Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫الحياة االقتصادية عند العرب في الجاهلية واإلسالم‬

‫التجارة واألسواق في اليمن نموذجا‬


‫د‪ .‬أشرف صالح محمد سيد‪ ،‬عضو هيئة التدريس‪ ،‬جامعة ابن رشد‪ ،‬هولندا‬
‫أ‪ .‬الحسين عادل أبو زيد محمد ‪ ،‬باحث دكتوراه في التاريخ اإلسالمي‪ -‬كلية دار العلوم – جامعة المنيا‪ ،‬مصر‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ‪ :‬ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ‬ ‫المقدَّمة‪:‬‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔقـا‪-‬رات‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫المتوسـط بـين‬ ‫لموقعهـا‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬ ‫ﻛﻠﻴﺔوذلـك‬
‫ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔق ‪-‬ـديم‪،‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔمنـذ تاريخهـا ال‬
‫ـتغال بالتجـارة‬ ‫أهلها لالش‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫العربية‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫هيأت الجزيرة‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ‬
‫العالم المعروفة آنذاك (آسيا‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬أوربا) ‪ .‬وقد فطن أهلها إلى أهمية هذا الموقع‪ ،‬وعملوا على إنشاء شبكة‬
‫ﺳﻴﺪ‪ ،‬ﺃﺷﺮﻑ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫من الطرق البريـة كـان أشـهرها طريـق البخـور الـذي يختـرق الجزيـرة العربيـة مـن جنوبهـا إلـى شـمالها ليغـذي مراكـز‬
‫ﻉ‪4‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫الحضـارات فـي العـراق ومصـر واليونـان‪ ،‬كمـا انتشـرت األسـواق الموسـمية فـي أرجائهـا‪ ،‬وكـان مسـارها التنقـل مـن‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫الشمال الغربي إلى الشرق والجنوب فالغرب‪ .‬وقد ُعدت التجارة من أشرف المهن وأعالها منزلة حتى أصبحت‬
‫‪2015‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫أســاس معيشــة أهــل الــيمن‪ ،‬واشــتغل بهــا الملــوك‪ ،‬والكهنــة‪ ،‬ورؤســاء القبائــل‪ .2‬وفــي القــرنين األول والثــاني (قبــل‬
‫ﺷﺘﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫ـين مـن الـدهر قللـوا مـن اهتمـامهم بالزراعـة‪ ،‬وفضـلوا ممارسـة النشـاط الـذي يـدر‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬الميالد) أتى على أهل اليمن ح‬
‫‪78 - 86‬‬
‫ـت ذاتـه تكرســت الفرقــة فأصــبح فــي الــيمن خمــس دول فــي آن واحــد هــي‪ :‬ســبأ‬‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬علــيهم مــوارد مجزيــة‪ .‬وفــي الوقـ‬
‫‪746002‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕـبحت عواصـمها باسـتثناء حميـر أشـبه مـا تكـون بـدول مـدن القوافـل التـي‬
‫وحميـر‪ ،‬وأص‬
‫وقتبان ومعين وحضـرموتﺑﺤﻮﺙ‬
‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫التجاريـة واألطمـاع السياسـية كمـا حـدث للبتـراء وتـدمر والحضـر فـي شـمال‬ ‫ازدهارها وسـقوطها لألوضـاع‬
‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ يخضع‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓاآلتية‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻴﻤﻦ‬ ‫ﺍﻟﻜﺘﺐ ‪،‬المحاور‬
‫من خالل‬ ‫الموضوع‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺏ ‪،‬‬ ‫وسوف نتناول‬
‫ﺍﻟﻤؤﺭﺧﻮﻥ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪ :‬الجزيرة العربية‪.3‬‬
‫في اليمن القديم‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/746002‬‬ ‫أوال‪ :‬التجارة واألسواق‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫التجارة لغة‪ُ :‬عرفت بأنها مكسبا‪ ،‬وقيل التجارة باع وشار‪ ،‬وقيل أيضا التجارة‪ :‬تصغير للسوق وسميت بهـا‬
‫الْن التجــارة تجلــب إليهــا‪ .4‬ومصــدرها ت ج رـ ـ (تجــر) مــن بــاب نصــر وكتــب (اتجــر اتجــارا) وجمــع (الت ــاجر‬
‫تجــر)(وتجــار) بكســر التــاء(وتجــار) بالضــم والتشــديد‪ .5‬تجــر‪ :‬تجر ـ تجــرا وتجــارة وتــاجر واتجــر‪ :‬تعــاطى التجــارة‪.‬‬
‫التجارة البيع والشراء لغرض الربح‪ .6‬والتجارة‪ :‬اصطالحا كما وردت عند ابن خلدون‪" :‬أعلم إن التجارة محاولة‬
‫الكسب بتنمية المال‪ ،‬بشراء السلع بالرخص‪ ،‬وبيعها بالغالء‪ ،‬أيمـا كانـت السـلعة مـن دقيـق أو زرع أو حيـوان أو‬
‫قماش‪ .‬وقال بعض الشيوخ ناصحا ومعرفا للتجارة في كلمتين‪ ،‬هي اشتراء الرخيص وبيع الغالي"‪.7‬‬
‫يُع ّد اليمنيون القدماء من رواد التجارة في الجزيرة العربية‪ ،‬والسيما ما تمثله حضارتهم من ريادة وتقدم فـي‬
‫المجال االقتصادي والعمراني وما شاكل ذلك‪ .‬وقـد بـدأت التجـارة عنـد اليمنيـين القـدماء تجـارة بريـة مـن خـالل‬
‫القوافل التجارية واستخدام اإلبل في نقل منتجاتهم وموادهم األولية إلى دول المنطقـة آنـذاك‪ .8‬وشـهدت تجـارة‬
‫القوافـل ازدهـارا واضـحا تبعـه انتعـاش فــي النشـاط المالحـي‪ ،‬حيـث احتكـروا الطريــق البـري الـذي يصـل إلـى بــالد‬
‫الشام‪ ،‬وكذلك احتكروا المواصالت البحرية بـين مـوانئ الـيمن والسـواحل األفريقيـة‪ ،‬وهـذا مـا أدى إلـى االعتقـاد‬
‫بأن كل البضائع التي تصل من طريق اليمن هي سلع يمنية‪ ،‬لكن في حقيقة األمر فإن بعضها مستورد‪.‬‬
‫والجدير بالذكر؛ أن التجارة في اليمن لم تكن كما فـي شـمالي شـبه جزيـرة العـرب‪ ،‬مجـرد مـرور (ترانزيـت)‬
‫التجارية‪ ،‬وتختل إذا أصاب هذه الخطـوط أي تغييـر أو تعـديل فـي مسـارها‪ ،‬وإنمـا هـي‬ ‫تعتمد على بقاء الخطوط‬
‫© ‪ 2016‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫تجارة أصيلة‪ ،‬الجزء األكبر من مقوماتها أو مواردها األولية موجودة في البالد فعال‪ ،‬كما أن موقعهـا علـى ملتقـى‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الحياة االقتصادية عند العرب في الجاهلية واإلسالم‬
‫التجارة واألسواق في اليمن نموذجا‬
‫د‪ .‬أشرف صالح محمد سيد‪ ،‬عضو هيئة التدريس‪ ،‬جامعة ابن رشد‪ ،‬هولندا‬
‫أ‪ .‬الحسين عادل أبو زيد محمد ‪ ،‬باحث دكتوراه في التاريخ اإلسالمي‪ -‬كلية دار العلوم – جامعة المنيا‪ ،‬مصر‬
‫المقدَّمة‪:‬‬
‫هيأت الجزيرة العربية أهلها لالشـتغال بالتجـارة منـذ تاريخهـا القـديم‪ ،‬وذلـك لموقعهـا المتوسـط بـين قـارات‬
‫العالم المعروفة آنذاك (آسيا‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬أوربا)‪ .1‬وقد فطن أهلها إلى أهمية هذا الموقع‪ ،‬وعملوا على إنشاء شبكة‬
‫من الطرق البريـة كـان أشـهرها طريـق البخـور الـذي يختـرق الجزيـرة العربيـة مـن جنوبهـا إلـى شـمالها ليغـذي مراكـز‬
‫الحضـارات فـي العـراق ومصـر واليونـان‪ ،‬كمـا انتشـرت األسـواق الموسـمية فـي أرجائهـا‪ ،‬وكـان مسـارها التنقـل مـن‬
‫الشمال الغربي إلى الشرق والجنوب فالغرب‪ .‬وقد ُعدت التجارة من أشرف المهن وأعالها منزلة حتى أصبحت‬
‫أســاس معيشــة أهــل الــيمن‪ ،‬واشــتغل بهــا الملــوك‪ ،‬والكهنــة‪ ،‬ورؤســاء القبائــل‪ .2‬وفــي القــرنين األول والثــاني (قبــل‬
‫الميالد) أتى على أهل اليمن حـين مـن الـدهر قللـوا مـن اهتمـامهم بالزراعـة‪ ،‬وفضـلوا ممارسـة النشـاط الـذي يـدر‬
‫علــيهم مــوارد مجزيــة‪ .‬وفــي الوقــت ذاتـه تكرســت الفرقــة فأصــبح فــي الــيمن خمــس دول فــي آن واحــد هــي‪ :‬ســبأ‬
‫وقتبان ومعين وحضـرموت وحميـر‪ ،‬وأصـبحت عواصـمها باسـتثناء حميـر أشـبه مـا تكـون بـدول مـدن القوافـل التـي‬
‫يخضع ازدهارها وسـقوطها لألوضـاع التجاريـة واألطمـاع السياسـية كمـا حـدث للبتـراء وتـدمر والحضـر فـي شـمال‬
‫الجزيرة العربية‪ .3‬وسوف نتناول الموضوع من خالل المحاور اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التجارة واألسواق في اليمن القديم‬
‫التجارة لغة‪ُ :‬عرفت بأنها مكسبا‪ ،‬وقيل التجارة باع وشار‪ ،‬وقيل أيضا التجارة‪ :‬تصغير للسوق وسميت بهـا‬
‫الْن التجــارة تجلــب إليهــا‪ .4‬ومصــدرها ت ج رـ ـ (تجــر) مــن بــاب نصــر وكتــب (اتجــر اتجــارا) وجمــع (الت ــاجر‬
‫تجــر)(وتجــار) بكســر التــاء(وتجــار) بالضــم والتشــديد‪ .5‬تجــر‪ :‬تجر ـ تجــرا وتجــارة وتــاجر واتجــر‪ :‬تعــاطى التجــارة‪.‬‬
‫التجارة البيع والشراء لغرض الربح‪ .6‬والتجارة‪ :‬اصطالحا كما وردت عند ابن خلدون‪" :‬أعلم إن التجارة محاولة‬
‫الكسب بتنمية المال‪ ،‬بشراء السلع بالرخص‪ ،‬وبيعها بالغالء‪ ،‬أيمـا كانـت السـلعة مـن دقيـق أو زرع أو حيـوان أو‬
‫قماش‪ .‬وقال بعض الشيوخ ناصحا ومعرفا للتجارة في كلمتين‪ ،‬هي اشتراء الرخيص وبيع الغالي"‪.7‬‬
‫يُع ّد اليمنيون القدماء من رواد التجارة في الجزيرة العربية‪ ،‬والسيما ما تمثله حضارتهم من ريادة وتقدم فـي‬
‫المجال االقتصادي والعمراني وما شاكل ذلك‪ .‬وقـد بـدأت التجـارة عنـد اليمنيـين القـدماء تجـارة بريـة مـن خـالل‬
‫القوافل التجارية واستخدام اإلبل في نقل منتجاتهم وموادهم األولية إلى دول المنطقـة آنـذاك‪ .8‬وشـهدت تجـارة‬
‫القوافـل ازدهـارا واضـحا تبعـه انتعـاش فــي النشـاط المالحـي‪ ،‬حيـث احتكـروا الطريــق البـري الـذي يصـل إلـى بــالد‬
‫الشام‪ ،‬وكذلك احتكروا المواصالت البحرية بـين مـوانئ الـيمن والسـواحل األفريقيـة‪ ،‬وهـذا مـا أدى إلـى االعتقـاد‬
‫بأن كل البضائع التي تصل من طريق اليمن هي سلع يمنية‪ ،‬لكن في حقيقة األمر فإن بعضها مستورد‪.‬‬
‫والجدير بالذكر؛ أن التجارة في اليمن لم تكن كما فـي شـمالي شـبه جزيـرة العـرب‪ ،‬مجـرد مـرور (ترانزيـت)‬
‫تعتمد على بقاء الخطوط التجارية‪ ،‬وتختل إذا أصاب هذه الخطـوط أي تغييـر أو تعـديل فـي مسـارها‪ ،‬وإنمـا هـي‬
‫تجارة أصيلة‪ ،‬الجزء األكبر من مقوماتها أو مواردها األولية موجودة في البالد فعال‪ ،‬كما أن موقعهـا علـى ملتقـى‬

‫‪78‬‬
‫البحــر األحمــر والمحــيط الهنــدي أعطاهــا ميــزة مضــاعفة فــي مجــال الطــرق التجاريــة؛ فالطريقــان البــري والبحــري‬
‫يمران فيها‪ ،‬وإذا قوي أحدهما على حساب اآلخر فهذا ال يقلل من شأن التجارة اليمنية‪ ،‬إذ تبقى الـيمن منتفعـة‬
‫بها في كل األحوال‪.9‬‬
‫ويعبر في الخط المسند عن التجارة بلفظة ]ش ت ي ط[شـتيط‪ ،‬حيـث وردت بهـذه اللفظـة فـي عـدد مـن‬
‫النقــوش القتبانيــة التــي أصــدرها ملــوك قتبــان لتنظــيم التجــارة‪ ،‬كمــا نجــد أن لفظــة ]ي ش ط[ يشــط تعنــي يتــاجر‪،‬‬
‫والتاجر في الخط المسند يشار إليه بلفظة ]ش ي ط م[‪.11‬‬
‫ومــن المالحــظ؛ أن هنــاك عــددا مــن المقومــات التــي ســاعدت فــي نشــوء التجــارة اليمنيــة وتطورهــا ومنهــا‪:‬‬
‫السلع التجارية مثل‪( :‬اللبـان‪ ،‬والم ّـر‪ ،‬والصـبر‪ ،‬واألحجـار الكريمـة‪ ،‬والمنسـوجات‪ ،‬والجلـود‪ ،‬والعنبـر‪ ،‬والملـح‪..‬‬
‫وغيرهــا)‪ .‬ووســائل النقــل منهــا‪( :‬الحميــر‪ ،‬والبغــال‪ ،‬واإلبــل‪ ،‬والخيــول)‪ .‬والطــرق التجاريــة مثــل (طريــق البخــور أو‬
‫اللبان) والطرق البحرية والموانئ وأهمها‪( :‬ميناء مخا "موزع"‪ ،‬وميناء قنا‪ ،‬وميناء عدن‪ ،‬وميناء سمهر)‪.‬‬
‫أما عن أساليب التعامل التجاري‪ ،‬فقد اتبع أهل اليمن بشكل عـام عـدة أسـاليب هـي‪ :‬المقايضـة‪ ،11‬وتعنـي‬
‫الحصول على سلعة مقابل سـلعة أخـرى‪ ،‬وهـي مـن أقـدم األسـاليب التـي تعامـل بهـا اإلنسـان‪ .‬الجـزاف‪ ،12‬وتعنـي‬
‫البيع بالجملة‪ ،‬وتعني أيضا البيع بدون وزن وكيل‪ .‬النسيئة‪ ،‬وتعني البيـع المؤجـل؛ وجـاء فـي خـط المسـند ]نسـا[‬
‫بمعنى أجل‪ .‬والنقد‪ ،‬ويعني البيع بالنقـد معجـال‪ .‬وحملـت النقـود أسـماء ُعرفـت فـي المسـند بلفظـة ]بلـط[ واسـم‬
‫]حبضت[‪ .‬وكانت النقود مصدرا للقروض واألرباح‪ ،‬وهذا ما أشار إليه التشريع القتباني‪.13‬‬
‫ونحن ال نشـك فـي أن أهـل الـيمن أثـروا مـن مركـزهم التجـاري‪ ،‬ومـن خصـوبة أرضـهم‪ ،‬فعاشـوا فـي سـعة لـم‬
‫ينعم بها غيرهم من سكان شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وال سيما كبراؤهم الـذين كـان لهـم حـظ وافـر مـن رفاهيـة العـيش‪،‬‬
‫والتــنعم واالفتتــان فــي المأكــل والمشــرب‪ ،‬إذ كــان يطــبخ فــي بيــت الرجــل مــنهم عــدة ألــوان‪ ،‬ويعمــل فيهــا الســكر‬
‫والقلـوب (جمــع قلــب‪ ،‬وشــحمة النخلـة ولبهــا الــذي يؤكــل أو الجمــار)‪ ،‬وتطيـب أوانيهــا بــالعطر والبخــور‪ ،‬ويكــون‬
‫ألحدهم الحاشية والغاشية (الزوار واألصدقاء) ‪ ،‬وفي بيته العدد الصالح من اإلماء‪ ،‬وعلـى بابـه جملـة مـن الخـدم‬
‫والعبيد والخصيان من الهنود واألحباش‪ ،‬ولهم الديارات الجليلة‪ ،‬والمباني األنيقة‪.14‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد ذكر المسعودي‪ :‬في كتابه (مروج الذهب ) أن أرض سبأ اليمنية كانت مـن أخصـب أرض الـيمن‬
‫وأثراها وأغدقها‪ ،‬وأكثرها جنانا وغيطانا‪ ،‬وأفسـحها مروجـا‪ ،‬بـين بنيـان حسـن‪ ،‬وشـجر مصـفوف‪ ،‬ومسـاكب للمـاء‬
‫متكاثفة‪ ،‬وأنهار متفرقة‪ ،‬وكان الراكب المجد يسير نحو شهر في تلك الجنان‪ ،‬ال يرى الشمس وال يفارقه الظل‪،‬‬
‫الستتار األرض بالعمارة والشجر‪ .‬وكان أهلها في أطيب عيش وأرفهه‪ ،‬وأهنأ حال وأرغده‪ ،‬و في نهاية الخصب‪،‬‬
‫وطيــب الهــواء‪ ،‬وصــفاء الفضــاء‪ ،‬وتــدفق الميــاه‪ ،‬وقــوة الشــوكة‪ ،‬واجتمــاع الكلمــة‪ ،‬فكانــت بالدهــم فــي األرض‬
‫مثال‪.15‬‬
‫وذكر كثير من مؤرخي العـرب نظـائر لمـا ذكـره المسـعودي‪ ،‬ولقـد يعـزز مـا ذكـروه ـ وإن كـان بالنسـبة لسـادة‬
‫اليمن أن (هيرودت) اليوناني سمى اليمن قبل الميالد بنحو أربعمائة سنة بأنها بالد العرب السعيدة‪ ،‬وقال إن بها‬
‫قص ــورا نض ــرة ذات أب ــواب عس ــجدية (ذهبي ــة)‪ ،‬وآني ــة م ــن ال ــذهب والفض ــة وس ــروا م ــن المع ــادن الثمين ــة‪.‬وذك ــر‬
‫(آراتوســتين) أن بيــوتهم تشــبه بيــوت مصــر فــي مجموعهــا‪ ،‬وذكــر (اســترابون) مــا ذكــره (هيــرودت)‪ .‬أمــا (ديــودور)‬
‫الصقلي فقد وصف أهل سبأ اليمنية بـأنهم أكثـر العـرب عـددا‪ ،‬وأعظمهـم ثـروة ومـاال‪ ،‬ألنهـم يسـتوطنون (العربيـة‬

‫‪79‬‬
‫الســعيدة)‪ ،‬ويتــاجرون فــي البخــور‪ ،‬والعلــك (اللبــان)‪ ،‬والطيــوب (الــروائح والعطــور)‪ ،‬والمــر‪ ،‬والعنبــر‪ ،‬والكحــل‪،‬‬
‫وغيرهــا مــن الســلع النفيســة التــي كانــت تبــاع بــأغلى األســعار‪ .‬وذكــر أن عنــدهم أنواعــامن الماشــية‪ ،‬وأن بالدهــم‬
‫خصبة جدا‪ ،‬بل هي في رأيه‪ :‬أخصب بقعة في العالم‪ ،‬وهذا هو السبب فـي ثـرائهم العظـيم‪ ،‬حتـى أنهـم يتخـذون‬
‫آنيــتهم مــن الــذهب والفضــة‪ ،‬ويصــنعون قــوائم أســرتهم مــن الــذهب والفضــة‪ ،‬ويكســون بالــذهب أبــواب معابــدهم‬
‫وغرفهم‪ ،‬ويحلون الجدران والتماثيل باألحجار الثمينة‪.16‬‬
‫السوق بضم العين هي موضع المبيعات‪ 17‬أو التي يتعامل فيها‪ ،‬وهى تذكر وتؤنث‪ ،‬والتذكير فيها خطأ ألنه‬
‫قيل ُسو ٌق نَافِ َقةٌ ولم يسمع نافق بغير الهاء‪ ،‬والتصغير ُس َويْـ َقةٌ‪ ،‬والنسبة إليها سوقي والجمع أسواق‪ ،18‬حيث جاء‬
‫ضـ ُك ْم‬ ‫َسـو ِ‬
‫اق َو َج َع ْلنَـا بَـ ْع َ‬ ‫ك ِمن الْمرسلِين إَِّال إِنـَّهم لَيأْ ُكلُو َن الطَّعام ويم ُ ِ‬
‫شو َن في ْاأل ْ َ‬ ‫َ َ ََْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫في قوله تعالى‪َ ( :‬وَما أ َْر َسلْنَا قَـ ْبـلَ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ـك ب ِ‬ ‫لِـبـع ٍ ِ‬
‫صــيرا)" ســورة الفرقــان‪ ،‬وتســوق القــوم إ ْذ بــاعوا واشــتروا‪ ،‬وأصــل اشــتقاق كلمــة‬ ‫صـبِ ُرو َن َوَكــا َن َربـ َ َ‬
‫ض ف ْتـنَــة أَتَ ْ‬ ‫َْ‬
‫‪19‬‬
‫السوق من سوق الناس إليها بضائعهم ‪.‬‬
‫ـلع للبيـع واالبتيـاع‪ ،21‬فهـو اسـم‬
‫واصطالحا‪ :‬السوق اصطالح‪ :‬هو الموضع الذى يجلـب إليـه المتـاعُ والس ُ‬
‫لكل مكان وقع فيه التبايع بين َم ْن يتعاطى البيع والشراء‪ ،‬فالسوق عبارة عـن مجموعـة مـن المشـترين لهـم حاجـة‬
‫ورغبــة مشــترك ة فهــو المكــان الــذى يــذهب إليــه النــاس لشــراء حاجــاتهم المختلفــة مــن الســلع والخــدمات التــي‬
‫يطلبونها‪ ،‬فالسوق يقوم على العرض والطلب والتقاء وجهات النظر بين البائع والمشترى‪.‬‬
‫ولقد عرف ابن خلدون األسواق على أنها تقوم بوظيفة سد حاجات الناس بقوله‪" :‬اعلم أن األسـواق كلهـا‬
‫تشت مل على حاجات الناس‪ ،‬فمنها الضروري وهى األقوات من الحنطـة ومـا فـي معناهـا كالبـاقالء والبصـل والثـوم‬
‫وأشـ ــباهه‪ ،‬ومنهـ ــا الحـ ــاجي والكمـ ــالى مثـ ــل األدم والفواكـ ــه والمالبـ ــس والمـ ــاعون والتراكيـ ــب وسـ ــائر المصـ ــانع‬
‫والمباني"‪.21‬‬
‫وتُعـ ّد األســواق مــن أهــم البنيــات التــي تحــدد عنــد التخطــيط لبنــاء مدينــة أو قريــة‪ ،‬حيــث يقــام فــي األســواق‬
‫العديد من المناسبات غير ما يتم بها من عملية البيع والشراء نحو االحتفـاالت الدينيـة والنـدوات الشـعرية‪ ،‬وقـد‬
‫حفلت أسواق الجاهلية قبل ظهور اإلسالم بالعديد من هذه المناسبات‪.‬‬
‫ونجد أن األسواق في العصور القديمة لم تكن بالتنظيم التي وجدت عليه في العصور الوسطى من شـاكلة‬
‫البنيات والمحالت التجارية‪ ،‬حيث إن التجمعات السكانية كانت متباعدة عن بعضها‪ ،‬كما أنه لـم تتـوافر السـلع‬
‫ذاتهــا‪ ،‬فكــان التجــار ينتظــرون المناســبات التــي يجتمــع فيهــا النــاس بأعــداد كبيــرة لبيــع بضــائعهم‪ ،‬وبهــذه الطريقــة‬
‫بدأت األسواق في العص ور القديمة فكانت أسواق موسمية أكثر منها يومية أو أسبوعية‪.‬‬
‫فكان العرب قبل ظهور اإلسالم يقيمون أسواقهم بشكل موسمي من السنة‪ ،‬نحو األسواق الموسمية التـي‬
‫كانت تقام في مكة أثناء موسم الحج‪ ،‬وكانت مكة في ذلك الوقت مـن أكبـر المراكـز التجاريـة عنـد العـرب إلـى‬
‫جانب كونها مركزا دينيا‪ ،‬فيقضي التجار أسبوعا في عبادة أوثـانهم‪ ،‬وبعـد ذلـك يظلـون فـي المدينـة للمتـاجرة فـي‬
‫الجواهر والزيوت والتوابل‪.‬‬
‫ولقـد أقـيم فـي الــيمن قبـل ظهـور اإلســالم العديـد مـن األسـواق التــي كانـت تقـام بشــكل سـنوي أي مـرة كــل‬
‫عام‪ ،‬ومن هذه األسواق‪ :‬سوق عدن الذى كان يقام في أواخر شهر شعبان في اليوم األول مـن شـهر رمضـان‪،22‬‬
‫وعرضت بهذا السوق الكثيـر مـن المنتجـات نحـو الـبن وأنـواع الطيـب الفـاخر‪ ،‬وبعـد أن يـنفض النـاس عـن سـوق‬

‫‪80‬‬
‫عدن يتابعون رحلتهم إلى سوق صنعاء ويقام في النصف من شهر رمضان ويقومون به إلى آخر شـهر رمضـان‪،23‬‬
‫الحباشةُ‪ 24‬الذى يقـام فـي النصـف مـن شـهر ذي القعدة‪،‬ويحضـره بعـض‬
‫ثم يتجهون نحو حضرموت حيث سوق ُ‬
‫القبائل من العرب‪.‬‬
‫وقـد راعــى النـاس فــي هــذه األسـواق األمانــة وعــدم غـش النــاس‪ ،‬كمـا كــانوا يوقفــون القتـال والحــروب بيــنهم‬
‫عندما يلتقون في السوق للبيـع والشـراء‪ ،‬ويعتبـرون السـوق مكانـا مقدسـا للـرزق فقـط‪ .‬وممـا سـبق يتضـح لنـا؛ أن‬
‫العرب قبل ظهور اإلسالم لم تكن لهم أسواق يومية أو أسبوعية ذات شهرة‪ ،‬فجميعها كانت تقام بشكل موسمي‬
‫في المدن المهمة لديهم الواقعة على طرق المواصالت التجارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التجارة واألسواق في اليمن بعد اإلسالم‬
‫لقد حفلت اليمن بالعديد من المدن التجارية التي كانت مركزا للتجارات اليمنية المحلية‪ ،‬وكذلك القادمـة‬
‫إليها من الخـارج‪ ،‬وهـي‪( :‬أبـين‪ ،‬تـعــز‪ ،‬حضـرموت‪ ،‬زبيـد‪ ،‬صـعدة‪ ،‬صـنعاء‪ ،‬عثـر‪ ،‬لحـج)‪.‬وتطـل الـيمن علـى بحـرين‬
‫هما‪ :‬البحر األحمر والبحر العربي‪ ،‬وقد برز واشتهر العديد مـن المـوانئ علـى سـواحل هـذين البحـرين وأصـبحت‬
‫لهم مكانة اقتصادية حيث إن تلك الموانئ كانت مقصدا لكثير من التجار والتجارات‪.‬‬
‫فكانت موانئ اليمن على ساحل البحر األحمر هي‪( :‬ميناء الصليف‪ ،‬وميناء غالفقة‪ ،‬وميناء اللحية‪ ،‬وميناء‬
‫المخــا)‪ ،‬أمــا مــوانئ الــيمن علــى البحــر العربــي فهــي‪( :‬مينــاء الشــحر‪ ،‬ومينــاء عــدن‪ ،‬ومينــاء المكــال)‪ .‬وحيــث إن‬
‫التبادل الداخلي يكون عن طريق تداول السلع والخدمات بين األفراد المقيمين لذات الدولة‪ ،‬أي أ ّن هذا النوع‬
‫من التبادل يتم داخل حدود الدولة فقط في مختلف أجزائها‪ .25‬فقد اعتمد التبـادل التجـاري اليمنـى داخليـا فـي‬
‫تبــادل الســلع وســد الحاجــات علــى األســواق التــي تقــام ف ـي البلــد كــل يــوم‪ ،‬ومــا يقــام فــي بعــض المــدن بشــكل‬
‫أسبوعي‪ ،‬وكان الناس يقصدون هذه األسواق من المدن والبوادي والمناطق المحيطة لبيع إنتاجهم واستبداله بما‬
‫يحتاجون إليه من السلع المختلفة المتوفرة في المدن‪.26‬‬
‫وكانت األودية اليمنية تمثل نقط اتصـال بـين المنـاطق الجبليـة والسـاحلية وبـين مواقـع األسـواق فـي عمليـة‬
‫التبادل التجاري‪ ، 27‬كما كان أهل هذه المناطق النائية يأتون من هذه المناطق النائية عند مجـيء السـفن وذهابهـا‬
‫إلى الموانئ لسد حاجاتهم من األسواق التي تعقد في تلك الفترة‪.28‬‬
‫وقــد ارتبطــت الــيمن بعالقــات تجاريــة خارجيــة مــع كــل مــن الحجــاز‪ ،‬ومصــر‪ ،‬والشــام‪ ،‬وأفريقيــا الشــرقية‪،‬‬
‫والحبشــة‪ ،‬والهن ــد‪ ،‬والص ــين‪ ،‬وق ــد نشــأت ه ــذه العالق ــات التجاري ــة بينه ــا والــيمن بفض ــل موق ــع ال ــيمن المتمي ــز‬
‫وتحكمها في طرق التجـارة العالميـة بـين الشـرق والغـرب‪ ،‬وبفضـل ذلـك نشـأت بينهـا وبـين أقطـار العـالم القريـب‬
‫والبعيد عنها عالقات تجارية وثيقة من ما جعلها مركزا تجاريا مزدهرا‪ ،‬وتمتع أهلها بالثراء والرخاء‪.‬‬
‫وقــد نشــطت حركــة التصــدير بــاليمن خاصــة أن الــيمن دولــة غنيــة بمنتجاتهــا الزراعيــة والصــناعية وبثرواتهــا‬
‫الحيوانيــة‪ ،‬ولــذلك كلــه تســنى للــيمن أن تتطلــع إلــى مــا وراء حــدودها‪ ،‬وتصــدير هــذه المنتجــات الــوفيرة للعــالم‬
‫فخرجـت سـفنها وقوافلهـا محملـة بالبضــائع إلـى مختلـف أنحـاء العـالم‪ .‬وبفضــل موقـع الـيمن المتميـز‪ ،‬ومـا كانــت‬
‫تقــوم بــه فــي تجــارة العبــور‪ ،‬فقــد كانــت تصــل إليهــا الكثيــر مــن ســلع األقطــار المجــاورة لهــا‪ ،‬فكــان يــرد إليهــا مــن‬
‫الحجاز التمر‪ ،‬والجلود‪ ،‬والحناء‪ ،‬والصمغ‪.29‬‬

‫‪81‬‬
‫وكــان يــرد إليهــا مــن مصــر القم ـح‪ ،‬والســكر‪ ،‬واألرز‪ ،‬والصــابون‪ ،‬والكتــان‪ ،31‬والحمــر الهمــاليج‪ ،‬والثيــاب‪،‬‬
‫والرقاق‪ ،‬والقراطيس‪ ،‬ودهن البلسان‪ ،‬ومن المعدن كان يصلها الزبرجد الفائق‪ .31‬وكذلك يصل إليها من الحبشة‬
‫العــاج‪ ،‬والجلــود المدبوغــة‪ ،‬واأليــدي العاملــة مــن الرقيــق عبيــدا وجــواري‪ ،32‬وكــان يجلــب إليهــا مــن الشــام الزيــت‬
‫والزيتون‪.33‬‬
‫وكان يصل إليها من الهند التوابل‪ ،‬وكـان علـى رأسـها الزنجبيـل‪ ،‬والفلفـل‪ ،‬والقرنفـل‪ ،‬والقرفـة‪ ،‬وكـان الفلفـل‬
‫يط ــرح ف ــي األس ــواق عل ــى ص ــورتين إم ــا أخض ــر‪ ،‬وإم ــا مخل ــوط بالس ــكر‪ ،‬وي ــدخل ف ــي ص ــناعة العق ــاقير الطبي ــة‬
‫والطهى‪ ،34‬وكذلك كان يُجلب إليها من الهند خشب الساج الذى يستخدم في بناء السفن والمنـازل‪ ،35‬إضـافة‬
‫إلى الببـور‪ ،‬والنمـور‪ ،‬والفيلـة‪ ،‬وجلـود النمـور‪ ،‬واليـاقوت األحمـر‪ ،‬والصـندل األبـيض‪ ،‬واألبنـوس‪ ،‬وجـوز الهنـد‪.36‬‬
‫كما كـان يجلـب إليهـا مـن الصـين الفرنـد والحريـر‪ ،‬والغضـائر‪ ،‬والكاغـد‪ ،‬والمـداد‪ ،‬والطـواويس‪ ،‬والبـراذين ال ُف َّـرهُ‪،‬‬
‫والسرج‪ ،‬واللبود‪ ،‬والدراصيني‪ ،‬وادارند الخالص‪ ،‬والخزف‪.37‬‬
‫وقــد اســتفادت الــيمن مــن االنتعــاش االقتصــادي‪ ،‬بفضــل شــبكة الطــرق التجاريــة البريــة والبحريــة بــين كافــة‬
‫أجزائهــا‪ ،‬وبينهــا واألمــم المجــاورة‪ ،‬خــالل فتـرات مختلفــة مــن حقبــة تاريخهــا ســواء قبــل أو بعــد دخــول اإلســالم‪،‬‬
‫فاستغلت الجوانب المالية والتجارية في الموارد الزراعية‪ ،‬وكـان نتيجـة لـذلك ازدهـار الـبالد اقتصـاديا‪ ،‬كمـا أدت‬
‫الطرق والمنافذ التجارية البرية والبحرية إلى تغيرات في البنية السياسية واالجتماعية للمجتمع اليمنى‪.‬‬
‫ربطت هذه الطرق البرية والبحرية أجزاء اليمن بعضه ببعض‪ ،‬وكان لها أكبر األثر في ازدهار البالد ورقيها‪،‬‬
‫واحتالل العديد من المراكز والموانئ لمكانة عظيمة بسبب موقعها المتميز في متوسط هذه الطرق وملتقاها‪.‬‬
‫ومع ظهور اإلسالم صارت األسواق من المراكز األساسية للحياة فـي المدينـة اإلسـالمية فلـم ت ُخـتط مدينـة‬
‫إال وبهــا ســوقها إلــى جانــب المســجد أو الجــامع ودار اإلمــارة‪ ،38‬فكــان الســوق مــن األساســيات فــي التخطــيط‬
‫العمراني للمدن اإلسالمية‪ .‬ولقد كان موضع السوق في بداية اإلسالم عند التخطيط العمراني للمدينة عبارة عن‬
‫قطعة أرض فضاء ال يسمح فيها بالبناء‪ ،‬ولكـن مـع قيـام الدولـة األمويـة تغيـر شـكل السـوق مـن أرض فضـاء يقـوم‬
‫التجار بعرض سلعهم بها إلى بنيات ودكاكين‪ ،‬وأصبح هذا التنظيم سائدا طوال فترة العصور الوسطى‪.‬‬
‫ولقد تعددت األسواق في اليمن وحفلت بالكثير فمنها ما كان يقام بشكل يومي ومنها ما كان يقام بشكل‬
‫أسـبوعي‪ ،‬ومنهــا مــا كــان يقـام بشــكل موســمي أو ســنوي‪ ،‬وكانـت هــذه األســواق تقــام فـي مــدن معينــة نحــو المــدن‬
‫التجارية المهمة التي تقع في أماكن مميزه وحيوية‪ ،39‬وكانت هذه األسـواق تقـام فـي وقـت معـين فنجـد األسـواق‬
‫اليومية تقام في الصباح مـن بدايـة اليـوم‪ ،‬أمـا األسـبوعية فكانـت تقـام فـي يـوم معـين مـن أيـام األسـبوع يجتمـع فيـه‬
‫خلق كثير من النـاس للبيـع والشـراء‪ ،‬بينمـا األسـواق الموسـمية فكانـت تقـام مـرة واحـدة فـي العـام نحـو االحتفـال‬
‫بمولد رجل أو امرأة من أولياء اهلل ويقوم الناس فيه بالبيع والشراء‪.‬‬
‫ولقد وجد في اليمن نوع جديد من األسواق ُعرفت باسم األسواق الشاطئية التي كانت تنصب على شاطئ‬
‫البحــر‪ ،‬وأقيمــت هــذه األســواق بالمــدن الســاحلية اليمنيــة نحــو عــدن وغيرهــا مــن المــدن التــي تقــع علــى ســاحل‬
‫البحر‪ ،41‬ولقد تميزت هذه األسواق بوجود نزالئها األجانب وتأثر أهل هذه المـدن بهـؤالء األجانـب ومـا يسـتتبع‬
‫ذلك من تغير في العادات والسلوك والرقي‪.41‬‬

‫‪82‬‬
‫ولقد اهـتم حكـام الـيمن باألسـواق وعملـوا علـى تنظيمهـا وتطويرهـا‪ ،‬فنجـد مـثال ابـن الزنجبيلـي أحـد عمـال‬
‫الدولة األيوبية أثناء حكمها لليمن قام ببناء خانا حوله دكاكين في مدينة عدن وعـرف بسـوق الخـان‪ ،42‬كمـا قـام‬
‫الملك المعز إسماعيل بن طغتكين األيوبي ببناء دكاكين لبائعي العطور بسوق عدن لها باب يحكم إغالقه لـيال‪،‬‬
‫كما قام بعض حكام اليمن بجل ب طوائف من أرباب الصناعات النادرة الصعبة التي ال تتقنها العمالة اليمنية مـن‬
‫الشام ومصر‪.43‬‬
‫لقد حفلت األسـواق اليمنيـة بوجـود العديـد مـن المنشـآت التجاريـة بـداخلها والتـي كانـت تسـتخدم كمـأوى‬
‫للتج ــار ولبض ــائعهم أيض ــا‪ ،‬وم ــن ه ــذه المنش ــآت التجاري ــة الت ــي وج ــدت بأس ــواق ال ــيمن الخانـ ـات‪ ،‬والفن ــادق‪،‬‬
‫والوكــاالت‪ ،‬والقيســاريات‪ ،‬والحمامــات‪ ،‬ولقــد أقيمــت هــذه المنشــآت بــالقرب مــن المنشــآت الدينيــة كالمســاجد‬
‫والمدارس‪.‬‬
‫ولقد كانـت أسـواق الـيمن موطنـا خصـبا للـربح والثـراء‪ ،‬فاشـتهر تجارهـا بـالثراء حيـث يملـك التـاجر العظـيم‬
‫فيهـا مــن األمــوال ممـا يملــك جميــع تجـار مدينــة بأســرها‪،‬وهذا مــا يؤكـده العبــدلى نقالعــن ابـن بطوطــة عنــدما قــال‬
‫واصفا ثراء تجار اليمن‪ " :‬ونزلت في عـدن عنـد تـاجر يعـرف بناصـر الـدين القـأرى‪ ،‬فكـان يحضـر طعامـه كـل ليلـة‬
‫نحو عشرين من التجار‪ ،‬وله غلمان وخدم أكثر من ذلك"‪.44‬‬
‫وكـان لهـذا الثـراء أثــر عظـيم فـي صــعود هـؤالء التجـار إلــى أعلـى طبقـات المجتمــع اليمنـي‪ ،‬وكـان المجتمــع‬
‫اليمنى في ذلك الوقت يتكـون مـن طبقتـين اجتمـاعيتين أساسـيتين همـا الخاصـة والعامـة‪ ،‬وتحتهمـا انطـوت فئـات‬
‫وشرائح اجتماعية عديدة‪ ،‬وضمت الطبقـة األولـى الخاصـة فئـة الحكـام وزعمـاء القبائـل واألشـراف‪ ،‬وفئـة العلمـاء‬
‫التي تكونت من الفقهاء وال قضاة والمحدثين والقراء ومن في شـاكلتهم‪ ،‬وفئـة كبـار المـالك التـي تألفـت مـن كبـار‬
‫مالك األراضي وكبار التجار‪ ،‬أما الطبقة الثانية العامة فقد احتوت على الغالبية العظمى من سكان اليمن‪ ،‬وتشمل‬
‫فئة الجند والرعايا والفالحين والحرفيين وصغار التجار‪ ،45‬وقد تميز المجتمع اليمني بسهولة ومرونة في االنتقال‬
‫بين الطبقات والفئات االجتماعية صعودا ونزوال‪.‬‬
‫الخاتِمةُ‪:‬‬
‫شهدت شبه جزيرة العرب نشاطا تجاريا قبل اإلسالم‪ ،‬إذ كـان طريـق البخـور يخترقهـا مـن الجنـوب إلـى الشـمال‪،‬‬
‫وارتبطت أجزاؤها بشبكة متداخلة من الطرق التجارية‪ ،‬وأطلـت علـى ثـالث مـن البحـار التـي كانـت تمخـر عبابهـا‬
‫الســفن التجاريــة‪ .‬وكــان النصــيب األكبــر للظــروف المميــزة والمالئمــة لقيــام التجــارة الرائجــة للــيمن القــديم هــي‪:‬‬
‫اطالله على بحرين من البحار التي يسلكها التجار آنذاك‪ .‬وكان ألهل اليمن تجارة مزدهرة‪ ،‬حملوا بهـا منتجـات‬
‫بالدهم إلى البالد األخرى‪ ،‬فنـتج عـن ذلـك أربـاح كبيـرة‪ .‬ولقـد كـان للعديـد مـن المـدن اليمنيـة مشـاركات تجاريـة‬
‫كبيرة فأصبحوا محطات لكثير من التجارات‪ ،‬كما ازدهـر التبـادل التجـاري الـذى حـدث بـين مـدن الـيمن وقراهـا‬
‫وأوديتها ومخاليفها‪ ،‬وكذلك التبادل الذى حدث بين اليمن وغيرها من األقطار المجاورة لها‪.‬‬
‫ويتبين من هذه الدراسة؛ أن األسواق هي المرآة الصادقة التي تعكس صورة الحياة االقتصـادية والسياسـية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬باعتبار أن األسواق بما تحويه من كثافة بشرية هي المؤشر الذى يظهر مدى ما تتمتع به البالد من‬
‫الرخاء أو الكساد‪ ،‬وكذلك من األمن واالنضباط أو الفوضـى واالضـطراب‪ ،‬بـل إن األسـواق تُظهـر مـدى تجـاوب‬
‫العامة مع السـلطة الحاكمـة سـلبا أو إيجابـا‪ ،‬فاألسـواق تمثـل كيانـا اجتماعيـا وإنسـانيا واقتصـاديا تتجلـى فيهـا كـل‬

‫‪83‬‬
‫هــذه الســياقات وتــنعكس لتكــون حياتهــا االجتماعيــة وتــؤثر بــدورها فــي الفضــاء الحاضــن لهــا قبــل أن يتــرك هــذا‬
‫الوجود االجتماعي آثاره في تركيبة السوق وتشكلها‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬ريهام المستادي‪" ،‬تاريخ التجارة العربية اإلسالمية‪ :‬بغداد ‪ -‬القاهرة"‪ -.‬دورية كان التاريخية (القاهرة)‪ -.‬ع‪6‬؛ ديسمبر‬
‫‪ .2119‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -2‬جواد علي‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ -.‬بغداد‪ :‬مطبعة المجمع العلمي العراقي‪( .1959 ،‬ج‪ ،8‬ص ‪)65‬‬
‫‪ -3‬فرات حمدان عبد المجيد‪" ،‬سوق شمر أنموذجا لألسواق العربية القديمة"‪-.‬مجلة آداب المستنصرية (العراق)؛ اإلصدار‬
‫(‪ )56‬سنة ‪ .2112‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -4‬ابن منظور‪ :‬محمد بن مكرم األفريقي المصري (ت‪ 711‬هـ)‪ ،‬لسان العرب‪ -.‬بيروت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪.‬ت‪( .‬ج‪ ،4‬ص‪.)89‬‬
‫مادة تجر‪.‬‬
‫‪ -5‬الرازي‪ :‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر‪ ،‬مختار الصحاح‪ -.‬لبنان‪:‬مكتبة لبنان‪ .1999،‬ص‪66.‬‬
‫‪ -6‬المنجد في اللغة واألعالم‪ ،‬تحقيق‪ /‬شفيق غربال‪ -.‬ط‪ -.39‬لبنان‪ :‬دار المشرق‪ .2112 ،‬ص‪59.‬‬
‫‪ -7‬ابن خلدون‪ :‬عبد الرحمن بن خلدون(ت‪ 818‬هـ)‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬تحقيق‪ /‬درويش الجو يدي‪ -.‬بيروت‪ :‬المكتبة‬
‫العصرية‪ .1419 ،‬ص‪366.‬‬
‫‪ -8‬رويدة فيصل موسى النواب‪" ،‬التبادل التجاري للدولة السبئية"‪-.‬مجلة الرك للفلسفة واللسانيات والعلوم االجتماعية‬
‫(العراق)؛ اإلصدار (‪ )6‬سنة ‪ .2111‬ص ‪.198 – 197‬‬
‫‪ -9‬جواد مطر الموسوي‪" ،‬مقومات التجارة في اليمن القديم"‪-.‬مجلة الكويت للعلوم االقتصادية واإلدارية (العراق)؛ س‪-1‬ع‬
‫(‪ )1‬سنة ‪ .2119‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -11‬جواد علي‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم‪( ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.)141 – 141‬‬
‫‪ -11‬جواد علي‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم‪( ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.)216‬‬
‫‪ -12‬جواد مطر الحمد‪ ،‬األحوال االجتماعية واالقتصادية في اليمن القديم خالل األلف األول قبل الميالد وحتى الغزو‬
‫الحبشي‪-.‬بغداد‪:‬كلية اآلداب – جامعة بغداد‪ .1998 ،‬ص ‪( .342‬أطروحة دكتوراه غير منشورة)‬
‫‪ -13‬جواد علي‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم‪( ،‬ج‪ ،8‬ص ‪.)178 – 177‬‬
‫‪ -14‬يسري عبد الغني عبد اهلل‪" ،‬صالت العرب التجارية قبل اإلسالم"‪ -.‬دورية كان التاريخية (القاهرة)‪ -.‬ع‪6‬؛ ديسمبر‬
‫‪ .2119‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -15‬المسعودي‪ ،‬مروج الذهب ومعادن الجوهر‪ -.‬القاهرة‪ :‬طبعة بوالق المصرية‪1283 ،‬هـ‪( .‬ج‪ ،2‬ص ‪.)181‬‬
‫‪ -16‬يسري عبد الغني عبد اهلل‪" ،‬صالت العرب التجارية قبل اإلسالم"‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -17‬ابن فارس‪ :‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت‪395 .‬هـ‪1114 /‬م)‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬مادة سوق‪ -.‬تحقيق‪ /‬عبد‬
‫السالم محمد هارون‪ -.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر‪( .1979 ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.)117‬‬
‫‪ -18‬المقري الفيومي‪ :‬أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي (ت‪771 .‬هـ‪1368 /‬م)‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح‬
‫الكبير للرافعي‪ ،‬تحقيق‪ /‬عبد العظيم الشناوي‪ -.‬القاهرة‪ :‬دار المعارف‪ .1977 ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ -19‬ابن دريد‪ :‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية األزدي البصرى الدوسي (ت‪321.‬هـ‪933 /‬م)‪ ،‬جمهرة اللغة‪،‬‬
‫باب السين مادة سقو‪ -.‬تحقيق‪ /‬رمزي منير البعلبكي‪ -.‬بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪( .1987 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.)853‬‬
‫‪ -21‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوجيز‪ -.‬القاهرة‪:‬مطابع شركة اإلعالنات الشرقية‪ .1981 ،‬ص ‪.329‬‬
‫‪ -21‬ابن خلدون‪ :‬ولى الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن‬
‫خلدون الحضرمي (ت‪ 818 .‬هـ ‪1416/‬م) ‪ ،‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم ومن عاصرهم من‬
‫ذوى السلطان األكبر‪ ،‬المعروف بتاريخ ابن خلدون‪ -.‬مصر‪ :‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪( .1917،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.)341‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -22‬عرفان محمد ّحمور‪ ،‬أسواق العرب‪ -.‬بيروت‪:‬دار الشورى‪،‬د‪.‬ت‪ .‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -23‬محمود شكري أفندياآللوسي‪" ،‬أسواق العرب في الجاهلية"‪ -.‬مجلة المشرق‪ ،‬العدد األولسنة ‪ -.1898‬بيروت‪ :‬المطبعة‬
‫الكاثوليكية لآلباء اليسوعين‪ .1889 ،‬ص ‪.866‬‬
‫الحباشةُ‪ :‬جماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة‪.‬‬
‫‪ُ -24‬‬
‫‪ -25‬أنور الرفاعي‪ ،‬اإلسالم في حضارته ونظمه اإلدارية والسياسية واألدبية واالجتماعية واالقتصادية والفنية‪ -.‬ط‪ -.3‬دمشق‪:‬‬
‫دار الفكر‪ .1997 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ -26‬عوض راشد عوض‪ ،‬الحياة االقتصادية في تهامة اليمن‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪R.B.Serjeant; Gazetteer of Historical north_westyemen in the Islamic period -27‬‬
‫‪to 1650.- german 1989. P.9.‬‬
‫‪G.R.D king and avril Cameron; The Byzantine and early Islamic near east.- -28‬‬
‫‪Darwin‬‬ ‫‪Pr,‬‬ ‫‪1994.‬‬ ‫‪P.214.‬‬

‫‪ -29‬فائق بكر الصواف‪ ،‬العالقات بين الدولة العثمانية وإقليم الحجاز (‪1916 -1876‬م)‪-.‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬
‫‪ .1978‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -31‬نصارى فهمي غزالي‪ ،‬العالقات المصرية اليمنية على عهد الدولتين الفاطمية واأليوبية وتأثيرها السياسي والحضاري على‬
‫‪( 224‬أطروحة دكتوراه)‬ ‫اليمن‪ -.‬القاهرة‪:‬كلية دار العلوم–جامعة القاهرة‪ .1984 ،‬ص‬
‫‪ -31‬الجاحظ‪ :‬أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصرى(ت‪255 .‬هـ ‪872 /‬م)‪ -.‬التبصر بالتجارة‪ -.‬تحقيق‪ /‬حسن حسنى‬
‫عبد الوهاب التونسي‪ -.‬ط ‪ -.2‬مصر‪ :‬المطبعة الرحمانية‪1354‬هـ ‪1935 /‬م‪ .‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -32‬أنور الرفاعي‪ ،‬اإلسالم في حضارته‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -33‬ابن فضل اهلل العمرى‪ :‬أبو العباس شهاب الدين بن فضل اهلل العمرى(ت‪749 .‬هـ‪1349 /‬م)‪ -.‬مسالك األبصار وممالك‬
‫األمصار‪ -.‬تحقيق‪ /‬أيمن فؤاد سيد‪ -.‬مصر‪ :‬المعهد الفرنسي لآلثار‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -34‬نعيم زكي فهمي‪ ،‬طرق التجارة الدولية ومحطاتها بين الشرق والغربأواخرالعصور الوسطى‪ -.‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية‬
‫للكتاب‪ .1973 ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -35‬شوقي عبد القوي عثمان‪ ،‬تجارة المحيط الهندي في عصر السيادة اإلسالمية(‪914-41‬هـ‪1498 -661/‬م)‪-.‬‬
‫الكويت‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪.1991 ،‬ص‪. 69‬‬
‫‪ -36‬الجاحظ‪ ،‬التبصر بالتجارة‪ ،‬ص ‪.26 - 25‬‬
‫‪D.S.Rischards; Islam and the trade of Asia: The medieval trade of china by -37‬‬
‫‪G.f Hudson.-Oxford: Brunocassirer, 1970. P. I06.‬‬
‫‪ -38‬محمد أحمد محمد الثور‪ ،‬عدن قبيل اإلسالم وحتى إعالن الدولة العباسية سنة ‪132‬هـ‪-.‬الشارقة‪:‬دار الثقافة العربية‬
‫للنشر‪ ،2111،‬ص‪.261‬‬
‫‪ -39‬حسن إبراهيم حسن‪،‬تاريخ اإلسالم السياسي والديني والثقافي واالجتماعي‪ -.‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة المصرية‪.1982 ،‬‬
‫(ج‪ ،4‬ص ‪.)412‬‬
‫‪ -41‬ابن فضل اهلل العمرى‪ ،‬مسالك األبصار وممالك األمصار‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ -41‬علي حسين السليمان‪ ،‬النشاط التجاري في شبة الجزيرة العربية أواخر العصور الوسطى (‪1251‬هـ ‪1517 /‬م)‪-.‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ص ‪.258‬‬
‫‪ -42‬حسن صالح شهاب‪ ،‬عدن فرضة اليمن‪ -.‬صنعاء‪ :‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -43‬ابن فضل اهلل العمرى‪ ،‬مسالك األبصار وممالك األمصار‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -44‬العبدلى‪ :‬أحمد فضل بن على محسن العبدلى‪ ،‬هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن‪ -.‬مصر‪ :‬مكتبة الثقافة‬

‫‪85‬‬
‫الدينية‪ .1997،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -45‬نزيه مؤيد العظيم‪ ،‬رحلة في بالد العربية السعيدة من مصر إلى صنعاء‪ -.‬ط ‪-.2‬لندن‪ :‬مؤسسةفادى بريس‪ .1985 ،‬ص‬
‫‪.26‬‬

‫‪86‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like