Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 131

‫ص َخ ُة احلق‬

‫َ ْ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬
‫من القرن الثاين عرش اهلجري إىل القرن الرابع عرش‬
‫‪ 1159‬هـ ‪1400 -‬هـ‬
‫‪ 1746‬م ‪ 1980 -‬م‬

‫الشيخ عيل حسن خازم‬


‫الكتاب‪ :‬صرخة الحق موجز تاريخ قراءة العزاء في لبنان‬
‫من القرن الثاني عشر الهجري إلى القرن الرابع عشر‬
‫‪1400 - 1159‬هجري ‪ 1980 – 1746 /‬ميالدي‬

‫املؤلف‪ :‬الشيخ علي حسن خازم‬


‫الناشر‪ :‬دار الغربة‬
‫االخراج الفني‪Gstudio :‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ ،‬بيروت ‪ 1442‬هـ ‪20٢١‬م‬
‫© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف‬
‫الشكر لكل من ساهم في دعم إصدار هذه النسخة‬
‫الورقية‪ ،‬وإلى أرواح امواتهم ثواب املباركة الفاتحة‪.‬‬
‫الفهرست‬
‫مقدمة | ‪9‬‬
‫بدأت البحث من القرن الثاين عرش اهلجري؟‬
‫ُ‬ ‫ملاذا‬
‫ملاذا إىل القرن الرابع عرش؟‬
‫مصطلحات لبنانية | ‪15‬‬
‫مصطلحات قديمة‬
‫مصطلحات حديثة‬
‫أماكن االحياء و تأسيس احلسينيات | ‪20‬‬
‫املساجد والبيوت‬
‫أول حسينية يف جبل عامل‬
‫أول حسينية يف العاصمة بريوت‬
‫أول حسينية يف جبل لبنان‬
‫أول حسينية يف البقاع‬
‫أول حسينية يف الشامل‬
‫دور املرأة يف تأسيس احلسينيات النسائية وتأليف الكتب احلسينية‬
‫املجالس الرسمية وجمالس السياسيني واألحزاب الشيعية | ‪46‬‬
‫جمالس كبار العلامء ووكالء املراجع‬
‫برنامج الليايل ويوم العارش وما بعده | ‪50‬‬
‫تقسيم القراءة عىل الليايل وصباح العارش‬
‫إحياء العارش املجلس واملسري ات | ‪53‬‬
‫املتاولة وعاشوراء والتعطيل الرسمي إلحيائها يف لبنان‬
‫برنامج اليوم العارش‬
‫اإلطعام وتقديم الضيافة وبعض الرسوم والعادات اخلاصة وعموم‬
‫احلزن يف عاشوراء‬
‫مادة املجلس يف لبنان | ‪64‬‬
‫لغة املجلس يف لبنان | ‪66‬‬
‫املقامات والنغامت التي استخدمت لتالوة املجلس يف لبنان | ‪68‬‬
‫املقاتل واملجالس التي استخدمت والتي أ ّلفها اللبنانيون | ‪71‬‬
‫جدول بأسامء الكتب اللبنانية برتتيبها التارخيي‬
‫قراءة التعزية‪ :‬التع ّلم والتعليم خارج لبنان وداخله | ‪84‬‬
‫خارج لبنان‪:‬‬
‫يف لبنان‪:‬‬
‫قراء وقارئات العزاء يف لبنان | ‪90‬‬
‫َّ‬
‫ّقراء غري لبنانيني‪:‬‬
‫ال ُق َّراء اللبنانيون‪:‬‬
‫القارئات اللبنانيات‪:‬‬
‫خالصة | ‪118‬‬
‫ملحق ‪ : ١‬الشعائر احلسينية واحلسينيات | ‪121‬‬
‫املصادر واملراجع | ‪136‬‬
‫االهداء‬
‫إىل اإلمــام املجــدِّ د الس ـ ّيد روح اهلل املوســوي اخلمينــي‪H‬‬
‫باعــث النهضــة اإلســامية‪ ،‬الــذي أعــاد فلســطني قض ّيــة‬
‫مركز ّية لألمة اإلسالمية‪.‬‬
‫إىل أرواح الشــهداء عــى طريــق فلســطني الســ ّيد ع ّبــاس‬
‫املوســوي والشــيخ راغــب حــرب واحلــاج عــاد مغنية والسـ ّيد‬
‫مصطفــى بــدر الديــن واحلــاج قاســم ســليامين رمحهــم اهلل ‪.‬‬
‫إىل أرواح شــهداء األنفــاق وإىل األحيــاء الذيــن نقلــوا‬
‫غزة‪.‬‬ ‫الصواريخ إىل ّ‬
‫«إن كل مــا لدينــا‬ ‫قــال القائــدُ وا ُمل ْل ِهـ ُ‬
‫ـم اإلمــام اخلمينــي ‪ّ :u‬‬
‫ــرم ومــن هــذه املآتــم»‪ ،‬وهــي التــي أنتجــت‬ ‫م َّ‬
‫هــو مــن ُ َ‬
‫للمقاومــة اإلســامية يف لبنــان انتصــار ًا غــر مســبوق عــى‬
‫الكيــان اإلرسئيــي‪ ،‬وهــي مــن روافــد االنتصــار القــادم يف‬
‫فلسطني بإذن اهلل‪.‬‬
‫أقــدّ ُم لكــم هــذا الكتــاب الــذي يــؤرخ هلــذه املآتــم يف لبنــان‪،‬‬
‫وقــد جعلتــه صدقــة عــن روح اإلمــام اخلمينــي وســائر‬
‫والــدي وزوجتــي‪ ،‬وعــن أرواح‬ ‫ّ‬ ‫الشــهداء‪ ،‬وعــن أرواح‬
‫موتــى ك ُّل مــن ســاهم فيــه‪ ،‬وعــن أرواح الراحلــن مــن‬
‫ـس‬ ‫ال ُقـ ّـراء والقارئــات‪ ،‬وعــن أرواح مــن كتــب ونــر ّ‬
‫وأسـ َ‬
‫وأحيا املجالس يف لبنان‪.‬‬
‫الشيخ عيل خازم‪ ،‬األ ّيام األخرية من شهر رمضان ‪ 1442‬هـ‪،‬‬
‫غزة هاشم العزيزة‪.‬‬
‫أ ّيام انتفاضة األقىص ونرصة ّ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫مقدمة‬
‫ملاذا بدأتُ البحث من القرن الثاين عرش اهلجري؟‬

‫لســببني ّأوهلــا أ ّنــه رغــم ورود خمطوطــات لكتــب املجالــس‬


‫‪9‬‬ ‫التــي اسـتُخدمت لقــراءة التعزيــة قــد ترجــع إىل عهــود أســبق‬
‫ّ‬
‫مؤرخــة‪ ،‬والوثيقــة الوحيــدة بــن‬ ‫لكنهــا مــع األســف غــر‬
‫يــدي نســخة فوتوكــويب عــن كتــاب جمالــس مؤرخــة بخــط‬
‫كاتبهــا ســنة ‪ ١١٥٩‬هـــ ‪ ١٧٤٦ -‬م وهــي متطابقــة مــع بقايــا‬
‫أيضا‪.‬‬
‫نسخة خطية أصلية موجودة يف مكتبتي اخلاصة ً‬

‫ثانيهــا أننــي مل أصــل إىل نصــوص تــؤرخ لقــراءة التعزيــة يف‬


‫مــا يعــرف اليــوم بلبنــان أ ْقــدَ م مــن هــذا النــوع مــن الكتــب‬
‫وال إىل مالحظات شهود عن الفرتات السابقة‪.‬‬
‫وال بــأس مــن اإلشــارة هنــا إىل َّ‬
‫أن دعــوى ربــط صــورة‬
‫املجالــس كــا نعرفهــا حتديــدً ا‬
‫بكتــاب روضــة الشــهداء‬
‫للكاشــفي‪ ،‬الــذي أ ّلفــه ســنة‬
‫‪ ٩٠٨‬هـــ‪ ،‬مغامــر ٌة علميــ ٌة‬
‫خاصــة مــع اإلقــرار بــأن مــن‬
‫صــور جمالــس األئمــة باملناســبة‬
‫حضــور اإلنشــاد الشــعري‬
‫املناســب واملثــر للبــكاء‪َّ ،‬‬
‫وأن يف‬

‫رصخة احلق‬
‫الروايــة عــن اإلمــام الرضــا‬
‫‪ 8‬مــا يفيــد يف ختصيــص األيــام العــرة األوىل مــن املحـ ّـرم‬
‫يف اســتذكار املصيبــة‪« :‬كان أيب إذا دخــل شــهر املحــرم ال يــرى‬ ‫‪10‬‬
‫ضاحــكا وكانــت الكآبــة تغلــب عليــه حتــى يمــي منــه‬
‫عــرة أيــام ‪ ،‬فــإذا كان يــوم العــارش كان ذلــك اليــوم يــوم‬
‫مصيبتــه وحزنــه وبكائــه ويقــول ‪ :‬هــو اليــوم الــذي قتــل فيــه‬
‫احلسني ‪.(((»8‬‬

‫ملاذا إىل القرن الرابع عرش؟‬


‫فـ ّ‬
‫ـأن بدايتــه تزامنــت مــع نجــاح اإلمــام اخلمينــي ‪ u‬يف بنــاء‬
‫اجلمهوريــة اإلســامية وإعــادة اإلعتبــار إىل دور عاشــوراء‬
‫((( العالمة املجليس‪ ،‬بحار األنوار‪ ،‬ج ‪ ٤٤‬ص ‪.٢٨٦‬‬
‫النهضــوي وهــو القائــل «إن كل مــا لدينــا هــو مــن حمــرم‬
‫ومــن هــذه املآتــم»((( ومــا كان هلــذا النجــاح مــن انعــكاس‬
‫بمكوناهتــا املتعــددة‬
‫ّ‬ ‫عــى إحيــاء املجالــس احلســينية اللبنانيــة‬
‫والتــي بلغــت مــن الكثــرة بحيــث حتتــاج إىل عنايــة خاصــة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫وتقويم‪.‬‬
‫ً‬ ‫بح ًثا وتوثي ًقا‬

‫أخــرا‪ ،‬هــذه الصفحــات أساســها مســامه ٌة يف إعــداد فيلــم‬


‫ً‬
‫«رساج احلــق» الوثائقــي عــن قــراءة العــزاء يف لبنــان وكانــت‬
‫الن ّيــة طلــب شــفاعة اإلمــام احلســن ‪ 8‬يف شــفائي مــن‬
‫نزيــف عينــي‪ ،‬أ ّمــا نرشهــا فقربــة إىل اهلل عـ ّـز وجـ ّـل عــى ن ّيــة‬
‫اســتمرار التوفيــق يف مــروع مركــز «صحــف حلفــظ الــراث‬
‫‪11‬‬
‫القــرآين» الــذي قــرت عمــي عليــه إال يف مــا نــدر‪ ،‬ولتكــون‬
‫إىل جانــب الفيلــم ومشــاركتي فيــه نقطـ َة انطـ ٍ‬
‫ـاق ملــن يرغــب‬
‫يف توســعتها رشط املحافظــة عــى منهجهــا واإلقتصــار عــى‬
‫التأريــخ والتوثيــق والتحليــل التارخيــي دون فلســفة أو حتليــل‬
‫نفيس أو بحث اجتامعي‪.‬‬

‫وقــد اخــرت العنــوان مــن حمتــوى كالم االمــام اخلمينــي ‪u‬‬


‫حول املجالس وهذه بعضها ‪:‬‬

‫((( اخلميني‪ ،‬السيد روح اهلل‪ :‬صحيفة اإلمام (ترمجه عربى) الطبعة األوىل‪ ،‬طهران‪،‬‬
‫موسسه تنظيم و نرش آثار امام مخينى‪ 1429 ،‬هـ‪.‬ق ج ‪ 17‬ص ‪.54‬‬
‫«‪ ..‬إهنــم خيافــون مــن هــذا البــكاء بالــذات ألنــه بــكاء عــى‬
‫املظلوم ورصخة بوجه الظامل»(((‪.‬‬

‫«‪ ..‬إن هــذه الصيحــة (صيحــة املظلــوم بوجــه الظــامل) جيــب‬


‫أن تبقى حية مستمرة»(((‪.‬‬

‫« جمالــس العــزاء هــذه تذكــر بمصائــب املظلومــن وبجرائــم‬


‫الظلمــة يف كل العصــور وتدعــو املظلومــن ملواجهــة الظاملــن‬
‫والثورة عليهم «(((‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫« إن هــذه املجالــس واالجتامعــات الدينيــة واإلســامية هــي‬
‫التي حتفظ اإلسالم ح ّي ًا يف قلوبنا»(((‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫امــا الغــاف فقــد اخرتنــا خــط النســخ النرييــزي لكتابــة‬
‫رائجــا يف كتابــة «الســفينة» (راجــع‬
‫العنــوان كونــه كان ً‬
‫تعريفهــا يف قســم املصطلحــات اللبنانيــة ص ‪ )١٦‬والكتــب‬
‫الدينيــة يف الفــرة التــي يغطيهــا البحــث‪ ،‬باالضافــة إىل صورة‬
‫« َع َلــم» وهــو مــن ابــرز ادوات االحيــاء يف ايــران ّ‬
‫وأن احيــاء‬
‫العــارش عالنيــة بحســب النصــوص املتداولــة يرجــع إىل‬
‫العائالت االيرانية يف النبطية‪.‬‬
‫((( م‪.‬ن ج ‪ 10‬ص ‪229.‬‬
‫((( م‪.‬ن ج ‪ 20‬ص ‪.82‬‬
‫((( م‪.‬ن ج ‪ 10‬ص ‪.230-229‬‬
‫((( م‪.‬ن ج ‪ 13‬ص ‪.260‬‬
‫وامــا مــا جتــدر االشــارة اليــه يف تنميــة البحــث فضــا عـ ّـا‬
‫القــراء‬
‫ّ‬ ‫أوردتــه يف خالصتــه فــا خيفــى ان جــدول أســاء‬
‫والقارئــات حيتــاج إىل إضافــات‪ ،‬ومنهــا مــا يتعلــق بأســاء‬
‫خصوصــا‬‫ً‬ ‫قارئــات غــر لبنانيــات لنفــس املرحلــة الزمنيــة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ـاكرا ملــن يــزودين هبــا‪،‬‬


‫أننــي مل أصــل إىل أي اســم‪ ،‬ســأكون شـ ً‬
‫عىل أن تتضمن املعلومات املذكورة يف االستامرة التالية ‪:‬‬

‫استامرة تعريف بقراء وقارئات العزاء‬


‫االسم‪:‬‬
‫تاريخ الوفاة‪:‬‬ ‫تاريخ الوالدة‪:‬‬
‫البلدة‪:‬‬
‫نبذة موجزة عن حياته‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫عىل يد من تعلم القراءة؟‬ ‫أين تع ّلم القراءة؟ ‬
‫البلدة التي عرفتموه فيها والبلدات التي قرأ فيها‪:‬‬
‫كيف كان يقرأ املجلس‪:‬‬
‫من سفينة‬ ‫مرجتال‬
‫حافظا؟‬
‫معروفة؟‬ ‫للمجلس؟‬
‫هل له‬
‫مطبوعة؟‬ ‫خمطوطة؟‬
‫مؤلفات؟‬
‫اسامء املؤلفات‬
‫هل توجد خمطوطات كان‬
‫مكان حفظها‬
‫يقرأ منها؟‬
‫وثائق خاصة متوفرة‪:‬‬
‫تسجيالت فيديو‬ ‫تسجيالت صوتية‬ ‫صور‬ ‫شهادات‬
‫ومــن الوفــاء أن أتقدّ م بالشــكر إىل كل األصدقــاء والصديقات‬
‫ــر عــى إثــراء هــذه الصفحــات باملعلومــات واملــواد‬‫ال ُك ُث ْ‬
‫خصوصــا الذيــن جتاوبــوا مــع دعــويت عــى الفايــس‬
‫ً‬ ‫والصــور‬
‫قــراء وقارئــات‬
‫بــوك لتكريــم الراحلــن ممــن عرفنــا مــن ّ‬
‫العزاء فل ّبوا وأفادوين بمعلومات وصور‪.‬‬

‫وأسألكم الدعاء‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪14‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫مصطلحات لبنانية‬
‫ال بــدّ مــن توضيــح بعــض املصطلحــات لتعيــن املــراد منهــا‬
‫حيثام وجدت يف هذا النص احتيا ًطا من التكرار‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫مصطلحات قديمة‪:‬‬
‫«املتاولــة»‪ :‬كان االســم املعــروف لشــيعة لبنــان ويتميــزون بــه‬
‫عــن بقيــة الشــيعة يف العــامل‪ ،‬وهــو مســتخدم يف الكتابــات‬
‫التارخييــة عــن لبنــان‪ ،‬وأشــهر األقــوال يف تفســره أنــه‬
‫منحــوت مــن شــعار كانــوا «حيوربــون» بــه يف مواجهاهتــم‬
‫العســكرية وهــو «مــت وليــا لعــي»‪ ،‬واحتمــل البعــض أن‬
‫يكــون ختفي ًفــا لـ(املتأولــة) وهــو مــن األلقــاب التــي نُبــذت هبا‬
‫الطائفــة‪ ،‬لكــن ُيشـكَل عليــه بــورود اللفــظ يف مــا تفاخــر بــه‬
‫الشــيعة اللبنانيــون يف أهازجيهــم كــا نقــل حممــد جابــرآل‬
‫صفــا عــن «شــيخة هرمــة مــن آل احلــاج عــي ووالــدة الســيد‬
‫موســى أبــو خــدود تدعــى «الدرويشــة» وكانــت ممــن شــهد‬
‫املعركــة (كفــر رمــان‪ ،‬النبطيــة ‪ ١٧٧١‬م)‪ ،‬قالــت‪ :‬كانــت‬
‫الفتيــات متــد عســكر الشــيعة باملــاء والــزاد‪ ،‬وتســر زرافــات‬
‫مــن فرقــة إىل فرقــة وتثــر نخــوة املقاتلــة ومحيتهــم بالزغاريــد‬
‫واألغــاين احلامســية كقوهلــن‪« :‬ويــن راحــوا اوالد ام عــي ويــن‬
‫سياج العذارى‪ -‬وين بني متوال يا عز الرجال» (((‪.‬‬
‫وظل مصطلح «املتاولة» مستعمال يف التعبري الرسمي العثامين‬
‫عن الطائفة ويف تعيني دين أفرادها يف نواحي ما عرف الحقا‬

‫رصخة احلق‬
‫بلبنان حتى استبداله مع االعرتاف الفرنيس سنة ‪ 1926‬باملذهب‬
‫بالقرار رقم ‪ 3503‬تاريخ‪« :1926/01/27 :‬يؤلف املسلمون‬
‫الشيعيون يف لبنان الكبري طائفة دينية مستقلة وحياكمون يف مواد‬
‫‪16‬‬
‫االحوال الشخصية بموجب احكام املذهب املعروف باملذهب‬
‫اجلعفري»‪.‬‬
‫ّ‬
‫«فــك‬ ‫«ال َف َّلــة»‪ :‬مصطلــح لبنــاين اســتعمل للداللــة عــى‬
‫املــرع» يف اليــوم العــارش‪ ،‬قيــل إنّــه منقــول باإلســتعامل‬
‫الشجة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العا ّمي عن معناه اللغوي‪:‬‬

‫الســفينة‪ :‬مصطلــح مشــرك يف اكثــر مــن بلــد للكتــاب‬


‫َ‬
‫اخلاص باملجالس وبعض األدعية والزيارات‪.‬‬

‫((( آل صفا‪ ،‬حممد جابر‪ :‬تاريخ جبل عامل‪ ،‬الطبعة املحققة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار متن‬
‫اللغة‪ ،‬بدون تاريخ ‪ -‬ص ‪.130‬‬
‫لفــظ الســفينة يف األصــل كــا ذكــر ّ‬
‫العلمــة الشــيخ آقــا‬
‫ـراين يطلــق عــى ّ‬
‫كل كتــاب ُجعــت فيــه مطالــب‬ ‫بــزرگ الطهـ ّ‬
‫متنوعــة‪ ،‬علم ّيــة أو غريهــا تصبــح يقــال هلــا‬
‫متفرقــة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫(جنگ) ‪.‬‬
‫(((‬
‫بالفارسية ُ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫وقــد اســتخدم يف جبــل‬


‫عامــل للداللــة عــى كــون‬
‫خمصصــة للمقتــل‬ ‫الســفينة ّ‬
‫أو املجالــس احلســين ّية‪ ،‬ومل‬
‫يذكــر رمحــه اهلل هــذا املعنــى‬
‫ـا وال ســبب االشــتهار‬ ‫أصـ ً‬
‫بــه تال ًيــا‪ .‬لكــن املســتفاد من‬
‫‪17‬‬
‫لـ‪(:‬جنْــگ) والســفينة‬
‫ُ‬ ‫بيانــه‬
‫إرجاعهــا إىل ســفينة نــوح‬
‫كل خمتلف‪.‬‬ ‫التي َح َوت ّ‬

‫والظاهــر َّأنــا تســمية‬


‫متّخــذة مــن لقــب ســ ّيد الشــهداء «ســفينة النجــاة» وقــد‬
‫وردت يف حديــث الرســول ‪« :i‬ان احلســن مصبــاح اهلــدى‬
‫و سفينة النجاة»((( ويف غريه‪.‬‬

‫((( الطهراين‪ ،‬آقا بزرگ‪ :‬الذريعة إىل تصانيف الشيعة‪ ،‬دار األضواء‪ ،‬بريوت‪ .‬ج ‪5‬‬
‫ص ‪.165‬‬
‫((( سفينة البحار ج ‪ 1‬ص ‪.257‬‬
‫وممّـ�ا اشـ�تهر باالسـ�م نفسـ�ه ومل يذكـ�ره شـ�يخنا ّ‬
‫لتأخـ�ر‬
‫ظاهــرا‪ :‬كتــاب ســفينة النجــاة‬
‫ً‬ ‫طباعتــه عــن مجعــه للكتــب‬
‫العاميل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للس ّيد عبد احلسني إبراهيم‬

‫ويوجــد مصطلــح آخــر للكتــب املتع ّلقــة باملــرع احلسـ ّ‬


‫ـيني‬
‫وهــو «املقتــل» ككتــاب مقتــل احلســن ‪ 8‬أليب خمنــف لــوط‬
‫األزدي‪ ،‬وإن مل‬
‫ّ‬ ‫بــن حييــى بــن ســعيد بــن خمنــف بــن ســليم‬
‫ينحــر بــه بــل اســتخدم لغــر واقعــة عاشــوراء ككتــاب‬
‫ـي وكتــاب‬
‫مقتــل عثــان أليب عبيــدة معمــر بــن املثنّــى التيمـ ّ‬

‫رصخة احلق‬
‫ـي ‪ 8‬وكتــاب مقتــل حجــر بــن عـ ّ‬
‫ـدي وكتــاب‬ ‫مقتــل عـ ّ‬
‫وحممــد بــن أيب حذيفــة‪،‬‬
‫حممــد بــن أيب بكــر واألشــر ّ‬
‫مقتــل ّ‬
‫‪18‬‬
‫وكتاب الشورى ومقتل عثامن‪.‬‬

‫والقراية»‪ :‬قارئ وقارئة التعزية‪.‬‬


‫ّ‬ ‫«القرا‬
‫ّ‬
‫«الذاكريــن»‪ :‬مصطلــح اســتخدمه الســيد حمســن األمــن أكثر‬
‫من مرة للداللة عىل ّقراء التعزية‪.‬‬

‫«املأتــم»‪ :‬احلســينية ومل يســتعمل إال يف اللوحــة الرخاميــة التي‬


‫تــؤرخ بنــاء حســينية الوقــف يف مدينــة اهلرمــل كــا ستشــاهده‬
‫عند الكالم عىل ّأول حسينية يف البقاع‪.‬‬
‫النادي احلسيني‪ :‬احلسينية‪.‬‬

‫«التِ ْع ْز َية»‪ :‬قراءة املجلس‪.‬‬

‫اختصارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫«املجلِس»‪ :‬نفس قراءة املجلس‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫«الل ّطيمة»‪ :‬املشاركون يف اللطم‪.‬‬

‫مصطلحات حديثة‪:‬‬

‫اهليئــة واملوكــب‪ :‬يطلقــان عــى املنظمــن وعــى جممــوع‬


‫املشــاركني يف املجالــس واملســرات احلســينية وفــق تنظيــم‬
‫خاص‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الــرادود‪ :‬هــو الــذي يــؤدي اللطميــات ويقــود الل ّطيمــة‬
‫وحيفظ إيقاعها‪.‬‬

‫خطيــب املنــر احلســيني‪ّ :‬‬


‫يعــرف بــه عــادة العــامل الدينــي‬
‫جمــرد القــارئ الــذي مل‬
‫الــذي يقــرأ العــزاء لتمييــزه عــن ّ‬
‫يتخصص يف العلوم احلوزوية‪.‬‬
‫أماكن اإلحياء وتأسيس الحسينيات‬

‫رصخة احلق‬
‫وفقــا للمرويــات اخلطيــة النــادرة والشــفاهية الكثــرة التــي‬
‫وخصوصــا‬
‫ً‬ ‫ـجلت الح ًقــا‪ ،‬كان إحيــاء الشــعائر احلســينية‬
‫ُسـ ّ‬
‫حمــرم أيــام احلكــم العثــاين (‪-١٥١٦‬‬
‫يــوم العــارش مــن ّ‬ ‫‪20‬‬
‫‪١٩١٨‬م ) ممنوعــا عــى «املتاولــة» اللبنانيــن باعتبارهــم‬
‫(املتاولــة) مــن التابعيــة العثامنيــة وسـ ِ‬
‫ـم َح بــه يف العــام ‪١٩١٩‬‬ ‫ُ‬
‫للعائــات اإليرانيــة فقــط وهــي املقيمــة يف جبشــيت والنبطيــة‬
‫بنــاء عــى طلــب مــن الطبيــب االيــراين ابراهيــم مــرزا خريج‬
‫اجلامعــة األمريكيــة يف بــروت إثــر مفاوضــات بــن وزاريت‬
‫اخلارجية االيرانية والعثامنية‪.‬‬

‫رر الدكتــور غســان طــه عــدم ذكــر اإلحيــاء العاشــورائي‬


‫ُي ـ ّ‬
‫عنــد املؤرخــن والباحثــن يف العهــد العثــاين بقولــه‪:‬‬
‫َ‬
‫حتـ�ظ‬ ‫«والالف��ت يف تاري��خ جمال��س التعزي��ة احلس�يـن ّية ّأن��ا مل‬
‫املؤر ِخ�ين والباحثِ�ين يف ذل��ك العه��د‪ ،‬س��واء كانوا‬ ‫ِ‬
‫بتدوين��ات ّ‬
‫فه��م م��ن هـ�ذا احلــال‪ ،‬لـ�دى‬ ‫م��ن الشــيعة أو م��ن غريه��م‪ .‬و ُي َ‬
‫علــاء ومث ّقفـ�ي الش�يـعة‪ِّ ،‬اتاذه��م سبــيل احليطـ�ة يف التدويـ�ن‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫للمالحقـ�ة‬ ‫للتعرــض ُ‬
‫ُّ‬ ‫لكيف ّيـ�ة ممارسـ�ة تلـ�ك الش�عـرية‪ ،‬من ًع��ا‬
‫أوتعريـ�ض مـ�ن يقــوم هبـ�ا للخطـ�ر وال ِسيـ ّـام بسـ�بب املنـ�ع‬
‫الشطـ�ة يف ِ‬
‫األز ّقــة‬ ‫الشدــيد والــذي كان مـ�ن مظاهــره ِت ُ‬
‫�وـال ُّ‬ ‫َّ‬
‫حم��رم يف‬
‫واألحي��اء خ�لال األ ّي��ام الع�شرة األوىل م��ن ش��هر ّ‬
‫للمدَ ِّون�ين م��ن غ�ير الش��يعة الق��درة ع�لى تدوين‬
‫ح�ين مل يكـ�ن ُ‬
‫ـل القمـ�ع‬ ‫ِ‬
‫ش��اهداتم بسبــب خصوص ّيـ�ة إقامـ�ة املناســبة يف ظـ ّ‬ ‫ُم‬
‫‪21‬‬ ‫العثامين»(‪.((1‬‬
‫ّ‬
‫وينقــل الدكتــور غســان طــه أيضــا عــن ع ّبــاس حســن وهبــي‬
‫ِ‬
‫ـي‬ ‫مــا ينفــرد بــه يف كتابــه «النّ َبط ّيــة يف الف َل َكــن املحـ ّ ّ‬
‫ـي العامـ ّ‬
‫واإلقليمــي»(‪ ((1‬دون ذكــر مســتند أو تفصيــل قولــه‪« :‬لكــن‬
‫ّ‬
‫العامليــن‪ ،‬كانــوا حيولوهنــا بعــض األحيــان ‪ -‬إىل جمالــس‬
‫ـزءا‬
‫نصــار الــذي حكــم جـ ً‬
‫خصوصــا يف زمــن ناصيــف ّ‬
‫ً‬ ‫علن ّيــة‬

‫(‪ ((1‬طه‪ ،‬غسان‪ :‬يو ُم الفداء مقاربة اجتامع ّية تارخي ّية إلحياء شعرية عاشوراء يف لبنان‬
‫بني ‪ .1975 – 1860‬الطبعة األوىل ‪ 2015‬دار املعارف احلكمية‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫املحجة البيضاء‪ ،‬بريوت‪ ،‬ج‬
‫ّ‬ ‫واإلقليمي‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العاميل‬ ‫(‪ ((1‬النّ َبطِ ّية يف الف َلكَني ّ‬
‫املحل‬
‫‪ 1‬ص ‪.601‬‬
‫بعــد مــوت والــده ســنة ‪ ١٧٤٩‬حتــى‬ ‫(‪((1‬‬
‫مــن بــاد عاملــة»‬
‫استشهاده ‪ ١٧٨١‬م‪.‬‬

‫الــكالم عــن تاريــخ قــراءة العــزاء وإحيــاء الشــعائر احلســينية‬


‫يف لبنــان يضعنــا أمــام إشــكالية خالصتهــا‪ :‬كيــف نجمــع بــن‬
‫منــع الســلطة العثامنيــة لإلحيــاء وبــن الرتخيــص ببنــاء‬
‫الشــيخ عبــد احلســن صــادق أول حســينية يف النبطيــة ‪1909‬‬
‫والــكالم ّ‬
‫بــأن الســيد عبــد احلســن رشف الديــن أقــام يف‬
‫صــور إحيــا ًء عا ّمــ ًا ل ّليــايل العــر ســنة ‪ 1908‬بعــد إنشــاء‬

‫رصخة احلق‬
‫حسينيتها يف السنة السابقة !!‬

‫ـم كيــف نو ِّفــق بــن إحيــاء اإليرانيــن يف النبطيــة وجوارهــا‬


‫ثـ ّ‬ ‫‪22‬‬
‫ومدينــة صيــدا(‪ ((1‬للعــارش مــن املحـ ّـرم بالســاح بــه يف العــام‬
‫‪ ١٩١٩‬للعائــات اإليرانيــة فقــط إثــر مفاوضــات بــن وزاريت‬
‫اخلارجيــة االيرانيــة واخلارجيــة العثامنيــة وبــن تأريــخ جــاء‬
‫العثامنيــن ســنة ‪١٩١٨‬؟ (‪ ((1‬علـ ًـا أننــا بمقارنــة التاريــخ نجــد‬
‫(‪ ((1‬م‪.‬ن‪ .‬ص ‪20‬‬
‫(‪ ((1‬حدثني سامحة القايض الدكتور الشيخ يوسف عمرو أن فضيلة مفتي صيدا‬
‫أن بعض أجداده وأرحامه شغلوا يف والية‬ ‫حممد عسريان أخربه ّ‬
‫اجلعفري الشيخ ّ‬
‫ّ‬
‫صيدا قناصل للمملكة ايران القاجار ّية (‪ )1925 - 1794‬أيام الدولة العثامن ّية‬
‫احلسيني يف منزله يف صيدا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وكان القنصل من آل عسريان يقيم جملس العزاء‬
‫(‪ ((1‬هذا هو التاريخ املشهور لكن ها هنا سؤال مرشوع هل استمر احلكم العثامين‬
‫حتى ترشين األول من سنة ‪ 1919‬حني ع ّينت فرنسا أول مندوب سامي هلا عىل‬
‫لبنان وهو هنري جوزيف أوجني غورو؟‬
‫ّ‬
‫أن العــارش مــن املحــرم ســنة ‪ ١٩١٩‬م يقــع يف ســنة ‪ ١٣٣٨‬هـ‬
‫وحتديــدً ا اخلامــس مــن ترشيــن األول ‪١٩١٩‬م وهــو الشــهر‬
‫الــذي ع ّينــت فيــه فرنســا أول منــدوب ســامي هلــا عــى لبنــان‬
‫هنري جوزيف أوجني غورو‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫أيضــا ّ‬
‫أن حممــد رفيــق بــك وحممــد هبجــت بــك يف‬ ‫والغريــب ً‬
‫كالمهــا عــن النبطيــة كناحيــة تتألــف منهــا ومــن أربعــن‬
‫قريــة وتفصيلهــا لــكل يشء عنهــا ذكرا مســجدها القديــم‬
‫(‪((1‬‬

‫ومل يذكــرا احلســينية وكان جديـ ًـرا هبــا ذلــك ألهنــا يف كالمهام‬
‫عــى مدينــة صــور والقــرى املحيطــة هبــا ذكــرا احلســينيات‬
‫كام سرتى عند كالمنا عىل احلسينيات‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫وممــا يزيــد يف اإللتبــاس تعبــر الشــيخ ســليامن ظاهــر عــن‬
‫مــكان اإلجتــاع الــذي عقــد يف النبطيــة أنّــه «مســجد‬
‫غــص‬
‫ّ‬ ‫احلســينية»‪« :‬ويف مســجد احلســينية الكبــر الــذي‬
‫باملجتمعــن‪ُ ،‬تــي كتــاب امللــك فيصــل‪ ،‬وأعلــن اإلســتقالل‬
‫(‪((1‬‬
‫العريب بمحرض فريق من كبار علامء جبل عامل»‬

‫(‪ ((1‬رفيق بك‪،‬حممد و هبجت بك‪ ،‬حممد‪ :‬والية بريوت‪ .‬القسم اجلنويب ألوية‬
‫بريوت و عكا و نابلس‪ ،‬دار حلد خاطر الطبعة الثالثة ‪ 1987‬عن طبعة مطبعة‬
‫اإلقبال ‪ :1916‬ج ‪ 1‬ص ‪ 174‬اىل ص ‪.176‬‬
‫(‪ ((1‬ظاهر‪ ،‬الشيخ سليامن‪ ،‬صفحات من تاريخ جبل عامل‪ ،‬حتقيق عبداهلل سليامن‬
‫ظاهر‪ -‬الدار اإلسالمية‪ ،‬الطبعة الثانية سنة ‪ ،2002‬لبنان – بريوت ‪،‬ص ‪.73‬‬
‫ويبقــى يف الســؤال عــن املنــع مــن إحيــاء الشــعائر وتربيــر‬
‫الدكتــور غســان طــه لعــدم ذكرهــا عنــد املؤرخــن والباحثني‪،‬‬
‫أنــه يتعــارض مــع إصالحــات الشــيخ موســى رشارة وإقامتــه‬
‫للمجالــس بــن ‪ ١٨٨٠‬و‪ ١٨٨٦‬كــا ذكرهــا الســيد حمســن‬
‫رسيتهــا بــل الظاهــر مــن كالمــه‬
‫األمــن ومل يــر اطالقــا اىل ِّ‬
‫فضــا عــن إقامــة الســيد رشف الديــن للذكــرى‬ ‫ً‬ ‫علنيتهــا‪،‬‬
‫ســنة ‪ ١٩٠٨‬م مضا ًفــا إىل بنــاء حســينية النبطيــة ســنة ‪ 1909‬م‬
‫أي قبــل تســع ســنوات مــن ســقوط الســلطنة العثامنيــة‪ .‬وزد‬

‫رصخة احلق‬
‫عــى ذلــك مــا ذكــره حممــد رفيــق بــك وحممــد هبجــت بــك‬
‫ســنة ‪ ١٩١٦‬عنــد كالمهــا عــى العــادات اإلجتامعيــة لــدى‬
‫الصيداويــن وأنقلــه كــا هــو بأخطائــه مــع النقــاط يف الفــراغ‬ ‫‪24‬‬
‫الــذي يــدل عــى نقــص أدى اىل اســتغراب مــا وصفــا بــه‬
‫الشــيعة ومل نعرفــه مطل ًقــا يف أفراحنــا إال إذا كان قصدمهــا أن‬
‫العمــل مــن عــادات الشــيعة مطلقــا ال بخصــوص األفــراح‪:‬‬
‫«‪..‬وان قسـ ًـا مــن هــذه العــادات خمتــص بالســنيني مثــل قرائــة‬
‫املولــد الرشيــف‪ ....‬فيتلــون غال ًبــا قصــة املولــد الرشيــف‬
‫بعــد عقــد النــكاح وبعــد حفلــة اخلتــان‪ ،‬امــا الشــيعيون‬
‫فيقرأون (مرثية احلسني) ويسموهنا (تعزية)‪.((1( ».‬‬

‫(‪ ((1‬م‪.‬ن‪ .‬ج‪ 1‬ص ‪164‬‬


‫ومــن املفيــد يف اســتكامل البحــث متابعــة الفكرة التــي طرحها‬
‫ســتيفان وينــر عــن «ذرائعيــة» الســلطنة العثامنيــة يف تعاطيهــا‬
‫الس ـنّة مــن رعاياهــا مــا مل يش ـكّلوا خطــرا سياســيا‬
‫مــع غــر ُ‬
‫عــى الدولــة(‪ ،((1‬وهــو وإن مل يتحــدث عــن تفاصيــل عمليــة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫اإلحيــاء لعاشــوراء إال أ ّنــه توقــف عندهــا يف موضعــن مــن‬


‫كتابه‪ :‬الشيعة يف لبنان حتت احلكم العثامين‪:‬‬

‫‪ -١‬عــن «الذيــن حيتفلــون بعاشــوراء إحيــا ًء لذكــرى شــهداء‬


‫الشــيعة « ّأنــم اعتــروا خمالفــن لقوانــن الدولــة العثامنيــة‬
‫جيــب «التحقيــق بشــأهنم»(‪ ((1‬ومعاقبتهــم وحيــدد تارخيــا‬
‫لذلــك «النصــف الثــاين مــن القــرن الســادس عــر يف أثنــاء‬
‫‪25‬‬
‫حكــم الســلطان ســليامن القانــوين» (‪ ((2‬حــن بــدأت إضافــة‬
‫تدويــن التهمــة إىل « أوامــر مهمــه دفرتلــري = تســجيالت‬
‫األوامر املهمة »‪ ،‬وهذا ال يعني عدم املعاقبة قبل ذلك‪.‬‬

‫‪ -٢‬عــن «اإلحتفــال بعاشــوراء» كمظهــر مــن مجلــة أمــور‬


‫كانــت الســلطة تغــض النظــر عنهــا أحيا ًنــا يف بعــض أرايض‬
‫(‪ ((1‬وينرت‪ ،‬ستيفان‪ :‬الشيعة يف لبنان حتت احلكم العثامين‪ ،‬ترمجة حممد حسني‬
‫املهاجر‪ ،‬مركز احلضارة لتنمية الفكر اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2016‬م‪ .‬ص ‪:74‬‬
‫«فإن السلطات العثامنية كانت ختتار عىل نحو ذرائعي إغامض احلقيقة أو إنكارها‬
‫وفوق كل شئ جتاهل اهلوية الشيعية ألفراد باخلصوص أو ملؤسسات»‪.‬‬
‫(‪ ((1‬م‪.‬ن‪ .‬ص ‪ 44‬و ‪45‬‬
‫(‪ ((2‬م‪.‬ن‪ .‬ص ‪44‬‬
‫الســلطنة التــي تشــتمل عــى تنــوع دينــي ومذهبــي مــا مل تكــن‬
‫فــورا هتمــة‬
‫ً‬ ‫توجــه‬
‫فيهــا حــاالت متــرد أو ثــورة‪ ،‬حيــث ّ‬
‫«اهلرطقــة وضــد الديــن املســتقيم» إىل «العثامنيــن املتعاملــن‬
‫مــع الثــوار» اســتنا ًدا إىل فتــوى شــيخ اإلســام أيب الســعود‬
‫أفندي‪.‬‬

‫املساجد والبيوت‪:‬‬

‫كان اإلحيــاء إىل مــا قبــل إنشــاء احلســينيات وانتشــارها أوائــل‬

‫رصخة احلق‬
‫القــرن العرشيــن جيــري يف البيــوت واملســاجد‪ ،‬قــال حممــد‬
‫كــرد عــي عــن الشــيعة يف بــاد الشــام‪ « :‬جتتمــع الشــيعة يف‬
‫أيــام عاشــوراء‪ ،‬فتقيــم املآتــم عــى احلســن بــن عــي شــهيد‬ ‫‪26‬‬
‫كربــاء ‪ ،8‬وعهدهــم بذلــك بعيــدٌ يتصــل بعــر‬
‫الفاجعــة‪ ،‬وأول مــن رثــاه أبــو باهــل اجلمحــي بقصيــدة يقــول‬
‫فيها‪:‬‬

‫تبيت النشاوى من أمية ّنوما‬

‫وبالطف قتىل ما ينام محيمها‬

‫والظاهــر مــن ســرة ديــك اجلــن احلمــي يف كتــاب «األغاين»‬


‫أن هذه االجتامعات للمآتم كانت معروفة يف زمانه»(‪.((2‬‬
‫(‪ ((2‬كرد عيل‪ ،‬حممد‪ :‬خطط الشام‪ ،‬الطبعة الثانية‪ .1983– 1403 ،‬مكتبة النوري‪،‬‬
‫ويبـ ّـن الســيد حمســن األمــن يف خططه‬
‫مــكان اإلجتــاع عنــد كالمــه عــن‬
‫نشــأة احلســينيات يف جبــل عامــل‪،‬‬
‫قــال‪« :‬وإقامــة التعزيــة تكــون يف‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ويفصلــه عنــد‬
‫ّ‬ ‫(‪((2‬‬
‫الــدور واملســاجد»‪.‬‬
‫كالمــه عن«الشــيخ موســى رشارة‬
‫واصالحاته»(‪.((2‬‬

‫‪27‬‬

‫دمشق‪ ،‬ج ‪ 6‬ص ‪ .250‬مما جيدر اإلشارة إليه أن الكتاب صدر سنة ‪ 1925‬بعدما‬
‫بدأ اإلعداد له سنة ‪ 1899‬م‪.‬‬
‫(‪ ((2‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪ :‬كتاب خطط جبل عامل‪ ،‬مل استطع الوصول اىل تاريخ‬
‫كتابته‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الدار العاملية‪ ،‬لبنان ‪ 1403‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1983‬م‪ .‬ص ‪181‬‬
‫(‪ ((2‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪:‬أعيان الشيعة‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪ 1403 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1982‬م‪ ،‬دار التعارف بريوت‪ .‬ج ‪ 10‬ص ‪.343‬‬
‫احلسينيات(‪:((2‬‬
‫ذكر السيد حمسن االمني يف كتابه خطط جبل عامل(‪:((2‬‬

‫«حســينيات جبــل عامــل ‪ -‬مجــع حســينية‪ -‬وهــي بمثابــة تكيــة‬


‫منســوبة اىل االمــام احلســن ‪ 8‬الســبط الشــهيد ألهنــا‬
‫تبنــى القامــة عزائــه فيهــا‪ ،‬وأصــل احلســينيات مــن االيرانيــن‬
‫أيضــا‪ ،‬ووقفــوا‬
‫واهلنــود بنوهــا يف بالدهــم وبنوهــا يف العــراق ً‬
‫وقو ًامــا‪ ،‬وهــي عبــارة‬
‫هلــا االوقــاف وجعلــوا لــكل منهــا ناظـ ًـرا ّ‬
‫عــن دار ذات حجــر وصحــن فيهــا منــر‪ ،‬يــأوي اليهــا الغريــب‬

‫رصخة احلق‬
‫وتُقــام فيهــا اجلامعــة وينزهلــا الفقــراء ويقــام فيهــا عــزاء ســيد‬
‫(‪ " ((2‬يعــرف‏العــامل الشــيعي مصطلحــات ملــكان إقامــة املجالــس احلســينية هــي‬
‫"تكيــة‪‎" "‎‬حســينية" و"امــام بــارة" وختتلــف الوظائــف‏االضافيــة عــى قــراءة‬ ‫‪28‬‬
‫املجلــس يف التكيــة و"امــام بــارة" فهــي مصممــة بطريقــة تســمح بــأداء التمثيليــة‬
‫يــوم العــارش أو عــرس‏القاســم وهــي عــادة أكــر مــن احلســينية ‪ ،‬وهــي منطلــق‬
‫للمواكب ومقر دائم للهيئات والتجهيزات‪.‎‬‬
‫‪ ‎‬وأشــهر التكيــات التــي أقيمــت للشــعائر احلســينية يف إيــران هــي "تكيــة دولت" يف‬
‫طهــران التــي أقامهــا نــارص الديــن شــاه عــى‏غــرار دور األوبــرا يف اوروبــا بعــد‬
‫زيارتــه هلــا ‪ ،‬وهنــاك عــدد مــن التكايــا الكبــرة يف ايــران وتركيــا والعــراق‬
‫وباكســتان‏واهلنــد ويف هــذه االخــرة عــدد مــن ال"امــام بــارة" ابرزهــ ‪‎‬ا )‪‎‬شــاه‬
‫نجــف) التــي تضــم تقليــد ًا لرضيــح االمــام عــي ‪A‬واخــرى‏يف (شــاه جــال‬
‫بــو ‪‎‬ر )‪‎‬تضــم تقليــد ًا لرضيــح االمــام احلســن‪ A‬ومــن خصائــص احــدى‬
‫احلســينيات يف (جــال بــور) أهنــا‏بنيــت بمبالــغ مجعــت مــن حاكــة البلــد‬
‫ونساجيه بعد أن فرضوا عىل كل قطعة من منتوجاهتم مبلغ "بيزة" واحدة‪.‎‬‬
‫‪ ‎‬وتوجد احلسينيات ايض ًا يف العراق والكويت ونقل البعض أن يف البحرين وحدها‬
‫ثالثة آالف ومخسامئة حسينية‏ويسموهنا هناك "مآتم""‪ :‬من كتايب عاشوراء بني احلياة‬
‫واإلحياء ‪،‬ص ‪ ، 102‬الطبعة األوىل ‪ ،‬دار الوالء لبنان‪ 1436 .‬هـ ‪ 2014 -‬م‬
‫(‪ ((2‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪ :‬كتاب خطط جبل عامل‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1403‬هـ ‪ 1983 -‬م الدار العاملية‪ ،‬لبنان‪ .‬ص ‪181‬‬
‫الشــهداء يف كل اســبوع يف يــوم خمصــوص ويف عــرة املحــرم‪،‬‬
‫وختتلــف حالتهــا يف الكــر والصغــر واالتقــان وكثــرة الريــع‬
‫باختــاف أحــوال منشــئيها‪ .‬وهــذه مل تكــن معروفــة قبــل‬
‫عرصنــا يف جبــل عامــل‪ ...‬وأول حســينية ُأنشــئت يف جبــل‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫عامــل هــي حســينية النبطيــة التحتــا ثــم أنشــئت عــدة‬


‫حســينيات يف صــور والنبطيــة الفوقــا وكفــر رمــان وبنــت‬
‫جبيل وحاروف واخليام والطيبة وكفر صري وغريها‪.((2(»...‬‬
‫دونــاه‬
‫وقــال حممــد رفيــق بــك وحممــد هبجــت بــك يف مــا ّ‬
‫ســنة ‪ ١٩١٦‬م عنــد كالمهــا عــى مدينــة صــور‪« :‬ويف كل‬
‫قريــة جامــع للمتاولــة يســمى (حســينية) وليــس فيــه مأذنــه أو‬
‫‪29‬‬ ‫ـض النظــر عــن صحــة الــكالم بعمومــه فـ ّ‬
‫ـإن‬ ‫منــر»(‪ ،((2‬وبغـ ّ‬
‫ـدل عــى أنــه يف ســبع ســنوات مــن تاريــخ انشــاء‬ ‫فيــه مــا يـ ّ‬
‫حســينية النبطيــة انتــر بنــاء احلســينيات ليكــون ظاهــرة‬
‫تسجل للعامليني‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويذكــران فيــه أيضــا‪« :‬يقيــم املتاولــه مآتــم يف أوقــات معينــة‬
‫لالمام احلسني» (‪.((2‬‬

‫(‪ ((2‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪ :‬كتاب خطط جبل عامل‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1403‬هـ ‪ 1983 -‬م الدار العاملية‪ ،‬لبنان‪ .‬ص ‪181‬‬
‫(‪ ((2‬رفيق بك‪،‬حممد و هبجت بك‪ ،‬حممد‪ :‬والية بريوت‪ .‬القسم اجلنويب ألوية‬
‫بريوت و عكا و نابلس‪ ،‬دار حلد خاطر الطبعة الثالثة ‪ 1987‬عن طبعة مطبعة‬
‫اإلقبال ‪ :1916‬ج ‪ 1‬ص ‪146‬‬
‫(‪ ((2‬م‪.‬ن‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪147‬‬
‫ّأول حسينية يف جبل عامل‬
‫هــي حســينية النبطيــة املشــهورة التــي بناهــا الشــيخ عبــد‬
‫احلســن صــادق ‪ 1909‬كــا هــو مــؤرخ شــعر ًا بحســاب‬
‫اجلُ ّمــل ورقـ ًا عــى لوحتهــا (‪ 1327‬هـــ)‪ ،‬ذكر السـ ّيد حمســن‬
‫األمني يف اخلطط ّأنا ّأول حسينية يف بالد الشام‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪30‬‬

‫لكن هذا القول معارض بتأريخ حسينية صور ‪ 1908‬التي أسسها‬


‫الس ّيد عبد احلسني رشف الدين واملوجود عىل لوحتها ايضا‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫وأقامــت فاطمــة بنــت ناصيــف بــك األســعد الســاملية‬


‫الوائليــة‪ :‬زوجــة كامــل بــك األســعد‪ ،‬أول ٍ‬
‫نــاد حســيني‬
‫للنســاء يف جبــل عامــل يف الطيبــة ســنة ‪١٩٢٤‬م‪ ،‬ودفنــت فيــه‬
‫الحقا‪ ،‬وحتول رضحيها داخله إىل مزار ألهل املنطقة‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫رصخة احلق‬
‫‪32‬‬
‫ّأول حسينية يف العاصمة بريوت‬

‫بعــد تأســيس اجلمع َّيــة اخلري َّيــة االســام َّية العامل َّيــة يف بريوت‬
‫عــام ‪ 1923‬وبعــد إنشــاء املدرســة العامليــة األوىل عــام‬
‫‪ 1928‬التــي شــهدت باحتهــا إحيــاء عاشــوراء عــام ‪1929‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫اســتطاع احلــاج رشــيد بيضــون ‪ -‬وهــو ّأول مــن نصــب‬


‫خيمــة عاشــورائ ّية يف بــروت ‪ -‬احلصــول وحتــت وطــأة‬
‫اإلحلــاح واملراجعــة لــدى مديــر عــام وزارة الداخليــة عــى‬
‫قــرار إداري داخــل املديريــة بتعطيــل املوظفــن الشــيعة يف‬
‫اليوم العارش من حمرم‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫عــام ‪ ١٩٤٧‬ويف ذكــرى‬


‫عاشــوراء وصــف رشــيد‬
‫بيضــون كيــف كانــوا حييــون‬
‫عاشــوراء قبــل افتتــاح الكليــة‬
‫العامليــة بقولــه‪« :‬يــوم كنــا‬
‫نجتمــع يف مثــل هــذا اليــوم‪ ،‬يف‬
‫باحــة صغــرة مغطــاة ببعــض‬
‫رشيد بيضون‬ ‫قطــع املشــمع لــرد عنــا املطــر‬
‫الغزيــر‪ ،‬كانــت األمطــار‬
‫تتــرب مــن ثقــوب املشــمعات فتبلــل ثيــاب املجتمعــن‬
‫والزمهريــر يــرب يف أطــراف الباحــة فيزعــج احلارضيــن‬
‫ويؤملهــم‪ ،‬يومــذاك ذكــرت لكــم أن اجلمعيــة (العامليــة) جادة‬
‫يف إجيــاد باحــة واســعة تضــم مجوعكــم الكثــرة وتقيكــم املطر‬
‫والــرد‪ ،‬وهــا إن اجلمعيــة بربكــة تلــك املجالــس وبفيــض اهلل‬
‫وكرمــه وإحســانه متكنــت مــن الــر بوعدهــا فشــادت هــذا‬
‫الــرح اجل ّبــار بفضــل تأييدكــم‪ ،‬فمــكان اجتامعنــا هــذا العام‬
‫ـزءا مــن هــذا الــرح الــذي‬
‫يف هــذه الباحــة التــي تؤلــف جـ ً‬
‫يتعلق بفضل املحسنني املقيمني منهم واملهاجرين»(‪. ((2‬‬

‫رصخة احلق‬
‫ويف العــام ‪ ١٩٥٩‬تــم‬
‫تأســيس اجلمعيــة‬
‫‪34‬‬
‫التعاون ّيــة اخلري ّيــة‬
‫اإلســام ّية لبنــاء‬
‫املســاجد واخلاليــا يف‬
‫برئاســة‬ ‫بــروت‬
‫الشــيخ‬ ‫العالّمــة‬
‫حممــد ع ّيــاد‪ .‬ومــن‬
‫أهــم مــا قامــت بــه‬
‫ترخيص اجلمعية التعاون ّية اخلري ّية اإلسالم ّية لبناء املساجد‬
‫واخلاليا‬ ‫هــذه اجلمعيــة رشاء‬
‫(‪ ((2‬ص ‪ :73‬رشيد بيضون قول وفعل‪ ،‬كتاب إصدره أصدقاء رشيد بيضون وقدّ م‬
‫له حسني يوسف مكي‪ ،‬بدون بيانات نرش او تاريخ‬
‫مدرســة الرسيــان القديمــة‬
‫بمحلــة خنــدق الغميــق‬
‫حيــث بنــت عليهــا مســجد‬
‫وحســين ّية االمــام عــي ‪8‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫فتكــون هــذه أول حســينية‬


‫موقوفــة لغــرض التعزيــة يف‬
‫بريوت‪.‬‬

‫اخلاصــة يف‬
‫ّ‬ ‫بــدأت املجالــس‬
‫حملــة حــي اللجــا يف بيــت‬
‫لوحة مسجد وحسين ّية االمام عيل ‪8‬‬
‫الســيد عبــد العبــاس هاشــم‬
‫‪35‬‬
‫(حــاروف ‪ ) 2015 - 1925‬بدايــة الســتينات ثــم اســتفاد مــن‬
‫قطعــة أرض أمامــه حيــث اصطــدم‬
‫شــباب الشــيعة مــع الــدرك الــذي‬
‫حــاول تفريقهــم أكثــر مــن مــرة‪،‬‬
‫وكانــت عــى مدخــل البنــاء اىل فــرة‬
‫قريبــة قبــل هدمــه بالطــة تــؤرخ أن‬
‫هــذا البيــت شــهد أول جملــس‬
‫عاشــورائي كــا أخــرين أكثــر مــن‬
‫شــخص مــن أبنــاء احلــي‪ ،‬وذكــرت‬
‫ابنتــه وكانــت صغــرة الســن أنــه كان عــى اللوحــة شــعار «ال‬
‫فتــى إالّ عــي ال ســيف إالّ ذو الفقــار»‪ .‬وقــد اشــرى الســيد‬
‫هاشــم ومجاعــة مــن املؤمنــن األرض الحقــا وبنيــت عليهــا‬
‫حسينية الرب واإلرشاد‪.‬‬

‫أول حســينية للنســاء يف بــروت أسســتها احلاجــة صبــح اهلــدى‬


‫كوثــراين‪ ،‬والــدة الشــيخ رضــا مهــدي وهــي ابنــة الشــيخ‬
‫حســن كوثــراين واالخــت الشــقيقة للشــيخ حممــود كوثــراين‪،‬‬

‫رصخة احلق‬
‫وقــد أقامــت املجالــس للنســاء يف بيتهــا يف حملــة بــرج أيب حيدر‬
‫‪ ١٩٤٠‬ثــم اســتأجرت شــقة حتتــه لتكــون حســينية‪ ،‬ثــم أقامتها‬
‫يف مركــز مجعيــة َع َلــم اهلــدى التــي ّ‬
‫رخصتهــا الح ًقــا‪ ،‬وكانــت‬ ‫‪36‬‬

‫ُت َع ّلــم فيهــا قــراءة القــرآن الكريــم وقــراءة التعزيــة وتديــر‬


‫نشا ًطا ثقاف ًيا ومن مآثرها اقامة دورات حمو أمية للنساء‪.‬‬
‫ّأول حسينية يف جبل لبنان‬
‫أمـا يف جبـل لبنان يقول الشـيخ يوسـف عمرو يف جملـة إطاللة‬
‫جبيليـة‪« :‬كانـت املجالس احلسـين ّية يف العرش األوائل من شـهر‬
‫رسا يف منزل الشـيخ حسـن صالـح مهدر يف‬ ‫ُمـرم احلـرام تقـام ً‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫بـرج الرباجنـة ـ حـي العـرب ـ ويف منـازل القضـاة مـن آل‬


‫احلسـيني واألعيـان مـن أبنـاء العائلات الكريمـة يف الغبيري‬
‫ّ‬
‫التي ذكرها األسـتاذ ابراهيـم وزنه يف كتابـه‪ «:‬الغبريي ـ عوائل‬
‫وأوائل» وذلك لغاية عام ‪١٩١٨‬م»(‪.((3‬‬

‫ويتابع الشـيخ عمرو‪..« :‬ومنهم احلاج حسين يوسـف اخلنسـا‬


‫البعلبكـي ( تـويف يف شـباط ‪ )١٩٤٩‬حيـث وفقـه اهلل تعـاىل يف‬
‫‪37‬‬

‫‪http://www.etlala-byblos.com/item.php?item=563&sec=4‬‬ ‫(‪((3‬‬
‫جبـل لبنـان وبيروت يف مطلـع القـرن العرشيـن لتخصيـص‬
‫حول‬
‫قاعـة وقطعـة األرض املجـاورة هلا إلحيـاء املجالـس‪ .‬ثم ّ‬
‫ابنـه احلـاج أبـو ريـاض القاعـة وقفـا كحسـينية عـام ‪١٩٥٢‬‬
‫بمباركة السيد عبد احلسني رشف الدين»‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪38‬‬

‫وجــاء يف جملــة إطاللــة جبيليــة‪« :‬عنــد انســحاب العثامنيــن‬


‫ووقــوع لبنــان حتــت االنتــداب الفرنــي اســتمر املنــع « قــال‬
‫األســتاذ ابراهيــم وزنــه يف كتابــه الغبــري ـ عوائــل‬
‫وأوائــل‪«:‬ويف ضــوء املضايقــات التــي كان يامرســها جيــش‬
‫اإلحتــال الفرنــي يف تلــك األيــام عــى الوافديــن مــن‬
‫املناطــق البعيــدة واملجــاورة لســاع املجالــس احلســين ّية‪ ،‬كان‬
‫الشــباب يتوزّعــون عنــد املداخــل املؤد ّيــة إىل احلســين ّية‬
‫للمراقبــة واحلراســة وإبــاغ احلضــور بوصــول الدوريــات‬
‫املباغتة »(‪.((3‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪39‬‬
‫بعــد إحلــاح النســاء عــى إجيــاد مــكان خــاص هبــن لإلحيــاء‬
‫يف الغبــري عمــل احلــاج مــراد اخلنســاء عــى اســتضافة‬
‫املجالــس النســائية يف منزلــه‪ُ ،‬ثـ ّ‬
‫ـم ســارع إىل إنشــاء حســين ّية‬
‫خاصــة بالنســاء أطلــق عليهــا إســم حســين ّية الزهــراء بحــدود‬
‫سنة ‪.١٩٥٢‬‬

‫(‪ ((3‬م‪.‬س‪.‬‬
‫ّأول حسينية يف البقاع‬
‫أحيــا الشــيخ حبيــب آل ابراهيــم املناســبة يف مدينــة بعلبــك‬
‫بعــد قدومــه اليهــا ســنة ‪ ١٩٣٣‬وعهــد اىل الشــيخ حممــد عــي‬
‫عالء الدين بالقراءة وكان يقرأ بنفسه أحيانا‪.‬‬
‫ووفقــا لــكالم خمتــار مدينــة بعلبــك الســيد عــي عثــان كان‬
‫اإلحيــاء قبلهــا يف دار الســيد موســى عثــان‪ ،‬وهــو مــن أوائــل‬
‫ـول منزلــه‬
‫النــاس الذيــن اقامــوا جمالــس عاشــوراء حيــث حـ ّ‬
‫ـرف الحق ًا‬‫اىل حســينية ايــام احلكــم الرتكــي يف احلــي الــذي ُعـ ِ‬
‫باسم حي الشيخ حبيب‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫وبعــد وفاتــه اســتمر ولــده الســيد حممــد عثــان (أبــو موســى)‬
‫بإقامــة املآتــم يف عاشــوراء ووفيــات املعصومــن ‪،D‬‬
‫ووســع احلســينية واخــذت شــكلها احلــايل عــام ‪١٩٧٩‬‬ ‫ّ‬ ‫‪40‬‬
‫فتكون أول حسينية يف بعلبك ونص اللوحة هو‪:‬‬
‫ٍ ِ‬
‫" بســم اهلل الرمحــن الرحيــم يف ُب ُيــوت َأذ َن اللَُّ َأن ت ُْر َفـ َ‬
‫ـع َو ُي ْذ َكـ َـر‬
‫ـم ُه حســينية أبــو الفضــل العبــاس (ع) تأسســت عــام‬ ‫ِ‬
‫ف َيهــا ْاسـ ُ‬
‫‪ ١٩٧٩‬م"‪.‬‬
‫لكــن يف مدينــة اهلرمــل توجــد حســينية هــي أقــدم حســينياهتا‬
‫تعــرف بإســم حســينية الوقــف وموقعهــا قــرب منشــية‬
‫الوقــف ويف هــذه احلســينية لوحــة تــؤرخ تأسيســها وترميمها‬
‫‪ 1348‬هـــ ‪ 1929 -‬م فتكــون هــي أول حســينية يف البقــاع‪،‬‬
‫ـص عــى تســميتها‬ ‫والعجيــب َّأنــا احلســينية الوحيــدة التــي ُنـ َّ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫"املأتــم" كــا عنــد أهــل البحريــن و ُعــان وهــو مــا أرشت‬

‫‪41‬‬

‫ونص اللوحة هو‪:‬‬


‫اليه يف كالمي عن املصطلحات ُّ‬
‫"بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫يا آل بيت رسول اهلل حبكم فرض من اهلل يف القرآن انزله‬
‫يكفيكــم مــن عظيــم الشــأن أنكــم مــن مل يصــي عليكــم ال‬
‫صالة له‬
‫اشــاد هــذا املأتــم اجلليــل الرشيــف األديــب األريــب عــارف‬
‫عبــد اهلل حســام الديــن القامــة عــزاء ســيد الشــهداء وخامــس‬
‫اصحــاب الكســاء احلســن ابــن عــي ابــن ايب طالــب عليهــم‬
‫الســام وذلــك عــام الــف وثالثامئــة وثامنيــة واربعــن مــن‬
‫هجــرة ســيد املرســلني عليــه افضــل التحيــات والســام‬
‫‪ ١٣٤٨‬هــ مجاد أول‬
‫وأعيد ترميمها‬
‫من مال املحسنني‬

‫رصخة احلق‬
‫األول من رجب سنة ‪١٣٩٥‬هـ"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ّأول حسينية يف الشامل‬

‫هــي حســينية بلــدة بنهــران‪ .‬جــاء يف جم َلــة إطاللــة جبيليــة‪:‬‬


‫«قــام إبــن بلــدة بنهــران البــار املرحــوم الشــيخ خليــل حممــود‬
‫حســن مــع أبنــاء عمــه الكــرام مــن آل احلــاج يوســف يف‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫قــرى بنهــران وبحبــوش وبزيــزا ومرتيــت وزغرتــا املتاولــة‬


‫قضــاء الكــورة بتأســيس مجع ّيــة حتــت إســم‪« :‬اجلمع ّيــة‬
‫اخلري ّيــة إلنعــاش القــرى اخلمــس» يف ‪١٩٦٣/١١/٢٦‬م‪،‬‬
‫لتشــمل خدماهتــا القــرى اآلنفــة الذكــر‪ ،‬وقريــة ضهــور اهلــوا‬
‫التابعــة لبلــدة بطــرام ـ الكــورة‪ .‬وبلــدة ديــر بــ َّ‬
‫ا يف قضــاء‬
‫البــرون»(‪ .((3‬احلســين ّية واملســجد يف بلــدة بنهــران ـ قضــاء‬
‫‪43‬‬
‫خشــبي‬
‫ّ‬ ‫الكــورة كانــا بنــا ًء واحــد ًا يفصــل بينهــا حاجــز‬
‫صغــر وقــد وضــع حجــر األســاس هلــا اإلمــام الســ ّيد‬
‫موســى الصــدر يف عــام ‪ 1969‬م‪ .‬كــا هــو موجــود عــى‬
‫اللوحة املوجودة عىل باب املسجد القديم‪.‬‬

‫(‪http://www.etlala-byblos.com/olditem.php?item=167&sec=2 ((3‬‬
‫دور املــرأة يف تأســيس احلســينيات النســائية وتأليــف الكتــب‬
‫احلسينية‬

‫مـ ّـر معنــا ذكــر دوره ـ ّن يف احلديــث عــن أوائــل احلســينيات‬


‫وأحببــت إفرادهــ ّن بعنــوان خــاص ألضيــف تقــدّ م املــرأة‬
‫اللبنانيــة للكتابــة احلســينية خصوصــا يف جمــال التعزيــة‬
‫ونموذج ذلك‪:‬‬

‫احلاجــة ســمرية عــي قاســم عــوايل وكتاهبــا ســكب العربات‬


‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫رصخة احلق‬
‫املحجة البيضاء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يف جمالس األئمة اهلداة‪ ،‬دار‬

‫‪ -‬فاطمــة بنــت ناصيــف بك األســعد‬


‫الســاملية الوائليــة ‪ :‬زوجــة كامــل بــك‬ ‫‪44‬‬
‫األســعد‪ ،‬أقامــت أول نــاد حســيني‬
‫للنســاء يف جبــل عامــل يف الطيبــة‬
‫ســنة ‪١٩٢٤‬م‪ ،‬ودفنــت فيــه الحقــا‪،‬‬
‫وحتــول رضحيهــا داخلــه إىل مــزار‬
‫ألهل املنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬احلاجــة صبــح اهلــدى كوثــراين‪،‬‬


‫والــدة ســاحة الشــيخ رضــا مهــدي وهــي االخــت الشــقيقة‬
‫لســاحة العالمــة الراحــل املرحــوم الشــيخ حممــود كوثــراين‪،‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫أقامــت املجالــس للنســاء يف بيتهــا يف حملــة بــرج أيب حيــدر‬


‫‪45‬‬ ‫‪ ١٩٤٠‬ثــم اســتأجرت شــقة حتتــه كانــت أول حســينية للنســاء‬
‫يف بــرت‪ ،‬ثــم أقامتهــا يف مركــز مجعيــة َع َلــم اهلــدى التــى‬
‫رخصتهــا الحقــا‪ ،‬وكانــت ُت َع ّلــم فيهــا قــراءة التعزيــة وتديــر‬
‫ّ‬
‫نشاطا ثقافيا ومن مآثرها اقامة دورات حمو أمية للنساء‪.‬‬

‫‪ -‬بعــد إحلــاح النســاء عــى إجيــاد مــكان خــاص هبــن لإلحياء‬


‫يف الغبــري عمــل احلــاج مــراد اخلنســاء عــى اســتضافة‬
‫املجالــس النســائية يف منزلــه‪ُ ،‬ثـ ّ‬
‫ـم ســارع إىل إنشــاء حســين ّية‬
‫خاصــة بالنســاء أطلــق عليهــا إســم حســين ّية الزهــراء بحــدود‬
‫سنة ‪.١٩٥٢‬‬
‫املجالــس الرســمية ومجالــس السياســيني‬
‫واألحزاب الشيعية‪:‬‬

‫رصخة احلق‬
‫املجالــس الرســمية هــي مــا أقامتــه اجلهــة املمثلــة للطائفــة‬
‫الشــيعية عــى مســتوى اجلمهوريــة اللبنانيــة خصوصــا بعــد‬ ‫‪46‬‬
‫تشــكيل املجلــس اإلســامي الشــيعي األعــى ‪ ١٩٦٧‬واإلفتاء‬
‫اجلعفــري‪ ،‬ويمكــن احلديــث هنــا عــن نوعــن‪ :‬املجالــس‬
‫اليوميــة يف عــرة املحــرم وهــذه اقامهــا املجلــس اإلســامي‬
‫الشــيعي األعــى ودار اإلفتــاء اجلعفــري يف مركزهيــا‪ ،‬والنــوع‬
‫الثــاين إحيــاء يــوم العــارش خصوصــا بصــورة اإلحتفــال‬
‫الرســمي الــذي تشــرك أو تتمثــل فيــه الدولــة اللبنانيــة عــى‬
‫غــرار احتفــاالت الطوائــف األخــرى بمناســباهتا الدينيــة‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫تقديـ ًـرا مــن اإلمــام املؤســس الســيد موســى الصــدر‬


‫ر ّده اهلل ســا ًملا‬

‫للــدور الذي لعبتــه اجلمعيــة العامليــة يف اإلحياء العاشــورائي‬


‫يف العاصمــة بــروت‪ ،‬وباعتبارهــا كانــت مــن حمطــات التبليغ‬
‫درس فيهــا وأ ّلــف هلــا وأرشف عــى‬ ‫الدينــي لســاحته حيــث ّ‬
‫‪47‬‬ ‫إصــدار السلســلة األوىل لكتــاب التعليــم الدينــي للطائفــة‬
‫منهــا(‪ ،((3‬أبقــى رئيــس املجلــس اإلســامي الشــيعي األعــى‬
‫اإلمــام الســيد موســى الصــدر اإلحتفــال الرســمي للطائفــة‬
‫بذكــرى عاشــوراء يف قاعــة الكليــة العامليــة وتابعــه عــى‬
‫ذلــك اإلمــام الشــيخ حممــد مهــدي شــمس الديــن واإلمــام‬
‫الشيخ عبد األمري قبالن(‪.((3‬‬
‫وقــد أقــام عــدد مــن رجــال السياســة الشــيعة جمالســهم‬

‫(‪ ((3‬االسالم دين وحياة‪:‬سلسلة دينية مدرسية‪ ،‬لبنان بريوت‪:‬مكتبة املدرسة ‪,‬دار‬
‫الكتاب اللبناين‬
‫(‪« ((3‬اإلمام» الصفة الرسمية لرئيس املجلس اإلسالمي الشيعي األعىل مقابل‬
‫صفات رؤساء األديان اآلخرين يف لبنان‬
‫اخلاصــة وأبرزهــا جملــس رئيــس جملــس النــواب األســبق‬
‫كامــل األســعد يف بيتــه‪ ،‬وجملــس الرئيــس احلــايل نبيــه بــري يف‬
‫قاعة أدهم خنجر‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫االمام قبالن‬ ‫االمام شمس الدين‬ ‫االمام الصدر‬

‫أ ّمــا عــى مســتوى األحــزاب الشــيعية فلــم أصــل إىل إحيــاء‬ ‫‪48‬‬
‫خــاص للقديمــة منهــا (الطالئــع والنهضــة وفتيــان عــي)‪،‬‬
‫لكــ ّن احلديثــة كحركــة املحرومني‪-‬أمــل وحــزب اهلل فقــد‬
‫تبنيــا اإلحيــاء للمجالــس بصــورة حمليــة ومركزيــة خصوصــا‬
‫ليــوم العــارش ســواء يف احلســينيات أو يف مراكزمهــا اخلاصــة أو‬
‫يف األماكن العامة‪.‬‬
‫جمالس كبار العلامء ووكالء املراجع‪:‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫أقــام كبــار العلــاء املجالــس يف بيوهتــم أو يف مســاجدهم وقــد‬


‫قــام بعضهــم بقــراءة املــرع بنفســه خصوصــا يــوم العــارش‪،‬‬
‫منهــم الشــيخ موســى رشارة يف بنــت جبيــل وحفيــده الشــيخ‬
‫موســى عبــد الكريــم رشارة امــام مدينــة اهلرمــل والســيد عبــد‬
‫‪49‬‬
‫احلســن رشف الديــن يف مدينــة صــور والشــيخ عبــد احلســن‬
‫صــادق يف النبطيــة والشــيخ حبيــب آل ابراهيــم يف بعلبــك‬
‫والشــيخ حســن معتــوق يف مســجد الغبــري كــا كان يعــرف‬
‫عجــل اهلل فرجــه‬
‫قبــل تســميته بمســجد اإلمــام املهــدي ّ‬
‫والســ ّيد حممــد حســن فضــل اهلل يف مســجد اإلمــام‬
‫الرضــا‪ 8‬يف بئــر العبــد‪ ،‬وحديثــا صــار وكالء املراجــع‬
‫يقيمون املجالس باسم مراجع التقليد يف مكاتبهم‪.‬‬
‫برنامج الليايل ويوم العارش وما بعده‬

‫رصخة احلق‬
‫والبحــث يف هــذا العنــوان يشــتمل عــى مســائل مشــركة يف‬
‫خاصة ببعضها دون بعض‪:‬‬
‫كل اجتامع ومسائل ّ‬
‫‪50‬‬
‫املحــرم‬
‫ّ‬ ‫مــن املســائل املشــركة يف العــرة أيــام األوىل مــن‬
‫البحــث عــن توقيــت املجلــس هنــاري أو ليــي‪ ،‬وعــن برنامــج‬
‫اإلجتــاع أو فقراتــه‪ ،‬وعــن طبيعــة اإلجتــاع جلهــة اجللــوس‬
‫عــى األرض أو عــى الكــرايس كــا صــار متعار ًفــا‪ ،‬وعــن‬
‫التفاعــل بــن احلضــور والقــارئ‪ ،‬وعــن متعلقــات املجلــس‬
‫وعن املكان جلهات نرش السواد وتقديم الضيافة‪..‬‬

‫يفصــل برنامــج اإلحيــاء وفقراتــه يف الفــرة مــا‬


‫نصــا ّ‬
‫مل أجــد ًّ‬
‫قبــل الســبعينات غــر قــراءة املجلــس والزيــارة يف آخــره‬
‫واللطــم إال مــا ذكــره الســيد حمســن األمــن عــن الشــيخ‬
‫موســى رشارة‪« :‬وكان يعــظ يف املجالــس ويقــرأ يف هنــج‬
‫البالغــة‪ ،((3(» ..‬وكــون افتتــاح املجالــس بالقــرآن الكريــم يف‬
‫الســتينيات يف أغلبهــا باســتخدام أرشطــة التســجيل‬
‫واألســطوانات يعنــي أن الفــرة الســابقة كانــت فقــرة قــراءة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫القرآن الكريم فيها تؤ ّدى من قارئ حارض‪.‬‬

‫تقسيم القراءة عىل الليايل وصباح العارش‬

‫كتــب الســيد حمســن األمــن يف أعيــان الشــيعة‪« :‬وأحيــا‬


‫(الشــيخ موســى رشارة) إقامــة العــزاء لســيد الشــهداء ورتــب‬
‫لذلــك جمالــس عــى طريقــة العراق‪..‬وقــد جــرت العــادة ان‬
‫‪51‬‬ ‫يقــرأ يف كل يــوم مــن االيــام العــرة شــي ًئا مــن الســرة فيكون‬
‫اليــوم االول لذكــرى احلــر وحبيــب وغــره مــن االنصــار‬
‫حتــى اليــوم اخلامــس الــذي خيصــص لقصة استشــهاد مســلم‬
‫بــن عقيــل والســادس لقصــة إستشــهاد عــي االكــر والســابع‬
‫لقصــة استشــهاد القاســم بــن احلســن والثامــن الستشــهاد‬
‫الطفــل الرضيــع والتاســع الستشــهاد أيب الفضــل العبــاس‬
‫والعــارش لقــراءة جامعــة أو خصــوص استشــهاد االمــام‬
‫احلسني ‪.((3(»8‬‬

‫(‪ ((3‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪:‬أعيان الشيعة‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪ 1403 ،‬هـ‬
‫‪ 1982 -‬م‪ ،‬دار التعارف بريوت‪ .‬ج ‪ 10‬ص ‪343‬‬
‫(‪ ((3‬م‪.‬ن‪.‬‬
‫مل يكــن نــر الســواد ســتائر ورايــات ويافطــات يف أماكــن‬
‫اإلحياء عاد ًة مشهورة وال مضطردة إن وجدت‪.‬‬

‫ومــن برنامــج املجالــس تقديــم الضيافــة وكانــت عــادة مــن‬


‫القهــوة وراحــة احللقــوم أو كعــك العبــاس أمــا اهلريســة‬
‫فكانت خاصة بالعارش غال ًبا‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪52‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫إحياء العارش‪ :‬املجلس واملسريات‬


‫مراعــاة لإلختصــار الــذي اعتمدتــه يف العناويــن الســابقة‬
‫سيقسم هذا العنوان إىل جمموعة عناوين فرعية‪:‬‬
‫‪53‬‬ ‫املتاولة وعاشوراء والتعطيل الرسمي إلحيائها يف لبنان‪:‬‬

‫عنــد انســحاب العثامنيــن ووقــوع لبنــان حتــت االنتــداب‬


‫الفرنــي اســتمر املنــع كــا مـ ّـر معنــا حتــى اســتطاع املرحــوم‬
‫احلــاج رشــيد بيضــون وهــو ّأول مــن نصــب خيمــة‬
‫عاشــورائ ّية يف بــروت عــام ‪ ١٩٢٩‬احلصــول وحتــت وطــأة‬
‫اإلحلــاح واملراجعــة لــدى مديــر عــام وزارة الداخليــة عــى‬
‫قــرار إداري داخــل املديريــة بتعطيــل املوظفــن الشــيعة يف‬
‫ملرة واحدة(‪.((3‬‬ ‫اليوم العارش من حمرم ّ‬
‫(‪«..)36‬يروي «أبو رضا احلاج» الذي نزح اىل بريوت عام ‪ ،1934‬وعمل يف‬
‫مصلحة البلديات والتنظيم املدين‪:‬‬
‫بعــد اإلســتقالل ســنة ‪ ١٩٤٣‬اســتمر التعطيــل يف العــارش‬
‫تقــره الدولــة اللبنانيــة‪ ،‬يف العــام ‪١٩٥٤‬‬
‫شــأنًا شــخص ًيا ال ّ‬
‫صــدر املرســوم رقــم ‪ ٦٠٣٣‬الــذي حــدد األعياد واملناســبات‬
‫التــي تعطــل فيهــا اإلدارات واملؤسســات العامــة والبلديــات‬
‫ومل تكــن ذكــرى عاشــوراء منهــا وال عيــد مــار مــارون لكنــه‬
‫أجــاز « للموظفــن املســلمني التغيــب يف اليــوم الثالــث مــن‬
‫عيــد رمضــان ويف اليومــن الثالــث والرابــع مــن عيــد‬
‫االضحــى‪ .‬وحيــق للموظفــن املوارنــة التغيــب يــوم عيــد مــار‬

‫رصخة احلق‬
‫مــارون» (‪ ،((3‬ومل جيــز للموظفــن الشــيعة التعطيــل يف ذكــرى‬
‫عاشوراء‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫الح ًقــا اســتطاع اإلمــام املغ ّيــب الســيد موســى الصــدر‬

‫انه كان يبحث وزميل شيعي له كيف السبيل اىل التعطيل يف اليوم العارش‬
‫(عاشوراء) من حمرم‪ ،‬الن مجيع املذاهب تعطل يف مناسباهتا اخلاصة اال نحن‪ ،‬واذا‬
‫بالزعيم الشيعي رشيد بيضون‪ ،‬يدخل اىل وزارة الداخلية‪ ،‬و كانت املصلحه تابعة‬
‫هلا‪ ،‬فحدثناه بخصوص تعطيل العارش فعقد رشيد بيضون حاجبيه‪ ،‬وصعد‬
‫للتحدث مع املدير العام السيد غربيال األسمر الذي اصدر قرارا اداريا داخل‬
‫املديرية لتعطيل املوظفني الشيعة يف اليوم العارش‪ .‬اىل ان جاء االمام موسى الصدر‬
‫وكرسه تعطيال رسميا يف كل الدوائر الرسمية»‪.‬‬
‫ّ‬
‫فاعور‪ ،‬حسني حممد‪ :‬قبضايات الشيعة يف مدينة بريوت ‪، 1975 -1920‬رسالة‬
‫أعدّ ت لنيل شهادة دبلوم الدراسات العليا يف االنرتوبولوجيا السياسية ارشاف‬
‫د‪.‬شوق الدوهيي‪( .‬لبنان‪ :‬اجلامعة اللبنانية‪ ،‬معهد العلوم االجتامعية‪ ،‬الفرع االول‬
‫‪ ،)1997-1996‬الصفحه ‪.11‬‬
‫(‪ ((3‬مرسوم رقم ‪ 6033‬تاريخ ‪ ،1954/08/17 :‬عدد اجلريدة الرسمية‪| 35 :‬‬
‫تاريخ النرش‪ -1954/08/25 :‬الصفحة‪.672-671 :‬‬
‫إدخــال ذكــرى عاشــوراء عــى جــدول العطــل الرســمية‬
‫اللبنانيــة العامــة أســوة بمناســبات الطوائــف الباقيــة‪ .‬وبنــاء‬
‫عــى مــا نــره وزودين بــه االســتاذ ضيــاء الديــن زيبــارة‬
‫لصــورة املرســوم احلكومــي ‪ ١٩٧٧‬كانــت آخــر عاشــوراء‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫قبل تغييبه ر ّده اهلل ساملا‪.‬‬

‫وقــد اعتمدهــا جملــس الــوزراء عطلــة رســمية عا ّمــة ســنة‬


‫‪١٩٧٣‬م كام يف بعض املصادر(‪.((3‬‬

‫وبتتبــع املراســيم والقوانــن املتعــددة مــن خــال البحــث يف‬


‫موقــع اجلامعــة اللبنانيــة ‪ -‬مركــز االبحــاث والدراســات يف‬
‫املعلوماتيــة القانونيــة عــن كلمــة «عاشــوراء» وجــدت‬
‫‪55‬‬
‫اعتبارهــا مــن « االعيــاد الرســمية والدينيــة « التــي جيــب فيهــا‬
‫اإلقفــال التــام وفقــا لقراريــن يتعلقــان بمواعيــد العمــل‬
‫والتعطيــل حمل ًّيــا يف مؤسســات خاصــة ( حمــات النوفوتيــه‪،‬‬
‫األحذيــة‪ ،‬الســانة‪ ،‬املكتبــات‪ ،‬املفروشــات‪ ،‬مــواد البنــاء‬
‫والكهربــاء‪ ،‬االدوات املنزليــة واخلياطــة) يف مدينــة اهلرمــل‬
‫(‪ ((3‬الشهرستاين‪ ،‬السيد صالح‪ :‬تاريخ النياحة عىل اإلمام الشهيد احلسني بن عيل‬
‫‪ ،A‬الطبعة األوىل ‪ 1394‬هـ ‪ 1974 -‬م‪،‬مطبعة احتاد‪ ،‬ايران‪ .‬اجلزء الثاين ص ‪82‬‬
‫‪«:‬ويف سنة ‪ 1393‬هـ ـ ‪ 1973‬م‪ ،‬قررت احلكومة اللبنانية جعل يوم عاشوراء ـ اي‬
‫العارش من حمرم كل سنة ـ عطلة رسمية يف مجيع أنحاء لبنان‪ ،‬تعطل فيها مجيع‬
‫الدوائر الرسمية‪ ،‬واملؤسسات األهلية‪ ،‬واألسواق واألعامل‪ .‬وهذه هي املرة األوىل‬
‫يف تاريخ لبنان تقدم فيه حكومة لبنان عىل جعل يوم عاشوراء احلسني يوم عطلة‬
‫رسمية‪.»..‬‬
‫‪ ((4( ١٩٧٢ / ٨ / ٢٩‬ويف مدينــة صــور عــى أن يكــون فيهــا‬
‫«تاريخ بدء العمل‪.((4( »١٩٧٤/ ٥/٢٥ :‬‬

‫وقــد جــرت حماولــة يف احلكومــة اللبنانيــة جلعــل التعطيــل‬


‫اختياريــا يف التســعينات لكنهــا ووجهــت وأســقطت‪ .‬وكانــت‬
‫االرس الشــيعية امللتزمــة تعتــذر بأشــكال خمتلفــة لتتمكــن مــن‬
‫التفــرغ ألعــال العــارش‪ ،‬وأنــا أذكــر أنــه يف ســنة ‪١٩٦٦‬‬
‫كانــت مدرســتي يف حــارة حريــك غــر ملتزمــة بالتعطيــل‬
‫فشــكّلنا وقتهــا جمموعــة يقودهــا شــاب مــن آل األتــات‬

‫رصخة احلق‬
‫وقمنــا برشــق املدرســة باحلجــارة إلجبارهــا عــى التعطيــل‪،‬‬
‫وقد استدعى املدير أهلنا حماس ًبا عىل هذا العمل‪.‬‬

‫يف الصــور مــن مفكــرة ‪((4( ١٩٣٢‬ذكــر عاشــورا كأحــد‬ ‫‪56‬‬


‫«املواســم « لــدى الشــيعة (وورد خطــأ أنــه يف ‪ ١٦‬أيــار‬
‫واملفــروض أنــه يف ‪ ١١‬منــه) وليــس كعطلــة رســمية بمالحظة‬
‫ذكــر ليلــة النصــف مــن شــعبان واإلحتفــال برؤيــة هــال‬
‫شهر رمضان وبدء الصوم وليلة القدر‪.‬‬

‫(‪http://77.42.251.205/PrintArticle.aspx?LawArticleID=837902&LawID=204 ((4‬‬
‫‪644&Law_Tree_Section_ID=0‬‬

‫(‪http://77.42.251.205/LawArticles.aspx?lawId=195247&LawArticleID=799 ((4‬‬
‫‪571&selection=%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89%20%D8%B9%D8%A7‬‬
‫‪%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1.‬‬
‫(‪ ((4‬املفكرة اجلديدة لعام ‪ ،1932‬إصدار مطبعة اإلنتصار‪ ،‬بريوت سوق رسسق‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ويف الصــورة الثانيــة‪ :‬األعيــاد الرســمية اللبنانيــة ‪ ١٩٦٥‬ال‬


‫يــرد ذكــره كعطلــة رســمية‪ .‬والثالثــة يف الصفحــة الالحقــة‬
‫‪57‬‬ ‫صورة املرسوم احلكومي‪.‬‬
‫ويف الصــورة الثانيــة‪ :‬األعيــاد الرســمية اللبنانيــة ‪ ١٩٦٥‬ال‬
‫يــرد ذكــره كعطلــة رســمية‪ .‬والثالثــة صــورة املرســوم‬
‫احلكومي‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪58‬‬
‫برنامج اليوم العارش‪:‬‬

‫نظــرا لطــول‬
‫عمومــا كان املجلــس يبــدأ يف الصبــاح الباكــر ً‬
‫الوقــت الــذي تســتغرقه قــراءة املقتــل ســواء يف مقتــل أيب‬
‫خمنــف أو مقتــل الســيد إبــن طــاووس أو غــره كــا ذكــرت‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫حتــت عنــوان «املقاتــل واملجالــس التــي اســتخدمت والتــي‬


‫أ ّلفهــا اللبنانيــون»‪ ،‬وينتهــي بالزيــارة والدعــاء واللطــم يف‬
‫مــكان االجتــاع أو ينطلــق موكــب الل ّطيمــة يف مســارات‬
‫حمــددة‪ ،‬ومت ّيــزت مدينــة النبطيــة بالتطبــر وتشــكيل موكــب‬
‫من املطربين الطمني رؤوسهم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫كــا مت ّيــزت النبط ّيــة بتمثيــل الواقعــة التــي كانــت تســتجلب‬
‫حضورا واس ًعا من مناطق بعيدة فضال عن اجلوار‪.‬‬
‫ً‬
‫وغالبــا مــا كانــت املراســم تنتهــي بعــد أذان الظهــر وقبــل‬
‫ّ‬
‫«يفك املرصع»‪.‬‬ ‫العرص وبذا‬

‫يف فــرة متأخــرة عــن البدايــات اعتمــدت اجلمعيــة العامليــة‬


‫يف بــروت برناجمــا خاصــا يشــارك فيــه خطبــاء وشــعراء‬
‫مســلمون ومســيحيون‪ ،‬رجــال ديــن وغــر رجــال ديــن‪،‬‬

‫رصخة احلق‬
‫واســتمر هــذ التقليــد مــع تأســيس اإلمــام املغ ّيــب الســ ّيد‬
‫موســى الصــدر املجلــس اإلســامي الشــيعي األعــى ‪،١٩٦٧‬‬
‫ليكــون اإلحيــاء فيهــا بمثابــة اإلحتفــال الرســمي تتخللــه‬ ‫‪60‬‬
‫كلمــة رئيــس املجلــس وتنقلــه اإلذاعــة والتلفزيون الرســميني‬
‫مبارشة‪ .‬فمثال كان الربنامج سنة ‪: ١٩٩١‬‬

‫‪« Ô Ô‬عــر مــن القــرآن الكريــم للمقــرئ الســيد صــاح‬


‫يموت‬

‫‪Ô Ô‬ســرة استشــهاد االمــام احلســن يقدمهــا الشــيخ‬


‫حممد نجيب زهر الدين‬

‫‪Ô Ô‬كلمــة رئيــس اجلمعيــة اخلرييــة االســامية العامليــة‬


‫الوزير حممد يوسف بيضون‬
‫‪Ô Ô‬كلمــة نائــب رئيــس املجلــس االســامي الشــيعي‬
‫االعىل العالمة حممد مهدي شمس الدين‬

‫‪Ô Ô‬كلمة املفكر واالديب السيد منح الصلح‬

‫‪Ô Ô‬كلمــة رئيــس عــام الرهبانيــة املخلصيــة االب بولــس‬


‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫سامحة»‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫اإلطعــام وتقديــم الضيافــة وبعــض الرســوم والعــادات‬
‫اخلاصة وعموم احلزن يف عاشوراء‪:‬‬

‫رغــم إلتــزام الشــيعة عمو ًمــا باالمســاك عــن املــأكل واملرشب‬


‫يــوم عاشــوراء إىل مــا بعــد مــا يســمى «بفــك املــرع»‬
‫ودعــوة الروايــات لالقتصــار فيهــا عــى مــا يناســب أهــل‬
‫املصيبــة‪ ،‬فــإن جان ًبــا رشع ًيــا آخــر يدعــو إلعــداد املأكــوالت‬
‫واملرشوبــات‪ ،‬وهــو مــا اشــتهر عــن النبــي ‪ i‬مــن دعوتــه‬
‫طعامــا فإهنــم قــوم قــد شــغلوا»(‪،((4‬‬
‫ً‬ ‫«اختــذوا آلل جعفــر‬

‫رصخة احلق‬
‫ويتــم توزيــع وتبــادل هــذه املــآكل واملشــارب طل ًبــا لألجــر‬
‫والربكة‪.‬‬
‫وهــذه العــادة ال تقتــر عــى يــوم العــارش وحــده بــل هــي‬ ‫‪62‬‬
‫تشــمل كل مناســبة يقــام فيهــا ذكــرى االمــام احلســن ‪8‬‬
‫ً‬
‫فضل عن أيام حمرم التسعة ويوم االربعني‪.‬‬
‫فمــن جهــة املــأكل عــرف لبنــان عمــل توزيــع اهلريســة باللحم‬
‫أو الدجــاج أو هريســة الطحينة والســكر‪ ،‬إضافة اىل البســكوت‬
‫وراحــة احللقــوم وكعــك العبــاس‪ .‬ومل تُعــرف ضيافــة‬
‫املرشوبــات احلــارة أو البــاردة عدا املــاء إالَّ يف املجالــس املميزة‪،‬‬
‫وكذلك عادة تقديم الدخان التي بطلت‪.‬‬

‫(‪ ((4‬احلــر العامــي‪ :‬وســائل الشــيعة‪ ،‬مؤسســة آل البيــت ‪ D‬إلحيــاء الــراث‬


‫بقم املرشفة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1414‬هـ‪ ،‬ايران – قم‪ ،‬ج ‪ 3‬ص ‪.238‬‬
‫وقــد ذكــر الســيد حمســن االمــن وص ًفــا ألعــال يــوم العــارش‬
‫بعــد زيــارة عاشــوراء‪« :‬ثــم يؤتــى بالطعــام اىل املســاجد ويف‬
‫الغالــب يكــون من اهلريســة فيــأيت كل إنســان بقدر اســتطاعته‬
‫ً‬
‫قليــا االغنيــاء للربكــة‬ ‫فيــأكل منــه الفقــراء ويــأكل منــه‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫تقر ًبــا إىل اهلل تعــاىل عــن‬


‫ويفـ َّـرق منــه عــى البيــوت‪ ،‬كل ذلــك ّ‬
‫روح الشهيد أيب عبد اهلل احلسني ‪.»8‬‬

‫وأ ّمــا يف جبــل لبنــان فــا أذكــر مــن الضيافــة إال البســكوت‬
‫وراحــة احللقــوم وكنــا نســتقبل أقاربنــا القادمــن مــن النبعــة‬
‫مكــون‬
‫ّ‬ ‫وبــرج محــود ويتكــرر الغــداء نفســه كل ســنة وهــو‬
‫من البيض املقيل واللبن واخلبز املتيرس‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫مــن الرســوم والعــادات يف العــرة أيــام مــن املحــرم‬
‫وخصوصــا يــوم العــارش تــرك تنظيــف البيــوت أو غســيل‬
‫ً‬
‫الثيــاب وكذلــك االمتنــاع عــن أكل النقــوالت واملســليات‬
‫كأنــواع املكــرات والعلكــة وتــرك تقليــم االظافــر واحلالقــة‬
‫حتــى ممــن حيلــق ذقنــه يف العــادة‪ .‬وكان مــن العــادات العامــة‬
‫أيضــا لبــس الســواد والنــذر بإلبــاس االطفــال الســواد ســواء‬
‫ً‬
‫يف طلــب األوالد أو يف طلــب ســامتهم وعافيتهــم مــن بعض‬
‫األحوال‪.‬‬
‫ّ‬
‫مادة املجلس يف لبنان‬

‫رصخة احلق‬
‫نــص املجلــس عــى الشــعر والســرة والنعــي إىل‬ ‫اقتــر ُّ‬
‫‪ 1969‬و‪ - 1970‬كــا ســنرى عنــد احلديــث عــن الكتــب‬
‫ـادرا مــع بعــض اخلطبــاء‬
‫املعتمــدة‪-‬ومل يتخللــه يشء آخــر إال نـ ً‬ ‫‪64‬‬
‫غــر اللبنانيــن خصوصــا مــع جمــيء الشــيخ عبــد الوهــاب‬
‫الــكايش‪ ،‬بتشــجيع الشــهيد السـ ّيد حممــد باقــر الصــدر تلبيــة‬
‫لطلــب اإلمــام املغ ّيــب السـ ّيد موســى الصــدر فيمكــن القــول‬
‫ّ‬
‫إن اإلمــام الصــدر(‪ ((4‬ر ّده اهلل ســاملا كان وراء تغيــر النمــط‬
‫املعتمــد حيــث يــروي الشــيخ عــي طحينــي (‪«:((4‬عندمــا‬
‫ك ّلفنــي اإلمــام موســى الصــدر بقــراءة العــزاء وجمالــس‬
‫عاشــوراء ســنة ‪ 1970‬يف نــادي اإلمــام الصــادق ‪ 8‬يف‬
‫صــور أوصــاين بالتــايل‪ :‬قــدّ ْم أمــام العــزاء والرثــاء موعظ ـ ًة‬
‫(‪ ((4‬راجع الصفحة (‪ )٨٥‬كام هي هنا‬
‫(‪https://imamsadr.net/News/print.php?NewsID=7951 ((4‬‬
‫قصــرة‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن أهــل البيــت عليهــم الســام أمرونــا بإحيــاء أمرهــم‪،‬‬
‫ومعنــى ذلــك نــر تعاليمهــم‪ ،‬فعاشــوراء مدرســة لتخريــج‬
‫األجيــال الواعيــة الراشــدة املجاهــدة‪ .‬وال تذكــر يف موعظتــك‬
‫ّإل مــا وافــق كتــاب اهلل والســنّة‪ ،‬واجتنــب التعويــل عــى‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫األقاويــل التــي ليــس لــك عليهــا دليــل حتــى ال تضطـ ّـر إىل‬
‫ـب مــن خالفــك‪ ،‬أو تلعــن‬ ‫التأويــل والتعديــل‪ .‬وإيــاك أن تسـ ّ‬
‫أحــدً ا ســوى مــن قتــل احلســن ‪ 8‬وأهــل بيتــه وصحبــه أو‬
‫ّ‬
‫استحل ذلك أو ريض به»‪.‬‬ ‫شارك يف قتلهم أو‬

‫وهبــذا تكــون مــادة املجلــس مشـكّلة مــن‪ :‬البســملة والصــاة‬


‫والســام عــى النبــي وآلــه وخصوصــا اإلمــام أيب عبــداهلل ‪A‬‬
‫‪65‬‬ ‫ثــم قضيــة مناســبة ل ّليلــة ثــم اســتعراض موضــوع ثــم ربطــه‬
‫بالليلــة والنعــي عــى أساســه فاخلتــام بالدعــاء للمؤســس‬
‫واحلضور‪.‬‬
‫لغة املجلس يف لبنان‬

‫رصخة احلق‬
‫كانــت لغــة املجالــس(‪ ((4‬يف لبنــان خلي ًطــا بــن الفصحــى‬
‫والعام ّيــة املحل ّيــة والعام ّيــة البدويــة املســتخدمة يف بعــض‬
‫األهازيــج واألغــاين الشــعبية‪ .‬نجــد ذلــك يف بعــض الســفن‬ ‫‪66‬‬
‫املخطوطــة‪ ،‬ثــم مــع مرحلــة الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش‬
‫دخلــت اللهجــة العراقيــة املخففــة مــن الكلــات الصعبــة‬
‫عىل الفهم‪.‬‬

‫من اللطميات املشهورة بالعا ّمية اللبنانية‪:‬‬

‫«أ ّيا رشيعة حللت‬

‫قتل احلسني بن عيل»‬

‫ومنها‪:‬‬
‫(‪ ((4‬استخدمت اللغة الفارسية لاليرانيني املقيمني يف النبطية وجوارها‪.‬‬
‫«يا زهرا ليش ما جيتي‬

‫عزيتي‬
‫وبقتل حسني ّ‬

‫بعدك أنا املظلوم‬


‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫عطشى كُل أهل بيتي»(‪.((4‬‬

‫‪67‬‬

‫(‪ ((4‬مهداين‪ ،‬أمحد‪ :‬املأتم احلسيني عند الشيعة يف لبنان يف العقود الثالثة‬
‫األخرية‪:‬الشكل وأزمة اهلوية‪ ،‬حمارضة يف املعهد األنطوين ‪2013 -‬‬
‫املقامــات والنغمــات الــي اســتخدمت‬

‫رصخة احلق‬
‫لتالوة املجلس يف لبنان‬
‫األصــل يف تنغيــم ال ُقـ ّـراء يرجــع إىل زمــن األئمــة ومــن ذلــك‬
‫روي عــن أيب هــارون املكفــوف‪ ،‬قــال‪ :‬قــال أبــو عبــد اهلل‬
‫مــا ُ‬ ‫‪68‬‬
‫‪ :8‬يــا أبــا هــارون أنشــدين يف احلســن ‪ ،8‬قــال‪:‬‬
‫فأنشــدته‪ ،‬فبكــى‪ ،‬فقــال‪ :‬أنشــدين كــا تنشــدون ‪ -‬يعنــي‬
‫ِ‬
‫بالر ّقة ‪ -‬قال‪ :‬فأنشدته‪:‬‬

‫امرر عىل جدث احلسني * فقل ألعظمه الزكية‪.‬‬

‫قــال‪ :‬فبكــى‪ ،‬ثــم قــال‪ :‬زدين‪ ،‬قــال‪ :‬فأنشــدته القصيــدة‬


‫األخــرى‪ ،‬قــال‪ :‬فبكــى‪ ،‬وســمعت البــكاء مــن خلــف الســر‪،‬‬
‫قــال‪ :‬فلــا فرغــت قــال يل‪:‬يــا أبــا هــارون مــن أنشــد يف‬
‫احلســن ‪ 8‬شــعرا فبكــى وأبكــى عــرا كتبــت لــه اجلنــة‪،‬‬
‫ومــن أنشــد يف احلســن شــعرا فبكــى وأبكــى مخســة كتبــت لــه‬
‫اجلنــة‪ ،‬ومــن أنشــد يف احلســن شــعرا فبكــى وأبكــى واحــدا‬
‫كتبــت هلــا اجلنــة‪ ،‬ومــن ذكــر احلســن ‪ 8‬عنــده فخــرج‬
‫مــن عينــه مــن الدمــوع مقــدار جنــاح ذبــاب كان ثوابــه عــى‬
‫اهلل ومل يرض له بدون اجلنة‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫(‪((4‬‬

‫جمــرد‬
‫ــراء اللبنانيــن بــن ّ‬ ‫تفاوتــت نغمــة القــراءة عنــد ال ُق ّ‬
‫ــور» يف فصيــح‬ ‫الرتنيــم واملــد بــدون مراعــاة ملقــام أو لـ» َط ْ‬
‫الــكالم والشــعر وبــن النغــم املســتخدم يف الزجــل اللبنــاين يف‬
‫العامــي مــن الشــعر كالرشوقــي والقـ ّـرادي(‪ ((4‬املســتخدمني‬
‫يف الندب حتى عند غري الشيعة اللبنانيني‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫وكان الســيد عــي احلكيــم والشــيخ حممــد نجيــب زهــر الدين‬
‫نموذجا لألول ويتابعه اليوم الشيخ ع ّباس فتوين‪.‬‬
‫ً‬

‫ويؤكــد هــذا املعنــى مــا ذكــره الســيد حمســن األمــن مــن أن‬
‫املجلــس كان أشــبه بقــراءة احلكــوايت ‪« :‬وهــذه املجالــس ليس‬
‫مــن رشطهــا تــرك التدخــن يف أثنائهــا وال تــرك الــكالم‬
‫أحيانــا بــل هــي أشــبه بالقصــص التــي تتــى يف املقاهــي يف‬

‫(‪ ((4‬ابن قولويه‪ ،‬جعفر بن حممد‪ :‬كامل الزيارات ‪ -‬حتقيق‪ :‬الشيخ جواد القيومي‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‪ ،‬عيد الغدير ‪ 1417‬مؤسسة (نرش الفقاهة) ص ‪. ٢٠٨‬‬
‫(‪ ((4‬مهداين‪ ،‬أمحد‪ :‬املأتم احلسيني عند الشيعة يف لبنان يف العقود الثالثة‬
‫األخرية‪:‬الشكل وأزمة اهلوية‪ ،‬حمارضة يف املعهد األنطوين – ‪.2013‬‬
‫هذا العرص»(‪.((5‬‬

‫رصخة احلق‬
‫رغــم حضــور قــراء غــر لبنانيــن مــن زمــن الشــيخ موســى‬
‫رشارة إال ّأنــم مل يؤ ّثــروا كــا أ ّثــر الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش‬
‫‪70‬‬
‫ولعــل الســبب اختيــاره ألطــوار عراقيــة وإيرانيــة حزينــة اعتــاد‬
‫ســاع نغمتهــا اللبنانيــون فتحولــت القــراءة معــه ومــع مدرســته‬
‫إىل النغم العراقي بشكل واسع إال يف ما ندر‪.‬‬

‫(‪ ((5‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪:‬أعيان الشيعة‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪ 1403 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1982‬م‪ ،‬دار التعارف بريوت‪ .‬ج ‪ 10‬ص ‪.343‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫املقاتل و املجالس اليت استخدمت‬


‫ّ‬
‫واليت ألفها اللبنانيون‬
‫بحســب املخطوطــات التــي بــن يــدي كانــت القــراءة قبــل‬
‫‪71‬‬ ‫‪ ١١٥٩‬هـــ ‪ ١٧٤٦ -‬م عمومــا مــن املنســوخ عــن املجالــس‬
‫ختيه وكتبه البعض‪.‬‬‫البحرانية ومن مقتل أيب خمنف أو مما ّ‬
‫كتب السيد حمسن األمني عن الشيخ موسى رشارة (‪:((5‬‬
‫«أحيــا إقامــة العــزاء لســيد الشــهداء ورتــب لذلــك جمالــس‬
‫عــى طريقــة العــراق‪ ..،‬وعقــد لقراءتــه املجالــس عــى غــرار‬
‫جمالــس العــراق‪ ..‬وجــرى مــن الذاكريــن للعــزاء بعــض‬
‫األمــور املوجبــة العراضــه عنهــم فطلــب إ ّيل القــراءة يف ذلــك‬
‫املجلــس فقــرأت‪ .‬وكان يعــظ يف املجالــس ويقــرأ يف هنــج‬
‫البالغــة‪ ..‬وهــذه املجالــس التــي أنشــأها وان مل تكــن كاملــة‬
‫(‪ ((5‬م‪.‬س‪ .‬ج ‪ 10‬ص ‪343‬‬
‫مــن مجيــع النواحــي ألهنــا كانــت عــى غــرار جمالــس العــراق‬
‫ضمنها مــا يقــرأ يف جمالس‬
‫فكتــب لــه بعــض الذاكريــن ســفينة َّ‬
‫العــراق وفيهــا مجلــة مــن األكاذيــب وتغيــرات للتاريــخ‬
‫الصحيــح اال اهنــا عــى مــا فيهــا مــن عيــوب أصلــح ممــا كان‬
‫قبلهــا فقــد كان يقــرأ يف جبــل عامــل يف عــر املحــرم لي ـ ً‬
‫ا‬
‫فقــط يف كتــاب يســمى املجالــس خمطــوط مــن تاليــف بعــض‬
‫أهــل البحريــن (‪((5‬فيــه عــرة جمالــس مطولــة جــدا جيتمــع‬
‫منهــا كتــاب ضخــم‪ ،‬والســعادة العظمــى ملــن حيظــى هبــذا‬

‫رصخة احلق‬
‫الكتــاب ويملكــه ويف أولــه هكــذا ‪ :‬املجلــس األول يف الليلــة‬
‫األوىل مــن العــر املحــرم أهيــا املؤمنــون املجتمعــون‪ ،‬ثــم‬
‫يــرع يف مقدمــة طويلــة ثــم يبتــدئ يف ذكــر حديــث مكذوب‬ ‫‪72‬‬
‫أشــبه بالقصــص املخرتعــة يف هــذا الزمــان أو صحيــح لكــن‬
‫زيــد عليــه اضعافــه مــن األكاذيــب يف أثنائــه ويف آخــره‪ ،‬وهذا‬
‫الكتاب قد رأيته وانا صغري السن‪..‬‬

‫ثــم يبتــدئ باملجلــس الثــاين فيقــول املجلــس الثــاين يف الليلــة‬


‫الثانيــة مــن عــر املحــرم أهيــا اإلخــوان املجتمعــون ثــم‬
‫(‪ ((5‬قال السيد األمني ‪ ،‬يف ترمجة حممد بن أمحد بن عيل بن رزق املييس ‪ " :‬وجدنا‬
‫يف قرية ميس بخطه كتاب املجالس يف مأتم احلسني عليه السالم ‪ ،‬الذي كان معروف ًا‬
‫يف جبل عامل قبل هذا العرص ‪ ،‬وهو من تأليف بعض أهل البحرين ‪ ،‬ويف آخره ‪:‬‬
‫وقع الفراغ منه يف اليوم الثامن عرش من شهر شعبان املبارك هنار األحد سنة‬
‫‪1135‬هـ ‪1722 /‬م عىل يد تراب أقدم املؤمنني حممد بن أمحد بن عيل بن رزق‬
‫العاميل املييس "‪ .‬أعيان الشيعة ‪ :‬ج‪ 9‬ص ‪.115‬‬
‫يــرع يف مقدمــة نظــر مقدمــة املجلــس األول وحديــث‬
‫شبيه بحديثه‪ .‬وهكذا حتى ينتهي إىل الليلة العارشة‪.‬‬

‫أمــا القــرى التــي ليــس فيهــا نســخة املجالــس فيقتــر عــى‬


‫قــراءة املقتــل يــوم العــارش ويقــرأ منــه يف ليلتــن أو ثــاث قبل‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ليلــة العــارش كل ليلــة شــي ًئا حتــى يكــون الباقــي إىل يــوم‬
‫خاصــا باملقتــل وحــده‪ ،‬وكانــت املجالــس التــي‬ ‫العــارش ً‬
‫أنشــأها الشــيخ موســى عــى مــا فيهــا مــن عيــوب كــا قدمنــا‬
‫أصلــح بكثــر ممــا تقدمهــا وكانــت مبــدأ االصــاح ملجالــس‬
‫العــزاء و ّملــا ا ّلفنــا لواعــج األشــجان واملجالــس الســنية‬
‫وجدنــا ان مجلــة ممــا يقــرأه الذاكــرون يف العــراق مكــذوب ال‬
‫‪73‬‬ ‫أصــل لــه وبعضــه قــد زيــد فيــه أشــياء ال أصــل هلــا‪..‬‬
‫واشتملت عليه سفينة الشيخ موسى رشارة‪.‬‬

‫وممــا غـ ّـره الشــيخ موســى رشارة ان جعــل قــراءة املقتــل يف‬


‫مقتــل ابــن طــاووس‪ .‬وملــا ألفنــا «لواعــج األشــجان» صارت‬
‫قــراءة املقتــل فيــه وصــارت قــراءة الذاكريــن يف «املجالــس‬
‫الســنية» فخلصــت األحاديــث وصفــت مــن تلــك العيــوب‬
‫واألكاذيب»‪.‬‬

‫لكــن كالم الســيد األمــن ال يعــم املجالــس كلهــا فظـ ّـل كثــر‬
‫مــن القــراء يستنســخون املجالــس أو يتخــرون منهــا مــا‬
‫جيعلونــه «ســفينة» يقــرأون منهــا‪ ،‬ومنهــم احلــاج عبــد الرضــا‬
‫دهينــي مــن اخلرايــب (‪ 1890‬م ‪ 1970 -‬م) الــذي كتــب‬
‫مخسا وعرشين نسخة بخطه ووزعها عىل القراء‪.‬‬

‫و ّملــا صــدرت طبعــة كتــاب ســفينة النجــاة للســيد عبــد‬


‫احلســن إبراهيــم العامــي صــار لــه رواج حتــى زادت طبعاتــه‬

‫رصخة احلق‬
‫عن التسعة‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫وبعــد طباعــة مقتــل الشــيخ عبــد الزهــراء الكعبــي اعتمــد إىل‬


‫حــد بعيــد يف القــراءة يــوم العــارش‪ .‬كذلــك كتــاب مــرع‬
‫احلسني ‪ 8‬للشيخ عبد الوهاب الكايش‪.‬‬
‫جدول بأسامء الكتب اللبنانية برتتيبها التارخيي‬

‫ـورة عــن خمطــوط جــاء يف‬ ‫ـدي هــو نســخة مصـ ّ‬


‫أقــدم مــا لـ ّ‬
‫أول البــاب الثالــث مــن املجلــس الثالــث منــه قــول الناســخ‪:‬‬
‫عمــت ‪ » 1159‬هجريــة وهــي موافقــة لســنة‬ ‫« متــت وباخلــر ّ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪ 1746‬م‪ .‬كان املخطــوط بملــك املرحــوم الشــيخ أمحــد‬


‫اخلطيــب (متنــن التحتــا ‪ -‬البقــاع) ويف أولــه أشــعار بخطــه‬
‫وتاريــخ ‪ 1321‬هـــ الــذي يوافــق ‪ 1903‬م‪ .‬وهــو قريــب جدا‬

‫‪75‬‬
‫مــن وصــف الســ ّيد حمســن األمــن لكتــاب املجالــس‬
‫البحرانيــة‪ .‬وقــد حــاول الصديــق الدكتــور مــازن أبــو د ّيــة‬
‫الــذي أهــداين نســخة الفوتــو كــويب استنســاخه بالســكانر‬
‫لكنــه فوجــئ بفقدانــه مــن القبــو الــذي كان فيــه عنــد‬
‫صاحبته‪.‬‬

‫وكــا قلــت يف املقدمــة فإهنــا متطابقــة مــع بقايــا نســخة خطية‬


‫أصليــة عنــدي أيضــا قــدّ رت عمرهــا باربعاميــة ســنة والظاهر‬
‫أ ّنــه نفــس كتــاب املجالــس البحرانيــة (‪ ، ((5‬كان يقــرأ يف جبــل‬

‫رصخة احلق‬
‫(‪ ((5‬هل املجالس البحرانية هو منتخب الطرحيي؟‬
‫ســؤال عــن كتابــن يتعلقــان بقــراءة العــزاء لس ـ ّيد الشــهداء ‪ 8‬اســتدعته‬
‫مجلة توافقات ومالحظات‪:‬‬
‫أهدتنــي الســيدة آيــات ع ّبــاس التــي حــرت عنــدي مــادة املكتبة احلســينية‬
‫يف دورة قارئــات العــزاء املركزيــة ســنة ‪ 2010‬م كتابــا قالــت إنــه كان جلدهتا‬ ‫‪76‬‬
‫احلاجــة زكيــة عبــد الكريــم جــوين (‪ 1931‬م – ‪ 2019‬م ) وكانت‬ ‫ّ‬ ‫املرحومــة‬
‫تقــرأ منــه يف بيتهــا للنســاء يف بلدهتــا اجلنوبيــة رومــن ومــن ثــم يف منزهلــا‬
‫الزوجــي يف اركــي‪ ،‬وهــو الطبعــة احلجريــة املؤرخــة ‪ 1302‬هـــ املوافقــة‬
‫‪ 1884‬م لكتــاب املنتخــب يف مجــع املراثــي واخلطــب ويقــال لــه جمالــس‬
‫الطرحيــي و املجالــس الفخريــة ‪ ،‬مــن تأليــف الشــيخ فخــر الديــن بــن‬
‫حممــد عــي بــن أمحــد بــن طريــح النجفــي‪ ،‬املتــوىف ســنة ‪ 1085‬هـــ التــي‬
‫نصــه وخـ ّ‬
‫ـط‬ ‫توافــق ‪ 1674‬م‪ .‬وعنــد تصفحــي إيــاه الحظــت شــبها بــن ّ‬
‫مصــورة عنــدي كانــت بملــك املرحــوم‬ ‫ّ‬ ‫عناوينــه وبــن نســخة خط ّيــة‬
‫الشــيخ أمحــد اخلطيــب (متنــن التحتــا – البقــاع) ويف أوهلــا أشــعار بخطــه‬
‫وتاريــخ ‪ 1321‬هـــ الــذي يوافــق ‪ 1903‬م‪ ،‬وهــي متطابقــة مــع بقايا نســخة‬
‫خطيــة أصليــة عنــدي أيضــا كنــت قــدّ رت عمرهــا باربعاميــة ســنة تقريبــا‬
‫بســبب الــورق واخلــط قبــل االطــاع عــى تاريــخ وفــاة الشــيخ الطرحيــي‬
‫فتكــون قريبــة عهــد بوفــاة املؤلــف لــو أنزلنــا مــن الرقــم بحــدود مخســن‬
‫سنة‪.‬‬
‫والكتــاب قريــب جــدا مــن وصــف السـ ّيد حمســن األمــن لكتــاب املجالس‬
‫املخطــوط الــذي كان يســتخدم يف قــراءة العــزاء يف جبــل عامــل ونســب‬
‫تأليفــه إىل بعــض أهــل البحريــن وشــنّع عليــه وصفــ ًا باألكاذيــب[‪،]1‬‬
‫فاســتغربت صــدور ذلــك منــه ‪ u‬ألنّــه ترجــم للطرحيــي يف األعيــان‬
‫بقوله‪:‬‬
‫واملرتجــم هــو أحــد مشــاهري علــاء القــرن احلــادي عــر‪ ،‬روى عنــه مجاعة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫مــن األئمــة مثــل املجلــي والســيد هاشــم البحــراين الــذي روى عنــه كثــرا‬
‫يف مؤلفاتــه وأثنــى عليــه‪ .‬وكان متقنــا يف العربيــة والفقــه والرجــال أديبــا‬
‫شــاعرا تقيــا‪ ،‬ســكن النجــف وحــج وجــاور مــدة ثــم زار الرضــا وجــاور‬
‫مــدة ثــم عــاد إىل النجــف وكان يف أســفاره يشــتغل بالتصنيــف فقــد رئــي لــه‬
‫كتب صنفها بالنجف واخرى بمكة واخرى بخراسان[‪.]2‬‬
‫وحاولــت الوصــول اىل النســخة التــي ذكرهــا الســيد األمــن فلــم أوفــق‪،‬‬
‫لكننــي حاولــت دفــع أن تكــون نســخة املنتخــب ألنــه يف عرشيــن جملس ـ ًا‬
‫بينــا نســخة املخطــوط قــال عنهــا الســيد األمــن فيــه عــرة جمالــس مطولة‬
‫جــدا جيتمــع منهــا كتــاب ضخــم‪ ،‬وال تتفــق املطبوعــة مــع مــا ذكــره السـ ّيد‬
‫جلهــة عنونــة املجلــس األول‪ :‬املجلــس األول يف الليلــة األوىل مــن العــر‬
‫‪77‬‬ ‫املحــرم أهيــا املؤمنــون املجتمعــون املفقــود مــن أول نســختي املخطوطــة‪.‬‬
‫وال يف حكايــة‪ :‬حديــث عــن فاطمــة بنــت احلســن ‪A‬اهنــا رأت طيــورا‬
‫بيضــاء مترغــت بــدم احلســن ‪A‬وجــاءت حتــى وقفــت عــى حائــط دارها‬
‫باملدينة‪.‬‬
‫لكننــي توقفــت عنــد قولــه يف الرتمجــة عــن مؤلفــات الشــيخ الطرحيــي ّ‬
‫أن لــه‬
‫كتــب مراثــي احلســن ‪ A‬كبــر ومبســوط وصغــر وعــدت اىل احلــرة إذ‬
‫حيتمــل أن يكــون احدهــا‪ ،‬وال يمنــع االحتــال قــول الس ـ ّيد األمــن إ ّنــه‪:‬‬
‫مــن تاليــف بعــض أهــل البحريــن ملــا ذكــرت مــن التشــابه الكبــر يف‬
‫العنونــة والتبويــب بــن النســخ الثــاث وانــراف معنــى التأليــف إىل‬
‫اجلمــع كــا ذكــر عنــد الــكالم عــن ســفينة الشــيخ موســى رشارة‪ :‬فكتــب‬
‫ضمنهــا مــا يقــرأ يف جمالــس العــراق وفيهــا‬ ‫لــه بعــض الذاكريــن ســفينة َّ‬
‫مجلــة مــن األكاذيــب وتغيــرات للتاريــخ الصحيــح [‪ ]3‬إال أن نجــد نســخة‬
‫ملؤلــف بحرينــي وهــو مــا مل أصــل اليــه يف البحــث يف موقــع بانــك‬
‫اطالعات كتب و نسخ خطي‪.‬‬
‫وبالرجــوع إىل كتــاب الذريعــة لآلغــا بــزرك وجــدت قولــه عــن املنتخــب‬
‫عامــل يف عــر املحــرم ليــا فقــط يف كتــاب يســمى املجالــس‬
‫خمطــوط مــن تاليــف بعــض أهــل البحريــن فيــه عــرة‬
‫جمالــس مطولــة جــدا‪ .‬وذلــك قبــل وبعــد رجــوع الشــيخ‬
‫موســى رشارة إىل بنــت جبيــل يف العــام ‪١٢٩٨‬هـــ ‪ ١٨٨٠ -‬م‬
‫حيث توىف فيها سنة ‪١٣٠٤‬هـ ‪ ١٨٨٦ -‬م‪.‬‬

‫وممــا غـ ّـره الشــيخ موســى رشارة ان جعــل قــراءة املقتــل يف‬


‫كتــاب مقتــل ابــن طــاووس بــدال مــن كتــاب مقتــل أيب‬
‫خمنف‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫للطرحيــي‪ :‬طبــع مكــررا ويقــال لــه جمالــس الطرحيــي و املجالــس الفخريــة‪،‬‬
‫ثــم ذكــر منتخبـ ًا يف عــرة جمالــس‪ ،‬قــال‪ :‬ونســخة أخــرى مــن املنتخــب‬
‫لكــن بينــه وبــن املنتخــب املطبــوع اختــاف بعــض األلفــاظ ويف كل‬ ‫‪78‬‬
‫جملــس ثالثــة أبــواب واملوجــود منــه عــرة جمالــس بخــط حممــد مهــدي‬
‫بــن حممــد قاســم االســرآبادي يف ســنة ‪ 1096‬وفيــه انــه مــن مجــع املــوىل‬
‫خري الدين اخلراساين‪]4[. .‬‬
‫وتاريــخ خــط هــذا الكتــاب األخــر (‪ ) 1096‬قريــب مــن تاريــخ وفــاة‬
‫الشــيخ الطرحيــي (‪ )1085‬مــا يدعــو اىل البحــث عــن نســخته إذ صــار‬
‫االحتــال يتجــه إىل كونــه مقصــود الســ ّيد األمــن ‪ ،u‬فهــل مــن معــن‬
‫يوصلني اليه؟‬
‫الشــيخ عــي خــازم ‪،‬‏األحــد‏‪10 ،‬‏ مجــادى الثانيــة‏‪- 1442 ،‬‏‪ 4‬‏‪ 2‬كانــون‬
‫الثاين‏‪2021 ،‬‬
‫[‪ ]1‬أعيان الشيعة ‪ -‬السيد حمسن األمني ‪ -‬ج ‪ - 10‬ص ‪343‬‬
‫[‪ ]2‬أعيان الشيعة ‪ -‬السيد حمسن األمني ‪ -‬ج ‪ - ٨‬الصفحة ‪ 394‬و ‪٣٩٥‬‬
‫[‪ ]3‬أعيان الشيعة ‪ -‬السيد حمسن األمني ‪ -‬ج ‪ - 10‬ص ‪343‬‬
‫[‪ ]4‬الذريعــة إىل تصانيــف الشــيعة‪ .‬تأليــف‪ :‬آقــا بــزرك الطهــراين‪ .‬جـــ ‪.22‬‬
‫صـ ‪.420‬‬
‫‪1 .1‬كتــاب مهجــة البــكاء يف املمنــوع رشب املــاء أرجــوزة‬
‫ألفيــة يف مقتــل احلســن ‪ 8‬للشــيخ تقــي الديــن‬
‫إبراهيــم بــن عــي بــن احلســن بــن حممــد بــن صالــح‬
‫ابــن اســاعيل احلارثــي الكفعمــي العاميل‪( ،‬جبشــيت‪،‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪840‬هـــ = ‪ 1437‬م ‪ 900-‬هـــ = ‪ 1494‬م)‪ ،‬ذكره احلر‬


‫العاميل يف أمل اآلمل ومل أصل اىل نسخة منه‪.‬‬

‫‪2 .2‬كتــاب مقتــل احلســن ‪ 8‬للشــيخ حممــد بــن حممــد‬


‫بــن مســاعد بــن عيــاش اجلزينــي‪ ،‬ذكــره احلــر العامــي‬
‫يف أمــل اآلمــل قــال‪ :‬مــن املعارصيــن للشــهيد الثــاين‬
‫يعنــي بــن ( ‪13‬شــوال ‪911‬هـــ = ‪ 1506‬م ‪ 966‬هـ =‬
‫‪79‬‬
‫‪ 1558‬م)‪ ،‬ومل أصل اىل نسخة منه‪.‬‬

‫‪3 .3‬كتــاب مقتــل احلســن ‪ 8‬للشــيخ أمحــد بــن نعمــة اهلل‬


‫بــن خاتــون (كان حيــ ًا ســنة ‪1039‬هـــ = ‪ 1630‬م)‪،‬‬
‫ذكــره احلــر العامــي يف أمــل اآلمــل ومل أصــل اىل نســخة‬
‫منه‪.‬‬

‫للشــيخ حممــد بــن احلســن بــن‬ ‫‪4 .4‬مقتــل احلســن ‪8‬‬


‫عــي بــن حممــد بــن احلســن بــن احلــر العاميل املشــغري‬
‫(مشــغرة‪ 8 ،‬رجــب ‪1033‬هـــ = ‪ 1624‬م ‪1104 -‬هـ‬
‫= ‪ 1692‬م) صاحــب كتــاب أمــل اآلمــل ‪ ،‬مل أصــل اىل‬
‫نسخة منه‪.‬‬

‫‪5 .5‬سفينة الشـيخ موسـى رشارة كتبها له «بعض الذاكرين»‬


‫يف املـدة التـي قضاهـا يف بنت جبيـل قبل وفاتـه‪ .‬ذكرها‬
‫السيد األمني يف األعيان ومل أصل اليها‪.‬‬

‫‪6 .6‬الفوادح احلسـينية للشـيخ نمر‬


‫بـزه‪ ،‬هكـذا ذكـر اسـم مؤلفه‬

‫رصخة احلق‬
‫الطهـراين‬
‫ّ‬ ‫الشـيخ آقـا بـزرگ‬
‫ومل يذكـر تاريـخ طبـع اجلـزء‬
‫ووجـدت فـي‬ ‫(‪((5‬‬
‫األول‬ ‫‪80‬‬
‫غلاف الجـزء الثانـي تاريـخ‬
‫طبـع يعـود للعـام ‪١٣٢٣‬‬
‫هجـري ‪ ١٩٠٤‬ميلادي وهو‬
‫ايضا في ‪ ٣٣‬صفحة‪.‬‬

‫‪7 .7‬املجالـس الفاخـرة يف مآتـم العترة الطاهرة للسـيد عبد‬

‫(‪ ((5‬قال عنه يف الذريعة ج ‪ 16‬ص ‪ :1697(" : 364‬الفوادح احلسينية)‬


‫للشيخ نمر بزه (باهلاء)‪ ،‬طبع اجلزء األول منه بمطبعة العرفان بصيداء ‪33‬‬
‫ص‪ .‬يف ستة جمالس‪ ،‬كل جملس حاو حلديث ومرثية‪ ،‬ومن عزمه اصدار اجزاء‬
‫أخر متتابعة"‪ ،‬ومل أصل اىل نسخة منه حتى اآلن‪.‬‬
‫احلسين رشف الديـن‬
‫املوسـوي‪ .‬الطبعـة األوىل‬
‫‪ ١٣٣٢‬ه ‍ـ ‪ ١٩١٣ -‬م ومل‬
‫تتـم‪ ،‬ثـم أعيـد طبعهـا يف‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫النجـف األرشف سـنة‬


‫‪١٣٨٦‬هــ ‪ ١٩٦٦ -‬م‬
‫بعـد أن احلـق هبـا بعـض‬
‫املجالـس املتفرقـة التـي‬
‫مجعهـا ابـن عمـه السـيد‬
‫علي بـن إسماعيل رشف‬
‫‪81‬‬ ‫الديـن مـن أفـواه القـراء‬
‫فأقرهـا‬
‫وعرضهـا عليـه ّ‬
‫كام ذكر يف مقدمته هلا‪.‬‬

‫‪8 .8‬لواعــج األشــجان يف‬


‫‪8‬‬ ‫مقتــل احلســن‬
‫للســيد حمســن األمــن‪.‬‬
‫قــال الســيد األمــن عنه‪:‬‬
‫«وملــا ألفنــا لواعــج األشــجان صــارت قــراءة املقتــل‬
‫فيــه وصــارت قــراءة الذاكريــن يف املجالــس الســنية»‪.‬‬
‫ذكــره السـ ّيد رمحــه اهلل يف جــدول مؤلفاتــه املطبوعــة يف‬
‫خامتــة الطبعــة األوىل مــن كتابــه املجالــس الســنية مــا‬
‫يعني أنه طبع قبل ‪ ١٣٤٤‬هـ ‪ ١٩٢٦ -‬م‪.‬‬

‫الســنِّية يف ذكــرى‬‫‪9 .9‬املجالــس َ‬


‫مصائــب العــرة النبويــة الســيد‬
‫حمســن األمــن الطبعــة األوىل‬

‫رصخة احلق‬
‫‪ ١٣٤٤‬هـــ ‪ ١٩٢٦ -‬م‪ ،‬مطبعــة‬
‫العرفان ‪ -‬صيدا‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪1010‬سـفينة احلـاج عبد الرضـا دهيني‬
‫خمطوطـة انتهى مـن كتابتها يف ‪١٥‬‬
‫ترشين الثاين ‪.١٩٥٨‬‬

‫‪1111‬املجالــس احلســينية للشــيخ‬


‫حممــد جــواد مغنيــة‪ ،‬مل أصــل‬
‫إىل تاريــخ الطبعــة األوىل أمــا‬
‫الطبعــة الثانيــة فصــدرت عــن‬
‫مكتبــة النهضــة‪ -‬بغــداد‬
‫‪.١٩٦٥‬‬
‫‪ 1212‬املفيــد يف ذكر الســبط الشــهيد لعبد‬
‫احلســن العامــي‪ ،‬منشــورات‬
‫مؤسســة االعلمــي للمطبوعــات‪،‬‬
‫الطبعةاألوىل‪١٩٦٩‬م‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪1313‬ســفينة النجــاة للســيد عبــد‬


‫احلســن إبراهيــم العامــي‪،‬‬
‫‪ ١٣٩٠‬هـ ‪ ١٩٧٠ -‬م‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪1414‬مــرع احلســن للشــيخ‬
‫أمحــد مغنيــة‪ ،‬الطبعتــان‬
‫األوىل والثانيــة جمهولتــا‬
‫التاريــخ وتقديــر ابنــه‬
‫القــايض الشــيخ حممــد‬
‫مغنيــة أهنــا أواخر الســتينات‬
‫قبل ‪ ١٣٩٠‬هـ ‪ ١٩٧٠ -‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫قــراءة التعز يــة‪ :‬التعلــم والتعليــم خــارج‬
‫لبنان وداخله‬

‫رصخة احلق‬
‫خارج لبنان‪:‬‬

‫منشــورا عــن اهلجــرة إىل‬ ‫النــص الوحيــد الــذي وجدتــه‬ ‫‪84‬‬


‫ً‬
‫خصوصــا‪ ،‬هــو مــا‬
‫ً‬ ‫العــراق بغــرض تع ّلــم قــراءة العــزاء‬
‫أوردتــه الســ ّيدة أمــرة ابنــة الشــيخ رضــا فرحــات عــن‬
‫القــارئ السـ ّيد جعفــر نــور الديــن مــن عربصاليــم (‪ 1925‬م‬
‫‪ 2010-‬م) ‪ «:‬درس ابــن عمتــي الس ـ ّيد جعفــر منــذ صغــره‬
‫إقامــة جمالــس عاشــوراء وأقــام مــدة دراســته عنــد‬
‫والدي»(‪((5‬يف النجف األرشف‪.‬‬

‫وكان قــد ســبقه يف التحــول إىل قــراءة العــزاء يف النجــف الشــيخ‬


‫املحجة البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫ّ‬ ‫(‪ ((5‬فرحات‪ ،‬أمرية الشيخ رضا ‪ ،‬حكايا أمرية‪ ،‬دار‬
‫‪ –٢٠١٩‬بريوت ص ‪115‬‬
‫خليــل نــراهلل صــادق (‪ 1909‬م ‪ 1986 -‬م)‪ ،‬وفــق مــا أفادين‬
‫ابنــه حســن خليــل نــراهلل صــادق ‪«:‬لــذي توجــه يف‬
‫الثالثينــات إىل النجــف لدراســة الفقــه مــع الشــيخ حممــد تقــي‬
‫الصــادق‪ ،‬وبعــد دراســة مــا يزيــد عــن العــر ســنوات كان‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫فيهــا يــؤذن ويقيــم الصــاة باحلــوزه‪ ،‬مــرض هنــاك حيــث مل‬


‫يناســب املنــاخ وضعــه الصحــي ‪ ،...‬وكان ســاحة الشــيخ‬
‫حممــد تقــي صــادق أعجــب بصوتــه احلزيــن فطلــب منــه‬
‫االنرصاف لقراءة العزاء» ‪.‬‬

‫وقــد أفــادين ســاحة القــايض الشــيخ يوســف عمــرو أن ممــن‬


‫تع ّلــم قــراءة العــزاء يف النجــف الشــيخ حســن احلــاج مســلم‬
‫‪85‬‬
‫عــي ألنّــه كان‬
‫ّ‬ ‫عمــرو مــن بلــدة املعيــرة وشــقيقه احلــاج‬
‫مديــر ًا لناحيــة أيب صخــر القريبة مــن النّجــف األرشف وكذلك‬
‫كان شــقيقه الشــيخ حســن مرافقـ ًا عســكري ًا وأمنيـ ًا البــن عمــه‬
‫حســن بــك كاظــم عمــرو قائمقــام قضــاء القرنــة يف جنــوب‬
‫العــراق آنــذاك حيــث تعلــا مــن نســيبهام العالّمــة الزاهــد‬
‫الشــيخ حســن مهــدر الــذي كان مــن علــاء النّجــف األرشف‬
‫األبرار وذلك أواخر أيام الدولة العثامن ّية يف العراق‪.‬‬

‫وقــد كتــب يل ســاحة الشــيخ عــي طحينــي (‪ 1950‬م ‪ -‬حفظــه‬


‫اهلل) يف اتصــال معــه‪ «:‬تعلمــت قــراءة العــزاء عــى يــد املرحــوم‬
‫الشــيخ الــكايش يف النجــف وكان ســاحة اإلمــام الصــدر هــو‬
‫الــذي أقنعنــي وأخــذين معــه إىل النجــف يف أوائــل ســنة ألــف‬
‫وتســعامئة وســتة وســتني‪ ،‬وأنــا مــن مواليــد ‪١٩٥٠‬م‪،».‬‬
‫وأضــاف عنــد ســؤايل لــه عــن مــا اذا كان يعــرف غــره ممــن‬
‫كثري غــري درس‪،‬‬
‫درس قــراءة العــزاء يف النجف‪«:‬وقــد يكــون ٌ‬
‫ولكن ال علم يل بذلك‪ ،‬ومل خيطر هذا السؤال يف بايل»‪.‬‬

‫يف لبنان‪:‬‬

‫رصخة احلق‬
‫ظلــت العمليــة التعليميــة لقــراءة العــزاء يف لبنــان مرهونــة إما‬
‫بالســعي الشــخيص يف تقليــد القـ ّـراء أو بفتــح القـ ّـراء بيوهتــم‬
‫للتعليــم كــا فعــل كثــر مــن قـ ّـراء الرعيــل القديــم وحــر‬ ‫‪86‬‬
‫عليهــم أبناؤهــم وغريهــم ممــن تصــدّ وا للقــراءة؛ منهــم‬
‫السـ ّيد عــي موســى خليــل ياســن ترحيني مــن ع ّبــا (‪١٨٥٠‬م‬
‫‪١٩٥٠-‬م) الــذي تع ّلــم عــي يديــه ابنــه الســ ّيد حممــد بــن‬
‫الس ـ ّيد عــي موســى ترحينــي ومنهــم الس ـ ّيد موســى فضــل‬
‫اهلل وابنــه الس ـ ّيد عبــد األمــر الس ـ ّيد موســى فضــل اهلل مــن‬
‫القــراء‬
‫ّ‬ ‫عيناتــا وغريهــم ممــن ذكــرت أســاءهم يف جــدول‬
‫اللبنانيني وسرتد سريهم يف امللحق الذي أقوم بإعداده‪.‬‬

‫ومنهــم املرحــوم الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش صاحــب‬


‫الفضــل الكبــر والنقلــة النوعيــة يف القــراءة ‪ ،‬الــذي ل ّبــى‬
‫أيضـ ًا عــدّ ة دعــوات للتعليــم يف دورات ّ‬
‫خاصــة منهــا دورة يف‬
‫مركــز اإلحتــاد اللبنــاين للطلبــة املســلمني يف الغبــري كــا‬
‫أخــرين الشــيخ حممــد شــحرور‪ ،‬ودورة يف مســجد اإلمــام‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الرضــا ‪ 8‬يف بئــر العبــد كــا أخــرين الشــيخ نــارص احلركة‪،‬‬


‫احلاجــة صبــح اهلــدى كوثــراين كانــت‬
‫ّ‬ ‫مــر معنــا أن‬
‫وقــد ّ‬
‫تع ّلم النساء يف بريوت‪.‬‬
‫لكــن امللفــت للنظــر كان مــا ذ ّكــرين بــه الشــيخ أكــرم بــركات‬
‫والشــيخ حســن ح ـاّل وهــو حماولــة إدخــال قــراءة العــزاء‬
‫كــادة تعليميــة ألول مـ ّـرة ضمــن املــواد احلوزويــة األخــرى‬
‫‪87‬‬ ‫ـول تدريســها‬‫يف برنامــج معهــد الرســول األكــرم(‪ ،((5‬وقــد تـ ّ‬
‫الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش بنفســه لكــن التجربــة مل‬
‫تستكمل‪.‬‬

‫(‪ ((5‬التي كان يل رشف املشاركة يف تأسيسها يف لبنان عام ‪ ١٤٠٤‬هـ ‪ ١٩٨٤ -‬م‬
‫ومــع النقلــة الكبــرة يف اهتــام الشــيعة اللبنانيــن بإقامــة‬
‫املجالــس وشــدّ ة احلاجــة إىل أعــداد كبــرة مــن ال ُقـ ّـراء وحذرا‬
‫مــن الوقــوع يف مشــكلة تصــدي مــن ال قــدرة لــه عــى متييــز‬
‫التاريــخ والروايــات عقــدت الوحــدة الثقافيــة املركزيــة يف‬
‫حــزب اهلل املؤمتــر الثقــايف األول لعاشــوراء حتــت عنــوان ‪:‬‬
‫املجالــس احلســينية وآفــاق الــدور املنشــود‪ ،‬أقـ ّـرت فيــه توصية‬
‫متخصصــة بفكــر وتاريــخ النهضــة احلســين ّية‬
‫ِّ‬ ‫بإنشاء«مؤسســة‬
‫وبإعــداد وتنميــة كفــاءات خطبــاء املنــر احلســيني عــى منهــج‬

‫رصخة احلق‬
‫ـي مواكــب للعــر» ظهــرت بعنــوان معهد‬
‫ـي قويــم وفنـ ّ‬
‫علمـ ّ‬
‫احلسيني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫س ّيد الشهداء ‪ 8‬للمنرب‬
‫‪88‬‬
‫وقــد كان يل رشف املشــاركة يف‬
‫املؤمتــر املذكــور ببحــث‬
‫بعنــوان عاشــوراء يف الواقــع‬
‫الشــيعي املعــارص ويف كتابــة‬
‫مــادة تعليميــة مبتكــرة هــي‬
‫«املكتبــة احلســينية»‪ ،‬توليــت‬
‫تدريســها مــا يقــارب العــر‬
‫ســنوات داخــل املعهــد ويف‬
‫دورات كثرية خارجه‪.‬‬
‫تأســس معهــد ســ ّيد الشــهداء‬
‫َّ‬
‫احلســيني عــام‬
‫ّ‬ ‫‪ 8‬للمنــر‬
‫‪1422‬هـــ ‪2001 -‬م وعمــل‬
‫قــراء‬
‫عــى إعــداد وتأهيــل ّ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫وقارئــات وخطبــاء مــن طلبــة‬


‫العلــوم الدينيــة‪ ،‬وعــى إعــداد‬
‫متــون مضبوطــة لتكــون‬
‫بأيدهيــم بعيــدا عــن االرجتــال‬
‫السلبي‪.‬‬

‫للمنرب‬ ‫وقـد تـم إنشـاء وإطلاق «كل ّيـة سـيد الشـهداء ‪8‬‬
‫‪89‬‬
‫احلسـيني» العـام ‪ 1441‬هــ ‪ 2019 -‬م يف عمليـة تطويـر‬
‫وتوسـعة للمعهـد‪ ،‬وهـي تعنـى بتنظيم شـؤون املنرب احلسـيني‬
‫مـن إعـداد وتأهيل خطبـاء نوعيني‪ ،‬وإعـداد وتأهيـل رواديد‪،‬‬
‫واالهتمام باألدب والشـعر احلسـيني‪ ،‬وكتابة ونشر األبحاث‬
‫والتحقيقات التارخيية املرتبطة بالسرية احلسينية‪.‬‬

‫ ‬
‫َّ‬
‫قراء وقارئات العزاء يف لبنان‬

‫رصخة احلق‬
‫الحظــت يف مــا حصلــت عليــه مــن أســاء لقـ ّـراء غــر لبنانيني‬
‫قــرأوا يف لبنــان عــدم ذكــر أســاء قارئــات غــر لبنانيــات‬
‫وهو موضوع حيتاج إىل متابعة‪.‬‬ ‫‪90‬‬

‫وهــذه اجلــداول التــي وعــدت هبــا قــد اكتملــت بتضافــر‬


‫جهــود عــدد مــن األصدقــاء والصديقــات‪ ،‬وقــد حصلــت‬
‫القــراء والقارئــات‬
‫ّ‬ ‫عــى ســرة أو بعــض ســرة لعــدد مــن‬
‫آثــرت حفظهــا حتــى تكتمــل الرتاجــم للمذكوريــن يف هــذه‬
‫الطبعــة وفقــا لإلســتامرة التــي وضعتهــا يف مقدمــة الكتــاب‪،‬‬
‫وعــى أمــل زيــادة العــدد فيكــون املجمــوع مــادة ل «معجــم‬
‫القراء‬
‫قــراء وقارئــات العــزاء يف لبنــان» لكــن عرفا ًنــا بجميــل ّ‬
‫غــر اللبنانيــن ُأورد نبــذة صغــرة عــن كل منهــم بــا يتعلــق‬
‫بقراءته يف لبنان‪.‬‬
‫وهنــا أجــدد الشــكر جلميــع مــن ســاهم وأســأل اهلل أن‬
‫يرشكهم يف أجر هذا الكتاب‪.‬‬

‫قراء غري لبنانيني‪:‬‬


‫ّ‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪1 .1‬الشــيخ عبــاس نجــم النجفــي ‪ -‬العــراق‪ ،‬قــرأ يف لبنــان‬


‫بــن ‪ 1880‬م و‪ 1886‬م‪ .‬وقــد أتــى بــه معــه مــن النجــف‬
‫الشــيخ موســى رشارة (‪1268‬هـــ = ‪ - 1851‬تــويف‬
‫‪ 1304‬هـــ = ‪ 1886‬م ) ســنة رجوعــه اىل بنــت جبيــل‬
‫‪ 1298‬هـــ= ‪ 1880‬م‪ .‬ذكــر يف ترمجــة السـ ّيد األمــن آل‬
‫(‪((5‬‬
‫قفطان‪.‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪ 2 .2‬الشــيخ عبــد عــي العراقــي ‪ -‬العــراق‪ ،‬تــويف ودفــن يف‬


‫حــوال ســنه ‪1916‬م‪ .‬كان قارئــ ًا متجــوالً ويف ضيافــه‬
‫الشــيخ امحــد مزرعــاين‪ ،‬مــرض وتــويف ودفــن يف حــوال‪.‬‬
‫بعــد التحريــر عــام ‪ 2000‬قصــد احــد ابنائــه أو أحفــاده‬
‫البلدة ووضع لرضحيه شاهدً ا جديدً ا‪.‬‬

‫‪3 .3‬الشــيخ ابــو توحيــد ال الوهــاب ‪ -‬عراقــي مــن أصــل‬


‫إيــراين‪ ،‬أتــى آخــر حيــاة الشــيخ عبــد احلســن صــادق‬
‫اجلــد الــذي تــويف ســنة ‪1942‬م ‪،‬وبقــي حتــى أوائــل‬

‫(‪ ((5‬األمني‪ ،‬السيد حمسن‪ :‬أعيان الشيعة‪ ،‬حتقيق السيد حسن األمني‪ 1403 ،‬هـ‬
‫‪ 1982 -‬م‪ ،‬دار التعارف بريوت‪ .‬ج ‪ 5‬ص ‪.199‬‬
‫األحــداث اللبنانيــة‪ .‬ثــم تــرك النبطيــة وســكن الكويــت‬
‫يف آخر حياته‪.‬‬

‫‪4 .4‬الشــيخ عبــد الكريــم احلمــود ‪ -‬القطيــف ( ‪ 1925‬م ‪-‬‬


‫‪ 2010‬م )‪ ،‬قــرأ يف لبنــان بــن ‪1955‬م و‪ 1975‬م‪ .‬قــرأ‬
‫العــزاء يف حســينية النبطيــة ويف الدويــر وغريمهــا ملــدة‬
‫تقــارب العرشيــن عامــا ‪ ،‬عــام ‪ ١٩٧٥‬صــدر عفــو عنــه‬
‫فعــاد اىل الســعودية‪ ،‬وبقــي قارئــا للعزاء ومنشــدا للشــعر‬
‫حتى وافته املنية يف نيسان ‪. ٢٠١٠‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪5 .5‬الس ـ ّيد جــواد شــر ‪ -‬العــراق (‪1933‬م‪ 1982-‬م) قــرأ‬
‫يف حسينية الرمل العايل‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫‪6 .6‬الشــيخ أمحــد الوائــي ‪ -‬العــراق (‪1928‬م ‪2003-‬م) قــرأ‬
‫يف حسينية الرمل العايل‪.‬‬

‫‪7 .7‬الشــيخ باقــر رشيــف القــريش‪ -‬العــراق (‪1925‬م ‪-‬‬


‫‪ 2012‬م) قرأ يف حسينية الرمل العايل‪.‬‬

‫‪8 .8‬الســ ّيد حســن الشــامي ‪ -‬العــراق (‪ 1953‬م ‪ -‬حفظــه‬


‫اهلل) قرأ يف حسينية الرمل العايل ويف حسينية الشياح‪.‬‬

‫‪9 .9‬الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش ‪ -‬ايــران‪ ،‬ولــد يف العــراق‬


‫(‪1924‬م‪ 1997-‬م) قــرأ بــن ‪ 1961‬بحســب االســتاذ‬
‫حســن معتــوق نجــل الشــيخ حســن معتــوق أو ‪1969‬‬
‫حســب االســتاذ حســن نجــل الشــيخ الــكايش إىل وفاتــه‬
‫ســنة ‪ .((5(1997‬لكنــي وجــدت قصيــدة زج َّليــة يف‬
‫ديــوان "رصخــة كربــاء" للشــاعر احلــاج حممــد شــاهني‬
‫املطبــوع ســنة ‪ 1968‬عنواهنــا‪ :‬قصيــدة تقديــر مرفوعــة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫للمعــزي يف مصــاب أهــل البيــت ‪ D‬الشــيخ عبــد‬


‫ّ‬
‫واألدق هــو مــا نقلــه‬ ‫الوهــاب الــكايش حفظــه اهلل‪.‬‬
‫الشــيخ فيصــل الكاظمــي يف كتابــه املنــر احلســيني‬
‫نشــوؤه وحــارضه وآفــاق املســتقبل مــن أ ّنــه‪« :‬دعــي إىل‬
‫ثــم تواصــل‬‫ألول مــرة ســنة ‪ ١٩٥٩‬م‪ّ ،‬‬ ‫مدينــة صــور ّ‬
‫ُحضــوره إىل لبنــان حتــى اســتقر فيــه مــن ســنة ‪ ١٩٧١‬م‬
‫‪93‬‬ ‫(‪((5‬‬
‫حتى وفاته عام ‪ ١٩٩٧‬ببريوت»‪.‬‬

‫وقــد أخــرين الشــيخ الكاظمــي مشــافهة عــن لســان املرحوم‬


‫الشــيخ الــكايش يف مقابلــة معــه أثنــاء إعــداده بحــث‬
‫املاجســتري أن املرحــوم الشــهيد الســ ّيد حممــد باقــر الصــدر‬
‫توســط بينــه وبــن اإلمــام السـ ّيد موســى الصــدر‬
‫هــو الــذي ّ‬
‫للقراءة يف صور تلك السنة‪.‬‬

‫(‪ ((5‬حريري‪ ،‬وفاء‪ :‬الشيخ عبد الوهاب الكايش رائد املنرب احلسيني النجفي يف‬
‫لبنان‪ ،‬حتقيق خاص شفقنا‪ -‬بريوت ‪ -‬الثالثاء ‪ 8‬نوفمرب ‪،2016‬‬
‫‪https://lebanon.shafaqna.com/news/37877‬‬
‫(‪ ((5‬ص ‪ ،286‬املنرب احلسيني نشوؤه وحارضه وآفاق املستقبل‪ ،‬الشيخ فيصل‬
‫اخلالدي الكاظمي‪ ،‬دار اهلالل‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2004‬م‪.‬‬
‫‪1010‬الشــيخ حممد اســاعيل خليــق ‪ -‬ايران‪ ،‬ولــد يف العراق‬
‫(‪ 1945‬م ‪ -‬حفظه اهلل) قرأ قبل ‪ 1979‬وبعدها‪.‬‬

‫‪1111‬الشــيخ جعفــر اهلــادي (خوشــنويس)‪ -‬ايــران‪ ،‬ولــد‬


‫يف العــراق (‪ 1946‬م ‪ 2020-‬م ) ‪ ،‬مــن أصــل إيــراين‬
‫اســتقرت أرستــه يف العــراق وجــاء اىل لبنــان بســبب‬
‫الضغــوط مــن العــراق حيــث ولــد ونشــأ ودرس ‪ ،‬عمــل‬
‫مــع املرحــوم الشــهيد الس ـ ّيد حســن الشــرازي ‪ ،‬قــرأ يف‬
‫لبنان بني عامي ‪ 1970‬و‪.1975‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪94‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الشيخ باقر رشيف القريش‬ ‫الشيخ عبد الكريم احلمود‬ ‫الشيخ عبد الوهاب الكايش‬
‫‪٢٠١٢-١٩٢٥‬‬ ‫‪٢٠١٠-١٩٢٥‬‬ ‫‪١٩٩٧-١٩٢٤‬‬

‫‪95‬‬
‫الشيخ حممد اسامعيل خليق‬ ‫الس ّيد جواد شرب‬ ‫الشيخ أمحد الوائيل‬
‫‪ -١٩٤٥‬حفظه اهلل‬ ‫‪١٩٨٢-١٩٣٣‬‬ ‫‪٢٠٠٣-١٩٢٨‬‬

‫السيد حسني بركة الشامي‬ ‫الشيخ جعفر اهلادي‬


‫‪ - 1953‬حفظه اهلل‬ ‫‪٢٠٢٠-١٩٤٦‬‬
‫ال ُق َّراء اللبنانيون‪:‬‬

‫تاريخ‬ ‫تاريخ‬
‫مالحظات‬ ‫البلدة يف لبنان‬ ‫االسم‬ ‫‪#‬‬
‫الوفاة(م)‬ ‫الوالدة(م)‬
‫‪1886‬‬ ‫‪1825‬‬ ‫يونني‬ ‫الشيخ عباس ابن الشيخ حممد بن عباس زغيب‬ ‫‪1‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪1950‬‬ ‫‪1850‬‬ ‫ع ّبا‬ ‫الس ّيد عيل موسى خليل ياسني ترحيني‬ ‫‪2‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1942‬‬ ‫‪1852‬‬ ‫خرطوم‬ ‫احلاج امحد حسن مهدي‬ ‫‪3‬‬
‫‪1942‬‬ ‫‪1865‬‬ ‫عيناتا‬ ‫الس ّيد طاهر فضل اهلل‬ ‫‪4‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1925‬‬ ‫‪1865‬‬ ‫النبي شيت‬ ‫احلاج عباس عبد اهلل احللباوي‬ ‫‪5‬‬
‫‪1961‬‬ ‫‪1868‬‬ ‫كفرحتى‬ ‫الشيخ حسني حسون‬ ‫‪6‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪1960‬‬ ‫‪1870‬‬ ‫خرطوم‬ ‫احلاج عيل حسن مهدي‬ ‫‪7‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1871‬‬ ‫بشتليدا‬ ‫الشيخ أمحد مهدر‬ ‫‪8‬‬
‫‪1971‬‬ ‫‪1871‬‬ ‫عيناتا‬ ‫الس ّيد موسى فضل اهلل‬ ‫‪9‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪1973‬‬ ‫‪1872‬‬ ‫النبطية‬ ‫الشيخ حممد قاسم قديح‬ ‫‪10‬‬ ‫‪96‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪1875‬‬ ‫السا‬ ‫عيل محود آل ّبرو‬
‫عيل احلاج حسني ّ‬ ‫احلاج ّ‬ ‫‪11‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1960‬‬ ‫‪1876‬‬ ‫املعيرصة‬ ‫احلاج عيل احلاج مسلم عمرو‬ ‫‪12‬‬
‫‪1972‬‬ ‫‪1878‬‬ ‫ع ّبا‬ ‫احلاج عبدو حسن معلم‬ ‫‪13‬‬
‫‪1962‬‬ ‫‪1880‬‬ ‫بريتال‬ ‫الشيخ حممد عيل ِمنِي‬ ‫‪14‬‬
‫‪1973‬‬ ‫‪1880‬‬ ‫املعيرصة‬ ‫الشيخ حسني احلاج مسلم عمرو‬ ‫‪15‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪1885‬‬ ‫الدوير‬ ‫الشيخ حممد حديد‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪1979‬‬ ‫‪1885‬‬ ‫حاروف‬ ‫الشيخ عبد اللطيف قاسم موسى‬ ‫‪١٧‬‬
‫‪1995‬‬ ‫‪1887‬‬ ‫حوال‬ ‫الشيخ عيل مزرعاين ابن الشيخ امحد‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪1980‬‬ ‫‪1887‬‬ ‫الغسان ّية‬ ‫احلاج حممد جعفر فواز‬ ‫‪١٩‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1890‬‬ ‫اخلرايب‬ ‫احلاج عبد الرضا دهيني‬ ‫‪٢٠‬‬
‫‪1985‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫برج قالويه‬ ‫الشيخ امحد توبة‬ ‫‪٢١‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫خرطوم‬ ‫‪ ٢٢‬احلاج عبداهلل امحد مهدي‬
‫قرأ يف البلدة‬
‫طوال ثالثني‬
‫سنة من اواخر‬
‫‪1981‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫كفرحتى‬ ‫‪ ٢٣‬احلاج حسني حرب‬
‫اخلمسينيات‬
‫‪1986‬‬ ‫‪1896‬‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاج ابراهيم نبوه‬ ‫‪٢٤‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪1973‬‬ ‫‪1897‬‬ ‫كوثرية السياد‬ ‫احلاج حممد حسني قاسم‬ ‫‪٢٥‬‬


‫‪1980‬‬ ‫‪1898‬‬ ‫أنصارية‬ ‫احلاج حممد عيل جعفر فقيه‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪1993‬‬ ‫‪1900‬‬ ‫ميس اجلبل‬ ‫احلاج موسى عيل قاسم‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪1904‬‬ ‫بدياس‬ ‫الس ّيد جواد صفي الدين‬ ‫‪٢٨‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪1905‬‬ ‫برج قالويه‬ ‫الس ّيد هاشم قنديل‬ ‫‪٢٩‬‬

‫رصخة احلق‬
‫قرأ أثناء إقامة‬
‫الشيخ حبيب‬
‫آل ابراهيم‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪1907‬‬ ‫بعلبك‬ ‫‪ ٣٠‬الشيخ حممد عيل شمسه (األصل شمس الدين)‬
‫‪99‬‬ ‫‪ 1933‬وما‬ ‫‪98‬‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1908‬‬ ‫عدلون‬ ‫‪ ٣١‬احلاج موسى حسن متريك‬
‫قرأ يف الشياح‬
‫والغبريي‬
‫‪1986‬‬ ‫‪1909‬‬ ‫اخليام‬ ‫‪ ٣٢‬الشيخ خليل صادق‬
‫‪2005‬‬ ‫‪1909‬‬ ‫عيل النهري‬ ‫احلاج صادق املكحل‬ ‫‪٣٣‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1910‬‬ ‫الشهابية‬ ‫احلاج حسني الشيخ عبدو قانصو‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1910‬‬ ‫قرقريا يف جبيل‬ ‫الشيخ مجيل حسني ديب آل احلاج حسن‬ ‫‪٣٥‬‬
‫‪1972‬‬ ‫‪1912‬‬ ‫حاروف‬ ‫احلاج حممد خليل شاهني‬ ‫‪٣٦‬‬
‫تاريخ الوالدة‬
‫تقريبي‬
‫‪2004‬‬ ‫‪1914‬‬ ‫عيناتا‬ ‫‪ ٣٧‬السيد عبد احلسن فضل اهلل‬
‫‪1993‬‬ ‫‪1915‬‬ ‫عيل النهري‬ ‫‪ ٣٨‬احلاج صادق الفوعاين‬
‫قرأ يف بريوت‬
‫والضاحية‬
‫‪2001‬‬ ‫‪1918‬‬ ‫بنت جبيل‬ ‫‪ ٣٩‬الشيخ حممد نجيب زهر الدين‬
‫‪2011‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫الشهابية‬ ‫احلاج حممد داود ركني‬ ‫‪٤٠‬‬
‫‪1996‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫عيناتا‬ ‫الس ّيد صفي الدين فضل اهلل‬ ‫‪٤١‬‬
‫‪1977‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫عيناتا‬ ‫الس ّيد حممد تقي فضل اهلل‬ ‫‪٤٢‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪2006‬‬ ‫‪1921‬‬ ‫حاروف‬ ‫احلاج عباس حرقوص‬ ‫‪٤٣‬‬


‫‪2013‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫أنصارية‬ ‫احلاج حسن الشيخ عبداهلل زين الدين‬ ‫‪٤٤‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫طريد ّبا‬ ‫احلاج خليل حممد محود‬ ‫‪٤٥‬‬
‫‪2003‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫بنهران‬ ‫احلاج سعيد عثامن سعيد‬ ‫‪٤٦‬‬
‫‪1981‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫متنني التحتا‬ ‫احلاج إسامعيل بن إبراهيم بن حسني آل عرار‬ ‫‪٤٧‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫عدلون‬ ‫احلاج حسني أمحد سعد‬ ‫‪٤٨‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪2011‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫عدلون‬ ‫حممود حممد عيل عالمة‬ ‫‪٤٩‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪1924‬‬ ‫بحبوش‬ ‫احلاج سليم دياب سليم‬ ‫‪٥٠‬‬
‫‪101‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1924‬‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاج عيل زهر الدين‬ ‫‪٥١‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪1924‬‬ ‫رأس اسطا‬ ‫حممد عيل حيدر أمحد‬‫احلاج راغب أمني ّ‬ ‫‪٥٢‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫الرصفند‬ ‫احلاج حممد صفاوي‬ ‫‪٥٣‬‬
‫‪2010‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫عربصاليم‬ ‫الس ّيد جعفر عبد اهلل نور الدين‬ ‫‪٥٤‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫كفرا‬ ‫احلاج حممد يوسف سبيتي‬ ‫‪٥٦‬‬
‫‪2007‬‬ ‫‪1926‬‬ ‫بريتال‬ ‫الشيخ عيل ابراهيم مظلوم‬ ‫‪٥٧‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1927‬‬ ‫بنت جبيل‬ ‫الس ّيد عيل احلكيم‬ ‫‪٥٨‬‬
‫‪1998‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫حاروف‬ ‫احلاج عيل حممد اسعد حرقوص‬ ‫‪٥٩‬‬
‫‪1983‬‬ ‫‪1928‬‬ ‫أنصارية‬ ‫احلاج امحد سليامن شحادي‬ ‫‪٦٠‬‬
‫‪1996‬‬ ‫‪1928‬‬ ‫حاروف‬ ‫احلاج عبد الرضا عياش‬ ‫‪٦١‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪1928‬‬ ‫زيتا‬ ‫احلاج حممد إبراهيم البدوي‬ ‫‪٦٢‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1928‬‬ ‫ل ّبايا‬ ‫الس ّيد وهبي وهبي‬ ‫‪٦٣‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1930‬‬ ‫ع ّبا‬ ‫الس ّيد حممد بن الس ّيد عيل موسى ترحيني‬ ‫‪٦٤‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1930‬‬ ‫عيناتا‬ ‫الس ّيد عبد األمري الس ّيد موسى فضل اهلل‬ ‫‪٦٥‬‬
‫‪2009‬‬ ‫‪1932‬‬ ‫عنقون‬ ‫احلاج موسى فرحات‬ ‫‪٦٦‬‬
‫‪1994‬‬ ‫‪1933‬‬ ‫عدلون‬ ‫حممد عثامن شحادي‬ ‫‪٦٧‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪1933‬‬ ‫ل ّبايا‬ ‫الشيخ حممد رضا العاقل‬ ‫‪٦٨‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪2014‬‬ ‫‪1934‬‬ ‫بريتال‬ ‫الس ّيد محود عبد السالم املخ‬ ‫‪٦٩‬‬
‫‪1996‬‬ ‫‪1935‬‬ ‫ع ّبا‬ ‫الس ّيد حممد حسن يونس (فحص صفي الدين)‬ ‫‪٧٠‬‬

‫‪٢٠٢٠‬‬ ‫‪١٩٤٠‬‬ ‫نحلة‬ ‫‪ ٧١‬الشيخ اكرم يزبك‬

‫رصخة احلق‬
‫‪2020‬‬ ‫حارة الفيكاين رياق ‪1941‬‬ ‫‪ ٧٢‬الشيخ حممد حمسن حسن‬
‫‪103‬‬ ‫‪102‬‬
‫قرأ يف أنصارية‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪1942‬‬ ‫جباع‬ ‫احلاج مجيل حممد حسني جزيني‬ ‫‪٧٣‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪1942‬‬ ‫سلعا‬ ‫الشيخ حممود بعلبكي‬ ‫‪٧٤‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1950‬‬ ‫بريتال‬ ‫الشيخ حممد طليس‬ ‫‪٧٥‬‬
‫حفظه اهلل‬ ‫‪1950‬‬ ‫عيتيت‬ ‫الشيخ عيل طحيني‬ ‫‪٧٦‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫عيل النهري‬ ‫الشيخ حسن مهدي‬ ‫‪٧٧‬‬
‫كان ح ّيا سنة‬
‫‪1891‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بشتليدا‬ ‫مرعي آل مهدر‬
‫ّ‬ ‫عيل حسن حسني حممد قاسم‬
‫‪ ٧٨‬الشيخ ّ‬
‫فدار الفوقا ـ‬
‫‪١٩٦٢‬‬ ‫‪١٨٧٧‬‬ ‫‪ ٧٩‬الشيخ أمحد حسني سليامن برق‬
‫بشتليده‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بنهران‬ ‫‪ ٨٠‬احلاج حسني محود حسني‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫راشكيدا‬ ‫‪ ٨١‬احلاج عيل سلامن حممود‬
‫قيد نفوسهم‬
‫لكن اجلد تركها‬
‫يف ‪ 1942‬م وال‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الشهابية‬ ‫‪ ٨٢‬احلاج خليل شحادة‬
‫يعلم عنهم شيئا‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫عيناتا‬ ‫‪ ٨٣‬الس ّيد عبد احلسن فضل اهلل‬
‫‪1963‬‬ ‫جمهول‬ ‫ل ّبايا‬ ‫‪ ٨٤‬الشيخ حممد جواد العاقل‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫عاش يف زمان‬
‫الس ّيد حمسن‬
‫األمني وكان‬
‫‪1946‬‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫‪ ٨٥‬الس ّيد عبد احلسني االمني‬
‫من مقلديه‬
‫والد الشيخ‬

‫رصخة احلق‬
‫حممد نجيب‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بنت جبيل‬ ‫‪ ٨٦‬الشيخ حسني زهر الدين‬
‫زهر الدين‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الشيخ صالح الصائغ‬ ‫‪٨٧‬‬
‫‪105‬‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫الشيخ حممد أمني رشارة‬ ‫‪٨٨‬‬ ‫‪104‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫الشيخ حيدر سعد‬ ‫‪٨٩‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫الشيخ حممد يوسف‬ ‫‪٩٠‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫الشيخ عيل سلامن‬ ‫‪٩١‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫الشيخ عيل نارص زيدان‬ ‫‪٩٢‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫احلاج حممد طراد‬ ‫‪٩٣‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيد حسني خليل‬ ‫‪٩٤‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيد رشيف احلسيني‬ ‫‪٩٥‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيد ابو احلسن ابو احلسن‬ ‫‪٩٦‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيد حيدر ابو احلسن‬ ‫‪٩٧‬‬
‫عاش يف القرن‬
‫التاسع عرش‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫املغريي‬ ‫‪ ٩٨‬الشيخ حسن حممود الزين‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫احلاج حسني حرب‬ ‫احلاج عبداهلل امحد مهدي‬ ‫احلاج عبد الرضا دهيني‬ ‫الشيخ امحد مهدر‬ ‫السيد موسى فضل اهلل‬ ‫السيد عيل موسى ترحيني‬
‫‪1981 - 1895‬‬ ‫‪1987 -1895‬‬ ‫‪1970 - 1890‬‬ ‫‪1956- 1871‬‬ ‫‪1971 - 1871‬‬ ‫‪١٩٥٠-١٨٥٠‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪107‬‬ ‫‪106‬‬
‫احلاج موسى عيل قاسم‬ ‫احلاج حممد عيل جعفر فقيه‬ ‫الشيخ إبراهيم نبوه‬ ‫احلاج عيل مسلم عمرو‬ ‫احلاج عبدو حسن معلم‬ ‫الشيخ حممد قاسم قديح‬
‫‪1993 - 1900‬‬ ‫‪1980- 1898‬‬ ‫‪1986 - 1896‬‬ ‫‪1973 - 1880‬‬ ‫‪1972 - 1878‬‬ ‫‪1973 - 1872‬‬

‫الشيخ حممد عيل شمسه‬ ‫احلاج موسى حسن متريك‬ ‫السيد جواد صفي الدين‬ ‫احلاج حممد جعفر فواز‬ ‫الشيخ عيل مزرعاين‬ ‫الشيخ حممد عيل مني‬
‫‪1970 - 1907‬‬ ‫‪1994 - 1908‬‬ ‫‪1988-1904‬‬ ‫‪1980- 1887‬‬ ‫‪1995 - 1887‬‬ ‫‪1962- 1880‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫احلاج خليل حممد محود‬ ‫احلاج حسن زين الدين‬ ‫السيد حممد تقي فضل اهلل‬ ‫الشيح حسني عبده قانصو‬ ‫احلاج صادق املكحل‬ ‫الشيخ خليل صادق‬
‫‪1994-1922‬‬ ‫‪2013 -1922‬‬ ‫‪1977 - 1920‬‬ ‫‪1998 - 1910‬‬ ‫‪2005 - 1909‬‬ ‫‪1986 - 1909‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪109‬‬ ‫‪108‬‬
‫احلاج حممود عالمة‬ ‫احلاج إسامعيل آل عرار‬ ‫احلاج سعيد عثامن سعيد‬ ‫الشيخ حممد نجيب زهر الدين‬ ‫احلاج صادق عيل الفوعاين‬ ‫الشيخ مجيل ديب احلاج حسن‬
‫‪2011- 1923‬‬ ‫‪١٩٨١-١٩٢٣‬‬ ‫‪2003 - 1923‬‬ ‫‪2001- 1918‬‬ ‫‪1993-1915‬‬ ‫‪1990 - 1910‬‬

‫احلاج راغب حيدر أمحد‬ ‫الشيخ عيل زهر الدين‬ ‫احلاج سليم دياب سليم‬ ‫السيد حممد تقي فضل اهلل‬ ‫السيد صفي الدين فضل اهلل‬ ‫احلاج حممد داوود ركني‬
‫‪2007- 1924‬‬ ‫‪1998 - 1924‬‬ ‫‪2013 - 1924‬‬ ‫‪1977 - 1920‬‬ ‫‪1996 -1920‬‬ ‫‪2011 - 1920‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الشيخ اكرم يزبك ‪1940‬‬ ‫السيد حممد حسن يونس‬ ‫السيد عيل احلكيم‬ ‫الشيخ عيل ابراهيم مظلوم‬ ‫السيد جعفر نور الدين‬
‫احلاج حممد عثامن شحادي‬
‫‪2020 -‬‬ ‫‪1996 - 1935‬‬ ‫‪ - ١٩٢٧‬حفظه اهلل‬ ‫‪2007- 1926‬‬ ‫‪2010- 1925‬‬
‫‪1994 -1933‬‬

‫رصخة احلق‬
‫‪111‬‬ ‫‪110‬‬
‫الشيخ حممود بعلبكي‬ ‫احلاج مجيل جزيني‬ ‫الشيخ حممد حمسن حسن‬ ‫احلاج عبد الرضا عياش‬ ‫احلاج امحد سليامن شحادي‬ ‫احلاج عيل حرقوص‬
‫‪1988-1942‬‬ ‫‪2007 - 1942‬‬ ‫‪2020 - 1941‬‬ ‫‪1996-1928‬‬ ‫‪1983 -1928‬‬ ‫‪1998 - 1927‬‬

‫الشيخ حسن مهدي‬ ‫الشيخ عيل طحيني‬ ‫الشيخ حممد طليس‬ ‫السيد عبد االمري فضل اهلل‬ ‫السيد حممد ترحيني‬ ‫احلاج حممد إبراهيم البدوي‬
‫‪2011- 1960‬‬ ‫‪ - ١٩٥٠‬حفظه اهلل‬ ‫‪ - 1950‬حفظه اهلل‬ ‫‪ - 1930‬حفظه اهلل‬ ‫‪ - 1930‬حفظه اهلل‬ ‫‪2009 - 1928‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الشيخ أمحد حسني سليامن‬ ‫السيد عبد احلسن فضل اهلل‬ ‫الشيخ حسني مهدر‬
‫برق‬

‫رصخة احلق‬
‫‪113‬‬ ‫‪112‬‬
‫القارئات اللبنانيات‪:‬‬
‫تاريخ‬ ‫تاريخ‬
‫مالحظات‬ ‫البلدة يف لبنان الوالدة(م) الوفاة(م)‬ ‫االسم‬ ‫‪#‬‬
‫‪١٩٩٠‬‬ ‫‪١٩٠٨‬‬ ‫عيناثا‬ ‫احلاجة مريم السيد جواد زين العابدين فصل اهلل‬ ‫‪1‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫‪١٩٨٧‬‬ ‫‪١٩١٧‬‬ ‫عيناثا‬ ‫السيدة جواهر السيد حممد حسني فضل اهلل‬ ‫‪2‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫النبطية‬ ‫احلاجة فاطمة يوسف بيطار‬
‫‪3‬‬
‫‪2012‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫النبطية‬ ‫زينب حيدر بشارة ( أم ناهض قديح)‬ ‫‪4‬‬
‫‪1991‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫جباع‬ ‫احلاجة عفيفة أمحد نارص‬
‫‪5‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاجة شام الشيخ ابراهيم زهر الدين‬
‫‪6‬‬

‫رصخة احلق‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪1924‬‬ ‫زبدين‬ ‫‪  ‬احلاجة رقية صفا‬
‫‪7‬‬
‫‪1992‬‬ ‫‪1926‬‬ ‫النبطية‬ ‫احلاجة حسيبة هاشم بدير‬
‫‪8‬‬
‫قرأت يف بريوت‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫الغسانية‬ ‫احلاجة صبح اهلدى الشيخ حسني كوثراين‬ ‫‪9‬‬
‫‪115‬‬ ‫دفنت يف القليله‬ ‫‪١٩٩٦‬‬ ‫‪١٩٢٧‬‬ ‫عيناثا‬ ‫السيدة فاطمة السيد أسعد فضل اهلل‬
‫‪10‬‬ ‫‪114‬‬
‫دفنت يف الطريي‬ ‫‪٢٠٠٠‬‬ ‫‪١٩٢٨‬‬ ‫عيناثا‬ ‫احلاجة رفيعة السيد عبد املطلب فضل اهلل‬
‫‪11‬‬
‫التاريخ تقريبي‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫الغسانية‬ ‫احلاجة مريم الشيخ حسني كوثراين‬‫‪12‬‬
‫‪ 2019‬قرأت يف رومني و إركي‬ ‫‪1931‬‬ ‫رومني‬ ‫احلاجة زكية عبد الكريم جوين‬
‫‪13‬‬
‫حفظها اهلل‬ ‫‪1937‬‬ ‫برج الشاميل‬ ‫احلاجة فاطمة فقيه‬
‫‪14‬‬
‫حفظها اهلل‬ ‫‪1938‬‬ ‫النبطية‬ ‫عزة طه‬
‫احلاجة ّ‬
‫‪15‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪1939‬‬ ‫خرطوم‬ ‫احلاجة زينب حسن الرومي‬
‫‪16‬‬
‫‪2021‬‬ ‫‪1943‬‬ ‫بريوت‬ ‫احلاجة فاطمة الشيخ حممد ع ّياد‬
‫‪17‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪1945‬‬ ‫أنصار‬ ‫احلاجة وحيدة الدبس هاشم‬
‫‪18‬‬
‫حفظها اهلل‬ ‫‪1945‬‬ ‫قناريت‬ ‫احلاجة رجاء عيل غدار‬
‫‪19‬‬
‫‪ ١٩٥٥‬حفظها اهلل‬ ‫تولني‬ ‫‪ 20‬احلاجة سمرية عيل قاسم عوايل‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫البازورية‬ ‫‪ 21‬أم رشيف احلسيني‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الغبريي‬ ‫احلاجة عزيزة اخلنسا‬ ‫‪٢٢‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الغسانية‬ ‫احلاجة فاطمة وهبة زوجة الشيخ حسني كوثراين‬ ‫‪23‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الغسانية‬ ‫احلاجة آمنة الشيخ حسني كوثراين‬ ‫‪24‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الغسانية‬ ‫احلاجة بنت احلاجة مريم كوثراين‬ ‫‪25‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بدياس‬ ‫الرشيفة خدجية صفي الدين‬ ‫‪26‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بدياس‬ ‫احلاجة فهدة درويش‬


‫ّ‬ ‫‪27‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاجة سعدية أرملة املرحوم أنيس رحال ابو زهري‬ ‫‪28‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاجة هناد عيل خليل‬ ‫‪29‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫برج الرباجنة‬ ‫احلاجة سعدى نبهان جلول‬ ‫‪30‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫بريوت‬ ‫احلاجة خدجية حممد وهبي‬ ‫‪31‬‬

‫رصخة احلق‬
‫قرأت يف برج الرباجنة‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫احلاجة وجيهه غدار (أم خرض)‬ ‫‪32‬‬
‫قرأت يف الغبريي‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫الس ّيدة أم عبد احلسني نور الدين‬ ‫‪33‬‬
‫قرأت يف الغبريي‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫احلاجة نجوى شعيب‬ ‫‪34‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪116‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيدة خريية رشارة‬ ‫‪35‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫احلاجة أنيسة‬ ‫‪36‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫احلاجة مواهب سلامن‬ ‫‪37‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫معركة‬ ‫السيدة محدة سلامن‬ ‫‪٣٨‬‬
‫معارصة ألخيها الشيخ‬
‫عياس‬ ‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫يونني‬ ‫‪ ٣٩‬احلاجة خدجية بنت الشيخ حممد بن عباس زغيب‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫يونني‬ ‫احلاجة محيدة بنت الشيخ عباس زغيب‬
‫ّ‬ ‫‪٤٠‬‬
‫جمهول‬ ‫جمهول‬ ‫عيناثا‬ ‫‪ ٤١‬احلاجة مريم السيد جواد فضل اهلل‬
‫خالصة‪:‬‬
‫عمــت عناوينــه كلها‬
‫واجهــت خــال البحــث قض ّيــة شــائكة ّ‬

‫رصخة احلق‬
‫تقري ًبــا هــي قض ّيــة التوثيــق‪ ،‬وبذلــت جهــدي يف اســتقصاء مــا‬
‫أمكــن منهــا‪ ،‬ســواء يف ذلــك كان التوثيــق لألحــداث‬
‫‪118‬‬
‫وشــخصياهتا أو للمؤسســات وإنشــائها وتطورهــا‪ ،‬وهــذا‬
‫وتوســع ومهــا ممكنــان كــا تبـ ّـن يل‬
‫ّ‬ ‫اجلهــد حيتــاج إىل متابعــة‬
‫بوصــويل إىل أجوبــة ألســئلة كانــت يف عــداد الغوامــض‪،‬‬
‫وذلــك باإلســتفادة مــن جديــد املنشــورات وإعــادة قــراءة‬
‫بعــض القديــم منهــا حتــى املخالــف وفــق قاعــدة الفصــل يف‬
‫القراءة بني الوصفي واحلكمي‪.‬‬

‫ّ‬
‫إن هــذا البحــث اســتفاد يف مســائله مــن املنهــج التارخيــي‬
‫والتتبــع امليــداين‪ ،‬ويضــع َلبِ ٍ‬
‫نــات ينبغــي اســتكامل بنائهــا‬
‫لنقــدم لألجيــال القادمــة صــورة نق ّيــة ودقيقــة عــن تاريــخ‬
‫قراءة العزاء يف لبنان ومنها‪:‬‬

‫‪Ô Ô‬قض ّية املصطلحات‪.‬‬

‫‪ Ô Ô‬مســألة املنــع مــن اإلحيــاء أيــام الســلطنة العثامنيــة‬


‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫واالنتــداب الفرنــي ّ‬
‫وتأخــر اعتــاد ذكــرى العــارش عطلــة‬
‫رســمية الــذي مل أســتطع الوصــول إىل تعيــن دقيــق لتارخيــه‬
‫رغم كل حماواليت‪.‬‬

‫‪Ô Ô‬تفاصيــل اإلحيــاء يف املســاجد والبيــوت‪ ،‬وتتبــع تطــور‬


‫وجــود وعــدد املســاجد يف القــرى واملــدن‪ :‬تاريــخ بنائهــا‬
‫وترميمها‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪Ô Ô‬استكامل توثيق تواريخ بناء احلسينيات وانتشارها‪.‬‬

‫‪Ô Ô‬دور املرأة يف اإلحياء العاشورائي‪.‬‬

‫‪Ô Ô‬عمل بيبليوجرافية شاملة للكتب احلسينية اللبنانية‪.‬‬

‫قــراء وقارئــات العــزاء‬


‫‪Ô Ô‬زيــادة مــا فــات مــن أســاء ّ‬
‫والتوســعة يف تفصيــل حياهتــم وعملهــم وتوثيقــه بــا يمكــن‬
‫صوتا وصورة‪.‬‬

‫القراء واملادة املقرؤة‪.‬‬


‫‪Ô Ô‬تقويم أداء ّ‬
‫‪Ô Ô‬البحث عن كيفية تطوير اإلحياء العاشورائي مستقبالً‪.‬‬

‫‪Ô Ô‬دراســة واســترشاف حلــول لإلعاقــات املحتملــة عــن‬


‫االســتفادة مــن احلســينيات واألماكــن العا ّمــة (جتــدد املنــع‬
‫الرســمي ال قــدّ ر اهلل وقــد حصــل يف عــدد مــن الــدول‪ ،‬أو‬
‫بسبب آخر كام فرضته جائحة الكورونا)‪.‬‬

‫ ‬

‫ ‬

‫رصخة احلق‬
‫‪120‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ملحق ‪ : ١‬الشــعائر الحســينية والحســينيات‪:‬‬


‫َ‬
‫والع َما رة‬ ‫الخلط بني اإلحياء‬
‫امرة القيام يف املكان وال َع َمرة املكان نفسه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الع َ‬

‫تُتــداول عــى وســائل التواصــل اإلجتامعــي وغريهــا ‪121‬‬


‫منشــورات تتضمــن تأرخيـ ًا إلحيــاء الشــعائر احلســينية وعــن‬
‫أي البــاد أســبق يف البنــاء للحســينيات‪ ،‬وهــو موضــوع هــا ّم‬
‫مــن جهــة مــا متثلــه الشــعائر احلســينية يف تشــكيل املجتمعــات‬
‫بحثــي شــائك لنــدرة‬ ‫ّ‬ ‫الشــيعية تارخييــا‪ ،‬وهــو موضــوع‬
‫مصــادره مــن جهــة أخــرى‪ ،‬لك ـ ّن مقاربتــه تبقــى ممكنــة مــع‬
‫املحافظــة عــى الفهــم الســليم للنصــوص املدّ عــاة أساســ ًا‬
‫للحكم‪.‬‬

‫وقــد وجــدت أن أكثــر هــذه املنشــورات قــام باخللــط بــن‬


‫تاريــخ إحياء الشــعائر احلســينية وتاريــخ عامرة "احلســينيات"‪،‬‬
‫إن أحدهــم((( قــد شــطح بعيــدا عــى اليوتيــوب يف تارخيها‬‫بــل ّ‬
‫"أي مــكان يقــام فيــه‬
‫بأنــا ّ‬ ‫بنــاء عــى تعريفــه للحســينية ّ‬
‫البــكاء والعــزاء وتعظيــم شــعرية اإلمــام احلســن صلــوات‬
‫اهلل وســامه عليــه" ليكــون‪ّ .. ":‬أول مــن أســس احلســينية‬
‫ووضــع اللبنــات األوىل للحســينية هــو رســول اهلل صــى اهلل‬
‫عليــه وآلــه"‪ ،‬ومل يكتــف هبــذا بــل إنّــه نســبه " زيــادة يف‬
‫الشــطح ‪ -‬إىل"لعالّمــة الســيد حمســن األمــن العامــي يف‬
‫الصفحــة ‪ 30‬مــن مصنّفــه إقنــاع الالئــم" ثــم َذكَــر ّ‬
‫نــص‬
‫"أول مأتم أقيم"‪!!!.‬‬
‫العالّمة األمني عىل ّ‬

‫رصخة احلق‬
‫هذه املنشورات عىل أنواع‪:‬‬

‫‪ - 122‬فمــن هــذه املنشــورات مــا حتــدث عــن "احلســينية" يف‬


‫األندلــس (اســبانيا) لكــن عنــد التدقيــق يف مضموهنــا يتبــن‬
‫أهنــا شــعائر‪ ،‬كــا يف املنقــول عــن الدكتــور عبــد اللطيــف‬
‫الســعداين ((( يف مــا نقلــه عــن خمطوطــة "إعــام األعــام يف‬
‫((( قناة صوت الناقد ‪https://www.youtube.com/watch?v=yuSL4OHRaQY‬‬
‫نصــه هكــذا‪":‬اول (حســينية) يف التاريــخ ‪..‬مل تقــم يف العــراق او ايــران‬
‫((( جــاء ّ‬
‫بل يف اسبانيا ؟؟!‬
‫قــراءة التاريــخ تفتــح افــاق جديــدة جمهولــة لالنســان و تكــر صــور نمطيــة‬
‫دارجــة يف الثقافــات املجتمعيــة لفــت نظــري حــول مصطلــح احلســينية الــدارج‬
‫بكثــرة عنــد مذهــب الشــيعة االثناعرشيــة و هــو مــكان او جتمــع املأتــم حــول‬
‫االمــام احلســن الصــورة النمطيــة ان هــذه االماكــن و االفعــال تكــون مرتبطــة‬
‫وخمتصــة بأماكــن تواجــد الشــيعة و مواطنهــم التقليديــة لكــن بالعــودة للتاريــخ‬
‫اقــدم ذكــر هلــذا الكلمــة او املصطلــح كان يف االندلــس او اســبانيا حاليــا و هنــا‬
‫موضــوع مهــم بقلــم الدكتــور عبــد اللطيــف الســعداين ‪ ،‬بفــاس « املغــرب » حتــت‬
‫عنــوان ‪ « :‬حــركات التشــيع يف املغــرب ومظاهــره » مشــر ًا اىل أثــر التشــيع يف‬
‫األندلــس ‪ ،‬وإقامــة املأتــم عــى االمــام احلســن الشــهيد عليــه الســام ‪.."..‬اىل‬
‫آخر ما ورد يف املنشور‪.‬‬
‫وبالرجــوع إىل املقــال املذكــور وهــو حــركات التش ـ ُّيع يف املغــرب ومظاهــره‪ :‬د‪.‬‬
‫عبــد اللطيــف الســعداين‪ ،‬حتقيــق وتقديــم‪ :‬أ‪ .‬احلســن اإلدريــي ـ جملــة املنهــاج‪،‬‬
‫العــدد ‪ -27 :‬الســنة الســابعة خريــف ‪1423‬هـــ ـ ‪ 2002‬م‪" .‬املرحــوم د‪.‬عبــد‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الربــاط‪ ،‬واألســتاذ‬ ‫اللطيــف الســعداين کان أســتاذ األدب الفــاريس يف جامعــة ًّ‬
‫حســن اإلدريــي باحــث مــن املغــرب"‪ .‬وجــدت مــا أنقلــه عــى طولــه مــع‬
‫حواشيه لفائدته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫" ومــن حســن حظنــا هــذه املــرة أن أحــد أعــام املفكريــن يف القــرن الثامــن‬
‫اهلجــري‪ ،‬لســان الديــن بــن اخلطيــب‪ ،‬أحتفنــا بإشــارة ذات أمهيــة كــرى‪ .‬والفضل‬
‫يف ذلــك يعــود إىل إحــدى النســخ اخلطيــة الفريــدة مــن مؤلفــه التارخيــي‪« :‬أعــام‬
‫األعــام يف مــن بويــع باخلالفــة قبــل االحتــام» التــي حفظتهــا لنــا خزانــة جامعــة‬
‫القرويــن يف مدينــة فــاس مــن عاديــات الزمــن (‪ .)25‬وهبــذه اإلشــارة تنحــل‬
‫العقــدة املســتعصية‪ ،‬وينكشــف لنــا مــا كان غامض ـ ًا مــن قبــل‪ ،‬وهــو مــا أغفــل‬
‫احلديــث عنــه املؤرخــون ممــا كان جيــري يف األندلــس مــن أثــر التشــيع‪ .‬ذلــك أن‬
‫ابــن اخلطيــب‪ ،‬عنــد حديثــه عــن دولــة يزيــد بــن معاويــة‪ ،‬انتقــل بــه احلديــث إىل‬
‫‪123‬‬ ‫وبخاصــة يف ذكــرى مقتــل‬ ‫ذكــر عــادات األندلســيني وأهــل رشق األندلــس‪،‬‬
‫َّ‬
‫ســيدنا احلســن مــن التمثيــل بإقامــة اجلنائــز وإنشــاد املراثــي‪ .‬وقــد أفادنــا عظيــم‬
‫الفائــدة‪ ،‬حيــث وصــف أحــد هــذه االحتفــاالت وصفـ ًا حيـ ًا شــيق ًا حتــى ليخيــل‬
‫أننــا نــرى إحيــاء هــذه الذكــرى يف بلــد شــيعي‪ .‬وذكــر أن هــذه املراثــي كانــت‬
‫تســمى احلســينية وأن املحافظــة عليهــا بقيــت ممــا قبــل تاريــخ عهــد ابــن اخلطيــب‬
‫إىل أيامه‪ .‬ونبادر اآلن إىل نقل هذا الوصف عىل لسان صاحبه‪:‬‬
‫متصــا عــى احلســن واملآتــم قائمــة يف البــاد‪ ،‬جيتمــع هلــا‬ ‫ً‬ ‫«ومل يــزل احلــزن‬
‫النــاس وخيتلفــون لذلــك ليلــة يــوم قتــل‪ ،‬بعــد األمــان مــن نكــر دول قتلتــه وال‬
‫ســيام بــرق األندلــس‪ ،‬فكانــوا عــى مــا حدثنــا بــه شــيوخنا مــن أهــل املــرق‬
‫(يعنــي مــرق األندلــس) يقيمــون رســم اجلنــازة حتــى يف شــكل مــن الثيــاب‬
‫يســتخبي خلــف ســرة يف بعــض البيــت وحتتفــل األطعمــة والشــموع وجيلــب‬
‫القراء املحسنون ويوقد البخور ويتغنى باملراثي احلسنة» (‪.)26‬‬
‫________________________________________‬
‫(‪)1‬اعتمــد املؤلــف عــى خمطوطــة «أعــام األعــام يف مــن بويــع باخلالفــة قبــل‬
‫االحتــام» للســان الديــن بــن اخلطيــب‪ ،‬وقــد تــم حتقيــق هــذا الكتــاب ووضــع‬
‫له عنوان آخر هو‪« :‬تاريخ إسبانيا اإلسالمية»‪.‬‬
‫مــن بويــع باخلالفــة قبــل االحتــام" للســان الديــن ابــن‬
‫اخلطيب املتوىف سنة ‪776‬هـ = ‪1374‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهــا مــا حتــدث عــن "احلســينية" و"احلســينيات" كأماكــن‬


‫لإلحيــاء يف بغــداد وحلــب والقاهــرة يف القــرن العــارش‬
‫(الرابــع اهلجــري) كــا نقلــت د‪.‬صابرينــا مريفــان ((( عــن‬
‫(‪)25‬يعــود الفضــل يف اكتشــاف هــذه النســخة الفريــدة مــن هــذا الكتــاب‬
‫واطالعنــا عليهــا إىل العالمــة الســيد العابــد الفــايس مديــر خزانــة جامعــة‬
‫القرويني‪.‬‬
‫(‪)26‬ابــن اخلطيــب‪ ،‬أعــام األعــام يف مــن بويــع باخلالفــة قبــل االحتــام‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫نسخة خطية‪ ،‬ص ‪ 36‬ـ ‪.38‬‬
‫[الصفحة ‪]160 -‬‬
‫ً‬
‫ويف عهــد ابــن اخلطيــب كان ال يــزال هلــذه املراثــي شــأن أيض ـا‪ ،‬فإنــه يف ســياق‬
‫تفصيل وبيان ًا عن احلسينية وطقوسها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ً‬ ‫حديثه السابق زادنا‬
‫«واحلســينية التــي يســتعملها إىل اليــوم املســمعون فيلــوون هلــا العامئــم امللونــة‪،‬‬ ‫‪124‬‬
‫ويبدلــون األثــواب يف الرقــص كأهنــم يشــقون األعــى عــن األســفل بقيــة مــن‬
‫هــذا مل تنقطــع بعــد‪ ،‬وإن ضعفــت‪ ،‬ومهــا قيــل (احلســينية) أو (الصفــة) مل يــدر‬
‫اليوم أصلها»‪.‬‬
‫((( د‪.‬صابرينــا مريفــان‪ :‬حركــة اإلصــاح الشــيعي ‪ ،‬ص ‪ : 285‬قالــت‪" :‬‬
‫وكانــت جمالــس العــزاء‪ ،‬أول مــا ظهــر مــن هــذه الشــعائر‪ .‬فقــد اعادهتــا بعــض‬
‫الســنن إىل يــوم الفاجعــة نفســه؛ إذ بــدأت هبــا نســاء آل احلســن قبــل اقتيادهــن إىل‬
‫دمشــق‪ .‬ثــم توبعــت هــذه املجالــس يف العهــد األمــوي‪ ،‬رسايف البيــوت‪ ،‬ثــم‬
‫أقيمــت يف العهــد العبــايس علنـ ًا؛ فقــد أقيمــت يف القــرن العــارش امليــادى اماكــن‬
‫يف بغــداد وحلــب والقاهــرة جيتمــع فيهــا النــاس خصيصـ ًا إلقامــة هــذه املجالــس‬
‫وســميت باحلســينيات؛ وكانــوا يبكــون فيهــا وينتحبــون وينشــدون املراثــي‬
‫ويقرأون املقاتل(‪.".)٤٩‬‬
‫وجاء يف احلاشية(‪: )٤٩‬‬
‫‪Mahmoud Ayoub, A Redemptive Suffering in Islam. A Study of the Devotional‬‬
‫‪Aspects of .13‬‬
‫; ‪‘Ashûra’ in Twelver Shi‘ism, Mouton, La Hague-Paris, 1978, p. 152-154‬‬
‫ونذ ّكــر بــأن "املقاتــل" هــي روايــات ملــوت عنيــف‪ ،‬وهنــا ملقتــل احلســن‪ ،‬انظــر‬
‫نصــه يف كتابــه‬
‫الربوفيســور حممــود أيــوب لكننــا بالرجــوع إىل ّ‬
‫نجــده قــد أطلــق القــول عــن وجودهــا يف هنايــة القــرن‬
‫الثالث بال ٍ‬
‫دليل عىل ما ذهب اليه‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهــا مــا حتــدّ ث بــه بعــض الباحثــن ((( عــن بنــاء‬


‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫سابقا فصل ‪ ، 4‬اهلامش ‪." 226‬‬


‫وبالرجــوع إىل كتــاب الربوفيســور حممــود أيــوب الــذي أحالــت إليــه وجدتــه قــد‬
‫نص عىل املسألة بال دليل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ّ‬
‫" ويف هنايــة القــرن الثالــث‪ ،‬كانــت هنــاك يف بغــداد‪ ،‬وحلــب والقاهــرة بيــوت‬
‫خمصصــة ملجالــس التعزيــة تُعـ َـرف باســم احلســينيات‪ .‬وإىل يومنــا هــذا‪ ،‬تُبنَــى هــذه‬
‫القاعــات الكبــرة كمالحــق للمســاجد؛ وغالبـ ًا مــا تكــون أماكــن للتجمــع لكافــة‬
‫أنــواع االحتفــاالت واملناســبات الدينيــة الرســمية وغــر الرســمية‪ .‬ولكــن هــذه‬
‫القاعــات هــي يف املقــام األول بيــوت لألســى يتجمــع فيهــا النــاس ليشــاركوا‬
‫األئمــة يف حيواهتــم املأســوية‪ .‬وباتــت احلســينية يف أي بلــدة أو قريــة ختــدم كنقطــة‬
‫انطالق موكب عاشوراء" ‪.‬‬
‫‪“By the end of the third century in Baghdad, Aleppo and Cairo,' there were‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪special houses for the ta!z'iyah celebrations known as husayn'iyyat. To this day,‬‬
‫‪these large halls are constructed as annexes to mosques; frequently they are‬‬
‫‪gathering places for all kinds of official and unofficial religious ceremonies and‬‬
‫‪occasions.) Primarily, however, these halls are houses of sorrow where people‬‬
‫‪gather to share in the tragic lives of the imams. The husayn'iyyah of a town or‬‬
‫”‪village has come to serve as the starting point of the Ashura procession.‬‬
‫((( الشــيخ فيصــل الكاظمــي ‪ :‬املنــر احلســيني نشــوؤه وحــارضه وآفــاق‬
‫أن ّأول حســين ّية شــ ّيدت‪ ،‬تلــك التــي‬ ‫املســتقبل ‪ ،‬ص ‪، 249‬قــال‪ ":‬وقــد ذكُــر‪ّ ،‬‬
‫كانــت موجــودة يف القاهــرة‪ ،‬أيــام الفاطم ّيــن حيــث (كان مــن أهــم مــا مت ّيــزت بــه‬
‫القاهــرة يف عهــد الفاطم ّيــن‪( ،‬احلســين ّية)؛ وهــو بنــا ٌء كان الفاطميــون يقيمــون‬
‫فيــه كل عــام‪ ،‬ذكــرى مقتــل الشــهيد احلســن‪ ،‬يف موقعــة كربــاء)‪ .".‬وأحالــه يف‬
‫احلاشــية رقــم ‪ 3‬إىل ســيد امــر عــي يف كتابــه خمتــر تاريــخ العــرب والتمــدن‬
‫اإلســامي ص ‪ 499‬ووجدتــه يف الصفحــة ‪ 509‬بــدون أي ســند مــع اختــاف‬
‫طفيــف يف الرتمجــة فلعلــه مــن نســخة أخــرى ‪" :‬وكان مــن أهــم عامئرالقاهــرة يف‬
‫عهــد الفاطميــن "احلســينية" وهــو بنــاء فســيح األرجــاء تقــام فيــه ذكــرى مقتــل‬
‫"احلسني" يف موقعة كربالء"‪..‬‬
‫وكذلــك الشــيخ حيــدر البهــاديل يف بحــث لــه بعنــوان‪ :‬الشــعائر احلســينية يف مــر‬
‫الفاطميــة قــال‪ ":‬هــذا وقــد ُعرفــت (احلســينيات) ـ وهــي األماكــن التــي تُقــام هبــا‬
‫الشــعائر احلســينية‪ ،‬إضافــة إىل الشــعائر الدينيــة األُخــرى‪ ،‬كالصــاة‪ ،‬وتعليــم‬
‫القــرآن‪ ،‬وعقــد جمالــس الذكــر‪ ،‬والتع ّلــم والتعليــم و‪ ...‬ـ منــذ ذلــك احلــن‪ ،‬يقول‬
‫صاحــب (خمتــر تاريــخ العــرب)‪« :‬وأهــم مــا متيــزت بــه القاهــرة يف عهــد‬
‫الفاطميــن (احلســینیة)‪ ،‬وهــو بنــاء كان الفاطميــون يقيمــون فيــه كل عــام ذكــرى‬
‫مقتل الشهيد احلسني يف موقعة كربالء»[‪".]21‬‬
‫‪https://imamhussain.org/encyclopedia/24767‬‬
‫لكـ ّن الدكتــور أمحــد ســامل ســامل مرتجــم كتــاب القاهــرة منتصــف القــرن التاســع‬
‫عرش‪ ،‬إلدوارد وليم لني‪ ،‬قال يف احلاشية رقم ‪ 6‬من صفحة ‪: 54‬‬
‫" كان حــي احلســينية يقــع يف املســافة املمتــدة ببــن بــاب الفتــوح وبــاب احلســينية‬
‫الــذي هــدم عنــد تنظيــم شــارع العباســية أواخــر القــرن التاســع عــر‪ .‬وكان‬
‫شــارع احلســينية هــو أطــول وأوســع شــوارع القاهــرة حنــى منتصــف القــرن‬
‫التاســع عــر؛ إذ كانــت املنطقــة املحيطــة بــه حتــى حــي الظاهــر تســمى‬

‫رصخة احلق‬
‫باحلســينبة‪ .‬واســتمر هــذا الوضــع حتــى ســنة ‪ 1930‬م حينــا فتــح شــارع األمــر‬
‫فــاروق ( اجليــش حاليــا ) ‪ .‬فانفصــل حــي الظاهــر عــن احلســينية‪ .‬وقــد ذكــر ابــن‬
‫عبــد الظاهــر أن‪« :‬احلســينية منســوبة جلامعــة مــن األرشاف احلســينيني كانــوا يف‬
‫األبــام الكامليــة قدمــوا مــن احلجــاز فنزلــوا خــارج بــاب النــر هبــذه األمكنــة‬ ‫‪126‬‬
‫واســتوطنوها وبنــوا هبــا مدابــغ‪ ...‬فســميت احلســينية‪ ، .‬أمااملقريــزي فرفــض‬
‫مســألة تســمية احلســينية نســبة إىل األرشاف احلســينيني الذيــن أتــواإىل مــر زمــن‬
‫امللــك الكامــل األيــويب‪ ،‬ورجــح أن التســمية أقــدم مــن هــذا وأرجعهــا إىل زمــن‬
‫عمــرت الطائفــة احلســينية بعــد ســنة مخــس مائــة‪،‬‬ ‫الفاطميــن‪ ،‬إذ قــال‪ ":‬ثــم ّ‬
‫خــارج بــاب الفتــوح‪ ،‬عــدة منــازل اتصلــت باخلنــدق‪ ،‬وصــار خــارج بــاب‬
‫النــر مقــرة إىل مــا بعــد ســنة ســبع مائــة‪ .‬فعمــر النــاس بــه حنــى اتصلــت‬
‫العامئرمــن بــاب النــر إىل الريدانيــة ( العباســية حاليــا) ‪ .‬وبلغــت الغايــة مــن‬
‫العــارة‪ .‬ثــم تناقصــت مــن بعــد ســنة تســع وأربعــن وســبع مائــة إىل أن فحــش‬
‫خراهبــا مــن حــن حدثــت املحــن يف ســنة ســت وثــان مائــة‪ ..‬انظــر‪ :‬ابــن عبــد‬
‫الظاهــر‪ .‬الروضــة البهيــة‪122 ،‬؛ املقريزي‪.‬اخلطط‪.‬حتقيــق أمحد فؤاد‪.‬مــج‪368:3.‬؛‬
‫فتحــي حافــظ احلديــدي‪ ،‬دراســات يف مدينــة القاهــرة‪ ،‬منطقــة قســمي اجلامليــة‬
‫ومنشــاة نــارص بــن املــاىض واحلــا رض (القاهــرة‪ ::‬الرشكــة املريــة للطباعــة‬
‫والنرش‪1981 ،‬م) ‪( 74 -73 :‬املرتجم)‪.".‬‬
‫أ ّمــا يف املواعــظ واالعتبــار بذكــر اخلطــط واالثــار للمقريــزي‪ ،‬تقــي الديــن فجــاء‬
‫يف ج‪ 3 :‬صفحــه ‪ 40 :‬اىل ‪ 45‬فقــد جاء‪":‬حــارة احلســينية‪ :‬عرفــت بطائفــة مــن‬
‫عبيــد الــراء يقــال هلــم احلســينية‪ .‬قــال املســ ّبحي يف حــوادث ســنة مخــس‬
‫وتســعني وثلثامئــة‪ :‬وأمــر بعمــل شــونة «‪ »4‬ممّــا يــي اجلبــل ملئــت بالســنط‬
‫والبــوص واحللفــاء فابتــدىء بعملهــا يف ذي احلجــة ســنة أربــع وتســعني وثلثامئــة‬
‫إىل شــهر ربيــع األول ســنة مخــس وتســعني‪ ،‬فخامــر قلــوب النــاس مــن ذلــك‬
‫كل مــن يتع ّلــق بخدمــة أمــر املؤمنــن احلاكــم بأمــر اهلل ّ‬
‫أن‬ ‫جــزع شــديد‪ ،‬وظ ـ ّن ّ‬
‫ـم قويــت اإلشــاعات وحتــدّ ث العــوام يف الطرقــات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـم‪.‬‬‫ـ‬ ‫هــذه الشــونة عملــت هل‬
‫أهنــا للك ّتــاب وأصحــاب الدواويــن وأســباهبم‪ ،‬فاجتمــع ســائر الك ّتــاب وخرجــوا‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫املترصفــن يف الدواويــن مــن‬ ‫ّ‬ ‫األول ومعهــم ســائر‬ ‫بأمجعهــم يف خامــس ربيــع ّ‬
‫املســلمني والنصــارى إىل الرماحــن بالقاهــرة‪ ،‬ومل يزالــوا يق ّبلــون األرض ح ّتــى‬
‫ويضجــون ويســألون‬ ‫ّ‬ ‫ويترضعــون‬
‫ّ‬ ‫وصلــوا إىل القــر‪ ،‬فوقفــوا عــى بابــه يدعــون‬
‫العفــو عنهــم‪ ،‬ومعهــم رقعــة قــد كتبــت عــن مجيعهــم إىل أن دخلــوا بــاب القــر‬
‫الكبــر وســألوا أن يعفــى عنهــم وال يســمع فيهــم قــول ســاع يســعى هبــم‪،‬‬
‫القــواد احلســن بــن جوهــر‪ ،‬فأوصلهــا إىل أمــر‬ ‫ّ‬ ‫وســ ّلموا رقعتهــم إىل قائــد‬
‫ـواد‪،‬‬‫املؤمنــن احلاكــم بأمــر اهلل‪ ،‬فأجيبــوا إىل مــا ســألوا‪ ،‬وخــرج إليهــم قائــد القـ ّ‬
‫ســجل بالعفــو عنهــم‪ ،‬فانرصفــوا بعــد‬ ‫ّ‬ ‫فأمرهــم باالنــراف والبكــور لقــراءة‬
‫العــر‪ ،‬وقــرىء مــن الغــد ســجل كتــب منــه نســخة للمســلمني ونســخة‬
‫للنصارى ونسخة لليهود بأمان هلم والعفو عنهم‪ .‬وقال‪:‬‬
‫يف ربيــع اآلخــر‪ ،‬واشــتدّ خــوف النــاس مــن أمــر املؤمنــن احلاكــم بأمــر اهلل‪،‬‬
‫‪127‬‬ ‫اخلاصــة وزمامهــم وأمرائهــم‬ ‫فكتــب مــا شــاء اهلل مــن األمانــات للغلــان األتــراك‬
‫ّ‬
‫مــن احلمدانيــة والكجوريــة والغلــان العرفــان واملامليــك وصبيــان الــدار‬
‫وأصحــاب اإلقطاعــات واملرتزقــة والغلــان احلاكم ّيــة القــدم عــى اختــاف‬
‫أصنافهــم‪ ،‬وكتــب أمــان اجلامعــة مــن خــدم القــر املوســومني بخدمــة احلــرة‬
‫جتمعــوا وصــاروا إىل تربــة للعزيــز بــاهلل وضجــوا بالبــكاء وكشــفوا‬ ‫بعــد مــا ّ‬
‫ـجلت عــدّ ة بأمانــات للديلــم واجلبــل والغلــان الرشابيــة‬ ‫رؤوســهم‪ ،‬وكتبــت سـ ّ‬
‫املفرقــة العجــم وغريهــم والنقباء‬ ‫والغلــان الرحيانيــة والغلــان البشــارية والغلــان ّ‬
‫والــروم املرتزقــة‪ ،‬وكتبــت عــدّ ة أمانــات للزويليــن والبناديــن والط ّبالــن‬
‫وللمظفريــة‬
‫ّ‬ ‫والربقيــن والعطوفيــن وللعرافــة اجلوانيــة واجلودريــة «‪»1‬‬
‫وللصنهاجيــن ولعبيــد الــراء احلســينية وللميمونيــة وللفرحيــة وأمــان ملــؤذين‬
‫واحلجالــن وأمانــات أخــر‬ ‫ّ‬ ‫والفهاديــن‬
‫ّ‬ ‫أبــواب القــر وأمانــات لســائر البيــارزة‬
‫وترضعهــم‪ .‬وقــال‪ :‬يف مجــادى اآلخــرة‬ ‫ّ‬ ‫كل ذلــك بعــد ســؤاهلم‬ ‫لعــدّ ة أقــوام‪ّ ،‬‬
‫كل يلتمــس كتــب أمــان يكــون هلــم‪ ،‬فكتب‬ ‫وخــرج أهــل األســواق عــى طبقاهتــم ّ‬
‫فــوق املائــة ســجل بأمــان ألهــل األســواق عــى طبقاهتــم نســخة واحــدة‪ ،‬وكان‬
‫ـايس‪ ،‬وتســلم أهــل‬ ‫ـي أمحــد بــن عبــد الســميع العبـ ّ‬ ‫يقــرأ مجيعهــا يف القــر أبــو عـ ّ‬
‫كل سوق ما كتب هلم‪ ،‬وهذه نسخة إحداها‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬اإلمــام احلاكــم‬ ‫بعــد البســملة‪ :‬هــذا كتــاب مــن عبــد اهلل ووليــه املنصــور أيب عـ ّ‬
‫بأمــر اهلل أمــر املؤمنــن‪ ،‬ألهــل مســجد عبــد اهلل‪ ،‬أنكــم مــن اآلمنــن بأمــان اهلل‪،‬‬
‫عــي خــر‬‫ّ‬ ‫امللــك احلــق املبــن‪ ،‬وأمــان جدّ نــا حممــد خاتــم النبيــن‪ ،‬وأبينــا‬
‫الوصيــن‪ ،‬وآبائنــا الذر ّيــة النبو ّيــة املهديــن‪ ،‬صــى اهلل عــى الرســول ووصيــه‬
‫وعليهــم أمجعــن‪ ،‬وأمــان أمــر املؤمنــن عــى النفــس واحلــال والــدم واملــال‪ ،‬ال‬
‫خــوف عليكــم‪ ،‬وال متتــدّ يــد بســوء إليكــم ّإل يف حــدّ يقــام بواجبــه‪ ،‬وحــق يؤخــذ‬
‫ـول عليــه إن شــاء اهلل تعــاىل‪ .‬وكتــب يف مجــادى‬ ‫بمســتوجبه‪ ،‬فليوثــق بذلــك وليعـ ّ‬
‫اآلخــرة ســنة مخــس وتســعني وثالثامئــة واحلمــد هلل‪ ،‬وصــى اهلل عــى حممــد ســيد‬
‫ـوة‪ ،‬وســلم‬ ‫املرســلني‪ ،‬وعــى خــر الوصيــن‪ ،‬وعــى األئمــة املهديــن ذريــة النبـ ّ‬
‫تسليام كثريا‪ .‬وقال ابن عبد الظاهر‪:‬‬
‫فأ ّمــا احلــارات التــي مــن بــاب الفتــوح ميمنــة وميــرة للخــارج منــه‪ ،‬فامليمنــة إىل‬
‫اهلليلجــة‪ ،‬وامليــرة إىل بركــة األرمــن برســم الرحيانيــة‪ ،‬وهــي احلســينية اآلن‪،‬‬
‫وكانــت برســم الرحيانيــة الغزاويــة واملولــدة والعجــان وعبيــد الــراء‪ ،‬وكانــت‬

‫رصخة احلق‬
‫ثــان حــارات وهــي‪ :‬حــارة حامــد‪ ،‬بــن احلارتــن‪ ،‬املنشــية الكبــرة‪ ،‬احلــارة‬
‫الكبــرة‪ ،‬احلــارة الوســطى‪ ،‬ســوق الكبــر‪ ،‬الوزيريــة «‪ »2‬ولألجنــاد بظاهــر‬
‫القاهــرة حــارات وهــي‪ :‬حــارة البيــازرة واحلســينية مجيــع ذلــك ســكن الرحيانيــة‬
‫وســكن اجليوشــية والعطوفيــة بالقاهــرة‪ ،‬وبظاهرهــا اهلالليــة والشــوبك وحلــب‬ ‫‪128‬‬
‫واحلبانيــة واملأمونيــة وحــارة الــروم وحــارة املصامــدة واحلــارة الكبــرة واملنصــورة‬
‫الصغــرة واليانســية وحــارة أيب بكــر واملقــس ورأس التبــان والشــارع‪ .‬ومل يكــن‬
‫لألجنــاد يف هــذا الوجــه غــر حــارة عنــر للمؤمنــن املرتجلــة‪ ،‬وكانــت كل حــارة‬
‫مــن هــذه بلــدة كبــرة بالبزازيــن والعطاريــن واجلزاريــن وغريهــم‪ ،‬والــوالة ال‬
‫ونواهبــم‪ ،‬وأعظــم اجلميــع احلــارة‬ ‫حيكمــون عليهــا‪ ،‬وال حيكــم فيهــا ّإل األزمــة ّ‬
‫احلســينية التــي هــي آخــر صــف امليمنــة إىل اهلليلجــة‪ ،‬وهــي احلســينية اآلن‪ ،‬ألهنــا‬
‫كانــت ســكن األرمــن‪ ،‬فارســهم وراجلهــم‪ ،‬وكان جيتمــع هبــا قريــب مــن ســبعة‬
‫آالف نفس وأكثر من ذلك‪ ،‬وهبا أسواق عدّ ة‪.‬‬
‫وقــال يف موضــع آخــر‪ :‬احلســينية منســوبة جلامعــة مــن األرشاف احلســينيني‪،‬‬
‫وكانــوا يف األيــام الكامليــة قدمــوا مــن احلجــاز‪ ،‬فنزلــوا خــارج بــاب النــر هبــذه‬
‫األمكنــة واســتوطنوها‪ ،‬وبنــوا هبــا مدابــغ صنعــوا هبــا األديــم املشــبه بالطائفــي‪،‬‬
‫ـميت باحلســينية‪ ،‬ثــم ســكنها األجنــاد بعــد ذلــك وابتنــوا هبــا هــذه األبنيــة‬ ‫فسـ ّ‬
‫أن مجلــة الطوائــف يف األيــام احلاكميــة الطائفــة‬ ‫العظيمــة‪ ،‬وهــذا وهــم‪ ،‬فإنــه تقــدّ م ّ‬
‫أن احلســينية كانــت عــدّ ة‬ ‫احلســينية‪ ،‬وتقــدّ م فيــا نقلــه ابــن عبــد الظاهــر أيضــا ّ‬
‫حــارات‪ ،‬واأليــام الكامليــة‪ ،‬إنــا كانــت بعــد الســتامئة‪ ،‬وقــد كانــت احلســينية قبــل‬
‫ذلك بام ينيف عن مائتي سنة فتدبره‪.‬‬
‫أن احلســينية شــقتان‪ ،‬إحدامهــا مــا خــرج عــن بــاب الفتــوح‪ ،‬وطوهلــا مــن‬ ‫واعلــم ّ‬
‫خــارج بــاب الفتــوح إىل اخلنــدق‪ ،‬وهــذه الشــقة هــي التــي كانــت مســاكن اجلنــد‬
‫يف أيــام اخللفــاء الفاطميــن‪ ،‬وهبــا كانــت احلــارات املذكــورة‪ .‬والشــقة األخــرى‬
‫مــا خــرج عــن بــاب النــر وامتــدّ يف الطــول إىل الريدانيــة‪ ،‬وهــذه الشــقة مل يكــن‬
‫هبــا يف أيــام اخللفــاء الفاطميــن ســوى مصــى العيــد جتــاه بــاب النــر‪ ،‬ومــا بــن‬
‫املصــى إىل الريدانيــة فضــاء ال بنــاء فيــه‪ ،‬وكانــت القوافــل إذا بــرزت تريــد احلــج‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫تنــزل هنــاك‪ ،‬فلــا كان بعــد اخلمســن وأربعامئــة وقــدم بــدر اجلــايل أمــر‬
‫اجليــوش‪ ،‬وقــام بتدبــر أمــر الدولــة اخلليفــة املنتــر بــاهلل‪ ،‬أنشــأ بحــري مصــى‬
‫العيــد خــارج بــاب النــر تربــة عظيمــة‪ ،‬وفيهــا قــره هــو وولــده األفضــل ابــن‬
‫ـي كتيفــات بــن األفضــل وغــره‪ ،‬وهــي باقيــة إىل يومنــا‬ ‫أمــر اجليــوش‪ ،‬وأبــو عـ ّ‬
‫هــذا‪ .‬ثــم تتابــع النــاس يف إنشــاء الــرب هنــاك حتــى كثــرت‪ ،‬ومل تــزل هــذه‬
‫الشــقة مواضــع للــرب‪ ،‬ومقابــر أهــل احلســينية والقاهــرة إىل بعــد الســبعامئة‪،‬‬
‫ـأن مــا بني مصــى األمــوات التــي خارج‬ ‫ولقــد حدّ ثــت عــن املشــيخة ممــن أدرك‪ ،‬بـ ّ‬
‫بــاب النــر وبــن دار كهــرداش التــي تعــرف اليــوم بــدار احلاجــب؛ مكانــا‬
‫وأن مــا يف صــف املصــى مــن بحرهيــا‬ ‫يعــرف باملراغــة‪ ،‬معــدّ لتمريــغ الــدّ واب بــه‪ّ ،‬‬
‫الــرب فقــط‪ ،‬ومل تعمــر هــذه الشــقة إال يف الدولــة الرتكيــة‪ ،‬ال ســيام ملــا تغلــب‬
‫التــر عــى ممالــك الــرق والعــراق‪ ،‬وجفــل النــاس إىل مــر‪ ،‬فنزلــوا هبــذه‬
‫‪129‬‬ ‫الشــقة وبالشــقة األخــرى‪ ،‬وعمــروا هبــا املســاكن‪ ،‬ونــزل هبــا أيضــا أمــراء الدولــة‬
‫فصــارت مــن أعظــم عامئــر مــر والقاهــرة‪ ،‬واختــذ األمــراء هبــا مــن بحرهيــا فيــا‬
‫بــن الريدانيــة إىل اخلنــدق مناخــات اجلــال‪ ،‬واصطبــات اخليــل‪ ،‬ومــن ورائهــا‬
‫األســواق واملســاكن العظيمــة يف الكثــرة‪ ،‬وصــار أهلهــا يوصفــون باحلســن‪،‬‬
‫خصوصا ملا قدمت األويراتية‪.‬‬
‫ذكر قدوم األويراتية‬
‫أن بيــدو بــن طرغــاي بــن هوالكــو ملــا قتــل يف ذي‬ ‫وكان مــن خــر هــذه الطائفــة‪ّ :‬‬
‫احلجــة‪ ،‬ســنة أربــع وتســعني وســبعامئة‪ ،‬وقــام يف امللــك مــن بعــده عــى املغــل‬
‫ـوف منــه عــدّ ة مــن املغــل‬ ‫امللــك غــازان حممــود بــن خــر بنــده بــن إيغــاين‪ ،‬ختـ ّ‬
‫يعرفــون باألويراتيــة‪ ،‬وفـ ّـروا عــن بــاده إىل نواحــي بغــداد‪ ،‬فنزلــوا هنــاك مــع‬
‫كبريهــم طرغــاي‪ ،‬وجــرت هلــم خطــوب آلــت هبــم إىل اللحــاق بالفــرات فأقامــوا‬
‫هبــا هنالــك‪ ،‬وبعثــوا إىل نائــب حلــب يســتأذنوه يف قطــع الفــرات ليعــروا إىل‬
‫ممالــك الشــام‪ ،‬فــأذن هلــم‪ ،‬وعــدّ وا الفــرات إىل مدينــة هبنســا‪ ،‬فأكرمهــم نائبــا‬
‫وقــام هلــم بــا ينبغــي مــن العلوفــات والضيافــات‪ ،‬وطولــع امللــك العــادل زيــن‬
‫الديــن كتيفــا‪ ،‬وهــو يومئــذ ســلطان مــر والشــام بأمرهــم‪ ،‬فاستشــار األمــراء‬
‫فيــا يعمــل هبــم‪ ،‬فاتفــق الــرأي عــى اســتدعاء أكابرهــم إىل الديــار املرصيــة‪،‬‬
‫وتفريــق باقيهــم يف البــاد الســاحلية وغريهــا مــن بــاد الشــام‪ ،‬وخــرج إليهــم‬
‫األمــر علــم الديــن ســنجر الــدواداري‪ ،‬واألمــر شــمس الديــن ســنقر األعــر‬
‫إىل دمشــق‪ ،‬فجهــزا أكابــر األويراتيــة نحــو الثالثامئــة للقــدوم عــى الســلطان‪،‬‬
‫وفرقــا مــن بقــي منهــم بالبقــاع العزيــزة وبــاد الســاحل‪ ،‬وملــا قــرب اجلامعــة مــن‬ ‫ّ‬
‫القاهــرة‪ ،‬وخــرج األمــراء بالعســكر إىل لقائهــم‪ ،‬واجتمــع النــاس مــن كل مــكان‬
‫حتــى امتــأ الفضــاء للنظــر إليهــم‪ ،‬فــكان لدخوهلــم يــوم عظيــم‪ ،‬وصــاروا إىل‬
‫قلعــة اجلبــل‪ ،‬فأنعــم الســلطان عــى طرغــاي مقدّ مهــم بإمــرة طبلخانــة‪ ،‬وعــى‬
‫اللصــوص بإمــرة عــرة‪ ،‬وأعطــى البقيــة تقادمــا يف احللقــة واقطاعــات‪ ،‬وأجــرى‬
‫عليهــم الرواتــب‪ ،‬وأنزلــوا باحلســينية‪ ،‬وكانــوا عــى غــر امللــة اإلســامية‪ ،‬فشــق‬
‫ذلــك عــى النــاس‪ ،‬وبلوامــع ذلــك منهــم بأنــواع مــن البــاء لســوء أخالقهــم‬
‫ونفــرة نفوســهم وشــدّ ة جربوهتــم‪ ،‬وكان إذ ذاك بالقاهــرة ومــر غــاء كبــر‬
‫املــرة واشــتدّ األمــر عــى النــاس‪ ،‬وقــال يف ذلــك‬‫ّ‬ ‫وفنــاء عظيــم‪ ،‬فتضاعفــت‬
‫األديب شمس الدين حممد بن دينار‪:‬‬

‫رصخة احلق‬
‫ربنا اكشف عنا العذاب فإنّا ‪ ...‬قد تلفنا يف الدولة املغلية‬
‫جاءنا املغل والغال فانصلقنا ‪ ...‬وانطبخنا يف الدولة املغلية‬
‫وملــا دخــل شــهر رمضــان مــن ســنة مخــس وتســعني وســتامئة مل يصــم أحــد مــن‬
‫األويراتيــة‪ ،‬وقيــل للســلطان ذلــك‪ ،‬فأبــى أن يكرههــم عــى اإلســام‪ ،‬ومنــع مــن‬ ‫‪130‬‬
‫ـوش عليهــم أحــد‪ ،‬وأظهــر العنايــة هبــم‪ ،‬وكان مــراده أن‬ ‫معارضتهــم وهنــى أن يشـ ّ‬
‫ـوى هبــم‪ ،‬فبالــغ يف إكرامهــم حتــى أثــر يف قلــوب إمــراء‬ ‫جيعلهــم عونــا لــه يتقـ ّ‬
‫الدولــة منــه احنــا وخشــوا إيقاعــه هبــم‪ ،‬فــإن األويراتيــة كانــوا أهــل جنــس‬
‫كتيفــا‪ ،‬وكانــوا مــع ذلــك صــورا مجيلــة‪ ،‬فافتتن هبــم األمــراء وتنافســوا يف أوالدهم‬
‫صيوهــم مــن مجلــة جندهــم‪،‬‬ ‫مــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬واختــذوا منهــم عــدّ ة ّ‬
‫وتعشــقوهم‪ ،‬فــكان بعضهــم يستنشــد مــن صاحبــه مــن اختــص بــه وجعلــه حمــل‬ ‫ّ‬
‫شــهوته‪ ،‬ثــم مــا قنــع األمــراء مــا كان منهــم بمــر حتــى أرســلوا إىل البــاد‬
‫الشــامية واســتدعوا منهــم طائفــة كبــرة‪ ،‬فتكاثــر نســلهم يف القاهــرة واشــتدّ ت‬
‫الرغبــة مــن الكافــة يف أوالدهــم عــى اختــاف اآلراء يف اإلنــاث والذكــور‪ ،‬فوقــع‬
‫التحاســد والتشــاجر بــن أهــل الدولــة إىل أن آل األمــر بســببهم وبأســباب أخــر‬
‫إىل خلــع الســلطان امللــك العــادل كتيفــا مــن امللــك‪ ،‬يف صفــر ســنة ســت وتســعني‬
‫وستامئة‪.‬‬
‫فلــا قــام يف الســلطنة مــن بعــده امللــك املنصــور حســام الديــن الجــن‪ ،‬قبــض‬
‫عــى طرغــاي مقــدّ م األويراتيــة‪ ،‬وعــى مجاعــة مــن أكابرهــم‪ ،‬وبعــث هبــم إىل‬
‫وفــرق مجيــع األويراتيــة عــى األمــراء‪،‬‬‫ّ‬ ‫اإلســكندرية فســجنهم هبــا وقتلهــم‪،‬‬
‫فاســتخدموهم وجعلوهــم مــن جندهــم‪ ،‬فصــار أهــل احلســينية لذلــك يوصفــون‬
‫باحلســن واجلــال البــارع‪ ،‬وأدركنــا مــن ذلــك طرفــا جيــدا‪ ،‬وكان للنــاس يف نــكاح‬
‫تقــي الديــن‬
‫ّ‬ ‫نســائهم رغبــة‪ ،‬وآلخريــن شــغف بأوالدهــم‪ ،‬وهلل در الشــيخ‬
‫الرسوجي إذ يقول من أبيات‪:‬‬
‫ّ‬
‫يا ساعي الشوق الذي مذ جرى ‪ ...‬جرت دموعي فهي أعوانه‬
‫خذ يل جوابا عن كتايب الذي ‪ ...‬إىل احلسينية عنوانه‬
‫فهي كام قد قيل وادي احلمى ‪ ...‬وأهلها يف احلسن غزالنه‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫أميش قليال وانعطف يرسة ‪ ...‬يلقاك درب طال بنيانه‬


‫حتسن جريانه‬‫واقصد بصدر الدرب ذاك الذي ‪ ...‬بحسنه ّ‬
‫سلم وقل خيشى مسن أي مسن ‪ ...‬اشت حديثا طال كتامنه‬
‫وسل يل الوصل فإن قال بق ‪ ...‬فقل أوت قد طال هجرانه‬
‫ومــا برحــوا يوصفــون بالزعــارة والشــجاعة‪ ،‬وكان يقــال هلــم البــدورة‪ ،‬فيقــال‬
‫الفتــوة ومحــل الســاح‪ ،‬ويؤثــر‬‫ّ‬ ‫البــدر فــان‪ ،‬والبــدر فــان‪ ،‬ويعانــون لبــاس‬
‫منهــم حكايــات كثــرة وأخبــار مجــة‪ ،‬وكانــت احلســينية قــد أربــت يف عامرهتــا عــى‬
‫ســائر اخطــاط مــر والقاهــرة‪ ،‬حتــى لقــد قــال يل ثقــة ممــن أدركــت مــن‬
‫الشــيخة‪ :‬أ ّنــه يعــرف احلســينية عامــرة باألســواق والــدور‪ ،‬وســائر شــوارعها كافة‬
‫بازدحــام النــاس‪ ،‬ومــن الباعــة واملــارة وأربــاب املعايــش‪ ،‬وأصحــاب اللهــو‬
‫وامللعــوب‪ ،‬فيــا بــن الريدانيــة‪ ،‬حمطــة املحمــل يــوم خــروج احلــاج مــن القاهــرة‪،‬‬
‫‪131‬‬ ‫وإىل بــاب الفتــوح‪ ،‬ال يســتطيع اإلنســان أن يمـ ّـر يف هــذا الشــارع الطويــل العريض‬
‫طــول هــذه املســافة الكبــرة ّإل بمشــقة مــن الزحــام‪ ،‬كــا كنــا نعــرف شــاعر بــن‬
‫القرصيــن فيــا أدركنــا‪ .‬ومــا زال أمــر احلســينية متامســكا إىل أن كانــت احلــوادث‬
‫واملحــن منــذ ســنة ســت وثامنامئــة ومــا بعدهــا‪ ،‬فخربــت حاراهتــا‪ ،‬ونقضــت‬
‫مبانيهــا‪ ،‬وبيــع مــا فيهــا مــن األخشــاب وغريهــا‪ ،‬وبــاد أهلهــا‪ ،‬ثــم حــدث هبــا‬
‫أن يف أعــوام بضــع‬‫بعــد ســنة عرشيــن وثامنامئــة آيــة مــن آيــات اهلل تعــاىل‪ ،‬وذلــك ّ‬
‫وســتني وســبعامئة‪ ،‬بــدا بناحيــة بــرج الزيــات فيــا بــن املطريــة ورس ياقــوس فســاد‬
‫األرضــة التــي مــن شــأهنا العبــث يف الكتــب والثيــاب‪ ،‬فأكلــت لشــخص نحــو‬
‫ألــف ومخســائة قتــة دريــس‪ ،‬فكنّــا ال نــزال نتعجــب مــن ذلــك‪ ،‬ثــم فشــت هنــاك‬
‫وشــنع عبثهــا يف ســقوف الــدور‪ ،‬ورست حتــى عاثــت يف أخشــاب ســقوف‬
‫احلســينية وغــات أهلهــا وســائر أمتعتهــم‪ ،‬حتــى أتلفــت شــيئا كثــرا‪ ،‬وقويــت‬
‫حتــى صــارت تــأكل اجلــدران‪ ،‬فبــادر أهــل تلــك اجلهــة إىل هــدم مــا قــد بقــي‬
‫مــن الــدور‪ ،‬خوفــا عليهــا مــن األرضــة شــيئا بعــد يشء حتــى قاربــوا بــاب‬
‫ـتمرت‬
‫الفتــوح وبــاب النــر‪ ،‬وقــد بقــي منهــا اليــوم قليــل من كثــر خيــاف إن اسـ ّ‬
‫أحــوال اإلقليــم عــى مــا هــي عليــه مــن الفســاد أن تدثــر ومتحــى آثارهــا‪ ،‬كــا‬
‫دثر سواها‪ ،‬وهلل در القائل‪:‬‬
‫"احلســينية" يف القاهــرة أيــام الفاطميــن نقــا عــن ســيد امــر‬
‫عــي يف كتابــه خمتــر تاريــخ العــرب والتمــدن اإلســامي‬
‫الــذي مل يــزد أن قــال فيــه‪" :‬وكان مــن أهــم عامئــر القاهــرة يف‬
‫عهــد الفاطميــن "احلســينية" وهــو بنــاء فســيح األرجــاء تقــام‬
‫فيــه ذكــرى مقتــل "احلســن" يف موقعــة كربــاء" وليــس يف‬
‫أي إحالــة ملصــادر‪ ،‬وبالرجــوع اىل كتابــات املقريــزي‬ ‫الكتــاب ّ‬
‫ـى للعيــد أقــام‬ ‫وغــره تبـ ّـن أهنــا منطقــة خــاء كانــت مصـ ّ‬
‫الفاطميــون فيهــا شــعائر حســينية وليســت مبنــى‪ ،‬وحتولــت‬
‫بعــد ذلــك اىل حــي ســكني مــا زال قائــا ومعروفــا باالســم‬

‫رصخة احلق‬
‫نفســه‪ .‬زد عــى هــذا أنــه مل ينقــل أحــد مــن مؤرخــي احلوادث‬
‫املرصيــة عــن اإلحيــاء يف "حســينية" بــل كل املــروي عنــه أ ّنــه‬
‫يتــم يف املســاجد ومقامــات أهــل البيــت والســاحات‬ ‫‪ 132‬كان ّ‬
‫والشوارع يف القاهرة‪.‬‬

‫ومنهــا مــا حتــدث عــن وجــود حســينيات يف كــروان ‪-‬‬


‫لبنــان‪ ،‬بنــاء عــى رضورة أن الشــيعة كانــوا فيهــا فــا بــد‬
‫وأهنــم كان هلــم "مســاجدهم وحســينياهتم"‪ ،‬وهــذا القــول‬
‫مبنــي عــى خــر مفــاده وجــود مــا يــدل عــى حرصهــم عــى‬
‫االحتفــاظ بكتبهــم مســتدال بــكالم للشــيخ جعفــر املهاجــر‬
‫الــذي مل يقــل بذلــك وإنــا حتــدّ ث عــن مغــارة يف كــروان يف‬
‫كتابــه شــيعة لبنــان واملنطلــق احلقيقــي لتارخيــه‪ ،‬نعــم اخلــر‬
‫واهلل إن مل يداركها وقد رحلت ‪ ...‬بلمحة أو بلطف من لديه خفي‬
‫ومل جيد بتالفيها عىل عجل ‪ ...‬ما أمرها صائر ّإل إىل تلف‬
‫يـ ّ‬
‫ـدل عــى التزامهــم الدينــي وإحيائهــم الشــعائر‪ ،‬وهــو كــا‬
‫قلــت يف املقدمــة مــازم لالجتــاع الشــيعي لكنــه ال يرقــى‬
‫الثبات بناء باسم "حسينية"(((‪.‬‬
‫ـق احلقيقي‬ ‫((( وبالرجــوع اىل كتــاب الشــيخ جعفــر املهاجر‪ :‬شـــيع ُة لبنــان وا ُملنط َلـ ُ‬
‫لتارخيه بنسخته االلكرتونية وجدت قوله‪:‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫ُ‬
‫الراميــة إىل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫" يف الســنة ‪ 705‬هـــ‪1305 /‬م بــدأت األعــال العســكر ّية الثانيــة ّ‬
‫ـر‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـكري‬
‫ـع عسـ ٌّ‬ ‫مجـ ٌ‬
‫فتوجـ َه ْ‬ ‫إخــراج الشــيعة مــن «كــروان» ومــا واالهــا هنائ ّيـ ًا‪ّ .‬‬
‫الســلطة ابــ ُن تيميــة‬ ‫ِ‬ ‫مســبوق يف نــزا ٍع‬ ‫ٍ‬
‫داخــي إىل مواقــع القتــال‪ .‬تقدّ مــ ُه فقيــ ُه ُّ‬ ‫ٍّ‬
‫الذرائع‪.‬‬ ‫كل َمــن نجــح يف حشــدهم مــن النــاس حتــت ُمتلــف ّ‬ ‫احلـ ّـراين‪ ،‬عــى رأس ِّ‬
‫ــلطة القــاد ِم مــن «دمشــق» و«طرابلــس»‪ ،‬وعســكرِ‬ ‫ِ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫باإلضافــة إىل عســكر ُ‬
‫ٍ‬
‫بعــض األُمــراء املح ّليــن‪ .‬فأحاطــوا باجلبــل مــن كل ناحيــة‪ .‬وبــدأوا الصعــو َد إليــه‬
‫ِّ‬
‫ـكر «طرابلــس»‬ ‫أن عسـ َ‬ ‫ـرب بلــدة «طربجــا» اليــوم‪ .‬يف حــن ّ‬ ‫مــن جهــة الســاحل‪ُ ،‬قـ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـل آخـ َـر غــر معــروف‪ ،‬يف خ ّطــة ترمــي إىل وضـ ِع أهلــه بــن ف ّكــي‬ ‫صعــد مــن حمـ ٍ‬
‫كمشة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫نفهــم مــن بعــض‬ ‫ّنــا‬ ‫ن‬ ‫لك‬ ‫القتــال‪.‬‬ ‫ــر‬ ‫س‬ ‫عــن‬ ‫ً‬
‫ة‬ ‫وافيــ‬ ‫ٍ‬
‫معلومــات‬ ‫ُ‬
‫نملــك‬ ‫لســنا‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫‪133‬‬ ‫ـب الطبيعـ َة‬ ‫ـاح ُيناسـ ُ‬ ‫الســهام‪ .‬وهــو سـ ٌ‬ ‫ـاح ِّ‬‫أن ا ُملدافعــن اعتمــدوا سـ َ‬ ‫النصــوص ّ‬
‫للمهامجــن‪.‬‬ ‫ـب الكثــر َة ال ّطاغيـ َة ُ‬ ‫اجلبل ّيــة‪ ،‬بــا فيهــا مــن مكامـ َن طبيع ّيــة‪ ،‬كــا ُيناسـ ُ‬
‫ــرم‪ .‬كان ا ُملدافعــون‬ ‫دارت ُملــدّ ة مخســة عــر يومــ ًا بــن ‪ 2‬و ‪ُ 17‬م ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫املعــارك‬ ‫ّ‬
‫وأن‬
‫يرتاجعــون أثنا َءهــا مــن موق ـ ٍع إىل موقــع‪ .‬وكانــت املعرك ـ ُة األخــر ُة باألعــايل‪ ،‬يف‬
‫قريــة «نيب ّيــة» مــن ُقــرى «املتــن الشــايل»‪ .‬حيــث جلــأ ا ُملدافعــون ا ُمل َنهكــون‪ ،‬بمــن‬
‫كبــرة‪ .‬فــا كان مــن ا ُملهامجــن‪ ،‬الذيــن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مغــارة‬ ‫ٍ‬
‫وأطفــال‪ ،‬إىل‬ ‫ٍ‬
‫نســاء‬ ‫معهــم مــن‬
‫دخولــا خشــي َة التعـ ُّـرض لســهام ا ُملدافعــن وكامئنهــم‪ ،‬إال أن عمــدوا إىل‬ ‫َ‬ ‫هت ّيبــوا‬
‫كم ّيــة كبــرة مــن الـ ُّـزروع واألشــجار أشــعلوها عنــد فــم املغــارة‪ .‬فقــى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تقطيــع ّ‬
‫ـن اتّبعــوا هــذا األُســلوب‬ ‫أن ا ُملهامجـ َ‬ ‫كل َمــن فيهــا اختناق ـ ًا بالدخــان‪ .‬والظاهـ ُـر ّ‬ ‫ُّ‬
‫كان إىل املغاور والكهوف‪ .‬وهي كثري ٌة يف تلك اجلبال‪.‬‬ ‫الس ُ‬ ‫حيثام جلأ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫نذكـ ُـر با ُملناســبة أ ّنــه قبــل ُزهــاء عرشيــن ســنة‪ ،‬أعلــن وزيـ ُـر الســياحة يف «لبنــان»‬
‫ـاف املغــاور والكهــوف يف املنطقــة عثـ َـر يف‬ ‫أن أحــدَ هــواة اكتشـ ِ‬ ‫ـر صحفــي ّ‬ ‫بمؤمتـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ـزال هــي ومــا عليهــا مــن‬ ‫إحــدى مغــاور اجلبــل الكثــرة عــى عــدّ ة جثــث‪ ،‬مــا تـ ُ‬
‫ِ‬ ‫بنحــو جي ٍ‬
‫بمجــرد‬ ‫عرفــت‬
‫ُ‬ ‫ــد يدعــو إىل الدهشــة‪ .‬وقــد‬ ‫ٍ ّ‬ ‫مالبــس مجيلــة حمفوظــ ًة‬
‫ـع‬ ‫ألن وضـ َ‬ ‫أن هــؤالء مــن ضحايــا نكبــة «كــروان»‪ّ .‬أوالً ّ‬ ‫ا ّطالعــي عــى اخلــر ّ‬
‫ـع دفنٍ‬ ‫ـدت عليهــا‪ ،‬ومــا عليهــا مــن مالبــس‪ ،‬ليــس وضـ َ‬ ‫اجلثــث هبيئتِهــا التــي ُوجـ ْ‬
‫تعرضهــا‬ ‫أصحابــا‪ .‬وثاني ـ ًا ألن ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ـدل عــى ّأنــا بقيــت حيــث مــات‬ ‫ـي‪ .‬ممّــا يـ ُّ‬ ‫رشعـ ٍّ‬
‫الــرأي الراجــح حتــى اآلن هــو مــا ذكــره املرحــوم العالّمــة‬
‫رسه الرشيــف يف كتابــه خطــط‬ ‫الس ـ ّيد حمســن األمــن قــدّ س ّ‬
‫جبــل عامــل ‪ ":‬حســينيات جبــل عامــل ‪ -‬مجــع حســينيه ‪-‬‬
‫وهــي بمثابــة تكيــة منســوبة اىل االمــام احلســن ‪ A‬الســبط‬
‫الشــهيد ألهنــا تبنــى القامــة عزائــه فيهــا‪ ،‬وأصــل احلســينيات‬
‫مــن االيرانيــن واهلنــود بنوهــا يف بالدهــم وبنوهــا يف العــراق‬
‫أيضا" (((‪ .‬ويؤ ّيد هذ القول أمران‪:‬‬
‫ً‬
‫ـر حف َظهــا كل تلــك القــرون عــى ذلــك النحــو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لدخــان كثيــف ُمــد ًة كافي ـ ًة ُيفـ ّ ُ‬
‫ـاليب حفــظ‬ ‫ـل أسـ ِ‬ ‫أن التدخــن الكثيــف هــو مــن أفضـ ِ‬ ‫ا ُملدهــش‪ .‬فمــن املعلــوم ّ‬
‫املواد ال ُعضو ّية‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأن عــدّ ة ُكتُــب خمطوطــة قــد‬ ‫ِ‬
‫وإدراك ًا منّــي ألمه ّيــة هــذا الكشــف‪ ،‬خصوصــ ًا ّ‬
‫ـرص أولئــك املســاكني الفائــق عــى‬ ‫ـدل عــى حـ ِ‬ ‫ُوجــدت إىل جانــب اجلثــث (ممّــا يـ ُّ‬
‫ـار‬
‫ـون اآلثـ َ‬ ‫ُك ُت ُبهــم‪ ،‬بحيــث محلوهــا معهــم أثنــاء هرهبــم مــن ُمطاردهيــم)‪ ،‬قــد تكـ ُ‬
‫الضائــع ألســافنا يف «كــروان»‬ ‫الفكر ّي ـ َة الوحيــد َة الباقي ـ َة مــن املــايض الثقــايف ّ‬ ‫‪134‬‬
‫ـت وزيــر الســياحة آنــذاك ثــم مديـ َـر املتحــف الوطنــي‬ ‫ماقبــل النكبــة‪ ،‬ـ فقــد قابلـ ُ‬
‫حيــث ُحفظــت ال ُّلقــى‪ .‬طالبـ ًا االطــاع خصوصـ ًا عــى ال ُك ُتــب ولــو مــن بعيــد‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلحلــاح‬ ‫أدراج الريــاح‪ .‬وبعــد‬ ‫َ‬ ‫ذهبــت‬
‫ْ‬ ‫مســاعي يف هــذا الســبيل‬ ‫َّ‬ ‫ولكــ ّن كل‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـص األمـ َـر بــأن قــال يل‬ ‫ـم الوزيـ ُـر ا ُملختـ ُّ‬
‫ووســاطة عــدد مــن كبــار املســؤولني‪ ،‬حسـ َ‬
‫إن هــذه ال ُّلقــى‪ ،‬خصوصــ ًا ال ُكتُــب‪ ،‬هــي مســأل ٌة سياســ ّي ٌة بامتيــاز‪.‬‬ ‫مــا مــؤ ّداه‪ّ ،‬‬
‫يتصــل بتاريــخ «كــروان» هــو موضــع جتــا ُذب بــن خمتلــف‬ ‫ُ‬ ‫أن كل مــا‬ ‫يعنــي ّ‬
‫ـيايس‪ .‬ولذلــك فليــس‬ ‫الطوائــف‪ ،‬بعــد أن غــدا يف موضــع القلــب مــن مــرو ٍع سـ ّ‬
‫ـج ُل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫أ‬‫ُ‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ّن‬
‫ن‬ ‫وإ‬ ‫ـد‪.‬‬‫مصريهــا مــن بعـ‬ ‫َ‬ ‫ـرف‬
‫لــه أن يقــي فيهــا مــن عنــده‪ .‬ولســنا نعـ ُ‬
‫ولعل وعسى‪.".‬‬ ‫هذه املعلومة كي ال تُنسى ّ‬
‫‪http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:hB6a72lJN18J:mobdie.‬‬
‫‪org/uploaded/books/shia_lebnan/she3a%2520lebnan.doc+&cd=9&hl=ar&ct=-‬‬
‫‪clnk&gl=lb‬‬

‫((( األمــن‪ ،‬الســيد حمســن‪ :‬كتــاب خطــط جبــل عامــل‪ ،‬حتقيــق الســيد حســن‬
‫األمني‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1403‬هـ ‪ 1983 -‬م الدار العاملية‪ ،‬لبنان‪ .‬ص ‪181‬‬
‫الشــعائر احلســينية يف الــدول اإلســامية‪ :‬حممــد طاهــر حممــد ‪ -‬شــبكة النبــأ‬
‫األول إننــا لــو قبلنــا الدعــاوى املقابلــة لــرأي العالّمــة األمــن‬
‫فليــس لــدى اصحاهبــا تفســر لعــدم تكاثــر احلســينيات وال‬
‫خرب عنها غري مفردة يف التاريخ املكتوب‪.‬‬
‫تنــص عــى وقفيــة بعنــوان‬
‫ّ‬ ‫ثانيــا إننــا مل نجــد وثيقــة‬
‫"حســينية"‪ ،‬وال عــن صيغــة إنشــاء هكــذا وقفيــة يف الكتــب‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫التي تصدت لبيان صيغ العقود واإليقاعات الفقهية‪.‬‬


‫وبالتــايل فــا يمكــن ارجــاع تاريــخ بنــاء احلســينيات إىل مــا‬
‫قبــل القــرن احلــادي عــر اهلجــري (الســابع عــر امليــادي)‬
‫تاريــخ بنــاء حســينية "امــام داالن" يف مدينــة دكا اهلنديــة‬
‫(بنغــادش حال ًيــا) فهــي ّأول حســينية يف التاريــخ ويعــود‬
‫تاريــخ بنائهــا إىل عــام ‪ 1052‬هـــ ‪ 1642 -‬م تعــرف اليــوم‬
‫باسم "حسيني داالن"وباالنكليزية‪." Hussaini Dalan" :‬‬
‫‪135‬‬
‫الشيخ عيل خازم ‪،‬‏األحد‏‪02 ،‬‏ رجب‏‪ 1442 ،‬هـ ‪-‬‏‪ 4‬‏‪ 1‬شباط‏‪ 2021 ،‬م‪.‬‬

‫املعلوماتية‪:‬‬
‫"امــا يف بنغالديــش فتوجــد حســينية يف مدينــة دكا تدعــى امــام داالن وتعتــر مــن‬
‫ابرزاملعــامل التارخييــة القديمــة واهــم مزاراهتــا الدينيــة التــي تســتقطب االف الــزوار‬
‫كل عــام وحســب املصــادر التارخييــة فــان هــذه احلســينية قــد بنيــت عــام ‪1052‬‬
‫هـــ ‪ 1642‬م وتقــع هــذه احلســينية يف القســم اجلنــويب مــن مدينــة دكا القديمــة‬
‫بالقــرب مــن هنــر بريكنــكا وتقــدر مســاحتها بحــوايل ‪ 8453‬مرتمربــع وتتكــون‬
‫من طابقني مع حدائق وبحرية مجيلة"‪.‬‬
‫املصاد ر واملراجع‬
‫الطهــراين‪ ،‬آقــا بــزرگ‪ :‬الذريعــة إىل تصانيــف الشــيعة ‪ -‬دار‬
‫األضواء‪ ،‬لبنان ‪ -‬بريوت‪.‬‬

‫وينــر‪ ،‬ســتيفان‪ :‬الشــيعة يف لبنــان حتــت احلكــم العثــاين‪،‬‬


‫ترمجــة حممــد حســن املهاجــر‪ ،‬مركــز احلضــارة لتنميــة الفكــر‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 2016‬م‪ ،‬لبنان ‪ -‬بريوت‪.‬‬

‫آل صفــا‪ ،‬حممــد جابــر‪ :‬تاريــخ جبــل عامــل‪ ،‬الطبعــة املحققــة‬

‫رصخة احلق‬
‫األوىل دار متن اللغة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬لبنان – بريوت‬
‫فاعــور‪ ،‬حســن حممــد‪ :‬قبضايــات الشــيعة يف مدينــة بــروت‬
‫‪ ،1975 -1920 136‬رســالة أعــدّ ت لنيــل شــهادة دبلــوم‬
‫الدراســات العليــا يف االنرتوبولوجيــا السياســية ارشاف د‪.‬‬
‫شــوقي الدوهيــي‪( .‬لبنــان‪ :‬اجلامعــة اللبنانيــة‪ ،‬معهــد العلــوم‬
‫االجتامعية‪ ،‬الفرع االول ‪.) 1997-1996‬‬

‫رشــيد بيضــون قــول وفعــل ‪ ،‬كتــاب إصــدره أصدقــاء رشــيد‬


‫بيضــون وقــدّ م لــه حســن يوســف مكــي‪ ،‬بــدون بيانــات‬
‫نــر او تاريــخ‪ ،‬تصويــر األســتاذ حممــد خليــل ونرشتــه‬
‫مدونة طرائف األدب العاميل‪.‬‬

‫طــه‪ ،‬د‪.‬غســان‪ :‬يــو ُم الفــداء مقاربــة اجتامع ّيــة تارخي ّيــة إلحياء‬
‫شــعرية عاشــوراء يف لبنــان بــن ‪ . 1975 – ١٨٦٠‬دار املعارف‬
‫احلكمية‪،‬الطبعة األوىل ‪ ، 2015‬لبنان ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫ِ‬
‫ـي‬ ‫وهبــي‪ ،‬ع ّبــاس حســن‪ :‬النّ َبط ّيــة يف الف َل َكــن املحـ ّ ّ‬
‫ـي العامـ ّ‬
‫املحجة البيضاء‪ ،‬لبنان ‪ -‬بريوت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫واإلقليمي ‪،‬دار‬
‫ّ‬
‫كــرد عــي‪ ،‬حممــد‪ :‬خطــط الشــام‪ ،‬مكتبــة النــوري ‪ ،‬الطبعــة‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫الثانية ‪ ،1983 – 1403‬سوريا – دمشق‪.‬‬

‫رفيــق بك‪،‬حممــد و هبجــت بــك‪ ،‬حممــد‪ :‬واليــة بــروت ‪.‬‬


‫القســم اجلنــويب ألويــة بــروت و عــكا و نابلــس‪ ،‬دار حلــد‬
‫خاطــر الطبعــة الثالثــة ‪ 1987‬عــن طبعــة مطبعــة اإلقبــال‬
‫‪1916‬‬
‫‪137‬‬
‫ظاهــر‪ ،‬الشــيخ ســليامن‪ :‬صفحــات مــن تاريــخ جبــل عامــل‪،‬‬
‫حتقيــق عبــداهلل ســليامن ظاهــر‪ -‬الــدار اإلســامية‪ ،‬الطبعــة‬
‫الثانية سنة ‪ ،2002‬لبنان – بريوت‪.‬‬

‫جمموعــة مــن الباحثــن‪ :‬الشــيعة يف لبنــان مــن التهميــش اىل‬


‫املشــاركة الفاعلــة‪ ،‬دار املعــارف احلكميــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‬
‫‪ ،2012‬لبنان – بريوت‪.‬‬

‫عمرو‪ ،‬الشيخ يوسف‪ :‬جملة إطاللة جبيلية‪.‬‬

‫حريــري‪ ،‬وفــاء‪ :‬الشــيخ عبــد الوهــاب الــكايش رائــد املنــر‬


‫احلســيني النجفــي يف لبنــان‪ ،‬حتقيــق خــاص شــفقنا‪ -‬بــروت‬
‫‪ -‬الثالثاء ‪ 8‬نوفمرب ‪.2016‬‬
‫األمــن‪ ،‬السـ ّيد حمســن‪ :‬أعيــان الشــيعة‪ ،‬حتقيــق السـ ّيد حســن‬
‫األمــن‪ 1403 ،‬هـــ ‪ 1982 -‬م‪ ،‬دار التعــارف‪ ،‬لبنــان ‪-‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫األمــن‪ ،‬الس ـ ّيد حمســن‪ :‬خطــط جبــل عامــل‪ ،‬حتقيــق الس ـ ّيد‬
‫حســن األمــن‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪ 1403‬هـــ ‪ 1983 -‬م الــدار‬
‫العاملية‪ ،‬لبنان ‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫السـنِّية يف ذكــرى مصائــب‬
‫األمــن‪ ،‬السـ ّيد حمســن‪ :‬املجالــس َ‬
‫العــرة النبويــة‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪ 1344‬هـــ ‪ 1926 -‬م ‪ ،‬مطبعة‬
‫العرفان‪ ،‬لبنان ‪ -‬صيدا‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫األمــن‪ ،‬الســ ّيد حمســن‪ :‬إقنــاع الالئــم عــى إقامــة املآتــم‪،‬‬
‫حتقيــق الســ ّيد جــواد الصــايف املوســوي النجفــي‪ ،‬الطبعــة‪:‬‬
‫األوىل ‪2009‬م ‪1430 -‬هـــ‪ ،‬دار الصفــوة‪ ،‬لبنــان ‪ -‬بــروت‬
‫‪ -‬بئر العبد‬

‫رشف الديــن املوســوي‪ ،‬الســ ّيد عبــد احلســن‪ :‬املجالــس‬


‫الفاخــرة يف مآتــم العــرة الطاهــرة ‪ ،‬طبعــة النجــف األرشف‬
‫سنة ‪1386‬هـ ‪ 1966 -‬م‪.‬‬

‫ابــن قولويــه‪ ،‬جعفــر بــن حممــد‪ :‬كامــل الزيــارات ‪ -‬حتقيــق‪:‬‬


‫الشــيخ جــواد القيومــي‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األوىل‪ ،‬عيــد الغديــر ‪1417‬‬
‫مؤسسة (نرش الفقاهة)‪ ،‬إيران‪.‬‬

‫احلــر العامــي‪ ،‬الشــيخ حممــد بــن احلســن‪ :‬أمــل اآلمــل حتقيــق‬


‫الســيد امحــد احلســيني ‪ -‬مكتبــة األندلــس شــارع املتنبــي‬
‫بغداد‪.‬‬
‫موجز تاريخ قراءة العزاء يف لبنان‬

‫احلــر العامــي‪ ،‬الشــيخ حممــد بــن احلســن‪ :‬وســائل الشــيعة‪،‬‬


‫مؤسســة آل البيــت ‪ D‬إلحيــاء الــراث بقــم املرشفــة‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1414‬هـ‪ ،‬ايران ‪ -‬قم‬

‫مهــداين‪ ،‬أمحــد‪ :‬املأتــم احلســيني عنــد الشــيعة يف لبنــان يف‬


‫العقــود الثالثــة األخرية‪:‬الشــكل وأزمــة اهلويــة‪ ،‬حمــارضة يف‬
‫‪139‬‬ ‫املعهد األنطوين – ‪ 2013‬م‪.‬‬

‫الشهرســتاين‪ ،‬الســ ّيد صالــح‪ :‬تاريــخ النياحــة عــى اإلمــام‬


‫الشــهيد احلســن بــن عــي ‪ ،A‬الطبعــة األوىل ‪ 1394‬هـــ ‪-‬‬
‫‪ 1974‬م‪،‬مطبعة احتاد‪ ،‬ايران‪.‬‬

‫فرحــات‪ ،‬أمــرة الشــيخ رضــا‪ ،‬حكايــا أمــرة‪ ،‬الطبعــة األوىل‬


‫املحجة البيضاء‪ ، ،‬لبنان – بريوت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 2019‬م‪ ،‬دار‬

‫زيبــارة‪ ،‬ضيــاء الديــن‪ :‬وثيقــة جملــس الــوزراء اللبنــاين‬


‫بالتعطيل يوم العارش من ملفاته اخلاصة‪.‬‬
‫اخلاصة ومؤلفايت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫من مكتبتي‬

‫ومصــورة ومطبوعــات‬
‫ّ‬ ‫جمالــس‪ ،‬خمطوطــات ســفن أصليــة‬
‫حجرية وحروفية‪.‬‬

‫وثائق وصور‪.‬‬

‫عاشــوراء بــن احليــاة واإلحيــاء‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪ 1436‬هـــ ‪-‬‬


‫‪ 2014‬م‪ ،‬دار الــوالء‪ ،‬لبنــان‪ .‬متو ّفــر عــى النــت لغــر القــادر‬
‫عىل الرشاء‪.‬‬

‫رصخة احلق‬
‫مصــور‪ /‬متو ّفــر عــى‬
‫ّ‬ ‫مفــردات اإلحيــاء العاشــورائي –‬
‫النت‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫حمارضات يف املكتبة احلسينية‪ُ ،‬ينرش قريبا إن شاء اهلل‪.‬‬

You might also like