Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 23

‫يف احلُبِّ يف اهللِ تعاىل‬

‫جمعه‬

‫أبو عبد اهلل المصنعي‬

‫وفقه اهلل تعالى‬


‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪4‬‬

‫احلمد هلل الرؤوف الودود‪ ،‬الكريم الشكور احلميد‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال رشيك له‪ ،‬وأشهد أن حممدً ا عبده ورسوله صىل اهلل عليه وعىل آله‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذه أربعون حديثًا يف احلث عىل املحبة يف اهلل تعاىل‪ ،‬والتزاور والتعاون‬
‫والتباذل يف اهلل عز وجل ومن أجل اهلل جل شأنه‪ ،‬واحلب يف اهلل تعاىل من‬
‫أجل األعامل‪ ،‬وأوثق عرى اإليامن‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬
‫وهذه التحفة الثمينة أهدهيا إىل مجيع املسلمني املحبني لكتاب اهلل تعاىل وسنة‬
‫رسوله ﷺ وسلف األمة‪ ،‬إىل السائرين عىل منهاج النبوة‪ ،‬املدافعني عن السنة‬
‫وأهلها‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬

‫أبو عبد اهلل املصنعي‬


‫عام ‪7441‬هـ وروجع بتاريخ ‪7441‬هـ‬
‫دار احلديث ‪ -‬معرب ‪ -‬اليمن‬
‫‪5‬‬ ‫بابُ احلُبِّ فِي اهللِ تَعَالَى‬

‫ات‪َ ،‬وإِ َّن َام ل ِ ُك ِّل‬


‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬إِنَّام األَ ْعام ُل بِالنِّي ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -7‬عن ُع َم َر ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ا ْم ِر ٍئ َما ن ََوى؛ َف َم ْن كَان َْت ِه ْج َر ُت ُه إِ َىل اهللِ َو َر ُسول ِ ِه َف ِه ْج َر ُت ُه إِ َىل اهللِ َو َر ُسول ِ ِه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ومن كَان ْ ِ‬
‫َت ه ْج َر ُت ُه إِ َىل ُد ْنيَا ُيصيبُ َها َأ ْو ا ْم َر َأة َيت ََز َّو ُج َها‪َ ،‬ف ِه ْج َر ُت ُه إِ َىل َما َه َ‬
‫اج َر‬ ‫َ َ ْ‬
‫إِ َليْه»(‪.)7‬‬

‫َث َم ْن ُك َّن فِ ِيه َو َجدَ ِِبِ َّن‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ثال ٌ‬ ‫َس ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫‪َ -4‬ع ْن َأن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫حالَو َة ِ ِ‬
‫ب املَ ْر َء ال َ‬ ‫اُها‪َ ،‬و َأ ْن ُُي َّ‬‫ب إِ َل ْيه ِمَّا س َو ُ َ‬ ‫اإل َيامن‪َ :‬أ ْن َي ُكو َن اهللُ َو َر ُسو ُل ُه َأ َح َّ‬ ‫َ َ‬
‫ف ِيف الن َِّار»(‪.)4‬‬ ‫ُُيِ ُّب ُه إِ َّال هللِ‪َ ،‬و َأ ْن َيك َْر َه َأ ْن َي ُعو َد ِيف ال ُك ْف ِر ك ََام َيك َْر ُه َأ ْن ُي ْذ َذ َ‬
‫‪-‬يف هذين احلدثني داللة عىل وجوب اإلخالص هلل تعاىل يف (احلب يف اهلل تعاىل)‬

‫ألنه عباده والعبادات ال تذبل إال برشط اإلخالص واملتابعة‪.‬‬

‫(حالوة اإليامن)‪ :‬فاإليامن له حالوة وطعم حذيذة يذاق بالذلوب كام يذاق حالوة‬

‫الطعام والرشاب بالفم‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )11/98/54‬م‪.)7891‬‬


‫(‪( )4‬خ‪( )47/71‬م‪.)44‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪1‬‬

‫ب‬ ‫ِ‬ ‫هلل ﷺ‪« :‬إِ َّن َأو َث َق ُعرى ْ ِ ِ‬


‫اإل َيامن َأ ْن ُُت َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ول ا ِ‬‫رب ِاء ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬‫‪َ -4‬ع ِن ا ْل َ َ‬
‫ِيف اهللِ‪َ ،‬و ُتبْ ِغ َض ِيف اهللِ»(‪.)7‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬وجاء عن مع ِ‬
‫ب هللِ‪،‬‬ ‫َس بِ َل ْفظ‪َ « :‬م ْن َأ ْع َطى هللِ‪َ ،‬و َمنَ َع هللِ‪َ ،‬و َأ َح َّ‬
‫اذ ْب ِن َأن ٍ‬ ‫َُ‬
‫استَك َْم َل إِ َيام َن ُه»(‪.)4‬‬
‫َو َأ ْب َغ َض هللِ‪َ ،‬و َأ ْن َك َ هللِ‪َ ،‬ف َذدْ ْ‬
‫اْلَنَّ َة َحتَّى‬‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ال تَدْ ُخ ُلوا ْ‬ ‫‪َ -5‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ُتؤ ِمنُوا‪ ،‬و َال ُتؤ ِمنُوا حتَّى َُتابوا‪َ ،‬أو َال َأد ُّل ُكم ع َىل َ ٍ‬
‫شء إِ َذا َف َع ْلتُ ُمو ُه َ َ‬
‫ُتا َب ْبتُ ْم؟‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫َأ ْف ُشوا َّ‬


‫الس َال َم َب ْينَ ُك ْم»(‪.)4‬‬
‫ب األَن َْص ِ‬
‫ار‪َ ،‬وآ َي ُة‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬آي ُة ِ ِ‬ ‫‪َ -1‬ع ْن َأن ِ‬
‫َس ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫اإل َيامن ُح ُّ‬ ‫َ‬
‫النِّ َف ِ‬
‫اق ُب ْغ ُض األَن َْص ِ‬
‫ار»(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أمحد (‪ )79544‬وصححه األلباين والوادعي‪ .‬ومعنى (أوثق عرى اإليامن)‪ :‬أي أكثرها‬
‫وأقواها داللة عىل إيامن املسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي (‪ )4547‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫(‪( )4‬م‪ .)54‬وهذا لألنصار وْلميع الصحابة ومن تبعهم بإحسان‪.‬‬
‫(‪( )4‬خ‪( )71‬م‪.)14‬‬
‫‪1‬‬ ‫باب احلبُّ فِي اهللِ تَعاىل مِن عَالمَةِ اإليْمَانِ‬

‫هلل ﷺ‪«:‬األَن َْص ُار الَ ُُيِبُّ ُه ْم إِ َّال ُم ْؤ ِم ٌن‪َ ،‬وال َ‬ ‫رب ِاء ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫‪َ -1‬ع ِن ا ْل َ َ‬
‫ُيبْ ِغ ُض ُه ْم إِ َّال ُمنَافِ ٌق‪َ ،‬ف َم ْن َأ َحبَّ ُه ْم َأ َحبَّ ُه اهللُ‪َ ،‬و َم ْن َأ ْب َغ َض ُه ْم َأ ْب َغ َض ُه اهللُ»(‪.)7‬‬

‫احل َّب َة‪َ ،‬و َب َر َأ الن ََّس َم َة‪ ،‬إِ َّن ُه َل َع ْهدُ النَّبِ ِّي ْاألُ ِّم ِّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِل ‪ ¢‬قال‪َ « :‬وا َّلذي َف َل َق ْ َ‬ ‫‪َ -9‬ع ْن َع ٍّ‬
‫ﷺ إِ َ ََّل‪َ « :‬أ ْن َال ُُيِ َّبنِي إِ َّال ُم ْؤ ِم ٌن‪َ ،‬و َال ُيبْ ِغ َضنِي إِ َّال ُمنَافِ ٌق»(‪.)4‬‬
‫ُي ِّب َبنِي َأنَا َو ُأ ِّمي‬ ‫ول اهللِ ا ْد ُع اهللَ َأ ْن ُ َ‬ ‫‪َ -8‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪ُ « :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ب ُعبَيْدَ َك‬ ‫هلل ﷺ‪« :‬الل ُه َّم َحبِّ ْ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ُي ِّب َب ُه ْم إِ َل ْينَا‪َ ،‬ف َذ َال َر ُس ُ‬
‫ني‪َ ،‬و ُ َ‬‫اد ِه املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬
‫إِ َىل ِعب ِ‬
‫َ‬
‫ني» َف َام‬ ‫ب إِ َل ْي ِه ِم املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬
‫ني‪َ ،‬و َح ِّب ْ‬ ‫اد َك املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫ه َذا ‪ -‬يعنِي َأبا هرير َة ‪ -‬و ُأمه إِ َىل ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ ُ ََْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ُخلِ َق ُم ْؤ ِم ٌن َي ْس َم ُع ِِب إِ َّال َأ َح َّبنِي»(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )4194‬م‪.)15‬‬


‫(‪( )4‬م‪ ( )19‬فلق احلبة وبرأ النسمة ) فلق احلبة أي شذها بالنبات وبرأ النسمة أي خلق‬
‫اإلنسان وقيل النفس‪.‬‬
‫(‪( )4‬م‪ ،)4487‬وهذا احلديث رد عىل الرافضة وغريهم من املبتدعة‪.‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪9‬‬

‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬س ْب َع ٌة ُيظِ ُّل ُه ُم اهللُ ِيف ظِ ِّل ِه‬ ‫‪َ -79‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫اب ن ََش َأ يف ِ ِع َبا َد ِة اهللِ‪َ ،‬و َر ُج ٌل َق ْلبُ ُه ُم َع َّل ٌق ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْو َم َال ظ َّل إِ َّال ظ ُّل ُه‪ :‬إِ َما ٌم َعاد ٌل‪َ ،‬و َش ٌّ‬
‫اجتَ َم َعا َع َليْ ِه َو َت َف َّر َقا َع َليْ ِه‪َ ،‬و َر ُج ٌل َد َعتْ ُه ا ْم َر َأ ٌة‬
‫ُتا َّبا ِيف اهللِ ْ‬ ‫اج ِد‪َ ،‬و َر ُج َال ِن َ َ‬ ‫املَْس ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ال‪َ ،‬ف َذ َال‪ :‬إِ ِّين َأ َخ ُ‬ ‫مج ٍ‬ ‫ات َمن ِْص ٍ‬
‫اها َحتَّى‬ ‫اف اهللَ‪َ ،‬و َر ُج ٌل ت ََصدَّ َق بِ َصدَ َقة َف َأ ْخ َف َ‬ ‫ب َو َ َ‬ ‫َذ ُ‬
‫اض ْت َع ْينَا ُه»(‪.)7‬‬ ‫َال َت ْع َل َم ِش َام ُل ُه َما ُتن ِْف ُق َي ِمينُ ُه‪َ ،‬و َر ُج ٌل َذك ََر اهللَ َخال ِ ًيا‪َ ،‬ف َف َ‬
‫ول َي ْو َم ا ْل ِذ َيا َم ِة‪:‬‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬إِ َّن اهللَ َي ُذ ُ‬ ‫‪َ -77‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬

‫َأ ْي َن املُْت ََحا ُّبو َن بِ َج َال َِل؟ ا ْل َي ْو َم ُأظِ ُّل ُه ْم ِيف ظِ ِِّل َي ْو َم َال ظِ َّل إِ َّال ظِ ِِّل»(‪.)4‬‬
‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ق َال اهللُ ¸‪:‬‬ ‫‪َ -74‬ع ْن ُم َعا ُذ ْب ِن َج َب ٍل ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫املُت ََحا ُّبو َن ِيف َج َال َِل ََل ْم َمنَابِ ُر ِم ْن ُن ٍ‬
‫ور َي ْغبِ ُط ُه ُم النَّبِ ُّيو َن َو ُّ‬
‫الش َهدَ ا ُء»(‪.)4‬‬ ‫ُ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )7444‬م‪.)7947‬‬


‫(‪( )4‬م ‪( ،)4511‬ظِل)‪ :‬ظل خيلذه اهلل تعاىل يوم الذيامة‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي (‪ )4489‬وصححه الشيخان وقوله (منابر من نور) أي ‪ :‬من لؤلؤ كام يف‬
‫حديث أِب الدراء اآليت‪ ،‬وتيضء نور ُا‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫باب فضْلُ احلُبِّ والتَزَاوُرِ فِي اهللِ تعالَى‬

‫اْل ْو َال ِ ِّين َق َال‪َ :‬أ َت ْي ُت َم ْس ِجدَ ِد َم ْش َق‪َ ،‬فإِ َذا َح ْل َذ ٌة فِ َيها‬
‫يس ْ َ‬‫‪َ -74‬ع ْن َأ ِِب إِ ْد ِر َ‬
‫ْح ُل ا ْل َع ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ِم ْن َأ ْص َح ِ‬
‫ني َب َّر ُاق ال َّثنَا َيا ُك َّل َام‬ ‫اب النَّبِ ِّي ﷺ‪َ ،‬وإِ َذا َش ٌّ‬
‫اب ف ِيه ْم َأك َ‬ ‫ُك ُه ٌ‬
‫ْللِ ٍ‬ ‫اخ َت َل ُفوا ِيف َ ٍ‬
‫يس َِل‪َ :‬م ْن َه َذا؟ َق َال‪َ :‬ه َذا‬ ‫شء َر ُّدو ُه إِ َىل ا ْل َفتَى‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ق ْل ُت ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ُضوا‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َغدَ ْو ُت ِم َن ا ْل َغ ِد‪.‬‬ ‫ُي ُ ُ‬ ‫ِش َف َل ْم َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم َعا ُذ ْب ُن َجبَ ٍل‪َ .‬ق َال‪َ :‬فج ْئ ُت م َن ا ْل َع ِّ‬
‫ار َي ٍة‪َ ،‬ف َر َك ْع ُت‪ُ ،‬ث َّم َ َُت َّو ْل ُت‬
‫اب ُي َص ِِّل إِ َىل َس ِ‬‫الش ِّ‬ ‫َق َال‪َ :‬ف َل ْم َ ِ‬
‫َيي ُئوا َف ُر ْح ُت َفإِ َذا َأنَا بِ َّ‬

‫إِ َل ْي ِه‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َس َّل َم َفدَ ن َْو ُت ِمنْ ُه َف ُذ ْل ُت‪ :‬إِ ِّين َألُ ِح ُّب َك ِيف اهللِ‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َمدَّ ِين إِ َل ْي ِه(‪.)7‬‬
‫ول اهللِ ﷺ‬ ‫هلل‪َ .‬ق َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬ ‫ف ُق ْل َت؟ ُق ْل ُت‪ :‬إِ ِّين َألُ ِح ُّب َك ِيف ا ِ‬ ‫َق َال‪َ :‬ك ْي َ‬

‫ور ِيف ظِ ِّل ا ْل َع ْرش‬


‫ِ ( ‪)4‬‬ ‫ول‪« :‬املُت ََحا ُّبو َن ِيف اهللَِّ َع َىل َمنَابِ َر ِم ْن ُن ٍ‬
‫ُيكِي َع ْن َر ِّب ِه ¸ َي ُذ ُ‬ ‫َْ‬
‫ام ِ‬
‫يت ُعباد َة بن الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َف َذك َْر ُت َل ُه‬ ‫َي ْو َم َال ظ َّل إِ َّال ظ ُّل ُه»‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َخ َر ْج ُت َحتَّى َلذ ُ َ َ ْ َ َّ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ُي ِكي َع ْن َر ِّب ِه ¸ َي ُذ ُ‬ ‫هلل ﷺ َ ْ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫اذ ْب ِن َج َب ٍل َف َذ َال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬‫يث مع ِ‬
‫َحد َ ُ َ‬
‫ِ‬

‫ني ِ َّيف‪َ ،‬و َح َّذ ْت َحم َ َّبتِي‬ ‫اذل ِ َ‬


‫ني ِيف‪ ،‬وح َّذ ْت َحمَبتِي ل ِ ْلمتَب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َّ‬
‫ِ ِ‬
‫« َح َّذ ْت َحم َ َّبتي ل ْل ُمت ََحا ِّب َ َّ َ َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬جذبني‪.‬‬
‫(‪ )4‬ظل خيلذه اهلل تعاىل يوم الذيامة‪.‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪79‬‬

‫ش َي ْو َم َال ظِ َّل‬
‫ور ِيف ظِ ِّل ا ْل َع ْر ِ‬
‫ل ِ ْل ُمت ََز ِاو ِري َن ِ َّيف‪َ ،‬واملُْت ََحا ُّبو َن ِيف اهللِ َع َىل َمنَابِ َر ِم ْن ُن ٍ‬

‫إِ َّال ظِ ُّل ُه»(‪.)7‬‬

‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ق َال اهللُ ¸‪َ :‬ح َّذ ْت َحمَبَّتِي‬ ‫‪َ -74‬ع ْن ُعبَا َد َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬

‫ني َّيف‪.)4(»...‬‬ ‫َاص ِ‬


‫ح َ‬ ‫ل ِ ْلمتَن ِ‬
‫ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬أ َّن َر ُج ًال َز َار َأ ًخا َل ُه ِيف‬ ‫‪َ -75‬ع ْن َأ ِِب ُهر ْير َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ع ِن رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َق ْر َي ٍة ُأ ْخ َرى‪َ ،‬ف َأ ْر َصدَ اهللُ َل ُه َع َىل َمدْ َر َجتِ ِه َم َلكًا‪َ ،‬ف َل َّام َأتَى َع َل ْي ِه َق َال‪َ :‬أ ْي َن ُت ِريدُ ؟‬
‫َق َال‪ُ :‬أ ِريدُ َأ ًخا َِل ِيف َه ِذ ِه ا ْل َذ ْر َي ِة‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ه ْل َل َك َع َليْ ِه ِم ْن نِ ْع َم ٍة ت َُر ُّ َِبا؟ َق َال‪َ :‬ال‪،‬‬
‫َغ ْ َري َأ ِّين َأ ْح َب ْبتُ ُه ِيف اهللِ ¸‪َ ،‬ق َال‪َ :‬فإِ ِّين َر ُس ُ‬
‫ول اهللِ إِ َليْ َك‪ ،‬بِ َأ َّن اهللَ َقدْ َأ َح َّب َك ك ََام‬

‫َأ ْح َب ْب َت ُه فِيه»(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أمحد (‪ )441/5‬وصححه الشيخان‪.‬‬


‫(‪ )4‬رواه أمحد (‪ )44194‬وغريه وصححه األلباين‪ ،‬وهذا ِما أوجبه اهلل تعاىل عىل نفسه‬
‫(‪( )4‬م‪ ( )4511‬فأرصد ) أي أقعده يرقبه ( عىل مدرجته ) املدرجة هي الطريق سميت بذلك‬
‫ألن الناس يدرجون عليها أي يمضون ويمشون (ت َُر ُّ َِبا) أي تذوم بإصالحها وتنهض إليه بسبب‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫بابٌ (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)‬

‫اع ِة‪َ ،‬ف َذ َال‪َ :‬متَى‬ ‫َس ‪َ :¢‬أ َّن َر ُج ًال َس َأ َل النَّبِ َّي ﷺ َع ِن َّ‬
‫الس َ‬ ‫‪َ -71‬ع ْن َأن ٍ‬
‫ِ‬
‫ب اهللََّ َو َر ُسو َل ُه‬‫ش َء‪ ،‬إِ َّال َأ ِّين ُأح ُّ‬‫ت ََل َا»‪َ .‬ق َال‪ :‬الَ َ ْ‬ ‫السا َع ُة؟ َق َال‪َ « :‬و َما َذا َأعْدَ ْد َ‬
‫َّ‬
‫ِش ٍء‪َ ،‬ف َر َحنَا بِ َذ ْو ِل‬ ‫ِ‬
‫ْت َم َع َم ْن َأ ْحبَبْ َت»‪َ .‬ق َال َأن ٌَس‪َ :‬ف َام َفر ْحنَا بِ َ ْ‬ ‫ﷺ‪َ ،‬ف َذ َال‪َ « :‬أن َ‬
‫ب النَّبِ َّي ﷺ َو َأ َبا َبك ٍْر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫النَّبِ ِّي ﷺ‪َ « :‬أن َ‬
‫ْت َم َع َم ْن َأ ْح َب ْب َت» َق َال َأن ٌَس‪َ « :‬ف َأنَا ُأح ُّ‬
‫اه ْم‪َ ،‬وإِ ْن ََل ْ َأ ْع َم ْل بِ ِم ْث ِل َأ ْع َام َِل ْم»(‪.)7‬‬
‫ون َم َع ُه ْم بِ ُح ِّبي إِ َّي ُ‬
‫َو ُع َم َر‪َ ،‬و َأ ْر ُجو َأ ْن َأ ُك َ‬

‫ِش ٍء ََل ْ َأ َر ُه ْم‬ ‫ِ‬


‫هلل ﷺ َفر ُحوا بِ َ ْ‬ ‫ول ا ِ‬‫اب رس ِ‬
‫َس ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ر َأ ْي ُت َأ ْص َح َ َ ُ‬ ‫‪َ -71‬ع ْن َأن ِ‬

‫الر ُج َل َع َىل‬ ‫ب َّ‬


‫ِ‬
‫الر ُج ُل ُُي ُّ‬
‫ول اهللَِّ‪َّ ،‬‬ ‫ِش ٍء َأ َشدَّ ِمنْ ُه‪َ ،‬ق َال َر ُج ٌل‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫َفر ُحوا بِ َ ْ‬
‫هلل ﷺ‪« :‬املَ ْر ُء َم َع َم ْن‬ ‫ول ا ِ‬‫اْلَ ْ ِري َي ْع َم ُل بِ ِه َو َال َي ْع َم ُل بِ ِم ْثلِ ِه‪َ ،‬ف َذ َال َر ُس ُ‬
‫ا ْل َع َم ِل ِم َن ْ‬

‫َأ َح َّ‬
‫ب»(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )4199‬م‪.)4147‬‬


‫(‪ )4‬رواه أبو داود (‪ )5741‬وغريه وصححه األلباين‪.‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪74‬‬

‫ت‪َ ،‬ف َذ َال‪:‬‬ ‫ال ‪َ ¢‬ق َال‪« :‬جاء َأ ْعر ِاِب جهو ِري الصو ِ‬ ‫‪َ -79‬ع ْن َص ْف َوا َن ْب َن َعس ٍ‬
‫َ َ َ ٌّ َ ْ َ ُّ َّ ْ‬ ‫َّ‬
‫ب ا ْل َذ ْو َم‪َ ،‬وملََّا َي ْل َح ْق ِ ِِب ْم‪َ ،‬ف َذ َال َر ُس ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬املَ ْر ُء َم َع‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل ُُي ُّ‬
‫َيا ُحم َ َّمدُ ‪َّ ،‬‬
‫َم ْن َأ َح َّ‬
‫ب»(‪.)7‬‬

‫هلل ﷺ‪« :‬املَ ْر ُء َم َع َم ْن َأ َح َّ‬


‫ب»(‪.)4‬‬ ‫‪ -78‬عن ابن مسعود ‪ ¢‬قال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ال َذ ْو َم َوملََّا َي ْل َح ْق‬ ‫وسى ‪َ ¢‬ق َال‪ :‬ق َيل للنَّبِ ِّي ﷺ‪َّ :‬‬
‫الر ُج ُل ُُي ُّ‬ ‫‪َ -49‬ع ْن َأ ِِب ُم َ‬
‫ِِبِ ْم؟ َق َال‪« :‬املَ ْر ُء َم َع َم ْن َأ َح َّ‬
‫ب»(‪.)4‬‬

‫يع َأ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ -47‬ع ْن َأ ِِب َذ ٍّر ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ب ا ْل َذ ْو َم‪َ ،‬و َال َي ْستَط ُ‬
‫الر ُج ُل ُُي ُّ‬
‫هلل‪َّ ،‬‬
‫ول ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َي ْع َم َل َك َع َملِ ِه ْم؟ َق َال‪َ « :‬أن َ‬
‫ب اهللَ‪،‬‬ ‫ْت َيا َأ َبا َذ ٍّر َم َع َم ْن َأ ْحبَبْ َت»‪َ ،‬ق َال‪َ :‬فإِ ِّين ُأح ُّ‬
‫هلل‬ ‫َو َر ُسو َل ُه‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬فإِن ََّك َم َع َم ْن َأ ْح َب ْب َت» َق َال‪َ :‬ف َأ َعا َد َها َأ ُبو َذ ٍّر َف َأ َعا َد َها َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬
‫ﷺ(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه الرتمذي (‪ )4545‬وأمحد (‪ )448/4‬وصححه الشيخان‪.‬‬


‫(‪( )4‬خ‪.)4149( )1718‬‬
‫(‪( )4‬خ‪( )1719‬م‪.)4147‬‬
‫(‪ )4‬رواه أبو داود (‪ )5741‬وغريه وإسناده صحي ‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫بابٌ (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)‬

‫‪َ -44‬ع ْن َجابِ ٍر ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬


‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬ا ْل َع ْبدُ َم َع َم ْن َأ َح َّ‬
‫ب»(‪.)7‬‬

‫ين َخلِيلِ ِه‪،‬‬


‫الر ُج ُل َع َىل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ -44‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ع ِن َر ُسول اهللِ ﷺ‪َّ « :‬‬
‫َف ْليَنْ ُظ ْر َأ َحدُ ُك ْم َم ْن ُخيَال ِ ُل»(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أمحد (‪ )74194‬وهو حسن لغريه‪.‬‬


‫(‪ )4‬رواه أبو داود (‪ )4944‬وغريه وصححه الشيخان‪( ،‬خيالل) يصاحب وُيب‪.‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪74‬‬

‫ِ ِ ِ‬
‫َاسا َما ُه ْم‬‫ُع َم َر ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال النَّبِ ُّي ﷺ‪« :‬إِ َّن م ْن ع َباد اهللِ َألُن ً‬ ‫‪َ -44‬ع ْن‬

‫َاِن ْم ِم َن اهللِ‬
‫الش َهدَ ا ُء َي ْو َم ا ْل ِذيَا َم ِة‪ ،‬بِ َمك ِ ِ‬
‫ُش َهدَ ا َء َي ْغبِ ُط ُه ُم(‪ْ )7‬األَنْبِيَا ُء َو ُّ‬ ‫بِ َأنْبِيَا َء‪َ ،‬و َال‬
‫( ‪)4‬‬
‫ُتا ُّبوا بِ ُروحِ اهللَِّ‬‫ْربنَا َم ْن ُه ْم؟ َق َال‪ُ « :‬ه ْم َق ْو ٌم َ َ‬ ‫ول اهللَِّ‪ُُ ،‬ت ِ ُ‬
‫َت َع َاىل»‪َ .‬قا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬

‫ور‪َ ،‬وإِ َِّن ُ ْم‬ ‫َع َىل َغ ِري َأر َحا ٍم َب ْينَ ُهم‪َ ،‬و َال َأم َو ٍ‬
‫ال َيتَ َعا َط ْو َِنَا‪َ ،‬ف َواهللَِّ إِ َّن ُو ُج َ‬
‫وه ُه ْم َلنُ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫َّاس» َو َق َر َأ َه ِذ ِه‬ ‫ُي َز ُنو َن إِ َذا َح ِز َن الن ُ‬ ‫َّاس‪َ ،‬و َال َ ْ‬ ‫اف الن ُ‬ ‫ور َال َخيَا ُفو َن إِ َذا َخ َ‬‫َع َىل ُن ٍ‬
‫ۡ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ٓ‬ ‫ٓ َّ‬
‫[سورة‬ ‫ٱّلل ِ ََل َخ ۡوف َعل ۡي ِه ۡم َوَل َه ۡم ََيزنون َ}‬
‫ْاآل َي َة {أََل َإِن َأ ۡو ِِلاء َ َ‬

‫يونس‪.)4(]14:‬‬
‫ول اهللِ ﷺ َف َل َّام َق ََض‬ ‫ك ْاألَ ْش َع ِر ِّي ‪َ ¢‬ق َال‪َ « :‬ص َّىل َر ُس ُ‬ ‫‪َ -45‬عن َأ ِِب مال ِ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اس َم ُعوا َوا ْع ِذ ُلوا‪َ ،‬وا ْع َل ُموا‬ ‫اس ْ‬
‫ِ‬ ‫َص َال َت ُه َأ ْق َب َل إِ َىل الن ِ‬
‫َّاس بِ َو ْج ِهه َف َذ َال‪َ « :‬يا َأ ُّ َهيا النَّ ُ‬
‫الش َهدَ ا ُء َع َىل ََمَال ِ ِس ِه ْم‬
‫َأ َّن هللِ ِعبَا ًدا َليْ ُسوا بِ َأنْبِيَا َء َو َال ُش َهدَ ا َء‪َ ،‬ي ْغبِ ُط ُه ْم النَّبِيُّو َن َو ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬يعظمون مكانتهم ْلاللتها‪.‬‬


‫(‪ )4‬بروح اهلل‪ :‬عىل أمره ودينه‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه أبو داود (‪ )4541‬وأبو نعيم يف احللية (‪ )5/7‬وصححه األلباين يف صحي الرتغيب‬
‫(‪.)4941‬‬
‫‪75‬‬ ‫باب مَنْزلَةُ احلبِّ يف اهللِ تعاىل يومَ القِيامَةِ‬

‫َّاس َون ََو ِاز ِع‬


‫َاء الن ِ‬‫و ُقر ِِبِم ِمن اهللِ»‪ُ .‬ثم س ِئ َل عنْهم َف َذ َال‪« :‬هم نَاس ِمن َأ ْفن ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ٌ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ْ ْ َ‬
‫ُتا ُّبوا ِيف اهللِ َوت ََصا َف ْوا ِيف اهللِ‪َ ،‬ي َض ُع اهللُ‬ ‫ا ْل َذبَائِ ِل(‪ََ )7‬ل ت َِص ْل َبيْنَ ُه ْم َأ ْر َحا ٌم ُمتَ َذ ِ‬
‫ار َب ٌة‪َ َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ََل ْم َي ْو َم ا ْل ِذيَا َم ِة َمنَابِ َر ِم ْن ُن ٍ‬
‫اِب ْم‬
‫ورا‪َ ،‬وثيَ َ ُ‬ ‫ور َفيُ ْجلِ ُس ُه ْم َع َليْ َها َفيَ ْج َع ُل ُو ُج َ‬
‫وه ُه ْم ُن ً‬ ‫ُ‬
‫َّاس َي ْو َم ا ْل ِذيَا َم ِة َو َال َي ْف َز ُعو َن‪َ ،‬و ُه ْم َأ ْولِيَا ُء اهللِ ا َّل ِذي َن َال َخ ْو ٌ‬
‫ف‬ ‫ورا‪َ ،‬ي ْف َز ُع الن ُ‬
‫ُن ً‬

‫َع َليْ ِه ْم َو َال ُه ْم َ ْ‬


‫ُي َز ُن َ‬
‫ون»(‪.)4‬‬
‫‪َ -41‬عن َأ ِِب الدَّ رد ِاء ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال النَّبِي ﷺ ‪َ « :‬ليبعثن اهلل أ ْقواما يوم ِ‬
‫الذيا َم ِة‬ ‫ً َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫الناس‪َ ،‬ل ْيسوا بأنْبِيا َء وال‬ ‫النور‪ ،‬عىل َمنابِ ِر ال ُّل ْؤ ُل ِؤ‪َ ،‬ي ْغب ُط ُهم‬ ‫يف و ِ‬
‫جوه ِه ُم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل َج ِّل ِه ْم لنا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فذال‪ :‬يا‬ ‫راِب عىل ُر ْك َبت ْي ِه‪،‬‬ ‫أع ِ ٌّ‬
‫ُش َهدا َء»‪ .‬قال‪َ :‬فج َثى ْ‬
‫َيت َِمعو َن‪ ،‬عىل‬ ‫ٍ‬
‫بائل َشتَّى‪ ،‬وبِالد َشتَّى َ ْ‬ ‫َن ْع ِر ْف ُه ْم؟ قال‪ُ « :‬هم املتَحا ُّبو َن يف اهلل ِم ْن َق َ‬

‫ِذك ِْر اهلل َي ْذ ُكرو َن ُه»(‪.)4‬‬

‫هلل ﷺ‪« :‬إِ َّن هللِ ُج َل َسا َء َي ْو َم ا ْل ِذ َيا َم ِة‬ ‫اس ~ َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫‪َ -41‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫وه ُه ْم ِم ْن‬ ‫ور‪ُ ،‬و ُج ُ‬ ‫ني ‪َ -‬ع َىل َمنَابِ َر ِم ْن ُن ٍ‬‫ش ‪َ -‬وكِ ْلتَا َيدَ ِي اهللِ َي ِم ٌ‬ ‫َع ْن َي ِم ِ‬
‫ني ا ْل َع ْر ِ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬أفناء الناس)‪ :‬غري معروفني‪( .‬نوازع الذبائل)‪ :‬أي مجاعات من قبائل شتى‬
‫(‪ )4‬رواه أمحد (‪ )44891( )44984‬وحسنه األلباين بشواهده يف الرتغيب (‪.)4941‬‬
‫(‪ )4‬رواه الطرباين كام ىف َممع الزوائد (‪ )11/79‬وصححه األلباين يف الرتغيب (‪.)4945‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪71‬‬

‫ني»‪ِ ،‬ق َيل‪َ :‬يا َر ُس َ‬


‫ول اهللِ َم ْن ُه ْم؟‬ ‫ور‪َ ،‬ليْ ُسوا بِ َأنْبِيَا َء‪َ ،‬و َال ُش َهدَ ا َء‪َ ،‬و َال ِصدِّ ِيذ َ‬
‫ُن ٍ‬

‫َق َال‪« :‬املُت ََحا ُّبو َن بِ َج َال ِل اهللِ َتبَ َار َك َت َع َاىل»(‪.)7‬‬

‫اد اهللِ ِعبَا ًدا‬‫هلل ﷺ‪« :‬إِ َّن ِمن ِعب ِ‬


‫ْ َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫‪َ -49‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهللِ؟ َق َال‪:‬‬ ‫الش َهدَ ا ُء»‪ِ ،‬ق َيل‪َ :‬م ْن ُه ْم َيا َر ُس َ‬ ‫َليْ ُسوا بِ َأنْبِيَا َء‪َ ،‬ي ْغبِ ُط ُه ُم ْاألَنْبِيَا ُء َو ُّ‬
‫ور َع َىل َمنَابِ َر‬
‫وه ُه ْم ُن ٌ‬
‫اب‪ُ ،‬و ُج ُ‬ ‫ور اهللَِّ ِم ْن َغ ْ ِري َأ ْر َحا ٍم َو َال انْتِ َس ٍ‬
‫ُتا ُّبوا بِنُ ِ‬‫« ُه ْم َق ْو ٌم َ َ‬
‫َّاس»‪ُ ،‬ث َّم َق َر َأ‪:‬‬‫ُي َز ُنو َن إِ َذا َح ِز َن الن ُ‬
‫َّاس‪َ ،‬و َال َ ْ‬
‫اف الن ُ‬ ‫ور‪َ ،‬ال َخيَا ُفو َن إِ َذا َخ َ‬ ‫ِم ْن ُن ٍ‬
‫ُ ۡ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٓ َّ‬ ‫ٓ َّ‬
‫ٱّلل ََِلَخ ۡوفَعل ۡي ِه ۡمَوَلَه ۡمََيزنونَ} [سورة يونس‪.)4(]14:‬‬
‫{أَلَإِنَأ ۡو ِِلاءَ َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه الطرباين (‪ )74191‬وغريه وصححه األلباين يف الرتغيب (‪.)4944‬‬


‫(‪ )4‬رواه النسائي يف الكربى (‪ )77441‬وابن حبان (‪ )514‬وغريُها‪ ،‬وصححه األلباين يف‬
‫أيضا‪.‬‬
‫الرتغيب (‪ )4944‬وهو يف الصحي املسند لشيخنا ً‬
‫‪71‬‬ ‫بابٌ إذا أَحَبَّ اهللُ تعاىل عَبْدًا حّبَّبّهُ إىل عِبادِهِ‬

‫الصَّالِحنيَ‬
‫ب َع ْبدً ا َد َعا‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬إِ َّن اهللَ إِ َذا َأ َح َّ‬ ‫‪َ -48‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫الس َام ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُف َالنًا َف َأح َّب ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬فيُح ُّب ُه ج ْ ِرب ُيل‪ُ ،‬ث َّم ُينَادي ِيف َّ‬
‫ِ‬
‫ِج ْ ِرب َيل َف َذ َال‪ :‬إِ ِّين ُأح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫وض ُع َل ُه ا ْل َذبُ ُ‬ ‫الس َامء‪َ ،‬ق َال ُث َّم ُي َ‬‫ب ُف َالنًا َف َأحبُّو ُه‪َ ،‬فيُحبُّ ُه َأ ْه ُل َّ‬‫ول‪ :‬إِ َّن اهللَ ُُي ُّ‬
‫َفيَ ُذ ُ‬
‫ول‪ :‬إِ ِّين ُأ ْب ِغ ُض ُف َالنًا َف َأ ْب ِغ ْض ُه‪َ ،‬ق َال‬
‫ض‪َ ،‬وإِ َذا َأ ْب َغ َض َعبْدً ا َد َعا ِج ْ ِرب َيل َف َي ُذ ُ‬
‫ِيف ْاألَ ْر ِ‬

‫الس َام ِء إِ َّن اهللَ ُيبْ ِغ ُض ُف َالنًا َف َأ ْب ِغ ُضو ُه‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َفيُبْغ ُض ُه ج ْ ِرب ُيل‪ُ ،‬ث َّم ُينَادي ِيف َأ ْه ِل َّ‬
‫ِ‬

‫ض»(‪.)7‬‬ ‫َفيُبْ ِغ ُضو َن ُه‪ُ ،‬ث َّم ُت َ‬


‫وض ُع َل ُه ا ْلبَ ْغ َضا ُء ِيف ْاألَ ْر ِ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )1495‬م‪ )4141‬واللفظ له‪.‬‬


‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪79‬‬

‫َس ُه َأ ْن ََيِدْ َح َال َو َة‬ ‫‪َ -49‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬م ْن َ َّ‬
‫ب املَْ ْر َء َال ُُيِبُّ ُه إِ َّال هللِ»(‪.)7‬‬ ‫اإليام ِن‪َ ،‬ف ْلي ِ‬
‫ح ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ َ‬
‫ب املَْ ْر َء ‪َ ،‬ال ُُيِبُّ ُه إِ َّال‬ ‫ِ‬ ‫ويف رواية أمحد‪« :‬من َأحب َأ ْن ََيِدَ َطعم ْ ِ ِ‬
‫اإل َيامن ‪َ ،‬ف ْليُح َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫َس ُه)‪.‬‬
‫هللِ عز وجل » وقال بعضهم ( َم ْن َ َّ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أمحد (‪ )1811‬واحلاكم (‪ ، 44/7‬رقم ‪ )4‬وغريه وحسنه األلباين يف الرتغيب‬


‫(‪.)4974‬‬
‫‪78‬‬ ‫باب حالوة اإلميان يف احلبِّ هللِ تعاىل‬

‫اب َر ُج َال ِن ِيف اهللِ إِ َّال كَا َن‬ ‫هلل ﷺ‪َ « :‬ما َ َ‬
‫ُت َّ‬ ‫‪َ -47‬ع ْن َأن ِ‬
‫َس ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬

‫احبِ ِه»(‪.)7‬‬
‫َأحبهام إِ َىل اهللِ َأ َشدُّ ُُها حبا لِص ِ‬
‫َ ُ ًّ َ‬ ‫َ َّ ُ َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه الطرباين يف األوسط (‪ ،)4988‬والبخاري يف األدب املفرد (‪ ، )544‬وابن حبان‬


‫يحة‪ 459 :‬الرتغيب (‪.)4974‬‬ ‫ِ‬ ‫حي ْ ِ‬
‫(‪ ، )511‬وصححه األلباين يف ص ِ‬
‫الصح َ‬
‫اْلَامع‪َّ ،5584 :‬‬ ‫َ‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪49‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهللِ َص َّىل اهللُ‬ ‫ض اهللُ َت َع َاىل َعنْ ُه َق َال‪َ :‬أ َخ َذ َر ُس ُ‬ ‫‪َ -44‬ع ْن ُم َعاذ ْب ِن َج َب ٍل َر َ‬
‫َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َي ْو ًما بِ َي ِدي ُث َّم َق َال‪َ « :‬يا ُم َعا ُذ‪َ ،‬واهللِ إِ ِّين َألُ ِح ُّب َك»‪َ ،‬ف َذ َال َل ُه ُم َعا ٌذ‪ :‬بِ َأ ِِب‬
‫يك َيا ُم َعا ُذ‪َ ،‬ال تَدَ َع َّن ِيف‬ ‫وص َ‬ ‫ول اهللِ‪ ،‬و َأنَا واهللِ ُأ ِحب َك‪َ .‬ف َذ َال‪ُ " :‬أ ِ‬ ‫َو ُأ ِّمي َيا َر ُس َ‬
‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫ول‪« :‬الل ُه َّم َأ ِعنِّي َع َىل ِذك ِْر َك َو ُشك ِْر َك َو ُح ْس ِن ِع َبا َدتِ َك»‪،‬‬ ‫ُد ُب ِر ُك ِّل َص َال ٍة َأ ْن َت ُذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َأ ُبو‬ ‫مح ِن‪َ ،‬و َأ ْو َ‬ ‫الصنَابِح ُّي َأ َبا َع ْبد َّ‬
‫الر ْ َ‬ ‫ص ُّ‬ ‫الصنَابِح َّي‪َ ،‬و َأ ْو َ‬ ‫ص بِه ُم َعا ٌذ ُّ‬ ‫َو َأ ْو َ‬
‫مح ِن املُْ ْذ ِر َئ(‪.)7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْ َ‬‫ص َحيْ َو ُة َأ َبا َعبْد َّ‬ ‫ص ُع ْذبَ ُة َحيْ َوةَ‪َ ،‬و َأ ْو َ‬ ‫مح ِن ُع ْذبَ َة‪َ ،‬و َأ ْو َ‬
‫الر ْ َ‬
‫َع ْبد َّ‬
‫ول اهللِ ﷺ إِ ْذ َم َّر‬ ‫ك ‪َ ¢‬ق َال‪ُ :‬كن ُْت َجالِسا ِعنْدَ رس ِ‬ ‫َس ب ِن مال ِ ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫‪َ -44‬ع ْن َأن ِ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َر ُج ٌل‪ ،‬ف َذ َال َر ُج ٌل ِم َن ا ْل َذ ْو ِم‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫الر ُج َل هللِ‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫ب َه َذا َّ‬ ‫هلل إِ ِّين َألُح ُّ‬‫ول ا َِّ‬
‫اك؟»‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ال‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬ف ُذ ْم َأ ْعلِ ْم ُه»‪َ ،‬ف َذا َم إِ َل ْي ِه‪َ ،‬ف َأ ْع َل َم ُه‪َ ،‬ف َذ َال‪:‬‬ ‫« َه ْل َأ ْع َل ْمتَ ُه َذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأ َح َّب َك ا َّلذي َأ ْح َب ْبتَني َل ُه‪ُ [ ،‬ث َّم َر َج َع إِ َىل النَّبِ ِّي ﷺ َف َأ ْخ َ َ‬
‫رب ُه بِ َام َق َال‪َ ،‬ف َذ َال النَّبِ ُّي‬

‫ْت َم َع َم ْن َأ ْحبَبْ َ‬
‫ت‪َ ،‬و َل َك َما ْ‬
‫احت ََسبْ َت»](‪.)4‬‬ ‫ﷺ‪َ « :‬أن َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أمحد (‪ )44778‬وأبو داود (‪ )7544‬وصححه الشيخان‪ ،‬واملراد بالصالة الفرائض‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه أبو داود (‪ )5745‬وأمحد (‪ )74574‬وعبد الرزاق (‪ )49478‬وما بني املعكوفني له‬
‫وغريهم وصححه الشيخان‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫باب إذَا أحْبَبَتَ مُسلِمًا هللِ تعالَى فأخْبِرْهُ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل‬
‫ب َّ‬‫‪َ -44‬ع ِن املْ ْذدَ ا ِم ْب ِن َم ْعدي ك َِر َب ‪َ ،¢‬ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال‪« :‬إِ َذا َأ َح َّ‬
‫رب ُه َأ َّن ُه ُُيِبُّ ُه»(‪.)7‬‬
‫خِْ‬‫َأ َخا ُه َف ْليُ ْ‬
‫ِ‬
‫ب َه َذا هللِ‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫ول اهللَِّ إِ ِّين َألُح ُّ‬ ‫‪َ -45‬ع ِن ا ْب ِن ُع َم َر ~ َق َال‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫اك»‪َ ،‬ق َال‪َ :‬فا َّت َب ْع ُت ُه َف َأ ْد َر ْك ُت ُه‬ ‫اك َأ َخ َ‬‫اك؟» ُق ْل ُت‪َ :‬ال‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬ف َأ ْعلِ ْم َذ َ‬ ‫« َف َه ْل َأ ْع َل ْمتَ ُه َذ َ‬
‫َف َأ َخ ْذ ُت بِ َمن ِْكبِ ِه َف َس َّل ْم ُت َع َل ْي ِه‪َ ،‬و ُق ْل ُت‪َ :‬واهللِ إِ ِّين َألُ ِح ُّب َك هللِ‪َ ،‬ق َال ُه َو‪َ :‬واهللِ إِ ِّين‬

‫َألُ ِح ُّب َك هللِ‪ُ ،‬ق ْل ُت‪َ :‬ل ْو َال َأ َّن النَّبِ َّي ﷺ َأ َم َر ِين َأ ْن ُأ ْعلِ ُم َك ََل ْ َأ ْف َع ْل(‪.)4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬رواه أبو داود (‪ )5744‬وصححه الشيخان‪ ،‬وفائدة هذا اإلخبار هو زيادة األخوة واملحبة‬
‫من اْلانبني‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه ابن حبان (‪ )518‬وصححه األلباين واألرناءوط‪.‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪44‬‬

‫ني ِيف‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬مثَ ُل املُْ ْؤ ِمن ِ َ‬ ‫‪َ -41‬ع ِن النُّ ْع َام ِن ْب ِن َب ِش ٍري ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫اْلَ َس ِد إِ َذا ْاشتَكَى ِمنْ ُه ُع ْض ٌو تَدَ ا َعى َل ُه‬‫امحِ ِه ْم‪َ ،‬و َت َعا ُط ِف ِه ْم َك َمثَ ِل ْ‬
‫ت ََوا ِّد ِه ْم‪َ ،‬وت ََر ُ‬
‫الس َه ِر َو ْ‬ ‫سائِر ْ ِ‬
‫احلُ َّمى»(‪.)4‬‬ ‫اْلَ َسد بِ َّ‬ ‫َ ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪« :‬املُْ ْؤ ِمن ل ِ ْلم ْؤ ِم ِن كَا ْلبنْي ِ‬
‫ان‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫وسى ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫‪َ -41‬ع ْن َأ ِِب ُم َ‬
‫َي ُشدُّ َب ْع ُض ُه َب ْع ًضا»(‪.)4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هلل ﷺ‪َ « :‬ال ُي ْؤم ُن َأ َحدُ ُك ْم َحتَّى ُُي َّ‬
‫ب‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َس ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬‫‪َ -49‬ع ْن َأن ٍ‬

‫ب لِنَ ْف ِس ِه» زاد النسائي‪ِ « :‬م َن ْ‬


‫اْلَ ْ ِري»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ألَخيه َما ُُي ُّ‬
‫اسدُ وا‪َ ،‬و َال‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ال َ َ‬
‫ُت َ‬ ‫‪َ -48‬ع ْن َأ ِِب ُه َر ْي َر َة ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫َاج ُشوا‪َ ،‬و َال َت َبا َغ ُضوا‪َ ،‬و َال تَدَ ا َب ُروا‪َ ،‬و َال َيبِ ْع َب ْع ُض ُك ْم َع َىل َب ْي ِع َب ْع ٍ‬
‫ض‪َ ،‬و ُكو ُنوا‬ ‫َتن َ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )7‬أن احلب يف اهلل والبغض يف اهلل له لوازم ومذتضيات ‪ ،‬فالزم احلب يف اهلل ‪ :‬كالنص‬
‫للمسلمني ونرصهتم والذب عنهم ومواساهتم ‪ ،‬واَلجرة من دار الكفر إىل دار اإلسالم‪ ...‬ا‪.‬هـ‬
‫(‪( )4‬خ‪( )1977‬م‪ )4591‬واللفظ للبخاري‪.‬‬
‫(‪( )4‬خ‪( )1941‬م‪.)4595‬‬
‫أيضا (‪ )74148‬وغريه‪.‬‬
‫(‪( )4‬خ‪( )74‬م‪ .)45‬والنسائي (‪ )5944‬والزيادة عند أمحد ً‬
‫‪44‬‬ ‫صِفَةُ احلبِّ يف اهللِ تعاىل()‬

‫ُي ِذ ُر ُه التَّ ْذ َوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫عبَا َد اهللِ إِ ْخ َوانًا املُْ ْسل ُم َأ ُخو املُْ ْسل ِم‪َ ،‬ال َي ْظل ُم ُه َو َال َخي ُْذ ُل ُه‪َ ،‬و َال َ ْ‬
‫ِ‬

‫ُي ِذ َر َأ َخا ُه املُْ ْسلِ َم‪،‬‬


‫الرش َأ ْن َ ْ‬
‫هاهنَا ‪ -‬وي ِشري إِ َىل صدْ ِر ِه َث َال ًثا ‪ -‬بِحس ِ ِ ٍ ِ‬
‫ب ا ْمرئ م َن َّ ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ُك ُّل املُْ ْسلِ ِم َع َىل املُْ ْسلِ ِم َح َرا ٌم‪َ ،‬د ُم ُه‪َ ،‬و َما ُل ُه‪َ ،‬و ِع ْر ُض ُه»(‪.)7‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬م‪.)4514‬‬
‫األربعون يف احلب يف اهلل‬ ‫‪44‬‬

‫الصال ِ ِ ‪،‬‬
‫يس َّ‬ ‫اْلَلِ ِ‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬مثَ ُل ْ‬ ‫وسى ‪َ ¢‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫‪َ -49‬ع ْن َأ ِِب ُم َ‬
‫ُي ِذ َي َك‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يس السو ِء‪ ،‬ك ِ ِ ِ‬ ‫و ْ ِ‬
‫َحام ِل املْ ْسك‪َ ،‬ونَافخِ ا ْلك ِري‪َ ،‬ف َحام ُل املْ ْسك‪ :‬إِ َّما َأ ْن ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫اْلَل ِ َّ ْ‬ ‫َ‬
‫ُي ِر َق ثِيَا َب َك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيا َطيِّبَ ًة‪َ ،‬ونَاف ُخ ا ْلك ِري‪ :‬إِ َّما َأ ْن ُ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإِ َّما َأ ْن َتبْتَا َع منْ ُه‪َ ،‬وإِ َّما َأ ْن ََتدَ منْ ُه ِر ً‬
‫ِ‬
‫َوإِ َّما َأ ْن ََتدَ ِر ً‬
‫ُيا َخبِيثَ ًة»(‪.)7‬‬

‫قال بعض السلف‪« :‬من أخفى عنا بدعته َل ُتف علينا ألفته»‪.‬‬

‫تم وهلل احلمد واملنة‬


‫وصىل اهلل وسلم عىل حممد وآله وصحبه‬

‫غفر اهلل تعاىل له ولوالديه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪( )7‬خ‪( )5544‬م‪.)4149‬‬


‫‪45‬‬ ‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪5‬‬ ‫املذدمة‬
‫‪1‬‬ ‫باب احلب يف اهلل تعاىل‬
‫‪1‬‬ ‫احلب يف اهلل تعاىل من عالمة اإليامن‬
‫‪9‬‬ ‫فضل احلب والتزاور يف اهلل تعاىل‬
‫‪74‬‬ ‫(أنت مع من أحببت)‬
‫‪74‬‬ ‫منزلة احلب يف اهلل يوم الذيامة‬
‫‪71‬‬ ‫إذا أحب اهلل عبدً ا حببه إىل عباده الصاحلني‬
‫‪79‬‬ ‫حالوة اإليامن‬
‫‪78‬‬ ‫حمبة اهلل تعاىل ملن أحب هلل‬
‫‪49‬‬ ‫مسلام هلل تعاىل فأخربه‬
‫ً‬ ‫إذا أحببت‬
‫‪44‬‬ ‫صفة احلب يف اهلل تعاىل‬
‫‪44‬‬ ‫اْلامتة‬
‫‪45‬‬ ‫الفهرس‬

You might also like