Professional Documents
Culture Documents
حققوق مريض
حققوق مريض
ال يحتاج المسلم في ديانته االسالم إلى تشريعات بشرية جديدة ألن هللا عز وجل قد أكمل لنا الدين ،و أتم نعمته علينا ،فما
على المسلمين إال التمسك بدينهم و أن يعملوا بأحكامه وشرائعه وآدابه ألنهم سوف 5يجدون األمن و الطمأنينة و العدل و
الرضى ألن هللا عز وجل خلق كل شيء من أجل الكانسان وكرمه ،وخلقه لعبادته 1.كما أنه أعطاه حقوقا يتمتع بها و
أعطت الشريعة اإلسالمية لشخص المريض حقوقا حتى على أسرته أو االسالم عظم حقوق اإلنسان ،منها حقوق المريض .
أصدقائه أو األطباء ،كما أنه ال يجوز بأي حال ال يجوز 5بأي حال التفريط فيها وال التخلي عنها ،ألن هذا المريض
في حالة ضعف 5بدني أو نفسي فوجب على من حوله مساعدته حتى يجعل هللا له شفاءا .فمن غير الممكن المساس بحياة
اإلنسان وسالمة جسمه ،فالحق في الحياة و الحق في السالمة الجسدية هما عبارة عن طائفة من الحقوق الشخصية ،كما أن
الشريعة اإلسالمية تحث على العالج و التداوي 5وهذا ضمن حفظ النفس .
بما أن الشريعة اإلسالمية أعطت للمريض حقا بسالمة بدنه ونفسه وأيضا للتخلص من األمراض التي تلحق به ،فهذا الحق
مثبت شرعا من أدلة التشريع اإلسالمي ،التي تفيد أن اإلنسان لديه حق في حماية جسمه من األمراض و طلبه لتشافي 5أي
أنه له الحق في العالج .
(وَِإ َذا َم ِر ْ
ضتُ فَ ُه َو يَ ْ
شفِي ِن 2) وبهذا فطلب التشافي 5أو العالج هو مطلب شرعي حتى أنه امتنان من هللا تعالى على عباده .
كما هو المعمول به في أغلب دول العالم ،أن للمريض له الحرية المطلقة في اختيار الطبيب .ألن هذا األخير هو الشخص
المناسب الذي بإمكانه ممارسة هذا العمل بكل جهد ،ألنه يتعامل مع جسم اإلنسان ليتحسس آلالمه و نظرته لكيفية أداء
جميع وظائف 5أعضاء الجسم .ولهذا فالعقد الطبي يقوم على اعتبارات شخصية كثقة المريض في الطبيب على أمل شفاءه
و تخلصه من المرض.
مما الشك يجب أن يكون المريض على علم بحقيقة مرضه ،فمن حقه قبل إجراء الطبيب لعمله الطبي أو أي تدخل جراحي5
أن يعلمه بحقيقة مرضه و إدراكه له وإذا كانت هناك مخاطر 5محتملة على حياته.
1
حقوق االنسان في االسالم .د .سليمان بن عبد الرحمان الحقيل .الرياض :وكالة الفرزدق .ط .1994 . 1ص 1
2سورة الشعراء :اآلية 80.
3رواه صحيح بخاري (4 81/( ،
أي أن األهل و األصحاب لهم حق على المريض و تتجلى هذه المظاهر في :
أيضا عدم القيام بأي عمل محرم خارج حدود هللا ألنه سيؤدي 5إلى الهالك .
صلِي ِه نَاراً َو َكانَ َذلِ َك وقوله عز وجلَ ( :والَ تَ ْقتُلُو ْا َأنفُ َ
س ُك ْ4م ِإنَّ هّللا َ َكانَ بِ ُك ْم َر ِحيما ً َ .و َمن يَ ْف َع ْل َذلِكَ ُعد َْوانا ً َوظُ ْلما ً فَ َ
س ْوفَ نُ ْ
5
َعلَى هّللا ِ يَ ِ
سيراً)
وفي هذه اآلية ،يذكر هللا تعالى عباده بالحفاظ على النفس و عدم ارتكاب المعاصي ألن هللا دائما رحيم بعباده .
6
و قول النبي عليه الصالة والسالمَ ” :وِإ َّن لِنَ ْف ِسكَ َحقًّا ً .
خاتمة
وفي األخير يمكن القول أنه من الواجب الوقوف على حقوق المريض و خاصة إدراك أهمية التداوي و طلب العالج و هذا
نظرا النتشار األمراض و األوبئة التي يتعرض إليها جسم اإلنسان ،كما أن للمريض حقوق كثيرة و متعددة وجب األخذ
بها .و أن الشريعة اإلسالمية تتيح لألطباء االجتهاد في عالج األمراض ،وأن السالمة الجسدية حق من الحقوق المشتركة
.بين هللا و عبده ،وبهذا بال يجب على اإلنسان إتالف نفسه بأي شكل كان