‫الصين قوة اقتصادية صاعدة‬

‫مقدمة‪ :‬تمتد الصين في شرق أسيا فوق مساحة تتعدى‪ 9,6‬مليون كلم مربع‪ ,‬وهي تعد من بين القوى االقتصادية الصاعدة رغماعن المشاكل التي تعترضها‪.‬‬
‫فماهي مظاهر القوة في االقتصاد الصيني؟وما عوامل هذه القوة؟و ما أبرز المشاكل التي تعترض االقتصاد الصيني؟‬
‫أوال ‪ :‬مظاهر نمو االقتصاد الصيني وخصائصه‬
‫‪_ 1‬مظاهر نمو القطاع الفالحي وخصائصه‬
‫‪ -‬تحتل الصين المراتب االولى عالميا في إنتاج المنتجات الزراعية كالقمح و األرز و القطن و الذرة و الشاي ‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع االنتاج الزراعي الذي يشمل القمح و األرز الذي يعد المنتوج الرئيسي في الصين ‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية تربية المواشي ‪ ,‬حيث تحتل المراتب المتقدمة في تربية األغنام والخنازير واألبقار‪.‬‬
‫‪ -‬تركز المناطق الفالحية الكبرى في الواجهة الشرقية خاصة سهل منشوريا و السهل الكبير ‪ ,‬بينما تنتشر تربية المواشي في المناطق الغربية خاصة هضبة‬
‫هضبة التبت و المناطق الجبلية ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬مظاهر نمو الصناعة بالصين وخصائصها ‪.‬‬
‫‪ -‬تحتل الصين المراتب األولى عالميا في اإلنتاج الصناعي حيث تحتل المرتبة األولى في صناعة الصلب والصناعة الكيماوية‪. ..‬‬
‫‪ -‬تنوع االنتاج الصناعي الذي يشمل الصناعات األساسية ( الصلب ) ‪ ,‬االلكترونية ( التلفزيون ) ‪ ,‬التجهيزية ( األالت )‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد االهتمام بالصناعات العالية التكنولوجية ذات القيمة المضافة العالية ( أرباح عالية ) ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مساهمة قطاع الصناعة في الناتج الداخلي الخام ( حوالي ‪ %48‬سنة ‪)2012‬‬
‫‪ -‬تعتبر الصين ثاني قوة صناعية في العالم بعد الواليات المتحدة األمريكية ‪ .‬وهي تحقق ‪ 13%‬من قيمة اإلنتاج الصناعي العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬تركز المناطق الصناعية في شرق البالد أي الواجهة الساحلية بسبب وفرة االستثمارات ومصادر الطاقة والمعادن ‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد المناطق الصناعية في الصين ‪ ,‬فهناك منطقة قديمة التصنيع ( منشوريا) ‪ ,‬و مناطق حديثة التصنيع في الواجهة الساحلية الشرقية ‪.‬‬
‫‪_ 3‬مظاهر نمو قطاع التجارة الخارجية للصين و خصائصها‬
‫‪ -‬تتشكل معظم الصادرات من موااد مصنعة ( اجهزة الكترونية و معدات ميكانيكية) ‪ ,‬بينما يتشكل جزء مهم من الواردات من مواد خام معدنية و طاقية ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع قيمة الصادرات ما يعني تحقيق الميزان التجاري الصيني لفائض تجاري مهم ‪.‬‬
‫‪ -‬تعدد الشركاء التجاريين للصين ‪ ,‬وتعتبر الواليات المتحدة األمريكية و االتحاد األوربي ودول جنوب شرق آسيا أهم الزبناء التجاريين للصين ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أسس ومقومات القوة االقتصادية للصين ‪.‬‬
‫‪ -1‬العوامل و المقومات الطبيعية‬
‫* التضاريس ‪ :‬يتشكل المجال الشرقي من سهول و تالل خصبة ( سهل منشوريا و السهل الكبير) ‪ ,‬بينما تنتشر الصحراء في الشمال الغربي ‪ ,‬و تمتد هضبة‬
‫التبت و جبال الهماليا في الغرب ‪ .‬وتخترق هذه الوحدات التضاريسية شبكة نهرية هامة أقامت عليها الصين أنهارا كبرى ‪.‬‬
‫* المناخ ‪ :‬تنوع المناخ و رطوبته ( المناخ المداري الرطب ‪ ,‬المناخ المعتدل ‪ ,‬المناخ القاري الرطب ‪)...‬‬
‫* مصادر الطاقة والمعادن ‪ :‬تتوفر الصين على ثروات طبيعية هامة كالفحم الحجري والبترول والحديد والفوسفاط ‪...‬و تنتشر هذه الثروات في الجهة‬
‫الشرقية و الوسطى ‪ ,‬وتساهم في دعم النهضة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -2‬األسس والمقومات البشرية‬
‫* يفوق عدد سكان الصين ‪ 1,3‬مليار نسمة رغم االعتماد على سياسة الطفل الواحد ( التي تم تغييرها بسياسة الطفلين مؤخرا) ‪ ,‬وهم يشكلون سوقا‬
‫استهالكية و مصدرا لليد العاملة ( أكثرمن ‪ %70‬سكان نشيطون ) ‪ ,‬ويتركز معظم السكان في الواجهة الشرقية الساحلية ‪ ,‬حيث المدن الكبرى مثل العاصمة‬
‫بكين و شنغهاي ‪.‬‬
‫‪ -3‬األسس والعوامل التاريخية والتنظيمية‬
‫مر االقتصاد الصيني في تطوره بمرحلتين‪:‬‬
‫*مرحلة البناء االشتراكي (‪ : )1949-1976‬أي مرحلة الزعيم " ماو تسي تونغ "‪ ,‬وتميزت بالقضاء على النظام االقطاعي ( كبار الفالحين) و النظام‬
‫الرأسمالي ( البرجوازية )‪ ,‬حيث تم نهج سياسة تأميم جميع وسائل االنتاج ( األراضي ‪ ,‬المصانع ‪ ,)...‬كما تم االعتماد على سياسة التخطيط المركزي التي‬
‫هدفت الى دعم الصناعة األساسية و التجهيزية ‪ ,‬وتنظيم العمل الفالحي الجماعي في اطار " الكومونات الشعبية"‪ ,‬كما تم تبني سياسة " القفزة الكبرى الى‬
‫األمام " و سياسة " المشي على قدمين " أي االعتماد على الفالحة و الصناعة معا ‪.‬‬
‫*مرحلة االنفتاح على العام الرأسمالية (منذ ‪ )1978‬أي مرحلة الزعيم " دينغ كسياو بينغ " ‪ ,‬وتميزت بادخال اصالحات رأسمالية ليبرالية و ذلك بالقضاء‬
‫على الكمونات الشعبية و تحويلها الى مستغالت عائلية ‪ ,‬و السماح بالملكية الخاصة لألراضي ‪ ,‬وتحديث الصناعة بجلب التكنولوجيا الغربية ‪ ,‬وتشجيع جلب‬
‫االستثمارات الخارجية خاصة بعد انخراط الصين في منظمة التجارة العالمية ‪ ,‬واعتماد الحكومة سياسة تعويم عملة الصين وهي "اليوان‪. " yuan‬‬
‫رابعا ‪:‬بعض المشاكل و التحديات التي تواجه الصين‪:‬‬
‫* المشاكل االقتصادية ‪ :‬أبرزها ارتباط الصين بالخارج على مستوى استيراد مصادر الطاقة و المعادن ‪ ,‬و مشكل المنافسة في السوق الخارجي من طرف‬
‫كوريا الجنوبية و االتحاد األوربي و الواليات المتحدة األمريكية التي دخلت مؤخرا في حرب تجارية مع الصين ‪.‬‬
‫* مشكل التباين المجالي ‪ :‬حيث تعد الواجهة الشرقية الساحلية األغني و األكثر استقطابا لالسثمارات الخارجية ‪ ,‬بينما تتقلص مؤشرات التنمية في الوسط و‬
‫الغرب ‪ ,‬الشيئ الذي يطرح مشاكل الهجرة الداخلية نحو الشرق الساحلي ‪ .‬كما تبرز تناقضات كبرى بين المدن و األرياف الصينية ‪.‬‬
‫* مشاكل ديمغرافية واجتماعية ‪ :‬مرتب طة بارتفاع عدد السكان ‪ ,‬وتزايد نسبة الشيخوخة رغم تخلي الجكومة مؤخرا عن سياسة الطفل الواحد لصالح سياسة‬
‫الطفلين ‪ ,‬ويؤدي ذلك الى تدني قيمة مؤشر التنمية البشرية ‪ (IDH‬المرتبة ‪ 90‬عالميا ) ‪.‬‬
‫* تحديات طبيعية و بيئية ‪ :‬مشاكل التلوث خاصة في الجهة الشرقية الصناعية ( األمطار الحمضية )‪.‬ثم تعرض بعض المناطق لخطر الفياضانات و الزالزل‬
‫والجفاف ( الشمال الغربي ) و زحف الرمال الصحراوية في اتجاه اقليم منشوريا‪...‬‬
‫خاتمة ‪ :‬إن النمو االقتصادي الذي حققته الصين في السنوات األخيرة ينتظر أن يستمر لسنوات أخرى‪ ،‬وهو ما سيعزز التحول الجذري لالقتصاد وسيزيد من‬
‫تحسن مداخيل األسرة وتراجع عدد الفقراء في البالد‪.‬‬