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻮاﻗﻒ وأﺣﺪاث وردود أﻓﻌﺎل ﺗﺠﺎه ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻟﮫ أو ﻣﻨﮫ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﺮور اﻟﻜﺮام‪ ،‬ﺑﻞ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﻄﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وﯾﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ‪ .‬ﻓﻄﺮح‬
‫ﺻﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات اﻟﺼﻔﺎء اﻟﺬھﻨﻲ وأوﻗﺎت اﻟﺨﻠﻮد إﻟﻰ اﻟﻨﻮم ﯾﺰﯾﺪ ﻣﻦ وﻋﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺬاﺗﮫ وﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ وﻣﻦ أھﻢ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ‬
‫ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﺧﺼﻮ ً‬
‫اﻟﺘﺄﻣﻠﯿﺔ‪:‬‬

‫• ﻟﻤﺎذا أﻧﺎ؟‬
‫• ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ھﺬا ﯾﺤﺪث؟‬
‫• ھﻞ ﯾﺘﻜﺮر ھﺬا اﻟﺤﺪث ﻣﻌﻲ؟‬
‫• ﻣﻦ ھﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺸﺎرﻛﻮﻧﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪث؟ ھﻞ ﯾﺘﻜﺮر ظﮭﻮرھﻢ؟‬
‫• ﻣﺎ ﺣﻘﯿﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮي؟ ﻣﺎ اﻟﺬي أﺷﻌﺮ ﺑﮫ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ؟‬
‫• ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﻨﻲ أﺷﻌﺮ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻌﻮر اﻵن؟ ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺷﻌﻮًرا آﺧًﺮا ﻏﯿﺮه؟‬
‫• ھﻞ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﮫ؟‬
‫• ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﺷﻌﺮت ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻓﻲ ظﺮوف ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟‬
‫• ھﻞ أرﯾﺪ أن أﻋﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻟﻶﺧﺮﯾﻦ؟‬
‫• ھﻞ أﺳﺘﻄﯿﻊ أن أﻋﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ؟‬
‫• ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ؟‬
‫• ﻣﺎ اﻟﺬي أود أن أﻓﺼﺢ ﻋﻨﮫ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮي؟وﻟﻤﺎذا؟‬
 ‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻓﮭﻢ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮭﻢ‬

‫ﻗﺒﻞ أن ﻧﺸﺮع ﻓﻲ ﺗﺒﯿﯿﻦ أھﻢ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ واﻟﺘﻲ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ أراد أن ﯾﻄﻮر ذاﺗﮫ ﺗﻄﻮﯾًﺮا ﻓﻌﺎﻻً أن ﯾﺘﻘﻨﮭﺎ‪ ،‬دﻋﻨﻲ أطﻠﻌﻚ ﻋﺰﯾﺰي اﻟﻘﺎرئ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺮ ﺧﻄﯿﺮ ﻗﺪ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻧﺠﺎﺣﻚ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﮫ‪ .‬ﻟﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎرات واﻟﺪورات ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺸﺄن‬
‫ﻓﻮﺟﺪت أن ﻛﻞ ﻣﻦ أﺗﻘﻦ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻛﺎن ﻣﻤﻦ ﻋﺮف ھﺬا اﻟﺴﺮ وآﻣﻦ ﺑﮫ‪.‬‬

‫ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺐ؟ ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻚ ھﺬا اﻟﺴﺆال؟ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎه ﻋﻨﺪك ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎل؟ إن ﻛﺎن ﻟﻚ ﺷﺮﯾﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﺳﺄﻟﮫ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪه اﺳﺄل ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ‬
‫ﻋﺸﺮة أﺷﺨﺎص ﺗﻌﺮﻓﮭﻢ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺐ ﺛﻢ ﻗﺎرن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪.‬‬

‫إن ﻛﻨﺖ ﻻ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻌﻮاطﻒ أو ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻨﮫ ﻓﻼ ﺑﺄس اﺳﺘﺒﺪل ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺤﺐ اﻟﻮاردة أﻋﻼه ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻨﺠﺎح أو اﻻﺣﺘﺮام أو اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ وﻗﻢ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺨﻄﻮات ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﻜﺮة‪ ،‬اﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ ھﻲ اﻟﻔﺎرق ﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﻄﻮر ذاﺗﮫ وﻣﻦ ﯾﺤﻠﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ‪.‬‬

‫ھﻞ ﺳﺒﻖ أن ﻛﻨﺖ ﻣﻌﺠﺒﺎ ً ﺑﺈﻧﺴﺎن أو ﻣﻨﺘﺞ أو ﺧﺪﻣﺔ أو ﺷﻲء وﺻﺮت ﻣﻘﺘﻨًﻌﺎ ﺑﮫ ﺗﻤﺎًﻣﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﻚ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻨﮫ وﺗﺪﻋﻮ إﻟﯿﮫ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻚ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺑﺤﻤﺎس‬
‫وﺣﺐ وإﺧﻼص؟ ھﻞ ﺻﺎدف أن ﻟﻘﯿﺖ أﺣﺪھﻢ أو إﺣﺪاھﻦ ﯾﺮى اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎًﻣﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﺖ وﯾﻈﻦ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻖ ﺣﺘﻰ أن ﯾﺬﻛﺮ أو ﯾﻄﺮح؟ إن أردت أن ﺗﺴﺘﺰﯾﺪ ﻓﺎﻧﻈﺮ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻘﺪھﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﯿﻦ ﻧﻮادي وﻻﻋﺒﻲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم أو ﺑﯿﻦ ﻣﺎرﻛﺎت اﻟﻤﻼﺑﺲ أو اﻟﻌﻄﻮر أو اﻟﺴﯿﺎرات‪ ،‬أو اطﺮح إن ﺷﺌﺖ ﺳﺆاﻻً ﻣﺜﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوج اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ؟‬
‫أو ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ؟ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس واﺳﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﻨﻘﺎش واﻟﺠﺪال اﻟﻨﺎﺗﺞ ﺛﻢ اﺳﺄل ﻧﻔﺴﻚ ھﻞ اﺗﻔﻖ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ إﺟﺎﺑﺔ واﺣﺪة‪ .‬أﺧﯿًﺮا ھﻞ اھﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻚ ھﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮورة اھﺘﻤﺎﻣﺎت اﻵﺧﺮﯾﻦ؟ ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻔﻖ اﻷذواق؟‬

‫إن ﺗﺼﻮرات واھﺘﻤﺎﻣﺎت وﻗﻨﺎﻋﺎت وأذواق اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺘﻠﻒ وﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺑﯿﻨﮭﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﺷﺨﺼﯿﺎﺗﮭﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﻗﺪراﺗﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﻛﺮ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﺗﻠﻘﯿﮭﻢ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ‬
‫طﺮﯾﻖ اﻟﺤﻮاس ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﻮة وﺿﻌﻔًﺎ‪ .‬إن اﻻﺧﺘﻼف‪ ،‬ھﻮ ﺳﻨﺔ طﺒﯿﻌﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ وھﻮ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻓﻤﻦ ﯾﺆﻣﻦ أن اﻻﺧﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ ھﻮ اﻷﺻﻞ‬
‫وأن اﺣﺘﻤﺎل ﻋﺪم اﻟﻔﮭﻢ وراد ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺴﻌﻰ ﺟﺎھًﺪا ﻟﺘﻨﻮﯾﻊ أﺳﻠﻮﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﺗﺪرﯾﺐ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﺠﺪ وﺻﺪق ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺴﺎب ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﺼﮫ وھﺬا ھﻮ‬
‫اﻟﺴﺮ‪.‬‬

‫وﻟﻘﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺴﺮ اﻟﺨﻄﯿﺮ ﻓﻲ أﻟﺒﻮﻣﻲ "أﺳﺮار اﻻﺧﺘﻼف وأﺳﺒﺎب اﻻﺋﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ" واﻟﺬي ﻧﺎﻗﺸﺖ ووﺿﺤﺖ ﻓﯿﮫ ھﺬا اﻟﺴﺮ ﺑﻌﻤﻖ أﻛﺒﺮ وأﺟﺒﺖ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ‬
‫اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﻜﺒﯿﺮ‪ :‬ﻟﻤﺎذا ﻧﺨﺘﻠﻒ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﻠﻐﺔ واﻻﺧﺘﻼف واﻟﺸﺨﺼﯿﺔ واﻻﺧﺘﻼف واﻟﻄﺒﺎﺋﻊ واﻻﺧﺘﻼف وآﻓﺎت اﻟﻔﮭﻢ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺣﺮﺻﺖ أن أﺟﻌﻞ ﻛﺘﺎﺑﻲ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻮن "اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﯾﻄﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﺰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ إطﺎر اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ" دﻟﯿﻼً إﺟﺮاﺋﯿًﺎ ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ظﻞ ھﺬا‬
‫اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ دون أي إﺣﺒﺎط أو ﺗﻮﻗﻌﺎت أﻋﻠﻰ أو ﺗﻮھﻢ ﺑﺄن اﻟﻤﻔﺮوض أﻻ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺧﻼف ﻟﻨﻌﯿﺶ ﺣﯿﺎة أﻓﻀﻞ‪.‬‬
 ‫أھﻢ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ‬
‫ھﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺎرات اﻟﺮﺋﯿﺴﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ وھﺬه اﻟﻤﮭﺎرات ﯾﻤﻜﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﮭﺎ ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻛﺘﺴﺎﺑﮭﺎ وإﺗﻘﺎﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ‬
‫اﻟﻤﻄﻠﻮب إﻻ ﻣﻦ آﻣﻦ أن اﻻﺧﺘﻼف ھﻮ اﻷﺻﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس؛ ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﻣﺎ ﻓﻲ ذھﻨﻚ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ ذھﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﺧﺘﻼف ﺷﺨﺼﯿﺎﺗﻨﺎ وﻗﯿﻤﻨﺎ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻨﺎ‬
‫وﻣﻘﺪراﺗﻨﺎ وﻏﯿﺮ ذﻟﻚ‪ .‬وھﺎﺗﺎن اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﺎن ھﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫• ﻣﮭﺎرات ﺣﺴﻦ اﻟﻔﮭﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ‬

‫• ﻣﮭﺎرات ﺣﺴﻦ إﻓﮭﺎم اﻵﺧﺮﯾﻦ‬

‫أﻣﺎ ﻣﮭﺎرات ﺣﺴﻦ اﻟﻔﮭﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﮭﻲ ﻗﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻮاﻋﻲ ﻟﻤﺎ ﯾﺮﺳﻠﮫ اﻵﺧﺮون ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻻﺗﺼﺎل‪ ،‬واﺳﺘﯿﻀﺎح ﻣﻌﺎﻧﯿﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺘﺄﻛﺪ أن ﺗﻠﻚ‬
‫اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ھﻲ اﻟﻤﻘﺼﻮدة ﻓﻌﻼً ﻗﺒﻞ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ رﺳﺎﺋﻠﮭﻢ ﺗﻠﻚ أو اﺗﺨﺎذ أي ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎھﮭﻢ‪ .‬وﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ھﻮ اﻹﻧﺼﺎت واﻟﺘﺮﻛﯿﺰ وﺣﺴﻦ طﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﯿﻀﺎﺣﯿﺔ وﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻮاردة ﺑﻌﯿًﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺤﯿﺰ وھﻮى اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬

‫وأﻣﺎ ﻣﮭﺎرات ﺣﺴﻦ إﻓﮭﺎم اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﮭﻲ ﻗﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﯿﻞ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ إﻟﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﺗﻮﺿﯿﺢ ﻣﻌﺎﻧﯿﮭﺎ واﻟﺘﺄﻛﺪ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ھﻲ ﻣﺎ ﻓﮭﻤﮫ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ‬
‫واﺳﺘﺨﺪام ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﮫ ﻟﺒﻠﻮغ ذﻟﻚ‪ .‬وﻣﻦ أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﺤﺪث ووﺿﻮح اﻟﻤﻨﻄﻖ وﺿﺮب اﻷﻣﺜﺎل واﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮﺿﯿﺢ وطﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ وﺻﻮل اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ھﻨﺎ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻚ إن أردت أن ﺗﻄﻮر ﻧﻔﺴﻚ ﺗﻄﻮﯾًﺮا ﻓﻌﺎﻻً أن ﺗﺤﺪد أوﻻً ﻣﺴﺘﻮى ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻋﻨﺪك وﺗﻌﺮف طﺮﻗﻚ اﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﯾﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ‬
‫ذﻟﻚ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻘﯿﺎس طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ وھﻮ اﺧﺘﺒﺎر ﺳﻠﺲ وﺳﺮﯾﻊ ﻣﻮﺟﻮد ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ طﺎﻗﺘﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺪودة ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪ :‬ﻣﻘﯿﺎس‬
‫طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ‬

‫ﺛﻢ ﺗﺴﻌﻰ ﻷن ﺗﺘﻘﻦ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل ﺛﺎﻧﯿًﺎ‪ .‬وﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال؛ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺤﻘﻖ ذﻟﻚ؟ إن أﻓﻀﻞ وأﺳﺮع وﺳﯿﻠﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ھﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﮭﺎرات ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻢ‬
‫ﻣﺤﺘﺮف واﻟﺘﺪرب ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ إﺗﻘﺎﻧﮭﺎ‪ ،‬ﻓﻤﮭﺎرات اﻟﺘﻮاﺻﻞ ھﻲ ﻣﮭﺎرات ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﻮﯾﺪ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮاءة ﻓﻘﻂ واﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻔﺮدي ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرب ﻋﻠﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻣﻌﻠﻢ ﻣﺘﻤﻜﻦ وﺷﺮﻛﺎء ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺘﻌﺎوﻧﯿﻦ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺼﺤﻚ ﺑﺎﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺪورة ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل‪.‬‬
 ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻤﺎل ﻋﺼﺐ اﻟﺤﯿﺎة وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﻌﯿﺶ ﺑﺪون ﻣﺎل ﻓﮭﻮ اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎدل ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن ﻣﻦ ﺳﻠﻊ أو ﺧﺪﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷﮭﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻀﻲ ﻗﻄﺎر‬
‫اﻟﺤﯿﺎة وﺗﺴﺘﻘﯿﻢ ﺷﺆوﻧﮭﺎ وﻟﺬﻟﻚ ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﻀﺮورات اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﺑﺤﻔﻈﮭﺎ وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻧﺠﺎح وﺗﻄﻮر ﺣﻘﯿﻘﻲ ﺑﺪون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﺴﻦ اﺳﺘﻐﻼل‬
‫اﻟﻤﺎل واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺗﻨﺒﮫ ﻟﮭﺬا اﻟﺮﻛﻦ اﻟﮭﺎم ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات إﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﻤﻌﺔ اﻻﺳﺘﺸﺎرات واﻟﺘﺪرﯾﺐ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﺒﻌﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش ﻣﻊ اﻟﻤﺘﺪرﺑﯿﻦ أو طﺎﻟﺒﻲ اﻟﻤﺸﻮرة‬
‫وﺟﺪت أن ﻣﺘﺎﻋﺐ ﻋﺪد ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ أو آﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎل وإدارة اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ أﻛﻦ أﻋﻠﻢ أن ﺳﻮء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص واﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‬
‫ﻟﻺﻧﺴﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻗﺪ وﺻﻞ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺤﺪ اﻟﺒﻌﯿﺪ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ظﺎھﺮة واﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﯿﺎن وﻟﯿﺲ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ أﺳﻮاق اﻟﻤﺎل اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ‬
‫واﻟﺨﻠﯿﺠﯿﺔ ﻋﻨﺎ ﺑﺒﻌﯿﺪ‪.‬‬

‫إن ﺳﻮء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺎل وإدارﺗﮫ رﺑﻤﺎ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﻌﻨﻮان اﻷﺑﺮز ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻤﯿﻼدي اﻷﺧﯿﺮ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ذﻛﺮت دراﺳﺔ ﻧﺸﺮﺗﮭﺎ ﺻﺤﯿﻔﺔ "اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ" اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ ‪-22‬‬
‫‪ ، 2007-9‬أن ﻋﺪد اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ اﻟﺤﺎﺻﻠﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺮوض ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮاﻋﮭﺎ ﺑﻠﻎ ﻧﺤﻮ ‪ 4.8‬ﻣﻠﯿﻮن ﻣﻮاطﻦ وﻣﻮاطﻨﺔ‪ ،‬وھﻮ رﻗﻢ ﯾﻤﺜﻞ ﻧﺤﻮ ‪ %99‬ﻣﻦ ﻋﺪد اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ‬
‫اﻟﻘﺎﺑﻠﯿﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﺮوض ﺷﺨﺼﯿﺔ )ﻣﻤﻦ دﺧﻠﻮا ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ(‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ھﺬه اﻟﺰﯾﺎدة ﺟﺎءت ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ‪ 2003‬وﺣﺘﻰ ﻋﺎم ‪ 2006‬ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺴﺎرع‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ‬
‫وﺟﻮد ﻧﺤﻮ ‪ 461‬أﻟﻒ ﻣﻘﯿﻢ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻮﯾﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻤﺼﺮﻓﻲ ﻣﺤﻠﯿﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ظﺎھﺮة ﺗﻌﺪ ﻣﺘﻨﺎﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻌﻮدي‪ .‬وﻗﺪ أﺷﺎرت دراﺳﺔ أﺧﺮى إﻟﻰ أن‬
‫ﻣﻌﺪل اﻻﺳﺘﮭﻼك ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻮاد اﻻﺳﺘﮭﻼﻛﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﯾﺰداد ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺿﻌﺎف ﻋﻦ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ .‬وﻣﺎ ھﺬا أو ذاك إﻻ ﻧﺘﺎج ﻗﻠﺔ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ أوﻻ ﺛﻢ ﺳﻮء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻣﻊ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺿﻌﻒ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺛﺎﻧﯿًﺎ‪.‬‬
 ‫وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺎل ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات؟‬
‫ﺧﻼل اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪورات واﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﻋﻠﻲ‪ ،‬وﺟﺪت أن أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ ﺑﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﯾﻌﺎﻧﻮن اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﺎل وإدارات اﻟﻤﻮارد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﮭﻢ واھﺘﻤﺎﻣﮭﻢ‪ ،‬ﻓﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ ارﺗﻜﺐ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎﻧﺒﺖ اﻟﺮﺷﺪ واﻟﺼﻮاب‪ .‬ﺑﻞ إن ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻗﺪ وﻗﻊ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺪﯾﻮن أو‬
‫اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺮھﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﺎرت ﺗﻨﻐﺺ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺻﻔﻮ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ وﺳﻼﻣﮭﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ وﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﯿﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮھﻢ أﻧﻔﺴﮭﻢ‪ .‬وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ﻗﺪﯾﻤﺎ "اﻟﺪﯾﻦ‬
‫ھﻢ ﺑﺎﻟﻠﯿﻞ ﻣﺬﻟﺔ ﺑﺎﻟﻨﮭﺎر"‪.‬‬

‫إن اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺣﺎﻻت اﻟﻌﻮز وﺿﯿﻖ ذات اﻟﯿﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻧﻮاﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﺗﻤﺜﻞ أﺣﺪ أھﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ وﻟﯿﺖ ﺿﺮرھﺎ ﯾﺘﻮﻗﻒ‬
‫ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﻗﺪ ﯾﺘﻔﺎﻗﻢ إﻟﻰ أن ﯾﺤﺮم اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أھﻢ ﻣﻮارده اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق أﻻ وھﻮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎدة اﻟﺤﯿﺎة وظﺮﻓﮭﺎ اﻟﺬي ﯾﺤﻮﯾﮭﺎ‪ ،‬وﯾﻀﻌﻒ أھﻢ‬
‫أدوات اﻹﻧﺠﺎز واﻟﻨﺠﺎح ﻋﻨﮫ أﻻ وھﻲ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻓﻤﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ وﻗﻊ ﻓﺮﯾﺴﺔ ﻟﻠﻀﻐﻮطﺎت أو اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ أن ﯾﺮﻛﺰ وﯾﻨﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ ؟!‬

‫إن ھﺬه اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وﺣﺎﻻت اﻟﻌﻮز وﺿﯿﻖ ذات اﻟﯿﺪ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻧﻮاﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﺎدة ﻋﻦ ﻋﺪم ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺎل أو اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‬
‫واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻀﻌﻒ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﮭﺎ وﺿﻌﻔﮭﺎ ﺑﯿﻦ ﺷﺨﺺ وآﺧﺮ واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﺎد ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺪارﺳﻨﺎ وأﻧﻈﻤﺘﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ‬
‫وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺈذن ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ وھﻮ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺘﻲ‬
‫ﻧﺸﺮﺣﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب وھﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻌﺮﺿﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻔﺼﻞ ودﻋﻨﺎ أوﻻ ﻧﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﯾﻘﺎس اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻔﻘﺮ؟‬
‫ﯾﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أن اﻟﻐﻨﻰ واﻟﻔﻘﺮ ﯾُﻘﺎس ﻓﻘﻂ ﺑﻘﺪر دﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﻨﻲ ھﻮ اﻟﺬي ﯾﺤﻘﻖ دﺧﻼً ﻣﺮﺗﻔًﻌﺎ أﻣﺎ اﻟﻔﻘﯿﺮ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ‪ .‬وھﺬا اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻻ‬
‫ﯾﻈﮭﺮ اﻟﺼﻮرة ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن دﺧﻞ أﺣﺪھﻢ ﻣﻠﯿﻮﻧﺎ ً وﻟﻜﻦ ﻣﺼﺎرﯾﻔﮫ ﻣﻠﯿﻮن وﻧﺼﻒ؟!‬

‫ﻒ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎرﯾﻔﮫ اﻟﺴﻨﻮﯾﺔ ‪ 80‬أﻟﻔًﺎ‪.‬‬

‫ﻟﻌﻠﻚ ﺗﻘﻮل اﻵن إن أﻓﻀﻞ ﻗﯿﺎس ﻟﻠﻐﻨﻰ وﻟﻠﻔﻘﺮ ھﻮ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺼﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﺮء‪ ،‬أي أن ﻣﻦ ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ دﺧﻞ ﺳﻨﻮي ﻗﺪره ‪ 100‬أﻟ ٍ‬
‫ﻓﺈن ﺻﺎﻓﻲ دﺧﻠﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ھﻮ ‪ 20‬أﻟﻔًﺎ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة‪ .‬وﻟﻜﻦ! وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺮب ھﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﯿﺎس اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻐﻨﻰ إﻟﻰ ﺗﻮﺻﯿﻒ اﻷﻣﺮ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻐﻔﻞ ﺟﺎﻧﺒًﺎ‬
‫ھﺎًﻣﺎ ﺟًﺪا ﻗﺪ ﯾﻘﻠﺐ اﻷﻣﺮ رأًﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ‪ .‬وﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ھﺬا اﻷﻣﺮ دﻋﻨﻲ أطﺮح اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬
 ‫ﻣﺎذا ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ دﺧﻠﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ؟! ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻌﯿﺶ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺪﺧﻞ ﻣﺎﻟﻲ؟!‬
‫ھﺬا ھﻮ ﺑﯿﺖ اﻟﻘﺼﯿﺪ واﻟﻤﺤﻚ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ‪ .‬ھﻞ ﻻﺣﻈﺘﮫ؟ ﻧﻌﻢ إﻧﮫ اﻟﺰﻣﻦ‪ .‬إن ﻗﯿﺎس اﻟﻔﻘﺮ واﻟﻐﻨﻰ ﺑﻜﻢ ﯾﺼﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻻ ﯾﻌﻜﺲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺄﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن‬
‫ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺰﻣﻦ وﻟﺬا ظﮭﺮت اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﻔﮭﻮم اﻻﺳﺘﻘﻼل أو اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ وﻟﻜﻦ!‬
 ‫ﻣﺎذا ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ؟‬
‫اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ھﻮ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﻤﺎل اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﯿﻒ اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ اﻟﺸﮭﺮﯾﺔ أو اﻟﺴﻨﻮﯾﺔ ﻟﻚ وﻟﻤﻦ ﺗﻌﻮل دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻜﺴﺐ‬
‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ أو إﻟﻰ أن ﺗﻤﺪ ﯾﺪك إﻟﻰ أﺣﺪ‪ .‬وﺣﺘﻰ ﻧﻔﮭﻢ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ دﻋﻨﺎ ﻧﺴﺄل ﻛﻢ ھﻲ ﺗﻜﺎﻟﯿﻒ ﻣﻌﯿﺸﺘﻚ اﻟﺸﮭﺮﯾﺔ؟ واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﻤﯿﮭﺎ ﺣﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫أو ﺑﺸﻜﻞ آﺧﺮ ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺘﻌﯿﺶ ﺣﯿﺎﺗﻚ أﻧﺖ وﻣﻦ ﺗﻌﻮل ﺷﮭﺮﯾًﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﺗﺮﺗﻀﯿﮫ؟ إذا ﻣﻔﮭﻮم اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﺣﺪ اﺳﺘﻘﻼﻟﻚ‬
‫اﻟﻤﺎﻟﻲ ھﻮ أﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﺸﮭﺮ وﻛﺎن ﻟﺪﯾﻚ ﻣﺪﺧﺮات ﺗﻘﺪر ﺑـ‪ 12‬أﻟﻔًﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﺎﻟﯿًﺎ ﻟﻤﺪة ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ .‬أي أﻧﻚ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﻜﺴﺐ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻠﻦ ﯾﻀﺮك ذﻟﻚ ﺷﯿﺌًﺎ وأﻧﺖ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﺎﻟﯿًﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻷن ﻋﻨﺪك ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﺣﺪ اﺳﺘﻘﻼﻟﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺸﮭﺮي ھﻮ ‪ 5000‬﷼ٍ ﻣﺜﻼ أي أن ھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﺗﺤﺘﺎﺟﮫ ﺷﮭﺮﯾﺎ ﻟﺘﺤﯿﺎ أﻧﺖ وﻣﻦ ﺗﻌﻮل ﺣﯿﺎة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻟﺪﯾﻚ ﻣﺪﺧﺮات‬
‫ﺗﻘﺪر ب‪ 300‬أﻟﻒ ﷼ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻌﯿﺶ ﻟﻤﺪة ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪﺧﺮات ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﺼﺪر دﺧﻠﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ‪ .‬أﻣﺎ ﻟﻮ‬
‫ورﺛﺖ ‪ 3‬ﻣﻼﯾﯿﻦ ﷼‪ ،‬ﻓﯿﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﻌﯿﺶ ‪ 50‬ﺳﻨﺔ دون أن ﺗﻤﺪ ﯾﺪك إﻟﻰ أﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻮﻗﻒ دﺧﻠﻚ ﺗﻤﺎًﻣﺎ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ھﻨﺎ ﯾﺘﻀﺢ ﺳﻮء ﺗﺼﻮر اﻟﺜﺮاء ﻋﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﮭﻢ ﯾﺮﺑﻄﻮﻧﮫ ﻓﻘﻂ ﺑﻜﻤﯿﺔ اﻟﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻋﻨﺪ إﻧﺴﺎن اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻣﻠﯿﻮن ﷼ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺎرﯾﻔﮫ‬
‫اﻟﺸﮭﺮﯾﺔ ﻣﻠﯿﻮن ﷼ وﺗﻮﻗﻒ دﺧﻠﮫ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯿﺲ أﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻً وﻻ أﻛﺜﺮ ﺛﺮاًء ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻣﻦ رﺟﻞ ﻟﺪﯾﮫ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ أﻟﻔًﺎ وﻣﺼﺎرﯾﻔﮫ اﻟﺸﮭﺮﯾﺔ أﻟﻒ ﷼‪.‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﻣﯿﺰان ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻷول ﻣﻠﯿﻮﻧﯿﺮ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﯿﺮ أو ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻟﻜﻔﺎف‪ .‬إن ﻋﺪم ﻓﮭﻢ أن اﻟﺜﺮاء اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻻ ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﯿﺮة ﺑﻞ‬
‫ﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺼﺮﻓﮫ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﯾﻨﺪﻓﻊ ﻟﺘﺤﺼﯿﻞ اﻟﻤﺎل اﻟﻜﺜﯿﺮ ﺑﻨﯿﺔ أن ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ وﯾﻨﺴﻰ أن اﻟﺴﺮ ﻓﻲ‬ ‫ﯾﻌﺘﻤ ﺪ أﯾ ً‬
‫اﻟﺜﺮاء ھﻮ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻐﻨﻰ وأن اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺰوات وﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ أﺳﮭﻞ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﺎﻟﺐ اﻟﻤﺤﻤﻮم ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﺳﻮء ﺗﺼﻮرات اﻟﻨﺎس ﻋﻦ اﻟﻤﺎل واﻟﺜﺮاء ﻛﺬﻟﻚ ﻧﺴﯿﺎﻧﮭﻢ أو إﻏﻔﺎﻟﮭﻢ أن اﻟﺰﻣﻦ ﻋﺎﻣﻞ ھﺎم ﺟ ًّﺪا ﻓﻲ اﻟﺜﺮاء‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﺮي ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ھﻮ ﻣﻦ ﻟﺪﯾﮫ ﻣﺎل ﯾﻐﻄﻲ ﺣﺪ اﺳﺘﻘﻼﻟﮫ‬
‫اﻟﻤﺎﻟﻲ إﻟﻰ أن ﯾﻤﻮت‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼً ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ وھﻮ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ‪ 20000‬﷼ ﺳﻌﻮدي ﺷﮭﺮﯾًّﺎ ﺛﻢ رزق ﷲ ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ ‪ 30‬ﻣﻠﯿﻮن‬
‫﷼ ﺳﻌﻮدي ﻣﻦ أرث أو ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ ﻧﺰع ﻣﻠﻜﯿﺔ ﻋﻘﺎر ﻟﮫ أو ﺗﻌﻮﯾﺾ ﻣﻦ أي ﻧﻮع آﺧﺮ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﯿﺼﺒﺢ ﻟﺪﯾﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﮫ أن ﯾﻌﯿﺶ ﻟﻤﺪة ‪ 125‬ﻋﺎﻣﺎ ً‬
‫ﺑﻨﻔﺲ ﺣﺪ اﺳﺘﻘﻼﻟﮫ اﻟﻤﺎﻟﻲ أي اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ؛ أي اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ أﻟﻒ ﷼ ﺷﮭﺮﯾًّﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺜﺎل‪ .‬وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ أن ھﺬا اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ أن‬
‫ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ أو ﯾﺘﻘﺎﻋﺪ وﯾﻌﯿﺶ إﻟﻰ أن ﯾﻤﻮت دون أن ﯾﻤﺪ ﯾﺪه إﻟﻰ أﺣﺪ‪.‬‬
 ‫وﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪﺗﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ؟‬
‫ﺗﺨﯿﻞ أن ﻟﺪﯾﻚ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل ﻣﺎ ﯾﻜﻔﯿﻚ ﻟﺘﻌﯿﺶ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻜﺴﺐ أو إﻟﻰ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ أو إﻟﻰ ﻣﺪ ﯾﺪك إﻟﻰ أﺣﺪ! ﻛﯿﻒ ﺳﺘﻜﻮن ﺣﯿﺎﺗﻚ؟ إن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ‬
‫اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻤﻨﺤﻚ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺮاﺣﺔ اﻟﺒﺎل وﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ واﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻚ وﻟﻤﻦ ﺗﻌﻮل ﻓﺤﺴﺐ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﻤﻨﺤﻚ ﻣﺎ ھﻮ أھﻢ‬
‫ﻣﻦ ذﻟﻚ‪ ،‬ﺑﻞ أھﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻘﯿﻤﺔ أﻻ وھﻮ اﻟﻮﻗﺖ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻤﺸﯿﺌﺔ ﷲ‪ ،‬ﻓﺴﯿﻜﻮن ﻟﺪﯾﻚ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ‬
‫واﻟﻔﺮاغ وﻗﺪ ﺗﺴﺘﻐﻞ وﻗﺘﻚ اﻟﻔﺎﺋﺾ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﻠﻮ ﻟﻚ‪:‬‬

‫• ﻓﯿﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺼﺮف وﻗﺘﻚ ﻓﯿﻤﺎ ھﻮ ﺧﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ وﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ‪ ،‬اﻟﺘﻘﺮب إﻟﻰ ﷲ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ‬
‫• وﻗﺪ ﺗﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﺳﺘﺜﻤﺎراﺗﻚ‪.‬‬
‫• أو ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ وإﻣﻀﺎء اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻣﻌﮭﻢ‪.‬‬
‫• أو ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ أو ﻣﻦ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﯿﻚ‪.‬‬
‫• أو ﻗﺪ ﺗﺘﻔﺮغ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ أو ﺣﺘﻰ ﻟﮭﻮاﯾﺎﺗﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬
 ‫وﻟﻜﻦ ھﻞ أﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻣﺎﻟﯿًﺎ؟‬

‫ﯾﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺪى اﺳﺘﻘﻼﻟﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﺳﮭﻮﻟﺔ وﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ 15‬دﻗﯿﻘﺔ وﻣﺠﺎﻧًﺎ ﺑﺈﺟﺮاء اﺧﺘﺒﺎر اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺔ طﺎﻗﺘﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺪودة اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫اﻷول ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺮﺟﺎء اﻟﻀﻐﻂ ھﻨﺎ ‪:‬ﻣﻘﯿﺎس اﻷﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﺗﺤﻘﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ؟‬

‫إن ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﯾﻌﺘﻤﺪ أوﻻً ﻋﻠﻰ ﺣﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن واﻟﻔﺠﻮة ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﻟﺪﯾﮫ وﻣﺎ ﯾﺴﻌﻰ إﻟﯿﮫ‪ .‬وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺤﻆ أن اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻞ ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻘﮫ ﺟﻤﻊ ﻏﻔﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻟﻜﻨﮫ أﯾﻀﺎ ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﺴﮭﻞ ﻓﮭﻮ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺻﺒﺮ وﻣﺜﺎﺑﺮة وﻟﺠﻢ ﻟﺸﮭﻮات اﻟﻨﻔﺲ وﻧﺰواﺗﮭﺎ وﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ ﺑﺈذن ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﮭﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬

‫أوﻻً‪ :‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎل‬

‫‪ .1‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺼﻮراﺗﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ ﺑﺸﺄن اﻟﻤﺎل‪.‬‬

‫‪ .2‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﻠﻤﺎل أو طﺎردة ﻟﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿًﺎ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻌﺰﯾﺰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﺘﻌﻮﯾﺪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ‬

‫‪ .1‬ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺗﺼﻮراﺗﻚ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻚ اﻹﯾﺠﺎﺑﯿﺔ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫‪ .2‬ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﻤﺎل‬
‫‪ .3‬رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ذﻛﺎﺋﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ )ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ(‬

‫ﺛﺎﻟﺜًﺎ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷوﻟﻮﯾﺎت ووﺿﻊ اﻷھﺪاف واﻟﺘﺨﻄﯿﻂ‬

‫‪ .1‬ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺣﺪ اﺳﺘﻘﻼﻟﻚ اﻟﻤﺎﻟﻲ‬

‫‪ .2‬ﻗﯿﺎس اﻟﻔﺠﻮة ﺑﯿﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺎﻟﻲ واﻟﻄﻤﻮح اﻟﻤﺄﻣﻮل‬
‫‪ .3‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺎت واﻟﻘﺪرات اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﻏﯿﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬
‫‪ .4‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷوﻟﻮﯾﺎت ﺑﻨﺎًء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرات واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت‬
‫‪ .5‬اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺪر دﺧﻞ ﻣﺘﺠﺪد ﯾﻮﻓﺮ ﻟﻚ ﺣﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻚ دون وﺟﻮدك اﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫‪ .6‬وﺿﻊ اﻷھﺪاف ﺑﻌﯿﺪة اﻟﻤﺪى وﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﻤﺪى وﻗﺼﯿﺮة اﻟﻤﺪى‬
‫‪ .7‬وﺿﻊ ﺧﻄﺔ زﻣﻨﯿﺔ ﻣﺮﻧﺔ وﻣﺤﻜﻤﺔ ﺗﻨﻘﻠﻚ ﻣﻦ وﺿﻌﻚ اﻟﺤﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫راﺑًﻌﺎ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ واﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬

‫‪ .1‬اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺨﻄﺔ‬

‫‪ .2‬ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺤﻔﯿﺰ اﻟﺬات واﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺪف‬
‫‪ .3‬ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺪى اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻤﺪاوﻣﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻗﯿﺎس اﻹﻧﺠﺎزات ﺑﺎﻟﻄﻤﻮﺣﺎت‬
‫‪ .4‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ إن وﺟﺪت وﻗﯿﺎﺳﮭﺎ‬
‫‪ .5‬ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻔﺠﻮات اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ وﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﺒﺎﺑﮭﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮭﺎ‬
‫‪ .6‬ﻣﻜﺎﻓﺄة اﻟﺬات ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﺪم وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ‬

‫ﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻚ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ؟ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻤﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺎرات وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﯾﻤﻜﻨﻚ اﻻﻟﺘﺤﺎق ﺑﺪورات ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل وﻧﻨﺼﺤﻚ ﺑﺎﻟﺒﺪء ﺑﻮرﺷﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺛﻢ أﺧﺬ دورة اﻟﻤﺎل وﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬

‫أﻣﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺔ ﺳﺆال ﻣﻌﯿﻦ أو ﻋﻦ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺤﺪدة أو ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﯿﻤﻜﻨﻚ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺸﺎرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻤﻮﻗﻊ طﺎﻗﺎﺗﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺪودة‪.‬‬
 ‫اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫ﻗﺪ ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺮء ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﯾﺪ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ أو اﻟﺒﺮﯾﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ وھﻮ ﻻ ﯾﺘﻘﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﻤﺎ أو وﻗﺪ ﯾﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄﻧﮫ أﺻﺒﺢ أﺑًﺎ وﻟﻜﻦ‬
‫ﻟﻸﺳﻒ ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ ﻣﻦ ﻣﮭﺎرات اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ذرﯾﺘﮫ وﻻﺑﺪ ﻟﮫ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﮭﺎ‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﻀﻄﺮ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ إدارة أﻣﻼك واﻟﺪه اﻟﻤﺮﯾﺾ وﻟﻜﻨﮫ ﻻ ﯾﻔﻘﮫ‬
‫ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻷرﻗﺎم ﺷﯿﺌًﺎ وﻗﺪ ﺗﺠﺪ اﻣﺮأة ﻧﻔﺴﮭﺎ زوﺟﺔ أو أﱠﻣﺎ أﻣﺎﻣﮭﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻤﺎت وﻻ ﺗﻌﺮف ﻛﯿﻒ ﺗﺆدﯾﮭﺎ وﻟﯿﺖ اﻷﻣﺮ ﯾﻘﻒ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ وﺣﺴﺐ ﺑﻞ إن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ‬
‫ﯾﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﻀﻲ ﻓﯿﮫ اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﮭﻞ وﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﻢ اﻟﯿﻮم ﯾﺴﺘﻜﻤﻞ ﻏًﺪا ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﺷﻲء ﯾﻤﻀﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺒﺮق وﻛﻞ ﯾﻮم ﯾﺠﺪ ﺟﺪﯾﺪ وﯾﺼﺒﺢ‬
‫ﻟﺰاًﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﯾﺘﻌﻠﻢ وﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﻣﮭﺎرات وﺳﻠﻮﻛﯿﺎت ﻟﯿﻜﺴﺐ رزﻗﮫ أو ﻟﯿﺤﻘﻖ أھﺪاﻓﮫ‪.‬‬

‫ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ھﻲ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﻓﻲ أطﺮوﺣﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺣﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب وھﻲ اﻟﻤﮭﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻚ وﻗﺪراﺗﻚ اﻟﺬھﻨﯿﺔ واﻟﺠﺴﺪﯾﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻠﻘﻲ واﺳﺘﯿﻌﺎب اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت و اﻷﺣﺪاث واﺳﺘﺮﺟﺎﻋﮭﺎ وﺳﺮﻋﺔ ﺗﻌﻠﻢ واﻛﺘﺴﺎب‬
‫اﻟﻤﮭﺎرات واﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺎت وﺗﻄﺒﯿﻘﮭﺎ‪.‬‬
 ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻌﯿﮭﺎ ﺟﯿًﺪا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪارس اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﻗﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ )اﻟﺼﻒ واﻟﻤﻌﻠﻢ واﻟﺠﺮس( واﻟﺬي ﻧﺸﺄ ﺑﺸﻜﻠﮫ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﺛﻢ‬
‫وﻓﺪ إﻟﯿﻨﺎ‪ ،‬ﺗﺆﻣﻦ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ ھﻮ ﻣﺠﺮد ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻧﻘﻞ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﮭﺪ ذھﻨﻲ ﺑﺤﺖ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ وﺻﻠﺖ إﻟﯿﮫ أﺣﺪث اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺗﻠﻘﯿﮭﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن وﻛﯿﻔﯿﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺪﻣﺎغ وآﻟﯿﺎت اﻹدراك‪ ،‬ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﯿﻨﺖ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﯿﺲ ﻋﻤﻼً ذھﻨﯿﺎ ً ﻣﺠﺮًدا ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ إﻧﮫ ﯾﺸﻤﻞ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻷﺣﺎﺳﯿﺲ ﻛﺬﻟﻚ‪,‬‬
‫وﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﮭﺪ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﺠﺴﺪ واﻟﺤﻮاس وأﺑﻌﺎد اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪.‬‬

‫ﻟﻘﺪ ﻋﻮدﺗﻨﺎ طﺮق اﻟﻤﺪارس اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﺻﻌﺐ وﻻ ﯾﺤﺪث إﻻ ﺑﺸﻖ اﻷﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺘﻌﻠﻢ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﺑﻼ ﻛﺒﯿﺮ‬
‫ﺟﮭﺪ ﯾﺬﻛﺮ واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺗﻠﻘﺎﺋﯿًﺎ ﻓﻲ أﺣﯿﺎن ﻛﺜﯿﺮة ﺑﻞ إﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أﻻ ﯾﺘﻌﻠﻢ! ﻧﻌﻢ! ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻲ أو ﻟﻚ أو ﻷي إﻧﺴﺎن آﺧﺮ أن ﯾﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫ﻓﺒﻤﺠﺮد أن ﺗﻌﻤﻞ ﺣﻮاﺳﻚ اﻟﺨﻤﺲ ﻛﻠﮭﺎ أو ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة وﯾﺤﺪث ﻟﻚ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬ﻓﻠﻮ ﻣﺮرت ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺗﺠﺎري وﻗﺮأت ﻻﻓﺘﺔ ﻟﻤﺤﻞ ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﮭﺬه‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﺗﻌﻠﻤﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﯾﺪ ذﻟﻚ وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻗﺲ‪ .‬ودﻋﻨﻲ أﺳﺄﻟﻚ‪ :‬ﻣﺎ أھﻢ ﻣﮭﺎرة ﯾﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮء ﺗﻌﻠﻤﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ وﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻓﻘﺪ‬
‫ھﺬه اﻟﻤﮭﺎرة ﻗﺪ ﯾﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﺷﺒﮫ ﺗﺎﻣﺔ‪ ،‬و ھﺬه اﻟﻤﮭﺎرة ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎھﺎ أﻧﺎ وأﻧﺖ دون أن ﻧﺸﻌﺮ ﺑﮭﺎ وﻗﺒﻞ أن ﻧﺬھﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ؟‬

‫وﻟﻜﻦ وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ھﺬا اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻔﻄﺮي ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ‪ ،‬إﻻ أﻧﮫ ﻗﺪ ﻻ ﯾﺤﺼﻞ ﻟﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن‪ ،‬وﻗﺪ ﯾﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎب ذاﺗﯿﺔ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﺎ ﻧﺤﻦ؛ ﻣﺜﻞ ﻋﺪم‬
‫اﻟﺮﻏﺒﺔ أو ﻗﻠﺔ اﻻھﺘﻤﺎم وﻗﺪ ﺗﺮﺟﻊ ﻷﺳﺒﺎب ﺧﺎرﺟﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع أو ﺑﺄﺳﻠﻮب أو ﺑﺒﯿﺌﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ أو ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﮭﺬه اﻷﺳﺒﺎب واﻟﻤﻮاﻧﻊ‬
‫وﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮭﺎ وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻷﻧﺴﺐ ﻟﮫ ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ وھﺬا ھﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪.‬‬
 ‫ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ‬
‫ﻟﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻤﮭﺘﻤﻮن ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺣﺪث ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﯿﮫ دراﺳﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﮭﺎرة‬
‫ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ؛ ﯾﺘﻤﯿﺰون ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﻢ ؟ وﻣﺎ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﻣﮭﺎرة ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ؟ ﻓﺨﺮﺟﻮا ﺑﺄن ھﻨﺎك أﻧﻤﺎط وطﺮق‬
‫وأﺳﺎﻟﯿﺐ وﺗﻘﻨﯿﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﺴﺮﯾﻊ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪ ,‬ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﻧﻤﻄﮫ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ اﻟُﻤﻔﻀﻞ )طﺮﯾﻘﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﺳﺒﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮھﺎ(‪ ،‬ﻓﺈذا ﻋﺮف اﻹﻧﺴﺎن‬
‫ﻧﻤﻄﮫ ھﺬا واﻟﺘﻘﻨﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻧﻤﻄﮫ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ اﻟﻤﻔﻀﻞ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻤﺮن ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻘﻨﮭﺎ واﺳﺘﻤﺮ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺴﯿﺼﺒﺢ ﺗﻌﻠﻤﮫ أﻛﺜﺮ ﻋﻔﻮﯾﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﯿﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﺳﮭﻞ‪،‬‬
‫وﻷﻧﮫ أﺳﮭﻞ ﻓﮭﻮ أﺳﺮع‪.‬‬

‫ھﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺲ رﺋﯿﺴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪ .‬اﻷﺳﺎس اﻷول ھﻮ أن اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺘﻌﻠﻢ أﺳﺮع وأﺳﮭﻞ إذا ﻛﺎن ﯾﺤﺐ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﻠﻤﮫ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﺐ ﯾﺜﯿﺮ اﻻھﺘﻤﺎم وﯾﺸﻌﻞ‬
‫اﻟﺤﻤﺎس وﯾﺪﻓﻊ ﻟﻺﻧﺠﺎز أﻣﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﯿﮫ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﮭﻮ‪ ،‬أن اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﯿﺲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ذھﻨﯿﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ إن اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺘﻌﻠﻢ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ إذا‬
‫اﺳﺘﺨﺪام ﻛﺎﻣﻞ ﺣﻮاﺳﮫ وﺟﺴﺪه وﻟﯿﺲ ذھﻨﮫ ﻓﻘﻂ‪ .‬أﻣﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﮭﻮ‪ ،‬أن ﻟﻜﻞ إﻧﺴﺎن طﺮﻗﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏﯿﺮه وأن اﻹﻧﺴﺎن إذا‬
‫ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﯿﺐ وطﺮق اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮫ ھﻮ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾﺠﻌﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪه ﺳﻠﺴﺔ ورﺷﯿﻘﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻛﺒﯿﺮ ﺟﮭﺪ‪ .‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻓﺈن اﻹﻧﺴﺎن إذا ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ ھﺬه‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺣﺎت اﻟﺜﻼث ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ واﺳﺘﻐﻠﮭﺎ‪ ،‬أﺻﺒﺢ ﺗﻌﻠﻤﮫ أﻓﻀﻞ وأﻛﻔﺄ وأﺳﺮع‪.‬‬
 ‫اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن ﺳﺮﻋﺔ وﺟﻮدة اﻟﺘﻌﻠﻢ وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷدوات واﻟﻄﺮق واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﻚ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ وﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻠﻮﺑﻚ اﻟﺨﺎص‬
‫اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ‪ .‬وﺗﺤﺪﯾﺪ أﺳﻠﻮﺑﻚ اﻟﺨﺎص اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻣﺎ ھﻮ إﻻ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻓﺮوع اﻛﺘﺸﺎﻓﻚ ﻟﺬاﺗﻚ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺪراﺗﻚ وھﻮ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻣﻦ أرﻛﺎن‬
‫ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺣﮭﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب وﻟﻌﻞ ھﺬا ﺳﺒﺐ آﺧﺮ ﻟﺠﻌﻞ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات اﻟﺮﻛﻦ اﻷول ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻓﮭﻮ ﻛﻤﺎ ﺗﺮى ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ رﻛﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻷرﻛﺎن اﻷﺧﺮى‪.‬‬

‫اﺗﻔﻖ ﺧﺒﺮاء ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ أن أول ﻣﺎ ﯾﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ أن ﯾﻜﻮن ﻋﻨﺪه رﻏﺒﺔ ﻗﻮﯾﺔ وھﺪﻓﺎ ً واﺿﺤﺎ ً ﻣﻦ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺘﻲ ھﻮ ﺑﺼﺪد اﻟﺪﺧﻮل ﻓﯿﮭﺎ‪،‬‬
‫وﻟﻌﻞ ﻏﯿﺎب ھﺬا اﻟﺸﺮط ھﻮ واﺣﺪ ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﺘﺴﺮب اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺪارس أو اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وھﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أھﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﺧﻔﺎق اﻟﺪراﺳﻲ‪ .‬إن‬
‫ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ أﻧﺖ وﻣﺎذا ﺗﺮﯾﺪ ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﯾﻮﺿﺢ ﻟﻚ طﺎﻗﺎﺗﻚ وﻗﺪراﺗﻚ وإﻣﻜﺎﻧﯿﺎﺗﻚ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﻚ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﻨﺎﺷﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿﻞ إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺤﺒﮭﺎ‬
‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ أھﺪاﻓﻚ ﻣﻦ أي ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﺪﺧﻠﮭﺎ ﻓﻼ ﯾﻀﯿﻊ وﻗﺘﻚ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺤﺐ وﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ وﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ‪.‬‬
 ‫ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺬﻛﺎء‬
‫ﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻣﺎ إﺟﺎﺑﺘﻚ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺬﻛﺎء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﯿﻚ؟ وﻣﻦ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬﻛﻲ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮك؟ وﻛﯿﻒ ﺗﻘﯿﺲ اﻟﺬﻛﺎء؟ أرﺟﻮ اﻟﺘﻮﻗﻒ ھﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﻘﺮاءة‬
‫وﻛﺘﺎﺑﺔ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺆال ﻗﺒﻞ أن ﺗﻜﻤﻞ طﺒًﻌﺎ إذا أردت أن ﺗﺴﺘﻔﯿﺪ أﻛﺜﺮ واﻷﻣﺮ إﻟﯿﻚ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة! إن ﻛﻨﺖ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي طﺮﺣﺘﮫ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻲ ﻓﻘﺮة "ﺣﻘﺎﺋﻖ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﻌﯿﮭﺎ ﺟﯿﺪا" واﻟﺘﻲ وردت أﻋﻼه‪ ،‬إﻧﮭﺎ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻓﮭﻲ اﻟﻤﮭﺎرة اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﯾﺼﻌﺐ اﻟﻌﯿﺶ دون ھﺬه اﻟﻤﮭﺎرة وﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻤﺪرﺳﺔ!‬

‫إن ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﯾﺪور ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت أﺑﺮزھﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ‪ ،‬واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ‪ ،‬واﻟﺘﻮھﺞ اﻟﻌﻘﻠﻲ‪ ،‬واﻷﻟﻤﻌﯿﺔ‪ ،‬واﻟﻄﻼﻗﺔ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ‬
‫واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺧﺰن اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﺳﺘﺮﺟﺎﻋﮭﺎ‪ ،‬واﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﯿﮭﺎ‪ .‬وﯾﺘﺮادف ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺬﻛﺎء ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻔﮭﻢ وﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ ﻛﻼم اﻟﻌﺮب‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ھﺬا ھﻮ اﻟﻤﻌﻨﻲ اﻟﻠﻐﻮي إﻻ أﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺘﻲ ﻓﻲ أذھﺎن اﻟﻨﺎس‪ .‬ﻣﺎذا ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺘﻚ ھﻞ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫اﻟﻠﻐﻮي؟‬

‫وإذا ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻓﺈﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﻼﺣﻆ أن وﺻﻒ اﻟﻨﺎس ﻟﺸﺨﺺ أﻧﮫ ذﻛﻲ أو ﻏﺒﻲ‪ ،‬ﻗﺪ ﯾﺘﻐﯿﺮ وﯾﺨﺘﻠﻒ ﺑﺘﻐﯿﺮ واﺧﺘﻼف اﻟﺴﯿﺎق أو اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺤﯿﻂ ﺑﺎﻷﺣﺪاث‪ .‬ﻓﻘﺪ ﺗﺴﻤﻊ أﺳﺘﺎذ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺎت اﻟﺒﺤﺘﺔ أو اﻟﻔﯿﺰﯾﺎء اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺎﻟﻤﯿﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﯾﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﮫ ﻛﻢ أﻧﺎ ﻏﺒﻲ؟! ﻟﻘﺪ ﻧﺴﯿﺖ أن أﻣﻸ ﺧﺰان اﻟﺴﯿﺎرة‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻗﻮد! وھﺎ أﻧﺎ ذا أﻧﺘﻈﺮ ﻣﻦ ﯾﺴﻌﻔﻨﻲ! ﻛﻤﺎ أﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﺮﺧﺔ اﻟﻤﻌﻠﻖ اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎراة ﻛﺮة ﻗﺪم " ﯾﺎ ﷲ! ﻟﻌﺒﺔ ذﻛﯿﺔ ﻣﻦ ﻻﻋﺐ ذﻛﻲ" ﺗﻌﻘﯿﺒًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺎرة‬
‫اﻟﻼﻋﺐ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺠﻤﻠﺔ ﺗﻜﺘﯿﻜﯿﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻮى‪.‬‬

‫إن ﻏﯿﺎب اﺗﻔﺎق اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ ﻣﺤﺪد ﻟﻠﺬﻛﺎء ﯾﺼﻄﻠﺤﻮن ﻋﻠﯿﮫ‪ ،‬وﻋﺪم ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﺼﺮف ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ اﻟﺬي أوردﻧﺎھﺎ آﻧﻔًﺎ‪ ،‬أدى إﻟﻰ ﻋﺪم وﺿﻮح‬
‫ﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﺳﻮاًء ﻓﻲ اﻟﺒﯿﻮت أو‬
‫ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ذﻛﻲ وﺿﺒﺎﺑﯿﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﻏﺒﻲ ﻋﻨﺪ أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﮭﻤﺎ ﺑﻜﺜﺮة ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﺧﺼﻮ ً‬
‫اﻟﻤﺪارس‪ .‬وﻛﻢ ﻣﻦ رﺟﻞ أو اﻣﺮأة ﺻﺪﻗﻮا أﻧﮭﻢ أﻏﺒﯿﺎء ﻷن أﺣﺪ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ أو اﻷﻗﺮﺑﺎء أو اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ ﻛﺎن ﯾﺼﻔﮫ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺄﻧﮫ ﻏﺒﻲ أو ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻏﺒﯿﺔ‪ .‬واﻟﻐﺮﯾﺐ ﻟﻸﺳﻒ أن‬
‫اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت واﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ واﻟﻤﺪرﺳﺎت ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام وﺻﻒ )ذﻛﻲ( ﺣﯿﻦ ﯾﺘﻮاﺻﻠﻮن ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﮭﻢ أو طﻼﺑﮭﻢ‪.‬‬

‫ﻣﺎل ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯿﺮة واﺻﻄﻠﺤﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﯾﻒ "اﻟﺬﻛﺎء"‪ ،‬ﺑﺄﻧﮫ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺼﻌﺎب‪ ،‬وﻣﮭﺎرة اﻟﺘﻜﯿﻒ ﻣﻊ اﻟﻈﺮوف‬
‫اﻟﻄﺎرﺋﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض طﺮﯾﻖ اﻟﻔﺮد‪ .‬وظﮭﺮ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻓﮭﻢ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻟﻠﺬﻛﺎء ﻟﻢ ﯾﺤﺼﺮه ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎه اﻟﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﺘﺮﻛﺰ ﺣﻮل اﻟﻄﻼﻗﺔ اﻟﻜﻼﻣﯿﺔ وﺳﺮﻋﺔ‬
‫اﻟﺒﺪﯾﮭﺔ واﻟﻔﮭﻢ وﻗﻮة اﻟﺬاﻛﺮة ﺑﻞ ﺟﻌﻠﮫ ﻣﺮﺗﺒﻄًﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻘﺪرات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺼﺎدﻓﮫ‪ ،‬ﻓﻈﮭﺮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺘﻌﺪد‪.‬‬
 ‫ھﻮارد ﺟﺎردﻧﺮ واﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺘﻌﺪد واﻟﻘﺪرات‬
‫ﻻﺣﻆ اﻟﺪﻛﺘﻮر ھﻮارد ﺟﺎردﻧﺮ أن ھﻨﺎك أﻧﻮاًﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات واﻟﻤﻮاھﺐ اﻟﻔﺮدﯾﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ھﺬه اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﻗﯿﺎﺳﮭﺎ‪ .‬وﻻﺣﻆ أن ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﻤﻮھﻮﺑﯿﻦ ﻗﺪ أﺧﻔﻘﻮا ﻓﻲ‬
‫اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﺪرات اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ – ﻋﻨﺪ دﺧﻮﻟﮭﻢ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺜﻼ – وﻟﻜﻨﮭﻢ ﺑﺮزوا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﯿﺎة‪ ،‬ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎدت وﻗﺒﻠﺘﮭﻢ‪ ،‬أو‬
‫ﺧﺎرﺟﮭﺎ‪ .‬وﻋﻨﺪﺋﺬ دﻋﺎ إﻟﻰ ﺗﻮﺳﯿﻊ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺬﻛﺎء‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﺸﻤﻞ ﻗﺪرات وﻣﻮاھﺐ ﻟﻠﻔﺮد ﻏﯿﺮ اﻟﻘﺪرات اﻟﺤﺴﺎﺑﯿﺔ أو اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﯿﺴﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ وﻋّﺮف‬
‫اﻟﺬﻛﺎء ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻋﻦ اﻷﺧﺮى‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺘﻠﻜﮭﺎ اﻷﺷﺨﺎص‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺜﯿﺮة وذﻛﺮ أن ھﻨﺎك ﺳﺒﻌﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات أو اﻟﺬﻛﺎءات‬
‫ﻋﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺮك اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮًﺣﺎ ﻟﻤﻦ أرد أن ﯾﻜﺘﺸﻒ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرات‪.‬‬

‫وﯾﻤﻜﻦ ﺗﻠﺨﯿﺺ أھﻢ ھﺬه اﻟﺬﻛﺎءات أو اﻟﻘﺪرات اﻟﺘﻲ أﻟﻒ ﻓﯿﮭﺎ ﺟﺎردﻧﺮ ﺑﻤﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫أوﻻً اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻠﻐﻮي‪ :‬وھﻮ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ اﻟﻠﻐﻮي واﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻜﻠﻤﺎت واﻟﺤﻔﻆ‪ .‬ﺻﺎﺣﺐ ھﺬا اﻟﺬﻛﺎء ﯾﺒﺪي اﻟﺴﮭﻮﻟﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫وﺗﺮﺗﯿﺒﮭﺎ وإﯾﻘﺎﻋﮭﺎ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ‪ :‬وھﻮ أﻛﺜﺮ اﻷﻧﻮاع ﻗﺮﺑًﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮﯾﻒ اﻟﻠﻐﻮي ﻟﻠﺬﻛﺎء‪ ،‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻤّﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺼﺤﯿﺢ‪ ،‬ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل أدوات اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺎﻻﺳﺘﻨﺘﺎج واﻟﺘﻌﻤﯿﻢ‪ ،‬وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ وﯾﻐﻄﻲ ھﺬا اﻟﺬﻛﺎء ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻘﺪرات اﻟﺬھﻨﯿﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﺗﺘﯿﺢ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻣﻼﺣﻈﺔ واﺳﺘﻨﺒﺎط ووﺿﻊ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوض‬
‫اﻟﻀﺮورﯾﺔ ﻹﯾﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت‪.‬‬

‫إن ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﺣﻘًﺎ أن ھﺬﯾﻦ اﻟﻨﻮﻋﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺪرات ﻓﻘﻂ ھﻤﺎ اﻟﻠﺬان ﯾﻘﻮم ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺑﺘﺪرﯾﺴﮭﻤﺎ واﺧﺘﺒﺎر اﻟﻄﻼب ﻓﯿﮭﻤﺎ )ﺣﻞ‬
‫اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ أو أﻋﺮب ﻣﺎ ﺗﺤﺘﮫ ﺧﻂ(‪ ,‬وﻟﺬا ﺗﺠﺪ أن ﻣﻦ ﻟﺪﯾﮫ اﺳﺘﻌﺪاداً ﻓﻄﺮﯾﺎ ً ﻣﻦ اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﻓﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﻨﻮﻋﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺎء ﯾﺘﻔﻮق ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ وﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺎت‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ذا ﺣﻆ ﻛﺒﯿﺮ ﻓﯿﮭﻤﺎ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ أﺣﺪھﻤﺎ ﻓﺴﯿﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﺴﺎﺋﺪ‪ .‬ﺑﻞ ﻗﺪ ﯾﺼﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ أن ﯾﻠﻔﻈﮫ ھﺬا‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺻﺮ وﺑﻮﺻﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﯿﻨﮫ ﺗﺼﻔﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻏﺒﻲ أو أﻧﮫ أﻗﻞ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ أو اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪ .‬وﻛﻢ ﻣﻦ إﻧﺴﺎن ﻓﻘﺪ ﺛﻘﺘﮫ ﻓﻲ ﻗﺪراﺗﮫ ﻟﮭﺬا اﻟﺴﺒﺐ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻔﺮاﻏﻲ‪ :‬وھﻮ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮر اﻷﺷﻜﺎل وﺻﻮر اﻷﺷﯿﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺮاغ‪ ,‬أي اﻟﻤﻜﺎن ذي اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ‪ .‬وﺗﺮﺗﺒﻂ ھﺬه اﻟﻘﺪرة ﺑﻤﺎ ﯾﺴﻤﻰ إدراك اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻜﺎن‪ ،‬ﻓﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﯿﮫ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻔﺮ ﻣﺜﻼً‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌﺮف اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﯿﮫ ﻛﻤﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﯿﮫ ﻗﺒﻞ‬
‫ﺳﻨﻮات‪ ،‬ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻏﯿﺮه أن ﯾﺤﺪد اﻟﺠﮭﺎت ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺳﻜﻨﮫ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ً اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺒﺪﻧﻲ‪ :‬وھﻮ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻌﻀﻼت اﻟﺠﺴﻢ وﺣﺮﻛﺎﺗﮫ ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺪﯾﻊ‪ .‬وھﻲ ﻣﮭﺎرة ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﻮن ﻟﯿﺘﻤﯿﺰوا‪ ،‬ﻛﻼﻋﺒﻲ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم اﻟﻤﺘﻔﻮﻗﯿﻦ‬
‫ﻣﺜﻼ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً اﻟﺬﻛﺎء اﻹﯾﻘﺎﻋﻲ اﻟﻨﻐﻤﻲ‪ :‬وھﻮ ﻗﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع واﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻰ واﻟﻨﻐﻢ واﻟﺘﺘﺎﺑﻊ اﻟﻨﻐﻤﻲ واﻟﻨﺸﺎز وھﺬه اﻟﻘﺪرة ﺗﻤﯿﺰ ﻣﻘﺮﺋﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻤﺆﺛﺮﯾﻦ‬
‫وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﻨﺸﺪﯾﻦ اﻟﻤﺘﻤﯿﺰﯾﻦ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ ً اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ :‬وھﻮ ﻗﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻢ اﻵﺧﺮﯾﻦ‪ ،‬وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ اﻟﺬي ﯾﺤﺮﻛﮭﻢ‪ ،‬وﻓﮭﻢ ﻛﯿﻒ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﮭﻢ‪ ،‬وﻛﯿﻒ ﯾﺘﻌﺎون ﻣﻌﮭﻢ وﻟﮭﺬه اﻟﻘﺪرة أرﺑﻊ‬
‫ﻣﻮاﺻﻔﺎت رﺋﯿﺴﺔ وھﻲ اﻟﻘﯿﺎدة‪ ،‬واﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت‪ ،‬واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺪﻗﺎء‪ ،‬واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺣﻞ اﻟﺼﺮاﻋﺎت‪ ،‬واﻟﻤﮭﺎرة ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻘﺪرات ﻋﻨﺪ ﺟﺎردﻧﺮ ﻓﮭﻮ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺬاﺗﻲ‪ :‬وھﻮ أن ﯾﻌﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﯾﻌﯿﺶ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وﯾﺪرك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻷﻣﻮر‬
‫واﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﺑﮫ‪ ،‬ﻣﮭﻤﺎ ﺑﺪت ﺑﻌﯿﺪة أو ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻋﻦ اﻷﺧﺮى وأن ﯾﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﯿﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮه‪ ،‬وﻣﺎھﯿﺔ وﺟﻮده وأن ﯾﻜﻮن ﺻﺎﺣﺐ طﻤﻮح وﯾﻌﺮف ﻛﯿﻒ‬
‫ﯾﻀﻊ أھﺪاﻓﮫ‪ .‬ﻓﮭﻮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﯾﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل ﺗﺄﻣﻞ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺬاﺗﮫ‪ ،‬وﻓﮭﻤﮫ ﻟﮭﺎ‪ ،‬واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻤﮫ ﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺗﮫ وأھﺪاﻓﮫ وﻧﻮاﯾﺎه‪.‬‬
 ‫ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺎت ھﺬه اﻟﺬﻛﺎءات أو اﻟﻘﺪرات ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ؟‬

‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع ھﺬه اﻟﺬﻛﺎءات أو اﻟﻘﺪرات ﻋﻨﺪك وﻓﻲ أﯾﮭﺎ ﺗﺘﻤﯿﺰ‪ ،‬ﯾﻤﻜﻨﻚ أوﻻً ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﺘﻤﯿﺰ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ﻋﻨﺪك ﻓﺘﺤﺪد ﺑﻨﺎًء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‬
‫ﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﻚ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻷﻧﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺬي ﺗﺤﺐ‪ .‬ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﺴﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرات ﻋﻨﺪك ﯾﺴﮭﻞ‬ ‫اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ ﺧﺼﻮ ً‬
‫ً‬
‫ﻋﻠﯿﻚ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺨﺘﺎر أﺳﺎﻟﯿﺐ وطﺮق اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻘﺪراﺗﻚ ﻓﻤﺜﻼ ﻗﺪ ﯾﺤﻮل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻨﻐﻤﻲ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﯾﺪ‬
‫أن ﯾﺘﻌﻠﻤﮭﺎ إﻟﻰ أﻧﺎﺷﯿﺪ ﯾﺮددھﺎ ﻓﯿﺤﻔﻈﮭﺎ ﻓﯿﺘﻘﻨﮭﺎ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻘﻮم ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻔﺮاﻏﻲ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ إﻟﻰ رﺳﻮﻣﺎت ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻓﯿﺤﻔﻈﮭﺎ ﻓﯿﺘﻘﻨﮭﺎ‪.‬‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺮف ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﺪرات اﻟﺬاﺗﯿﺔ ﻋﻨﺪك؟‬
‫ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﺪرات اﻟﺬاﺗﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻞ اﺧﺘﺒﺎر ﻗﯿﺎس ﻟﮭﺬه اﻟﻘﺪرات وھﻨﺎك ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ ﻋﺪة ﺗﺠﺪھﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫ﻓﻲ ﺑﻠﺪك ﻛﻤﺎ أن ھﻨﺎك اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ وﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺼﻤﯿﻢ ﻣﻘﯿﺎس ﻋﺮﺑﻲ ﺧﺎص ﯾﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ ھﺬه اﻟﻘﺪرات‬
‫ﻓﻲ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻣﻔﺼﻞ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ‪ 20‬ﺻﻔﺤﺔ وﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم اﻟﺒﯿﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﺤﺔ وھﻮ ﻣﻘﯿﺎس ﻏﯿﺮ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﺬي ذﻛﺮﻧﺎه ﻓﻲ أول ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‬
‫وﯾﻤﻜﻦ ﻟﻚ أن ﺗﺠﺪه ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻘﺪرات اﻟﺬاﺗﯿﺔ‬
 ‫ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﻌﻠﻢ اﻟﻤﺮء ﻣﮭﺎرة ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫ﺑﻌﺪ أن ﺗﺤﺪد ﻧﺴﺐ اﻟﺬﻛﺎء واﻟﻤﻘﺪرات اﻟﺬاﺗﯿﺔ‪ ،‬ﯾﻤﻜﻨﻚ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﻜﺘﺐ وﻣﺎ ھﻮ ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ أوﻻً وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ دﺧﻮل‬
‫اﻟﺪورات اﻟﺘﺪرﯾﺒﯿﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‪ .‬وأﻧﺼﺤﻚ ﺑﺄن ﺗﺠﺮب أوﻻً ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﮫ ﻧﻈﺮﯾًّﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ وﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ أﻧﻚ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻘﺘﻨًﻌﺎ وﻣﺘﻘﺒﻼً ﺳﺠﻞ ﻓﻲ‬
‫دورة ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ‪ .‬وﻟﻜﻦ! دﻋﻨﻲ أﺣﺬرك! ھﻨﺎك ﺧﻠﻂ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪرﺑﯿﻦ وﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﺪورات ﺑﯿﻦ ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ وﺗﻘﻨﯿﺎت أﺧﺮى‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺮاءة اﻟﺘﺼﻮﯾﺮﯾﺔ ﺗﺴﻮق ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ وﻟﯿﺴﺖ ھﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺬھﻨﯿﺔ وﻟﯿﺴﺖ ھﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﺑﻞ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرھﻤﺎ وﺳﯿﻠﺘﯿﻦ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮع اﻟﺘﻌﻠﻢ وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪة ﻟﻚ وﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻔﯿﺪة‪.‬‬

‫ﻋﻤﻮًﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ أن اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮﯾﻊ ﯾﻌﻨﻰ ﺑﺘﻌﻠﯿﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻌﻠﻢ ﺑﺄﺳﮭﻞ وأﺳﺮع اﻟﻄﺮق ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﺗﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ وﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪام‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻮاﺳﮫ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ وإﺳﺮاﻋﮭﺎ‪.‬‬
 ‫"ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻨﺎ ﻻﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات"‬

‫• ﻛﺘﺐ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬

‫ﻛﺘﺎب ﻟﻢ اﻟﺸﺘﺎت ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬

‫"ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﻣﻌﺮﻓﺘﮫ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ ﻓﻌﺎل ﻟﺬاﺗﻚ"‬

‫ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺐ ھﺬا اﻟﻜﺘﺐ ﻟﻜﻞ ﻣﮭﺘﻢ ﺑﻌﻠﻮم وﻓﻨﻮن ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺳﻮاًء ﻛﺎن ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺒﺪء ﻓﯿﮫ أو ﻣﻀﻰ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء أو ﺣﺘﻰ إذا ﻛﺎن وﺻﻞ ﻓﯿﮫ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ وذﻟﻚ‬
‫ﻷن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻤﻨﮭﺞ واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﯿﺪ ﻣﻦ ﯾﺘﺒﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻄﻮﯾﺮ ذاﺗﮫ وﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﺮﯾﻌﺘﻄﻮﯾﺮ ﻣﻦ ﯾﺮﺑﯿﮭﻢ‬
‫أو ﯾﺪرﺑﮭﻢ أو ﯾﺮﺷﺪھﻢ‪ .‬إن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﮭﺞ واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮدھﺎ ﻓﻲ أي ﻋﻠﻢ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﺘﻌﺎطﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ وﻗﯿﺎس ﺗﻘﺪﻣﮫ‬
‫وﺗﺄﺧﺮه وﺧﻄﺄه وﺻﻮاﺑﮫ‪.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻛﺘﺎب ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮف ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ وﺷﺨﺼﯿﺎت اﻵﺧﺮﯾﻦ‬

‫"رﺣﻠﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ وﻣﻔﯿﺪة ﻓﻲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت"‬

‫ھﻞ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻜﻮن إﻧﺴﺎﻧﺎ ً ﻧﺎﺟﺤﺎ ً ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻚ وﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ وﻓﻲ أﺳﺮﺗﻚ؟‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ أﻧﻚ ﺗﺮﯾﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻛﺈﻧﺴﺎن ﺳﻮى‪ .‬إن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻘﺪم ﻟﻚ ﻋﻠﻰ طﺒﻖ ﻣﻦ ذھﺐ؛أھﻢ وأﻗﻮى أدوات اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻨﺠﺎح واﻟﺘﻤﯿﺰ؛ واﻟﺬي أﺟﻤﻌﺖ ﻋﻠﯿﮫ أﻛﺜﺮ‬
‫ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮﯾﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﺪاء واﻟﻨﺎﺟﺤﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ؛ﺑﻞ وﯾﻌﺘﺒﺮ أھﻢ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ؛وأوﺿﺢ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻨﻀﻮج؛وأول طﺮﯾﻖ‬
‫اﻟﺤﻜﻤﺔ؛أﻻ وھﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‪.‬‬
‫ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ دﻟﯿﻞ ﻣﻜﺘﻮب؛ﯾﻤﱠﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﯿﻞ؛ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﻘﺪم ﻣﻦ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﺸﺨﺼﯿﺘﻚ‪.‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﻛﺘﺎب اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﯾﻄﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﺰ‬

‫"اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ إطﺎر اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ"‬

‫إن ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﯾﻌﺘﺒﺮ ﻓﺮﯾﺪاً ﻓﻲ ﺑﺎﺑﮫ؛ﯾﻀﻊ ﺑﯿﻦ ﯾﺪﯾﻚ ﺧﻼﺻﺔ رﺣﻠﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎة طﻮﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﯿﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت وﺧﺒﺮات ﻗﯿﻤﺔ وﺗﺠﺎرب ﻣﻤﯿﺰة‪ .‬ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب‬
‫ﯾﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ واﻗﻌﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻤﺮ ﺑﮫ أﻧﺖ اﻵن أو ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻀﻤﺎر أﻻ وھﻮ اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ‪.‬‬
 ‫ﺗﺴﺠﯿﻼت ﺻﻮﺗﯿﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫أﻟﺒﻮم أﺳﺮار اﻻﺧﺘﻼف وأﺳﺒﺎب اﻻﺋﺘﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ‬

‫"أھﻢ أدوات اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ أﺳﺮ ﻗﻠﻮب وﻋﻘﻮل اﻵﺧﺮﯾﻦ "‬

‫إن ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﺮار اﻻﺧﺘﻼف وأﺳﺒﺎب اﻻﺋﺘﻼف ﺣﻖ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﯿﻤﻨﺤﻚ ﺑﺈذن ﷲ ﺣﺼﺎﻧﺔ ﻗﻮﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ واﻵﺧﺮﯾﻦ‪ .‬إن‬
‫اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺳﯿﺤﻮل ﺣﯿﺎﺗﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ ً وﺳﯿﺠﻌﻠﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎدة وﺻﺤﺔ وإﻧﺠﺎز؛ﻓﻜﻢ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت واﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺜﻤﯿﻨﺔ ﺗﮭﺪر ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻜﺜﯿﺮة ﻣﻊ‬
‫أﻧﻔﺴﻨﺎ أو ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ‪.‬‬

‫‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
 ‫• ﻣﻘﺎﯾﯿﺲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫ھﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﯿﮫ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻹﻛﻠﯿﻨﯿﻜﻲ وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ وﻋﻠﻮم إدارة اﻟﻌﻘﻞ واﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ‬
‫اﻟﺬات‪ ،‬ﻗﺎم ﺑﺘﺼﻤﯿﻤﮭﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ واﻟﺨﺒﺮاء ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ واﻹرﺷﺎد اﻟﻨﻔﺴﻲ وﻋﻠﻮم اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات ﺧﺼﯿﺼﺎ ً ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‬
‫واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻌﻮدي ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص‪ ،‬وھﺬه اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎج ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ذاﺗﮫ واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻨﺠﺎح ﺑﺄﯾﺴﺮ وأﺳﮭﻞ‬
‫اﻟﻄﺮق‪.‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ﯾﻘﻮم ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺸﺮ وﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺗﺤﻠﯿﻞ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت واﻟﺬي ﻗﺎم ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻜﺒﯿﺮ‬
‫ﻛﺎرل ﯾﻮﻧﺞ وﻗﺪ ﺗﻢ إﺟﺮاء ھﺬا اﻻﺧﺘﺒﺎر ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 120‬ﻣﻠﯿﻮن ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ و ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺬھﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻮاﺋﺪ إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫إن ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﯾﺴﺎﻋﺪك ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﻧﻔﺴﻚ وﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻦ أﻧﺖ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺮﯾﻔﻚ ﺑـ‪:‬‬
‫ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺗﮭﺎ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺘﺼﺮف ﺗﺤﺖ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺸﺪﯾﺪ‬
‫أﺑﺮز ﻣﻤﯿﺰاﺗﻚ وﻋﯿﻮﺑﻚ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺘﺼﺮف ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﺳﺔ أن ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ‪ ،‬وﺗﺮﺟﻊ ﺟﺬور ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ اﻟﻼﺗﯿﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﯿﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ اﻟﻤﯿﻼدي‪.‬‬
‫ﻟﻢ ﯾﺒﺪأ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﻜﺸﻒ ﺳﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ اﻟﺨﻂ اﻟﻤﻜﺘﻮب ﺑﺎﻷﺣﺮف اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ إﻻ ﻣﺆﺧﺮ‪ ،‬وھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس اﻟﻤﺒﺘﻜﺮ ھﻮ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ؛ وﻗﺪ‬
‫ﺗﻢ ﺗﺼﻤﯿﻤﮫ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿﻦ اﻟﺒﺎرزﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ وذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻟﺘﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أھﻢ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ‪.‬‬

‫ﻓﻮاﺋﺪ إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬

‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺧﻄﻚ ﺳﻮف ﺗﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أھﻢ أﻣﻮرك اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬
‫ﻧﻈﺮﺗﻚ إﻟﻰ ذاﺗﻚ‬
‫ﺳﻤﺎﺗﻚ وطﺒﺎﺋﻌﻚ‬
‫دواﻓﻌﻚ وﻗﻮة إرادﺗﻚ ﻛﯿﻒ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮك‬
‫اھﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ً‬
‫اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﻮﻟﺪ ﻣﻊ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﻞ ھﻲ ﺻﻔﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ وﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻨﮭﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪة ؛ واﻟﺒﺪاﯾﺔ داﺋﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﺴﺘﻮى ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل اﺧﺘﺒﺎر ﻋﻠﻤﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤّﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﻟﺒﻨﺎء أو ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻟﻤﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أھﻤﯿﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم؛ وﻋﻠﻰ‬
‫ﺟﻤﯿﻊ ﻣﺴﺘﻮﯾﺎت وﻓﺮوع اﻟﺤﯿﺎة وﻋﻼﻗﺎﺗﻚ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ اﻟﻤﺤﯿﻄﯿﻦ ﺑﻚ‪ ،‬وھﺬه اﻟﻤﻘﯿﺎس اﻟﻌﺮﺑﻲ ﯾﻘﺪم ﻟﻚ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺳﻠﺲ وﻣﺒﺘﻜﺮ آﻟﯿﺔ دﻗﯿﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫ﻓﺎﺋﺪة إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﯾﻤّﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺴﺘﻮى ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ وھﻲ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪك ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻗﺪھﺎ أو ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺛﻘﺘﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻤﻠﻜﮭﺎ وذﻟﻚ‬
‫ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﯿﺎة ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﻤﻞ و اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬

‫ﻛﻢ ﻣﺮة ﺷﻌﺮت ﺑﺎﻷﻟﻢ ﺟﺮاء ﻋﺪم ﻓﮭﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻟﻚ؟ ﻛﻢ ﻣﺮة وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺳﻮء ﺗﻔﺎھﻢ دﻓﻌﺖ ﺛﻤﻨﮫ ﻏﺎﻟﯿًﺎ؟ ﻛﻢ ﻣﺮة ﻗﻠﺖ ﺷﯿﺌًﺎ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﯿﺔ ﺛﻢ أﻧﻘﻠﺐ اﻟﻤﻮﺿﻮع إﻟﻰ ﺳﻮء ﺗﻔﺎھﻢ‬
‫ﻛﺒﯿﺮ؟ وﻛﻢ ﻣﺮة ﺗﻤﻨﯿﺖ ﻟﻮ أن ھﻨﺎك طﺮﯾﻘﺔ ﺳﻠﺴﺔ وﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﺠﻨﺒﻚ ھﺬا اﻟﻌﻨﺎء؟‬
‫اﻟﺤﻤﺪ اﻵن ﯾﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻌﺮﻓﺔ واﺳﺘﺨﺪام طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ أن ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﻔﺎھﻢ ﺑﻞ وﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﻼﻗﺎت طﯿﺒﺔ ﻣﻊ ﻣﻦ ﯾﮭﻤﻚ أﻣﺮه ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺨﺪام‬
 ‫طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﯿﺴﮭﺎ ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﻋﻨﺪك ﻓﻲ ﺗﻮﺿﯿﺢ اﻷﻣﻮر وﺗﺒﺎدل اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ أو اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت‪.‬‬
‫ﻓﻮاﺋﺪ إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎﻣﻚ ﻷﺧﺬ ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﺪﯾﺪ طﺮﻗﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺳﻮف ﺗﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ‪:‬‬
‫ﻣﺎ طﺮق اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﺪك؟‬
‫ﻣﺎ ﻣﺪى ﻗﻮة ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﺎ؟‬
‫ﻣﺎ ﻣﺪى ﺗﺄﺛﯿﺮھﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻚ؟‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ اﻵﺧﺮﯾﻦ واﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ؟‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺗﺨﺼﺼﻚ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ھﻞ ﺗﻌﻠﻢ أن إﺣﺪى أﻛﺒﺮ أﺳﺒﺎب اﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﺴﺮب اﻟﺪراﺳﻲ ھﻮ دراﺳﺔ اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺪراﺳﻲ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ؟‬
‫وﻗﺪ ﺻﻤﻢ ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎرﯾﻦ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ووﻓﻘﺎ ً ﻷﺣﺪث اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ؛وﺗﻢ ﺗﻄﺒﯿﻘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻼب ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴﯿﻦ‬
‫وﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﯿﻌﺒﺮ ﺑﻚ إﻟﻰ ﺑﺮ اﻟﺴﻼﻣﺔ وﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ اﺧﺘﯿﺎر أﻧﺴﺐ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺪراﺳﯿﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ وﻓﻘﺎ ً ﻟﺴﻤﺎﺗﻚ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻮاﺋﺪ إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫إن ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﯾﺤﻘﻖ طﻤﻮﺣﻚ وﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪:‬‬
‫ھﻞ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻌﺮف أي اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﺪراﺳﯿﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ؟‬
‫ھﻞ ﺗﻌﺒﺖ وأﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﺼﻚ اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ؟‬
‫ھﻞ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻠﺘﺤﻖ ﺑﺘﺨﺼﺺ دراﺳﻲ وﻻ ﺗﻌﻠﻢ ھﻞ ﯾﻨﺎﺳﺒﻚ أم ﻻ؟‬
‫ھﻞ ﺗﺴﺘﯿﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣﺎ ً وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺘﻚ أو ﺟﺎﻣﻌﺘﻚ؟‬
‫ھﻞ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻓﻲ دراﺳﺘﻚ؟‬
‫‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺠﺎل ﻋﻤﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‬

‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫ﻣﻘﯿﺎس ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﯾﻤﮭﺪ ﻟﻚ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ أﻓﻀﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻮدك إﻟﻰ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺘﻤﯿﺰ واﻟﺜﺮاء وﻟﻦ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ؛ ﺑﻞ ﺳﯿﻤﻨﺤﻚ اﻟﻔﺮﺻﺔ‬
‫ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ً ﻟﺴﻤﺎﺗﻚ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻮاﺋﺪ إﺟﺮاء اﻟﻤﻘﯿﺎس‬
‫إن ھﺬا اﻟﻤﻘﯿﺎس ﯾﺤﻘﻖ طﻤﻮﺣﻚ وﯾﺴﺎﻋﺪك ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ‪:‬‬
‫ھﻞ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻌﺮف أﻛﺜﺮ اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻚ؟‬
‫ھﻞ ﺗﻌﺒﺖ وأﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ؟‬
‫ھﻞ ﺗﺴﺘﯿﻘﻆ ﺻﺒﺎﺣﺎ ً وأﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻚ؟‬
‫ھﻞ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﻓﻲ دراﺳﺘﻚ؟‬
 ‫ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‬

‫"ﻣﺮﺟﻌﻚ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات"‬

‫رؤﯾﺘﻨﺎ‬

‫أن ﻧﻜﻮن اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬

‫رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ‬

‫اﺳﺘﺨﺪام اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ وﺗﺮوﯾﺞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل ﺑﺎﻟﻔﺮد إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﺠﯿﺮ طﺎﻗﺎﺗﮫ واﺳﺘﻐﻼل ﻗﺪراﺗﮫ ﺣﺘﻰ ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻏﺎﯾﺘﮫ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد ‪ ،‬ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ إﯾﻤﺎن راﺳﺦ ﻓﻲ دﯾﻨﮫ وﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤﺎ ً ﻓﻲ دﻧﯿﺎه وآﺧﺮﺗﮫ‪.‬‬

‫ﻣﻨﮭﺠﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬

‫إﺿﺎءة اﻟﻈﻠﻤﺎت اﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ وﺗﻔﺠﯿﺮ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺨﻔﯿﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ اﻟﻘﺪرات اﻟﺠﻠﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﺑﯿﺌﺔ ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﺛﺮﯾﺔ وﻣﺎدة ﻋﻠﻤﯿﺔ ﻣﺘﻤﯿﺰة ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺪرﺑﯿﻦ أﻛﻔﺎء‬
‫ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻓﺮص ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻘﺪرات ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺎدي ﻟﻸﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬

‫ﻣﺒﺎدﺋﻨﺎ‬

‫اﻹﻧﺴﺎن أھﻢ اﻟﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق‬

‫اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﯾﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ‬
‫ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺤﺼﺎن إﻟﻰ اﻟﻤﺎء وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻘﺪر أن ﺗﺠﺒﺮه ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮب‬
‫اﻟﺘﻄﻮﯾﺮ واﻛﺘﺴﺎب اﻟﻤﮭﺎرات واﻟﺴﻠﻮك ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻗﺘﻨﺎع أﺻﯿﻞ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ‬
 ‫ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ‬

‫اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر‪/‬ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﯿﺪ اﻟﺸﻤﺮاﻧﻲ‬

‫ﯾﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ‪ 42‬ﻋﺎﻣﺎ ً ﯾﺤﻤﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﯾﻮس ﻓﻲ اﻟﮭﻨﺪﺳﺔ اﻟﻜﮭﺮﺑﺎﺋﯿﺔ ﺗﺘﺪرج ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻮظﺎﺋﻒ اﻟﻔﻨﯿﺔ واﻹدارﯾﺔ وﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺛﻢ‬
‫ﺗﻔﺮغ ﻣﺆﺧﺮاً ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ اﺳﺘﺸﺎرات اﻟﺘﻄﻮﯾﺮ ﻟﻸﻓﺮاد واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت وﻟﻠﺘﺄﻟﯿﻒ واﻟﺘﺪرﯾﺐ وﯾﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﯿﺎ ً ﻛﻤﺴﺘﺸﺎر ھﻨﺪﺳﺔ أﻋﻤﺎل وﺗﻨﻤﯿﺔ ﺑﺸﺮﯾﺔ‪.‬‬

‫رﺳﺎﻟﺘﮫ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎف أﻧﻔﺴﮭﻢ وﺗﻔﺠﯿﺮ طﺎﻗﺎﺗﮭﻢ اﻟﺨﻔﯿﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﺪراﺗﮭﻢ اﻟﺠﻠﯿﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﺘﻤﯿﺰ اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ واﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ‬
‫ﺛﻮرة اﻻﺗﺼﺎﻻت وﺗﻘﻨﯿﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﻓﺮﺳﺎﻟﺘﮫ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻋﻤﻼﺋﮫ ﻓﻲ ﺗﺤﯿﻖ أﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﺋﺪ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻋﻦ طﺮﯾﻖ رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة إﻋﻤﺎﻟﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ھﻨﺪﺳﺔ اﻷﻋﻤﺎل وﺗﺤﻮﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ أﻋﻤﺎل ذاﺗﯿﺘﮫ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﻨﻤﻮ ﻣﻦ ﺧﻼل إدارة‬
‫اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ووﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﻮظﯿﻔﯿﺔ وﺗﻘﻮﯾﻢ اﻷداء اﻟﻮظﯿﻔﻲ ووﺿﻊ اﻟﺮؤى واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ وﺧﻄﻂ اﻷﻋﻤﺎل وﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﻘﻮى‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وإﻋﺎدة ھﯿﻜﻠﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت وھﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎت ﻋﻠﻮم إدارة اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺔ اﻷﻋﻤﺎل‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﻗﺪم اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﺘﻄﻮﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺘﻘﻨﻲ واﻹداري ﻟﻠﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎم ﺑﺈﻋﺎدة ھﯿﻜﻠﺔ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت‬
‫وﺗﻄﻮﯾﺮھﺎ‪.‬‬

‫أھﻢ إﺳﮭﺎﻣﺎﺗﮫ‬

‫• أﻧﺸﺄ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﯿﻦ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات اﻟﺬي ﺧﺪم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 160‬أﻟﻒ ﺷﺨﺺ‬

‫‪www.MyUpower.Com‬‬

‫• ﻗﺪم اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺸﺎرات ﻷﺻﺤﺎب اﻷﻋﻤﺎل واﻟﻘﯿﺎدات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ أﻧﻔﺴﮭﻢ وأﻋﻤﺎﻟﮭﻢ‬

‫• درب ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺎرات اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ‬

‫• ﺳﺎﻋﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤﺎر واﻟﻤﺸﺎرب واﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف ﻗﺪراﺗﮭﻢ وﺗﻔﺠﯿﺮ طﺎﻗﺎﺗﮭﻢ‬

‫• ﺳﺎﻋﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻤﺎر واﻟﻤﺸﺎرب واﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻷﻋﻤﺎل واﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﮭﻢ‬

‫• ﻗﺪم اﺳﺘﺸﺎرات ﻓﻲ ﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﺛﻮرة اﻻﺗﺼﺎﻻت وﺗﻘﻨﯿﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ إﻧﺸﺎء وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺼﻐﯿﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‪.‬‬

‫• أﺻﺪر ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻷول ﺑﻌﻨﻮان "اﻟﺒﺮﻣﺠﺔ اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺮﯾﻄﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﻨﺰ" ﻛﺎن ﻟﮫ ﻗﺒﻮل ﺟﯿﺪ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻤﮭﺘﻤﯿﻦ وطﺒﻖ ﻓﯿﮫ ﻓﻠﺴﻔﺘﮫ ﻓﻲ ﺗﺒﺴﯿﻂ وﻧﺸﺮ اﻟﻌﻠﻮم‬
‫وأﺧﺬ ﻣﺎ ﯾﻔﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ‬

‫• أﺻﺪر ﺣﺪﯾﺜًﺎ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮان‪ " :‬ﻛﯿﻒ ﺗﻌﺮف ﺷﺨﺼﯿﺘﻚ وﺷﺨﺼﯿﺎت اﻵﺧﺮﯾﻦ؛ رﺣﻠﺔ ﻣﻤﺘﻌﺔ وﻣﻔﯿﺪة ﻓﻲ ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ" وھﻮ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻓﻲ‬
‫ھﺬا اﻟﻌﻠﻢ‪.‬‬

‫• أﺻﺪر ﺣﺪﯾﺜًﺎ أﻟﺒﻮم ﺻﻮﺗﻲ ﺑﻌﻨﻮان "أﺳﺮار اﻻﺧﺘﻼف وأﺳﺒﺎب اﻹﺗﻼف ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ"‬

‫• ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات واﻟﻨﺪوات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺗﻤﺮ إدارة اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ‬
 ‫• ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﯾﻮﻧﯿﺔ واﻹذاﻋﯿﺔ ﻓﻲ ‪ MBC‬و ‪ ART‬واﻟﻘﻨﻮات اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‬

‫• ﺷﺎرك ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﯾﻮﺗﯿﻮب ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات واﻟﺘﻄﻮﯾﺮ اﻹداري‬

‫‪http://www.youtube.com/user/myupower‬‬

‫ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﯾﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﺪم‬

‫ﺷﺎرك اﻟﻤﮭﻨﺪس ﺳﻠﻤﺎن ﺑﺤﻤﺪ ﷲ وﻣﻨﺘﮫ ﻓﻲ ﺗﺪرﯾﺐ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﺜﻞ‪:‬‬

‫• اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ‬

‫• أﺳﺲ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻤﺎﻟﻲ‬

‫• اﻟﻤﺎل وﺗﺨﻄﯿﻂ اﻟﺤﯿﺎة‬

‫• اﻟﻘﯿﺎدة اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ‬

‫• اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﺘﺤﻮﯾﻠﯿﺔ‬

‫• ھﻞ أﻧﺖ ﻗﺎﺋﺪ‬

‫• دﻟﯿﻠﻚ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ إﻧﺸﺎء وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ‬

‫• أﺳﺮار اﻻﺧﺘﻼف وأﺳﺒﺎب اﻹﺗﻼف‬

‫• إﻋﺪاد ﺧﻄﻂ اﻟﻌﻤﻞ ‪Business Plans‬‬

‫• إدارة اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻔﻌﺎل‬

‫• رؤﯾﺔ ورﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮظﻒ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﮭﻨﺔ‬

‫• اﻟﺮؤﯾﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﮭﺪف ودورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﻨﺸﺂت‬

‫• أﺳﺎﺳﺎت ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‬

‫• ﻋﻠﻢ أﻧﻮاع اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ اﻹدارﯾﺔ‬

‫• ﻧﻈﺮﯾﺔ ھﻨﺪﺳﺔ اﻷﻋﻤﺎل وﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ‬

‫• اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻔﻌﺎل‬

‫• اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺔ اﻷﻋﻤﺎل‬

‫• أﺳﺮار اﻟﺴﻌﺎدة‬

‫• ﻣﮭﺎرات ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬

‫• ﻓﻦ اﻟﺤﻮار واﻹﻗﻨﺎع‬

‫• إﻋﺪاد ﺧﻄﻂ اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ‬

‫• ﻣﮭﺎرات اﻟﺒﯿﻊ اﻟﻔﻌﺎل‬

‫• اﻟﺤﺲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري‪ :‬ﻛﯿﻒ ﯾﺴﺎھﻢ اﻟﻤﻮظﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﺷﯿﺪ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺸﺮﻛﺔ‬

‫• إدارة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ‬

‫• دورات إﻋﺪاد و ﺗﺪرﯾﺐ اﻟﻤﺪرﺑﯿﻦ‬

 ‫• ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻷﻋﻤﺎل إﻟﻰ أﻋﻤﺎل إﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ‪E-Business‬‬

‫• اﻟﺘﺴﻮﯾﻖ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ ‪E-Marketing‬‬

‫• ﺧﺪﻣﺎت اﻟﻌﻤﻼء إﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺎ ً‬

‫• اﺳﺘﺨﺪام اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺼﻐﯿﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ‬

‫وﻗﺪ ﻗﺪم اﺳﺘﺸﺎرات وأﻟﻘﻰ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﺂت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل‪:‬‬

‫• ‪SABIC‬‬

‫• ﺷﺮﻛﺔ راﺑﻎ ﻟﻠﺘﻜﺮﯾﺮ واﻟﺒﺘﺮ وﻛﯿﻤﺎوﯾﺎت‪ -‬ﺑﺘﺮو راﺑﻎ‬

‫• اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﻟﻠﻜﮭﺮﺑﺎء‬

‫• اﻟﺒﻨﻚ اﻷھﻠﻲ اﻟﺘﺠﺎري‬

‫• إدارة أﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺸﺮﻛﺔ اﻻﺗﺼﺎﻻت ‪STC‬‬

‫• اﻟﺪاﺋﺮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ دﺑﻲ‬

‫• ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺮاﺑﺢ‬

‫• ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻜﺔ واﻟﻤﺪﯾﻨﺔ‬

‫• وزارة اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ‬

‫• وزارة اﻟﺼﺤﺔ‬

‫• ﺷﺮﻛﺔ ﻋﻘﺎر اﻟﻘﺎﺑﻀﺔ‬

‫• ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺴﻼم ﻟﻠﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ‬

‫• ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻟﮭﻼل اﻷﺣﻢر اﻹﻣﺎراﺗﯿﺔ‬

‫ﻋﻨﻮاﻧﮫ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ‪ -‬ﺟﺪة‬

‫طﺎﻗﺎت ﺑﻼ ﺣﺪود ﻟﺘﺴﻮﯾﻖ ﺧﺪﻣﺎت اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫ﻣﺠﻤﻊ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﻼزا طﺮﯾﻖ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻄﺎﻟﻊ – اﻟﺪور اﻷول – ﻣﻜﺘﺐ ‪104‬‬
‫ﺟﻮال‪0500564696 :‬‬
‫ھﺎﺗﻒ‪ 02-2577166 :‬ﺗﺤﻮﯾﻠﺔ ‪300‬‬
‫اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ‪www.Upower.Net :‬‬
‫اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺬات‬
‫ﺑﺮﯾﺪ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪salman@upower.net :‬‬