Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬

‫اجمللد الثاني‬ DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES


0202 ‫مارس‬ Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/

‫م‬.1212 ‫ لسنة‬21 ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم‬
‫ يوسف عبدهللا يوسف موس ى‬.‫د‬
‫ جامعة درنة‬- ‫أستاذ مساعد بكلية القانون‬
y.mousa@uod.edu.ly

https://www.doi.org/10.58987/dujhss.v2i1.05
1212/22/22 : ‫ ؛ تاريخ النش ـ ـ ــر‬1212/22/12 : ‫ ؛ تاريخ القب ـ ـ ــول‬1212/21/16 :‫تاريخ الاست ـ ـ ـالم‬

: ‫المستخلص‬
‫ وتطور تنظيمها وفق‬،‫قامت الدراسة على البحث في األساس القانوني للجان المشتريات بالجهات والوحدات اإلدارية‬
‫ حيث انتهت الدراسة بعدم وجود سند تشريعي لتشكيل ما يعرف بلجان المشتريات بالجهات والوحدات‬،‫م‬.1212/21 ‫القرار‬
‫م رغم أن هذا النوع من‬.1222/262 ‫م المعدلة بالقرار‬.1222/291 ‫م والالئحة‬.1222/362 ‫اإلدارية العامة في ظل اللوائح‬
‫ إلى أن صدرت الالئحة المرفقة بالقرار‬.‫ والحفاظ على سير المرافق العامة بانتظام واطراد‬،‫اللجان يتطلبه طبيعة العمل اإلداري‬
‫ لتصبح‬،‫م بتنظيم المشتريات الحكومية التي نصت على تشكيل لجان المشتريات بالجهات والوحدات اإلدارية العامة‬.1212/21
‫ إلى اختصاص لجان المشتريات بإجراءات التعاقد اإلداري على كافة‬،‫ كما خلصت الدراسة‬،)‫ذات أساس تشريعي (الئحي‬
‫ كما أن األصل أن تتولى إجراءات التعاقد اإلداري عن طريق المناقصة‬،‫ وليس فقط المشتريات العادية‬،‫المشتريات الحكومية‬
‫ إال أن هذه اإلجازة مقيدة في حاالت محددة على‬،‫ وطريق التكليف المباشر‬،‫ مع جواز التعاقد بطريق المناقصة المحدود‬،‫العامة‬
.‫ وطريق التكليف المباشر‬،‫سبيل الحصر لطريق المناقصة المحدودة‬
.1212 ‫) لسنة‬21( ‫ الالئحة رقم‬،‫ التنظيم القانوني‬، ‫ لجان المشتريات‬: ‫الكلمات الدالة‬

Abstract
The study was based on researching the legal basis for the procurement committees in the
authorities and administrative units, and the evolution of their organization in accordance with Resolution
12/2023. Where the study concluded that there is no legislative basis for the formation of what is known
as procurement committees in public administrative agencies and units in light of Regulations 563/2007
AD and Regulation 492/2013 AD amended by Resolution 161/2014 AD, although this type of committee
is required by the nature of administrative work, and maintaining The functioning of public utilities
regularly and steadily. Until the regulation attached to Resolution 12/2023 regulating government
procurement was issued, which stipulated the formation of procurement committees in public
administrative agencies and units, to become a legislative (regulatory) basis. The study also concluded
that the procurement committees are competent to conduct administrative contracting procedures for all
government procurement, not just regular procurement, and the principle is that they undertake
administrative contracting procedures through public tendering, with the permissibility of contracting
through limited tendering, and through direct commissioning, but this license is restricted In specific
cases, exclusively for the limited bidding method, and the direct commissioning method.

Key words: Procurement Committees, Legal Regulation, Regulation 12/2023.

162 Vol. 2, No. 1, 2023 ‫ يوسف موسى‬.1212 ‫ لسنة‬21 ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫المقدمة‬
‫حدد المشرع الليبي بنص المادة (‪ )8‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م طرق التعاقد اإلداري‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫المناقصة العامة‪ ،‬والمناقصة المحدودة‪ ،‬والممارسة‪ ،‬والتكليف المباشر‪ ،‬والمزايدة العامة‪ )1(.‬بحيث ال يجوز‬
‫للجهات والوحدات اإلدارية العامة إجراء أية تعاقدات إال من خالل هذه الطرق‪)2(.‬‬
‫وبالنظر إلى أن هناك حاالت وأعمال ذات طبيعة عاجلة أو دورية‪ ،‬يتطلبها حسن سير المرافق‬
‫العامة بانتظام واطراد؛ مثل‪ :‬تنفيذ أعمال الصيانة العاجلة‪ ،‬والترميمات العادية‪ ،‬والمشتريات العادية‪ ،‬فقد حدد‬
‫المشرع التعاقد بشأنها عن طريق التكليف المباشر‪ )3( .‬وتختص بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر لجنة‬
‫يشكلها رئيس الجهة أو الوحدة اإلدارية‪ ،‬وذلك بعد صدور اإلذن بالتعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م(‪)4‬‬
‫ثم صدر قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م بتنظيم عمل لجان العطاءات‪ ،‬لتصبح لجان‬
‫العطاءات المشكلة بالجهات والوحدات اإلدارية‪ ،‬هي المختصة بإجراء التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬فضال‬

‫‪ -1‬انظر‪ /‬قرار اللجنة الشعبية العامة (سابقا) ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م بإصدار الئحة العقود اإلدارية‪ - .‬نشر بمدونة اإلجراءات‪ ،‬س‪،6‬‬
‫‪.1222‬م ع‪ ،9‬ص‪22‬‬
‫‪ -‬حددت الالئحة ‪.1222/362‬م طرق التعاقد اإلداري بنص المادة (‪ )8‬معرفة إياها وفق اآلتي‪" :‬يكون إبرام العقود اإلدارية بإحدى الطرق‬
‫اآلتية‪ :‬أ‪ -‬المناقصة العامة‪ :‬وهي التي يعلن عنها لجميع أدوات التنفيذ المؤهلة للتعاقد والمسجلة لدى الجهة المختصة بالقيد والتصنيف‬
‫ووفق التخصص والفئة المناسبة للمشروع حسبما تنظمه الئحة قيد وتصنيف المقاولين بقصد الوصول ألصلح عرض‪ ...‬ب‪ -‬المناقصة‬
‫المحدودة‪ :‬وهي التي يقتصر االشتراك فيها على جهات أو أشخاص يختارون من بين المقيدة أسماؤهم في السجالت المعدة لذلك وفقا‬
‫ألحكام التشريعات النافذة‪ .‬ج‪ -‬الممارسة‪ :‬وتقع باالتصال المباشر بجهات أو أشخاص متخصصين في مجال األعمال أو األصناف‬
‫المطلوب التعاقد عليها من المقيدة أسماؤهم في السجالت المعدة لذلك بالجهة المختصة قانونا وممارستها للوصول إلى أفضل الشروط‬
‫واألسعار للتعاقد‪ .‬د‪ -‬التكليف المباشر‪ :‬ويكون بإصدار أمر الشراء أو التكليف باألعمال ألدوات التنفيذ من قبل المختص بتوقيع العقود في‬
‫الجهات التي تسري عليها أحكام هذه الالئحة‪ .‬هـ‪ -‬المزايدة العامة‪ :‬وتجري لبيع األشياء وتتم عن طريق عطاءات للشراء أو بطريق المناداة‬
‫للوصول إلى أعلى األسعار‪".‬‬
‫‪ -2‬الجهات اإلدارية‪ :‬هي مجلس الوزراء‪ ،‬والو ازرات‪.‬‬
‫‪ -‬الوحدات اإلدارية‪ :‬هي الهيئات والمؤسسات والمصالح واألجهزة العامة وما في حكمها‪.‬‬
‫‪ -3‬التكليف المباشر‪ :‬ويكون بإصدار أمر الشراء أو التكليف باألعمال ألدوات التنفيذ من المختص بتوقيع العقود‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م تنص على أنه "أ‪ .‬بعد صدور اإلذن بالتعاقد بطريق التكليف المباشر وفقا ألحكام هذه‬
‫الالئحة‪ ،‬تتولى إجراءات التعاقد لجنة تتكون من رئيس وثالثة أعضاء من ذوي التخصص والخبرة تشكلها الجهة مصدرة اإلذن‪"...‬‬

‫‪162‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫عن اختصاصها – السابق – بإجراءات التعاقد بطريق المناقصة العامة‪ ،‬والمحدودة‪ ،‬والممارسات‪ ،‬والمزايدة‬
‫العامة‪ ،‬وفق بنص المادة (‪ )9‬من الالئحة ‪.1222/362‬م (‪)1‬‬
‫ثم صدر القرار ‪ 262‬لسنة ‪.1222‬م بتعديل القرار ‪.1222/291‬م والذي أخرج التعاقد بطريق‬
‫التكليف المباشر من اختصاص لجان العطاءات‪ )2( .‬ليعود هذا االختصاص للجنة التي تشكل وفق نص‬
‫المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م السابق اإلشارة إليها‪.‬‬
‫وبالرغم من مراعاة المشرع للحاالت ذات الطبيعة العاجلة أو الطارئة‪ ،‬حيث أجاز التعاقد بشأنها‬
‫بطريق التكليف المباشر‪ ،‬إال أن الجهات والوحدات اإلدارية دأبت على تشكيل لجان دائمة‪ ،‬تتولى إجراءات‬
‫التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬ال سيما أعمال المشتريات‪ ،‬حيث تعارفت الجهات اإلدارية على تشكيل ما‬
‫يسمى بلجان المشتريات بالجهات والوحدات اإلدارية العامة‪.‬‬
‫وفي ظل تحديد المشرع للجهات –أو اللجان‪ -‬المختصة بإتمام إجراءات التعاقد اإلداري‪ ،‬ثار الجدل‬
‫حول مشروعية تشكيل لجان المشتريات‪ ،‬نظ ار ألن المشرع لم ينص على تشكيل لجان دائمة تختص‬
‫بإجراءات التعاقد على المشتريات الحكومية العادية‪.‬‬
‫حيث ذهب جانب إلى عدم مشروعية تلك اللجان‪ ،‬باالستناد إلى أن المشرع حدد طرق التعاقد‬
‫اإلداري‪ ،‬والجهات المختصة بها‪ ،‬ولم يكن من بينها ما يعرف بلجان المشتريات‪ .‬فيما ذهب جانب آخر إلى‬
‫مشروعية لجان المشتريات‪ ،‬على أساس العرف اإلداري‪ ،‬وأن وجود هذا النوع من اللجان يتطلبه طبيعة العمل‬
‫اإلداري‪ ،‬وحسن سير المرافق العامة بانتظام واطراد‪.‬‬
‫وفي سياق متصل‪ ،‬صدر قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م بإصدار الالئحة التنظيمية‬
‫للمشتريات الحكومية‪ ،‬والتي تُمثل تعديال لالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫ومن هنا تبرز أهمية موضوع البحث‪ ،‬من خالل البحث والوقوف على مدى مشروعية لجان‬
‫المشتريات المشكلة بالجهات والوحدات اإلدارية العامة‪ ،‬ومن ثم البحث في التنظيم الحالي للجان المشتريات‬
‫وفق الالئحة المرفقة بالقرار ‪.1212/21‬م‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8‬من الالئحة ‪.1222/291‬م والتي تنص على أن "تختص لجان العطاءات بإجراء المناقصة العامة والمحدودة والممارسات‬
‫والمزايدات العامة والتكليف المباشر‪"...‬‬
‫‪ُ -‬نشرت بالجريدة الرسمية‪ ،‬س‪.1222 ،2‬م ع‪ ،2‬ص ‪223‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 29‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م تنص على أن "تنشأ لجنة للعطاءات في كل جهة إدارية تختص بإجراء المناقصات العامة‬
‫والمحدودة والممارسات والمزايدات العامة ‪"...‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬من القرار ‪.1222/262‬م بتعديل الالئحة ‪.1222/291‬م نصت على أن "تختص لجان العطاءات بإجراء المناقصة العامة‬
‫والمحدودة والممارسات والمزايدات العامة ‪ "...‬منشور بالجريدة الرسمية‪ ،‬س‪.1226 ،3‬م ع‪ ،2‬ص ‪21‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫وعلية فإن البحث‪ ،‬يقوم على إشكاليتين رئيسيتين‪ ،‬يطرحهما التساؤالن التاليين‪:‬‬
‫التساؤل األول‪ :‬ما هو األساس القانوني للجان المشتريات المنشأة بالجهات اإلدارية العامة؟‬
‫التساؤل الثاني‪ :‬وما هو التطور التنظيمي للجان المشتريات الحكومية وفق الالئحة ‪.1212/21‬م؟‬
‫وعليه‪ ،‬سنعتمد على المنهجين الوصفي والتحليلي بحكم قيام أو استناد الدراسة –في أغلبها‪-‬على‬
‫نصوص الئحية‪.‬‬
‫أما خطة البحث؛ فستتركز حول البحث في األساس القانوني للجان المشتريات بالجهات الوحدات‬
‫اإلدارية العامة‪ ،‬ومن ثم نتناول تنظيم لجان المشتريات الحكومية وفق الالئحة المرفقة بالقرار ‪.1212/21‬م‪،‬‬
‫وذلك عبر مبحثين‪.‬‬
‫المبحث األول‪ -‬األساس القانوني للجان المشتريات‪.‬‬
‫المبحث الثاني – تنظيم لجان المشتريات بالالئحة ‪.1212/21‬م‬

‫المبحث األول‬
‫األساس القانوني للجان المشتريات‬

‫إن المشتريات الحكومية العادية يتطلبها سير العمل اإلداري‪ ،‬حيث يغلب عليها طابع االحتياج‬
‫الدوري أو المتكرر يوميا أو أسبوعيا أو شهريا‪ ،‬ولهذا جعلها المشرع ضمن حاالت التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر‪)1( .‬‬
‫وبما أن المشتريات العادية هي إحدى حاالت التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬فإنه في سبيل حسم‬
‫مسألة األساس القانوني للجان المشتريات العادية‪ ،‬يتعين تحديد الجهة –أو اللجنة‪ -‬المختصة بإجراءات‬
‫التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬وذلك لن يتأتَى إال من خالل تتبع التشريعات التي نظمت طريق التعاقد‬
‫بالتكليف المباشر‪ ،‬وهي اللوائح‪.1222/362 :‬م المعدلة بالالئحة ‪.1222/291‬م المعدلة بالالئحة‬
‫‪.1222/262‬م وأخي ار الالئحة ‪.1212/21‬م وذلك عبر ثالثة مطالب‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر في طرق التعاقد اإلداري‪ - :‬أ‪.‬د دمحم عبدهللا الحراري‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬المكتبة الجامعية للطباعة والنشر‪ ،1229 ،‬ط‪،2‬‬
‫ص‪ -192‬أ‪.‬د مفتاح خليفة عبدالحميد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الفضيل للطباعة والنشر والتوزيع‪.1212 ،‬م‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪ -292‬د‪.‬‬
‫مازن ليلو راضي‪ ،‬العقود اإلدارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪.1221 ،‬م‪ ،‬ص‪ -232‬د‪ .‬عبدالفتاح صبري أبو‬
‫الليل‪ ،‬أساليب التعاقد اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،2992 ،‬غير منشورة‪ ،‬ص‪221‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫المطلب األول‬
‫الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر في ظل الالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫حدد المشرع الليبي حاالت التعاقد بطريق التكليف المباشر بنص المادة (‪ )22‬من الالئحة‬
‫‪.1222/362‬م والتي من ضمنها حالة المشتريات العادية‪ ،‬إال أنه لم ينص على تشكيل لجنة دائمة تختص‬
‫بإجراءات التعاقد على حاالت التكليف المباشر‪ ،‬والتي من ضمنها المشتريات العادية الالزمة للجهات‬
‫اإلدارية‪)1( .‬‬
‫ونظ ار لطبيعة بعض االحتياجات –التشغيلية – لتسيير المرافق العامة‪ ،‬والتي تحتاجها بشكل دوري‬
‫متكرر يوميا أو أسبوعيا‪ ،‬كالقرطاسية والمعدات واألدوات المكتبية‪ ،‬تعارفت الجهات اإلدارية على تشكيل ما‬
‫يسمى بلجان المشتريات‪ ،‬تحقيقا لسرعة إتمام إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬بعد الحصول على‬
‫إذن التعاقد من قبل رئيس الجهة أو الوحدة اإلدارية‪.‬‬
‫إال أن المادة ‪ – 68‬من ذات الالئحة – نظمت إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬ولم يرد‬
‫بها ما يعرف بلجان المشتريات‪ ،‬حيث نصت على أنه "أ‪ -‬بعد صدور اإلذن بالتعاقد بطريق التكليف المباشر‬
‫وفقا ألحكام هذه الالئحة‪ ،‬تتولى إجراءات التعاقد لجنة تتكون من رئيس وثالثة أعضاء من ذوي التخصص‬
‫والخبرة تشكلها الجهة مصدرة اإلذن‪ ،‬وتكون اجتماعاتها صحيحة بحضور كامل أعضائها وتصدر آراءها‬
‫بأغلبية األصوات‪ ،‬وفي حالة التساوي يرجح الجانب الذي منه الرئيس وتدون اجتماعاتها في محاضر‪ .‬ب‪-‬‬
‫بعد تقرير بمعرفة هذه اللجنة يوضح فيه مدى مناسبة األسعار التي يقترح التعاقد على أساسها ومدى موافقة‬
‫األشياء أو األعمال موضوع العقد للشروط والمواصفات‪ .‬ج‪ -‬ويعرض هذا التقرير على الجهة المختصة‬
‫بإصدار اإلذن وفقا ألحكام هذه الالئحة‪ .‬د‪ -‬ال يجوز التعاقد بطريق التكليف المباشر قبل صدور قرار من‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 22‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م على حاالت التعاقد بطريق التكليف المباشر على أنه "أ‪.‬يجوز التعاقد بطريق‬
‫التكليف المباشر في الحاالت اآلتية‪ -2 :‬الحاالت التي تقتضيها متطلبات األمن الوطني أو حالة الطوارئ حسبما تقرره اللجنة الشعبية‬
‫العامة‪ -1 .‬التعاقد مع إحدى المنظمات الدولية أو الجهات الحكومية األجنبية تنفيذا التفاقيات نافذة‪ -2 .‬الحاالت التي ال يتقدم فيها أحد‬
‫في المناقصة العامة أو المحدودة أو الممارسات وذلك بموافقة اللجنة الشعبية العامة المسبقة على ذلك‪ ،‬وتضمن هذه الموافقة في التقرير‬
‫المشار إليه في الفقرة (ب) من المادة (‪ )68‬من هذه الالئحة‪ -2 .‬تنفيذ أعمال الصيانة العاجلة أو شراء مواد الزمة لحالة من حاالت‬
‫المصنع األصلي‬
‫الضرورة العاجلة‪ -3 .‬المواد المحتكرة أو التي ال توجد إال لدى شخص أو جهة بذاتها‪ -6 .‬قطع الغيار عند الشراء من ُ‬
‫أو وكيله المعتمد‪ -2 .‬المشتريات العادية ومقاوالت النقل‪ -8 .‬أعمال الصيانة والترميمات العادية‪ -9 .‬الخدمات االستشارية لحالة من‬
‫حاالت الضرورة العاجلة أو تلك التي ال تجاوز قيمتها مبلغ (‪ )2،222،222‬مليون دينار"‬

‫‪171‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫الجهة المذكورة باعتماد اإلجراءات وفقا لحكم الفقرة السابقة‪ .‬هـ ‪ -‬تشري على التعاقد بطريق التكليف المباشر‬
‫أحكام المناقصة العامة وإجراءاتها وذلك بالقدر الذي ال يتعارض مع طبيعته وأحكامه‪)1( ".‬‬
‫باستقراء نص المادة (‪ )68‬سالفة الذكر‪ ،‬يتضح اآلتي‪)2( :‬‬

‫‪ )2‬ال يجوز للجهات والوحدات اإلدارية التعاقد بطريق التكليف المباشر إال بعد صدور إذن بالتعاقد‬
‫بالتكليف المباشر‪ ،‬من قبل رئيس الجهة أو الوحدة اإلدارية‪ ،‬وذلك وفق حاالته المحددة بنص‬
‫المادة ‪ 22‬من الالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫لجنة تقوم على إتمام‬ ‫‪ )1‬بعد صدور إذن التعاقد بالتكليف المباشر‪ ،‬يتولى ‪-‬مانح اإلذن‪ -‬تشكيل‬
‫إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪.‬‬
‫‪ )2‬إن لجنة التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬هي لجنة تختص بإجراءات التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر على جميع حاالت التكليف المباشر‪ ،‬المحددة على سبيل الحصر بنص المادة ‪ 22‬من‬
‫الالئحة ‪.1222/362‬م والتي من ضمنها حالة المشتريات العادية للجهات الحكومية‪.‬‬
‫‪ )2‬إن لجنة التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬هي لجنة مؤقتة‪ ،‬تشكل بعد صدور اإلذن بالتعاقد بطريق‬
‫التكليف المباشر‪ ،‬إلتمام إجراءات التعاقد على أعمال محددة بإذن التعاقد‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم‪ ،‬فإن المشرع لم يخص حالة المشتريات الحكومية العادية بلجنة خاصة ((لجنة‬
‫المشتريات)) تتولى إجراءات التعاقد لتوفير المشتريات العادية‪ .‬فاللجنة المشار إليها بالمادة ‪ 68‬من الالئحة‬
‫‪.1222/362‬م هي لجنة مؤقتة‪ ،‬بمعنى أنها تُشكل لغرض محدد‪ ،‬وهو إتمام إجراءات التعاقد على أعمال‬
‫وأشياء محددة في إذن التعاقد‪.‬‬
‫وما يؤكد أنها مجرد لجنة مؤقتة‪ ،‬فهي من ناحية أولى‪ :‬تُتشكل بعد صدور اإلذن بالتعاقد‪ .‬ومن ناحية‬
‫ثانية‪ :‬عندما نص المشرع في المادة ‪ 29‬من الالئحة ‪.1222/362‬م على إنشاء لجنة عطاءات – دائمة ‪-‬‬
‫في كل جهة إدارية‪ ،‬تختص بإجراءات كافة طرق التعاقد المنصوص عليها بالمادة (‪ )8‬من الالئحة‬
‫‪.1222/362‬م دون طريق التكليف المباشر‪ .‬فالتعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬تتواله اللجنة المؤقتة التي‬
‫تُشكل بعد صدور اإلذن بالتعاقد‪ ،‬كما بينا‪)3( .‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م‬


‫‪ -2‬انظر‪ - /‬أ‪.‬د مفتاح خليفة عبدالحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪112‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د خليفة صالح احواس‪ ،‬القانون اإلداري الليبي الحديث‪ ،‬مكتبة طرابلس العلمية العالمية‪ ،1229 ،‬ص ‪223‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫كما أنها لجنة عامة‪ ،‬بمعنى أنها تُشكل إلتمام إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر على أيا من‬
‫حاالته التسع‪ ،‬وليس فقط للتعاقد على حالة المشتريات العادية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬طالما أن المشرع راعى الحاالت ذات الطبيعة العاجلة أو الطارئة أو االحتياجات المتجددة‬
‫بشكل متكرر للجهات اإلدارية‪ ،‬مجي از التعاقد بشأنها عن طريق التكليف المباشر‪ ،‬وعن طريق لجنة مؤقتة‬
‫تتولى إجراءات التعاقد على أعمال محددة‪ ،‬وينتهي تشكيلها بانتهاء أعمالها التعاقدية‪ .‬فإنه ال يمكن التسليم‬
‫بمشروعية تشكيل لجان مشتريات – دائمة – بالجهات والوحدات اإلدارية‪ ،‬على أساس العرف اإلداري‪.‬‬
‫فالعرف اإلداري ينشأ عند غياب تنظيم المشرع لنظام ما‪ ،‬وبالتالي ال أساس من القانون للجان المشتريات‪.‬‬
‫وفي ذلك ذهبت إدارة القانون إلى أنه "باالطالع على قانون النظام المالي للدولة والئحة الحسابات‬
‫والمخازن‪ ،‬وقانون العمل الصادر بالقانون رقم (‪ )21‬لسنة ‪.1222‬م والئحته التنفيذية ال نجد من بين‬
‫نصوصها جميعا ما تعلق بما يعرف بلجان المشتريات‪ ،‬وعليه فإن هذه اللجنة تعد فاقدة للسند التشريعي‪"...‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإذا ما سلمنا باالتجاه القائل‪ ،‬بجواز تشكيل لجان مشتريات تتولى إجراءات التعاقد على المشتريات‬
‫الحكومية‪ ،‬كما ذهب في ذلك رأي إدارة القانون‪ ،‬الذي انتهى إلى جواز تشكيلها رغم افتقادها للسند القانوني‪،‬‬
‫استنادا على أن تشكيلها يتطلبه واقع عمل الجهات اإلدارية‪)2( .‬‬
‫فإننا نرى بأن تسمى هذه اللجنة "بلجنة التكليف المباشر" حتى تكون مختصة بإجراءات التعاقد على‬
‫كافة حاالت التكليف المباشر‪ ،‬كتنفيذ أعمال الصيانة العاجلة‪ ،‬وشراء المواد الالزمة لحاالت الضرورة العاجلة‪،‬‬
‫وأعمال الصيانة والترميمات المستعجلة‪.‬‬
‫ومن جانبي‪ ،‬وأمام صراحة النص التي ال اجتهاد معها‪ ،‬يمكن القول‪ :‬بأن تعارف الجهات اإلدارية‬
‫على تشكيل لجان المشتريات‪ ،‬رغم أن المشرع نظم إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬وحدد الجهة‬
‫المختصة بتولي إجراءاته‪ ،‬فهو عرف فاسد‪ ،‬مخالف لنصوص صريحة‪ ،‬ال يلتفت له‪.‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 29‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م تنص على أن "تنشأ لجنة للعطاءات في كل جهة إدارية تختص بإجراء المناقصات العامة‬
‫والمحدودة والممارسات والمزايدات العامة ‪"...‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 8‬من الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م تنص على أنه "يكون إبرام العقود بإحدى الطرق اآلتية‪ :‬أ‪ -‬المناقصة العامة ‪ ....‬ب‪-‬‬
‫المناقصة المحدود‪ ....‬ج‪ -‬الممارسة‪ ....‬د‪ -‬التكليف المباشر‪ ....‬هـ‪ -‬المزايدة العامة‪"....‬‬
‫‪ -1‬رأي إدارة القانون ذو الرقم اإلشاري ع‪ .‬ع‪ .‬ق ‪ 212 – 22‬بتاريخ ‪.1221/6/6‬م‬

‫‪ -2‬رأي إدارة القانون‪ ،‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫المعدلة بالقرار‬
‫الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر في ظل القرار ‪.1222/291‬م ُ‬
‫‪.1222/262‬م‬
‫تناول القرار ‪.1222/291‬م تحديد الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬ثم‬
‫صدر تعديله بالقرار ‪.1222/262‬م‬
‫وعليه سنقف على الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر في ظل الالئحة‬
‫‪.1222/291‬م في بند أول‪ ،‬ثم نتناول ما ط أر من تعديل عليها بشأن تحديد هذه الجهة‪ ،‬وفق القرار‬
‫‪.1222/262‬م في بند ِ‬
‫ثان‪)1( .‬‬
‫أولا‪ -‬الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر في ظل الالئحة ‪.1222/291‬م‪:‬‬
‫بصدور الالئحة رقم ‪.1222/291‬م في ‪.1222/8/19‬م والتي نصت بمادتها (‪ )12‬على أن "يلغى‬
‫كل حكم يخالف أحكام هذا القرار‪ ،‬وعلى الو ازرات والجهات المختصة تسوية أوضاع اللجان المشكلة بها وفقا‬
‫ألحكام هذا القرار في أجل أقصاه ثالثة أشهر من تاريخ صدوره‪".‬‬
‫وبذلك فإن كل نص ورد بهذه الالئحة‪ ،‬ومتعارضا مع نصوص الالئحة ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م فتعد‬
‫الغية‪ .‬وحتى وإن لم يرد مثل هذا النص‪ ،‬سيتحقق أثره استنادا لمبدأ النص الالحق يلغي السابق‪.‬‬
‫هذا وقد نظمت الالئحة ‪.1222/291‬م تشكيل‪ ،‬وعمل لجان العطاءات بالجهات والوحدات اإلدارية‪،‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ ) 1‬على أن "يتولى رئيس مجلس الوزراء والوزراء كل فيما يخصه إصدار ق اررات تشكيل‬
‫لجان العطاءات التالية‪ :‬أ‪ -‬لجان العطاءات بالجهات التابعة لمجلس الوزراء بق اررات من رئيس مجلس‬
‫الوزراء‪ .‬ب‪ -‬لجان العطاءات بالو ازرات والجهات التابعة لها بق اررات من الوزير المختص‪"....‬‬
‫‪ )2‬بناء على النص –سالف الذكر‪ -‬تتضح مركزية تشكيل لجان العطاء بكافة الجهات والوحدات‬
‫اإلدارية‪ ،‬حيث يختص رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجان العطاء بالجهات التابعة لمجلس الوزراء‬
‫–دون الو ازرات‪ -‬كالهيئات والمؤسسات والمراكز والمصالح ذات التبعية المباشرة لمجلس الوزراء‪.‬‬
‫أما لجان العطاءات بالوزرات والوحدات التابعة لها‪ ،‬فيختص بتشكيلها الوزير المختص‪)2( .‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ /‬أ‪.‬د دمحم عبدهللا الحراري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪221‬‬

‫‪ -2‬انظر‪ /‬أ‪.‬د خليفة صالح احواس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 112‬وما بعدها‪.‬‬
‫– د‪ .‬عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،1222 ،‬ص‪ 223‬وما بعدها‪.‬‬
‫–د‪ .‬دمحم عبدالعال السناري‪ ،‬وسائل التعاقد اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪ 222‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫وبالعودة لمحل هذا المطلب‪ ،‬أال وهو تحديد الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر في ظل الالئحة ‪.1222/291‬م فقد حددتها المادة (‪ )8‬بنصها على أن "تختص لجان العطاءات‬
‫بإجراء المناقصات العامة والمحدودة والممارسات والمزايدات العامة والتكليف المباشر وفحص العطاءات‬
‫واتخاذ اإلجراءات الالزمة للبت فيها‪)1( "...‬‬
‫باستقراء نص المادة (‪ )8‬سالفة الذكر‪ ،‬يتضح اآلتي‪:‬‬
‫‪ )2‬أصبحت لجان العطاءات بالجهات والوحدات اإلدارية العامة‪ ،‬هي المختصة بإجراءات‬
‫التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬والتي من ضمنها التعاقد على المشتريات الحكومية‬
‫العادية‪ .‬حيث كانت لجان العطاءات وفق نص المادة (‪ )29‬من الالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫تختص بإجراءات التعاقد بطرق المناقصة العامة‪ ،‬والمحدودة‪ ،‬والممارسة‪ ،‬والمزايدة العامة‬
‫فقط‪ ،‬كما سبق بيانه‪.‬‬
‫‪ )1‬باختصاص لجان العطاءات بإجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬أُلغي اختصاص‬
‫اللجنة المؤقتة التي كانت تشكل بغرض تولي إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪،‬‬
‫وفق نص المادة (‪ )68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫بناء على ما تقدم‪ ،‬وفي ظل الالئحة ‪.1222/291‬م تنتفي – وبشكل أوضح – مشروعية تشكيل‬
‫لجان المشتريات كلجان مختصة بإجراءات التعاقد على المشتريات العادية الحكومية‪ ،‬بل وتنتفي معها‬
‫محاوالت إنشاء لجنة دائمة للتعاقد على حاالت التكليف المباشر‪ ،‬تحت ُمسمى لجنة التكليف المباشر‪،‬‬
‫فبصدور الالئحة ‪.1222/291‬م أصبح التعاقد على كل حاالت التكليف المباشر من اختصاص لجان‬
‫العطاءات المشكلة بالجهات والوحدات اإلدارية‪.‬‬
‫المعدل للقرار‬
‫ثانيا‪ -‬الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر وفق القرار ‪.1222/262‬م ُ‬
‫‪.1222/291‬م‬
‫أصدر مجلس الوزراء القرار ‪ 1222/262‬في ‪.1222/2/9‬م بتعديل المادة ‪ 8‬من القرار‬
‫‪.1222/291‬م والتي بموجبها – كما بينا في البند السابق – أصبحت لجان العطاءات تختص أيضا‬
‫بإجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪.‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ )2‬من القرار ‪.1222/262‬م على أن "يعدل نص المادة (‪ )8‬من قرار مجلس‬
‫الوزراء رقم (‪ )291‬لسنة ‪.1222‬م بحيث يجري نصها على النحو اآلتي‪ :‬المادة (‪( :)8‬تختص لجان‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 8‬من الالئحة ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م‬

‫‪176‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫العطاءات بإجراءات المناقصة العامة والمحدودة والممارسات والمزايدات وفحص العطاءات واتخاذ اإلجراءات‬
‫الالزمة للبت فيها‪ .‬وذلك بالنسبة للعقود التي تبرمها الجهات والوحدات اإلدارية المنصوص عليها في الئحة‬
‫العقود اإلدارية المشار إليها)‪)1( .‬‬
‫المعدل لنص المادة (‪ )8‬من الالئحة ‪.1222/291‬م‪ ،‬يتضح اآلتي‪:‬‬
‫وباستقراء هذا النص ُ‬
‫‪ )2‬أخرج المشرع من اختصاص لجان العطاءات تولي إجراءات التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر‪.‬‬
‫‪ )1‬أعاد العمل بنص المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م التي ألغيت بنص المادة (‪ )8‬من‬
‫الالئحة ‪.1222/291‬م وذلك من حيث اختصاص اللجنة – المؤقتة – التي تُشكل من رئيس‬
‫الجهة أو الوحدة اإلدارية لتولي إجراءات التعاقد بطريق التكليف المباشر‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ابتداء من مرحلة التعديل الصادر بالقرار ‪.1222/262‬م للقرار ‪.1222/291‬م ينطبق ما‬
‫سبق بيانه في المطلب األول من هذا المبحث‪ ،‬من حيث الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر‪ ،‬والتي من ضمن حاالتها إجراءات التعاقد على المشتريات العادية للجهات والوحدات اإلدارية‪ ،‬ليعود‬
‫االختصاص لتلك اللجنة التي يختص بتشكيلها ُمصدر اإلذن بالتعاقد بطريق التكليف المباشر‪)2( .‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بالتكليف المباشر وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬
‫أصدر مجلس الوزراء القرار رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م في ‪.1212/2/8‬م بإصدار الالئحة التنظيمية‬
‫للمشتريات الحكومية‪ .‬لتكون جزءا ال يتج أز من الئحة العقود اإلدارية ‪.1222/362‬م وفقا لنص المادة ‪19‬‬
‫من الالئحة ‪.1212/21‬م(‪)3‬‬

‫‪ -1‬المادة األولى من القرار ‪ 262‬لسنة ‪.1222‬م المعدل للقرار ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م‬


‫‪ -2‬أ‪.‬د دمحم عبدهللا الحراري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪221‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬د خليفة صالح احواس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 19‬من الالئحة ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م تنص على أن "تعتبر أحكام هذه الالئحة جزء ال يتج أز من الئحة العقود اإلدارية الصادرة‬
‫بموجب القرار رقم (‪ )362‬لسنة ‪.1222‬م"‬

‫‪177‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫وقد جاء نص المادة (‪ )1‬من هذه الالئحة على أن "تسري أحكام هذه الالئحة على لجان المشتريات‬
‫العاملة في الجهات والوحدات اإلدارية العامة وما في حكمها فيما يتعلق بعقود المشتريات الحكومية بالبابين‬
‫"األول والثاني" بالموازنة العامة للدولة"‬
‫كما جاء نص المادة (‪ )8‬على أن "تُشكل لجان المشتريات بالجهات المذكورة في المادة (‪ )1‬من‬
‫خمسة أعضاء بما فيهم الرئيس ويراعى أن ال تقل درجاتهم الوظيفية عن العاشرة وأن يكون من بينهم عضو‬
‫مالي وعضو قانوني وعضو فني‪ .‬مع مراعاة عدم وجود عالقة تبعية أو إشرافية بين رئيس اللجنة وأعضائها‪".‬‬
‫وباالستناد للنصين المتقدين ((وبدون التعمق في تحليل هذين النصين منعا للتكرار‪ ،‬حيث سيكون‬
‫محل المبحث الثاني البحث في التنظيم القانوني للجان المشتريات الحكومية))‬
‫وبالعودة لمحل هذا المطلب‪ ،‬من حيث تحديد الجهة المختصة بإجراءات التعاقد بطريق التكليف‬
‫المباشر‪ ،‬الذي من بين حاالته المشتريات العادية للجهات والوحدات اإلدارية‪ ،‬للبحث في األساس القانوني‬
‫للجان المشتريات في ظل هذه الالئحة ‪.1212/21‬م يمكن القول بانتهاء الجدل حول مشروعية وأساس لجان‬
‫المشتريات بنص المادة الثانية من الالئحة المرفقة بالقرار ‪.1212/21‬م التي أصبحت تمثل األساس القانوني‬
‫للجان المشتريات‪ ،‬لتصبح لجان المشتريات الجهة المختصة – قانونا‪ -‬بإجراءات التعاقد على المشتريات‬
‫الحكومية‪.‬‬
‫وهنا نتساءل عن التنظيم القانوني للجان المشتريات الحكومية وفقا لالئحة ‪.1212/21‬م من حيث‬
‫تشكيلها‪ ،‬ونطاق اختصاصها‪ ،‬وطرق وحاالت التعاقد على المشتريات الحكومية‪.‬‬
‫ذلك ما سنجيب عنه في المبحث الثاني من هذا البحث‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التنظيم القانوني للجان المشتريات الحكومية وفق الالئحة المرفقة بالقرار ‪.1212/21‬م‬

‫أصدر مجلس الوزراء القرار رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م بتنظيم المشتريات الحكومية‪ ،‬حيث تعد الالئحة‬
‫المرفقة بالقرار ‪-‬المشار إليه‪ -‬جزءا من الئحة العقود اإلدارية ‪.1222/362‬م بنص المادة (‪ )19‬من الالئحة‬
‫‪.1212/21‬م السابق بيانها‪.‬‬
‫وانطالقا من محل البحث‪ ،‬سنكتفي بدراسة التنظيم القانوني للجان المشتريات وفق هذه الالئحة‪ ،‬وذلك‬
‫من حيث‪ :‬تشكيل لجان المشتريات‪ ،‬ونطاق اختصاص لجان المشتريات‪ ،‬من حيث طرق‪ ،‬وحاالت التعاقد‬
‫على المشتريات الحكومية‪ ،‬وذلك عبر المطالب التالية‪:‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫المطلب األول‬
‫تشكيل لجان المشتريات‬
‫إن البحث في تشكيل لجان المشتريات –ومن خالل الالئحة المنظمة له‪ -‬يقتضي تحديد الجهة‬
‫المختصة بتشكيل لجان المشتريات‪ ،‬ثم بيان تشكيل لجان المشتريات الرئيسية‪ ،‬والفرعية‪ ،‬وفق البنود التالية‪:‬‬

‫أولا‪ -‬الجهة المختصة بتشكيل لجان المشتريات الرئيسية والفرعية‪:‬‬

‫نصت المادة (‪ )9‬من الالئحة ‪.1212/21‬م على أن "يصدر قرار تشكيل اللجان بالنسبة‬
‫للو ازرات بقرار من الوزير المختص‪ ،‬وتصدر ق اررات التشكيل بالنسبة للوحدات اإلدارية العامة وما في‬
‫حكمها من رؤسائها أو مدرائها بحسب األحوال‪ .‬على أن تلتزم اللجان باألحكام الواردة في قرار‬
‫مجلس الوزراء رقم (‪ )291‬لسنة ‪.1222‬م وبما ال يتعارض مع أحكام هذه الالئحة‪)1( ".‬‬
‫ونصت المادة (‪ )22‬من ذات الالئحة على أنه "يجوز للوحدات اإلدارية العامة التي يكون لديها‬
‫فرع أو أكثر بمناطق أخرى وتصدر لها تفويضات مصلحية لتغطية نفقاتها التسييرية تشكل لجان فرعية بذات‬
‫الشكل القانوني المتبع في تشكيل اللجان الرئيسية‪)2( ".‬‬

‫باستقراء النصين المتقدمين‪ ،‬فإن جهات االختصاص بتشكيل لجان المشتريات بالجهات والوحدات‬
‫اإلدارية‪ ،‬يمكن تحديها باآلتي‪:‬‬

‫‪ )2‬الو ازرات‪ :‬يختص بتشكيل لجان المشتريات بالو ازرات‪ ،‬الوزير المختص‪.‬‬
‫‪ )1‬الوحدات اإلدارية وهي‪( :‬الهيئات –المؤسسات –المصالح– األجهزة وما في حكمها) يختص‬
‫بتشكيل لجان المشتريات بالوحدات اإلدارية‪ ،‬رئيس أو مدير الوحدة اإلدارية‪.‬‬
‫غير أن المالحظ على نص المادتين السابقتين‪ ،‬اآلتي‪:‬‬
‫‪ )2‬إن المادة التاسعة لم تنص على تشكيل لجان المشتريات بالنسبة لمجلس الوزراء‪ ،‬باعتباره من‬
‫الجهات العامة‪ ،‬فضال عن نص المادة (‪ )2‬من الالئحة المرفقة بالقرار رقم ‪.1212/21‬م التي‬
‫بينت المقصود بالجهة اإلدارية العامة وهي (مجلس الوزراء والو ازرات) (‪ )3‬ونصت المادة (‪)1‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )9‬من الالئحة ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )22‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )2‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م نصت على أن "يقصد بالتعابير واأللفاظ اآلتية في تطبيق هذه الالئحة‬
‫المعاني المبينة قرين كل منها‪ – ......... :‬الجهة اإلدارية‪ :‬هي مجلس الوزراء والو ازرات‪"...‬‬

‫‪172‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫من ذات الالئحة على سريان أحكامها على لجان المشتريات بالجهات والوحدات اإلدارية‬
‫العامة‪ )1( .‬وإن كان ال ريب باختصاص رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجان المشتريات بالنسبة‬
‫لمجلس الوزراء‪ ،‬إال أن الالئحة جاءت خالية من النص على ذلك‪.‬‬
‫‪ )1‬إن المادة العاشرة أجازت إنشاء لجان مشتريات فرعية للفروع التابعة للوحدات اإلدارية‪ ،‬إال أنها‬
‫لم تُجز إنشاء مثل هذه اللجان الفرعية بالنسبة لفروع الجهات اإلدارية (مجلس الوزراء‬
‫والو ازرات) إذ نرى بأهمية تعميم هذه اإلجازة سواء بالنسبة للجهات أو الوحدات اإلدارية‪ ،‬فذات‬
‫الحكمة التي دعت إلى إجازة إنشائها بالنسبة لفروع الوحدات اإلدارية قائمة بشكل أهم بالنسبة‬
‫لفروع الجهات اإلدارية‪ ،‬كأن يكون هناك ديوان للو ازرات بالمنطقة الشرقية والجنوبية‪ ،‬فالحاجة‬
‫تقتضي إنشاء لجان مشتريات فرعية بها‪.‬‬
‫‪ )2‬إن المادة العاشرة لم تبين من هو المختص بإنشاء لجان المشتريات الفرعية بالفروع التابعة‬
‫للوحدات اإلدارية‪ .‬ذلك أن نص المادة العاشرة عندما نص على أن تشكل اللجان الفرعية بذات‬
‫الشكل القانوني المتبع في تشكيل اللجان الفرعية‪ ،‬هنا يقصد التشكيل من حيث األعضاء‪،‬‬
‫وليس من حيث الجهة المختصة بالتشكيل‪ .‬فالتساؤل الذي يطرح نفسه‪ ،‬من هو المختص‬
‫بإنشاء اللجان الفرعية بفروع الوحدات اإلدارية؟ هل هو رئيس الوحدة اإلدارية؟ أم هو رئيس‬
‫فرع الوحدة اإلدارية؟‬
‫من جانبي أرى بالقياس على تشكيل لجان المشتريات الرئيسية من حيث أعضائها‪ ،‬التي‬
‫ساوت بينها وبين لجان المشتريات الفرعية‪ ،‬وبالتالي أرى بأن تشكيل لجان المشتريات الفرعية من‬
‫اختصاص رئيس الوحدة اإلدارية وليس رئيس فرع الوحدة اإلدارية‪.‬‬

‫ثاني ا‪ -‬تشكيل لجان المشتريات الرئيسية والفرعية‪:‬‬

‫جاء النص بالمادة (‪ )8‬من الالئحة ‪.1212/21‬م على أن "تُشكل لجان المشتريات بالجهات‬
‫المذكورة بالمادة (‪ )1‬تتكون من خمسة أعضاء بما فيهم الرئيس ويراعى أن ال تقل درجاتهم الوظيفية عن‬
‫العاشرة وأن يكون من بينهم عضو مالي وعضو قانوني وعضو فني‪ ،‬مع مراعاة عدم وجود عالقة تبعية أو‬
‫إشرافية بين رئيس اللجنة وأعضائها‪".‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )1‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م نصت على أن "تسري أحكام هذه الالئحة على لجان المشتريات العاملة في‬
‫الجهات والوحدات اإلدارية وما في حكمها‪"...‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫ونصت المادة (‪ )22‬من ذات الالئحة على أن "‪...‬تشكل لجان فرعية بذات الشكل القانوني المتبع‬
‫في تشكيل اللجان الرئيسية‪)1( ".‬‬

‫وباستقراء النصين المتقدمين‪ ،‬نخلص لآلتي‪:‬‬

‫‪ )2‬تشكيل لجان المشتريات الرئيسية والفرعية جاء محددا بخمسة أعضاء فقط‪ ،‬وذلك على خالف نص‬
‫المادة (‪ )68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م التي حل محلها نص المادة (‪ )8‬من الالئحة‬
‫‪.1212/21‬م والتي حددت تشكيل اللجان المؤقتة للتعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬بأربعة أعضاء‬
‫بمن فيهم الرئيس‪ .‬أما تشكيل لجان العطاءات‪ ،‬فال ال يجوز أن يقل تشكيلها عن خمسة أعضاء‪،‬‬
‫بما يعني جواز أن يزيد عدد أعضائها على خمسة أعضاء‪ ،‬وذلك وفق نص المادة (‪ )6‬من الالئحة‬
‫‪.1222/291‬م(‪)2‬‬
‫‪ )1‬تشكيل لجان المشتريات الفرعية هو ذات التشكيل المنصوص عليه بالمادة الثامنة‪.‬‬

‫غير أن المالحظ على نص المادة الثامنة‪ ،‬اشتراطها عدم وجود عالقة تبعية أو إشرافية بين رئيس‬
‫اللجنة وأعضائها‪ .‬فمن جانبي أرى بصعوبة تحقيق هذا الشرط‪ ،‬ال سيما في ظل ما جرى عليه العرف اإلداري‬
‫بتكليف مدير مكتب الشؤون اإلدارية والمالية (أو الكاتب العام) برئاسة لجنة المشتريات (بحكم ما له من‬
‫تخصص وخبرة في المجالين اإلداري والمالي) فكل موظفي الوحدة اإلدارية تربطهم بمدير مكتب الشؤون‬
‫اإلدارية والمالية إما عالقة تبعية أو إشرافية أو االثنين معا‪ .‬فحتى بالنسبة لموظفي مكتب الشؤون القانونية‪،‬‬
‫ومكتب المراجعة الداخلية‪ ،‬اللذان يتبعا رئيس الجهة أو الوحد اإلدارية‪ ،‬إال أنهما يرتبطون بمدير مكتب‬
‫الشؤون اإلدارية والمالية بعالقة إشرافية‪ ،‬فهم في نهاية المطاف موظفون إداريون‪.‬‬
‫ومن جانبي يمكن االستناد على نص المادة (‪ )2‬من الالئحة ‪.1222/291‬م بتنظيم لجان‬
‫العطاءات‪ ،‬التي أجازت عضوية لجان العطاءات للمحالين على التقاعد‪ .‬فالمحالين على التقاعد مفترض فيهم‬
‫االستقالل من حيث التبعية في مواجهة رئيس لجنة المشتريات‪ .‬كما أن هذا النص ال يتعارض مع أحكام‬
‫الالئحة ‪.1212/21‬م‬

‫‪ -1‬المادتين (‪ )8‬و(‪ )9‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 68‬من الالئحة ‪.1222/362‬م تنص على أن "‪ ...‬تتولى إجراءات التعاقد (بطريق التكليف المباشر) لجنة تتكون من رئيس‬
‫وثالثة أعضاء‪"...‬‬
‫‪ -‬وتنص المادة ‪ 6‬من الالئحة ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م تنص على أن "يجب أن ال يقل عدد أعضاء لجان العطاءات عن خمسة عناصر –‬
‫بمن فيهم الرئيس ‪"... -‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫حيث جاء في عقب المادة ‪ 9‬من الالئحة ‪.1212/21‬م على أن "‪ ...‬تلتزم اللجان (أي لجان‬
‫المشتريات) باألحكام الواردة في قرار مجلس الوزراء (‪ )291‬لسنة ‪.1222‬م وبما ال يتعارض مع أحكام هذه‬
‫الالئحة‪".‬‬
‫وفي سياق متصل‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الالئحة ‪.1212/21‬م لم تنص على منح مكافأة لرئيس‬
‫وأعضاء لجان المشتريات‪ ،‬بوصفها لجنة دائمة‪ ،‬وإن كان إغفال ذلك ال يحول دون مشروعية قرار رئيس‬
‫الجهة اإلدارية بمنح مكافأة مالية شهرية لرئيس وأعضاء لجنة المشتريات‪ ،‬كما هو عليه الحال بالنسبة للجنة‬
‫العطاءات‪ ،‬التي تضمن النص على منحها وتحديد قيمها بالالئحة ‪.1222/291‬م(‪)1‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫نطاق اختصاص لجان المشتريات‬
‫طبقا لالئحة ‪.1212/21‬م فإن اختصاص لجان المشتريات بإجراءات التعاقد اإلداري ليس مقصو ار‬
‫على حالة المشتريات العادية‪ ،‬كما أن طرق التعاقد ليست مقصورة على التعاقد بطريق التكليف المباشر‪ ،‬كما‬
‫كان عليه الحال في ظل الئحة العقود اإلدارية ‪.1222/362‬‬
‫ثان‪ :‬طرق التعاقد‪.‬‬
‫عليه سنتناول في بندين مستقلين؛ بند أول‪ :‬حاالت التعاقد‪ .‬وبند ِ‬
‫أوال‪ -‬حاالت التعاقد‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 21‬من الالئحة ‪.1212/21‬م على أن "تطرح جميع األعمال والمشتريات في مناقصة‬
‫عامة ‪"...‬‬
‫يتضح من هذا النص‪:‬‬
‫‪ )2‬إن لجان المشتريات تختص بالتعاقد على كافة المشتريات الحكومية‪ ،‬سواء كانت مشتريات‬
‫عادية‪ :‬وهي األشياء –التسييرية‪ -‬التي تحتاجها الجهات الحكومية بشكل دوري ومتكرر‬
‫كالقرطاسية واألدوات المكتبية‪ .‬أو كانت مشتريات غير عادية‪ :‬وهي األشياء واللوازم غير‬
‫الدورية من حيث االحتياج لها‪(( .‬مع مالحظة اختالف طرق التعاقد‪ ،‬كما سنرى في البند‬
‫الثاني‪ )).‬في حين أن لجان المشتريات "المتعارف عليها" في ظل الالئحة ‪.1222/362‬م‬
‫كانت تختص فقط بحاالت التكليف المباشر‪ ،‬والتي من ضمنها المشتريات العادية فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 29‬من الالئحة ‪.1222/291‬م على أن "تمنح مكافأة مالية شهرية مقطوعة لرؤساء وأعضاء لجان العطاءات وأمناء‬
‫السر على النحو اآلتي‪ :‬أ‪ )822( -‬دينار لرؤساء اللجان ونوابهم‪ .‬ب‪ )622( -‬ألعضاء اللجان وأمناء السر‪"...‬‬

‫‪121‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫‪ )1‬إن لجان المشتريات –رغم تسميتها بلجان المشتريات‪ -‬ال يقتصر اختصاصها على المشتريات‬
‫الحكومية فقط‪ ،‬بل تختص أيضاَ بالتعاقد على األعمال‪ :‬كالخدمات االستشارية لحالة من‬
‫حاالت الضرورة العاجلة‪ ،‬وأعمال الصيانة العادية‪ ،‬والعاجلة‪.‬‬
‫أولا‪ -‬طرق التعاقد‪:‬‬
‫حددت المواد (‪ )22 ،22 ،21‬من الالئحة ‪.1212/21‬م طرق التعاقد اإلدارية على األعمال‬
‫والمشتريات الحكومية‪)1( .‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ )21‬على أن "تطرح جميع األعمال والمشتريات في مناقصة عامة يتم اإلعالن‬
‫عنها في المنصة"‬
‫ونصت المادة (‪ )22‬على أن "للجهة الحكومية التعاقد بطريق المناقصة المحدودة في الحاالت‬
‫اآلتية"‪ -2‬إذا كانت األعمال والمشتريات ال تتوفر إال لدى عدد محدود من الموردين أو المتعهدين‪ -1 .‬إذا‬
‫كانت األعمال والمشتريات ال تزيد فيمتها التقديرية عن (‪ )232.222‬ثالثمائة وخمسون ألف دينار‪-2 .‬‬
‫الحاالت العاجلة‪ -2 .‬إذا كانت األعمال والمشتريات متوفرة لدى مؤسسات أو جمعيات أهلية أو كياناَ غير‬
‫هادفة للربح بشرط أن تتولى أعمال التنفيذ بنفسها‪".‬‬
‫ونصت المادة (‪ )22‬على أن "للجهة الحكومية التعاقد بطريق التكليف المباشر في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -2‬إذا كانت األعمال والمشتريات متوفرة حصريا لدى متعهد أو مورد ولم يكن هنالك بديل‪ -1 .‬إذا كانت‬
‫التكلفة التقديرية لألعمال والمشتريات ال تتجاوز مبلغ (‪ )222.222‬مائة ألف دينار‪ ،‬وأن ال يزيد حجم‬
‫التعاقدات السنوية عن (‪ )122.222‬مائتي ألف دينار‪ -2 .‬الحاالت الطارئة‪ -3 .‬إذا كانت األعمال‬
‫والمشتريات متوفرة لدى كيان ال يهدف إلى الربح بشرط أن يتولى التنفيذ بنفسه‪".‬‬
‫باستقراء النصوص المحددة لطرق التعاقد على األعمال والمشتريات الحكومية‪ ،‬نخلص إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ )1‬إن األصل في التعاقد هو التعاقد بطريق المناقصة العامة على كافة األعمال والمشتريات‬
‫الحكومية‪ .‬أما التعاقد بطريقي المناقصة المحدودة‪ ،‬والتكليف المباشر‪ ،‬فال يلجأ إليهما إال استثناء‬
‫وفق الحاالت المحددة على سبيل الحصر‪.‬‬
‫‪ )2‬ميزت الالئحة بين التعاقد على أعمال ومشتريات لحاالت عاجلة‪ ،‬وبين التعاقد لحاالت طارئة‪،‬‬
‫بحيث يكون التعاقد لحاالت عاجلة بطريق المناقصة المحدودة‪ ،‬أما التعاقد لحاالت طارئة فيكون‬
‫بطريق التكليف المباشر‪ .‬وفي تعريف الالئحة للحالة الطارئة‪ :‬هي حالة تهديد السالمة العامة أو‬

‫‪ -1‬المواد (‪ )22-22-21‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬

‫‪122‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫األمن العام أو الصحة العامة‪ .‬أما الحالة العاجلة‪ :‬فهي الحالة التي تكون فيها األعمال أو‬
‫المشتريات في وقت قصير وضرورية لسير الجهة الحكومية بانتظام واطراد‪)1(.‬‬
‫‪ )2‬إن األعمال أو المشتريات إذا ما زادت قيمتها التقديرية عن (‪ )232.222‬ثالثمائة وخمسون ألف‬
‫دينار‪ ،‬فإن التعاقد عليها ال يكون إال عن طريق المناقصة العامة‪.‬‬
‫‪ )3‬إن األعمال أو المشتريات إذا كانت قيمتها التقديرية ال تزيد عن (‪ )232.222‬ثالثمائة وخمسون‬
‫ألف دينار‪ ،‬فإنه يجوز التعاقد بشأنها عن طريق المناقصة المحدودة والتكليف المباشر‪ ،‬وفق‬
‫التفصيل التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬جواز التعاقد بطريق التكليف إذا كانت القيمة التقديرية –في المرة الواحدة‪ -‬ال تتجاوز‬
‫(‪ 222.222‬د‪.‬ل) مع مالحظة وجوب عدم تجاوز قيمة التعاقدات عن (‪122.222‬‬
‫د‪.‬ل) في السنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬جواز التعاقد بطريق التكليف المباشر إذا كانت القيمة التقديرية ال تتجاوز (‪122.222‬‬
‫د‪.‬ل) بما يعني جواز التعاقد على هذه القيمة بعقد واحد‪ .‬وذلك ما يميزها عن الفقرة (أ)‬
‫ت‪ -‬جواز التعاقد بطريق المناقصة المحدودة إذا كانت القيمة التقديرية ال تجاوز (‪232.222‬‬
‫د‪.‬ل) بما يعني جواز التعاقد بالمناقصة المحدودة حتى لو كانت القيمة التقديرية ضمن‬
‫سقف التعاقد بطريق التكليف المباشر المحددة قيمتها التقديرية بأقل من (‪122.222‬‬
‫د‪.‬ل) وفق الفقرتين (أ – ب)‬
‫الخاتمة‬
‫في ختام دراستنا ألساس لجان المشتريات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة المرفقة بالقرار رقم ‪21‬‬
‫لسنة ‪.1212‬م يمكن االستنتاج‪ ،‬والتوصية باآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬إن لجان المشتريات في ظل الالئحتين ‪.1222/362‬م و‪ 1222/291‬المعدلة‪ ،‬ال سند لها من‬
‫القانون‪ ،‬وإنما تعارفت على تشكيلها الجهات اإلدارية‪ ،‬رغم أن المشرع حدد الجهات المختصة‬
‫بإجراءات التعاقد اإلداري‪ ،‬ولم يكن من بينها ما يعرف بلجان المشتريات‪.‬‬

‫‪ -1‬يقصد بالحالة الطارئة‪ :‬متى تكون فيها تهديد السالمة العامة أو األمن العام أو الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أما الحالة العاجلة‪ :‬متى تكون فيها األعمال أو المشتريات في وقت قصير أم ار جوهريا وضروريا لضمان سالمة وكفاية سير العمل في‬
‫الجهة الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬انظر نص المادة (‪ )2‬من الالئحة المرفقة بالقرار ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م‬

‫‪122‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫‪ ‬بصدور قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م أصبحت لجان المشتريات ذات أساس قانوني‪،‬‬
‫وفقا لالئحة المرفقة بالقرار المشار إليه‪.‬‬
‫‪ ‬رؤساء الجهات أو الوحدات اإلدارية هم المختصون بتشكيل لجان المشتريات الرئيسية‪ ،‬والفرعية‪.‬‬
‫‪ ‬غالباَ يصعب انتفاء رابطة التبعية واإلشرافية ألعضاء لجنة المشتريات في مواجهة رئيسها‪ ،‬الذي –‬
‫غالباَ‪ -‬ما يكلف برئاستها مدير مكتب الشؤون اإلدارية والمالية‪.‬‬
‫‪ ‬لجان المشتريات تختص بالتعاقد على كافة المشتريات الحكومية‪ ،‬عادية كانت أو غير عادية‪.‬‬
‫استثناء يجوز التعاقد‬
‫َ‬ ‫‪ ‬األصل في التعاقد على المشتريات الحكومية‪ ،‬هو طريق المناقصة العامة‪ ،‬و‬
‫بطريق المناقصة المحدودة‪ ،‬أو التكليف المباشر‪ ،‬وفق حاالتهما المحددة على سبيل الحصر‪.‬‬
‫‪ ‬أوصي بتعديل الالئحة‪ ،‬بجواز إنشاء لجان مشتريات فرعية بفروع الجهات اإلدارية‪ ،‬حيث أن‬
‫الالئحة أجازتها فقط بالنسبة لفروع الوحدات اإلدارية دون فرع الجهات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬أوصي بتعديل الالئحة‪ ،‬بجواز عضوية لجنة المشتريات لمن انتهت خدمته بالتقاعد‪ ،‬لضمان تحقيق‬
‫شرط انتفاء عالقة التبعية أو اإلشرافية بين أعضاء اللجنة ورئيسها‪.‬‬
‫‪ ‬أوصي بالنص على مكافأة لرئيس وأعضاء لجان المشتريات‪ ،‬وتحديد قيمتها‪ ،‬على غرار لجان‬
‫العطاءات‪.‬‬

‫‪122‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬
‫العـدد األول‬ ‫جملــة جامعة درنـة للعلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫اجمللد الثاني‬ ‫‪DERNA UNIVERSITY JOURNAL OF HUMANITIES AND SOCIAL SCIENCES‬‬
‫مارس ‪0202‬‬ ‫‪Available online at https://dujhss.uod.edu.ly/‬‬

‫المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬أ‪.‬د خليفة صالح احواس‪ ،‬القانون اإلداري الليبي الحديث‪ ،‬مكتبة طرابلس العلمية العالمية‪.1229 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبدالعزيز عبدالمنعم خليفة‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬منشأة المعارف‪.1222 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬مازن ليلو راضي‪ ،‬العقود اإلدارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪.1221‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أ‪.‬د دمحم عبدهللا الحراري‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬المكتبة الجامعية للطباعة والنشر‪ ،1229 ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬دمحم عبدالعال السناري‪ ،‬وسائل التعاقد اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ ‬أ‪.‬د مفتاح خليفة عبدالحميد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬الفضيل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪.1212‬م‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫البحوث والمقاالت والرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبدالفتاح صبري أبو الليل‪ ،‬أساليب التعاقد اإلداري بين النظرية والتطبيق‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،2992 ،‬غير منشورة‪.‬‬
‫التشريعات‪:‬‬
‫‪ ‬قرار اللجنة الشعبية العامة (سابقا) رقم ‪ 362‬لسنة ‪.1222‬م بإصدار الئحة العقود اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬قرار مجلس الوزراء رقم ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م بتنظيم عمل لجان العطاءات وتقرير وبعض األحكام‬
‫بشأنها‪.‬‬
‫‪ ‬قرار مجلس الوزراء ‪ 262‬لسنة ‪.1222‬م بتعديل حكم في ق ارره ‪ 291‬لسنة ‪.1222‬م‬
‫‪ ‬قرار مجلس الوزراء ‪ 21‬لسنة ‪.1212‬م بإصدار الالئحة التنظيمية للمشتريات الحكومية‪.‬‬

‫‪126‬‬ ‫‪Vol. 2, No. 1, 2023‬‬ ‫أساس جلان املشرتيات وتنظيمها القانوني وفق الالئحة رقم ‪ 21‬لسنة ‪ .1212‬يوسف موسى‬

You might also like