Professional Documents
Culture Documents
المعتقدات الدينية بين السحر والأسطورة رؤية أنثروبولوجية دينية
المعتقدات الدينية بين السحر والأسطورة رؤية أنثروبولوجية دينية
خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
تاريخ نشر المقال1422/21/42 : تاريخ قبول نشر المقال 1422/40/20 تاريخ استقبال المقال1422/40/21 :
ملخص:
مستمدة من منطلقات سحرية أو من أساطير
ّ كانت للمجتمعات مند القدم معتقدات ذات طابع ديني أو
وحكايات األسالف .اعتقدت هذه المجتمعات بنفعها في مجال جلب الرزق أو الحماية من أخطار أو للعالج من
أمراض عضوية أو روحية .تخضع هذه المعتقدات في الغالب لعامل التغيرات التي تحدث داخل المجتمعات سواء
كانت ذات طابع اجتماعي أو ثقافي أو طبيعي أو قد تجتمع معاً عند بعض الشعوب.
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز طبيعة ودور هذه المعتقدات داخل المجتمعات من منظور أنثروبولوجي ديني.
Abstract :
Since ancient times human societies have beliefs of religious origins or that
derive from the Magics of the legends and tales of the ancestors. The perception of the
usefulness of these beliefs by providing means of sustenance or protection against the
dangers or treatment of diseases of biological or spiritual orders. These beliefs are
subject to societal changes and cultural or natural. This study aims to highlight the
nature of these beliefs from a perspective of religious anthropology.
Keywords: Belief, Magic, Myth, Religious, Anthropology, Religious anthropology.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
133
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
مقدمة:
يلعب الدين دو اًر مهماً في حياة اإلنسان ،فهو يعيد إليه الشعور بالطمأنينة ،ويساعده في التغلب على
المشكالت عموماً ،وبصفة خاصة التي تتعلق باألمور المجهولة في الحياة .ويمكن القول أن الدين نظام اجتماعي
يقوم على فكرة وجود موجود أو أكثر له قوى فوق الطبيعية ،ويرتكز على العالقات بين اإلنسان وبين تلك
الموجودات ،و تتشكل هذه الفكرة من منطلق ثقافي لتصبح أنماطاً اجتماعية أو تنظيماً اجتماعياً ،وهذه األنماط أو
النظم تصبح معروفة بإسم الدين.
مجسد اجتماعياً في أفعال وأنماط وتقاليد
ّ تعبير عن ثقافة مجتمع ،فهي كيان
اً تمثل الممارسات الدينية
التصورات واالعتقادات بغض
ّ مردها إلى نظم منوأعراف واعتقادات .فهذه الطقوس والممارسات ذات الطابع الديني ّ
النظر عن طريقة استيعابها وطرق التعبير عنها من طرف المنخرطين فيها أو المؤمنين بها.
منذ بدء ظهور االهتمامات المب ّكرة لألنثروبولوجيا بثقافات المجتمعات ومحاولة فهم مدى الفروق
واالختالف بين ماضي المجتمعات وحاضرها أخذ السؤال حول كيف ومدى تأثير العقائد على ُّ
تشكل الناس وفهمهم
للطبيعة والعالقات القائمة بينهم .ولعل النصوص الدينية ـ وبالذات في الكتاب المقدس بسبب إيرادها أوصافاً
عما كانت عليه حياة أسالف الشعوب الحديثة في تصرفاتهم وأفعالهم الحياتية اليومية -ما دفع بعضوتفاصيل ّ
مرت البشرية بتحوالت لتصبح على ما هي عليه اليوم؟ ونظ اًر لشيوع "االتجاه
المفكرين لطرح السؤال اآلتي :هل ّ
تطورها ،تولّد الفضول المبكر ألصحاب هذا
مرت بها المجتمعات خالل ّ مفسر للمراحل التي ّالتطوري" كطرح ّ
ّ
يفسر اإلنسان في الماضي عالقاته بالطبيعة ؟
االتجاه المفضي إلى إثارة أسئلة حول كيف كان يعتقد أو ّ
وأصبح المطلوب هو دراسة وفهم الحاالت األكثر بساطة وبدائية ،حتى تكون المادة األولية لتتبع مسار
تطور مفهوم البشرية بخصوص الدين انطالقاً من أفكار كانت سائدة حول وحدة النفس البشرية من حيث األصل.
وعلى الرغم من أن العديد من المفكرين وأوائل الباحثين األنثروبولوجيين ،سعوا الكتشاف مجموعات إنسانية ليست
تنم عن غياب أي تصورات دينية إال أن ذلك لم يتحقق؛ أي أن المجتمعات البسيطة لديها أية مفاهيم أو أفكار ّ
تعرف عليها المفكرون األوائل من أصحاب الفضول المعرفي األنثروبولوجي ،وجدوا أن مفهوم اإليمان
األولية التي َّ
بقوى فوق طبيعية ووجود تصورات ميثالوجية (تعتمد على األساطير) حول خلق الكون كانت موجودة بصورة أو
تعرف
بأخرى في كل المجتمعات البشرية ،حتى أكثرها بساطة وبدائية ،مثلما كانت عليه الحال في قارة أستراليا التي َّ
المستكشفون على سكانها األصليين الذين كانوا يعيشون حياة بسيطة جداً ،ربما كانت األكثر بساطة وبدائية بين
كبير في
تبين أن الممارسات السحرية واألساطير لعبت دو اًر اً
تم التعرف عليهم ،حيث ّ
معظم السكان األصليين الذين ّ
صقل معتقدات الشعوب اإلنسانية.
أهمية وأهداف الدراسة: .I
يش ّك ل الدين أحد المواضيع المهمة في مجال األنثروبولوجيا العامة واألنثروبولوجيا الدينية بصفة خاصة.
تعد الممارسات الدينية تعبير عن رؤية للعالم من حيث الوجود والطبيعة واإلنسان محور هذا الكون ،فهي تقدم
صو ار ألدق تفاصيل عملية البناء اإلنساني من جوانبها األخالقية واالقتصادية والسياسية وحتى األحوال
ت ّ
1
الشخصية.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
134
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
135
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
136
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
جديـدة بوسـائل مختلفـة .قـد يــتم تحقيـق اإلنعـاش االجتمـاعي والعـودة للتـوازن االجتمـاعي بظهـور ديانـة جديـدة أو فرقــة
دينية أو طائفة دينية ،فالحرمـان سـواء كـان ذات طـابع اجتمـاعي أو اقتصـادي ينـت عنـه الضـغط الـذي يولـد حركـات
14
هذه النظريات حاولت المزج بين كل ما هو اجتماعي ونفسي في تفسيرها لنشأة الدين. دينية جديدة.
أ -النظريات االجتماعية:
قدموا تفسي اًر اجتماعياً للدين نذكر "إيميل دوركـايم" الـذي عـرض أفكـاره
من أبرز العلماء االجتماعيين الذين ّ
في مؤلفه "األشكال األوليـة للحيـاة الدينيـة" سـنة ،2124وقـد اعتمـد فـي د ارسـاته علـى المعطيـات اإلثنوغرافيـة 15التـي
وتوصــل إلــى أنــه ينظــر إلــى الــدين كــأي نظــام اجتمــاعي مــا هــو إال
ّ صــيغت مــن الطوطميــة عنــد القبائــل األســترالية،
16
استجابة لمتطلبات اجتماعية ،وأنه من بين الظواهر االجتماعية.
مقدســة ،ترتكــز
يعتبــر "إيميــل دوركــايم" الــدين علــى أنــه نظــام موحــد مــن المعتقــدات والممارســات حــول أمــور ّ
المقدسة واألخرى الدنيوية .ويضيف قائال :أنه
ويميز بين األشياء ّ يفرق ّ أصوله إلى الواقع والمجتمع وليس الفرد الذي ّ
مقدسـاً
مقدساً من تلقاء نفسه ،فقطعة الحجر أو الخشب أو التمثـال ال يصـير شـيئاً ّال يوجد شيء مادي يصير تلقائياً ّ
17
بد أن يكون رم اًز ،لكن رم اًز ألي شيء؟.من تلقاء ذاته ،وانما ال ّ
مقدســة.
يقتــرح "دوركــايم" أن رمزيــات الشــيء المقــدس ترجــع إلــى أن المجتمــع يجعــل مــن بعــض األشــياء ّ
18
كرمــز .فــأفراد هــذه القبائــل ينتظمــون فــي ويعتمــد فــي أطروحات ـه علــى أن قبائــل وســط أســتراليا يســتخدمون الطــوطم
عشائر وأن لك ّل عشيرة طوطماً خاصاً بها.
والطوطم هو مركـز الشـعائر الدينيـة للعشـيرة ،ويصـبح رمـ اًز لهـا بـل وللمجتمـع ككـل ويعتمـد أعضـاء العشـيرة
على الطوطم كرمز في حياتهم ،وتتحـدد مـاهيتهم تبعـا للطـوطم الـذي يمـارس قوتـه علـى أفعـالهم وسـلوكياتهم وأفكـارهم
19
التي يجب أن يعملوا على تأكيدها من خالل ممارسة شعائر وطقوس عامة.
النظريات النفسية: ب-
تنظر هذه النظريات السيكولوجية إلى الدين على أنه يساعد على تخفيض القلق والخوف لدى األفراد الناجم
عن شعور بالشيء المجهـول .وقـد افتـرض العـالم األنثروبولـوجي "مالينوفسـكي" أن الـدين هـو اسـتجابة للقلـق والخـوف
مـن المجهــول الــذي يــؤثر فــي شخصــية األفـراد ،فالشــعور بالتهديــد يشــتت ويمــزق الجماعــة ،والتمــزق هــو المــوت ذاتــه،
ولكن من خالل الدين يؤكد اإلنسان لذاته أن الموت ليس هو النهايـة ،وانمـا تسـتمر شخصـية اإلنسـان معـه حتـى بعـد
20
الموت.
فمرده إلى نتيجـة
ويفسر "سيجموند فرويد" نشأة الدين ويميزه عن القلق الذي ينشأ خالل فترة الطفولة األولى ّ
21
التــي يوجــه الطفــل مــن خاللهــا مشــاعره نحــو أمــه ،ويصــاحب ذلــك الشــعور عــدم التوصــل إلــى حــل عقــدة "أوديــب"
بالخوف من اإلله .فالدين عند "فرويد" حاجة عصابية ينمو عند الكائنات اإلنسانية مع استمرار الحياة ،ويقف "يـون "
موقفاً معارضاً حيـث يعتبـر الـدين عالجـاً نفسـياً ،وُيرجـع القلـق إلـى خبـرات التنشـئة االجتماعيـة ،ويقتـرح أن الـدين يم ّـد
22
األفراد بحلول وعالجات للصراعات الداخلية الذاتية.
23
عــن ثقافــات وقــد اســتنت "فرويــد" مــا توصــل إليــه فــي تفســير القلــق والــدين مــن خ ـالل التقــارير اإلثنولوجيــة
المجتمع ــات البدائي ــة ،وظه ــرت آراءه ف ــي كتاب ــه "الط ــوطم والمح ــرم" ال ــذي نشـ ـره س ــنة ،2121وج ــاءت مت ــأثرة بـ ـ راء
التطـ ّـوريين ،ولــذلك ســرعان مــا انهــارت النهيــار التطوريــة ،ورغــم ذلــك لــم يســتطع "فرويــد" أن يحــرر فكـره مــن معتقداتــه
المبك ـرة التــي ارتبطــت بــالفكر التطــوري ،فأعــاد تأكيــدها فــي كتابــه "موســى والتوحيــد" ســنة .2111وقــد واجــه "فرويــد"
الموجهــة،
ّ موجـة مــن النقـد مــن طــرف زمالئـه الســيكولوجيين ،حيـث يــرى "أدلــر" أن "فرويـد" أغفــل العوامـل االجتماعيــة
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
137
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
24
وحاول أن يفسر الدين من منظور فردي.
كم ــا رك ــز عل ــى مرحل ــة الطفول ــة دون سـ ـواها م ــن الم ارح ــل العمري ــة األخ ــرى ف ــي ص ــب س ــلوكيات األفـ ـراد،
باإلضافة إلى ربط الدين بالخوف والقلق والفزع الذي يحياه الفرد ،وعليه فالدين عنـده هـو عـدم القـدرة فـي التحـرر مـن
عقـ ــدة "أوديـ ــب" ال غيـ ــر ،وهـ ــذا مـ ــا يؤكـ ــد صـ ــحة الطـ ــرح الـ ــذي يقـ ــول أن الفكـ ــر الفرويـ ــدي فكـ ــر اسـ ــتاتيكي (عكسـ ــه
الديناميكية).
المذاهب الدينية عند المجتمعات البدائية: .V
المذهب الحيويAnimisme : .2
اشتهر عالمين في تفسير نشـأة الـدين وفـق المـذهب الحيـوي وهمـا "ادوارد تـايلور" والعـالم "سبنسـر" ،وقـد
طرحـا أن أقـدم ديـن فـي الوجــود هـو االعتقـاد فـي األرواح وعبادتهـا ،حيــث يظهـر "تـايلور" أن مخيلـة األقـدمين متــأثرة
جداً باألحالم .كيف أن النائم تحت الشجرة أو في خيمة أو في كهف ،على حين فجأة يـرى نفسـه متـنقالً فـي أمـاكن
لم تطأها قدماه ،أو يرى نفسه في قتال عنيف يوشك على الهالك ،واذا به يستيقظ فيـرى نفسـه فـي مكانـه لـم يبرحـه،
فبالتــالي ومــن المعقــول أن يــذهب بــالقول بوجــود نفــس فيــه تفــارق الجســد فــي حالــة النــوم ولهــا مقــدرة التنقــل إلــى عــدة
25
وأهــم المســائل الت ــي اعتمــدها هــذا المــذهب فــي طروحاتــه وهــي :نشــأة الــنفس اإلنســانية ،عبــادة النفــوس أمــاكن.
26
اإلنسانية ،عبادة األرواح.
نشـــاة الـــنفا اةنســـانية :كــان الفيلســوف اليونــاني " "Evhemereالســباق إلــى وضــع أس ــس المــذهب أ-
الحيــوي أو حيويــة المــادة بشــرحه فكــرة اآللهــة بــتكهن الملــوك المــوتى ،وبالتــالي كان ــت أول ــى اآللهــة عنــد أصــحاب
27
المذهب الحيوي هم عبادة األسالف.
أمـا التفســير األنثروبولــوجي لنشـأة الفكـرة فيقدمــه "تـايلور" قــائال" :إنهــا نشـأت مــن اعتقــاد اإلنسـان البــدائي فــي
الحياة المزدوجة التي يحياها في يقظته من ناحية وفـي نومـه مـن ناحيـة أخـرى ،فقـد تص ّـور الحـالتين علـى اعتبـار أن
كلتيهما حياتان حقيقيتان واقعيتان ،فما يراه اإلنسان في نومه من أحـالم إنمـا هـو تعبيـر عـن حيـاة حقيقيـة قضـاها لهـا
كــل مقومــات الحيــاة التــي يمارســها أثنــاء اليقظــة .فحــين يحلــم أنــه زار بلــداً بعيــداً ،يعتقــد عــن يقــين أنــه قــام بالزيــارة.
ويستنت من هذا أن في اإلنسان يوجد كائنـان ،أحـدهما الجسـد ،وهـو الشـيء المـادي الملتصـق بالمكـان الـذي نـام فيـه
وله خاصية عدم االنتقال ،والكائن الثاني لـه القـدرة علـى االنتقـال مـن مكـان آلخـر فـي الوقـت الـذي يكـون فيـه الكـائن
األ ول (الجسد) ساكنا في حالة النوم .ومن التجارب التي تحدث لإلنسان البدائي في نومـه ومـا يـراه فـي أحالمـه ومـن
مالحظاته أن ما يقابلهم في أحالمه لهم أيضا أجساد بعيدة ونفوس قريبة منه من هذا كله ثبت لـه أن فيـه كائنـاً آخـر
28
غير جسده ،يستطيع في ظروف معينة أن يترك هذا الكائن المادي الذي يسكن فيه ،وأن ينطلق بعيداً عنه.
ومن مميزات هذا الكائن الثاني أنه أكثر حركية ،يخترق في لحظات آماداً بعيدة ،إنه أكثـر لينـا وشـفافية ،لـه
القــدرة علــى النفــاد مــن أج ـزاء الجســم ،مــن األنــف أو الفــم علــى الخصــوص ،لــه كــل الصــفات الماديــة التــي للكــائن
األول ،هذا الكائن أو القرين هو النفس ،حيث اعتقـدت المجتمعـات البدائيـة أن لهـا القـدرة الماديـة علـى اإليـذاء وانـزال
النكبات بهم ،وأن تحاربهم ألنه عـالم خفـي غيـر مرئـي ،ولهـذا كانـت القبائـل األسـترالية تلجـأ إلـى قطـع اإلبهـام األيسـر
29
لقتالهم ،لكي تفقد القتيل القدرة على االنتقام.
عبادة النفوا اةنسانية (عبادة األرواح الدينية) :إن النفس اإلنسانية متصلة مع الجسد وال تخرج منـه ب-
إال فــي حالــة المــوت فتتحــول إلــى روح لهــا قــدرة االنتقــال ،وال يســتطيع اإلنســان أن يتصــل بهــا إال بممارســته لطقــوس
خاصة .فالنفس ال تصير مقدسـة وال تعبـد إال إذا انفصـلت عـن الجسـد فـي حالـة المـوت ،فتتحـول إلـى روح لهـا قـدرة
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
138
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
االنتقــال والنفــاد فتحــدث المنــافع (روح صــالحة) واآلالم واألض ـرار (روح خبيثــة) حســب العواطــف واألحاســيس التــي
30
كانت تحتفظ بها النفوس في حالة اتصالها باألجساد.
تلك هي فكرة النفس التـي انتقلـت مـن مبـدأ حيـوي فـي جسـم اإلنسـان إلـى أن صـارت روحـاً أو قرينـاً خايـ اًر أو
تحوالً في تلك النفس اإلنسانية إلى روح مقدسـة ،فـإن أول عبـادة شري اًر أو إلهاً .ولكن إذا كان الموت هو الذي أحدث ّ
إنسانية إنما اتجهت إلـى المـوتى ،وكانـت القـرابين توضـع لهـم لتشـبع حاجـاتهم ،وكانـت أولـى المـذابح التـي تقـام عليهـا
31
هذه القرابين هي القبور واللحود.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
139
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
يحامي الحيوان الطوطم عن أصحابه ويدافع عنهم ،كما قد يكشـف لهـم عـن المسـتقبل ويكـون لهـم -
أمـا إذا كـان الطـوطم حيوانـاً مفترسـاً يخشـى شـره فاالعتقـاد السـائد أنـه يكـف أذاه عـن القبيلـة
دليالًّ .
التي تسمى باسمه.
34
يؤمن أفراد القبيلة الطوطمية بوجود نسب يربطها بطوطمها وبأنها واياه من أصل واحد. -
ينظــر األنثروبولوجيــون إلــى الطوطميــة باعتبارهــا تعبي ـ اًر عــن وحــدة الجماعــة وتضــامنها وتماســكها وهــو يمــد
الحيــاة االجتماعيــة باســمه ،وهــم يقومــون بــبعض الطقــوس والشــعائر العتقــادهم بأنــه يعطــي العشــيرة القــوة ،وألن هــذه
الطقوس تحافظ على قوة الحية للحيوان الطوطم ،وتجعله يتكـاثر ويتضـاعف ،وهـم ال يقتلـون وال يـأكلون هـذا الطـوطم
وانما يترك ليتكاثر وليمد العشائر األخرى بالطعام ،فإذا كان حيوان "الكانغـارو" مـثال طوطمـاً لعشـيرة مـا ،فمعنـى ذلـك
أن هذه العشيرة تتخذ هذا الحيوان رم اًز لها يميزها عن غيرها من العشائر األخرى ،ولقبـاً يحملـه جميـع أفرادهـا للداللـة
35
النتمائهم إليه ،وتعتقد أنها وفصيلة "الكانغارو" من طبيعة واحدة.
يوجــد فــي بعــض الــنظم االجتماعيــة الطوطميــة نــوع مــن تقســيم العمــل وتحديــد دور كــل مــن الرجــل والم ـرأة،
وكبار السن والصغار ،وكذا طقوس الزواج وتأسيس األسرة .فالطوطم شيء أساسي في ثقافة المجتمع الذي يؤمن به
وهو شكل من أشكال التنظيم االجتماعي ،وقد يشكل شريعة وقانون الجماعة .والطـوطم شـائع عنـد الهنـود الحمـر فـي
36
أمريكا الشمالية وأستراليا والقبائل البدائية وشعوب البانتو في إفريقيا.
عرفــت العــرب فــي الجاهليــة عبــادة التماثيــل أو األصــنام وهــذا نــوع مــن الطوطميــة .أمــا فــي العهــد اإلســالمي
وخاصة في عهـد الخليفـة عمـر ابـن الخطـاب رضـي اهلل عنـه الـذي قـام بقطـع الشـجرة التـي أقيمـت تحتهـا بيعـة العقبـة
تحول بعض المسلمين إلى تمجيدها وتقديسها ،وبالتالي يعد هذا نـوع مـن الطوطميـة فـي العهـد اإلسـالمي
الثانية حين ّ
قام الخليفة الفاروق باستئصالها نهائياً لتصحيح عقيدة المسلمين نحو عبادة اإلله الواحد (عقيدة التوحيد).
السحر واألنثروبولوجيا: .VI
الســحر ظــاهرة اجتماعيــة عرفتهــا وال ت ـزال تعرفهــا جــل المجتمعــات اإلنســانية ،كمــا أن للخصوصــية الثقافيــة
للمجتمعــات عالقــة فــي تحديــد مكانــة الســحر داخــل المجتمعــات ونظ ـرة أفرادهــا لــه ،فالســحر يمكــن أن يكــون ممارســة
دونية في بيئات اجتماعية ثقافية معينة ،بينما مبجل ومرغوب فيـه مـع الحـث عليـه فـي بيئـات اجتماعيـة ثقافيـة أخـرى
نظ ار للخدمة التي يقدمها ألفراد المجتمع.
يعتمد السحر على اعتقاد ما في نوع من أنواع من القوى والطاقات فوق الطبيعية ،وليس مـن الضـروري أن
يكون مرتبطاً بالدين ،ولكن فـي غالـب الحـاالت يكـون مرتبطـا ارتباطـاً وثيقـاً بـه خاصـة عنـد المجتمعـات البدائيـة التـي
تؤمن بتعدد اآللهة وغيرها وبالتالي من الصعب الفصل بين السحر والدين عند هذه المجتمعـات ألن معتقـداتها تعتمـد
على اإليمان بوجود قـوى فـوق الطبيعـة .كمـا أن الكثيـر ممـن يمارسـون السـحر هـم مـن رجـال الـدين كمـا كـان السـحرة
37
المقدسة.
في أوربا العصور الوسطى يستخدمون نصوصاً من الكتب ّ
ويميــز "جــيمس فريــزر" بــين الســحر
اســتخدمت المجتمعــات البدائيــة الســحر لكــي تتعامــل مــع العــالم الغيبــيّ .
والدين ،عن طريق السحر يقوم الفرد بتقديم توسالت إلى قوى الغير علوية ،بينما الدين هـو وسـيلة للتقـرب إلـى القـوى
العلوية ،ويهدف الدين إلى السيطرة على نظام الطبيعة وتتحكم فيه كائنات عليا ،بينما يتبع السحر نظام الطبيعة.
وقد اعتقد "جيمس فرايزر" وهو مـن أصـحاب الطـرح التطـوري الـذين اعتبـروا أن السـحر شـ ّكل حقبـة تاريخيـة
من حقب المسيرة اإلنسانية حيث أروا فيه أولى المحطات هذه المسيرة ثم جاء بعدها الدين ثم تاله العلم أو مـا يعـرف
بالوضعية.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
140
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
أما "مالينوفسكي" فقد اهتم بوظيفـة السـحر والـدين فـي حيـاة المجتمعـات ولـم يـولي اهتمامـاً لنشـأة كـل منهمـا.
وميز بين الشعائر الدينية والممارسات السحرية ،فاألولى ليس لها غرض خفي في حين أن الثانية تهدف إلـى تحقيـق
ّ
غرض خـاص ،وأن كـل هـدف لـه متضـمنات سـيكولوجية وسوسـيولوجية ،علـى سـبيل المثـال مـا الحظـه "مالينوفسـكي"
عندما قامت أعاصير في ميالنيزيا أثناء إجراء دراسته الميدانية أن أحد السحرة وهو يأمر اإلعصار بـالتوقف ،ويؤكـد
38
ألفراد القبيلة أن ليس ثمة ضرر سيلحق بقريتهم.
وقد أدرك "مالينوفسكي" من خالل هذا الموقف وظيفة السحر الحقيقة ،فهـي تـؤدي مـن الناحيـة السـيكولوجية
إلى التكامل العقلي والثقة في شـخص واحـد ،ويسـتطيع عـن طريقهـا توحيـد التنظـيم فـي الوقـت والظـروف التـي تتطلـب
تغيـر مـن
حركة منظمة وفعالة .وحسـب "مالينوفسـكي" فـإن سـكان "التروبريانـد" يعتقـدون فـي الشـعائر السـحرية أنهـا ال ّ
الطبيعــة ،فهــم يعرفــون قــدرات اإلنســان ،وأن الســحر يعطــيهم فقــط اإلحســاس باألمــان ،فالســحر عنــدهم لــيس خطــأ أو
شيطاناً ،وانما يعتقد "مالينوفسكي" أن السحر هو طريقة للتعامل مـع األخطـار الحقيقيـة التـي تهـدد حيـاة األفراد،ولـذلك
39
فهو يقوم أساساً على الحاجات النفسية.
أكــد "مالينوفســكي" علــى أن وظــائف الســحر والــدين تعمــل علــى تخفــيض القلــق والخــوف واإلحســاس بــاألمن،
بينمــا يــرى "راد كليــف ب ـراون" أن الشــعائر الســحرية تعمــل علــى إثــارة القلــق والشــعور بعــدم األمــان والخطــر ،المالحــظ
يلمــس نــوع مــن التعــارض فــي الــرؤى لكــن الحقــائق تبـّـين وجــود تكامــل بعضــهما الــبعض .ويرجــع اخــتالف تفســير كــل
منهما إلى طبيعة الشعائر التي تؤدى في المجتمع ،فالفرد الذي نشأ فـي ثقافـة لهـا تقاليـد خاصـة بـه فـي أداء الشـعائر
قد يجد فيها وسـيلة للـتخلص مـن القلـق ،وعـادة مـا يكـون األداء فـي شـكل جمـاعي ،وبالنسـبة للعـالم "راد كليـف بـراون"
فــإن حــاالت القلــق التــي تظهــر يكــون ســببه وجــود الشــعائر ،وتــؤدي المشــاركة فــي أداء الشــعائر إلــى ضــغوط نفســية
عامة ،مما يعزز التماسك االجتماعي وضرورة المشاركة في أدائها.
اشــترك العالمــان "مالينوفســكي" و"ب ـراون" فــي اهتمامهمــا بد ارســة وظيفــة الــدين داخــل المجتمــع .فمالينوفســكي
ك ــان يه ــتم بالوظ ــائف الس ــيكولوجية الت ــي يؤديه ــا الس ــحر وال ــدين للف ــرد كتخفي ــف القل ــق والخ ــوف ،بينم ــا اه ــتم "بـ ـراون"
40
بالوظيفة االجتماعية للسحر والدين.
فرغم التقدم المعرفي والعلمـي الـذي يشـهده العـالم خاصـة فـي أمريكـا وأوربـا إال أنـه لـم يقـف عائقـا فـي طريـق
السحر بل نجد أن هذا األخير عاد بقوة إلى هذه المجتمعات نتيجة للفراغ الروحي الذي تتخبط فيه وكثرة القلـق الـذي
يعيشــه أفرادهــا .فالــدين فــي نظــر المختصــين الســبيل الوحيــد إليقــاف الســحر ،فكلمــا تشــبعت المجتمعــات بالــدين كلمــا
تراجع السحر والعكس صحيح.
يقــول "مارس ـيل مــوس"" :الســحر هــو إمســاك ذرائعــي بقــوى غيــر بش ـرية وتحويلهــا لمصــلحة شخصــية ،بينمــا
41
يتوجه الدين بصورة جماعية نحو قوى متسامية تلعب دو اًر اجتماعياً توحيدياً.
مع ذلك تظهر السمات السحرية في األشكال الخارجية للدين ،فتمارس الطقوس السحرية تـأثي اًر تلقائيـاً دونمـا
اعتب ــار للحري ــة األش ــخاص أو لقيم ــة الفع ــل أو الموض ــوع األخالق ــي ،فعن ــدما تُق ـ ّـدم القـ ـرابين وال ــذبائح ُيعتق ــد بمق ــدرتها
الحياتية لصالحنا ،وكذلك األمر في حمل حجاب أو التميمة أو تعويـذة يفتـرض أن هنـاك روحـاً أو قـدرة خاصـة تفعـل
من خاللها ،والمحظورات والمحرمات الخاصة بأشـياء أو أفعـال أو أشـخاص يشـكل واحـدا منهـا خطـ اًر علـى اإلنسـان،
42
هي غريبة عن مفهوم مسؤولية الشخص أو القصد ،لكون اإلخالل بها يستتبع خسارة تلقائية.
ويدم السحر األبيض أو اإليجابي ما يمكن تسميته بالممارسة التطبيبية أو العالجية ،بينمـا السـحر األسـود
ُ
أو السلبي يمكن تسميته بالشعوذة نظ اًر للغايات التي يهدف إليها والمتمثلة في إلحاق الضرر واألذى باآلخرين.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
141
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
يهدف سحر الحماية إلى تخليص اإلنسان من مؤثرات السوء ،إذ يحاول الشخص في عملية فك السـحر أن
يســتحوذ علــى القــوى الحيــة آلخــر (وهــذا مــا يســمى الرقيــة) مــن خــالل عنصــر منــه :شــعرة ،ظفــر أو لبــاس ،ويســود
االعتقــاد هنــا بــأن جــزءاً مــن المخلــوق ســوف يــؤثر عليــه بكاملــه ،هــذا مــا يبــين كيــف أن الســحر يعكــس المنطــق وعلــم
البي ــان م ــن خ ــالل الكناي ــة (الدالل ــة عل ــى الك ــل م ــن خ ــالل الج ــزء) ،أو م ــن خ ــالل االس ــتعارة (الدالل ــة عل ــى المثي ــل
43
بالمثيل).
44
يقدم "تايلور" أربعة أسباب إليمان الشعوب بالسحر وهي:
-بعض نتائ السحر تحدث فعالً ولكن ال شك في ذلك من قبل الصدفة.
-غالبـ ـاً م ــا يس ــتخدم الس ــاحر الخ ــداع واإليه ــام واإليح ــاء والتالع ــب باأللف ــاظ العمومي ــة الت ــي تحتم ــل كاف ــة
التأويالت الشخصية.
-المؤمنون بالسحر يذهلون من النتائ التي تحدث ويتأثرون بها.
-عدم تحقق المطالب يفسر دائماً بوجود قوى سحرية مضادة تعمل علـى عـدم إنجـاح المطلـوب وتسـتدعي
أعماالً سحرية أخرى ضد السحر المضاد.
ويعتقد "جيمس فريزر" أن السلوك السحري واالعتقاد فيه يشابه العلـم ،ألنهمـا يفترضـان أن تسلسـل الحـوادث
مـرتبط ببعضــه وأن الحــدث الســابق يصــبح مســبباً لالحــق .لكــن الســحر يتضــمن المعتقــد والشــكل والســلوك وهــذه قائمــة
غير قابلة للنقد أو االختبار والتجربة والتعديل كما هو الحل في المنه العلمـي ،والـى جانـب ذلـك فالسـحر ال يعتـرف
بوجــود أدلــة مناهضــة ،بــل علــى العكــس يتطلــب اقتناع ـاً مؤمن ـاً ال يعتريــه الشــك ،وبــذلك هــو علــم دوغمــاتيكي ،ولكنــه
45
مقبول تماماً عند المؤمنين به.
نلخص أهم النقاط المتعلقة بموضوع السحر وهي كاآلتي:
من الناحية التاريخية يعد السحر من أقدم الممارسات التي لجأ إليها اإلنسان لحل مشكالته. -
ظاهرة السحر ال ترتبط بالمجتمعات ذات الثقافة البدائية بل حتـى المجتمعـات المتقدمـة تنتشـر فيـه -
هذه الظاهرة.
يعتبـر السـحر مســتوى مـن مسـتويات التفكيــر الالعقالنـي ولكــن هـذه الالعقالنيـة ينظــر لهـا بالنســبة -
للمشتغلين بالسحر والمقبلين عليه عقالنية نظ اًر للخدمـة االجتماعيـة التـي يقـدمها لهـم وقـوة اإلقنـاع
يتميز بهما عندهم.
واإليمان اللتين ّ
وجود نوعان من السـحر ،سـحر أبـيض أو النـافع وسـحر أسـود أو الضـار مـع التمييـز بـين السـحر -
النافع والرقية ،حيث أن الساحر سواء بالنسبة للسحر النافع أو الضار يلجأ فـي عملـه إلـى التقـرب
مــن قــوى روحيــة والجــن والشــياطين ،بينمــا ال ارقــي الــذي يســتعمل الرقيــة الشــرعية يلجــأ إلــى الكتــب
السماوية سواء اإلنجيل بالنسبة للمسيحيين والنصـارى والقـرآن الكـريم واألحاديـث النبويـة الصـحيحة
بالنسبة للمسلمين.
إلــى جانــب أســباب اإلقبــال علــى الســحر والســحرة التــي ذكرهــا "تــايلور" هنــاك أســباب أخــرى يمكــن -
إدراجها كجهـل األفـراد واسـتغاللهم مـن طـرف السـحرة ،ضـعف الـوازع الـديني والفـراغ الروحـي التـي
تعيشه أغلـب المجتمعـات المتقدمـة وسـيادة الفكـر المـادي النفعـي ،فشـل وعجـز الطـب الحـديث فـي
تقديم الخدمات العالجية الالئقة وخاصة الطب النفسي التـي لـم يصـل إلـى حـد اآلن لعـالج العديـد
عدة مجتمعات.
من األمراض النفسية إلى جانب عدم اإليمان به واإلقبال عليه في ّ
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
142
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
50
فالن أي أتانا باألساطير.
يعتبر بعض الباحثين أن كلمـة أسـطورة مقتبسـة مـن اليونانيـة " "Historiaوتعنـي الحكايـة أو القصـة ،إال أن
51
أسطورة تعني قصة غير حقيقية ،بينما كلمة " "Historiaتعني تاريخ.
يتفق المؤرخون بأن تاريخ األسطورة يسبق ظهور الكتابة بزمن طويل ،فقد تمكنت الحمـالت الغربيـة الحديثـة
مـع نهايــة القــرن 21التـي توجهــت للتنقيــب عــن اآلثـار فــي بــالد الشـام والعـراق ومصــر مــن العثـور علــى ألـواح طينيــة
دونــت عليهــا رســومات ورمــوز واشــارات كتبــت بأشــكال مختلفــة وتطـ ّـورت زمانيـاً حســب الم ارحــل
وأرقــام وجــدران معابــد ّ
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
143
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
المدونات باألساطير .وتعد بالد سومر أقدم الحضارات التي اهتمت بالتـدوين والتسـطير ّ الحضارية ،حيث عرفت تلك
كما دلت عليه االكتشافات .أما ما يخص تاريخ بداية الكتابة الرمزية ومن خـالل المعطيـات التراثيـة يقـال بـأن "أنـوش
هـو أول مـن خـدش الخـدوش" ،وأنـوش مـن سـاللة آدم اهتـدى إلـى الـنقش علـى الطـين عنـدما الحـظ أثـار أقدامـه علــى
52
األرض.
جـ ــاء فـ ــي كتـ ــاب الميثولوجيـ ــا السـ ــورية ،تعريـ ــف لألسـ ــطورة عـ ــن الفيلسـ ــوف "ميرسـ ــيا إيليـ ــاد" :أن الميتـ ــوس
( )Mythosوهي عند اإلغريق تعني الحكاية ،واألسطورة تحكـي قصـة مقدسـة وحادثـا وقـع فـي زمـن غـابر ،وال تـروي
وتفســر مــا هــو ك ـائن وموجــود فعــال ،لــذلك هــي قصــة حقيقيــة .ويضــيف" :إن األســاطير األســطورة إال مــا حــدث فعــال ّ
تنبع ــث م ــن حاج ــة ديني ــة عميق ــة تظه ــر ف ــي ص ــيغة اجتماعي ــة ومتطلب ــات عملي ــة .وف ــي المجتمع ــات البدائي ــة تلع ــب
تعبر عن المعتقدات ،إنها تشريح حقيقي للديانـة البدائيـة وللحكمـة العمليـة كمـا يقـول العـالم
األساطير دو اًر ضرورياً إذ ّ
53
األنثروبولوجي مالينوفسكي".
تع ـ ّـد األس ــطورة م ــن المواض ــيع الخص ــبة ف ــي مج ــال األنثروبولوجي ــا العام ــة األنثروبولوجي ــا الثقافي ــة والديني ــة
خاصة ،فهي كما يقول عبد الباسط سيدا على لسـان مالينوفسـكي" :هـي ركـن أساسـي مـن أركـان الحضـارة اإلنسـانية،
وتقومها ،وتضمن فعالية الطقوس ،وتنطـوي علـى قـوانين عمليـة
تنظم المعتقدات وتعززها ،وتصون المبادئ األخالقية ّ
54
لحماية اإلنسان".
وعليه نستنت أن األسطورة أو علم األساطير ( )Mythologyهي قصة اإلنسان ومسيرته عبر األزمنة تلك
القصة التي طغت عليها الذاتية والخيال ورسمت سطورها العواطف البشرية.
نشاة وأصل األساطير: .1
األسطورة تشمل جميـع مجـاالت الحيـاة فهـي مـرآة لهـا ،وهـي ليسـت وليـدة شـخص بعينـه حتـى يعـرف أصـلها
وتاريخه ــا ،ب ــل ه ــي حكاي ــات الق ــدماء ال ــذين ذهبـ ـوا فيه ــا م ــذاهب ش ــتى ،فاش ــتملت عل ــى بع ــض ميـ ـزات مش ــتركة ب ــين
55
الشعوب ،وبذلك تلونت بلون الراوي ،الذي يتركها بدوره لرٍاو آخر ،يزيد عليها من تأليفه وخياله وابداعاته.
في الغالب تفتقر األسطورة لعنصر النقاء من خالل تدخل الراوي في التعديل واإلضافة ،األمر الذي يجعلها
متغي اًر باستمرار.عكس الدين الـذي يمتـز بالتبـات واالسـتقرار ،وعليـه ال يوجـد أصـل وال تاريخـاً دقيقـاً صـريحاً
موضوعاً ّ
لألسطورة نظ اًر لغياب المصدر ،باإلضافة إلى أن المحتوى غير مستقر من رٍاو آلخر.
يقول العقاد" :يرى كثير من الناس أن األساطير هي أصل الدين بـين الهمـ ،وهـذا الـرأي ال يمكـن أن نقبلـه
بكــل مــا فيــه ،فالعقائــد الهمجيــة هــي عقائــد الشــعوب البدائيــة قــد تلبســت باألســاطير ،فالعالقــة موجــودة بــين األســطورة
والعقيدة الدينية ،ولكن ليست كل العقائد الدينية عند جميع القبائل الفطرية نجدها في األسطورة ،بمعنى آخـر أوضـح،
56
أن الدين قد يحتوي األسطورة ،ولكن األسطورة ال تحتوي الدين".
إالّ أن هناك العديد من اآلراء المخالفة لرأي العقاد وأصحاب وجهة النظر القائلة بأن الدين يحوي األساطير
والعكس غير صحيح ،مستدلين من خالل الدراسات التحليلية لألساطير القديمة .فمثالً تم العثور علـى لوحـات دونـت
عليها أساطير مثل تلك التي تروي حادثة الطوفان والتي هي موجودة في الكتب السماوية ،باإلضافة إلى أمثلة أخرى
مشابهة.
وحســب "كــومالن" ( )Commelinفــإن األســاطير هــي مجموعــة مــن األكاذيــب ،ولكــن هــذه األكاذيــب كانــت
ولقرون طويلة مواضيع اعتقاد بـل حقـائق لعقـول عـدة شـعوب كـاإلغريق والرومـان ،ومـن ثـم وجـب احترامهـا ود ارسـتها
57
وهــي بــذلك مرحلــة مــن الم ارحــل الحاســمة لظهــور العقيــدة الدينيــة عنــد األمــم البدائيــة ،وقــد ســاعدت لالســتفادة منهــا.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
144
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
الثقافة الشعبية والتنشئة االجتماعية عند هذه الشعوب على الحفاظ على هذا المنت وبقائه إلى هذا اليوم.
بالنسبة لعلماء األساطير وبالخصوص األنثروبولوجيين تروي األسطورة قصة حقيقية أوهي حكاية مقدسة قد
ســاهمت العوامــل االجتماعيــة والثقافيــة فــي إدخــال العديــد م ـن التعــديالت والتغي ـرات علــى محتواهــا األصــلي وهــذا مــا
جعلهــا تطبــع بطــابع المجتمعــات التــي تتــداولها ،حيــث نجــد نفــس األســطورة عنــد انتشــارها ودخولهــا لمجتمعــات أخــرى
تصب بثقافة هذه المجتمعات.
:"Paulأن ت ــاريخ األس ــاطير يمث ــل جه ــد المجتمع ــات إلبط ــال اآلث ــار المقلق ــة للعوام ــل يق ــول "Ricoeur
58
التاريخية ،فاألساطير تمثل خطة إللغاء التاريخ.
وفي محاولة للوصول إلـى أرضـية مشـتركة فـي تفسـير أصـل األسـاطير يقـرر "تومـاس بوليفينشـي" فـي كتابـه
59
"ميثولوجيا اليونان وروما" وجود أبع نظريات تفسر أصل األسطورة وهي:
-النظريـــة التاريخيـــة :التــي تأخــذ بمقولــة أن أبطــال األســاطير عاش ـوا فع ـالً وحقق ـوا سلســلة مــن األعمــال
العظيمــة ،ومــع مــرور الــزمن أضــاف إلــيهم الــرواة خيــالهم وابــداعاتهم مــا وضــعهم فــي اإلطــار الغرائبــي
جو األسطورة.
الذي يتحركون خالله في ّ
-النظريــة الرمزيــة :والتــي تــذهب إلــى أن كــل األســاطير ليســت ســوى مجــازات فهمــت علــى غيــر وجههــا
الصحيح أو فهمت حرفياً ،ومن أمثلة ذلك مقولة "أن ستورن يلتهم أبناءه" أي الزمن يمضي ويأكل كـل
ما يوجد فيه.
تخيل عناصر الكـون مـن هـواء ونـار ومـاء فـي هيئـة أشـخاص أو -النظرية الطبيعية :والتي تنظر أنه يتم ّ
كائنات حية ،أو أنها تختفي وراء مخلوقات خاصـة ،وعلـى هـذا النحـو أُتخـذ لكـل ظـاهرة كونيـة طبيعيـة
-س ـواء الشــمس أو القمــر أو البحــر أو الريــاح أو الرعــد وحتــى أصــغر مجــرى مــائي – كــائن روحــي
يتمثل فيه وتبنى عليه أسطورة أو أساطير.
-النظرية الدينية :التي تعتبر أن حكايات األساطير مأخوذة كلها من الكتاب المقدس مـع االعتـراف بأنهـا
ُغّيرت أو ُحّرفت.
نظرة األنثروبولوجيين لألسطورة: .3
يعــد كتــاب "الغصــن الــذهبي" لجــيمس فريــزر مــن أعظــم اإلنجــازات فــي حقــل األنثروبولوجيــا الثقافيــة والدينيــة
التي عالجت موضوع وظيفة السحر والدين والمعتقدات عموماً داخل المجتمعات البدائية ومصد اًر مهماً من المصادر
الخاصة بعلم األساطير.
يعكــس علــم األســاطير أشــكال الفكــر اإلنســاني البــدائي أو العقليــة البدائيــة التــي تتميــز عــن الفكــر العقالنــي.
وتهدف األساطير إلى إعطـاء صـورة عـن العـالم فـي عصـر لـم يكـن ترقـى بعـد إلـى المعرفـة العلميـة ،إنهـا نتـاج خيـال
60
قريب من األحالم والفكر الصبياني.
خــالل القــرن العش ـرين اعتبــر الوظيفيــون وعلــى أرســهم العــالمين األنثروبولــوجيين "مالينوفســكي" و"ب ـراون" أن
األســاطير ليســت مجــرد نتــاج فكــر قــديم عــاجز عــن الطــرح العقالني،بــل هــي تــؤ امن فــي المجتمعــات البدائيــة وظيفــة
اجتماعيـ ــة ،بوصـ ــفها روايـ ــات تشـ ـ ّـرع للنظـ ــام االجتمـ ــاعي ،ومـ ــن خاللهـ ــا نكتشـ ــف طبيعـ ــة الـ ــنظم السـ ــائدة فـ ــي هـ ــذه
المجتمع ـات 61.كمــا يمكنهــا تحديــد دور ووظــائف هــذه الــنظم فــي حيــاة األف ـراد كنظــام الق اربــة ،نظــام المحــارم ،نظــام
التبــادل إلــخ .تعــد األســطورة حســب الطــرح البنــائي الــوظيفي بمثابــة اإلســمنت الــذي ي ـربط الــنظم بالبنــاء االجتمــاعي
ويجعل هذا األخير قادر على البقاء واالستم اررية.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
145
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
أمـا مدرســة التحليـل النفســي (علــى أرسـها ســيجموند فرويــد) فتعتبـر األســطورة أنهــا تخفـي خلــف الالعقالنيتهــا
معين ـاً حتم ـاً لــيس منطــق مجتمــع ،بــل منطــق االنــدفاعات الغريزيــة العميقــة عنــد الفــرد ،مــثال ال يمكننــا اعتبــار
منطق ـاً ّ
مشاهد عادة أكل لحم البشر ،وزنـا المحـارم ،وقتـل األب ،وهـي مشـاهد موجـودة فـي علـم األسـاطير علـى اختالفـه ،إال
62
بمثابة اندفاعات غريزية قديمة انغرست بعمق في الذاكرة البيولوجية.
يعتب ــر " ميرس ــيا إيلي ــاد " مس ــار األس ــطورة مح ــدوداً ،ويـ ـرتبط بمواض ــيع أساس ــية بالحي ــاة اإلنس ــانية كالحي ــاة
والموت ،الحب ،االنتقام ،الصحة ،الممنوعات االجتماعية ،وبذلك شكلت بالنسـبة لألنثروبولـوجيين خاصـة خـالل فتـرة
الثالثينات والخمسينات من القرن العشرين من أخصب المواضيع الدراسية ألن وظيفتها األساسية هي إعطـاء الوجـود
معنى إنساني قادر على تفسير العالم بمكوناته وأس ارره المختلفة.
فقــدت األســطورة بريقهــا بعــد فت ـرة الثمانينــات ،بــل أن بعــض الكتــاب وخاصــة المؤرخــون شــككوا فــي أهميتهــا
حتــى لـدى الشــعوب البدائيــة ،ففــي عــام 2112كتــب "م .داتيــين" فــي كتابــه ()Invention de la mythologie
واصفاً األسطورة خطاباً مقدساً مصطنعاً مـن خـالل دارسـيها واألمثلـة كثيـرة كمغـامرات هرقـل وزيـوس وأسـطورة أوديـب
عند اليونانيين القدامى كما لو كانت سيناريوهات للتسلية تعاد كـل مـرة صـياغتها بشـكل جديـد ،فلـذلك األسـطورة شـكل
ال يمكــن أن نجــده فــي الطــرح العقالنــي .وبعــد التســعينيات انتقــد وجــود األســطورة بشــدة ،بــل اعتبــرت األســاطير التــي
63
تنسب إلى البدائيين مجرد اختراع قام به األنثروبولوجيون.
خاتمة:
مــن الناحيــة التاريخيــة تع ــد المعتقــدات الدينيــة مــن أق ــدم الممارســات الت ــي لجــأ إليهــا اإلنس ــان كالطوطميــة
والســحر أو التــي ترتكــز علــى أســاطير األولــين .ارتبطــت هــذه الممارســات بالمجتمعــات البدائيــة بــل حتــى المجتمعــات
المتقدم ــة تنتش ــر فيه ــا ه ــذه الظ ــاهرة .رغ ــم الالعقالني ــة ه ــذه الممارس ــات إال أنه ــا تتحـ ـول إل ــى عقالني ــة نظـ ـ اًر للخدم ــة
االجتماعيــة التــي تقــدمها لهــم وقــوة اإلقنــاع لممارســيها واإليمــان بهــا .كمــا يمكــن إدراج أســباب أخــرى كجهــل األف ـراد
واستغاللهم من طرف السحرة ،ضعف الوازع الـديني والفـراغ الروحـي التـي تعيشـه أغلـب المجتمعـات المتقدمـة وسـيادة
الفكر المادي النفعي ،فشل وعجز الطب الحديث في تقديم الخدمات العالجية الالئقة وخاصة الطب النفسي التـي لـم
عدة مجتمعات.
يصل إلى حد اآلن لعالج العديد من األمراض النفسية إلى جانب عدم اإليمان به واإلقبال عليه في ّ
وحتى األساطير تمثل حقيقة ال يمكننا نكرانها ،فهي تعد من العناصر المهمـة والمسـاعدة علـى فهـم الطبيعـة
اإلنســانية وتمتــاز بالحيويــة ،حيــث تتمحــور مواضــيعها حــول الحيــاة والمــوت ،الخيــر والشــر ،الحــب والكراهيــة ،التعــاون
واالنتقــام ،الصــحة والمــرض ،إلــى جانــب عــالم الممنوعــات االجتماعيــة (الطبوهــات) ،ففــي تاريخنــا العربــي واإلســالمي
مثال كثيـر مـن األسـاطير ذات الطـابع الخ ارفـي ال تمـث بصـلة للمنطـق العقالنـي إال أنهـا مـا ازلـت موجـودة فـي واقعنـا
االجتمـاعي واالعتقـادي ،وتبنـى علــى أساسـها مسـائل جوهريـة عنــد بعـض الطوائـف الدينيـة وتســتغل حتـى فـي المجــال
السياسي.
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
146
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
الهوامش:
1
العقيدة الدينية عند المسيحيين تسعى لبناء مجتمع يغلب عليه الجانب الروحي ،أما العقيدة اإللسمامية تسعى
لبناء أمة اجتماعية وروحية.
2
عبد اإلله بلقزيز ( .)8991في البدء كانت الثقافة – نحو وعي عربي متجدد بمسألة الثقافة .افريقيا الشرق.
الدار البيضاء .بيروت .ص .35
ّ
أحمد أبو همال ( .)8991مقدمة في األنثروبولوجيا التربوية .المطابع التعاونية .األردن .ع ّمان .ص .9 3
4
علي الجباوي ( .)8999األنثروبولوجيا – علم اإلنالسة .جامعة دمشق .ص .9
5
لسليم ،شاكر ( .)8918قاموس األنثروبولوجيا .جامعة الكويت .ص .35
6
حسين عبد الحميد أحمد رشوان ( .)0282األنثروبولوجيا في المجالين النظري والتطبيقي .ط .5المكتب
الجامعي الحديث .االلسكندرية .ص .839
7
علي عبد الرزاق جلبي ( .)8999درالسات في المجتمع والثقافة والشخصية .دار المعرفة الجامعية.
االلسكندرية .مصر .ص .93
8
Russ Jacqueline (2004). Dictionnaire de philosophie. Bordas . p 86 .
9
Linton Ralphe (1975). le fondement culturel de la personnalité . Dunod . p 80.
10
Gresle francois , Panoff michel (1994). Dictionnaire des sciences humaines .
Nathan . p 80 .
11
عبد اإلله بلقزيز .مرجع لسبق ذكره .ص .31
12
عبد الغني عماد ( .)0225لسولسيولوجيا الثقافة :المفاهيم واالشكاليات من الحداثة إلى العولمة .مركز
درالسات الوحدة العربية .بيروت .لبنان .ص .851
13
فريدريك معتوق ( .)8998المعرفة المجتمع والتاريخ .طرابلس .لبنان .ص .880
14
محمد حسن غامري ( .)8998مقدمة في األنثروبولوجيا العامة (علم اإلنسان) .ديوان المطبوعات
الجامعية .الجزائر .ص .801
15
الدرالسات اإلثنوغرافية هي درالسات وصفية ،تعتمد على وصف ما هو موجود على أرض الواقع.
16
المرجع نفسه .ص .809
17
المرجع نفسه .ص .801
18
تطلق كلمة الطوطم على كل أصل حيواني أو نباتي أو جماد تتخذه العشيرة رمزا لها ،ولقبا لجميع أفرادها،
وهي ترتبط به ارتباطا وثيقا .والطوطم عبارة عن شيء مقدس على شكل هيكل أو تمثال حيوان ،إنسان ،نبات،
صخر أو شيء آخر مقدس من طرف القبيلة العتقادهم بوجود عماقة روحية بين أفراد القبيلة أو الجماعة وبين
المقدس (الطوطم) أو العتقادهم بأنه يحميهم من الشرور واألمراض أو يجلب الرزق أو يحفظ تمالسكهم كجماعة
اجتماعية( .ينظر عبد المجيد لبصير ( .)0282مولسوعة علم االجتماع ومفاهيم في السيالسة واالقتصاد والثقافة
العامة .دار الهدى .عين مليلة .الجزائر .ص ).015
19
محمد حسن غامري .مرجع لسبق ذكره .ص .801
20
المرجع نفسه .ص .805
21
ألسطورة يونانية تقول أن الطفل من شدة حبه ألمه وال يحب أن يشاركه أحد في حبه لها حتى أباه ،فيقتل
أباه ليتزوج أمه.
22
محمد حسن غامري .مرجع لسبق ذكره .ص .809-805
23
الدرالسات اإلثنولوجية تعتمد الوصف والتحليل والمقارنة بين الثقافات.
24
محمد حسن غامري .مرجع لسبق ذكره ،ص .809
25
يولسف شلحت ( .)0225نحو نظرية جديدة في علم االجتماع الديني .دار الفارابي .بيروت .ص .90
26
علي لسامي النشار ( .)0229نشأة الدين-مركز اإلنسان الحضاري .دار المحبة ، .دمشق .ص .58
27
المرجع نفسه .ص .50
28
المرجع نفسه .ص .55-50
29
المرجع نفسه .ص .55
30
المرجع نفسه .ص .51
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
147
د .خالد خواني المعتقدات الدينية بين السحر واألسطورة – رؤية أنثروبولوجية دينية
31
المرجع نفسه .ص .53
32
المرجع نفسه .ص .55
33
يولسف شلحت .مرجع لسبق ذكره .ص .880
34
المرجع نفسه .ص .881
35
حسين عبد الحميد أحمد رشوان .مرجع لسبق ذكره .ص .850
36
عبد المجيد لبصير .مرجع لسبق ذكره .ص .051
37
محمد الخطيب ( .)0222األنثروبولوجيا – درالسة عن المجتمعات البدائية .منشورات دار عماء الدين.
دمشق .لسوريا .ص .832
38
محمد حسن غامري .مرجع لسبق ذكره .ص .858
39
المرجع نفسه .ص .858
40
المرجع نفسه .ص .850
41
فليب اليورت ،توال وجان بيار فارنييه ( .)0221إثنولوجيا وأنثروبولوجيا .تر :عبد الصمد مصباح.
المؤلسسة الجامعية للدرالسات والنشر والتوزيع .بيروت .لبنان .ص .890
42
المرجع نفسه .ص .895-890
43
المرجع نفسه .ص .895
44
محمد الخطيب .مرجع لسبق ذكره .ص .830
45
المرجع نفسه .ص .838
46
يولسف شلحت .مرجع لسبق ذكره .ص .32
47
Emile Durkheim (1912). les formes élémentaires de la vie religieuse . Alcan .
Paris . p 61.
48
يولسف شلحت .مرجع لسبق ذكره .ص .35
49
قسم الدرالسات والبحوث في جمعية التجديد الثقافية االجتماعية ( .)0229األلسطورية توثيق حضاري .دار
عيوان للطباعة والنشر والتوزيع .دمشق .لسوريا .ص .02
50
بطرس البستاني ( .)8999محيط المحيط .مكتبة لبنان .بيروت .ص .182
51
وديع باشور (د.ت) .الميثولوجيا السورية – ألساطير آرام .ص .9
52
قسم الدرالسات والبحوث في جمعية التجديد الثقافية االجتماعية .مرجع لسبق ذكره .ص .08
53
وديع باشور .مرجع لسبق ذكره .ص .88
54
عبد البالسط لسيدا ( .)8993من الوعي األلسطوري إلى بداية التفكير الفلسفي النظري-بماد الرافدين تحديدا.
دار الحصاد للنشر والتوزيع .لسوريا .ص .89
55
حسين الحاج حسن ( .)8911األلسطورة عند العرب في الجاهلية .المؤلسسة الجامعية للدرالسات والنشر
والتوزيع .بيروت .لبنان .ص .05
56
عباس محمود العقاد (د.ت) ،هللا .دار الهمال .مصر .ص .82
57
Commelin . P (1994) . Mythologie grecque et romaine . Ed Pocket . Paris . p 10.
58
Paul Ricoeur (1963). Structure et herméneutique . Esprit n°322 . p 610.
59
قسم الدرالسات والبحوث في جمعية التجديد الثقافية االجتماعية .مرجع لسبق ذكره .ص .58-52
60
جان فرانسوا دورتيه ( .)0288معجم العلوم اإلنسانية .تر :جورج كتورة ،المؤلسسة الجامعية للدرالسات
والنشر والتوزيع .بيروت .ص .35
61
المرجع نفسه .ص .39
62
المرجع نفسه .ص .39
63
المرجع نفسه .ص .39
مجلة الدراسات والبحوث االجتماعية -جامعة الشهيد حمة لخضر-الوادي العدد ،42ديسمبر ،4027ص ص ()221-133
148