Professional Documents
Culture Documents
NTK 0 LM RV Yy Ex MJK 0 MTC 5 NZ I4 ZGQy Y2 U0 MM QZ OTc 3 MDRi MWM4 ODQw ZG
NTK 0 LM RV Yy Ex MJK 0 MTC 5 NZ I4 ZGQy Y2 U0 MM QZ OTc 3 MDRi MWM4 ODQw ZG
NTK 0 LM RV Yy Ex MJK 0 MTC 5 NZ I4 ZGQy Y2 U0 MM QZ OTc 3 MDRi MWM4 ODQw ZG
إن األنشطة التعبيرية هي تلك األنشطة التي تشمل األساليب والطرق اللفظية وغير اللفظية
للتعبير عن المشاعر والمكبوتات ،فهي مجموعة من الخيارات التعبيرية التي تساعد األفراد بالتخلص من
انفعاالتهم وتوتراتهم.
والتلوين... إن األنشطة التعبيرية تبني نماذجها على أعمال فريدة من نوعها كالغناء والرسم
الخ ،وهي غير معقدة في طبيعتها ،فاألفراد الذين يستخدمون هذه األنشطة يشتركون في أنهم يستبصرون
إن أكثر األنشطة التعبيرية اللفظية انتشاراً هي التمثيل المسرحي والدراما ،واألعمال األدبية
(كالقصص والروايات والشعر) ،بينما من أكثر األنشطة التعبيرية غير اللفظية معرفة وانتشاراً
الموسيقى ،والرقص ،والحركات اإليقاعية ،والتعبير التشكيلي (كالرسم والتلوين أو النحت) ،وعلى العموم
يمكن القول أن األنشطة التعبيرية اللفظية وغير اللفظية تكمل بعضها بعضاً فمثالً العمل الدرامي أو
المسرحي يحتاج إلى تعبيرات لفظية وحركات موجهة وموسيقى تصويرية مرافقة للعمل الدرامي أو
التمثيلي وتأثيرات بصرية ،وعليه تستخدم األنشطة التعبيرية اللفظية وغير اللفظية إما معاً بشكل متكامل
لعبت الفنون واألنشطة التعبيرية دوراً مهماً في عالج المضطربين قديماً ،ففي حدود العام 500
قبل الميالد اعتمد المصريون القدماء الحفالت الموسيقية والرقص في معالجة المرضى العقليين ،كما
استعمل اليونان العمل الدرامي المسرحي كطريقة لتطهير األفراد المتوترين من مشاعر القلق،
1
واستخدامت أمم أخرى الموسيقى وفنون أخرى للترويح عن النفس واالسترخاء ،بينما اعتمد الرومان
كما ظهر االهتمام مجدداً في استخدام هذه الفنون في اإلرشاد خاصة تلك النماذج الفنية التي تقوم
على التعبير ،فعن طريق هذه األنشطة التعبيرية يساعد المرشد المسترشد في تطوير إمكانياته من خالل
أعمال لفظية وغير لفظية التي من شأنها أن تساعد المسترشد في الشفاء والتخلص من المكبوتات
واالنفعاالت ،لذا كان من المهم أن يتعلم المرشد كيف يستطيع أن يستفيد من هذه الفنون ليساعد مسترشديه
في حل مشكالتهم.
إن معرفة المرشد باألساليب والطرق اإلرشادية ومنها األنشطة التعبيرية تجعله يستطيع أن يتخذ
قراراً من حيث اختياره لألساليب والطرق اإلرشادية المناسبة لعالج مشكالت المسترشدين ،كما إن توافر
مثل هذا النوع من األنشطة من شأنه أن يتيح للمسترشدين خيارات أوسع الستخدام النشاطات التعبيرية
ولكن هناك محددات عامة يجب أن يأخذها المرشد بعين االعتبار عند استخدام األنشطة
إن األنشطة والفنون التعبيرية تستخدم في ثالث مستويات من مستويات الوقاية في جميع نماذج
2
.1المستوى الوقائي األولي (االبتدائي):
إن الوقاية األولية تهتم بتعديل ظروف البيئة المحيطة بالفرد ،وتعليمه مهارات التوافق السوي مع
متطلبات الحياة حتى يتمتع األفراد بمستوى عالي من الصحة النفسية ،وهنا تعد األنشطة التعبيرية كأداة
ممتازة في التعلم ،فاألنشطة التعبيرية من الموضوعات التي يميل إليها األفراد فطرياً وتلقائياً ألنها
تتضمن المتعة والتسلية ،كما أنها طرق فعالة في فهم وتذكر الدروس والمواد التعليمية خاصة عند
األطفال.
فالمدرسة بيئة تعمل على إكساب األفراد بمتطلبات الوقاية األولية ألنها بيئة إرشادية تربوية ،فيما
تحويه من ألعاب ودمى وصالة مسرح وأنشطة تعبيرية أخرى تمهد الطريق لألطفال ألن يتعلموا أساليب
سلوكية من خالل عمليات التقليد والنمذجة والتعزيز للسلوكيات الصحيحة ،كما أن الموسيقى أداة فعالة في
أن يحفظ األطفال دروسهم ناهيك عن أن األطفال يقضون وقتاً ممتعاً عند استخدامهم األنشطة التعبيرية.
كما أن الموسيقى والتمثيل الدرامي قد تكون وسائل مساندة ومساعدة للمراهقين والراشدين ،لكن
غالبا ما يهتم أصحاب هذه المراحل النمائية باألنشطة التعبيرية اللفظية كاألدب والشعر والقصة والرواية.
ً
إن المستوى الثاني للوقاية يستهدف التعامل مع األفراد مشكلين لتمكينهم من التخلص من
اإلحباطات التي يواجهونها بسبب الفشل في تحقيق التوافق ،كما أن هذا المستوى من الوقاية يستهدف
تقليل المشكالت المرتبطة بأزمات نفسية وهنا يكون التركيز الحد من سوء التوافق والتكيف الالسوي،
فهؤالء األفراد على سبيل المثال هم أكثر حساسية آلالمهم ويعبرون عن مشاعرهم بجدية عالية من خالل
أعمال التلوين والرسم والكتابة أو غرف الموسيقى أو حركاتهم الجسدية ،وغالباً األشخاص الذين من هذا
3
يستهدف هذا المستوى من الوقاية التقليل من الضعف واإلعاقة النفسية التي نتجت عن
اضطرابات نفسية ،وهنا يكون هدف التدخل اإلرشادي هو تحقيق الشفاء من هذا الضعف ،وتأتي األنشطة
التعبيرية في هذا الوقت لمساعدة هؤالء المضطربين ليعيدوا نظرتهم تجاه الحياة بشيء من التصميم
ولألنشطة التعبيرية مكامن قوة ومحددات لالستخدامها ،أما مكامن القوة فهي ما يلي:
.2إن األنشطة التعبيرية من شأنها أن تسهم في أن ينظر كل من المرشد والمسترشد للحياة على نحو
.3تؤدي األنشطة التعبيرية إلى أن يفهم المرشد والمسترشد أسباب المشكالت من خالل وسائل لفظية
وغير لفظية ،فالديناميات المحركة والدافعة للمشكالت تصبح أكثر وضوحاً وفهماً.
.4إن األنشطة التعبيرية طريقة طبيعية للتعبير عن مشاعرهم ،كما أنها طريقة مقبولة اجتماعياً وسهلة
التنفيذ ،فالعواطف واالنفعاالت تجد طريقاً سهالً للتعبير عنها خالل هذه األنشطة فهي متنفسات
بناءة.
.5إن األنشطة التعبيرية تشجع الفرد على المرونة وقابلية التغيير ،فهذه خبرات اجتماعية تكسب األفراد
.1إحدى العوائق التي تحد من استخدام األنشطة التعبيرية في اإلرشاد هو أن هناك بعض األفراد
يقاومون هذه الطرق ظناً منهم أن هذه األساليب تستخدم مع األفراد المضطربين فقط.
4
.2إن األنشطة التعبيرية ال تعد وسائل فعالة مع األشخاص الذين اعتادوا ممارسة الفن ،أو من هم من
أصحاب التفكير المنغلق أو المتحجر ظناً أن هذه تفاهات ليس لها أي فعالية ،كما أن هذه األساليب ال
.3كما أن عدم قدرة المرشد الستخدام هذه األساليب الفنية في اإلرشاد أو سوء استخدامه لها تعد معيقاً
آخر.
الدوافع والفلسفة القائمة عليها استخدامات األنشطة التعبيرية في مجاالت اإلرشاد النفسي:
إن األنشطة التعبيرية تحاول الوصول إلى المشكالت التي يعاني منها المسترشد من خالل عمل
فني يقوم به ،ومعرفة ماذا تحققه هذه النشاطات من اشباعات لألفراد ،فاألنشطة التعبيرية وسيلة إليقاظ
اإلبداع الكامن في الشخصية ،فكون أن هذه األنشطة التعبيرية تقوم على مفاهيم نظرية التحليل النفسي
(التداعي الحر) فهي تساعد األفراد في إظهار وتفعيل مشكالتهم المكبوتة لتظهر عل السطح فهي تساهم
في أن يدرك الفرد ذاته من جديد ويتعرف على قدراته المعرفية اإلبداعية ،وتفحص مشاعره وعواطفه،
إن األنشطة التعبيرية يمكن أن تقود المسترشدين في كل األعمار إلى فهم أفضل لمحتويات
الالشعور من خالل تفسير المراحل التطويرية والخصائص الفيزيائية النتاجاتهم الفنية ،فاألنشطة
التعبيرية وسائل للدخول في أعماق النفس البشرية ووسائل للتنفيس عن مكنونات هذه األعماق من معاني
وأفكار ومشاعر.
إن األنشطة التعبيرية تفيد في دراسة خصائص األنا ومراحل نموها من خالل إدراك وتفسير
العالقة بين األشكال التعبيرية التي ينتجها األفراد وخصائص الشخصية ،فمن خالل هذه األنشطة يستطيع
المعالج أن يدرك االتساق واالتزان الداخلي من خالل ما يظهر من رتابة ونظامية واتساق في هذه
التعابير الفنية والكشف عن السياق االجتماعي والبيئي والثقافي الذي يعيش فيه الفرد ،فاألنا القوية هي
5
التي استطاعت أن تحل الصراعات بين الهو واألنا األعلى وتعبر عن نفسها من خالل الطبيعة
وعلى العموم فإن األطفال أكثر تقبالً للعالج بالنشاط التعبيري من الراشدين والذين يفضلون
وعلى أية حال فإن اإلنتاج الذي يقدمه المسترشد يتضمن عمالً شخصياً تعكس فلسفة وخصائص
الفرد المميزة ،فهي تعطي صورة للذات ،وتعكس الخلفية األسرية التي جاء منها الفرد ،وتعكس الهوية
الذاتية للفرد ،كما أن هذا النشاط يؤدي إلى حدوث مواجهة بين الفرد وعمله التعبيري بمعنى لماذا رسم
هكذا لماذا استخدم اللون األحمر وليس األخضر ...الخ ،وهنا يستطيع المسترشد أن يكون أكثر تبصراً
بذاته بعد أن يجيب على هذه األسئلة ،فمشاعر الفشل المستترة واإلحباطات المكبوتة تعبر عن نفسها بهذه
الطريقة فاألنشطة التعبيرية أداة تطهيرية تخلص الفرد من أسباب انزعاجه وقلقه وحل صراعاته ،خاصة
إذا استطاع المرشد أن يوفر الفرصة واألداة التعبيرية المناسبة كي يواجه المسترشد ذاته ويكشف عن
خباياها وهذا من شأنه أن يعدل أو يغير في الشخصية لتحقيق النماء النفسي السوي ،وعلى أية حال قد ال
يستطيع النشاط التعبيري أن يحل صراعات الفرد نهائياً بل قد يعمل على تخفيض المشاعر السلبية الناشئة
إن هناك الكثير من الفنيات التي يمكن اعتمادها في النشاط التعبيري لتساعد المسترشد في
التخلص أو التخفيف من مشكالته ،فاختيار الفنيات واألساليب المناسبة يعتمد على االتجاه النظري وخبرة
ومستوى تدريب المرشد ،واهتمامات المسترشد ،واإلمكانيات المتاحة في العملية اإلرشادية ،ورغم تعدد
أشكال النشاط التعبيري (الرسم ،التلوين ،النحت ،التمثيل ،الموسيقى ،اإليقاع الحركي ،السيكودراما) فإن
6
اإلرشاد التعبيري والمراحل العمرية:
إن اإلرشاد التعبيري يقوم على دمج الوسائل اللفظية (اللعب العالجي ،اللعب بالرمل ،القصة
والرواية ،الكتابة ،الموسيقى ،اإليقاع الحركي ،التصوير الفوتوغرافي ،وأعمال الخياطة) في سبيل
مساعدة األفراد في التعبير عن مشاعرهم وانفعاالتهم ،إن كل طريقة أو وسيلة من الوسائل السابقة
تتناسب والمرحلة العمرية مع المطالب النمائية لكل مرحلة وخصائصها التطويرية واالهتمامات
فالراشدين مثالً األفراد واألزواج ،ورغم أن األسلوب التقليدي في العملية العالجية المتبعة معهم
هو اإلرشاد اللفظي ،فإن اإلرشاد التعبيري يستطيع أن يقف على أسباب المشكالت التي قد تعجز الكلمات
عن وصفها في أحيان كثيرة ،فخالل العالقة اإلرشادية والعملية العالجية التي يتخللها أنشطة تعبيرية
كأعمال الرسم والتلوين والخياطة والكتابة أو اللعب بالطين أو الرمل ،فإن جميع هذه األنشطة تعكس
الحالة االنفعالية التي تسيطر على الفرد ،مما يجعلنا نضع أيدينا على أسباب المشكالت أو الظروف التي
أما األطفال فإنهم ال يستطيعون أن يعبروا عن ذواتهم لفظياً خاصة الصغار منهم ،ولكن خالل
اللعب نستطيع الحكم على أفكارهم واتجاهاتهم وخبراتهم وكيف يفهمون ويتعاملون مع العالم من حولهم،
فخالل اللعب يستطيع األطفال أن يسقطوا انفعاالتهم على ألعابهم بسبب االحباطات المتكررة والفشل الذي
المشكالت االنفعالية ،والجسدية المتعلقة بالتآزر الحس حركي ،والمشكالت الجنسية. .1
7
مشكالت الصدمات واألزمات النفسية الحادة خاصة االكتئاب. .6
8
االتصال في العملية اإلرشادية:
إن أساس نجاح العملية اإلرشادية هو إقامة عالقة اتصالية بين المرشد والمسترشد ،وقد يكون
النجاح في إقامة اتصال فعال وحيوي وهادف ملقى على كاهل المرشد من خالل إتقانه مهارات االتصال
ومن بين مهارات االتصال التي يجب أن يمارسها المرشد هو ما يتعلق بفنيات المقابلة اإلرشادية ،وهذا ما
فالفنيات االتصالية في المقابلة من شأنها أن تشجع المسترشد على أن يكون أكثر انفتاحاً مع
المرشد ،وقد قدم "جوهاري" نموذجاً يكشف عن نوع االتصال والتعبير الجاري في العملية اإلرشادية.
إن أي عالقة اتصالية ومنها العالقة اإلرشادية فيها أربع أنواع من المعلومات يتم تداولها بين
طرفي العملية االتصالية ،فهناك معلومات وأفكار وانطباعات يعرفها المسترشد عن نفسه ويعرفها عنه
الطرف اآلخر ،وهناك معلومات يعرفها المسترشد عن نفسه وال يعرفها اآلخرون كالمخاوف وجوانب
القلق والشكوك والحياة الجنسية ومشاعر الصراع ،وهناك معلومات يعرفها اآلخرون عن الفرد وال
وفيما يلي نموذج "جوهاري" التي يبين النوافذ االتصالية المتعلقة بأنواع المعلومات:
()2 ()1
Blind Open
()4 ()3
Unknown Hidden
الفرد أن ينقل المعلومات من النوافذ األخرى إلى الربع المفتوح كان أكثر قدرة في التعبير عن نفسه وكلما
كان أداؤه أفضل ،ويأتي دور المرشد هنا ليساعد المسترشد في أن يزيد من الحجم النسبي للربع المفتوح
عبر أنشطة تعبيرية عدة ،وفي سبيل تحقيق ذلك يجب على المرشد أن يخلق جواً آمناً يخلو من التهديد
ليساعد المسترشد في التعبير عن نفسه وأن يدرك المعلومات المتعلقة بالجوانب غير المعروفة لديه ،وهنا
يحاول المرشد عبر التقبل الالمشروط واالحترام اآللفة تحريك مكونات الربع المخفي إلى الربع المفتوح
وهذه المعلومات يرغب المسترشد في حجبها وإ خفاءها وعادة ما تكون هذه المعلومات من النوع الكريه
أو المعيب للمسترشد ،كما قد يلجأ المرشد لآلخرين ليحصل على المعلومات التي يجهلها المسترشد عن
ذاته وهو تحريك المعلومات من الربع المعتم إلى الربع المفتوح ،وفي سبيل الوصول إلى الربع المجهول
يلجأ المرشد إلى النشاطات التعبيرية حتى يتم التوصل إلى المعلومات التي ال يعرفها المسترشد
إن هذه العملية تساعد المرشد في تشخيص حالة المسترشد وذلك باالعتماد على التفاعل المستمر
ووسائل االتصال الفعال وفنياته ألن هذا من شأنه أن يحرك المعلومات جميعها إلى النافذة رقم ( )1الربع
المفتوح ،وهنا يستطيع المرشد بناء االفتراضات حول المسترشد ومصدر شكواه وكثيرا ما يضع المرشد
افتراضاته والتي ال يعلمها المسترشد النافذة رقم ( )2الربع المعتم أي المعلومات غير المعروفة للمسترشد
وفي المراحل التالية تكون المهمة في إيصال هذه المعلومات إلى المسترشد لتحقيق الوعي الذاتي وبالتالي
نحو العمل في النافذة رقم ( )3وهذا الشق المتعلق بالمعلومات التي يعرفها فقط المسترشد عن ذاته وال
يعرفها اآلخرون فمع استمرار العالقة اإلرشادية وباالعتماد على مهارات المرشد يصبح المسترشد أكثر
قابلية للبوح بما يخفيه عن اآلخرين ،وفي سبيل االنتقال من النافذة رقم ( )4إلى النافذة رقم ( )1وهي
10
المعلومات المتعلقة بالربع المجهول أي المعلومات التي ال يعلمها المرشد وال المسترشد ،يميل المرشد إلى
األنشطة التعبيرية لتكشف المكونات الالشعورية التي لم يستطع المرشد الحصول عليها.
()1 ()2
()3 ()4
1 2
3 4
1 2
11
3 4
إن منشأ هذا النوع من العالج هو نظرية التحليل النفسي لفرويد ،ويستهدف هذا النوع من العالج
مساعدة المرضى على فهم سلوكياتهم من خالل السماح لهم بالقيام بأنواع عدة من األنشطة التعبيرية
إن العالج التعبيري ال يشترك مع األساليب العالجية األخرى كونه يحاول أن يعدل أو يغير من
السلوكيات المشكلة باستخدام تطبيقات الفن والموسيقى والرسم والتمثيل وأي نشاط تعبيري آخر ،بينما
تعتمد بقية األساليب العالجية على مفاهيم نظريات التعلم (االشراطي واإلطفاء).
ومن بين األنواع الرئيسية للعالج التعبيري هي القائمة على مفاهيم التحليل النفسي ولكن هناك
اختالفات في بعض المالمح واألساليب رغم اشتراكها في المفاهيم العامة ،أما االتجاهات النظرية التي
اعتمدت األنشطة التعبيرية في العالج والتي قامت من حيث األساس على نظرية التحليل النفسي:
إن مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي يقوم على ثالث مكونات هي :الهو ،واألنا ،واالنا
األعلى ،والهو يعتبر منبع الطاقة الحيوية النفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية ،وهو األساس
الغريزي الذي ينتج عنه الطاقة النفسية ،وهو فطري سيكولوجي وموجود منذ الوالدة مع الطفل ،والغرائز
جميعها تعمل تحت سيطرة الهو وهو ال شعوري ،والوظيفة األساسية للهو تتمثل في جلب الراحة للفرد،
والهو يمثل عالم الخبرات الداخلية للفرد ،وتعمل الهو على تحقيق الرغبات دون االهتمام بالقيم والعادات
12
أما األنا فهو مركز الشعور واإلدراك الحسي الخارجي والداخلي والعمليات العقلية وهو الذي
يقوم بدور الدفاع عن الشخصية وتوافقها ،وهو الذي يجعل أن يكون هناك توافقا بين مطالب الهو واألنا
األعلى ،وعل الرغم من أن األساس في األنا هو البحث عن اللذة غال انها ال ترضى أن تناقض الواقع
والقيم والعادات والتقاليد ،فهي تقوم بإعادة تنظيم احتياجات الهو القوية كي تتماشى مع متطلبات األنا
األعلى.
أما األنا األعلى فهو مستودع المثاليات واألخالقيات والقيم االجتماعية والدينية والضمير وهو
الرقيب الداخلي لإلنسان ،وترتكز وظيفة األنا األعلى على محاسبة األنا وكبح جماح الهو وال سيما ما
يتعلق بالجوانب الجنسية أو العدوانية ،هو يمنع ووقوع األنا باألخطاء ،فالمسؤول األول عن عمليات
ويتصل بهذه المكونات الثالثة ما يسمى بالشعور وما قبل الشعور والالشعور ،ويقصد بالشعور
بأنه حالة الوعي المتصلة بالعالم الخارجي وكذلك الداخلي في اللحظة الحاضرة ،أما ما قبل الشعور فهو
يحتوي على ما هو كامن وليس موجودا اآلن في منطقة الشعور ولكن يمكن استدعائه كالذكريات مثال،
أما الالشعور فقد أكد فرويد أن الالشعور ومكوناته هو الدافع األساسي وراء السلوك وهو قوة ديناميكية
محركة للسلوك ،ومن الصعب استدعائه ألن قوى الكبت تمنع وتعارض عملية االستدعاء للخبرات في
الالشعور ،وعموما تسعى المكبوتات إلى شق طريقها من الالشعور إلى الشعور عن طريق األحالم.
ومن خالل ما تقدم يمكن القول أن العمليات الالشعورية ما هي إال رغبات وأفكار ال تتوافق مع
الشعور مما يؤدي على كبتها ،فمثال الشخص الذي يكره أباه وال يعي ذلك ،فهذا الكره يسعى دائما للتعبير
عن نفسه والظهور في الشعور ،إال أن هذا الشخص يبذل طاقة ليبقيها في الالشعور وهذا يؤدي إلى
ويفسر االضطراب والعصاب لدى"فرويد" أنه نتاج عمليات كبت مستمرة لمكونات الهو
واستبعادها إلى الالشعور فليس لها طريق عبر األنا ليحدث التفريغ واإلشباع عبر موضوعات البيئة ألن
13
ويقوم العالج بالتحليل النفسي على أساس أن يسمح األنا األعلى للفرد أن يعبر عن رغباته
المكبوتة ،وأن تعطى الفرصة لألنا ليعمل بكفاءة ،لذا فإن أهداف العالج النفسي هي:
.2تقوية أداء األنا القائم على الواقع بما في ذلك إدراكات األنا حتى يمكنه أن يوافق على المزيد من
الهو.
.3تبديل محتويات األنا األعلى بحيث تصبح معايير أخالقية إنسانية وليست معايير عقابية.
وفي التحليل النفسي فإن المريض يرقد على أريكة Couchويكون المرشد خلف مسند األريكة
(طرفها) ،ويتردد المسترشد على المرشد حوالي أربع مرات في األسبوع لمدة ساعة لكل جلسة ،وقد
يستمر العالج لسنتين أو أكثر ،وعموما تشتمل إجراءات العالج على العناصر التالية:
Transference .3التحويل.
Interpretation .4التفسير.
Resistance .5المقاومة.
إن المرشد أو المعالج في التحليل النفسي يهدف إلى معرفة مصدر شكوى المريض والتعرف
على مشكالته من جهة ومن جهة أخرى فإن المرشد يركز على التعرف على ما يعانيه المسترشد من
صراعات الشعورية ،في المرحلة التالية يستفيد المرشد من ما يشعر به المسترشد تجاه المرشد (التحويل
السلبي واإليجابي) ،وان بفهم المرشد دالئل هذا التحويل وعالقته بمشكالت المسترشد.
ولتحقيق اتصال فعال ونشاط تعبيري ذو أهمية في عملية اإلرشاد فإن المرشد يرتكز في عمله
مع المسترشد على فنيات وأساليب وخطوات عدة وذلك بحسب ما يلي:
14
استخدام األريكة :Couch .1
إن استخدام األريكة في التحليل النفسي كأداة تيسر التعبير والتداعي الحر هو 1ذو قيمة ،حيث
يرقد الشخص على األريكة ،ويجلس المحلل أو المرشد خلفه بعيدا عن مجال بصره وهو ال يتدخل غال
في الوقت المناسب عن طريق التفسيرات التي يقبلها لتداعيات المريض ،أما الفائدة من الجلوس على
إن هذا الموقف يرتبط رمزيا بموقف الطفل والوالد عند النوم حيث يمكن هذا اإلجراء المسترشد من
أن يقدم استجابة عاطفية فعالة ويقابل هذا اسـتجابـة متـعاطفـة مـن المرشـد مما يفعل االتصال ،وأن
إن هذا الموقف يشجع المرشد على النكوص ،مما يتيح مجاال تعبيريا أكبر.
.2االلتزام والصراحة:
حيث يطلب المرشد من المسترشد أن يقول كل ما يفكر فيه مهما كان تافها أو مغيبا ،أو أن يعبر
بكل صراحة عما يشعر به من مشاعر حب أو كراهية ،فال يكون المسترشد انتقائيا في حديثه بل يتحدث
في كل ما يجول بذهنه ،كما أن الجلوس على األريكة يشجع على التعبير اللفظي بصراحة أكثر من الفعل
يلتزم المسترشد بقول كل ما يرغب ويجول بذهنه من حيث أفكاره وانفعاالته وذكرياتـه بحيث توجه
من خالل ذلك يستكشف المرشد مناطق المقاومات الواعية والالواعية عند المسترشد.
إن الحديث بهذه الحرية والصراحة يتيح للمرشد النفاذ إلى مكونات الالشعور عند المسترشد.
.2التداعي الحر:
تتمثل هذه الطريقة في التعبير عن كل األفكار التي ترد في الذهن وذلك دون حجب ألي فكرة أو
تصور غير الئق ،وهنا يجب على المسترشد أن يتحدث بكل طالقة دون سابق تدبير ومن ثم يمكن لأللفاظ
والعبارات والتصورات الذهنية أن تتداعى بحرية ،ويجد فيها المرشد موادا غنية بالرموز والدالالت لها
15
معانيها الالشعورية ،ومن بين الوسائل المستخدمة لحصول التداعي الحر الحديث عن األحالم وذلك
إن التداعي الحر يقو على تعطيل أو إضعاف قبضة األنا األعلى على الهو مما يتيح المجال
لخروج مكونات الهو إلى حد األنا مما يفيد في االستبصار ،وبذا تصبح األنا واعية بمصدر مشكالته
وآالمه وصراعاته.
وفي سبيل هذا يصغي المرشد باهتمام تام لكل ما يقول المسترشد ،فهو يصغي إلى نبرة الصوت،
فالتداعي الحر هو نتاج العالقة الوثيقة بين الالشعور واللغة ،ويتضح ذلك من خالل:
إن التعبير عن ال1ذات يحدث على مستويات مختلفة واعية وغير واعية ،فالرسائل اللغوية قد
تكون بمثابة دوامة من الصراع بين اإلفصاح والتمويه (الوعي والالوعي) فاإلنسان يتحدث واعيا من
خالل اللغة اللفظية ولكن يصاحب ذلك حركات جسده وتعابيره وأعراضه وصمته واحتجاجه ويقول
فرويد" :من تصمت شفاه تثرثر يداه" وقد تتم اللغة اللفظية غير اللفظية ولكنها في أحيان كثيرة تعارضها،
فما تصرحه عنها إحداها تخفيه األخرى وهذا ما يسمى التجاذب الوجداني وهو الرغبة في اإلفصاح عن
الشيء والتستر عليه في آن واحد معا خاصة ما يتعلق بالمكبوتات وهنا يشوب اللغة اللفظية أقصى
درجات التزييف والتمويه ،ولكن اللغة اللفظية مهما بلغت من درجة تعتيم ومهما بدت فارغة فإنها تتضمن
دائما الحقيقة ،وبراعة المرشد تكشف هذه الحقيق المستورة ،ويمكن الوصول إلى هذه الحقيقة المستورة
من خالل:
االلتواءات والتشويهات أثنـاء الكالم ،كالوقفات (الصمت) والتجهـم ،وزالت اللسـان ،والهفوات
16
اآلثار المنقوشة في أجسادنا.
وال يستطيع المرشد أن يفهم المسترشد إال إذا كان قد امتلك القدرة على فهم ومعرف مختلف
أشكال التعبير ومختلف مستويات الرسائل التي ينقلها ،وإ ذا توصل على فهم معطيات الداللة في الجلسة،
كما أن مكونات الالشعور تسلك طريقها عبر اللغة اللفظية وغير اللفظية.
على المحلل أ ،ينظر إلى تماسك اللغة ،وترابط أفكارها ،وإ لى مستواها ،والتفكك وبؤر التركيز
فيها ودرجة الوضوح ،والتردد ،والتذبذب ،ونقاط العيب والحرج ،والصمت ،وشح التعبير وصعوباته،
.2محتوى اللغة:
ما هي الموضوعات األكثر تكرارا وما هي درجة األهمية التي تعطي لكل منها ،وما هي القضايا
.3المستوى الرمزي:
ما هي طبيعة اللغة جوفاء أو عقالنية أو محايدة أو امتثالية ،أو هي لغة متوازنة مع ما تنقله من
من حيث درجة االنسجام بين العقالنية واالنفعالية ،وبين اللغة اللفظية والتعبير الحركي.
فالصمت هو خطاب بحد ذاته ،فليس بالضرورة نفي الكالم من خالل الصمت بل قد يكون إثباتا
له ،كما أن هناك الصمت االحتجاجي العدواني ،وهناك الصمت العاجز اآلثم.
17
فالصمت كالكالم له دور عام في عملية التواصل وعلى المرشد أن يتمكن من فهم الرسالة التي
يبدأ التعبير عن املضمون الكامن (الالوعي والالشعور) بنفيه بداية في المرحلة األولى من خالل
استخدام صيغ النفي أو التجنب ،ثم يعبر عنه بشكل غير مباشر ،ثم بالتعبير المتجاذب (تعبير عقلي بدون
شحنة انفعالية ،أو انفعال ال يتطابق مع السياق العقلي العام) وأخيرا يقترب من الصراحة أو التصريح.
فالحب المكبوت يعبر عن نفسه بداية بموجه من البرود أو العداء أو التجنب ،وكل تعبير فجائي
فالتعبير االنفعالي المفرط حول موضوع ما وعادة إذا صاحبه لغة لفظية ليست على درجة متسقة
مع التعبير االنفعالي ،فإن هذا النوع من اإلزاحة وليس تعبيرا صادقا ،فالموضوع األساس ما زال طور
الكبت.
يمكن القول أن الحالة النفسية لإلنسان ومعاناته ترتسم بشكل ما على محياه وفي حركات جسده،
فما يعجز اللسان عن البوح به تعبر عنه تعابيره الجسدية ،فمشاعر الخوف او الغضب والضيق واأللم
والمعاناة أو الغيرة والرغبة واألمل كلها ترتسم على محيا اإلنسان عادة ،إنها لغة تعابي الوجه أو اللغة
الفيزيولوجية ،يتم ذلك من خالل احمرار الوجه أو اصفراره أو تصبب العرق البارد ،أو االنبساط أو
االرتجاف.
كما يتجلى من خالل حركات اليدين والقدمين باستقرار الجلسة أو التململ ،أو الجمود أو التسرع
الحركي ،كما يمكن أن يظهر في النظرات؛ النظرة الحية ،العيون البراقة التي تبث الكثير من التعابير أو
18
النظرة الجامدة ،والنظرة الموارية أو الخجولة ،والمتجنبة ،أو الرافضة أو العدوانية أو اإلتهامية أو
وهناك أيضا االتجاه الجسدي من انفتاح وحيوية ونشاط ،وانسجام وتناسق بين مختلف أطراف
الجسد وحواسه ومختلف تعابير الوجه ،أو انكماش وقوقع وتردد ،وشعور بالضآلة.
.3دينامية المقاومة:
تعبر المقاومة عن جميع محاوالت الوقوف أمام عملية التحليل النفسي ،وتعرقل عملية التداعي
الحر ،وتحول بين المسترشد ومحاوالته في التذكر ،وضد رغبته في التعبير ،ويطلق أسم المقاومة على
كل يمنع نفاذ الالوعي أو الالشعور إلى األنا أو الشعور ،ويمكن أن تعبر المقاومة عن ذاتها عبر
وللمقاومة عند العصابي وظيفة دفاعية فهي تقف عقبة أمام جدوى األساليب التحليلية ،وتدافع عن
مظاهر المقاومة:
إن المقاومة تأخذ أشكاال عدة أثناء العلمية اإلرشادية وكل شكل له وظيفة معينة ،ومن أهم مظاهر
المقاومة:
.1صمت المريض:
وهذا الشكل هو أكثر األشكال ،غذ يمنع المريض شعوريا وال شعوريا من نقل أفكاره أو مشاعره على
المرشد ،فقد يعتقد المسترشد أن ذهنه فارغ وليس لديه ما يتحدث عنه ،وتنحصر مهم المرشد هنا في
اكتشاف دوافع الصمت فقد يوجه السؤال التالي :ما الذي يجعلك تكون صامتا في هذه اللحظة؟ ما الذي
19
ورغم صمت المسترشد فقد يعبر أحيانا عن أسباب صمته ال شعوريا من خالل الوصفية التي
يتخذها ،أو تعبيرات وجهه ،كأن يشيح برأسه ،أو أن يغطي عينيه بيده ،أو يحمر وجهه ،أو أن يتململ
هنا ال يكون المسترشد صامتا ،بل أنه واع بأنه ال يريد الكالم ،أو أن يقول ليس لدي ما أقوله،
.3االنفعاالت:
يجب النظر إلى طبيعة االنفعاالت المصاحبة للكالم ،هل هي متسقة ومتناسبة مع مضمون الكالم.
.4وضعية الشخص:
يكشف الشخص عن وجود المقاومة ،من خالل الوضعية التي يتخذها على األريكة ،كالجمود ،أو
االنطواء على الذات ،أو االضطراب ،كما أن التناقض بين الوضعية ومحتوى الحديث فهو دال لغاية،
فالذي يصف حدثا ببرود وجمود ويرافق ذلك ململة زائدة فهذا تعبير عن المقاومة فقد نالحظه ال يرد غال
جزءا من الحكاية واليدان معقودتان ،والذراعان متشابكان ،والكاحالن مضمومان ،أو أحدهما فوق اآلخر
عندما يتحدث المسترشد حديثا منتظما غير متغير عن الماضي ،دون أن يقحم فيه أي شيء من
.6التفاهات:
عندما يتحدث المسترشد عن وقائع سطحية ،تافهة ،فإنه يتفادى شيئا ذا معنى ذاتي ،وعندما يكرر
المحتوى بدون واعي فهذا دليل على أن هناك مقاومة تمارس تأثيرها تستهدف إبعاد نظر المرشد عن
20
منطقة معينة من كالم المسترشد ،كذلك الثرثرة اللفظية المفرطة ،التي ال تقود إلى ذكريات جديدة ،أو إلى
كثيرا من المسترشدين يتواصلون بالحديث لشكل مفرط ،إال أنهم يمرون عنه بشكل عابر،
بصورة واعية ،صامتين أمام بعض مظاهر نزواتهم الجنسية أو العدوانية ،فهو يذكر األحداث رمزيا.
.8فقدان األحالم:
إن الحلم منفذ الالوعي والمكبوتات والحياة الغريزية للمسترشد ،ونسيان األحالم هو داللة على
صراع الشخص ضد أحشاء ما في ال شعوره إل المحلل ،وثمة أمر آخر مخالف لهذه المقاومة هو إغراق
الجلسة بعدد وفير من األحالف فهذا يمكن أن يدل على أمنية ال واعية عند المريض في االستمرار في
ومن صور المقاومة أيضا الكالم الزائد دون أي معنى ،أو التأخر في حضور الجلسة اإلرشادية
منابع المقاومة:
تعمل المقاومة من الداخل وبشكل رئيسي من قبل األنا األعلى واألنا الالواعية ،فهي تمثل ذلك
التردد الالواعي الذي يسير العمليات النفسية ذات األهمية في تكوين الصراع ،والذي يمنعها من أن تصبح
واعية بالنسبة للمسترشد قيد العالج ،وبالتالي قابلة لإلفصاح ،والتعبير عنها ،وهناك نوعان من المقاومة:
تلك المثير لقمع التداعيات الحرة ذات االرتباط الوثيق بالصراع أو الرغبات غير المقبولـة اجتماعيا
أمـا النـوع الثـاني مـن المقاومـة فهي المتعلقـة بمشـاعر التحويـل السـلبي أو إليجابي على شخص
المرشد.
21
وفي المقاومة يجب أن نحدد ما يلي:
.4التحويل:
إن العملية اإلرشادية بتخللها التفاعل بين ذاتية المرشد والمسترشد ،فالمرشد ليس مالحظا محايدا،
بل هو منغمس في هذه العالقة بكل جوارحه ،وال بد للمرشد أن يعي كل أبعاد تفاعالته مع المسترشد،
والتحويل عبارة عن نقل االنفعاالت والمشاعر والميول الالواعية إلى أرض الواقع وعيشها كأنها حقيقة
نابعة من العالقة بين المرشد والمسترشد ،وبذلك يتجنب المسترشد من مواجهة ذاته ومواجهة األلم الذي
تحثه النزعات الالواعية فيما لو برزت إلى حيز الوعي بشكل مباشر أو مفاجئ.
معني التحويل أن يتصرف المسترشد تجاه المرشد كما لو كان ينصرف إزاء أبيه الذي يحبه
ويكرهه فهو ينقل اتجاهاته في الماضي إلى الحاضر ،لذا على المرشد أن يفهم أسباب التحويل وما دالالته
.5تحليل األحالم:
إن الحلم يكشف عن معلومات كانت مكبوتة في الماضي تم استرجاعها عبر الحلم ،واألحالم عند
فرويد نوعين:
22
حلم يستطيع المسترشد تذكره. .1
حلم غير واضح في المحتوى وعلى المرشد أن يكشف مثل هذه األحالم. .2
وهنا يطلب المرشد من المسترشد أن يقص عليه أحالمه دون حرج ،ثم يسجل المرشد مادة الحلم
دون حرج كما رواها المسترشد ،باإلضافة إلى ما يذكره من تعليقات مرتبطة بموضوع الحلم أو ما يظهر
.6االختبارات اإلسقاطية:
كاختبار بقع حبر ،واختبار تفهم الموضوع ( ،)TATواختبار كاس وكاهن الجمعي اإلسقاطي.
.8اللعب.
إن النظريات التي اهتمت بالعالج التعبيري تحاول اقتراح بنية مفاهيمية أو إطار نظري قابل
للتجريب والتطبيق في مختلف األنشطة اإلنسانية ،فكل نوع من أنواع العالج النفسي يسعى لتطوير
لقد قامت نظرية بيرن على أساس أن السلوك اإلنساني هو محصلة التفاعل بين المثيرات
واالستجابات ،فمثالً لو تقابل شخصان أو أكثر بمحض الصدفة فإنهم عاجالً أم أجالً سيتبادالن الحديث
سيرد على األول ويتكلم معه كاستجابة ،بحيث يأتي معنى ومضمون االستجابة مرتبطاً ومتعلقاً بمعنى
23
وعموماً هناك ثالث حاالت لألنا تحدد طبيعة التعامل أو التفاعل الشخصي مع اآلخرين وهذه
حاالت األنا هي :األنا الوالدية ،األنا الراشدة ،األنا الطفلية .يقول بيرن إن حاالت األنا هذه تتشكل لدى
والتحذيرات ،أما األنا الطفلية فينظر لها كمستودع لذكريات العاطفية السعيدة أو الحزينة ،وهي تقوم على
تفسيرات طفليه غير ناضجة لما يشاهده الفرد أو يسمعه أو يشعر به أو يفهمه ،أما األنا الراشدة فإنها
تتشكل تدريجيا في بداية عمر العشر أشهر تقريباً حتى يستطيع الطفل حينها أن يتحكم باتجاهاته الذاتية
وحركاته ،وينظر إلى األنا الراشدة كجهاز حاسوب بأنه يعمل على استقبال المعلومات الواردة من األنا
الوالدية واألنا الطفلية ويقوم بمعالجتها بما يتالءم مع متطلبات العالم الخارجي.
وقد تظهر المالمح الشخصية كحاالت األنا هذه عندما يتعامل الزوج مع زوجته فنلحظ أن أحدهما
يتقمص دور األنا الراشدة واآلخر الطفلية أو الوالدية والمثير (األنا) بحاالتها هي التي تحدد طبيعة
االستجابة (األنا) ،فعندما يسأل الزوج زوجته هل تعلمين أين مفاتيح السيارة؟ (راشد إلى راشد) .الزوجة:
نعم ،أعلم بأنها بجانب التلفاز؟ (راشد إلى راشد) .نالحظ هنا في هذا النمط االتصالي إن االتصال واضح
الزوجة :ال تنسى أن ترتدي معطفك عندما تخرج إلى العمل اليوم أمر (والد إلى طفل).
مثال آخر:
(راشد – موظف يقول لزميله المريض :أنا متأكد أنك ستكون على ما يرام ،جميع الزمالء يفتقدونك
راشد).
(والد – الموظف المريض :ال عليك ،يجب على الجميع أن يتدبروا شؤونهم وأن ال يقصروا في عملهم
طفل).
24
كما قدم بيرن مصطلح اللعبة ( )Gameأو المباريات ،كصيغة متسلسلة من التفاعالت أو
التعامالت والتي يبني فيها التفاعل والمثيرات واالستجابات على أساس التوقع والتنبؤ بالنتائج وتقديم
المبررات والمجامالت بهدف االحتفاظ بالمودة واأللفة ،والمادة ما تأخذ صيغة األلعاب لماذا لم ،نعم لكن.
األبيض :زوجي يصر دائماً على إصالح أثاث البيت بنفسه لكنه أبداً لم يستطيع أن يصلح أي شيء.
إن هذا النمط من المباريات عادة يسود العملية العالجية دون أي طائل ،ألن النمط االتصالي نمط
تدبري ال تظهر فيه الشخصيات الناضجة (الراشدة) فإن االتصال من النوع والد – طفل .يالحظ كذلك أن
هذا النمط االتصالي غير واضح وما هو المقصود منه ألن الفرد ال يستطيع أن يعبر عما في داخله بسبب
مشاعر الخوف والقلق أو أنه سيلق اللوم على 1ذلك ،وهنا يأتي دور المرشد في توفير البيئة اآلمنة ليتمكن
المسترشد من التعبير عن انفعاالته ومشاعر ضيقة بكل أمان ،وعموماً في أثناء جلسات العالج يجب على
المرشد أن يبن للمسترشد أنه مازال يمارس المباريات ،ويجب التحلي عن ذلك ويخبره كذلك أنه بدأ يعبر
عن مشاعر بصدق ووضوح وأمانة ،كما أن المرشد يهدف إلى جعل األنا المسيطرة والمهيمنة على
25
إن المفهوم األساسي في نظرية روجرز في الشخصية هو مفهوم (الذات) وهو عبارة عن متغير
دائم بسبب التراكم الخبراتي ،فبعض األفراد يقيمون أنفسهم بخبرات سلبية وآخرين يقيمون بإيجابية ،فهو
بحسب هذا المفهوم األفكار التي يحملها الشخص علن نفسه بحسب إدراكه لهذه األفكار ،فالنفس البشرية
دائم للمثالية .وحتى يكون العالج المتمركز حول المسترشد فاعالً يجب أن ال يشكل هذا العالج
تسعى ً
تهديداً للذات ،يجب ال يتعرض المسترشد للهجوم الذاتي من قبل المرشد حتى ال يدفع 8هذا المسترشد أن
ال يقاوم اآلثار الناتجة عن العملية العالجية ،وعكس ذلك الذات التي ال يتعرض صاحبها لمهاجمة أو لوم
أما حول فنيات روجرز في العالج التعبيري والمتمركز حول العميل ،فإنه يؤكد على االهتمام
وتقبل المسترشد كما هو وتجنب النصح والوعظة ،ويحدد روجرز أهداف العملية العاجية لديه بما يلي:
إذا استطعت إقامة عالقة متميزة من جانبي مع المسترشد من خالل تقبله وإ قامة عالقة مودة دافئة
واحترامه من خالل القدرة على فهم كلماته ومشاعره بحساسية كما يفهمها هو ،وفي المقابل فإن
المسترشد سيستطيع فهم ذاته وسماته التي لم يسمح له سابقاً أن يعبر عنه بجو آمن وبحرية ،وعليه
سيشعر أنه أفضل حاالً عما كان سابقاً فهناك من يسمعه ويتقبله كما هو (التقبل الالمشروط) مما يؤدي به
أن يكون أكثر فاعلية وإ نتاجية وأكثر ثقة بنفسه ،فهذه الفرصة المتاحة له في هذه العالقة اإلرشادية من
شانها أن تجعله مدركاً لذاته وفاهماً ألسباب مشكالته وأكثر تقبالً من قبل اآلخرين وسيستطيع أن يتعامل
إن العالج المتمركز حول يسمى أحياناً باإلرشاد غير المباشر ألن المرشد ال يتدخل مباشرة بسير
المقابلة فمنهم من يستمع للمسترشد حتى يستغل الفرصة المواتية ويقوم بفنيات العكس ورد الفعل لما قاله
وما استشعره المسترشد وكأنه مرآة ينظر المسترشد إليها ليستكشف ذاته ،فالمسترشد يقرر مجرى سير
الجلسة وسرعتها واتجاهها ،وهنا يحاول المرشد أن ينظر إلى الحياة كما يراها أو ينظر إليها المسترشد
من خالل تفهمه لما يقوله المسترشد دون إصدار أحكام أو استخدام فنيات العكس ،وعلى العموم تهتم هذه
26
النظرية بالتركيز على حاضر المسترشد والتعامل مع مستواه الشعوري بدالً من االهتمام بمستوى
ومن بين الفنيات التي يستخدمها روجرز في العملية العالجية تسجيل المقابلة اإلرشادية ،ثم تحليل
محتواها من خالل تحديد عدد العبارات التي تحدث بها المسترشد عن نفسه بإيجابية وذلك عبر مقابالت
عديدة ليتفحص مدى التغير الطارئ على الذات أو على الشخصية عند المسترشد ،كما يستخدم روجرز
االختبارات الشخصية ليعرف من خالل ذلك كيف ينظر المسترشد إلى ذاته ،إن هذا الكم الهائل من
البيانات التي تم التعبير عنها لفظياً وغير لفظياً من شأنها أن تساعد المسترشد في أن يتخلص من مشاعره
.1المرحلة األولى :يحجم الفرد أحياناً كثيرة بالحديث عن ذاته أمام اآلخر أو المرشد ،إال إذا اضطر
لذلك( ،ال يرغب بالتعبير عن ذاته ،ويأتي دور المرشد هنا بتوفير جواً ملؤه الثقة واألمان واالحترام
والتقبل والمودة ،حتى يساعد المسترشد بالتعبير عن ذاته) كأن يقول المسترشد :أشعر أنني على ما يرام،
.2المرحلة الثانية :يعزو المسترشد مشكالته إلى األحداث الخارجية وليس إلى طبيعة إدراكاته لهذه
األحداث ،فاإلدراك المتعلق بالكيفية التي ينظر من خاللها المسترشد إلى ذاته ،كأن يقول إن حظي تعيس
.3المرحلة الثالثة :يبدأ هنا التعبير عن الذات بحرية أكبر كما يراها هو وكما يراها اآلخرون.
.4المرحلة الرابعة :يبدأ المسترشد بالحديث عن مشاعره المرتبطة بنظرته إلى ذاته.
.5المرحلة الخامسة :يبدأ المسترشد بإدراك ذاته كما هي ويعني طبيعة مشاعره ويتقبلها كما هي وال
يتحرج من ذلك مهما كانت مشينة أو تعبر عن كراهية أو أنانية( .أشعر أنني أناني ،وأرغب أن تسير
27
.6المرحلة السادسة :بعد أن يكتشف المسترشد طبيعة حقيقة مشاعره السلبية والكيفية التي يدرك بها
ذاته وإ مكانياته يحاول التخلص من هذه الذات السلبية ويتجه نحو تبني ذات أكثر إيجابية ومشاعر مغايرة.
.7المرحلة السابعة :يبدأ المسترشد بتبني مشاعر أكثر إيجابية ،ويحاول أن يسحب هذه الخبرة العالجية
إن هذه المراحل من شأنها في النهاية أن تخلق حواراً ذاتياً داخل بين المرء ونفسه ،بحيث يبدأ
بالنظر إلى ذاته ومشاعره بطريقة جديدة مغايرة وبشكل أكثر وضوح ال تشويش فيه.
إن العالج الجشتالتي يركز على الحاضر رغم أن بيرلز كان متأثراً في بداية أعماله بأفكار
فرويد ،لكنه نبذ الكثير من المفاهيم التي قامت عليها نظرية التحليل النفسي خاصة الخبرات المبكرة في
الطفولة ،فالهدف من العالج الجشتالتي مساعدة األفراد في أن يكونوا أكثر إيجابية ،وتلقائية ،وأكثر إدراكاً
ألنفسهم.
فالعالج الجشتالتي محاولة الستكشاف والتعرف على أنماط الشخصية التي تلعب دوراً مهماً في
نشأة االضطراب حيث يراها بيرلز بأنها شخصية متصلبة غير مرنة لديها أحكام مسبقة بما سوف تفعله
إزاء موضوعات البيئة الخارجية بسبب نقص الوعي وهي تدرك اختياراتها بأنها مسائل ثابتة وكحقائق ال
يمكن الحيد عنها ،وهنا يسلك الشخص إزاء المثيرات بمنهجية واحدة متحجرة ويمكن توقعها األمر الذي
يؤدي إلى سوء التكيف وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ألن الفرد وضع له نظام صارم خاص به.
إن الجشتالت كلمة ألمانية وتعني الكلي ة ،وترى هذه النظرية أن الكل اكبر من مجموع األج زاء،
فعن دما ي درك اإلنس ان المواقف ي دركها بكلياتها وليس بأجزائه ا ،وأن األج زاء ليس لها قيمة في ذاتها بل
قيمتها في تكوين الك ل ،وفي هذا السياق يقول كوهلر" :قد يكون من المفيد دراسة مئة قلب مجتمعة ،لكن
األفيد أن ندرس قلبا واحدا وعالقته بالرئتين أكثر من أن ندرسه في عالقته بالقلوب األخرى" .فالشخصية
28
الشخصية = اإلنسان * البيئة.
فالعقل والجسم ليسا منفص لين ،فال قيمة لدراسة الجسم بمع زل عن العقل أو العقل بمع زل عن
الجسم ،وق دمت ه ذه النظرية مفه وم التنظيم اإلدراكي ،حيث يميل اإلنس ان إلى إدراك األش ياء والمواقف
ككليات ،كما أن الكل هو الذي يحدد الجزء وليس العكس ،فالمواقف الناقصة أو غير المكتملة تسبب ت وترا
وركزت هذه النظرية على مفهوم هنا واآلن ،فالجشتالت اهتمت بالحاضر ولم ِ
تعط اهتماما
للماضي والمستقبل فالماضي قد ولى إلى غير رجعة والمستقبل لم يحدث بعد فال بد من االهتمام باآلن،
واعتبرت أن دور المرشد أو المعالج أن يعمل على استحضار الماضي إلى الحاضر خاصة المواقف غير
المنتهية لجعلها منتهية في المواقف الحاضرة (اآلن) أي إنهاء هذه المواقف غير المكتملة اآلن ،ألن عدم
اكتمال المواقف واإلدراكات يؤدي إلى توتر الفرد وخلق مشكالت وصراعات ،وفي سبيل حل هذه
المشكالت ال بد من استحضارها في اللحظة الحالية إلنهائها عبر استكمالها ،حيث يتخلص الفرد من
أما هنا فتهتم بالش اعر واألفك ار ال تي يحملها الف رد في ه ذه اللحظة الراهن ة وفي ه ذا الموقف
بالتحدي د ،ل ذا يط الب المرشد المسترشد أن يتح دث عن المش كلة بص يغة هنا واآلن ويبتعد عن عب ارات
الماضي ليعيش ويشعر ويعبر عن الخبرة في الحاضر ،أما كيف فتهتم بوصف السلوك والغوص والتعبير
إن المعالجة الجش تالتية تركز على مش اعر المسترشد وال وعي اللحظة الحاض رة بأس باب
المشكالت والمشاعر ،وتهتم نظرية الجشتالت باإلشارات غير اللفظية حيث تزود المرشد بمعلومات غنية
ألنها تخبر المسترشد بمشاعره التي ال يكون على وعي بها ،كما تهتم هذه النظرية باألساليب اللفظية التي
يعبر بها الفرد عن نفسه ،والمرشد يركز على عادات الحديث عند المسترشد لزيادة وعيه بذاته.
29
إن منشأ االضطرابات النفسية بحسب هذه النظرية حالة عدم االتزان التي يعيشها الفرد ،فاإلدراك
المشوه غير المكتمل أو غير النظامي يقود إلى تولد الصراعات والتوترات ،ويكون دور المعالج هنا أن
يعيد المسترشد الخبرة التي عاشها ،تلك الخبرة التي تم إدراكها بشكل مشوه وغير منتظم غير مكتمل في
سبيل إعادة إدراكها باتزان أكثر وانتظام أكثر بمعنى إعادة ترتيب المواقف.
إن األساليب اإلرشادية التي تقوم عليها هذه النظرية هو االهتمام بالسلوكات غير اللفظية لدى
المسترشد ،نبرة صوته ،إيقاعاته الحركية ،تعبيراته الوجهية ،فجميع هذه السلوكيات غير اللفظية تحمل
في ثناياها رسائل ذات مضامين معينة أكثر صدقاً من التعبير اللفظي ،وهنا يقوم المرشد بإعطاء
المسترشد تغذية راجعة حول جميع سلوكياته وتعبيراته اللفظية وغير اللفظية ليحدث الوعي الذاتي عند
ومن بين الفنيات التي تقوم عليها هذه النظرية إكمال األعمال غير المنتهية في الماضي ،وأنهائها
في سياق الحاضر ،ألن األعمال غير المهنية من شأنها أن تعكر صفو المسترشد مما يجعله يشعر بالضيق
واالنزعاج الدائم وهنا يطالب المرشد المسترشد أن يعيد هنا واآلن تجربة العمل غير المنتهي ويحاول
إنهائه من خالل التعبير اللفظي وغير اللفظي عن هذه التجربة في إطار الحاضر ،ومن األعمال غير
وهناك فنية أخرى هي تحليل األحالم حيث يرى بيرلز أن األحالم هي رد فعل لحاجات غير
مشبعة (أعمال غير منتهية) لذا يطلب من المسترشد أن يقص الحلم في إطار الحاضر وأن يحاول تفسيره
وإ عادة تمثيله ويعبر عن مشاعره إزاء عناصر الموقف المرتبطة بالحلم.
مثال:
المسترشدة :لدي حلم حلمت به أرغب أن أحدثك عنه ،لقد كنت بحزن (تسكت).
المرشد :هل سمعت نبرة الحزن في صوتك عندما بدأت تقصين الحلم ،هذا ما أرغب أن ألفت انتباهك
إليه (صوتك).
30
المرشد :أرجو أن تتحدثي بصيغة الحاضر (هنا واآلن).
المسترشدة :نعم ،أنا مستلقية على سريري هنا ،أنا نائمة اآلن ،إنه يظهر رجل أمامي وهو يرتدي عباءة
سوداء ،إنه يقترب من سريري اآلن ،إنه يطلب مني الذهاب معه ،أنا خائفة اآلن منه أشعر إني ال أتحكم
بالموقف.
المرشد :هل من الممكن أن أقاطعك ،أخبري الجماعة اإلرشادية أنا أشعر أنني ال أستطيع التحكم
بالموقف.
وفي س بيل التوصل إلى الخ برات والمواقف غ ير المكتملة أو غ ير المتوازنة أو مش وه اإلدراك،
إن المسترشد لديه مش كلة من الماضي ولكنه يع اني منها اآلن ،ول ذلك على المسترشد أن يعيش
هذه المشكلة اآلن ،فحديث المسترشد عن مشكلة بصيغة الحاضر من شأنه أن يزيد وعيه نحو المشكالت
الماض ية فهنا يتح دث المسترشد بص يغة األفع ال المض ارعة وليس األفع ال الماض ية وال ذكريات ،ويالحظ
أما كيف فتع ني كيفية وصف المسترشد لمش اعره خالل خ برة معينة والمهم هنا بش كل وطريقة
التعب ير وليس المحت وى ودور المرشد لفت انتب اه المسترشد إلى س لوكه وأحاسيسه ترجمتها أو تفس يرها،
31
فه ذا ينمي وعي المسترشد ب المواقف غ ير المنتهية ال تي أدت إلى مش كالته ويتع رف على الفج وات
يق وم المرشد بإعط اء المسترش دين فك رة عن التم رين ،حيث يتض من من خالل إحض ار كرسي
ووض عه في وسط الجامعة اإلرش ادية ال تي تك ون على ش كل دائ رة أو ش به دائ رة ،ثم يتط وع أحد أعض اء
الجامعة اإلرش ادية ب الجلوس على ه ذا الكرس ي ،وأن يتح دث عن المواقف والمش كالت ال تي ح دثت معه
بالماضي ولكن بص يغ الحاض ر ،ذاك را مش اعره نحوه ا ،ثم ي دور بين ه ذا العضو وبقية األعض اء ح وارا
ساخنا حول الموضوع أو المشكلة المطروحة ،حيث يقوم أعضاء الجماعة اإلرشادية بالتعبير عن آرائهم
ومش اعرهم ،وال يتم ت دخل األعض اء بش كل عش وائي وإ نما بش كل منتظم األمر ال ذي ي ؤدي إلى اتص ال
فعال.
مثال:
ويتم الح وار هنا بين المسترشد وبين أج زاء من الشخص ية أو ش خص آخر متخيل له عالقة
بمش كالت الف رد ،حيث يوضع كرس يان متق ابالن أح دهما يمثل المسترشد واآلخر ج زء من شخص يته ،أو
32
شخص ية متخيليه (األب) ،وعن دما يب دأ الح وار ينتقل المسترشد من كرسي آلخ ر ،ويجلس المرشد ي راقب
الحوار ومدى تقدم هذا الحوار ،ويقترح المرشد عبارات قد يقولها المسترشد أو يلفت نظره إلى ما قاله.
يمثل الصوت العالي األنا األعلى ما يحمله من قيم وأخالق وثقافة سائدة في المجتمع ،أما الص وت
الس فلي فيمثل الهو بما يحويه من غرائز ومط الب غ ير واقعي ة ،وهنا يفكر الف رد بص وت ع الي ،بحيث
يجري محاورة ثنائية بين األنا األعلى والهو ،في سبيل تحقيق الوعي لحدوث االستبصار.
يوضح المرشد للجماعة اإلرشادية العالقة بين اللغة والنماذج الشخصية وما هي الدالالت النفسية
فاألس لوب والنم اذج اللغوية تع بر عن مش اعرنا ومعتق داتنا ل ذلك من الض روري الترك يز على
عادات حديثنا العلني والذي يؤدي بدوره إلى زيادة اتصالنا الذاتي (التفكير بصوت عالي) .ويبين المرشد
للجامعة اإلرشادية أننا نستخدم اللغة أحيانا بشكل خ اطئ ،األمر الذي يبعدنا عن ذواتنا ويضعف اتصالنا
مثال:
إن حديث المجهول طريقة نستخدمها لكي نبقى بعيدين عن ذواتنا وخبراتنا الذاتية.
33
مثال :يقول سعيد :من الصعب تكوين صداقات ،بدالً من أن أجد صعوبة في تكوين صداقات ،فاستبدال
الضمير الشخصي بدالً من الضمير غير الشخصي يضعف أحاسيس سعيد بالمسؤولية.
.3إغالق اليد اليسرى (عشر ثواني) حتى تشعر بالتوتر ،ثم افتـح راحـة اليـد وضعهـا جانبا
.6إرفع كال الكتفين إلى األعلى كأنك تريد لمس أذنيك ،ثم العودة إلى وضع مريح.
ضغط الرأس إلى الخلف إلى أن يتم الشعور بالتوتر (عشر ثواني). .11
مد الرأس إلى األمام ثم إلصاقه بالذقن بقوة (عشر ثواني). .12
34
زفر الهواء خارجا خالل (عشر ثواني). .15
في أثن اء ه ذا التم رين ت دار الموس يقى الهادئ ة ،أو ي روي المرشد قصة تتض من من اظر طبيعية
وأشكال خالبة وحيوانات أليفة ،أو قد يوصي لك بأنك مسافر على بساط الريح.
ع ادةً ما يتح دث األف راد عن مش اعرهم الحزينة واالبتس امة ترتسم على محي اهم ،وهنا يطلب
المرشد من المسترشد أن يتح دث عن مش كالته وأن يرافق ذلك تع ابير غ ير لفظية تتناسب مع ه ذه
المواقف.
يه دف ه ذا التم رين إلى أن يتحمل المسترشد مش اعره وأفعاله ب دال من إس قاطها على اآلخ رين،
مثال :عالء :أنا اآلن أشعر بالندم نتيجة تركي المدرسة وأنا أتحمل مسؤولية ذلك.
يطلب المرشد من المسترشد أن يعيش الخ برة الماض ية بإط ار الحاضر وي ذكرون كلم ات أو
مشاعر كانوا يودون التعبير عنها لكنهم تجنبوا ذلك ألسباب ما.
35
المقابلة كأداة تعبيرية اتصالية:
تعتبر المقابلة أيا كان نوعها أداة اتصالية تمكن األفراد المتفاعلين من التعبير عن أفكارهم
وتعرف المقابل اإلرشادية بحسب سترانج ( )Strang, 1949بأنها قلب العملية اإلرشادية حيث
وتعرف أيضا بأنها عبارة عن عالقة مواجهه دينامية (تفاعلية) تتم وجها لوجه بين المرشد
والمسترشد.
36
وعرفها روس ( )Ross, 1964بأنها عالقة دينامية بين طرفين أو أكثر بحيث يكون أحدهما
المرشد والطرف اآلخر هو المسترشد أو المسترشدين طلبا للمساعدة الفنية المتميزة باألمانة من جانب
أما بيتروفسا وآخرون ( )Pietrofesa & others,19 77فقد شبهوا المقابلة بالعربة التي
يستخدمها اإلرشاد النفسي في نقل المعلومات والعواطف واألفكار والمشاعر من جانب المرشد
والمسترشد ،وقد أكدوا على كونها وسيلة اتصال فعالة بين المرشد والمسترشد من أجل مساعدتهم على
فهم أنفسهم ،وعرفها ستيوارت وكاش ( )Stewart &Cash, 1978بأنها عملية اتصال مزدوج (ذات
اتجاهين) لتحقيق هدف جدي سبق تحديده ،متضمنة أسئلة وأجوبة والتي تعتبر الوسائل الرئيسية في تغيير
سلوك المرشدين.
.1المواجهة اإلنسانية:
ال تتم المقابلة بدون مواجهة بين األطراف المعنية بها ،ممثلة في المرشد والمسترشد وجها لوجه،
وال يمثل االتصال الهاتفي عبر الخط الساخن أية صورة من صور المقابلة اإلرشادية ،ألن المقابل وجها
.2المكان المحدد.
.3الموعد السابق.
.4فترة زمنية معينة :يتراوح زمن المقابلة بين 60 ،30دقيقة بمتوسط 45دقيقة.
.5األهداف الخاصة:
ال تتم المقابلة من أجل الثرثرة أو تجاذب أطراف الحديث بل تهتم بتحديد أهداف خاصة متعلقة
بالعملية اإلرشادية أو العالجية محددة مسبقا تسعى إلى مساعدة المسترشد في فهم ذاته وحل مشكالته.
37
فنيات المقابلة اإلرشادية:
ال يمكن ألي مقابلة إرشادية أن تحقق أهدافها إن لم يستخدم المرشد الفنيات الالزمة التي تسهم
إلى حد كبير في تمكين المسترشد من التعبير عن ذاته وأفكاره وعواطفه ومشاعره ألن هذا من شانه أن
يؤدي إلى تشخيص دقيق لمشكالت المسترشد ،كما يؤدي ذلك إلى تحقيق التغيير المطلوب في شخصيته
المسترشد.
ويمكن تصنيف الفنيات المستخدمة في المقابلة اإلرشادية إلى أربعة تصنيفات أساسية وهي:
وسنركز فقط على فنيات الفعل ورد الفعل في هذا المقام ،ال نهما شديدتا الصلة بتسهيل وتفعيل
تعد هذه الفنيات العصب المحرك للمقابلة حيث تتيح المجال بشكل أساسي للمسترشد أن يتحدث
وأن يعبر عن أفكاره ومشاعره وذلك باالعتماد على المرشد الذي يقوم بتحفيز المسترشد وتشجيعه على
.2فنية المواجهة.
38
تعتبر فنية التساؤل الوسيلة األساسية لوصول المرشد إلى أفكار المسترشد واستكشاف الغامض
في شخصيته ،وتساعد هذه الفنية المسترشد على التعبير عن نفسه بحرية وطالقة واختبار واكتشاف
مشاعره وانفعاالته ،وهي األساس الذي يعتمد عليها المرشد في تشخيص وعالج مشكالت المسترشد.
ويعتبر التساؤل الجيد نموذجا حسنا لتنمية التواصل واالتصال والتعبير بين المرشد والمسترشد
وبين المسترشد ونفسه ،وهنا ال يجب أن يكون التساؤل من أجل التساؤل نفسه فقط بل هي فنية هادفة لها
معنى ال تستخدم عشوائيا بل بطريقة مخطط لها ،فقد تتسبب األسئلة غير المخطط لها إلى زيادة معاناة
المسترشد بل مساعدته في اإليضاح عنها ،وقد تتسبب في مقاطعة حديثه بدل استرساله وتعبيره عما في
داخله ،وفي أحيان كثيرة قد يستخدم المرشد فنية التساؤل بغرض الضغط على المسترشد كما يفعل
المحقق أو الشرطي وهذا ما شأنه أن يخلق المقاومة وعدم تعبير المسترشد عن أفكاره واتجاهاته ،وال
تقتصر قضية طرح األسئلة على المرشد فقط فقد يمارسها المسترشد ويطرح األسئلة على المرشد ،وهنا
على المرشد أن يدرك الهدف من وراء طرح هذه األسئلة ،كما يجب عليه أن يجيب عليها بنوع من
التلقائية والصدق ،ولكن عادة ما يواجه المرشد هذه األسئلة بأسئلة أخرى.
أمثلة لطرح األسئلة من جانب المسترشد ورد المرشد عليها ليمكنه من التعبير عن ذاته:
المسترشد :بما تفسر الرعشة التي تنتابني كلما أتيت إلى هنا؟
المسترشد :هل تظن أنك تستطيع تحقيق شيء معي حتى لو جلست معك مئة ساعة؟
هناك عناصر تقوم عليها هذه الفنية حتى تكون ناجحة وفعالة وهي:
39
.1التوقيت المناسب.
.1التوقيت المناسب:
إن المرشد الناجح هو الذي يختار ويستغل الوقت الجيد ليطرح أسئلته لتمكن المسترشد من
التعبير عن نفسه باسترسال وطالقة دون عوائق ،وعادة ما يطرح المرشد أسئلته في الوقفات البسيطة بين
كالم المسترشد.
المسترشد :يجب على زوجتي أن تطيعني وتنفذ لي مطالبي مثل تجهيز الطعام وترتيب المنزل و.....
المسترشد :يجب عل زوجتي أن تطيعني وتنفذ لي مطالبي كتجهيز الطعام وترتيب المنزل والعناية
باألبناء وأن تبدو جميلة وأن ترتدي شيئا خاصا لي ،انتهى كالم المسترشد( .وقفة بسيطة)
.2مالءمة السؤال:
وهناك أنواع من األسئلة قد يطرحها المرشد تؤثر في طبيعة ونوع وكم استجابة المرشد على هذه
األسئلة وهي:
إن األسئلة المفتوحة من شأنها أن تتيح الفرصة للمسترشد أن يعبر عن نفسه ومشاعره وأفكاره
بحرية تامة ،وهذا عكس األسئلة المغلقة التي تقيد إجابات المسترشد وال تمكنه من التعبير عن كامل
أفكاره ومشاعره واتجاهاته ،وعادة ما تستخدم األسئلة المفتوحة صيغة كيف ترى؟ أو ما رأيك؟
40
مثال:
وهي األسئلة التي تتضمن أكثر من سؤال في آن واحد ،وهي تجب أن تجعل المسترشد يجيب
عليها في اتجاه محدد ال رابط بينهما أو أنها قد تقوض إلى إجابات متناقضة.
المرشد :بعد وفاة زوجتك ،هل ترغب بالزواج مرة أخرى ،أو االعتناء بتربية أوالدك؟
-5األسئلة المحظورة:
هناك نوع من األسئلة تجعل المسترشد يشعر بأنه متهم أو مذنب مما يجعله يدافع عن نفسه وأن
المرشد :أنت السبب فيما وصلت إليه حالتك اآلن لماذا لم تعمل حسابا لهذا اليوم؟
يجب على المرشد أن يطرح أسئلته بطريقة تبعث على اآلمان والطمأنينة دون أن يتخلل ذلك
مثال:
41
المرشد :كم عمرك اآلن؟ (محرج)
.2فنية المواجهة:
تعد فنية المواجهة وسيلة فعال يستخدمها المرشد عندما يريد أن يضع المسترشد أمام ما يخفيه من
أفكار وأفعال ،من خالل كشف التناقضات بين ما يقوله المسترشد ،فالمواجهة تستهدف التخلص من هذا
التناقض والتعبير بشكل كامل من قبل المسترشد لكشف ما يخفيه من أفكار وأفعال وتناقضات .وعادة ما
تستخدم هذه الفنية بعد أن تكون الثقة قد تبلورت بين المرشد والمسترشد بشكل مبين ،كما أن المواجهة ال
تتسبب في جرح مشاعر المسترشد ما يدفعه للمقاومة وعدم التعبير لذا هي تتطلب كفاءة عالية من قبل
المرشد.
وتعرف المواجهة بأنها الفنية التي تستخدم لكشف التناقضات بين ما يقوله المسترشد وبين ما
يفعله ،مما يجعله أكثر قدرة على رؤية نفسه وسلوكه مثلما يراها اآلخرون ال كما يراها هو وذلك بعد
تحطيم الحيل الدفاعية والمقاومة التي يتبناها المسترشد ،األمر الذي يؤدي بالمسترشد أن يرى نفسه كما
هي وعلى حقيقتها دون تزييف وال إنكار وذلك بهدف التنفيس االنفعالي واالستبصار.
إن من شأن هذه الفنية أن تدفع المسترشد نحو االعتراف العميق بذاته والتعبير عن ذلك
بالمواجهة كالعربة التي تنقل الوعي باالستبصارات الداخلية إلى الفعل الواقعي.
مثال:
42
المرشد :يبدو الحزن في عينيك وفي نبرات صوتك بالرغم من قولك اآلن أنك ارتحت من المشكالت التي
ويجب أن يمارس المرشد فنية المواجهة في المراحل البنائية من المقابلة اإلرشادية أي بعد تخطي
مرحلة االنفتاح ،ألن ذلك يكفل نجاح هذه الفنية حيث تكون الثقة قد تبلورت بين المسترشد والمرشد مما
يجعل المسترشد يتعاون مع المرشد عند إجابته على تناقضاته دون أن يهاجم أو يقاوم أو يدافع أو يصمت
أو ينسحب ،وعادة ما يمارس المرشد هذه الفنية تدريجيا وتصاعديا حتى تحقق أهدافها في كشف خبايا
المسترشد.
مستويات المواجهة:
.1المستوى األول:
يكون المرشد في هذا المستوى متصفا بالسلبية التامة عند التعامل مع كل تناقضات المسترشد
حتى يتجاهل كليا هذه التناقضات بحيث ال يعيرها أي اهتمام ولكنه يعود إليها فيما بعد حتى يتيح
.2المستوى الثاني:
يتصف المرشد هنا بالسلبية بدرجة كبيرة في تعامله مع أغلب التناقضات بحيث يتظاهر بتجاهلها
وال يعيرها أي اهتمام ولكنه يعود مرة أخرى فيما بعد ،إال أنه يتعامل مع التناقضات من النوع اإليجابي
في هذا المستوى حتى يعزز احترام المرشد للمسترشد حتى يتمكن من التعبير بدرجة أكبر.
مثال:
المرشد :تقول أنك انطوائي وتميل إلى العزلة ،لكنك تملك الكثير من األصدقاء؟
.3المستوى الثالث:
43
يتميز المرشد هنا بدرجة منخفضة من السلبية تجاه التناقضات خاصة القليل منها ،خاصة تلك
التي على درجة عالية من األهمية حيث يعمد المرشد على تجاهلها على ا ،يعود إليها مرة أخرى وفي
نفس الوقت يتعامل المرشد مع أغلب التناقضات وال سيما المهمة منها خاصة التناقضات اإليجابية.
مثال:
المرشد :تقول أنك حزين دائما لكن االبتسامة وبشاشة الوجه ال تفارقك؟
.4المستوى الرابع:
يتميز المرشد بتعامله بايجابية مطلقة مع كل التناقضات عند المسترشد فال يهملها وال يتجاهلها
مهما كانت تافهة ويتميز بالمواجهة هنا بالصرامة التامة والمباشرة دون أي مجاملة ،وبناء عليه يفيق
.5المستوى الخامس:
يتميز المرشد بالتحدي المباشر والواضح والعلني في تعامله مع أية تناقضات تظهر في أقوال
المسترشد وأفعاله مهما كانت بسيطة وهنا يحاصر المرشد المسترشد من حيث أفكاره وأفعاله وأقواله
حتى يعب عن ذلك بوضوح ومصداقية أكثر ،وعادة ما يلجأ المرشد إلى هذا المستوى إذا لم تنجح
المستويات السابقة.
المرشد :محمد!! كلما اقتربت منك شبرا تبتعد عني مترا؛ أي أحاول أن أدعم عالقتي معك ،لكنك تحاول
هدم هذه العالقة ،إنك بذلك تضر نفسك وال تضرني ،في الحقيقة أنا متعجب من أمرك.
وهي الفنية المتعلقة باستجابات المرشد اللفظية وغير اللفظية تجاه ما يقوله المسترشد ليمكنه من
.1فنية الصمت
44
.2فنية اإلنصات.
.4فنية االنعكاس.
.5فنية اإليضاح.
يعرف الصمت بأنه توقف الفرد عن الكالم إلى االنتقال إلى فكرة معينة أو لترتيب أفكاره مرة
أخرى لينطلق أو بسبب عدم وجود دافعية للكالم أو عند انسداد الفكرة أو توقف انسياب اللغة بسبب
المعيقات التي تواجه مجرى تفكي المتحدث ،أو قد يكون الصمت متعلق باإلنصات وهو االستماع الفعال
وهو يعني االهتمام بتلقي الرسائل اللفظية وغي اللفظية من قبل المتحدث للوقوف على معانيها وأهدافها،
أو يتعلق الصمت أحيانا باالستماع العادي الذي ال يهتم باألهداف الواقفة خلف حديث المتكلم.
.2قد يعبر الصمت عن عجز المسترشد عن التعبير عن نفسه بسبب تزاحم األفكار.
.3قد يدل الصمت بعدم فهم المسترشد ألسئلة المرشد المطروحة عليها.
.4قد يدل الصمت على تشبع الحديث ال1ذي تكلم به المسترشد والرغبة في االنتقال لحديث في
موضوع آخر.
.6قد يدل الصمت على تحدي من قبل المسترشد لما يقوله المرشد وعدم فائدته أو القناعة به.
45
.7قد يدل صمت المسترشد على الخجل من الحديث بموضوع يمس حياته الخاصة الجنسية مثال.
يجب على المرشد أن يحترم صمت المسترشد بشرط أن ال يستنفذ ذلك أكثر من دقيقة ،وقبل
انتهاء الوقت يبادر المرشد بالكالم إذا لم يتحدث المسترشد وهناك ممارسات إيجابية للتعامل مع صمت
مثال:
يجب على المرشد الجيد أن يدرك جيدا متى يستخدم فنية الصمت حتى يحقق أهداف الخطة
يجب على المرشد أن يلتزم الصمت عندما يتحدث المسترشد وال يقاطعه أثناء كالمه حتى ال
يخرجه عن إطار تفكيره ،ويجب أن يحترم صمت المسترشد فيصمت إذا صمت وال يقطع عليه صمته،
ولكن إذا استنفذ المسترشد الوقت المخصص للصوت (دقيقة على األكثر) يبادر المرشد بسؤال المسترشد.
46
فنية اإلنصات: .2
إن استخدام هذه الفنية من شانه أن يشعر المسترشد بقيمته واحترامه مما يدعم االتصال بينه وبين
المرشد ،فاإلنصات يحقق الفهم العميق لمشكالت المسترشد لما يقوله وما يتفوه به ،فاإلنصات يحقق
التقبل من قبل المرشد للمسترشد للحديث عن ذاته بكل انفتاحية وعدم تحرج أو مقاومة.
ويتطلب اإلنصات البارع الحساسية المرهفة للطريقة التي يصوغ بها المسترشد مهاراته وللنغمة
ونبرة الصوت التي يطلقها ويطلق بها كلماته ومالحظة االنفعاالت التي تصاحب تعبيرات المسترشد حتى
تعتبر فنية إعادة العبارات أنها إعادة لنفس عبارات المسترشد وترديدا لكلماته إن لم تكن إعادة
لمحتواها ومعناها.
وتفيد هذه الفنية في أن يرى المسترشد نفسه من حيث ما هي المعلومات والمعاني التي قالها
ليسترسل بها الكالم ويمضي قدما في التعبير عن ذاته ،أو قد يصحح ما قد فهمه المرشد من عبارات
وكلمات تحدث بها سابقا وفي سبيل تطبيق هذه الفنية قد يكرر المرشد عبارات المسترشد كما هي ،أو عن
طريق استبدال ضمير المتكلم (أنا) للمسترشد لضمير (أنت) حتى يشعر المسترشد بتحمل المسؤولية تجاه
الكلمات التي عبر عنها ليقوم بإيضاحها أكثر أو تعديلها ،أو قد يكون تطبيق هذه الفنية من خالل تكرار
كلمات هامة تحدث بها المسترشد ،أو قد يكون بتلخيص عبارات طويلة تحوي المعنى األساس.
مثال:
47
المسترشد :لقد أخبرت زوجتي والدها بالشجار ،وعندما حضر طلبت مني الطالق أمامه ،نهرها والدها
.4فنية االنعكاس:
تعتبر هذه الفنية بمثابة مرآة صادقة يعكس بها المرشد مشاعر المسترشد وأحاسيسه ،ويعكس بها
تعبيراته وانفعاالته ،ما ظهر فيها وما بطن ،لذا تعد هذه الفنية استجابة تفسيرية لما يشعر به المسترشد
بشكل مقصود أو غير مقصود وتأتي استجابة المرشد بصورة لفظية أو غير لفظية ،كل هذا بهدف أن
يقف المسترشد على حقيقة مشاعره وبالتالي مساعدته في التعبير عن ذاته أكثر ،ليطفو ما في داخله على
السطح لتحقيق االستبصار ،فإذا كانت فنية إعادة العبارات تخاطب الجانب العقلي المعرفي لدى المسترشد
تعد هذه الفنية بمثابة تغذية راجع مباشرة من جانب المرشد للمسترشد لتوضيح بعض النقاط التي
قد تكون غامضة وغي مفهوم في المناقشة التي تدور بينهما خالل المقابلة اإلرشادية ،فتهدف هذه الفنية
مثال:
.6فنيات التفاعل:
إن هذه الفنية أساسا إلى أن يدرك ويعي المسترشد المفاهيم التي قد تكون غامضة بالنسبة له حتى
يستطيع أن يستجيب بشكل أكثر دينامية مما يؤدي على تحقيق أهداف العملية اإلرشادية من خالل فنية
48
اللعب كنشاط تعبيري:
معنى اللعب:
هو نشاط حر ال إجبار فيه وهادف ,وهو نشاط معقد ,فإما أن يكون تعبير عن الطاقة الزائدة ,أو
هو وس يلة للتع ويض وإ ع ادة ت وازن مفق ود نتيجة لم آزم الحي اة ,أو هو ت دريب تمهيدي للحي اة المقبلة ،كما
يراه أصحاب العالج النفسي بأنه التعبير الواضح عن الحياة الداخلية ,فهو لغة الطفل الالواعية.
حقا من حق وق الطف ل ,وينظر للعب على أنه الس مة الخاصة واألساس ية ال تي تم يز
يعد اللعب ً
مرحلة الطفول ة ,وهو المح رك وال دافع المس اعد على نضج الطف ل ,فمن خالل اللعب ي دخل الطفل بش كل
إيجابي وفعال إلى واقعه الطبيعي واإلنساني واالجتماعي بذلك يستكشف ذاته وإ مكانياته والعالم من حوله.
يعكس الخص ائص النمائية واالرتقائية ال تي يمر بها الطف ل ,فمن خالل اللعب ينمي الطفل مهاراته الحس ية
49
والحركية والذهنية واالجتماعية واللغوية واالنفعالية والق درات االبتكارية ،واللعب وس يلة لالس تطالع
للعب فوائد جمة في تنمية الجانب االجتماعي من شخصية الطفل ,حيث يساعد على بناء مهارات
اجتماعية جيدة مع اآلخ رين ,عن طريق التع اون والتن افس ,كما أن اللعب ينمي الج انب القيمي واألخالقي
لدى الطفل فهو يتعلم كي يحترم اآلخر وكيف يلتزم بقوانين األلعاب مع الجماعة وبدون هذا يصبح الطفل
أنانياً ,مسيطراً ,وضيق األفق وغير محبوب ,غير منفتح ,ويصبح متمركزاً حول ذاته فهو وسيلة اتصال
وتعب ير م ع الجماعة ،كما أن اللعب ض روري لنم و العض الت والكتس اب المه ارات الحركية ال تي يحتاجا
الطفل في تنقله ،باإلض افة إلى أن اللعب يط ور الق درات الجس مية والعقلية واالنفعالية ل دى الطفل وتس اعد
كما يس اعد اللعب على تط ور النمو اللغ وي ل دى األطف ال ,من خالل االتص ال اللغ وي وتب ادل
اآلراء والح ديث المتواصل ال ذي ينشأ بس بب التفاعل المش ترك بين األطف ال المش اركين في اللعب ,فهو
يمنح الطفل فرصاً ثري ة ,ومواقف حياتيه طبيعية تعمل كنم اذج مثالية في بن اء وتك وين الشخص ية الس وية
من خالل العم ل ,والعالق ات المتبادلة والمش اركة والتع اون والمناقشة والتش اور والح وار مع اآلخ رين,
المحص ول اللغ وي ،ولكنه يع بر عنها من خالل اللعب فالطفل يجسد في نش اطه كل ما يعجز عن التح اور
بشأنه مع اآلخرين.
50
تفسر ه ذه النظرية اللعب على أنه وس يلة تعبيرية يتم من خاللها التنفيس االنفع الي والتخلص من
المكبوتات ومشاعر القلق والتوتر عبر إسقاط هذه المشاعر على موضوعات اللعب.
كان فرويد أول من قرأ هذه اللغة الالواعية المعبرة عن االحباطات والصراعات ,حيث الحظ أن
لقد وجد فرويد في ذلك نموذجاً لمبدأ التكرار القهري للتعبير عن حاجة معينة غير مشبعة ,حيث
وجد فرويد أن هذا الطفل يرمز بلعبته هذه إلى غياب أمه عنه وافتقاده لها ,ثم يعبر عن فرحته للقائها حين
تعود.
فبدل أن يعاني آالم الفراق أثناء غيابها فإنه وجد في هذه اللعبة مجاال للتجسيد الرمزي لمأساته,
واللعب بحسب نظرية التعب ير النفس ي ليس مج رد تك رار ذو ط ابع قه ري ب ل يه دف إلى التفريغ
والتسامي من خالل حل المآزم الالواعية ويتم هذا التفريغ أو التسامي من خالل اإلسقاط.
فالطفل يعكس عق ده وتثبيتاته وآالمه من خالل لعبه بدمية مثالً ,فهو أثن اء ت دميره لدميته (ال تي
تشبه صورة األم) فهذا تعبير عن تثبيتات وعقد لم تحل ,أو أن الطفل الشعورياً يحمل اتجاهات سلبية نحو
والدت ه ,كما أن اللعب المتسم بالع دوان والعنف هو تعب ير عن احباط ات يعيش ها الطفل تس بب له الت وتر
فمن خالل اللعب يتحرر الطفل من أزماته وصراعاته مما يؤدي إلى شعوره باالرتياح والتخلص
من التوتر فالصراع الداخلي يصبح أقل حدة بعد إسقاطه على موضوعات العالم الخارجي.
ت رى ه ذه النظرية أن الطفل يم ارس اللعب ألنه يمتلك طاقة زائ دة ي رغب في التخلص منها ع بر
51
ولكن ه ذه النظرية واجهت انتق ادات من بينها أن الطفل قد يلعب وهو متعب أو بعد قيامه بأعم ال
إن اللعب بما يحمل من خ برات تعلم واستكش اف للع الم ال ذي يحيط بالطفل وكأنه يه يئ الفرصة
للطفل أن يدخل معترك الحياة الجدية عبر ممارسته اللعب ,فالطفل عندما يمارس لعبة الشرطي وكأن هذا
إال أن ه ذه النظرية واجهت نق داً أيضاً فليس كل لعبة يلعبها الطفل تهي ؤه ل دخول في مهنة
مثال.
مستقبلية معينة ,فكثيراً من األطفال يرغبون بلعب دور اللص ً
ت رى ه ذه النظرية أن اللعب وس يلة ترويحية واس تجمامية يمارسه الف رد بعد تعب وط ول عن اء أو
بعد س اعات طويلة من العم ل ,ولكن قد يمارس ه الف رد أيض اً وهو مرت اح وغ ير متعب ,كما أن اللعب في
يتناسب شكل اللعب ومضمونه وموضوعاته والساعات التي يمكثها الطفل في اللعب مع المرحلة
التطويرية التي يمر بها ,ويمكن تقسيم مراحل تطور اللعب بحسب ما يلي:
هو الن وع من اللعب ال ذي يس مح بالحركة واكتش اف الح واس س واء ك ان ذلك بش كل عش وائي
(حرك ات عش وائية) ,أو حرك ات مض بوطة ,وبالت الي تمكين الجسم من ممارسة وظ ائف حس حركية
ويظهر ذلك في بداياته األولى من خالل تحريك الطفل ألطرافه بش كل عش وائي ,ثم يظهر ن وع من
السيطرة على حركة هذه األطراف ,وفي المراحل التالية يتعلم الطفل المش ي لذا نراه دائم الحركة ,وغالباً
52
ما يج ذب انتباهه األش ياء المتحركة أو ذات األل وان الزاهية أو غ ير المألوفة أو الجدي دة بالنس بة ل ه .وفي
نهاية هذه المرحلة يهتم الطفل باللعب بالسوائل واأللوان والصابون وأقالم الشمع.
هو اللعب الخيالي الذي يعبر به األطفال عن أنفسهم من خالل التعاون مع األشياء بصورة مخالفة
يستخدم الطفل في هذه المرحلة أشياء حقيقية ويتخيل أنها تؤدي وظيفتها األصلية في الواقع (كأن
يستخدم الطفل في هذه المرحلة أشياء بديل ة مماثلة لألشياء الحقيقية (كأن يستخدم بدالً من الكوب
يستخدم الطفل أشياء بديلة غير مماثلة لألشياء في الواقع (كأن يستخدم العصا ويتخيل أنها حص ان
أو طائرة).
وهنا يق وم الطفل ب اللعب الرم زي رغم ع دم امتالكه ألي ش يء (ك أن يتخيل أنه يمسك بك أس
53
األلعاب ذات القواعد "التعاوني" ( )6 – 5سنوات: .4
ويظهر ه ذا اللعب التع اوني الق ائم على االل تزام بقواعد معينة وع ادة ما يظهر في بداية االلتح اق
بالمدرسة.
يميز هاتين المرحلتين مجموعة من السمات تظهر في ألعابهم ,وهذه السمات هي:
ويتضح ذلك من خالل المش اركة في األنش طة الرياض ية والحركي ة والمس ابقات والفعالي ات ,ال تي
تس اعده في ص رف الطاقة المخزون ة ,وال تي إن لم تجد الطريق الس ليم لخروجها فإنها س تخرج من خالل
كما يميل أطفال هاتين المرحلتين إلى مزاولة األلعاب التعليمية وألعاب الحاسوب وألعاب التفكير
والتحليل.
إن رواية القصص وس ماع الموس يقى الهادئة من ش أنها أن تحث الطفل على التفاعل والتع اطف
اإليج ابي مع شخص يات القص ة ,كما أن الموس يقى تغ ذي روحه وته دئ أحياناً من غض به والرسم يجعل
خياله يشطح.
هو الممارسة العالجية ال تي ت تيح الفرصة لألطف ال أن يع بروا عن مش اعرهم وأحاسيس هم
وكراهيتهم وغضبهم بصورة كاملة األمر الذي يؤدي إلى أن يكونوا فرحين اعتماداً على اللعب اإليهامي
أو التخيلي ال ذي ي ؤهلهم أن يش غلوا مراكز الكب ار ,ف اللعب العالجي يح ررهم من ض غوط الحي اة اليومي ة,
54
فهم يستكشفون مشاعرهم وذواتهم واتجاهاتهم ,فاللعب العالجي ليس وسيلة للتعلم فقط بل هو أساسا وسيلة
اللعب وسيلة لتحقيق النمو والتطور (اإلبداع ,حل المشكالت ,تعلم اللغة ,تعلم المهارات الحركية,
إن اللعب من شانه أن يساعد األطفال في فهم العالم من حولهم وهو وسيلة استكشافية لألدوار,
اللغة ,واالنفعاالت والخبرات االجتماعية بجو آمن ,أما عالجياً فهو وسيلة تشخيصية مساعدة ,ومن شانه
أن يساعد في تأسيس عالقة عالجية ,كما أنه وسيلة لعالج القلق والتوتر ,وهو وسيلة للتعبير عن المشاعر
ويعد طريقاً سهالً للوصول إلى الالشعور ,كما أن اللعب يمثل جواً تلقائياً عفوياً ال فقيود فيه ليعبر األطفال
عن أنفسهم خاصة اللعب الحر منه ,فهو وسيلة استبصارية جيدة.
هناك اتجاهات عدة حاولت أن تفسر اللعب العالجي ,ومن هذه االتجاهات:
.1اللعب هو البديل عن التداعي الحر ,فاللعب هو الوسـيط عن التعـبير االنـفعالي ,بسـبب عدم قـدرة الطفل
.2يعاني األطفـال المضطربين من جفـاء انـفعالي من قبل الوالدين ,لذا فاللعب وسـيلة إلقامـة عالقـة ودية
بين المرشـد والطفل فيتم اسـتخدام ال دمى واأللع اب لب دء العالقة اإلرشـادية ,وبعد توطيد ه ذه العالقـة
اعتمـاداً علـى اللعـب ينتقـل االهتمـام مـن ممارسـة اللعب إلـى التركيـز علـى التفاعـالت اللفظيـة ,ولكـن يجـب
55
األخـذ بعين االعتبـار أن هـذا االتج اه يسـتهدف األطف ال ال ذين اس تطاعوا أن ينم وا ق درتهم اللغوية
والتعبيرية.
.3هنـاك اتجـاه آخر يرى أن اللعب العالجـي يقدم خبـرة تلقائيـة ال تقييد فيها لحرية الطفل ,وهذا من شأنه
لكن كيف يمكن اعتماد اللعب كوسيلة يمكن من خاللها تحديد سواء أو عدم سواء األطفال؟
هناك معايير يجب أخذها بعين االعتبار عند الحكم على مدى سالمة لعب الطفل وهي:
.2إذا عمد الطفل إلى ممارسة شكل أو نوع واحد من أنواع اللعب ولم يعمد إلى أشكال أخرى.
.3إذ ا لم يستطع الطفل إال أن يكرر اللعبة قهرياً لمرات عدة بدون هدف أو غاية.
.4إذا ارتبط اللعب بشكل مبالغ فيه بتفريغ الطاقات الجنسية والعدوانية (ألعاب الطبيب).
.5إذا لم يستطع الطفل الدخول أبدا باللعب ,أي أنه ال يلعب بالمرة.
.6إذا كان نشاط اللعب ال يتالءم مع المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل ,وهذا ما يسمى باللعب
النكوصي.
يب دي الطفل الس وي س هولة نس بية في التواصل مع تلقائية في الح وار مع اآلخ ر ,ويب دي نش اطاً
ً
خياال متنوعاً بشكل يتناسب مع مرحلته العمرية أو يفوقها ,فهو يجرب ويتفحص مختلف األلعاب ,ويبدي
خص باً في تعاطيه مع األلع اب خاصة األلع اب البنائية والتركيبية (الليجو والصلص ال والمجس مات) ,كما
56
غالبا مقط وع ب القلق وتنقصه النهاي ة ,حيث
خص ائص لعب العص ابيين هو التش تت والتفتت ,فهو ً
يص اب الطفل بالصد المف اجئ أو التح ول غ ير المفه وم عن موض وع اللعبة (مما يع بر عن ب روز الم آزم
الداخلية).
كما يتم يز اللعب العص ابي ب اإلفراط والتك رار القه ري أو ع دم االن دماج ب المرة في اللعب ة ,أو قد
يس وده اإلف راط بالعدوانية والتخ ريب ,كما تغيب التلقائية والمب ادرة ,ويب دو الطفل خائفاً منطوياً على ذات ه,
كث ير الح ذر والتحفظ في فحص الم واد واإلق دام على اللعب ,وتب دو عليه مش اعر ال ذنب تجعله يحجم عن
االس تمرار في اللعب أو تمنعه من االس تمتاع بها ،كما يميل إلى تبخيس ذاته وإ نتاجه ويحت اج إلى التش جيع
الدائم ,ويصاب بالذعر إذا أتلف بعض المواد ,فهو منكمش على نفسه.
اه ألدق إننا في محاولتنا لفهم لغة اللعب يجب أن نتبع نفس منهج تأويل الحلم ,يجب االنتب
التفاص يل في لعب الطفل من حيث تسلسل الموض وعات والتلقائية والعفوي ة ,عوامل التح ول من لعبة إلى
أخرى ومبررات ذلك ,ويجب أن ننتبه إلى طريقة التحول واالنتقال ,ويجب أن نالحظ أسلوب اللعب كذلك
وش كله وننتبه إلى مختلف التعليق ات ال تي تص در عن الطفل وردود فعله أثن اء تج اه المرشد النفسي أثن اء
اللعب ,فكل ه ذا يقودنا إلى فهم ال دافع الالواعي ,وهن اك مؤش ران لمعرفة الم ادة الالواعية ال تي تظهر في
اللعب:
من مراحل التعبير عن اللعب أثناء جلسات اإلرشاد ,يبرز ميالن في اللعب هما الميل النكوصي,
والميل العدواني.
57
وت برز المي ول النكوص ية خصوصاً عند األطف ال المح رومين عاطفياً (ن زالء مؤسس ات رعاية
ويلعب ه ؤالء بش كل مفضل بال دمى مجس دين عالقة الرض اعة وعالقة االعتم اد الطفل على األم,
ويميل الطفل بشكل مبالغ فيه إلى اللعب اإليه امي تعبيراً عن ه ذه العالقة ك أن يلعب دور األم مثالً ،ك ذلك
ت برز في اللعب المي ول العدوانية نظ راً لش دتها وتعرض ها للكبت مع ما يرافقه ا من م آزم نفس ية ,ويتم
ولكن الطفل أثن اء جلس ات اإلرش اد ب اللعب قد يص د ميوله العدوانية والنكوص ية لش دة المقاومة
النابعة من قوة مشاعر الذنب والقلق وق وة الكبت ,وهك ذا فإذا فشل الطفل في التعب ير عن عدوانيه أو ميله
وال يع بر الطفل مباش رة عن دوافعه الالواعية في اللعب ,بل يتخذ ش كل الم داورة والتمويه
والتعب ير المقنع (المج رد من الش حنة االنفعالي ة) في مرحلة أولى ,ثم يمر بمرحلة من التج اذب الوج داني
وهي حالة من التذب ذب ما بين االق تراب من تجس يد الواقع واالبتع اد عن ه ,ثم ي أتي التعب ير من خالل دمي ة
م ا ,وأخ يرا يغ وص الطفل في التعب ير عن ذلك ال دافع الع دواني أو النكوصي بش كل مباش ر ,ويس تمر ه ذا
التعبير إلى الحد الذي يزول معه قلق الطف ل ,وهنا نجد تحوالً في التعبير من خالل تغيير اللعبة أو تغيير
األدوار.
.1مرحلة العرض:
يق وم الطفل باستكش اف اللعبة وأدواتها وموادها والموقف اإلرش ادي والمرشد نفس ه ,ويح اول أن
ي رى ح دود وإ مكاني ات التعب ير عن ال ذات ,وتب دأ األم ور بش كل دف اعي :ك النفي ,أو النك وص ال ذي يخفي
الع دوان أو الع دوان ال ذي يخفي النك وص ,أو التظ اهر باالمتث ال والطاعة ال تي تخفي الع دوان ,أو تظهر
58
.2مرحلة التفريغ:
يب دأ الطفل هنا بتفريغ مش اعره والتعب ير عن الم آزم المكبوتة من خالل التفريغ المتج اذب أو
المتذب ذب ,ثم التفريغ المباش ر ,ثم تظهر مرحلة التوليف (إع ادة التعلم) ال تي ت برز فيها المي ول اإليجابي ة,
طاولة متوس طة الحجم مع ع دد من الكراسـي الص غيرة حولها تسـتخدم للجلـوس واللعب ,مع طاولـة
أخرى توضع عليها المواد قريبة ,ومعقد خشبي يمكن للمرشد أن يجلس عليه بجانب الطفل.
بعض المواد التي تسهل إقامة عالقة مع الطفل ,وتسمح له بالشعور بالراحة والطمأنينة كالماء ,والطين,
والرمل ,ومواد تلوين ,وأوراق ,ومقصات ,وطباشير ,ولوح خشب ,ومعجون (ملتينة).
الم واد ال تي ترتبط بالحي اة العائلي ة :دمى تمثل الطفل واألم واألب واألخ وة ,ص حون مص غرة ,طاولـة
جنيات).
دمى تمثل بعض األساطير من الحيوانات والناس (ساحرات ,لصوصّ ,
ويستحسن أن تكون جميع هذه المواد من النوع الذي يقاوم التلف بسرعة ,كي تتحمل درجة كب يرة
من العدوانية.
59
إن نمط البناء في األلعاب التركيبية يعبر عن الحالة النفسية التي يشعر بها الطفل ,فالبناء المقفل
يشير إلى الشعور بالعزلة والميل لحماية الذات باالنغالق ,أما هدم ما بناه الطفل فقد يشير إلى فقدان الثقة
بالنفس.
كما أن إدخ ال الفوضى والتخ ريب بعد البن اء في دل على بداية التح رر من الص دود والمقاومة
أما تمثيل الح رامي أو الحيوان ات المتوحشة ال تي ته اجم ليالً فيش ير إلى انع دام األمن ,أما ألع اب
ال دمى ذات الرمزية فهي تش ير إلى موقف الرض اعة أو موقف النظاف ة ,أو الرغبة أن يك ون الطفل محط
تعد الس يكودراما من أش هر أس اليب اإلرش اد الجم اعي ,وهو عب ارة عن تص وير تم ثيلي أو تعب ير
تم ثيلي لمش كالت نفس ية في ش كل تعب ير حر في موقف جماعة ي تيح فرصة التنفيس االنفع الي التلق ائي أو
االستبص ار ال ذاتي ,وقد أبتكر ه ذا األس لوب مورينو ع ام 1921وأنشأ أول مس رح عالجي لتق ديم
الس يكودراما س نة 1927في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ,وي رى مورينو ( )1966أن ما في التمثيل
النفسي المسرحي هو حرية السلوك لدى الممثلين (المسترشدين) وتلقائيتهم مما يتيح فرصة التداعي الحر
والتنفيس االنفع الي حين يع برون في حرية تامة في موقف تم ثيلي فعلي عن اتجاه اتهم ودوافعهم
60
وص راعاتهم واحباط اتهم ,بما ي ؤدي في النهاية إلى تحقيق التوافق والتفاعل االجتم اعي الس ليم والتعلم من
الخبرة االجتماعية.
أما عن موض وع التمثيلية النفس ية ,فإنها قصة ع ادة ت دور ح ول خ برات مثل خ برات العمل
الماضية ,والخ برات الحاض رة ,والخ برات المس تقبلية ال تي يخافها ويحتمل أن يواجهها المسترشد في
المستقبل القريب ,ويدور موضوع القصة كذلك حول مواقف هدفها التنفيس االنفعالي ,وأخرى تهدف إلى
حل الصراع وتحقيق التوافق النفسي ,ومواقف متخيلة غير واقعية ,وأخرى محددة تهدف إلى تشجيع فهم
ال ذات بدرجة أفض ل ,وقد تش تمل القصة موض وعات متنوع ات مثل االتجاه ات الس لبية ,واألفك ار
تلقائيا حسب ما يقتض يه الموق ف ,وفي بعض الح االت قد يس اعد المرشد في الت أليف ,أما عن
ً الت أليف
الح وار والس يناريو فال يعد للقصة التمثيلية أي س يناريو وي ترك المسترش دين يع برون عن أنفس هم بتلقائية
أما عن األدوار ال تي يلعبها المسترش دين في التمثيل النفس ي المس رحي فيمكن أن تتع دد لتغطي
أدواراً ,مثل دور المسترشد كما هو في الحي اة العملية فعالً ,ودور يلعبه بقية المسترش دين ويوض حون
كيف ي رون المسترشد بطل التمثيلي ة ,وهن اك من يلعب دور ش خص مهم في حي اة المسترشد كالوالد أو
الوال دة أو األخ أو الم درس أو ال رئيس أو الم رؤوس أو ال زوج أو االبن أو الج ار ,وهن اك دور ش خص
مع اكس مث ل قي ام المسترشد الع دواني ب دور مس الم ,أو المسترشد المنط وي ب دور انبس اطي ,أو م رؤوس
بدور رئيس ,أو االبن بدور األب ,أو الزوج بدور الزوجة ,والعكس (تبادل األدوار).
أما عن اإلخ راج فيق وم به أحد المسترش دين وقد يس اعده بعض زمالئه وقد يش ترك المرشد معهم
بما يظهر تفاصيل الموقف ويمكن من تخطيط وتحديد كافة األدوار التي توزع على المشتركين في التمثيل
إلظهار أنماط السلوك الالتوافقي حتى يمكن ضبطه وتقييمه وتقويمه ,والممثلون هم المسترشدون أنفسهم,
ويك ون ألح دهم دور البطل ال رئيس أو الشخص ية الرئيس ية ,ويمثل ب اقي األعض اء أدوار األش خاص
61
المهمين في حيات ه ,وقد يش ترك المرشد وغ يره من فريق اإلرش اد في التمثيل بغ رض التوجيه والتفس ير,
ويجب إس ناد األدوار بح رص إلى المسترش دين بحيث تك ون مندرجة في العنف بما يض من االس تمرار
وعدم االنهيار ,وهذا يتطلب إثارة الدافع القوي لدى المسترشدين للقيام بتمثيل األدوار بحيث يعرفون أن
ذلك يؤدي إلى التخلص من القلق واإلحباط وحل الصراع في مواقف تشبه مواقف الحياة الواقعية ويمكنهم
وفي عملية التمثي ل ,يحسن أن يخت ار كل عضو ال دور ال ذي ي رغب في تمثيله وأهم ما يطلب من
الممثلين هو االن دماج الكامل في المش اهد التمثيلية أي أال يمثل وا ,ولكن يك ون س لوكهم مع براً عن أفك ارهم
الخاص ة الحقيقية بتلقائية وحرية كامل ة ,وأن تبتكر المش اهد التمثيلية ابتك اراً أثن اء التمثيل دون تحض ير
مس بق ومخطط ل ه ,ومما يالحظ أن المسترش دين يس لكون س لوكاً أق رب إلى الواقع منه إلى التمثي ل ,فهم
غالبا من أعض اء الجماعة اإلرش ادية وأعض اء فريق اإلرش اد ,وبعد التمثي ل,
ويك ون المتفرج ون ً
يب دأ الممثل ون والمتفرج ون في مناقشة األح داث التمثيلية (من ناحية الس لوك وليس من الناحية الفني ة)
والتعليق عليها ونقدها واستعراض ما يمكن استنتاجه من مواقف الممثلين وخبراتهم ومشكالتهم وما يظهر
من اتجاهات وتجارب ،ويقوم المرشد بتفسير الديناميات التمثيلية وإ ظهار الشحنات االنفعالية والصراعات
الداخلية ,ومظاهر القلق مما يزيد االستبصار المسترشدين مما يزيد من تعديل سلوكهم في الحياة العملية.
وتتع دد فوائد التمثيل النفسي المس رحي ,فت أليف التمثيلية وإ خراجها يكشف عن ن واحي هامة في
مش كالت المسترش دين لم يتم مالحظتها س ابقاً وقد تك ون الزمة الحل ،ويكشف التمثيل النفسي المس رحي
عن ج وانب هامة في شخص ية المسترشد ودوافعه وحاجاته وص راعاته ودفاعاته ومش اعره مما يفيد في
فهم دراسة الحالة في عملية اإلرش اد ,وي ؤدي إلى تقمص المسترشد لشخص يات تتص ل بمش كلة وتمثيل
أدوارهم كما يخبرها في الواق ع ,وي ؤدي إلى التنفيس االنفع الي والتح رر من الت وتر النفسي والق درة على
التعب ير عن النفس – االستبص ار بال ذات ,وفهم اآلخ رين ,ش عوره ب أن اآلخ رين يش تركون معه بقص د
المساعدة المتبادلة ,ويؤدي إلى تدريب المسترشدين على مواجهة مواقف عملية واقعية يخافون مواجهتها,
62
وتحقيق الكفاية والمرونة في الس لوك االجتم اعي ,ك ذلك ف إن التفس ير ال ذي يتلو التمثيلية يفيد تشخيص ياً
وإ رشادياً.
وقد دأب الب احثون على تط وير التمثيل النفسي المس رحي ,ومن ذلك تس جيل أح داث التمثيلية
النفسية صوتياً على شريط أو تسجيلها صوتاً وصورة على شريط فيديو ,وهذا يتيح للمرشد والمسترشدين
فرصة سماعها ومشاهدتها مرة أخرى لالستزادة والنقد الذاتي وتحديد مدى تقدم العملية اإلرشادية ,كذلك
يس تخدم البعض مس اعدات إض افية للتحكم في س لوك العمالء وإ ض عاف مق اومتهم أثن اء التمثيل كاس تخدام
بعض العق اقير بإش راف الط بيب ,وفي بعض األحي ان تس تخدم أش كال مس اعدة في األداء التم ثيلي مثل ما
لقد تم االس تفادة من ال دراما في اإلرش اد النفس ي ,وال دراما كلمة يونانية تع ني الفع ل ,فهي الوع اء
الذي يتم بداخله التعبير عن الذات ,وتوضيح المشاعر واألفكار واألحالم والمواقف المختلفة ,وهي تساعد
الف رد من العب ور من نقطة إلى أخ رى من محطة إدراكية واعية إلى أخ رى ,وتعمل على تأكيد بعض
المف اهيم ،وتتعامل ال دراما مع العقل والقلب والجسد كوح دة واح دة ,فع بر تم ارين اإلحم اء نه يئ جس دنا,
وفي التركيز ننشط ذهنياً ,ومع الخيال ننطلق إلى عوالم جديدة ,عبر لعب األدوار نقوم بشخصيات متعددة
وألن ال دراما عمل جماعي ,فهي مبنية على المش اركة ,وروح الفريق والتع اون والثقة المتبادلة
من أسس العمل في الجماعة الدرامي ة ,كما أن التفك ير والتخطيط والتنفيذ المش ترك يض من الحق وق
ويوضح واجب ات الفريق وه ذا من ش أنه أن يب ني مجتمعاً مص غراً ص حياً يكفل خصوص ية األف راد ويتقبل
فال دراما تب نى على التفاعل االجتم اعي ,ل ذا فهي تعت بر عملية بن اء نفسي واجتم اعي تحقق للف رد
الثقة ب النفس وب اآلخرين ,وت دعم قدراته على الت وازن ,وتمنحه األرض الخص بة للمش اركة والتقبل
والتسامح.
63
فال دراما ت وفر الف رص لحل النزاع ات والص راعات واإلجابة على بعض التس اؤالت القلقة ال تي
تواجهنا في حياتنا ,كما أنها تساعدنا على ترتيب مشاعرنا تجاه بعض األمور العالقة ,وتدعونا إلى إيجاد
وعن طريق الدراما ينم و التفاعل وتتعمق أواصر االتصال بين األفراد ,فلعب دور اآلخرين مثال
يمنح الفرصة أمام العبي الدور لمعرفة الشخصية من داخلها ,وبالتالي فهمها والتعامل معها دون إطالق
األحكام عليها.
أوالً :اإلحماء.
اإلحماء مصطلح يطلق على تمارين التهيئ ة الجسدية التي تخضع لها مجموعة لدى البدء بالعمل
ال درامي ,وهي مجموعة من التم ارين ال تي تعمل على ش حن الف رد بس عرات حرارية وطاقة تس اعده على
إن تمارين اإلحم اء ترتكز على التنفس السليم ودوره في فتح القنوات الجسدية المختلف ة ,وإلث ارة
الجه از التنفسي وتع ديل عمل ه ,ص ممت تم ارين الس ير وال ركض بس رعاتها المختلف ة ,وتم ارين التنفس
الجماعي ,وتمارين تليين المفاصل وغيرها من التمارين التي تشجع المتدرب (المسترشد) على نقل جسده
إلى منطقة جدي دة لم يختبرها بع د ,أو تناسي وجودها مع ال زمن ,وتكفل بن اء جماعة منس جمة بعد كسر
()15 – 10 الح واجز ,وخلق ثقة متبادلة بين أفراده ا ,وع ادة ما تس تغرق تم ارين اإلحم اء ما بين
دقيقة.
ثانياً :التركيز.
64
هو يقظة الح واس وتفاعلها نحو هدف معين ,وهو هنا مص طلح يطل ق على التم ارين ال تي تلي
اإلحم اء في العمل ال درامي ,ويس اعد الترك يز على تهيئة العقل للقي ام بفعل ما بطريقة معمق ة ,وفي ال وقت
ومن خالل تمارين التركيز يمكن للمسترشد أن يصل إلى إثارة حواسه ,واستفزاز خياله واستنباط
مشاعره وربط المفاهيم المجردة بالتعبيرات اللغوية والحسية والجسدية ,مما يساعده على مضاعفة أدائه
إن تم ارين إيق اظ الح واس تس اعد المسترشد على تط وير وعي ه ام بما ي دور حوله ليس فقط في
العمل المباشر في العمل ال درامي ,وإ نما تنعكس عن أداءه اإلجم الي في حياته عام ة ,كما أن تنش يط
ال ذاكرة له أهمية مزدوج ة ,آنية ومس تقبلية ,فمعرفة الش يء ليس كجهل ه ,فهي في الغ الب ت دخل المسترشد
إلى مناطق جديدة في وعيه لذاته ,وعبر التركيز نحن نضمن تهيئة صحيحة للذهن بعد أن تهيأ الجسد في
اإلحماء حتى ينتقل المتدرب إلى مرحلة االرتجال ,انطالقة الروح نحو اإلبداع.
وتش كل تم ارين الترك يز في المرحلة األولى من ورشة ال دراما ثلث الم دة الزمنية للجلسة
– 10 اإلرشادية ,وتبدأ هذه المرة بالتقلص تدريجياً مع التقدم في الجلسات اإلرشادية ,لتصبح مدتها
15دقيقة.
فنيات الرسم:
أقالم التلوين :تستخدم أقالم التلوين كأداة اسقاطية تكشف السياق النفسي والبيئي الذي يعيش فيه الفرد, .1
حيث يقدم أقالم تلوين وأوراق للمسترشدين ويطلب منهم أن يرسموا في أحد العناوين التالية :موقف مهم
بالنسبة لك ,أو حلم حلمت به ,األعمال التي يقوم أسرتك معاً ,دون إبداء أي اقتراحات حول تفاصيل هذه
المواقف واأللوان المستخدمة ,وفي أثناء قيام المسترشدين بالرسم يتجول المرشد بينهم ويأخذ مالحظاته
65
حول سلوك الفرد أثناء الرسم ,وفي نهاية الرسم يالحظ المرشد اإليقاع العام المتعلق بالرسم ,األلوان
المستخدمة ,أنواع الخطوط المستخدمة ...الخ ,كما يسأل المسترشد أن يخبره بقصة هذا الرسم وأحداثه,
ويسأل هل يتذكر أحداث أخرى لم يرسمها متعلقة بالرسم ,إن هذا من شأنه أن يؤدي إلى أن يبصر الفرد
بذاته من خالل فهمه لسلوك الرسم .لقد ثبت أن استخدام ألوان الرسم لها أثر فعال لعالج األطفال
المشكلين سلوكياً والعصبيين ,فالجلسة العالجية تتضمن مالحظة مالمح الشخصية التي تم التعبير عنها
لعبة رسم الخطوط (الخربشة) :يبدأ المرشد برسم خربشات وخطوط مائلة معقوفة ,وبعد ذلك يرسم .2
المسترشد األدوار ,حيث يرسم المسترشد خطوط مائلة معقوفة ويكمل المرشد هذا الرسم ويعطيه معنى
معين ,وهنا يخبر المرشد المسترشد ماذا يقصد برسمه ذا ويسمح للمسترشد بطرح األسئلة على المرشد
المتعلقة بالرسم وتستمر اللعبة بهذه الطريقة التفاعلية العالجية .وتعد هذه الطريقة أسلوباً لطيفاً لكشف
مستويات الالشعور عند األفراد من حيث إكمال الخطوط الناقصة بتخيل ما يمكن أن يتممها ويعطيها
معنى (إسقاط).
لعبة رسوم العائلة :يطلب المرشد من أعضاء العائلة أن يرسموا صوراً تعبر عن التفاعل الجاري بين .3
كل شخص وعضو أخر داخل العائلة ,وقد يشترك األعضاء في هذه الرسومات ,ثم يسأل المرشد ماذا
يرون في هذه الرسوم (يصفونها) ما هو الدال فيها ,ما هو الغريب ,وما هي االختالفات بين رسومهم,
وخالل هذا الجو التفاعلي يالحظ المرشد أنماط االتصال الجارية بين أعضاء األسرة ,النكتة ,األلفة ,ومن
خالل هذا النشاط يزداد األفراد استبصاراً بذواتهم وفهماً آلليات التفاعل الجارية بينهم.
القناع :إن ارتداء المسترشد القناع له فقيمة مهمة في العملية اإلرشادية ,فهذا النشاط يعد كرحلة يقوم .4
بها المسترشد ليصل إلى أعماقه الداخلية مروراً بشخصيته ,خاصة إذا كان ذلك مباشرة أثناء الجلسات
اإلرشادية ,وحتى تكون وظيفة القناع فاعلة ال بد أن يدرك المرشد بينه وبين ذاته شخصيته الخارجية
الظاهرية وشخصيته الجوهرية ,فالقناع جسر بين العالم المادي الذي يعيشه الفرد وعالمه الروحي.
66
فالمسترشد يختار أحد أشكال األقنعة الموجودة في الغرفة اإلرشادية ويختار ما يناسب منها لتكون انعكاساً
عن أعماقه الداخلية ,فالقناع يتيح للمسترشد أن يتحرر من قيود عالمه الواقعي وأن يغوص في عالم
خاص به ,ليعبر من خالل ذلك عن حاجاته وما هي أنواع الدعم التي يحتاجها.
إن المرشد يستطيع أن يقدم تفسيراته للمسترشد بعد أن يتأكد أن المسترشد سيقبل هذه التفسيرات
دون أية تحفظات ,فيجب على المسترشد أن يقبل بعض التفسيرات المتعلقة بآالمه وسلبياته وأفكاره
ومعتقداته خاصة الالمنطقية منها وهذا لن يحدث ما لم تخرج هذه المسائل وتطفو على سطح الشعور بعد
تركها لالشعور وبعد أن يتم ذلك ال بد أن تخرج هذه الصراعات على شكل تعبيرات فنية يستطيع
المسترشد رؤيتها وحسها وإ دراكها عن طريق أعمال فنية كالرسم والتلوين ...الخ ,وهنا يقد المسترشد أن
يواجه هذه الصراعات ويحلها وذلك بعد أن استطاع أن يعرف منشأها والذي لم يكن متاحاً له قبل ذلك ,
وفن طريق النشاطات التعبيرية يتخلص المسترشد من صراعاته بطريقة بناءة وفعالة.
إن أول وظيفة للمرشد هي أن يترك مجاالً للمسترشد وأن يخلق له مساحة تظهر عليها تعبيراته
الداخلية بأمان ,فعادة ال يتم اللجوء إلى تفسير سلوكيات المسترشد خاصة إذا كانت انفعاالته وصراعاته
في مستوى الالشعور ,وقد اقترح روسن ( )1993طريقة للوصول إلى مستويات الالشعور حيث يرسم
المسترشد دائرة يقسمها إلى أريعة أجزاء ويطلب منه أن يرسم أي موقف يتعلق باألب أو صورة األب في
الربع األعلى األيسر ,وفي الربع األعلى األيمن يرسم ما يتعلق بمستقبله وكيف يراه ,وفي الربع األسفل
األيمن يرسم ما يتعلق باألم وصورتها في نفسه ,وفي الربع األسفل األيسر يرسم أحد الموضوعات التي
67
اللعب العالجي:
إن اللعب بالرمل يعد أو يسمى بالخيال النشط حيث يتاح للطفل أن يصنع ما يحلو له من أشكال
وتعبيرات فنية باستخدام الرمل ,فهو يصنع منتوجات متعلقة بعالمه الواقعي.
رواية القصص:
وهنا يطلب المرشد من المسترشد أن يروي له قصصاً متعلقة بتاريخه العائلي أو أحد
سماع القصص المتعلقة بالتاريخ العائلي :وهذا من شانه أن يساعد المرشد في معرفة الخبرات .1
موضوع القصة :يقترح المرشد على المسترشد أن يروي له قصة متعلقة بأحد الموضوعات العائلية .2
تماسك القصة :هل القصة التي يريدها المسترشد متماسكة أو متمزقة وهناك تشتت واختالط بين .3
أحداث القصة.
إعادة القصة :تساعد المسترشد في إعادة ترتيب أحاث القصة بشكل متسق. .4
68
اختراع قصة :يطلب المرشد من المسترشد أن يتخيل قصة ما متعلقة بمستقبله قصة واقعية أو .5
مجازية خيالية خاصة تلك الموضوعات المتعلقة باألحداث التي يتعامل معها المسترشد في حياته
الواقعية.
يالحظ المرشد التعبيرات االنفعالية اللفظية وغي اللفظية التي تخللت رواية القصة والتي من
شأنها أن تكشف مستويات الالشعور عند المسترشد ,وقد يطلب المرشد من المسترشد أن يكتب القصة
إن الرموز والصور واألساطير الخيالية التي يعرضها المسترشد أثناء روايته للقصة تكشف عن
الخبرات العميقة المستترة في ذات المسترشد ,إن هذا النشاط من شانه أن يجعل المسترشد أكثر استبصاراً
بذاته.
إن العالج النفسي يستهدف فهم المحادثة الجارية بين المرشد والمسترشد ,إن هذه الفنية تقوم على
الحوار بين المرشد والمسترشد حيث يبدأ المسترشد بالرسم ويكمل ذلك المرشد وهكذا ,إن لهذا الحوار
الفني دون الكالم من شانه أن يجعل المسترشد ينغمس في خياله لوضع مكونات الالشعور على ورقة
الرسم.
إن األفراد يكتسبون خبرات جديدة بسبب تفاعلهم مع محيطهم (الوالدين ,األصدقاء,
والمؤسسات) ,والعالج واإلرشاد النفسي هو فرصة أخرى لتحقيق النمو النفسي واكتساب الخبرات من
خالل التفاعل االجتماعي الجاري في الجلسات العالجية أو اإلرشادية مع اآلخرين ,فالعالج النفسي قد
والستعراض التقنيات العالجية نحن بحاجة أن نقف على األسس النظرية والتطبيقات التي بنيت
عليها هذه التقنيات .ومن بين هذه التقنيات العالج التعبيري ,ولمعرفة ما المقصود بهذا النوع من العالج,
69
.1كيف يختلف العالج التعبيري عن بقية األساليب السلوكية العالجية األخرى؟
إن هذه الطريقة الشمولية في العالج طورتها ماري خوسي لمساعدة األفراد في جميع األعمار
إن العالج التعبيري يقوم على دمج الوسائل اللفظية (اللعب العالجي ,اللعب بالرمل ,القصة
والرواية ,الكتابة ,الموسيقى ,اإليقاع الحركي ,التصوير الفوتوغرافي ,وأعمال الخياطة) في سبيل
مساعدة األفراد في التعبير عن مشاعرهم وانفعاالتهم ,إن كل طريقة أو وسيلة من الوسائل السابقة
تتناسب والمرحلة العمرية مع المطالب النمائية لكل مرحلة وخصائصها التطويرية واالهتمامات
فالراشدين مثالً األفراد واألزواج ,ورغم أن األسلوب التقليدي في العملية العالجية المتبعة معهم
هي اإلرشاد اللفظي ,فإن العالج التعبيري يستطيع أن يقف على أسباب المشكالت التي قد تعجز الكلمات
عن وصفها في أحيان كثيرة ,فخالل العالقة اإلرشادية والعملية العالجية التي يتخللها أنشطة تعبيرية
كأعمال الرسم والتلوين والخياطة والكتابة أو اللعب بالطين أو الرمل ,فإن جميع هذه األنشطة تعكس
الحالة االنفعالية التي تسيطر على الفرد ,مما يجعلنا نضع أيدينا على أسباب المشكالت أو الظروف التي
أما األطفال فإنهم ال يستطيعون أن يعبروا عن ذواتهم لفظياً خاصة الصغار منهم ,ولكن خالل
اللعب نستطيع الحكم على أفكارهم واتجاهاتهم وخبراتهم وكيف يفهمون ويتعاملون مع العالم من حولهم,
70
فخالل اللعب يستطيع األطفال أن يسقطوا انفعاالتهم على ألعابهم بسبب االحباطات المتكررة والفشل الذي
المشكالت االنفعالية ,والجسدية المتعلقة بالتآزر الحس حركي ,والمشكالت الجنسية. .7
71
أوالً :العالج بالقراءة :
تطورت وتنوعت أساليب العالج النفسي للمشكالت النفسية التي تواجه الكثير من أفراد
المجتمع ،ومن أساليب ومناهج وطرق العالج النفسي ( العالج بالقراءة ) وحيث لهذا النوع من العالج
إيجابياته ،وحيث تجاوز العالج بالقراءة في الواليات المتحدة األمريكية وأنحاء متفرقة من العالم قيوده
السابقة ،ومع استخدامه من جانب أمناء المكتبات كأداة عالجية أصبح أمرا معترفا به ،ويقدمه ويصفه
لعل أول إشارة إلى العالج بالقراءة في معناها الواسع ـ أي استخدام الكتب في عالج المرض ـ
قد جاءت من القرن الثالث عشر في العصور الوسطى اإلسالمية ،حيث كان القرآن الكريم ُيستخدم
لعالج المرضى في مستشفى المنصور بالقاهرة ،فقد كان من برنامج العالج بالجراحة والعقاقير،
72
ترتيب بعض المقرئين ليقرءوا القرآن للمرضى ليل نهار ،وقد شهدت القرون التالية مزيدا من استخدام
الكتب المقدسة والكتابات الدينية األخرى في عالج المرضى؛ وهو ما أدى إلى دعم مكتبات
المستشفيات ،والمؤسسات العالجية ،بمجموعات من الكتب الدينية ،هكذا بدأت أولى مكتبات المرضى.
وفي أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر مورس العالج بالقراءة ـ وإ ن كان لم يعرف بهذا
االسم ـ حين قام البعض باستخدام القراءة لعالج المضطربين عقلياً ،وقد اشتهر بنيامين روش بأنه أول
لقد ارتبط العالج بالقراءة منذ مطلع القرن التاسع عشر بتطور الخدمات المكتبية في
المستشفيات ،خاصة مستشفيات األمراض العقلية في الواليات المتحدة ،ولكن على وجه العموم يعتبر
العالج بالقراءة ثمرة هامة من ثمرات النصف األول من القرن العشرين ،مع ازدياد عدد المستشفيات
الداخلة إلى مجال القراءة العالجية ،ومع زيادة عدد مكتبات المستشفيات التي أصبحت مراكز للتدريب
وخالل الحرب العالمية األولى لقيت عمليات العالج بالقراءة دفعة قوية ممارسة وتنظيرا؛ فقد
قام المكتبيون واألشخاص العاديون وعلى رأسهم الصليب األحمر واتحاد المكتبات األمريكية ببناء
وبعد الحرب العالمية الثانية انتعشت عمليات العالج الجماعي ,وكان سبب هذا االنتعاش
اقتصاديا حيث كان عدد المرضى كثيرا جدا ،وال يوجد عدد كاف من األطباء ،فكان األخصائي الواحد
في العالج الجماعي يتناول عشرين حالة بدال من أربع حاالت فقط في طريقة التحليل النفسي.
تجدد االهتمام في العقدين األخيرين على نطاق واسع بالعالج بالقراءة أو بالكتاب كدور مهم
للمكتبي واختصاصي المعلومات ،حيث تستخدم القراءة الموجهة في مقاصد تعلىمية وإ رشادية توجيهية
للعالج والتطوير وتنمية قدرات الطالب الفائقين من قبل أمناء المكتبات بمفردهم ،أو بالتعاون مع
73
المعلمين ،أو المعالجين النفسيين ،واألطباء ،باإلضافة لالستخدام الذاتي من قبل األفراد لبعض الكتب
والمصادر اإلرشادية والمبرمجة لعالج بعض المشكالت ،والتطوير الذاتي في مختلف المجاالت ،وقد
استخدم هذا النوع من العالج على مستويات متعددة للكبار والصغار ألغراض تصحيح السلوك ،والتعلىم،
وتطوير الذات ،باإلضافة الستخدامه في عالج المشكالت المرضية ،وقد أظهرت الدراسات الحديثة ،في
مجال العالج بالقراءة فاعلىة هذا النوع من العالج في تغيير السلوك والحالة النفسية بشكل كبير ،حتى أن
العديد من تلك الدراسات لم تجد هناك فارقاً إحصائياً يعتد به بين النتائج التي حققتها جلسات المعالج
النفسي ،وتلك التي تحققت من خالل العالج بالقراءة ،وقد أثبتت تلك الدراسات بشكل عام أن استخدام
العالج بالقراءة مع وسائل أخرى من العالج تؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل في كل األحوال أكثر من
استخدام العالج النفسي دون العالج بالقراءة ،وقد أظهرت دراسة طبقت لقياس مدى استخدام المعالجين
النفسيين األمريكيين للعالج بالقراءة أن نحواً من %85قد استعانوا بأساليب العالج بالقراءة في عالج
مرضاهم ،وأفاد معظمهم ( ) %88أنهم يريدون من وراء ذلك تحقيق المشاركة االيجابية من المرضى
لمساعدة أنفسهم ،كما أظهرت دراسة حديثة أجريت في أونتاريو الكندية أن نحو من %68من المعالجين
النفسيين أقروا بأنهم يستخدمون أساليب العالج بالقراءة في عالج مرضاهم ،كما لوحظ ،بفارق إحصائي
يعتد به ،أن المعالجين من ذوى الخبرة التي تزيد عن 10سنوات في الممارسة النفسية يستخدمون العالج
بالقراءة أكثر ممن تنقصهم تلك الخبرات ،ووجدت الدراسة عالقة ملحوظة بين استخدام العالج بالقراءة
وتحقيق نتائج أفضل من خالل العالج ،بينما أظهرت الدراسات األقدم في هذا المجال كتلك التي أجريت
في عام 1988لقياس نفس الظاهرة أن معظم المعالجين النفسيين الخاضعين للدراسة ( )%60قد
يالحظ المطالع لألدبيات العربية المتخصصة في موضوع العالج بالقراءة ،عدم استقرار
المصطلحات العربية المستخدمة لوصف تلك الخدمات ،فتارة يشار إليها بألفاظ أجنبية مرسومة بحروف
74
عربية كمصطلح الببليوثيرابيقا ،والببليوثيرابيا ،في حين يشار إليها كذلك على أنها فن العالج بالكتب،
والعالج بالكتاب والقراءة ،وكذلك العالج بالقراءة ،في حين يستخدم المصطلح Bibliotherapy
باإلنجليزية كمقابل للعالج بالقراءة أو بالكتاب ،حيث يتركب المصطلح من كلمتين ،األولى biblion
ومعناها الكتاب ،والثانية theropeiaومعناها العالج ،وهو مصطلح كان كروذرز Crothersقد صاغه
في عام 1916و استخدمه في مقال نشر له في مجلة Atlantic Monthelyووصف فيها العالج
بوصفات من الكتب التي يتم ترشيحها للمرضى ممن يحتاجون لفهم وإ دراك طبيعة المشكالت التي يعانون
استخدم مصطلح اإلرشاد بالقراءة أو ( القراءة اإلرشادية ) في بحوث ودراسات مبكرة ويطلق
علىه البعض القراءة العالجية ،والعالج بالقراءة مساعد غير مباشر ،ذو قيمة كبيرة في كثير من
األحيان ،ويعتبر بعض المعالجين بالقراءة نوعا من العالج بالعمل جنبا إلى جنب مع الحرفة اليدوية
والعالج بالقراءة هو استخدام مواد مكتوبة يقرؤها المريض ويتفاعل معها ويستفيد منها لتحقيق
التوافق والصحة النفسية ،واإلرشاد بالقراءة هو :استخدام مواد مكتوبة مثل :الكتب والكتيبات أو
النشرات أو الموديوالت وغيرها من المواد التي تقرأ ،يقرؤها المسترشد ويتفاعل معها ويستفيد منها
ويتضمن اإلرشاد بالقراءة التفاعل الدينامي بين شخصية القارئ والمادة المقروءة ،والذي
75
يعتبر العالج بالقراءة بنوعيه الرئيسيين :العالج الموجه بالقراءة ،والعالج الذاتي بالقراءة ،من
أكثر األنواع العامة للعالج بالقراءة انتشاراً اليوم ،حيث العالج الموجه هو العالج الذي يشارك فيه
شخص مهني متخصص مع القارئ أو المستمع للقراءة ،سواء باختيار مادة القراءة ومناقشتها مع القارئ
بعد القراءة أحياناً ،أو بالقراءة المباشرة للمستمع ،بينما يقوم المتلقي في العالج الذاتي بمعالجة نفسه ذاتياً
مستعيناً ببرامج وكتب إرشادية ومواد مبرمجة لتحقيق غايات محددة ،وحل المشكالت بأنواعها ،سواء
أكانت مشكالت نفسية أم تعلىمية أم غيرها ،أو استخدامها لتطوير الذات في مجاالت مختلفة .وتضاف
أحياناً للنوعين السابقين نوعان آخران للعالج من خالل التعبير المكتوب والشفهي ،فيقوم الشخص في تلك
الحالة بكتابة المواد األدبية من نثر أو شعر أو قصة أو مذكراته وترجماته الذاتية وغيرها ،أو يقوم
بالتعبير عنها شفاهة ،بينما تركز هذه الدراسة على التعرف على العالج بالقراءة لألغراض التعلىمية وفي
تعتمد فكرة العالج بالقراء ة في الكثير من األحيان على ما تقدمه للقارئ أو المستمع والمتلقي من
عزاء وتخفيف عن النفس ،أو خلق للدافعية والتشجيع والتعزيز ألفكار أو سلوكيات أو مفاهيم من خالل
مضمونها الذي يتم اختياره من قبل المختص حسب ظروف وطبيعة كل حالة خاصة يتعامل معها ،بما
يحث ذلك المتلقي للتفاعل مع مضمون المادة المستخدمة في العالج بالقراءة بسبب التشابه في الظروف أو
الشخصية أو األحداث أو غيرها ،بغرض تغيير سلوكه ،أو اتجاهاته ،أو العادات التي يمارسها ،أو تغيير
فهمه لألمور ورؤيتها من منظور جديد ،أو الوصول لنتائج وحلول مقصودة لمشكالته الواقعية التي يعاني
منها ،وبشكل عام فان أهم األهداف التي يمكن تحقيقها لدى المتلقي من خالل العالج بالقراءة تكون
التربية والتعليم (معلومات ،ميول ،اتصال بالواقع ،نمو البصيرة ،والتسلية ،والتوحد مع الجماعة،
76
اإلسهام في تشكيل البناء المعرفي للعميل ،واكتساب المسترشد معارف حول مشكلته.
ويقسم الدكتور شعبان خليفة األمراض إلى أربع فئات في مقابل أربعة أنواع من العالج وهي:
وربما كان للتركيز على اإلنسان الكلي كطريقة للعالج في العقود األخيرة أثره على االعتراف
بأن اإلنسان ليس سوى كل متكامل من االحتياجات الفيزيقية ،والنفسية ،والعقلية ،وهو ما دفع بعملية
العالج بالقراءة خطوات إلى األمام ،حتى ظهرت مجموعة من العالجات المساعدة للعالج الطبي مثل:
العالج بالشعر ،والعالج بالموسيقى ،والعالج بالفن وقد أخذ العالج بالقراءة مرتبة عالية بين تلك
العالجات الجديدة.
من الجدير بالذكر أنه قد أجريت تجارب للعالج بالقرآن الكريم في والية فلوريدا على خمسة
من المتطوعين األصحاء من غير المسلمين ووجد أنه في %97من تلك الجلسات كان لتالوة القرآن
77
الكريم أثرها على تهدئة الجهاز العصبي لديهم ،ووجود تغيرات فسيولوجية لديهم تدل على تخفيف حدة
السير الشخصية ،والقصص التي تتناول الخبرات البشرية المتنوعة مثل :الحياة الزوجية
واألسرية ،ومظاهر النمو ،والتوافق ،وأفضل كل ما يقرأ الكتب السماوية ،حيث يؤخذ منها أفضل
معايير السلوك.
يستلزم توجيه المريض في إطار العالج بالقراءة ،االهتمام بمعرفة خلفيته التعلىمية والثقافية،
وميوله ،واهتماماته وحاجاته وهواياته ،ويتم تحديد مواد القراءة واختيار الكتب والكتيبات والمجالت
والنشرات ،والقصص العلمية أو األدبية بعناية ،بواسطة المعالج ،ويوجه المريض إلى قراءتها بحيث
تحقق الفوائد المرجوة من العالج بالقراءة ،ويتم تقديم مواد القراءة على أنها مقترحات وليست إلزاماً،
.1تحديد المادة التي يقرؤها المسترشد في ضوء أهداف عملية اإلرشاد ،ومع مراعاة عمره وجنسه،
.2تقديم القراءة على أنها مقترحات وليست إلزاما ،مع زيادة دافعية المسترشد وتشجيعه على القراءة
.3مناقشة المادة المقروءة مع المسترشد ،حيث تتناول المناقشة التساؤالت ،والمشكالت ،والمشاعر،
78
.4اإلرشاد التفاعلى بالقراءة Interactive Bibliocounsellingوتكون القراءة موجهة ،حيث
بالقراءة بنفسه ،وال تقدم له أي مساعدة في ذلك ،ويفيد هنا بصفة خاصة ،الموديوالت اإلرشادية.
غالبا ما يستخدم اإلرشاد بالقراءة كمساعد أو كملحق ،ومن أمثلة االستخدامات الناجحة
ً
.5حاالت المسجونين.
79
ومصداقاً لذلك فإن دراسة متأنية لإلنتاج الفكري في المكتبات والتربية وعلم النفس عبر
الخمسين سنة الماضية ،تكشف عن استخدام العالج بالقراءة في عالج مجموعة من المخاوف
والمشاكل الجنسية ،ومشاكل االتجاهات ( كالعنصرية ،والعرقية ،والنرجسية ) كما استخدم العالج
بالقراءة في عالج مجموعة أخرى من المشاكل المعقدة مثل :االفتقار إلى العالقات ،والدافعية،
والتوتر ،ضبط الوزن ،وكذلك بعض المشاكل االجتماعية كالطالق ،والشيخوخة ،وفقدان األهل،
وغيرها من األمراض.
وهنا يطلب المرشد من المسترشد أن يروي له قصصاً متعلقة بتاريخه العائلي أو أحد
80
لقد اقترح روبرتسي ( )1994خمسة طرق للعمل مع القصة هي:
سماع القصص المتعلقة بالتاريخ العائلي :وهذا من شانه أن يساعد المرشد في معرفة الخبرات .6
موضوع القصة :يقترح المرشد على المسترشد أن يروي له قصة متعلقة بأحد الموضوعات العائلية .7
تماسك القصة :هل القصة التي يرويها المسترشد متماسكة أو متمزقة وهناك تشتت واختالط بين .8
أحداث القصة.
إعادة القصة :تساعد المسترشد في إعادة ترتيب أحاث القصة بشكل متسق. .9
اختراع قصة :يطلب المرشد من المسترشد أن يتخيل قصة ما متعلقة بمستقبله قصة واقعية أو .10
مجازية خيإلية خاصة تلك الموضوعات المتعلقة باألحداث التي يتعامل معها المسترشد في حياته
الواقعية.
يالحظ المرشد التعبيرات االنفعالية اللفظية وغير اللفظية التي تخللت رواية القصة والتي من
شأنها أن تكشف مستويات الالشعور عند المسترشد ,وقد يطلب المرشد من المسترشد أن يكتب القصة
إن الرموز والصور واألساطير الخيإلية التي يعرضها المسترشد أثناء روايته للقصة تكشف عن
الخبرات العميقة المستترة في ذات المسترشد ,إن هذا النشاط من شانه أن يجعل المسترشد أكثر استبصاراً
بذاته.
81
التعبير النفسي بالرسم والفن:
ان التعبير الفني مهم في تشكيل عمل الفنان ،النه بواسطته ُيعبر عما يجول في نفسه من احاسيس
وفي ذهنه من افكار؛ وهو بذلك يعبر عن الواقع تعبيرا يصور اثر هذا الواقع بالنفس ،وليس تسجيال
لذا نستطيع القول ان التعبير الفني يتحكم فيه انفعاالت وعواطف وافكار من يمارس هذا العمل
من ناحية ،وطبيعة الموقف المحيط بهذا الفرد ،فيجيء التعبير ذاتيا يصور فيه الفرد مشاعره المرتبطة
كما ان التعبير الفني قد يجيء موضوعيا يتناول قضية او مشكلة تهم الجماعة او المجتمع باكمله
فتبدو صورة التعيير واضحة ومفهومة النها تخاطب الفروق بين جميع افراد هذا المجتمع.
ان الفن والرسم عبارة عن رسوم مجردة ولكنها ذات صلة بالواقع.
ان الفن والرسم ذو صبغة وجدانية اكثر من كونه تعبيرا عن الحقيقة اضافة إلى اتصال الفن
بموضوعات الواقع ،فانه في احيان كثيرة قد ال يرتبط بموضوعات الواقع وال يعرف معنى التعبير الفني
هنا اال من قام بانتاجه ،فهو يعبر عن حياته النفسية وفيه تعبير عن الذاتية.
وعموما فان التعبير الفني وانتاجه يقوم على ثالثة مصادر هي:
.1المصدر التمثيلي:
وهذا المصدر يظهر من خالل تصوير الواقع كما هو ،فالفرد هنا سيعبر عن مادة فنية من الواقع ،فهو
من خلال مراقبته للطبيعة وتكويناتها والتأثر بها ،والرغبة في تصويرها ،حيث يقوم الفرد بنقل الواقع في
82
.2المصدر الحسي التخيلي:
وهنا يجمع الفرد بين الواقع والخيال وبين الشعور والالشعور حيث يبرز الفرد أحاسيسه ومشاعره
.3المصدر التجريدي:
ويتمثل ذلك في نظرة الفرد إلي الطبيعة ،ووصفها بعالقات مقيدة بقيود المنطق والتجريد ،مجردة من
والتعبير في المصطلح الفني هو البوح عما في داخل الشخص نحو موقف ما أو حدث ما أو ظاهرة
وقد يصاحب التعبير مجموعة من االنفعاالت التي قد تكون سارة او محزنة ،وهذه االنفعاالت قد
الرسم والتلوين:
والرسم من النشاطات التي تحتل مكانة هامة في عالم الطفل وفي التعامل معه في آن معاً ،ويلعب
الطفل دوراً نشيطاً في الرسم ،وفي الرسم يحب الطفل أن يؤكد ذاته أو ان يتاكد من قدرته على محاسبة
العالم ،ومن هنا نشوته عندما يرسم ويطلعنا على رسمه الذي يحمل على المستوى الالواعي داللة
83
السيطرة على العالم وعلى صراعاته ،فهذه الرغبة تطمئنه ضد مشاعر العجز امام العالم الخارجي ،ضد
كذلك فإن الرسم عند الطفل محاولة سيطرة على ما تحمله موضوعات العالم الخارجي من تهديد
إلمنه ،وفي الرسم يعبر الطفل عن نوع معاناته وتخيل دوراَ نشطاَ يسمح به تداخل الواقع والخيال في
الرسم.
والرسم يمثل في بعض االحيان بالنسبة للمريض الصفحة التي تمكنه من ان يعكس علىها ألوان
صراعاته ومكبوتاته ،وما اخفق في تحقيقه وتلك الآالم التي يعانيها نتيجة ضغط المجتمع علىه ،فكأن
الرسم بوجه عام يعطي المجال لشخص كي ينفس عما يعانيه ال شعورياً ،وفي الوقت نفسه فالرسم لغة في
حد ذاته تتيح الفرصة للتعبير المرح والجاد من خالله يتم تشكيل إنتاج جميل وغريب وسار.
وتعود فكرة استخدام الفن والرسم كاسلوب عالجي إلى عام 1872حين عمد Tardieu
(تيرديو ) الستخدام االنتاج الفني في التشخيص النفسي ،وفي عام 1929استخدم كل من Hayerو
ومن خالل هذه الجلسات العالجية الفنية تتاح للمريض فرصة لالعراب عن نفسه بانفعاالت اقل،
واالتصال ببقية المرضي الذين يؤلفون المجموعة ،وهذه الجلسات العالجية يمكنها ان تلحق بجلسات يتم
بها تفسير المعاني والمعطيات الالواعية التي يعكسها العمل اإلبداعي ،كما يمكن اقامة حوار عالجي مع
بناء على هذه المعطيات ،ويستخدم هذا االسلوب مع مختلف الحاالت الذهانية والفصامية
المسترشد ً
والهستيرية والوسواسية.
ويفيد الرسم كوسيلة تحفيزية لأساليب العالجات االخرى وقبولها ،فهو يساعد على الكشف عن
انماط الشخصية ليتم وضع برنامج او خطة ارشادية فيما بعد ،ويعد الرسم من اهم اساليب االرشاد
المعرفي والتحليلي النه عمل ادراكي واعي وغير واعي وهو ذو طابع اسقاطي وتفريغي.
84
عناصر العمل الفني وأسسه:
-1الخط:
يعرف الخط بانه مسار نقطة معينه في اتجاه ما (افقي أو عمودي أو قطري أو متعرج أو
منحني) ،والخطوط هي التي تنقل عين المشاهد من عنصر إلى اخر داخل الرسم ،والخطوط لها
اتجاه الخط.
اثبتت الدراسات ان الخطوط الرأسية ترمز إلى الشموخ والقوة والعظمة والوقار ،أما الخطوط الرأسية
85
ان كثرة استخدامات الخطوط الرأسية يعبر عن االهتمام بالعمق.
إن بعد االشكال والخطوط عن بعضها وتكرارها يزيد من االحساس بالقوة والصالبة ،ان استخدام
الخطوط المنحنية على شكل دوائر او حلزونات فانها تعني الوداعة والرقة والرشاقة.
-2اللون:
يعد اللون من مرتكزات العمل الفني ،خاصة عندما تمزج مع بعضها ،ومن اهم وظائف استخدام
اللون إطفاء صفة الواقعية على الرسم وايضاح اوجه الشبه واإلختالف بين االشكال والصور المختلفة،
كذلك اثارة انتباه المشاهد وإضفاء حالة نفسية معينة وإستجابة عاطفية ،فاللون االحمر يرمز للنار والدم
مثال ،واللون االسود للحزن ،غير ان هذا يخضع لما تصطلح عليه الجماعة ،ولاللوان دالالتها النفسية،
فهناك االلوان الحارة الساخنة كاالصفر ،والبرتقالي ومشتقاتها ،وهناك الوان باردة كالبنفسجي واالخضر
لأللوان تأثير مباشر على النفس البشرية وهي ذات دالئل نفسية لحالة من قام بالرسم:
فاللون األحمر ،من بين األلوان جميعاً المثير الذي يسترعي انتباه الجميع ويحوز إعجابهم ،وقد دعي بحق
:اللون العالمي" ،فاألطفال وشعوب العصور األولي ،والرجال والنساء المثقفون منهم وغير المثقفين ،كلهم
على السواء يشعرون بارتياح عظيم لدى وقوع بصرهم على اللون األحمر ،أما كره هذا اللون فيعود إلى
أسباب سيكولوجية ،أهمها حوادث مزعجة مفزعة مرت بالمرء في عهد الطفولة للون األحمر عالقة
وثيقة بها ،وهذا اللون ال يوافق مزاج األشخاص المرهفين الحس ،الشديدين التأثر ،ولكنه جزيل النفع
لذوي النفوس الكئيبة التي يغلب عليها العبوس والسويداء ،واللون األحمر يستخدم في شفاء االضطرابات
العقلية ،فقد نزلت خسارة فادحة بأحد رجال األعمال األمريكيين كادت تؤدي به إلى اإلفالس ،فأثرت في
أعصابه ،واضطربت قواه العقلية ،وبات أقرب إلى المجانين منه إلى العقالء قي تصرفاته وذهوله ،فأدخل
86
مستشفى األمراض العقلية حيث تجري معالجة المصابين بالوسائل النفسية المختلفة ،وكان قد رفض
تناول الطعام أياماً فأدخله الطبيب حجرة جدرانها حمراء وكل ما فيها من أثاث يصطبغ اللون األحمر
القاني ،وما هي إال أربع وعشرون ساعة حتى عادت إلى المصاب شهيته فطلب طعاماً ،وراح يلتهمه
بشراهة ،وهكذا عاد إلي سابق عهده بعد أن تخلص مما أصيب به من الذهول والغم اللذين كادا يؤديان به
إلي الجنون.
أما اللون األصفر فال يختلف عن لون ضوء الشمس أال أن هذا اللون األخير يصل إلينا بارداً ألنه
يقطع السموات الزرقاء ،وعلى هذا يكون رد الفعل النفساني للون األصفر أقل إيجابية من رد الفعل نفسه
للونين األحمر أو األزرق ،أي أن هذين اللونين األخيرين هما من أشد تأثيراً في النفوس من اللون
األصفر ،إال أن هذا ال يعني أن اللون األصفر سهل االستعمال فأقل إهمال في استخدامه يفسد النتائج
المتوخاة منه.
وفي هذا الصدد طلب جماعة من سكان محلة في نيو جرسي إلى صاحب أحدي البنايات الشاهقة
أن يطلي بنايته بغير اللون األصفر ألن هذا اللون يزعجهم ،فلم يبال الرجل بالشكوي ،ولم يعر المتذمرين
أدنى اهتمام فلم يكن منهم إال أن رفعوا عريضة إلى المجلس البلدي يبسطون فيها القضية ويطالبون بإزالة
اللون األصفر ،فنقص عدد الذين يصابون بالتقيؤ بمعدل خمسين في المائة ،بعد تغيير لون الطالء.
أما اللون األزرق فهو من أفتر األلوان بل من أقلها إيجابية ،ويستخدم للتخفيف من حدة حاالت
الهياج والتأثر التي تصيب بعض النفوس ،فهو من هذه الجهة لون مسكن من الطراز األول ،إال أن هذا ال
يمنع أن يكون للون األزرق تأثير سلبي على ذوي األمزجة السوداوية الذين تغلب عليهم الكآبة والكمد،
وفي هذا الصدد طلت أحدي المؤسسات التجارية جدران قاعة تعرض فيها البضائع باللون
األزرق بعد أن كان أبيض ،فكثرت احتجاجات الزبائن من أن القاعة المذكورة باردة إلي درجة مزعجة،
مما أدهش مهندس المؤسسة الخاص الذي يعلم جيداً أن حرارة القاعة هي إياها لم تتبدل عما كانت عليه
منذ أشهر ،وطليت الجدران الزرقاء نفسها بلون آخر امتزج مع األزرق فبدت الجدران برتقالية اللون،
87
كما طليت المقاعد بهذا اللون الجديد ،فعادت االحتجاجات ،ولكن الشكوي كانت هذه المرة من حرارة جو
القاعة ،بالرغم من أن درجة الحرارة األصلية لم تتبدل ،فلما غيروا لون المقاعد البرتقالي أعتدل جو
اللون االحمر :لون حار مثير ،باعث للنشاط ،موحي بالثورة والدم والحب.
القيمة التشخيصية والعالجية :فاالطفال عندما يرسمون بتلقائية وحرية ،يتخلصون من الكبت ،ويعبرون
تأكيد الذات وتحقيقها :الن الطفل عندما يرسم بحرية يشعر بكيانه وفرديته.
االستمتاع الفني :لأن الطفل يشعر بالمتعة لقيامه بالرسم الحر ،مما يجعل حياته اكثر بهجة واشراقا.
االنشاء واالبتكار :ان الرسم الحر ينتج اعماال حية ذات طابع جديد مبتكر ،تعبر عن شخصية منتجه.
االيجابية االجتماعية :فاذا اتيحت للطفل فرصة التعبير الحر فانه يحقق لنفسه نوعا من االيجابية
االجتماعية عن طريق نقل افكاره وانفعاالته إلى االخرين ،وفي هذا النقل بناء لوحدة االفراد والجماعة
88
رسوم االطفال وقيمتها النفسية والتربوية:
ان رسوم االطفال من الموضوعات التي تهم المشتغلين في التربية وعلم النفس واالرشاد النفسي
والجمال ،والتحليل النفسي ،واالخصائيين االجتماعيين والمهتمين برعاية االحداث والشواذ اضافة لالباء
واالمهات ،ويختلف اهتمام كل باحث في رسوم االطفال حسب دوره في القضية التي تشغله ،والغاية التي
يهدف إليها ،وليس هناك اطار محدد يمكن ان تخضع له دراسة رسوم االطفال في كل الحاالت ،ولذلك
تتحدد طريقة الدراسة حسب البحث وهدفه ،ولذا يمكن تناول رسوم االطفال ضمن المجاالت التالية:
رسوم االطفال لغة تعبيرية :اي ان رسوم االطفال يستخدمها الطفل وسيلة لالتصال بغيره من البشر ،فهو
ينقل عن طريقها خبرته للرأي الذي يستطيع بدوره ان يفهم ما يريده الطفل من خالل هذه الرسوم،
فيتفاعل معه.
رسوم االطفال وسيلة للتكيف مع البيئة :فعندما يكون الطفل غير قادر على القراءة والكتابة فانه ال
يستطيع التكيف مع البيئة النه ال يستطيع ان يعبر عن حاجاته الداخلية ،فيكون الرسم وسيلته المناسبة
للتعبير عن تكيفه مع بيئته وخاصة عندما يصادف الطفل صعوبات اجتماعية ،لذلك يبقي الطفل في حالة
رسوم االطفال مظهر للعب :ويمكن ان يعتبر رسم الطفل احد مظاهر لعبه.
رسوم االطفال انعكاس لنموهم :من المظاهر التي تبين أهمية رسوم االطفال ،اعتبارها مفاتيح للنمو
بجميع اشكاله الجسمية والعقلية والوجدانية واالجتماعية والنفسية ،وبواسطة رسوم االطفال يستطيع
المربي ان يسنن اي طفل من خالل تفحص رسوماته في ضوء الحقائق المتيسرة عن طبيعة النمو.
رسوم االطفال ذات صلة بصحة الطفل النفسية :ان رسوم االطفال تساعد على كشف االنفعال المكبوت،
وقد يكون ذلك ناتجا عن االحساس والرهبة او الخوف ،او الرغبة في امتالك شيء ما يكون الطفل
محروم منه.
89
رسوم الأطفال وسائل للتشخيص والعالج :نتيجة للصلة الواضحة بين شخصية الطفل ورسومه ،فقد بدا
بعض العلماء بدراسة رسوم االطفال باعتبارها وسائل التشخيص والعالج ،وقد وجد بعض العلماء ان
رسوم االطفال الذين يعانون من عدم االستقرار االنفعالي ،تعبر عن مشكالت كثيرا ما توضح (الحياة
والموت) و(االيجابية والسلبية) و(الذكرواالنثي) و(االب واالم) و(الحب والكراهية) ،فرسوم االطفال
مجال واسع السقاط كل هذه االتجاهات بوضوح ،وحينما يجد المعالج مفتاحا لترجمة المشكالت التي
يعاني منها الطفل ،يستطيع وضع برنامج عالجي منتظم لحل تلك المشكالت.
كثيرا ما تعكس االلوان الحالة النفسية للطفل ،غير انها في المراحل النمائية األولى تكون مزاجية.
يلجأ األطباء والمرشدون النفسيون للعالج بالرسم للمرضي النفسيين ،حيث ثبت أن لجوء
المريض للرسم يخرج ما بداخله من توترات وقلق ويعيده للواقع ،الذي يرفضه ويؤدي به لالسترخاء،
ويستخدم الرسم في عالج حاالت معينة مثل مرضي االكتئاب أو التوتر أما المرضي العقليون
فال يمكن عالجهم بالرسم ألنهم يعاندون مع المعالج وال يقومون بالرسم أما المرضى اآلخرون فيمكن
وأفاد استشاريو الطب النفسي أن الرسم عالج لإلنسان منذ القدم؛ فقديماً كانت تنتاب اإلنسان
بعض المخاوف من الحيوانات فكان يرسمها على الجدران ،ثم أصبح الرسم وسيلة من وسائل تخزين
90
الثقافة والكتابة ،وتدريجياً أصبح الرسم نوعاً من أنواع اإلبداع والعالج الحاضر ،فكلما تخيل اإلنسان
والرسم قدرة إدراكية وإ بداعية وتآزر بصري حركي ،فعندما يبدأ المريض في رسم منظر
طبيعي مثالً فإنه يدركه ويدرك أعماقه ،إذن الرسم قدرة إبداعية تستخدم كأسلوب من أساليب العالج
المباشر وغير المباشر أو للكشف عن أنماط الشخصية لوضع خطة عالجية سليمة ،فإذا ظهرت
عالمات اضطراب في الشخصية من خالل الرسم فإنه يتم وضع برنامج بالرسم إلصالح هذه األعطاب
البصرية.
والرسم أيضاً أسلوب للعالج المعرفي ،فعندما يعطي اإلنسان المريض رسماً لوجه شخص،
ويطلب منه أن يرسم مرتين ،مرة للخير ،ومرة للشر؛ فهذا نوع من أنواع العالج المعرفي.
كما أن الرسم يجعل المريض مسترخياً بعيداً عن كل التوترات من خالل إفراغ التوترات
الداخلية على الورق في صورة رسم ،كما يستخدم الرسم في عالج األطفال كثيري الحركة والمندفعين
ومرضى االكتئاب ،حيث يطلب من المريض رسم وجه جميل أمامه واالستمرار في النظر إليه ،مما
يجعله أكثر إشراقاً كلما نظر لهذا الوجه الجميل وأكثر هدوءاً واستقراراً ،إضافةً الى كون العالج بالرسم
فإننا نترك للمريض األلوان والورق ليرسم ما يريد لنصل إلى مراحل تطور المرض ونتبين
االعتقادات الخاطئة لدى المريض ،فمثالً كان هناك حالة مريض بالميول الجنسية وكان يرسم في
رسوماته سيدات عرايا وأعضاء جنسية مكبرة ،وبعد العالج بدأ يرسم رسوم واقعية وسيدات ترتدي
مالبس ،حتى تم شفاؤه تماماً ،كما يوضح الرسم الذي يرسمه المريض الحالة العاطفية لديه سواء كان
حزيناً أو مرحاً أو مكتئباً أو منعزالً ،فلو كان شخصاً منعزالً فإنه يرسم شخصاً وحيداً في مكان منعزل
بمفرده ،ولو كان مرحاً فإنه يرسم شخصاً فرحاً موجوداً في وسط األزهار والورود ،وهكذا كما يستخدم
الرسم في تركيز المريض ،وعدم تشتته ،ولكي يتم ذلك تحضر له رسومات جاهزة ملونة وأخري
91
مشابهة لها وغير ملونة ،ويتطلب منه تلوينها بنفس األلوان التي أمامه ،فلو كان مشتتاً ،فلن يستطيع
الرسم ،أما إذا كانت لديه قدرة على التركيز واالستيعاب فإنه يقلد نفس الرسم الذي أمامه.
ويستخدم الرسم في عالج المرضي النفسيين والعقليين ما عدا الحاالت الشديدة مثل االنطواء أو
الهياج الشديد فإنهم ال يستطيعون التحدث أو الرسم أو االنتباه لما يقوله المعالج.
لقد أعطت نتائج وشروحات فرويد ويونج لالشعور الممارسين للعالج عن طريق الفن طرقاً
ومناهجَ الكتشاف األعراض النفسية ،إن طريق العالج عن طريق الفن يقوم على مصدرين قويين وهما
الكالم والرسم أو التشكيل كأساس الستخراج معان مكبوتة ،حيث أن التعبيرات الفنية كتحليل تسمح
شعوريا حيث تخرج المعاني والرموز من غير إدراك المريض أو (المعبر) .ونتيجة
ً للنفس بالتعبير ال
لتمرس أخصائي العالج عن طريق الفن على هذه األنواع من التعبيرات الفنية يمكنه تحليل واستخراج
وقد تناولت " نومبيرج " العالج بالفن على أنه يعتمد في طرقه وأساليبه على السماح للمواد
الالشعورية بالتعبير التلقائي من خالل الوسائط والمواد الفنية ،كما يقوم على تطور العالقة الوثيقة بين
المرشد والمسترشد وجهدهما المتواصل ورغبتهما المشتركة ,وتشجيع عملية التداعي الحر بغية
استخالص البيانات والتحليالت والتفسيرات من خالل التصميمات والرموز الناتجة ,والتي تمثل شكال
من أشكال التواصل أو " الكالم الرمزي " بين المرشد والمسترشد.
كما عددت المميزات المختلفة الستخدام الرسم والتصوير والتشكيل بالصلصال في العالج
النفسي التحليلي في عدة أمور لعل من أهمها أن هذه االستخدامات تسمح بالتعبير المباشر عن األحالم
والخياالت ,وبترجمة الخبرات الداخلية والمشاعر وتجسيدها على هيئة صور ,وأن
االسقاطات المصورة لتلك الخبرات والمشاعر ,بإمكانها الهروب من الرقابة بيسر وسهولة أكثر من
التعبير اللفظي عنها ,وتؤكد وجهة نظر " نومبيرج " في ذلك ما ذهب إليه باحثون آخرون من أن الناس
92
حذرا وتحفظاً ,وأكثر
عندما يعبرون عن مشاعرهم بالرسم ,يكونون أقل ً
انسيابية وبوحا في طرح هذه المشاعر عنهم عندما يعبرون عنها باللغة اللفظية .
كما تذكر " نومبيرج " أن النواتج المطروحة من خالل الرسوم والتعبيرات الفنية تكون أكثر
ثباتا ,حيث ال تتأثر محتوياتها بالنسيان ،إضافة إلى أنه يصعب إنكارها ،وأنه عن طريق العالج بالفن
تكون الفرصة متاحة لتشجيع استقاللية المسترشد من خالل إسهاماته المتزايدة في ترجمة مشاعره
وتأويل إبداعاته الخاصة ،كما أن المسترشد سوف يتخلص تدريجياً من إعتماديته على المعالج ويستبدلها
بفنه الخاص.
ويرى " عماد الدين سلطان " 1980أن بعض المرضي قد ال يستطيعون الحديث طويال عن
للمعالج أن يساعد هؤالء المرضي باستخدام أسلوب اإلرشاد بالفن أو محاولة التخفيف من
األعراض وأن يعطي للمرضي ثقة بالنفس ومحاولة نصحهم بأساليب التكيف بدرجة أفضل للحياة.
كما يري "صفوت فرج" 1986أن العالج بالفن يفيد المرضي الذين يجدون صعوبة شديدة في
الحديث عن أنفسهم كبعض العصابيين أو الفصاميين أو المرضي الذين يعانون من اضطرابات نفسية
وجسمية ,وذلك ألن اختبارات الرسوم تتخطي عائق اللغة وفنية األلفاظ وتتخطي أيضا الفروق الفردية
ومن خالل العرض السابق تتضح أهمية المضمون النفسي لفنون األطفال والبالغين حتى يمكن
أن يكون الفن مدخال لتربية الطفل ونمو شخصيته وتكاملها وإ كسابه االتزان النفسي عن طريق تحقيق
تفاعال إيجابياً ،وعلى ٍّ
كل ينظر الى الفن والرسم على أساس أنه يحقق وظائف ً ذاته وتفاعله مع البيئة
معينة وهي:
93
الرسم يعكس وجهاَ من التجربة الوجودية المعاشة للطفل :أحالمه ،رغباته ،مخاوفه ،اهتماماته،
موقعه ،من خالل الموضوعات التي يختارها لرسمه ،وهو بذلك ينبئنا عن عالقاته العاطفية مع العالم
الذي يحيط به ،حركة اإلقتراب أو اإلبتعاد أو الخوف الذي يميز روابطه بالناس واألشياء .إنه بالنسبة
ان الرسم يتجاوز التعبير إلى محاولة حل مشكلة الطفل مع العالم ومع ذاته ،فمن خالل الوظيفة
اإلسقاطية للرسم يستطيع أن يتحرر من وطأة المآزم الداخلية أو المآزم العالئقية ،ويتمكن من إعطاء
جواب علىها بتثبيتها في واقع خارجي ،ويساعد على هذه الوظيفة اإلسقاطية امتزاج الواقع بالخيال،
العقالني اإلنفعالي في الرسم ،فالرسم إذن من النشاطات التي تجذب الطفل تلقائياَ للتعبير عن ذاته ،وهو
التشخيص(باستخدام الرسم):
ال بد من مراعاة قواعد معينة والتمسك بها عند استخدام الرسم في التشخيص:
القاعدة األولى :أن أي داللة ألي مؤشر في الرسم ال تعدو طابع اإلفتراض ،فليس هناك دالالت جازمة،
ال على مستوى استخدام األلوان ومعناها ،وال على مستوى الموضوع أو التفاصيل أو الخصائص
القاعدة الثانية :ال يجوز مطلقاَ التسرع في الحكم انطالقا من تفاصيل محددة ،أو من مستوى واحد.
القاعدة الثالثة :ال بد لإلستنتاج الصائب من الرسم أن ينطلق من وضعية الفحص ووضعية الرسم
بأكملها ،ال يأخذ الرسم معناه إال ضمن إطار عام يعطي التفاصيل أو المستويات معناها المحدد.
من المفضل الوصول إلي اإلستنتاج إنطالقاً من التنسيق بين معطيات المستويات المختلفة.
94
أهم المستويات في تحليل الرسم ما يلي:
يمكن تقسيم صفحة الرسم إلى أربعة أجزاء :اليسار واليمين من ناحية واألعلى واألسفل من
ناحية ثانية ،وذلك بواسطة خطين وهميين أحدهما أفقي واآلخر عمودي يتقاطعان في الوسط.
-يمثل القسم األيسر بشكل عام الماضي ،النكوص والتشبث باألم ،العزلة واإلنغالق ،اإلنسحاب
من النشاط ومن المشاريع المستقبلية ،إنه منطقة اإلتكال والبحث النكوصي عن األمن.
-القسم األيمن يمثل المستقبل والمشاريع المستقبلية ،النشاط واإلقدام ،اإلنفتاح على العالم،
-يمثل القسم األيسر السفلي منطقة البداية ،األصل والمصدر ،الميالد ،األم واألرض ،النزوات
والسلوك البدائي.
-يمثل القسم األيسر العلوي الميل إلي الخيال ،الغرق في أحالم اليقظه ،تحقيق الرغبات في
-القسم األيمن العلوي يمثل منطقة الطموح ،اآلمال والمشاريع ،األهداف الحياتية الكبرى من
-القسم األيمن السفلي يمثل منطقة الفشل ،والتدهور والسقوط ،واليأس ،البحث عن األمن في
الشائع هو الرسم انطالقا من وسط الصفحة مع غلبة في الميل إلى إحدى المناطق.
قد يميل الرسم إلى األسفل :وهذا يعني ميل نحو انعدام مشاعر األمن ،وفقدان الروح المعنوية
قد يميل الرسم إلي األعلى :ميول نحو الطموحات الجادة أو الحالمة.
95
تركيز الرسم في الوسط :يشير إلى ميل نحو التركز حول الذات وإ عطائها األهمية بالنسبة
-قد تحتل الوحدة حيزا محدودا وصغيرا -تحديد الوحدة -وهو يشير غالبا إلى شعور بالدونية
بالنسبة للمحيط ،ميل إلي العزلة ،عدم القدرة على توكيد الذات /مشاعر الخجل واإلثم ،أو يشير
-وقد تحتل الوحدة الصفحة كلها وتتجاوزها :ويشير هذا األمر إلى مشاعر إحباط تجاه المحيط،
وإ حساس محبط للرغبات واآلمال ،إلى مجال حيوي يعاش كقيد إلنطالق المفحوص وحرية
حركته ،ويشير الرسم الذي يتجاوز الصفحة إلى رد فعل عدواني وتمرد ضد المحيط المحبط.
-توازن معقول بين مساحة الصفحة وحجم الوحدة :يشير هذا األمر إلي نوع من التوافق مع
المحيط ،وإ حساس بالثقة بالنفس وقبولها من اآلخرين ،حالة ارتياح بالنسبة للمجال الحيوي.
-اذا كانت الوحدة مفرطة في حجمها بالنسبة للصفحة :تشير إلي حاجة للتوسع في المجال الحيوي
يجمع العلماء على أن الخط كتعبير نفسي حركي ينبئ بحالة النزوات ،وحالة التوتر ،وحالة
اإلمتداد واإلنكماش ،وكذلك الصدود المختلفة التي تصيب النشاط النفسي الحركي ،ودرجة الوهن
أو الحيوية.
-قد يكون الخط قوياً ،قاسياً ،مما يشير إلي حالة توتر شديد أو عدوانية أو سادية.
-قد يكون الخط ضعيفاً ،مما يشير إلي كبت الطاقة الحيوية تحت وطأة مشاعر اإلثم ،والخجل
وإ نعدام الثقة بالنفس ،أو قد يشير إلي كبت للميول العدوانية.
-قد يكون الخط منكمشا منحسراً ،أو منبسطا تلقائياً ،أو توسعياً اقتحامياً ،في كل من هذه الحاالت
96
شكل الخط: .1
-الخط الدائري المنغلق يشير إلي ميول أنثوية ،على عكس الخط ذي الزوايا الحادة العدوانية قد
-الخط الصاعد يشير إلي اإلنطالق والطموح ،على عكس الخط النازل الذي يشير إلي تعب
وتراخ.
-الخط المرن المنسجم يشير إلي توازن داخلي ،على عكس الخط الحاد الذي يشير إلي درجة عالية
قد يرسم المفحوص الوحدة ويمسحها عدة مرات ،أن يصاب بحالة من الصد فتعجز يده عن
التعبير عن فكرته ،وهذا ما يشير إلي ميول متناقضة تأخذ شكل المآزم التي تصد إنجاز المفحوص.
يمكننا القول أن كل ما يرسم من وحدات وتفاصيل يعكس دافعا ما من الميول النشطة في ال وعي
المفحوص ،وكل ما يرسم يمت بصلة وثيقة إلي المفحوص وديناميته الالواعية ،إنه إسقاط لجانب من
جوانب الواعية.
تبرز الداللة الالواعية من خالل عدة مؤشرات أهمها :تفصيل ما أو تجنبه ،أو نفي أهميته ،أم
تكراره بأشكال مختلفة ،أو من خالل ما يرافق رسمه من توترات أو ارتباك أو تردد.
-1الموضوع األساسي:
من خالل رسمه يحاول الطفل أن يقص لنا قصة محملة بالمعاني الوجودية والالواعية في آن
معا ،فعلى المستوي الوجودي يحاول أن يعبر لنا عن موقف خاص يقفه من تجربته الذاتية ،ومن العالم
97
والمفحوص هو دائما بطل الموضوع الذي يرسمه ،ان العالقة بين وحدات الموضوع المرسوم هي
-2التفاصيل:
يحاول النفساني أن ينظر إلي رمزية التفاصيل بالمعني التحليلي ،ولقد عرض فرويد معاني
مختلفة للرموز التي تشيع في األحالم ،وأهم الرموز تدور حول :الوالدين واألبناء والميالد والموت
واألوديب والسلطة.
اما موضوعات هذه الرموز األكثر شيوعا في الرسم فهي :الماء ،واألشجار والجبال والمدخنة،
واألشياء الحادة أو المستديرة أو المجوفه ،الحيوانات اإلليفه والوحشية ،وأعضاء الجسد ،وهناك أيضا
الرمزية الفردية الذي يعطيها الطفل انطالقاً من تجربته الحياتيه وتاريخه العالئقي ،وهذه ال تتضح إاّل من
ولكن تتخذ التفاصيل دالالتها أيضا من خالل مالحظة األهمية المعطاه لها أو التجاهل ،ومن
خالل الحالة اإلنفعالية والنفسية والحركية التي تصاحب رسمها ,وتبرز هذه األمور من خالل المتابعة في
الحجم والتوكيد ،ثم تبرز من خالل موقعها في تسلسل الرسم ،قد يبدأ المفحوص بالتفاصيل التي تثير أقل
قدرة من القلق والتي تمهد لغيرها ،ثم أن العودة المتكررة لنفس الوحدة أو التفاصيل إلضافة أو الغاء
بعض مالمحها أوهذه داللة تشير إلي دافع ال واع يرتكز حولها.
.3األلوان ودالالتها:
لأللوان عالقة بالحياه العاطفية واإلنفعإلية ،ومن الشائع تقسيم األلوان إلي فئتين أساسيتين:
أهمها األحمر واألصفر والبرتقالي والبنفسجي وهي تشير إلي اإلنفتاح العاطفي والعالئقي
وسيطرة الحياة اإلنفعالية والبحث عن الحياه التي تتميز بالحرارة العالئقية ،كما تشير إلي اإلنبساط
98
والتوجه نحو الخارج والعالقات وقد تشير إلي نزوة مفرطة ،وميل إلي التوتر واإلثارة وإ فالت النزوات
أهمها األزرق واألخضر والرمادي واألسود وهي تشير إلي سيطرة العقالنية والبرود العاطفي
والحياد واإلنغالق على الذات والعزلة عن العالم الخارجي ،والميل إلي التأمل واإلستقاللية ،وقمع
مزج األلوان :المزج من خالل التكديس يشير إلي ميول متعارضة ،أما من خالل العزل فيشير
إلي تصلب وتخوف ،واذا تم من خالل المزج العشوائي فيشير إلي الفجاجه والنزوية وعدم بلوغ النضج
النفسي ،وال يجوز التسرع في التعميم انطالقاً من مستوي واحد ،فال بد من نظرة توليفية تنسق في كل
واحد معطيات كل المستويات ،اذاً ال بد من توفر سلسلة من الرسوم التي تعكس جوانب متعددة متناقضة
فنيات الرسم:
أقالم التلوين :تستخدم أقالم التلوين كأداة اسقاطية تكشف السياق النفسي والبيئي الذي يعيش فيه .5
الفرد ,حيث يقدم أقالم تلوين وأوراق للمسترشدين ويطلب منهم أن يرسموا في أحد العناوين التالية:
موقف مهم بالنسبة لك ,أو حلم حلمت به ,األعمال التي يقوم أسرتك معاً ,دون إبداء أي اقتراحات حول
تفاصيل هذه المواقف واأللوان المستخدمة ,وفي أثناء قيام المسترشدين بالرسم يتجول المرشد بينهم ويأخذ
مالحظاته حول سلوك الفرد أثناء الرسم ,وفي نهاية الرسم يالحظ المرشد اإليقاع العام المتعلق بالرسم,
األلوان المستخدمة ,أنواع الخطوط المستخدمة ...الخ ,كما يسأل المسترشد أن يخبره بقصة هذا الرسم
99
وأحداثه ,ويسأل هل يتذكر أحداث أخري لم يرسمها متعلقة بالرسم ,إن هذا من شأنه أن يؤدي إلي أن
يبصر الفرد بذاته من خالل فهمه لسلوك الرسم ،لقد ثبت أن استخدام ألوان الرسم لها أثر فعال لعالج
األطفال المشكلين سلوكياً والعصبيين ,فالجلسة العالجية تتضمن مالحظة مالمح الشخصية التي تم التعبير
لعبة رسم الخطوط (الخربشة) :يبدأ المرشد برسم خربشات وخطوط مائلة معقوفة ,وبعد ذلك يرسم .6
المسترشد ,حيث يرسم المسترشد خطوط مائلة معقوفة ويكمل المرشد هذا الرسم ويعطيه معني معين,
وهنا يخبر المرشد المسترشد ماذا يقصد برسمه هذا ويسمح للمسترشد بطرح األسئلة على المرشد
المتعلقة بالرسم وتستمر اللعبة بهذه الطريقة التفاعلية العالجية ،وتعد هذه الطريقة أسلوباً لطيفاً لكشف
مستويات الالشعور عند األفراد من حيث إكمال الخطوط الناقصة بتخيل ما يمكن أن يتممها ويعطيها
معني (إسقاط).
لعبة رسوم العائلة :يطلب المرشد من أعضاء العائلة أن يرسموا صوراً تعبر عن التفاعل الجاري .7
بين كل شخص وعضو أخر داخل العائلة ,وقد يشترك األعضاء في هذه الرسومات ,ثم يسأل المرشد ماذا
يرون في هذه الرسوم (يصفونها) ما هو الدال فيها ,ما هو الغريب ,وما هي االختالفات بين رسومهم,
وخالل هذا الجو التفاعلى يالحظ المرشد أنماط االتصال الجارية بين أعضاء األسرة ,النكتة ,األلفة ,ومن
خالل هذا النشاط يزداد األفراد استبصاراً بذواتهم وفهماً إلليات التفاعل الجارية بينهم.
-1أعط الطفل ورقة وعدة أقالم ودعه ليختار القلم الذي يرغب في استعماله ،شريطة أن تكون
األقالم مبراة بدرجات مختلفة ،فنضع قلما ذات سمك كبير ،وقلما آخر ذات سن رفيع ،وقلم آخر
بينهما ..لماذا؟
100
فاختيار الطفل لسمك القلم يعبر عن بعض األمور النفسية لديه ،فمثال استخدام قلم رفيع
وعدم الضغط علىه بحيث تظهر الخطوط باهتة ،فإن ذلك يعبر عن انخفاض الطاقة لدي الطفل
-2حاول أن ترقب الطفل وهو يرسم ،دون أن يلتفت لذلك ،ما أهمية ذلك؟ سوف يظهر على وجه
الطفل بعض العالمات عند رسم بعض الموضوعات ربما تعطيك فكرة عما يفكر فيه مثال تردد
الطفل في رسم الذراعين أو توقفه عند رسمهما أو انزعاجه عند رسمهما ،فقد يعبر ذلك عن مشهد
رآه لشخص مبتور الذراعين أو أصيب في إحدي ذراعيه ،وهو ما يخشي أن يرسمه.
-3حاول في نهاية الرسم السؤال عما رسمه الطفل فقد يرسم الطفل بعض الموضوعات التي ال
تفهمها أو تراها تحتاج إلي تفسير ،فال مانع من سؤاله عن ذلك ،فقد يرسم طفال دون رأس ،وعند
سؤاله يقول إن هذا هو حال الطفل بعد القصف وهو ما يشير إلي مدي تركيز الصور التي رآها في
-وقد يكون من المفيد أن تطلب منه أن يحكي قصة عن األشخاص والموضوعات في رسمه فهذا
قد يساعدك أكثر في الفهم ،كما يساعده على التعبير اللفظي عما رأي ،وربما يظهر لك بعض الخلط
أمثلة عملية:
لكي يتيسر لك تفسير رسم الطفل وتفهمه ،والتعرف على مدي أهميته ،إليك بعض النماذج
النموذج األول :رسم طفلة فلسطينية عاصرت قصف مدينتها والمنازل المجاورة لها:
رسمت الطفلة عدة أشجار متدرجة في الطول الشجرة األولي قصيرة ولكنها مثمرة بدرجة
كبيرة وأوراقها كاملة ثم شجرة أطول ولكنها ذات إثمار ضعيف ،ثم شجرة أكثر طوال ولكنها ذات
101
إثمار ضعيف جدا وأوراق معدودة ،ثم شجرة أخري أطول ولكنها خاوية تماما من األوراق
-وعند سؤالها عبرت أن هناك ريحا تأتي لتأخذ من الشجرة أوراقها وثمارها كلما كبرت ،بحيث ال
وبالطبع ترمز الريح الشريرة للعدو الصهيوني الذي يقتلع كل شيء حتي ال يستفيد به أهل البلد.
النموذج الثاني :رسم الطفل "محمد" الذي نجا من الباخرة المصرية السالم " "98رسم فيه ما يلي:
رسم سمكة كبيرة تأكل سمكة صغيرة ،وهنا استخدم محمد األسماك كرموز ،فالسمكة
الصغيرة هي أهله الذين غرقوا في البحر ،مما يكشف عن شدة قلقه ،رغم عدم قدرته على التعبير.
النموذج الثالث :رسم طفلة (آية) تبلغ من العمر 6سنوات ،وقد فقدت في زلزال مصر 1992
رسمت منازل ،وأشخاصا وكتباً وأدوات منزلية تطير في السماء وبعضها يغيب وراء
السحاب المنتشرة في السماء ،وفي هذا الرسم تعبر "آية" عن فقدان منزلها وأسرتها ،وعلقت على
ذلك "كل حاجة راحت عند ربنا ،وماما خدت المطبخ معاها عشان تعمل لبابا أكل هناك ،ولما ماما
تخلص األكل هاتنده علىا عشان أطلع آكل ،فقد عبرت آية عن شعورها بفقدهم ،وعن رغبتها في
اللحاق بهم للحياة وسطهم ،وقد يرمز الطعام هنا للحب ،واالحتياج العاطفي.
102
رسم فيه عددا كبيرا من األفراد في صورة عائالت أم وأب وأطفال في مكان كبير يقفون
كالمعلقين ال هم على األرض وال هم في السماء ،وكل منهم يمارس نشاطه ،فهناك من يخلع
مالبسه ،ومن يسرح شعره ،وقال معلقا" :كلهم هايقعوا عشان األرض بعيدة وهمه عبيطين مش
عبر الطفل عن غياب الشعور باألمان ،وإ حساسه بأن الموقف سوف يتكرر ثانية،
وفيها ّ
وعلىه فينبغي على األفراد الحذر ،وعدم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي تحسبا لوقوع هذا الحادث
مرة ثانية.
وهناك العديد من النماذج التي يمكن أن ننقلها يعبر فيها األطفال عما يدور بداخلهم،
ويمكنك االستفادة منها في الفهم والتشخيص ،فالرسم وسيلة جيدة لتحقيق ذلك خاصة أنك لم تقم
-1أن تعتمد على الرسم وحده كوسيلة لفهم حالة الطفل والتعرف على معاناته ،فعلى الرغم من
أهمية وسيلة الرسم كوسيلة لفهم حالة الطفل والتعرف على ما يجول بخاطره فإنها وحدها ليست
كافية ،كما أنه ال بد من التحدث معه حول رسمه ألن ذلك يشعره باالهتمام كما أنه يمكن أن
يساعدك في التفسير.
-2ال تتسرع في تفسير رسومات الطفل بما تفهمه أنت ،فربما يكون تفسيرك هو ما تشعر به أنت
وليس ما يقصد الطفل توصيله؛ لذا فإن سؤاله عما رسم أمر في غاية األهمية.
-3حاول الحفاظ على رسومات الطفل في كل المراحل؛ حيث إن اختالف رسوماته ،وتوجهاتها
يساعدك في التعرف على تطور الحالة ،ومدي نجاح ما تقوم به من تدخل في تحسين الحالة النفسية
103
للطفل وهو ما سوف ينعكس على رسومه ،فتجده يرسم رسوما أكثر تنظيما ،وتشعر فيها باألمان
أكثر.
-4حافظ على هدوئك؛ فال تظهر أي تعبيرات ال لفظية وال غير لفظية في أثناء رسم الطفل حتي
يجعل من رسمه مجاالً حراً ينفس فيه عما بداخله هو دون تدخل ،مهما بدا الرسم غريباً.
يعتمد هذا االختبار على االختبار المعروف باسم( :رسم الشكل اإلنساني) أو (اختبار رسم
الشخص) أو (اختبار رسم الرجل) ( ،)Draw a person testوقد ابتدأ هذا االختبار كاختبار لذكاء
األطفال على يد الباحثة األمريكية (فلورنس جودإنف ) عام ،1926ولكنه تطور فيما بعد كأداة إسقاطية
يفيد لدراسة الشخصية عند األطفال والمراهقين والراشدين على يد الباحثة ( كارين ماكوفر) في العام
،1949وما لبث أن تعرض إلي تقنيات وتطويرات عديدة وال يزال ،واستعمال هذا االختبار في قياس
الذكاء ال زال قائماً ،ولكنه أقل أهمية وصدقاً من اختبارات الذكاء األخري ،أما في مجال التعرف على
الشخصية وأساليبها وصراعاتها فهو من االختبارات المفيدة ،وهو يصنف ضمن االختبارات اإلسقاطية
أي أن اإلنسان يسقط ما بداخله من أفكار وانفعاالت وتصورات وقيم على الرسم وبذلك يمكننا فهم عدد
من جوانب شخصيته ،وتتميز االختبارات اإلسقاطية عموماً بتنوع تفسيراتها للشيء الواحد ،ويختلف
الباحثون حول التحديد األكيد لظاهرة معينة ،ولكن عملياً تفيد هذه االختبارات في التعرف على جوانب
معينة في الشخصية وال سيما إذا ترافق إجراء االختبار مع الحوار مع الشخص نفسه حيث يجري تقدير
درجة احتمالية ظاهرة معينة وجدها الفاحص ،وهذا ما يعرف بتجاوب المفحوص مع تفسير معين
للفاحص مما يجعل مصداقية التفسير مرتبطة بالمفحوص نفسه ،وهذا مفيد في العالقة العالجية مع
المريض ويشبه ذلك تفسيرات التحليل النفسي وفعاليتها ،وتفسير رسم الشكل اإلنساني ال يخضع فقط
لمعايير التحليل النفسي بل يعتمد على مفاهيم أخري عديدة ترتبط بعلم نفس الفرد ،وتحليل األشكال
104
وداللتها ،إضافة إلي التحليل االجتماعي والرمزي والنفسي العام ،واعتماد المبادئ الكلية لمعني الشكل
وفي هذا االختبار يطلب من المفحوص أن يرسم إنساناً ذكراً أو أنثي بالطول الكامل ،ويعبر
المفحوص من خالل هذا االختبار عن مالمح هامة في شخصيته وسلوكه ،وهو يسقط على الرسم ما
بداخله من اتجاهات وانفعاالت وصراعات وبشكل ال شعوري مما يساعد على تفهم نقاط هامة في
-1يظهر في الشكل تكامل أجزاء الجسم اإلنساني وفي ذلك ذكاء وقدرة على تنظيم األفكار ،وتحقيق
المطلوب من اختبار الرسم ،وهو رسم اإلنسان بالطول ،الكامل إضافة إلي أن ذكورة الرسم متجانسة مع
-2يمثل الشكل شكالً لمهرج أو بهلوان ويديه بوضعية استعراض ،وفي ذلك نوع من التمرد والخروج
عن المألوف ،وأيضاً لفت لالنتباه واالهتمام ودرجة من القوة واالعتراض والنقد.
-3من المالحظ ذوق فني عال ،ووجود تكرار في استعمال األشكال وأيضاً في التناظر فيها مما يعكس
-4الوضعية العامة للشكل بحالة حركة وقفز لألعلى مع التأكيد على رسم خطوط متعددة لألرض ،وفي
ذلك طفولية وحركة ومغامرة وبحث عن االستناد ،وأيضاً يدل على وجود اندفاعات عاطفية وانفعالية
ولكن بشكل محصور ومقيد ومسيطر علىه ،حيث بدت القفزة وكأنها نصف قفزة أو قفزة خفيفة مشدودة
ثانية إلي األرضية ،وفي ذلك زيادة في الضبط االنفعالي واخفاء للعواطف ،وتتأكد هذه المالحظة من
-5التوازن العام في الشكل يعكس النرجسية وحب الذات والبحث عن التقبل من اآلخرين.
105
-6وجود غطاء للرأس وقبعة بشكل مثلث مع التأكيد على األرضية ،يعكس القلق العام ومحاوالت
-7معالم الوجه واالنفعاالت غير واضحة التعبير وفي ذلك اخفاء وسرية وتكتم وجدية ،والشكل العام
للوجه فيه حدة خاصة ،والعيون الدائرية المفتوحة تدل على أهمية دقة النظر لدي المفحوص وأيضاً على
-8البطن دائري وكبير نسبياً وهناك تأكيد على منطقة البطن من خالل أشكال من مربعات صغيرة ثالثة
تمثل أزراراً ،وفي ذلك داللة على رغبات االحتواء واألخذ واالعتمادية واالتجاهات الفموية وحب الطعام
-9اليدين بشكل مثلث حاد وفي ذلك حدة وعدوانية ،وتبرز األشكال الحادة أيضاً في القدمين وفي الرأس
والقبعة ،وهذه األشكال الحادة الناتئة المتكررة تترافق مع أشكال دائرية ومربعة ومستطيلة ويعكس ذلك
محاوالت الضبط االنفعالي ،ولكن الصراع ظاهر وواضح لصالح الحدة والعصبية ،مما يدل على قلق
-10من المالحظ أن استعمال الخطوط في كل الرسم كان محدداً بشكل عقالني ومسبق ومتعمد ،وهذه
الخطوط مغلقة بشكل عام ومقفلة ومجزأة وفي ذلك تطور واضح للضبط االنفعالي وحب السيطرة
وإ حاطة المشكالت واالنفعاالت بشكل ال يؤثر على النتيجة العامة وهي تكامل الشخصية واالنجاز
المطلوب.
-11نظرة أخيرة لهذا الشكل ،الصعود والهبوط في الحركة العامة يدل على تغيرات في المزاج متناوبة
(سرور – اكتئاب) والمثلث الحاد فوق الرأس يمثل الضمير القاسي ومحاسبة النفس المستمرة على
أخطائها.
106
الحالة الثانية( :صاحبة هذا الرسم امرأة وعمرها 43سنة):
-1الشكل العام فيه دقة وحساسية وأناقة ،وفيه تأكيد على األنوثة من خالل الثياب والشعر وحلية األذنين
(األقراط /الحلق).
-2هناك اهتمام عام بالتناظر في الشكل ويعكس ذلك حب الترتيب والتناسق والدقة وهذا من الصفات
الوسواسية في شخصيتها ،واالبتسامة اجتماعية ودبلوماسية أساساً وال تعبر عن الفرح والسعادة فهي
ابتسامة مرسومة بشكل أوتوماتيكي (آلي) ،كما أن التعبير العام للفم مع الوجه والعيون يدل على أنها تريد
107
أن تقول شيئاً ولكنها ال تقول والنتيجة هي التردد والسكوت ،والحاجب األيمن مرفوع بشكل واضح
مقارنة مع الحاجب األيسر ويدل ذلك على نقد وتذمر وإ دانة وعدم رضا على ما يجري حولها ،ولكن دون
نطق واضح خشية الرفض االجتماعي وعدم استحسان اآلخرين ،ويعكس الحاجب المرفوع أيضاَ وجود
المراقبة الذاتية القاسية و(النفس اللوامة) والنقد الذاتي المتكرر وأيضاً الحساسية للنقد.
-3األذنان كبيرتان بشكل واضح وهناك تأكيد إضافي علىهما من خالل رسم الحلية ،ويدل كبر األذنين
على أهمية السماع واإلحساس الموسيقي والغنائي وأيضاً يدل على االهتمام (بالقيل والقال) ،وثقب األذنين
مع الحلية القاسية الكبيرة نسبياً (وهي دائرية وطويلة) ،يدل على الشعور بالذنب ومعاقبة النفس ،وال سيما
-4الثياب محتشمة الي حد ما وفيها ذوق وأناقة ويدل ذلك على االهتمام بالظهور بشكل محتشم ومقبول
-5اليدان منقبضة واألصابع غير مفتوحة وغير واضحة مما يدل على اإلخفاء والتستر ،ومن جهة
أخري يدل على التوفير وصعوبة االتصال االجتماعي باآلخرين والتردد في العالقات االجتماعية.
-6الوضعية العامة للجسم واليدين وال سيما عرض الكتفين الزائد مع اليدين المنقبضة والسواعد المنثنية
يدل على وضعية استعداد هجومية وعدوانية ،وفي ذلك مواجهة للجمهور وغضب وقوة ،ويدل على
وجود مشاعر عدوانية مكبوتة وهي تحاول ضبطها وتعديلها من خالل االبتسامة االجتماعية والوجه
-7الجسم يبدو طويالً من خالل الساقين والقدمين ووضعية القامة المنتصبة كما أن الرقبة طويلة وفي
-8نظرة أخيرة لهذا الشكل ،نجد أن الخطوط المستعملة دقيقة وقليلة الشطب كما أن وضعية القدمين فيها
مراعاة للرؤية الفراغية الهندسية من حيث الميل واالتجاه وفي ذلك مخيلة هندسية وفنية جيدة إضافة إلي
108
اإلرشاد النفسي بالموسيقى:
لقد أثبت العلم الحديث أن ذبذبات الموسيقى تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي ،إذ يمكن
لكل ذبذبة أو أكثر أن تؤثر على جزء ما بالمخ ،خاص بعصب ما ،فتخدره بالقدر الذي يتيح له فرصة
االسترخاء ،واستجماع اإلرادة ،للتغلب على مسببات األلم ،فيبدأ الجسم في تنشيط المضادات الطبيعية
واإلفرازات الداخلية التي تساعد الجهاز المناعي وغيره على التغلب على مصدر الداء ومكانه.
109
إن الشخصيات العصابية بحاجة أكثر للموسيقى من الشخصيات الذهانية ،فالشخص العصابي قلق
وكئيب ومضطرب وموسوس ،ولذلك فهو بحاجة إلى الموسيقى كوسيلة لتخفيف قلقه والتخلص من خوفه
أما الشخصيات الذهانية فهي تحتاج في بعض األحيان إلى الموسيقى الهادئة جداً والكالسيكية،
لكي تستطيع التعايش مع الموسيقى الداخلية النابعة من الحوار الذاتي والتفكير اإلنطوائي.
والمريض الكئيب اإلرتكاسي يفضل دوماً الموسيقى الحزينة للتخلص من العذاب الروحي عبر
التفكير باالنتحار.
والكالم عن المريض اليمنعنا من التفكير باإلنسان السوي ،فعلم النفس يقول بصراحة :إن
اإلنسان اليوم وأكثر من األمس القريب بحاجة إلى الموسيقى على أن تكون مدروسة ،تمر من قنوات
رقابية اختصاصية لكي ال تحول الموسيقى اإلنسان المعاصر إلى وحش مفترس بلباس الحضارة
االستهالكية المصطنعة.
إن المدارس النفسية تتحدث اليوم عن توظيف الموسيقى في عملية تثقيف السيكوباتي ،وذلك
لتخفيف العدوانية الداخلية وتحويلها إلى طاقة خالقة في مجاالت مختلفة ،مثل :الرياضة والسباحة وتسلق
كما أن للموسيقى عامالً من عوامل تخلخل الخجل واالنطواء وتخفيف االنفعاالت والرفع من
سؤال بدأ الفيزيولوجيون اآلن باإلجابة عليه ،أو باألحرى العمل على إجابته ،فالتأثيرات
الفيزيولوجية والفيزيائية التي نحصل عليها من مجموعة التغيرات الكيميائية في الدماغ ليس فقط في قسم
التفكير ،بل في الجهة المسؤولة عن التنفس والعاطفة واإلحساس ،والقسم المسؤول عن السيطرة على
دقات القلب.
110
هناك نظرية تقول :أن الموسيقى تجعل الدماغ ينتج مواد كيميائية تسمى Endrophines
تفرز من الجهاز البصري في الدماغ . Hypothalamusوهذه تخفض الكثافة في الدماغ التي تشعر
باأللم ،وهناك شيء واحد يجمع عليه كل المعالجين ،هو أن المجال يحتاج إلى دراسات وأبحاث كثيرة.
أما الحقيقة التي أعلنها فريق من علماء جامعة" أوهايو األمريكية " هي أن العدائين يبذلون جهداً أقل أثناء
العدو إذا مارسوا تلك الرياضة على أنغام الموسيقى ،وهناك تجربة هامة أكدت هذه الحقيقة ،حيث وضع
العلماء "سماعات" تنقل الموسيقى آلذان عدد ممن أجريت عليهم التجارب ،بينما مارس البعض اآلخر
وكانت النتائج واضحة ،وتشير إلى أن الغدد النخامية للعدائين أثناء سماع الموسيقى ،كانت تفرز
كمية أكبر من مادة اسمها "االندورفين" .Endorphineوهي مادة تفرزها مراكز معينة في المخ عند
بذل جهد كبير ،أو الشعور بألم ،األمر الذي يشير إلى أن إحساسهم بالتعب أثناء الجري ،كان أقل من
الفريق الثاني الذي لم يستمع إلى الموسيقى أثناء ممارسته للجري ،بل أكثر من هذا فقد أكد فريق من
المزارعين أن إنتاج أبقارهم من الحليب ،يزيد بشكل واضح ،إذا تمت عملية الحلب على أنغام الموسيقى
!!
لقد أحرز العالج بالموسيقى نجاحاً باهراً ،لم يكن في اإلمكان تحقيقه بإستعمال األدوية األخرى،
وكانت أولى النتائج التي حققتها التجارب التي أجراها الباحثون على اإلنسان الكتشاف فعالية
الموسيقى وأثرها في تنشيط إفراز مجموعة من المواد الطبيعية ،التي تتشابه في تركيببها مع المورفين،
ويعتقد هؤالء الباحثون وهم أشهر العلماء في الواليات المتحدة ،أنهم أصبحوا قاب قوسين أو
أدنى من تحقيق وتعميم هذا االكتشاف الخطير ،الذي سيحدث تغييراً جذرياً في اآلراء المعروفة عن
111
"كيمياء األلم" بفضل االندورفينات التي هي أحد أنواع البيتبيد ،Peptidأي الهرمونات التي تفرزها الغدة
النخامية ،وأبرز مراكز تجمعها في اللوزتين ،وفي الجهاز اللمفاوي ،حيث يحتويان على مجموعة كبيرة
ولم يعد شك في أن األلم والمتعة واالنفعال ،وكثيراً من األمراض لها اتصال بعمل األندورفينات،
التي اكتشفت عام ،1972والتي اتضح أن الموسيقى تساعد مساعدة جبارة على زيادة إفرازها ،وبالتالي
وبصفة عامة فإن التجارب أثبتت حتى اآلن أن زيادة تلك المواد التمثل أية خطورة على
المريض ،فضالً عما لتلك األندورفينات من ميزة يجب أن تؤخذ في االعتبار ،وهي أنها وبمقارنة مع
األدوية األخرى ،عبارة عن مادة طبيعية يفرزها الجسم ،ومن المأمول أال تكون لها أية آثار جانبية ،كما
إذاً فالعالج بالموسيقى عالج يسير ،رخيص ،سهل ،ليس له أي مضاعفات على اإلطالق يمارس
شتاء ،يستخدمون
في كل زمان وكل مكان ،سواء كانت الشمس ساطعة مشرقة أم المطر ساقطاً ،صيفاً أو ً
أدوات وآالت موسيقية في الهواء الطلق ،وعلى اختالف أنواعها.
ومنذ أن بدأ هذا العالج الجديد والذي سيشعل في سنوات قادمة ثورة عارمة في عالم الطب،
اتضح أن الذين استخدموا هذا األسلوب أصبحوا اآلن يشعرون بأنهم في وضع صحي وحياة أفضل،
اليكادون يستخدمون أي دواء وكثيراً منهم أقلع عن مادة التدخين ،كل ذلك بفضل الموسيقى.
إن الموسيقى بعموميتها تبدأ حيث تنتهي الكلمة ،إنها عنصر جوهري في البناء الروحي لإلنسان،
توقظ فيه الشعور بالمعاني الكبيرة ،المعاني السامية ،كالحق ،والخير ،والجمال ،وتحرك وجدانه وترهف
شعوره وتساعد على تحقيق الوئام مع نفسه ،والتوافق مع الحياة من حوله ،وبالتالي فالموسيقى أقدر
112
" يجب أن يتساءل المؤلف الموسيقى دائماً… كيف أخدم بفني قضايا البشرية والسالم والتقدم؟".
يضيء الريق أمام كل مؤلف موسيقى ،حتى الينحرف أو يتعثر ،ألن المؤلف الموسيقي فنان يسخر أدواته
الموسيقية وصنعته الفنية للتعبير عن نفسه ومجتمعه ،على أن يكون هذا التعبير تعبيراً غير مباشر..
أظهر تقرير أعده الدكتور بيتر سالي من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وزمالؤه أن
الموسيقى يمكن أن تخفف اإلجهاد ،وتحسن األداء الرياضي ،وكذلك الحركة العصبية للمصابين
باألمراض العصبية.
كما أظهرت دراسة جديدة بأن االستماع إلى الموسيقى ذات اإليقاع البطيء أو التي تبعث على
التأمل لها تأثير مريح على الناس ،حيث تبطئ التنفس ،ومعدل نبضات القلب .بينما يحصل تأثير
معاكس على األشخاص الذين يستمعون إلى الموسيقى ذات اإليقاع األسرع ،حيث يتسارع التنفس
وقد قام الباحثون في الدراسة الحالية بمراقبة التنفس ،وضغط الدم ،ونبضات القلب وأي أدلة
تنفسية أخرى ،لـ 24شاب وامرأة ،قبل وبينما كانوا يستمعون إلى مقتطفات قصيرة من أنواع مختلفة من
الموسيقى من ضمنها الموسيقى الكالسيكية السريعة ،والبطيئة ،واإليقاعات المعقدة ،وموسيقى الراب
،كما راقبوا المتطوعين أيضاً أثناء فترات االستراحة .وتم تقسيم المتطوعين إلى قسمين ،مجموعة
حصلت على تدريب موسيقي ومجموعة لم تحصل على أي تدريب موسيقي .ويقول المراقبون إن
االستماع إلى الموسيقى أنتج عدة مستويات من اإلثارة ،والتنفس السريع ،وزيادة ضغط الدم ،ومعدل
نبضات القلب ،وفقاً لسرعة الموسيقى ،ومدى تعقيد اللحن .في حين بدا أن األسلوب الموسيقى أو
وقد الحظ الباحثون بأن اإليقاعات البطيئة تستحث الهدوء .ومما يثير االنتباه ،أن الوقفات
القصيرة أو االستراحات القصيرة بين المقتطفات لمدة دقيقتين سببت شعوراً باالرتخاء أكثر من الفترة
113
التي سبقت تحضير المتطوعين لالستماع إلى الموسيقى ،وكانت هذه التأثيرات أكثر وضوحاً عند
األشخاص الذين تلقوا تدريباً موسيقياً ألنهم تعلموا كيف يزامنوا تنفسهم مع المقطوعات الموسيقية .يقول
المراقبون "يحتفظ الموسيقيون بنفس أسرع عند اإليقاع السريع ،وأبطأ من غير المتدربين".
ويقول سالي وزمالؤه إن الموسيقى ال تمنح الشعور بالمتعة فقط بل لها فوائد صحية نتيجة
وبدأت المستشفيات الدنماركية اللجوء بشكل واسع إلى استخدام الموسيقى في عالج المواطنين
وذكرت دراسة طبية أن الموسيقى لها أثر فعال في عالج هؤالء المرضى قياسا مع األدوية
وبينت التجارب أن حوالي %80من المرضى شعروا بالتحسين بعد االستماع للموسيقى بدرجة
وأظهرت الدراسة التي شملت المرضى الذين يعانون من أمراض انفصام الشخصية أو الكآبة
أن العديد منهم نجحوا في التخلي كليا عن األدوية واالستعاضة عنها بالموسيقى التي غالبا تكون
كالسيكية أو هادئة.
كذلك فقد نصح الباحثون في جامعة ستانفورد األمريكية األشخاص كثيرو النسيان باالستماع
لموسيقى موزارت بعد أن ثبتت قدرتها على تحسين قدرات التعلم والذاكرة عند اإلنسان.
فقد بينت نتائج بحث جديد نشر أخيرا حول األساس الجزيئي لما يعرف بتأثير موزارت أن
الفئران التي استمعت لهذه األلحان الموسيقية أظهرت مستويات أعلى من نواتج عدة جينات مسؤولة عن
ويرى الباحثون أن هذه االكتشافات مثيرة للجدل ،فهي تقترح أن للتنشيط الدماغي بشكل عام
تأثيرات عصبية وكيميائية محددة ،إال أن أسباب هذه التأثيرات إذا ما كانت ترجع للموسيقى نفسها أو
114
واكتشف العلماء أيضا أن أداء األشخاص المصابين بمرض الزهايمر كان أفضل في المهمات
االجتماعية والنشاطات بعد استماعهم أللحان موزارت ،كما أن عزفها لمرضى الصرع خفف من
النشاط الكهربائي المصاحب للنوبات التشنجية التي تصيبهم في حين لم تنجح األلحان األخرى في تحقيق
ذلك.
وقد أثبت مجموعة من أطباء العظام في واشنطن أن الموسيقى تخفف من آالم المفاصل وقالوا
أن المرضى الذين استمعوا للموسيقى سجلوا درجات أقل من األلم ودرجة االستجابة لديهم ارتبطت
وقام الباحثون باختبار آثار الموسيقى وفعاليتها في تخفيف آالم المفاصل المزمنة عند 66
شخصا من المصابين الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين وتم تقسيمهم إلى مجموعتين بحيث
استمعت األولى لموسيقي موزارت لمدة عشرين دقيقة كل صباح طوال 14يوما بينما جلست المجموعة
والحظ العلماء أن هؤالء المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقي سجلوا درجات أقل من األلم
عن المجموعة الثانية وانخفضت مستويات األلم وشدتها بعد االستماع لأللحان الهادئة.
وكشف بحث جديد عن وجود عالقة مباشرة بين التعرض للموترات كاالمتحانات والمقابالت
وأوضح الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن أن التعرض للتوتر يزيد مستويات هرمون
"الكورتيزول" الذي ينتمي إلى عائلة هرمونات التوتر "جلوكوكورتيكويد" التي تعطّل توريد الطاقة لخاليا
الدماغ المسئولة عن الذاكرة .كما 5قدم العلماء أول إثبات مباشر على أن التعرض لمستويات عالية من
"الكورتيزول" لعدة أيام يؤثر بصورة سلبية ملحوظة على الذاكرة ،مشيرين إلى أن مستويات
"الكورتيزول" تحدد مدى شعور الشخص بالقلق ،مثل الطالب الذين يتعرضون لمشكالت عائلية كبيرة ال
يحصلون على تعليم جيد ،كما قد ترتفع مستويات "الكورتيزول" عند بعض الطلبة استجابة للضغط
النفسي المتسبب عن االمتحانات النهائية ،وعلى جانب آخر فقد نصح الباحثون في جامعة "ستانفورد"
115
األمريكية األشخاص كثيرى النسيان باالستماع لموسيقى "موزارت" بعد أن ثبتت قدرتها على تحسين
فقد بينت نتائج بحث جديد نشر أخيرا حول األساس الجزيئي لما يعرف بتأثير موزارت أن
الفئران التي استمعت لهذه األلحان الموسيقية أظهرت مستويات أعلى من نواتج عدة جينات مسئولة عن
وقال أساتذة في جامعة " بن" في الواليات المتحدة إن الموسيقى مفيدة للطالب على أقل تقدير.
يدرسون علم النفس والموسيقى إنهم درسوا تأثير الموسيقى واستجابة أمزجة
وقال الباحثون الذين ّ
طالبهم لها.
وسجل الطالب مذكراتهم الخاصة بالسماع للموسيقى لمدة أسبوعين وأفادوا أيضا بشأن أمزجتهم
قبل وبعد كل جلسة استماع .ولم يقتصر االستماع إلى الموسيقى على تحسين المزاج فقط ،بل إنه عزز
أيضا المشاعر اإليجابية الموجودة بالفعل لدى الطالب ،كذلك فإن نوع الموسيقى لم يحدث اختالفا حيث
إن جميع أنواع الموسيقى التي استمع إليها الطالب كان لها نفس التأثير اإليجابي.
وتوصلت دراسة علمية حديثة أجراتها الباحثة منال محمد علي بخيت األستاذ المساعد بكلية
التربية الموسيقية جامعة حلوان المصرية إلى أن الموسيقي تساعد الطفل المريض بالسرطان علي
التغلب علي آالمه بقضاء وقت سعيد مليء بالغناء واللعب والعزف علي اآلالت اإليقاعية وذلك من
خالل برنامج موسيقي أعدته وطبقته علي عينة من األطفال ،أوصت الباحثة مراكز ومستشفيات األورام
بإدخال الموسيقي ضمن البرنامج العالجي لألطفال المرضي ,وضرورة أن تتضمن المناهج الدراسية
لشعبة التربية الموسيقية ما يؤهل الطلبة والطلبات لمواجهة الفئات المختلفة من المرضي والمعاقين،
فسرطان الدم عند األطفال بلغت نسبة الشفاء منه %60ومن الممكن رفع هذه النسبة إلى %80في شفاء
116
117