Professional Documents
Culture Documents
السياسة النقدية والتضخم
السياسة النقدية والتضخم
:كلية
:شعبة
:مادة
:عنوان البحث
* *
مقدمــة
الخاتمـــة
المصادر و المراجع
مقدمة:
تعد السياسة النقدية من أهم األدوات الخاصة بتحقيق االستقرار والتوازن االقتصادي العام ،حيث أنها من أكثر
الوسائل استعماال في السياسة االقتصادية ،ولكن نجاحها مرتبط بمدى دقة وحسن التعامل معها.
والسياسة النقدية أخذت في األوقات الحالية مكانة هامة بين السياسات االقتصادية األخرى وأصبح دورها حاسم في
التأثير على مختلف التغيرات االقتصادية ويظهر ذلك بوضوح من خالل االرتباط بالمشاكل االقتصادية كالتضخم
وتدهور العمالت المحلية بالحلول النقدية وفي هده الحالة عندما تتوفر الظروف المالئمة للسياسة النقدية تتدخل
بإجراءاتها وأدواتها ومنهجيتها لتكييف عرض النقود مع مستوى النشاط االقتصادي ،ومن ذلك تعمل السياسة النقدية في
التأثير على التضخم من خالل األدوات الكمية والكيفية للسياسة النقدية
فالتضخم واحدا من هم مؤشرات الوضع االقتصادي ،مثله مثل أي حالة أو ظاهرة اقتصادية وال يعتبر بالضرورة
حالة مرضية إال بعد أن يتجاوز حدوده ،كما يعتبر انخفاض معدالت التضخم وثباتها على معدالت متدنية $حالة صحية
بالضرورة ،ألن قراءة واقع التضخم الستيضاح ما يشير إليه رهن الظروف المرافقة له.
والمعروف أن التضخم مؤشر تكمن خلفه حقائق قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية ،وبالتالي فإنه يجب السيطرة على
التضخم قبل أن يصل مستوى الخطورة رهن أسبابه ،فالتضخم ظاهرة اقتصادية تصيب اقتصاديات البلدان النامية على
السواء ،ويزداد التضخم على اقتصاديات البلدان كلما توافـرت البيئة المناسبة لتنامي الضغوط التضخمية في االقتصاد
والتي تعتمد $في تأثيرها على مجموعة من العوامل والمتغيرات التي تساهم في تغذية الضغوط التضخمية ودفع مستويات
األسعار المحلية نحو االرتفاع.
واستهداف التضخم يتطلب توفر سياسة اقتصادية محكمة قادرة على الجمع والمالئمة بين أدواتها المختلفة ،وفي إطار
هذه العملية التصحيحية نجد معظم هذه الدول تسعى في المقام األول إلى جعل السياسات االقتصادية بصفة عامة
والسياسة النقدية بصفة خاصة في مسارها الصحيح حتى تتمكن من تحقيق األهداف المسطرة بدرجة أكبر من الدقة
والفعالية ومزيد من الشفافية واإلصالح.
2
المبحث األول :تعريف السياسة النقدية ،أهدافها وأدواتها:
لقد نشب هناك اختالف في تعريف السياسة النقدية ،إال أن هناك اتفاق حول العناصر المكونة لها ،ولهذا سنكتفي ببعض
المفاهيم لهذه السياسة.
التعريف األول :السياسة النقدية هي مجموع اإلجراءات التي تتخذها الدولة في إدارة 1كل من النقود و االئتمان و تنظيم
السيولة العامة لالقتصاد؛
التعريف الثاني :هي مجموع اإلجراءات التي تتخذها السلطة النقدية في المجتمع ،بغرض الر قابة على االئتمان و
التأثير عليه بما يتفق وتحقيق األهداف االقتصادية التي تصبوا 2إليها الحكومة
التعريف الثالث :هي اإلستراتيجية المثلى أو دليل العمل الذي تنتهجه السلطات النقدية من أجل المشاركة الفعالة في
توجيه مسار الوحدات االقتصادية الوطنية نحو تحقيق النمو الذاتي المتوازن عن طريق زيادة الناتج القومي بالقدر الذي
يضمن للدولة الوصول إلى حالة من االستقرار النسبي لألسعار 3من التعريفات السابقة يمكن استخالص أبرز العناصر
المكونة للسياسة النقدية والتي تتمثل في مجموع اإلجراءات التي تتغير مع الوقت ،وبتغير الوضع وأهداف السياسة
االقتصادية .وا أي أثر على هذه العناصر تتمثل في مجموع أدواتها وقنوات انتقالها وأهدافها ،حداث االقتصاد يكون
من خالل استقرار المستوى العام لألسعار ،ومعدالت الفائدة ،وكل هذا في ظل وجود سلطة مشرفة على إدارة السياسة
النقدية والمتمثلة في السلطات النقدية )البنك المركزي مثال(.
يعمل البنك المركزي على تحديد أهداف السياسة النقدية من أجل تحقيق االستقرار النقدي بالتأثير على حجم االئتمان،
وذلك باختياره للوسائل المساعدة على التدخل في نشاط البنوك والمؤسسات المالية ،وتوجيهها واإلشراف عليها حيث
يعتبر التحكم في الكتلة النقدية من المهام البارزة للسياسة النقدية باعتبارها إحدى الوسائل المستخدمة لبلوغ األهداف
االقتصادية الكبرى .ويمكن للسياسة النقدية أن تحقق أهدافها بزيادة وتعبئة الموارد الحقيقية لتمويل المشاريع ذات
المردودية $العالية ،فأهداف السياسة النقدية تتباين من اقتصاد أخر باعتبارها جزء من السياسة االقتصادية ،فأهدافها في
الدول المتقدمة تختلف عن أهدافها في الدول النامية ،وهذا ما سنوضحه في هذا المطلب.
بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ،2114 ،ط ،2ص.002 1
Bherrckand c . p kindle bajer Economic Development . HeGTaw . Hill Book. Company . 1985. pp 340 – 36 2
1
احمد مصطفى فريد ،سهير محمد السيد حسن،السياسات النقدية والبعد الدولي لليورو ،مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ، 0222،ص.93 3
احمد مصطفى فريد ،سهير محمد السيد حسن،مرجع سلبق ،ص .14 4
2
تحقيق حجم من اإلنتاج في مستوى االستخدام األمثل والشامل ،والعمل على المحافظة على هذا المستوى وذلك
باألخذ بعين االعتبار عوامل النمو االقتصادية وما يصاحب ذلك من توسيع في مستوى اإلنتاج والدخل.
العمل على ثبات واستقرار األسعار.
تحقيق التوازن الخارجي كاستقرار سعر الصرف األجنبي للعملة الوطنية في مستوى االستخدام الشامل .ويمكن
إجمال هذه األهداف في عبارة موجزة وهي تحقيق التوازن الداخلي والخارجي لالقتصاد.
يعتقد الكثير من االقتصاديين في الدول المتقدمة اقتصاديا أن باستطاعة السياسة النقدية أن تعمل على تحقيق استقرار
النشاط االقتصادي وثباته ،ولكنهم يختلفون في ذلك فمنهم من يرى أن السياسة النقدية يجب أن تهدف فقط إلى خلق
تقلبات في مستوى أسعار ثابتة بصورة مطلقة بينما يعتقد آخرون أن هذه السياسة يجب أن تميز بين االستعمال االئتماني
1
واالستعمال المضارب للنقود.
إن األهداف األساسية لسياستها االقتصادية )ومن بينها السياسة النقدية ( تتركز في خدمة أهداف التنمية وتوفير التمويل
الذاتي الالزم لها .غير أن قلة الموارد المالية وتخلف االقتصاد الوطني واختالل بنيانه إلى جانب تخلف النظام المصرفي
القائم ومحدودية نطاقه وتأثيره فضال عن قلة المؤسسات المالية المصرفية ومحدودية نشاطها ،أدى إلى محدودية
السياسة النقدية وبالتالي التأثير على دورها في تحقيق األهداف التي تسعى إليها ،خاصة االقتصادية منها .ويتطلب تطوير
هذه الدول ودعم تنميتها $،تطوير أجهزتها المصرفية واالئتمانية لتتفق مع ظروف هذه الدول االقتصادية واالجتماعية
ومتطلبات تنميتها ،ووضع السياسات المناسبة لتنظيم هذه األجهزة وتوجيه نشاطها نحو خدمة أهداف التنمية االقتصادية
وباقي األهداف األخرى للمجتمع .وعليه فإنه لتحقيق التطور المناسب يجب تطبيق األسس التالية:
إصالح النظم االقتصادية وما يتطلبه من دعم الدولة للبنك المركزي وأحكام رقابته على نشاط البنوك -
والمؤسسات المالية خاصة في مجال التسهيالت االئتمانية من حيث نطاقها وأجالها وصورها المختلفة.
توفير المدخرات الكافية وتوجيهها نحو االستثمار المرغوب فيه ،وما يستلزمه ذلك من توفير المؤسسات -
العاملة في هذا المجال ،على اختالف أنواعها ومستوياتها بالقدر الكافي وانتشار ميادين أعمالها في كافة
األقاليم.
إتباع السياسات النقدية المناسبة لألوضاع االقتصادية وخطط وبرامج التنمية حتى ال تحدث اختالالت نقدية -
تؤثر على مسار التنمية $وعلى توزيع الموارد في المجتمع.
إن النظام المصرفي والنقدي اإلسالمي هدفه كهدف أي نظام اخر يساهم في تحقيق األهداف االجتماعية واالقتصادية
العامة لإلسالم ،إضافة إلى ذلك تحقيق الوظائف الخاصة به كنظام قائم بذاته $،هذه الوظائف واألهداف يمكن حصرها في
ما يلي:
-بدرة العيساوي .نجاة ولد خصام .دراسة السياسة النقدية في ظل األوضاع االقتصادية /رسالة دكتورا .المركز الجامعي بالمدية -دفعة 1
2114ص 17
2
- 1الرفاهية االقتصادية والعمالة الكاملة ومعدل أمثل للنمو االقتصادي :إن االستخدام الكامل للموارد البشرية بالطريقة
الفعالة هو من أهداف اإلسالم األساسية ألنه يساعد على تحقيق الرفاهية االقتصادية ،ويعطي اإلنسان كرامته كما أن
االستخدام األمثل للموارد المالية المتوفرة لإلنسان هو هدف مهم في اإلسالم ،ألنها وجدت لتحقيق رفاهيته وتتطلب
استغالل فعال وعقالنيا دون تبذير أو إسراف لتقوم بهذا الدور الذي وجدت من أجله وليس اإلسالم دين عسر بل يسر
ينظر إلى الحياة بمنظار إيجابي يؤمن بأن للناس الحق في أن يعيشوا حياة تتجاوب مع كونهم خلفاء اهلل في األرض،
لذا أجمع علماء الشريعة على أن هدفها األساسي هو تحقيق مصلحة البشرية وتقليل مصاعبها ومشاكلها ،وأن تطبيق هذا
التصور على السياسة النقدية يعني السعي إلى رفاهية اإلنسان بتحقيق جميع حاجاته ،وبالقضاء على جميع مصادر
المصاعب والمعطالت التي تعترضه ،وتحسين حياته باإلضافة إلى هذا فإن األهداف تعتبر فضائل في اإلسالم مأجور
من تحقيقها.
- 2العدالة االقتصادية والتوزيع المنصف للدخل والثروة :إن تحقيق أهداف العدالة االقتصادية واالجتماعية والتوزيع
اإلسالمي المنصف للدخل والثروة هي جزء ال يتجزأ من الدعائم األخالقية لإلسالم التي بنيت على أساس اإلنصاف
واألخوة اإلسالمية ،حيث سعى اإلسالم على اقتالع جذور التفاوت الطبقي ،من حيث اتخاذه لذلك وسائل وأدوات كالزكاة
والتحويالت ووسائل إضافية أخرى للمزيد من تخفيف حدة التفاوت وعلى أساس ذلك فمن المهم جدا أن يتظافر النظام
المصرفي والنقدي وكذلك السياسات المتعلقة بها مع هذه القيم اإلسالمية.
- 3االستقرار في قيمة النقود 1:إن االستقرار في قيمة النقود هدف إسالمي ،ذلك أن اإلسالم يولي أهمية قصوى على
األمانة والعدالة في جميع المعادالت ،في حين أن التضخم يضر بالعدالة االجتماعية والرفاهية العامة ،وهو يمنع النقود
من أداء وظائفها المعروفة وكذلك يجعلها معيارا غير منصف للمدفوعات اآلجلة ومستودعا للقيمة غير موثوق به ،كل
ذلك يتنافى مع اإلسالم وفوق ذلك يتناقض التضخم مع مبدأ العدالة الذي يرتكز عليه النظام اإلسالمي.
- 4توظيف المدخرات النقدية :إن اإلسالم ينهي عن اكتناز النقد لكونه أداة التبادل العامة ،وألن اكتنازه هو الذي يظهر
فيه أثر النهي ،أما غير النقد فيعد جمعه احتكار.
- 1تحقيق االستقرار النقدي :تسعى السياسة النقدية إلى تحقيق استقرار نقدي عن طريق محاولة الحفاظ على استقرار
المستوى العام لألسعار فأي تغيير في هذا األخير من شأنه إحداث تغيرات على قيمة العملة الوطنية على المستوى
المحلي ،وبالتالي فهي تسعى إلى محاولة كبح الضغوط التضخمية التي تهدد أي اقتصاد يمكن أن تظهر فيه ،إال أنه ال
بد من التنبيه إلى أن هناك ارتفاعات في األسعار تكون مقبولة من الناحية االقتصادية $،إذ تساعد على توسيع وزيادة
النشاط االقتصادي خاصة في البلدان ذات النظام االقتصادي الحر آل انخفاض األسعار سيؤدي إلى حالة من الركود في
االقتصاد ،ويمكن حصر أهم اآلثار التي تتركها تغيرات األسعار باالرتفاع على المستوى االقتصادية واالجتماعي في
الجوانب التالية:
2
1-1األثر على توزيع الدخل القومي :وذلك من خالل انخفاض األجر الحقيقي ألصحاب الدخول الثابتة وارتفاع نسبي
ألصحاب الدخول الحرة أو المتغيرة من الدخل القومي نتيجة لالرتفاع المتزايد والمستمر في األسعار.
1-2األثر على التشغيل :حيث يؤدي االرتفاع في األسعار إلى توجيه رأس المال واأليدي العاملة إلى األنشطة غير
اإلنتاجية ،وخاصة في مجاالت المضاربة التي توفر أرباحا سريعة بالقياس إلى األرباح التي يمكن تحقيقها في القطاعات
اإلنتاجية.
1-3األثر على ميزان المدفوعات :حيث يظهر من خالل تزايد ارتفاع األسعار الذي يؤدي إلى انخفاض حجم
الصادرات وزيادة حجم الواردات مما ينعكس بصورة عجز في ميزان المدفوعات ،ال سيما وان أسعار المواد األولية
الصادرة من البلدان النامية تكون معرضة لالنخفاض ،مما يؤدي في النهاية إلى تفاقم عجز الميزان التجاري ومن ثم
ميزان المدفوعات.
1-4األثر على الديون :حيث أن ارتفاع األسعار وانخفاض قيمة النقود يؤدي إلى استفادة المدين $وتضرر الدائن.
1-5األثر على اإلنتاج :يحقق المنتجون أرباحا كبيرة نتيجة لتزايد ارتفاع األسعار ،إذ تدفعهم الزيادات في األسعار
إلى زيادة حجم اإلنتاج ،ومن ثم زيادة أرباحهم كما أن أسعار منتجاتهم المخزنة قبل الزيادات الجديدة في األسعار تحقق
لهم أرباحا إضافية عند بيعها في الفترات التي تشهد تزايدا مستمرا في األسعار ومن خالل هذه اآلثار يمكن ما لحظة
أهمية االستقرار النسبي وليس المطلق في كمية النقود وكهدف ينبغي أن تسعى لتحقيقه السياسة االقتصادية والسياسة
النقدية في معظم البلدان وعلى اختالف درجة تطور نظامها االقتصادي ،واختالف طبيعته االجتماعية.
- 2تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات :تهدف السياسة النقدية لتحقيق التوازن في ميزان المدفوعات ومعالجة الخلل
الذي قد يطرأ من فائض أو عجز عن طريق تحقيق موازنة بين التدفقات المالية من النفقات واإليرادات العامة على
مستوى االقتصاد الكلي ،وكذا الموازنة بين االستثمار واالستهالك من جهة أخرى مع تحقيق نوع من االستقرار في
العملة.
- 3القضاء على البطالة :تهدف السياسة النقدية إلى الوصول إلى التشغيل الكامل في جميع القطاعات ،وعليه يمكن
القول أن أهداف السياسة النقدية كل هدف يكمل األخر ،ومن خالل هذه األهداف يتضح لنا أن للسياسة النقدية جانبين،
1
جانب االستثمار وجانب االدخار.
3-1االدخار :جمع وتعبئة المدخرات المحلية بواسطة المؤسسات المالية والمصرفية القائمة على رفع سعر الفائدة على
االدخار لزيادة الدخل القومي.
3-2االستثمار :زيادة نسبة االستثمار إلى إجمالي الدخل القومي ،والتي تؤدي إلى زيادة حجم الناتج القومي.
تشمل أدوات السياسة النقدية على نوعين من الوسائل ،مباشرة وغير مباشرة
2
الفرع األول :األدوات غير المباشرة :وتتضمن ما يلي :
- 1أداة سعر الخصم وسعر الفائدة 1 :ترجع أهمية كل من سعر الخصم وسعر الفائدة إلى أن أسعارها قصيرة األجل
تأثر في السوق النقدية ،بل أن كال منهما يعتبر أحد مظاهر التعبير عن هذه األسعار ،ولهذا يمكن القول أن هناك عالقة
طردية تربط بين كل من سعر الخصم وسعر الفائدة وأسعار الفائدة قصيرة األجل .فإذا ما أرادت السلطة النقدية أن
ترفع معدل الفائدة بشكل عام لمعالجة حالة التضخم التي يمر بها االقتصاد القومي ،فإنها تعمد إلى رفع سعر الخصم
وسعر الفائدة .األمر الذي يزيد من تكلفة حصول الصراف التجارية على النقود أو االئتمان أو االحتياطات النقدية .وهذا
ما يؤدي إلى انخفاض حجم اإلنفاق الكلي ،مما يساهم في التخفيف من حدة الضغط التضخمي إلى حد ما.
كذلك فإن ارتفاع سعر الفائدة على الودائع تحت الطلب والودائع اآلجلة سوف يزيد من حجم الودائع ويؤدي إلى جذب
جزء من القوة الشرائية وتجميدها مما يخفض بدوره من حجم اإلنفاق الكلي ويساعد أيضا ارتفاع سعر الفائدة على
التخلص من جزء كبير من المخزون لدى رجال األعمال والمنظمون ،وبهذه الطريقة يتجه مستوى األسعار إلى
االنخفاض ،وتخف بالتالي حدة التضخم التي يتعرض لها االقتصاد القومي ،وعلى العكس إذا ما رغبت السلطة التنفيذية
إنعاش اقتصادها ومعالجة حالة الركود والكساد التي يتعرض لها فإنها تلجأ إلى تخفيض سعر الفائدة السائد عن طريق
تخفيض سعر الخصم ،األمر الذي يقلل من تكلفة المصارف التجارية على النقود السائلة واالحتياطات النقدية واالئتمان
مما يدفع هذه األخيرة إلى تخفيض سعر الفائدة التي تمنحها للعمالء ،وعلى الودائع اآلجلة وودائع االدخار وهذا ما يشجع
على زيادة الطلب على االئتمان والقيام باالستثمار ،وبهذا يزداد حجم اإلنفاق الكلي ويساهم في تنشيط االقتصاد القومي.
كذلك فإن تخفيض سعر الفائدة على الودائع بأنواعها يدفع تلك الودائع إلى السوق لتشارك في االستثمار ،وهكذا تساهم
أداة تغيير سعر الخصم وسعر الفائدة في تقليل االئتمان أو في توسيعه ،حسب الحالة التي يتعرض لها االقتصاد القومي .
- 2أداة عملية السوق المفتوحة :تعتبر هذه األداة إحدى مكونات السياسة النقدية التي تستخدمها السلطة في الرقابة
على االئتمان .ففي حالة انخفاض مستوى النشاط االقتصادي والرغبة في معالجة الكساد عن طريق زيادة اإلنفاق
الكلي يدخل البنك المركزي السوق النقدية مشتريا بعض السندات و األوراق المالية مقابل تحرير شيك على حسابه ،
يحصل عليه البائع وهنا سوف يذهب هذا األخير بهذا الشيك لدى البنك التجاري الذي يتعامل معه .فتزداد الودائع
بمقدار الشيك وبالتالي زيادة ودائع الصرف التجارية المحفوظة لديه ،وتزداد االحتياطات النقدية للمصرف التجاري
وبالتالي يصبح بإمكانه أن يزيد من حجم االئتمان ،وهكذا تتوسع هذه المصارف في منح االئتمان والقروض لعمالئها،
وهو ما يؤدي إلى زيادة القوة الشرائية في االقتصاد القومي ،ويزداد بالتالي اإلنفاق الكلي في المجتمع .
على العكس من ذلك عندما يعاني االقتصاد من حالة ارتفاع مستوى النشاط االقتصادي ،وظهور التضخم وارتفاع
األسعار ،فإن البنك المركزي يدخل السوق النقدية بائعا لبعض السندات واألسهم واألوراق المالية مما يقلل من
االحتياطات النقدية المحفوظة لديه ،مما يدفع هذه األخيرة إلى تخفيض االئتمان والقروض .وهذا ما يؤدي إلى انخفاض
اإلنفاق الكلي الذي يمكن أن يخفض الطلب الكلي الفعلي ،ويحد من التضخم وارتفاع األسعار الذي يشهده االقتصاد
القومي .وهناك أثر آخر أداة عمليات السوق المفتوحة ،هو أثر سعر الفائدة السائدة في السوق الذي يساهم بدوره في
تحقيق الهدف النهائي لهذه األداة ،فعندما يرغب البنك المركزي اتباع سياسة نقدية توسعية لمعالجة الكساد ،يدخل السوق
التافه احمد أبو الفتوح ،نظرية النقود والبنوك واألسواق المالية ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ، 0228،ص ص.228،222 ، 1
2
النقدية مشتريا السندات فترتفع أسعارها ،وهو ما يعني انخفاض سعر الفائدة الحقيقي على تلك السندات واألسهم المالية،
مما يسبب انخفاض سعر الفائدة السائد في السوق .األمر الذي يتمخض عنه زيادة اإلنفاق الكلي على االستثمارات
الجديدة ،وزيادة الطلب الفعلي والتخلص من حالة الكساد والركود .ويحدث العكس عندما يتبع البنك المركزي سياسة
نقدية انكماشية ويعرض أوراق مالية للبيع ،فتنخفض أسعار تلك األوراق المالية ويرتفع سعر الفائدة الحقيقي على تلك
األوراق.
وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعارها السائدة في السوق مما يترتب عنه انخفاض الحافز على االستثمارات الجديدة،
وبالتالي انخفاض الطلب الفعلي ومعالجة حالة الرواج والتضخم وارتفاع األسعار .وهو الهدف النهائي من تدخل البنك
المركزي ببيع السندات واألوراق المالية .
- 3أداة االحتياطي القانوني :نظرا ألن البنوك التجارية هي التي تتخصص في منح االئتمان وقبول الودائع ،فإن
قدرتها على تحقيق ذلك يتوقف على ما في حوزتها من إمكانيات نقدية تمكنها من التوسع في عملياتها باستمرار مع
االحتفاظ بقدر مناسب من السيولة ،يكون بمثابة هامش ضمان لها وتبرز أهمية استخدام السلطات النقدية ألحد أدواتها
لمقاومة أو معالجة االختالالت ،فهي المسؤولة الوحيدة عن ذلك ولكي تستطيع هذه األخيرة مقاومة الضبط المستمر على
األرصدة النقدية المحدودة للجهاز المصرفي ،فضال عن هدفها في تخفيض هذه الظاهرة ،فقد تلجأ إلى رفع االحتياطي
القانوني الذي تحتفظ به البنوك التجارية لديها بغرض تحقيق قدر من االستقرار النقدي ،وتنظيم الدورات االقتصادية
ولتوضيح الوضع في ميزان
المدفوعات كما يعتبر االحتياطي القانوني للبنوك التجارية من أهم المحددات التي تؤثر في إمكانياتها نحو استغال
مواردها النقدية أقصى استغال ممكن بالدرجة التي تمكنها من تعظيم أرباحها بمعنى أن انخفاض هذه النسبة تزيد من
قدرة البنك السائلة ،بالقدر الذي يسمح له بالتوسع في منح القروض والتسهيالت االئتمانية ،والعكس تماما ،حيث أن
ارتفاع هذه النسبة يكون حسب سيولة البنك وحسب قدرته االئتمانية ولكي نحلل عوامل السيولة المصرفية فان هذا يقودنا
إلى ضرورة معرفة حجم االحتياطات اإلجبارية لهذه البنوك .فنسبة هذه االحتياطات عادة ما تكون لها آثار مقيدة في
الوقت الذي تكون فيه لكل من الذهب والعمالت األخرى األجنبية وعموالت الخزانة آثار توسعية 1.وفي النهاية نجد أن
أداة التحكم في نسبة االحتياطي القانوني للبنوك التجارية يكون بمثابة أداة فعالة للسياسة النقدية وذلك في الدول المتقدمة
والتي تتميز أسواقها النقدية باالتساع حيث تزداد أهمية األدوات األخرى واألكثر جدوى للسيطرة على األوضاع النقدية،
2
وعلى هيكل السوق النقدي وليس على سيولته فقط.
تستخدم هذه األدوات قصد التأثير على حجم االئتمان الموجه لقطاع أو لقطاعات ما ،وتعمل على الحد من حرية
ممارسة المؤسسات المالية لبعض األنشطة كما ونوعا ومن أهمها :
- 1تأطير القروض أو الرقابة على االئتمان :يتم دراسة ذلك من خالل ما يلي:
أحمد فريد مصطفى و سهير محمد السيد حسن ،مرجع سابق ،ص ص .61-57 2
2
استخدامها :تستخدم هذه األداة في الفترة التي تتميز بالتضخم وارتفاع األسعار ويكون ميزان .فهو إجراء تنظيمي
يفرض ويطبق على البنوك التجارية بهدف 1المدفوعات في حالة عجز تحديد حجم القروض المقدمة من طرف
الزبائن وفي حال اإلخال بهذه اإلجراءات تتعرض البنوك إلى عقوبات تتباين من دولة األخرى واعتماد هذا
األسلوب ينبع من سعي السلطات النقدية إلى التأثير على توزيع القروض في اتجاه القطاعات المعتبرة األكثر حيوية
بالنسبة للتنمية ،أو التي تتطلب موارد مالية كبيرة .
وتطبيق هذه األداة )تأطير القروض( تطرح عدة مشاكل أهمها :
ـ عند تحديد سقف القروض عند مستوى أقل مما يحتاجه السوق وفقا لقوى العرض والطلب فإنه يؤدي إلى
رفع معدالت الفائدة ؛
عدم التأكد من نجاعة هذه السياسة لصعوبة معرفة مستوى فعالية المشاريع التي تستفيد من فرصة التمويل
التمييزي من غيرها ؛
قواعد سياسة تأطير القرض سلبية لصالح القطاع الخاص إيجابية وا لصالح القطاع العام ؛
تحد نتائج سياسة تأطير القرض بشكل كبير على أساس رد فعل القطاع غير المصرفي .
فالتحديد الكمي للقروض البنكية يؤدي إلى ندرة الموارد المالية لتمويل االقتصاد مما يعمل على رفع وتنظيم عمليات
االقتراض .
ـ لسياسة تأطير القروض آثار سلبية إال أنه إذا أدمجت معها سياسة انتقائية للقروض ستكون أقل سلبية وأكثر قبوال ألنها
تتمتع بنجاعة في تحديد كمية القروض الممنوحة فقط عند استعمالها بدون السياسة االنتقائية للقروض .
ومن بين األشكال التي يتخذها أسلوب تأطير االئتمان تحديد $الهامش المطلوب ،وتستخدم لمنع استخدام التسهيالت
االئتمانية بغرض المضاربة في السندات ،وهذا الهامش عبارة عن نسبة من قيمة السند ،التي ال يمكن أن تمنح
كتسهيالت ائتمانية .
كما يستخدم لتقنين القروض الموجهة لالستهالك ،حيث تلجأ السلطة النقدية إلى التحكم في االئتمان الموجه لالستهالك
حتى تتماشى والظروف االقتصادية من رواج وانكماش .
- 2النسبة الدنيا للسيولة :تقتضي هذه األداة أن يقوم البنك المركزي بإجبار البنوك التجارية على االحتفاظ بنسبة دنيا
ويتم تحديدها عن طريق بعض األصول منسوبة إلى بعض مكونات الخصوم .وهذا لتخوف السلطات النقدية من خطر
اإلفراط في اإلقراض من قبل البنوك التجارية بسبب ما لديها من أصول مرتفعة السيولة ،وهذا بتجميد بعض هذه
2
األصول في محافظ البنوك التجارية وبذلك يمكن الحد من القدرة على اقتراض القطاع الخاص
- 3قيام البنك المركزي ببعض العمليات المصرفية :تستعمل البنوك المركزية هذه
عياش قو يدر ،إصالح السياسة النقدية في الجزائر ،الجزائر ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،رسالة ماجستير $غير 1
2
األداة في البلدان التي تكون فيها أدوات السياسة النقدية محدودة األثر ،حيث تقوم البنوك المركزية بمنافسة البنوك
التجارية بأدائها لبعض األعمال المصرفية بصورة دائمة أو استثنائية؛ كتقديمها 1القروض لبعض القطاعات األساسية في
االقتصاد لما تمتنع أو تعجز البنوك التجارية عن ذلك.
الفرع الثالث :األدوات األخرى للسياسة النقدية :هناك عدة أدوات أخرى نذكر منها :
- 1الودائع المشروطة من أجل االستيراد :تستخدم هذه األداة لدفع المستوردين إلى إيداع المبلغ الالزم لتسديد ثمن
الواردات في صورة ودائع لدى البنك المركزي لمدة محددة وبما أن المستوردين في الغالب يكونون غير قادرين على
تجميع أموالهم الخاصة فيدفعهم ذلك إلى االقتراض المصرفي لضمان األموال الالزمة لإليداع وهذا من شأنه التقليل من
حجم القروض الممكن توجيهها لباقي االقتصاد ،ويؤدي هذا بدوره إلى رفع تكلفة الواردات .
- 2اإلقناع األدبي :هي وسيلة تستخدمها البنوك المركزية بطلبها بطرق ودية وغير رسمية من البنوك التجارية لتنفيذ
سياسة معينة في مجال منح االئتمان ،ويعتمد نجاح هذا األسلوب إلى طبيعة العالقة القائمة بينهما $،وهذا ما يفسر نجاحا
في كندا ،استراليا ،نيوزلندا ،خفاقها في الواليات المتحدة األمريكية .ونشير إلى أن عمليات تعديل سعر الفائدة و معدل
الخصم وعمليات السوق المفتوحة وكذا تأسيس نظام االحتياطات اإلجبارية هي مجموعة من الوسائل التقليدية الثالث التي
تملكها مؤسسة إصدار النقود لممارسة صالحياتها فيما يتعلق بالسياسة النقدية ،وقد تضاف لها لمزيد من الفعالية طرق
أخرى تطلع كلها إلى الحصول على أفضل النتائج فيما يرتبط بمقاصد السياسة النقدية .
إذن بعد أن تطرقنا إلى مختلف أدوات السياسة النقدية سنتطرق اآلن إلى العوامل التي تؤدي إلى نجاحها .
أوال :تعريف التضخم بالرغم من وجود عدة تعريفات لظاهرة التضخم إال أن أكثرها شيوعا تتمثل في اعتبار التضخم
ارتفاع مستمر في المستوى العام ألسعار السلع والخدمات داخل االقتصاد القومي خالل فترة زمنية معینة .و یتطلب
هذا التعریف توافر شرطین أساسین هما :
ووفقا للتعريف الشائع كذلك له الذي یبین $بأن التضخم یمثل ارتفاعا مستمرا للمستوى العام لألسعار حیث یوضح هذا
التعريف أن مشكلة التضخم تظهر إذا عانت الدولة من :
1.ارتفاع مستمر في األسعار فخطورة مشكلة التضخم تأتي من أن ارتفاع األسعار یكون مستمرا على مدى فترة
زمنیة فاالرتفاع المؤقت في األسعار بسبب أیة ظروف طارئة أو عارضة قد ال یسبب مشكلة للدولة و لذلك ال یمكن
مغاوري شلبي علي ،اليورو ،القاهرة ،مكتبة زهراء الشرق ، 2111 ،ص.002 1
محمود فوزي أبو السعود و آخرون ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار التعلیم الجامعي ،االسكندریة.2015 ، 2
2
اعتباره نوعا من التضخم فبمجر د انتهاء هذه الظروف غیر الطبیعیة و التي قد تكون ظروف حرب أو إضرابات
عمالیة أو سوء األحوال الجویة التي تضر بالمحاصیل الزراعیة تعود األسعار إلى مستواها السابق و لذلك ال یمكن أن
تطلق على هذا االرتفاع المؤقت في األسعار تضخما .
2.ارتفاع المستوى العام لألسعار :یعني التضخم أن المستوى العام لألسعار یتعرض لالرتفاع ،و لذلك فحدوث
ارتفاع في أسعار بعض السلع ،و انخفاض أسعار أخرى قد ال یقضي إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار و لذلك ال
یعتبر تضخما 1.وكذلك یعرف التضخم على أنه :
التغیر النسبي في المستوى العام لألسعار وقد جرت العادة على اعتماد الرقم القیاسي العام ألسعار المستهلك الن سلة
المستهلك تمثل المعروض من السلع والخدمات المنتجة منها محلیا و المستوردة .لكن توج طائفة أخرى من المقاییس
لألسعار ،على المستوى الكلي والقطاعي ،تكشف عن جوانب ال یستهان بها من ضغوط التضخم والتكالیف ویقتضي
اإلعداد الكفء للسیاسات االقتصادیة النظر فیها جمیعا و تشخیص مدى 2انسجامها مع الرقم القیاس العام ألسعار
المستهلك .كل هذه التعاریف تؤكد على أن المقصود بالتضخم هو االرتفاع المستمر لألسعار ولیس األسعار العالیة
مشیرة إلى وجود حالة من عدم التوازن بین العرض الكلي و الطلب الكلي عند مستوى األسعار السائدة مما یؤدي إلى
3ارتفاع المستوى العام لألسعار .و من خالل التعاریف السابقة یمكننا استخالص تعریف واضح للتضخم یتمثل في :
التضخم هو ظاهرة نقدیة تؤثر في االقتصاد العام و ذلك كونها متغیر اقتصادي كلي یتمثل في تسجیل ارتفاعا ملحوظا
للمستوى العام ألسعار السلع والخدمات األساسیة .
ثانیا :أنواع التضخم نظرا لتعدد $تعاریف التضخم وتعدد النظریات التي عالجت هذا الموضوع تعددت كذلك أنواعه ،
لكن على الرغم من ذلك التعدد ،فان هناك نوع من التداخل والتشابك بین تلك األنواع إذ أن ظهور نوع من معین من
التضخم في نشاط معین قد یكون سببا لظهور نوع أو األنواع األخرى للتضخم 4.ومن هذه األنواع نجد :
التضخم الطلیق(المكشوف ) :یتسم هذا النوع من التضخم بارتفاع األسعار واألجور ویكون دون أي تدخل من قبل
السلطات الحكومیة للحد من االرتفاع ،مما یؤدي إلى تفشي هذه الظواهر التضخمیة فترتفع المستویات العامة
لألسعار بنسبة أكبر من ازدیاد التداول النقدي .
التضخم المكبوت ( المقید ) :و یتجلى هذا لنوع بالتداخل من قبل السلطات الحكومیة في سیر حركات االئتمان
بالتحكم في جهاز االئتمان
التضخم الكامش :یتسم بارتفاع ملحوظ في الدخول النقدیة دون أن تجد لها منفذا لإلنفاق بفضل تدخل الدولة ،كما
أنه یمكن تدخل عوامل اقتصادیة تجبر الدولة على الحد من ظهور الظواهر التضخمیة .
أحمد محمد مندور و آخرون ،النظریة االقتصادیة الكلیة ،قسم االقتصاد كلیة التجارة جامعة االسكندریة.2004- 2003 ، 1
احمد ابریهي علي ،التضخم والسیاسة النقدیة ،دراسة اقتصادیة ،ص 1. 2
ضیاء مجید ،االقتصاد النقدي ،مؤسسة شباب الجامعة ،الجزائر، 2000 ،ص.215 3
محمود حسین الوادي ،أحمد عارف العساف ،االقتصاد الكلي ،دار المسیرة للنشر والتوزیع ،عمان،2009،ص.184 4
2
التضخم السلعي :هو ذلك التضخم الذي یحصل في قطاع االستهالك حیث یعبر عن زیادة نفقة إنتاج السلع
االستثماریة .
التضخم الربعي :یعبر عن زیادة االستثمار على االدخار بصفة عامة بحیث تتحقق أرباح في قطاعي صناعات
السلع االستهالكیة واالستثمار .
1
التضخم الداخلي :ویحصل نتیجة ارتفاع نفقات اإلنتاج.
التضخم الجامح :بدا التضخم الجامح في ألمانیا في 1921عندما ظهرت الحاجة إلى القیام باإلصالح و تعمیر
االقتصاد بعد 2الحرب العالمیة األولى،و الذي نجم عنه أن زادت النفقات الحكومیة عن اإلیرادات لدرجة كبیرة.
ویعتبر هذا النوع من التضخم من أشد األنواع آثارا و أضرارا على االقتصاد حیث تتوالى االرتفاعات لألسعار
دون أي توقف .و بالتالي تفقد النقود قوتها الشرائیة وقیمتها كوسیط للتبادل و بالتالي استغالل النقود في قطاعات
غیر إنتاجیة مبددة للثروة و انخفاض في المدخرات القومیة.
التضخم الطبیعي :غیر اعتیادي ینشأ نتیجة ظروف طبیعیة فاصلة نتیجة الزالزل ،فهي حافز لظهور التضخم
التضخم الحركي :هو سمة من سمات النظام الرأسمالي فیعبر عن حركات الظواهر الرأسمالیة كاألزمات
االقتصادیة المتجددة.
أوال :أسباب التضخم تتعدد $اآلراء حول العوامل المسببة للتضخم .فهناك من یرى أن تلك العوامل تكمن وراء الطلب ،
وهناك من یرى أن تكمن وراء العرض ،بینما یرى فریق ثالث أن السبب الرئیسي یرجع إلى الهیكل االقتصادي القائم.
3وفیما یلي نتناول كل من هذه العوامل:
-النظریة الكمیة للنقود(ارفنج فیشر ):وضع ارفنج فیشر معادلة بسیطة لشرح نشوء التضخم مفادها أن الناتج
المحلي اإلجمالي مقوم باألسعار یساوي كمیة النقود مضروبة في سرعة تداول النقود و في حالة ثبات سرعة تدال
النقود و ثبات حجم الناتج المحل ي اإلجمالي فإن المستوى العام لألسعار سوف یرتفع أو ینخفض بحسب زیادة أو
نقصان الكمیة في االقتص ادالوطني .وتستبعد $هذه النظریة جمیع األسباب األخرى للتضخم غیر الزیادات في كمیة
1كرار صبر نوح ،دور السیاسة النقدیة في معالجة ظاهرة التضخم في العراق ،بحث مقدم لنیل شهادة البكالوریوس; في اإلدارة واالقتصاد ،كلیة
اإلدارة واالقتصاد ،جامعة القادسیة2017،
2أحمد أبو الفتوح الناقة نظریة النقود و البنوك و األسواق المالیة ،مؤسسة شباب الجامعة االسكندریة1998،
3زینب عوض اهللا ،أسامة محمد الفولي ،أساسیات االقتصاد النقدي والمصرفي،منشورات الحلبي الحقوقیة ،2003،ص.255
2
النقود ،فالزیادات في األجور والمرتبات أو الزیادات الكبیرة في أسعار المواد الخام و الطاقة لها تأثیر ها على الهیكل و
لیس على المستوى العام لألسعار .
-تحلیل كینز لسبب ظهور التضخم :یرى كینز أن زیادة كمیة النقود تقود إلى انخفاض في أسعار الفائدة ،مما ینتج
عنه زیادة الطلب على القروض المصرفیة و التوسع في االستثمارات .و بسبب كثرة االستثمار یرتفع حجم الطلب
بصورة مضاعفة .فإذا كانت عناصر اإلنتاج في االقتصاد الوطني .موظفة بالكامل فإن ذلك یؤدي إلى ارتفاع حجم
األسعار و بالتالي نشوء ظاهرة التضخم .و طلك بسبب اختالل العالقة بین معدالت الزیادة في األجور النقدیة (الطلب
النقدي) و بین معدالت الزیادة في اإلنتاجیة (العرض السلعي).أضف غلى ذلك سیاسات التسعیر في بعض األسواق ذات
الصبغة االحتكاریة .یستنتج من ذلك أن كینز یرجع أسباب التضخم أسواق السلع وأسواق عناصر اإلنتاج .
المقصود بالعوامل الحقیقة لنشوء التضخم هي العوامل المؤثرة في قوى السوق أي عوامل العرض و الطلب .و على هذا
األساس یمكن تقسیم التضخم إلى نوعین اثنین :
3-طلب خارجي على السلع المحلیة .وأهم أنواع التضخم بسبب عوامل الطلب مما یلي :
تضخم بسبب الطلب المتزاید/الكبیر :في حالة زیادة حجم الطلب بأنواعه الثالثة المذكورة أعاله بدرجة تفوق الزیادات
الحقیقة في الناتج المحلي اإلجمالي (العرض ) فسوف تنشأ فجوة في العرض ،من نتائجها ارتفاع األسعار .و قد یكون
من األسباب الحقیقیة لزیادة طلب القطاع الخاص زیادة المدخرات الخاصة ( تقلیص حجم االكتناز) ،أو الرغبة في
االستثمار بسبب التوقعات اإلیجابیة في المستقبل .كما یرجع السبب في زیادة الطلب الخارجي إلى درجات النمو الكبیر
في االقتصادیات األجنبیة .أما سبب زیادة طلب القطاع العام فقد یكون بسبب زیادة الموارد المالیة للدولة أو الحصول
على قروض محلیة و أجنبیة .
-التضخم بسبب عوامل العرض في حالة انعدام المنافسة الحرة و عدم السماح لألسعار بالتقلب حسب قوى السوق،
وقیام االحتكارات بتحدید $و إخفاء الكمیات المعروضة للبیع ،ورفع هامش الربح فإن ذلك یؤدي إلى زیادة في األسعار
و نشوء التضخم.ونتیجة لتضخم األرباح قفزت الدخول النقدیة للقطاع الخاص و زادت مدخراته وودائعه الجاریة و
أصبح بإمكان الجهاز المصرفي أن یخلق الودائع المشتقة بصورة اكبر .
-التضخم بسبب زیادة نفقات اإلنتاج ینشا تضخم النفقات في حالة زیادة نفقات اإلنتاج ( األجور والمرتبات ،أسعار
األراضي ....وغیرها) بنسب مئویة عالیة ال تتناسب مع نمو المعدالت اإلنتاجیة ،مما یضطر إلى رفع أسعار البیع
2
وبسبب ارتفاع األسعار وانخفاض الدخل الحقیقي للعاملین تقوم النقابات واالتحادات بالمطالبة برفع األجور و المرتبات
(أي زیادة نفقات اإلنتاج) ،وهذا ما یدفع أصحاب المشاریع إلى رفع أسعار البیع مرة ثانیة .وهكذا تنشا عالقة بین
األسعار واألجور واألسعار یطلق علیها مصطلح العالقة الحلزونیة/اللولبیة بین األسعار و األجور .
. 1.3العوامل البنیویة ( الهیكلیة) لنشوء التضخم بعض الدراسات االقتصادیة ترجع سبب التضخم إلى الخلل الهیكلي
الموجود في البنیان االقتصادي واالجتماعي للدول النامیة ،والذي یتمثل في النقاط التالیة :
-تخصص الدول النامیة في إنتاج وتصدیر الموارد األولیة ( الموارد الطبیعیة).وهكذا $فإن اآلثار التضخمیة تظهر على
اقتصادیاتها بسرعة في حالة زیادة حجم الصادرات أو عائداتها .
-عجز وجمود الجهاز المالي في تحصیل و جبایة الضرائب ( الضرائب المباشرة) مما یستدعي اللجوء إلى طریقة
التمویل بالعجز ( أي عجز المیزانیة العامة للدولة ).
-اإلنفاق العام موجه ألغراض استهالكیة أو دعائیة بالدرجة األولى ،و لیس بهدف زیادة الطاقات اإلنتاجیة .
-الخلل التي تحدثه عملیة التنمیة االقتصادیة واالجتماعیة وبخاصة في ما بین اإلنفاق النقدي وحجم العروض من السلع
والخدمات .
-مرونة العرض منخفضة جدا إضافة إلى ضعف القدرة على زیادة اإلنتاج واإلنتاجیة من أجل زیادة الصادرات .
المقصود بالتضخم المستورد هو نقل عدوى التضخم من االقتصاد األجنبي إلى االقتصاد الوطني ،عن طریق استیراد
السلع والخدمات من الخارج بأسعار عالیة جدا .فالسیاسات النقدیة المتبعة في العدید $من الدول النامیة أنتجت زیادات
كبیرة في أسعار السلع والخدمات المر اد تصدیره إلى الدول النامیة كما أن هوامش الربح العالیة التي تحققها لشركات
االحتكاریة الكبرى جعلت عملیة استیراد المشاریع اإلنتاجیة والخدمیة ذات تكالیف مرتفعة.ویتفرع هذا النوع إلى نوعین
هما :
-التضخم المستورد المباشر في حالة ارتفاع أسعار المشاریع واآلالت والمعدات أو ارتفاع أسعار المواد الخام و
الطاقة المستوردة من الخارج ،نجد أن نفقات المستوردین سترتفع هي األخرى .والمستوردون ینقلون العبء إلى
المستهلكین بصورة مباشرة ومعها ترتفع األسعار بصورة أكثر شمولیة .
-التضخم المستورد غیر المباشر في حالة تباین معدالت التضخم بین دول العالم ،یحدث نوع خاص من أنواع
التضخم یطلق علیه اسم التضخم المستورد غیر المباشر .فإذا كانت األسعار المحلیة منخفضة نسبیا مقارنة باألسعار
جیمس بالكورد ،الموجز في النظریة االقتصادیة،دار زهران للنشر والتوزیع، 2013 ،ص 2-268 1
2
الخارجیة فإن ذلك یدفع إلى زیادة حجم الصادرات للخارج ،ولكن المشكلة تكمن في أن زیادة الصادرات تؤدي إلى
تقلیص حجم المعروض من السلع في الداخل من جهة ،إضافة إلى زیادة الطلب المحلي على السلع والخدمات التي
یحدثها عادة كثرة الصادرات من جهة أخرى .وهكذا ترتفع األسعار المحلیة .
1
2.2.المغتربین تحویالت
بسبب الطلب المتزاید على العمالة في اغلب الدول العربیة النفطیة وكذلك في بعض الدول الغربیة فقد تحولت أفواج
من العمالة من الدول العربیة غیر النفطیة إلى تلك الدول و أخذت هذه القوى بتحویل مدخراتها من النقد إلى البلد األم.
وكانت هذه التحویالت تمتاز بالضخامة بحیث ألصبحت تشكل لبعض الدول العربیة احد أهم مكونات الدخل القومي .
وبما ان تحویالت المغتربین $هذه تكون عادة بالعمالت الدولیة فیجب تحویلها لدى المصارف المركزیة والتجاریة إلى
عمالت محلیة مما یزید من كمیة النقود المتداولة في االقتصاد الوطني ،والتي بدورها تؤثر على األسعار وتدفعها إلى
األعلى .
أضف إلى ذلك فإن جانبا ال یستهان به من مكونات السیولة النقدیة المحلیة ال یخضع لسیطرة السلطة النقدیة في البالد
فالعمالت األجنبیة التي یجلبها لمغتربون و المتداولة في السوق الموازیة ،وكذلك ما ینفقه السیاح األجانب من عمالت
یستبدلونها خارج الجهاز المصرفي المحلي .كل هذه العوامل تزید من السیولة النقدیة ومن دورة النقود(سرعة تداول
النقود) في االقتصاد الوطني ،وتخفض سعر صرف العملة المحلیة بحیث تنعدم الثقة بها ،مما یكون له أثر سلبي على
المستوى العام لألسعار كما أنها تعمل على ما یلي :
-التفاوت الكبیر في توزیع الدخل والثروة ،بما یقود إلى اتجاهات جدیدة في اإلنفاق االستهالكي .
في حال احتواء معدل التضخم على مستویات مقبولة فإن االقتصاد لن یعاني من المشاكل ألن المستویات المعتدلة
للتضخم ال تؤثر في النشاط االقتصادي من خالل التأثیر على قرارات المستهلكین2 $والمستثمرین كما أنها ال تحد من
القدرة التنافسیة لالقتصاد في حین یترتب على االرتفاع المستمر لألسعار (التضخم) آثار كثیرة تمس مستوى معیشة
فئات المجتمع المختلفة كما تؤثر على جمیع أوجه النشاط االقتصادي داخل المجتمع وفیما یلي نعطي أمثلة مختلفة عن
3
هذه اآلثار :
2
في الفترات التي یكون فیها معدل التضخم كبیرا تتأثر بعض فئات المجتمع بینما یستفید البعض اآلخر .فالفئات التي
ترتفع دخولها بمعدل أكبر من معدل ارتفاع األسعار تستفید نتیجة الرتفاع دخولها الحقیقة ،بنما الفئات التي ترتفع
دخولها بمستوى أقل من مستوى ارتفاع األسعار تعاني من انخفاض في دخولها الحقیقة .وعادة تكون الفئات األولى
هي الفئات التي یكون مصدر دخلها من األرباح ینما أصحاب الدخول الثابتة والتي قد تمثل نسبة كبیرة من أفراد
المجتمع هي التي تعاني كثیرا من التضخم.
في أوقات التضخم یستفید المدین ویضارا لدائن .ألن المدین یقترض مبالغ محددة یلتزم بتسدیدها بدون زیادة أو
نقصان( ،إال في الحاالت الربویة كالتعامل مع البنوك الربویة) إال أن القیمة الحقیقة للدین تنخفض مع ارتفاع األسعار.
فمثال لو اقترضت ألف دوالر من شخص في فترة تتزاید فیها األسعار وقمت بتسدیدها بعد سنة من اآلن فإن قیمتها
الحقیقة ،أي ما یمكن أن تشتریه األلف دوالر من سلع و خدمات ،تقل نتیجة الرتفاع المستوى العام لألسعار .وینطبق
ذلك أیضا على مدخرات األفراد حیث تنخفض القیمة الحقیقة لهذه المدخرات في أوقات لتضخم
یمثل التضخم خطرات على أسعار الصادرات ،حیث تجد الدول التي تعاني من التضخم نفسها في موقف غیر تنافسي
مع دول العالم الخارجي خاصة إذا كانت أسعار منتجاتها تتزاید بمعدل مرتفع عن بقیة أسعار السلع الخارجیة .هذا
الوضع یجعل أسعار السلع الوطنیة مرتفعة مقارنة بأسعار السلع األجنبیة المشابهة فیرتفع بالتالي حجم الواردات
وینخفض حجم الصادرات ویحدث نتیجة لذلك عجز في المیزان التجاري الذي یصور التعامالت المقیمین داخل دولة
معینة وبین دول العالم الخارجي .ویتزاید خطر هذا الوضع إذا كان التضخم ناتجا من الزیادة في الطلب على السلع و
الخدمات ،حیث تترجم هذه الزیادة في الطلب إلى طلب على السلع والخدمات األجنبیة أي الواردات .
اختلفت آراء االقتصادیون بالنسبة لتأثیر التضخم على النمو االقتصادي .فهناك فریق یرى بأن التضخم له تأثیر سلبي
على النمو االقتصادي ،حیث تنشأ في المجتمع حالة تتسم عدم التأكد في األوضاع االقتصادیة في المستقبل فیؤثر ذلك
على قرارات االستثمار ومن ثم یقل حجم االستثمار .كما تتأثر أیضا قرارات المدخرین خاصة عندما یتوقعون استمرار
الزیادة في األسعار نظرا النخفاض القیمة الحقیقیة للمدخرات كما أشرنا سابقا .ویرى أنصار هذا الرأي أیضا أن
أصحاب الدخول التي تتمثل في األجور أي العمل یقل حماسهم للعمل بسبب انخفاض دخولهم الحقیقیة مع ارتفاع
األسعار .
أما الفریق اآلخر فیرى بأن الشواهد التاریخیة ال تدل على وجود انخفاض في حجم المدخرات أو المیل للعمل یقل بل
العكس یرون بأن التضخم یمكن أن یكون دافعا قویا للنمو االقتصادي ،فتخلق معدل األجور لفترة معینة عن مالحقة
الزیادة في األسعار سیعمل على زیادة األرباح مما یشجع على زیادة االستثمار ،وهذا بدوره یؤدي إلى خلق فرص
عمل جدیدة فینخفض مع البطالة ویرتفع حجم الناتج القومي خاصة عندما یكون االقتصاد عند مستوى أقل من مستوى
التوظف الكامل لعناصر اإلنتاج .كما یالحظ من اآلراء السابقة أن كل فریق یسوق من المبررات التي تؤید وجهة نظره
2
إال أن صحة أي منهما یعتمد على كثیر من العوامل المترابطة التي من أهمها طبیعة التضخم وهل هو من النوع
المتزاید بسرعة أم انه من النوع الذي یتزاید ببطء ،فالنوع األول ضار بعملیة النمو االقتصادي نظرا لما یحدثه من
اضطرابات سیاسیة واجتماعیة ویخلق حالة عجم الثقة في األحوال االقتصادیة للمجتمع .بینما في حالة النوع الثاني فمع
سیاسات
اقتصادیة حكیمة تتمثل في إجراءات عالجیة یكون التضخم دافعا للنمو االقتصادي عن طریق التأثیر على 1قرارات
االستثمار واالدخار و األجور وغیرها من تكالیف اإلنتاج بصفة عامة.
بالرغم من الشعور باآلثار التضخمیة إال أنه البد $من اللجوء إلى أسلوب لقیاس مدى التضخم وحجمه لتقدیر آثاره
المختلفة وتقییم مشاكله بناءا على حسابات صحیحة ولیس فقط الشعور بالتضخم ،وقیاس هذا األخیر هو عبارة عن
تشخیص للوضع االقتصادي وبقدر ما یكون التشخیص صحیحا ودقیقا بقدر ما یكون الحل و العالج صحیحا أیضا .
تعرف األرقام القیاسیة لألسعار بأنها عبارة عن متوسطات مقارنة نسبیة وزمنیة لألسعار ،والمقصود من انهأ
متوسطات نسبیة ،هو انهأ تبین مدى التطور في النقود واألسعار بالنسبة لشيء معین ،وتقوم على استخدام أساس
للمقارنة یسمى سنة األساس ،حیث یتم مقارنة التطورات في النقود واألسعار بسنة األساس ،ویعتمد $اختیار 2سنة األساس
على مدى الثبات النسبي لمستوى األسعار في تلك السنة .كما أن األرقام القیاسیة هي أرقام زمنیة نظر لكو انه تعكس
التغیرات في مستویات األسعار خالل فترة زمنیة معینة $،یتم االعتماد علیها في إجراء مقارنات حول تطورات األسعار
خالل تلك الفترة .و لقیاس التغیر في المستوى العام لألسعار ،یمكن استخدام عدة مقاییس یطلق علیها إحصائیا األرقام
القیاسیة و أهمها :
و هو رقم قیاسي یستخدم في قیاس معدل التغیر في أسعار جمیع السلع و الخدمات الداخلیة في حساب الناتج المحلي
اإلجمالي و لذلك فهو یعتبر مقیاس عام لمعدالت التضخم في السنة الواحدة ،یتم و حسابه بالطریقة التالیة
في كثیر من الحاالت ینصب االهتمام بشكل خاص على تأثیر التغیرات السعریة على القدرة الشرائیة للمستهلك بدال من
قیاس المعدل العام الرتفاع األسعار .لهذا الغرض یستخدم الرقم القیاسي ألسعار المستهلك و الذي یمكن حسابه بعدة
طرق أهمها ما یلي :
بسام الحجار ،عبد اهللا رزق ،االقتصاد الكلي ،دار المنهل اللبناني،2014 ،ص328ـ. 330 1
مصطفى سلمان وآخرون ،مبادئ االقتصاد الكلي ،دار المسیرة للنشر و التوزیع و الطباعة ،2000 ،ص2 2
2
-الرقم القیاسي البسیط :
و هو عبارة عن نسبة مجموع أسعار السلع و الخدمات االستهالكیة في السنة الجاریة إلى أسعارها في سنة سابقة ،و
تسمى بسنة األساس .حیث یتم احتسابه بالعالقة التالیة :
و یالحظ من هذه العالقة بأن الرقم القیاسي البسیط ال یأخذ بعین االعتبار األهمیة النسبیة للسلع االستهالكیة $في میزانیة
المستهلك التي بالتأكید تؤثر على القدرة الشرائیة له ،فالسلعة التي ینفق علیها 25بالمائة من دخله كالمواد الغذائیة مثال
تؤثر في قدرته الشرائیة أكثر من السلعة التي ینفق علیها 01بالمائة من دخله .لهذا السبب یلجأ الكثیر من االقتصادیین
و اإلحصائیین $إلى استخدام الرقم القیاسي المرجح و یحتسب بقسمة مجموع األسعار المرجحة للسلع و الخدمات
االستهالكیة في السنة الجاریة على مجموع األسعار المرجحة لنفس السلع و الخدمات في سنة األساس وفق المعادلة
التالیة :
ولحساب هذا الرقم ،نستخدم كل من اإلنفاق االستهالكي الكلي بأسعار السنة الجاریة و یسمى االستهالك االسمي،
مقسوما على اإلنفاق االستهالكي الكلي نفسه و لكن محسوبا على أسعار سنة األساس و یسمى باإلنفاق الحقیقي بموجب
العالقة التالیة
هو عبارة عن قیمة فائض الطلب الكلي مقسوما على قیمة الناتج المحلي اإلجمالي الحقیقي ،وتقیس هذه النسبة حجم
الضغط الحقیقي الناتج عن الزیادة في الطلب الكلي على السلع والخدمات في المجتمع ،مما ینعكس في صورة ارتفاع
مستمر في المستوى العام لألسعار ،وذلك وفقا للمعادلة التالیة
التضخمیة الفجوة
مسبة الفجوة التضخمیة=* 100
الحقیقي اإل جماليالمحلي الناتج
2
الخاتمة :
تمثل السياسة النقدية مجموعة االجراءات التي تتخذها السلطات النقدية لمراقبة عرض النقود و التحكم فيها لتحقيق
أهداف السياسة االقتصادية بصفة عامة و أهداف السياسة النقدية بصفة خاصة .و التي تنقسم الى أهداف نهائية تتمحو ر
حول تحقيق النمو و التشغيل الكامل و استقرار العملة على المستوى المحلي و الخارجي ،و أهداف وسيطية تتمثل في
المجمعات النقدية و أسعار الفائدة و سعر الصرف حيث يتم تحقيق األهداف الوسيطية للوصول الى أهداف نهائية .و
لكي تكون السياسة النقدية فعالة يجب توفر الشرو ط المناسبة و المالئمة كتوفر األسواق المالية و النقدية الواسعة ،و
هذا ما نفتقر اليه الدول السائرة في طريق النمو ،و أهم ما يبرز فعالية السياسة النقدية بشكل كبير هو مواجهة
الضغوط التضخمية لكنها تبقى قاصرة دون تنسيق مع الطرف الثاني من السياسة االقتصادية ،و هو السياسة المالية و
التكامل مع كل الخطط و األهداف .
وبغیة استهداف ظاهرة التضخم والحد من آثارها على االقتصاد والمجتمع یعمل البنك المركزي على توجیه جمیع
أدوات السیاسة النقدیة نحو هذه الظاهرة واستخدامها بشكل یجعل مستوى التضخم متماشیا مع الهدف .وقد عمل بنك
الجزائر على استهداف هذه الظاهرة منذ سنة 2000والحد من خطورتها على االقتصاد الوطني وذلك من خالل بناء
وضعیة نقدیة یمكن فیها التحكم في عرض النقود قدر اإلمكان وبشكل یسمح بالتعامل الجید والسلیم مع ظاهرة التضخم
وذلك باالستناد على أدوات السیاسة النقدیة التي یمكن تطبیقها في الجزائر والتي تتناسب مع اقتصادها
[. ]2عمر شریف ،السیاسات االقتصادیة و أدوات تحقیق نجاح التنمیة واالستقرار في إطار النظام اإلسالمي مداخلة
علمیة ،جامعة باتنة
[ ]3محاضرات في االقتصاد النقدي و أسواق رؤوس األموال ،مطبوعة مقدمة لطلبة السنة الثانیة مالیة و محاسبة و
علوم اقتصادیة و تجاریة وعلوم التسییر ،جامعة باتنة 1الحاج لخضر2016،ـ.2017
[ ]4أسماء هادي نعمة ،السیاسة النقدیة $،مداخلة اقتصادیة ضمن موضوع السیاسة النقدیة
[ ]7بلعزوز بن علي ،محاضرات في النظريات والسياسات النقدية ،الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ،ط200 ،2
.4
2