Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫سورة يوسف‪ :‬اجلزء األول (من اآلية ‪ 1‬إىل اآلية ‪)20‬‬ ‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬

‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫✓ افتتح اهلل سبحانه السورة حبروف املقطعة الدالة على إعجاز القرآن‪ ،‬ومتيزه عن فنون‬
‫مل مسيت أحسن القصص؟‬ ‫الكالم من شعر ونثر)‪.‬‬ ‫• مكية‬
‫• قيل ألنه ليست يف القرآن قصة تتضمن من‬ ‫✓ بني سبحانه أن الغاية من جعل القرآن عربيا هي تيسري الفهم على أولي األلباب‪.‬‬ ‫• عدد آايهتا‪111 :‬‬
‫العرب و احلكم ما تضمنته هذه القصة‪.‬‬ ‫• ترتيبها يف املصحف‪(12 :‬بني هود والرعد)‬
‫✓ قصة يوسف‪ ،‬أحسن القصص‪ ،‬دالة على حكمة اهلل وعظمته وعنايته بعباده الصاحلني‪.‬‬
‫(يوسف‪)111:‬‬ ‫• ترتيبها من حيث النزول‪.53 :‬‬
‫✓ بشر اهلل تعاىل يوسف عليه السالم من خالل الرؤيا باحلكم والنبوة‪ ،‬وأيده بالعلم‬
‫• وقيل حلسن جتاوز يوسف عليه السالم عن‬
‫واحلكمة وأخفى عنه تفاصيل قصته فال يعلم الغيب إال اهلل‪.‬‬
‫إخوته‪ ،‬وصربه عن أذاهم‪( .‬يوسف‪)92:‬‬
‫✓ بداية رحلة التمكني‪ :‬بكيد إخوة يوسف وتدبريهم ألخيهم بغية إبعاده عن أبيهم حسدا‬
‫• وقيل ألن فيها ذكر األنبياء والصاحلني و‬
‫وغرية منه‪.‬‬ ‫نزلت سورة يوسف يف آخر العهد املكي‪ ،‬أيام‬
‫املالئكة و الشياطني‪ ،‬و اإلنس و اجلن و األنعام‬ ‫الشدة بعد وفاة عم الرسول صلى اهلل عليه و‬
‫و الطري‪ ،‬و سري امللوك و املماليك‪ ...‬و مجل‬ ‫✓ ظلمة البئر وظلم االسرتقاق‪ :‬نقمتان أخفتا نعمة‪ ،‬فبهما دخل يوسف عليه السالم إىل‬
‫سلم أبو طالب وزوجته عليه السالم خدجية‬
‫الفوائد اليت تصلح للدين و الدنيا‪.‬‬ ‫بيت عزيز مصر معززا مكرما‪.‬‬ ‫رضي اهلل عنها بني عام احلزن وبيعة العقبة‬
‫اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬القرطيب‪243/11 ،‬‬ ‫✓ حمنة األب يعقوب عليه السالم‪ :‬زادته صربا ويقينا ببشارة اهلل تعاىل‪ ،‬و أقبل على اهلل‬ ‫السابقة للهجة إىل يثرب (املدينة املنورة)‬
‫• قال ابن سعدي‪ :‬وذلك لصدقها‪ ،‬وسالسة‬ ‫تعاىل راجيا منه سبحانه مل مشله بابنه يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫عباراتها‪ ،‬ورونق معانيها‪.‬‬
‫تدبر سورة يوسف‪ ،‬ناصر بن سليمان العمر‪ ،‬ص‪17:‬‬
‫ألر‪ :‬من فواتح السور‪ ،‬املعجزة‬
‫عربيا‪ :‬بلغة العرب للرفع اللبس عن العقول‪.‬‬
‫من الغافلني‪ :‬مل ختطر ببالك قبل الوحي‬
‫✓ من احلكمة‪ :‬كتمان السر‪ ،‬فإن خريا‬ ‫✓ من حسن التوكل على اهلل حسن الظن به واإلميان بقدرته املطلقة‪.‬‬ ‫رأيت ‪ :‬من الرؤيا اخلاصة بالنوم‪" ،‬وهي‬
‫اسرتحت من كيد احلاسدين‪ ،‬وإن شرا وقاك‬ ‫✓ ال معقب حلكمه وال راد لقضائه‪ ،‬ما أصابك مل يكن ليخطئك وما أخطأك مل يكن‬ ‫انطباع صورة متخيلة ذات معنى واضح أو‬
‫اهلل من مشاتة الشامتني‪.‬‬ ‫ليصيبك‪.‬‬ ‫خفي يف احلس و اإلدراك‪ ،‬حتمل بشارة من اهلل‬
‫تعاىل أو تنبيها و حتذيرا"‪.‬‬
‫✓ من الفطنة‪ :‬احلذر من العدو بالسكوت‬ ‫✓ حرمة االعرتاض على تدبري اهلل‪ ،‬املفضي إىل نشر نريان احلسد والبغضاء حتى بني األحبة‪.‬‬
‫جيتبيك‪ :‬يصطفيك و خيتارك للحكم و النبوة‪.‬‬
‫عما خيشاه‪.‬‬ ‫✓ وجوب اإلميان بسائر األنبياء واملرسلني وحمبتهم لكونهم مصابيح اهلدى‪.‬‬ ‫اجلب‪ :‬البئر‬
‫✓ وجوب الدعاء يف السراء والضراء‪ ،‬مع اليقني يف نصر اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫سيارة‪ :‬مجع من املسافرين يف قافلة‬
‫أسروه بضاعة‪ :‬أخفوه حتى ال يكتشفه أهله‪.‬‬
‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬
‫سورة يوسف‪ :‬اجلزء الثاني (من اآلية ‪ 21‬إىل اآلية ‪)34‬‬ ‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫اآلية‪ :‬من ‪ 30‬إىل ‪34‬‬ ‫اآلية‪ :‬من ‪ 23‬إىل ‪29‬‬ ‫اآلية‪ :‬من ‪ 21‬إىل ‪22‬‬
‫فتاها‪ :‬عبدها (لتصغري شأنها)‬ ‫راودته ‪ :‬أغوته و دعته للفاحشة مرارا و تكرارا لكن بلطف و رفق‪.‬‬ ‫أكرمي مثواه‪ :‬اجعلي حملّ إقامته كرميا مرضيّا‪.‬‬
‫شغفها حُـبّا‪ :‬أي أصاب شغاف قلبها‪ ،‬أو شقّ حُبُه سويداء قلبه‬ ‫هيت لك ‪ :‬أقبِل ‪ ،‬أسرع و هي تعبري صريح منها عن رغبتها بعدما تغافل أو مل يفهم قصدها‪...‬‬ ‫غالب على أمره‪ :‬ال يقهره شيء ‪ ،‬و ال يدفعه عنه أحد‪.‬‬
‫مكرهن‪ :‬أقواهلن‬ ‫معاذ اهلل‪ :‬أعوذ باهلل معاذا مما دعوتين إليه‪.‬‬ ‫بلغ أشدّه‪ :‬مُنتهى شدّة جسمه و قوّته‬
‫أعتدت هلن متكئا‪ :‬هيأت هلن وليمة‬ ‫همّت به‪ :‬أقبلت عليه إلكراهه على ارتكاب الفاحشة‬
‫حاش هلل‪ :‬تنزيها هلل عن العجز عن خلق مثله‬ ‫هم بها‪ :‬أي نازع الشهوة لصدها‬ ‫منة اهلل تعاىل على يوسف عليه السالم بأن يسر له النشوء يف بيت‬
‫أكربنه‪ :‬دهشن برؤية مجاله الرائع‬ ‫برهان ربه‪ :‬اإلميان باهلل و االستحياء من معصيته‬ ‫العزيز‪ ،‬الشيء الذي مكنه من طلب العلم و النشأة يف بيئة سياسية‪.‬‬
‫فاستعصم‪ :‬فامتنع امتناعا شديدا و أبى‬ ‫املُخلصني‪ :‬املُختارين لطاعته أو لرسالته‬
‫الصاغرين‪ :‬مفرده صاغر أي مهان ذليل‬ ‫استبقا الباب‪ :‬تسابقا إليه يريد اخلروج و هي متنعه‬ ‫من الرب اإلحسان للخدم و وعاملتهم معاملة إنسانية وفق توجيهات‬
‫إال تصرف عين كيدهن‪ :‬إذا مل تصرف عين خبثهن‬ ‫قدّت قميصه‪ :‬قطعته و شقّته‬ ‫الشرع‪.‬‬
‫أصب إليهن‪ :‬أمِلْ إىل إجابتهنّ‬ ‫ألفيا سيّدها‪ :‬وجدا زوجها‬
‫أمجعوا‪ :‬عزموا و صمّموا‬ ‫شهد شاهد‪ :‬شاهد توفرت فيه شروط التحكيم من قبيل احلكمة و املروءة و املكانة‪...‬‬ ‫اإلحسان‪ ،‬الكرم‪ ،‬اليقني‪.‬‬
‫لتنبئنهم‪ :‬لتخربنهم‬ ‫أعرض عن هذا‪ :‬توىل عن هذا اإلفك‬
‫أدلة براءة يوسف‬
‫انتشار خرب مراودة زوجة العزيز ليوسف بني نساء الطبقة‬ ‫مراودة امرأة العزيز ليوسف و عدم استجابته هلا‪ ،‬حماوال ثنيها عن ذلك باستحضار إحسان‬
‫الراقية ملصر‪ ،‬و معاتبتهن هلا مكرا منهن و استهزاء بها‪.‬‬ ‫العزيز له و ملا يف ذلك من ظلم و خيانة لألمانة‪.‬‬
‫دعوة زوجة العزيز للنسوة و انبهارهن بيوسف عليه السالم‪.‬‬ ‫جلوء امرأة العزيز إىل إكراه يوسف على الفاحشة و صرف اخلالق له عن الوقوع يف الفاحشة‪.‬‬ ‫شهادة اهلل تعاىل‪:‬‬
‫اعرتاف زوجة العزيز برباءة يوسف عليه السالم و وعفته‬ ‫فرار يوسف عليه السالم و شق قميصه من دبر أي من اخللف‪.‬‬ ‫"إنه من عبادنا املخلصني"‬
‫(فاستعصم) و إصرارها على مراودته بالتهديد بالسجن‬ ‫اتهام زوجة العزيز ليوسف ظلما و عدوانا‪ ،‬بعدما فاجأهما العزيز عند الباب‪.‬‬
‫مستعينة بكيد النسوة احلاضرات‪.‬‬ ‫دفاع يوسف عن نفسه‪ ،‬و ثبوت براءته بعد شهادة الشاهد‪.‬‬ ‫براءة يوسف عليه السالم على لسان العزيز يف حضرة الشاهد‬
‫جلوء يوسف عليه السالم لربه و إيثاره السجن على ارتكاب‬ ‫طلب العزيز من يوسف كتم الواقعة و تأنيبه لزوجته‪.‬‬ ‫"فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم‬
‫الفاحشة‪.‬‬
‫استجابة اهلل تعاىل لنبيه يوسف عليه السالم لصدقه‬ ‫الشهوة اجلنسية من أعظم الشهوات اليت جيب احلذر منها و من مقدماهتا‪.‬‬
‫براءة يوسف عليه السالم على لسان امرأة العزيز يف حضرة النسوة‪:‬‬
‫االستعانة ابهلل وقاية للمسلم من الوقوع يف املعاصي و الفواحش‪.‬‬
‫حرمة األعراض و ذم االشتغال بعيوب الناس و اغتيابهم‪.‬‬ ‫"ولقد راودته عن نفسه فاستعصم"‬
‫الفاحشة انتهاك حلق هللا و النفس و الغري و البيئة‪.‬‬
‫العفة خلق رفيع يقي املسلم من الوقوع يف الفواحش‪.‬‬
‫اهلل تعاىل يستجيب لدعاء عباده الصاحلني اللذين يستعينون به‬ ‫الشهادة ابحلق من أوجه الوفاء ابألمانة‪.‬‬ ‫براءة يوسف عليه السالم على لسان امرأة العزيز يف حضرة امللك‬
‫وقت الشدة و احملن‪.‬‬ ‫القرينة وسيلة إلثبات الرباءة‪.‬‬ ‫"قالت امرأت العزيز اآلن حصحص احلق أنا راودته عن‬
‫االستعانة‪ ،‬التوكل‪ ،‬الغيبة‪ ،‬اخليانة‪.‬‬ ‫الصرب‪ ،‬اإلميان‪ ،‬العفة‪ ،‬الوفاء‪ ،‬األمانة‪ ،‬السرت‪ ،‬العفو‪ ،‬اإلخالص‪ ،‬اليقني‪.‬‬ ‫نفسه وإنه ملن الصادقني"‬
‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬
‫سورة يوسف‪ :‬اجلزء الثالث (من اآلية ‪ 35‬إىل اآلية ‪)53‬‬ ‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫من اآلية ‪50‬إىل ‪53‬‬ ‫من اآلية ‪ 43‬إىل ‪49‬‬ ‫من اآلية ‪35‬إىل ‪42‬‬

‫ما خطبكن‪ :‬ما شأنكن‪.‬‬ ‫عجاف‪ :‬مهازيل جدا‬ ‫بدا هلم‪ :‬اتضح هلم‪ ,‬ظهر هلم من املصلحة أن‬
‫حاشا هلل‪ :‬تنزيها هلل‪.‬‬ ‫تعربون‪ :‬تفهمون وتفسرون الرؤى‬ ‫يسجن‪.‬‬
‫سوء‪ :‬فاحشة‬ ‫أضغاث أحالم‪ :‬أباطيل ال صحة فيها‪.‬‬ ‫فتيان‪ :‬خادمان للمك أحدهما خباز واألخر ساقي‪.‬‬
‫حصحص احلقّ‪ :‬ظهر و انكشف بعد خفاء‬ ‫وادكر بعد أمة‪ :‬تذكر بعد مدة طويلة‪.‬‬
‫أعصر مخرا‪ :‬أحول العنب إىل مخر ألسقي به امللك‪.‬‬
‫وما أبرىء نفسي‪ :‬ال أنفي التهمة عن نفسي‬ ‫دأبا‪ :‬كعادتهم يف الزراعة‪ .‬أي كطريقتهم يف الزراعة‪.‬‬
‫تأويل‪ :‬تفسري وتعبري‪.‬‬
‫فذروه‪ :‬أتركوه و ال تستهلكنه كله‪.‬‬
‫أمر امللك بتحرير يوسف عليه السالم من‬ ‫شدادا‪ :‬سنوات تعرف بالشدة والقحط‪.‬‬ ‫نبأتكما‪ :‬أخربتكما‪.‬‬
‫السجن‪ ،‬مع تريث يوسف إىل حني ظهور براءته‬ ‫حتصنون‪ :‬ختبؤونه من قمح للزراعة و تذخرونه‪.‬‬ ‫ملة‪ :‬دين‪.‬‬
‫من كيد النسوة‪.‬‬ ‫يغاث الناس‪ :‬يأتيهم الغيث أي نزول املطر فتخصب األرض‪.‬‬ ‫سلطان‪ :‬حجة وبرهان‪.‬‬
‫يعصرون‪ :‬ما شأنه أن يُعصر كالزّيتون‬ ‫أذكرني عند ربك‪ :‬اذكر قصيت عند سيدك‪.‬‬
‫✓ اهلل تعاىل جيازي الصابرين املوقنني و لو‬ ‫بضع سنني‪ :‬مدة من الزمن قدرها البعض بقرابة ‪10‬سنوات‬
‫رؤيا امللك وتفسري يوسف لرؤياه الدالة على وجوب ادخار وختزين القمح لسنوات‬
‫بعد حني‬ ‫القحط السبع اليت ستعرفها البالد ثم يهطل املطر بعد ذلك‪.‬‬
‫✓ اهلل تعاىل ميهل و ال يهمل‬ ‫فَضَّل يوسف عليه السالم السجن على املعصية فلقي‬
‫✓الرؤى نوعان حلم من الشيطان‪ ،‬ورؤيا من الرمحن‪.‬‬ ‫فتيان يف السجن حيث طلبا منه تفسري رؤياهما بعد أن‬
‫✓ االعرتاف باخلطإ فضيلة‪.‬‬
‫✓وجوب تقديم املشورة إن كان يف ذلك مصلحة‪.‬‬ ‫أعجبا بإحسانه فعرب رؤياهما ‪.‬‬
‫✓ من أسباب اهلدى و الفالح اليقني و الصرب ‪.‬‬
‫✓وجوب التخطيط و االدخار و االحتياط استعدادا لألزمات‪.‬‬
‫✓دخول السجن ليس دائما دليال على أنه بيت اجملرمني‬
‫التوبة‪ ،‬االعرتاف‪ ،‬احللم‬ ‫رد اجلميل‪ ،‬االيثار‬ ‫واملنحرفني إذ دخله صفيٌ هلل تعاىل يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫✓مشروعية تفسري الرؤى وفق الضوابط الشرعية‬
‫املعنى اإلمجالي‪:‬‬ ‫✓وجوب اغتنام الفرص للدعوة إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫✓وجوب األخذ باألسباب و التوكل على اهلل‪.‬‬
‫تذكر اآليات دخول يوسف عليه السالم للسجن نزوال عند رغبة زوجة العزيز اليت تريد إظهار براءتها للناس‪ ،‬فيعيش يوسف حمنة القيد يف‬
‫ثناياها منحة ممارسته حلرية العقيدة الداعية للتوحيد‪ ،‬وكيف أعجب السجينان بعبادته وإخالصه‪ ،‬ففسر هلما الرؤيا اليت كانت سببا يف مالقاته‬
‫للملك املذعور بسبب رؤيا فسرها يوسف عليه السالم بعلم وحكمة ليجازيه امللك بإظهار براءته من كيد النسوة‪.‬‬ ‫طلب العلم‪ ،‬االحسان‪ ،‬اليقني‪ ،‬الشكر‪ ،‬الصدق‪ ،‬االميان‬
‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬
‫سورة يوسف‪ :‬اجلزء الرابع (من اآلية ‪ 54‬إىل اآلية ‪)68‬‬ ‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫من اآلية ‪ 63‬إىل ‪68‬‬ ‫من اآلية ‪ 58‬إىل ‪62‬‬ ‫من اآلية ‪ 54‬إىل ‪57‬‬

‫منع منا الكيل‪ :‬سيمنع عنا الطعام يف املرة املقبلة‬ ‫منكرون‪ :‬ال يعرفونه وجاهلون له‬ ‫أستخلصه لنفسي‪ :‬أجعله من خلصائي‬
‫جهزهم‪ :‬أعطاهم ما حيتاجون إليه من الطعام‬ ‫مكني‪ :‬ذو مكانة رفيعة وأمر نافذ‪.‬‬
‫ما نبغي‪ :‬ما نطلب اإلحسان‬
‫خري املنزلني‪ :‬خري املضيفني أي أنه حيسن الضيافة‬ ‫خزائن األرض‪ :‬ما ختزن فيه من غالت وحنوها وقيل‬
‫ومنري أهلنا‪ :‬جنلب ألهلنا الطعام من مصر‬ ‫سنراود عنه أباه‪ :‬سنجتهد يف طلبه من األب‬
‫خازن املال‬
‫لفتيته‪ :‬القائمني على خدمته‪( .‬الغلمان)‪.‬‬
‫موثقا‪ :‬عهدا مؤكدا باليمني‬ ‫حفيظ عليم‪ :‬حيفظ األمانة ويعلم بكيفية تدبري األموال‬
‫بضاعتهم‪ :‬مثن ما جاؤوا به لشراء الطعام‪.‬‬
‫حياط بكم‪ :‬تهلكون مجيعا أو تغلبون‪.‬‬ ‫انقلبوا‪ :‬رجعوا إىل بلدهم‪.‬‬ ‫يتبوأ منها‪ :‬يتخذ منزال‬

‫رجوع اإلخوة وإخبارهم يعقوب عليه السالم بعزم عزيز مصر على منعهم من‬ ‫جميء إخوة يوسف طلبا للمرية ولقاؤهم بيوسف الذي‬ ‫رغبة عزيز مصر يف جعل يوسف من خاصة امللك‬
‫الكيل مستقبال إن مل حيضروا أخاهم األصغر‬ ‫عرفهم و هم له منكرون‪.‬‬ ‫وأهل‬
‫حماولة اإلخوة إقناع يعقوب عليه السالم‪ ،‬الذي مل يطمئن لطلبهم‪ ،‬بالسماح‬ ‫إكرام يوسف إلخوته وحماولة إقناعهم باإلتيان بأخيه‬ ‫مشورته بعد التأكد من عفته وأمانته‪.‬‬
‫لبنيامني مبرافقتهم خاصة و أن العزيز وفى هلم الكيل ورد عليهم الثمن‪.‬‬ ‫الشقيق و إال منعهم الكيل‪ ،‬منتزعا منهم وعدا مبحاولة‬ ‫مبادرة يوسف لطلب حتمل مسؤولية منصب خازن أرض‬
‫مساح يعقوب لبنيامني بالذهاب مع إخوته بعد تعهدهم حبفظه ومحايته‬ ‫إقناع أبيهم بذلك‪.‬‬ ‫مصر الستحقاقه هلا‪.‬‬
‫طلب يعقوب ألبنائه بالدخول من أبواب متفرقة جتنبا للعني‪ ،‬مؤكدا‬ ‫أمر يوسف فتيته بإخفاء مثن متاع اإلخوة يف رحاهلم دليال‬
‫جعل اهلل تعاىل التمكني يف الدنيا و اجلزاء احلسن يف‬
‫أن اهلل خري من حيفظ وخري من يرحم‪ ،‬واستجابتهم لطلبه‪.‬‬ ‫على كرمه منه‪ ،‬و حتليه بأخالق امللوك‪.‬‬
‫اآلخرة من نصيب احملسنني‪.‬‬

‫✓ املؤمن كيس وفطن وال يكون مغفال‪ ،‬فهو ال يلدغ من جحر‬ ‫✓ حسن التدبري والعمل يعود باخلري العام‬ ‫✓التمكني ال يتحقق إال بعد االبتالء و املشقة‪.‬‬
‫✓ميكن اهلل للصاحلني إذا حسنت نواياهم‬
‫مرتني (قال هل آمنكم عليه كما آمنتكم على أخيه من قبل)‬ ‫(تدبري يوسف للمحاصيل الزراعية‪)...‬‬ ‫✓جواز طلب الوالية ملن علم من نفسه صفات الكفاءة‬
‫والعلم وكان يف ذلك مصلحة عامة ‪.‬‬
‫✓ جواز األخذ باألسباب الواقية من العني‬ ‫✓ ‪-‬مشروعية الضيافة وإكرام الضيوف وهي‬
‫✓جواز طلب الوالية ملن علم من نفسه صفات الكفاءة‬
‫✓ اختاذ األسباب ال مينع وقوع القدر‪.‬‬ ‫سنة املرسلني‪.‬‬ ‫والعلم وكان يف ذلك مصلحة عامة‬

‫التوكل– العلم و الفطنة‬ ‫التقوى – الكرم ‪ -‬احلكمة‬ ‫الصرب ‪ -‬الصدق – االمانة – اإلحسان‬
‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬
‫‪88‬‬ ‫‪69‬‬ ‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫من اآلية ‪ 83‬إىل ‪88‬‬ ‫من اآلية ‪ 77‬إىل ‪82‬‬ ‫من اآلية ‪ 69‬إىل ‪76‬‬

‫كظيم‪: :‬ممتلئ من الغيظ أو احلزن يكتمه و ال يُبديه‪.‬‬ ‫كِدْنا‪ :‬الكيد يطلق على التدبري يف اخلفاء للخري أو للشر‬ ‫السّقاية‪ :‬إناءً من ذهب للشّرب اختذ للكيل‪.‬‬
‫حرضا‪ :‬تصري مريضا مشرفا على اهلالك‪ ،‬وأصل احلرض‪ :‬الفساد يف اجلسم بثي‪ :‬البث ّأشدّ‬ ‫سواء‪ .‬وإن كان الشر قد غلب عليه‪.‬‬ ‫العري‪ :‬القافلة فيها األمحال‪.‬‬
‫الغم و اهلم‪.‬‬ ‫صواع امللك‪: :‬صاعه أي "مكياله"‪ ،‬و هو السّقاية (السقاية والصواع‬
‫دين امللك‪ :‬قانونه ‪ ،‬أو شريعته ُ‪ ،‬أو حُكمه‪.‬‬ ‫وردا يف هذه اآليات الكرميات مبعنى واحد)‬
‫حتسسوا‪ :‬التحسس‪ :‬طلب الشيء باحلواس ‪ ،‬والتعرف عليه مع االستقصاء الدقيق‪،‬‬
‫ويستعمل يف اخلري ‪ ،‬أما التجسس فيستعمل يف الشر‬ ‫استيأسوا‪ :‬يئسوا من إجابة طلبهم يأسا تاما‬ ‫محل بعري‪ :‬مقدار ما حيمله اجلمل من الطعام (املؤونة)‪.‬‬
‫روْح اهلل‪ :‬رمحته و فرجه و تنفيسه‬ ‫خلصوا جنيا‪ :‬انفردوا مُتناجني مُتشاورين‪.‬‬ ‫زعيم‪ :‬كفيل وضامن‬
‫مسنا وأهلنا الضر‪ :‬أصابنا القحط واجملاعة‪.‬‬ ‫أبرح األرض‪ :‬لن اغادر أرض مصر‪.‬‬ ‫فهو جزاؤه‪: :‬جزاء السارق أن يُسْرتق ويصبح عبدا ومملوكا ملن سَرَق‬
‫بضاعة مزجاة‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬كانت دراهمهم رديئة ال تُقبل يف مثن الطعام‬ ‫سولت‪ :‬زينت وسهًّلت‪.‬‬ ‫منه‪.‬‬

‫وصف حال يعقوب عليه السالم وهو يواجه ما استجد من البالء‪:‬‬ ‫فشل اإلخوة يف ختليص أخيهم الصغري‪ ،‬وانصرافهم‬ ‫حيلة يوسف عليه السالم لالحتفاظ بأخيه اىل جانبه ‪،‬‬
‫للتشاور واملناجاة‪.‬‬ ‫بتدبري ووحي من اهلل عز وجل‪:‬‬
‫‪ o‬الصرب اجلميل ‪.‬‬ ‫أحد اإلخوة يُذكر إخوته مبيثاقهم مع أبيهم‪ ،‬وتفريطهم‬ ‫✓ حيلة صواع امللك‪.‬‬
‫‪ o‬العمى من كثرة البكاء واحلزن‪.‬‬ ‫يف يوسف من قبل‪.‬‬ ‫✓ اتهام إخوة يوسف بالسرقة‪.‬‬
‫‪ o‬اليقني يف قدرة اهلل ‪ ،‬وعدم اليأس من رمحة اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫إصراره على البقاء يف أرض مصر‪ ،‬ونصح إخوته بالرجوع‬
‫✓ جعل يوسف جعال (جائزة) ملن جييء بالصواع‪.‬‬
‫عودة ثالثة إلخوة يوسف اىل مصر و طلبهم املؤونة والصدقة ‪.‬‬ ‫وذكر احلقيقة لألب‪.‬‬
‫✓ اسرتقاق الذي سرق‪ ،‬كما يف نظام يعقوب وشريعة‬
‫حماولة اإلخوة إقناع أبيهم باحلقيقة‬
‫دينه‬

‫✓ الشكوى إىل اهلل ال تنايف الصرب‪ ،‬وإمنا الذي ينافيه‪ ،‬الشكوى إىل‬ ‫✓ كظم الغيظ و الصرب على األذى من صفات‬ ‫✓قضاء حاجة احملتاج ولو أساء إليك (إكرام يوسف‬
‫احملسنني‪.‬‬ ‫إلخوته)‬
‫املخلوقني‪.‬‬ ‫✓حسن تدبري اهلل تعاىل ألمور من وثق باهلل و صرب على‬
‫✓ أهمية التشاور اجلماعي قبل اختاذ أي موقف‬
‫االبتالء‪.‬‬
‫✓ عدم اليأس من رمحة اهلل أثناء البحث املتكرر عمَّا نفقده من أشياء‬ ‫أو قرار فيما يَعْرِض لنا من قضايا‬
‫✓مشروعية احليلة اليت تهدف إىل إحقاق احلق‪.‬‬
‫✓ وجوب احلرص على الوفاء بالعهد‬
‫أو أشخاص أو أثناء حماولة حتقيق األهداف‪.‬‬

‫التشاور – اإلحلاح و اإلصرار – اليقني‬ ‫الصرب ‪ -‬اليقني ‪ -‬كظم الغيظ‬ ‫اإلحسان ‪ -‬الكرم ‪ -‬احللم ‪ -‬العفو‬
‫املستوى‪ :‬السنة األوىل باك‬
‫‪111‬‬ ‫‪89‬‬ ‫األستاذ‪ :‬نورالدين شعييب‬

‫من اآلية ‪ 102‬إىل ‪111‬‬ ‫من اآلية ‪ 94‬إىل ‪101‬‬ ‫من اآلية ‪ 89‬إىل ‪93‬‬

‫أنباء الغيب‪ :‬أخبار من الغيب‬ ‫ريح يوسف‪ :‬رائحته‬ ‫فصلت العري‪ :‬غادرت أرض مصر و تفرقت‬ ‫من اهلل علينا‪ :‬أنعم اهلل‬
‫ميكرون‪ :‬خيادعون وحيتالون‬ ‫علينا وأكرمنا‬
‫إنك لفي ضاللك القديم‪ :‬لفي خطئك‬ ‫تفندون‪ :‬تكذبون‬
‫معرضون‪ :‬غافون و ال يبالون‬ ‫آثرك اهلل علينا‪ :‬فضلك‬
‫القديم أي حمبتك ليوسف‬ ‫واختارك اهلل علني‬
‫غاشية‪ :‬مصيبة تصيبهم من اهلل‬
‫فارتد بصريا‪ :‬عاد له بصره‬ ‫جاء البشري‪ :‬إشارة إىل القميص‬ ‫ال تثريب عليكم‪ :‬ال لوم‬
‫على بصرية‪ :‬على علم وبينة‬
‫وال عقاب عليكم‬
‫استيأس‪ :‬يئسوا وقنطوا من النصر‬ ‫العرش‪ :‬مكان جلوس امللك‬ ‫آوى إليه أبويه‪ :‬ضمهما وعانقهما‬
‫يأت بصريا‪ :‬يعود له‬
‫عربة ألوىل األلباب‪ :‬تذكرة ألصحاب العقول الراجحة‬ ‫نزغ الشيطان‪ :‬فرق بيننا وأغوى إخوتي‬ ‫وخروا له سجدا‪ :‬سجدوا له تعظيما ملكانته‪.‬‬ ‫بصره‬

‫✓ وجوب اتباع األنبياء والرسل والدعوة اىل اهلل عز‬ ‫✓ اسرتجاع يعقوب عليه السالم بصره بفضل قميص يوسف عليه السالم‪.‬‬ ‫✓ عفو يوسف عليه‬
‫وجل عن علم وبصرية ‪.‬‬ ‫✓ استغفار يعقوب عليه السالم ألبنائه‬ ‫السالم عن إخوته بعد‬
‫✓ اعتبار قصص األمم السالفة عرب ألولي األلباب‬ ‫✓ دخول آل يعقوب مصر نزوال عند طلب يوسف عليه السالم وسجودهم له حتقيقا الرؤيا‪.‬‬ ‫تعرفهم عليه‬
‫ودليل على صدق نبوة الرسول عليه الصالة‬ ‫✓ منن اهلل على يوسف عليه السالم جزاء على إحسانه وعفته‪ ..‬مل متنعه من الدعاء حبسن‬ ‫واعرتافهم خبطئهم‬
‫والسالم‬ ‫اخلامتة‪.‬‬
‫✓ الدعوة إىل التأمل يف الكون وجتنب اإلعراض عنها وحماولة اإلخوة إقناع أبيهم باحلقيقة‬
‫✓ أهمية طلب العلم‬ ‫وجوب اإلميان بقدرة اهلل على مساندة عباده‬ ‫✓‬ ‫✓ وجوب التحلي‬
‫اإلميان بقدرة اهلل على مل مشل األهل‬ ‫✓‬ ‫بالعفو والتسامح من‬
‫✓ ‪-‬أن قصص األمم السالفة من أنباء الغيب‬ ‫جتنب اليأس من رمحة اهلل‬ ‫✓‬ ‫أجل جعل الروابط‬
‫طلب االستغفار من اهلل‬ ‫✓‬ ‫متماسكة‬
‫الدالة على صدق نبوة حممد عليه الصالة‬
‫أن الرؤى حق حيققها اهلل‬ ‫✓‬
‫والسالم ‪.‬‬ ‫وجوب التأمل يف ملكوت اهلل إلدراك حقيقة اخلالق‬ ‫✓‬

‫✓‬
‫اليقني‪-‬أن القصص فيها تسلية و مواعظ ‪.‬‬ ‫التسامح – الشكر ‪ -‬الدعاء‬ ‫العفو ‪ -‬التوبة‬
‫✓ ‪-‬الدعوة إىل الوحدانية هي طريق الرسول‬
‫اإليمان والغيب‬

‫احملور األول‪ :‬حقيقة اإلميان وشروطه‬


‫‪ .1‬مفهوم االميان‪:‬‬
‫‪ .2‬لغة‪ :‬التصديق والوثوق‪ ،‬ومنه قوله تعاىل يف سورة يوسف‪﴿ :‬وما أنت مبومن لنا ولو كنا صادقني﴾‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو التصديق اجلازم ابهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر والقضاء والقدر خريه وشره‪ .‬أو هو التصديق ابلقلب واإلقرار ابللسان والعمل ابجلوارح‪.‬‬
‫‪ .3‬حقيقة اإلميان‪:‬‬
‫تتجلى حقيقة اإلميان يف كونه ليس عقيدة حملها القلب فقط‪ ،‬وإمنا هو عقيدة متأل القلب وينتج عنها آاثرها من أقوال وأفعال صاحلة‪ ،‬تسهم يف عمارة األرض وإصالحها‪.‬‬
‫‪ .4‬شروط اإلميان‪:‬‬
‫‪ .1‬شكر هللا تعاىل على نعمه‪.‬‬
‫‪ .2‬حمبة هللا تعاىل ورسوله أكثر من حب النفس واألهل‪.‬‬
‫‪ .3‬اخلوف من هللا تعاىل والرجاء يف رمحته‬
‫‪ .4‬الرضا بقضاء هللا وقدره‪.‬‬
‫‪ .5‬فائدة‪ :‬ميكن مجع شروط اإلميان يف كلمة "مشخر" (ش‪ :‬شكر هللا‪ ،‬م‪ :‬حمبة هللا ورسوله‪ ،‬خ‪ :‬اخلوف والرجاء‪ ،‬ر‪ :‬الرضا مبا قسمه هللا)‬

‫احملور الثاين‪ :‬مفهوم الغيب وداللة اإلميان به‬

‫‪ .1‬مفهوم الغيب‪ :‬لغة‪ :‬كل ما غاب عن إدراك حواس االنسان‪ .‬واصطالحا‪ :‬هو كل ما ال سبيل إىل االميان به إال عن طريق اخلرب اليقيين من قرآن وسنة نبوية‪.‬‬
‫‪ .2‬حكمه الشرعي‪ :‬واجب على كل مسلم ومسلمة‬
‫‪ .3‬أقسامه‪:‬‬
‫غيب نسيب‪ :‬ميكن االطالع عليه إن توفرت الشروط الالزمة من وحي‪ ،‬أو علم أو تكنولوجيا‪ ،‬مثل‪ :‬قصة يوسف‪ ،‬الفريوسات‪ ،‬والكواكب‪...‬‬ ‫•‬
‫غيب مطلق‪ :‬ال ميكن االطالع عليه مطلقا‪ ،‬مثل‪ :‬مقدار الرزق‪ ،‬ووقت الوفاة‪...‬‬ ‫•‬
‫داللة االميان ابلغيب (العالقة بني اإلميان والغيب)‪ :‬اإلميان ابلغيب من مقتضيات اإلميان‪ ،‬حيث يدل اإلميان ابلغيب على صدق ومتام إميان اإلنسان ابهلل تعاىل‪ ،‬ألن‬
‫أركان اإلميان الستة كلها من الغيبيات‬

‫احملور الثالث‪ :‬أثر اإلميان ابلغيب يف التصور والسلوك وعواقب التكذيب به‬

‫‪ .1‬أثر اإلميان ابلغيب يف التصور والسلوك‬


‫على مستوى التصور‪ :‬الشعور برقابة هللا تعاىل‪ ،‬الشعور بطمأنينة القلب‪ ،‬معرفة حقائق الوجود‪ ،‬اخلشوع‪ ،‬حترر الصدر من احلون والغم‪...‬‬
‫على مستوى السلوك‪ :‬االستقامة على أمر هللا تعاىل‪ ،‬الرضا بقضاء هللا وقدره‪ ،‬التخلص من العجز والكسل‪ ،‬الدعوة إىل اخلري‪...‬‬
‫‪ .2‬عواقب التكذيب ابلغيب على التصور والسلوك‪:‬‬
‫على مستوى التصور‪ :‬الشعور بضيق النفس‪ ،‬اخلوف من املوت‪ ،‬احلسد واحلقد‪...‬‬
‫على مستوى السلوك‪ :‬الطمع واجلشع‪ ،‬ارتكاب الفواحش من قتل وزان‪ ،‬التعلق ابلدنيا وملذاهتا‪...‬‬

‫عالقة درس اإلميان والغيب بسورة يوسف‬


‫• قصة يوسف عليه السالم مع أبيه وإخوته كلها تدخل يف جمال الغيب النسيب الذي أوحاه هللا تعاىل لرسوله صلى هللا عليه وسلم مصداقا لقوله‬
‫تعاىل‪﴿ :‬حنن نقص عليك أحسن القصص مبا أوحينا إليك هذا القران وإن كنت من قبله ملن الغافلني﴾‪﴿ ،‬ذلك من انباء الغيب نوحيه إليك‪﴾..‬‬
‫• يوسف عليه السالم ويعقوب عليهما السالم مها منوذج لإلميان ابلغيب‪ ،‬وإخوته وامرأة العزيز هم منوذج للتكذيب ابلغيب‬
‫صلح الحديبية وفتح مكة‪ :‬دروس وعبر (الجزء األول)‬

‫احملور األول‪ :‬صلح احلديبية سياقه ونتائجه‬

‫‪ .1‬مفهوم صلح احلديبية‪:‬‬


‫هي معاهدة أبرمها الرسول صلى هللا عليه وسلم مع قريش يف شخص سهيل بن عمرو‪ ،‬ابحلديبية ضواحي مكة‪ ،‬يف السنة ‪6‬ه‪ ،‬بسبب منع قريش‬
‫للمسلمني من أداء العمرة‪.‬‬
‫‪ .2‬سبب صلح احلديبية‪:‬‬
‫منع قريش للمسلمني من أداء العمرة بعدما رأى الرسول صلى هللا عليه وسلم يف املنام‪ ،‬وهو ابملدينة‪ ،‬أنه دخل هو وأصحابه املسجد احلرام‪،‬‬
‫وطافوا واعتمروا‪.‬‬
‫‪ .3‬السياق التارخيي‪:‬‬
‫• خرج النيب عليه الصالة و السالم مع املهاجرين واألنصار وأخذ معه زوجته أم سلمة وقد بلغ عددهم ‪ 1400‬مسلم ‪ ،‬وأحرم ابلعمرة ‪ ،‬ليعلم‬
‫الناس عامة وقريش خاصة أنه ال يريد القتال‪ ،‬ومل خيرجوا معهم السالح إال سالح املسافر ‪ ،‬فسمع املسلمون خبروج قريش ليمنعوهم من دخول‬
‫مكة‪.‬‬
‫• أرسلت قريش عروة بن مسعود الثقفي للتفاوض‪ ،‬وبعد حديث طويل عاد إىل قريش وحدثهم عما رأى من حب الصحابة للرسول وأهنم يريدون‬
‫الصلح فرفضوا ذلك‪ ،‬مث أرسل النيب عليه السالم عثمان بن عفان إىل أهل مكة ليؤكد هلم الغرض من جميئه مع الصحابة‪ ،‬فمنعوه من العودة‬
‫وانتشرت إشاعة مقتله‪.‬‬
‫• دعا الرسول عليه الصالة والسالم أصحابه ملبايعته على املوت والقتال‪ ،‬فبايعوه حتت الشجرة على عدم الفرار‪ ،‬وأنه إما الصلح أو القتال‪ ،‬وملا‬
‫علمت قريش أبمر البيعة‪ ،‬خافوا ورأوا الصلح أوىل من مواجهته‪.‬‬
‫‪ .4‬مفهوم بيعة الرضوان‪:‬‬
‫مبايعة املسلمني للرسول صلى هللا عليه وسلم ابحلديبية حتت الشجرة يف السنة ‪6‬ه على الثبات و عدم الفرار‪ ،‬وأنه إما الصلح أو القتال‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب حبس قريش لعثمان بن عفان رضي هللا عنه وانتشار إشاعة مقتله‪.‬‬
‫‪ .5‬إبرام الصلح وبنوده‪:‬‬
‫عرفت قريش ضيق الوقت‪ ،‬فأسرعت إىل بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح‪ ،‬وأكدت له على الشروط اآلتية‪:‬‬

‫• توقف احلرب بني املسلمني واملشركني مدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬


‫• من أتى حممدا من قريش بغري إذن وليه رده عليهم‪ ،‬ومن جاء قريشا ممن مع حممد مل يردوه إليه‪.‬‬
‫• من أراد من القبائل الدخول يف عقد حممد وعهده دخل‪ ،‬ومن أراد الدخول يف عقد قريش وعهدهم دخل‪ .‬فدخلت خزاعة يف عهد املسلمني‪،‬‬
‫ودخلت بنو بكر يف عهد قريش‪.‬‬
‫• أن يرجع املسلمون من مكة هذا العام‪ ،‬وأيتوا يف العام القابل‪ ،‬وميكثوا يف مكة ‪ 3‬أايم‪ ،‬وليس معهم إال سالح الراكب أي السيوف يف أغمادها‬
‫‪ .6‬نتائج صلح احلديبية‪:‬‬
‫• اعرتاف قريش بدولة املسلمني‪.‬‬
‫• اعرتاف قريش حبق املسلمني يف أداء العمرة وهو اعرتاف ضمين بدين اإلسالم‬
‫• التفرغ للدعوة إىل اإلسالم ومراسلة ملوك العصر‬
‫• التفرغ لفتح خيب‪.‬‬
‫صلح الحديبية وفتح مكة‪ :‬دروس وعبر (الجزء الثاني)‬
‫املحور الثاني‪ :‬فتح مكة دواعيه و نتائجه‬

‫‪ .1‬مفهوم فتح مكة‪:‬‬


‫وتسمى أيضا ابلفتح األعظم‪ ،‬وهي غزوة قادها الرسول صلى هللا عليه وسلم يف السنة الثامنة للهجرة يف يوم ‪ 20‬من رمضان املوافق لـ ‪10‬يناير من سنة ‪630‬م‪ ،‬جاءت‬
‫بسبب نقض قريش لصلح احلديبية‪.‬‬
‫‪ .2‬سبب فتح مكة‪:‬‬
‫نقضت قريش لصلح احلديبية‪ ،‬حيث أعانت قريش سرا قبيلة بين بكر للهجوم على قبيلة خزاعة‪ ،‬وقتلوا منهم أكثر من ‪ 20‬رجال‪ ،‬فما كان من أمر قبيلة خزاعة إال أن‬
‫أرسلت وفدا إىل النيب عليه الصالة والسالم وأخربوه مبا حدث‪ ،‬فتوجه صلى هللا عليه وسلم لفتح مكة‪.‬‬
‫‪ .3‬السياق التارخيي‪:‬‬
‫الصحابة ابالستعداد‪ ،‬ومل خيرب أحدا من الناس كي ال يشيع اخلرب فتعلم قريش فتستعد‬ ‫االستعداد سرا‪ :‬بدأ َّ‬
‫الرسول عليه الصالة والسالم االستعدادات للفتح وأمر َّ‬ ‫•‬
‫للحرب‪ ،‬والنيب ال يريد حراب وال إراقة الدماء‪ ،‬وكان يقول يف دعائه‪" :‬اللهم ُخذ العيون واألخبار عن قر ٍ‬
‫يش‪ ،‬حىت نبغتها يف بالده"‬
‫حاطب بن أيب بلتعة حياول إخبار قريش‪ :‬كان حلاطب بن أيب بلتعة أقارب مبكة وأراد أن يتخذ عند قريش معروفا ليدفع عنهم أذاهم‪ ،‬فكتب رسالة إىل قريش وبعثها مع‬ ‫•‬
‫امرأة ليخربهم بقدوم النيب ‪ ‬إىل مكة‪ ،‬فعلم النيب عليه الصالة والسالم اخلرب بواسطة الوحي‪ ،‬فبعث علي بن أيب طالب والزبري بن العوام رضي هللا عنهما إلحضار تلك‬
‫الرسالة‪ ،‬ففعلوا وجاؤوا هبا إىل النيب عليه الصالة والسالم‪ ،‬فيها (من حاطب بن أيب بلتعة إىل قريش‪ ،)...‬فقال له النيب عليه الصالة والسالم‪ :‬ما محلك على هذا اي‬
‫حاطب؟ فأجاب أنه أراد أن يصنع لقريش معروفا حلماية أقاربه ال غري‪ ،‬فصدقه النيب عليه الصالة والسالم وساحمه على ذلك‪.‬‬
‫دخول النيب صلى هللا عليه وسلم مكة املكرمة‪ :‬دخل النيب عليه الصالة والسالم مكة‪ ،‬متواضعا وخاشعا على ما أكرمه هللا به من النصر‪ ،‬مث دخل إىل الكعبة وحطم‬ ‫•‬
‫األصنام اليت بلغ عددها ‪ 360‬صنم‪ ،‬مث طاف ابلبيت ووقف خيطب يف الناس خطبة الفتح‪.‬‬
‫أخ ٍ‬
‫كرمي»‪ ،‬فقال‪ :‬أقول لكم كما قال‬ ‫أخ كرميٌ وابن ٍ‬ ‫العفو الكبري‪ :‬وجه النيب صلى هللا عليه وسلم خطابه لقريش قائال‪ :‬ما تظنون أين فاعل بكم؟»‪ ،‬فقالوا‪ً :‬‬
‫«خريا‪ٌ ،‬‬ ‫•‬
‫يب َعلَْي ُك ُم الْيَـ ْوَم يـَغْ ِفُر هللاُ لَ ُك ْم» اذهبوا فأنتم الطلقاء‪،‬‬
‫يوسف ألخوته‪« :‬الَ تَـثْـَر َ‬
‫‪ .4‬نتائج فتح مكة‪:‬‬
‫القضاء على األصنام رموز الشرك‪ ،‬ورفع كلمة التوحيد‪.‬‬ ‫•‬
‫إسالم كرباء قريش مثل أيب سفيان‪ ،‬وهند بنت عتبة‪ ،‬وأيب قحافة والد أيب بكر الصديق‪...‬‬ ‫•‬
‫القضاء على هيمنة قريش على القبائل العربية‪.‬‬ ‫•‬
‫تثبيت عقيدة املسلمني بتحقق الوعد اإلالهي للرسول صلى هللا عليه وسلم ابلنصر والتأييد‬ ‫•‬
‫ازدايد عدد املسلمني بدخول الناس يف دين هللا أفواجا‪.‬‬ ‫•‬

‫املحور الثالث‪ :‬قيم الحرية والسالم والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار اإلسالم و بقائه‬

‫قيمة احلرية‪ :‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اذهبوا فأنتم الطلقاء" داللة على مطلق احلرية يف االختيار دون إكراه‪.‬‬ ‫•‬
‫قيمة السالم‪ :‬اجتاه الرسول صلى هللا عليه وسلم ألداء العمرة سلميا بدون حرب‪ ،‬وفتح مكة سلميا‪.‬‬ ‫•‬
‫قيمة العفو والتسامح‪ :‬تسامح الرسول صلى هللا عليه وسلم مع عمر الذي كان من أشد املعارضني لبنود صلح احلديبية‪ .‬وعفوه صلى هللا عليه وسلم عن قريش يف فتح‬ ‫•‬
‫مكة‪.‬‬
‫قيمة الوفاء ابلعهود‪ :‬االلتزام بكل بنود صلح احلديبية عكس قريش اليت نقضت العهد‪.‬‬ ‫•‬

‫عالقة درس الرسول ﷺ يف بيته بسورة يوسف‬

‫صلح احلديبية وفتح مكة ابتدأ برؤاي وانتهى بتحقق الرؤاي‪ ،‬وكذلك قصة يوسف‪.‬‬ ‫•‬
‫حفظ الرسول ﷺ األمانة اباللتزام ببنود صلح احلديبية‪ ،‬وكذلك يوسف حفظ األمانة مع العزيز بعدم إفشاء سر مراودة امرأة العزيز له‪.‬‬ ‫•‬
‫سامح الرسول ﷺ أهل قريش يف فتح مكة‪ ،‬كما سامح يوسف عليه السالم إخوته‪.‬‬ ‫•‬
‫فقه األسرة‪ :‬الزواج األحكام والمقاصد‬

‫احملور األول‪ :‬األسرة يف اإلسالم‪ :‬مفهومها و مكانتها‬

‫‪ .1‬مفهوم األسرة يف اإلسالم‪ :‬هي تلك الوحدة االجتماعية اليت تتكون من زوج وزوجة‪ ،‬جتمعهما جمموعة من احلقوق والواجبات‪ ،‬وهي الشكل االجتماعي الشرعي املعرتف به إلجناب‬
‫األبناء‪ .‬أو هي أصل اجملتمع ونواته األوىل الناجتة عن الرابطة الزوجية الشرعية بني الرجل واملرأة‪ ،‬وتضم اآلابء واألوالد ومتتد لتشمل األقارب واألرحام‪.‬‬
‫‪ .2‬مكانة األسرة يف اإلسالم‪ :‬لألسرة مكانة عظيمة يف اإلسالم تتجلى يف‪:‬‬
‫كوهنا احملضن األول لإلنسان الذي يتلقى فيه أصول األخالق والقيم‪.‬‬ ‫•‬
‫• هي نواة اجملتمع وأصل صالحه أو فساده‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أبصل ِ‬
‫حث على الزو ِاج ورغَّب يف النكاح‪ُ ،‬‬
‫وحسن اختيار الزوج‪.‬‬ ‫أتسيسها حيث‪َّ :‬‬ ‫لذلك اعتىن اإلسالم ِ‬

‫احملور الثاّن‪ :‬الزواج تعريفه‪ ،‬حكمه‪ ،‬أركانه وشروطه‬


‫‪ .4‬أركان الزواج وشروطه‪:‬‬ ‫‪ .1‬مقدمات الزواج‪:‬‬
‫اختيار الزوج‪ :‬ويكون بناء على الدين واخللق‪ ،‬قال ﷺ‪" :‬إذا خطب إليكم من‬ ‫•‬
‫شروط الزواج‬ ‫أركان الزواج‬
‫ترضون دينه وخلقه فزوجوه‪ ،‬إال تفعلوا تكن فتنة يف األرض وفساد عريض"‬
‫‪.1‬األهلية‪ :‬أن يكون الزوجان عاقلني ابلغني سن الزواج‪.‬‬ ‫اخلطبة‪ :‬وهي‪" :‬تواعد بني رجل وامرأة على الزواج"‪ .‬قال صلى هللا عليه وسلم‬ ‫•‬
‫‪.2‬انتفاء املوانع الشرعية اليت متنع صحة الزواج‪ :‬كأن‬ ‫للمغرية‪" :‬انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"‬
‫‪.1‬احملل‪ :‬ومها الزوجان‪.‬‬
‫ال تكون املرأة زوجة للغري أو معتدة منه‪ .‬وأال يكوان حمرمني‬ ‫‪ .2‬تعريف الزواج‪:‬‬
‫بنسب أو رضاع أو مصاهرة‪.‬‬ ‫ميثاق تراض وترابط شرعي بني رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف‬
‫‪.3‬موافقة النائب الشرعي‪ :‬إذا كان أحد الزوجني قاصرا‬ ‫‪.2‬الصيغة‪ :‬اللفظ الدال على‬ ‫وإنشاء أسرة مستقرة برعايتهما‬
‫حكمه الشرعي‪ :‬األصل يف الزواج الندب واالستحباب‪ ،‬وتعرتيه األحكام الشرعية النكاح إجيااب وقبوال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫اخلمسة‪:‬‬
‫‪.4‬عدم االتفاق على إسقاط الصداق‪ :‬فيجب أن يصرح‬ ‫‪.3‬الصداق أو املهر‪ :‬هو ما‬
‫واجب‪ :‬إذا خشي على نفسه الوقوع يف احلرام‬ ‫•‬
‫به يف عقد الزواج‪.‬‬ ‫يقدمه الزوج حني كتابة العقد‬
‫مباح‪ :‬ملن ال خياف على نفسه الوقوع يف احلرام‪ .‬وال يرغب يف األوالد‪.‬‬ ‫•‬
‫‪.5‬مساع العدلني‪ :‬وذلك إبثبات اإلجياب والقبول يف وثيقة‬ ‫‪.4‬اإلشهاد‪ :‬ما يتواله العدالن‬ ‫مكروه‪ :‬يف حق من يسيئ من خالله إىل املرأة اليت سيتزوجها‬ ‫•‬
‫عقد الزواج‬ ‫املتلقيان لإلشهاد‪.‬‬ ‫حمرم‪ :‬يف حق من سيضر ابليت سيتزوجها كمن كان مريضا مرضا معداي خطريا‪.‬‬ ‫•‬

‫احملور الثالث‪ :‬مقاصد الزواج وغاَيته‬


‫لص ْوِم فَإِنَّهُ لَهُ ِو َجاء‬
‫ص ُن لِْل َفْرِج َوَم ْن ََلْ يَ ْستَ ِط ْع فَ َعلَْي ِه ِاب َّ‬‫َح َ‬ ‫ص ِر َوأ ْ‬
‫اب م ِن استطَاع الْباءةَ فَ ْلي ت زَّوج فَإِنَّه أَ َغ ُّ ِ‬
‫ض ل ْلبَ َ‬ ‫اَّلل ﷺ‪َ :‬اي َم ْع َشَر الشَّبَ ِ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫ول َِّ‬
‫حتقيق اإلحصان والعفاف‪ :‬قال َر ُس ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫ك‬‫اجا لِتَ ْس ُكنُوا إِل َْي َها َو َج َع َل بَ ْي نَ ُك ْم َم َو َّدةً َوَر ْمحَةً إِ َّن ِيف ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫حتقيق املودة والرمحة وحتقيق السكن النفسي‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬وم ْن آ َََيته أَ ْن َخلَ َق لَ ُك ْم م ْن أَنْ ُفس ُك ْم أَ ْزَو ً‬ ‫‪.2‬‬
‫ت لِ َق ْوٍم يَتَ َف َّك ُرو َ‬
‫ن﴾(الروم‪)21:‬‬ ‫ََلََي ٍ‬
‫َ‬
‫يض"‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫ْ َ ٌَ َ ٌ‬‫ع‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫َر‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُوا‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫وه‬ ‫ج‬
‫َ َ ْ ْ َ ْ َْ َْ َ َُ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ َ َ ْ َْ‬‫ِ‬
‫و‬ ‫ز‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫َب‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ﷺ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‬
‫َّ‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪:‬‬ ‫الفواحش‬ ‫تفشي‬ ‫من‬ ‫اجملتمع‬ ‫حتصني‬ ‫‪.3‬‬
‫َ َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُود فَإِّن ُم َكاث ٌر ب ُك ْم األ َُم َم"‬ ‫ود ال َْول َ‬
‫تكثري سواد األمة‪ :‬أي زايدة عدد املسلمني‪ ،‬قال الرسول ﷺ‪" :‬تَ َزَّو ُجوا ال َْو ُد َ‬ ‫‪.4‬‬
‫بقاء النوع اإلنساّن‪ :‬على وجه سليم لعدم الوقوع يف اختالط األنساب‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .6‬إنشاء أسرة مسلمة مستقرة‬

‫عالقة درس الزواج بسورة يوسف‬

‫اختيار الزوج بناء على الدين واألخالق‪ ،‬وأتسيس العالقة الزوجية على املودة والرمحة يضفي السكينة على األسرة‪ ،‬مما حيصن الزوجني من الوقوع يف الفواحش‪ ،‬كما‬ ‫•‬
‫وقع لعزيز مصر مع زوجته اليت أرادت خيانة زوجها‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وراودته اليت هو يف بيتها عن نفسه وغلقت األبواب وقالت هيت لك قال معاذ هللا إنه ريب‬
‫أحسن مثواي﴾‪.‬‬
‫حق هللا‪ :‬الوفاء باألمانة والمسؤولية‬

‫احملور األول‪ :‬ميزة احلقوق يف اإلسالم‪:‬‬

‫احلقوق يف اإلسالم تشمل حق للا (توحيد للا وعبادته‪ )...‬وحق النفس (الصرب والبقي‪ )...‬وحق الغي (العفة واحلياء‪ )...‬وحق احمليط أو البيئة‬
‫(التوسط واالعتدال يف استغالل خيات األرض‪)...‬‬
‫وميزة هذه احلقوق يف اإلسالم‪ :‬أن كل هذه احلقوق سواء كانت للنفس أو للغي أو للبيئة فهي حقوق هلل تعاىل‪ ،‬مبعىن‪ :‬أنه ليس لإلنسان احلرية‬
‫يف أداء هذه احلقوق أو تركها‪ ،‬بل واجب عليه أداؤها‪ ،‬وهو حماسب على التفريط فيها أو تضييعها‪.‬‬
‫ك َح ًّقا‪ ،‬فَأَ ْع ِط ُك َّل ِذي َح ٍّق َح َّقهُ"‪.‬‬ ‫ك َح ًّقا‪ ،‬و ِأل ْهلِ َ‬
‫ك َعلَيْ َ‬ ‫ك َح ًّقا‪َ ،‬ولِنَ ْف ِس َ‬
‫ك َعلَيْ َ‬ ‫عن سلمان الفارسي رضي للا عنه قال‪" :‬إِ َّن لَِربِ َ‬
‫ك َعلَيْ َ‬

‫احملور الثاين‪ :‬الوفاء ابألمانة واملسؤولية‪ ،‬املفهوم و التجليات‬

‫• مفهوم الوفاء ابألمانة واملسؤولية‪ :‬التزام عملي من منطلق إمياين وشعور ابحملاسبة واملساءلة‪ ،‬حبفظ العهود واحلقوق والقيام بكل الواجبات‬
‫والتكاليف الرابنية وحتمل تبعاهتا‪.‬‬
‫• جتليات ومظاهر الوفاء ابألمانة واملسؤولية (الضرورات اخلمس)‬
‫حفظ الدين‪ :‬ابجتناب احملرمات والقيام ابلواجبات‪﴿ .‬ما كان لنا أن نشرك ابهلل من شيء﴾‬ ‫•‬
‫ِِ‬ ‫حفظ النفس‪ :‬ابالعتناء هبا وعدم تعريضها للضرر‪﴿ .‬قَ َ ِ ِ‬
‫ي﴾‬ ‫ال قَائ ٌل مْن ُه ْم َال تَ ْقتُلُوا ‪ ....‬إِن ُكنتُ ْم فَاعل َ‬ ‫•‬
‫حفظ العقل‪ :‬ابلتعلم والتعليم والتأمل يف عظمة اخللق‪ ۞﴿ .‬ذلكما مما علمين ريب﴾ ﴿أأرابب متفرقون خي ام للا الواحد القهار﴾‬ ‫•‬
‫﴿وَر َاوَدتْهُ الَِِّت ُه َو ِيف بَْيتِ َها َع ْن نَ ْف ِس ِه ‪...‬إِنَّهُ َال يُ ْفلِ ُح الظَّالِ ُمو َن﴾‬
‫حفظ العرض‪ :‬ابلوفاء بي الزوجي واجتناب اخليانة‪َ .‬‬ ‫•‬
‫ظ َعلِ ٌيم﴾‬
‫صهُ ‪ ...‬إِِين َح ِفي ٌ‬ ‫ال الْملِك ائْ ت ِوين بِِه أ ِ‬
‫َستَ ْخل ْ‬
‫ْ‬ ‫﴿وقَ َ َ ُ ُ‬ ‫حفظ املال‪ :‬ابلكسب احلالل واإلخالص والوفاء يف العمل‪َ .‬‬ ‫•‬

‫احملور الثالث‪ :‬الوفاء ابألمانة واملسؤولية أساس نشر الثقة وشرط مناء اجملتمع وصالحه‬

‫• الوفاء ابألمانة واملسؤولية أساس نشر الثقة بني الناس‪:‬‬

‫فاجملتمع الذي يتميز أانسه ابلوفاء ابألمانة واملسؤولية تسود فيه احملبة والثقة بي أفراده مما جيعلهم يعيشون يف راحة واطمئنان وسالم وأمان عكس اجملتمع‬
‫الذي يكثر فيه اخليانة والغش‪ ...‬فتُفقد الثقة واحملبة بي أفراده‪.‬‬

‫• الوفاء ابألمانة واملسؤولية شرط مناء اجملتمع وصالحه‪:‬‬

‫ال ميكن جملتمع أن ينمو ويتقدم ويصلح ويسي على الطريق الصحيح ما مل يكن وفيا ابألمانة واملسؤولية‪ ،‬وما نراه اآلن يف واقعنا من تدهور وفساد يف كثي‬
‫من اجملاالت ما هو إال نتيجة لعدم الوفاء ابألمانة واملسؤولية‪.‬‬

‫عالقة درس الوفاء ابألمانة واملسؤولية بسورة يوسف‬

‫• حتمل يوسف عليه السالم ملسؤولية خزائن األرض ألمانته وعلمه‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬قال اجعلين على خزائن االرض إين حفيظ عليم﴾‬
‫الكفاءة واالستحقاق أساس التكليف‬

‫احملور اْلول‪ :‬معىن التكليف وحتمل املسؤولية من املنظور الشرعي‬

‫• مفهوم التكليف‪ :‬إلزام املكلف مبقتضى خطاب الشرع‪ ،‬مبعرفة دين هللا وما جاء فيه من وأوامر ونواهي وأحكام‪،‬‬
‫ليقوم بتطبيقه يف حياته‬
‫• مفهوم حتمل املسؤولية‪ :‬التعهد بتسيري شؤون أمر ما سيسأل عنه وحياسب عليه‪ ،‬مثل تويل وظيفة‪ ،‬أو مهمة‪.‬‬

‫احملور الثاّن‪ :‬مفهوم الكفاءة واالستحقاق والعالقة بينهما‬

‫‪ .1‬مفهوم الكفاءة‪ :‬هي جمموع الصفات الدالة على مماثلة قدرة من كلف مبهمة أو مسؤولية ملستوى املهمة اليت كلف‬
‫هبا‪ ،‬فهو جدير هبا ملكافأته هلا‪.‬‬
‫‪ .2‬أسس الكفاءة‪:‬‬
‫• االستقامة وحسن اخللق‬ ‫• القوة واألمانة‬ ‫• العلم واخلربة‬
‫‪ .3‬مفهوم االستحقاق‪ :‬األوىل واألحق ابلشيء‪ ،‬واملستحق لألمر الذي توفرت فيه شروط الكفاءة (الدين واألمانة‬
‫والعلم والصدق والقوة والشجاعة‪)...‬‬
‫‪ .4‬العالقة بني الكفاءة واالستحقاق‪ :‬الشرط األساسي الستحقاق مهمة أو وظيفة ما هو التوفر على أسس وشروط‬
‫الكفاءة من علم وخربة وصدق وأمانة‪...‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬مبادرة الكفء خلدمة الصاحل العام‬

‫ينبغي ملن توافرت فيه أسس الكفاءة واالستحقاق املبادرة إىل طلب التعيني يف الوظائف السامية‪ ،‬ليتوصل بذلك‬
‫إىل نشر العدل ورفع الظلم‪ ،‬ونشر الفضائل واألخالق وقيم النزاهة والرمحة‪ ،‬واملبادرة ابألعمال الصاحلة اليت حتقق مناء‬
‫اجملتمع وصالحه‪ ،‬كما فعل يوسف عليه السالم عندما طلب من عزيز مصر جعله على خزائن األرض‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫يم﴾‬ ‫ض إييِّن ح يفي ٌ ي‬
‫اج َعل يِْن َعلَى َخ َزائي ين ْاْل َْر ي‬
‫ظ َعل ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫﴿قَ َ‬

‫عالقة درس الكفاءة واالستحقاق أساس التكليف بسورة يوسف‬

‫• إعالن سيدان يوسف عن كفاءته وقدرته على مواجهة أزمة اجلفاف يف وقت يفر فيه غري األكفاء من مناصبهم‬
‫ويتخلون عن وظائفهم ويقدمون استقاالهتم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬قال اجعلِن على خزائن االرض إّن حفيظ عليم﴾‬
‫اإليمان والعلم‬

‫احملور اْلول‪ :‬اإلسالم يدعو إىل العلم‬

‫‪ .1‬مفهوم العلم‪ :‬جمموع املعارف املكتسبة ابلدراسة يف حقل من حقول املعرفة‪ :‬مثل الفقه والرايضيات واهلندسة‪...‬‬
‫والعلم الشرعي‪ :‬هو ما أنزل هللا تعاىل على رسوله صلى هللا عليه وسلم من وحي (القران والسنة)‬
‫‪ .2‬دعوة اإلسالم إىل العلم‪ :‬دعا اإلسالم إىل العلم وحث على طلبه‪ ،‬ألنه ينري العقل ويكرم اإلنسان‪ ،‬حيث أن‪:‬‬
‫(العلق‪)1:‬‬ ‫أول آية نزلت على النيب الكرمي ﷺ تدعو إىل العلم ﴿اقرأ﴾‬ ‫•‬
‫ات﴾ (اجملادلة‪)11:‬‬ ‫رفع اإلسالم من شأن العلماء قال تعاىل‪﴿ :‬ي رفَ ِع هللاُ الَّ ِذين آَمنُوا ِم ْن ُكم والَّ ِذين أُوتُوا الْعِلْم َدرج ٍ‬ ‫•‬
‫َ ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ين ََل يَ ْعلَ ُمو َن إِ ََّّنَا يَتَ َذ َّك ُر أُولُو‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫نفى اإلسالم املساواة بني العامل واجلاهل‪﴿ :‬قُ ْل َه ْل يَ ْستَ ِوي الذ َ‬
‫ين يَ ْعلَ ُمو َن َوالذ َ‬ ‫•‬
‫اْلَلبَاب﴾ (الزمر‪)9:‬‬ ‫ْ‬
‫اَّللُ لَهُ طَ ِري ًقا‬
‫َّل َّ‬ ‫ك طَ ِري ًقا ي لْت ِم ِ ِ ِ‬ ‫•‬
‫ْما‪َ ،‬سه َ‬ ‫س فيه عل ً‬ ‫ََ ُ‬ ‫جعل اإلسالم العلم طريقا موصال إىل اجلنة‪ ،‬قال الرسول ﷺ‪َ " :‬م ْن َسلَ َ‬
‫إِ َىل ا ْجلَن َِّة‪"...‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬العلم يرسخ اإلميان ويقويه‬
‫العلم يهدي إىل اإلميان ويقويه من خالل التدبر يف التفكر يف األنفس واآلفاق‪ ،‬مما يؤدي ابلعبد إىل معرفة حقيقة هللا‬
‫وعظمته واستحقاقه وحده للعبادة والطاعة‪ ،‬مما حيرره من سيطرة غري هللا‪.‬‬

‫وُبُ ْم َوإِذَا تُلِيَ ْ‬ ‫ين إِذَا ذُكِ َر َّ‬


‫اَّللُ َو ِجلَ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم آ َََيتُهُ‬ ‫ت قُلُ ُ‬ ‫• فالعلم مفتاح قلوب اخلاشعني‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬إِ ََّّنَا ال ُْم ْؤمنُو َن الذ َ‬
‫اد ْْتُ ْم إِميَ ًاًن َو َعلَى َرُِبِِ ْم يَتَ َوَّكلُو َ‬
‫ن﴾(األنفال‪)2:‬‬ ‫َز َ‬
‫اَّلل ِمن ِعب ِ‬
‫ادهِ الْعُلَ َماءُ إِ َّن َّ‬ ‫• والعلم سبب خلشية العلماء املؤمنني‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬إِ ََّّنَا ََيْ َ‬
‫ور﴾(فاطر‪)28:‬‬ ‫اَّللَ َع ِز ٌيز غَ ُف ٌ‬ ‫شى ََّ ْ َ‬
‫اَّلل علَي ِه وسلهم‪" :‬والَّ ِذي نَ ْف ِسي بِي ِدهِ‬ ‫ول هِ‬
‫َ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫• كما أن العلم يزيد يف مراتب اإلميان من خالل ذكر هللا تعاىل‪ .‬قال َر ُس ُ‬
‫َصافَ َح ْت ُك ْم ال َْم َالئِ َكةُ َعلَى فُ ُر ِش ُك ْم َوِيف طُُرقِ ُك ْم ‪"...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومو َن َعلَى َما تَ ُكونُو َن ع ْندي َوِيف ال ِذ ْك ِر ل َ‬ ‫إِ ْن ل َْو تَ ُد ُ‬
‫احملور الثالث‪َ :‬ل تعارض بني العلم الصحيح واَلميان احلق‬

‫العلم يهدي إىل اإلميان‪ ،‬واإلميان يوجه العلم ويرشده لعمارة األرض فال يوجد تعارض بينهما‪ ،‬ألن اإلميان ال يكتمل مبجرد‬
‫االعتقاد القليب حىت يصدقه العمل‪ .‬والعمل ال يستقيم إال إذا بين على علم‪ ،‬لذلك وجب على املسلم أن يعمل على ترسيخ إميانه‬
‫ابلعلم الصحيح وجيتنب كل علم ال ينفع‪.‬‬

‫عالقة درس اَلميان والعلم بسورة يوسف‬

‫• مجعُ يوسف لل ِ‬
‫مانة والعل ِم جعاله أهال لتحمل مسؤولية تدبري خزائن األرض‪﴿ :‬قال اجعلين على خزائن اْلرض إين حفيظ عليم﴾‬ ‫َ‬
‫• إكرام هللا تعاىل ليوسف عليه السالم ابلعلم‪﴿ :‬وملا بلغ أشده آتيناه حكما وعلما﴾‬
‫الرسول ﷺ مفاوضا ومستشيرا‬

‫احملور األول‪ :‬مبدأ التفاوض يف معاملة الرسول صلى هللا عليه وسلم وفوائده‬

‫‪ .1‬مفهوم التفاوض‪:‬‬
‫لغة‪ :‬ابدله الرأي من أجل التوصل إىل تفاهم أو حل‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو أسلوب من أساليب حل النزاعات بني طرفني أو أكثر حول قضية ما من خالل تبادل وجهات النظر لتحقيق مصلحة أو هدف معني‪.‬‬
‫‪ .2‬عناصر التفاوض‪:‬‬
‫القضية التفاوضية‪ :‬اليت يتم التفاوض حوهلا مثل‪ :‬عقد الصلح يف احلديبية لتجاوز األزمة بني املسلمني وقريش‪.‬‬ ‫•‬
‫أطراف التفاوض‪ :‬مثل الرسول ﷺ وسهيل بن عمرو يف صلح احلديبية‪.‬‬ ‫•‬
‫املوقف التفاوضي ‪ :‬التفاوض موقف مرن يقوم على الفعل ورد الفعل إىل غاية حل النزاع بني األطراف املتفاوضة‪ ،‬مثل تطور املواقف بني الرسول ﷺ وسهيل بن عمرو إىل‬ ‫•‬
‫أن مت التوصل إىل وثيقة صلح متفق عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬مميزات أسلوب الرسول ﷺ التفاوضي من خالل صلح احلديبية‪:‬‬
‫تقوية املوقف التفاوضي للرسول ﷺ‪ :‬وذلك ببيعة الرضوان‪.‬‬ ‫•‬
‫إرابك اخلصوم‪ :‬ابستمالة بعض سادة قريش لصفه (احلليس بن علقمة زعيم األحابيش)‬ ‫•‬
‫كفاءة االنسحاب التفاوضي‪ :‬قبوله ﷺ عدم كتابة البسملة وحمو صفة رسول هللا‪.‬‬ ‫•‬
‫فرض احرتام قواعد التفاوض‪ :‬ابشرتاط إطالق سراح عثمان بن عفان رضي هللا عنه للشروع يف التفاوض‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ .4‬مناذج مفاوضات الرسول ﷺ‪:‬‬
‫مفاوضة الرسول ﷺ مشركي قريش يف صلح احلديبية يف شخص سهيل بن عمرو‪.‬‬ ‫•‬
‫مفاوضته ﷺ ليهود بين النضري يف شأن خيرب‪.‬‬ ‫•‬
‫مفاوضة الرسول صلى هللا عليه وسلم ألحد أسياد قريش وهو عُتبة بن ربيعة يف بداية الدعوة"‬ ‫•‬

‫احملور الثاين‪ :‬إعمال مبدأ الشورى يف سرية املصطفى صلى هللا عليه وسلم لتدبري شؤون املسلمني‬

‫‪ .1‬مفهوم الشورى‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هي طلب الرأي‬
‫اصطالحا‪ :‬إشراك أهل الرأي السديد والعلم اجمليد يف اختاذ القرار الرشيد‪.‬‬
‫‪ .2‬من أهم مشاوراته صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫استشارته ﷺ أصحابه رضوان هللا عليهم يف اخلروج لغزوة بدر‪.‬‬ ‫•‬
‫استشارته ﷺ أصحابه يف خطة الدفاع يف عزوة أحد‪.‬‬ ‫•‬
‫مشاورة الرسول ﷺ لزوجته أم سلمة رضي هللا عنها يف احلديبية عندما امتنع أصحابه عن التحلل من العمرة‪ ،‬فأشارت عليه أن ينحر وحيلق دون أن يكلم أحدا‪ ،‬ففعل‬ ‫•‬
‫وفعلوا مثله‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬من فوائد الشورى والتفاوض رص الصف الداخلي وتدبري االختالف‬

‫‪ .1‬من فوائد الشورى‪ :‬رص ومتاسك الصف الداخلي لألسرة واجملتمع‪ ،‬ابحلفاظ على وحدة املسلمني‪ ،‬مبا حيقق توحيد الكلمة وتقوية املوقف الداخلي‪...‬‬
‫‪ .2‬من فوائد التفاوض‪ :‬تدبري االختالف‪ ،‬ابلتزام قواعده وقيمه‪ ،‬عن طريق التحلي ابلصرب والتسامح واحرتام رأي اآلخر‪...‬‬
‫‪.3‬‬
‫عالقة درس الرسول ﷺ مفاوضا ومستشريا بسورة يوسف‬

‫فاوض اإلخوة يوسف عليه السالم حول إبقاء أخ هلم بدل أخيهم الصغري املتهم ابلسرقة‪﴿ :‬قالوا اي أيها العزيز إن له أاب شيخا كبريا فخذ أحدان مكانه إان نراك‬ ‫•‬
‫من احملسنني﴾‪ ،‬وبعدما فشلت املفاوضات جلأوا إىل التشاور من أجل االتفاق على اجلواب الذي سيقدمون ألبيهم‪﴿ :‬فلما استيئسوا منه خلصوا جنيا﴾‬
‫الطالق‪ :‬األحكام والمقاصد (الجزء األول)‬

‫احملور األول‪ :‬الطالق‪ :‬تعريفه‪ ،‬حكمه‪ ،‬شروطه‬


‫‪ .1‬مفهوم الطالق‪« :‬حل ميثاق الزوجية‪ ،‬ميارسه الزوج والزوجة‪ ،‬كل حبسب شروطه حتت مراقبة القضاء»‬
‫‪ .4‬من سبل الوقاية من الطالق‪:‬‬ ‫من أسباب الطالق‪:‬‬ ‫‪ .2‬حكمه‪ :‬االصل يف الطالق االابحة إذا كان بسبب ‪.3‬‬
‫‪ ‬التحلي بقيم الصرب والعفو والتسامح‪.‬‬ ‫ضعف اإلميان وعدم استحضاره يف احلياة الزوجية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫شرعي‪ ،‬إال أنه قد تعرتيه األحكام اخلمسة‪:‬‬
‫‪ ‬اعتبار الزواج امتحاان إلميان الزوجني‪.‬‬ ‫اخليانة الزوجية‬ ‫‪‬‬ ‫حرام‪ :‬إذا وقع يف حيض أو طهر صحبه وطء‪.‬‬
‫‪ ‬التدخل لعقد الصلح من طرف العائلة أو القاضي‪.‬‬ ‫سوء الظن بني الزوجني‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫مكروه‪ :‬إذا ووقع من غري سبب مع استقامة الزوجة‪.‬‬
‫‪ .5‬شروطه‪( :‬نفس شروط الطالق السين)‪:‬‬ ‫وجود عيب يف أحد الزوجني‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫واجب‪ :‬يف حالة أن احلياة الزوجية تعب وشقاق‪.‬‬
‫‪ .1‬أن يقع يف طهر‪ .2 ،‬قبل اجلماع يف هذا الطهر‪ .3 ،‬طلقة واحدة‬ ‫كثرة النشوز واخلصام والتباغض‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫مندواب‪ :‬يف حالة عدم العفة وعدم صون احلياة الزوجية‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم إيقاع طلقة أخرى يف العدة‪ .5 ،‬أن يشهد عدالن‬ ‫عدم اإلنفاق‪/‬الغيبة الطويلة‪...‬‬ ‫‪‬‬ ‫مباح‪ :‬إذا كان أحد الطرفني ال يطيق العيش مع االخر‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬أنواع الطالق والعدة‬


‫أنواع الطالق‪:‬‬

‫تعريفه‬ ‫نوع الطالق‬

‫هو ما وافق السنة النبوية وتوفرت فيه شروط الطالق‬ ‫سين‬

‫ابعتبار وقوعه‬
‫هو ما خالف السنة النبوية الشريفة واختل فيه شرط من شروط الطالق السين‪.‬‬ ‫بدعي(‪)1‬‬

‫ينهي عقد الزوجية يف املآل‪ ،‬وحيق فيه للزوج مراجعة زوجته داخل العدة بدون إذن وليها أو عقد جديد‪ ،‬لقوله تعاىل‪﴿ :‬وبعولتهن أحق بردهن‬
‫يف ذلك إن أرادوا إصالحا﴾(البقرة‪ )226:‬وعليه فقط إشهاد عدلني يقومان إبخبار القاضي فورا‪.‬‬
‫من أحكامه‪:‬‬
‫‪ .1‬إقامة املطلقة يف بيت الزوجية‪.‬‬
‫‪ .2‬النفقة عليها داخل العدة‪.‬‬
‫‪ .3‬جواز الدخول عليها‪ ،‬فإن مسها عُ َّد ذلك رجعة وجب توثيقها‪.‬‬
‫رجعي(‪)2‬‬
‫‪ .4‬حق التوارث بينهما إن مات أحدمها داخل العدة‪.‬‬
‫صوره‪:‬‬
‫‪ .1‬طالق بعد البناء (قبل انقضاء العدة)‪.‬‬
‫ابعتبار اآلاثر املرتتبة عليه‬
‫‪ .2‬التطليق‪/‬طالق القاضي بسبب عدم النفقة‪.‬‬
‫‪ .3‬التطليق‪/‬طالق القاضي بسبب اإليالء (وهو هجر الزوج لزوجته يف الفراش)‪.‬‬

‫ينهي عقد الزوجية يف احلال‪ ،‬وال مينع من جتديد العقد إذ حيق فيه للزوج مراجعة زوجته برضاها وصداق وعقد جديدين‪.‬‬
‫من صوره‪:‬‬
‫‪ .1‬الطالق الرجعي الذي انقضت عدته‪.‬‬
‫ابئن بينونة‬
‫‪ .2‬الطالق قبل البناء‪.‬‬
‫صغرى (‪)3‬‬
‫‪ .3‬التطليق‪/‬الطالق الذي يوقعه القاضي ابستثناء‪:‬‬
‫إذا كان السبب هو عدم النفقة‬ ‫•‬
‫إذا كان السبب هو اإليالء (هجر الزوج للزوجة يف الفراش)‬ ‫•‬
‫هو الطالق املكمل للثالث‪ ،‬ينهي عقد الزوجية يف احلال ومينع من جتديد العقد مع املطلقة إال بعد انقضاء عدهتا من آخر بىن هبا فعال بغري نية‬ ‫ابئن بينونة‬
‫(البقرة‪.)228 :‬‬ ‫التحليل‪ .‬لقوله تعاىل‪﴿ :‬فال حتل له من بعد حىت تنكح زوجا غريه﴾‬ ‫كربى (‪)4‬‬
‫(*) أنواع الطالق‪ ،‬املقصودة يف االمتحاانت اجلهوية‪ ،‬إذا مل حيدد اعتبار الوقوع أو اآلاثر‪.‬‬
‫الطالق‪ :‬األحكام والمقاصد (الجزء الثاني)‬

‫احملور الثاين‪ :‬أنواع الطالق والعدة ‪-‬اتبع‪-‬‬

‫مفهوم العدة‪ :‬هي املدة الزمنية ايل متتنع فيها املرأة عن الزواج بعد طالقها أو وفاة زوجها‪ ،‬للتأكد من براءة الرحم ورعاية حلق زوجها (وهذه احلكمة من تشريع العدة)‪.‬‬ ‫•‬

‫أنواع العدة‪:‬‬ ‫•‬


‫الدليل‬ ‫مدهتا‬ ‫نوع العدة‬
‫قُر ٍ‬ ‫أ‬ ‫﴿وال ُْمطَلَّ َق ُ‬
‫وء﴾(البقرة‪)228:‬‬
‫ص َن أِبَن ُفس أه َّن ثََالثَةَ ُ‬
‫َتبَّ ْ‬
‫ات يَ ََ‬ ‫قال تعال‪َ :‬‬ ‫ثالثة قروء‬ ‫عدة املرأة احلائض‬
‫يض أمن نأسائأ ُكم إأ أن ارتَ بْ تُم فَعأ َّد ُهتُ َّن ثََالثَةُ أَ ْش ُه ٍر و َّ أ‬ ‫الالئأي يَئأ ْس َن أم َن ال َْم أح أ‬ ‫﴿و َّ‬
‫الالئي ََلْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬ ‫قال تعال‪َ :‬‬ ‫ثالثة أشهر‬
‫عدة املرأة اليت ال حتيض‬
‫ن﴾(الطالق‪)4:‬‬
‫ضَ‬‫َ أح ْ‬ ‫(اليائس أو الصغرية)‬
‫ن﴾(الطالق‪)4:‬‬
‫ْحَْل َُه َّ‬ ‫ض ْع َن‬
‫َجل ُُه َّن أَن يَ َ‬ ‫َْحَ أ‬
‫ال أ َ‬ ‫ت ْاأل ْ‬
‫ُوَل ُ‬
‫﴿وأ َ‬
‫قال تعال‪َ :‬‬ ‫وقت وضع احلمل‬ ‫عدة املرأة احلامل‬

‫أ‬ ‫أربعة أشهر وعشرة‬ ‫األرملة‪/‬املتوىف عنها زوجها‬


‫ۖ﴾(البقرة‪)234:‬‬ ‫ص َن أِبَن ُف أس أه َّن أ َْربَعَةَ أَ ْش ُه ٍر َوعَ ْش ًرا‬
‫َتبَّ ْ‬
‫اجا يَ ََ‬
‫أ‬
‫﴿والَّذ َ‬
‫ين يُتَ َوفَّ ْو َن من ُك ْم َويَ َذ ُرو َن أَ ْزَو ً‬ ‫قال تعال‪َ :‬‬ ‫أايم‬ ‫(سواء دخل هبا أم ال)‬
‫وه َّن فَ َما لَ ُك ْم‬
‫س ُ‬‫وه َّن أمن قَ بْ أل أَن َتََ ُّ‬ ‫قال تعال‪َ﴿ :‬ي أَيُّ َها الَّ أذين آمنُوا إأذَا نَ َك ْحتُم الْم ْؤأمنَ أ‬
‫ات ُُثَّ طَلَّ ْقتُ ُم ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال توجد عدة‬ ‫املطلقة قبل الدخول‬
‫احا َأ‬ ‫أ‬ ‫ٍ‬ ‫أ أ‬
‫يال﴾ (األحزاب‪)49:‬‬ ‫َج ً‬ ‫َعل َْي أه َّن م ْن ع َ ْ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َ َ ً‬
‫ر‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫وه‬ ‫ح‬ ‫أ‬
‫ر‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫وه‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫م‬‫َ‬‫ف‬ ‫ۖ‬ ‫ا‬ ‫َن‬
‫َ‬ ‫ُّو‬
‫د‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫َّة‬
‫د‬

‫احملور الثالث‪ :‬مقاصد الطالق وآاثره على األسرة واجملتمع‬


‫‪ .1‬مقاصد الطالق‪:‬‬
‫• معاودة احلياة الزوجية بروح جديدة وأبسلوب أفضل‬
‫تفادي األضرار النامجة عن زواج فاشل على أفراد األسرة‬ ‫•‬
‫• رفع املشقة عن أحد الزوجني يف حالة إصابة أحد الزوجني مبرض أو تنافرت طباعهما أو فسدت أخالق بعضهما‪.‬‬
‫‪ .2‬آاثر الطالق على األسرة واجملتمع‪:‬‬
‫• على األسرة‪:‬‬
‫‪ o‬االضطراب النفسي لألطفال حبرماهنم من عاطفة أحد األبوين‬
‫‪ o‬التهرب من مسؤولية حضانة األطفال والنفقة عليهم‬
‫‪ o‬التفكك األسري والفشل الدراسي‬
‫• على اجملتمع‪:‬‬
‫‪ o‬ارتفاع نسبة التشرد واإلجرام واالحنراف يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ o‬عزوف بعض األبناء عن الزواج بدعوى جتنب جتربة األبوين الفاشلة‪.‬‬
‫‪ o‬تفشي مشاعر احلقد والكراهية وحب االنتقام بسبب تشويه صورة أحد األبوين يف ذهن أبنائه‪.‬‬
‫عالقة درس الزواج بسورة يوسف‬

‫• اخليانة الزوجية‪ ،‬وسوء الظن والشك بني الزوجني قد يكون سببا يف الطالق‪ ،‬والعزيز وامرأته صارا على مشارف الطالق‪ ،‬وإن كنا ال نستطيع‬
‫أن جنزم إن كاان قد تطلقا أم ال‬
‫حق الغري‪ :‬الصرب واليقني‬

‫احملور األول‪ :‬الصرب واليقني‪ ،‬املفهوم والتجليات‬

‫‪ .1‬مفهوم الصرب‪ :‬لغة‪ :‬احلبس واملنع التحمل‪ .‬واصطالحا‪ :‬قدرة اإلنسان على حتمل مشقة الطاعات واالبتالءات دون شكوى أو جزع‪ .‬قال‬
‫تعاىل‪( :‬فصرب مجيل وهللا املستعان على ما تصفون)‬
‫‪ .2‬جتليات الصرب (أنواعه)‪:‬‬
‫• الصرب على طاعة هللا تعال‪ :‬ألن الطاعات والعبادات حتتاج إىل صرب وجماهدة عند فعلها‪ ،‬كما قال تعاىل‪﴿ :‬وامر أهلك ابلصالة واصطرب عليها‬
‫(طه‪)131:‬‬ ‫ال نسألك رزقا حنن نرزقك والعاقبة للتقوى﴾‬
‫• الصرب عن معصية هللا ‪ :‬النفس متيل إىل فعل الشهوات من املعاصي‪ ،‬فيحتاج املسلم إىل الصرب وكبح النفس عن فعلها؛ كصرب يوسف عليه السالم‬
‫عن إجابة امرأة العزيز‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬قال معاذ هللا إنه ريب أحسن مثواي إنه ال يفلح الظاملون﴾‬
‫• الصرب على ابتالء هللا والشدائد ‪ :‬فالدنيا دار ابتالء‪ ،‬ال يسلم اإلنسان من بالء فيما حيب من ماله وولده وأهله‪ ،‬فكان لزاما أن يتسلح ابلصرب‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ف و َٰه َذا أ ِ‬
‫َج َر ال ُْم ْحسنِ َ‬
‫ني﴾‬ ‫اَّلل َال ي ِ‬
‫ضي ُع أ ْ‬ ‫صِ ْرب فَِإ َّن ََّ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي نَا ۖ إِنَّهُ َمن يَت َِّق َويَ ْ‬
‫َخي ۖ قَ ْد َم َّن َّ‬ ‫وس ُ َ َ‬
‫ال أ َََن يُ ُ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬قَ َ‬
‫‪ .3‬مفهوم اليقني‪ :‬لغة‪ :‬الثبات والوضوح والتحقق‪ .‬واصطالحا‪ :‬علم جازم ال يقبل الشك وال بلحفه التقلب‪ ،‬يستقر يف القلب ويطمئن به‬
‫‪ .4‬جتليات اليقني (عالماته)‪ :‬هي العالمات الدالة على يقني املؤمن يف وعد هللا ابلنصر والتمكني واألجر احلسن‪ ،‬واليت تتجلى يف أقوال وأفعال‬
‫املؤمن مثل‬
‫• التوكل على هللا تعاىل‪ ،‬غض البصر‪ ،‬إماطة األذى‪ ،‬تعلق القلب ابهلل تعاىل‪ ،‬الرضى حبكم هللا تعاىل‪ ،‬اخلشية‪ ،‬الثبات على احلق والطاعات (وهي‬
‫نفسها آاثر اإلميان ابلغيب)‬

‫احملور الثاين‪ :‬عالقة الصرب واليقني ابإلميان والعمل‬


‫الصرب نصف اإلميان‪ ،‬واليقني اإلميان كله‪ ،‬فاإلميان ينبين على ركنني أساسيني مها الصرب واليقني‪ .‬وإذا متكن اليقني من قلب املرء؛ انعكس ذلك على‬
‫عمله‪ ،‬فتجده ينضبط ويستقيم يف أقواله وأفعاله وأحواله‪ .‬لذلك قال عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه‪" :‬الصرب نصف اإلميان‪ ،‬واليقني اإلميان كله"‬

‫احملور الثالث‪ :‬الصرب واليقني أساس ثبات اإلميان‬


‫للصرب واليقني أتثري ابلغ على إميان العبد وثباته‪ ،‬فلوال اليقني يف وعد هللا للمؤمنني الصاحلني ملا استطاع العبد الصرب والتحمل والثبات يف سبيل‬
‫حتقيق وعد هللا عز وجل ومن أمثلة ذلك‪:‬‬

‫• صرب يعقوب عليه السالم ويقينه ابهلل زاد من ثبات إميانه ابهلل وعودة ابنه يوسف عليه السالم ساملا‪ ،‬رغم مرور السنوات‪ ،‬وتشكيك األهل فكان‬
‫اثبتا‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬فصرب مجيل عسى هللا أن ايتيين هبم مجيعا﴾‪ ،‬وقال أيضا‪﴿ :‬قال إين أعلم ما ال تعلمون﴾‪.‬‬
‫• ورغم صعوبة املوقف و تشكيك املنافقني‪ ،‬ظل الرسول صلى هللا عليه السالم و من معه من الصحابة اثبيت اإلميان بنصر هللا تعاىل هلم‪ ،‬ليقينهم يف‬
‫احلرام‪(﴾...‬الفتح‪)27:‬‬ ‫هللا وصربهم على احملن‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬لقد صدق هللا رسوله الرؤاي ابحلق لتدخلن املسجد‬

‫عالقة درس الصرب واليقني بسورة يوسف‬

‫• صرب سيدان يوسف وأبيه يعقوب عليهما السالم على احملن والشدائد اليت واجهتهما بفضل اليقني التام برمحة هللا تعاىل وفرجه‪﴿ :‬فصرب مجيل‬
‫عسى هللا أن ايتيين هبم مجيعا﴾‪ ،‬فنال يوسف عليه السالم التمكني يف األرض‪ ،‬ومجع مشله أببيه عليه السالم‪ ،‬وكافة أسرته‪.‬‬
‫العفو والتسامح‬

‫احملور اْلول‪ :‬مفهوم العفو والتسامح‬

‫‪ .1‬مفهوم العفو‪ :‬جتاوز اإلساءة وإسقاط العقوبة عن املسيء أو املخطئ مع القدرة على إنزاهلا تقراب لل‬
‫‪ .2‬مفهوم التسامح‪ :‬اليسر واللني يف املعامالت املالية واالجتماعية النابع من جود املتسامح وكرمه‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬العالقة بني العفو والتسامح‬

‫العفو والتسامح مفهومان متكامالن‪ ،‬فهما خلقان عظيمان‪ ،‬يسهمان يف نشر قيم احملبة والرمحة‪ ،‬غري أن التسامح أمشل وأعم من‬
‫العفو‪ ،‬إذ يكون مع املخطئ وغري املخطئ‪ ،‬بينما العفو يكون مع املخطئ فقط‬

‫احملور الثالث‪ :‬العفو والتسامح أساس نشر احملبة ومتاسك اجملتمع‬

‫‪ .1‬العفو والتسامح أساس نشر احملبة ومتاسك اجملتمع‪ :‬إن العفو والتسامح أساس اجملتمع الفاضل الذي ينشده اإلسالم‪،‬‬
‫اعى‬ ‫ض ٌو تَ َد َ‬ ‫س ِد‪ ،‬إِذَا ا ْشتَ َكى ِم ْنهُ ُع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ني ِِف تَ و ِاد ِهم وتَ ر ُِ‬
‫اُح ِه ْم َوتَ َعاطُف ِه ْم‪َ ،‬مثَ ُل ا ْْلَ َ‬
‫ِِ‬
‫وحلمة اجملتمع الصاحل؛ لذا يقول ﷺ‪َ " :‬مثَ ُل ال ُْم ْؤمن َ َ ْ َ َ‬
‫لس َه ِر َوا ْْلُ َّمى"‬‫س ِد ِِب َّ‬ ‫ِ‬
‫لَهُ َسائ ُر ا ْْلَ َ‬
‫عزا"‪ ،‬لذا فإن العفو ال ينم عن ضعف أو عجز أو‬ ‫‪ِ .2‬بلعفو تنال العزة والشرف‪ :‬يقول ﷺ‪" :‬وما زاد هللا عب ًدا بعفو إال ًّ‬
‫هوان‪ ،‬وإمنا هو عزة وانتصار على النفس ووساوس الشيطان‪.‬‬
‫ِ‬
‫س ُن فَِإذَا‬ ‫َح َ‬‫السيِئَةُ ا ْدفَ ْع ِِبلَِِّت ه َي أ ْ‬ ‫سنَةُ َوال َّ‬ ‫﴿وال تَ ْستَ ِوي ا ْْلَ َ‬ ‫‪ِ .3‬بلعفو والصفح تنقلب العداوة إىل صداقة‪ :‬يقول تعاىل‪َ :‬‬
‫اها إال ذُو َح ٍظ َع ِظ ٍيم﴾ (فصلت‪ ،)35-34:‬فإذا قُوبل‬ ‫ص ََبُوا َوَما يُلَ َّق َ‬ ‫َّ ِ‬
‫اها إِالَّ الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫يم۞ َوَما يُلَ َّق َ‬ ‫ِ‬
‫ك َوبَ ْي نَهُ َع َد َاوةٌ َكأَنَّهُ َوِِلٌّ َُح ٌ‬ ‫الَّ ِذي بَ ْي نَ َ‬
‫الشر ابلشر أورث األحقاد والضغائن‪ ،‬وإذا قُوبل ابخلري أورث احملبة واألخوة‪ ،‬وستنقلب العداوة إىل صداقة‪.‬‬
‫ض َوَما بَ ْي نَ ُه َما إَِّال ِِب ْْلَ ِق َوإِ َّن‬‫ات َو ْاْل َْر َ‬ ‫السماو ِ‬
‫﴿وَما َخلَ ْقنَا َّ َ َ‬ ‫‪ .4‬العفو والتسامح من عالمات الصحة النفسية‪ :‬يقول تعاىل‪َ :‬‬
‫الصفح اجلميل هو الّذي ال عتاب معه‪ ،‬لذا فاملتسامح إنسان سعيد‪ ،‬هادئ‬ ‫يل﴾ (احلجر‪ )85:‬و ّ‬
‫ِ‬
‫ص ْف َح ا ْْلَم َ‬ ‫اص َف ِح ال َّ‬‫اعةَ ََلتِيَةٌ فَ ْ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬
‫املساحمة هو يف حد ذاته ظاهرة مرضية‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ب النفس‪ ،‬وفقدا ُن القدرةِّ على العفو والصفح و‬ ‫ِّ‬
‫البال‪ ،‬مطمئن القلب‪ ،‬وطَيّ ُ‬
‫عالقة درس العفو والتسامح بسورة يوسف‬

‫• ظهر جليا يف صفح يعقوب ويوسف عليهما السالم عن اإلخوة الذين مكروا وأحلقوا هبما أشد األذى‪ ،‬فيوسف عليه السالم‪:‬‬
‫﴿قال ال تثريب عليكم اليوم يغفر هللا لكم﴾‪ ،‬أما يعقوب عليه السالم فقال‪﴿ :‬سوف أستغفر لكم ريب﴾ األمر الذي زاد‬
‫من متاسك األسرة و و ُحلمتها‪ ،‬وقضى على العداوة بني أفرادها‪.‬‬
‫اإليمان والفلسفة‬

‫مفهوم الفلسفة الراشدة‪ :‬يقصد ابلفلسفة الراشدة تلك الطريقة يف التفكري وإعمال العقل اليت جتمع بني املعقول واملنقول‪ ،‬وال‬
‫تضرب بعضه ببعض‪ ،‬بل تستعملهما معا للوصول إىل احلقائق قصد ترسيخ اإلميان وتقويته‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬التفكري الفلسفي يقوي العقل ويطور التفكري‬

‫جوهر الفلسفة يقوم على استخدام العقل من خالل التأمل وطرح التساؤالت مث التحليل فالفهم للوصول إىل املعرفة احلقة‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إىل تقوية العقل البشري‪ ،‬وتطوير القدرة على التفكري‪ ،‬وهذا يوافـق ما يدعو إليه اإلسالم‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬اي صاحيب السجن‬
‫آرابب متفرقون خري أم هللا الواحد القهار﴾ وقال أيضا‪﴿ :‬لقد كان يف يوسف وإخوته آايت للسائلني﴾‬

‫احملور الثاين‪ :‬املنهج الفلسفي املوضوعي وأثره يف ترسيخ االميان‬

‫إن الدعوة إىل النظر والتفكر والتأمل يف القرآن والسنة هتدف إىل إثبات احلقائق ابالستدالل املنطقي كما هو احلال يف‬
‫الفلسفة‪ ،‬ابإلضافة إىل التأمل وإدراك األسرار للوصول إىل أعلى درجات املعرفة‪ ،‬وهي معرفة هللا مما يرسخ اإلميان ويزيد قوته‪ ،‬قال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬اي صاحيب السجن آرابب متفرقون خري أم هللا الواحد القهار﴾‪ ،‬وقال سبحانه‪﴿ :‬وكأين من آية يف السماوات‬
‫واألرض ميرون عليها وهم عنها معرضون﴾‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬ال تعارض بني الفلسفة الراشدة واإلميان احلق‬

‫ال تعارض بني الفلسفة الراشدة واإلميان احلق‪ ،‬ألن اإلميان يدعو إىل استخدام العقل بطريقة سليمة وعدم اخلوض يف األمور الغيبية‪،‬‬
‫والفلسفة الراشدة تدعو إىل استخدام العقل بطريقة علمية‪ ،‬واجلمع بني املنقول واملعقول‪ ،‬واستخدامهما للوصول إىل احلقيقة‪ ،‬قصد‬
‫ترسيخ اإلميان وتقويته‪.‬‬

‫عالقة درس اإلميان والفلسفة بسورة يوسف‬

‫يوسف مارس الدعوة إىل هللا يف السجن حبث السجينني على ضرورة إعمال العقل والتأمل والتدبر وطرح السؤال‬ ‫•‬
‫املوصل إىل املعرفة احلقة وفق منهج تفكري علمي سليم‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬اي صاحيب السجن آرابب متفرقون خري أم هللا الواحد‬
‫القهار﴾‪.‬‬
‫وقوة البذل والحياء‬ ‫نماذج للتأسي‪ :‬عثمان بن عفان‬

‫احملور األول‪ :‬إعداد الرسول ﷺ مناذج حتمل الرسالة (الصحابة رضوان هللا عليهم)‬

‫‪ .1‬فضل الصحابة رضي هللا عنهم‪:‬‬


‫عز وجل لصحبة نبيّه حممد صلى هللا عليه وسلم فتعلموا منه دينهم القومي‪ ،‬مث نشروه يف أصقاع‬ ‫الصحابة رضي هللا عنهم هم صفوة اخللق بعد األنبياء واملرسلني‪ ،‬اختارهم هللا ّ‬
‫األرض‪ .‬وهكذا أعد الرسول الكرمي عليه أفضل الصالة والسالم جيال فريدا‪ ،‬ركز يف إعداده على الرتبية األخالقية‪ ،‬لكوهنا الوسيلة املثلى لبناء خري فرد وإنتاج خري جمتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬مصادر التبية للصحابة‪:‬‬
‫القرآن الكرمي‪ :‬حيث رغبهم سيدان حممد ﷺ يف تعلمه وحفظه وتعليمه والعمل مبا فيه‬ ‫•‬
‫اقتداءهم بسنة الرسول ﷺ‪.‬‬ ‫•‬

‫املحور الثاني‪ :‬البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان رض ي هللا عنه‬

‫‪ .1‬التعريف بعثمان بن عفان رضي هللا عنه‪:‬‬


‫نسبه ووالدته‪ :‬هو عثمان بن عفان بن أيب العاص جيتمع والنيب صلى هللا عليه وسلم يف عبد مناف‪ .‬هو اثلث اخللفاء الراشدين‪ ،‬ولد ابلطائف بعد الفيل بست سنني‪....‬‬
‫كنيته‪ :‬يكىن رضي هللا عنه ب ـ "ذي النورين"‪ ،‬ألنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنيت النيب صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وال يعرف أحد تزوج بنيت نيب غريه‪.‬‬
‫إسالمه‪ :‬رابع من أسلم من الرجال‪ ،‬من العشرة املبشرين ابجلنة‪ ،‬ومن الستة الذين تويف الرسول ﷺ وهو راض عنهم‪.‬‬
‫وفاته‪ :‬تنبَّأ له النيب صلى هللا عليه وسلم ابلشهادة‪ ،‬فاستشهد يوم اجلمعة ‪ 18‬ذي احلجة سنة ‪ 35‬هجرية‪.‬‬
‫‪ .2‬حياء عثمان رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ط‪ ،‬فقال عن نفسه "فو هللا ما زنيت يف جاهلية وال إسالم "‪.‬‬ ‫مل يعاقر مخرا ومل يـَْزِن قَ ُّ‬ ‫•‬
‫أشدُّها يف دين هللا عمر‪ ،‬وأصدقهم حياء عُثْمان" رواه اإلمام أمحد يف مسنده‬
‫شهد له الرسول ﷺ ابحلياء‪ ،‬فقال‪" :‬أرحم أميت أبو بكر‪ ،‬و َ‬ ‫•‬
‫لشدة حيائه كان الرسول ﷺ خيصه بوقار ومعاملة خاصتني‪ ،‬حيث قال عليه السالم يف حديث عائشة رضي هللا عنها‪" :‬أال أستحي من رجل تستحي منه املالئكة؟"‬ ‫•‬
‫‪ .3‬بذل عثمان رضي هللا عنه‪:‬‬
‫أسهم يف جتهيز جيش العسرة يف غزوة تبوك ب ‪ 950‬بعريا و‪ 50‬فرسا‪ ،‬وجاء أبلف دينار‪...‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اشرتى بئر رومة من رجل من بين غفار (ويف رواية كانت ليهودي) وجعلها وقفا للمسلمني‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اشرتى بقعة أرضية جماورة للمسجد النبوي ب ـ ـ‪ 25‬ألفا لتوسعته‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تصدق يف إحدى الغزوات بتسعة رحال من الطعام‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تصدق يف فرتة خالفة أيب بكر الصديق رضي هللا عنه ب ـ ـ ‪ 100‬راحلة من القمح‪.‬‬ ‫•‬

‫املحور الثالث‪ :‬املؤمن يدعو إلى اإلسالم بأخالقه وسلوكه (البذل والحياء)‬

‫‪ .1‬احلياء‪ :‬يصون احلياء املؤمن من ارتكاب األفعال القبيحة ويقي لسانه من نطق الكالم البذيء‪ ،‬فتستقيم جوارحه وتصلح أفعاله‪ ،‬فيغدو حمبواب بني الناس أيلفهم‬
‫وأيلفونه‪ ،‬يهابون الزلل يف جملسه‪ ،‬فيسارعون إىل فعل اخلريات‪.‬‬
‫‪. 2 .2‬البذل‪ :‬املؤمن يبذل ماله ووقته ونفسه يف سبيل هللا‪ ،‬مع ابتغاء األجر والثواب على ذلك عند هللا‪ ،‬فينفق يف السراء والضراء‪ ،‬يف السر والعلن‪ ،‬يف الفقر والغىن‪،‬‬
‫فيزرع احملبة واأللفة ويقضي على العداوة والكراهية‪.‬‬

‫عالقة درس عثمان بن عفان وقوة البذل واحلياء بسورة يوسف‬

‫حتلى يوسف عليه السالم بقيميت احلياء والبذل‪ ،‬فقد رفض مراودة امرأة العزيز وتعفف قائال‪﴿ :‬معاذ هللا﴾ وأكدت ذلك امرأة العزيز بقوهلا‪﴿ :‬ولقد راودته عن‬ ‫•‬
‫نفسه فاستعصم﴾‪ ،‬كما جتلى بذله يف إكرامه إلخوته حني قال هلم‪﴿ :‬أال ترون أين أويف الكيل وأان خري املنزلني﴾‪.‬‬
‫وجتلى حياء عثمان رضي هللا عنه يف إعراضه عن الزان وشرب اخلمر‪ ،‬وجتلى بذله يف خمتلف املواقف السابقة الذكر‪ ،‬سواء يف اجلهاد أو سقي املاء‪...‬‬ ‫•‬
‫فقه األسرة‪ :‬رعاية األطفال وحقوقهم‬

‫احملور األول‪ :‬رعاية األطفال يف اإلسالم‪ :‬املفهوم واخلصائص‬

‫‪ .1‬مفهوم رعاية الطفل يف اإلسالم‪:‬‬

‫يقصد هبا االعتناء ابلطفل والقيام بكل شؤونه على الوجه األكمل‪ ،‬مبا حيقق له احلماية من األخطار واإلشباع الطبيعي حلاجاته املتنوعة‪ ،‬ومنو شخصيته بشكل سليم‬
‫سانِِه"‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ومتوازن وفق منهج اإلسالم وتعليماته‪ .‬قال ﷺ أنه‪ِ :‬‬
‫"ما م ْن َم ْولُود إالَّ يُولَ ُد َعلَى الْفط َْرة‪ ،‬فَأَبَ َواهُ يُ َه ِو َدانه أ َْو يُنَص َرانه أ َْو ُيَُج َ‬
‫َ‬
‫‪ .2‬خصائص رعاية األطفال يف اإلسالم‪:‬‬
‫الرابنية‪ :‬أي أن األحكام والتوجيهات الرتبوية رابنية املصدر فهي غري خاضعة للهوى البشري‪.‬‬ ‫•‬
‫الشمول والتكامل‪ :‬فما ترك اإلسالم جانباً من جوانب احلياة إال وقد تناولتها الشريعة وأوضحت لنا فيها اخلري من الشر‪.‬‬ ‫•‬
‫التوازن‪ :‬فهي هتتم برتبية مجيع جوانب اإلنسان‪ ،‬اخللقية واجلسدية والعقلية‪ ،‬وحتقق التوازن بني مطالب اإلنسان اجلسدية والروحية‪.‬‬ ‫•‬
‫الثبات‪ :‬يف التوجيه اإلسالمي ثوابت ال ميكن تغيريها أو تبديلها أو حذفها‪ ،‬كوجوب أداء األماانت إىل أهلها‪ ،‬ووجوب األمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬ ‫•‬
‫الواقعية‪ :‬فالتشريع اإلسالمي ال أيمر بفضيلة إال وواقع الفطرة السليمة يقبلها‪ ،‬وال ينهى عن رذيلة إال وواقع الفطرة السليمة يبغضها ويكرهها‪.‬‬ ‫•‬

‫احملور الثاين‪ :‬حقوق األطفال يف اإلسالم بني األسرة واجملتمع‬


‫‪ .1‬حقوق الطفل على أسرته‪:‬‬
‫ك قَ ِد ًيرا﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿وُه َو الَّذي َخلَ َق ِم َن ال َْماء بَ َشًرا فَ َج َعلَهُ نَ َسبًا َو ِص ْهًرا َوَكا َن َربُّ َ‬
‫حق النسب‪ :‬والذي حفظه هللا بتحرميه للزىن وتشريعه للزواج‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬ ‫•‬
‫حق النفقة ابملعروف‪ :‬على األب أوال‪ ،‬فإن مل يوجد فعلى األقربني‪ ،‬وإال فعلى اجملتمع والدولة القيام بذلك‪.‬‬ ‫•‬
‫حق احلضانة‪ :‬على األبوين‪ ،‬ويف حال الطالق تسند لألم مث األب مث أم األم مث لألقارب األكثر أهلية‪ ،‬أما اليتيم فكفالته جتب على املسلمني‪.‬‬ ‫•‬
‫حق الدين والرتبية السليمة‪ :‬فعن أيب هريرة رضي هللا عنه عن النيب ﷺ أنه قال‪" :‬ما من مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو ُيجسانه"‬ ‫•‬
‫‪ .2‬حقوق الطفل على جمتمعه‪:‬‬
‫احلق يف األسرة‪ :‬يتضمن هذا احلق االعرتاف ابلطفل ومحايته حتت ظل أسرة متماسكة توفر له الرعاية والدفء‬ ‫•‬
‫احلق يف احلياة‪ :‬االعتناء به جنينا بعدم إجهاضه إال يف حالة خمصوصة ترتتب عليه وفاة األم‪.‬‬ ‫•‬
‫احلق يف الصحة‪ :‬العيش يف بيئة صحية سليمة‪.‬‬ ‫•‬
‫احلق يف التعليم‪ :‬فمن واجب اجملتمع تقدمي العرض الرتبوي‪ ،‬من خالل بناء املدارس وتشريع القوانني الضامنة لتعليم األطفال‪.‬‬ ‫•‬
‫احلق يف املساواة‪ :‬يتمتع الطفل بقيمة اعتبارية مساوية للكبار ابلتساوي‪.‬‬ ‫•‬
‫احلقوق املالية‪ :‬يعترب حقا اثبتا أوجب الشرع محايته ورعايته خاصة مال اليتيم‪.‬‬ ‫•‬

‫احملور الثالث‪ :‬املودة والرمحة واحلوار من أسس رعاية األطفال وحفظ حقوقهم‬
‫املودة والرمحة‪ :‬فالعالقة الناجحة مع األطفال تقوم على احرتام شخصية الطفل والتواصل معه انطالقا من مشاعر احملبة واملودة و الرمحة‪ ،‬من خالل الرفق ابلطفل‪ ،‬و‬ ‫•‬
‫الصرب على أخطاءه‪ ،‬و بذل اجلهد يف تفهمه‪ ...‬وتعامل الرسول عليه السالم مع أبنائه وأحفاده يدل على أمهية املودة والرمحة واحلوار يف رعاية األطفال‪ .‬فعن أنس‬
‫رضي هللا عنه قال "أخذ النيب إبراهيم فقبله ومشه"‪ ،‬وقال رسول هللا ﷺ‪" :‬أكرموا أوالدكم وأحسنوا آداهبم"‪.‬‬
‫احلوار‪ :‬احلوار اهلادئ معهم ينمي عقلهم‪ ،‬ويوسع مداركم‪ ،‬ويزيد من نشاطهم وكل هذه الصفات من رمحة وشفقة وحوار هي صفات النبوة احملمدية وأسس رعاية األطفال‬ ‫•‬
‫وحفظ حقوقهم‪.‬‬

‫عالقة درس رعاية األطفال وحقوقهم بسورة يوسف‬

‫حوار يعقوب يف إطار من املودة والرمحة لولده يوسف عليهما السالم يوضح جليا األمهية الرتبوية للحوار‪ ،‬فباحلوار حذر ابنه يوسف عليه السالم من كيد إخوته‬ ‫•‬
‫ونصح له‪ ،‬وابحلوار استمر يف توجيه ونصح أبناءه رغم كثرة زالهتم‪.‬‬
‫حق الغير‪ :‬العفة والحياء‬

‫احملور األول‪ :‬العفة واحلياء‪ ،‬املفهوم والتجليات‬

‫‪ .1‬مفهوم العفة‪ :‬القدرة على االمتناع االختياري عن اخلضوع واالستجابة لداعي الشهوة‪ ،‬طلبا لرضا املعبود‪.‬‬
‫‪ .2‬جتليات العفة‪:‬‬
‫• عفة الفرج‪ :‬جتنب فاحشة الزان‪ ،‬قال تعاىل ﴿وال تقربوا الزان إنه كان فاحشة وساء سبيال﴾‬
‫• عفة البصر‪ :‬جتنب إطالق البصر يف النظر احملرم‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬قل للمومنني يغضوا من أبصارهم وحيفظوا فروجهم﴾‬
‫• عفة اللسان‪ :‬جتنب كالم السوء‪ ،‬كالغيبة والنميمة والكذب‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وال يغتب بعضكم بعضا﴾‬
‫• عفة النفس‪ :‬كف النفس عن القبائح‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وأما من خاف مقام ربه وهنى النفس عن اهلوى فإن اجلنة هي املأوى﴾‬
‫• عفة املال‪ :‬كسبه من احلالل وإنفاقه يف احلالل‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬أييها الذين ءامنوا ال اتكلو أموالكم بينكم ابلباطل﴾‬
‫‪ .3‬مفهوم احلياء‪ :‬انقباض النفس عن القبائح هيبة من هللا تعاىل وإجالال لنظره‪ ،‬فهو خلق يبعث صاحبه على اجتناب قبيح‪.‬‬
‫‪ .4‬جتليات احلياء‪:‬‬
‫• من جتليات احلياء من هللا‪ :‬تعظيمه عز وجل واستحضار مراقبته وخشيته سرا وعلنا‬
‫• من جتليات احلياء من النفس‪ :‬انقباض القلب عن القبائح وحتصني كل اجلوارح‪.‬‬
‫• من جتليات احلياء من الغري‪ :‬توقري الكبري واحرتام الصغري‬

‫احملور الثاين‪ :‬عالقة العفة ابحلياء يف القول والفعل‬

‫العفة واحلياء من أمهات األخالق السامية والقيم الرتبوية‪ ،‬كما أن احلياء فرع من فروع العفة‪ ،‬فكلما اشتد حياء املرء كلما زادت عفته سواء يف‬
‫القول أو الفعل‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فعلى قدر احلياء تكون العفة‪ ،‬فاحلياء جالب للخري والعفة أتكيد له قال رسول هللا عليه السالم "احلياء ال أييت إال‬
‫خبري"‬

‫احملور الثالث‪ :‬العفة واحلياء أساس حتصني الفرد واجملتمع‬

‫• العفة واحلياء حصانة للمجتمع من الفاحشة والرذيلة وأتمينه وسالمته من تفشي األمراض واآلفات‬
‫• يشجعان أفراد اجملتمع على التقوى والكف عن االنقياد وراء شهوات النفس وأهوائها‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬وأما من خاف مقام ربه وهنى النفس عن‬
‫اهلوى فإن اجلنة هي املأوى﴾‬

‫عالقة درس العفة واحلياء بسورة يوسف‬

‫• يوسف عليه السالم تعفف عن ارتكاب الفاحشة حينما راودته امرأة العزيز عن نفسه يف السر والعلن حياء من هللا تعاىل‪ .‬قال تعاىل‪﴿ :‬قال معاذ‬
‫هللا إنه ريب أحسن مثواي إنه ال يفلح الظاملون﴾‪ ،‬وقال أيضا‪﴿ :‬قال رب السجن أحب إيل مما يدعونين إليه‪﴾..‬‬
‫• يوسف كان عفيفا حينما حتمل مسؤولية خزائن مصر‪ ،‬وحينما صار عزيزا‪ ،‬فلم خين األمانة بل كان أمينا عادال‪.‬‬
‫وقاية اجملتمع من تفشي الفواحش‬

‫احملور األول‪ :‬مفهوم الفاحشة وحكمها‬

‫‪ .1‬مفهوم الفاحشة‪ :‬ما عظم قبحه شرعا وعرفا وفطرة‪ ،‬من املعاصي الظاهرة كالزان‪ ،‬والباطنة كالكرب والعجب‪.‬‬
‫‪ .2‬حكم ارتكاب الفاحشة‪ :‬التحرمي‪ :‬فقد حرم اإلسالم مجيع الفواحش واألسباب املؤدية إليها‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬قل إمنا حرم ريب‬
‫الفواحش ما ظهر منها وما بطن﴾‬
‫وذلك ملا هلا من خماطر صحية (نشر األمراض‪ )...‬واجتماعية (الطالق واختالط األنساب‪ ...‬واقتصادية (ضعف التنمية االقتصادية‬
‫وإفالس املقاوالت‪)...‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬أساليب وقاية اجملتمع من الفاحشة‬

‫‪ .1‬الرتبية اإلميانية املبنية على غرس قيم احلياء والعفة يف نفوس الناشئة‪ :‬اليت تنتج الغرية على حمارم هللا وترسخ تقوى هللا يف السر والعلن وتستحضر الرقابة‬
‫اإلهلية يف كل فعل وقول‪.‬‬
‫‪ .2‬حترمي الوسائل املؤدية إىل الفاحشة‪ :‬من خلوة وتربج وخضوع ابلقول ‪ ...‬قال تعاىل‪﴿ :‬وال تقربوا الزان إنه كان فاحشة وساء سبيال﴾‬
‫‪ .3‬االمتناع عن نشر كل أشكال الفواحش‪ :‬خاصة ما يتعلق حاليا بوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ .4‬تشجيع الشباب على الزواج من طرف األشخاص واملؤسسات‪.‬‬
‫‪ .5‬وتطبيق العقوابت الزجرية صوان لألعراض واألموال‪...‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬التحلي بفضائل األخالق وبثها يف اجملتمع درءا للفواحش‬

‫ابلرجوع اىل قصة يوسف عليه السالم يتأكد لنا بشكل واضح أن التحلي ابألخالق الفاضلة هو السبيل األمثل لعدم الوقوع يف‬
‫الفاحشة‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬كذلك لنصرف عنه السوء ‪.﴾...‬‬

‫كما يدعو االسالم إىل التحلي بفضائل االخالق درءا للفواحش‪ ،‬فقد تبث عن الرسول ﷺ أحاديث كثرية تدعوا اىل حسن اخللق منها‬
‫قوله ﷺ‪" :‬ليس شيء أثقل يف ميزان العبد يوم القيامة من خلق حسن" وقال أيضا‪" :‬أقربكم مين مكانة يوم القيامة أحسنكم أخالقا‬
‫بني الناس"‬

‫عالقة درس وقاية اجملتمع من تفشي الفواحش بسورة يوسف‬

‫• تتحدث السورة عن عدة فواحش منها مراودة امرأة العزيز ليوسف عليه السالم ﴿وراودته اليت هو يف بيتها عن نفسه‪ ﴾...‬وفاحشة‬
‫الكذب والبهتان من قبل اإلخوة‪﴿ :‬وجاؤوا على قميصه بدم كذب﴾‪﴿ ،‬قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل﴾ انهيك عن‬
‫الفحش يف القول والغلظة يف معاملة أبيهم‪﴿ :‬إن أابان لفي ضالل مبني﴾‬
‫اإليمان وعمارة األرض‬

‫مفهوم عمارة األرض‪ :‬مأل األرض ابلعمل الصاحل مبا ييسر لإلنسان احلياة الطيبة وحيقق مرضاة هللا تعاىل‪.‬‬

‫مفهوم االستخالف‪ :‬هو نيابة اإلنسان عن هللا عز وجل يف األرض وعمارهتا للتمكني فيها والقيادة والسيادة ملن عليها‪ ،‬وهو املقصد الذي من أجله أوجد هللا اإلنسان‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬مبدأ االستخالف أساس عمارة األرض‬

‫االستخالف أمانة ومسؤولية محلها هللا عز وجل لإلنسان يوم قال سبحانه‪﴿ :‬إين جاعل يف األرض خليفة﴾‪ .‬فكانت مهمته األساسية هي عمارة‬
‫األرض ابلعمل الصاحل املادي واملعنوي واستثمار خرياهتا اليت أودعها هللا يف هذا الكون‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬هو أنشأكم من األرض واستعمركم فيها ‪،﴾...‬‬
‫فيكون مبدأ االستخالف أساس عمارة األرض‪ .‬فاالستخالف أمانة واإلعمار مهمة‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬النهي عن اإلفساد يف األرض‬


‫‪ .1‬أدلة النهي عن اإلفساد يف األرض‪:‬‬
‫املفسدين﴾(القصص‪)77:‬‬ ‫• قال تعاىل‪﴿ :‬وأحسن كما أحسن هللا إليك وال تبغ الفساد يف األرض إن هللا ال حيب‬
‫إصالحها﴾(األعراف‪)56:‬‬ ‫• وقال تعاىل‪﴿ :‬وال تفسدوا يف األرض بعد‬
‫املفسدين﴾(األعراف‪)142:‬‬ ‫• وقد أوصى موسى عليه السالم أخاه هارون فقال‪﴿ :‬اخلفين يف قومي وأصلح وال تتبع سبيل‬
‫‪ .2‬من صور اإلفساد يف األرض‪1 :‬‬
‫‪ o‬إفساد الدين ابلشرك ابهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ o‬إفساد النفس ابلقتل‪.‬‬
‫‪ o‬إفساد العقل بشرب املسكرات‪.‬‬
‫‪ o‬إفساد املال أبكله ابلباطل‪.‬‬
‫‪ o‬إفساد العرض ابرتكاب الفواحش‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬واجب املؤمن عمارة األرض وإصالحها‬

‫إن املسلم مطالب إبعمار األرض بعلم انفع وعمل متقن وأبداء األمانة وحتمل املسؤولية‪ ،‬ألن عمارة األرض واجبة على كل مؤمن عرف ابلكفاءة‬
‫وامتالك القدرة على القيادة والتخطيط وهذا هو االستخالف احلقيقي‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وكذلك مكنا ليوسف يف األرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب‬
‫برمحتنا من نشاء وال نضيع أجر احملسنني﴾ وال تكتمل عمارة األرض على الوجه احلقيقي إال إذا اقتن اإلميان ابلعمل الصاحل الذي يصلح الفرد واجملتمع‪.‬‬

‫عالقة درس اإلميان وعمارة األرض بسورة يوسف‬

‫• تتجلى يف اخلطة اليت رمسها سيدان يوسف عليه السالم حلفظ مصر واألراضي اجملاورة هلا من األزمة وجتنيبها اخلسائر اليت أنبأت عنها رؤاي‬
‫امللك‪ ،‬وهي اخلطة اليت قامت على ضرورة تكثيف الزراعة والعمل الدؤوب مع االقتصاد يف االستهالك وتعلم تقنية ادخار احلبوب استعدادا لألزمة‪،‬‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬قال تزرعون سبع سنني‪ ..‬وفيه يعصرون﴾ وهذا مظهر من مظاهر اإلصالح املأمور به لعمارة األرض وعدم اإلفساد فيها‪.‬‬
‫الرسول ﷺ في بيته‬

‫احملور األول‪ :‬حممد ﷺ الرسول اإلنسان‬

‫(القلم‪)4:‬‬ ‫شهد له بذلك هللا جل جالله يف كتابه احلكيم حني قال‪﴿ :‬وإنك لعلى خلق عظيم﴾‬ ‫•‬
‫وشهدت له زوجته عائشة رضي هللا عنها بسمو أخالقه ملا سئلت عن خلق النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪" :‬كان خلقه القرآن" رواه مسلم‪ .‬فقد كان عليه السالم خري‬ ‫•‬
‫جمسد للقرآن ابتباع أوامره والوقوف عند نواهيه‪ ،‬والتخلق أبخالقه‪.‬‬
‫لقد كان رحيما بكل من حوله من املخلوقات وهو الذي قال‪" :‬من ال يَرحم ال يُرحم"‬ ‫•‬

‫احملور الثاين‪ :‬مسو أخالق الرسول ﷺ يف معاملته ألهل بيته‬


‫‪ .1‬عالقته عليه الصالة والسالم مع زوجاته‪:‬‬
‫كان يعرب عن حبه لعائشة بني أصحابه دون حرج‪ :‬سأله صحايب‪ :‬أي الناس أحب إليك؟ قال‪ :‬عائشة فقال من الرجال؟ فقال‪ :‬أبوها‪ .‬ومل يقل‪ :‬أبو بكر‪،‬‬ ‫•‬
‫بل نسبه إليها‪.‬‬
‫كان ميازحهن ويالطفهن ويرقق أمساءهن‪ :‬وكان من شأنه صلى هللا عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة رضي هللا عنها‪ .‬كأن يقول هلا‪" :‬اي عائش"‪ ،‬ويُكرمها أبن‬ ‫•‬
‫يناديها ابسم أبيها أبن يقول هلا‪" :‬اي ابنة الصديق"‬
‫كان ليذبح الشاة مث يهديها إىل صديقات زوجته خدجية رضي هللا عنها‪ :‬دليال على حبه ووفاءه هلا‪ ،‬وذلك بعد مماهتا"‬ ‫•‬
‫كان ﷺ يشارك يف أعمال البيت‪ :‬قالت عائشة رضي هللا عنها متحدثة عن النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كان يكون يف مهنة أهله‪ ،‬فإذا حضرت الصالة‬ ‫•‬
‫رواه مسلم‬ ‫يتوضأ وخيرج إىل الصالة"‬
‫‪ .2‬خلقه عليه الصالة والسالم مع أبنائه وخدمه‪:‬‬
‫عن أيب هريرة قال‪ :‬كنا نصلي مع النيب ـ صلى هللا عليه وسلم ـ العشاء‪ ،‬فإذا سجد وثب احلسن واحلسني على ظهره‪ ،‬فإذا رفع أخذمها من خلفه أخذاً رفيقاً‬ ‫•‬
‫ويضعهما على األرض)‬
‫وعن أنس بن مالك رضي هللا عنه ‪ :‬أن النيب ـ صلى هللا عليه وسلم ـ قال‪« :‬إين ألمسع بكاء الصيب وأان يف الصالة فأخفف خمافة أن تفنت أمه"‬ ‫•‬
‫خادما له وال امرأة وال ضرب بيده شيئًا قط‪ ،‬إال أن جياهد يف سبيل هللا"‪.‬‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬ما ضرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ً‬ ‫•‬
‫وعن أنس رضي هللا عنه قال‪" :‬خدمت النيب صلى هللا عليه وسلم عشر سنني‪ ،‬وهللا ما قال أف قط‪ ،‬وال قال لشيء مل فعلت كذا وهال فعلت كذا"‬ ‫•‬
‫وقال أيضا‪" :‬وهللا ما رأيت أح ًدا كان أرحم ابلعيال من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"‬ ‫•‬

‫احملور الثالث‪ :‬جتلي إميان املؤمن وقيمه يف معاملته ألهل بيته‬


‫املؤمن حيرص على االقتداء ابلرسول ﷺ يف معاملته ألهل بيته عمال بقوله ﷺ ‪"،‬خريكم خريكم ألهله وأان خريكم ألهلي" حتقيقا للسعادة األسرية املبنية على املودة والرمحة‬
‫وحسن املعاشرة‪ ،‬كما حيرص املؤمن على االقتداء ابلرسول ﷺ يف مجيع معامالته من خالل‪:‬‬
‫االقتداء به صلى هللا عليه وسلم يف البيت واألسرة‪ :‬ابلتحلي بصفات الرفق والكلمة الطيبة والصرب واملالطفة والتعاون والتسامح‪ ..‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬أكمل‬ ‫•‬
‫رواه الرتمذي‬ ‫املؤمنني إمياان أحسنهم خلقا‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم"‬
‫االقتداء ابلرسول صلى هللا عليه وسلم يف عالقته مع اجلريان و عامة الناس‪ :‬سواء كانوا من األهل أو عامة الناس ابستحضار خصاله احلميدة من أمانة وصدق‬ ‫•‬
‫وتسامح وغريها‪ ،،‬فال نؤذي جارا وال نسيء معاملته‪ ،‬قال رسول هللا ﷺ‪" :‬من كان يؤمن ابهلل واليوم اآلخر فال يؤذ جاره‪ ،‬ومن كان يؤمن ابهلل واليوم اآلخر‬
‫فليكرم ضيفه‪ ،‬ومن كان يؤمن ابهلل واليوم اآلخر فليقل خريا أو ليسكت"‬

‫عالقة درس الرسول ﷺ يف بيته بسورة يوسف‬

‫كما كان الرسول ﷺ حيسن معاملة أهل بيته وينصح هلم‪ ،‬يهتم لشؤوهنم‪ ،‬وجيتهد يف تربية أبناءه‪ ،‬كان يعقوب عليه السالم منوذج األب الناصح احلكيم احملب املتسامح‬ ‫•‬
‫الكرمي‪ ،‬سواء استقام أبناءه أم ال‪.‬‬
‫فقه األسرة‪ :‬األسرة نواة المجتمع‬

‫احملور األول‪ :‬صالح األسرة أساس صالح اجملتمع‬

‫إن صالح األسرة واستقرارها هو أساس صالح اجملتمع واستقراره ويتجلى ذلك يف أن‪:‬‬

‫✓ استقرار األسرة يسهم يف أمن اجملتمع ويقلل من وقوع املشاكل كالعنف والقتل واالغتصاب واملخدرات‪...‬‬
‫✓ األسرة الصاحلة يتلقى فيها الفرد كل مقومات احلياة وجيد فيها كل حاجياته الطبيعية وينال فيها الفرد الرعاية والرتبية على‬
‫الفضائل والقيم احلميدة‪.‬‬
‫✓ تكاثر األسر الصاحلة ينشئ جمتمعا صاحلا يكثر فيه اإلنتاج والفعالية واحلب والتعاون والتكافل‪...‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬استقرار األسرة‪ :‬الشروط واملقومات‬

‫لتقوم األسرة املسلمة بدورها الطبيعي يف إصالح اجملتمع واإلسهام يف عمارة األرض البد من توفر جمموعة من الشروط واملقومات أبرزها‪:‬‬

‫‪ .1‬حسن اختيار الزوج(ة)‪ :‬والرضا به شريكا للحياة والقناعة مبزاايه والصرب على عيوبه‪.‬‬
‫‪ .2‬املعاشرة ابملعروف‪ :‬بني الزوجني واألوالد على أساس املودة والرمحة واحلوار‪ ،‬والقيم الفاضلة كالصدق العفة وحتمل املسؤولية‬
‫والعدل والرب والرفق‪...‬‬
‫‪ .3‬تربية األبناء تربية إسالمية‪ :‬ابعتبارها الضامن احلقيقي من الضياع واالحنراف‬
‫‪ .4‬ضمان دخل مناسب لألسرة‪ :‬يكفل لألسرة عيشا كرميا طلبا للعفة‪.‬‬
‫‪ .5‬معرفة كل فرد من األسرة حقوقه وواجباته‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬حتصني األسرة من التفكك واالحنالل‬

‫لتحصني األسرة من سلبيات التطور التكنولوجي والغزو الثقايف جيب‪:‬‬


‫‪ .1‬االلتزام مبقومات األسرة املسلمة وفق توجيهات القرآن الكرمي والسنة النبوية‬
‫‪ .2‬معرفة األزواج واألبناء حبدود مسؤولياهتم جتاه األسرة ألن اجلهل هبا يؤدي إىل كثرة الشقاق والنزاع ووقوع الطالق‪.‬‬
‫‪ .3‬إنتاج برامج إعالمية حتسيسية وتوعوية خالقة هتدف إىل تثقيف األسر وتوعيتها وإرشادها حلل املشاكل املستعصية‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع برامج ومقررات مدرسية يف جمال الرتبية األسرية لتنشئة أجيال قادرة على حسن تدبري مؤسسة األسرة‪.‬‬
‫‪ .5‬تنظيم دورات تدريبية وورشات تكوينية لفائدة األزواج واألبناء لتنمية قدراهتم على االندماج يف مؤسسة األسرة‬

‫عالقة درس األسرة نواة اجملتمع بسورة يوسف‬

‫• لقد بنيت أسرة يعقوب عليه السالم على الرتبية اإلميانية املؤسسة على احلوار واملودة والرمحة فكانت هذه الرتبية خري ضامن‬
‫الستقامة يوسف عليه السالم وأخيه‪ ،‬وخري مصلح إلخوة يوسف بعدما أزهلما الشيطان واحنرفا عن طريق احلق‪.‬‬
‫حق البيئة‪ :‬التوسط واالعتدال في استغالل البيئة‬

‫احملور األول‪ :‬مفهوم البيئة يف اإلسالم‬

‫‪ .1‬مفهوم البيئة‪ :‬اجملال الطبيعي الذي أعده هللا تعاىل لإلنسان‪ ،‬لينتفع به ويعمره ابخلري بغري إسراف وال إفساد‬
‫‪ .2‬مفهوم التوسط واالعتدال‪ :‬التوسط واالعتدال لفظان متقارابن يف املعىن‪ ،‬ويراد هبما فعل املطلوب واملأذون فيه من غري إفراط وال‬
‫تفريط‪ ،‬وكل من اإلفراط والتفريط احنراف وميل عن اجلادة والصواب‬

‫احملور الثاين‪ :‬حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات اإلميان‪( :‬عالقة حفظ البيئة ابإلميان)‬

‫للبيئة عالقة وطيدة ابإلميان‪ ،‬واحملافظة عليها من مقتضيات إميان املسلم الذي يعتقد أن محايتها وتنميتها‪:‬‬
‫‪ .1‬احلفاظ على البيئة شعبة من شعب اإلميان‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اإلميان بضع وستون شعبة فأفضلها قول‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬وأدانها إماطة األذى عن الطريق"‬
‫‪ .2‬احلفاظ على البيئة صدقة من الصدقات اجلارية‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع‬
‫زرعا‪ ،‬فيأكل منه إنسان أو طري أو هبيمة إال كانت له صدقة"‬
‫‪ .3‬احلفاظ على البيئة حتقيق ألمانة االستخالف يف األرض وعدم االفساد فيها‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬وكلوا واشربوا وال تسرفوا إنه ال‬
‫حيب املسرفني﴾‬

‫احملور الثالث‪ :‬ضوابط استغالل البيئة يف اإلسالم (الوسطية واالعتدال)‬

‫• التوسط واالعتدال يف استغالل خريات األرض واحلفاظ عليها‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾‬
‫• حتقيق التنمية املستدامة ابلتوفيق بني مصلحة األجيال احلاضرة واألجيال القادمة‪.‬‬
‫• جتنب كل أشكال التلوث البيئي اليت تضر ابملياه واهلواء واألشجار‪...‬‬
‫• االهتمام ابملساحات اخلضراء عن طريق الغرس والتشجري‪ :‬قال الرسول ﷺ‪" :‬إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن‬
‫استطاع أال يقوم حىت يغرسها فليفعل"‬

‫عالقة درس التوسط واالعتدال يف استغالل البيئة بسورة يوسف‬

‫• تتجلى يف منهج التوسط واالعتدال الذي هنجه يوسف عليه السالم حلفظ مصر واألراضي اجملاورة هلا من األزمة وجتنيبها‬
‫اخلسائر اليت أنبأت عنها رؤاي امللك‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬قال تزرعون سبع سنني‪ ..‬وفيه يعصرون﴾ وهذا مظهر من مظاهر التوسط‬
‫واالعتدال يف استغالل البيئة‪.‬‬
‫السبعة الذين يظلهم هللا‬

‫احملور األول‪ :‬شرح احلديث وبيان أوصاف السبعة الذين يظلهم هللا تعاىل‬
‫ض يع ُك ّل َش ْيء يِف َم ْو يضعه‪.‬‬ ‫ني فَ َع َد َل فييه أي اتبع أ َْمر ه‬
‫اَّلل بيَو ْ‬ ‫يي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل َمام ال َْعادل (صفة‪ :‬العدل)‪ُ :‬ك ُّل َم ْن َو َ‬
‫ِل َشْي ئًا م ْن أ ُُمور ال ُْم ْسلم َ‬ ‫‪.1‬‬
‫شاب نشأ يف عبادة هللا (صفة‪ :‬عبادة هللا تعاىل)‪ :‬أَفْ ََن َشبَابه َونَ َشاطه يِف يعبَ َادة ه‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الزَمة بي َق ْلبي يه َوإي ْن َكا َن َج َسده َخا ير ًجا َعْنهُ‪.‬‬
‫رجل قلبه معلق ابملساجد (صفة‪ :‬تعلق القلب ابملساجد)‪ :‬إي َش َارةً إي َىل طُول ال ُْم َ‬ ‫‪.3‬‬
‫اها بي َعا ير ٍ‬ ‫يي‬
‫ض ُدنْيَ يو ٍّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫رجالن حتااب يف هللا اجتمعا عليه و تفرقا عليه (صفة‪ :‬احلب ِف هللا)‪ :‬ال ُْمَراد أَ هَّنُ َما َد َاما َعلَى ال َْم َحبهة ال ّدينيهة َوََلْ يَ ْقطَ َع َ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪ .5‬رجل دعته امرأة ذات منصب ومجال فقال إين أخاف هللا (صفة‪ :‬العفة)‪ :‬و لنا ِف يوسف عليه السالم إسوة حسنة‪.‬‬
‫ص َدقَة‪ ،‬يِبَْي ُ‬
‫ث‬ ‫ص َدقَة‪ .‬مث ال ُْمبَالَغَة يِف إي ْخ َفاء ال ه‬
‫صود ُه َو إي ْخ َفاء ال ه‬
‫‪ .6‬رجل تصدق بصدقة فأخفاها حىت ال تعلم مشاله ما تنفق ميينه (صفة‪ :‬التصدق إبخالص)‪ :‬ال َْم ْع ََن ال َْم ْق ُ‬
‫ت الْيَ يمني لي يشدهةي إي ْخ َفائي َها‬ ‫ي‬ ‫إ هن يِشاله مع قُريِبا يمن ََييينه وتَ ُي‬
‫ت َما فَ َعلَ ْ‬ ‫الزم يه َما لَْو تَ َ‬
‫ص هوَر أَ هَّنَا تَ ْعلَم لَ َما َعل َم ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ َ ْ‬
‫‪ .7‬رجل ذكر هللا خالياً ففاضت عيناه(صفة‪ :‬البكاء من خشية هللا)‪ :‬أي البكاء من خشية هللا تعاىل خوفا من عذابه وطمعا ِف ثوابه كما قال النيب ﷺ‪" :‬عينان ال متسهما‬
‫النار‪ :‬عني بكت من خشية هللا‪ ،‬وعني حرست يف سبيل هللا"‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬التحلي ابألوصاف السبعة أساس صالح اجملتمع واستقراره‬

‫إذا كان التحلي ابألوصاف السبعة اليت أخرب ِبا الرسول مفتاحا لألمن من عذاب هللا يوم احلساب‪ ،‬فإَّنا أيضا مفتاح لصالح اجملتمع واستقراره قبل يوم القيام‪ ،‬إذ مجعت‬
‫هذه األوصاف حقوق هللا والنفس والغري‪ ،‬وهي حقوق تسهم ِف إسعاد الفرد وإصالحه‪ ،‬واستقرار اجملتمع وازدهاره‬
‫‪ .1‬ابلقضاء بني الناس ابلعدل ينعم الناس ِف أمن وطمأنينة وتتقدم األمة وتزدهر ِف خمتلف جماالت احلياة‪.‬‬
‫‪ .2‬الشباب الناشئ على العبادة عماد اجملتمع فبصالحهم يصلح اجملتمع وبوقوعهم ِف فخ شهواهتم يفسد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .3‬احملبة ِف هللا تنعكس على مستوى العالقات االجتماعية فأخوة الدين تؤلف بني قلوب األسرة وأفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬قيمة اخلشوع واإلخالص مها خري دافع للمسارعة إىل اخلريات وخدمة اجملتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬املساجد بيوت هللا‪ ،‬ورمز وحدة املسلمني وتعاوَّنم وترامحهم‪.‬‬
‫‪ .6‬البذل والعطاء له دور ابرز ِف متاسك اجملتمع وآتلفه والقضاء على احلقد واحلسد واجلرَية‪...‬‬
‫‪ .7‬قيمة العفة هلا دور هام ِف صيانة اجملتمع وحتصينه من خمتلف املخاطر الصحية واالجتماعية واالقتصادية‪...‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬التعريف ابألخالق احلميدة والدعوة إىل التحلي هبا من مقتضيات اإلميان (األوصاف السبعة)‬

‫إن اهلدف األساس من حديث "السبعة الذين يظلهم هللا" أن نتحلى أبعظم األخالق احلميدة واألوصاف اجلليلة اليت تسعد اإلنسان ِف الدنيا واآلخرة‪ ،‬فإن التعريف ِبذه‬
‫األوصاف من صميم اإلَيان املبين على الدعوة إىل اخلري واألمر ابملعروف‪.‬‬
‫وهذه املهمة من صميم مسؤوليات‪:‬‬
‫األسرة‪ :‬اليت تغرس هذه الصفات ِف نفوس الناشئة وتصاحبهم ِف تطبيقها‪.‬‬ ‫•‬
‫املدرسة‪ :‬اليت تدمج هذه القيم ِف املقررات الدراسية واألنشطة املوازية‪.‬‬ ‫•‬
‫اإلعالم‪ :‬اليت تقوم ابلتوعية‪ ،‬وتشجع اإلنتاجات الفنية اليت تغرس هذه القيم‪.‬‬ ‫•‬
‫املسجد‪ :‬الذي يؤطر الصغار والكبار ويقدم خطبا منربية ودروسا وعضيه ِف هذا ال املوضوع‪.‬‬ ‫•‬

‫عالقة درس السبعة الذين يظلهم هللا بسورة يوسف‬

‫لقد أخرج امللك (اإلمام العادل) يوسف عليه السالم الذي تعفف عن مراودة امرأة العزيز (رجل دعته امرأة ذات منصب ومجال فقال إين أخاف هللا) وذلك لنشأته ِف‬
‫طاعة هللا (شاب نشأ يف عبادة هللا)‪ ،‬بني أحضان سيدان يعقوب عليه السالم النيب الصاحل املوقن ِف هللا تعاىل (رجل ذكر هللا خالياً ففاضت عيناه)‪ ،‬فكان حمبا إلخوته وأابه ِف‬
‫هللا تعاىل (رجالن حتااب يف هللا اجتمعا عليه وتفرقا عليه)‪ ،‬لذلك أكرمهم ِف فرتة القحط وأوىف هلم الكيل (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حىت ال تعلم مشاله ما تنفق ميينه)‪.‬‬

You might also like