علي عبد الرزاق الزبيدي و اخر

‫‪Copyright © 2008. dar al-yazori. All rights reserved.
May not be reproduced in any form without permission from the publisher, except fair uses permitted under U.S. or applicable copyright law.‬‬
‫‪94‬‬ ‫اعالنــات الحقــوق فـي الدساتـير الفرنسيـة‬

‫‪12‬‬ ‫أوال‪ -:‬دستــور ‪2742‬‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيـا‪ -:‬دستــــور ‪2743‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثــا‪ -:‬دستــــور ‪2292‬‬
‫‪12‬‬ ‫رابعـا‪ -:‬دستــــور الجمهورية الرابعة ‪2492‬‬
‫‪20‬‬ ‫المبحـــث الثالــث‬
‫‪20‬‬ ‫حقـوق االنسـان وحرياتـه فـي ظـل دستـور العـراق لعـام ‪1001‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطلـــــب االول‬
‫‪21‬‬ ‫الحقـــــوق‬
‫‪21‬‬ ‫الفــــرع األول‪ :‬الحقوق المدنيـة والسياسيـة‬
‫‪27‬‬ ‫أوال‪ -:‬الحق في المساواة‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيـا‪ -:‬الحقـــــوق‬
‫‪22‬‬ ‫ثالثـا‪ -:‬الحق في تكافؤ الفرص‬
‫‪22‬‬ ‫رابعــا‪ -:‬الحـق في الخصوصية‬
‫‪22‬‬ ‫خامسا‪ -:‬الحـق في امتالك الجنسيـة‬
‫‪70‬‬ ‫سادسا‪ -:‬القضاء وحقوق المتهم اثناء التحقيق والمحاكمة‬
‫‪71‬‬ ‫سابعــا‪ -:‬الحقوق السياسيــة‬
‫‪VI‬‬
‫‪EBSCO Publishing : eBook Collection (EBSCOhost) - printed on 5/26/2020 5:46 AM via EMIRATES CENTER FOR STRATEGIC STUDIES AND‬‬
‫‪RESEARCH‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪Copyright © 2008. dar al-yazori. All rights reserved. May not be reproduced in any form without permission from the publisher, except fair uses permitted under U.S. or applicable copyright law.‬‬
‫‪71‬‬ ‫ثامنــا‪ -:‬حق اللجوء السياسـي‬

‫‪71‬‬ ‫الفـــرع الثانـــي‪ :‬الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫‪72‬‬ ‫أوال‪ -:‬الحقوق االقتصادية‬
‫‪74‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬الحقوق االجتماعية‬
‫‪22‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬الحقوق الثقافيــة‬
‫‪23‬‬ ‫المطلــب الثانـــي‬
‫‪23‬‬ ‫الحـــريــــات‬
‫‪29‬‬ ‫أوال‪ -:‬الحريات الجسدية‬
‫‪29‬‬ ‫أوال‪-:‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬الحريات الفكرية‬
‫‪22‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬حرية الدين او المعتقد‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬تكفل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫هوامـش الفصل األول‬
‫‪202‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪222‬‬ ‫الفصـــل الثانــي‬
‫‪222‬‬ ‫حقـوق اإلنسان وحرياتـه فـي مجـال القانـون الدولـي‬
‫‪222‬‬ ‫المبحث األول‬
‫‪VII‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪222‬‬ ‫اإلعالنات والمواثيق الدولية ذات الطابع العالمي‬

‫‪212‬‬ ‫المطلـب األول‬
‫‪212‬‬ ‫اإلعالن العالمـي لحقـوق اإلنسان‬
‫‪211‬‬ ‫أوال‪ -:‬مبدأ المساواة‬
‫‪219‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الحريات المرتبطة بالفرد‬
‫‪212‬‬ ‫ثالثا‪ -:‬مبدأ الحرية الفكريـة‬
‫‪214‬‬ ‫رابعا ‪ -:‬مبدأ الحق في الحريات ذات الطابع االقتصادي‬
‫‪214‬‬ ‫خامسا ‪ -:‬مبدأ الحق في الحريات ذات الطابع االجتماعي‬
‫‪232‬‬ ‫سادسا ‪ -:‬مبدأ الحق في الثقافة والتعليم‬
‫‪233‬‬ ‫المطلــب الثانـــي‬
‫‪233‬‬ ‫العهـدان الـدوليـان الخاصـان بحقـوق االنسـان‬
‫‪239‬‬ ‫الفــرع االول‬
‫‪239‬‬ ‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬
‫‪237‬‬ ‫الفــرع الثانـي‬
‫‪237‬‬ ‫العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫‪292‬‬ ‫المطلــب الثالـث‬
‫‪292‬‬ ‫بعـض نمـاذج انتهاكـات حقـوق االنسـان‬
‫‪VIII‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪292‬‬ ‫المطلــب الرابع‬

‫‪292‬‬ ‫القيمـة القانونيـة لالعالنـات والمواثيـق الدوليــة‬
‫‪210‬‬ ‫المبحــث الثانــي‬
‫‪210‬‬ ‫االتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الطابع االقليمي‬
‫‪213‬‬ ‫المطلــب االول‬
‫‪213‬‬ ‫االتفاقيـة االوروبيـة لحقـوق االنسـان‬
‫‪217‬‬ ‫أوال‪ -:‬اللجنة االوربية لحقوق االنسان ‪- :‬‬
‫‪217‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬المحكمة االوربية لحقوق االنسان(‪- : )17‬‬
‫‪220‬‬ ‫المطلــب الثانــي‬
‫‪220‬‬ ‫االتفاقيـة االمريكيـة لحقـوق االنسـان‬
‫‪222‬‬ ‫االول ‪ -:‬اللجنة االمريكية لحقوق االنسان وتتولى(‪: )32‬‬
‫‪222‬‬ ‫الثاني ‪ -:‬المحكمة االمريكية لحقوق االنسان ‪:‬‬
‫‪223‬‬ ‫المطلــب الثالــث‬
‫‪223‬‬ ‫الميثـاق االفريقـي لحقـوق االنسـان والشعـوب‬
‫‪229‬‬ ‫أوال‪ -:‬اللجنة االفريقية لحقوق االنسان والشعوب ‪:‬‬
‫‪222‬‬ ‫ثانيا‪ -:‬المحكمة االفريقية لحقوق االنسان والشعوب ‪:‬‬
‫‪222‬‬ ‫المطلــب الرابــع‬
‫‪IX‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪222‬‬ ‫الميثـاق العربــي لحقـوق االنسـان‬

‫‪224‬‬ ‫المبحــث الثالــث‬
‫المنظمـات الدوليـة غيـر الحكوميـة المدافعـة عـن حقـــوق االنســان ‪224‬‬
‫‪271‬‬ ‫المطلــب االول‬
‫‪271‬‬ ‫االتحاد الدولي للصليب والهالل االحمر‬
‫‪272‬‬ ‫المطلــب الثانــي‬
‫‪272‬‬ ‫منظمــة العفــو الدوليــة )‪)Amnesty International‬‬
‫‪220‬‬ ‫المطلــب الثالـث‬
‫‪220‬‬ ‫منظمـة مراقبـة حقـوق االنسـان ( ‪) Human Rights Watch‬‬
‫‪223‬‬ ‫هوامش الفصل الثاني‬
‫‪242‬‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪243‬‬ ‫الفصـــل الثالث‬
‫‪243‬‬ ‫المباديء واالجراءات الضامنة لحقوق االنسان‬
‫‪242‬‬ ‫المبحـــث االول‬
‫‪242‬‬ ‫دولـــة القانـــون‬
‫‪100‬‬ ‫المطلـــب االول‬
‫‪100‬‬ ‫فكــرة فصــل السلطـــات‬
‫‪X‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪101‬‬ ‫المطلـــب الثانـــي‬

‫‪101‬‬ ‫الرقابـة علــى دستوريــة القانــون‬
‫‪103‬‬ ‫الفـــرع االول‬
‫‪103‬‬ ‫الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫‪107‬‬ ‫ب‪ -‬رقابة المحكمة ذات طبيعة تحررية‬
‫‪120‬‬ ‫الفـــرع الثانـــي‬
‫‪120‬‬ ‫الرقابة السياسية على دستورية القانون‬
‫‪122‬‬ ‫المبادئ واالجراءات االقليمية والدولية الضامة لحقوق االنسان‬
‫‪110‬‬ ‫المبحـــث الثانـــي‬
‫‪110‬‬ ‫التظلـــم والتقاضـــي‬
‫‪112‬‬ ‫مطلـــب اول‬
‫‪112‬‬ ‫دور االدارة في التظلم والمظالم‬
‫‪112‬‬ ‫نبذة تاريخية ‪:‬‬
‫‪119‬‬ ‫مطلـــب ثانـــي‬
‫‪119‬‬ ‫الدور الحديث للوسيط (االمبودسمن )‬
‫‪117‬‬ ‫الفرع االول‬
‫‪117‬‬ ‫التطبيق الفرنسي لوظيفة الوسيط ‪.‬‬
‫‪XI‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‬

‫‪112‬‬ ‫اوضاع التظلم على المستوى االداري والفردي‬
‫‪130‬‬ ‫المطلب الثالث‬
‫‪130‬‬ ‫استقاللية القضاء‬
‫‪139‬‬ ‫القضـــاء الموحـــد‬
‫‪131‬‬ ‫الفـــرع الثانـــي‬
‫‪131‬‬ ‫القضـــاء المـــزدوج‬
‫‪131‬‬ ‫حالة فرنسا‬
‫‪134‬‬ ‫الفــرع الثالــث‬
‫‪134‬‬ ‫النظام القضائي العراقي‬
‫‪192‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪193‬‬ ‫الفصل الرابــع‬
‫‪193‬‬ ‫مستقبل حقوق االنسان‬
‫‪191‬‬ ‫المبحث االول‬
‫‪191‬‬ ‫التقدم التكنولوجي واثره على الحقوق والحريات‬
‫‪192‬‬ ‫فما هو حال السلطة والمجتمع والفرد بمقابل التقدم التكنولوجي ؟‬
‫‪XII‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪110‬‬ ‫المطلب االول‬

‫‪110‬‬ ‫االحزاب السياسية وحقوق االنسان‬
‫‪112‬‬ ‫التنظيم الشمولي لالحزاب وحقوق االنسان‬
‫‪111‬‬ ‫التنظيم الالشمولي لالحزاب وحقوق االنسان‬
‫‪112‬‬ ‫مطلــب ثانـــي‬
‫‪112‬‬ ‫دور االعـــالم والتنشئـــة‬
‫‪112‬‬ ‫االعالم الرسمي وحقوق االنسان‬
‫‪121‬‬ ‫التنشئة وحقوق االنسان‬
‫‪129‬‬ ‫المبحث ثاني‬
‫‪129‬‬ ‫العولمة وحقوق االنسان‬
‫‪124‬‬ ‫مطلب اول‬
‫‪124‬‬ ‫الخصوصية وحقوق االنسان‬
‫‪XIII‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
Copyright © 2008. dar al-yazori. All rights reserved. May not be reproduced in any form without permission from the publisher, except fair uses permitted under U.S. or applicable copyright law.
170 ‫الخصوصيـــة‬
171 ‫الفرع الثاني‬
171 ‫حقــــوق االنســـان‬
179 ‫مطلــب ثانـــي‬
179 ‫الهيمنة وحقوق االنسان‬
172 ‫ الهيمنــــه‬:‫الفرع االول‬
177 ‫ حقوق االنسان‬: ‫الفرع الثاني‬
174 ‫ نحو صيغة للتوافق بين العولمة وحقوق االنسان‬:‫الفرع الثالث‬
123 ‫المصـــادر‬
127 ‫المصادر والمراجع للفصلين الثالث والرابع‬
XIV
EBSCO Publishing : eBook Collection (EBSCOhost) - printed on 5/26/2020 5:46 AM via EMIRATES CENTER FOR STRATEGIC STUDIES AND
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫توطئ ــة‬
‫بمسعى لتغطية كتابة ميسرة للصفوف األولى في المرحلة‬

‫االولية الجامعية بخصوص حقوق االنسان ‪ ,‬فقد الينا على انفسنا‬
‫ان تكون هذه المفردات جامعة شاملة الدبيات حقوق االنسان‬
‫‪,‬كما هي مستقرة ومعترف بها في الجامعات االجنبية والعربية‬
‫وفي العراق ‪ .‬فثقافة حقوق االنسان الضرورية هي ليست ترف‬
‫وانما تنبع لمستلزمات االقرار بان االفراد يعيشون ضمن‬
‫المجتمعات وبوجود سلطة لتنظيم اوضاعهم ‪ .‬لذا فقد تم االتفاق‬
‫على وضع مفردات تاخذ بنظر االعتبار ما اخذت به الجامعات‬
‫والمعاهد المختصة في دراسات حقوق االنسان بايالء االهتمام‬
‫بها منهجيا اما من خالل نهج القانون الدولي او من خالل‬
‫الدراسات الدستورية وبالتالي مسايرة هذان النهجان معا‬
‫للوصول الى تغطية لهذين االهتمامين ‪ ,‬وقد تعين ان يتولى‬
‫الدكتور على عبد الرزاق محمد تغطية الفصلين االولين وتولى‬
‫الدكتور حسان محمد شفيق تغطية الفصلين التاليين ليكون امام‬
‫الطلبة ادبيات حقوق االنسان كمادة مقرة في دراستهم الجامعية‬
‫ومن هللا التوفيق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
RESEARCH
AN: 926111 ;
Account: s6314207
, .;
1
‫حقــوق االنسان‬
‫مقدمـــة ‪:‬‬
‫الكتابة في حقوق االنسان ليست ترفا فكريا بقدر ما هي‬
‫حاجة للتذكير بان االنسان قد كرمه هللا سبحانه وفضله على بقية‬
‫المخلوقات ‪ ,‬فهي دعوة للتذكير بان االنتهاكات مستمرة ‪ .‬وهذا‬
‫ال يعني ان نترك جانبا االهتمام بها لو ان المسؤولية االدبية‬
‫تقتضي االصرار على التذكير بحقوق االنسان التي قد ال نجد‬
‫اثرا لها في التعامل اليومي وعلى مستويات عدة في البيت في‬
‫المدرسة في االماكن العامة في الدوائر الرسميةوهل يعني هذا‬
‫ركنها جانبا وعدم ذكرها ؟‬
‫الجواب كال وبالعكس ‪ ,‬فالدعوة هي مستمرة لنشر الوعي‬
‫بوجوب االقرار بحقوق االنسان ‪ .‬واذا بماذا نفسر كثرة صدور‬
‫االعالنات وعلى مستويات محلية اقليمية دولية اضافة الى كثرة‬
‫المؤتمرات وعلى مستويات ثالث ذكرناها اعاله والتي تمت‬
‫وسوف تستمر بمساندة وتوكيد حقوق االنسان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫منهجية دراسة حقوق االنسان ‪.‬‬

‫ما عدا الدراسات الفلسفية واالهتمامات الدينية فان‬
‫الدراسات القانونية بدورها قد اولت اهتمامات بحقوق االنسان‬
‫واالعالنات التي صدرت بصددها اما من خالل القانون‬
‫الدستوري او من خالل القانون الدولي ‪ ,‬وهذا ما تمت مالحظته‬
‫في تدريس حقوق االنسان كمادة مقررة في الكليات القانون في‬
‫الجامعات الغربية والعربية والعراقية ‪ ,‬ففي الواليات المتحدة‬
‫االمريكية وبريطانيا وبالرغم من تضمين دستوريهما وحقوق‬
‫االنسان في مسميات مختلفة فان الجامعات والمعاهد قد اقرت‬
‫مادة حقوق االنسان تحت عنوان الحقوق االنسانية ‪ ,‬الحقوق‬
‫االساسية ‪ ,‬الحقوق المدنية والسياسية ‪ ,‬والحقوق الفردية بينما‬
‫وجدنا فرنسا قد اقرت دراسة حقوق االنسان تحت عنوان الحريا‬
‫ت العامة ال في الجانب الدولي وانما في الجانب الدستوري‬
‫واضحت المادة ذات استقاللية ومقرة كمادة مستقلة ‪ .‬ولكل من‬
‫المنهجين مسوغاته فاالنكلوسكسون يذهبون الى ان دراسة‬
‫حقوق االنسان اجدى منهجيا في القانون الدولي لالهتمام بها‬
‫وذلك الن قواعد القانون الدولي ومنذ االعالن العالمي لحقوق‬
‫االنسان عام ‪ 2492‬كان قد اتفق عليه واصبح االلزام طابعه‬
‫خاصة وان الدول وافقت على االعالن واقرته ‪ .‬اما الالتينيون‬
‫ومنهم فرنسا فقد حرصت على االعالن عن حقوق االنسان‬
‫‪9‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫والمواطن ومنذ عام ‪ 2724‬وجاءت دساتيرها المتعددة معلنة‬

‫االعالن في دساتيرها وتأثرت من جانبها الجامعات العربية‬
‫بهذين المنهجين ووجدنا كليات القانون في مصر والمغرب‬
‫ولبنان وسوريا واألردن والعراق تنحى اما بدراسة حقوق‬
‫االنسان منهجيا في القانون الدولي او بنهج القانون الدستوري‬
‫وايا كان اهتمام وتاثير المنهجين فالمهم هو التعرف على‬
‫المركز القانوني لالنسان في التشريعات اوال ومدى فاعلية‬
‫وسريان هذه التشريعات في الواقع المعاش ثانيا ‪ .‬ولم تخل‬
‫مفردات الدراسة ذات الطابع االجتماعي من مواضيع مشتركة‬
‫لالهتمامات القانونية بحقوق االنسان وحرياته ففي الحكمة‬
‫والوجود وروح التسامح وحسن التعامل بين االفراد ضمن‬
‫المجتمع لم تكن غائبة في الدراسات االجتماعية ‪.‬‬
‫وقدر لالديان ان تنشر وتقوم وتنتشر بمعتقداتها وطقوسها‬
‫وشعائرها مبدية توجهاتها لالفراد والجماعات لاللتزام بمباديء‬
‫وسلوك سوي مراعاة لالخرين كما ذهبت اديان وتعاليم غير‬
‫سماوية وانما وضعية لمخاطبة الفرد وعلى سبيل المثال ‪ .‬اما‬
‫في المجتمعات السياسية الحديثة والتي درجت الى الوجود وعلى‬
‫شكل مجتمعات الدول القومية وذلك منذ القرن السابع عشر‬
‫(‪ )2292‬فانها اعطت المثال تحديدا والحقا باصعده االهتمام‬
‫بحقوق االنسان وذلك العلى مستوى الدولة القومية فحسب وانما‬
‫‪1‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫على مستوى اوسع وعليه فان خطتنا التي سوف نذكرها ستوجه‬
‫كما هو ات اخذين بنظراالعتبار ما طرأ وما سوف يطرأ من‬
‫ اما على صعيد داخلي ام‬. ‫مستجدات مؤثرة على حقوق االنسان‬
. ‫صعيد اقليمي ام عالمي‬
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫متهي ـ ـ ـ ــد‬
‫قبل تناول موضوع حقوق االنسان ضمن االطار القانوني‬

‫‪ ،‬البد لنا من الحديث عن المصدر االصلي لهذه الحقوق أال وهو‬
‫االسالم ‪ ،‬فهذه الحقوق ليست منة من حاكم وال من اي جهة‬
‫دولية ‪ ،‬كما انها ليست نتاج مفكري الغرب الذين نادوا بالحقوق‬
‫الطبيعية ‪ .‬إذ ان الحقوق التي جاءت في المواثيق واالعالنات‬
‫الوطنية والدولية ‪ ،‬إنما هي محاولة من انسان إلزالة ما اصابه‬
‫من ظلم ومهما كانت جهود االنسان في هذا المجال ‪ ،‬كما في اي‬
‫مجال آخر اليمكن مقارنتها بما جاء من هللا سبحانه وتعالى ‪،‬‬
‫فالنقص والغفلة والنسيان من صفات البشر ‪ ،‬والتي اليمكن‬
‫تجنبها بأي حال من االحوال ‪ ،‬في حين ان ما جاءت به‬
‫الشريعة اآللهية يتسم بالكمال والدقة ‪ .‬قال تعالى في معرض‬
‫نفي الخطأ والنسيان في سورة طه – اية (‪(( : )11‬اليضل ربي‬
‫وال ينسى))‪ .‬فاالسالم الذي جاء قبل اربعة عشر قرنا ‪ ،‬انما جاء‬
‫للبشرية جمعاء وليس لشعب معين او منطقة معينة ‪ ،‬كما انه‬
‫آخر االديان السماوية ‪ .‬فالرسول الكريم محمد (ص) هو خاتم‬
‫االنبياء وان الحقوق التي جاء بها هي حقوق مقدسة وهبـة آلهية‬
‫‪7‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫من هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬وتستند على مبادئ الشريعة والعقيدة‬

‫االسالمية السمحة كما ان هذه الحقوق والحريات مصدرها‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ‪.‬واذا كان حق االنسان في‬
‫الحياة هو في مقدمة هذه الحقوق ‪ ،‬فأننا نجد االسالم يؤكد ذلك‬
‫بقوله تعالى ‪(( :‬وال تعتدوا ان هللا اليحـب المعتدين)) سورة‬
‫البقرة – االية (‪ )240‬وكذلك قوله تعالى ((… من قتل نفسا بغير‬
‫نفس او فساد في االرض فكأنما قتل الناس جميعا)) سورة‬
‫المائدة االية (‪ . ) 31‬وايضا قولـه تعالى ((وال تلقوا بايديكم الى‬
‫التهلكة)) سورة البقرة‪ ،‬االية (‪)241‬‬
‫وفي مقدمة الحقوق والحريات االساسية التي انصب‬
‫عليها االهتمام في االعالنات والمواثيق الدولية ‪ ،‬هي حرية‬
‫التفكير واالعتقاد والتعبير ‪ ،‬وجوهرها يكمن في الحرية الدينية‬
‫في قوله تعالى ((لكم دينكـم ولـي دين )) سورة الكافرون ‪ -‬االية‬
‫(‪ )2‬وكذلك االمر بخصوص الحقوق السياسية والدعوة الى‬
‫مشاركة الجميع في اتخاذ القرارات التي تهم الناس في قوله‬
‫تعالى (( وامرهم شورى بينهم )) سورة الشورى ‪ -‬االية (‪) 32‬‬
‫‪.‬‬
‫اما مبدأ المساواة الذي اكدت عليه االعالنات الدولية‬
‫والذي يعد االساس في حقوق االنسان نجد المستشرقين وكبار‬
‫‪2‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫مفكري الغرب والشرق يؤكدون على انه احد االعمدة التي يقوم‬
‫عليها االسالم ‪ ،‬واهم ماتميز به حسب رأيهم وهناك العديد من‬
‫السور واالحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على ذلك كقوله‬
‫تعالى ‪ (( :‬ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم‬
‫شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند هللا اتقاكم)) سورة‬
‫الحجرات‪ -‬االية (‪. )23‬‬
‫فالناس جميعا سواسية ‪ ،‬وفي خطبة الوداع نجد قول‬
‫الرسول الكريم محمد (ص) في ذات الموضوع (( الفضل‬
‫لعربي على اعجمي وال ألعجمي على عربي إال بالتقوى )) ‪.‬‬
‫وفي الحق في االمان نجد قول الرسول الكريم محمد‬
‫(ص) في خطبة الوداع ايضا يقول ((انما دماؤكم واموالكم‬
‫حرام عليكم)) ‪ .‬كما يؤكد االسالم على حرمة المسكن فنجد قوله‬
‫تعالى ‪(( :‬ياايها الذين امنو التدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى‬
‫تستأنسوا وتسلموا على اهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ‪ .‬فان‬
‫لم تجدوا فيها احد فال تدخلوها حتى يؤذن لكم ‪ ،‬وإن قيل لكم‬
‫ارجعوا فأرجعوا هو ازكى لكم‪ ،‬وهللا بما تعملون عليم)) سورة‬
‫النور االية (‪ . )12 ،17‬اما الحق في الخصوصية فقد اكده قوله‬
‫تعالى ‪(( :‬وال تجسسوا وال يغتب بعضكم بعضا )) سورة‬
‫الحجرات – االية (‪. )21‬‬
‫‪4‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫اما في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫فنجد تأكيد الرسول الكريم محمد (ص) حول حق التعليم في‬
‫قوله (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) ‪ .‬اما‬
‫الجانب االقتصادي فقد اكد االسالم على حق الملكية والتعامل‬
‫العادل بين الناس كقوله تعالى ‪(( :‬وال تأكلوا اموالكم بينكم‬
‫بالباطل)) سورة البقرة‪ -‬االية (‪ . )222‬كما اكد الرسول الكريم‬
‫على عدم جواز التأخر في دفع االجر كقوله (( اعطوا االجير‬
‫اجره قبل ان يجف عرقه))‪.‬‬
‫كما اكد االسالم على الحق بالتجارة كقوله تعالى‪(( :‬وأحل‬
‫هللا البيع وحرم الربا )) سورة البقرة – االية (‪.)171‬‬
‫وفي الجانب االجتماعي نجد ان الزكاة هي احد اركان‬
‫االسالم ‪ ،‬وبالتالي فان هناك حقا معلوما للسائل والمحروم من‬
‫بيت مال المسلمين‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الفصل األول‬
‫حقـوق اإلنسان وحرياتــه‬
‫فـي جم ــال القانـون الدستــوري‬
22
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
RESEARCH
AN: 926111 ;
Account: s6314207
, .;
21
‫الفص ــل األول‬

‫حقـوق اإلنسان وحرياتــه فـي جم ــال القانـون‬
‫الدستــوري‬
‫ان مهمة القانون الدستوري هي التعايش بين السلطة‬

‫والحرية في اطار الدولة فكل مجتمع له اهداف البد من تحقيقها‪،‬‬
‫ومنها االهداف الفردية التي اليمكن ان تتحقق إال اذا توفرت‬
‫للناس بعض الحريات التي تسمح لهم بتحقيق شخصيتهم(‪.)2‬‬
‫ان القانون الدستوري هو فرع من فروع القانون الذي‬
‫يهتمبدراسة القواعد القانونية المدونة في الدستور الغير بل ان‬
‫القانون الدستوري كما يـرى بعضهم هو علم الدساتير‬
‫المكتوبة(‪. )1‬‬
‫ومن هنا تتضح لنا الصلة بين حقوق االنسان وحرياته‬
‫بمختلف فروع القانون بشكل عام وبالقانون الدستوري بشكل‬
‫خاص ‪ .‬ويمكن معرفة تلك العالقة ايضا من خالل االطالع على‬
‫فكرة الدستور نفسه والتي تعود الى الحضارات القديمة‪،‬‬
‫فأرسطو نراه يجمع (‪ )212‬دستورا من دساتير المدن اليونانية‬
‫وغير اليونانية لدراستها وتحليلها (‪. )3‬‬
‫‪23‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ويمكننا القول ان الوثيقة التي تم االتفاق عليها بين‬

‫المهاجرين واالنصار واليهود بعد وصول الرسول الكريم محمد‬
‫(ص) الى المدينة المنورة (يثرب سابقا) لتنظيم العالقة بين‬
‫االطراف الثالثة هي بمثابة دستور(‪ ،)9‬اذ احتوت على حقوق‬
‫االطراف جميعا‪ ،‬وجاءت لتشكل القانون االساسي للدولة‬
‫االسالمية بعد ان اكتملت عناصر الدولة الثالثة وهي التجمع‬
‫البشري‪ ،‬واالقليم‪ ،‬والسلطة (‪ . )1‬كما شهدت اوربا في بداية‬
‫العصور الوسطى صيغة مماثلة واقرب ما تكون الى الصيغة‬
‫الدستورية التي تتضمن حماية لحقوق االنسان وحرياته والتي‬
‫تمثلت في الوثائق واإلعالنات لكل من بريطانيا والواليات‬
‫المتحدة االمريكية‪ ،‬مثل ميثاق العهــد االعظم (الماكنا كارتا)‪،‬‬
‫واعالن االستقالل االمريكي (‪ . )2‬إال ان الشكل الحديث للتعايش‬
‫بين السلطة والحرية او لنقل بشكل ادق لتنظيم الحكم ومن خالل‬
‫وثيقة دستورية مكتوبة كان في دستور فرجينيا عام ‪ 2772‬الذي‬
‫يعد اول دستور مكتوب(‪ )7‬لوالية‪ ،‬اعقبه الدستور الكونفدرالي‬
‫عام ‪ ،2722‬ثم صدر اول دستور مكتوب لدولة فيدرالية وهو‬
‫دستور الواليات المتحدة االمريكية عام ‪ 2727‬والمعمول به الى‬
‫الوقت الحاضر ‪.‬‬
‫وقد عد الدستور المكتوب اداة الحرية وضمانة لحقوق‬
‫المواطن وبالشكل الذي التمتد اليها يد المشرع‪ ،‬ثم انتقل الى‬
‫‪29‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الضفة االخرى لالطلسي (اوربا) لتكون فرنسا اول دولة اوربية‬

‫تضع لها دستورا مكتوبا عام ‪ 2742‬حمل في مقدمته على‬
‫اعالن حقوق االنسان والمواطن لعام ‪ 2724‬ولكون هذه المقدمة‬
‫صيغت في اطار قانوني ‪ .‬ولوضوح الدستور المكتوب ولسهولة‬
‫التعرف عليه من قبل المواطن انتشر في باقي دول العالم من‬
‫خالل موجات الدسترة االربعة وهي ‪-:‬‬
‫االولى بدأت بعد الثورة الفرنسية واعالن االستقالل‬
‫االمريكي‪ ،‬والثانية ارتبطت بالثورتين الفرنسيتين لعامي ‪2230‬‬
‫و ‪ ،2292‬وجاءت الثالثة بعد الحرب العالمية االولى‪ ،‬في حين‬
‫كانت الرابعة بعد الحرب العالمية الثانية (‪. )2‬‬
‫ولتوضيح العالقة بشكل ادق بين حقوق االنسان وحرياته‬
‫بالقانون الدستوري البد من تعريف الدستور نفسه ‪ .‬لقد طرحت‬
‫تعاريف عديدة للدستور إال اننا يمكن ان نحــدد ثالثة اوجه هي‬
‫‪-:‬‬
‫الوجهها الو ‪ :‬وينطلققق مققن منظققور قققانوني صققرف فيققرى ان‬
‫الدستور هو تلقك الوثيققة االساسقية للدولقة التقي تحقدد شقكلها‬
‫(موحققدة ام فيدراليققة)‪ ،‬وشققكل الحكققـم (ملكققي ام جمهققوري)‪،‬‬
‫وشكل النظام (برلمقاني‪ ،‬رئاسقي‪ ،‬شبقـه رئاسقي‪ ،‬الق ) ويعقد‬
‫هذا التعريف محايدا ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الوجا الثاني ‪ :‬ويؤكد على الجانب السياسي الذي يعطقي شقكال‬

‫معينا للنظام السياسقي‪ ،‬فالدسقتور فقي عقرف مقن ققاد الثقورة‬
‫الفرنسية لعام ‪ 2724‬هو الذي يضمن الحريقات الفرديقة مقن‬
‫خالل تحديد نشاط الحكقام وتقييقدها‪ ،‬ومقا يؤكقد ذلقك مقا جقاء‬
‫فققي االعققالن الفرنسققي لحقققوق االنسققان والمققواطن (م ‪)22‬‬
‫التققي تققنص علققى" ان المجتمققع الققذي يتققوفر فيققه دسققتور هققو‬
‫المجتمققع الققذي تضققمن فيققه الحريققات الفرديققة‪ ،‬ويتحقققق فيققه‬
‫الفصل بين السلطات " ‪.‬‬
‫الوجا الثالث ‪ :‬يتسم هذا الوجه بسمات اقتصادية واجتماعيقة إذ‬
‫يرى ان الدولة ليست هدفا بحد ذاتها‪ ،‬وانما وسيلة في خدمقة‬
‫نظام اجتماعي معين (‪. )4‬‬
‫وأخيرا يعرف الدستور من الناحية االصطالحية بكونه‬
‫(مجموعة القواعد المتعلقة ببيان مصدر السلطة وتنظيم‬
‫ممارستها‪ ،‬وانتقالها والعالقة بين القابضين عليها ‪ .‬كذلك تلك‬
‫المتعلقة بالحقوق والحريات العامة في الدولة‪ ،‬سواء وجدت هذه‬
‫القواعد في صلب الوثيقة الدستورية او خارجها) (‪. )20‬‬
‫إال ان هناك من يرى غير ذلك‪ ،‬وحسب وجهة النظر هذه‬
‫فان للقانون الدستوري مفهوما تاريخيا‪ ،‬كما انه من صنع الطبقة‬
‫البرجوازية في صراعها ضد الملكية المطلقة في القرن السابع‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫والثامن عشر بل وحتى في القرن التاسع عشر‪ ،‬إذ ارادت هذه‬

‫الطبقة ان تسيطر وتؤدي دورا سياسيا فنادت بفرض قيود للحد‬
‫من السلطة الملكية وللسيطرة عليها‪ ،‬كما ان مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات قد جاء لصالح الدولة الرأسمالية الن هذا المبدأ هو‬
‫االساس والركيزة التي اعتمدتها الدساتير حديثة الوالدة ‪ .‬وهذا‬
‫المفهوم للدساتير يقوم على قاعدة ان كل قانون ينظم وظيفة من‬
‫وظائف الدولة الرأسمالية‪ ،‬كما ان هذا المبدأ يمس حسب وجهة‬
‫نظر بول اليز حتى التصويت في االنتخابات (‪. )22‬‬
‫مما سبق يتبين لنا ان هناك صلة وثيقة بين حقوق االنسان‬
‫وحرياته بالقانون الدستوري البل هي جزء منه ان لم تكن وكما‬
‫نعتقد الجزء االهم ‪.‬‬
‫وهذا يجعلنا نتناول الوثائق واالعالنات الوطنية لكل من‬
‫بريطانيا وامريكا في مبحث اول ولكون اعالن حقوق االنسان‬
‫والمواطن الفرنسي اتسم بالطابع االنساني فسوف يتم الحديث‬
‫عنه في مبحث ثان ‪ .‬ولالهتمام المتزايد لدساتير العالم بحقوق‬
‫االنسان باعتبار الدستور هو القانون االعلى في الدولة والمعبر‬
‫عن ارادة الشعب‪ ،‬فسوف نتناول دستور جمهورية العراق لعام‬
‫‪ 1001‬كنموذج لهذه الدساتير في اهتمامها لهذا الموضوع ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫املبحــث األول‬
‫اعالنــات احلقــوق ذات الطابـع الوطنـي‬
‫لقد كانت بداية االهتمام بحقوق االنسان وحرياته‬

‫باعتبارها قواعد قانونية ملزمة في بريطانيا‪ ،‬وكان ذلك في‬
‫ميثاق العهد االعظم (الماكنا كارتا) الذي صدر في ‪ 2121‬إذ‬
‫مثل اول الوثائق واهمها التي قيدت سلطة الملك المطلقة‪ ،‬ثم‬
‫تلتها وثائق واعالنات اخرى اتضحت اهميتها من خالل ضمان‬
‫حقوق وحريات المواطن من جهة‪ ،‬وتقييد سلطة الملك مــن جهة‬
‫اخرى ‪.‬‬
‫اما في امريكا الشمالية فقد كانت هناك ثالثة عشر‬
‫مستعمرة خاضعة لبريطانيا والتي شكلت بعد استقاللها ما يعرف‬
‫اليوم بالواليات المتحدة االمريكية من خالل اعالن االستقالل‬
‫عام ‪ 2772‬الذي اكد على كون حقوق االنسان وحرياته هي‬
‫حقوق طبيعية (‪ . )21‬وقد تضمنت هذه الوثائق واالعالنات الجزء‬
‫االهم من دستور البلدين ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫املطلــب االول‬
‫االرث البـريـطانـ ــي‬
‫لقد كان اهتمام الشعب البريطاني وحرصه على حقوقه‬

‫وحرياته كبيرا فقد بدأ بوضع اسس هذه الحريات منذ ثمانية‬
‫قرون تقريبا وكان ذلك في العهد االعظم الذي اكتسب شهرة‬
‫واسعة وكان مصدرا لكثير من الوثائق والدساتير الالحقة‪ ،‬وقد‬
‫تضمن الدستور االمريكي في اجزاء غير قليلة منه هذا االرث ‪.‬‬
‫فضال عن ذلك ان بريطانيا كانت اول بلد قيد صالحيات المجلس‬
‫االعلى وبشكل تدريجي حتى اصبح مجلس اللوردات مجلسا‬
‫استشاريا بعد ان تم تخويل صالحيات الملك الى مجلس الوزراء‬
‫‪.‬‬
‫ولو امعنا النظر قليال في حقيقة المؤسسات االنكليزية‬
‫لوجـدنا انها تمثل نموذجا للديمقراطية ‪ .‬ولعل من اسباب هذا‬
‫النجاح هو (كون االنكليز تقليديون يحترمون مؤسساتهم القديمة‪،‬‬
‫كما وصفوا بأنهم اصدقاء القانون ويعشقون الحرية) (‪.)23‬‬
‫ومن اهم تلك الوثائق واالعالنات هي ‪-:‬‬
‫االعظم (‪Magna Carta )2121‬‬ ‫‪ -2‬ميثاق العهد‬
‫‪24‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪ -1‬عريضة الحقوق(‪The Petition of Right)2212‬‬
‫‪Habeas Corpus‬‬ ‫‪ -3‬االشعار القضائي (‪)2274‬‬

‫‪ -9‬الئحة الحقوق (‪Bill of Rights)2224‬‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ -1‬ميثاق العهد االعظم (‪Magna Carta )1111‬‬
‫يعد هذا الميثاق ثمرة لثورة النبالء على الملك جون ويعد‬
‫من اهم الوثائق البريطانية التي قيدت صالحيات الملك التي‬
‫تمثلت بحقوق النبالء وحرية الكنيسة من خالل احترام الحريات‬
‫الفردية ((االمان الشخصي وحرية التجارة) ‪ .‬كما اكد الميثاق‬
‫على عدم جواز اصدار الضرائب بصورة استثنائية اليوافق‬
‫عليها المجلس(‪ )21‬ويمكن مالحظة ذلك من خالل مواده وهي ‪-:‬‬
‫المادة الولى ‪ -:‬حق الكنيسة في انتخابات حرة ‪.‬‬
‫ههر‪ -:‬سققتتمتع لنققدن كمققا هققو الحققال بالنسققبة‬ ‫المههادة الثالثههة‬
‫للقصبات والموانئ بحرية العمل والتحرك بشكل مجاني ‪.‬‬
‫المههادة الع هههرون ‪ -:‬اكققدت علقققى العدالقققة فققي الغرامقققات التقققي‬
‫تفرض‪ ،‬كما يجب ان تتناسب والفعل وبالشقكل القذي اليمنقع‬
‫مققن اعالققة عائلققة‪ ،‬والتققاجر بققأن التهققدر تجارتققه والفققالح ان‬
‫اليفقد ادواته ‪.‬‬
‫المههادة الثالثههة والع ههرون ‪ -:‬وجققاءت بتحققريم اعمققال السققخرة‬
‫‪10‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وتنص على عدم اجبار الناس او البلدان على بناء الجسور ‪.‬‬
‫المههادة التاةههعة والث ههون ‪ -:‬ونصققت علققى عققدم جققواز سققجن‬
‫رجل حر او االستيالء على ممتلكاته او نفيه إال بقانون ‪.‬‬
‫المادة اربعون ‪ -:‬اكدت علقى حريقة التنققل ونصقت علقى حريقة‬
‫التجارة‪ ،‬والتجار احرار في عملهم وتنقلهم وهم يعملون مقن‬
‫دون خوف آمنين ‪.‬‬
‫المههادة الثانيههة واالربعههون ‪ -:‬ونصققت علققى حققق كققل انسققان فققي‬
‫التنقققل داخققل المملكققة او الققى بلققد آخققر علققى ان اليكققون فققي‬
‫ب مع انكلترا ‪.‬‬
‫حر ٍ‬
‫المادة الخامسة والخمسون ‪ -:‬حيقث نصقت علقى ان الغرامقات‬
‫التي اعطيت الى الملك وما يتعلقق بقاالرض وكقل الغرامقات‬
‫التي انتزعت بشكل ظالـم ستعاد ‪.‬‬
‫المادة الثالثة والستون ‪ -:‬وقد جقاءت لتؤكقد علقى حقق الكنيسقة‬
‫بالعمققل بكققل حريققة كمققا سققيتمتع الرجققال فققي المملكققة بكققل‬
‫الحقوق والحريات وفي كل االماكن والى االبد ‪.‬‬
‫‪ -1‬عريضة احلقوق‪The Petition of Right1211‬‬
‫هذه العريضة هي االخرى جاءت بعد صراع بين‬
‫البرلمان والملك شارل االول‪ ،‬إذ اضطر االخير الى الموافقة‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وتضمنت العريضة حقوق البرلمان وتذكر بحقوق المواطن‬

‫(‪-:)22‬‬
‫المهههادة االولهههى ‪ -:‬منقققع فقققرض اي ضقققريبة مقققن دون موافققققة‬
‫البرلمان ‪.‬‬
‫المههادة الثالثههة ‪ -:‬ونصققت علققى عققدم جققواز سققجن شققخص او‬
‫االستيالء على ارضه او حرمانه منها او من حقق الحيقاة إال‬
‫بأستحقاق وضمن القانون ‪.‬‬
‫‪Habeas‬‬ ‫‪ - 3‬االشــــعار القضــــا ي‪( 1261‬قــــانون االحضــــار)‬
‫‪Corpus‬‬
‫لقد جاء هذا القانون حال لمشكلة من يعتقل دون حق ومن‬
‫دون اتباع الشكليات االصولية في االعتقال‪ ،‬فهي مذكرة‬
‫يصدرها القاضي تلزم الجهة التي تعتقل الشخص ان يأتي به‬
‫الى المحكمة ويبين مسؤول السجن عن االسباب التي ادت الى‬
‫اعتقال هذا الشخص وما لحرية االنسان من اهمية كبرى فإن‬
‫القاضي يترك القضايا التي امامه ويتولى هذه القضية ‪ .‬فاذا وجد‬
‫القاضي ان هذا الشخص برئ مما نسب اليه يطلق سراحه فورا‬
‫واذا كان مذنبا يعود الى سجنه (‪. )27‬‬
‫‪11‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وقد كان االشعار بمثابة اجراء لتفادي حجز حرية االنسان‬

‫او لنقل حاالت نسيان المعتقلين او التعمد بأبقائهم في السجن من‬
‫دون محاكمة والتي قد تصل احيانا الى ان يقتل السجين داخل‬
‫سجنه قبل اجراء المحاكمة ‪.‬‬
‫‪ -1‬ال حة احلقوق ‪Bill of Rights 1211‬‬

‫لقد قيدت هذه الالئحة كثيرا من صالحيات الملك فقد‬
‫جاءت ‪-:‬‬
‫‪ -‬منع الملك من انشاء محاكم خاصة يتولى فيها الحكم بنفسه ‪.‬‬
‫‪ -‬اليجققوز للملققك التققدخل فققي انتخابققات البرلمققان التققي اصققبحت‬
‫حرة ‪.‬‬
‫‪ -‬اليجققوز انققزال العقوبققات القاسققية والتققي سققميت بققـ (الوحشققية‬
‫والشاذة) وقد عدت ممارسات الملك جيمس الثاني بأنها غير‬
‫مشروعة الى جانب عدم فقرض كفالقة مبالقـ فيهقا‪ ،‬مقع منقع‬
‫فرض ضرائب من دون محاكمة ‪.‬‬
‫‪ -‬شققكلت بعققض مققواد الالئحققـة خطققوة يمكققن القققـول عنهققا انهققا‬
‫انتقاليققة مـققـن الحكققم المطلققق (الملكيققة المطلقققة) الققى الحكققم‬
‫المقيققد (الملكيققة الدسققتورية)‪ ،‬إذ نصققت علققى (حققذف حقققوق‬
‫‪13‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
. )22()‫الحكم الملكي‬
‫وتعد هذه الوثائق واالعالنات مع ما صدر من قواعد‬
‫دستورية عرفية االساس الذي قامت عليه دولة القانون في‬
. )24( ‫المملكة المتحدة اليوم‬
19
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫املطلــب الثانــي‬
‫االرث االم ــريكـ ــي‬
‫بعد اكتشاف قارة امريكا الشمالية وهجرة االوربيين اليها‪،‬‬

‫استقر قسم منهم على االرض الممتدة بين كندا شماال والمكسيك‬
‫جنوبا والتي تعرف اليوم بالواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬واقاموا‬
‫عددا من المستعمرات تخضع للتاج البريطاني مطلة على‬
‫المحيطين االطلسي والهادي وبطول (‪ 2200‬كم) ‪ .‬وكانت تتسم‬
‫باقتصاد زراعي مع وجود بعض الصناعات في قسمها‬
‫الشمالي‪ ،‬وقد اراد االنكليز ابقاء تلك المستعمرات على ما هي‬
‫عليه‪ ،‬في حين لم تكن تلك رغبة السكان ونتيجة الرهاق كاهلهم‬
‫بالضرائب التي تفرض عليهم وآخرها كان في عام ‪ 2729‬و‬
‫‪ 2721‬وهي ضريبة السكر والتمغة بدأ التوتر بين السكان‬
‫والقوات البريطانية ليتطور بعد ذلك الى نزاع مسلح عام ‪2771‬‬
‫واعالن المستعمرات االستقالل الواحدة تلو االخرى‪ ،‬واعالن‬
‫االستقالل للمستعمرات الثالثة عشر عام ‪. 2772‬‬
‫واستمرت الحرب بين مليشيات المستعمرات والجيش‬
‫النظامي البريطاني طيلة ست سنوات لتنتهي بأنتصار سكان‬
‫‪11‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫المستعمرات بمساعدة فرنسا وذلك في تشرين اول ‪2722‬‬

‫والتوقيع على المعاهدة التي نصت على استقالل المستعمرات‬
‫عن بريطانيا عام ‪. 2723‬‬
‫وسنتناول اهم ما جاء في اعالن االستقالل والتعديالت‬
‫الدستورية‪ ،‬والسيما العشر االول والتي يطلق عليها(وثيقة‬
‫الحقوق) عام ‪ 2742‬في فقرة ثانية ‪.‬‬
‫أوال‪ -:‬إعالن االستقالل ‪1662‬‬
‫لقد كان تأثر واضعي االعالن بفالسفة القرن الثامن عشر‬
‫كبيرا‪ ،‬فالسمة الفردية كانت واضحة فيه من خالل التأكيد على‬
‫ان الناس متساوون في حق الحياة والحرية‪ ،‬فقد نص االعالن‬
‫على"نحن نؤمن ان الحقائق التالية هي من البديهيات وهي ان‬
‫جميع البشر قد خلقوا متساويين‪ ،‬وان خالقهم قد حباهم بحقوق‬
‫معينة التنتزع‪ ،‬ومن بينها حق الحياة‪ ،‬الحرية‪ ،‬والسعي في سبيل‬
‫تحقيق السعادة " (‪ .)10‬والى جانب ما سبق البد من ذكر ما ياتي‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -‬أكققد االعققالن علققى ان هققذه المسققتعمرات متحققدة‪ ،‬ويجققب ان‬
‫تكون حرة ‪.‬‬
‫‪ -‬هدف االعقالن قبقل كقل شقئ هقو اخبقار العقالم باالسقباب التقي‬
‫دعققت المسققتعمرات الققى اعققالن االسققتقالل وقققد حققددت بققـ‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫(عطل تطبيق العدالة ‪ ..‬وجعل بقاء القضاة مرهقون بمشقيئته‬

‫وحده ‪ ..‬ابقى بين ظهرانينا جيوشا مستديمة في وققت السقلم‪،‬‬
‫ودون موافقة هيئاتنا التشريعية ‪ ...‬والنقه اوققف تجارتنقا مقع‬
‫مختلف ارجاء العالم ‪ ..‬فرض علينقا الضقرائب دون رضقانا‬
‫‪ ..‬نهققب بحارنققا‪ ،‬وخققرب شققواطئنا أ واحققرق مققدننا‪ ،‬وحطققم‬
‫حيققققاة شققققعبنا ‪ ..‬وفققققي كققققل مرحلققققة مققققن مراحققققل الققققتظلم‬
‫واالضقققطهاد قمنقققا وبكقققل تواضقققع بتققققديم االلتماسقققات بغيقققة‬
‫تحقيققق العققدل واالنصققاف‪ ،‬غيققر ان التماسققاتنا المتكققررة لققم‬
‫تكققن تقابققل إال بققنفس الظلققم واالضققطهاد) (‪ . )12‬ليققأتي بعققدها‬
‫االعالن ليؤكد على حق الشعب بتغيير الحكومة القائمة على‬
‫االستبداد والطغيان فنص على ‪ " :‬فمقن حقق الشقعب‪ ،‬ال بقل‬
‫مققن واجبققه‪ ،‬ان يسقققط مثققل هققذه الحكومققة وان يقققيم مكانهققا‬
‫حراسا جدد ألمنه في المستقبل" (‪ .)11‬ثم يأتي بعد ذلك ليؤكد‬
‫على حق المستعمرات في االستقالل فيقول‪ " :‬مقن حقق هقذه‬
‫المسقققتعمرات المتحقققدة‪ ،‬بقققل مقققن واجبهقققا‪ ،‬ان تكقققون حقققرة‬
‫مسققتقلة‪ ،‬وانهققا قققد تحللققت مققن جميققع صققور االذعققان للتققاج‬
‫البريطاني‪ ،‬ومن كل الروابط السياسقية بينهقا وبقين بريطانيقا‬
‫(‪.)13‬‬
‫العظمى "‬
‫‪17‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ونرى ان ذلك كان اهم ما اراد قوله واضعوا االعالن‪ ،‬بل‬

‫ان احد اهم اسسه ‪ .‬فأنهم لم ينتفظوا على حكومة شرعية بل‬
‫ظالمة مستبدة‪ ،‬وهناك هدف اساس آخر هو التعبير عن نظرية‬
‫سياسية تبرر االنفصال عن بريطانيا من خالل االدعاء بأن‬
‫حقوق االنسان قد انتهكت بشكل مهين وفاضح ‪ .‬والبد من القول‬
‫ايضا ان الفكر السياسي االمريكي قد تطور عن الفكر السياسي‬
‫البريطاني آنذاك ‪ .‬وبالتالي ان تبني االمريكان لهذا الفكر الجديد‬
‫قد دفعهم الى التساؤل حول مشكلة الدستور الذي شكلت حقوق‬
‫االنسان جانبا مهما منه مع التعديالت التي اضيفت الحقا (وثيقة‬
‫الحقوق) (‪. )19‬‬
‫ثانيـا ‪ -:‬وثيقة احلقــوق ( التعديالت الدسـتورية العرـرة املتعلقـة‬
‫حبقوق اإلنسان وحرياته ‪)1611‬‬
‫بعد نجاح الثورة والفوز باالستقالل‪ ،‬كانت هناك والدة‬
‫للدستور االمريكي الذي احتوى على القوانين األساسية للدولة‬
‫وذلك عام ‪ ،)11(2727‬ثم جاءت التعديالت الدستورية العشرة‬
‫التي اقترحت في (‪ )2724/4/11‬والتي تم اقرارها بعد حصول‬
‫الموافقة عليها في ثالثة ارباع الواليات والتي تعرف بوثيقة‬
‫الحقوق في (‪ ،)2742/21/21‬ثم جاء التعديل الرابع عشر حول‬
‫الحقوق المدنية مع التعديل الخامس عشر الذي اكد على الحقوق‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫السياسية ليكمل النقص في الدستور االمريكي وسنتناول اهم ما‬

‫جاء في هذه التعديالت ‪-:‬‬
‫التعديــل األول ‪-:‬‬
‫لقد جاء هذا التعديل ليقوي العلمانية اي فصل الكنيسة عن‬
‫الدولة‪ ،‬إذ اليوجد دين رسمي للدولة‪ ،‬كما ان على الدولة ان‬
‫التفضل دين على آخر او تنحاز لديـن معين ‪ .‬لذلك نرى‬
‫المحكمة العليا الفيدرالية تعد ان اي مساعدة للمدارس الدينية‬
‫التي تدعمها الكنيسة عمال مخالفا للدستور ‪ .‬كما ان الدولة‬
‫التستطيع اكراه شخص على االلتزام بدين معين وبالوقت نفسه‬
‫فان حرية الممارسة الدينية التعني اعطاء االذن بأرتكاب‬
‫ممارسات دينية ضارة او ضد المجتمع‪ ،‬فالمحاكم التسمح‬
‫بممارسة شعائر دينية يقدم فيهــا البشر أنفسهم كأضحية (‪. )12‬‬
‫كما وجدنا ايضا ان التعديل يمنع اصدار قانون يحرم‬
‫االنسان مـن حرية الكالم او الصحافة‪ ،‬إال ان ذلك اليمنع الدولة‬
‫من وضع قيود في حالة الضرورة(‪ .)17‬ونجد ذلك واضحا في‬
‫نص التعديل‪ ":‬اليصدر الكونغرس االمريكي اي قانون خاص‬
‫باقامة دين من االديان او يمنع حرية ممارسته او يحد من حرية‬
‫الكالم او الصحافة او من حق الناس في االجتماع سلميا‪ ،‬وفي‬
‫مطالبة الحكومة بأنصافهم من االجحاف "‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫التعديــل الثانــي ‪-:‬‬

‫والذي جاء ليؤكد حق االنسان في اقتناء سالح وحمله‬
‫للدفاع عن نفسه مع وجود قوة مسلحة في كل والية لحفظ االمن‬
‫فنصت على‪ " :‬ان وجود مليشيا حسنة التنظيم ضروري المن‬
‫اية والية حرة‪ ،‬وال يجوز التعرض لحق الناس في اقتناء اسلحة‬
‫وحملها" ‪.‬‬
‫التعديــل الثالــث ‪-:‬‬
‫وجاء هذا التعديل لمنع اي تجاوز او اعتداء احد افراد‬
‫الجيش على حقوق المواطنين فنصت على ‪ ":‬اليجوز ألي‬
‫جندي في وقت السلم ان يقيم في اي منزل دون رضى المالك‪،‬‬
‫كما اليجوز له ذلك في وقت الحرب إال بالكيفية التي يحددها‬
‫القانون ‪.‬‬
‫التعديــل الــرابــع ‪-:‬‬
‫لقد جاء التعديل لينظم عمل اجهزة الشرطة في عدم‬
‫المساس بحقوق وحريات المواطنين من خالل وضع شروط‬
‫معينة يتوجب االلتزام بها اثناء ممارستها لعملها في البحث عن‬
‫ادلة‪ ،‬فقد منعت تفتيش المنزل او الشقة او اي مكان اخر إال بعد‬
‫الحصول على اذن من احد القضاة‪ ،‬وبعد التأكد من صحة‬
‫القضية ‪ .‬فجاء النص ‪ " :‬اليجوز المساس بحق الناس في ان‬
‫‪30‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫يكونوا آمنين في اشخاصهم ومنازلهم ومستنداتهم ومقتنياتهم من‬

‫اي تفتيش او احتجاز غير معقول‪ ،‬وال يجوز اصدار مذكرة بهذا‬
‫الخصوص إال في حالة وجود سبب معقول معزز باليمين او‬
‫التوكيد‪ ،‬وتبين بالتحديد المكان المراد تفتيشه واالشخاص او‬
‫االشياء المراد احتجازها " ‪.‬‬
‫التعديــل اخلامـس ‪-:‬‬
‫ويتعلق بحماية االنسان حيث اليجوز اعتقال اي شخص‬
‫إال تبعا لصدور قرار اتهام ‪ .‬كذلك ضرورة اخبار من يقبض‬
‫عليه بأن يبقى صامتا الن كل ما سوف يصرح به يمكن ان‬
‫يستعمل ضده اثناء المحاكمة ‪ .‬فنص التعديل على ‪ " :‬اليجوز‬
‫اعتقال اي شخص الستجوابه بشأن جناية او جريمة شائنة‬
‫اخرى إال تبعا لصدور قرار اتهامي او مضبطة اتهام عن هيئة‬
‫محلفين كبرى باستثناء القضايا الحاصلة في القوات البرية او‬
‫البحرية‪ ،‬او في المليشيا عندما تكون هذه القوات في الخدمة‬
‫الفعلية في وقت الحرب او الخطر العام ‪ .‬وال يجوز اتهام اي‬
‫شخص في دعوى جنائية على ان يكون شاهدا ضد نفسه‪ ،‬وال‬
‫ان يحرم من الحياة او الحرية او الممتلكات دون اتباع‬
‫االجراءات القانونية االصولية كما اليجوز نزع اي ملكية‬
‫‪32‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫خاصة الستخدامها في سبيل المنفعة العامة بدون تعويض‬

‫عادل" ‪.‬‬
‫التعديــل الســادس ‪-:‬‬
‫وجاء هذا التعديل ليؤكد على ضرورة حصول المتهم‬
‫على محامي دفاع وعلى االسراع في المحاكمة ‪ .‬فنص على ‪" :‬‬
‫في جميع المحاكمات الجنائية للمتهم الحق بأن يحاكم محاكمة‬
‫سريعة وعلنية بواسطة هيئة محلفين غير متحيزة تابعة للوالية‬
‫او المقاطعة التي تكون الجريمة قد ارتكبت فيها‪ ،‬وتكون‬
‫المقاطعة قد سبق للقانون تحديدها ‪ .‬وله الحق ان يبل سبب‬
‫االتهام وطبيعته‪ ،‬وفي ان يواجه الشهود اللذين يشهدون ضده‪،‬‬
‫وفي ان تتوفر له التسهيالت القانونية االرغامية الستدعاء شهود‬
‫لمصلحته‪ ،‬وفي ان يستعين بمحام للدفاع عنه "‪.‬‬
‫التعديــل الثامــن ‪-:‬‬
‫أما هذا التعديل فقد اكد انه اليجوز فرض كفالة عالية‬
‫مبال فيها‪ ،‬علما بأن الكفالة هي مبل من المال تحدده المحكمة‬
‫كضمان لمثول احد االفراد امامها مستقبال‪ ،‬كما تسمح له باعداد‬
‫الدفاع عن نفسه خارج السجن ‪ .‬إال ان مع اقرار التعديل بعدم‬
‫المبالغة بالكفالة فان من حق القاضي رفض الكفالة اذا شعر ان‬
‫المتهم قد يهرب او يمثل خطرا على المجتمع ‪ .‬وقد اعلنت‬
‫‪31‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫المحكمة العليا دستورية سياسية (الحجز االحتياطي)‪ ،‬كما منع‬

‫التعديل توقيع العقوبات القاسية غير العادية ‪ .‬إال ان مع ذلك نجد‬
‫ان المحكمة العليا قد اعتبرت حكم االعدام اليعد مخالفا للدستور‬
‫إال انها بالوقت نفسه طلبت من المحاكم ان تراعي العوامل‬
‫المخففة كسن مرتكب الجريمة او سجله السابق لدى الشرطة‬
‫(‪ . )12‬فنصت على ‪ " :‬اليجوز طلب دفع كفاالت باهظة وال‬
‫فرض غرامات باهظة‪ ،‬وال إنزال عقوبات قاسية وغير مألوفة‬
‫"‪.‬‬
‫ا لتعديــل الرابع عرر ‪-:‬‬
‫وقد جاء هذا التعديل الخاص بالحقوق المدنية ليؤكد مبدأ‬
‫المساواة بعد ان ساد التمييز بين السود والبيض ‪ .‬فمع اندالع‬
‫الحرب االهلية جاء تحرير العبيد على يد ابراهام لنكولن وفي‬
‫عام ‪ 2221‬الغي الرق تماما بموجب التعديل الثالث عشر ليأتي‬
‫التعديل الرابع عشر في ‪ 2222‬الذي منع اي والية في ان تنكر‬
‫على اي شخص في اطار اختصاصها الحماية القانونية‬
‫المتساوية (‪ )14‬فنص على ‪ " :‬جميع االشخاص المولودين في‬
‫الواليات المتحدة او المتجنسين بجنسيتها والخاضعين لسلطانها‬
‫يعتبرون من مواطني الواليات المتحدة ومواطني الوالية التي‬
‫يقيمون فيها ‪ .‬وال يجوز ألي والية ان تضع او تطبق اي قانون‬
‫‪33‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ينتقص من امتيازات او حصانات مواطني الواليات المتحدة ‪.‬‬

‫كما اليجوز ألي والية ان تحرم اي شخص من الحياة او الحرية‬
‫او الممتلكات دون مراعاة االجراءات القانونية االصولية ‪ .‬وال‬
‫يجوز ان تحرم اي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في‬
‫حماية القوانين " ‪.‬‬
‫وقد ذهبت المحكمة العليا الى ابعد من تحقيق المساواة من‬
‫خالل قرار اثار جدال كبيرا صدر في ‪/13‬حزيران‪ .1003/‬فقد‬
‫رفع ثالثة طالب امريكان من اصل ابيض دعوى‪ ،‬كانت قد‬
‫رفضت كلية القانون ‪ /‬جامعة ميشكان قبولهم في حين قبلت‬
‫طلبات اقلية اثنية (امريكان من اصل افريقي) بعد ان منحتهم‬
‫عددا اضافيا من النقاط لترجيح كفة قبولهم ‪.‬‬
‫وقد اقرت المحكمة لكلية القانون في جامعة ميشكان في‬
‫ان تأخذ االصل العنصري في حسبانها حين تقر منح اماكن فيها‬
‫للطلبة ‪ .‬وقد جاء قرار المحكمة العليا هذا بأغلبية خمس اصوات‬
‫مقابل اربعة لصالح سياسة الجامعة التي تعطي افضلية‬
‫للمرشحين من اقليات اثنية اطلق عليه (التمييز االيجابي)‪ ،‬ولكن‬
‫المحكمة وبأغلبية ستة مقابل ثالثة قضت بأن السياسة التي تمنح‬
‫نقاط اضافية اثناء عملية تحديد المقبولين غير دستورية ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وقد عقبت قاضية المحكمة العليا ساندرا داي اوكنور (ان‬

‫الدستور االمريكي اليمنع كليات القانون من استخدام االصل‬
‫العنصري في حدود ضيقة في قرارات قبول الطالب لتعميق‬
‫المصلحة الحتمية في ايصال المنافع التعليمية الى كتلة متنوعة‬
‫من الطالب)(‪. )30‬‬
‫التعديــل اخلامـس عرر‪-:‬‬
‫وهو الخاص بالحقوق السياسية الذي اكد انه اليجوز‬
‫حرمان اي مواطن من حق التصويت في أي والية فنص على ‪:‬‬
‫" اليجوز للواليات المتحدة وال ألي والية منها حرمان مواطني‬
‫الواليات المتحدة من حقهم في االنتخاب‪ ،‬او االنتقاص لهم من‬
‫هذا الحق بسبب العرق او اللون او حالة رق سابقة " ‪.‬‬
‫بعد عرض االعالنات والوثائق الخاصة بحقوق االنسان‬
‫وحرياته على المستوى الوطني في كل من بريطانيا والواليات‬
‫المتحدة البد لنا من التعرف على القيمة القانونية لها ومدى‬
‫الزاميتها ‪ .‬السيما اذا عرفنا ان بعضهم يرى فيها عبارة عن‬
‫مبادئ فلسفية واخالقية تخلو من اي قيمة قانونية‪ ،‬فحسب وجهة‬
‫النظر هذه ان االعالنات قد صدرت اثناء حقب ثورية‪ ،‬وان ما‬
‫يصدر خالل هذه الحقب يتسم بالغموض ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫إال ان هناك رأيا مخالفا يرى ان اعالنات الحقوق تحمل‬

‫ذات القيمة التي تحملها النصوص الدستورية‪ ،‬السيما تلك التي‬
‫تتوج الدساتير وبالتالي تعلو في قيمتها على النصوص القانونية‬
‫العادية ‪ .‬والرأي الثاني هو االصوب فاالرث البريطاني من‬
‫ميثاق العهد االعظم وعريضة الحقوق واالشعار القضائي‬
‫والئحة الحقوق هي الجزء المدون (المكتوب) من الدستور‬
‫البريطاني الذي يعرف بكونه دستورا عرفيا كما عرفنا‪ ،‬إذ‬
‫يحمل بجانب الوثائق المكتوبة التي سبق ذكرها قواعد دستورية‬
‫عرفية‪ ،‬وان النظام البرلماني نفسه قد نشأ عن عرف دستوري‬
‫استغرق مائة وخمسون عاما ليصبح قاعدة دستورية ‪.‬‬
‫اما االرث االمريكي (اعالن االستقالل) والتعديالت‬
‫الدستورية العشر (وثيقة الحقوق) لسنة ‪ 2742‬فقد حملت معها‬
‫الحماية القضائية من خالل الرقابة على دستورية القوانين ‪.‬‬
‫فالمحكمة العليا الفيدرالية عندما تعلن ان قانونا مخالفا للدستور‬
‫فهذا يعني عدم العمل به ‪ .‬فما جاء باالعالن والوثيقة هو جزء‬
‫من الدستور وال يجوز اصدار ما يخالف الدستور الذي هو‬
‫القانون االعلى في البالد ‪.‬‬
‫وفي االتجاه نفسه يذهب العميد موريس هوريو الذي يقول‬
‫ان لكل دولة دستورين بالضرورة‪ ،‬االول سياسي‪ ،‬واآلخر‬
‫‪32‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ االول‬. ‫اجتماعي وكالهما يتمتع بالمستوى نفسه من االهمية‬

‫ والثاني هو‬،‫ذلك الذي ينظم عمل االجهزة والسلطات في الدولة‬
‫الذي يضع قواعد النظام االجتماعي الذي تسير عليه الجماهير‬
‫ والذي ينظم بصورة خاصة صيغة العالقات بين‬،‫في الدولة‬
. )32(
‫ اي حقوق المواطن الفردية‬،‫المواطنين والدولة‬
37
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫املبح ــث الثانـي‬

‫اعالنات احلقوق ذات الطابع االنساني (اعالن حقوق االنسان‬
‫واملواطن)‬
‫في الوقت الذي اتسمت فيــه اعالنات الحقوق البريطانية‬

‫واالمريكية بالطابـع الوطني (المحلي) ‪ .‬نجد اعالن حقوق‬
‫االنسان والمواطن الفرنسي يتسم بالطابع االنساني‪ ،‬فقد احدث‬
‫دويا هائال كان له صداه في كل انحاء العالم‪ ،‬بعد ان سبقته بالعام‬
‫نفسه الثورة الفرنسية بمبادئها المشهورة الثالثة ‪ :‬الحرية‪،‬‬
‫المساواة واالخاء ‪.‬‬
‫ولالهمية الكبيرة التي حملها االعالن البد لنا من التعرف‬
‫على العوامل‪ ،‬او االسباب التي كانت وراء والدته‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫مبادئه ليأتي اخيرا اثر االعالنات على الدساتير الفرنسية ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫املطلــب االول‬
‫العوامل اليت مهدت لالعالن (نظام احلكم املطلق)‬
‫لقد كانت اوربا بشكل عام‪ ،‬وفرنسا بشكل خاص‪ ،‬وطيلة‬

‫القرون العشر التي سبقت الثورة الفرنسية ‪ 2724‬في ظل نظام‬
‫ملكي مطلق كان فيه الملك القابض على جميع السلطات‬
‫التشريعية والتنفيذية‪ ،‬وحتى القضائية وفي ظل دستور يستند‬
‫على االعراف والتقاليد‪ ،‬ولم تكن هناك حدود للملك في‬
‫ممارسته لهذه السلطات‪ ،‬فقد كان ملوك فرنسا يستندون في‬
‫حكمهم خالل القرن السابع والثامن عشر على نظرية الحق‬
‫االلهي‪ ،‬وهو ما جعل لويس الرابع عشر الى قول كلمته‬
‫المشهورة ‪( :‬انا الدولة)(‪ )31‬اي انها مجسدة في شخصه ‪ .‬ونجده‬
‫يقول ايضــا ‪( :‬سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق فاهلل‬
‫مصدرها وليس الشعب‪ ،‬وهم { اي الملوك } مسؤولون امام هللا‬
‫وحده عن كيفية استخدامها)(‪ .)33‬كما نرى لويس الخامس عشر‪،‬‬
‫هو اآلخر يؤكد المبدأ نفسه إذ يقول ‪( :‬اننا لم نتلقى التاج إال من‬
‫خالل هللا‪ ،‬فسلطـة عمل القوانين هــي من اختصاصنا وحــدنا‬
‫وال يشاركنا في ذلك احد‪ ،‬وال نخضع في عملنا ألحد)(‪. )39‬‬
‫‪34‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫والى جانب هذه الصالحيات المطلقة كانت هناك القوانين‬

‫االساسية للمملكة التي يلتزم بها الملك‪ ،‬وتتعلق بانتقال الحكم‪،‬‬
‫واالمتناع عن التصرف بامالك العرش وبضرورة ان يكون دين‬
‫الملك كاثوليكيا ‪.‬‬
‫ويتساءل احد المفكرين عن هذه القوانين فيقول ‪( :‬من قال‬
‫ان الملك اليستطيع خرقها لو اراد‪ ،‬إن نظرية القوانين االساسية‬
‫ليست سوى حدود معنوية لسلطة الملك)(‪.)31‬‬
‫اما االغلبية الساحقة فقد كانت تعيش حالة بؤس وشقاء‪،‬‬
‫وقد كانت تمثله جمعية الطبقات التي تتألف من النبالء ورجال‬
‫الدين والعامة والتي تشكل فيها الطبقة الثالثة بين (‪-%47‬‬
‫‪)32()%42‬من الشعب التي لم تجتمع منذ ‪ . 2229‬وبالرغم من‬
‫ان الطبقة الثالثة تشكل اغلبية الشعب فانها كانت محرومة من‬
‫اي دور او امتياز‪ ،‬وفي الوقت نفسه كان رجال الدين يتمتعون‬
‫بامتيازات هائلة مثل االعفاء الضريبي‪ ،‬وعدم محاكمتهم إال امام‬
‫محاكم دينية ‪ .‬فضال عن ان موارد الكنيسة كانت تحت تصرف‬
‫الكبار منهم‪ ،‬ولم تكن امتيازات النبالء اقل من امتيازات رجال‬
‫الدين‪.‬‬
‫ويقارن احد المتخصصين الفرنسيين في القانون‬
‫الدستوري والنظم السياسية وهـــــو (دفرجيه) انظمة الحكم في‬
‫‪90‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫النصف الثاني من القرن الماضي بما كان عليه احد ملوك فرنسا‬
‫قبل الثورة الفرنسية فيقول ‪( :‬اذا قارنا الملكية القديمة عندنا بأي‬
‫دكتاتورية حديثة‪،‬لبدا لويس الرابع عشر في صورة الملك الذي‬
‫يتسم عهده بالحرية)(‪.)37‬‬
‫ويبرر دفرجيه قوله هذا ان مهام الدولة كانت آنذاك‬
‫محدودة عما هو عليه اليوم‪ ،‬االمر الذي يترك لالفراد مجاال‬
‫واسعا في االستقالل الشخصي هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر‬
‫فان طرق المواصالت لم تكن متقدمة الى هذا الحد االمر الذي‬
‫يجعل وطأة النير الملكي في االقاليم تخف تبعا لبعدها عن قصر‬
‫الملك (‪.)32‬‬
‫ومن رحم نظام الحكم المطلق هذا والذي ساد اوربا وال‬
‫سيما فرنسا ولـدت االفكار الليبرالية‪ ،‬وبدأت تعلو شيئا فشيئا‬
‫فهذا جون لوك { ولد جون لوك‪ ،‬الطبيــــب الفيلسوف (‪-2231‬‬
‫‪ )2709‬في انكلترا‪ ،‬ودرس في جامعة اكسفورد‪ ،‬ومن ثروته‬
‫الفكرية ‪ :‬مخطوطا في الفلسفة بعنوان" في االدراك االنساني "‬
‫ومخطوطا في الفلسفة السياسية بعنوان " في الحكومة المدنية"‬
‫عام ‪ ،2224‬بعد عودته من هولندا الى انكلترا }ينادي بضرورة‬
‫الفصل بين السلطات‪ ،‬فهو يرى ان الشعب بدل من ان يفوض‬
‫بواسطة العقد االجتماعي كل السلطات الى ممثل واحد‪ ،‬فان‬
‫‪92‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫عليه ان يفوض السلطات المتعددة الى هيئات متعددة ‪ .‬وقد كان‬

‫لكتابة الحكومة المدنية اثر عميق في الفكر السياسي االمر الذي‬
‫جعل البعض يقول ان لوك ارسى الى االبد اسس الديمقراطية‬
‫الليبرالية الذي اغترف منه كتاب القانون العام االنكليز‬
‫واالمريكان والفرنسيون خالل القرن الثامن عشر كله(‪.)34‬‬
‫اما المفكر مونتسكيو فقد اكد على الفصل بين السلطات‬
‫وعده الضمان لمنع االستبداد‪ ،‬كذلك فولتير الذي تناول الملكية‬
‫ونظام الحكم فيها بالنقد والسخرية‪ ،‬االمر الذي ادى الى اثارة‬
‫المشاعر لدى الناس ونبه االذهان(‪.)90‬‬
‫إال ان مساهمة المفكر جان جاك روسو (ولد عام ‪2721‬‬
‫في جنيف وتوفى ‪ 2772‬وقد اتسم بعبقرية فذة كما تم نقل جثمانه‬
‫عام ‪ 2749‬الى " مقبرة العظماء " في باريس عام ‪ . 2749‬وله‬
‫العديد من المؤلفات والكتب والمقاالت منها ما نشر في "‬
‫الموسوعة " قبل الثورة الفرنسية عام ‪ 2724‬وكتابا بعنوان "‬
‫اصل الالمساواة بين البشر " كذلك المؤسسات السياسية عام‬
‫‪ 2714‬واخيرا ابداعه الكبير في "العقد االجتماعي " عام‬
‫‪.)2721‬‬
‫فقد كانت مساهمته االكبر واالهم في التهيئة للثورة من‬
‫خالل كتابه االخير (العقد االجتماعي) (‪ ،)92‬والذي دعا فيه الى‬
‫‪91‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫قيام مجتمع منظم يكون فيه االنسان حرا يتمكن من التمتع‬

‫بحقوقه االساسية كافة بموجب عقد تثبت فيه الحقوق‪ ،‬وعلى‬
‫السلطة ان التمس هذه الحقوق‪ ،‬إذ ان الدولة وجدت لحمايتها‬
‫بجانب كون كل فرد يتمتع بحقوق وحريات متساوية وفي حالة‬
‫تنازل الفرد عن حقوقه او حرياته فانما يفقد صفته كأنسان‪،‬‬
‫ولهذا نجده يقول ‪( :‬ان تنازل الشخص عن حريته تنازل عن‬
‫صفته كأنسان كذلك عن " حقوقه " االنسانية وواجباتها‪ ،‬ألن من‬
‫يتنازل عن كل شئ لن يجد تعويضا ممكنا‪ ،‬ومثل هذا التنازل‬
‫يتعارض مع طبيعة االنسان‪ ،‬حيث ان تجريد ارادته من كل‬
‫حرية معناه انتزاع كل اخالقية في تصرفاته)(‪.)91‬‬
‫وبالرغم من كون اعالن االستقالل االمريكي قد اكد على‬
‫ان الناس يولدون متساويين وهي الكلمات نفسها التي رددها‬
‫فالسفة القرن الثامن عشر ومنهم جان جاك روسو‪ ،‬إال ان‬
‫االنفجار لم يقع في امريكا بل وقع في فرنسا‪ ،‬وكان اشبه بزلزال‬
‫فقد كان التفاوت كبيرا بين الواقع الثقافي الفرنسي وبين‬
‫مؤسساتها المتخلفة‪ ،‬كما كان للعقل دوره حتى اصبح يسمى‬
‫بعصر العقل(‪. )93‬‬
‫كل ذلك دفع بعضهم الى القول ‪ :‬ان روسو هو اب الثورة‬
‫الفرنسية‪ ،‬كما يوصف بأنه المساهم االكبر في االطاحة بالنظام‬
‫‪93‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ وتأكيده على‬،‫الملكي القديم في فرنسا من خالل اسلوبه الثوري‬

. ‫حقوق االنسان وحرياته‬
‫وأخيرا فان كل تلك الجهود قد ساهمت في الثورة‬
‫ وبالتالي والدة اعالن حقوق االنسان‬،2724 ‫الفرنسية لعام‬
. ‫والمواطن‬
99
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫املطلــب الثانــي‬
‫مب ـ ــادئ اإلعالن‬
‫لقد عرفنا ان االستبداد والطغيان كان قاسيا في ظل النظام‬

‫الملكي في فرنسا لذا فان الثورة كانت النتيجة المنطقية لهذا‬
‫الطغيان‪ ،‬وبعد أسابيع قليلة من الثورة كان اعالن حقوق االنسان‬
‫والمواطن ‪.‬‬
‫لقد بين االعالن ان اشكال الظلم واالستبداد كافة بل حتى‬
‫المصائب كان سببها جهل الحكومات بحقوق االنسان وعدم‬
‫اكتراثها لهذه الحقوق‪ ،‬لذا نجد التأكيد على الحرية والمساواة‬
‫ودور القانون لحمايتها وتنظيمها واضحا في االعالن‪ ،‬وسنتناول‬
‫كال من هذه النقاط على حدة(‪.)99‬‬
‫اوال‪ -:‬مبـدأ احلريــة‬
‫لقد كانت الحرية اهم االهداف التي اكد عليها االعالن‬
‫ونالحظ ذلك في نص المادتين االولى والثانية‪ ،‬فالمادة االولى‬
‫تنص على ان‪ " :‬يولد الناس احراراُ متساويين في الحقوق ‪...‬‬
‫" ‪ .‬اما المادة الثانية فتنص على ‪ " :‬ان هدف كل تجمع سياسي‬
‫‪91‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫هو الحفاظ على حقوق االنسان الطبيعية غير القابلة للتقادم‪،‬‬

‫وهذه الحقوق هي الحريةوالملكية‪ ،‬االمن ومقاومة الطغيان " ‪.‬‬
‫ويؤكد االعالن ان الحدود في ممارسة الحقوق الطبيعية إال بما‬
‫يلحق الضرر باآلخرين ‪ .‬وهذا ما اكدته المادة الرابعة التي‬
‫تنص على ‪ " :‬تقتصر الحرية على قدرة المرء على القيام بكل‬
‫ما اليلحق ضررا باآلخرين " ‪ .‬كما يؤكد االعالن على الحرية‬
‫الفردية من خالل الحق باالمان وهو ما حددته المادة السابعة‬
‫التي نصت على ‪ " :‬اليمكن اتهام اي انسان او توقيفه او اعتقاله‬
‫إال في الحاالت المحددة في القانون ‪ . " ..‬وهذا ما اكدته ايضا‬
‫المادة الثامنة التي جاء فيها ‪ " :‬اليمكن معاقبة اي انسان إال وفقا‬
‫الحكام القانون القائم " ‪ .‬في حين نصت المادة التاسعة علــى ان‬
‫‪ " :‬المتهم برئ حتى تثبت ادانته " ‪.‬‬
‫اما فيما يخص حرية التعبير فقد اكدت عليه المادة‬
‫العاشرة فقد ورد فيها ‪ " :‬يجب االمتناع عن ازعاج اي انسان‬
‫بسبب ارائه حتى الدينية مادام التعبير عنها اليعكر النظام العام‬
‫المرتكز على القانون " ‪ .‬في حين نجد المادة الحادية عشر تنص‬
‫على ‪ " :‬حرية ايصال االفكار واالراء هي واحدة من اغلى‬
‫حقوق االنسان " ‪,.‬‬
‫‪92‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫في حين تذهب المادة السابعة عشر الى ‪ " :‬لما كانت‬
‫الملكية حقا مصونا ومقدسا فال يمكن ان يحرم منها إال عندما‬
‫تقتضي الضرورة العامة المثبتة قانونا ذلك بصورة واضحة‬
‫وشرط التعويض العادل والمسبق " ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -:‬مبــدأ املســاواة‬
‫يؤكد االعالن في اكثر من مجال على مبدأ المساواة فقد‬
‫جاء في المادة االولى ‪ " :‬يولد الناس احرارا ومتساويين في‬
‫الحقوق ويبقون كذلك" ‪ .‬واكدت المادة السادسة على المساواة‬
‫في تولي الوظائف إذ نصت على‪ " :‬كل المواطنين متساوون في‬
‫كل المناصب والوظائف العامة كل حسب كفائته ودون اي تمييز‬
‫اخر سوى ذلك المرتكز على فضائلهم ومواهبهم" ‪ .‬في حين‬
‫اكدت المادة الثالثة عشر على المساواة في تحمل االعباء العامة‬
‫إذ ورد فيها ‪ " :‬في سبيل االنفاق على القوة العامة وتأمين‬
‫مصاريف االدارة البد من فرض ضريبة مشتركة يجب توزيعها‬
‫بين المواطنين بالتساوي تبعا لمكاناتهم " ‪.‬‬
‫ثالـثا‪ -:‬دور القانــــون‬
‫لقد كان دور القانون مهما في االعالن من خالل مالحظة‬
‫كونه المنظم للحياة وممارسة الحرية ‪ .‬وقد ورد ذلك في المواد‬
‫(‪ )4 ،2 ،7‬كما تناول منع كل اساليب القمع واالكراه‪ ،‬وتحديد ما‬
‫‪97‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫يدخل في النظام العام كما ورد في المواد (‪ . )22 ،20‬وقد كان‬

‫القانون المنظم والمحدد في كيفية ممارسة االنسان لحقوقه ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من الدور الكبير الذي اداه القانون في تنظيم‬
‫ممارسة الحقوق والحريات في االعالن نجد هناك اشبه بعدم‬
‫الثقة به في اكثر من مادة وردت‪ ،‬مثل ‪ " :‬فليس له الحق إال ان‬
‫يحضر االعمال المضرة بالمجتمع " وكذلك ‪ " :‬عليه ان اليقيم‬
‫إال العقوبات الضرورية حصرا وبداهة " ‪ .‬كل ذلك جعل‬
‫الدكتور محمد سعيد مجذوب يتساءل بدهشة ويقول ‪( :‬ان ثمة‬
‫موقفين متناقضين في االعالن ‪ :‬تصور للحرية تحت سلطة‬
‫القانون‪ ،‬ونزعة لحماية الحرية من تسلط القانون ‪ .‬فالموقف‬
‫االول مستقى من تعاليم روسو ويعبر عنه بمبدأ سيادة القانون او‬
‫اولوية القانون وهو ضارب في جذوره في تقاليد القانون العام‬
‫الفرنسي ‪ .‬والموقف الثاني يفترض امكانية انحراف القانون عن‬
‫حماية الحرية وضرورة تصور نظام يخضع القانون من خالله‬
‫لنوع من الرقابة للتأكد من مطابقته للنظام االساسي الحامي‬
‫للحريات اي الدستور)(‪.)91‬‬
‫ولكون االعالن اخذ ابعادا عالمية فقد جعل دوال عديدة‬
‫تبدأ بخطوات جدية في طريق الديمقراطية من خالل قيام‬
‫مؤسسات يمثل فيها االفراد تمثيال عادال وقيام سلطة القانون‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫مما يعني تأثير االعالن داخليا كان كبيرا ايضا حتى ان بعضهم‬
‫ذهب الى القول‪( :‬لقد اكتسب االعالن طابعا دينيا مقدسا‪ ،‬وصار‬
‫للمعتقد السياسي رمزا‪ .‬انه في كل االمكنة العامة يطبع‪ ،‬في‬
‫مساكن المواطنين‪ ،‬في الريف معلق وفيه يتعلم االطفال‬
‫القراءة)(‪.)92‬‬
‫املطلـ ــب الثالــث‬
‫اعالنــات احلقــوق فـي الدساتـري الفرنسيـة‬
‫لقد كان الدستور العرفي والذي استمر اكثر من عشرة‬

‫قرون بمثابة السياج للبالد فقد عاشت فرنسا بعد الثورة في‬
‫‪ 2724‬ولمدة اكثر من ثمانية عقود اضطرابات وثورات عنيفة‪،‬‬
‫وكان لكل مرحلة وثورة دستورها قبل ان يسود االستقرار في‬
‫ظل الجمهورية الثالثة في ‪ 2271‬والتي سقطت في الحرب‬
‫العالمية الثانية بعد احتالل المانيا لفرنسا عام ‪ ،2490‬ولكن بعد‬
‫هزيمة المانيا وزوال االحتالل نشأت في فرنسا الجمهورية‬
‫الرابعة ودستورها لعام ‪ ،2492‬بيد ان هذهالجمهورية انهارت‬
‫على يد الجنرال ديغول بعد ان طلبت االحزاب عودته الى الحكم‬
‫النقاذ فرنسا من حرب اهلية وشيكة بسبب احداث الجزائر‪ ،‬وقد‬
‫‪94‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وضع ديغول شروطا لعودتـه الى الحكم اولها ‪ :‬هو احداث تغيير‬
‫في نظام الحكم بالشكل الذي جعله ينتقل من نظام برلماني ليس‬
‫لرئيس الجمهورية دور مهم فيه الى نظام شبه رئاسي يتمتع فيه‬
‫رئيس الدولة بصالحيات مهمة النه منتخب من الشعب بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬وهذا النظام مازال قائما لحد اليوم على الرغم من تغير‬
‫الرؤساء بين اليمين واليسار في فرنسا ‪ .‬وقد كان اهتمام جميع‬
‫هذه الدساتير بحقوق االنسان كبيرا وكذلك في السير بخطوات‬
‫مهمة في طريق الديمقراطية ‪.‬‬
‫ان المالحظة المهمة في هذا التطور الدستوري هو ان‬
‫االهتمام لم ينحصر على ما جاء بأعالن حقوق االنسان‬
‫والمواطن التي كانت المحور المهم لهذه الدساتير عندما وضعت‬
‫‪ .‬كما ان هذه االعالنات قد واكبت ما شهدته االنسانية من تطور‬
‫في هذا الحقل‪ ،‬ففي الوقت الذي اقتصر االعالن على الحقوق‬
‫الفردية نرى الدساتير كلها تقريبا من اول دستور مكتوب في‬
‫‪ 2742‬ولغاية الدستور الحالي لعام ‪ 2412‬قد اكدت تدريجيا‬
‫على الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية الى جانب‬
‫الحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وفي محاولة اللقاء الضوء على ما جاء في هذه الدساتير‬

‫سنتناول هذا الموضوع في اربع فقرات فقط‪ ،‬اي االطالع على‬
‫ما جاء ببعض الدساتير والتي اهتمت بحقوق االنسان ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬دستــور ‪1611‬‬
‫لقد اكد دستور ‪ 2742‬على الحقوق الطبيعية لالنسان وعد‬
‫المحافظة عليها غاية يهدف اليها كل مجتمع سياسي‪ ،‬ثم جاء‬
‫بالمبادئ االساسية التي يتعين على هيئات الدولة احترامها‪،‬‬
‫وعلى حقوق االنسان التي وردت في المادة الثانية منه والتي‬
‫نصت على ‪ " :‬الحرية‪ ،‬الملكية‪ ،‬االمن وقاومة الظلم "(‪ .)97‬في‬
‫حين نصت المادة االولى على ان ‪ " :‬يولد الناس ويعيشون‬
‫احرارا ومتساوين في الحقوق " (‪. )92‬‬
‫ولضمان هذه الحقوق فقد اكد الدستور ايضا َ على ‪ " :‬ان‬
‫السلطة التشريعية ال يمكنها ان تسن اي قانون يمكن ان يمس او‬
‫يعيق ممارسة الحقوق الطبيعية المذكورة تحت هذا العنوان‬
‫والمضمونة بالدستور " ‪.‬‬
‫كما اكد الدستور على مبدأ سيادة االمة ومبدأ الفصل بين‬
‫السلطات ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ ةيادة االمة ‪ -:‬ويقصد بقه ان السقيادة فقي الدولقة تملكهقا‬
‫االمة وليس الملقك او اي فقرد آخقر او هيئقة‪ ،‬وان االمقة هقي‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وحدها صاحبة السقيادة‪ ،‬واالمقة عبقارة عقن شقخص معنقوي‬

‫او كيان مجرد مستقل ومتميز عن االفراد الذين تتألف مقنهم‬
‫بققل هققي حتققى التشققمل افققراد الشققعب االحيققاء فقققط بققل ايضققا‬
‫تشققمل االجيققال الماضققية (االمققوات) واالجيققال الالحقققة ‪ .‬لققذا‬
‫فهي دائمة وثابتقة‪ ،‬اي انهقا كيقان معنقوي مجقرد يسقتطيع ان‬
‫يعبر عن ارادته بنفسه‪ ،‬لذا البد من اشخاص ينوبون للتعبير‬
‫عن ارادته (‪ . )94‬إال ان هناك شروطا معينة قد وضعت لمن‬
‫يحق له االنتخاب او الترشقيح‪ ،‬لكقي ينقوب عقن الشقعب مثقل‬
‫امتالكه الكفاءة العلمية او المالية‪ ،‬ممقا ابعقد عقددا كبيقرا مقن‬
‫المقواطنين فقي ممارسقة حقققوقهم السياسقية وإن مقن اسققتطاع‬
‫ممارسة حق االنتخاب او الترشيح هم من الطبققة المتوسقطة‬
‫فقققط ‪ .‬وفققي ذلققك يقققول مققوريس دفرجيققه ان سققيادة االمققة قققد‬
‫ادت الى نجاح واضعي االعقالن مقن خطقر الملكيقة المطلققة‬
‫ومقققن خطقققر الديمقراطيقققة البحتقققة التقققي كانقققت البرجوازيقققة‬
‫تعارضها‪ ،‬االمر الذي دفع الى ‪-:‬‬
‫تالفي اساليب الحكومة شبه المباشرة واالستفتاء الشعبي (‪.)10‬‬
‫تجنققب االقتققراع العققام‪ ،‬اي ان االمققر اصققبح واجبققا يمارسققه‬
‫بعققض االفققراد الققذين تتققوفر فققيهم شققروط معينققة‪ ،‬وبالتققالي‬
‫‪11‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫فهققي وظيفققة تقلققدها االمققة لهققؤالء االفققراد الققذين يتمتعققون‬

‫بمزايا علمية او مادية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ الفصل بين السلطات ‪ :‬هو المبقدأ الثقاني القذي جقاء بقه‬
‫الدسققققتور وقققققد تحققققدث بققققه مونتسققققكيو‪ ،‬وان كققققان المفكققققر‬
‫االنكليزي جون لوك قد سبقه فقي ذلقك‪ ،‬وحسقب مقا جقاء فيقه‬
‫ان هنقققققاك ثالثقققققة وظقققققائف حكوميقققققة (التشقققققريع واالدارة‬
‫والقضققاء) ويعهققد لكققل واحققدة مققن هققذه الوظققائف الققى هيئققة‬
‫مسققتقلة‪ ،‬فالسققلطة تحققد السققلطة كمققا يققرى مونتيسققكيو ‪ .‬وقققد‬
‫كقققان هقققذا المبقققدأ واضقققحا مقققن خقققالل الفصقققل بقققين الملقققك‬
‫والجمعيققققة إذ كانققققت السققققلطة التشققققريعية مققققن اختصققققاص‬
‫الجمعية‪ ،‬في حقين نجقد السقلطة التنفيذيقة بيقد الملقك‪ ،‬وكانقت‬
‫السلطة التشريعية والتنفيذية مجردتين من وسائل التأثير من‬
‫االحققققزاب مققققـن حيققققث المبققققدأ ‪ .‬وقققققد الغيققققت الملكيققققة فققققي‬
‫‪ 2741/4/12‬لتعلن الجمهورية وبالتالي كان البد من وضقع‬
‫دستور جديد (‪. )12‬‬
‫‪13‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ثانيـا‪ -:‬دستــــور ‪1613‬‬

‫لقد اتسم هذا الدستور بسمة نظام الجمعية ويمكن مالحظة‬
‫ذلك من خالل تركيز السلطة بيد مجلس واالخذ ببعض اساليب‬
‫الحكومة شبه المباشرة ‪.‬‬
‫اما اعالن الحقوق فقد كان اكثر ديمقراطية من اعالن‬
‫‪ 2724‬إذ تركت نظرية سيادة االمة مكانها لتحل بدال عنها‬
‫نظرية السيادة الشعبية والتي بموجبها اصبح لكل فرد حق بجزء‬
‫من السيادة ‪ .‬وبالتالي يحق له التعبير عن ارادته بكل حرية‪ ،‬إذ‬
‫الغيت الشروط التي كانت تقيد الناخب والمرشح‪ ،‬وهي الكفاءة‬
‫العلمية والمالية لتقتصر على الشروط القانونية المقبولة وهي‬
‫السن واالهلية العقلية وشروط الجنسية ‪ .‬فقد نصت المواد (‪،11‬‬
‫‪ )12‬من الدستور على ‪ " :‬ان السيادة تكمن في الشعب ‪ ...‬وليس‬
‫ألي قسم من الشعب ان يمارس سلطة الشعب بكامله إال ان كل‬
‫فئة من الشعب مجتمعة ذات حق بالتعبير عن ارادتها بكامل‬
‫حريتها " (‪. )11‬‬
‫بما يعني ان االنتخاب اصبح حقا يستطيع كل فرد‬
‫ممارسته الواجبا عليه بجانب كون مبدأ المساواة لم يعد ينص‬
‫عليه فقط‪ ،‬بل تم التأكيد على ان الناس جميعا متساوون بالفطرة‪،‬‬
‫الى جانب االعتراف بحق طلب المساعدة لجميع المواطنين‬
‫‪19‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الذين تعجز الدولة عن ايجاد عمل لهم مــع الحق بمقاومـة‬

‫الظلم‪ ،‬ولو بالعصيـان المسلح‪ ،‬إذ نصت المادة (‪ )31‬على ‪" :‬‬
‫عندما تنتهك الحكومة حقوق الشعب‪ ،‬ففي هذه الحالة تكون‬
‫الثورة بالنسبة للشعب ولكل جزء منه اقدس الحقوق والزم‬
‫الواجبات التي الغنى عنها " ‪.‬‬
‫ومع كون الدستور استمر يحمل السمة البرجوازية من‬
‫خالل كون الملكية حق يكفله الدستور‪ ،‬إال ان هذا الدستور لم‬
‫يرى النور وبقي حبرا على الورق النه لم يطبق ‪.‬‬
‫ثالثــا‪ -:‬دستــــور ‪1111‬‬

‫في الوقت الذي كانت ثورة ‪ 2724‬ثورة برجوازية‬
‫(الطبقة الوسطى) فان ثورة ‪ 2292‬كانت ثورة الطبقة العاملة‪،‬‬
‫فقد نجحت في الغاء كل القيود التي حاولت منع فئة معينة من‬
‫ممارسة حقوقها السياسية واصبح االقتراع عاما مباشرا‪ ،‬الى‬
‫جانب التأكيد على مبادئ الثورة الفرنسية في الحرية والمساواة‬
‫واالخاء ‪ .‬فقد ذهب الدستور الى اكثر من التأكيد على الحقوق‬
‫الطبيعية التي نادى بها مفكرو القرن الثامن عشر والتي تأكدت‬
‫في اعالن حقوق االنسان والمواطن‪ ،‬واعالن االستقالل‬
‫االمريكي‪ ،‬فقد جعل الدستور هدف الجمهورية هو تحقيق العدالة‬
‫‪11‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫بين المواطنين من خالل التأكيد على حق العمل والمساعدة وهي‬

‫(‪،)13‬‬
‫جزء من حقوق االنسان في الجانب االقتصادي واالجتماعي‬
‫مع الغاء عقوبة االعدام في المسائل السياسية‪ ،‬وكان ذلك ابرز‬
‫ما تميز به الدستور ‪.‬‬
‫رابعـا‪ -:‬دستــــور اجلمهورية الرابعة ‪1112‬‬
‫لقد توج الدستور بأعالن حقوق االنسان في مقدمته الى‬
‫جانب الكثير من الحقوق والحريات التي اضيفت والتي تنسجم‬
‫والدور الجديد الذي تؤديه الدولة لصالح الفرد بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وضمن المبادئ الجديدة محاولة تحقيقها للعدالة‬
‫االجتماعية من خالل ضمان حق العمل والتعليم والصحة‬
‫والضمان ‪.‬اي التأكيد على الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية وذلك من خالل نظام حقيقي للعمل يقوم على اساس‬
‫(‪-:)19‬‬
‫‪ -‬التأكيد على حق كل فرد في الحصول على عمل ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في االنتساب الى نقابة تدافع عن حقوقه ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في االضراب ضمن القوانين المنظمة له ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في المساهمة في ادارة المشروع ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫كما اكد على االخذ بنظام اقتصادي جديد يقوم على اساس‬
‫التخطيط والتأميم ‪-:‬‬
‫‪ -‬االخذ بقالتخطيط االقتصقادي القذي يهقدف القى تحقيقق العمالقة‬
‫الكاملة لالفراد واالستخدام العقالني للموارد المادية ‪.‬‬
‫‪ -‬االخقققذ بالتقققأميم فقققي المشقققاريع التقققي تكتسقققب الصقققفة العامقققة‬
‫والوطنية بحيث يصبح ملكا للجماعة ‪.‬‬
‫الى جانب االهتمام باالسرة والتعليم حيث اكد ان المجتمع‬
‫يقوم على اساس ‪-:‬‬
‫‪ -‬تضمن االمة للفرد ولالسرة الشروط الضرورية الزدهارهمقا‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الحق بالحياة الكريمة ‪ .‬فجاء القنص ‪ " :‬تضقمن االمقة للجميقع‬
‫وخاصققة للطفقققل واالم‪ ،‬والعمقققال المتقققدمين بالسقققن الحمايقققة‬
‫الصقققحية‪ ،‬االمقققن المقققادي‪ ،‬والراحقققة والتسقققلية ‪ .‬وكقققل كقققائن‬
‫انساني يجد نفسه بسقبب سقنه‪ ،‬حالتقه الجسقدية او العقليقة‪ ،‬او‬
‫وضعه االقتصادي‪ ،‬عاجز عن العمقل لقه الحقق بقأن يحصقل‬
‫من المجتمع على الوسائل المناسبة للحياة " ‪.‬‬
‫أما في الجانب الثقافي فقد جاء النص ليؤكد الحق بالتعليم‬
‫والثقافة ‪ " :‬تضمن االمة الوصول المتساوي لالوالد والبالغين‬
‫‪17‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الى العلم والتدريب المهني والى الثقافة "‪ ،‬حيث اصبح التعليم‬
‫مجانيا وعلى عاتق الدولة ‪.‬‬
‫واخيرا التأكيد على احترام القانون الدولي ‪ .‬فنص‬
‫الدستور على ‪ " :‬الجمهورية الفرنسية االمينة على‬
‫تقاليدها‪،‬تحترم القانون الدولي " ‪ .‬وقد ذهب دستور فرنسا‬
‫الحالي دستور الجمهورية الخامسة لعام ‪ 2412‬الى االتجاه نفسه‬
‫وبما يتالئم مع ما جاء في االعالنات الدولية بخصوص الحقوق‬
‫المدنية والسياسية وكذلك الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية ‪.‬‬
‫وقد ثار جدل حول القيمة القانونية لمقدمة الدساتير وهل‬
‫تحمل ذات القيمة التي تحملها النصوص الدستورية ام هي‬
‫مبادئ عامة غير ملزمة ؟‬
‫فالقضاء ومجلس الدولة الفرنسي يرى انها تحمل قيمة‬
‫القانون ‪ .‬في حين يرى دستور الجمهورية الخامسة لسنة ‪2412‬‬
‫ان مقدمة الدستور لها قيمة اعلى من قيمة القانون العادي ‪ .‬اي‬
‫ان مقدمة الدساتير التي تحتوي على اعالن حقوق االنسان لها‬
‫قيمة قانونية ملزمة بمستوى القيمة القانونية للقواعد الدستورية‬
‫الموجودة في الدستور النها جزء منه(‪. )11‬‬
‫‪12‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫لقد كان االعالن ثمرة افكار فالسفة القرن الثامن عشر‬

‫الذين اكدوا على كون االنسان‪ ،‬قد ولد حرا من الطبيعة‪ ،‬وانهم‬
‫قد ولدوا متساوين وبالتالي كان التأكيد على الحرية الفردية‬
‫والمساواة الى جانب دور القانون كمنظم لها ‪ .‬إال ان دور‬
‫القانون جاء محددا لكي اليتم استغالله للتأثير على حرية االفراد‬
‫‪.‬‬
‫وقد تجسدت كل تلك المبادئ في الدساتير الفرنسية التي‬
‫سبقت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬اما بعد ذلك فقد الحظنا تأثر تلك‬
‫الدساتير‪ ،‬السيما دستور الجمهورية الرابعة ‪ ،2492‬بنوع اخر‬
‫من الحقوق والحريات أال وهي الحقوق والحريات الجماعية ‪.‬‬
‫واذا كانت الحقوق والحريات الفردية هي وليدة االعالن‬
‫الفرنسي‪ ،‬إال ان هذا االعالن قد ساهم ايضا في والدة الجيل‬
‫الثاني أال وهو الحقوق والحريات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية ‪ .‬كما ان دستور ‪ 2492‬قد ساهم في نشر تلك الحقوق‬
‫والحريات في دول اوربا الغربية (سابقا) كافة من خالل‬
‫االتفاقية االوربية لحقوق االنسان لعام ‪. 2410‬‬
‫‪14‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫املبح ــث الثالــث‬
‫حقـوق االنسـان وحرياتـه فـي ظـل دستـور العـراق لعـام ‪1001‬‬
‫الشك ان تطبيق النظام القانوني العقالني الواضح يمكن‬

‫ان يجنب االمة احتماالت الخطر‪ ،‬اي احتماالت الهدم والتخريب‬
‫التي تتعرض لها ‪ .‬ويأتي الدستور الذي يعد رمز االستقالل‬
‫ليحدد شكل ذلك النظام‪ ،‬كما ويحدد العالقة بين الحكام‬
‫والمحكومين‪ ،‬وليضع حقالخاصا يتم تناوله انسانيا وبلغة‬
‫مشتركة أال وهي حقوق االنسان ‪ .‬كما ان ممارسة هذه الحقوق‬
‫في اي دولة يتوجب تحقيق الديمقراطية‪ ،‬فالدولة الديمقراطية‬
‫تكون خاضعة لرقابة شعبية سواء من خالل ميكانيكية‬
‫االنتخابات او من خالل دور البرلمان مع وجوب االخذ اما‬
‫بالالمركزية او الفيدرالية ‪ .‬فمن جانب يجب ان تكون جميع‬
‫الحلقات االدارية خاضعة للحكومة التي هي بدورها تكون‬
‫مسؤولة امام جمعية منتخبة‪ ،‬ومن جانب اخر البد للهيئات‬
‫المنتخبة التي تمثل الشعب من ان تؤدي دورا متزايدا داخل‬
‫االدارة نفسها ‪ .‬وبالتالي سيكون انتشارا للديمقراطية في مجال‬
‫اداء الحكومة وفي وظائفها وكذلك في هيكلها(‪.)12‬‬
‫‪20‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وعلى الرغم من ان جميع الثورات وكل اشكال التغيير‬

‫االخرى تؤكد ان هدفها هو اقامة الديمقراطية إال ان هذا الرأي‬
‫فيه الكثير من الشك‪ ،‬إذ ان الثورة او االنقالب يمكن ان يغير‬
‫دولة ديمقراطية الى اخرى فاقدة لها‪ ،‬وليس العكس‪،‬‬
‫فالديمقراطية التخلق خلقا فالثورة ممكن ان تستبدل نظام غير‬
‫ديمقراطي بآخر غير ديمقراطي ايضا‪ ،‬ولعل في الثورة‬
‫الفرنسية خير دليل على ما نقول‪ ،‬فقد اعلنت الثورة تقويض‬
‫النظام القديم وانبثاق ديمقراطية مطلقة‪ ،‬ولكن الحقيقة لم تكن‬
‫كذلك‪ ،‬فقد اجتاز الشعب الفرنسي الكثير من المحن وعانى كثيرا‬
‫من المنازعات والعنف الذي اودى برؤوس قادة الثورة انفسهم‬
‫قبل ان يصل الى نظام ديمقراطي سليم(‪. )17‬‬
‫وفي بلدان العالم الثالث والعراق احدها اليكفي النص على‬
‫حقوق االنسان في الدستور‪ ،‬فالنصوص كلها جميلة ولكن المهم‬
‫هو عدم المساس بها او خرقها وامكانية تمتع االنسان بحقوقه‬
‫وحرياته وبالتالي البد من وجود ضمانات تكفل تلك الحقوق‬
‫والحريات ‪.‬‬
‫ولعل من اهم ما يجب ان تتصف به الدولة‪ ،‬هو ان تكون‬
‫محايدة‪ ،‬فاالحزاب تتصارع فيما بينها للوصول الى السلطة‪،‬‬
‫وهنا يأتي دور الدولة لتحدد إطار هذا الصراع‪ ،‬ويمكن القول ان‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الدولة هنا تقوم بدور المحرك والكابح بالوقت نفسه(‪ . )12‬فالدولة‬

‫الديمقراطية المحايدة البد ان تكون ايضا دولة القانون الدستوري‬
‫‪ .‬وفي تطرقنا لدستور العراق لعام ‪ 1001‬سنتناول الباب الثاني‬
‫الخاص بالحقوق والحريات فقط تاركين ما له وما عليه(‪. )14‬‬
‫وقبل الحديث عن الحقوق والحريات في دستور العراق‬
‫البد من التمييز بين الحقوق والحريات االساسية و بين حقوق‬
‫االنسان‪ ،‬فالبعض يرى في حقوق االنسان فلسفة اكثر منها‬
‫قواعد قانونية بالمعنى الكامل للكلمة‪ ،‬كما ان هناك من يطرح‬
‫تدويل او عالمية حقوق االنسان‪ ،‬ونالحظ ذلك تحت عنوان‬
‫(دراسة النظام الدولي للحريات) ‪ ...‬وهنا نكون امام حقوق‬
‫اساسية اكثر سعة وبالتالي نجد لزاما علينا ان نميز بين حقوق‬
‫االنسان وحقوق المواطن (فاألجانب يستطيعون االستفادة من‬
‫حقوق االنسان ولكن ليست تلك الحقوق المحددة للمواطن) ‪.‬‬
‫كذلك حقوق االنسان وحقوق العامل (العامل انسان مكانه‬
‫داخل اطار االقتصاد)‪ ،‬ولهذا فان حقوق االنسان يمكن معرفتها‬
‫في الواقع في حقوق كل فرد خارج المحتوى الخاص (سواء‬
‫اكان جغرافيا ام اقتصاديا ام اجتماعيا) ‪ .‬فالحقوق والحريات‬
‫االساسية تكون اكثر تحديدا من الناحية القانونية‪ ،‬فهي مجموع‬
‫الحقوق والحريات المنصوص عليها والمحمية من الدستور‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫فضال عن امتالكها حماية تجاه المشرع من خالل الرقابة على‬

‫دستورية القوانين‪ ،‬اي من قبل قضاة المحكمة الدستورية الى‬
‫جانب حماية القضاء العادي لها(‪. )20‬‬
‫اذن نحن امام اكثر من حالة‪ ،‬فالحقوق والحريات‬
‫االساسية معترف بها‪ ،‬وتمتلك الحماية الدستورية‪ ،‬كأعالن‬
‫حقوق االنسان والمواطن مثال‪ ،‬اما الحريات العامة فهناك‬
‫اعتراف وحماية لها من قبل المشرع العادي‪ ،‬في حين نجد‬
‫حقوق االنسان تستبعد في هذه الحالة من الحماية الدولية ‪.‬‬
‫وفي حديثنا عن حقوق االنسان وحرياته في ظل دستور‬
‫العراق لعام ‪ 1001‬فأننا نكون في ظل حماية الدستور‪ ،‬وان‬
‫المساس بها او خرقها او نسيانها او الجهل بها فان ذلك يجعل‬
‫الدولة تفقد السمات االساسية لها‪ ،‬وهي كونها ديمقراطية‬
‫ومحايدة‪ ،‬ثم دولة قانون دستوري لتصبح دولة استبدادية‪،‬‬
‫بوليسية خارج القانون‪ ،‬وبالتالي يكون من حق الشعب بل من‬
‫واجبه وكما اقرت بذلك اعالنات حقوق االنسان تغييرها ‪.‬‬
‫كل ذلك سوف يتم التطرق اليه من خالل المطلب االول‬
‫الذي خصص للحقوق والثاني للحريات كما سوف يتم الحديث‬
‫عن الحقوق من خالل فرعين ‪ -:‬نركز في االول على الحقوق‬
‫‪23‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ وفي الثاني نتحدث عن الحقوق االقتصادية‬. ‫المدنية والسياسية‬

. ‫واالجتماعية والثقافية‬
29
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫املطل ـ ــب االول‬
‫احلق ـ ــوق‬
‫لقد وضعت جميع األيديولوجيات واألفكار السياسية في‬

‫مقدمة اهدافها‪ ،‬تمتع االنسان بحقوق ‪ ,‬السيما االساسية منها‪،‬‬
‫واذا كانت الليبرالية قد اكدت على الحقوق الفردية‪ ،‬إال اننا نجد‬
‫ان الماركسية واالفكار االشتراكية االخرى تؤكد على الحقوق‬
‫الجماعية وغلبتها على الحقوق الفردية‪ .‬ومع ذلك فان كليهما‬
‫يصب في صالح االنسان‪ ،‬لذا وجدنا ان كال المعسكرين مع‬
‫االهتمام باالساس الذي قام عليه يحاول االمتداد في اهتمامه‬
‫بأتجاه الطرف االخر‪ ،‬السيما في الدول الليبرالية ‪ .‬وقد حاول‬
‫المشروع الستوري العراقي االستفادة من كال النهجين وحسنا‬
‫فعل ‪.‬‬
‫الفــــرع األول‪ :‬احلقوق املدنيـة والسياسيـة‬
‫يمثل هذا النوع من الحقوق االصل في حقوق االنسان‪،‬‬
‫فهي ترتبط باالنسان باعتباره فردا او شخصا قانونيا(‪. )22‬‬
‫وتتعلق بحياة االنسان‪ ،‬كما يطلق عليها بالحقوق الطبيعية التي‬
‫نجد مصدرها في القانون الطبيعي ‪ .‬وهناك نوعان لهذه الحقوق‬
‫‪21‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫إذ يطلق على االول الحقوق المدنية‪ ،‬والثانية الحقوق السياسية ‪.‬‬
‫علما ان لكليهما جذورا مشتركة ‪ .‬إال اننا نجد رغبة االفراد تتجه‬
‫نحو الحقوق المدنية اكثر من الحقوق السياسية والتي غالبا ما‬
‫يشعر البعض تجاهها بالالمباالة‪ ،‬إذ نجد في جميع المجتمعات‬
‫انحسارا واضحا في ممارسة الحقوق السياسية على العكس من‬
‫الحقوق المدنية‪ ،‬فاذا شعر احد االفراد بان حقوقه الشخصية قد‬
‫انتهكت كحق التعبير او التنقل او اي حق اخر فانه سوف يحتج‬
‫بشدة‪ ،‬فهذا الحقل خاص باالفراد وال سلطان للدولة عليه مما‬
‫يجعل للفرد اولوية تجاه الدولة التي يجب ان تكون مهمتها تهيئة‬
‫االجواء لحياة االفراد حيث يستطيعون التطور بحرية(‪. )21‬‬
‫اما الحقوق السياسية فعلى الرغم من كونها محددة فان‬
‫ممارستها تتطلب شروطا البد من توفرها في الفرد ‪ .‬ويمكن‬
‫تحديدها بكونها امكانية الفرد المشاركة في التعبير عن السيادة‬
‫الوطنية من خالل حق االنتخاب‪ ،‬وحق الترشيح‪ ،‬فضال عن حق‬
‫االستفتاء الشعبي او المبادرة ‪ .‬فهذه الحقوق التتاح للجميع على‬
‫العكس من الحقوق المدنية ‪.‬‬
‫والجل ممارسة العراقي لحقوقه السياسية البد من توفر‬
‫الشروط التي حددها قانون االنتخابات رقم (‪ )22‬لسنة ‪،1001‬‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫إذ وضع المشرع شروطا تمكن الفرد من ممارسة حق االنتخاب‬

‫وهي ‪-:‬‬
‫‪ - 2‬ان يكون عراقي الجنسية ‪.‬‬
‫‪ - 1‬كامل االهلية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬اكمققل الثامنققة عشققرة مققن عمققره فققي الشققهر الققذي تجققري فيققه‬
‫االنتخابات ‪.‬‬
‫‪ - 9‬ان يكققون مسققجال لققالدالء بصققوته وفقققا لالجققراءات الصققادرة‬
‫عـن مفوضية االنتخابات ‪.‬‬
‫أما ممارسة حق الترشيح فيمكن القول بكونها اصعب من‬
‫تلك الشروط التـي حددت للناخب‪ ،‬فالعمر يجب ان يكون ثالثين‬
‫عاما فضال عن شروطا اخرى حددها القانون(‪. )23‬‬
‫وقد حدد دستور العراق لعام ‪ 1001‬جملة من الحقوق‬
‫المدنية والسياسية جاءت مجتمعة من المادة (‪ )29‬ولغاية‬
‫المادة(‪ )12‬وهي(‪-: )29‬‬
‫أوال‪ -:‬احلق يف املساواة‬
‫نصت المادة الرابعة عشر على ‪ " :‬العراقيون متساوون‬
‫امام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او‬
‫‪27‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫االصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او‬

‫الوضع االقتصادي او االجتماعي " ‪.‬‬
‫ثانيـا‪ -:‬احلقـــــوق‬
‫ونصت المادة الخامسة عشر على‪ " :‬لكل فرد الحق في‬
‫الحياة واالمن والحرية‪ ،‬وال يجوز الحرمان من هذه الحقوق او‬
‫تقييدها إال وفقا للقانون‪ ،‬وبناء على قرار صادر من جهة‬
‫قضائية مختصة " ‪.‬‬
‫ثالثـا‪ -:‬احلق يف تكافؤ الفرص‬
‫حددت المادة (‪ )22‬ذلك إذ نصت على ‪ " :‬تكافؤ الفرص‬
‫حق مكفول لجميع العراقيين وتكفل الدولة اتخاذ االجراءات‬
‫الالزمة لتحقيق ذلك " ‪.‬‬
‫رابعــا‪ -:‬احلـق يف اخلصوصية‬
‫إذ نصت المادة (‪ )27‬على ‪ " :‬اوال‪ :‬لكل فرد الحق‬
‫بالخصوصية بما اليتنافى مع حقوق االخرين واالداب العامة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حرمة المساكن مصونة وال يجوز دخولها او تفتيشها او‬
‫التعرض لها إال بقرار قضائي ووفقا للقانون " ‪.‬‬
‫خامسا‪ -:‬احلـق يف امتالك اجلنسيـة‬
‫وجاءت المادة (‪ )22‬لتنظيم ذلك فنصت على ‪" :‬‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫اوال‪ -:‬العراقي هو كل من ولد الب عراقي او ام عراقية ‪.‬‬

‫انيا‪ -:‬الجنسية العراقية حق لكل عراقي وهقي اسقاس مواطنتقه‬
‫‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬وجاءت ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬يحضر اسقاط الجنسية العراقية عن العراققي بقالوالدة الي‬
‫سقققبب مققققن االسقققباب‪ ،‬وحققققق لمققققن اسققققطت عنققققه طلققققب‬
‫استعادتها وينظـم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬سحب الجنسية العراقيقة مقن المتجنسقين بهقا فقي الحقاالت‬
‫التي ينص عليها القانون ‪.‬‬
‫رابعا‪ -:‬يجوز تعدد الجنسية للعراقي‪ ،‬وعلى من يتقولى منصقبا‬
‫سياديا او امنيا رفيعا التخلي عن اي جنسية اخقرى مكتسقبة‪،‬‬
‫وينظم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫خامسهها‪ -:‬التمققنح الجنسققية العراقيققة الغققراض سياسققة التققوطين‬
‫السكاني المخل بالتركيبة السكانية في العراق ‪.‬‬
‫ةادةهها‪ -:‬تققنظم احكققام الجنسققية بقققانون وينظققر فققي الققدعاوى‬
‫الناشئة عنها من قبل المحاكم المختصة ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫سادسا‪ -:‬القضاء وحقوق املتهم اثناء التحقيق واحملاكمة‬

‫اوال‪ -:‬القضاء مستقل السلطان عليه لغير القانون ‪.‬‬
‫انيهها‪ -:‬الجريمققة وال عقوبققة إال بققنص‪ ،‬وال عقوبققة إال علققى‬
‫الفعل الذي يعقده الققانون وققت اقترافقه جريمقة‪ ،‬وال يجقوز‬
‫تطبيقققق عقوبقققة اشقققد مقققن العقوبقققة النافقققذة وققققت ارتكقققاب‬
‫الجريمة ‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬التقاضي حق مصون ومكفول للجميع ‪.‬‬
‫رابعا‪ -:‬حق الدفاع مقدس ومكفول في جميع مراحقل التحقيقق‬
‫والمحاكمة ‪.‬‬
‫خامسا‪ -:‬المقتهم بقرئ حتقى تثبقت ادانتقه فقي محاكمقة قانونيقة‬
‫عادلة‪ ،‬واليحاكم المتهم عقن التهمقة ذاتهقا مقرة اخقرى بعقد‬
‫االفراج عنه إال اذا ظهرت ادلة جديدة ‪.‬‬
‫ةادةهههها‪ -:‬لكققققل فققققرد الحققققق فققققي ان يعامققققل معاملققققة عادلققققة فققققي‬
‫االجراءات القضائية واالدارية‪.‬‬
‫ةههابعا‪ -:‬جلسققات المحققاكم علنيققة إال اذا قققررت المحكمققة جعلهققا‬
‫سرية ‪.‬‬
‫امنا‪ -:‬العقوبة شخصية ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫تاةعا‪ -:‬ليس للقوانين اثر رجعي ما لم ينص على خالف ذلقك‪،‬‬

‫وال يشمل هذا االستثناء قوانين الضرائب والرسوم ‪.‬‬
‫اشههرا‪ -:‬اليسققري القققانون الجزائققي بققأثر رجعققي إال اذا كققان‬
‫اصلح للمتهم ‪.‬‬
‫ر‪ -:‬تنتدب المحكمة محاميا للدفاع عن المقتهم بجنايقة‬ ‫حادي‬
‫او جنحة لمن ليس له محام يدافع عنه‪ ،‬وعلى نفقة الدولة ‪.‬‬
‫ر ‪-:‬‬ ‫اني‬
‫أ‪ -‬يحظر الحجز ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يجوز الحبس او التوقيف في غير االماكن المخصصقة‬
‫لذلك ووفققا لققوانين السقجون المشقمولة بالرعايقة الصقحية‬
‫واالجتماعية والخاضعة لسلطات الدولة‪.‬‬
‫هر‪ -:‬تعقرض اوراق التحقيقق االبتقدائي علقى القاضقي‬ ‫الث‬
‫المخققتص خققالل مققدة ال تتجققاوز اربعققا وعشققرين سققاعة مققن‬
‫حين القبض على المتهم‪ ،‬وال يجقوز تمديقدها إال مقرة واحقدة‬
‫وللمدة ذاتها ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫سابعــا‪ -:‬احلقوق السياسيــة‬

‫أكدت المادة عشرون على الحق في ممارسة الحقوق‬
‫السياسية إذ نصت على‪" :‬للمواطنين رجاال ونساء حق‬
‫المشاركة في الشؤون العامة‪ ،‬والتمتع بالحقوق السياسية‪ ،‬بما‬
‫فيها حق التصويت واالنتخاب والترشيح‪.‬‬
‫ثامنــا‪ -:‬حق اللجوء السياسـي‬
‫لقد جاءت المادة الواحدة والعشرون لتنظم ذلك ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬يحظر تسليم العراقي الى الجهات والسلطات االجنبية ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -:‬ينظم حق اللجوء السياسي الى العراق بقانون وال يجوز‬
‫تسليم الالجئ السياسي الى جهة اجنبية او اعادتقه قسقرا القى‬
‫البلد الذي فر منه ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -:‬اليمنح حق اللجوء السياسي الى المتهم بأرتكقاب جقرائم‬
‫دولية او ارهابية او كل من الحق ضررا بالعراق ‪.‬‬
‫الفـــرع الثانـــي‪ :‬احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬
‫يمثل هذا النوع من الحقوق لونا جديدا يطلق عليه الجيل‬
‫الثاني من حقوق االنسان الى جانب الجيل االول وهو جيل‬
‫الحقوق المدنيةوالسياسية والتي التتطلب من الدولة سوى‬
‫الوقوف بعيدا من خالل عدم وضع العقبات الجل ممارسة‬
‫‪71‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫االنسان لها‪ ،‬وتسمى ايضا بالحقوق السلبية في حين يطلق على‬

‫النوع الثاني الحقوق االيجابية الن تمتع االنسان بالحقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية يتطلب تدخال من الدولة‪ ،‬إذ‬
‫اليكفي النص عليها بل البد من تأمين المؤسسات التي تكفل‬
‫لالنسان ممارسة هذه الحقوق كحق العمل وحق التعليم المجاني‬
‫والضمان االجتماعي والرعاية الصحية ‪ ...‬أل ‪.‬‬
‫ولكون االفرد غير متساوين من حيث القدرات المادية‬
‫واالجتماعية وال سيما في المستوى االقتصادي ‪ .‬فيصبح الحديث‬
‫عن الحرية والمساواة وان الناس ولدوا متساوين وإحرارا كالما‬
‫المعنى له بالنسبة للذين اليملكون القدرة المادية‪ ،‬في حين‬
‫يستطيع التمتع بها فقط من كان يمتلك تلك القدرة ‪.‬‬
‫وقد ساهم في ابراز ذلك المفهوم الليبرالي للدولة والذي‬
‫كان سائدا في نهاية القرن الثامن عشر‪ ،‬ماجعل الدولة التتدخل‬
‫إال بأضيق حد ممكن وان واجبها يقتصر فقط على حماية الفرد‬
‫تجاه العدو الخارجي والداخلي مع تقديم الحد االدنى من‬
‫الخدمات ‪ .‬وان ما ورد في اعالن االستقالل االمريكي واعالن‬
‫حقوق االنسان الفرنسي يبقى مجرد حبر على ورق ومـن دون‬
‫معنى‪ ،‬وان الذي تحقق هو المساواة القانونية فقط اي (المساواة‬
‫‪73‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫السياسية والحقوقية) وبالتالي تبقى تلك المساواة بعيدة عن الواقع‬

‫‪.‬‬
‫وقد وصف جورج بيرو في كتابه "الديمقراطية " تلك‬
‫المساواة بشكل واضح إذ قال‪(( :‬ما اهمية ان يكون االنسان حرا‬
‫في تفكيره اذا كان تعبيره عن هذا الفكر يعرضه لالضطهاد‬
‫االجتماعي‪ ،‬وان يكون حرا في رفض شروط العمل اذا كان‬
‫وضعه االقتصادي يرغمه على قبولها‪ ،‬وان يكون حرا في‬
‫التمتع بالحياة اذا كان البحث عن لقمة العيش يستغرق كل حياته‪،‬‬
‫وان يكون حرا في ان ينمي شخصيته بالثقافة واكتشاف العالم‬
‫المتاح للجميع اذا كانت تنقصه االمكانات المادية الحيوية ؟ ان‬
‫التناقض بين الحرية التي كان الفالسفة التقليديون يعرفونها وبين‬
‫متطلبات الحياة اليومية التي يعيشها الناس يؤدي الى فضح‬
‫الخطأ في تلك الحرية المزعزم انها مستقرة في طبيعة‬
‫االنسان)(‪. )21‬‬
‫وعلى الرغم من النقد الذي وجه الى دور الدولة‬
‫الرأسمالية من قبل المعسكر االشتراكي وضغط النقابات‬
‫والجمعيات والناخبين‪ ،‬إال ان هذه الدول الغربية أخذت تعمل‬
‫على توفير شروط تمنح الفرد الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية في محاولة لتحقيق المساواة في الواقع من خالل فكرة‬
‫‪79‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫العدالة‪ ،‬وكان تدخل الدولة من خالل إيجاد مؤسسات تتولى‬

‫تحقيق التعليم المجاني والضمان الصحي‪ ،‬والجهات التي تتولى‬
‫توفير فرص عمل مناسبة ‪.‬‬
‫وقد انعكس االهتمام هذا على دساتير معظم الدول بعد‬
‫الحرب العالمية الثانية فأخذت تنص دساتيرها على الجوانب‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية وذلك من خالل القواعد‬
‫القانونية الدستورية التي اهتمت بحق العمل وباالسرة ورعايتها‬
‫وبالضمان االجتماعي والتعليم المجاني ‪ .‬كما ان دساتير اخرى‬
‫قد اهتمت لهذا الموضوع من خالل وضع تلك الحقوق في مقدمة‬
‫دساتيرها كما هو الحال في دستور فرنسا لعام ‪ 2429‬و لعام‬
‫‪. 2412‬‬
‫وبالتالي فان ذلك يمثل خير دليل على السير في طريق‬
‫المساواة الفعلية واذا كان الغرب قد نجح الى حد كبير في توفير‬
‫مستلزمات الحياة الكريمة لمواطنيها بالوصول الى المساواة‬
‫الفعلية وليس المساواة القانونية فقط ‪ .‬فأين دول العالم الثالث من‬
‫ذلك ؟‬
‫إن الذي نراه ان دول العالم الثالث التزال بعيدة جدا وان‬
‫االهتمام يكمن في النصوص فقط أي في االقوال دون االفعال‪،‬‬
‫فهذه الدول لم تمارس دورها السلبي‪ ،‬أي أنها ال تتدخل في جعل‬
‫‪71‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الفرد يتمتع بحقوقه الطبيعية‪ ،‬فأنتهاكات حقوق االنسان واسعة‬

‫وبشكل منتظم وتمس كرامته وتمس حق الحياة ‪ .‬والينطبق ذلك‬
‫على دول العالم الثالث الفقيرة فقط بل والغنية ايضا ‪ .‬لذا فان من‬
‫اولى اولويات النظام السياسي الذي ولد حديثا في العراق ان‬
‫تكون نصوص دستوره محل تطبيق ‪ .‬وقد تناول الدستور هذه‬
‫الحقوق من خالل المواد (‪ 11‬ولغاية ‪ . )32‬وسوف يتم الحديث‬
‫عنها كما وردت ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬احلقوق االقتصادية‬
‫لقد اكد الدستور في مادته (‪ )11‬على حق العمل فنصت‬
‫على ‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬العمل حق لكل العراقيين بما يضمن لهم حياة كريمة ‪.‬‬
‫انيا‪ -:‬ينظم القانون العالقة بقين العمقال وأصقحاب العمقل علقى‬
‫أسس اقتصادية مع مراعاة قواعد العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬تكفل الدولة حق تأسيس النقابقات واالتحقادات المهنيقة او‬
‫االنضمام اليها وينظم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫وجاءت المادة (‪ )13‬لتؤكد على حق الملكية فنصت على‬
‫‪-:‬‬
‫اوال‪ -:‬الملكيقققة الخاصقققة مصقققونة ويحقققق للمالقققك االنتفقققاع بهقققا‬
‫‪72‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫واستغاللها والتصرف بها في حدود القانون ‪.‬‬

‫انيا‪ -:‬اليجوز نزع الملكية إال الغراض المنفعقة العامقة مقابقل‬
‫تعويض عادل وينظم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫الثها‪ -:‬أ‪ -‬للعراققي الحقق فقي التملقك فقي اي مكقان فقي العقراق‪،‬‬
‫وال يجوز لغيره تملك غير المنقول‪،‬إال ما استثنى بقانون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يحظر التملك ألغراض التغيير السكاني ‪.‬‬
‫وحددت المادة (‪ )19‬حرية انتقال االيدي العاملة ورؤوس‬
‫االموال العراقية فنصت علـى‪ " :‬تكفل الدولة حرية انتقال‬
‫االيدي العاملة والبضائع ورؤوس االموال العراقية بين االقاليم‬
‫والمحافظات وينظم ذلك بقانون " ‪.‬‬
‫وتناولت المادة (‪ )11‬االقتصاد فنصت على ‪ " :‬تكفل‬
‫الدولة اصالح االقتصاد العراقي وفق اسس اقتصادية حديثة‬
‫وبما يضمن استثمار كامل موارده وتنويع مصادره وتشجيع‬
‫القطاع الخاص وتنميته " ‪.‬‬
‫وكفلت المادة (‪ )12‬تشجيع االستثمارات فنصت على‪" :‬‬
‫تكفل الدولة االستثمارات في القطاعات المختلفة‪ ،‬وينظم ذلك‬
‫بقانون "‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وأكدت المادة (‪ )17‬على ‪ " :‬اوال‪ -:‬لالموال العامة‬

‫حرمة‪ ،‬وحمايتها واجب على كل مواطن‪.‬‬
‫انيهها‪ -:‬تقققنظم بقققانون االحكقققام الخاصققة بحفقققظ امققالك الدولقققة‬
‫وادارتها وشروط التصرف فيها‪ ،‬والحدود التي اليجوز فيها‬
‫النزول عن شئ من هذه االموال ‪.‬‬
‫كما نصت المادة (‪: )12‬‬
‫أوال‪-:‬ال تفرض الضرائب والرسوم‪ ،‬وال تعدل‪ ،‬وال تجبقى‪ ،‬وال‬
‫يعفى منها‪ ،‬إال بقانون ‪.‬‬
‫انيهها‪ -:‬يعفقى أصققحاب الققدخول المنخفضققة مققن الضققرائب‪ ،‬بمققا‬
‫يكفل عدم المساس بالحد األدنى الالزم للمعيشة‪ ،‬وينظم ذلقك‬
‫بقانون ‪.‬‬
‫في حين أكدت المادة (‪ )14‬على الرعاية االجتماعية‬
‫لالسرة فنصت على ‪: :‬‬
‫أوال ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬االسرة اسقاس المجتمقع‪ ،‬وتحقافظ الدولقة علقى كيانهقا وقيمهقا‬
‫الدينية واالخالقية والوطنية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تكفل الدولة حماية األمومة والطفولة والشقيخوخة‪ ،‬وترعقى‬
‫النشقققئ والشقققباب‪ ،‬وتقققوفر لهقققم الظقققروف المناسقققبة لتنميقققة‬
‫‪72‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ملكاتهم وقدراتهم ‪.‬‬

‫انيههها‪ -:‬لقققألوالد حقققق علقققى والقققديهم فقققي التربيقققة والرعايقققة‬
‫والتعلقققيم‪ ،‬وللوالقققدين حقققق علقققى أوالدهقققم فقققي االحتقققرام‬
‫والرعاية وال سيما في حالة العوز والعجـز والشيخوخة ‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬يحظقر االسقتغالل االقتصقادي لألطفقال بصقورة كافقة‬
‫وتتخذ الدولة اإلجراءات الكفيلة بحمايتهم ‪.‬‬
‫رابعههها‪ -:‬تمنقققع كقققل أشقققكال العنقققف والتعسقققف فقققي األسقققرة‬
‫والمدرسة والمجتمع ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -:‬احلقوق االجتماعية‬
‫وجاءت المادة (‪ )30‬لتكفل الضمان االجتماعي والصحي‬
‫فنصت على ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬تكفل الدولة للفرد ولالسرة – وبخاصة الطفل والمقرأة –‬
‫الضمان االجتماعي والصحي‪ ،‬والمقومات االساسقية للعقيش‬
‫فققي حيققاة حققرة كريمققة‪ ،‬تققؤمن لهققم الققدخل المناسب‪،‬والسققكن‬
‫المالئم ‪.‬‬
‫انيا‪ -:‬تكفل الدولة الضمان االجتماعي والصحي للعراقيين فقي‬
‫حالة الشيخوخة او المرض او العجقز عقن العمقل او التشقرد‬
‫او اليتم او البطالة‪ ،‬وتعمل على وقايتهم من الجهل والخقوف‬
‫‪74‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫والفاققققة‪ ،‬وتقققوفر لهقققم السقققكن والمنقققاهج الخاصقققة لتقققأهيلهم‬

‫والعناية بهم‪ ،‬وينظم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫وأكدت المادة (‪ )32‬على الرعاية الصحية فنصت على‬
‫‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬لكققل عراقققي الحققق فققي الرعايققة الصققحية‪ ،‬وتعنققى الدولققة‬
‫بالصقققحة العامقققة وتكفقققل وسقققائل الوقايقققة والعقققالج بانشقققاء‬
‫مختلف انواع المؤسسات الصحية ‪.‬‬
‫انيهها‪ -:‬لالفققراد والهيئققات انشققاء مستشققفيات او مستوصققفات او‬
‫دور عالج خاصة باشراف من الدولة وينظم ذلك بقانون ‪.‬‬
‫أما المادة (‪ )31‬فقد جاءت لترعـى المعاقيـن وذوي االحتياجــات الخاصة فنصت على‪ " :‬ترعى‬
‫الدولة المعاقين وذوي االحتياجات الخاصة‪،‬وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع‪ ،‬وينظم ذلك بقانون " ‪.‬‬
‫أما المادة (‪ )33‬فقد أكدت على االهتمام بالبيئة فنصت‬

‫على ‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة ‪.‬‬
‫انيا‪ -:‬تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع اإلحيائي للحفاظ عليهقا‬
‫‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ثالثا‪ -:‬احلقوق الثقافيــة‬

‫وتناولت المادة (‪ )39‬الجانب الثقافي فنصت على ‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬التعليم عامل اساسقي لتققدم المجتمقع وحقق تكفلقه الدولقة‪،‬‬
‫وهقو الزامقي فقي المرحلقة االبتدائيقة‪ ،‬وتكفقل الدولقة مكافحقة‬
‫االمية ‪.‬‬
‫انيا‪ -:‬التعليم المجاني حق لكل العراقيين في مختلف مراحله ‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬تشجع الدولة البحث العلمي لالغراض السلمية بما يخقدم‬
‫االنسقققانية‪ ،‬وترعقققى التفقققوق واالبقققداع واالبتكقققار ومختلقققف‬
‫مطاهر النبوغ ‪.‬‬
‫رابعا‪ -:‬التعليم الخاص واالهلي مكفول‪ ،‬وينظم بقانون ‪.‬‬
‫وجاءت المادة (‪ )31‬مؤكدة على دور الدولة في مجال‬
‫رعاية ثقافة عراقية أصيلة فنصت على‪ " :‬ترعى الدولة‬
‫النشاطات والمؤسسات الثقافية بما يتناسب مع تأري العراق‬
‫الحضاري والثقافي‪ ،‬وتحرص على اعتماد توجهات ثقافية‬
‫وعراقية أصيلة‪.‬‬
‫وكذلك جاءت الماد (‪ )32‬لتؤكد ايضا على دور الدولة في‬
‫مجال رعاية الرياضة فنصت على ‪ " :‬ممارسة الرياضة حق‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ وتوفير‬،‫ وعلى الدولة تشجيع انشطتها ورعايتها‬،‫لكل فرد‬

. ‫مستلزماتها‬
21
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫املطلــب الثان ــي‬

‫احل ــريـ ــات‬
‫لقد حدد إعالن حقوق االنسان والمواطن الحرية بأنها (القدرة على عمل كل شئ اليضر‬
‫باالخرين‪ ،‬وهكذا التحد من ممارسة الحقوق الطبيعية لكل انسان إال بالحقوق التي تؤمن لالعضاء االخرين‬
‫في المجتمع التمتع وبهذه الحقوق نفسها ‪ .‬وهذه الحدود اليجوز ان تتحدد إال بقانون) ‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يمكن ان نستخلص فكرتين رئيسيتين‬

‫هما ‪-:‬‬
‫‪ - 2‬ان الحريققة هققي التقيققد االرادي بالنظققام وهققو مققا يميققز الحريققة‬
‫عن الفوضى ‪.‬‬
‫‪ - 1‬ان الحريققة س قلطة تقريريققة ‪ .‬وهققي كققذلك سققلطة فعققل وتققأثير‬
‫على االشقياء واالحيقاء‪ .‬والققول ان الحريقة هقي سقلطة فأنهقا‬
‫قبل ان تكون سلطة علقى االخقرين هقي سقلطة علقى القذات ‪.‬‬
‫فاالنسان حر النه بفضل عقله سيد نفسه(‪.)22‬‬
‫ويختلف الموقف من الحرية بأختالف النظام السياسي‬
‫وبأختالف ايمان القابض على السلطة بالحرية وبالتالي فهي‬
‫‪23‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫تتسع او تضيق تبعا لذلك ‪ .‬وقد ابدى واضعوا دستور العراق‬

‫اهتماما واضحا بالموضوع‪ ،‬إال ان االهم هو الواقع اي توفير‬
‫الضمانات التي تكفل تمتع األفراد بما نص عليه الدستور من‬
‫حريات ‪ .‬وقد جاء الفصل الثاني من الباب الثاني ومن خالل‬
‫المواد (‪ )92-37‬ليبين الموقف منها وهي‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬احلريات اجلسدية‬
‫وهي الحريات التي تكفل حياة الفرد وكرامته وجاءت‬
‫المادة (‪ )37‬لتنظم ذلك‪-:‬‬
‫أوال‪-:‬‬
‫أ‪ -‬حرية االنسان وكرامته مصونة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اليجقققوز توقيقققف احقققد او التحقيقققق معقققه إال بموجقققب ققققرار‬
‫قضائي ‪.‬‬
‫جققـ‪ -‬يحققرم جميققع انققواع التعققذيب النفسققي والجسققدي والمعاملققة‬
‫غيققر االنسققانية وال عبققرة بققأي اعتققراف انتققزع بققاالكراه او‬
‫التهديققد او التعققذيب‪ ،‬وللمتضققرر المطالبققة بققالتعويض عققن‬
‫الضرر المادي والمعنوي الذي اصابه وفقا للقانون ‪.‬‬
‫انيههها ‪ -:‬تكفقققل الدولقققة حمايقققة الفقققرد مقققن االكقققراه الفكقققري‬
‫والسياسي والديني ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫الثهها‪ -:‬يحققرم العمققل القسققري (السققخرة) والعبوديققة وتجققارة‬

‫العبيققققد (الرقيققققق) ويحققققرم االتجققققار بالنسققققاء واالطفققققال‬
‫واالتجار بالجنس ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -:‬احلريات الفكرية‬
‫تناولت المادة (‪ )32‬هذا النوع من الحريات ونصت على‬
‫‪:‬‬
‫تكفل الدولة بما اليخل بالنظام العام واالداب ‪:‬‬
‫أوال‪ -:‬حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل ‪.‬‬
‫انيا‪ -:‬حرية الصحافة والطباعة واالعالن واالعالم والنشر ‪.‬‬
‫الثا‪ -:‬حرية االجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون ‪.‬‬
‫المادة (‪ )34‬وتناولت حرية تأسيس االحزاب والجمعيات والحق في االنتماء اليها ونصت على ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬حريققققققة تأسققققققيس الجمعيققققققات واالحققققققزاب السياسققققققية‪،‬‬

‫واالنضمام اليها مكفولة وتنظم بقانون ‪.‬‬
‫انيهها‪ -:‬اليجققوز اجبققار احققد علققى االنضققمام الققى اي حققزب او‬
‫جمعيقققة او جهقققة سياسقققية او اجبقققاره علقققى االسقققتمرار فقققي‬
‫العضوية فيها ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫المادة (‪ )90‬وتناولت احترام الخصوصية إذ نصت على ‪:‬‬

‫حرية االتصاالت والمراسالت البرية والبرقية والهاتفية‬
‫واالليكترونية وغيرها‪ ،‬مكفولة وال يجوز مراقبتها او التنصت‬
‫عليها او الكشف عنها إال لضرورة قانونية وأمنية وبقرار‬
‫قضائي ‪.‬‬
‫المادة (‪ )92‬واكدت على حرية المعتقد ونصت على ‪:‬‬
‫العراقيون احرار في االلتزام بأحوالهم الشخصية حسب‬
‫دياناتهم او مذاهبهم او معتقداتهم او اختياراتهم‪ ،‬وينظم ذلك‬
‫ثالثا‪ -:‬حرية الدين او املعتقد‬
‫نصت المادة (‪ )91‬على ‪ " :‬لكل فرد حرية الفكر‬
‫والضمير والعقيدة " ‪.‬‬
‫كما نصت المادة (‪ )93‬على ‪:‬‬
‫أوال‪-:‬اتباع كل دين او مذهب احرار في ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ممارسة الشعائر الدينية بما فيها الشعائر الحسينية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ادارة االوقققاف وشققؤونها ومؤسسققاتها الدينيققة‪ ،‬ويققنظم ذلققك‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ثانيا‪ -:‬تكفل الدولة حرية العبادة ومحاية اماكنها ‪.‬‬

‫اما المادة (‪ )99‬فتناولت حرية التنقل ونصت على ‪-:‬‬
‫أوال ‪ -:‬للعراقققي حريققة التنقققل والسققفر والسققكن داخققل العققراق‬
‫وخارجه ‪.‬‬
‫ثانيققا‪ -:‬اليجققوز نفققي العراقققي او ابعققاده او حرمانققه مقن العققودة‬
‫الى الوطن ‪.‬‬
‫أما المادة (‪ )91‬اكدت على دور الدولة ورعايتها‬
‫لمؤسسات المجتمع المدني وللقبائل ونصت على ‪-:‬‬
‫أوال‪ -:‬تحقققرص الدولقققة علقققى تعزيقققز دور مؤسسقققات المجتمقققع‬
‫المققدني ودعمهققا وتطويرهققا واسققتقالليتها‪ ،‬بمققا ينسققجم مققع‬
‫الوسائل السلمية لتحقيق االهداف المشروعة لها ويقنظم ذلقك‬
‫انيا‪ -:‬تحرص الدولة على النهوض بالقبائل والعشائر العراقية‬
‫وتهتم بشؤونها بما ينسجم مع الدين والققانون‪ ،‬وتعقزز قيمهقا‬
‫االنسقققانية النبيلقققة بمقققا يسقققاهم فقققي تطقققوير المجتمقققع وتمنقققع‬
‫االعراف العشائرية التي تتنافى مع حقوق االنسان ‪.‬‬
‫أما المادة (‪ )92‬فأكدت على دور القانون في تنظيم الحقوق‬
‫والحريات فنصت على‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫ال يكون تقييد ممارسة اي من الحقوق والحريات الواردة‬

‫في هذا الدستور او تحديدها إال بقانون او بناءا عليه‪ ،‬على ان‬
‫اليمس ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق والحرية ‪.‬‬
‫وفي نهاية الحديث البد من القول ان المشرع الدستوري‬
‫قد بذل قصارى جهده في سبيل ان يتضمن دستور العراق‬
‫الحقوق والحريات كافة التي وردت في دساتير الـدول‬
‫واالعالنات الدولية ‪ .‬ولكون هذه الحقوق والحريات قد جاءت‬
‫فـي صلب الدستور فأنـه قـد ضمن الزاميتها‪ ،‬وهنا ياتي دور‬
‫القضاء بأعتباره حامي الحقوق والحريات ليتمكن االفراد من‬
‫التمتع بها ‪ .‬إال ان الذي نراه اليوم يناقض ذلك كلياُ‪ ،‬فبسبب‬
‫غياب االستقرار السياسي وبالتالي االمني وهو االشد خطورة‬
‫على الحقوق والحريات جعلها خالية المحتوى ‪.‬‬
‫وهنا ياتي دور الشعب كونه الضمانة الحقيقية لتجسيدها‬
‫على ارض الواقع‪ ،‬فلم تصل االمم االخرى‪ ،‬السيما الغربية منها‬
‫الى ما وصلت اليه‪ ،‬إال بعد ان اخذ الشعب على عاتقه تحقيق‬
‫نظام يسوده العدل والمساواة‪ ،‬وقد كان العبء االكبر في تحقيق‬
‫ذلك على عاتق القوى السياسية والنخب الثقافية ‪ .‬لذا فان هذه‬
‫الجهات في بلدنا مدعوة اليوم قبل غيرها كي تمارس دورها‬
‫‪22‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫وذلك من خالل المؤسسات العلمية كالجامعات بجانب مؤسسات‬

. ‫المجتمع المدني ألجل بناء دولة القانون الدستوري‬
24
RESEARCH
AN: 926111 ; , .;
Account: s6314207
‫هوامـش الفصل األول‬
‫‪1- Andre` Hauriou et Jean Gicquel : " Droit‬‬

‫" ‪Constitutionnel et Institutions Poliliques‬‬
‫‪Montchrestien , Paris , 1988 , 8eme , P. P 29 et 30 .‬‬
‫‪ -1‬الققدكتور االمققين شققريط ‪ " :‬الققوجيز فققي القققانون الدسققتوري‬

‫والمؤسسقققات السياسقققية " ديقققوان المطبوعقققات الجامعيقققة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ، 1001 ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪ -3‬المصدر السابق نفسه ص ‪. 202‬‬
‫‪ -9‬الدكتور محمقد شقريف بسقيوني ‪ " :‬الوثقائق الدوليقة المعنيقة‬
‫بحققققوق االنسقققان " ‪ ،‬دار الشقققروق ‪ ،‬الققققاهرة ‪2913 ،‬هقققـ ‪،‬‬
‫‪ 1003‬م ‪ ،‬المجلد الثاني ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ -1‬الدكتور علي عبد الرزاق الزبيدي ‪ " :‬القانون الدسقتوري "‬
‫‪ ،‬محاضرات غير منشورة القيت علقى طلبقة الماجسقتير فقي‬
‫القانون العام في كلية القانون ‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪ ،‬العام‬
‫الدراسي ‪. 1001 – 1009‬‬
‫‪40‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬
‫‪ -2‬الدكتور رياض عزيز هادي ‪ " :‬حقوق االنسقان – تطورهقا‬

‫– مضامينها – حمايتها " ‪ ،‬مكتبة الماهر ‪ ،‬بغداد ‪، 1001 ،‬‬
‫ص ‪ 27‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ -7‬تقسقققم الدسقققاتير مقققن حيقققث الشقققكل القققى مدونقققة ( مكتوبقققة )‬
‫واخقرى غيقر مدونقة ( عرفيقة ) ‪ ،‬والدسقتور غيقر المققدون (‬
‫العرفي ) ينشأ مقن العقرف الدسقتوري القذي يولقد مقن خقالل‬
‫تكرار العمقل بقاعقدة دسقتورية تتعلقق بقأمر يتنقاول ممارسقة‬
‫السققققلطة ‪ ،‬او انتقالهققققا فيخلققققق قاعققققدة دسققققتورية ‪ ،‬ويعتبققققر‬
‫الدستور االنكليزي المثال التقليدي لهذا النوع من الدساتير ‪،‬‬
‫حيث يحتوي علقى قواعقد دسقتورية عرفيقة ‪ ،‬بجانقب اخقرى‬
‫مكتوبة ‪.‬‬
‫ينظر في ذلك الى ‪:‬‬
‫‪ -‬الدكتور محمد علي آل ياسين ‪ " :‬القانون الدستوري والنظم‬
‫السياسية " مطبعة المعارف ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2429 ،‬الطبعة االولى ‪،‬‬
‫ص ‪ 31‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪- Benoit Jeanneau : " Droit Constitutionnel et Institutions‬‬
‫‪Politiques " Dalloz , Paris , 1978 , P. P. 26 - 64 .‬‬
‫‪ -‬الدكتور االمين شريط ‪ :‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 212‬‬
‫‪42‬‬
‫; ‪AN: 926111‬‬ ‫‪,‬‬ ‫;‪.‬‬
‫‪Account: s6314207‬‬

علي عبد الرزاق الزبيدي و اخر

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

علي عبد الرزاق الزبيدي و اخر

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫‪Copyright © 2008. dar al-yazori. All rights reserved.

‫‪94‬‬ ‫اعالنــات الحقــوق فـي الدساتـير الفرنسيـة‬

‫‪71‬‬ ‫ثامنــا‪ -:‬حق اللجوء السياسـي‬

‫‪222‬‬ ‫اإلعالنات والمواثيق الدولية ذات الطابع العالمي‬

‫‪292‬‬ ‫المطلــب الرابع‬

‫‪222‬‬ ‫الميثـاق العربــي لحقـوق االنسـان‬

‫‪101‬‬ ‫المطلـــب الثانـــي‬

‫‪112‬‬ ‫الفرع الثاني‬

‫‪110‬‬ ‫المطلب االول‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫بمسعى لتغطية كتابة ميسرة للصفوف األولى في المرحلة‬

‫منهجية دراسة حقوق االنسان ‪.‬‬

‫والمواطن ومنذ عام ‪ 2724‬وجاءت دساتيرها المتعددة معلنة‬

‫قبل تناول موضوع حقوق االنسان ضمن االطار القانوني‬

‫من هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬وتستند على مبادئ الشريعة والعقيدة‬

‫اما في مجال الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‬

‫الفص ــل األول‬

‫ان مهمة القانون الدستوري هي التعايش بين السلطة‬

‫ويمكننا القول ان الوثيقة التي تم االتفاق عليها بين‬

‫الضفة االخرى لالطلسي (اوربا) لتكون فرنسا اول دولة اوربية‬

‫الوجا الثاني ‪ :‬ويؤكد على الجانب السياسي الذي يعطقي شقكال‬

‫والثامن عشر بل وحتى في القرن التاسع عشر‪ ،‬إذ ارادت هذه‬

‫لقد كانت بداية االهتمام بحقوق االنسان وحرياته‬

‫االرث البـريـطانـ ــي‬

‫لقد كان اهتمام الشعب البريطاني وحرصه على حقوقه‬

‫‪ -1‬عريضة الحقوق(‪The Petition of Right)2212‬‬

‫‪Habeas Corpus‬‬ ‫‪ -3‬االشعار القضائي (‪)2274‬‬

‫وتضمنت العريضة حقوق البرلمان وتذكر بحقوق المواطن‬

‫وقد كان االشعار بمثابة اجراء لتفادي حجز حرية االنسان‬

‫‪ -1‬ال حة احلقوق ‪Bill of Rights 1211‬‬

‫االرث االم ــريكـ ــي‬

‫بعد اكتشاف قارة امريكا الشمالية وهجرة االوربيين اليها‪،‬‬

‫المستعمرات بمساعدة فرنسا وذلك في تشرين اول ‪2722‬‬

‫(عطل تطبيق العدالة ‪ ..‬وجعل بقاء القضاة مرهقون بمشقيئته‬

‫ونرى ان ذلك كان اهم ما اراد قوله واضعوا االعالن‪ ،‬بل‬

‫السياسية ليكمل النقص في الدستور االمريكي وسنتناول اهم ما‬

‫التعديــل الثانــي ‪-:‬‬

‫يكونوا آمنين في اشخاصهم ومنازلهم ومستنداتهم ومقتنياتهم من‬

‫خاصة الستخدامها في سبيل المنفعة العامة بدون تعويض‬

‫المحكمة العليا دستورية سياسية (الحجز االحتياطي)‪ ،‬كما منع‬

‫ينتقص من امتيازات او حصانات مواطني الواليات المتحدة ‪.‬‬

‫وقد عقبت قاضية المحكمة العليا ساندرا داي اوكنور (ان‬

‫إال ان هناك رأيا مخالفا يرى ان اعالنات الحقوق تحمل‬

‫ االول‬. ‫اجتماعي وكالهما يتمتع بالمستوى نفسه من االهمية‬

‫املبح ــث الثانـي‬

‫في الوقت الذي اتسمت فيــه اعالنات الحقوق البريطانية‬

‫العوامل اليت مهدت لالعالن (نظام احلكم املطلق)‬

‫لقد كانت اوربا بشكل عام‪ ،‬وفرنسا بشكل خاص‪ ،‬وطيلة‬

‫والى جانب هذه الصالحيات المطلقة كانت هناك القوانين‬

‫عليه ان يفوض السلطات المتعددة الى هيئات متعددة ‪ .‬وقد كان‬

‫قيام مجتمع منظم يكون فيه االنسان حرا يتمكن من التمتع‬

‫ وتأكيده على‬،‫الملكي القديم في فرنسا من خالل اسلوبه الثوري‬

‫لقد عرفنا ان االستبداد والطغيان كان قاسيا في ظل النظام‬

‫هو الحفاظ على حقوق االنسان الطبيعية غير القابلة للتقادم‪،‬‬

‫يدخل في النظام العام كما ورد في المواد (‪ . )22 ،20‬وقد كان‬

‫املطلـ ــب الثالــث‬

‫اعالنــات احلقــوق فـي الدساتـري الفرنسيـة‬

‫لقد كان الدستور العرفي والذي استمر اكثر من عشرة‬

‫وفي محاولة اللقاء الضوء على ما جاء في هذه الدساتير‬

‫وحدها صاحبة السقيادة‪ ،‬واالمقة عبقارة عقن شقخص معنقوي‬

‫فهققي وظيفققة تقلققدها االمققة لهققؤالء االفققراد الققذين يتمتعققون‬

‫ثانيـا‪ -:‬دستــــور ‪1613‬‬

‫الذين تعجز الدولة عن ايجاد عمل لهم مــع الحق بمقاومـة‬

‫ثالثــا‪ -:‬دستــــور ‪1111‬‬