Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫عن املركز‬
‫األبحاث والتقارير‬
‫قضايا‬
‫ترجامت‬
‫مجلة قلمون‬
‫قضايا ‪ /‬سياسة‬
‫حوارات‬

‫“(إعالن) الوطنية السورية” بني الفردانية الليربالية‬


‫منتدى حرمون الثقايف‬
‫أخبارنا‬
‫مكتبة الفيديو‬
‫والجامعاتية الال دميقراطية‬
‫‪  1637‬‬ ‫‪  0‬‬

‫‪ 02   ‬متوز‪/‬يوليو ‪2020‬‬ ‫حسام الدين درويش‬

‫‪- +‬‬ ‫حجم الخط‬

‫منذ بضعة أيام‪ ،‬أصدر بعض السوريني وثيقًة أسموها “إعالن الوطنية السورية”‪ .‬وقد تضمنت تلك الوثيقة رشًح ا ألسباب صدور هذا اإلعالن‪ ،‬واملعنى‬

‫املقصود ﺑ “الوطنية السورية”‪ ،‬ومبادئ هذه الوطنية‪ ،‬وأسسها املتعلقة ﺑ “اإلنسان‪ /‬املواطن‪ ،‬والدولة السورية والدستور السوري‪ ،‬والنظام‬

‫الدميقراطي‪ ،‬والحريات والسلم األهيل‪ ،‬والثقافة الوطنية والوعي الوطني‪ ،‬وحقوق القوميات والجامعات اإلثنية‪ ،‬وحرية املرأة وحقوقها‪ ،‬والجيش‬

‫السوري واألجهزة األمنية‪ ،‬والنظام االقتصادي الجديد‪ ،‬والسياسة الخارجية السورية‪ .‬كام تناول اإلعالن نظام الحكم الحايل‪ ،‬وقوى الواقع الراهن‪،‬‬

‫والعالقات والتحالفات بينها وعالقاتها بالقوى الخارجية‪ ،‬وقوى املستقبل املنشود واملنشودة‪ .‬وتضمن اإلعالن‪ ،‬يف النهاية‪ ،‬تشديًدا عىل أنه ليس‬

‫“قواًل فصاًل ”‪ ،‬وال “صيغًة مكتملًة ونهائيًة”‪ ،‬وإمنا مجرد صيغة متجددة‪ ،‬قد تفيض إىل “مرشوع تغيري وطني دميقراطي سوري يحظى بأوسع مشاركة‬

‫سورّية ممكنة”‪.‬‬

‫كام هو متوقع‪ ،‬قوبل اإلعالن مبزيج من الرتحيب والتشجيع‪ ،‬من ناحية‪ ،‬والتجاهل أو االنتقاد والتحفظ‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬فقد أثار غياب وجود أسامء األشخاص‬

‫الذين أسهموا يف صياغة هذا اإلعالن‪ ،‬وإطالق تلك املبادرة‪ ،‬امتعاض كثريين ممن اعتادوا محاكمة مثل تلك املبادرات‪ ،‬من خالل النظر إىل أسامء أعضائها‪،‬‬

‫بالدرجة األوىل‪ .‬لكن هذا الغياب مل مينع بعض هؤالء األشخاص من إبداء التحفظ عىل البيان‪ ،‬بسبب توقيع هذا الشخص و‪ /‬أو عدم توقيع شخص آخر‪ .‬كام‬

‫شّكك كثريون يف أهمية البيان‪ ،‬وجدواه‪ ،‬ألنهم رأوا أنه مل يضف جيًدا‪ ،‬وألن مشكلتنا ال تكمن يف “الوطنية”‪ ،‬أو يف أي إعالن عنها أو لها‪ ،‬وإمنا يف مكان‬

‫آخر ال يسهم اإلعالن يف معالجته‪ .‬كام تناولت االنتقادات بعض مضامني البيان‪ ،‬لكونه‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬يبالغ يف ماهية الدور الذي ينبغي للجيش أن‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪1/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫يقوم به‪ ،‬ويف مدى هذا الدور؛ وكانت هناك مخاوف من تحول اإلعالن عن تلك الوطنية إىل أيديولوجيا لإلقصاء‪ ،‬وتخوين املختلفني مع بعض مضامني تلك‬

‫الوطنية‪ ،‬وفًقا لتوصيفها يف اإلعالن‪ .‬أما االنتقادات والتحفظات األبرز‪ ،‬واألكرث عدًدا‪ ،‬فقد تناولت إشكالية العالقة بني الفرد والجامعات العضوية والدولة‪.‬‬

‫وسأناقش‪ ،‬فيام ييل‪ ،‬هذه اإلشكالية‪ ،‬الحارضة بقوة‪ ،‬ليس يف “اإلعالن‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل يف الفلسفة والعلوم االجتامعية والسياسية املعارصة‪ ،‬أيًض ا‪.‬‬

‫‪ – 1‬الوطنية والسياسة بني فردية املواطن وانتامءاته الجامعاتية‬


‫مثة تشديد كبري عىل أهمية “املواطنة” يف أي نظام سياّيس وطنّي ‪ /‬دميقراطي‪ .‬وعىل الرغم من أن املعنى األويل والعام لهذا املفهوم واضح‬

‫ومتفق عليه عموًم ا‪ ،‬إال أنه يوجد اختالفات مهمة‪ ،‬يف خصوص مدى فردية هذا املواطن‪ ،‬وطبيعة عالقاته بالدولة والعملية السياسية وبالجامعة أو‬

‫الجامعات العضوية التي ينتمي إليها نسًبا‪ ،‬ومدى مرشوعية و‪ /‬أو رضورة حضور هذه االنتامءات والجامعات‪ ،‬يف املجال السيايس‪ .‬وميكننا التمييز بني‬

‫رأيني أساسيني يف هذا الخصوص‪ :‬أحدهام يشدد عىل فردية املواطن‪ ،‬بوصفها أساًس ا لحضوره السيايس‪ ،‬مبا يقيص كل انتامءاته الجامعاتية‪ ،‬من‬

‫املجال السيايس؛ واآلخر يرى أن فردية املواطن ال تتناىف‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬مع انتامءاته الجامعية‪ ،‬وأنه ميكن لحضور املواطن‪ ،‬يف املجال السيايس‪ ،‬أن‬

‫يتأسس‪ ،‬أيًض ا‪ ،‬عىل تلك االنتامءات‪.‬‬

‫أ – املواطن هو الفرد‪ ،‬وال مكان للجامعات واالنتامءات الجامعاتية يف املجال السيايس‬

‫يشّدد هذا االتجاه عىل أن املواطنة‪ /‬الوطنية (الدميقراطية) تقتيض إبعاد كل االنتامءات الجامعاتية عن املجال السيايس‪ .‬وعىل هذا األساس‪ ،‬تتناىف‬

‫تلك الوطنية مع أي أحزاب أو تنظيامت سياسية تتأسس عىل أساس إثني أو دينّي ‪ .‬فاالنتامءات الجامعاتية هي انتامءات قبل أو تحت وطنية‪ ،‬و‪ /‬أو فوق‬

‫وطنية‪ ،‬وهي‪ ،‬يف كل أحوالها‪ ،‬مضادة لالنتامءات الوطنية‪ ،‬ومضادة لدميقراطية النظام السيايس التي تقتيض حضور املواطن بوصفه فرًدا‪ ،‬وليس‬

‫بوصفه منتمًيا إىل هذه الجامعة العضوية أو تلك‪ .‬والتنظيامت الوحيدة التي ميكن وينبغي للمواطن أن يحرض من خاللها‪ ،‬يف املجال السيايس‪ ،‬هي‬

‫التنظيامت املدنية واألحزاب السياسية‪ ،‬التي تتأسس عىل االنتساب (السيايس)‪ ،‬بعيًدا عن أي تسييٍس ألي نسب أو انتامء جامعاّيت‪ .‬فهذه االنتامءات‬

‫ينبغي أن تبقى يف إطار املجال الثقايف‪ ،‬وال ينبغي تسييسها أو إدخالها يف املجال السيايس‪.‬‬

‫‪ ‬ويرى هذا االتجاه انتفاء أي بعد ثقاّيف خاّص للدولة‪ .‬فهذه البعد الثقايف خاص بجامعة ما‪ ،‬دون أخرى‪ ،‬بغض النظر عن عدد أفراد هذه الجامعة أو تلك‪.‬‬

‫فالحيادية الكاملة للدولة تعني تعبريها عام يجمع كل مواطنيها‪ .‬ونظًرا إىل أن القواسم املشرتكة قليلة عموًم ا بني أفراد أي دولة‪ ،‬يبدو تصور أفراد هذا‬

‫االتجاه للدولة تصوًرا شكالنًّيا‪ ،‬من حيث افتقار الدولة‪ ،‬مبؤسساتها ووظائفها‪ ،‬ألي مضامني ثقافية أو معيارية خاصة‪.‬‬

‫ولتسويغ رضورة تبني هذه الرؤية‪ ،‬يف الحالة السورية‪ ،‬يرى متبنو هذا االتجاه أن قيام الدولة الحديثة يقتيض‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬تحييد االنتامءات الجامعاتية‪،‬‬

‫يف املجال السيايس السوري‪ ،‬فسوريا عانت‪ ،‬وما زالت تعاين‪ ،‬من تسييس هذه االنتامءات‪ ،‬وأفىض ذلك إىل هيمنة االتجاهات الطائفية أو اإلثنية أو‬

‫املناطقية‪ ،‬ذات املنظور الضّيق‪ ،‬وغري الوطني‪ ،‬من حيث إنه مضاّد أو معاد‪ ،‬رصاحًة أو ضمًنا‪ ،‬للوطنية السورية‪ ،‬وألن تكون سورية وطًنا‪ ،‬وألن يكون‬

‫السوريون شعًبا واحًدا‪ ،‬باملعنى السيايس للكلمة‪.‬‬

‫ب – الجامعات هي املكونات األساسية للمجتمع والدولة وأساس العمل السيايس‬

‫يرى أنصار هذا االتجاه أن الجامعات العضوية متثل مكّو ًنا أساسًّيا من مكّو نات كثري من املجتمعات والدول؛ ويذهب بعضهم إىل اعتبارها املكّو ن األكرث‬

‫أهميًة‪ .‬وانطالًقا من ذلك‪ ،‬ينبغي االعرتاف بهذا الواقع‪ ،‬واالنطالق منه‪ ،‬يف بناء الدولة أو بنيانها‪ ،‬ورشعنة العمل السيايس‪ ،‬عىل أساس االنتامء إىل‬

‫هذه الجامعات العضوية‪ .‬فمن الرضوري أن تعرّب الدولة عن الواقع االجتامعي والثقايف الجامعايت‪ ،‬وينبغي للسياسة أن تتأسس عىل االنتامء إىل هذه‬

‫الجامعة العضوية أو تلك‪ ،‬وعىل طبيعة العالقة القامئة‪ ،‬و‪ /‬أو املنشودة‪ ،‬بني هذه الجامعات‪.‬‬

‫وإذا كان االختالف بني االتجاه الجامعايت واالتجاه الفرداين واضح‪ ،‬ويتمثل يف األهمية املعطاة للجامعة أو الفرد‪ ،‬أو لدورهام‪ ،‬يف إطار الدولة والعمل‬

‫السيايس؛ فإن ذلك االختالف ينبغي أال يحجب االختالفات املوجودة ضمن كل تيار‪ .‬فعىل الرغم من االتفاق املبديئ أو األويل بني متبني االتجاه‬

‫الجامعايت عىل أهمية الجامعة العضوية‪ ،‬يف إطار الدولة والعمل السيايس‪ ،‬فإن اختالفات كبريًة قد تربز بينهم يف كثري من املسائل األساسية‪ ،‬يف‬

‫هذا الخصوص‪ ،‬وفًقا لنوع الجامعة التي ينتمون إليها‪ ،‬وحجمها‪ ،‬وموقعها‪ ،‬يف الدولة واملجتمع‪.‬‬

‫فبعض أنصار هذا االتجاه من املنتمني إىل أغلبية إثنية أو دينية أو طائفية ما‪ ،‬قد يرون مرشوعية‪ ،‬بل وجوب‪ ،‬أن تعكس بنية الدولة ومؤسساتها‬

‫وقوانينها وتوجهاتها هذه األغلبية‪ .‬فالدولة ينبغي أن تكون‪ ،‬لدرجة أو ألخرى‪ ،‬عربيًة أو عروبيًة‪ ،‬و‪ /‬أو إسالميًة‪ ،‬إذا كانت األغلبية املجتمعية عربيًة أو‬

‫مسلمًة‪ ،‬نسًبا‪ .‬وعىل الرغم من إمكانية تأثري ذلك‪ ،‬سلًبا يف املساواة املواطنية‪ ،‬يف الدولة‪ ،‬ويف دميقراطيتها أو دميقراطية نظامها السيايس‪،‬‬

‫فليس من النادر أن يستند أنصار هذا التيار إىل فكرة الدميقراطية‪ ،‬ذاتها‪ ،‬ليربزوا أنهم ميثلون األغلبية‪ ،‬ويحّق لهم املطالبة بذلك‪ ،‬وتنفيذه‪ ،‬وفًقا‬

‫للدميقراطية ذاتها‪ .‬وبغض النظر عن املطابقة غري املوضوعية التي يقيمها الجامعاتيون‪ ،‬عموًم ا‪ ،‬بني األغلبية السياسية واألغلبية اإلثنية أو الدينية أو‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪2/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫الطائفية‪ ،‬فإن بعضهم‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬يقع يف مفارقة طريفة تتمثل يف أنه يطالب بخضوع الدولة لألغلبية‪ ،‬وتفضيلها لثقافة هذه األغلبية‪ ،‬وتوجهاتها‬

‫األيديولوجية الدينية أو السياسية‪ ،‬عموًم ا‪ ،‬مع رفضه القاطع لنشوء فيدراليات عىل أساس دينّي أو إثني‪ ،‬يف بعض مناطق الدولة التي توجد فيها‬

‫أغلبيات إثنية أو دينية أو طائفية مختلفة عن األغلبية التي ينتمي إليها هذا “البعض”‪.‬‬

‫وغالًبا ما يقع بعض الجامعاتيني من املنتمني نسًبا‪ ،‬إىل األقليات املذكورة‪ ،‬يف مفارقة مختلفة ومامثلة‪ ،‬يف الوقت نفسه‪ .‬فهم يرفضون اتسام الدولة‪،‬‬

‫ومؤسساتها‪ ،‬ونظامها السيايس‪ ،‬بأي سمة تعرّب عن ثقافة أو توجهات األغلبية العددية‪ ،‬اإلثنية أو الدينية‪ ،‬لكنهم يطالبون‪ ،‬يف الوقت نفسه‪ ،‬بحقوق‬

‫سياسية خاصة‪ ،‬بوصفهم أقليات‪ .‬فعىل سبيل املثال‪ ،‬ويف السياق السوري‪ ،‬ليس نادًرا مطالبة بعض الجامعاتيني األكراد بإقليم فيدراّيل كردّي ‪ ،‬أو عىل‬

‫أساس إثني‪ ،‬مع رفضهم القاطع للسمة العربية ليس للدولة فحسب‪ ،‬بل حتى السمها‪.‬‬

‫أحد أهم الشعارات التي يرفعها الجامعاتيون‪ ،‬عموًم ا‪ ،‬ويف السياق السوري‪ ،‬خصوًص ا‪ ،‬هو شعار “الواقعية”‪ .‬ومبقتىض تلك “الواقعية املزعومة”‪،‬‬

‫يشدد هؤالء عىل أن الواقع السيايس السوري هو واقع جامعاّيت‪ ،‬بامتياز‪ .‬فالرصاع “السيايس” العنيف أصبح رصاًع ا جامعاتًّيا عموًم ا‪ ،‬وطائفًّيا (بني السنة‬

‫والعلوية‪ ،‬خصوًص ا) وإثنيا (بني العرب والكرد‪ ،‬عىل سبيل املثال او التخصيص)‪ ،‬خصوًص ا‪ .‬ويجب االنطالق من هذا الواقع والبناء عليه‪ ،‬وأخذ حساسيات هذه‬

‫اإلثنية أو الطائفة و‪ /‬أو تلك يف الحسبان‪ .‬ويرى هؤالء الجامعاتيون أن الدعوات إىل نظام سيايس وطني‪ /‬دميقراطي‪ ،‬قائم عىل مواطنة األفراد‬

‫واملساواة بينهم يف الحقوق والواجبات‪ ،‬بغض النظر عن انتامءاتهم ونسبهم‪ ،‬هي مجرد دعوات حاملة وغري واقعية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وليست مناسبًة‬

‫سياسًّيا‪ ،‬وال خرّي ًة أخالقًّيا‪ ،‬وال مفيدًة عملًّيا‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬وال يرى بعض هؤالء الجامعاتيني‪ ،‬يف الدعوة إىل العلامنية‪ ،‬إال قناًع ا طائفًّيا لألقليات الدينية‪،‬‬

‫ويف الدعوة إىل الفيدرالية إال قناًع ا انفصالًّيا لألقليات اإلثنية‪ ،‬ويف الدعوة إىل الدميقراطية إال قناًع ا طائفًّيا وعنرصًّيا لألغلبية الدينية اإلثنية‪ .‬وهكذا‬

‫ُيختزل الواقع السيايس يف جامعات هوياتية متناحرة‪ ،‬وال يؤخذ‪ ،‬يف الحسبان‪ ،‬ال تاريخية هذه الظاهرة وال محدوديتها‪ ،‬من حيث وجود أطراف أخرى‬

‫كثرية‪ ،‬تجاوز انتسابها اإلرادي نسبها اإلثني أو الديني او الطائفي‪ ،‬واختلف عنه‪ ،‬ومل يتأسس عليه سياسًّيا‪.‬‬

‫‪ – 2‬يف التوتر املحايث للعالقة بني الدميقراطية والليربالية‬


‫ميكن وصل العالقة اإلشكالية بني االتجاهني الفرداين والجامعايت بالتوتر اإلشكايل املالزم للعالقة بني الدميقراطية والليربالية‪ .‬فعىل الرغم من الصلة‬

‫الوثيقة‪ ،‬يف الدميقراطيات (الغربية) املعارصة بني الدميقراطية والليربالية‪ ،‬فإن العالقات بينهام ليست رضوريًة من ناحية‪ ،‬ويشوبها توتر‪ ،‬فعّيل أو‬

‫ممكن داًمئا‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬وإىل جانب التوتر بني الليربالية االقتصادية‪ ،‬يف صيغتها “النيوليربالية” خصوًص ا‪ ،‬والدميقراطية التي تتضمن وجوب‬

‫املشاركة الجامهريية الفاعلة وتكافؤ الفرص يف امليدان السيايس‪ ،‬مثة تناقض أساّيس أو مبديئ‪ ،‬بني الليربالية (السياسية) والدميقراطية‪ .‬ويكمن‬

‫يف هذا التناقض أن األولوية لليربايل تتمثل يف الفرد وحرياته‪ ،‬يف حني أن روح الدميقراطية أو أولويتها تكمن يف التعبري عن (إرادة) الشعب‪ ،‬من خالل‬

‫عملية االقرتاع أو االنتخاب‪ ،‬مثاًل وخصوًص ا‪ .‬الدميقراطية تتطلب إقرار الحقوق املدنية والسياسية العامة‪ ،‬كحقوق االجتامع والتصويت والتعبري والرأي إلخ‪،‬‬

‫وهي تلتقي مع الليربالية‪ ،‬يف هذا الخصوص‪ ،‬لكنها ال تتضمن بالرضورة إقراًرا بحرية الفرد الكاملة نسبًّيا يف حياته الخاصة واالجتامعية‪ ،‬كام هو حال‬

‫الليربالية‪ .‬فنظرًّيا وعملًّيا‪ ،‬ارتبط االعرتاف بالحريات والحقوق الجنسية للمثليني‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬بالتوجه الليربايل‪ ،‬ال بالتوجه الدميقراطي‪ ،‬حيث إن ذلك‬

‫االعرتاف حصل بناًء عىل مبادئ الليربالية وتوجهاتها‪ ،‬وبغض النظر عن‪ ،‬أو عىل الرغم من‪ ،‬وجود أغلبية شعبية معارضة لهذا االعرتاف‪ ،‬يف أحيان ليست‬

‫قليلًة‪.‬‬

‫ال شك أن الحريات الفردية رضورية‪ ،‬ألي نظام دميقراطّي جدير بهذا االسم‪ ،‬لكن ميكن للدميقراطية أن تنتج خطاًبا أو نظاًم ا يحد من بعض الحريات الفردية‬

‫عموًم ا‪ ،‬ومن الحريات غري املتعلقة باملجال السيايس املبارش‪ ،‬خصوًص ا‪ .‬يف املقابل ميكن للحريات (شبه) الكاملة أو املطلقة‪ ،‬يف امليدان االقتصادي‪،‬‬

‫خصوًص ا‪ ،‬أن تدّم ر مسائل العدالة واملساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬ليس يف امليدان االقتصادي‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل يف امليدان السيايس‪ ،‬أيًض ا‪ .‬ومن هنا تأيت‬

‫اإلمكانية الدامئة لحصول رصاع بني هذين املبدأين أو املوقفني‪ .‬وعىل هذا األساس‪ ،‬ميكننا أن نفهم خوف كثري من الليرباليني واملنتمني‪ ،‬نسًبا و‪ /‬أو‬

‫انتساًبا‪ ،‬إىل أقليات ما‪ ،‬من “طغيان األكرثية” باسم الدميقراطية‪ .‬يف املقابل‪ ،‬يقدم كثريون الدميقراطية الليربالية‪ ،‬يف أحدث نسخها الغربية‪ ،‬بوصفها‬

‫وصفًة جاهزًة وناجزًة‪ ،‬مسبًقا‪ ،‬وال تحتاج إال إىل االتباع‪ ،‬والتبني‪ ،‬والتطبيق‪ ،‬بدون قيد أو رشط‪ ،‬أو حتى نقاش‪ ،‬وبدون أي اهتامم مبدى أو كيفية تقبل أو‬

‫قبول األغلبية أو املجتمع لتلك الوصفة‪.‬‬

‫الليربالية‪ ،‬يف حدودها الدنيا‪ ،‬ويف امليدان السيايس‪ ،‬خصوًص ا‪ ،‬رشٌط من رشوط دميقراطية أي نظام سياّيس ‪ .‬فبدونها لن يكون أفراد الشعب أحراًرا‪،‬‬

‫ليك يستطيعوا التعبري فعاًل عن أنفسهم‪ ،‬أو إرادتهم‪ ،‬يف املجال السيايس‪ .‬لكنها يف حدودها العليا غري املضبوطة قد تفيض إىل ما هو غري مقبول‬

‫دميقراطًّيا‪ ،‬سواء من حيث املبدأ‪ ،‬أو من حيث التصويت واملقبولية الشعبية‪ .‬وعىل الرغم من أن النظام الدميقراطي هو نظام أغلبية عموًم ا‪ ،‬فإنه كان‬

‫يفرتض وحدًة ثقافيًة ما بني أفراد الشعب‪ ،‬يف إطار الدولة – األمة أو الدولة القومية‪ ،‬ومل يكن يكرتث‪ ،‬كثًريا‪ ،‬باألقلية أو األقليات‪ ،‬التي كان ُج َّل اهتاممها‪،‬‬

‫وأقىص طموحاتها و”أحالمها”‪ ،‬أن يتم التسامح معها‪ ،‬ومع اختالفاتها‪ ،‬وليس االعرتاف بها‪ ،‬واإلقرار مبساواتها‪ ،‬ومساواة األفراد املنتمني إليها‪ ،‬مع‬

‫األغلبية‪ ،‬وأفراد تلك األغلبية‪.‬‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪3/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫وعىل الرغم من أن ليربالية الدميقراطيات الغربية قد ازدادت يف العقود األخرية‪ ،‬لدرجة أنها أصبحت تعطي االنطباع بالتضمن املتبادل والتشابك‬

‫املاهوي بني الطرفني‪ ،‬فإن التوتر والتناقض بني الطرفني ما زال قاًمئا‪ ،‬ويظهر بقوة‪ ،‬يف مناسبات كثرية‪ .‬ويبدو ذلك جلًّيا‪ ،‬حني تتجه إرادة األغلبية‬

‫السياسية أو الشعبية إىل تبني وجهات غري مقبولة من منظور الدساتري والقوانني أو التوجهات ذات الطبيعة أو األبعاد الليربالية‪ ،‬والخاصة بحامية‬

‫الحريات واألقليات والضعفاء عموًم ا‪ .‬وإذا كانت الليربالية االقتصادية املتزايدة تؤثر سلًبا يف دميقراطية أي نظام سياّيس ‪ ،‬فإن “الدميقراطية الزائدة” قد‬

‫تؤثر سلًبا يف ليربالية هذا النظام‪ ،‬ورمبا يف دميقراطيته ذاتها‪ ،‬إذا اتفقنا أن الدميقراطية ليست مجرد عملية اقرتاع أو انتخاب‪ .‬فإىل أي حّد ينبغي‬

‫للدميقراطية أن تكون ليربالّيًة‪ ،‬وإىل أي حّد ينبغي لليربالية أن تكون دميقراطيًة؟ هذه إشكالية نظرية‪ ،‬ومشكلة عملية‪ ،‬تواجهان كل دميقراطية (ليربالية)‬

‫معارصة‪ ،‬ويزداد تعقيد هذه اإلشكالية‪ ،‬وتزداد حدة تلك املشكلة‪ ،‬يف الدميقراطيات الناشئة‪ ،‬أو عند السعي إىل إنشاء دميقراطية (ليربالية) ما‪.‬‬

‫‪ – 3‬نحو استيعاب جدّيل للتوتر بني الليربالية الفردانية والجامعاتية (غري) الدميقراطية‬
‫يحاول إعالن الوطنية السورية التوفيق بني الفردانية والحريات الفردية‪ ،‬من جهة‪ ،‬والجامعاتية والحقوق الجامعاتية‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬وقد أثارت مضامني‬

‫هذا التوفيق‪ ،‬الجزيئ والنسبي‪ ،‬اعرتاضات من أنصار كال الطرفني‪ ،‬بقدر محاولتها تقديم ما مبكن أن ُيريض كليهام‪ ،‬يف إطار تركيب أعىل‪ .‬فمن ناحية أوىل‪،‬‬

‫يتحدث البيان عن املواطن بوصفه إنساًنا‪ ،‬وبوصفه فرًدا‪ ،‬وليس بوصفه كائًنا ثقافًّيا منتمًيا إىل هذه الجامعة الدينية أو اإلثنية أو تلك‪ .‬يف املقابل‪ ،‬يشدد‬

‫البيان عىل أن االنتامء إىل الوطنية السورية ليس “نقيًض ا أو بدياًل لالنتامء القومي أو الديني أو الطائفي”‪ ،‬ويذهب إىل درجة اإلقرار‪ ،‬ليس بالحقوق‬

‫الثقافية واالجتامعية ﻟ “القوميات والجامعات اإلثنية” فحسب‪ ،‬بل إىل اإلقرار بحقوقها السياسية أيًض ا‪.‬‬

‫وقد أثار الحديث عن تلك “الحقوق السياسية” كثًريا من عالمات االستفهام واالستهجان‪ .‬فلم يكن واضًح ا املقصود بتلك الحقوق‪ ،‬وخيش البعض أنها قد‬

‫تتضمن قبواًل ضمنًّيا ﺑ “الحق يف االنفصال”‪ ،‬وال سيام أن اإلقرار بالحقوق السياسية حصل يف إطار الحديث‪ ،‬ليس عن “الجامعات اإلثنية” فحسب‪ ،‬وإمنا عن‬

‫“القوميات” أيًض ا‪ .‬كام بدا االقتصار عىل ذكر اإلثنية الكردية باالسم‪ ،‬وتجاهل اإلثنيات األخرى‪ ،‬أمًرا غري مسوغ‪ ،‬وغري مقبول‪ ،‬عند كثريين‪ ،‬حيث ظهر هذا‬

‫التخصيص كام لو أنه يحايب جامعًة إثنيًة‪ ،‬عىل حساب الجامعات األخرى‪.‬‬

‫من الرضوري االنتباه إىل خصوصية وضع اإلثنية الكردية يف سورية‪ .‬فهذه الخصوصية قد تسّو غ االهتامم الخاص الذي أواله اإلعالن لتلك الجامعة اإلثنية‪.‬‬

‫فهذه اإلثنية هي ثاين أكرب إثنية سورية‪ ،‬وقد عانت‪ ،‬معاناًة كبريًة‪ ،‬من مامرسات النظام العنرصية والتمييزية تجاهها‪ ،‬ولهذا السبب ثارت شكوك‪ ،‬بل‬

‫تشكيكات كبريًة‪ ،‬محَّقًة حيًنا‪ ،‬وغري محقة‪ ،‬أحياًنا أخرى‪ ،‬بوجود نزعة انفصالية لدى “بعض‪ /‬معظم” السوريني األكراد‪ ،‬عىل األقل‪ .‬ورأى كثريون يف تشديد‬

‫بعض األكراد عىل الحق املبديئ “املزعوم” يف االنفصال داللًة قويًة عىل وجود هذه النزعة‪ .‬وتزايدت هذه الشكوك مع هيمنة حزب ‪ ،PYD‬املرتبط‬

‫بقيادات وأجندة غري سورية‪ ،‬عىل منطقة الجزيرة السورية‪ .‬ثم تصاعدت التوترات بني قًو ى كردية وعربية‪ ،‬مع احتالل “قًو ى عربية معارضة” لبعض‬

‫املناطق ذات الغالبية الكردية‪ ،‬واحتالل “قًو ى كردية” ملناطق ذات أغلبية عربية‪ ،‬واإلسهام يف تدمريها وقتل أو تهجري سكانها‪ .‬كل ذلك‪ ،‬وغريه‪ ،‬أضفى‬

‫طابًع ا خاًّص ا عىل وضع السوريني األكراد‪ ،‬عموًم ا‪ ،‬لدرجة رأى “اإلعالن” أنها تقتيض اإلقرار بوجود “قضية كردية” يف سورية‪ ،‬وبأن اإلثنية الكردية لها‪ ،‬ليس‬

‫حقوًقا اجتامعيًة وثقافيًة‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل حقوًقا سياسيًة أيًض ا‪.‬‬

‫وعىل الرغم من أن القول بالحقوق السياسية (قد) يعني‪ ،‬من حيث املبدأ‪ ،‬اإلقرار بالحق يف االنفصال‪ ،‬وهو ما أثار امتعاض واعرتاض بعض “الجامعاتيني‬

‫العرب”‪ ،‬فإن اإلعالن يشّدد أكرث من مرة عىل أن تلك الحقوق‪ ،‬وغريها‪ ،‬محدودة ومرشوطة باإلقرار بوحدة سورية‪ ،‬أرًض ا وشعًبا‪ .‬وقد أثار ذلك البند استهجان‬

‫بعض الجامعاتيني األكراد الذين رفضوا هذا التقييد‪ ،‬وأرصوا عىل أن للسوريني األكراد حًّقا‪ ،‬مبدئًّيا‪ ،‬بالفيدرالية اإلثنية‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬وباالنفصال الكامل‪ ،‬عىل‬

‫األكرث‪ .‬لكن من الواضح أن الحديث عن هذا االنفصال يتناىف مع أبسط مقومات “الوطنية السورية”‪ ،‬باملعنى الوصفي‪ ،‬وليس املعياري‪ ،‬لتلك الوطنية‪،‬‬

‫عىل األقل‪ .‬ولهذا فإن املعنى األدق لتلك الحقوق السياسية‪ ،‬يف اإلعالن‪ ،‬يتمثل‪ ،‬مثاًل وخصوًص ا‪ ،‬يف حق األفراد املنتمني إىل جامعة إثنية ما‪ ،‬يف‬

‫مامرسة السياسة وتنظيم أنفسهم سياسًّيا أو إنشاء أحزاب سياسية‪ ،‬عىل أساس انتامئهم اإلثني‪ ،‬أو للتعبري السيايس عن الهموم والتطلعات الخاصة‬

‫بتلك اإلثنية‪ ،‬من منظور هؤالء األفراد‪.‬‬

‫وال يبدو واضًح ا سبُب اقتصار البيان عىل الحديث عن الحقوق السياسية للجامعات اإلثنية‪ ،‬وتجاهل الجامعات الدينية‪ ،‬ومن ضمنها الجامعات الطائفية‬

‫واملذهبية‪ .‬فهل ينبغي أن يكون لتلك الجامعات حقوق سياسية‪ ،‬أيًض ا؟ وهل يتسق ذلك مع دميقراطية النظام السيايس و”علامنيته”؟ قبل تناول هذه‬

‫املسألة من زاوية “دميقراطية النظام السيايس”‪ ،‬ومتهيًدا لهذا التناول‪ ،‬من املفيد تناول املسألة من زاوية “علامنية الدولة والنظام السيايس”‪.‬‬

‫ال يتضمن اإلعالن أي ذكر لكلمة “علامنية”‪ .‬وقد أثار ذلك الغياب أو التغييب اعرتاض بعض السوريني “العلامنويني”‪ ،‬وتحفظاتهم‪ ،‬ودفعهم إىل املطالبة‬

‫بوجود نّص رصيح وواضح‪ ،‬يقول بعلامنية الدولة والنظام السيايس املنشودين‪ .‬لكن مثة من يقول بعدم رضورة وجود هذا املفهوم اإلشكايل‪ ،‬ذي‬

‫السمعة السيئة لدى رشيحة واسعة من الناس‪ ،‬طاملا أن النص يشدد رصاحًة عىل “تساوي املواطنني يف الكرامة اإلنسانّية‪ ،‬وأمام القانون يف الحقوق‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪4/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫والواجبات‪ ،‬من دون أّي متييز بسبب الجنس أو األصل أو اللغة أو اإلثنية أو الّدين أو العقيدة“‪ .‬فهذه هي السمة األساسية للعلامنية‪ ،‬بوصفها رشًطا من‬

‫رشوط النظام الدميقراطي‪ .‬أما تحويل العلامنية إىل شعار‪ ،‬وأيديولوجيا شاملة‪ ،‬فيمكن أن يكون عقبًة أمام دميقراطية النظام السيايس‪ ،‬بداًل من أن‬

‫يكون رشًطا من رشوط هذه الدميقراطية‪.‬‬

‫وانطالًقا من هذين الفهمني املختلفني للعلامنية؛ ميكن للحديث عن حقوق سياسية للجامعات الدينية أن يكون متناقًض ا مع العلامنية‪ ،‬بوصفها شعاًرا‪،‬‬

‫وأيديولوجيًة شاملًة تقول بالفصل الكامل بني الدين‪ ،‬من جهة‪ ،‬والسياسة والدولة‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬لكن اإلقرار بالحقوق املذكورة لتلك الجامعات ال‬

‫يتناقض مع العلامنية‪ ،‬بوصفها سمًة من سامت النظام الدميقراطي‪ ،‬ومع كونها تقول باملساواة بني املواطنني يف الكرامة والحقوق والواجبات؛ بل إن‬

‫هذا اإلقرار املبديئ (قد يكون) من مقتضيات دميقراطية هذا النظام أو من نتائج تلك الدميقراطية‪ .‬ال شك يف أن هناك كثًريا من الشكوك يف خصوص‬

‫مدى تقبل قوى “الدين السيايس” للدميقراطية‪ ،‬ولهذا وجب التشديد عىل أن قبول النظام السيايس الدميقراطي ألي طرف يشرتط‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬قبول‬

‫هذا الطرف‪ ،‬رصاحًة‪ ،‬ونظرًّيا وعملًيا‪ ،‬ألسس هذا النظام الدميقراطي ومقوماته األساسية‪ُ .‬يضاف إىل ذلك أن إعطاء الحقوق السياسية للجامعات يجب أن‬

‫يتأسس عىل الحقوق الفردية‪ ،‬وليس العكس‪ .‬وبكلامت أخرى‪ :‬إن الحقوق املذكورة تتأسس عىل حقوق األفراد‪ ،‬أما حقوق األفراد فال تتأسس عىل أي‬

‫حّق جامعاّيت‪ ،‬بل تؤسس له‪ .‬وهذا يعني أن األفراد ميلكون داًمئا إمكانية الدخول يف تنظيامت جامعاتية‪ ،‬كهذه‪ ،‬والخروج منها‪ .‬فالنسب ال يفيض تلقائًّيا‬

‫إىل االنتساب‪ ،‬وال ميكن قبول أي قرس أو فرض جامعاّيت‪ ،‬يف أي نظام دميقراطّي ‪ .‬كام ينبغي التشديد‪ ،‬داًمئا‪ ،‬عىل أن تلك التنظيامت متثل جانًبا‪ ،‬فقط‪،‬‬

‫من رؤية الجامعة املفرتضة التي تنتمي إليها‪ ،‬وال يحق لها ادعاء التمثيل الكامل لها‪ .‬فهذا األمر تقرره سريورة العملية الدميقراطية التي تفسح داًمئا‬

‫مجااًل الختالف اآلراء وتغريها وتغيريها‪ ،‬بعيًدا عن أي محاصصات جامدة أو حتى ثابتة‪.‬‬

‫‪ – 4‬يف الوطنية (والقومية)‬


‫وفًقا للبيان‪ ،‬ال يبدو سهاًل االتسام بالوطنية‪ ،‬فهذه الوطنية تتطلب التحيل بكثري من السامت‪ ،‬وتبني كثري من األفكار والقيم واملبادئ واألهداف؛‬

‫وبعضها‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬إشكاّيل وموضع خالف (شديد)‪ .‬ومن هنا تنبثق رضورة عدم املبالغة يف إلحاق كثري من املسائل اإلشكالية باملسألة الوطنية‪ .‬فعىل‬

‫سبيل املثال‪ ،‬ليس رضورًّيا أن يتبنى اإلنسان رؤيًة اقتصاديًة محددًة ليك يكون وطنًّيا‪ .‬وكذلك الحال يف مسائل كثرية أخرى يتضمنها البيان‪ .‬والربط بني‬

‫الوطنية واملواطنة أمٌر مهّم معيارًّيا‪ ،‬لكنه يرتافق مع تحميل الوطنية ما ال طاقة لها به أو عليه‪ .‬ومن شأن كثافة السامت الوصفية والحمولة املعيارية‬

‫أن تقوم بإقصاء كثري من الوطنيات املخالفة لهذا التصور للوطنية‪ .‬ويف حال تقديم الوطنية بهذه الكثافة الوصفية والحمولة املعيارية‪ ،‬ينبغي أن‬

‫يرتافق ذلك‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬مع اإلقرار بأن الوطنية وطنيات‪ ،‬من حيث املبدأ والواقع‪ ،‬وبدون تفاوت معياري رضورّي ‪ .‬وهذا اإلقرار األخري يستلزم البحث عن‬

‫القواسم املشرتكة بني تلك الوطنيات‪ ،‬للوصول إىل تعريف الحد األدىن للوطنية‪ .‬وميكن للتعريف التقليدي للوطنية أن يقّدم ذلك الحد األدىن واملتمثل‬

‫يف االرتباط العاطفّي ببلد‪ /‬وطن ما‪ ،‬والشعور باالنتامء الهويايت الجزيئ إليه‪ ،‬واالهتامم بخريه‪ ،‬مع استعداد‪ ،‬مبدّيئ‪ ،‬للقيام بتضحية ما من أجل هذا‬

‫الخري‪.‬‬

‫ومن املهّم جًّدا‪ ،‬عموًم ا‪ ،‬ويف الحالة السورية خصوًص ا‪ ،‬تخفيف السامت الوصفية‪ ،‬والحد من الحمولة املعيارية‪ ،‬امللحقة مبفهوم الوطنية‪ .‬فمن ناحية‬

‫أوىل‪ ،‬ينبغي فهم وجود سوريني (كرث) ال يتبنون الوطنية‪ ،‬وال يرون يف سورية وطًنا لهم‪ .‬وال ينبغي املسارعة إىل اإلدانة (األيديولوجية) لهؤالء‬

‫السوريني‪ .‬فالوطنية ليست‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬أفضل‪ ،‬معيارًّيا‪ ،‬من الخيارات األخرى‪ .‬وهي ليست مجرد تنظري لواقع قائم؛ إمنا هي تنظري ملا يجب أن يكون‪ ،‬بناًء‬

‫عىل رؤية مصلحية‪ ،‬بالدرجة األوىل‪ .‬فمن وجهة نظر كثريين‪ ،‬وكاتب هذه السطور منهم‪ ،‬من مصلحة السوريني أن يحاولوا أن يجعلوا سورية وطًنا لكل‬

‫السوريني‪ .‬ال يبدو يل أن هذا هو الخيار األفضل‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل الخيار “الجيد” الوحيد‪ .‬لكن من املفهوم جًّدا أن تثري فكرة “سورية الوطن” نفور أو سخرية أو‬

‫المباالة سوريني كرث‪ .‬فسورية التي يعرفونها كانت أبعد ما يكون عن أن تكون وطًنا؛ لقد كانت “سوريا األسد” أو “سوريا البعث”‪ ،‬وسورية القمع والظلم‬

‫واإلفقار واملعاناة‪ .‬الوطنية السورية مل تكن‪ ،‬يف العقود األخرية‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬واقًع ا معطى‪ ،‬وال بديهيًة وصفيًة أو معياريًة‪ ،‬معرفيًة أو أخالقيًة أو‬

‫سياسيًة‪ .‬الوطنية هي ما ميكن أن نصبو أو نسعى إليه‪ ،‬ونؤسسه‪ ،‬أو نؤسس له‪ ،‬أكرث بكثري من كونها ما ننطلق منه‪ ،‬ونؤسس عليه‪.‬‬

‫تبدو العالقة املفهومية‪ ،‬الوصفية واملعيارية‪ ،‬بني “الوطنية” و”القومية”‪ ،‬عالقة تناقض أو اختالف جذرّي ‪ ،‬من وجهة نظر كثريين‪ ،‬يف “العامل الغريب‬

‫املعارص”‪ .‬وظهر ذلك واضًح ا يف قول الرئيس الفرنيس ماكرون‪“ :‬الوطنية هي نقيض الوطنية تحديًدا‪ :‬القومية خيانة للوطنية”‪ .‬أما اإلعالن فال يرى يف‬

‫الوطنية “نقيًض ا أو بدياًل لالنتامء القومي”‪ .‬من املفهوم جًّدا أن تسود البيان محاولة استيعاب االختالف‪ ،‬يف إطار جامع‪ ،‬بعيًدا عن عمليات اإلقصاء قدر‬

‫املستطاع‪ .‬لكن استيعاب ما ال ميكن استيعابه‪ ،‬والتوفيق بني أطراف ال ميكن‪ ،‬نظرًّيا و‪ /‬أو عملًّيا‪ ،‬التوفيق بينها‪ ،‬يكون أقرب إىل التلفيق منه إىل التوفيق‪،‬‬

‫وأقرب إىل املوقف السيايس الرغبوي منه إىل الفهم املعريف والضبط املفاهيمي والواقعية (السياسية)‪ .‬الوطنية التي يتحدث عنها اإلعالن‬

‫مختلفة عن القومية بالتأكيد‪ ،‬لكن ليس واضًح ا كيف ميكنها أن تستوعب القومية التي تناقض الوطنية‪ ،‬وصفًّيا ومعيارًّيا‪ .‬فثمة شكوك كبرية ومسوغة يف‬

‫إمكانية أن يكون االتجاه القومي العرويب أو الكردوي‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬جزًءا من أي وطنية سورية‪ ،‬مفرتضة أو منشودة‪ ،‬بقدر كونه قومًّيا فعاًل ‪.‬‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪5/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫قد ال يكون استخدام مفهوم “القومية”‪ ،‬يف هذا الخصوص‪ ،‬مناسًبا‪ ،‬فالقومية ترتبط مبفهوم األمة‪ ،‬والحديث عن العرب واألكراد‪ ،‬بوصفهام قوميتني‪،‬‬

‫يحيل إىل هويتني جريحتني‪ ،‬مل تستطيعا التجسد يف دولة – أمة‪ .‬وال يتعلق األمر بالقوميات اإلثنية‪ ،‬فحسب‪ ،‬بل ميكن أن ميتد إىل أي جامعة عضوية‬

‫أخرى تتسم بسامت القومية‪ :‬كالجامعات الدينية‪ /‬اإلسالمية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ .‬ومن الرضوري التمييز‪ ،‬هنا‪ ،‬بني اإلثنية والقومية‪ ،‬فالجامعة القومية‬

‫تتأسس عىل إثنية أو انتامء عضوّي ما‪ ،‬لكن الجامعة اإلثنية أو العضوية ليست جامعًة قوميًة‪ ،‬بالرضورة‪ .‬وليس املقصود هنا نفي مرشوعية وجود اتجاه‬

‫قومّي ‪ ،‬لدى أفراد أي إثنية‪ ،‬لكن من الرضوري بحث كيف ميكن للتوجهات القومية تحت الوطنية‪ ،‬أو فوق الوطنية‪ ،‬أن تكون وطنيًة أو جزًءا من وطنية ما‬

‫مغايرة لتوجهها القومي‪ .‬ويبدو أن اتساق التوجهات القومية مع الوطنية يتناسب طرًدا مع تاليش قومية تلك التوجهات‪.‬‬

‫التوفيق بني الفردانية والجامعاتية‪ ،‬يف إطار وطنيٍة ما‪ ،‬ليس مسألًة سهلًة بالتأكيد‪ .‬وال نرى أن الحل يكمن يف إقصاء أحد الطرفني أو يف توفيق مائع‬

‫يعطي الطرفني أهميًة متساويًة‪ .‬بل نرى رضورة أن يتأسس هذا التوفيق عىل أولوية األفراد وحرياتهم‪ ،‬قدر املستطاع‪ ،‬بدون إنكار الحقوق الجامعاتية‪،‬‬

‫املتأسسة أصاًل ‪ ،‬عىل الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬كام أسلفنا‪ .‬وال ندعي أننا قدمنا حاًل كاماًل لتلك اإلشكالية‪ /‬املشكلة‪ ،‬أو قدرتنا عىل تقديم هذا الحل‬

‫الكامل‪ .‬ويف كل األحوال‪ ،‬ال ينبغي البحث عن هذا الحل‪ ،‬يف إطار تفكري نظرّي مجرد‪ ،‬معزول عن الحوار الفكري والسيايس‪ .‬فمعالجة اإلشكالية النظرية‬

‫املجردة ال تنفصل‪ ،‬أو ال ينبغي أن تنفصل‪ ،‬عن مواجهة املشكلة العملية والعينية يف سياقاتها‪ .‬وال ينبغي بالتأكيد‪ ،‬وال ميكن أصاًل ‪ ،‬مواجهة هذه‬

‫املشكلة مواجهًة فرديًة‪ ،‬بل ال بد أن تحصل تلك املواجهة‪ ،‬يف إطار تفاعل بَّناء مع “اآلخرين”‪.‬‬

‫طباعة‪  ‬‬

‫كلامت مفتاحية‬

‫املواطنة‬ ‫إعالن_الوطنية_السورية‬ ‫سورية_املستقبل‬ ‫سورية‬

‫شاركنا رأيك‬

‫االمييل‬ ‫االسم‬

‫التعليق‬

‫إرسال‬

‫حسام الدين درويش‬

‫باحث يف مركز الدراسات اإلنسانية للبحوث املتقدمة "علامنيات متعددة‪ :‬ما وراء الغرب‪ ،‬ما وراء الحداثات"‪ ،‬يف جامعة اليبزيغ‪ ،‬ومحارض يف قسم‬

‫الدراسات الرشقية‪ ،‬يف كلية الفلسفة‪ ،‬يف جامعة كولونيا‪ ،‬يف أملانيا‪ .‬نرش ثالثة كتب باللغة الفرنسية وكتابني باللغة العربية‪ ،‬وعرشات األبحاث‬

‫والدراسات املحّكمة‪.‬‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪6/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫مقاالت أخرى للكاتب‬

‫‪ 09‬آذار‪/‬مارس ‪2021‬‬
‫بني الثقافة والسياسة‪ ..‬دراسة نقدية مللّف مجلة قلمون‬

‫‪ 15‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪2020‬‬


‫الهوية الوطنية (السورية) بني الوجود بالقوة والوجود بالفعل (حوار مع بدر‬
‫الدين عروديك)‬

‫‪ 04‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪2020‬‬


‫دراسة نقدية لتقارير املركز السوري لبحوث السياسات عن األزمة السورية‬

‫‪ 26‬أيار‪/‬مايو ‪2020‬‬
‫طائفية ضد الطائفية‪ ...‬وسياسة بال انتامءات سياسية‬

‫األكرث قراءة‬ ‫األخرية‬

‫‪ 21‬أيار‪/‬مايو ‪2023‬‬
‫القضية السورية ومؤمتر القمة العربية يف جدة‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪7/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫‪ 17‬أيار‪/‬مايو ‪2023‬‬
‫فهم التقارب العريب مع النظام السوري من منظور النظرية البنائية يف‬
‫العالقات الدولية‬

‫‪ 13‬نيسان‪/‬أبريل ‪2023‬‬
‫االتفاق السعودي اإليراين‪ :‬آثاره ودالالته‬

‫‪ 12‬نيسان‪/‬أبريل ‪2023‬‬
‫هل كان التحّول إىل العنف املآَل اإلجباري للثورة السورية؟‬

‫‪ 06‬نيسان‪/‬أبريل ‪2023‬‬
‫التسخني اإليراين األمرييك شامل رشقي سورية‪ ..‬األسباب والسيناريوهات‬

‫مكتبة الصور‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪8/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫عرض الكل‬

‫الفيديوهات‬

‫عرض الكل‬

‫انفوغراف‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪9/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫عرض الكل‬

‫مواضيع ذات صلة‬

‫القضية السورية ومؤمتر القمة العربية يف جدة‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪10/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫فهم التقارب العريب مع النظام السوري من منظور النظرية البنائية يف العالقات الدولية‬

‫االتفاق السعودي اإليراين‪ :‬آثاره ودالالته‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪11/12‬‬
‫‪29/05/2023 23:36‬‬ ‫الوطنية السورية" بين الفردانية الليبرالية والجماعاتية الال ديمقراطية ‪ -‬مركز حرمون للدراسات المعاصرة )إعالن("‬

‫هل كان التحّول إىل العنف املآَل اإلجباري للثورة السورية؟‬

‫اتصل‬ ‫التوظيف‬ ‫فريق‬ ‫رؤية املركز‬ ‫من‬


‫االشرتاك يف النرشة الربيدية‬
‫بنا‬ ‫العمل‬ ‫وسياساته‬ ‫نحن‬

‫جميع الحقوق محفوظة ملركز حرمون للدراسات © ‪2023‬‬

‫‪/‬إعالن‪-‬الوطنية‪-‬السورية‪-‬بين‪-‬الفردانية‪https://www.harmoon.org/reports/‬‬ ‫‪12/12‬‬

You might also like