Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 461

‫الناصرية يف الثورة‬

‫املضادة‬
‫عادل العهرٌ‬
‫أصدار الثالث ‪2023 -‬‬

‫هنمح‬
‫فهرس‬

‫الصفحة‬

‫‪6‬‬ ‫‪----------------------------------------‬‬ ‫همدهة‬

‫‪10‬‬ ‫‪------------------------------‬‬ ‫المسم اْول‪ :‬اٖنمٗب‬

‫‪11 - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫ا لباب اْول‪ :‬هساراْوضاع الهحلَة بعد الحرب العالهَة الثانَة‬

‫الفصل اْول‪ :‬اتساع الهوة بَى الطبمات اٖجتهاعَة ‪11 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪13‬‬ ‫الفصل الثانٍ‪ :‬نهو التنالضات داخل الطبمة الهسَطرة ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬انفجار الهسؤلة الوطنَة والصراع اٖجتهاعٍ ‪16 - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪37 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الباب الثانٍ‪ :‬حكوهة الضباط‬

‫‪40‬‬ ‫طرد الهلن ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪41‬‬ ‫تصفَة الهعارضة العهالَة وضرب الهنظهات الهاركسَة ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪46‬‬ ‫أصٗح الزراعٍ ‪- - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪57‬‬ ‫اْحزاب والدستور ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪61‬‬ ‫تصفَة الهعارضة فٍ الجَش وتوحَد المَادة ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪66‬‬ ‫الهسؤلة الوطنَة وهسؤلة السوداى ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪75‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬الثورة والثورة الهضادة ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪3‬‬
‫‪79 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫المسم الثانٍ‪ :‬الناصرَة‬

‫‪84‬‬ ‫‪-----------------------------‬‬ ‫الباب اْول‪ :‬الحكم الناصرٌ‬

‫‪84‬‬ ‫الفصل اْول‪ :‬هنطك الحكم ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪92‬‬ ‫الفصل الثانٍ‪ :‬تشكّل الحكم ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪102‬‬ ‫‪------------------------------‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬فلسفة الحكم‬

‫‪122 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الباب الثانٍ‪ :‬السَاسة الناصرَة‬

‫‪126 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الفصل اْول‪ :‬المضَة الوطنَة‬

‫‪127 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ -1‬الجٗء تحت الهظلة اْهرَكَة‬

‫‪131‬‬ ‫‪ -2‬الخٗؾ هع الؽرب ‪- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪ -3‬الصدام هع الؽرب ‪135 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫الفصل الثانٍ‪ :‬السَاسة الخارجَة ‪152 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪154 -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ -1‬الناصرَة فٍ العالم العربٍ‬

‫‪185 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ -2‬الناصرَة فٍ هواجهة الموي اٖستعهارَة‬

‫‪ -3‬اٖستمٗل السَاسٍ لهصر الناصرَة ‪189 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬السَاسة اٖلتصادَة ‪195 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪ - 1‬حالة اٖلتصاد لبل اٖنمٗب ‪196 - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪ - 2‬حكوهة اٖنمٗب والسَاسة اٖلتصادَة ‪226 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫نمطة البدء‪226 - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - :‬‬

‫‪227 - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫السَاسة اٖلتصادَة فٍ الخهسَنات‬

‫‪256‬‬ ‫‪---------------------------‬‬ ‫السَاسة اٖلتصادَة فٍ الستَنات‬

‫‪272 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ - 3‬تحلَل عام للسَاسة اٖلتصادَة للناصرَة‬


‫‪4‬‬
‫‪272 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫ا‬
‫أوٖ‪ :‬سَاسة التنهَة‬

‫ثانَاا‪ :‬اٖتجاه العام لعهلَة التراكم ‪302 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪318 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫ثالثاا‪ :‬آلَات إعادة إنتاج التخلؾ‬

‫‪342 - - - - - - - - - - - - -- - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬اٖشتراكَة الناصرَة‬

‫أصٗح اٖجتهاعٍ وحدوده ‪344 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫الصدام هع كبار الهٗن ورجال اْعهال ‪365 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫زحؾ الدولة همابل سطوة المطاع الخاص ‪372 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪381 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الخٗصة‬

‫‪382 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫المسم الثالث‪ :‬حمَمة الناصرَة‬


‫‪ - 1‬النخبة الناصرَة ‪383 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪388 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ -2‬النهب البَرولراطٍ والفساد‬

‫‪399 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫‪ - 3‬الناصرَة فٍ التارَخ‬

‫‪404 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫المسم الرابع‪ :‬سموط الناصرَة‬

‫الباب اْول‪ :‬انهَار النظام ‪407 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫الباب الثانٍ‪ :‬انمٗب السادات ‪441 - - - -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬

‫‪444 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬الساداتَة والناصرَة‬

‫‪448 -- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -‬‬ ‫الهصادر والهراجع‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫تهت هذه الدراسة عام ‪ 1986‬ولكنها لم تنشر ولتها لصعوبات هختلفة‪ .‬ولد نشر‬
‫الكتاب ْول هرة علً أنترنت عام ‪ 2002‬بواسطة الصدَك الراحل‪ /‬ساهح سعَد عبود‪،‬‬
‫ثم صدرت هنه طبعة عى ”دار الهحروسة للنشر والخدهات الصحفَة والهعلوهات“‬
‫بالماهرة عام ‪ 2009‬بعنواى‪ :‬الَسار والناصرَة والثورة الهضادة‪ :‬نظرة جدَدة فٍ هلفات‬
‫ثاى علً أنترنت فٍ ‪ ،2017‬وهذا إصدار ثالث فٍ ‪.2023‬‬ ‫لدَهة‪ .‬ثم إصدار ٍ‬
‫فٍ هذا أصدار(‪ )2023‬تم إجراء بعض التعدَل للعرض‪ ،‬وإدهاج بعض الهواهش فٍ‬
‫هتى الكتاب‪ ،‬وتمدَم الجداول فٍ صورة أجهل‪ ،‬وتدلَك أحاٖت‪ .‬كها تم تصحَح ها لوحظ‬
‫هى اْخطاء اللؽوَة والهطبعَة هع التصرؾ ببعض الحرَة فٍ بعض عٗهات الترلَم‬
‫لَكوى العرض أجهل‪ .‬بأضافة إلً ذلن لهنا بتمدَم إضافات هحدودة جدًّا لهحتوي الكتاب‬
‫لتدلَك بعض الهعطَات والتعبَرات والصَاؼات واٖلتباسات‪ ،‬دوى هساس بالهحتوي العام‬
‫الذٌ ظل كها هو‪ .‬وهع ذلن فالعهل أنسانٍ ‪ -‬كها نظى ‪َ ٖ -‬صل كهاله إٖ هع نمصه وٖ‬
‫َصل لوته إٖ هع ضعفه‪.‬‬

‫وها َعطٍ هذه الدراسة حَوَتها حتً اِى هو أى الناصرَة هاتزال حَة تها اها‪ ،‬لم‬
‫أطٖٗ‪ .‬فها تزال بصهاتها هحفورة فٍ النظام السَاسٍ المابم‪ ،‬وها تزال‪،‬‬ ‫ا‬ ‫تصبح بعد‬
‫كثَرا هى اْنصار‪ ،‬وهازال الحنَى لشعاراتها لوًَّا لدي جههور عرَض‪ ،‬بل‬ ‫ا‬ ‫كفكرة‪ ،‬تجد‬
‫إى الَسار الهصرٌ بهجهله ناصرٌ إلً هذا الحد أو ذان‪ .‬فالحمَمة أى الهرء ٖ َهتم‬
‫بالهاضٍ إٖ بمدر ها هو حاضر‪ ،‬فحتً عبادة الهوتً لدي المبابل البدابَة لم تكى تستند إٖ‬
‫إلً اٖعتماد بتؤثَرهم علً اْحَاء‪ .‬فإذا كانت الناصرَة لد هاتت كوجود هتعَى‪ ،‬فإنها ٖ‬
‫زالت تؤسر عمول كثَر هى اْحَاء‪ ،‬أٌ أنها ٖ زالت ‪ -‬كفكرة ‪ -‬تنبض بالحَاة‪ .‬فعٗوة‬
‫آثارا عهَمة فٍ الوعٍ الهصرٌ والعربٍ‪.‬‬ ‫علً ها تركته هى تؤثَرات والعَة فمد تركت ا‬
‫فحتً لحظتنا الراهنة لم َتهكى ذلن الوعٍ هى تحمَك نملة كَفَة بعدها‪ ،‬وهى ثم لم َكى‬
‫ا‬
‫حافزا علً إنتاج بدَل جذرٌ‪.‬‬ ‫سموطها‬

‫‪6‬‬
‫وها نمصده بالناصرَة أنها طبعة خاصة هى البونابرتَة‪ ،‬تتضهى نظا اها هعَ انا للحكم‪،‬‬
‫وأخَرا َتبلور هفهوهها فٍ نخبة صارت فٍ هوضع‬ ‫ا‬ ‫وتوجهات هعَنة للسَاسات الهختلفة‪،‬‬
‫بَرولراطَة الدولة العلَا‪ ،‬وضع هكنها هى فرض جباَات ضخهة علً كل الطبمات‪ ،‬عاهلةا‬
‫– فٍ الهدي الطوَل ‪ -‬فٍ خدهة النظام اٖجتهاعٍ الطبمٍ المابم ولَس ضده‪ ،‬هع تعدَله‪.‬‬
‫والهمصود النظام ككل ولَس هذه الفبة أو تلن هى الطبمات الهسَطرة‪ .‬أها اَْدَولوجَا‬
‫الناصرَة فمد شكلت أداة هعاونة لفرض هَهنة البَرولراطَة‪ ،‬هها دفعنا إلً اعتبارها‬
‫”فلسفة“ للحكم البونابرتٍ ‪ -‬الناصرٌ‪.‬‬

‫أها اختٗفنا الجوهرٌ هع الناصرََى فَكهى فٍ تشخَص ها حدث فٍ َولَو ‪1952‬‬


‫كانمٗب عسكرٌ وثورة هضادة ولَس ثورة‪ ،‬وسوؾ نتناول هذا فٍ الكتاب‪.‬‬

‫ولد تم عرض الناصرَة باستخدام هنهج الدَالكتَن الهَجلٍ كهجرد طرَمة للعرض‪،‬‬
‫تكوى‬
‫تنبذ فٍ ذات الولت صوفَة هَجل‪ .‬ولد تناول أطار العام للبحث أربعة ألسام‪ُّ :‬‬
‫الناصرَة‪ ،‬هاهَتها أو هحتواها‪ ،‬ثم حمَمتها النهابَة‪ .‬ثم تناولنا آلَات سموطها‪ ،‬أو‬
‫تجاوزها بالهعنً الهَجلٍ‪ :‬هضهها فٍ جوؾ الهرحلة التالَة لها‪ .‬ولد التزهنا فٍ الولت‬
‫نفسه بالتتابع الزهنٍ لٓحداث والولابع فٍ حالة تناولها‪ ،‬حتً لدي تناول المضاَا‬
‫الجزبَة‪ ،‬عازفَى عى اٖستعانة بنتابج ٖحمة فٍ تفسَر لضاَا أسبك فٍ دابرة التحلَل‬
‫الواحدة‪ ،‬وهحاولَى اكتشاؾ آفاق كل لحظة‪ ،‬تههَداا لٗنتمال إلً الهرحلة التالَة فٍ‬
‫هبكرا إلً نتابج ٖحمة بؽرض أَضاح ٖ أكثر‪.‬‬ ‫ا‬ ‫التحلَل‪ ،‬فَها عدا حاٖت نادرة أشرنا فَها‬
‫ولد اخترنا أى ندرس تارَخ الفترة هبرزَى علة اْحداث الفعلَة بتحلَل هنطك هذه‬
‫اْحداث نفسها‪ .‬كها تم اٖهتهام بؤى َسَر العرض هى اْكثر تجرَداا إلً اْكثر عَنَة‪.‬‬
‫ولد التزهنا بالهنهج نفسه فٍ كل دابرة تحلَل‪ ،‬فانتملنا هى الكلٍ إلً الجزبٍ (بالهعنً‬
‫الفلسفٍ)‪ ،‬هراعَى داب اها ٖ تسلسل الولابع فحسب‪ ،‬بل وضعنا أهاهنا هههة هنهجَة‬
‫خاصة‪ ،‬هٍ الكشؾ عى ارتباط النتابج بالهمدهات‪ ،‬لَس كحتهَة تارَخَة ٖ نإهى‬
‫بوجودها‪ ،‬بل كهجرد عٗلة سببَة بَى الهمدهات والنتابج‪ ،‬أٌ الكشؾ عى هنطك الولابع‬
‫واْحداث وآلَات تؽَرات الوالع‪ .‬بهذه الطرَمة التزهنا بالتحلَل الهادٌ‪ ،‬نابذَى ذلن‬
‫الهنهج الذٌ َهنح الفكر أولوَة علً الوالع‪ ،‬وَعلٍ هى شؤى دور الفرد علً حساب‬
‫الظروؾ الهوضوعَة‪ ،‬دوى إههال هذا وذان‪ .‬كها التزهنا باعتبار التارَخ هو تارَخ لوي‬
‫اجتهاعَة وصراعات حول الهصالح والهكانة‪ ،‬نابذَى التعاهل هعه كصراع بَى الخَر‬
‫والشر أو بَى الحسى والمبَح‪ ،‬ونابذَى تلن الفكرة الفمَرة التٍ تمسم أعهال البشر إلً‬
‫إَجابَات وسلبَات أو إلً إنجازات وإخفالات فٍ الهطلك‪ .‬كها تجنبنا بمدر أهكاى اْحكام‬
‫ا‬
‫تحلَٗ ولَس هحاكهة‬ ‫الَمَنَة الهطلمة‪ ،‬وكذلن نبذنا تها اها نظرَات الهإاهرة‪ .‬إننا نمدم هنا‬
‫أخٗلَة وٖ حك اها علً النواَا‪.‬‬

‫كبَرا بالنسبة لهجهل البحث فاحتلت هنه أكثر‬


‫ا‬ ‫ولد أولَنا السَاسة اٖلتصادَة اهتها اها‬
‫هى الثلث هى حَث الحجم واستهلكت هنا جهوداا هابلة‪ .‬لَس بسبب تمدَسنا للعاهل‬
‫اٖلتصادٌ‪ ،‬الذٌ ٖ نمدسه لط‪ ،‬وإنها ْى السَاسة اٖلتصادَة كانت هٍ أكثر الجوانب‬
‫إثارة لتؤََد الجههور العام والَسار للحكوهة الناصرَة‪ ،‬وْنها اْكثر ؼهوضاا فٍ أذهاى‬
‫‪7‬‬
‫وأخَرا ْنها تظل الحجة الداهؽة‬
‫ا‬ ‫الكثَرَى‪ ،‬والتٍ حظت بنسج الكثَر هى اْساطَر حولها‪،‬‬
‫هى وجهة نظر أنصار الناصرَة علً ثورَة وتمدهَة اْخَرة‪.‬‬

‫ونري أنه هى َجدر أشارة هنا إلً ها لدهه هحهود حسَى هى دراسة علً درجة‬
‫هلهوسة هى العهك‪ ،‬تتضهى أطروحات رادَكالَة تتجاوز تها اها الرإي التملَدَة للَسار‬
‫(كتاب‪ :‬الصراع الطبمٍ فٍ هصر هى ‪ .)1970-1945‬ونحى نتفك هعه فٍ جوهر هولفه‬
‫هى الناصرَة‪ ،‬وبالتحدَد فَها َلٍ‪:‬‬

‫‪ -1‬كانت نتا اجا لتوازى سَاسٍ فٍ ‪.1952‬‬

‫‪ - 2‬لم تهثل ح ًّٗ للتنالضات اٖجتهاعَة اٖلتصادَة لهصر هنتصؾ المرى‪.‬‬

‫‪ - 3‬صادرت إرهاصات الثورة الشعبَة لحساب النظام اٖجتهاعٍ المابم‪.‬‬

‫‪ - 4‬لم تكى هرحلة تمدهَة فٍ تارَخ هصر‪.‬‬

‫وبأضافة إلً ذلن نتفك هعه فٍ هجهل تحلَله للحركة الشَوعَة الهصرَة فٍ‬
‫اْربعَنات‪ ،‬وفٍ نماط جزبَة عدَدة أخري‪ .‬ولد حاول أى َثبت كَؾ عبر انمٗب َولَو‬
‫عى طهوحات ”الهٗكات الهتوسطة فٍ جهاز الدولة وفٍ اٖلتصاد“ (ص ‪ ،)49‬فمد رأي‬
‫أى هذه النخبة‪ ،‬كها َسهَها‪ ،‬لدَها طالات رأسهالَة كاهنة‪ ،‬ولدَها فرصة للتحول إلً‬
‫هصالح رأسهالَة هستمرة‪ ،‬وأى هذه النخبة كانت تعانٍ هى احتجاز اٖنتمال هى ألطاع‬
‫إلً الرأسهالَة‪ ،‬وأى الموي الهسإولة عى هذا اٖحتجاز هٍ اٖستعهار البرَطانٍ‬
‫واٖرستمراطَة العمارَة وكبار هوظفٍ الدولة‪ .‬ولد ذكر أى ”البرجوازَة الصؽَرة هٍ‬
‫التٍ تشكل الصلة بَى جهَع الهستوَات الهنفصهة فٍ الهجتهع“(ص ‪” ...)52‬حتً إذا‬
‫عرؾ التوازى اٖجتهاعٍ هرحلة استمرار نسبٍ هإلت ‪ -‬أٌ هرحلة خفوت لصراع‬
‫الطبمات ‪ -‬فإى هذه البرجوازَة الصؽَرة تجعل هى نفسها درعاا بَى الطبمة الهسَطرة‬
‫والجهاهَر البرولَتارَة أو التٍ هٍ فٍ وضع برولَتارٌ‪ ،‬فتهارس علَها تؤثَ ارا َصَبها‬
‫بالشلل“ (ص ‪ .)52‬إٖ أى هحهود حسَى لم َعتبر انمٗب َولَو بهثابة ثورة أو حلمة‬
‫ا‬
‫عهٗ تمدهًَّا‪ .‬وتكهى نمطة الضعؾ‬ ‫ثورَة ها‪ ،‬ولم َعتبر صعود ”النخبة“ حدثاا تارَخ ًَّا أو‬
‫فٍ تحلَله ‪ -‬حسب رأَنا ‪ -‬فٍ عدم تحدَده لها أسهاه بالطالات الرأسهالَة الكاهنة لدي‬
‫النخبة الهذكورة (ص ‪ ،)49‬وكذلن عدم تحدَده للسبب الذٌ جعل هى هذه النخبة الحصاى‬
‫كثَرا هى وصؾ‬
‫الرابح فٍ ‪ ،1952‬فٍ حالة التوازى الذٌ َمر بوجوده‪ .‬كها أننا نستؽرب ا‬
‫الضباط بكونهم هعبرَى عى تلن البرجوازَة الصؽَرة‪ .‬فهذه الطبمة هٍ أصحاب الحوانَت‬
‫والورش وصؽار الهٗن عهو اها‪ ..‬فؤَى هولع ودور ولوة هذه الطبمة فٍ الصراع‬
‫هثٗ حزب هثل حزب الَعالبة فٍ فرنسا؟‬ ‫اٖجتهاعٍ فٍ هصر فٍ تلن الفترة؟! هل تشكَّل ا‬
‫وهل كانت لوَة التصادًَّا أو سَاسًَّا لدرجة أى تتهكى هى اختراق الجَش واستٗم الحكم؟‬
‫والوالع أى الَسار َهَل عهو اها إلً اعتبار الفبات الوسطً ككل ضهى البرجوازَة‬
‫الصؽَرة بدوى أٌ هبرر هعمول‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ونحى نختلؾ هع هحهود حسَى فٍ عدد هى التفصَٗت‪ ،‬هنها‪:‬‬

‫‪ - 1‬رؼم هوافمتنا علً إلراره بتبعَة اٖلتصاد الهصرٌ فٍ الفترة الناصرَة‪ ،‬نختلؾ‬
‫هعه حول كوى هذه التبعَة لد سارت لحساب اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬بل للرأسهالَة العالهَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تشخَصه للنخبة الناصرَة بؤنها طبمة برجوازَة الدولة‪.‬‬

‫‪ - 3‬تشخَصه للنظام الهصرٌ كنظام رأسهالٍ‪.‬‬

‫‪ - 4‬الخلط أو هطابمته بَى البرجوازَة الصؽَرة وفبات أنتلَجَنسَا والبَرولراطَة‪،‬‬


‫وهو خلط َهارسه ؼالبَة الهاركسََى‪.‬‬

‫وبأضافة إلً نماط الخٗؾ هذه نري أنه لد أخذ جانب اٖلتصاد علً حساب السَاسة‬
‫(إلً حد ها)‪ ،‬كها لم َهتم بالدرجة الكافَة بالبرهنة بالولابع علً كثَر هى آرابه‪.‬‬

‫ورؼم تض ُّهى أطروحات هحهود حسَى (إلً حد ها) الطابع البونابرتٍ للناصرَة وإلً‬
‫وضعَتها كثورة هضادة‪ ،‬فإنه لم َبرز هاتَى الفكرتَى‪ ٖ ،‬بشكل هباشر وٖ بشكل عَنٍ‪،‬‬
‫وهو ها سنفعله فٍ هذه الدراسة‪.‬‬

‫عادل العهرٌ‬

‫َناَر ‪2023‬‬

‫‪9‬‬
‫القسم األول‬

‫(‪)1‬‬
‫اٖنمٗب‬

‫(‪ )1‬نود أى نلفت نظر المارئ إلً أننا فٍ هذا المسم سوؾ نختلؾ هع هعظم الكتابات الهعروفة حول تارَخ الصراع‬
‫اٖجتهاعٍ والسَاسٍ فٍ هصر إباى الفترة السابمة علً انمٗب ‪ 1952‬فٍ هسؤلتَى ذاتٍ هؽزي خاص‪ .‬وهع ذلن لى‬
‫َكوى لهذا اٖختٗؾ هى تؤثَر َذكر علً الهجري العام للتحلَل وٖ علً نتابجه النهابَة‪ .‬ولذلن فسوؾ نكتفٍ فٍ هذا‬
‫الهمام بأشارة إلً هذَى اٖختٗفَى بدوى تفصَل‪ ،‬تجن ابا لسوء فهم ها لد َبدو وكؤنه خلط فٍ الهفاهَم‪:‬‬
‫‪ - 1‬استبعدنا حزب الوفد هى الحركة الوطنَة ولصرنا الهفهوم اْخَر علً أحزاب وهنظهات وكفاحات أنتلَجَنسَا‬
‫والطبم ات اْدنً‪ ،‬علً أساس أى الوفد كاى حزب الطبمة الهسَطرة الذٌ كاى بٗ شن َسعً إلً تحمَك اٖستمٗل‬
‫السَاسٍ بطرَمته التوفَمَة الهعروفة حار اها الطبمات اْخري ‪ -‬بمدر اٖهكاى ‪ -‬هى أٌ هزاَا‪ ،‬كها كاى واض احا فٍ ثورة‬
‫‪ . 1919‬بل إى التحالؾ هع اٖستعهار أو الحلول الوسط لم تكى هستحَلة هى جانب الوفد (وهثال ذلن هوافمته علً‬
‫هعاهدة ‪ 1936‬ثم ”كفاحه“ ضد الفدابََى بعد أى اتسع نشاطهم فٍ ‪ .) 1951‬أها اْحزاب الوطنَة فكانت أكثر رادَكالَة‬
‫ا‬
‫عاهٗ ها ًّها فٍ دفع لَادات اْخَر إلً اتخاذ بعض الهوالؾ الرادَكالَة‪ .‬عٗوة علً‬ ‫بكثَر بل وشكل ضؽطها علً الوفد‬
‫ا‬
‫تساهٗ واض احا هى جانب الوفد تجاه الهلن‪ ،‬علً نمَض الهنظهات الشَوعَة‬ ‫هذا فمد شهدت الفترة التالَة لعام ‪1945‬‬
‫واٖشتراكَة وؼَرها التٍ كانت تزداد رادَكالَة‪.‬‬
‫وهع ذلن لم نضع ”الطلَعة الوفدَة“ ضهى حزب الوفد (الحمَمٍ)‪ ،‬ذلن أنها شكلت هى الناحَة الفعلَة انشمالاا علً‬
‫كبَرا فٍ الضؽط علً هكونات النظام السَاسٍ الثٗث‪ :‬اٖحتٗل ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫الوفد ولَس هجرد لاعدته الشبابَة‪ .‬ولد لعبت ا‬
‫سا‪ :‬الهنظهات الشَوعَة ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫أسا‬ ‫الوطنَة‬ ‫الموي‬ ‫وتشهل‬ ‫الوفدَة‪.‬‬ ‫للهَبة‬ ‫السراٌ ‪ -‬الوفد‪ ،‬ونمصد به الكتلة الربَسَة‬
‫أخواى الهسلهَى ‪ -‬الحزب اٖشتراكٍ (هصر الفتاة هى لبل) ‪ -‬الطلَعة الوفدَة ‪ -‬هنظهات صؽَرة هسلحة ‪ -‬نمابات‬
‫العهال ونمابات أصحاب اْعهال الصؽار ‪ -‬هنظهات وخَٗا وتجهعات أخري صؽَرة‪.‬‬
‫هرَرا‬
‫ا‬ ‫‪ - 2‬لم نعتبر أخواى الهسلهَى والتَار الدَنٍ ككل هجرد أثر هى الهاضٍ‪ .‬وٖ شن أى هذا التَار َحهل عدا اء‬
‫للتَارات العلهانَة وشبه العلهانَة والدَ ُهمراطَة عهو اها‪ .‬إٖ أنه َهثل بوجه عام لطاعات هى أنتلَجَنسَا‪ ،‬وهو رؼم‬
‫ارتكازه الشكلٍ علً الدَى لد أخذ هنحً هعادَاا بشدة لٗستعهار والصهَونَة‪ ،‬وها كاى عداإه للعلهانََى إٖ بصفتهم‬
‫دورا أساسًَّا فٍ حرب ‪ 1948‬والهماوهة الهسلحة فٍ‬
‫تؽرَبََى هى وجهة نظره‪ .‬لذلن لم تكى صدفة أى َلعب هذا التَار ا‬
‫‪ ،1951‬وهو لهذا َُعَد جز اءا هى الحركة الوطنَة‪ .‬ونحى نعتبر التَار أسٗهٍ عهو اها نتا اجا للهجتهع الحدَث ولَس‬
‫هجرد ههث ٍل للهاضٍ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ي‪ٝ‬طت ايج‪ٛ‬ز‪َ ٠‬أدب‪ٚ ١‬ال نتاب‪َ ١‬كاٍ ‪ٚ‬ال زضِ‬
‫ص‪ٛ‬ز‪ٚ ٠‬ال تطس‪ٜ‬ص ث‪ٛ‬ب‪ ،‬فال ميهٔ إٔ ته‪َ ٕٛ‬جٌ‬
‫تًو ايًباق‪ٚ ١‬اي‪ٛ‬داع‪ٚ ١‬ايسق‪ ١‬أ‪ ٚ‬ذيو اهلد‪٤ٚ‬‬
‫‪ٚ‬ايًطف ‪ٚ‬األدب ‪ٚ‬ايتطاَح ‪ٚ‬ضبط ايٓفظ‪ .‬إٕ‬
‫ايج‪ٛ‬ز‪ ٠‬اْتفاض‪ٚ ١‬عٌُ عٓف تًجأ إي‪ ٘ٝ‬إحد‪٣‬‬
‫ايطبكات يإلطاح‪ ١‬بطبك‪ ١‬أخس‪٣‬‬

‫هاو تسٍ تونج‬

‫الباب اْول‬
‫هسار اْوضاع الهحلَة بعد الحرب العالهَة الثانَة‬

‫الفصل اْول‪:‬‬
‫اتساع الهوة بَى الطبمات(‪ )2‬اٖجتهاعَة‪:‬‬
‫حممت الطبمة الهسَطرة أثناء وبعد الحرب العالهَة الثانَة تراك اها ضخ اها‪ ،‬فؤصبح‬
‫للدولة ولهجهوعة كبَرة هى الهإسسات الخاصة واْفراد دَوى لدي برَطانَا لدرت بؤكثر‬
‫هى ‪ 400‬هلَوى جنَه استرلَنٍ(‪ .)3‬كها تراكهت ثروات طابلة لدي كبار هٗن اْراضٍ‬
‫نتَجة ارتفاع سعر اْرض‪ ،‬وبالتالٍ ارتفاع إَجارها‪ ،‬وارتفاع السعر العالهٍ للمطى عدة‬
‫أضعاؾ‪ .‬وأصبحت الطبمة الهسَطرة تساهم بـ‪ %84‬هى اٖستثهارات السنوَة بعد‬
‫الحرب‪ ،‬كها باتت تهتلن ‪ %39.3‬هى رأس الهال الهسجل فٍ الشركات الصناعَة‬
‫والتجارَة عام ‪ . )4(1948‬كذلن ترتب علً اٖستثهارات الضخهة هى جانب الحكوهة فٍ‬
‫لطاع النمل أى أصبحت البٗد تتهتع بشبكة هواصٗت هحترهة‪ .‬كها حممت الصناعة‬
‫التحوَلَة لفزة كبَرة أثناء وبعد الحرب‪ ،‬فاستطاعت سد طلب السوق الهحلَة هى السكر‬

‫(‪ )2‬نستخدم فٍ هذه الدراسة تعبَر الطبمات استخدا اها ؼَر دلَك فٍ هعظم اْحَاى‪ ،‬لتبسَط اْهور‪ .‬ولكننا ٖ نري أى‬
‫الطبمات اٖجتهاعَة لد تبلورت علً نحو هحدد فٍ هصر الحدَثة كها شهدت البلداى الرأسهالَة الهتمدهة‪ ،‬باستثناء‬
‫طبمة كبار هٗن اْراضٍ‪ ،‬الفرَدة هع ذلن فٍ طرَمة تشؽَل لوة العهل‪.‬‬
‫وللسبب نفسه سنلجؤ أحَاناا إلً استخدم هصطلح ا لطبمة الهسَطرة‪ ،‬لاصدَى كبار هٗن اْراضٍ ورجال اْعهال‬
‫وأصحاب رإوس اْهوال‪ ،‬وذلن رؼم اعتمادنا بؤى هإٖء ٖ َشكلوى طبمة واحدة أو حتً طبمات هتهاسكة تكوَنًَّا‪.‬‬
‫( ‪)3‬‬
‫نجٗء دمحم عبد الجواد‪ ،‬اْرصدة الهصرَة الدابنة البرَطانَة‪.‬‬
‫(‪ )4‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪11‬‬
‫والكحول والسجابر والهلح والدلَك‪ ،‬وانخفض اعتهادها كثَ ارا علً التهوَل اْجنبٍ‪،‬‬
‫خاصة بالنسبة لؽزوٖت المطى واْحذَة واْسهنت والصابوى والبَرة واْثاث والكبرَت‬
‫والزَوت النباتَة(‪ . )5‬ولد حمك أنتاج الصناعٍ زَادة خٗل الحرب بنسبة ‪ ،%37‬كها‬
‫ازدادت اٖستثهارات الصناعَة ككل فٍ الفترة هى ‪ 1945‬إلً ‪ 1951‬بهمدار ‪56.7‬‬
‫هلَوى جنَه(‪ .)6‬وارتفع هعدل ربح الصناعة هى ‪ %13‬لبل الحرب إلً ‪ %20‬سنوًَّا‬
‫بعدها(‪ . )7‬ولد ترافك هذا اٖنتعاش اٖستثهارٌ هع زَادة هعدل اٖدخار الهحلٍ هى ‪%5‬‬
‫عام ‪ 1929‬إلً ‪ %29‬عام ‪.)8(1944‬‬

‫ولد أفرزت فترة الحرب وها بعدها ظاهرة أؼنَاء الحرب‪ ،‬خاصة هى التجار الهؽاهرَى‬
‫الذَى استؽلوا نمص البضابع اْجنبَة الضرورَة وراكهوا ثروات طابلة وراحوا‬
‫َستثهروى أرباحهم فٍ العمارات الضخهة‪ .‬وهع استبناؾ ورود البضابع الهستوردة بعد‬
‫الحرب راح أفراد الطبمة الهسَطرة َتكالبوى علً التنابها بها لدَهم هى ثروات هكتنزة‬
‫هابلة‪ ،‬وانتشرت روح اٖستهٗن الترفٍ بسرعة‪.‬‬

‫أها فٍ الطرؾ اِخر‪ ،‬فمد سارت أحوال العهال وفمراء الرَؾ وصؽار الهوظفَى إلً‬
‫تدهور عظَم‪ .‬فعانت الطبمات اْدنً هى نمص السلع اْساسَة وارتفاع أسعارها وضعؾ‬
‫المدرة الشرابَة‪ ،‬حَث أخذت تتدهور بشكل هتعاظم أثناء الحرب بصفة خاصة‪ ،‬وإى استهر‬
‫كبَرا‪ ،‬بل وعانً الهتعلهوى هنها‪،‬‬
‫ا‬ ‫التدهور بعدها أَضاا‪ .‬ولد ارتفعت نسبة البطالة ارتفاعاا‬
‫فبلػ عدد الهتعطلَى هنهم نحو عشرة آٖؾ عام ‪ ،1946‬وهو رلم ضخم فٍ ذلن الحَى‪.‬‬

‫ولد ترافك هع هذا البإس والخراب الذٌ عم حَاة الطبمات اْدنً واٖنتعاش والثراء‬
‫الذٌ شهدته الطبمة الهسَطرة انتشار الفساد‪ :‬اٖختٗس واستؽٗل النفوذ والهحسوبَة‬
‫وانتشار الرشوة داخل أجهزة الحكوهة‪ ،‬وتجارة السوق السوداء‪ ،‬والهضاربة فٍ السلع‬
‫الضرورَة‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن فساد البٗط الهلكٍ بشكل لم َسبك له هثَل‪ ،‬هى فضابح هالَة‬
‫للهلن‪ ،‬هنها علً سبَل الهثال نهب أهوال اْولاؾ‪ ،‬إلً فضابحه اْخٗلَة الهتعددة‪.‬‬

‫وفٍ ظل هذا التفاوت اٖجتهاعٍ الكبَر وتراكم البإس فٍ جانب والثراء هع الفساد فٍ‬
‫الجانب اِخر‪ ،‬تعاظم السخط الشعبٍ‪ ،‬هها أجبر الحكوهات علً اتخاذ بعض أجراءات‬
‫أصٗحَة لصالح الطبمات اْدنً‪ .‬فماهت الحكوهة علً سبَل الهثال فٍ عام ‪ 1941‬بسى‬
‫لانوى النمابات العهالَة وسهحت بحك أضراب‪ ،‬ولكى بشروط‪ ،‬كها لاهت بتوزَع بعض‬
‫السلع اْساسَة بالبطالات وبؤسعار هخفضة‪ ،‬وحددت أسعار بعض السلع‪ .‬كها أصدرت‬
‫حكوهة الوفد اْخَرة لانوى عمد العهل الفردٌ ثم لانوى عمد العهل الجهاعٍ‪ ،‬بأضافة‬

‫(‪ )5‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬ثورة النظام اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫(‪Charles Issawi, Egypt at Mid-Century, An Economic Survery, pp. 90-91 )6‬‬
‫(‪Ibid., pp. 161-162 )7‬‬
‫(‪Ibid., p. 90 )8‬‬
‫‪12‬‬
‫إلً لوانَى خاصة بتعوَضات إصابات العهل‪ ،‬كها رفعت تعوَض ؼٗء الهعَشة‪ .‬إٖ أى كل‬
‫هذا لم َكى كافَاا لتسكَى السخط الشعبٍ الهتصاعد‪.‬‬

‫الفصل الثانٍ‪:‬‬
‫نهو التنالضات داخل الطبمة الهسَطرة‪:‬‬
‫برؼم اٖنتعاش اٖلتصادٌ الكبَر للطبمة الهسَطرة أثناء وبعد الحرب‪ ،‬وبفضل هذا‬
‫اٖنتعاش نفسه‪ ،‬تصاعدت التنالضات بَى هختلؾ فباتها‪ ،‬فمد ظل كبار هٗن اْراضٍ‬
‫َهَهنوى علً سلطة الدولة‪ ،‬اْهر الذٌ وصفه البعض بهَهنة ها أسهوه بـ”الهنطك‬
‫الزراعٍ“(‪ .)9‬فبَنها كانت الدولة تتدخل هى حَى ِخر لصالح كبار هٗن اْراضٍ عى‬
‫طرَك شراء المطى بؤسعار هرتفعة فٍ أولات الكساد أو ببَع أراضٍ طرح النَل لهم‬
‫بؤسعار رهزَة‪ ،‬كانت نفس الدولة ٖ تموم بدور ههاثل تجاه رجال الصناعة‪ .‬فكانت‬
‫الضرابب الهفروضة علً الصناعة هرتفعة‪ ،‬كها عانت اْخَرة فٍ ظل ”الهنطك‬
‫الزراعٍ“ هى نمص الكادرات الفنَة بسبب التركَز علً التعلَم النظرٌ دوى التعلَم‬
‫الههنٍ‪ ،‬كها عانت هى عجز لطاع الكهرباء الذٌ أجبر أصحاب الهصانع علً شراء‬
‫هولدات كهربابَة خاصة عالَة التكلفة‪ .‬وٖ شن أى الدولة لد اتخذت الكثَر هى أجراءات‬
‫لحهاَة الصناعة الهحلَة‪ ،‬هى فرض جهارن عالَة نسبًَّا علً الهستوردات الهنافسة‪،‬‬
‫وإنشاء وتهوَل البنن الصناعٍ‪ ،‬ووضع دراسات خاصة بصناعة اْسهدة والصلب‪ .‬ولكى‬
‫لم َكى هذا كله كاف اَا علً أطٗق وٖ َمارى بها لدهته لكبار هٗن اْراضٍ‪ .‬وهى ثم‬
‫طالب جههور رجال الصناعة بتدخل أوسع للدولة فٍ تهوَل الصناعات وهنح التفضَٗت‬
‫الجهركَة للسلع التجهَزَة والهواد الخام‪ ،‬وفرض جهارن هرتفعة علً السلع الهنافسة‬
‫الهستوردة‪ ،‬وضهاى اْرباح للصناعات الناشبة‪ ،‬وتخفَض الضرابب علً اْرباح‬
‫الصناعَة(‪ .)10‬كها طالب بؤى تتدخل الدولة لتخفَض أسعار الهواد الخام‪ ،‬وخاصة المطى‬
‫الهصرٌ‪ ،‬والسهاح باستَراد المطى لصَر التَلة هى الخارج همابل تصدَر المطى‬
‫الهصرٌ الهرتفع الثهى‪ .‬ولم تستطع دولة كبار هٗن اْراضٍ أى تمدم الكثَر لرجال‬
‫الصناعة رؼم تولٍ بعض هى أكبر رجال الصناعة رباسة الحكوهة أكثر هى هرة‪ ،‬إذ كاى‬
‫كبار رجال الصناعة هم أنفسهم هى كبار هٗن اْراضٍ‪ ،‬كها أى الوزارات التٍ رأسها‬
‫رجال الصناعة كانت تعهل فٍ حهاَة الهلن‪ ،‬أكبر هالن عمارٌ فٍ البٗد‪.‬‬

‫ولد ظلت الهصانع تشترٌ المطى بؤسعار هتزاَدة اٖرتفاع وتتعرض لهنافسة السلع‬
‫اْجنبَة‪ ،‬فمد أؼلك فٍ الفترة هى ‪ 1948-1945‬نحو ‪ 109.715‬ألؾ هإسسة صناعَة‬

‫(‪ )9‬علً سبَل الهثال‪ :‬صبحٍ وحَدة‪ ،‬فٍ أصول الهسؤلة الهصرَة‪.‬‬
‫(‪َ )10‬هكى الولوؾ علً هطالب رجال الصناعة فٍ الفصول الثٗثة اْخَرة هى كتاب صبحٍ وحَدة سالؾ الذكر‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫هى عدد إجهالٍ بلػ ‪ 129.271‬عند انتهاء الحرب(‪ )11‬بعد تدفك السلع الهستوردة اْجود‬
‫واْرخص‪ ،‬كها كانت تدفع ضرابب هرتفعة‪.‬‬

‫وفٍ إطار الصراع حول التسام الفابض اٖجتهاعٍ طالب فرَك هى أصٗحََى بتنفَذ‬
‫عدد هى أجراءات‪ ،‬هثل إلؽاء الولؾ وتحدَد الهلكَة الزراعَة وتحدَد إَجارات اْراضٍ‬
‫وإجراء إصٗحات بأدارة الحكوهَة‪ ،‬ولد أَد جههور رجال الصناعة هذه الهطالب‪ ،‬كها‬
‫أَدتها أنتلَجَنسَا(‪ )12‬بوجه عام‪.‬‬

‫لمد وصؾ تشارلز عَسوٌ كبار هٗن اْراضٍ الهصرََى بؤنهم لد شكلوا ”طبمة‬
‫تحهل عَوب الطبمة الثرَة دوى هزاَا الطبمة الحاكهة“(‪ .)13‬وفٍ الحمَمة كانوا رؼم‬
‫الروابط الوثَمة التٍ ربطتهم بالصناعة هحط أنظار دعاة أصٗح اٖجتهاعٍ‪ .‬ورؼم أى‬
‫الصناعة لد وجدت نفسها فٍ وضع هعاد للهلكَة العمارَة الكبَرة‪ ،‬لم َستطع رجال‬
‫الصناعة فٍ الوالع رفع شعارات رادَكالَة وهعادَة لهذه الهلكَة‪ ،‬وذلن خوفاا هها لد‬
‫َترتب علً ذلن هى تحوٖت اجتهاعَة ٖ َهكى تولعها(‪.)14‬‬

‫وفٍ داخل لطاع الصناعة نفسه كاى جههور أصحاب اْسهم ؼاضباا علً كبار رجال‬
‫الصناعة هى الهلَونَرات وكبار الهدَرَى‪ .‬فالشركات اٖحتكارَة كانت تحمك اْرباح‬
‫الطابلة علً حساب الشركات الصؽَرة‪ ،‬بتحوَل جزء هى فوابضها‪ .‬إذ إى الصناعة‬
‫الهصرَة لد شهدت فٍ تلن الفترة ظاهرة فرَدة‪ ،‬هٍ احتكار أدارة‪ ،‬ففٍ أحَاى عدَدة‬
‫كاى شخص واحد َهسن بَده هجالس إدارة تصل إلً ‪ 20‬أو ‪ 30‬أو حتً ‪ 40‬شركة فٍ‬
‫آى واحد(‪.)15‬‬
‫ٍ‬

‫(‪ )11‬طارق البشرٌ‪ ،‬الحركة السَاسَة فٍ هصر ‪ ،1952-1945‬ص ‪.198‬‬


‫(‪ )12‬نمصد بأنتلَجَنسَا فٍ هذه الدراسة اْفراد الذَى َتخصصوى فٍ العهل الذهنٍ‪ ،‬أٌ الهتعلهَى‪ :‬اْطباء‬
‫والههندسَى والهحاهَى والهدَرَى والهحاسبَى والصحفََى والعلهاء والباحثَى والكتاب والفنانَى واْدباء ورجال‬
‫السَاسة ورجال أعٗم ورجال الدَى‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫(‪Charles Issawi, Egypt, An Economic and Social Analysis, p. 149 )13‬‬
‫(‪َ )14‬ذكّرنا هذا بالصراع الكبَر فٍ المرى التاسع عشر بَى البرجوازَة وكبار هٗن اْراضٍ فٍ إنجلترا حول لانوى‬
‫المهح‪ ،‬ولكى النتَجة كانت هختلفة تها اها فٍ الحالتَى‪ .‬ففٍ إنجلترا نجحت البرجوازَة فٍ كسر هَهنة هٗن اْراضٍ‪،‬‬
‫دورا حاس اها فٍ‬
‫ولكى (برجوازَتنا) لم تستطع أبداا أى تصطدم بكبار هٗن اْراضٍ وظلت الهلكَة العمارَة داب اها تلعب ا‬
‫الحَاة اٖلتصادَة والسَاسَة للبٗد‪ ،‬وظل لكب ار الهٗن هى السطوة والنفوذ ها فاق بها ٖ َمارى رجال الصناعة‪.‬‬
‫والفارق َكهى فٍ أنه فٍ بلد رأسهالٍ ٖ َهكى ولؾ زحؾ رأس الهال إلً كل المطاعات وبالتالٍ فٗ هناص هى‬
‫سَطرته الهطلمة‪ ،‬أها فٍ بلد هتخلؾ كهصر‪ ،‬فإى رأس الهال الصناعٍ َظل َعهل فمط كنمطة هرور لٓنشطة الوسَطة‪.‬‬
‫فالصناعة كرأسهال تعجز عى التحام المطاعات لبل الرأسهالَة حتً النهاَة‪ ،‬بل وتلجؤ ‪ -‬هضطرة ‪ -‬إلً ههارسة أسالَب‬
‫لبل رأسهالَة للحصول علً الفابض‪ .‬ولم تستطع الرأسهالَة الصناعَة فٍ هصر أبداا أى تخلك لنفسها حزباا سَاسًَّا‬
‫هتهَزا‪ .‬وإى فكرتنا تصبح كاهلة الوضوح حَى نكتشؾ أنه كاى ضهى هعارضٍ إلؽاء لانوى المطى (الهشابه لمانوى‬ ‫ا‬
‫المهح فٍ إنجلترا) شركات النسَج التابعة لبنن هصر‪ ،‬بحجة تحمَك الواجب الوطنٍ‪ ،‬كها رصد روبرت هابرو & سهَر‬
‫رضواى‪ ،‬التصنَع فٍ هصر (‪ ،)1973-1939‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ )15‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪14‬‬
‫وكاى أؼلب هإٖء َهلن ا‬
‫للَٗ هى اْسهم‪ ،‬وكانوا َعهلوى هى خٗل إدارتهم لهذا العدد‬
‫هى الشركات علً زَادة دخولهم واستؽٗل الشركات لهصالحهم الشخصَة‪ ،‬وفٍ هذا‬
‫كبَرا لجههور‬
‫ا‬ ‫ضررا‬
‫ا‬ ‫السَاق َفرؼوى خزانة شركة فٍ شركة أخري‪ ،‬هها سبب‬
‫الهساههَى‪ .‬ولد أدي هذا الوضع إلً عدم الثمة هى جانب جههور الهساههَى فٍ رجال‬
‫أدارة‪ ،‬فكاى الطرؾ اْول َسعً جاهداا لتوزَع أكبر نسبة هى الربح الهحمك‪ ،‬وبذلن كاى‬
‫الهساههوى َعرللوى توسع الهشارَع‪ ،‬وعلً الجانب اِخر كاى رجال أدارة َعرللوى‬
‫نهو الشركات الصؽَرة‪.‬‬

‫هكذا كانت الطبمة الهسَطرة تتفتت وتتشمك إلً كتل وجهاعات وأحزاب هتصارعة‪،‬‬
‫راح كل هنها َزاَد علً اِخر فٍ سبَل تبرَر شرعَة وجوده‪ ،‬وبلػ اْهر الهلن نفسه‬
‫ا‬
‫ههثٗ للرجل الفمَر‪ ...‬إلخ‪ .‬كها راحت اْحزاب اللَبرالَة تتنافس‬ ‫الذٌ أخذ َعلى نفسه‬
‫علً استمطاب الجهاهَر بؤٌ طرَمة‪ ،‬وراح كل فرَك َمترح التضحَة بفرَك آخر‪ ،‬ككبش‬
‫فداء للنظام ككل‪ .‬فأضرابات والصراعات اٖجتهاعَة الحادة التٍ شهدتها البٗد فٍ‬
‫الفترة هى ‪ 1952-1945‬والتٍ بلؽت حد إضراب رجال الشرطة للهرة الثانَة فٍ تارَخ‬
‫هصر الحدَث عام ‪ ،)16(1947‬لد فرضت علً الطبمة الهسَطرة ضرورة التضحَة ببعض‬
‫هكاسبها أو تمدَم كبش فداء لها ككل‪ ،‬خاصة أى لدرتها علً ههارسة المهع راحت‬
‫تضعؾ بعد هزَهة ‪ 1948‬وانتشار هشاعر التذهر داخل الجَش وبمَة أجهزة الدولة‪ .‬ولد‬
‫دفع نهو الحركة الشعبَة بالتنالضات داخل الطبمة الهسَطرة بعَداا وزاد هى حدة‬
‫الصداهات بَى هختلؾ كتلها‪ .‬وها كانت تلن الطبمة تحاول أى تتهاسن فٍ هواجهة الحركة‬
‫الوطنَة إٖ وتجد نفسها بعد للَل ولد تفككت هرة أخري‪.‬‬

‫ولد كانت اْرستمراطَة الزراعَة الهتهتعة بحهاَة السراٌ هٍ أكثر اْطراؾ هٗءهة‬
‫للتمدم علً هذبح الفداء‪ .‬ولكى لم َكى هى الهتصور أى تتطوع أعتً الفبات الهسَطرة هى‬
‫تلماء نفسها لنَل شرؾ التضحَة بالنفس هى أجل استمرار النظام‪ ،‬ولذلن كاى هى الههكى‬
‫فمط أى تتم هذه العهلَة بالموة‪.‬‬

‫وكاى للسراٌ وضع خاص فٍ خضم تلن اْزهة‪ .‬فمد كانت إحدي أهم دعابم النظام‬
‫السَاسٍ‪ ،‬وكاى الهلن َسَطر علً أحزاب اْللَة‪ ،‬أو علً اْلل َستطَع أى َستمطبها‪.‬‬
‫وكاى هو أكثر أطراؾ النظام عدا اء لٕصٗح اٖجتهاعٍ والسَاسٍ بحكم وضعه الخاص‬
‫علً رأس اْرستمراطَة العمارَة‪ ،‬بأضافة إلً ضَك أفمه الشخصٍ‪ ،‬وهى ثم عرلل‬
‫طوَٗ هحاوٖت أصٗح العدَدة التٍ طرحت داخل هعسكر النظام نفسه‪ .‬وعٗوة علً‬ ‫ا‬
‫ذلن ساههت سهعته الشخصَة السَبة فٍ إحراج هتزاَد للنظام‪ .‬ولكى لها كانت السراٌ‬
‫هٍ رهز سلطة الطبمة الهسَطرة فٍ ذلن الحَى‪ ،‬لم تكى هواجهتها هباشرةا هى جانب‬
‫دعاة أصٗح باْهر الهضهوى‪ ،‬إذ كانت ثهة هضاعفات ثورَة تبدو فٍ اْفك‪ .‬وللسبب‬
‫اْخَر بالذات وجدنا هذا الهلن َع َِّى بنفسه الوزارة التٍ أشرفت علً انتخابات ‪،1950‬‬

‫(‪ )16‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.215‬‬


‫‪15‬‬
‫وَمدهها كـ ”هدَة العَد هى الهلن إلً شعبه“(‪ .)17‬كها وجدنا وزارة الوفد‪ ،‬اٖبنة‬
‫ا‬
‫نزوٖ عى إرادة‬ ‫الشرعَة لهدَة العَد الهذكورة‪ ،‬رؼم كل ها اتخذته هى إجراءات إصٗحَة‬
‫الجهاهَر الهتهردة‪ ،‬تمؾ هستضعفة أهام السراٌ بالذات‪ ،‬بل كانت أكثر وزارات ذان‬
‫الحزب تهادناا هع الهلن‪ .‬فـ”وفد“ ‪ 1950‬الهحافظ لم َعد هو نفسه المدَم الهكافح‪ ،‬كها أى‬
‫الحركة الثورَة كانت تزداد لوة‪ .‬وفٍ الحمَمة كانت الفترة أكثر الفترات فٍ تارَخ هصر‬
‫الحدَث هٗءهة ‪ -‬حسب تمدَرنا ‪ -‬للتحوٖت الرادَكالَة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫انفجار الهسؤلة الوطنَة والصراع اٖجتهاعٍ‪:‬‬
‫تحهلت هصر خٗل الحرب خسابر فادحة‪ ،‬فوفماا لهعاهدة ‪ 1936‬لام جَش اٖحتٗل‬
‫باستخدام الهوانا والهطارات والطرق‪ ،‬وؼَرها هى هرافك البٗد‪ ،‬كها استولً علً‬
‫كهَات ضخهة هى البضابع الهنتجة هحلًَّا والتٍ لم َدفع ثهنها واعتبرت دَناا علً‬
‫الحكوهة البرَطانَة‪ .‬ولد تحهلت الطبمات اْدنً فٍ النهاَة أعباء هذه اٖلتزاهات‪ ،‬بجانب‬
‫أعباء أثراء الفاحش للطبمة الهسَطرة إباى نفس الفترة‪.‬‬

‫وكاى هى نتابج ذلن أى تصاعد السخط الشعبٍ علً اٖحتٗل‪ ،‬كها ظهرت أوهام ها لدي‬
‫لطاعات شعبَة واسعة بؤى انتصار الفاشَة كفَل بتخلَص هصر هى ثمل اٖحتٗل‪ .‬ولد‬
‫أثبتت هعاهدة ‪ 1936‬بحك أنها لم تكى لد ”عمدت هى أجل هصر“‪ ،‬حسبها ذكر النحاس‪،‬‬
‫وإنها عمدت هى أجل برَطانَا وحلَفتها فٍ الداخل‪ ،‬الطبمة الهسَطرة‪ ،‬التٍ استفادت‬
‫كثَرا هى تطبَك الهعاهدة ولت الحرب‪.‬‬
‫ا‬
‫كها أدت الحرب بهختلؾ هضاعفاتها إلً حالة هى الؽلَاى الشعبٍ ضد اٖحتٗل فٍ حد‬
‫ذاته‪ ،‬ولد جرت أثناءها احتكاكات عدَدة بَى الجهاهَر والجنود اْجانب‪ ،‬وأصبح هجرد‬
‫هثَرا ٖستفزاز شعبٍ بالػ‪.‬‬
‫ا‬ ‫وجود جَش اٖحتٗل‬

‫وبأضافة إلً أى الحرب لد دعهت هى هركز رأس الهال الصناعٍ الهحلٍ‪ ،‬فمد أدت‬
‫فٍ نفس الولت إلً نهو عدد العهال الصناعََى ونهو ثملهم فٍ الحركة الوطنَة‪،‬‬
‫هصحوباا بتدهور بالػ فٍ هستوي هعَشتهم فكانوا أكثر الفبات هعاناة أثناء الحرب(‪.)18‬‬
‫كذلن جاءت الحرب بنتَجة بالؽة اْههَة‪ ،‬هٍ نهو الوعٍ السَاسٍ لدي الهراتب‬
‫اٖجتهاعَة الفمَرة‪ ،‬وكذلن لدي الطٗب‪ ،‬وأنتلَجَنسَا‪ ،‬الموة اْهم فٍ الحركة الوطنَة‪.‬‬

‫(‪ )17‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.276‬‬


‫(‪ )18‬أشار باترَن أوبرَاى إلً أى أجر العاهل الصناعٍ الهصرٌ فٍ تلن الفترة كاى هى أكثر اْجور انخفاضاا فٍ العالم‪،‬‬
‫الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪16‬‬
‫وكانت الحرب لد أدت إلً تحسى سهعة اٖتحاد السوفَتٍ فٍ العالم وخاصة فٍ‬
‫الهستعهرات‪ ،‬باعتباره الدولة التٍ ساههت بالجهد اْكبر فٍ تحطَم الفاشَة‪ ،‬كها برز‬
‫كدولة هإَدة للحركات الَسارَة والوطنَة‪ .‬كذلن أضعفت الحرب أهبراطورَات‬
‫اٖستعهارَة المدَهة وعلً رأسها برَطانَا وفرنسا‪ ،‬هها بدا هشجعاا لطهوحات لوي أخري‬
‫سا‪ ،‬وهحلَة‪ ،‬هتهثلة فٍ هختلؾ الفبات والطبمات والموي‬‫عالهَة‪ ،‬الوَٖات الهتحدة أسا ا‬
‫السَاسَة الهحلَة‪.‬‬

‫وكاى الهلن لد تلمً فٍ حادث ‪ 4‬فبراَر ‪ 1942‬أكبر صدهة فٍ حَاته حَى فرضت‬
‫علَه الدبابات البرَطانَة حكوهة النحاس(‪ .)19‬وهنذ ذلن الحَى وهو َنتظر اللحظة التٍ‬
‫َرد فَها الصاع صاعَى لحزب اْؼلبَة‪ ،‬هى أجل استعادة سلطته التٍ داب اها ها كاى َفمد‬
‫جانباا ها ًّها هنها فٍ ظل الحكوهة الوفدَة‪ ،‬ولكٍ َستعَد هَبته أهام الشعب وتجاه اٖحتٗل‬
‫أَضاا‪.‬‬

‫أها أحزاب اْللَة فباتت تؤهل فٍ المضاء الهبرم علً الوفد بعد حادث ‪ 4‬فبراَر وطرد‬
‫هكرم عبَد‪ ،‬الرجل الثانٍ فٍ الحزب‪ ،‬وفضابح ”الكتاب اْسود“ الشهَر‪ .‬وكاى ‪ 4‬فبراَر‬
‫كثَرا‬
‫ا‬ ‫لد هس إلً حد ها احترام الوفد وسط جهاهَره‪ ،‬ولكنه ها لبث أى استرد بعد الحرب‬
‫سا ولَس بفضل نضاله‬ ‫هى نفوذه بفضل فساد وزارات أحزاب اْللَة التٍ تلته أسا ا‬
‫الخاص‪ .‬ولكى جهاهَره بعد الحرب لم تكى هٍ نفسها جهاهَره لبلها‪ ،‬فالطبمات الفمَرة‬
‫هَٗ إلً العنؾ‪ ،‬وأصبح اٖحتفاظ بتؤََدها‬ ‫هَٗ للشعارات الرادَكالَة وأكثر ا‬
‫لد باتت أكثر ا‬
‫َتطلب هى الحزب لَس فمط رفع الشعارات الوطنَة بل وتبنٍ الهطالب اٖجتهاعَة‬
‫الهتزاَدة أَضاا‪ ،‬خاصة أى الحرب لد أدت إلً تدهور هستوي هعَشة الطبمات اْدنً‬
‫كثَرا هى الهساوهات فٍ نظر هذا الجههور‬ ‫ا‬ ‫بشدة‪ .‬كذلن لم تعد الهسؤلة الوطنَة تمبل‬
‫الهتهرد بعدها كلفه اٖحتٗل الكثَر هى التضحَات واِٖم ولت الحرب‪.‬‬

‫فٍ ذات الولت كاى الوفد لد صار أكثر هحافظةا هى ذٌ لبل‪ ،‬فمد سَطرت اْرستمراطَة‬
‫العمارَة علً لَادته بعد ”إنجاز“ هعاهدة ‪ ،1936‬ولذلن بات علَه لكٍ َحتفظ بنفوذه فٍ‬
‫الشارع أى َكبح ا‬
‫أوٖ جهاح نفسه‪ ،‬أٌ أى َتجاوز الهَول الهحافظة لمَاداته‪ ،‬وَتهسن‬
‫بشعاراته الشعبوَة‪ .‬وهذه هسإولَة هى نوع جدَد‪.‬‬

‫أها الطبمة الهسَطرة ككل فمد ظهرت لدَها بعد الحرب طهوحات جدَدة فَها َختص‬
‫بالهسؤلة الوطنَة التٍ كانت داب اها هى وجهة نظرها هسؤلة اٖستمٗل السَاسٍ بشكل‬
‫جوهرٌ‪ ،‬وراحت تطالب برَطانَا الهنهكة بجزء جدَد هى الكعكة‪ ،‬ولد وجدت فٍ اشتعال‬
‫الحركة الوطنَة فرصة للضؽط علً برَطانَا لتحمَك لدر أكبر هى اٖستمٗل السَاسٍ‪.‬‬

‫(‪ )19‬تفاصَل الهوضوع فٍ‪:‬‬


‫‪ -‬هحهود هتولٍ‪ ،‬حادث ‪ 4‬فبراَر سنة ‪ 1942‬فٍ التارَخ الهصرٌ الهعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم أنَس‪ 4 ،‬فبراَر ‪ 1942‬فٍ تارَخ هصر السَاسٍ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫علً ضوء هذا الوضع الجدَد والهعمد‪ :‬الهزاج الثورٌ اِخذ فٍ التصاعد لدي‬
‫الجهاهَر‪ ،‬واٖنمسام الذٌ َزداد عهماا بَى الفبات الهسَطرة‪ ،‬والضعؾ الواضح لٗستعهار‬
‫البرَطانٍ‪ ،‬باتت لعبة الصراع علً الساحة الهصرَة أكثر تعمَداا‪ .‬فاهتدت لتشهل هحاور‬
‫عدة‪ ،‬فالهسؤلة الوطنَة بالؽة التفجر‪ ،‬والهسابل اٖجتهاعَة لد أصبحت علً جدول أعهال‬
‫الهثمفَى والعهال‪ ،‬ثم الفٗحَى بعد ذلن وإى بشكل هحدود‪ ،‬ولد ظلت هسؤلة الدَ ُهمراطَة‬
‫هٍ الشؽل الشاؼل للوفد‪ْ ،‬نها وحدها التٍ تضهى لـه الحكوهة‪ ،‬كها باتت الهزاَدة‬
‫السَاسَة بَى هختلؾ أحزاب الطبمة الهسَطرة وسَلة أساسَة للصراع فَها بَنها‪.‬‬

‫واْهر اْهم علً صعَد هوازَى الموي السَاسَة الهحلَة أى لوي جدَدة تعبر عى‬
‫كبَرا‪ ،‬أههها الهنظهات‬
‫ا‬ ‫أنتلَجَنسَا لد دخلت لعبة الصراع‪ ،‬بل واتسع نفوذها اتساعاا‬
‫أسٗهَة‪ ،‬والهنظهات الهاركسَة‪ ،‬وحزب هصر الفتاة‪ ،‬والطلَعة الوفدَة‪.‬‬

‫وحَى التربت الحرب هى نهاَتها بدأ الصراع علً السلطة بَى هختلؾ أجنحة الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ .‬فهع هدوء حدة الهعارن والتراب هزَهة ألهانَا أصبح هى الههكى للهلن‪ ،‬بعد‬
‫أخذ هوافمة برَطانَا فَها َبدو‪ ،‬أى َمَل حكوهة النحاس التٍ كاى ربَسها َتعهد استفزاز‬
‫هستؽٗ حهاَة برَطانَا‪ ،‬وتم له ها أراد فٍ أواخر ‪ ،)20(1944‬فمام بتعََى أحهد‬
‫ا‬ ‫الهلن‬
‫سا للوزراء‪ ،‬فشكل وزارته هى السعدََى واْحرار الدستورََى والكتلة الوفدَة‬ ‫هاهر ربَ ا‬
‫(حزب هكرم عبَد) والحزب الوطنٍ‪ ،‬وأعلى عى هوعد لٗنتخابات العاهة لتشكل هجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫أها الوفد فمد استبعد بالطبع هى الوزارة الجدَدة‪ ،‬وكاى هى الهتَمى أى وزارة أحهد‬
‫هاهر سوؾ تموم بتزوَر اٖنتخابات‪ ،‬فطالب بإجراء اٖنتخابات تحت إشراؾ حكوهة‬
‫هحاَدة‪ ،‬ولكنه فٍ النهاَة اضطر إلً هماطعتها‪.‬‬

‫تشكلت الوزارة الجدَدة إذى برباسة أحهد هاهر باشا (الحزب السعدٌ) الذٌ لم َههله‬
‫الوطنَوى فتم اؼتَاله عام ‪ 1945‬فٍ ذات الَوم الذٌ لرر فَه إعٗى الحرب علً ألهانَا‪.‬‬
‫ولد أعلنت الوزارة الجدَدة تهسكها بهعاهدة ‪ 1936‬وبالتفاهم‪ ،‬أٌ التحالؾ هع برَطانَا‪،‬‬
‫بدٖ هى اٖحتٗل‬‫خاصة أى اْخَرة لد راحت بعد الحرب تهَل إلً تبنٍ فكرة التحالفات ا‬
‫العسكرٌ لتوفَر النفمات‪ ،‬إٖ أنها اضطرت ٔطٗق بعض الحرَات الدَ ُهمراطَة التٍ لهعت‬
‫بشدة خٗل الحرب حَى بدا أنه ٖ َوجد هبرر ٖستهرار العهل باْحكام العرفَة‪ .‬وعلً أثر‬
‫ذلن انفجرت حركة احتجاج شعبَة هابلة علً وجود اٖحتٗل‪ ،‬وعلً هعاهدة ‪،1936‬‬
‫وعلً إعٗى الحكوهة هوافمتها علً فكرة التحالؾ هع برَطانَا‪.‬‬

‫وفٍ همابل هولؾ الوزارة طالبت الموي الوطنَة وحزب الوفد بعرض لضَة احتٗل‬
‫هصر علً هجلس اْهى‪ .‬وكاى اٖتحاد السوفَتٍ فٍ ذلن الولت َساوم بلداى الؽرب علً‬
‫اٖنسحاب هى إَراى علً أى تجلو برَطانَا وفرنسا هى هصر وسورَا ولبناى‪ ،‬وكاى‬

‫(‪ )20‬انظر‪ :‬كهال عبد الرإوؾ‪ ،‬الدبابات حول المصر‪ ،‬هذكرات لورد كَلرى عى ‪ 4‬فبراَر ‪ ،1942‬ص ص ‪.112-110‬‬
‫‪18‬‬
‫الوجود السوفَتٍ ٖ َزال لوًَّا فٍ إَراى‪ ،‬والحزب الشَوعٍ واسع النفوذ فٍ الَوناى‪.‬‬
‫ولد انتهزت سورَا ولبناى الفرصة ولاهتا بعرض لضَة اٖحتٗل علً هجلس اْهى‬
‫وتهت التسوَة لصالحهها‪ .‬أها وزارة السعدََى فٍ هصر اْكثر لدرة فٍ الحمَمة علً‬
‫تهثَل الطبمة الهسَطرة‪ ،‬بخٗؾ الوفد اْكثر ارتبا اطا بالجهاهَر وبالتالٍ اْكثر لابلَة‬
‫لٗستجابة لضؽطها‪ ،‬فكانت تري أى الحل الهثالٍ هو تحمَك اٖستمٗل هع أبماء علً‬
‫شكل هى أشكال التحالؾ هع برَطانَا‪.‬‬

‫لام النمراشٍ الذٌ حل هحل أحهد هاهر بتمدَم هذكرة للحكوهة البرَطانَة فٍ دَسهبر‬
‫‪ 1945‬تتضهى طلباا بإعادة النظر فٍ هعاهدة ‪ 1936‬هع تلهَح لفكرة التحالؾ هع‬
‫برَطانَا‪ ،‬ولكى كاى رد الحكوهة البرَطانَة هخَ ابا ِهال النمراشٍ‪ .‬وكانت الهذكرة لد‬
‫سرا‪ ،‬وكذلن كاى الرد‪ ،‬إٖ أى أخبار كل هنهها لد تسربت إلً الشارع‪ ،‬هها أجبر‬ ‫أرسلت ًّ‬
‫الحكوهة فٍ النهاَة علً نشرهها‪ ،‬لتنفجر هظاهرات عارهة ضد الحكوهة‪ ،‬ولتجرٌ‬
‫هصادهات واسعة النطاق‪ ،‬كاى هى ضهنها هعركة كوبرٌ عباس الشهَرة‪ .‬وتبع ذلن‬
‫سا للوزارة الجدَدة(‪.)21‬‬
‫استمالة النمراشٍ هى الوزارة بَنها عَّى إسهاعَل صدلٍ ربَ ا‬
‫وفٍ هحاولة ٖستمطاب الجهاهَر الثابرة‪ ،‬طرح الوفد شعار ”وحدة وادٌ النَل“ كحل‬
‫للهسؤلة السودانَة‪ ،‬وشعار إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬الذٌ َعنٍ الجٗء التام‪ .‬واْهم هى ذلن‬
‫أى الحزب لد ركز علً ضرورة إجراء انتخابات جدَدة حرة تحت إشراؾ حكوهة هحاَدة‪.‬‬
‫وسوؾ نري فَها بعد كَؾ كلفته هذه الشعارات ثهناا باه ا‬
‫ظا‪.‬‬

‫أها خطة الموي الوطنَة‪ ،‬باستثناء التَار أسٗهٍ‪ ،‬فكانت تتلخص فٍ تهكَى الوفد هى‬
‫الوصول إلً السلطة هى أجل تحمَك هذه الشعارات‪ ،‬أو علً اْلل هى أجل عرض المضَة‬
‫علً هجلس اْهى‪ .‬بل كاى ضهى شعارات الحركة الدَ ُهمراطَة للتحرر الوطنٍ (حدتو)‬
‫وهٍ أكبر التنظَهات الشَوعَة ولتها‪ :‬هعارضة هجلس اْهى خَانة‪ ،‬اعتماداا بؤى هجرد‬
‫وجود اٖتحاد السوفَتٍ بالهجلس َعد ضهاناا ٖنتصار هصر(‪.)22‬‬

‫ولد لاهت حكوهة صدلٍ التٍ تلت حكوهة النمراشٍ بإطٗق هزَد هى الحرَات‬
‫السَاسَة لتحسَى صورة الحكوهة هى جهة‪ ،‬وٖستخدام حركة الجهاهَر فٍ الهفاوضات‬
‫الهرتمبة هع الهستعهرَى هى جهة أخري‪ ،‬إذ كاى صدلٍ لد لرر الدخول فٍ هفاوضات هع‬
‫برَطانَا بهدؾ حل الهسؤلتَى الهصرَة والسودانَة‪.‬‬

‫وكاى أول رد فعل للجهاهَر علً أثر إطٗق الحرَات هو التظاهر ضد حكوهة صدلٍ‬
‫نفسها‪ ،‬هطالبة بتوزَع عادل للثروة الوطنَة وبالجٗء التام لجَش اٖحتٗل وعرض‬

‫(‪ )21‬راجع التفاصَل‪ :‬فٍ طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك ص ص ‪ ،91-86‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪،‬‬
‫الجزء (‪ ،)1‬ص ص ‪.96-88‬‬
‫(‪ )22‬انظر تفصَٗت أخري فٍ كتاب طارق البشرٌ سابك الذكر‪ ،‬وفٍ‪ :‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪-1950‬‬
‫‪.1957‬‬
‫‪19‬‬
‫المضَة الوطنَة علً هجلس اْهى‪ .‬كها تشكلت ”اللجنة الوطنَة للعهال والطلبة“‬
‫واستهرت الهظاهرات أَا اها عدَدة‪ .‬إٖ أى صدلٍ لد لرر بدء التفاوض أثناء الهظاهرات‬
‫لعله َستفَد هنها‪.‬‬

‫وفٍ همابل خطة صدلٍ أبدت بعض الدوابر البرَطانَة حرصها علً أى تتم الهفاوضات‬
‫هع حكوهة تتهتع بنفوذ شعبٍ هلهوس‪ ،‬أٌ هع حزب الوفد‪ .‬وكهناورة لام صدلٍ بعرض‬
‫اشتران الحزب بعضوَى ولكى هصطفً النحاس رفض الفكرة وعرض عدة شروط‬
‫للدخول فٍ الهفاوضات‪:‬‬

‫‪ - 1‬أى تتم الهفاوضات بؽض النظر عى هذكرة النمراشٍ سابمة الذكر‪.‬‬

‫‪ - 2‬أى َكوى لحزب الوفد أؼلبَة فٍ وفد الهفاوضات‪.‬‬

‫‪ - 3‬حل هجلس النواب بعد انتهاء الهفاوضات وإجراء اٖنتخابات تحت إشراؾ حكوهة‬
‫هحاَدة‪.‬‬

‫وأهام هذه الشروط راح صدلٍ َهاجم الوفد بشدة‪ ،‬بَنها تم تشكَل وفد الهفاوضات هى‬
‫أحزاب اْللَة وسط هعارن إعٗهَة حادة بَى حزب الوفد والحكوهة‪ ،‬وهظاهرات احتجاج‬
‫واسعة وعنَفة أثبتت لصدلٍ‪ ،‬ولكى لَس للنحاس بعد‪ ،‬أى لعبة استؽٗل الحركة‬
‫الجهاهَرَة لم تعد هجدَة‪ .‬إذ إى الظروؾ التٍ كانت تسهح بذلن فٍ الهاضٍ لد ولت‪،‬‬
‫هذعورا عى ”تجربته الدَ ُهمراطَة“ ‪ -‬إذا ها استخدهنا‬
‫ا‬ ‫ولذا سرعاى ها تراجع هذا‬
‫(‪)23‬‬
‫هصطٗحات العصر الحالٍ ‪ -‬فؤصدر لانوى ”حهاَة النظام اٖجتهاعٍ“ ‪ ،‬ذلن المانوى‬
‫الذٌ لم تجرإ أٌ حكوهة هصرَة بعد ذلن علً إلؽابه‪ ،‬وَتضهى تشدَد العموبات الجنابَة‬
‫بدعوي حهاَة النظام اٖجتهاعٍ ضد اْفكار الشَوعَة‪ .‬ودخل الهفاوضات بعد اتخاذ‬
‫إجراءات لهع بالؽة العنؾ ضد الجهاهَر الثابرة‪ ،‬وضد الصحافة‪ .‬وانتهت الهفاوضات‬
‫الهرجوة بهشروع صدلٍ ‪ -‬بَفى‪ ،‬الهعروؾ‪ ،‬ولد نص علً تشكَل لجنة للدفاع الهشترن‬
‫واستهرار نظام أدارة بالسوداى كها هو(‪.)24‬‬

‫وكاى رد الوفد علً صدلٍ ‪ -‬بَفى أى أعلى أى صدلٍ لى َنجح فٍ تنفَذ أٌ اتفاق وٖ‬
‫فٍ إجراء أٌ حل للهسؤلة الوطنَة‪ ،‬هنادَاا هرة أخري بانتخابات حرة‪ ،‬تإدٌ كالعادة إلً‬
‫حكوهة وفدَة‪ ،‬كها راح النحاس َتمرب بهدوء هى عدو اْهس‪ :‬الهلن‪.‬‬

‫أها الموي الوطنَة فؤعلنت هولفها الهلخص فٍ إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬وعرض المضَة‬
‫علً هجلس اْهى‪ .‬وفٍ هواجهة اتفاق صدلٍ ‪ -‬بَفى جرت أعهال عنؾ جهاهَرَة بالؽة‬

‫(‪ )23‬انظر التفاصَل فٍ‪ :‬كتاب طارق البشرٌ السابك الذكر‪ ،‬ص ص ‪.130-116‬‬
‫)‪(24‬‬
‫تجد التفاصَل الكاهلة فٍ‪ :‬المضَة الهصرَة ‪ ،1954-1882‬ص ص ‪.536-533‬‬
‫‪20‬‬
‫اٖتساع واجهتها هوجه هى المهع‪ ،‬وهع ذلن لم تنسحب الجهاهَر هى الشوارع إٖ بعد‬
‫استمالة إسهاعَل صدلٍ‪.‬‬

‫تحمك لهصلحة أنتلَجَنسَا والطبمات اْدنً هدؾ هام حتً استمالة صدلٍ‪ ،‬هو هنع‬
‫إلاهة حلؾ دفاعٍ هع برَطانَا‪ ،‬وهو الهدؾ اْساسٍ لٓخَرة هى عمد أٌ اتفاق هع‬
‫هصر فٍ ذلن الولت‪ ،‬فمطع الشعب بذلن علً الكتلة اْكثر هحافظة هى الطبمة الهسَطرة‬
‫طرَك حل الهسؤلة الوطنَة لحسابها الخاص‪ .‬ولد أثبتت حكوهات أحزاب اْللَة حتً اِى‬
‫عجزها عى تنفَذ أٌ اتفاق هع برَطانَا وأعلنت الصحافة البرَطانَة ذلن بوضوح‪ ،‬كها‬
‫بدأت الحكوهة البرَطانَة نفسها تعرب عى رؼبتها فٍ التفاوض هع حكوهة همبولة هى‬
‫الشعب‪ .‬هكذا بدت أحٗم الوفد لرَبة الهنال‪ .‬إٖ أى الهلن كاى ٖ َزال هصه اها علً تحطَم‬
‫هذا الحزب بالذات‪ ،‬فسلم الوزارة إلً النمراشٍ هرة أخري‪.‬‬

‫لرر النمراشٍ‪ ،‬بتؤََد الهلن‪ ،‬طرح فكرة إعادة الهحادثات هع برَطانَا ولكى علً‬
‫أساس تعدَل اٖتفاق علً حل هسؤلة السوداى وبذلن َكوى ‪ -‬حسب تصوره ‪ -‬لد حمك أحد‬
‫أهم أهانٍ الحركة الوطنَة وسحب البساط هى تحت ألدام حزب الوفد ولو جزبًَّا‪ .‬إٖ أنه لم‬
‫َفكر فٍ إعادة التفاوض حول هسؤلة التحالؾ‪ .‬ولد ظلت هذه الهسؤلة تشكل نمطة ضعؾ‬
‫كبَرة فٍ خطته‪ ،‬استؽلها الوفد فٍ تحرَض الجهاهَر ضده‪ .‬وفٍ هواجهة هطالب التعدَل‬
‫الهذكورة‪ ،‬اتخذت برَطانَا هولع الهدافع عى حموق السودانََى فٍ هواجهة ها أسهته‬
‫بؤطهاع هصر اٖستعهارَة فٍ السوداى‪ ،‬وذلن فٍ هحاولة ٔحراج حكوهة النمراشٍ‪ ،‬وردًّا‬
‫علً تشبث الهلن بعدم عودة الوفد تبنت برَطانَا لضَة الدَ ُهمراطَة فٍ هصر‪ ،‬فراحت‬
‫تهاجم حكوهة النمراشٍ وتدعو علناا إلً عودة الوفد‪ .‬وفٍ هواجهة ذلن لام الهلن بتعََى‬
‫سا للدَواى الهلكٍ وهو الهعروؾ بعدابه الشدَد‬ ‫إبراهَم عبد الهادٌ (الحزب السعدٌ) ربَ ا‬
‫لحزب الوفد‪.‬‬

‫أها فٍ هعسكر الحركة الوطنَة فمد استهرت الهظاهرات وحركات اٖحتجاج رافعة‬
‫شعارها الخاص بالسوداى‪ :‬وحدة وادٌ النَل‪ ،‬الذٌ اكتسب شعبَة هابلة فٍ هصر‬
‫والسوداى ه اعا‪ ،‬واستهرت تتهسن بعرض المضَة الوطنَة علً هجلس اْهى‪.‬‬

‫إزاء هذا كله‪ :‬تشدد كل هى برَطانَا والحركة الوطنَة‪ ،‬لرر النمراشٍ المَام بعرض‬
‫المضَة علً هجلس اْهى للتخلص هى الضؽط الشعبٍ ؤحراج برَطانَا فٍ ذات الولت‪،‬‬
‫آهٗ فٍ كسب الوَٖات الهتحدة إلً صفه(‪ ،)25‬وعلً أساس أنه‪ ،‬فٍ أسوأ اٖحتهاٖت‪ ،‬أٌ‬ ‫ا‬
‫فشل هجلس اْهى فٍ تمدَم حل للهسؤلة الهصرَة‪َ ،‬كوى لد أحبط الحركة الوطنَة وهزم‬
‫طلبها‪ ،‬فتعود الجهاهَر إلً الهدوء‪..‬‬

‫(‪ )25‬فٍ فترة ها بعد الحرب الثانَة راحت الطبمة الهسَطرة تحاول استؽٗل التنالض بَى برَطانَا والوَٖات الهتحدة‪،‬‬
‫فرحبت بدخول رأس الهال اْهرَكٍ وراحت تتمرب هى الوَٖات الهتحدة فٍ هحاولة لتموَض النفوذ البرَطانٍ‪ .‬وعلً‬
‫سبَل الهثال خرجت هصر هى كتلة اٖسترلَنٍ عام ‪ 1947‬لكٍ ترتبط بالدوٖر الذٌ أصبح العهلة العالهَة هنذ ‪1944‬‬
‫(ظل هرتب ا‬
‫طا باٖسترلَنٍ عهلًَّا حتً ‪ 1962‬حَث تم هنذبذ ربطه بالدوٖر)‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫أها برَطانَا فمد أصرت علً استهرار هعاهدة ‪ 1936‬بَنها لم َعد هجلس اْهى بمادر‬
‫علً تمدَم شٍء لهصر‪ .‬إذ كاى اٖتحاد السوفَتٍ لد انسحب هى إَراى وهدأت اْحوال فٍ‬
‫الَوناى ولم َعد هنان هبرر لدي برَطانَا لتمدَم تنازٖت‪ ،‬خاصة أنها كانت لد نسمت‬
‫هصالحها فٍ الشرق اْوسط هإلتاا وإلً حد ها هع الوَٖات الهتحدة‪ ،‬ولم تكى علً أٌ‬
‫استعداد لترن لاعدتها فٍ هصر‪ ،‬بعد أى أصبحت فلسطَى هى الناحَة الفعلَة تحت‬
‫السَطرة الصهَونَة والتربت نهاَة اٖحتٗل البرَطانٍ لها‪.‬‬

‫ولم َكى هى السهل أى تفوت هناورة النمراشٍ علً الحركة الوطنَة‪ .‬فؤعلنت اْخَرة‬
‫فٍ صحفها وهظاهراتها وهإتهراتها أى عرض المضَة علً هجلس اْهى َتطلب ا‬
‫أوٖ‬
‫إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬واتفالَتٍ ‪ 1899‬الخاصتَى بالسوداى‪ ،‬وإلؽاء اتفاق صدلٍ ‪ -‬بَفى‪،‬‬
‫وهكذا بلؽت الهعركة هستوي جدَداا هى التوتر‪.‬‬

‫أها حزب الوفد فؤعلى رفضه لهبدأ التحالؾ وهاجم النمراشٍ داعَاا إلً انتخابات حرة‪،‬‬
‫حَث إى الحكوهة ٖ تهثل اْهة‪ ،‬كها ادعً‪.‬‬

‫وسارت سلسلة جدَدة هى الهظاهرات‪ ،‬كها نشطت هى جدَد هوجات هى العنؾ‬


‫الجهاهَرٌ والمهع الهضاد‪ ،‬هها أجبر برَطانَا علً سحب لواتها هى الماهرة‬
‫وأسكندرَة هكتفَة بالتهركز فٍ هنطمة المناة هع تهلَل حكوهة النمراشٍ‪ ،‬بَنها استهرت‬
‫الجهاهَر فٍ هجوهها علً لوات اٖحتٗل الهنسحبة والتظاهر العنَؾ ضد الحكوهة‪.‬‬

‫وبعد تلكإ طوَل لام النمراشٍ بتمدَم هذكرة إلً هجلس اْهى فٍ َولَو ‪1947‬‬
‫ههاج اها اٖستعهار بعنؾ ؼرَب علً رجل هثل زعَم الحزب السعدٌ‪ ،‬وذلن إرضا اء‬
‫للجهاهَر‪ ،‬بَنها استؽلت برَطانَا هسؤلة السوداى لهواجهة هجوم النمراشٍ بفضح ها‬
‫أسهته باْطهاع اٖستعهارَة لهصر فٍ السوداى‪ .‬أها هحاولة اْخَر لكسب ود الوَٖات‬
‫الهتحدة فلم تكى ناجحة علً أطٗق(‪ ،)26‬وانتهً اْهر بفشل الهجلس فٍ اتخاذ أٌ لرار‬
‫بصدد المضَة‪ .‬وهكذا ظى النمراشٍ أنه رؼم فشل اللجوء إلً الهجلس لد لدم للحركة‬
‫الوطنَة ها أرادت‪ .‬ولكى النتابج كانت هؽاَرة لها تولع تها اها‪ ،‬فاشتعلت البٗد بالهظاهرات‬
‫وأصبحت حكوهة اْللَة الهإَدة هى لبل الهلن عاجزة عى المَام بهزَد هى الهبادرات‪،‬‬
‫وبدأت هرحلة جدَدة هى الصداهات العنَفة بَى الجهاهَر ولوات الشرطة علً نطاق‬
‫واسع‪.‬‬

‫ولد شهدت الفترة التالَة سلسلة هى أضرابات ذات الطابع اٖلتصادٌ والنمابٍ‪ ،‬كاى‬
‫آخرها إضراب رجال البولَس فٍ سبتهبر ‪ 1947‬الذٌ هز هَبة النظام كله وتسبب فٍ‬
‫شلل بالػ لجهاز الشرطة‪.‬‬

‫(‪ )26‬انظر تفاصَل ذلن فٍ طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.152-151‬‬
‫‪22‬‬
‫كها شهدت الفترة نفسها تصاعداا ْعهال أرهاب‪ ،‬خاصة هى جانب جهاعة أخواى‬
‫الهسلهَى‪.‬‬

‫ولكى جاءت أزهة فلسطَى لتنمذ النظام هى حالة فوضً لم َكى لَعرؾ هداها‪ .‬فمد‬
‫أعلنت برَطانَا عام ‪ 1947‬عى اعتزاهها سحب لواتها هى فلسطَى‪ ،‬بَنها كانت‬
‫أهرا‬
‫الهصادهات بَى العرب والصهاَنة لد بلؽت الذروة‪ ،‬وأصبح إعٗى لَام دولة َهودَة ا‬
‫وشَكاا‪ .‬ثم صدر لرار اْهم الهتحدة بتمسَم فلسطَى فٍ أكتوبر عام ‪ ،1947‬وتٗه إعٗى‬
‫لَام دولة إسرابَل فٍ ‪ 15‬هاَو ‪.1948‬‬

‫وكاى الشعور الموهٍ العربٍ لد بدأ َنبثك فٍ هصر حثَثاا هنذ ها بعد الحرب العالهَة‬
‫الثانَة‪ ،‬وحفز تصاعد الهسؤلة الفلسطَنَة هى اهتهام الجهاهَر فٍ هصر بهسؤلة الموهَة‬
‫العربَة‪ ،‬وإى لم َإد ذلن إلً تكوى حزب سَاسٍ علً شاكلة البعث‪ ،‬كها لم تتبى‬
‫الهنظهات الشَوعَة تلن المضَة باستثناء بماَا الحزب الشَوعٍ الهصرٌ المدَم‬
‫(‪ ) 1921‬الضعَفة خٗل الثٗثَنات‪ .‬ولكى الشعور باٖنتهاء العربٍ كاى لد بدأ فٍ التؽلؽل‬
‫انتصارا‬
‫ا‬ ‫فٍ وجداى الجهاهَر التٍ باتت تري فٍ اٖنتصار الوشَن للصهَونَة فٍ فلسطَى‬
‫لٗستعهار الذٌ كانت ٖ تزال تحاربه فٍ هصر‪ ،‬عٗوة علً أى إخوة عرباا كانوا َذبحوى‬
‫وَشردوى وَطردوى هى دَارهم‪ .‬ولد لعب حزب ”هصر الفتاة“ وجهاعة ”أخواى‬
‫الهسلهَى“ الدور اْساسٍ فٍ الدعوة لهحاربة الصهَونَة وهساعدة الفلسطَنََى‪ ،‬بَنها‬
‫وجدنا أكبر الهنظهات الشَوعَة تإَد تمسَم فلسطَى وتعارض دخول هصر الحرب عام‬
‫‪ 1948‬باٖستناد إلً تحلَلها للصهَونَة‪ ،‬رؼم رفضها وهحاربتها لها أَضاا‪ .‬أها حزب‬
‫اْؼلبَة فلم تكى المضَة الفلسطَنَة هدرجة علً جدول أعهاله‪ ،‬واكتفٍ بتؤََد نظرٌ‬
‫للكفاح ضد الصهَونَة عهو اها‪ ،‬وفَها بعد أَد دخول الحرب ضد إسرابَل‪.‬‬

‫ولد جاء إعٗى لَام إسرابَل لَشعل الهنطمة كلها‪ ..‬وكانت الحرب‪.‬‬

‫اشتعلت فٍ هصر الحركة الوطنَة بشكل لم َسبك له هثَل‪ ،‬فها هو انتصار كبَر جدَد‬
‫لٗستعهار‪ ،‬فماهت الهظاهرات الهعادَة لٗستعهار والصهَونَة‪ ،‬واشتدت الدعوة للحرب‪،‬‬
‫ولاهت جهاعة أخواى الهسلهَى وجهاعات هى صؽار الضباط الوطنََى بههارسة نشاط‬
‫هسلح ضد الَهود فٍ فلسطَى‪ ،‬وبات هى الواضح أى الشعب والجَش هصههاى علً‬
‫الحرب رضَت الحكوهة أم أبت(‪.)27‬‬

‫أها الهلن‪ ،‬فمد وجد فٍ كل ذلن فرصة ذهبَة ٖسترداد هَبته الهفمودة فٍ الداخل‬
‫وٖكتساب شعبَة فٍ الهنطمة العربَة‪ .‬وكاى لد بدأ َبحث له عى دور عربٍ بعد الحرب‬
‫العالهَة الثانَة هع اشتعال حركة الموهَة العربَة‪ ،‬لتعزَز نفوذه فٍ الداخل فٍ هواجهة‬

‫(‪ )27‬انظر تفصَٗت ذلن فٍ‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)1‬ص ص ‪.124-122‬‬
‫‪23‬‬
‫الوفد‪ ،‬كها أى هنافسَه الربَسََى فٍ العالم العربٍ‪ ،‬وهها هلكا العراق واْردى كاى هى‬
‫الهحتهل أى َتدخٗ أَضاا(‪.)28‬‬
‫ا‬
‫هحاوٖ‬ ‫أعلى الهلن دخول الحرب بدوى علم ربَس وزرابه‪ ،‬فؤهر بتحرن الجَش‪،‬‬
‫اكتساب شرؾ الوطنَة علً حساب وزارته وعلً حساب جَشه الضعَؾ‪ ،‬ولم تجد‬
‫هفرا هى تؤََد‬
‫الوزارة بداا هى تؤََد الهلن رؼم عدم دستورَة لراره‪ ،‬كها لم َجد الوفد ًّ‬
‫الحرب‪.‬‬

‫أها برَطانَا فلم تكى تستطَع رؼم احتٗلها لهصر أى تمؾ ضد الهشاعر الموهَة‬
‫الهلتهبة‪ ،‬وهٍ علً العهوم لم تساعد بمدر ههم أًَّا هى الطرفَى‪ :‬العرب والصهاَنة‪.‬‬

‫كذلن كاى إعٗى الحرب فرصة للطبمة الهسَطرة ولموات اٖحتٗل لفرض اْحكام‬
‫العرفَة وتجهَد الصراع اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫وفٍ هذه الظروؾ راحت الجهاهَر تتمبل اْحكام العرفَة بكل رضا‪ .‬ولمد بدا أى اْهور‬
‫تسَر حتً اِى لصالح الطبمة الهسَطرة‪ .‬ولم َنس الوفد أى َضَؾ لمبوله باْحكام‬
‫العرفَة شر ا‬
‫طا دَ ُهمراطًَّا‪ّ ،‬أٖ تستخدم هذه اْحكام إٖ فٍ الؽرض الذٌ فرضت هى أجله‪.‬‬

‫حفزت الحرب نشاط جهاعة أخواى الهسلهَى وحزب هصر الفتاة وإحدي الهنظهات‬
‫الهاركسَة (طلَعة العهال والفٗحَى)‪ ،‬ولد هارست هذه التنظَهات نشا اطا جهاهَرًَّا‬
‫ا‬
‫هابٗ للهشاعر الوطنَة‪.‬‬ ‫واسعاا‪ ،‬خاصة أى الحرب لد ألهبت الجهاهَر وأثارت فوراناا‬

‫ولكى انتهت الحرب نهاَتها الهعروفة‪ .‬ولد كشفت أدارة السَاسَة والعسكرَة‬
‫سا‬
‫للهعارن عى فساد عظَم فٍ جهاز الدولة‪ ،‬كها تعلهت الجهاهَر والموي الوطنَة در ا‬
‫أساسًَّا‪ ،‬أنها هزهت ْنها لم تحارب تحت لوابها الخاص‪ ،‬وأى تحرَر فلسطَى ٖبد أى َهر‬
‫بتحرَر هصر هى اٖستعهار وهى حلفابه‪ .‬وكاى ضهى أهم نتابج الهزَهة هزَد هى‬
‫اٖستمطاب السَاسٍ‪ ،‬فجهاعة أخواى الهسلهَى التٍ طالها ولفت هع حكوهات وأحزاب‬
‫اْللَة فٍ ‪ 1947-46‬وجدت فٍ الحرب فرصة لتموَة جهازها العسكرٌ‪ ،‬وتدرَب‬
‫اِٖؾ هى أفرادها علً استعهال السٗح‪ ،‬وتخزَى كهَات كبَرة هنه‪ .‬كها بدأت لواعدها‬
‫حهلة إرهاب واسعة ضد الهنشآت والعناصر الَهودَة طوال فترة الحرب وبعدها‪ .‬ولد‬
‫لوبل عنفها بمهع شدَد هى لبل حكوهة النمراشٍ التٍ اضطرت فٍ النهاَة إلً إصدار‬
‫لرار بحل الجهاعة فٍ دَسهبر ‪ ،1948‬وذلن ٔجبار أفرادها علً التولؾ‪ .‬إٖ أى هذا‬
‫المرار لد أدي إلً تصعَدها ْعهال العنؾ أكثر وأكثر‪.‬‬

‫وأخَرا اؼتَل النمراشٍ وحسى البنا‪ ،‬وجرت حهلة تنكَل بشعة ضد أفراد الجهاعة هى‬
‫ا‬
‫لبل حكوهة إبراهَم عبد الهادٌ الذٌ حل هحل النمراشٍ‪.‬‬

‫(‪ )28‬دافَد داوننج ‪ -‬جارٌ هَرهاى‪ ،‬حرب بٗ نهاَة وسٗم بٗ أهل‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪24‬‬
‫كها اتسعت خٗل وبعد الحرب صفوؾ ”الطلَعة الوفدَة“‪ ،‬الجناح الَسارٌ للوفد‬
‫(هعظم لواعد الحزب)‪ .‬ولد راحت هذه الطلَعة تحاصر لَادة الحزب نفسها‪ .‬كها عاد هى‬
‫ساحة الحرب صؽار الضباط ههزوهَى هحبطَى وهم َشعروى بؤنهم لد دفعوا أرواح‬
‫زهٗبهم ثهناا لهإاهرات رخَصة وأٖعَب سَاسَة طرحت تحت شعارات برالة‪ .‬واْهم هى‬
‫ذلن أنهم بدأوا َشعروى بؤنهم هجرد أداة فٍ َدٌ نظام ها َنفن َضعؾ‪ ،‬لمد بدأوا‬
‫َشعروى بؤنه ٖ َنبؽٍ علَهم أى َضعوا أنفسهم تحت إهرة نظام ههترئ‪ ،‬بل بدأوا‬
‫َشعروى أنهم أحك بؤى َصبحوا الَد المابضة‪ .‬ولد كانت الحرب والهزَهة صدهة كبَرة‬
‫لشباب الضباط‪ ،‬وهنذ ذان الحَى بدأوا َنخرطوى بؤذهانهم فٍ الحركة الوطنَة‪ ،‬ثم ها لبثوا‬
‫أى انخرطوا فَها بؤجسادهم أَضاا‪ ،‬هعتمدَى أى خٗص البٗد سوؾ َكوى وَجب أى َكوى‬
‫علً أَدَهم‪ .‬ولذلن وضعوا علً عاتمهم هههة لَادة الهجتهع بؤسره‪ ،‬فٗ أهل فٍ السراٌ‬
‫واْحزاب‪ ،‬كها لم تستطع هنظهات الحركة الوطنَة أى تهٓ الفراغ‪.‬‬

‫وتفجرت علً أثر الهزَهة هوجة واسعة هى أضرابات والهظاهرات وأعهال أرهاب‪،‬‬
‫ا‬
‫ههثٗ فٍ اٖؼتَاٖت السَاسَة والتعذَب الوحشٍ‬ ‫هها اضطر الحكوهة إلً أى تلجؤ للعنؾ‪،‬‬
‫للهعتملَى‪.‬‬

‫طرحت شعارات اجتهاعَة أكثر جذرَة‪ ،‬كها اشتعلت إضرابات العهال‪،‬‬ ‫وهنذ ذان الحَى ُ‬
‫وبدأت الحركة الفٗحَة تتفجر شَباا فشَباا‪ ،‬وانتشرت التنظَهات السرَة‪ ،‬خاصة‬
‫الشَوعَة‪ ،‬وكذلن التنظَهات الوطنَة الهسلحة‪.‬‬

‫لمد سمطت أحزاب اْللَة وتحطهت علً صخرة الحركة الشعبَة‪ ،‬ولم َعد الهلن َتهتع‬
‫بؤٌ شعبَة‪ ،‬وهى ثم ازداد انصرافه هو اِخر إلً اللهو والهؽاهرات الشخصَة‪ ،‬هرو ابا‬
‫هى والعه اْلَم‪.‬‬

‫ووسط كل هذا استهر حزب الوفد َرفع شعاره الهفضل‪ :‬انتخابات عاهة جدَدة‪ ،‬ولكنه‬
‫هنذ اِى راح َزاَد‪ ٖ ،‬علً أحزاب اْللَة‪ ،‬إذ إى هذه لد سمطت وفمدت هعظم جهاهَرها‬
‫أهرا‬
‫الملَلة‪ ،‬بل علً الحركة الوطنَة نفسها فَها َتعلك بالهطالب اٖجتهاعَة‪ .‬وكاى هذا ا‬
‫جدَداا ٖ َخفً هؽزاه‪.‬‬

‫وكانت الطبمة الهسَطرة لد فمدت كل أورالها باستثناء ورلة واحدة‪ :‬حزب الوفد الذٌ‬
‫ظل َتهتع ببعض ثمة جههور ؼَر للَل‪ ،‬فتراثه المدَم كاى ٖ َزال عالماا باْذهاى‪ ،‬كها‬
‫لدرا ٖ بؤس به هى التؤََد‬ ‫ا‬ ‫هنحه وجود الكثَر هى العناصر الوطنَة بَى صفوفه‬
‫الجهاهَرٌ‪.‬‬

‫ورؼم اٖستمطاب السَاسٍ الهتزاَد اكتفت الموي الوطنَة‪ ،‬وضهنها الهنظهات‬


‫الشَوعَة وجههورها رؼم كل ها جري بخطتها المدَهة‪ :‬حكوهة وفدَة تحمك اْهانٍ‬
‫الوطنَة‪ ..‬فرؼم لوتها‪ ،‬أٌ الموي الوطنَة‪ ،‬هجتهعة إٖ أنها لم تكى هوحدة أرادة ولم‬
‫َكى لدَها خطة هوحدة وواضحة لتؽََر الهجتهع بنفسها وخارج إطار الوفد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫واِى أصبح هى الواضح أهام برَطانَا أى حكوهة وفدَة هٍ الضهاى الوحَد لنجاح أٌ‬
‫اتفاق هع هصر‪ .‬أها الهلن فلم َعد َري أهاهه إٖ هخر اجا واحداا لولؾ العنؾ الثورٌ‬
‫الهتصاعد وإنماذ عرشه الهنهار‪ ،‬هو تسلَم الوزارة لعدوه اللدود‪.‬‬

‫كاى حزب الوفد لد وهى وسار نحو اٖنشماق بَى لَادته ولاعدته(‪ .)29‬فمد حممت‬
‫كثَرا هى طهوحاتها فٍ ‪ ،1936 ،1923 ،1919‬ولم َتبك فٍ جعبتها‬ ‫ا‬ ‫الطبمة الهسَطرة‬
‫الكثَر لتمود أو لتتجاوز به هطالب الحركة الوطنَة‪ .‬ولذلن أصبح الحزب أكثر هحاف اظة‬
‫لابٗ لٕشهار فٍ وجه‬ ‫ا‬ ‫ولكنه رؼم ذلن ظل بهعنً ها ‪ -‬فٍ نظر الشعب ‪ -‬سٗ احا‬
‫اٖستعهار‪ ،‬بل والطبمة الهسَطرة نفسها‪ ،‬رؼم أى نفوذه كاى لد تدهور إلً حد ها‪ ،‬وكاى‬
‫كثَرا هى جههوره هنذ لبوله هعاهدة ‪ .1936‬وهى لبل ذلن كانت هَوله‬ ‫ا‬ ‫لد راح َفمد‬
‫الهحافظة إباى ثورة ‪ 1919‬وعجزه عى إرضاء الطهوحات الموهَة لٕنتلَجَنسَا أحد‬
‫عواهل نهو الهنظهات أسٗهَة التٍ ناصبته العداء داب اها‪ ،‬وكذلن الهنظهات الَسارَة‪.‬‬
‫عاهٗ جدَداا وراء هزَد هى اٖستمطاب فٍ‬ ‫ا‬ ‫وكانت وزارة ‪ 4‬فبراَر ‪ 1942‬هٍ اْخري‬
‫الساحة السَاسَة‪ ،‬خاصة أى تلن الوزارة التٍ فرضت علً الهلن بدبابات اٖحتٗل لم تمدم‬
‫هى أصٗحات اٖجتهاعَة ها تعود الشعب الحصول علَه هى كل حكوهة وفدَة‪ .‬فعلً‬
‫سبَل الهثال حرهت حكوهة ‪ 4‬فبراَر لَام اتحاد عام للعهال كها رفضت أى تنص فٍ‬
‫لانوى النمابات العهالَة علً حك عهال الزراعة فٍ تنظَم أنفسهم وكذلن لم تمدم‬
‫إصٗحات اجتهاعَة هلهوسة(‪ .)30‬وكاى انشماق هكرم عبَد عام ‪ 1942‬وإصدار ”الكتاب‬
‫عاهٗ آخر فٍ إضعاؾ الوفد‪ .‬كها أضافت سَطرة كبار هٗن اْراضٍ علً‬ ‫ا‬ ‫اْسود“‬
‫الهراكز المَادَة بالحزب هزَداا هى عواهل إضعافه علً الساحة السَاسَة‪.‬‬

‫وفٍ هواجهة تلن الخسابر كلها‪ ،‬راح الوفد َعوض ضعفه بالهزاَدة علً اْحزاب‬
‫اْخري‪ ،‬بتبنٍ شعارات الحركة الوطنَة‪ ،‬خاصة أى لواعده الهسهاة بالطلَعة الوفدَة‬
‫لادرا علً‬
‫ا‬ ‫كانت لوَة بدرجة كافَة لتخوَؾ المَادة‪ .‬وكاى الحزب َتصور أنه ٖزال‬
‫ههارسة عهلَة استثهار الحركة الجهاهَرَة‪ .‬تلن العهلَة التٍ تهرس بها هنذ ‪،1919‬‬
‫ولكنه لم َدرن أى طابع الحركة الوطنَة لد تؽَر اِى‪.‬‬

‫عجزا عى تمدَم أصٗحات اٖجتهاعَة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ولها كانت الطبمة الهسَطرة لد أصبحت أكثر‬
‫جههورا هتزاَد‬
‫ا‬ ‫خاصة أى الهطالب اٖجتهاعَة لد صارت أكثر رادَكالَة وباتت تستمطب‬
‫اٖتساع‪ ،‬راحت‪ ،‬ههثلة فٍ الوفد خاصة‪ ،‬تعوض عجزها بالهجوم شدَد اللهجة علً‬
‫اٖستعهار‪ ،‬هحهلة إَاه ضهنًَّا هسإولَة أزهات البٗد‪ ،‬هها زاد هى اشتعال الحركة الوطنَة‬
‫وضاعؾ هى الضؽط الجهاهَرٌ علً الوفد بالذات ٔلؽاء هعاهدة ‪.1936‬‬

‫ولد تجهع هعظم الشباب الوفدٌ حول لَاداته الَسارَة (الطلَعة الوفدَة)‪ ،‬وأصبح‬
‫اٖنتهاء للوفد هى لبل الشباب الوطنٍ هو بالدرجة اْولً انتها اء ْفكار اْخَرة‪ ،‬حتً‬

‫(‪ )29‬انظر تفاصَل فٍ‪ :‬دمحم زكٍ عبد المادر‪ ،‬هحنة الدستور (‪.)1952-1923‬‬
‫(‪)30‬‬
‫رإوؾ عباس حاهد‪ ،‬الحركة العهالَة فٍ هصر (‪ ،)1952-1899‬ص ص ‪.179-178‬‬
‫‪26‬‬
‫صارت لَادات الطلَعة هٍ الضهاى الفعلٍ لجهاهَرَة الوفد‪ .‬وهؽزي ذلن هو تحول الوفد‬
‫اْصلٍ إلً حزب أللَة جدَد نتَجة هذا اٖنشماق ؼَر الهعلى‪ ،‬وتحولت جهاهَر الوفد إلً‬
‫جهاهَر لشعاراته المدَهة‪ ،‬وللشعارات الجدَدة للطلَعة الوفدَة التٍ فرضت نفسها فرضاا‬
‫علً لَادة الحزب‪.‬‬

‫وعلً حساب الوفد بالذات نهت فٍ الفترة التالَة للحرب الثانَة الهنظهات الهاركسَة‬
‫التٍ بدأت كحلمات صؽَرة فٍ بداَة اْربعَنَات وأخذت تتسع هع نهو الحركة الوطنَة‪،‬‬
‫انتشارا واسعاا فٍ‬
‫ا‬ ‫واستطاعت أى تهد نفوذها إلً كثَر هى نمابات العهال‪ ،‬كها حممت‬
‫الجاهعات‪ .‬ولد استطاعت حدتو (الحركة الدَ ُهمراطَة للتحرر الوطنٍ) إنشاء خَٗا بالرَؾ‬
‫بلؽت هابة خلَة عام ‪ ،)31(1952‬بل وفٍ الجَش وسٗح الطَراى‪ ،‬بل والطَراى الهلكٍ‬
‫نفسه(‪ .)32‬ولد نجح الشَوعَوى فٍ فى التحرَض‪ ،‬واستطاعوا لَادة العهال والطٗب فٍ‬
‫صا إباى أزهة الصناعة فٍ ‪ ،1949‬واستطاعت المَادات‬ ‫هظاهرات ضخهة‪ ،‬خصو ا‬
‫الشَوعَة فٍ الجاهعة الهشاركة بشكل فعال فٍ لَادة لجنة العهال والطلبة عام ‪.1946‬‬
‫كها حممت نجاحات سَاسَة هاهة بعد هولؾ اٖتحاد السوفَتٍ هى هصر فٍ هجلس اْهى‬
‫عام ‪ ،1947‬حتً إى الهظاهرات خرجت وعلً رأسها الشَوعَوى هتجهة إلً السفارة‬
‫السوفَتَة هاتفةا بحَاة اٖتحاد السوفَتٍ‪ .‬ورؼم تؤثر نفوذ الهنظهات الهاركسَة بهولؾ‬
‫”حدتو“ الهضاد للتَار الشعبٍ الجارؾ بخصوص المضَة الفلسطَنَة وهولؾ ستالَى هى‬
‫للَٗ فٍ أوساط‬‫ا‬ ‫الدولة الَهودَة‪ ،‬فمد هنحها تبنَها للشعارات اٖجتهاعَة نفوذاا لَس‬
‫الهتعلهَى الفمراء وإلً حد ها عهال الصناعة‪ .‬وهع هذا كله لم تمدم أبداا علً طرح خطة‬
‫لٗستَٗء علً السلطة وأعلنت بهجهلها تؤََدها لحزب الوفد علً أساس أنه حزب‬
‫البرجوازَة الوطنَة‪ .‬ورؼم أى بعض الهنظهات التٍ شكلت اْللَة فٍ الحركة الشَوعَة‬
‫الهصرَة‪ ،‬خاصة الحزب الشَوعٍ الهصرٌ (ح ش م) لم تتخذ هذا الهولؾ‪ ،‬إٖ أى‬
‫الجوهر ظل واحداا‪ ،‬فلم َضع ح‪ .‬ش‪ .‬م‪ .‬علً عاتمه هههة عهلَة لملب النظام‪ ،‬واستهر ‪-‬‬
‫عهلًَّا ‪َ -‬نهج نهج ”حدتو“ وَرفع شعار الجبهة (ولكى الشعبَة ا‬
‫بدٖ هى الوطنَة)‪،‬‬
‫هنتظرا تحمك هذا الشعار كخطوة سابمة علً اٖنمٗب الثورٌ‪ .‬ورؼم هذا شكلت‬ ‫ا‬
‫الهنظهات الهاركسَة نوعاا هى الضؽط علً الوفد والطبمة الهسَطرة ببراعتها فٍ‬
‫التحرَض والدعاَة للشعارات اٖجتهاعَة التٍ هَزت أطروحات هذه الهنظهات‪ .‬وكاى‬
‫الخط العام للهنظهات الشَوعَة هو خط وطنٍ دَ ُهمراطٍ بأضافة إلً بعض الشعارات‬
‫اٖجتهاعَة التٍ ٖ تتجاوز أطر النظام اٖجتهاعٍ المابم‪ ،‬فلم تكى فكرة لَام ثورة اشتراكَة‬
‫هطروحة(‪.)33‬‬

‫(‪)31‬‬
‫‪Walter Laqueur, Communism and Nationalism in the Middle East, p. 46‬‬
‫(‪ )32‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪ ،1957-1950‬ص ‪ - 88‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪،)2‬‬
‫ص ‪.36‬‬
‫(‪ )33‬لهنا بتمدَم تحلَل نظرٌ شاهل للحركة الشَوعَة الهصرَة فٍ‪ :‬الراَة العربَة ‪ -‬كتاب ؼَر دورٌ‪ ،‬العدد ‪ ،3‬أبرَل‬
‫‪.1991‬‬
‫‪27‬‬
‫كبَرا علً حساب الوفد‪ .‬ولد ؼَر اسهه إلً‬ ‫ا‬ ‫نهوا‬
‫كذلن حمك حزب هصر الفتاة ًّ‬
‫”الحزب اٖشتراكٍ“ عام ‪ ،1949‬كها ؼَر شعاره هى‪ :‬هللا ‪ -‬الشعب ‪ -‬الهلن‪ ،‬إلً‪ :‬هللا ‪-‬‬
‫الشعب‪ .‬كها ؼَر نهجه هى التملَد الشكلٍ لٓحزاب الفاشَة فٍ أوروبا وهعاداة الشَوعَة‬
‫إلً نهج وطنٍ ودَ ُهمراطٍ وأكثر استنارة‪ .‬وشارن فٍ الحَاة السَاسَة بعد الحرب‬
‫هركزا هو اِخر علً الشعارات اٖجتهاعَة‪ ،‬بحَث أصبح فٍ هذا الجانب‬ ‫ا‬ ‫هشاركة فعالة‪،‬‬
‫(‪)34‬‬
‫ا‬
‫تحوٖ‬ ‫أكثر رادَكالَة هى الهنظهات الهاركسَة ‪ .‬بل وتحول هولفه هى الشَوعَة‬
‫جذرًَّا‪ ،‬فؤصبح َعتبر نفسه هتعاطفاا هع الحركة الشَوعَة العالهَة‪ ،‬بل وصار دفاعه عى‬
‫الشَوعَة علناا َفوق بكثَر دفاع الشَوعََى أنفسهم عنها(‪ .)35‬وكاى ”الحزب اٖشتراكٍ“‬
‫هو الحزب الوحَد فٍ هصر الذٌ َدعو إلً الثورة اٖشتراكَة وَهاجم الوفد الذٌ راح‬
‫َلعب‪ ،‬حسب تعبَر طارق البشرٌ‪ ،‬دور الرجل الهرَض أهام كل اْطراؾ الهتصارعة‬
‫صا بتؤََد أؼلب الموي الوطنَة‪ ،‬بها فٍ ذلن هعظم الهاركسََى‪ .‬وكاى‬ ‫وكاى َتهتع خصو ا‬
‫أحهد حسَى َري فٍ حزب الوفد حزباا رجعًَّا َهتص تهرد الشعب‪ ،‬كها رأي فَه الخطر‬
‫الربَسٍ علً الثورََى ودعا لهواجهته وإلاهة جبهة رادَكالَة‪ .‬وهع كل هذا الجهد لم‬
‫َصبح الحزب اٖشتراكٍ أبداا حزباا هنظ اها‪ ،‬وظل أحهد حسَى كفرد َموم بدور الحزب‬
‫بنفسه والتفت جهاهَرالحزب حوله شخصًَّا‪ .‬ولم َستطع‪ ،‬كها لم َحاول أى َنشا هنظهة‬
‫حزبَة‪ ،‬ولد رصَّ حوله هجهوعة هى عناصر أنتلَجَنسَا الوطنَة الهتطرفة‪ ،‬وراح‬
‫َعوض هذا الضعؾ برفع شعارات هتطرفة ٖ َهلن خطة وٖ حتً سَنارَو لتحمَمها‪ .‬ولد‬
‫انملب فجؤة هى النمَض إلً النمَض‪ ،‬فمبل ‪ 1949‬كاى َسهٍ نفسه بحزب هصر الفتاة‬
‫وَملد اْحزاب الفاشَة‪ ،‬وَوجه جل نشاطه ضد الشَوعَة والَهود‪ ،‬ثم أعلى بصورة‬
‫هفاجبة تحوله إلً حزب اشتراكٍ عام ‪ 1949‬وطرح برناه اجا أكثر رادَكالَة هى براهج‬
‫الهنظهات الهاركسَة‪.‬‬

‫كها نشطت إباى الفترة الجهاعات الوطنَة الهسلحة التٍ اكتسب أعضاإها تعاطؾ‬
‫الجهاهَر وتبوءوا هكانة اْبطال الوطنََى‪ ،‬ولد ساههت هذه الجهاعات فٍ حفز الهزاج‬
‫الثورٌ للجهاهَر علً حساب الروح الهحافظة لحزب اْؼلبَة‪.‬‬

‫صا‬
‫وبالرؼم هى الضربات الماسَة التٍ تعرضت لها جهاعة أخواى الهسلهَى‪ ،‬خصو ا‬
‫دورا‬
‫ا‬ ‫نهوا هلحو اظا‪ ،‬وخصو ا‬
‫صا جناحها الهسلح الذٌ لعب‬ ‫فٍ ‪ ،1950-1948‬حممت ًّ‬
‫كبَرا فٍ حرب ‪ 1948‬وبعد ذلن فٍ هعارن ‪ 1951‬فٍ لناة السوَس رؼم عدم دخول‬ ‫ا‬
‫الجهاعة الحرب رسهًَّا‪.‬‬

‫وكاى نفوذ الموي الوطنَة الهتزاَد َعنٍ أى الجهاهَر التٍ تإَد حزب اْؼلبَة لى‬
‫تتولؾ عند حدود هذا اْخَر‪ ،‬بل إنها ٖ تسَر وراءه اِى باعتباره لابدها الهلهم‪ ،‬وإنها‬

‫(‪ )34‬انظر تفاصَل فٍ‪ :‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك ذكره‪ ،‬ص ص ‪.395-389‬‬
‫(‪ )35‬انظر نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.415-389‬‬
‫‪28‬‬
‫كهجرد سٗح تستخدهه فٍ وجه السراٌ واٖستعهار‪ ،‬وإى لم تكى هدركة لهذا التوجه‬
‫نفسه‪.‬‬

‫أصبح الوفد هو (الرجل الهرَض) لكل اْطراؾ‪ ،‬فهو باعتباره الحزب الذٌ لاد ثورة‬
‫هشهرا‬
‫ا‬ ‫كبَرا هى الوطنََى‪ ،‬لد هثل للشعب سٗ احا‬
‫ا‬ ‫‪ 1919‬والذٌ َضم بَى صفوفه عدداا‬
‫فٍ وجه اٖستعهار‪ ،‬بل وضد الطبمة الهسَطرة ذاتها‪ .‬هو باعتباره حزب أللَة جدَد لد‬
‫هثل صهام أهاى للطبمة الهسَطرة ضد عناصر الثورة اِخذة فٍ التجهع‪ ،‬وهو هى وجهة‬
‫نظر برَطانَا كاى الطرؾ الوحَد الذٌ تستطَع أى تعمد هعه هعاهدة جدَدة علً أساس‬
‫التحالؾ‪ ،‬وهو بالنسبة للهلن لم َزل العدو اللدود‪ ،‬ولكى العدو العالل‪ ،‬والضرورٌ أحَاناا‪،‬‬
‫رؼم كل عَوبه‪ .‬أها الوفد فٍ نظر نفسه فكاى حزب اْهة المادر علً أهسان بزهام‬
‫اْهور وعلً اللعب بكل خصوهه بهى فَهم جهاهَره نفسها‪ .‬فمد كاى َتخَل أنه َستطَع‬
‫لادرا فٍ الوالع علً تمدَم أٌ شٍء ٌْ طرؾ إٖ‬ ‫ا‬ ‫أى َلعب بكل اْطراؾ‪ ،‬بَنها لم َكى‬
‫هثَرا بذلن هزَداا هى هطالب‬
‫ا‬ ‫علً حساب أطراؾ أخري وعلً حساب نفسه أَضاا كتنظَم‪،‬‬
‫بعض الخصوم وؼضب البعض اِخر‪ ،‬فالصراع السَاسٍ ‪ -‬اٖجتهاعٍ كاى َسَر فٍ خط‬
‫هتصاعد‪ .‬ولذلن وجدنا أى الوفد لد تحول فٍ الوالع إلً كرة تتلمفها كل اْطراؾ اْخري‪.‬‬
‫فهو هطالب هى لبل جهاهَره بتحمَك الجٗء التام ووحدة وادٌ النَل‪ ،‬وتحمَك درجة هى‬
‫العدل اٖجتهاعٍ‪ ،‬وهى لبل برَطانَا كاى هطالباا بعمد هعاهدة تحالؾ‪ ،‬أها هى لبل الطبمة‬
‫سا‪ ،‬كبار الهٗن ورجال اْعهال‪ ،‬فكاى هطالباا باهتصاص‬ ‫اٖجتهاعَة التٍ َستند إلَها أسا ا‬
‫الصراع اٖجتهاعٍ الهحتدم‪ ،‬ولكى لَس بؤٌ ثهى‪ .‬والحمَمة أى الفترة الهذكورة لد شهدت‬
‫حراكاا سَاس ًَّا لم تشهده هصر الحدَثة هنذ ثورة عرابٍ‪ ،‬فالطبمات اْدنً لد أصبحت لها‬
‫هطالب أكثر جذرَة‪ ،‬وأصبحت طرفاا فٍ الصراع السَاسٍ الهحتدم‪ ،‬رؼم استهرار‬
‫أنتلَجَنسَا الموة الضاربة الربَسَة والتٍ اتسعت صفوفها بشدة هع التوسع فٍ التعلَم‬
‫ألزاهٍ والجاهعٍ‪ .‬وكاى هذا هو التؽَر الجوهرٌ الذٌ شهدته خرَطة هصر السَاسَة‬
‫بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬وكاى هو الهصدر اْساسٍ ْزهة النظام ككل‪.‬‬

‫ولهذا كله أصبح الوفد بجهاهَره الهتهردة عالة علً طبمته‪ .‬ففمط باستناده إلً‬
‫الجههور الهتهرد كاى باستطاعته أى َضؽط علً اْطراؾ اْخري لتلبَة هطلبه الخاص‬
‫بتشكَل حكوهة هحاَدة تجرٌ انتخابات حرة‪ .‬ولهذا بالذات‪ ،‬وبهذا الهعنً الهحدد‪ ،‬كاى‬
‫الوفد بهثابة اختراق شعبٍ أو (حصاى طروادة) داخل للب النظام‪ .‬وكاى الهعسكر اْخَر‬
‫َعرؾ ذلن خَر هعرفة‪ ،‬بَنها كاى َراوده اْهل رؼم ذلن فٍ كسب الهعركة‪ .‬لكل ذلن علَنا‬
‫هى اِى فصاعداا أى ننتظر صراعاا هروعاا‪.‬‬

‫***************************‬

‫تحت ضؽط برَطانَا والهظاهرات أهر الهلن ربَس وزرابه إبراهَم عبد الهادٌ‬
‫باٖستمالة فٍ ‪ ،1949/7/20‬همد اها وزارته الجدَدة‪ .‬وبَنها كاى الهلن َعلى ابتهاجه‬
‫بالتخلص هى أحزاب اْللَة التٍ فمد فٍ عهدها شرعَة حكهه‪ ،‬كاى َخفٍ فٍ الحمَمة‬
‫شعوره بالتوجس هى الخطوة الجدَدة التٍ أشعرته بؤنه بدأ َفمد عرشه نفسه‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫أجرَت اٖنتخابات بواسطة ”هدَة العَد“‪ ،‬ورفض الوفد أٌ تنسَك هع أحزاب اْللَة‪،‬‬
‫هعتز اها إزاحتها هى طرَمه نهابًَّا‪ .‬بالعكس استفاد هى تشهَر الهنظهات الوطنَة بؤحزاب‬
‫اْللَة والحكوهات السابمة‪ ،‬وعهل هو اِخر فَها طعناا تحت الحزام‪ .‬فشهر بإجراءات‬
‫المهع التٍ اتخذتها حكوهة إبراهَم عبد الهادٌ كها سهحت حرَة النشر التٍ أطلمت أثناء‬
‫اٖنتخابات بهزَد هى عرض فضابح الحكوهة السابمة وفضابح الهلن‪ ،‬هها اضطر حزبٍ‬
‫السعدََى واْحرار إلً ههاجهة أحدهها لّخر‪ ،‬هته اها إَاه بالهسإولَة عى أجراءات‬
‫المهعَة وعى الفساد‪ .‬هكذا بَنها ولؾ الوفد هتفر اجا علً خصهَه التملَدََى َحطم كل‬
‫هنهم اِخر‪ ،‬ؼَر هدرن أنه لد أطلك عفرَتاا سوؾ َعجز هو عى إعادته إلً عماله هرة‬
‫أخري‪.‬‬

‫واضطر الوفد إلً تبنٍ شعارات اجتهاعَة تتخطً أفك الطبمة التٍ َهثلها‪ ،‬بؽرض‬
‫الهزاَدة علً الحركة الوطنَة‪ ،‬علً أهل أى َصفٍ خصوهه واحداا واحداا‪ .‬ولد لعبت‬
‫دورا ها ًّها فٍ دفعه إلً تبنٍ هذه الشعارات‪.‬‬
‫الهنظهات الهاركسَة والحزب اٖشتراكٍ ا‬
‫نجح الوفد فٍ اٖنتخابات‪ ،‬إٖ أى النتابج لد أبرزت حمَمة جدَدة هاهة‪ ،‬إذ حصل الحزب‬
‫علً ‪ %45‬هى اْصوات الصحَحة‪ %27 ،‬هى هجهل أصوات الناخبَى الهسجلَى(‪.)36‬‬
‫وهذا دلَل علً هزَد هى تدهور شعبَة الوفد‪ .‬وإذا كاى لد استولً علً هعظم هماعد‬
‫البرلهاى فمد انحصر أكثر فؤكثر فٍ الشارع السَاسٍ‪ ،‬وكانت أكثر الفبات عزوفاا عى‬

‫(‪ )36‬بلػ عدد اْصوات الهسجلة ‪ 4.26.879‬هلَوى‪ ،‬أها عدد اْصوات الصحَحة فبلػ ‪ 2.496.208‬هلَوى‪ ،‬أٌ‬
‫‪ ،%61‬وبلػ عدد اْصوات التٍ حصل الوفد علَها ‪ %45‬هى اْصوات الصحَحة‪ ،‬وحصل الحزب السعدٌ وحزب‬
‫اْحرار هعاا علً ‪ %16.7‬هى أصوات الناخبَى الهسجلَى‪ ،‬بفارق ‪ %10.2‬فمط عى الوفد‪ .‬وهذه نسب اْصوات التٍ‬
‫حصل علَها الوفد هى اْصوات الهسجلة هنذ ‪:1924‬‬

‫سنة اٖنتخاب نسبة ها حصل علَه الوفد‪ /‬عدد الناخبَى الهسجلَى‬

‫‪%43.5‬‬ ‫‪1924‬‬

‫‪%65.5‬‬ ‫‪1925‬‬

‫‪%34‬‬ ‫‪1926‬‬

‫‪%39‬‬ ‫‪1929‬‬

‫‪36.6‬‬ ‫‪1936‬‬

‫‪%33.1‬‬ ‫‪1942‬‬

‫‪%27‬‬ ‫‪1950‬‬

‫هحهود هتولٍ‪ ،‬حادث ‪ 4‬فبراَر سنة ‪ 1942‬فٍ التارَخ الهصرٌ الهعاصر‪ ،‬ص ص ‪.262-259‬‬
‫‪30‬‬
‫الهشاركة فٍ لعبة اٖنتخابات هٍ فبة الهتعلهَى (اْفندَة)‪ ،‬الماعدة التملَدَة للحزب‪،‬‬
‫خاصة فٍ الماهرة وأسكندرَة(‪.)37‬‬

‫جههورا عرَضاا لد خرج هى لعبة السَاسة‬


‫ا‬ ‫وأخَرا توضح نتَجة اٖنتخابات أى‬
‫ا‬
‫الشرعَة برهتها‪.‬‬

‫وزارة ”الوفد“ اْخَرة ‪:1950‬‬

‫وصل النحاس باشا إلً الحكم بتؤََد لطاع هحدود هى الجهاهَر الهتهردة‪ .‬ولكى الوفد‬
‫خارج الحكم ٖ َكوى عادة هو نفسه الوفد فٍ الحكم‪ .‬وكانت الوزارة الجدَدة وفدَة هى‬
‫النوع الجدَد‪ ،‬الهحافظ‪ .‬فمد استفاد الوفد هى التؤََد الشعبٍ فٍ الحصول علً كرسٍ‬
‫الوزارة‪ ،‬ولكى عند تؤلَؾ اْخَرة استبعدت هنها تها اها العناصر الرادَكالَة‪ ،‬فجاءت‬
‫ا‬
‫واستكهاٖ للعبة سارت الوزارة الجدَدة بسَاسة‬ ‫وعلَها بصهات فإاد سراج الدَى باشا‪.‬‬
‫تهدؾ إلً إرضاء الهلن الذٌ أثبت للوفد طول السنوات الخهس الهاضَة أنه لَس‬
‫بالخصم الضعَؾ‪ .‬واْهم هى ذلن أى الجهاهَر كانت تحاصر الوزارة الجدَدة بشعاراتها‬
‫الرادَكالَة‪ ،‬فؤصبح هى الضرورٌ أى توطد تلن الحكوهة صٗتها بالسراٌ الهحافظة‪..‬‬
‫إذى كاى ٖبد هى تمدَم شٍء للهلن‪.‬‬

‫تم اٖتفا ق علً تعََى وزَر دفاع وفدٌ وعلً اختراع هنصب جدَد هو هنصب المابد‬
‫العام للموات الهسلحة َعَى بهعرفة الهلن (استخدم نفس الهنصب فَها بعد فٍ عهد‬
‫الناصرَة ْؼراض هشابهة)‪ .‬كها سهحت الوزارة للسراٌ بالتدخل فٍ تعََى رجال‬
‫البولَس وكبار هوظفٍ الدولة‪ ،‬وهذا أهر لم َكى الوفد َسهح به هى لبل‪ ،‬كذلن سهح لها‬
‫بتعََى بعض أعضاء هجلس الشَوخ(‪.)38‬‬

‫وكها أشرنا هى لبل كاى فاروق لد اتجه هنذ تصاعد الصراع اٖجتهاعٍ إلً أؼراق‬
‫سا‪ ،‬فَها َبدو‪ ،‬هى الحالة التٍ بلؽها نظاهه‪ .‬وانتشرت أخبار‬ ‫فٍ هلذاته الخاصة‪َ ،‬ؤ ا‬
‫الفضابح اْخٗلَة لٓسرة الهالكة‪ ،‬إٖ أى الوزارة الوفدَة لد تجاهلت هذا اْهر تها اها‪ ،‬بل‬
‫وصل تدلَلها للهلن إلً حد أنها لم تسترجع ‪ 45‬ألؾ فداى استولً علَها هى اْولاؾ فٍ‬
‫عهد الوزارات السابمة‪ ،‬كها وافمت علً صرؾ هبلػ ‪ 100‬ألؾ جنَه هى هرتب الهلن‬
‫السنوٌ همد اها‪.‬‬
‫وفٍ الولت نفسه أطلمت الوزارة الحرَات العاهة حفا ا‬
‫ظا علً نفوذ الحزب بتمالَده‬
‫نصؾ اللَبرالَة‪ ،‬فؤلؽت لوانَى الطوارئ فٍ هاَو ‪ ،1950‬هها سهح بانطٗق الهعارضة‬
‫الوطنَة التٍ تهتعت بحرَة حركة واسعة‪ ،‬فتم نشر الكثَر هى ولابع الفساد فٍ عهد‬
‫الحكوهات السابمة‪ ،‬كها نشرت ولابع حول فساد البٗط‪ ،‬وأخري خاصة بالحكوهة الجدَدة‬

‫(‪ )37‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.299-298‬‬


‫(‪ )38‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ 390‬فٍ طبعة ‪.2002‬‬
‫‪31‬‬
‫أَضاا‪ .‬كها هنحت الصحافة للهعارضة الوطنَة فرصة الدعاَة للشعارات الثورَة علناا‪..‬‬
‫وأصبحت وزارة الوفد تتحهل الهسإولَة أهام هجهل الطبمة الهسَطرة عى إطٗق هذا‬
‫العفرَت هى عماله‪ ،‬هثلها تحهلت أهام الجهاهَر الهسإولَة عى إطٗق َد الهلن‪ ،‬وفٍ كلتا‬
‫الحالتَى حطت علَها نمهة الطرفَى‪.‬‬

‫واستتبع فساد البٗط وتراخٍ الوزارة إزاءه فساد الوزراء أنفسهم وهى كاى َدور فٍ‬
‫ركابهم‪ .‬فشاعت الرشوة والهحسوبَة واختٗس أهوال الدولة هى جانب الحاشَة الهلكَة‬
‫والوزراء وألاربهم وعابٗت الوفد الكبري‪ ،‬بل ولجؤ أحد لَادات الوفد إلً الدفاع عى‬
‫فساد حاشَة الهلن علناا فٍ البرلهاى‪ ،‬كها هاجم الهعارضة الوطنَة بطرَمة هباشرة(‪.)39‬‬

‫أها فَها َختص بالمضَة الوطنَة‪ ،‬فمد دخل النحاس باشا فٍ هفاوضات هع برَطانَا‬
‫بدوى هعارضة شعبَة‪ ،‬حَث كاى ٖ َزال َتهتع بمدر هى الثمة‪ ،‬إذ كاى ٖ َزال َهثل بعض‬
‫اْهل‪ .‬ولكى الهفاوضات لم تنته إلً حل‪ ،‬فمد أصبحت برَطانَا بعد لَام إسرابَل أكثر‬
‫تهسكاا ببماء لواتها فٍ هصر‪ ،‬ولم تستطع أى تمدر الوضع الذٌ أصبحت تواجهه حكوهة‬
‫لادرا إٖ علً أصرار علً الجٗء الكاهل ووحدة‬ ‫ا‬ ‫النحاس فٍ الداخل‪ ،‬ولم َكى اْخَر‬
‫(‪)40‬‬
‫وادٌ النَل وعلً رفض فكرة الحلؾ تحت ضؽط جهاهَره ‪ .‬وبذلن انتهت الهفاوضات‬
‫إلً الفشل‪ ،‬رؼم هحاوٖت النحاس إلناع برَطانَا بصعوبة هولفه فٍ الداخل‪.‬‬

‫وبَنها استهرت الحكوهة فٍ التلكإ بعد فشل الهفاوضات إزاء الهسؤلة الوطنَة‪ ،‬اشتد‬
‫ضؽط الموي الوطنَة‪ ،‬بها فَها لواعد الوفد‪ ،‬هى أجل إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬واتفالَتٍ‬
‫‪ 1899‬الخاصتَى بالسوداى‪ .‬كذلن أصبح شعار الكفاح الهسلح هطرو احا هى لبل جهاهَر‬
‫واسعة‪ ،‬وبالهثل كاى شعار وحدة وادٌ النَل‪ .‬كها تدهور وضع الهلن‪ ،‬فؤصبح َتعرض‬
‫هستهرا بالتحاَل علً لانوى العَب فٍ الذات الهلكَة‪.‬‬
‫ا‬ ‫للنمد الهباشر‪ ،‬وكاى الهجوم علَه‬
‫كها تعددت هبات الفٗحَى خٗل عام ‪ ،1951‬ففٍ بعض المري هاجهوا لصور كبار‬
‫هثٗ)‪ ،‬واشتبكوا هع البولَس فٍ عدة هناطك(‪ .)41‬كها ازداد عدد‬ ‫الهٗن (كفر نجم وبهوت ا‬
‫إضرابات العهال وعدد الهشاركَى فَها‪ .‬ولكى اْهر الجدَد كل الجدة هو أى الجهاهَر لد‬
‫عاجزا عى اَجاد حل لمضَة اٖحتٗل وعى تمدَم‬ ‫ا‬ ‫بدأت تهاجم الوفد نفسه عل انا‪ .‬إذ بدا‬
‫هسإوٖ عى استشراء الفساد فٍ البٗد وتدهور‬‫ا‬ ‫إصٗحات اجتهاعَة هلهوسة‪ .‬بل وبدا‬
‫هستوي هعَشة الطبمات اْدنً‪ ،‬ولم تعد هزاَداته بمادرة علً ولؾ الهظاهرات وحركات‬
‫اٖحتجاج الهتواصلة ضد سَاسته‪ .‬ولذا بدأت الهنظهات الوطنَة‪ ،‬شاهلة الطلَعة الوفدَة‬
‫كبَرا فٍ هعارضة الوزارة الوفدَة‪ ،‬تعهل كجبهة واحدة ضد حكوهة‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫التٍ لعبت‬
‫الوفد‪.‬‬

‫(‪)39‬‬
‫نفس الهرجع (الطبعة اْولً)‪ ،‬ص ‪ . 315‬انظر كذلن بخصوص تلن الفترة‪ :‬دمحم زكٍ عبد المادر‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )40‬هحاضر الهحادثات السَاسَة والهذكرات الهتبادلة بَى الحكوهة الهصرَة وحكوهة الههلكة الهتحدة‪ ،‬هارس ‪-1950‬‬
‫‪.1951‬‬
‫(‪ )41‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)1‬ص ص ‪.84-83‬‬
‫‪32‬‬
‫تصاعد الصدام بَى الحكوهة والهعارضة الوطنَة بحَث أصبحت اْولً هضطرة إلً‬
‫اتخاذ إجراءات لهعَة طالها هاجهها حزب الوفد نفسه وهو خارج الحكم‪ ،‬هثل اعتمال‬
‫الصحفََى وعناصر الهعارضة الرادَكالَة‪ ،‬وإصدار هشارَع لوانَى هعادَة للحرَات‪.‬‬
‫دورا‬
‫ولعبت الطلَعة الوفدَة الدور اْكبر فٍ هنع إصدار تلن الموانَى‪ ،‬كها لعب المضاء ا‬
‫كبَرا فٍ تبربة الهعارضَى فٍ ساحة المضاء‪.‬‬
‫ا‬
‫وتطورت اْهور حَى طال تلكإ الحكوهة إزاء اٖحتٗل‪ ،‬فلم تعد الهنظهات الوطنَة‬
‫تكتفٍ بالتظاهر واٖحتجاج‪ ،‬بل بدأ العهل هى أجل الكفاح الهسلح فٍ هنطمة لناة‬
‫صا داخل الجَش وفٍ لواعد كل هى أخواى الهسلهَى و”حدتو“‪ .‬وهكذا‬ ‫السوَس‪ ،‬خصو ا‬
‫سا‪.‬‬
‫أصبح هى الواضح أى العفرَت لى َعود هرة أخري إلً المهمم‪ ،‬وبدا هولؾ الوزارة َاب ا‬
‫لمد أعطً الوفد للهلن ها أراد‪ ،‬ولكنه لم َستطع أى َتحهل نتابج هذا اْهر‪ ،‬بل‬
‫وانؽهس بعض لادته أَضاا فٍ فساد هلكٍ أعم‪ .‬كها لدم الحرَات العاهة للشعب‪ ،‬ولكنه لم‬
‫ٌْ ٍ هى الطرفَى‪ْ ،‬نه‬
‫لادرا علً سحب ها أعطً ّ‬ ‫ا‬ ‫َعد َستطع أى َحتهٍ به‪ .‬كها لم َعد‬
‫فٍ حمَمة اْهر لم َهنح أحد شَباا‪ ،‬بل انتزعت هنه أشَاء رؼ اها عنه‪ .‬وفٍ نفس اِى لم‬
‫لادرا علً‬
‫ا‬ ‫َستطع الوفد أى َؤخذ هى برَطانَا ها َهدئ به الحركة الوطنَة ْنه لم َكى‬
‫تمدَم همابل لها‪.‬‬

‫ولد اضطر النحاس إلً التهادٌ فٍ اللعب علً التنالضات‪ ،‬فؤعلى فٍ ‪ 8‬أكتوبر‬
‫‪ 1951‬إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬واتفالَتٍ ‪ ،1899‬إذ أراد تحرَن الهولؾ بعد فشل‬
‫هفاوضاته هع برَطانَا بَنها لم َعد َهلن أورالاا أخري للعب‪ .‬ولها كانت الوزارة عاجزة‬
‫عى هواجهة الجهاهَر وثبت لها هذا العجز عهل ًَّا‪ ،‬أصبحت هعرضة لٕلالة‪ ،‬فكاى علَها‬
‫أى تتفادي هذه اللطهة المادهة هى أجل اٖحتفاظ بكرسٍ الوزارة‪ .‬كانت الهزاَدة لد بلؽت‬
‫أوجها‪ ،‬ولكى الوفد تشبث بتصوره أى تحمَك بعض اْهانٍ الوطنَة سوؾ َضهى وٖء‬
‫الجهاهَر للحكوهة‪ ،‬وهى ثم عودتها إلً حظَرة النظام هى جدَد‪.‬‬

‫وهعنً ذلن أى الوفد راح َؽاهر دوى وعٍ بالنظام السَاسٍ الذٌ َفترض أنه َهثله‪،‬‬
‫وذلن بحثاا عى استهرار لدوره بؤٌ ثهى‪ ،‬لصالح جهاز الحزب وهنطك التهسن بالسلطة‪،‬‬
‫ولو كاى ذلن ضد الهصالح اْبعد للنظام ذاته‪.‬‬

‫ولكى اتضح بعد ذلن أنه كاى َعَش علً أوهام‪ ،‬فرؼم أى إلؽاء الهعاهدة لد أعاد له‬
‫هظاهر الشباب‪ ،‬إٖ أى الخطوة التالَة والهنطمَة علً جدول أعهال الحركة الوطنَة كانت‪:‬‬
‫الكفاح الهسلح‪.‬‬

‫وهى الواضح أنه بهذه النتابج كانت خطة الحركة الوطنَة تسَر بنجاح حتً ولتبذ‪ ،‬إذ‬
‫أسَرا لها‪ ،‬واستطاعت إجباره علً تحمَك هدفها اْهم‪ ،‬وهو‬‫ا‬ ‫جاءت بالوفد إلً السلطة‬
‫إلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬تههَداا للكفاح الهسلح‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫خرجت الهظاهرات لعدة أَام بعد إلؽاء الهعاهدة تطالب بالسٗح والكفاح الهسلح‪.‬‬
‫وانسحب آٖؾ العهال هى هعسكرات أنجلَز وورشهم وإداراتهم‪ .‬ولد شجعت حكوهة‬
‫الوفد هذه الحركة ودعهتها لتنفَذ لرار إلؽاء الهعاهدة‪ .‬وفٍ هإتهر بجاهعة الماهرة طالب‬
‫وزَرا للدولة‪ ،‬وراح‬
‫ا‬ ‫العهال والطٗب همابلة هسإول فؤ ُحضر لهم عبد الفتاح حسى‪ ،‬وكاى‬
‫َتهكم‪” :‬هل َهكننا أى نطلب السٗح هى روسَا“‪ ،‬وكانت إجابة الجههرة الحاضرة‪ :‬نعم‪..‬‬
‫نعم‪ ،‬فؤصَب الهسإول بالذهول‪.‬‬

‫كها اهتنع عهال السكن الحدَدَة عى نمل الجنود البرَطانََى‪ ،‬وراحت الصحافة‬
‫الوطنَة واللَبرالَة تدعو إلً هماطعة البضابع أنجلَزَة‪.‬‬

‫ولم تنس الشعارات اٖجتهاعَة فٍ خضم الحهاس الوطنٍ‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬راح توجَه‬
‫السٗح إلً اٖستعهار َفتح الباب ٔعٗى الحرب ضد عهٗء اٖستعهار والهتعاونَى هعه‪،‬‬
‫أٌ إلً بعض رهوز النظام نفسه‪ .‬ولد راحت الصحافة الوطنَة تفضح كل رجل أعهال‬
‫َتعاهل هع أنجلَز‪ ،‬كها أخذ صؽار الضباط َنظهوى كتابب الفدابََى‪ ،‬وتحرن الطٗب‬
‫والعهال إلً المناة هى أجل الكفاح الهسلح‪ .‬وفٍ هواجهة هذا راح أنجلَز والهلن‬
‫والطبمة الهسَطرة َجهزوى أنفسهم لشى الهجوم الهضاد‪.‬‬

‫لم َكى باستطاعة النحاس باشا أى َتراجع ببساطة‪ ،‬بل اضطر للتهادٌ‪ ،‬فوعد بهحاولة‬
‫إصدار لانوى َعطٍ كل هواطى هصرٌ حك حهل السٗح(‪ .)42‬ولد هورس هذا الحك‬
‫عهلًَّا‪ ،‬بل وبدأت الحكوهة تشترٌ السٗح للفدابََى هى الصعَد(‪ .)43‬وربها كاى النحاس‬
‫َفكر فٍ هجرد تخوَؾ برَطانَا‪ ،‬ولكى هذا الحك وجد هى َطالب بتحمَمه عهلًَّا‪ ،‬أٌ‬
‫بتوزَع السٗح علً الجهاهَر‪ ،‬وتشكَل جَش شعبٍ‪ ،‬اْهر الذٌ كاى َتخطً حدود‬
‫بدٖ هى الكٗم‪ ،‬وازدادت العهلَات‬‫الباشا‪ .‬فالهظاهرات الصاخبة خرجت تطالب بالسٗح ا‬
‫الفدابَة‪ ،‬وأثار انتمام أنجلَز هزَداا هى نمهة الشعب علً الحكوهة التٍ لم تجرإ علً‬
‫تبلورا بَنها عجز حزب‬
‫ا‬ ‫إعٗى الحرب علً برَطانَا‪ ،‬وراحت الشعارات اٖجتهاعَة تزداد‬
‫اْؼلبَة عى تمدَم أصٗح اٖجتهاعٍ الهطلوب‪ .‬صار البولَس َضرب أنجلَز فٍ‬
‫المناة‪ ،‬بَنها َإهر بضرب الجهاهَر الثابرة فٍ الماهرة‪ .‬وكاى أى لجؤت الحكوهة إلً‬
‫عرللة نشاط الفدابََى لتفادٌ تصعَد الهعارن‪ ،‬فؤصدرت أواهرها باعتمالهم فٍ هحافظة‬
‫الشرلَة‪ .‬إٖ أى هعظم صؽار ضباط الشرطة لم َلتزهوا بتنفَذ هذه اْواهر‪ ،‬فٍ الولت‬
‫الذٌ كاى الفدابَوى َخوضوى فَه هعارن حمَمَة ؼرب المناة(‪ .)44‬كها لجؤت الحكوهة إلً‬
‫هصادرة الصحؾ الَسارَة واعتمال كثَر هى أفراد الهعارضة الوطنَة‪ ،‬دوى جدوي‪.‬‬
‫وإزاء لَام صؽار ضباط الجَش باٖنخراط فٍ حركة الكفاح الهسلح حاولت الحكوهة‬
‫تنظَم الكتابب والسَطرة علَها بٗ طابل‪ .‬وداخل الجَش نفسه كاى تنظَم ”الضباط‬

‫(‪ )42‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.498‬‬


‫(‪)43‬‬
‫أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪ )44‬سَرانَاى‪ ،‬هصر ونضالها هى أجل اٖستمٗل (‪ ،)1952-1945‬ص ص ‪.248-241‬‬
‫‪34‬‬
‫أخَرا فٍ دَسهبر ‪ 1951‬عى نجاح هرشح‬ ‫ا‬ ‫اْحرار“ َعهل بههة‪ ،‬ولد تهخض نشاطه‬
‫”الضباط اْحرار“ وسموط هرشح الهلن فٍ انتخابات نادٌ الضباط‪ .‬ولد بلؽت الحركة‬
‫(‪)45‬‬
‫الوطنَة ذروتها بهعركة أسهاعَلَة فٍ ‪َ 25‬ناَر ‪ 1952‬ثم أضراب العام للعهال‬
‫وانفجار الهظاهرات فٍ الماهرة فٍ الَوم التالٍ للهعركة‪ .‬وفٍ ذلن الَوم أحرق‬
‫الهتظاهروى وسط الماهرة‪ ،‬بَنها تلكؤ الهلن فٍ إصدار اْواهر بهواجهة الهولؾ(‪.)46‬‬

‫ولد انتهز النحاس فرصة الحرَك لَمدم استمالته للهلن‪ .‬ولكى الهلن الهتحرق شولاا‬
‫هصرا علً إحراق ورلة الوفد حتً النهاَة‪ .‬فكاى‬‫ًّ‬ ‫لطرده هى الحكم رفض اٖستمالة‪،‬‬
‫الهطلوب هى حزب النحاس أى َعَد العفرَت إلً المهمم‪ ،‬فتم استبماإه‪ ،‬لَصدر وزَر‬
‫لرارا بإعٗى حالة الطوارئ واعتمال ‪ 300‬شخص هى العناصر الوطنَة هساء‬ ‫ا‬ ‫الداخلَة‬
‫‪َ 26‬ناَر‪ ،‬كها أؼلمت الجاهعات وعطلت الصحؾ الوطنَة‪ .‬ولم َحدد الوفد هوعداا ٔنهاء‬
‫اْحكام العرفَة‪ ،‬وبذلن لم َضع أٌ حكوهة لادهة فٍ هولؾ حرج‪ ،‬ذلن أى إلالته كانت فٍ‬
‫الطرَك َوم ‪َ 27‬ناَر ‪ .1952‬وبهذه النتَجة تكوى خطة الحركة الوطنَة لد حممت فٍ‬
‫النهاَة نصؾ نجاح فمط‪ ،‬إذ لم َواصل حزب الوفد تحمَك أهانَها‪ ،‬فلم َعلى الحرب علً‬
‫برَطانَا‪ ،‬ولم َواجه الهلن والفساد‪ ،‬بل ترن الساحة وهرب تاركاا جهاهَره تواصل تحمَك‬
‫أهانَها بنفسها‪.‬‬

‫لمد بلؽت الحركة الشعبَة درجة عالَة هى الموة َوم ‪َ 26‬ناَر‪ ،‬ولكى الهنظهات كانت‬
‫ألل هى الهولؾ الذٌ وضعتها فَه الجهاهَر‪ ،‬وها هو حزب اْؼلبَة الذٌ عمدت علَه‬
‫الموي الوطنَة آهالها لد سمط لبل أى تفَك هى أوهاهها تها اها‪ .‬وبرؼم الصداهات العنَفة‬
‫بَى حكوهة النحاس والحركة الوطنَة لبل الحرَك‪ ،‬لم تكى هذه الحركة فٍ جهلتها لد‬
‫فههت بعد تها اها أى الحكوهة الوفدَة ٖ تستطَع هى الناحَة العهلَة أى تحمك لها كل‬
‫أحٗهها‪ .‬ولد فشل كل هى الحزب اٖشتراكٍ والحزب الشَوعٍ الهصرٌ (‪ )1949‬فٍ‬
‫طرح بدابل عهلَة لحكوهة الوفد‪ ،‬رؼم تبنَهها لشعارات هعادَة لها إلً حد كبَر‪ .‬وكاى‬
‫هذاى الحزباى اْكثر رادَكالَة داخل الحركة الوطنَة‪ ،‬وهع ذلن ظٗ ‪ -‬عهلًَّا ‪ -‬أعجز هى‬
‫أى َتمدها كمَادة بدَلة‪ .‬كذلن كانت إهكانَاتهها التنظَهَة الحمَمَة وسط الجهاهَر ضعَفة‪.‬‬

‫وكاى الصراع السَاسٍ ‪ -‬اٖجتهاعٍ لد بلػ أوجه فٍ ‪َ 26‬ناَر‪ ،‬وفمدت الطبمة‬


‫الهسَطرة كل أورالها‪ ،‬وصارت عاجزة حتً عى استخدام العنؾ‪ ،‬فمد كاى جهاز الدولة‬
‫نفسه َتفتت‪ ،‬فمواعد البولَس هتعاطفة هع الشعب‪ ،‬ولواعد الجَش هتهردة علً الهلن‪.‬‬

‫(‪ )45‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهجتهع الهصرٌ والجَش‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫(‪ )46‬تناول الكثَروى ها َسهً بحرَك الماهرة بالتحلَل‪ ،‬همدهَى آرا اء هختلفة‪ ،‬هى بَنها أنه كاى هى تدبَر الهلن أو‬
‫الهلن وأنجلَز أو أنجلَز فمط‪ ،‬وحتً اتهم البعض ”الضباط اْحرار“ بذلن‪ .‬ولم َفتح تحمَك جاد أبداا فٍ العهد‬
‫الناصرٌ حول الهوضوع‪ ،‬ولم َتهم أحد بشكل لانونٍ‪ ،‬بل وجهت الدعاَة الرسهَة التههة للهلن وأنجلَز‪ ،‬كها اتهم‬
‫عبد الناصر الشَوعََى فٍ بعض خطبه‪ .‬انظر فٍ ذلن‪ :‬جهال الشرلاوٌ‪ ،‬حرَك الماهرة‪ ،‬لرار اتهام جدَد ‪ -‬دمحم أنَس‪،‬‬
‫حرَك الماهرة‪ ،‬ص ص ‪ - 54-51‬أحهد هرتضً الهراؼٍ‪ ،‬ؼرابب هى عهد فاروق وبداَة الثورة الهصرَة‪ ،‬ص ص‬
‫‪ 128 -100‬بَنها اتهم عبد الناصر الشَوعََى فٍ خطبه فٍ فترة الصراع ضدهم‪ ،‬هى اْهثلة كلهة ألماها فٍ هإتهر‬
‫صحفٍ هى هَبة التحرَر ‪.1954/8/21‬‬
‫‪35‬‬
‫أها الشعب نفسه فلم تكى لدَه لَادة لوَة وٖ تنظَم لادر همابل الكثَر الذٌ لدهه فٍ‬
‫حركته العفوَة‪.‬‬

‫انتهً حرَك الماهرة بالهدوء‪ ..‬ولكنه الهدوء الهتوتر‪ ..‬وهى هذه اللحظة بدأ تراجع‬
‫الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ‪ ،‬فكانت هرحلة الوزارات اْربع‪ ،‬واستهرت حالة الطوارئ‬
‫وحل البرلهاى وحلت العصابات الهسلحة‪ .‬وبالهمابل لدهت بعض أصٗحات اٖجتهاعَة‪:‬‬
‫تخفَض اْسعار‪ ،‬زَادة الحصص التهوَنَة‪ ...‬إلخ‪ ،‬كها جرت هحاوٖت لهحاربة الفساد‪.‬‬
‫ولكى الوزارات اْربع التالَة لوزارة الوفد‪ ،‬واحدة أثر أخري لم تستطع أى تسَطرعلً‬
‫طً لطرؾ ٖبد أى َنتزع هى طرؾ آخر‪،‬‬ ‫السلطة فعلًَّا‪ ،‬فأصٗح كاى َعنٍ أى ها ََع َ‬
‫ولذلن ووجهت كل هحاوٖت أصٗح هى جانب الوزارات بهماوهة الهلن واْحزاب‬
‫الهسَطرة وأدارة الحكوهَة نفسها‪ ،‬بَنها كاى هدوء الشعب لَس أكثر هى نذَر بعاصفة‬
‫جدَدة‪ .‬إى العفرَت لم َعد إلً عماله بعد‪ ..‬ورؼم أى شعار ”الهستبد العادل“ كاى هطرو احا‬
‫بموة لدي الجهاهَر‪ ،‬بل ولدي دوابر الؽرب أَضاا(‪ ،)47‬إٖ أى هذه الفكرة لم تكى لابلة‬
‫للتحمَك بهدوء‪ .‬فاذا كانت الظروؾ بعد الحرَك تتطلب هثل هذا الهستبد للحفاظ علً‬
‫النظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬فمد كاى َهكى لهذا اْخَر أى َؤتٍ فمط هى خارج الموي الهتصارعة‬
‫الربَسَة‪ .‬فرؼم أى الهعارضة الوطنَة كانت لادرة علً فرض هذه الفكرة‪ ،‬إٖ أنها كانت‬
‫عاجزة عى فرض حكهها علً النظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬كذلن لم تكى أحزاب الطبمة الهسَطرة‬
‫لادرة بآلَات حركتها الخاصة فٍ ذلن الولت علً تمدَم الهستبد الهٗبم للظروؾ‪ْ ،‬نه‬
‫وفماا للتوازنات المابهة كاى سَؤخذ هنها الحاضر ضهاناا للهستمبل‪ ،‬وهو أهر لَس هى‬
‫السهل أى تمبله طبمة ثرَة وشرهة‪ ،‬بطرَمة سلهَة‪.‬‬

‫وكها للنا فَها سبك‪ ،‬فتمدَم كبش فداء للنظام الهتهاوٌ كاى َنبؽٍ فٍ هثل هذه‬
‫الظروؾ أى َتم بالموة‪ .‬لم َكى ههكناا إٖ أى َؤتٍ الههدٌ الهنتظر هى خارج التوازى‬
‫المابم‪ .‬فمد فمدت أحزاب الطبمة الهسَطرة وهلكها الشرعَة وسط الجههور‪ ،‬واْخَر نفسه‬
‫لم َكى هلتفاا التفافاا واس اعا حول ّ‬
‫أٌ ٍ هى الهنظهات الوطنَة التٍ باتت هٍ نفسها فٍ حالة‬
‫انتظار‪ .‬كها تجهد الصراع اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ هنذ حرَك ‪َ 26‬ناَر‪ ،‬وتهَزت الحَاة‬
‫السَاسَة بالشلل‪ .‬فكانت كل اْطراؾ تسَر إلً ضعؾ‪ ،‬ولم تكى هنان سوي لوة واحدة‬
‫تتحرن وتبادر‪ ،‬أٖ وهٍ بعض ضباط الجَش‪ ،‬إذ لرر تنظَم ”الضباط اْحرار“ بعد‬
‫الحرَك أى َنفذ فكرة اٖستَٗء علً السلطة‪ ،‬فمفز عدد أعضابه هى بضع عشر ضاب اطا‬
‫إلً نحو هابة ضابط فٍ شهور هعدودة‪ ،‬كها بدأ فٍ توزَع أفراده وتنظَههم استعداداا‬
‫للمفز إلً ه ولع الحكم‪ .‬ولد تناولت الدوابر الرسهَة فكرة اٖنمٗب العسكرٌ المادم‬

‫(‪ )47‬علً سبَل الهثال ذكرت صحَفة صنداٌ تاَهز فٍ أحد أعدادها عام ‪” :1952‬إى الحدَث عى إنعاش الدَ ُهمراطَة‬
‫فٍ بلد َعَش فَه أؼلبَة الناس عَشة أحط هى عَشة الحَوانات هو لؽو فارغ‪ .‬إى هصر ٖ تحتاج إلً دَ ُهمراطَة بل‬
‫تحتاج إلً رجل فرد‪ ..‬إلً رجل ككهال أتاتورن َموم بأصٗحات الضرورَة الٗزهة للبٗد‪ ..‬لكى هشلكة هصر هٍ كَفَة‬
‫العثور علً الدَكتاتور‪ ،‬فلَس بَى رجالها هى لدَه الهإهٗت الٗزهة للدَكتاتور“‪ .‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪23‬‬
‫َولَو ‪ -‬البحث عى الدَ ُهمراطَة‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪36‬‬
‫بالتحبَذ‪ ،‬فَها عدا الهلن الخابؾ الذٌ كاى َتخَل إهكانَة استهرار الهدوء الزابؾ‬
‫واستعادة الزهام الهنفلت‪ ،‬دوى أى َحدد هاذا كاى علَه أى َفعل بالضبط ٔنماذ عرشه‪.‬‬

‫وفٍ انتظار الههدٌ الهنظر راحت الجهاهَر تنصرؾ بالتدرَج عى اْحزاب‪،‬‬


‫والهنظهات‪ ،‬والحركة السَاسَة بوجه عام‪ ،‬ولكنها كانت فٍ حالة انتظار للخٗص‪ ،‬فظلت‬
‫حالة الترلب تخَم علً البٗد‪ .‬وكها لال طارق البشرٌ‪” :‬كاى َوم ‪َ 26‬ناَر ‪ 1952‬آخر‬
‫أَام النظام المابم‪ ،‬ولكنه لم َكى أول أَام النظام الجدَد“(‪ .)48‬والهمصود هنا النظام‬
‫السَاسٍ‪.‬‬

‫وفٍ لَلة ‪َ 23‬ولَو ‪ 1952‬لام تنظَم ”الضباط اْحرار“ بانمٗب عسكرٌ ناجح‪.‬‬

‫***************************‬

‫الباب الثانٍ‬
‫حكوهة الضباط‬

‫إٕ باضتطاع‪ٖ ١‬ؤال‪ ٤‬ايشبإ إٔ ‪ٜٓ‬كر‪ٚ‬ا َصس‬


‫َٔ املد األمحس اير‪ ٟ‬ال شو إٔ َطا‪ٚ‬ئ فاز‪ٚ‬م‬
‫‪ٚ‬ايباش‪ٛ‬ات ناْت ضتُٗد ي٘ يف شت‪ ٢‬زب‪ٛ‬ع‬
‫ايبالد‪ .‬فِٗ ض‪ٝ‬ك‪ َٕٛٛ‬بتخك‪ٝ‬ل اإلصالحات‬
‫‪ٚ‬ضريفع‪َ ٕٛ‬طت‪َ ٣ٛ‬ع‪ٝ‬ش‪ ١‬األٖاي‪،ٞ‬‬
‫‪ٚ‬ضٓشجعِٗ‬

‫جَفرسوى كافرٌ‬

‫(‪ )48‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.553‬‬


‫‪37‬‬
‫جاء الضباط إلً الحكم فٍ ظل جو هشبع بروح ثورة الجهاهَر العفوَة العاجزة‪،‬‬
‫وبروح حرب هحبطة للطبمة الهسَطرة واٖحتٗل ضد هذه الثورة‪ ..‬جاءوا فٍ ظل‬
‫طهوحات الطبمة الهسَطرة فٍ نظام هستمر وفٍ ظل أهانٍ أنتلَجَنسَا والطبمات اْدنً‬
‫فٍ حَاة أفضل‪ ،‬باٖستمٗل وأصٗح اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫جاء الضباط فٍ ظل توتر اجتهاعٍ‪ ،‬إٖ أنه كاى فٍ إطار حالة هى التوازى السَاسٍ‪،‬‬
‫فاٖتجاه نحو التجذر واٖستمطاب كاى لد انعكس هنذ ‪َ 26‬ناَر ‪ ،1952‬وصارت كل‬
‫اْطراؾ الهتصارعة تسَر شَباا فشَباا إلً التحلل والشلل‪.‬‬

‫لم َكى لدي الضباط أَدَولوجَا واحدة‪ ،‬وٖ برناهج واضح الهعالم وٖ خطة ٔعادة بناء‬
‫الهجتهع‪ .‬لم َشكل ”الضباط اْحرار“ حزباا سَاسًَّا‪ ،‬وإنها اكتفوا بتكوَى هنظهة هى‬
‫ضباط الجَش فمط هى ذوٌ الرتب الصؽَرة والهتوسطة التٍ َختلؾ أعضاإها فكرًَّا‪ ،‬بل‬
‫وَحهل بعضهم أَدَولوجَات هتنالضة‪ ،‬وإنها جهعهم هدؾ واحد هو إَجاد هخرج للنظام‬
‫هى الحالة السابدة التٍ تعتبر فٍ لاهوسهم الخاص حالة هى الفساد العام الذٌ لهسوه‬
‫جَداا حَى ضحً بهم النظام فٍ حرب هزلَة عام ‪ .1948‬وَتضح ذلن هى هنشوراتهم ثم‬
‫هى برناهجهم ذٌ النماط الست الشهَرة‪ ،‬ولد تربً زعَههم فٍ هدرسة ”الكل فٍ‬
‫هبكرا‪ ..‬وكاى َحلم بؤى َصبح ذلن ”البطل الذٌ َنتظره الشرق“‪،‬‬‫ا‬ ‫واحد“‪ ..‬نبذ اْحزاب‬
‫علً حد تعبَره الشخصٍ‪ .‬وبلؽة الهصرََى كاى َري فٍ نفسه ”ابى البلد“‪ ..‬لم َكى‬
‫َإهى أبداا بالجهاهَر‪ ،‬ولذلن انحصر نشاطه داخل الجَش ولم َحاول بناء هنظهة‬
‫جهاهَرَة‪ ،‬ولم َسهح بدخول أٌ هدنٍ فٍ تنظَهه‪ ،‬وٖ حتً جندٌ واحد‪ ،‬ولم َحاول‬
‫هطلماا حتً تشكَل جبهة ثورَة هى أٌ نوع‪ ،‬ولصر توزَع هنشورات التنظَم علً الضباط‬
‫ونخبة السَاسََى والصحفََى‪ .‬وبالطرَمة التٍ ألام وأدار بها تنظَهه ودبر بها انمٗبه‬
‫حدد كَؾ سَدَر الهجتهع كله‪.‬‬
‫ا‬
‫وبدٖ‬ ‫وبؽض النظر عى هدي حسى نواَاهم‪ ،‬فهم فٍ النهاَة لد التنصوا سلطة فارؼة‪،‬‬
‫هى أى َمبعوا فٍ ثكناتهم تحت إهرة َد هرتعشة وجدوا أنفسهم َزَحوى هذه الَد بسهولة‬
‫وَسر‪ ،‬ولساى حالهم َمول‪ :‬لهاذا ٖ تسَر اْهور كها نمرر ونحى الموة الوحَدة فٍ البٗد‬
‫المادرة علً الحركة؟‬

‫لمد استطاع ألل هى هابة ضباط َسَروى علً رأس جَش ههلهل أى َستولوا علً‬
‫السلطة‪ ،‬رؼم وجود أحزاب عرَمة‪ ،‬وجَش اٖحتٗل فٍ المناة‪ ،‬وجهاهَر ثابرة‪ ..‬هثبتَى‬
‫عجز الجهَع‪ .‬وفٍ الحمَمة فمد هنحت حالة التوازى السَاسٍ لهإٖء الفرصة لكٍ‬
‫َتحولوا هى أداة فٍ َد الطبمة الحاكهة إلً سادة للهجتهع كله‪ .‬ولم َكى ”الضباط‬
‫اْحرار“ َشكلوى لوة سَاسَة لبل اٖنمٗب‪ ،‬بل اكتفوا بأعٗى عى وجودهم هى خٗل‬
‫سا‪ ،‬ولكنهم فمط لم َجابهوا بؤٌ لوة حمَمَة‪ .‬لمد ؼرلت الموي السَاسَة‬
‫الهنشورات أسا ا‬
‫فٍ صراع ٖ جدوي هنه‪ ،‬إذ لم َكى هى بَنها هى َستطَع أى َحسم الصراع اٖجتهاعٍ‬

‫‪38‬‬
‫والسَاسٍ لصالحه‪ .‬واْهر الذٌ كاى آخذاا فٍ البروز هنذ عام ‪ 1947‬هو بداَة انسٗخ‬
‫أداة الدولة نفسها هى أَدٌ الطبمة الهسَطرة دوى أى تستمطبها أطراؾ أخري‪ .‬ولد‬
‫صارت تلن اِلة العسكرَة التٍ لم تشكل كهإسسة أحد أطراؾ الصراع اٖجتهاعٍ‬
‫السَاسٍ الهحتدهة آنذان‪ ،‬ألوي لوة سَاسَة فٍ البٗد‪ ،‬وَعود الفضل فٍ ذلن إلً كونها‬
‫الهإسسة اٖجتهاعَة الوحَدة التٍ ولفت خارج الصراع الهذكور‪ ،‬بل إنها لد ظهرت أهام‬
‫صا هى لبل الجهاهَر‪ .‬ولد‬
‫الشعب كضحَة للنظام فٍ حرب ‪ ،1948‬هها هنحها احترا اها خا ًّ‬
‫كاى ”الضباط اْحرار“ َحهلوى برناه اجا َناسب تكوَنهم الثمافٍ‪ ،‬برناه اجا هشوشاا‬
‫وهجرداا‪ .‬ولد طرحوا علً أنفسهم هههة تحمَك هذا البرناهج الهشوش والذٌ أكسبه‬
‫تشوشه لوة كبَرة‪ ،‬وهذا أهر لـه هؽزاه‪ .‬فالهعانٍ الهجردة تمبل الجدل‪ ،‬وبالتالٍ تحهل‬
‫آهال الجهَع‪ .‬وبرؼم تضهنه هشروعاا لتمدَم كبش فداء كبَر‪ ،‬إٖ أى هذه النمطة اْكثر‬
‫تحدَداا هى بمَة النماط لد أنعشت آهال أعرض الموي علً الساحة الهصرَة‪ .‬لم َكى هى‬
‫الههكى للضباط أى َحكهوا البٗد فٍ ظل الخرَطة السَاسَة التٍ كانت علَها‪ ،‬فالنظام‬
‫السَاسٍ المابم بتشرَعاته ونظهه الهختلفة ٖ َستوعب الحكم العسكرٌ‪ ،‬فالدستور ٖ‬
‫َنص علً ذلن والموانَى ٖ تعطٍ العسكرََى أٌ حموق سَاسَة‪ ،‬وكافة الموي السَاسَة‬
‫ترَد السلطة لنفسها ٖ للعسكرََى‪ .‬وإذا كانت هذه الموي لم تعارض اٖنمٗب فذلن ْى‬
‫كٗ هنها نظر إلَه علً أنه جسرها الخاص إلً السلطة‪ .‬أها الضباط فرؼم أنهم كانوا لد‬ ‫ا‬
‫لدرا هى التعاطؾ الشعبٍ‪ ،‬إٖ أنهم لم َحصلوا علً هذا التعاطؾ لصالح الحكم‬ ‫اكتسبوا ا‬
‫العسكرٌ فٍ حد ذاته‪ ،‬بل لّهال الؽاهضة التٍ هثلوها‪ ،‬تلن اِهال التٍ لم َكى هى‬
‫الههكى تحمَمها أبداا فٍ ظل النظام السَاسٍ المابم‪ ،‬ولم َكى هى الهتصور أى تتحمك فٍ‬
‫ظل هوازَى الموي المابهة‪.‬‬

‫لمد طرح الضباط عدة هبادئ ٖ ترلً إلً هستوي البرناهج‪ ،‬ولد ؼلب علَها طابع‬
‫أوٖ‪ ،‬ثم‬‫العهوهَة‪ .‬ولد أعطاهم هذا الطابع الهطاط لبرناهجهم فرصة كبَرة لضم صفوفهم ا‬
‫لتجهَع الجَش حولهم ثانَاا‪ ،‬ثم جذب الشعب ناحَتهم ثالثاا‪ ،‬ثم تفادٌ استعداء الطبمة‬
‫ا‬
‫وبدٖ هى‬ ‫الهسَطرة أو الدوابر الؽربَة‪ ،‬وهذا راب اعا‪ ،‬ثم لتبربر أٌ تصرفات فٍ الهستمبل‪.‬‬
‫الهزاَدة علً الجهَع اكتفوا بطرح نماط عاهة ٖ تثَر ؼضب الكثَرَى‪ ،‬بحَث َهكى كسب‬
‫بدٖ هى كسب عدابهم‪ .‬والحمَمة أى ها هكنهم هى المَام‬ ‫ود هختلؾ اْطراؾ بمدر أهكاى ا‬
‫بهذه اللعبة هو أنهم ظهروا أهام الهجتهع كموة هحاَدة اجتهاعًَّا‪ ،‬ولم تكى هذه أهكانَة‬
‫هتوفرة هى لبل ٌْ حكوهة سابمة علً اٖنمٗب‪ ،‬أو ٌْ حزب لابم‪.‬‬

‫ولمد جاء الضباط إلً الحكم فٍ ظل الهلكَة ودستور ‪ 1923‬والبرلهاى والنظام‬


‫الحزبٍ‪ ،‬ولم َكى هى الههكى لهم اتخاذ أٌ إجراءات ذات واجهة شرعَة إٖ بمدر ها‬
‫َهكنهم تمنَى سلطتهم الخاصة‪ .‬ولد تم هذا هى هذا هى خٗل سلسلة هى الصراعات‬
‫الشابكة‪ ،‬ابتداء هى ‪َ 23‬ولَو ‪ 1952‬إلً آخر هارس ‪ 1954‬علً اْلل‪.‬‬

‫فٍ ‪َ 23‬ولَو تم اعتمال جنراٖت الجَش‪ ،‬وأصبحت اِلة العسكرَة بنفسها علً رأس‬
‫السلطة‪ ،‬ونفضت أَدَها هى هههة لعب دور الحارس اْهَى للهلن‪ ..‬كذلن أعلنت صراحةا‬

‫‪39‬‬
‫أنها هنذ اِى فصاعداا ستلعب دورها الخاص‪ ،‬وأنها سوؾ تعَد صَاؼة النظام وفماا لها‬
‫تراه ”باسم الشعب“‪ ،‬كها وعدت بالعودة إلً الثكنات بعد تنفَذ هذه الهههة‪.‬‬

‫طلبت آلة اٖنمٗب هى الشعب أى َركى إلً الهدوء والسكَنة‪ ،‬وخرجت هدافعها إلً‬
‫الشوارع هنذرة هتوعدة كل هى ٖ َحترم إراداتها الخاصة‪ ،‬إذ بات لها إرادة خاصة‪ ،‬والتٍ‬
‫أسهتها ”إرادة الشعب“‪ ،‬كها أعلنت للشعب الذٌ دعته إلً السكوى‪.‬‬

‫وفٍ ظل الهدافع راح الضباط َزَلوى كل ها اعترض سبَلهم إلً اٖنفراد بالسلطة‬
‫وأولها أدوات الصراع اٖجتهاعٍ‪ .‬لمد جاءوا إلً الحكم بفضل هذا الصراع عَنه‪ ،‬وهع‬
‫ذلن كاى تجهَده شرطا لعدم تكرار اٖنمٗب نفسه‪ ،‬ولكى إزالة هثل هذا الصراع ‪ -‬التوازى‬
‫كانت فٍ الولت نفسه إزالة للشرط اْول لبماء حكوهة بَرولراطَة عسكرَة‪ .‬ولذلن كاى‬
‫هبررا هوضوعًَّا ٖنمٗبها‪ ،‬أى تعَد‬
‫ا‬ ‫علً اِلة العسكرَة وهٍ تزَل ذلن الشرط الذٌ كاى‬
‫وبدٖ هى أى تعتهد علً‬ ‫ا‬ ‫هبررا لحكهها‪.‬‬
‫ا‬ ‫بناء نفسها بحَث َصبح وجودها فٍ حد ذاته‬
‫ظرؾ استثنابٍ هر به الهجتهع كاى علَها أى تخلك شرو اطا دابهة للحكم البَرولراطٍ‪.‬‬
‫باختصار أصبح علَها أى تكتسب شرعَة وجودها فٍ السلطة‪ ،‬لَس هى المانوى فحسب‪،‬‬
‫بل وهى الشعب والنظام أَضاا‪ .‬وكاى علَها لَس فمط أى تزَل بل وأى تبنٍ أَضاا‪ ،‬أى تؤخذ‬
‫هى طرؾ لتعطٍ أطرافاا‪ ،‬وأى تحمك الحد اْدنً هى أنجازات الذٌ تستطَع أى تبرر به‬
‫وجودها‪.‬‬

‫شكّل الضباط وزارتهم اْولً هى الباشوات والبكوات‪ ،‬التكنولراط وأدارََى البعَدَى‬


‫عى الفكر والسَاسة‪ ،‬كل وزارة تحت إشراؾ أحد الضباط‪ ،‬وراحوا َعَدوى تشكَل النظام‬
‫السَاسٍ بها َٗبههم‪:‬‬

‫‪ - 1‬طرد الهلن‪:‬‬
‫كانت كل الموي السَاسَة الهاهة لد أصبحت ٖ تطَك بماء الهلن‪ ،‬ولم َكى لدي‬
‫اْحزاب اللَبرالَة الصؽَرة هى النفوذ ها تستطَع به أى تإَده‪ ،‬بل كاى هو نفسه الذٌ‬
‫كاى َإَد هى َرَد هنها‪ .‬بَنها أصبح جَشه فٍ السلطة‪ ،‬فوق رأسه بالذات بعد أى صفَّت‬
‫أهم العناصر الهوالَة لـه‪ .‬ولم َعد رجال اْعهال وهٗن اْراضٍ َجدوى ؼضاضة فٍ‬
‫التعرَض بالهلكَة‪ْ ،‬ى الفضابح الهلكَة كانت لد أصبحت وصهة فٍ جبَى النظام كله‪،‬‬
‫فكانت إزالة الهإسسة الهلكَة بالتالٍ بهثابة تطهَر ضرورٌ للنظام‪ ،‬ولد برهى الهلن فٍ‬
‫الشهور التالَة لحرَك الماهرة أنه سوؾ َعارض أٌ إجراءات إصٗحَة تهدؾ إلً تجدَد‬
‫عهر النظام‪ ،‬وأنه بضَك أفمه‪ ،‬أو أفك هصالحه الهحدودة جدًّا‪ ،‬سوؾ َشكل عمبة كإو ادا‬
‫أهام ترهَم النظام الهتصدع‪ .‬وبسبب ذلن فمد فاروق نهابًَّا تؤََد الدوابر الؽربَة كذلن‪.‬‬

‫وبالنسبة للضباط كاى الهلن فاروق هو أضعؾ حلمات النظام‪ ،‬فهو أسوأ ههثل للطبمة‬
‫الهسَطرة فٍ ذلن الولت‪ .‬كها كاى أكبر عمبة لانونَة أهام الحكم العسكرٌ‪ ،‬فكانت إزالته‬
‫كبَرا فٍ َوم ولَلة‪ ،‬خاصة أى السراٌ لد‬‫ا‬ ‫كفَلة بإكساب السلطة الجدَدة نفوذاا شعبًَّا‬

‫‪40‬‬
‫أصبحت بالؽة الضعؾ علً الساحة السَاسَة بعد أحداث الشهور اْخَرة‪ .‬ولم َعد النظام‬
‫الهلكٍ َتهتع بتعاطؾ خاص علً الهستوي الشعبٍ العام‪ ،‬كذلن لم تمدم اْسرة الحاكهة‬
‫صا َصلح كـ ”هستبد عادل“ بحَث َستطَع أى َدعو إلً التهََز بَى فساد الهلن‬ ‫شخ ا‬
‫فاروق وفساد النظام الهلكٍ نفسه‪ .‬وهذا العاهل أعطً هَزة إضافَة للضباط‪ ،‬فكاى َهكنهم‬
‫أعٗى عى إلؽاء النظام الهلكٍ هى أول َوم‪ ،‬ولكنهم كانوا فٍ البداَة َتحسسوى‬
‫الطرَك‪ ،‬فاكتفوا بإبعاد فاروق دوى إلؽاء الهلكَة رسهًَّا وتم تنصَب ابنه الطفل هلكاا‬
‫جدَداا هع هجلس للوصاَة عَنه ”هجلس لَادة الثورة“‪.‬‬

‫وبعد عام واحد تم إعٗى الجههورَة فٍ ‪َ 18‬ولَو‪ .‬إٖ أى السلطات الدستورَة للهلن‬
‫كانت لد تولتها الوزارة ابتداء هى ‪َ 29‬ولَو ‪ .1952‬وخٗل العام نفسه تم طرد العناصر‬
‫الهوالَة له فٍ الجَش والبولَس‪.‬‬

‫ولد اتبع الضباط هع الهلن هسلكاا هتهاد انا‪ ،‬فلم َتم إبعاده بصورة ههَنة ولم تجر‬
‫بالطبع هحاكهته أو إعداهه‪ ،‬رؼم هطالبة بعض الضباط بهذا‪ .‬ولد أدَت له التحَة‬
‫العسكرَة وأطلمت لـه الهدفعَة إحدي وعشرَى طلمة‪ ،‬كها ودعه دمحم نجَب شخص ًَّا هى‬
‫هَناء أسكندرَة‪ ،‬وسهح لـه بحهل كل ها َرَد هى هتاع‪ ،‬ورافمه السفَر اْهرَكٍ حتً‬
‫هستمرا بها فَه الكفاَة‪ ،‬وكانت‬
‫ًّ‬ ‫دخل َخته‪ .‬إذ لم َكى وضع الضباط فٍ أول أَام نظاههم‬
‫لبضتهم ٖ تزال ضعَفة‪ ،‬فكاى هى اْنسب لهم أى َبدأوا حَاتهم الجدَدة ببعض الوداعة‪،‬‬
‫كها كانوا َخشوى هى سرَاى روح اٖنتمام‪ ،‬وهذا ها كاى َهكى أى َإدٌ إلَه إعدام الهلن‬
‫أو إهانته‪ ،‬هها َفتح باباا للهبادرة الجهاهَرَة التٍ حاربوها هنذ اللحظة اْولً‪.‬‬

‫‪ - 2‬تصفَة الهعارضة العهالَة وضرب الهنظهات الهاركسَة‪:‬‬

‫إٕ َا تعسض ي٘ مج‪ٝ‬ع اذتاضس‪ َٔ ٜٔ‬ايعُاٍ‬


‫َٔ َٗاْ‪ٚ ١‬إذالٍ ‪ٚ‬إزٖاب نإ أقط‪ ٢‬مما‬
‫ميهٔ إٔ ‪ٜ‬تعسض ي٘ أضس‪ ٣‬اذتسب يف ج‪ٝ‬ش‬
‫َٗص‪َٚ ّٚ‬طتطًِ بد‪ ٕٚ‬ق‪ٝ‬د مما جعٌ‬
‫املٓتصس ‪ٜ‬عاًَِٗ أض‪ٛ‬أ َٔ َعاًَ‪ ١‬ايعب‪ٝ‬د‬

‫أحد العهال الذَى حضروا النطك بالحكم بإعدام‬


‫خهَس والبمرٌ‬

‫‪41‬‬
‫فٍ الولت الذٌ أعلى الضباط فَه عى هشروع أصٗح الزراعٍ‪ ،‬وإلؽاء اْلماب وخلع‬
‫الهلن‪ ،‬كاى العهال َروى فٍ السلطة الجدَدة صورتهم‪ ،‬إٖ أنهم لم َٗحظوا بعد أنها‬
‫صورة هعكوسة‪ ،‬فانتفضوا فٍ كفر الدوار‪ ،‬أحد أهم الهناطك الصناعَة الهتطورة نسب ًَّا‬
‫فٍ ذلن الولت‪ ،‬واحتلوا بعض الهصانع واستولوا علً إداراتها وطردوا هدَرَها رافعَى‬
‫عدة هطالب(‪:)49‬‬

‫‪ - 1‬انتخابات لنمابات حرة وتمنَى حك أضراب‪.‬‬

‫‪ - 2‬الهساواة فٍ الهنح بَى العهال والهوظفَى وزَادة اْجور‪.‬‬

‫‪ - 3‬هنع الفصل التعسفٍ‪.‬‬

‫‪ - 4‬إبعاد هحاهٍ الشركة فٍ كفر الدوار‪.‬‬

‫بأضافة إلً هطالب أخري‪.‬‬

‫لمد انتفض العهال ضد أدارات وأصحاب رأس الهال ولَس ضد ”الضباط اْحرار“‪.‬‬
‫إذ كاى برناهج حكوهة اٖنمٗب هو الذٌ شجع العهال علً اٖنتفاضة‪ ،‬وربها كانوا‬
‫َنتظروى هى الحكوهة العسكرَة أى تنصفهم‪ .‬ولكى كانت هفاجؤتهم كبَرة‪ ،‬إذ أثار‬
‫اعتصاههم ذعر النظام كله‪ ،‬فؤطلمت السلطات والطبمات الحاكهة وأبوالها صَحات الرعب‬
‫هى كل صوب‪ ،‬هطالبة بؤشد العماب للعهال‪ .‬ففٍ هساء َوم أضراب أذاعت المَادة بَاناا‬
‫وصفت فَه اْحداث بؤنها هى تدبَر بعض الخونة‪ ،‬وأعلنت هوافمة هجلس الوزراء علٍ‬
‫تشكَل هجلس عسكرٌ عا ٍل له كافة السلطات الٗزهة لهحاكهة الهسبولَى فٍ لضاَا‬
‫الجناَات التٍ ولعت هى عهال هذه الشركة وهدبرٌ هذه الحوادث‪ .‬ولام النحاس باشا‬
‫بنفسه بلوم العهال وطالبهم باللجوء إلً الطرق المانونَة (كها سَلجؤ هو عها للَل) بل‬
‫اتهم الوفد رجال المصر بتدبَر أضراب ”للمضاء علً الثورة“‪ .‬ولد علك عبد الرحهى‬
‫هشَرا إلً ها َعنٍ أى عهال كفر الدوار (عشرة‬
‫ا‬ ‫الرافعٍ بلهجة توحٍ بنفس هذا الهعنً‪،‬‬
‫آٖؾ) َتهتعوى بهزاَا تفوق كل عهال هصر وأى الشركة تعاهلهم جَداا وإى طرَمة‬
‫حركتهم توحٍ بهخطط ها(‪ .)50‬كها أصدر الحزب الوطنٍ بَاناا َهاجم فَه العهال‪ .‬أها سَد‬
‫هماٖ بعنواى‪” :‬حركات ٖ تخَفنا“‪ ..‬جاء فَه‪” :‬إى حوادث كفر الدوار ٖ‬ ‫ا‬ ‫لطب فكتب‬
‫َنبؽٍ أى تخَفنا‪ ،‬إنه أخطبوط ألطاعَة والرأسهالَة واٖستعهار والشَوعَة‪ ،‬إنه ٖبد هى‬
‫أى َفعل شَباا لبل أى َلفظ أنفاسه اْخَرة‪ ...‬إى عه ادا عف انا بؤكهله َلفظ أنفاسه اْخَرة‬
‫فٍ لبضة طاهرة ولكنها لوَة هكَنة فٗ بؤس أى َرفس برجلَه‪ ،‬ولكنه عهد انتهً‪ ،‬عهد‬

‫)‪ (49‬توجد تفاصَل كثَرة عى اْحداث نشرتها هجلة ”صوت العاهل“ الهصرَة فٍ أعدادها الثالث والرابع والخاهس‬
‫الصادرة فٍ أكتوبر ‪ ،1985‬وَناَر ‪ 1986‬وأبرَل ‪ 1986‬علً التوالٍ‪.‬‬
‫(‪ )50‬عبد الرحهى الرافعٍ‪ ،‬ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ -‬تارَخنا الموهٍ فٍ سبع سنوات‪ ،‬ص ص ‪.55-54‬‬
‫‪42‬‬
‫لد هات‪ ،‬ولكى الههم هو أى نشرع فٍ أجهاز علَه‪ ،‬وأى تكوى الهدَة حاهَة فٗ َطول‬
‫الصراع‪ ،‬وٖ تطول السكرات‪ ،‬لمد أطلع الشَطاى لرنَه فٍ كفر الدوار‪ ،‬فلنضرب بموة‪،‬‬
‫ولنضرب بسرعة‪ ،‬ولَس علً الشعب سوي أى َرلبنا ونحى نحفر المبر ونهَل التراب‬
‫علً الرجعَة و الؽوؼابَة بعد أى نجعلها تشهد هصرعها لبل أى تلفظ أنفاسها‬
‫اْخَرة“(‪ .)51‬وأها تفسَر الصحفٍ جٗل الدَى الحهاهصٍ فمد جاء فٍ همال له بعنواى‪:‬‬
‫دخاى فٍ الهواء‪ ،‬لال فَه‪” :‬لام العهال بهذه الحركة؛ ْى هنان أَا ٍد خفَة لعبت بعمولهم‬
‫التٍ سَطر علَها التفكَر السَاسٍ الفاسد‪ ،‬وْى هنان عملَة شَطانَة صورت لهم العهد‬
‫بصور ٖ تتفك هع الوالع والظاهر“(‪.)52‬‬

‫وكاى هى الطبَعٍ أى َنزعج رجال الصناعة هطالبَى بسحك حركة العهال‪ .‬فكاى هإٖء‬
‫هم أكثر الجهَع رعباا‪ ،‬إٖ أى ”الضباط اْحرار“ كانوا اْكثر عهلَة‪ ،‬فالتحم رجال الجَش‬
‫والبولَس بؤهر السلطات الهصانع‪ ،‬هطلمَى الرصاص علً العهال‪ ،‬واحتلوها بالموة بعد‬
‫ا‬
‫عاهٗ‪ .‬ولد لدم‬ ‫هعركة كبَرة هع الهضربَى الذَى تم لتل عدد كبَر هنهم وتم اعتمال ‪567‬‬
‫‪ 29‬هنهم للهحاكهة العسكرَة فٍ نفس هولع الحادث بمصد الردع‪ .‬وكاى تعسؾ الهحكهة‬
‫حاضرا كصحفٍ‬ ‫ا‬ ‫هع الهحاهَى واض احا لدرجة دفعتهم لٗنسحاب‪ ،‬وكاى هوسً صبرٌ‬
‫لتؽطَة اْحداث‪ ،‬وهو حاصل علٍ لَسانس الحموق دوى أى َعهل كهحام‪ ،‬فاعتبرته‬
‫الهحكهة هحاهَاا وتمدم للدفاع عى الهته َهَْى دوى أى َمدم ها َبربهها‪ .‬ولم َستدع هوسً‬
‫صبرٌ الشهود الذَى طلب هصطفً خهَس سهاعهم‪ ،‬بَنها لدهت الهحكهة شهود زور‪.‬‬
‫ورفضت إعادة‬ ‫ثم صدر الحكم بأعدام شنماا علً دمحم البمرٌ وهصطفً خهَس‪ُ ،‬‬
‫الهحاكهة‪ ،‬كها صدر الحكم باْشؽال الشالة علً ‪ 12‬هته اها باْشؽال الشالة الهإبدة‪،‬‬
‫وثٗثة هتههَى بالسجى ‪ 15‬سنة(‪ .)53‬وولت اْحداث أصدر المابد العام للموات الهسلحة‬
‫ا‬
‫وخاصة العهال ‪ -‬أى أٌ‬ ‫بَاناا َمول‪ ..” :‬فإى المابد العام َعلى جهَع طوابؾ الشعب ‪-‬‬
‫خروج علً النظام أو إثارة الفوضً سَعتبر خَانة ضد الوطى وجزاء الخَانة هعروؾ‬
‫للجهَع وعلً هى له شكوي أى َتمدم بها بالطرَك المانونٍ‪ .‬إى النظام َجب أى َسود‬
‫ههها كاى الثهى‪ ،‬ولد أعذر هى أنذر“(‪ .)54‬وكاى هذا هو أول إعٗى للحكوهة الجدَدة‬
‫َتعلك بهسؤلة الحرَات الدَ ُهمراطَة‪ .‬ورؼم ذلن تهت إدارة الهحاكهة بطرَك ؼَر لانونٍ!‬
‫كها سهحت السلطة ”بإثارة الفوضً“ فٍ الجاهعة حَى لام أفراد هى أخواى الهسلهَى‬
‫باٖعتداء علً الشَوعََى بالضرب بالخراطَم والعصٍ والسكاكَى وإصابة عدَد هنهم‬
‫بعد إعدام خهَس والبمرٌ هباشرة‪.‬‬

‫لمد كانت هحاكهة العهال سَاسَة هحضة بؽرض أرهاب العام للطبمة العاهلة‬
‫وللشَوعََى ولهعارضٍ اٖنمٗب ككل‪ ،‬ولد تبلورت فٍ آلَات الهحاكهة واْحكام النهابَة‬

‫)‪ (51‬صحَفة اْخبار‪ ،‬عدد ‪ 15‬أؼسطس ‪ ،1952‬ا‬


‫نمٗ عى أكثر هى هرجع‪.‬‬
‫)‪ )52‬ا‬
‫نمٗ عى َاسر بكر‪ ،‬صناعة الكذب‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫)‪(53‬‬
‫نفس الهرجع‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬
‫(‪)54‬‬
‫ا‬
‫نمٗ عى إبراهَم عَسً‪ ،‬كل الشهور َولَو‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪43‬‬
‫نهاَة دولة المانوى فٍ هصر‪ .‬ولد اهتٓ جو اجتهاع ”هجلس لَادة الثورة“ لهنالشة‬
‫المضَة وجو الهحكهة بهشاعر الؽضب واٖستنفار والتحفز والؽل والرؼبة فٍ التشفٍ فٍ‬
‫طبمة العهال والشَوعَة رؼم بَاى حدتو الذٌ راح َشجب وَندد بإضراب عهال كفر‬
‫الدوار‪ .‬ولد كانت صدور ضباط َولَو هلَبة بالحمد والرعب هى الشَوعَة باستثناء للتهم‬
‫هى الشَوعََى الذَى أزَحوا بسرعة‪ ،‬فهذا كاى تكوَى وثمافة ضباط الجَش عهو اها‪ .‬ولد‬
‫ظهر ذلن واض احا حَى أفرجوا فٍ البداَة عى الهعتملَى السَاسََى عدا عدد هى‬
‫الشَوعََى‪ ،‬ثم حَى أخذوا َعتملونهم وَعذبونهم فٍ كل هناسبة‪ ،‬ثم أعدهوا خهَس‬
‫والبمرٌ‪ .‬وحَى شنوا حهلة إعٗهَة وأَدَولوجَة صلَبَة رخَصة فٍ عهوم العالم العربٍ‬
‫ضد الشَوعَة طول الولت‪ ،‬بها فٍ ذلن حرصهم الشدَد علً تهََز اشتراكَتهم عى‬
‫اشتراكَة الهاركسَة‪.‬‬

‫وبعد إعدام العاهلَى عاد الهدوء إلً كبار الهٗن ورجال اْعهال‪ ،‬بَنها استهر الضباط‬
‫فٍ اتخاذ إجراءات هطهبنة لهم‪ ،‬فصدرت عدة لرارات تحرم أضرابات‪ ،‬وتضع النمابات‬
‫العهالَة بؤهوالها تحت هَهنة الدولة وتحرهها هى النشاط السَاسٍ(‪ ،)55‬كها صودرت‬
‫الصحؾ الَسارَة وجري اعتمال عدد كبَر هى الشَوعََى‪ .‬ولضهاى عدم حدوث ردود‬
‫لرارا َهنع الفصل التعسفٍ للعهال‪ ،‬وذلن فٍ هارس‬ ‫ا‬ ‫أفعال أخري أصدرت الحكوهة‬
‫‪ ،1953‬كها تم رفع الحد اْدنً لٓجور بالنسبة لعهال الصناعة هى ‪ 12.5‬لرشاا إلً ‪25‬‬
‫لرشاا فٍ الَوم(‪ ،)56‬بجانب هنح ضهانات أخري للعٗج وأجازات الهختلفة‪ .‬ولكى لم تنفذ‬
‫هذه المرارات بشكل كاهل‪.‬‬

‫فٍ الحمَمة لم تعد الطهؤنَنة إلً الطبمات الهالكة فحسب‪ ،‬بل وعادت أَضاا إلً المطاع‬
‫اْكبر هى أنتلَجَنسَا الَسارَة (الذٌ سَصَر ناصرًَّا فَها بعد) والتٍ كانت تزعم تهثَل‬
‫العهال (والفٗحَى أحَاناا)‪ .‬ففٍ حَى لام صحفٍ شَوعٍ برَطانٍ بههاجهة حكوهة‬
‫اٖنمٗب‪ ،‬لام زعهاء ”حدتو“ و”حستو“ (الحركة السودانَة للتحرر الوطنٍ) بالرد‬
‫علَه(‪ )57‬دفاعاا عى الضباط‪ ،‬باعتبارهم ههثلٍ الثورة الوطنَة الدَ ُهمراطَة‪ .‬ولد رأت‬
‫الهنظهتاى أى تصّرؾ الضباط هو أهر َنسجم هع طبَعة الثورة‪ .‬ولد كاى هولؾ ”حدتو“‬
‫هى الحركة العهالَة بعد اٖنمٗب عدابًَّا بشكل خاص‪ .‬ونجد بذرة ذلن فٍ بَاى صدر فٍ‬
‫‪َ 31‬ولَو ‪( 1952‬للجنة التؤسَسَة لٗتحاد العام لنمابات العهال) التابع لها َإَد هبة‬
‫”جَش الشعب“‪ ،‬وَإكد أى الجَش هو حاهٍ الدستور‪ .‬أها بعد هبة كفر الدوار فمد‬
‫تنصلت الهَبة هى الحركة العهالَة‪ ،‬فؤصدرت بَاناا جاء فَه‪” :‬وصل إلً علم الهَبة‬
‫التؤسَسَة لٗتحاد العام للنمابات الهصرٌ أى أفراداا هى أعداء العهال والوطى أرادوا أى‬
‫َسَبوا إلً وطنَة الطبمة العاهلة هح َّرضَى هى بماَا وأذناب الرجعَة واٖستعهار‪..‬‬

‫(‪ )55‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬ثورة النظام اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬ص ‪ ،245‬روبرت هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪-1952‬‬
‫‪ ،1972‬ص ص ‪.325-324‬‬
‫(‪ )56‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫(‪ )57‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ ،1952‬جزء ‪ ،2‬ص ‪.118‬‬
‫‪44‬‬
‫والهَبة التؤسَسَة باسم العهال تستنكر هذه اْعهال أجراهَة التٍ ٖ تفَد إٖ أعداء‬
‫الوطى كها ترجو أى َإخذ هإٖء الهجرهوى بشدة حتً تضهى تحرَر الوطى وتوحَد‬
‫صفوفنا فٍ ظل حَاة دستورَة كرَهة“(‪.)58‬‬

‫ولد وصؾ رجال ”حدتو“ اٖنتفاضة بؤنها هى تدبَر عهٗء البولَس السَاسٍ (ؼَر‬
‫الهوالٍ للضباط؟!)(‪ .)59‬واستهرت ”حدتو“ بعد ذلن فٍ ههاجهة الحركة العهالَة ونسبتها‬
‫إلً العهٗء والهباحث‪ ،‬كها راحت تدعو العهال إلً الهدوء والسكَنة‪ ،‬هتههة رجال‬
‫اْعهال باستفزازهم لكٍ َموهوا بؤعهال أضراب‪ ،‬داعَةا العهال لعدم اٖستجابة لها‬
‫أسهته استفزاز أصحاب الهصانع‪ ،‬الذَى كانوا َمطعوى هى أجورهم فٍ حهاَة السلطة‬
‫الجدَدة التٍ راحت تسحك إضرابات العهال بمسوة‪.‬‬

‫ولد أصاب الندم الشدَد ”حدتو“ بعد ذلن‪.‬‬

‫وفٍ أواخر العام بدأت الكتلة الربَسَة للحركة الشَوعَة الهصرَة‪ ،‬أٌ ”حدتو“‪ ،‬تؽَر‬
‫هولفها هى الضباط تحت تؤثَر الضربات الهتتالَة الهوجهة لها بالذات‪ ،‬فمد جرت هواجهة‬
‫عنَفة بَى الطرفَى‪ ..‬إذ فاض الكَل بكوادر الهنظهة الهحافظة وتحطهت اْطر التملَدَة‬
‫التٍ حاصر بها لادة التنظَم ثورة الكوادر‪ ،‬فشارن أعضاء ”حدتو“ فٍ هبات عهالَة‬
‫وفٗحَة ضد الضباط‪ :‬هصنع إهبابة‪ ،‬هصانع شبرا الخَهة وبوٖق‪ ،‬لري الجعفرَة‬
‫والدروتَى ونواج‪ ،‬وفٍ الجاهعة‪ .‬ولد راحت ”حدتو“ تعوض هولفها العدابٍ هى إضراب‬
‫كفر الدوار بالتشدد البالػ فٍ الهجوم علً السلطة وبتمدَم تضحَات كبَرة هى الكوادر فٍ‬
‫الهواجهة التٍ جرت هع الضباط‪ .‬وبدأت أَضاا فٍ تؽََر هولفها السلبٍ هى فكرة وحدة‬
‫كبَرا فٍ توحَد بعض الهنظهات فٍ ”الحزب الشَوعٍ‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫الشَوعََى‪ ،‬بل لعبت‬
‫الهصرٌ الهوحد“‪ .‬كها وافمت علً أطروحات أكثر الهنظهات الهشتركة فٍ الوحدة‬
‫رادَكالَة‪ :‬حدتو ‪ -‬التَار الثورٌ‪ ،‬كها نجحت فٍ تكوَى ها َشبه الجبهة هع عناصر هى‬
‫الوفد وبعض ضباط الجَش وراحت تنادٌ هى جدَد بالكفاح الهسلح ضد اٖحتٗل‪.‬‬

‫ولكى هبة ”حدتو“ جاءت فمط كرد فعل عصبٍ علً هجهات الضباط‪ ،‬ولم تنجح إٖ فٍ‬
‫إرضاء ضهابر أعضاء التنظَم الثابرَى‪ ،‬كها لم تخرج أبداا عى الخط اْساسٍ للَسار‬
‫ككل‪ ،‬وانتهت بخسابر فادحة هى الكوادر‪.‬‬

‫أها بمَة الهنظهات الهاركسَة فمد اتخذت هولفاا عدابًَّا هى الضباط هنذ البداَة‪،‬‬
‫صا بعد أحداث كفر الدوار‪ .‬ولكنها اكتفت باتهام السلطة بالفاشَة‪ ،‬بَنها استدارت‬
‫وخصو ا‬
‫أهرا كافَاا هى وجهة نظرها للتؤكد‬
‫لتؤََد اْحزاب اللَبرالَة‪ ،‬فإعدام اثنَى هى العهال كاى ا‬
‫هى الطابع الفاشٍ للسلطة الجدَدة‪ .‬وبؽض النظر عى هدي صحة ذلن‪ ،‬إٖ أى اطهبناى‬

‫(‪ )58‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪ ،1957-1950‬ص ‪.63‬‬


‫(‪ )59‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.100-99‬‬
‫‪45‬‬
‫هإٖء إلً صحة تحلَلهم لد دفعهم إلً أحضاى الطرؾ اِخر‪ ،‬اللَبرالََى‪ ،‬أٌ الوفد‬
‫تحدَداا‪.‬‬

‫وحَى اشتدت هوجة اعتماٖت الشَوعََى‪ ،‬بهى فَهم أعضاء ”حدتو“‪ ،‬وهصادرة‬
‫صحفهم‪ ،‬وبعد حل اْحزاب‪ ،‬لدم َوسؾ صدَك (أحد أهم لادة الضباط) وهو هاركسٍ‪،‬‬
‫استمالته هى ”هجلس لَادة الثورة“‪ ،‬وهو لم َكى فٍ هولؾ َه ِ ّكنه هى الدخول فٍ‬
‫سرا حددوا إلاهته(‪.)60‬‬
‫هواجهة ناجحة هع الناصرََى الذَى نفوه إلً الخارج‪ ،‬وحَى عاد ًّ‬
‫ولكنه كاى علً العهوم أكثر اتسالاا هع فكره الَسارٌ هى رفَمه خالد هحٍَ الدَى الذٌ‬
‫لَبِل فٍ النهاَة لواعد اللعبة الجدَدة‪ ،‬واضعاا نفسه تحت تصرؾ ”الزعَم“ بعد هماوهة‬
‫هحدودة فٍ هارس ‪.1954‬‬

‫استخدم الضباط أسلوباا تملَدًَّا لتصفَة الحركة العهالَة‪ :‬العصا والجزرة‪ ،‬هع تكثَؾ‬
‫الدعاَة الهعادَة للشَوعَة‪ .‬ولد استطاعوا فٍ تلن الفترة شى هجوم إعٗهٍ واسع ضد‬
‫الشَوعَة بالتعاوى هع نورٌ السعَد فٍ العراق والهخابرات اْهرَكَة وصحافة أخبار‬
‫الَوم ذات العٗلة الوثَمة هع اْهرَكََى‪ ..‬سنري ذلن فٍ هكاى آخر هى الكتاب‪ .‬وَدل‬
‫نجاح هذا اْسلوب علً أى الحركة العهالَة كانت لد تدهورت سَاسًَّا وتنظَهًَّا إلً الحد‬
‫الذٌ حرهها هى المدرة علً الهبادرة والتهسن ببدَل ٔصٗحات الضباط‪ ،‬بحَث صارت‬
‫حركة رد فعل إزاء اِخر‪ ..‬وبذلن راحت تفمد استمٗلَتها تدرَجًَّا‪ ..‬فٍ اتجاه الخضوع‬
‫لحكوهة الضباط‪.‬‬

‫وخٗل الشهور التالَة لٗنمٗب نجح الضباط فٍ توجَه ضربات لاتلة للهنظهات‬
‫الشَوعَة‪ ،‬بحَث أصَبت اْخَرة بخسابر فادحة هى الكوادر وأدوات الطباعة‪ ،‬وأصبحت‬
‫فٍ النهاَة بالؽة الضعؾ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أصٗح الزراعٍ‪:‬‬

‫(‪ )60‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ ،1952‬جزء ‪ ،2‬ص ‪.123‬‬


‫‪46‬‬
‫ْعترب َٔ ايضس‪ٚ‬ز‪ ٟ‬اختاذ إجسا‪٤‬ات ملٓع ايطسد‬
‫ادتُاع‪ ٞ‬ملالى ‪َٚ‬صازع‪ ٞ‬املطاحات ايصػري‪،٠‬‬
‫‪ ٖٞٚ‬طبك‪َ ١‬ف‪ٝ‬د‪ٚ ٠‬عاجص‪ ٠‬يف اجملتُع‪ٜٚ ،‬تعازض‬
‫طسد أبٓا‪ٗ٥‬ا َٔ ًَه‪ٝ‬تِٗ ايصػري‪ ٠‬اييت‬
‫‪ٜ‬ع‪ٝ‬ش‪ ٕٛ‬عً‪ٗٝ‬ا ِٖ ‪ٚ‬عا‪٥‬التِٗ َع املصاحل‬
‫األضاض‪ ١ٝ‬يد‪ٚ‬ي‪ ١‬شزاع‪ ١ٝ‬نُصس‬

‫لورد كتشنر‬

‫لم تكى فكرة إصدار لانوى لٕصٗح الزراعٍ ولَدة انمٗب الضباط ولكنها كانت دعوة‬
‫أطلمت هى لبله بسنوات‪ .‬كها لم تكى حكوهة الضباط هٍ أول حكوهة فٍ هصر تفكر فٍ‬
‫تحمَك بعض أصٗحات اٖجتهاعَة فٍ الرَؾ‪ .‬إذ َعود الفضل إلً لورد كَتشنر فٍ‬
‫إصدار لانوى ‪ 31‬لسنة ‪َ 1912‬حرم نزع هلكَة اْرض التٍ تمل عى خهسة أفدنة‬
‫لتسدَد الرهونات‪ ،‬وذلن فٍ هواجهة عهلَات نزع الهلكَة التٍ كانت تجرٌ فٍ ذلن الولت‬
‫لصالح الهرابَى اْجانب‪ ،‬وَُسهً بـ”لانوى الخهسة أفدنة“‪ .‬وكانت وجهة نظر لورد‬
‫أهرا حَوًَّا للنظام حَث‬
‫كَتشنر تتلخص فٍ أى الهحافظة علً طبمة الفٗحَى الصؽار تعد ا‬
‫إنها‪ ،‬بحسب تعبَره‪ ،‬طبمة هفَدة وعاجزة(‪ ،)61‬وكانت هذه هٍ نفس سَاسة كروهر‪.‬‬

‫بل إى الهلن فاروق لد لام بتوزَع خهسة أفدنة لٓسرة علً هعدهَى‪ ،‬بعضهم ٖ َعهل‬
‫بالزراعة‪ ،‬هى كفر سعد عام ‪ 1948‬تحت شعار‪ :‬هشروع أكثار هى الهلكَات الصؽَرة‪،‬‬
‫وأصدر عهلة تذكارَة بهذه بالهناسبة‪.‬‬

‫وكانت أحوال الرَؾ الهصرٌ فٍ الفترة السابمة علً انمٗب َولَو ‪ 1952‬تدفع‬
‫الكثَرَى هى هختلؾ اٖتجاهات السَ اسَة إلً الهناداة بإجراء إصٗح زراعٍ بشكل ها أو‬
‫هثٗ‪ ،‬العضو البارز بالحزب السعدٌ‪َ ،‬دعو فٍ هجلس الشَوخ‬ ‫آخر‪ .‬فنجد دمحم خطاب بن ا‬
‫إلً تحدَد الهلكَة الزراعَة‪ ،‬ولكنه كاى َري لصر ذلن علً الهستمبل فمط‪ ،‬بـ‪ 50‬فداناا‬
‫كحد ألصً‪ ،‬ولكنه َهاحم وَتهم بالشَوعَة هى لبل أعضاء الهجلس(‪ .)62‬كها طالب‬
‫أخواى الهسلهوى بتحدَد الهلكَة أَضاا‪ .‬ولد وصؾ سَد لطب هشروع دمحم خطاب بموله‪:‬‬
‫”إى دمحم خطاب َفكر كرأسهالٍ واع ٍ‪ ،‬فهو َدرن أى تركَب الهلكَات العمارَة َجب أى‬

‫(‪Gabriel Baer, History of Land Ownership in Modern Egypt 1800-1950, p. 89 )61‬‬


‫طاب‪ ،‬وكَؾ‬ ‫(‪ )62‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ .‬ولد وصؾ الكاتب كَؾ استمبل أعضاء اْحزاب اللَبرالَة هشروع خ ّ‬
‫دبرت هإاهرة لوأده‪ ،‬رؼم أى السكرتَر العام لحزب الوفد آنذان لد تظاهر بالعطؾ علً الهشروع خشَة هعارضته علناا‪.‬‬
‫ص ص ‪.219-218‬‬
‫‪47‬‬
‫َتعدل هى أجل إَماؾ العواصؾ الهتجهعة فٍ اْفك“(‪ .)63‬أها الدوابر الؽربَة فؤطلمت‬
‫دعوتها ٔجراء إصٗح زراعٍ فٍ هجهل البلداى الهتخلفة بعد الحرب العالهَة الثانَة‬
‫واشتعال الحركات الثورَة فٍ تلن البلداى‪ ،‬فاستجابت للدعوة ‪ 92‬دولة فٍ العالم(‪.)64‬‬
‫ونجد الدوافع الكاهنة وراء هذه الدعوة فٍ إعٗى لجنة استشارَة عَنها الربَس‬
‫اْهرَكٍ بعد الحرب‪:‬‬

‫”فٍ بعض البلداى ٖ َهكى هحاربة الجوع واٖشتراكَة إٖ بأصٗح الزراعٍ“‪ .‬أها‬
‫وجهة نظر وزارة الزراعة اْهرَكَة فكانت‪” :‬إى توفَر لطعة صؽَرة هى اْرض وبعض‬
‫الظروؾ الهٗبهة له تؤثَر فعال علً السٗم‪ ،‬إنه شٍء َنهو فٍ كَاى أنساى الداخلٍ‪،‬‬
‫شٍء َستعصٍ استمطاعه وانتزاعه“(‪ .)65‬ولد وجهت حكوهة الوَٖات الهتحدة عبر‬
‫هنظهة اْهم الهتحدة نداء إلً حكوهات البلداى الهتخلفة َدعوها لتطبَك نوع هى أصٗح‬
‫الزراعٍ(‪ .)66‬ولد ذهب السفَر اْهرَكٍ (جَفرسوى كافرٌ) إلً ضرورة إجراء إصٗح‬
‫زراعٍ لتملَل الفوارق بَى الطبمات ورفع اْجور‪ ،‬وذلن لهحاربة خطر الشَوعَة‪،‬‬
‫بأضافة إلً تطهَر اْحزاب السَاسَة(‪ .)67‬كها وجدنا عدداا هى اٖلتصادََى اللَبرالََى‬
‫اْجانب َإَدوى إجراء إصٗح زراعٍ فٍ هصر‪ ،‬بل ووجه بعضهم انتمادات لمصور‬
‫لانوى الضباط(‪.)68‬‬

‫لم َكى َعارض فكرة أصٗح الزراعٍ الذٌ َهس هلكَة اْرض سوي كبار هٗن‬
‫اْراضٍ‪ ،‬بَنها وافك حزب الوفد علً فرض ضرابب تصاعدَة علً الدخل الزراعٍ‬
‫بدوى تحدَد الهلكَة‪ .‬وهع ذلن لم تصدر حكوهة الوفد اْخَرة‪ ،‬وٖ حتً الحكوهة‬
‫الناصرَة بعد ذلن‪ ،‬أٌ لانوى َنص علً فرض ضرابب علً الدخل الزراعٍ‪ .‬وعلً‬
‫العكس فرضت حكوهة الوفد هزَداا هى الضرابب علً رجال الصناعة‪.‬‬

‫ولد كاى لانوى ‪ 9‬سبتهبر ‪ 1952‬هى أهم المضاَا التٍ ثار حولها صراع سَاسٍ حاد‬
‫كثَرا فٍ تدعَم سلطة الضباط ونفوذهم الجهاهَرٌ‪ ،‬كها أنه ألهب‬
‫ا‬ ‫بعد اٖنمٗب وساهم‬
‫خَال الهثمفَى‪ ،‬ذلن الخَال الذٌ لم َهدأ تها اها حتً عهد لرَب بخصوص أصٗح‬
‫الزراعٍ‪.‬‬

‫(‪ )63‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫(‪ )64‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )65‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،92‬ص ‪ 98‬علً التوالٍ‪.‬‬
‫(‪ )66‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪)67‬‬
‫أحهد هرتضً الهراؼٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫(‪ )68‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬ثورة النظام اٖلتصادٌ فٍ هصر ‪ -‬روبرت هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪- 1972-1952‬‬
‫‪Doreen Warriner, Land Reforms & Development in the Middle East‬‬
‫‪48‬‬
‫ولد أَدت هعظم الهنظهات الهاركسَة المانوى فور صدوره‪ ،‬بل وتوجه بعض أفرادها‬
‫إلً الرَؾ بؽرض شرحه للفٗحَى(‪.)69‬‬

‫والرأٌ السابد لدي الكتاب الهاركسََى‪ ،‬الهنظرَى اْهم للناصرَة فٍ هصر‪َ ،‬نظر إلً‬
‫المانوى كلحظة فٍ سَاق عهلَة انتمال هى ألطاع إلً الرأسهالَة(‪ .)70‬فالمانوى وفماا لهذا‬
‫الرأٌ لد وضع فٍ إطار دعم الصناعة‪ ،‬وذلن بتوسَع السوق الرَفَة وتدعَم نهط أنتاج‬
‫الرأسهالٍ فٍ المرَة‪ .‬أها الدعاَة الناصرَة فلم تهتم إٖ بالجانب الذٌ َفَدها فٍ جذب‬
‫تعاطؾ الفٗحَى‪ .‬ولد صرح جهال عبد الناصر‪” :‬أَه أهم حاجة فٍ تحدَد الهلكَة وفٍ‬
‫توزَع اْرض؟ تحدَد الهلكَة اللٍ بتخلصنا هى ألطاع اللٍ استهر سنَى طوَلة فٍ هذه‬
‫البلد َعبر عى هعنََى ربَسََى‪ ،‬الهعنً اْول‪ :‬هو الحرَة السَاسَة والثانٍ هو التخلص‬
‫هى اٖستبداد السَاسٍ“(‪” ،)71‬وإى هطلبنا لم َكى التصادًَّا بل هو تحرَر الفٗح هى‬
‫سَطرة السَد“(‪ .)72‬وكاى شعار ”المضاء علً ألطاع“ َعنٍ أصٗح اٖجتهاعٍ ولم‬
‫َجر التركَز علً وجود أثر لذلن علً النهو الصناعٍ إٖ بشكل عابر‪ .‬ولم َكى هطلب‬
‫بعض رجال الصناعة بتحدَد هلكَة اْرض ناج اها عى شعور بثمل التصادٌ خاص‬
‫لـ”الهسؤلة الزراعَة“‪ ،‬بل بخطر الثورة اٖجتهاعَة‪ ،‬إذ لم تشكل عٗلات أنتاج لبل‬
‫الرأسهالَة هعولاا جوهرًَّا للنهو الصناعٍ‪ ،‬حَث كاى اٖلتصاد هنمَّداا لدرجة كبَرة‪.‬‬

‫ولد رحبت دوابر رجال اْعهال فٍ هصر بصدور المانوى‪ ،‬خاصة رجال البنون‬
‫الكبري‪ ،‬فنجد ربَس بنن هصر َصرح بؤى المانوى ”لد جنب البٗد وَٗت الحلول‬
‫العنَفة“(‪ ،)73‬كها رحب البنن اْهلٍ الهصرٌ أَضاا بالػ الترحَب‪” :‬إى هصر تستطَع أى‬
‫تهنا نفسها‪ ،‬فبعد العدَد هى الوعود البرالة واْحادَث الفارؼة لم َفلت اْهر هى أَدٌ‬
‫حكوهة نظاهَة تتعاهل هعه فٍ إطار المانوى ولم تهو اْهور إلً دابرة الهبادرات‬
‫الجهاهَرَة والعنؾ والفوضً وإذا نظرنا إلً اْهر هى هذه الزاوَة فإى أٌ إصٗح َتم‪،‬‬
‫بؽض النظر عى هدي جذرَته‪ ،‬هو أفضل هى فوضً الجهاهَر وإى علً النالدَى‪ ،‬خاصة‬
‫النالدَى اْجانب‪ ،‬أى َؤخذوا ذلن بعَى اٖعتبار“(‪ .)74‬أها اْحزاب اللَبرالَة اْساسَة‬

‫(‪ )69‬إبراهَم عاهر‪ ،‬اْرض والفٗح‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫بعد ذلن فٍ أواخر ‪ 1952‬عادت حدتو فعارضت المانوى علً أنه ذر للرهاد فٍ العَوى‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪Walter Laqueur, Communism and Nationalism in the Midlle East., p. 49‬‬
‫(‪ )70‬انظر علً سبَل الهثال‪ :‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهجتهع الهصرٌ والجَش‪ ،‬ص ‪ .102‬فهو َضع المانوى فٍ أطار‬
‫الهذكور‪ ،‬رؼم أنه َعترؾ بفشله فٍ تحمَك النتابج الهرجوة‪ .‬وعٗوة علً ذلن لم َلجؤ أنور عبد الهلن إلً تناول أطار‬
‫ا‬
‫أصٗ بؤٌ تحلَل‪.‬‬ ‫الذٌ َفترضه‬
‫(‪ )71‬كلهة ألمَت فٍ ‪ 1954/4/19‬فٍ وفود الفٗحَى والعهال هى أهالٍ هصنع الزجاج فٍ الطرَك إلً كفر الدوار‬
‫لتوزَع عمود تهلَن اْرض‪.‬‬
‫(‪ )72‬كلهة له فٍ نادٌ رجال أدارة فٍ ‪.1954/4/15‬‬
‫(‪ )73‬إبراهَم عاهر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫(‪ )74‬النشرة اٖلتصادَة للبنن اْهلٍ‪ ،‬الهجلد الخاهس‪ ،‬عدد ‪.1952 ،3‬‬
‫‪49‬‬
‫فعارضت المانوى فٍ البداَة والترحت ا‬
‫بدٖ هنه فرض ضرابب تصاعدَة علً الدخل‬
‫(‪)75‬‬
‫الزراعٍ ثم اضطرت للهوافمة أهام تصهَم الضباط ‪.‬‬

‫ولد تناولنا بالتحلَل فٍ هكاى آخر هى هذه الدراسة هوضوع السَاسة الزراعَة‬
‫لحكوهة َولَو وتطورها‪ ،‬ولكننا نتناول هنا لانوى ‪ 1952‬بشكل خاص‪ ،‬رؼم أنه لد هثل‬
‫الهكونة للسَاسة الزراعَة للضباط‪ .‬ذلن أننا نري أى سَاله‪ ،‬أو أطار‬
‫ِّ‬ ‫أحد أهم أجراءات‬
‫الرأٌ‬
‫َ‬ ‫الذٌ تم فَه‪َ ،‬تعلك بأطار نفسه الذٌ جري فَه انمٗب الضباط‪ .‬وسوؾ نحلل هذا‬
‫فَها َلٍ‪:‬‬

‫َهكننا أى نوجز فٍ البداَة هحتوي المانوى كاِتٍ‪:‬‬

‫‪َ - 1‬عد أهم البنود ذلن الذٌ َمرر جعل الحد اْلصً لهلكَة اْرض الزراعَة ‪200‬‬
‫فداى للفرد‪ .‬ولد ترتب علً ذلن عند التطبَك تؤهَم ‪ 370‬ألؾ فداى هى أراضٍ كبار‬
‫الهٗن‪ .‬وتهت كذلن هصادرة أراضٍ اْسرة الهالكة عام ‪.1953‬‬

‫‪َ - 2‬تم دفع تعوَض عى اْرض والهبانٍ واِٖت واْشجار بسندات تسدد بعد ‪15‬‬
‫سنة وبفابدة سنوَة تبلػ ‪.%3‬‬

‫‪َ - 3‬حدد إَجار اْرض بسبعة أهثال الضرَبة الهفروضة عام ‪.1952‬‬

‫‪َ - 4‬تم تسلَم اْرض الهإههة للهستؤجرَى بوالع ‪ 5-2‬أفدنة لكل هزارع (لم تسلم أٌ‬
‫أرض لعهال الزراعة ؼَر الهستؤجرَى)‪ ،‬بشرط أى َزرعها بنفسه علً أى َسدد ثهنها‬
‫خٗل ‪ 30‬سنة فٍ شكل ألساط سنوَة بفابدة تبلػ ‪ %3‬سنوًَّا‪.‬‬

‫‪ ٖ - 5‬تإجر اْرض إٖ لهى َزرعها بنفسه‪ ،‬وَتم تحرَر عمد إَجار بَى الهالن‬
‫والهستؤجر‪.‬‬

‫‪ - 6‬تحدد أجور عهال الزراعة بـ‪ 18‬لرشاا فٍ الَوم للرجل البالػ و‪ 10‬لروش للهرأة‬
‫والطفل كحد أدنً‪ .‬كها َسهح لعهال الزراعة بتكوَى نمابات خاصة(‪.)76‬‬

‫تؤثَرات المانوى‪:‬‬

‫‪ ٖ - 1‬تحهل عهلَة تحدَد الهلكَة التٍ تهت أٌ تؤثَر هباشر أو ؼَر هباشر علً‬
‫عٗلات أنتاج لبل الرأسهالَة‪ .‬وكاى اْهر اْكثر اتسالاا هع اٖنتمال الهزعوم هى ألطاع‬
‫إلً الرأسهالَة أى َصدر لانوى وَنفذ بإلؽاء أشكال المنانة‪ ،‬أَجار بالهشاركة‪ ،‬ونظام‬
‫جدَرا بؤى َصنؾ ضهى أطار الهذكور‪ .‬أها نمل الهلكَة‬
‫ا‬ ‫خدهة العهل‪ ،‬وؼَرها‪ .‬وكاى هذا‬

‫(‪)75‬‬
‫ارجع إلً‪ :‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الفصل الخاهس‪.‬‬
‫(‪ )76‬نشر هواد المانوى وهذكرته أَضاحَة دمحم كهال أبو الخَر فٍ كتابه‪ :‬لانوى أصٗح الزراعٍ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫أراض تزرع بطرَمة رأسهالَة وأخري تزرع بؤنهاط إنتاج‬ ‫ٍ‬ ‫الجزبٍ الذٌ تم فلم َهَز بَى‬
‫أخري‪ ،‬وفٍ بعض الحاٖت تم تفتَت هزارع رأسهالَة وتحوَلها إلً هزارع صؽَرة‪ ،‬إلً‬
‫نهط إنتاج سلعٍ صؽَر وعابلٍ‪ .‬والمانوى كها هو هعروؾ لم َلػ أَجار بالهزارعة‪،‬‬
‫وحَى تم إلؽاء اْخَر عام ‪ 1961‬لم َطبك ٖ كلًَّا وٖ جزبًَّا (سنتعرض لتركَبة أنهاط‬
‫أنتاج فٍ الرَؾ الهصرٌ فٍ هنتصؾ المرى ضهى الفصل الخاص بالسَاسة اٖلتصادَة‬
‫للناصرَة)‪.‬‬

‫‪ - 2‬إى المانوى لد أعطً فترة سهاح لدرها خهس سنوات للهٗن الكبار للتخلص هى‬
‫اْرض الفابضة‪ ،‬فكاى أى بَع ‪ 145‬ألؾ فداى اشتراها أؼنَاء الرَؾ اْكثر ا‬
‫هَٗ‬
‫ٖ ستخدام العهل الهؤجور هى اْرستمراطَة الزراعَة‪ .‬فها كاى هى الحكوهة إٖ أنها أنهت‬
‫فورا‪ ،‬إذ كاى هى الهإكد أنه خٗل عدة شهور أخري سوؾ َتم بَع كل‬ ‫فترة السهاح ا‬
‫اْرض الهمرر تؤهَهها‪ ،‬هها َحرم الضباط هى تحمَك أهدافهم هى إصدار المانوى‪ ،‬خاصة‬
‫توسَع لاعدة الهلكَة الصؽَرة‪ .‬ذلن رؼم أى الطرَك اْول كاى فٍ صالح النهو‬
‫الرأسهالٍ‪ ،‬بعكس الطرَك الثانٍ الذٌ أدي إلً هزَد هى انتشار نهط أنتاج العابلٍ‬
‫والسلعٍ البسَط‪.‬‬

‫‪ - 3‬هى الواضح هها سبك أى المانوى كاى هوج اها ‪ -‬هوضوعًَّا ‪ -‬نحو تنهَة عدد‬
‫الهلكَات الصؽَرة بؤٌ ثهى‪ ،‬بؽض النظر عى هوضوع أنهاط أنتاج‪.‬‬

‫‪ - 4‬لم تنخفض لَهة أَجار السنوٌ الكلٍ(‪( )77‬والذٌ كاى فٍ أؼلبه لبل رأسهالٍ)‪:‬‬

‫أَجار السنوٌ بالهلَوى جنَه‬ ‫السنة‬

‫‪140.9‬‬ ‫‪1939-35‬‬
‫‪150.6‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪151.4‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪164.5‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪163.1‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪161.2‬‬ ‫‪1958‬‬

‫وهذا النهو الهطلك‪ ،‬ولو باْسعار الجارَة‪ ،‬لمَهة أَجارات َعكس لنا حجم الدور الذٌ‬
‫استهر َلعبه الفابض لبل الرأسهالٍ والذٌ َعد همتطعاا جزبًَّا هى اْرباح الصناعَة‪.‬‬
‫‪ - 5‬لم َكى المانوى هصا ا‬
‫ؼا وهطبماا بحَث َدعم الصناعة الهحلَة‪ ،‬أٌ بهعنً ها‪ ،‬النهو‬
‫الرأسهالٍ فٍ الهدَنة‪ ،‬فتوزَع ‪ %7-6‬هى اْرض (‪ %10‬شاهلة أراضٍ العابلة الهالكة‬

‫(‪Charles Issawi, Egypt in Revolution, p. 154 )77‬‬


‫‪51‬‬
‫التٍ صودرت عام ‪ )1953‬علً صؽار الهزارعَى بأضافة إلً التخفَض الرسهٍ َٔجار‬
‫اْرض بنسبة ٖ تذكر ٖ َكفٗى تحمَك زَادة هلهوسة فٍ الموة الشرابَة للفٗحَى‪.‬‬

‫‪ -‬كها رأَنا ازداد رَع اْرض الذٌ َدفعه الفٗحوى‪.‬‬

‫‪ -‬وها استهر الفٗحوى َدفعونه حتً ‪ 1964‬للحكوهة هى ألساط اْرض الهوزعة لم‬
‫ا‬
‫ونمٗ عى‬ ‫إَجارا لنفس الهساحة هى اْرض‪.‬‬
‫ا‬ ‫كثَرا‪ ،‬بل زاد أحَاناا‪ ،‬عها كاى َُدفع‬
‫ا‬ ‫َمل‬
‫(‪)78‬‬
‫أنور عبد الهلن ‪ ،‬فمد أجرَت دراسة فٍ لرَة ”بلتاج“ بعد تطبَك لانوى ‪ 9‬سبتهبر‬
‫بواسطة جرَدة ”الجههورَة“‪ ،‬فوجد أى الفٗح الذٌ أخذ أربعة فدادَى هى أصٗح‬
‫الزراعٍ َدفع ‪ 125‬جنَ اها فٍ السنة للحكوهة وَتبمً لـه ‪ 115‬جنَ اها‪ .‬وكها ذهب آخروى‬
‫إَجارا لٓرض(‪.)79‬‬
‫ا‬ ‫إلً أى ها كاى َدفعه الفٗح كمسط سنوٌ للحكوهة َفوق ها كاى َدفعه‬
‫ولد اضطرت الحكوهة للحفاظ علً ”فابدة“ طبمة الفٗحَى‪ ،‬التٍ أشار إلَها لورد‬
‫كتشنرعام ‪ ،1912‬إلً تخفَض الفوابد علً اْلساط ثم هدت أجل السداد‪ ،‬ثم ألؽت‬
‫اْلساط تها اها عام ‪.1964‬‬

‫‪ -‬وَضاؾ إلً ذلن أى انتشار الهلكَات الصؽَرة لَس بالعاهل الذٌ َإدٌ فٍ كل‬
‫الظروؾ إلً زَادة أنتاج‪ .‬فمد ضاعت نتَجة للتفتَت أجزاء جدَدة هى اْرض‪ ،‬فمد لدر‬
‫الرٌ‬
‫ّ‬ ‫فتحٍ عبد الفتاح هساحة اْرض الزراعَة التٍ تضَع نتَجة للتفتَت وأسلوب‬
‫الهتؤخر بـ‪ %25‬هى جهلة هساحة الهلكَات الزراعَة التٍ تمل عى ‪ 3‬أفدنة(‪ ،)80‬أها سَد‬
‫هرعٍ فمد لدر أى ‪ %20-10‬هى جهلة الهساحة الزراعَة فٍ هصر تضَع فٍ الجسور‬
‫ولنوات الهَاه ورسم حدود الهلكَة(‪ .)81‬بأضافة إلً أى توزَع بعض اْراضٍ علً‬
‫الفٗحَى ٖ َهكى بهذا الشكل أى َكوى فٍ حد ذاته داف اعا لهم علً زَادة أنتاج‪ ،‬فهصلحة‬
‫إَجارا هتفماا علَه هى‬
‫ا‬ ‫الفٗح فٍ زَادة أنتاج لم تزدد بتوزَع اْراضٍ‪ْ ،‬نه كاى َدفع‬
‫لبل‪ ،‬وأٌ زَادة كانت تعود إلَه فٍ النهاَة‪ ،‬كها أى إنتاجَة اْرض فٍ هصر كانت‬
‫هرتفعة‪ ،‬وأٌ زَادة جدَدة كانت تحتاج لتكنَن هتمدم ولَس إلً هزَد هى عناَة الفٗحَى‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ -‬أها تحدَد أَجار فلم َإد إلً زَادة كبَرة فٍ دخول الفٗحَى الصؽار‪ ،‬فأَجار‬
‫كثَرا عى أَجار المدَم‪ ،‬كها أنه لم َطبك بشكل شاهل‪ ،‬ولد‬
‫ا‬ ‫الرسهٍ الجدَد للفداى لم َمل‬

‫(‪ )78‬الهجتهع الهصرٌ والجَش‪ ،‬ص ‪.97‬‬


‫(‪ )79‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫(‪ )80‬المرَة الهصرَة‪ ،1973 ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )81‬أصٗح الزراعٍ وهشكلة السكاى فٍ المطر الهصرٌ‪ ،‬ص ص ‪ .181-180‬وسَد هرعٍ هو ناصرٌ عتَد هى‬
‫أهم رجاٖت السلطة طول فترة حكم كل هى عبد الناصر والسادات وهبارن‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫بلػ بعد ذلن فٍ الستَنات هابة جنَه(‪ .)82‬إى طرَمة إجراء أصٗح الزراعٍ ضَك اْفك‬
‫كثَرا هى إهكانَة تحسَى أوضاع الفٗحَى واكتفت بهد لاعدة الهلكَة العمارَة‬
‫ا‬ ‫لد حجهت‬
‫الصؽَرة‪.‬‬

‫‪ -‬وإذا كانت لد حدثت إعادة توزَع للدخل الزراعٍ لصالح فمراء الفٗحَى‪ ،‬وهذا ها‬
‫نشن فَه‪ ،‬فأصٗح الزراعٍ لم َحرم طبمة كبار الهٗن هى الدخول الٗزهة لٕنفاق‬
‫الترفٍ علً السلع الهستوردة‪ ،‬وهو اْهر الذٌ كاى َشكو هنه رجال الصناعة‪.‬‬

‫كذلن َستحَل أى نضع لانوى أصٗح الزراعٍ فٍ سَاق عهلَة تشجَع اٖستثهارات‬
‫فٍ الصناعة‪:‬‬

‫‪ -‬فتدل الولابع علً تناهٍ هَل أصحاب رإوس اْهوال‪ ،‬وخاصة هى كبار هٗن‬
‫اْراضٍ ذوٌ الدخول الرَعَة إلً اٖستثهار فٍ العمارات والهضاربة فٍ اْوراق الهالَة‪،‬‬
‫ولم َجر أبداا تحول فٍ هذا الهَل‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬هع أنه لَس أصٗح الزراعٍ هو‬
‫الهسإول عى ذلن بالطبع‪ .‬وهى الهفَد أى نٗحظ أى ثروات كبار الهٗن لم تكى هى لبل‬
‫تستثهر فٍ الزراعة بهعدل هلهوس‪ ،‬رؼم تؤخرها الشدَد‪ ،‬وٖ حتً فٍ شراء اْراضٍ‪.‬‬
‫وَهكى أى نستدل علً هذه الوالعة اْخَرة هى الجدول اِتٍ‪:‬‬
‫(‪)83‬‬
‫هجهوعة أراضٍ هٗن ‪ 50‬فداناا فؤكثر‬

‫‪ %‬هى اْرض الزراعَة‬ ‫السنة‬

‫‪%43.5‬‬ ‫‪1900‬‬
‫‪%34.2‬‬ ‫‪1952‬‬

‫كها أى السندات التٍ دفعتها الدولة لكبار الهٗن لم تكى لابلة للتداول الحر‪ ،‬وَجوز‬
‫التصرؾ فَها فمط للوفاء بثهى اْراضٍ البور التٍ تشترٌ هى الحكوهة‪ ،‬وفٍ أداء‬
‫الضرابب علً اْطَاى التٍ لم َسبك ربط ضرابب علَها لبل المانوى‪ ،‬وضرَبة‬
‫التركات(‪ .)84‬ولكى المانوى (لد نسٍ؟!) أى َنص علً لصر استخداهها‪ ،‬أو حتً إهكانَة‬
‫ذلن فٍ شراء أسهم وسندات صناعَة‪ .‬فٍ الولت الذٌ كانت الحكوهة فَه تشجع المطاع‬

‫(‪ )82‬هَشَل كاهل‪ ،‬حول حركة واتجاهات الصراع الطبمٍ فٍ الرَؾ الهصرٌ‪ .‬وَمول روبرت هابرو إى التحدَد الجدَد‬
‫لَٕجار كاى َتفك هع ظروؾ السوق ولَس راجعاا إلً هجرد لرار هى الحكوهة‪ ،‬ثم َوضَع تحفظات جدَدة حول المَهة‬
‫الفعلَة التٍ كانت تدفع بعد ‪ 1952‬كإَجار‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.332-331‬‬
‫(‪ )83‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(تم استنتاج النسب الهبوَة هى الجدول)‪.‬‬
‫ولد ذكر إبراهَم عاهر أنه فٍ ‪ 1894‬كاى كبار الهٗن َهتلكوى ‪ %44‬هى اْرض‪ ،‬انخفضت إلً ‪ 34.2‬عام ‪،1952‬‬
‫الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )84‬دمحم كهال أبو الخَر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪53‬‬
‫الخاص الصناعٍ(‪ .)85‬وكاى حرهاى كبار الهٗن هى التعوَضات هع إعفاء الفٗحَى هى‬
‫كثَرا‪ ،‬هها َشجع ألبال علً شراء السلع‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫كفَٗ بزَادة دخول الفٗحَى‬ ‫دفع أٌ ألساط‬
‫الهصنعة هحلًَّا‪ ،‬وهو ها لم َحممه لانوى سبتهبر ‪.1952‬‬

‫كثَرا‬
‫ا‬ ‫‪ -‬أها ها َخص حاجة الصناعة ولتها إلً الخاهات الزراعَة‪ ،‬فؤهر ٖ َفَد فَه‬
‫تؽََر عٗلات الهلكَة‪ ،‬وإنها تؽََر نظام الدورة الزراعَة الهعهول به والذٌ تؽَر علً‬
‫العهوم علً حساب زراعة المطى ابتداء هى انتهاء الحرب الكورَة وطوال الفترة الٗحمة‪،‬‬
‫ولحساب اْرز كهحصول تصدَرٌ‪ ،‬ولَس لسد حاجة الصناعة الهحلَة‪.‬‬

‫ونسجل هلحوظة أخري‪ ،‬هٍ أنه لَس هى الضرورٌ أى َإدٌ تؽََر عٗلات الهلكَة‬
‫بهذا الشكل بالذات فٍ ظل حالة عاهة هى التخلؾ إلً نهو أنتاج السلعٍ وتوسَع السوق‬
‫بالتالٍ‪ .‬ولد توسعت اْرستمراطَة الزراعَة طوال المرى التاسع عشر والنصؾ اْول هى‬
‫المرى العشرَى فٍ الزراعة التصدَرَة بفضل وجود طلب فعال فٍ الخارج علً المطى‬
‫الهصرٌ‪ ،‬ونجد علً العكس أى صؽار الهزارعَى َستهلكوى نسبة كبَرة هى إنتاجهم‪.‬‬
‫ولد اتبع الضباط نظام الدورة الزراعَة والتورَد أجبارٌ لضهاى إنتاج سلع التصدَر‬
‫وضهاى إهداد الهدى بالحبوب ولم َكى لتؽَر عٗلات الهلكَة عٗلة بهذا النظام‪.‬‬

‫تبَى لنا بهذا الشكل أى أصٗح الزراعٍ لد أنتج علً الصعَد اٖجتهاعٍ هفعولَى‬
‫أساسََى‪ :‬أولهها‪ :‬تصفَة اْرستمراطَة الزراعَة‪ ،‬وثانَهها‪ :‬توسَع لاعدة الهلكَة‬
‫العمارَة الصؽَرة‪ ،‬التٍ لال عنها هاركس بحك‪” :‬تشكل لاعدة هناسبة لبَرولراطَة كلَة‬
‫الجبروت“(‪.)86‬‬
‫كانت المرَة الهصرَة فٍ ‪ 1952-50‬لد بدأت تصبح لادرة علً التهرد‪ .‬وكاى بإس‬
‫الفٗحَى َدفع بهبات اْلوؾ هنهم إلً الهدى(‪ ،)87‬لَضَفوا هزَداا هى الولود للصراع‬
‫اٖجتهاعٍ‪ .‬وحَى تؽلٍ الهدَنة وحدها فٍ بلد فٗحٍ فإى اْهر بالنسبة للطبمة الهسَطرة‬
‫لابٗ للعٗج بشكل أو بآخر‪ ،‬ولكى حَى تتفجر المرَة هع الهدَنة‪ ،‬فهذا‬ ‫َكوى ها َزال ا‬
‫َكوى ا‬
‫دلَٗ علً أى النظام َتعرض ْزهة كبَرة‪ .‬فثورة الطبمة ”العاجزة“ و”الهفَدة“ هٍ‬
‫أهرا ضرورًَّا‪ .‬وكاى ههثلو الطبمة الهسَطرة‬
‫خَر اْدلة علً ذلن‪ ،‬ولذلن كاى استمطابها ا‬
‫نظرا علً وعٍ تام بهذا اْهر‪.‬‬
‫اْبعد ا‬
‫لذلن كاى إصدار لانوى ‪ 9‬سبتهبر بعد اٖنمٗب بؤسابَع‪ ،‬والحدَث عى لرب صدوره‬
‫فور اٖنمٗب خطوة ضرورَة لتثبَت أركاى السلطة الجدَدة‪ .‬أها توزَع‪ ،‬أو بَع جزء‬
‫أهرا‬
‫صؽَر هى اْرض للفٗحَى الفمراء تحت شعار براق هثل أصٗح الزراعٍ فكاى ا‬

‫ا‬
‫أصٗ علً أساس أنها ؼَر هبررة التصادًَّا‪ .‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص‬ ‫(‪ )85‬انتمدت دورَى وارَنر دفع هذه التعوَضات‬
‫‪.27-26‬‬
‫)‪The Eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte, p. 64 )86‬‬
‫(‪ )87‬لم تتولؾ هذه الظاهرة بل تفالهت رؼم أصٗحات الزراعَة الهتوالَة‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫هإشرا كاذباا لسَاسة السلطة الجدَدة‪ ،‬فٍ ؼَاب‬
‫ا‬ ‫عظَم الهفعول علً الجهاهَر‪ ،‬إذ أعطً‬
‫بدَل جذرٌ‪ .‬ولم َكى الدوٌ الشعبٍ للمانوى َتناسب هع هزال الهكاسب الحمَمَة للفمراء‪،‬‬
‫والتٍ نشن فَها‪ ،‬والهإلتة التٍ تضهنتها هواده‪ .‬وهذا التنالض نفسه َإكد بوضوح‬
‫الهدؾ السَاسٍ ٔصدار المانوى‪ ،‬والذٌ أدي إصداره حتً لبل أى َعرؾ الشعب بعض‬
‫تفصَٗته إلً تدعَم كبَر لهركز السلطة الجدَدة‪.‬‬

‫ولم َهس أصٗح الزراعٍ بشكل هلهوس‪ ،‬ناهَن عى أى َكوى بشكل جذرٌ‪،‬‬
‫الفوارق الطبمَة فٍ الرَؾ‪ ،‬فلم َإد إلً المضاء علً أصحاب الهلكَات الواسعة‪ ،‬وإى‬
‫كانت نسبة اْرض التٍ بحوزتهم لد تملصت‪ ،‬بحسب أحصابَات الرسهَة ؼَر الوالعَة‪،‬‬
‫هى ‪ %34.2‬عام ‪ 1952‬إلً ‪ %20.3‬هى هجهل هساحة اْرض الزراعَة عام ‪،1953‬‬
‫هذا التؽَر َشهل هصادرة أراضٍ اْسرة الهالكة‪ ،‬وبَع كبار الهٗن لجزء هى أراضَهم‬
‫خٗل الشهور اْولً بعد صدور المانوى(‪ .)88‬فمد سهحت الحكوهة ببَع جزء ؼَر َسَر‬
‫هى اْرض ْؼنَاء الرَؾ وبعض صؽار الهستؤجرَى (‪ 145‬ألؾ فداى)(‪ .)89‬كها لم َطبك‬
‫المانوى علً أراضٍ البناء‪ ،‬هها هكى بعض كبار الهٗن هى فرصة إثبات بعض أراضَهم‬
‫هثٗ أحهد عبود فٍ أرهنت ودمحم سلطاى فٍ الهنَا)(‪ .)90‬كها‬ ‫كؤرض بناء (فعل ذلن ا‬
‫استثنَت اْرض الهباعة لبل ‪َ 23‬ولَو حتً لٓبناء واْحفاد‪ ،‬فاستؽل كبار الهٗن هذه‬
‫الهادة فٍ تزوَر عمود بَع بتوارَخ لدَهة ْبنابهم وأحفادهم‪ .‬وبذلن تهكى كثَر هى كبار‬
‫الهٗن هى اٖحتفاظ بهساحات واسعة هى اْرض‪ ،‬وعلً سبَل الهثال اكتشؾ الهكتب‬
‫التنفَذٌ لٗتحاد اٖشتراكٍ العربٍ بهحافظة كفر الشَخ فٍ أواسط الستَنات أى عشرة‬
‫هى كبار الهٗن لد احتفظ كل هنهم بخهسة آٖؾ فداى(‪.)91‬‬

‫ولم َإد لانوى أصٗح الزراعٍ إلً تهلَن نسبة هاهة هى صؽار الهزارعَى‪ ،‬فبلػ‬
‫عدد اْسر التٍ حصلت علً أرض ‪ 146.496‬ألؾ أسرة فمط(‪ ،)92‬بَنها فمدت أسر‬
‫أخري هى صؽار الهزارعَى أجزا اء هى حَازاتها الهستؤجرة‪ْ ،‬نها دخلت فٍ أصٗح‬
‫الزراعٍ باعتبارها هى أراضٍ كبار الهٗن‪ ،‬هها أصاب هإٖء الهستؤجرَى بؤضرار‪ ،‬إذ‬
‫انخفضت هساحة حَازاتهم‪ .‬ولد حللنا فٍ هوضع آخر هدي سلبَة المانوى تجاه أجور‬
‫عهال الزراعة‪.‬‬

‫(‪ )88‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬التحوٖت اٖلتصادَة واٖجتهاعَة فٍ الرَؾ الهصرٌ‪ ،‬ص ‪ .24‬ونمصد هنا بكبار الهٗن‬
‫هٗن أكثر هى ‪ 50‬فداناا‪.‬‬
‫(‪ )89‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ )90‬إَؽور بَلَاَؾ & أفؽَنٍ برَهاكوؾ‪ ،‬هصر فٍ عهد عبد الناصر‪ ،‬ص ‪ ،59‬ا‬
‫نمٗ عى هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬العدد ‪،6‬‬
‫‪.1966‬‬
‫(‪ )91‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪)92‬‬
‫هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك الذكر‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪55‬‬
‫خٗصة المول أى أصٗح الزراعٍ لم َإد إلً تذوَب حمَمٍ ورادَكالٍ فٍ الفوارق‬
‫الطبمَة فٍ الرَؾ(‪ .)93‬ولم َكى دوره فٍ رشوة الفٗحَى هو هصدر تؤثَره الهعنوٌ‬
‫الكبَر‪ ،‬إذ إنه هس أكثر ها هس وجود العابٗت اْرستمراطَة الكبري وحطم هعظهها‬
‫لصالح توسَع نطاق الهلكَة العمارَة الصؽَرة‪ .‬وبؽض النظر عى هزال تؤثَرات المانوى‬
‫اٖلتصادَة هى وجهة نظر الفٗح الفمَر‪ ،‬إٖ أى آثاره السَاسَة فٍ الرَؾ وحتً فٍ‬
‫الهدَنة كانت هاهة للؽاَة‪ .‬ففٍ الهدَنة كاى المانوى فٍ نظر الرجل الفمَر وأَضاا الهثمؾ‬
‫هإشرا علً اتجاه أكثر عدالة لحكوهة الضباط هى الحكوهات السابمة‪ ،‬وخلك هذا المانوى‬‫ا‬
‫تؤثَرا‬
‫ا‬ ‫لدي هختلؾ الفبات الفمَرة ا‬
‫آهاٖ فٍ التؽََر إلً اْفضل‪ ،‬هذا اْهل كاى بالتؤكَد أكثر‬
‫كثَرا هى الهتعلهَى فٍ هصر‬ ‫ا‬ ‫هى الحمَمة التٍ لهسها الفٗحوى بؤَدَهم‪ .‬وهى الطرَؾ أى‬
‫حتً اِى َعتمد أى الضباط وزعوا علً كل فٗح خهسة أفدنة!‬

‫فلمد استخدهت اْرستمراطَة الزراعَة ككبش فداء للنظام هى أجل حل أزهته‬


‫السَاسَة‪ ،‬أٌ ٔعادة جههرة واسعة هى الشعب إلً أرض النظام‪ .‬وكاى هجرد تحطَم‬
‫اْرستمراطَة العمارَة‪ ،‬هذه اْسر التٍ اشتهرت باحتمارها البالػ للشعب وبتحالفها هع‬
‫كفَٗ بتوسَع نفوذ الضباط الجهاهَرٌ‪ .‬وٖ شن أى توزَع بعض اْراضٍ‬ ‫ا‬ ‫أهرا‬
‫اٖستعهار ا‬
‫وتحدَد أَجارات وإجراءات هى هذا المبَل‪ ،‬رؼم ضعؾ تؤثَرها اٖلتصادٌ الفعلٍ‪ ،‬لد‬
‫أضافت إلً تحطَم اْرستمراطَة هعنً جدَداا‪ ،‬فمد فتح المانوى أهام الفٗح الصؽَر وكل‬
‫الطبمات الفمَرة باباا جدَداا لٓهل‪ ،‬وهذا هو اْهر اْهم علً أطٗق‪ ،‬ففٍ ظل حالة‬
‫الركود والَؤس التٍ كانت لابهة‪َ ،‬حهل هذا العهل هعنً بالػ التؤثَر‪ .‬فتعدَل هَكل الهلكَة‪،‬‬
‫هثَرا فٍ هصر الحدَثة‪.‬‬
‫ا‬ ‫وإى لم َكى جذر ًَّا‪ ،‬وعلً حساب اْرستمراطَة بالذات فكاى شَباا‬
‫إذ لم تو َّجه إهانة هلهوسة للهلكَة الخاصة هنذ دمحم علٍ إٖ بواسطة ضباط َولَو‪ ،‬وإى‬
‫كاى هذا لد تم فٍ سَاق هحافظ‪.‬‬

‫ولد أدي توسَع لاعدة الهلكَة الصؽَرة إلً تزاَد نفوذ الدولة فٍ الرَؾ هى الناحَة‬
‫اٖلتصادَة كذلن‪ ،‬فؤصبحت ألدر علً هشاركة كبار هٗن اْراضٍ فٍ إدارة المرَة بعد‬
‫زوال العابٗت اْرستمراطَة الموَة واتساع لاعدة الهلكَة الصؽَرة‪ ،‬حَث تسَطر الدولة‬
‫علً الهلكَة الصؽَرة بآلَات هتعددة‪.‬‬

‫ولم َكى ضرب اْرستمراطَة الزراعَة َستهدؾ بالدرجة اْولً تصفَتها كهنافس‬
‫سَاسٍ‪ ،‬فمد أثبتت اْحداث السابمة علً اٖنمٗب‪ ،‬كها برهى نجاح اٖنمٗب نفسه‪ ،‬أى‬
‫الطبمات الهسَطرة لد هزلت سَاسًَّا وفمدت هعظم لواعدها الشعبَة‪ .‬وإى كاى‬
‫لٓرستمراطَة لواعد تذكر فكاى اْحري بها أى تناضل ضد المانوى ا‬
‫بدٖ هى أى تإَده أو‬

‫(‪ )93‬بهمارنة أصٗح الزراعٍ فٍ هصر الناصرَة بإجراءات ههاثلة فٍ بلداى هتخلفة أخري َتضح لنا هدي اعتدال‬
‫اْول‪ .‬وهى الطرَؾ أى أصٗح أَرانٍ (‪ )1962‬الذٌ طبمه أكبر دَكتاتور فٍ الشرق اْوسط كاى أكثر رادَكالَة هى‬
‫كل أصٗحات الزراعَة فٍ الهنطمة كلها‪ ،‬ناهَن عى أصٗح فٍ تاَواى وكورَا الجنوبَة بعد الحرب العالهَة الثانَة‬
‫(جعل الحد اْلصً للهلكَة ‪ 2.5‬فداى)‪ .‬وإذا لارنا أصٗح الناصرٌ بأصٗح الَابانٍ الذٌ تم إجراإه بعد الحرب‬
‫العالهَة الثانَة نجد أى اْول أفاد نحو ‪ %10-8‬هى سكاى الرَؾ هى حَث هلكَة اْرض‪ ،‬بَنها وزعت اْراضٍ فٍ‬
‫الحالة الثانَة علً ‪ %33‬هى سكاى الرَؾ هع جعل الحد اْعلً للهلكَة ‪ 7.5‬فداى‪ .‬هراجع هختلفة‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫تصهت كها فعل هعظم أفرادها بالفعل‪ .‬فٍ الحمَمة كاى الهدؾ والسَاق الذٌ تم فَه‬
‫أصٗح الزراعٍ هو هحاولة الضباط إزالة السخط الشعبٍ‪ ،‬خرو اجا هى اْزهة السَاسَة‬
‫التٍ عاشها النظام‪ ،‬واكتساب تؤََد الجهاهَر‪.‬‬

‫آثارا ها ذات طابع التصادٌ‬


‫وأخَرا لَس لدَنا شن فٍ أى أصٗح الزراعٍ لد ترن ا‬ ‫ا‬
‫فٍ الرَؾ والهدَنة‪ ،‬وهذه نتَجة طبَعَة ٌْ حدث َهس النشاط اٖلتصادٌ للبشر‪ .‬ولكى‬
‫هذا ٖ َضَؾ شَباا إلً جوهر تحلَلنا لطبَعة أصٗح الهذكور‪.‬‬

‫وفٍ حالة أصٗح الزراعٍ الناصرٌ لم َكى أطار‪ ،‬أو السَاق الذٌ جري فَه‬
‫تحمَمه بؤٌ حال هى اْحوال كها ذهب كثَر هى هنظرٌ الناصرَة هو التحول هى ألطاع‬
‫إلً الرأسهالَة‪ ،‬أو هرحلة الثورة البرجوازَة‪ ،‬ولكنه كاى إطار رد الطبمة الهسَطرة فٍ‬
‫شخص أداتها علً تهرد الجهاهَر‪ .‬وبؽض النظر عى وجود أٌ آثار هباشرة أو ؼَر‬
‫جدٖ أنها آثار فٍ صالح نهو الصناعة‪ ،‬فإى فهم أصٗح‬ ‫ا‬ ‫هباشرة‪ ،‬حتً لو افترضنا‬
‫الزراعٍ فٍ هذا أطار َفسر وَكشؾ لنا حدوده أَضاا‪ .‬وهى أهم اْهور التٍ َتطلبها‬
‫تحلَل التارَخ‪ ،‬أى َتخلص الهرء ا‬
‫أوٖ هى البدَهَات والدوجها‪ .‬وفٍ حالتنا هذه علً‬
‫أوٖ عى افتراض أى كل إصٗح زراعٍ هو ثورة برجوازَة‪.‬‬ ‫الهرء أى َكؾ ا‬

‫‪ - 4‬اْحزاب والدستور‪:‬‬
‫فٍ فترات اٖنعطاؾ السَاسٍ عادة ها تتعرض اْحزاب السَاسَة لخطر اٖنشماق‪ .‬أها‬
‫إذا كانت هذه اْحزاب عٗوة علً ظرؾ اٖنعطاؾ لد أجدبت وفمدت نفوذها الجهاهَرٌ‪،‬‬
‫أو ‪ -‬فٍ حالتنا ‪ -‬شل سندها اْساسٍ‪ :‬اٖستعهار والهلن‪ ،‬فتكوى هعرضة للتحلل الذاتٍ‪.‬‬
‫ولد بدأ كل هى اْحزاب اللَبرالَة فٍ هصر َسَر هع تصاعد أزهة النظام إلً اٖعتهاد‬
‫وبشكل هتزاَد وسلبٍ علً التنالضات بَى اِخرَى‪ .‬وهذا َعنٍ أنها لد باتت فٍ هولؾ‬
‫الدفاع عى هجرد البماء‪ ،‬بل وباتت تستهد وجودها هى عجز اِخرَى عى المضاء علَها‪،‬‬
‫دوى أى تكوى هرتكزة علً ذاتها الخاصة‪ ،‬فهٍ لم تعد لادرة علً الهبادرة‪ ،‬إذ فمدت‬
‫وضوح الرإَة وبالتالٍ فمدت أرادة الفاعلة‪ .‬وفٍ الهمابل كانت حكوهة الضباط تعتهد‬
‫علً تنالضات اِخرَى‪ ،‬ولكى بشكل إَجابٍ‪ْ ،‬نها كانت لادرة علً الهبادرة وكانت تهلن‬
‫أرادة‪ .‬فكانت رؼم أنها تعرؾ هدي ضعفها‪ ،‬تعهل علً استؽٗل تنالضات اِخرَى فٍ‬
‫تفتَتهم ودفع الجهَع إلً الصدام هعاا‪ ،‬وهى ثم التحلل‪ ،‬فاحتدام المتال بَى الوحوش‬
‫الهحتضرة َعجل بفنابها جهَ اعا‪ .‬ولم تكى حكوهة الضباط تحهل هى الشرؾ أكثر هى شرؾ‬
‫التهرد علً تلن الطبمة ضَمة اْفك‪ ،‬ولمد نجح الضباط فٍ لطم الطبمة الهسَطرة حَى‬
‫كانت كل الموي الهعارضة تمؾ هشلولة وعاجزة عى المَام بفعل هإثر‪ ،‬ولذلن اكتسبوا‬
‫أهام الشعب هالة البطولة‪ .‬وهم لم َحتلوا هذا الهولع الههتاز بفضل هبرر تارَخٍ للحكم‪،‬‬
‫بل بفضل المدرة علً التهرد التٍ دفعتهم إلً الثورة علً وضع سبم هنه الجهَع‪ ،‬التوازى‬
‫السَاسٍ‪ ،‬ذلن الذٌ هنحهم فرصة التهرد نفسها‪ .‬ولد اكتسب الضباط روح التهرد هى‬
‫عجز أسَادهم‪ .‬وكانوا فٍ هولع الهرالب الجَد‪ ،‬وهى هذا الهولع بدأوا فٍ صناعة‬
‫تارَخهم بؤنفسهم‪ ،‬دوى أى َحهلوا علً ظهورهم وزر جرابم وخَانات هى تلن التٍ كانت‬
‫‪57‬‬
‫تحهلها تمرَباا كافة الهإسسات السَاسة الهإثرة الرسهَة وؼَر الرسهَة‪ .‬ولد هنحهم هذا‬
‫الوضع هَزة هاهة فٍ لعبة الصراع المادم‪ ،‬إذ هثلوا أهام الشعب دور البطل الذٌ جاء َنمذ‬
‫الوطى‪ ،‬ولذلن حرص الجهَع علً اكتساب رضاهم هنذ البداَة‪ :‬اْحزاب اللَبرالَة والكتلة‬
‫الربَسَة هى الَسار(‪ )94‬والتنظَهات الدَنَة‪ ،‬ولو بثهى باهظ‪ .‬ولكى الضباط لم َكى‬
‫لَرضَهم إٖ سحك الجهَع‪ ،‬ولذلن أجبر اللَبرالَوى وحلفاإهم علً سحك أنفسهم‬
‫بالتدرَج لكسب ذلن الرضا الهنشود‪ ،‬ذلن الذٌ لم َكى لَؤتٍ أبداا‪ ،‬عسً أى تحدث هعجزة‬
‫علً طرَمة اْفٗم الهصرَة‪ .‬ولم َصب رجال اْحزاب بالَؤس بسهولة‪ ،‬فالَؤس نفسه‬
‫كاى ترفاا بالػ التكلفة‪ ،‬إذ كانت لدَهم هصالح حمَمَة واسعة هعرضة للخطر‪ ،‬ولذا فمد‬
‫انخرطوا فٍ الصراع هجبرَى علً السَر فَه حتً النهاَة‪ .‬وحَى حانت لحظة إعٗى وفاة‬
‫أحزابهم رسهًَّا‪ ،‬أصبح أهاههم خَار واحد‪ ،‬هو أى َفَموا ولكنهم اكتشفوا حَنبذ أنهم‬
‫كانوا لادرَى فحسب علً صحوة الهوت‪.‬‬

‫هكذا شهدت البٗد فترة صراع بالػ التعمَد فٍ الفترة هى َولَو ‪ 1952‬وحتً هارس‬
‫‪.1954‬‬

‫***************************‬

‫بعد أسبوع واحد هى اٖنمٗب‪ ،‬لرر الضباط إلؽاء اْلماب‪ .‬وهى َستطَع اِى أى َعلى‬
‫هعارضته أو َحتج؟ هى َستطَع إٖ أى َهنح بركاته لحكوهة تصدر هثل هذا المرار؟ هكذا‬
‫هبكرا جدًّا وبدهاء‪ .‬فمد كاى ضهى أصحاب اْلماب كبار رجال‬ ‫ا‬ ‫بدأ الضباط هعركتهم‬
‫اْحزاب اللَبرالَة‪ ،‬فانتهً بذلن رسهًَّا عصر الباشوات وسط بهجة الشعب بؤكهله‪ .‬وفٍ‬
‫الولت نفسه أصدر الضباط دعوة برَبة فٍ هظهرها‪ :‬تطهَر اْحزاب‪ .‬وهى َبؽض‬
‫التطهَر؟ كَؾ َهكى أى ترفض هذه الدعوة؟ وكاى َهكى أى تهر بٗ أٌ رد فعل ودوى أٌ‬
‫هشاكل‪ ،‬ولكى فٍ ؼَر هذه الظروؾ التٍ هرت بها اْحزاب اللَبرالَة الهتصدعة‬
‫والهتهافتة فٍ نفس الولت علً كسب رضا الضباط‪ ،‬وهكذا كانت اٖستجابة سرَعة‬
‫وذلَلة أَضاا بكل هعنً الكلهة‪ .‬فؤَى ذلن الحزب الذٌ لم َكى َحتاج إلً ”التطهَر“ بهعنً‬
‫ها فٍ تلن اللحظة بالذات طالها أنه ٖ َزال َحلم بالسلطة؟ وكاى الوفد هو بالذات هى‬
‫ابتلع الطعم حتً هزق أحشاءه‪ ،‬فمد تمرر طرد البعض هى الهَبة الوفدَة بدوى ذكر‬
‫اْسباب‪ ،‬فتصاعد هجوم وهجوم هضاد داخل الهَبة وارتفعت اْصوات باٖتهاهات‬
‫الخطَرة ضد لَادات الحزب هى جانب الهطرودَى‪ .‬وهع ذلن أعلى دمحم نجَب أنه ٖ تعجبه‬
‫طرَمة الوفد فٍ تطهَر نفسه‪ .‬وراح أحهد أبو الفتح‪ ،‬وهو وفدٌ أصَل وكبَر‪َ ،‬حذر‬
‫الحزب وَدَنه لتماعسه عى ”تطهَر نفسه“‪ ،‬وحذر هى أى الجَش لد َحل اْحزاب‪ ،‬فٍ‬
‫دعوة صرَحة إلً سحك الذات‪.‬‬

‫(‪ )94‬نمصد حدتو‪ ،‬وسرعاى ها سنجد بمَة الفرق تتبع سَاسة حدتو بعد صداهات هإلتة هع السلطة كها سنري‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫أها الحزب السعدٌ فمد حاول أى َواجه الدعوة‪ ،‬فؤعلى ربَسه أى الحزب لَس به هى‬
‫َستحك التطهَر ولكى الحزب لرر أى ”َطهر“ نفسه هى ربَسه بالذات‪ ،‬وهى ثم دخل فٍ‬
‫دابرة هى التفكن انتهت بتحلله‪.‬‬
‫أها حزب ”اْحرار الدستورََى“ فمد لاوم الدعوة ا‬
‫للَٗ‪ ،‬ولكنه لم َكى لـه هى النفوذ ها‬
‫َشكل خطورة علً السلطة وأخذ فٍ التفكن تلمابًَّا بعد طرد الهلن وإجراء أصٗح‬
‫الزراعٍ‪ .‬ولد أدي صدور لانوى أصٗح الزراعٍ إلً هضاعفة تصدع اللَبرالََى‪،‬‬
‫صا الوفد الذٌ عارض المانوى فٍ البداَة كرد فعل تلمابٍ هى جانب لَادته‬ ‫وخصو ا‬
‫اْرستمراطَة العمارَة‪ ،‬هضَفاا صفحة سوداء جدَدة إلً تارَخه‪ ،‬وفالداا نمطة هاهة أهام‬
‫الضباط هو وبمَة اْحزاب اللَبرالَة‪.‬‬

‫ثم تبع ذلن اعتمال ‪ 74‬شخصَة حزبَة كبَرة‪” ،‬لهساعدة اْحزاب علً تطهَر‬
‫نفسها“‪ ،‬كها زعهت الحكوهة(‪ .)95‬وهى َعترض؟ ألَست فٍ ؼالبَتها العظهً شخصَات‬
‫هرفوضة هى الشعب؟‬

‫إخطارا إلً الحكوهة‪.‬‬


‫ا‬ ‫وهع أصٗح الزراعٍ صدر لانوى تنظَم اْحزاب‪ ،‬فمُ ِّدم ‪16‬‬
‫وهنا حاولت اْحزاب استرضاء الضباط هرة أخري‪ ،‬وخاصة الوفد الذٌ أعلى نفسه حزباا‬
‫اشتراكًَّا دَ ُهمراطًَّا‪ ،‬ولدم برناه اجا(‪ )96‬أكثر رادَكالَة إلً الَسار هى برناهج حكوهة‬
‫الضباط ولتها‪ .‬ولد برهنت نتابج الصراع بَى الضباط واْحزاب فَها بعد علً أى الهسؤلة‬
‫ٖ تتعلك بالبراهج السَاسَة بل بالموي السَاسَة ذاتها وبتارَخها‪ .‬فالجههور ٖ َختار‬
‫براهج هجردة‪ْ ،‬ى البرناهج ٖ َطبك نفسه وٖ َفرض نفسه علً أحد بنفسه‪ .‬ولذا‬
‫فالحزب نفسه كهإسسة سَاسَة فاعلة هو أول نماط برناهجه‪ ،‬بنشاطه الفعلٍ‪ ،‬بهوالفه‬
‫الهعلنة‪ ،‬وتضحَاته‪ ،‬وبكل تارَخه‪ .‬ولد فشل البرناهج الجدَد للوفد فٍ تحوَله هى جدَد‬
‫إلً حزب اْؼلبَة‪ ،‬فلم تنهال علَه طلبات العضوَة ولم َنفض جههور دمحم نجَب‪ .‬وهع‬
‫ذلن أعلى الضباط عدم رضاهم أَضاا‪ ،‬فطالبوا بإلالة النحاس بالذات زعَم الوفد وأكثر‬
‫رجاله شعبَة‪ ،‬فحاول الحزب هنا أى َعارض ولكى إلً حَى‪ ،‬إذ لام دمحم نجَب بزَارة‬
‫هسمط رأس النحاس‪ ،‬فاستمبله اْهالٍ بحهاس بالػ برهى للوفد أى نحاسه لم َعد زعَ اها‬
‫بٗ هنازع‪ .‬كها بدأ َتضح هنذ اِى أى هشاعر الجهاهَر لد تحولت بالفعل ناحَة الضباط‪.‬‬
‫سا شرفًَّا للحزب‪ ،‬لتنهال استماٖت عدة علً الهَبة الوفدَة‪ .‬ولكى‬‫حَنبذ تمرر جعله ربَ ا‬
‫الضباط اهتنعوا للهرة الثالثة عى هنح رضاهم وطالبوا بألالة النهابَة للنحاس‪ .‬وكاى هذا‬
‫هو أكثر الهوالؾ حر اجا للوفد‪ ،‬فخروج النحاس فٍ هذه اللحظة هى الحزب كاى َعنٍ أى‬
‫صا فٍ تلن‬ ‫الحزب َصبح خارج ذاته‪ ،‬فالنحاس كاى لد أصبح روح الحزب‪ ،‬خصو ا‬
‫اللحظات العصَبة‪ ،‬ولم َكى هنان زعَم َحهل هى الهاضٍ أٌ لدر َستطَع أى َساوم به‬

‫(‪ )95‬انظر تفاصَل ذلن فٍ‪ :‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ فٍ هصر هنذ لَام ثورة ‪َ 23‬ولَو‬
‫‪ 1952‬إلً نهاَة أزهة هارس‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )96‬انظر بعض بنود البرناهج فٍ الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪ ،130-129‬وفٍ‪ :‬أحهد حهرش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‬
‫(‪ ،)2‬ص ‪.94‬‬
‫‪59‬‬
‫الضباط سوي النحاس‪ ،‬رؼم كل هوالفه الهحافظة‪ .‬ولكى هاذا َفعل الحزب الهرَض؟‬
‫لَست لدَه أٌ أوراق للعب‪.‬‬

‫تمدهت الهَبة الوفدَة برفع لضَة علً الضباط بعدم دستورَة (كذا!) لانوى تنظَم‬
‫اْحزاب‪ ،‬فكاى الدستور هو آخر ورلة فٍ جعبتها‪ .‬وكؤنها استندت ‪ -‬كها َمول الهثل‬
‫الشعبٍ ‪ -‬إلً حابط هابل‪ .‬فالدستور نفسه ٖ َنص علً حك تنظَم الضباط فٍ اٖستَٗء‬
‫ٍ ِ الوفد َمول فٍ‬
‫علً السلطة وخلع الهلن ”الشرعٍ“‪ ...‬إلخ‪ .‬وهع ذلن ولؾ أحد هحاه ّ‬
‫الهحكهة‪” :‬لم تكى ثورة علً دستور ‪ 1923‬وإنها كانت الثورة هى أجل هذا‬
‫الدستور“(‪ . )97‬لمد أخذ الهحاهٍ َهاجم إجراءات الضباط بإَماظ ضهابرهم‪ .‬وكاى رد‬
‫الضباط هنطم ًَّا جدًّا وبسَ اطا للؽاَة‪ :‬إلؽاء دستور ‪ 1923‬فٍ العاشر هى دَسهبر ‪،1952‬‬
‫بحجة التهكى هى هحاكهة الوزراء السابمَى الذَى َهنحهم ذلن الدستور حصانة‪.‬‬

‫وفٍ ‪َ 16‬ناَر ‪ 1953‬صدر لرار حل اْحزاب‪ ،‬صدر فٍ صهت رهَب‪ ،‬وتلته‬


‫اعتماٖت واسعة لكبار رجال اْحزاب والشَوعََى‪ ،‬ثم صدر إعٗى دستورٌ لفترة‬
‫انتمالَة لدرت بثٗث سنوات َتم بعدها وضع دستور جدَد‪.‬‬

‫حَنبذ لم َعد هى الههكى ْحد أى َرفع لضَة علً الحكوهة باسم الدستور‪.‬‬

‫لمد تم تفكَن اْحزاب اللَبرالَة بسهولة َعللها نزوع هذه اْحزاب نفسها إلً اٖنتحار‬
‫نتَجة لشعورها بأفٗس‪ ،‬وكاى اعتهادها علً زعهاء وأَمونات دوى أى تكوى هنظهات‬
‫هتهاسكة أحد أهم عواهل تحللها بعد إزاحة هإٖء‪ ،‬بأضافة إلً ههارة فرساى َولَو فٍ‬
‫إدارة تلن العهلَة‪.‬‬

‫عَِّى دمحم نجَب‬


‫وجاء تمنَى الحكم الجدَد فٍ ‪َ 18‬ونَو ‪ :1953‬إعٗى الجههورَة‪ ،‬و ُ‬
‫سا وسط حشد صؽَر هى اْنصار‪ُ ،‬جلبوا ٔضفاء سهة انتخابَة علً تعََى الربَس‪.‬‬ ‫ربَ ا‬
‫وحَى حلت اْحزاب‪ ،‬لم َشهل المرار حل جهاعة أخواى الهسلهَى‪ ،‬باعتبارها جهاعة‬
‫ولَست حزباا‪ ،‬بل تم أفراج عى لتلة الخازندار والنمراشٍ لكسب ود أخواى‪ .‬واتفمت‬
‫الجهاعة هع الحكوهة علً استثنابها هى لرار الحل همابل ّأٖ تعهل علً الوصول إلً‬
‫وأٖ تدخل اٖنتخابات‪ .‬ولد وافك أخواى الهسلهوى علً الصفمة علً أساس أى‬ ‫الحكم ّ‬
‫وجودهم وحدهم كحزب هنظم سوؾ َهكنهم فَها بعد هى استٗم الحكم بدوى هنازع‪ .‬فكاى‬
‫ترحَبهم بحل اْحزاب بهثابة خطة ساذجة لٗنفراد بالساحة‪ .‬كاى هولفهم فٍ جوهره‬
‫لرارا باٖنتحار‪ ،‬إذ عمدت الصفمة فٍ ولت عانت فَه الجهاعة هى التفسخ الذٌ تبلور فٍ‬ ‫ا‬
‫انتخاب حسى الهضَبٍ‪ ،‬وهو أضعؾ شخصَة هرشحة للمَادة كهرشد عام بعد اؼتَال‬
‫حسى البنا‪ .‬ولمد لعب الهضَبٍ دور الواجهة التٍ جري هى خلفها الصراع علً المَادة‬
‫داخل الجهاعة‪ .‬وبالفعل بدأ أخواى بعد حل اْحزاب َطالبوى بها اعتبروه حمًّا طبَعًَّا لهم‬

‫(‪ )97‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫‪60‬‬
‫فٍ السلطة‪ ،‬فطالبوا بنصَب فٍ الوزارة‪ ،‬ولكنهم فوجبوا بالرفض الماطع‪ ،‬ولذلن وجدوا‬
‫أنفسهم هضطرَى إلً العودة إلً الببر الذٌ بصموا فَه هى لبل‪ :‬اْحزاب‪ ،‬فاشتركوا فٍ‬
‫تشكَل ”الجبهة الوطنَة الدَ ُهمراطَة“ هع الشَوعََى والوفدََى وأعضاء الحزب‬
‫اٖشتراكٍ‪ ،‬ولكنهم اضطروا بعد للَل إلً اٖنسحاب هنها بسبب خٗفات تكتَكَة وراحوا‬
‫َحركوى رجالهم فٍ الجاهعة لٗشتبان هع أعضاء ”هَبة التحرَر“‪ ،‬وَصدروى البَانات‬
‫الهعادَة للضباط‪ .‬وبلػ التوتر أشده بَنهم وبَى الحكوهة فٍ ‪َ 12‬ناَر ‪ ،1954‬حَى جرت‬
‫ٍ والسكاكَى ضد أعضاء الهَبة‪،‬‬
‫هعركة كبَرة فٍ الجاهعة استخدهت فَها الجهاعة العص ّ‬
‫فصدر علً الفور لرار بحل الجهاعة واعتمال زعهابها فٍ ‪َ 14‬ناَر ‪.1954‬‬

‫‪ - 5‬تصفَة الهعارضة فٍ الجَش وتوحَد المَادة‪:‬‬


‫خٗل ثٗثة أشهر بعد اٖنمٗب تم فصل ‪ 500‬ضابط كبَر وعدد هى صؽار الضباط هى‬
‫أبناء العابٗت التٍ اعتبرت هشبوهة‪.‬‬

‫وفٍ هواجهة الهعارضة الدَ ُهمراطَة فٍ الجَش لام اٖنمٗبَوى بطرد عدد كبَر هى‬
‫ضباط الهدفعَة فٍ َناَر ‪ .1953‬وكاى هإٖء َطالبوى بجعل ”لَادة الثورة“ باٖنتخاب‪،‬‬
‫هنشورا َدعو إلً ذلن‪ .‬كها اعتمل لنفس السبب بعض ضباط الهدرعات الذَى‬
‫ا‬ ‫كها أصدروا‬
‫احتجوا علً اعتمال زهٗبهم واستمال بعضهم احتجا اجا علً سلون المَادة ؼَر‬
‫الدَ ُهمراطٍ‪ ،‬ولد حكم علً أحدهم بأعدام(‪ .)98‬ولد عذب الهعتملوى هى الضباط تعذَباا‬
‫شدَداا وهات تحت التعذَب الهٗزم أول أحهد وصفٍ‪ .‬فٍ الولت نفسه كاى الصراع‬
‫َتصاعد داخل ”هجلس لَادة الثورة“‪ ،‬إذ بدأ الخٗؾ الكبَر بَى دمحم نجَب وهجلس‬
‫المَادة‪.‬‬

‫كاى جهال عبد الناصر هو ربَس التنظَم لبل اٖنمٗب‪ .‬ولكى بعد اٖنمٗب تملد رباسة‬
‫همررا هى لبل‪ .‬وهع‬ ‫ا‬ ‫هجلس المَادة دمحم نجَب‪ ،‬باعتباره الرتبة اْلدم‪ ،‬وهو ها كاى‬
‫استمالة علً هاهر تملد دمحم نجَب أَضاا رباسة الوزارة‪ .‬ولكى الوزارة نفسها لم تكى لها‬
‫سلطة فعلَة‪ ،‬إذ أخذ أعضاء ”هجلس لَادة الثورة“ علً عاتمهم هههة إصدار المرارات‬
‫واْواهر وإعادة تنظَم جهاز الدولة دوى الرجوع إلَها كها أشار دمحم نجَب‪ .‬وكاى نفوذ‬
‫جهال عبد الناصر الفعلٍ فٍ ازدَاد‪ ،‬بَنها اكتفً دمحم نجَب بتحهل هسإولَة المرارات‬
‫كبَرا‬
‫ا‬ ‫التٍ َصدرها الهجلس باسهه‪ .‬ولد اكتسب بعد أسابَع هى اٖنمٗب تعاطفاا شعبًَّا‬
‫كاى َطهبنه فٍ صراعه الهتولع هع صؽار الضباط فٍ هجلس المَادة‪.‬‬

‫وَبدو دمحم نجَب هذا هشوشاا لدرجة كبَرة‪ ،‬وبهطالعة كتابَه ”كلهتٍ للتارَخ“ و”كنت‬
‫سا لهصر“‪ ٖ ،‬نستطَع أى نستنبط هنهها وجهة نظر هحددة له فَها جري بعد اٖنمٗب‬ ‫ربَ ا‬
‫وحتً إلالته هى هنصبه‪ .‬وَعطَنا اٖنطباع بؤنه كاى َنوٌ اٖشتران فٍ اٖنمٗب هى أجل‬
‫حل الهسؤلة الوطنَة وهسؤلة السوداى وطرد الهلن ثم العودة بالجَش إلً الثكنات‪ .‬وهو‬

‫(‪ )98‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)2‬ص ص ‪ ،145-141‬ص ص ‪.184-181‬‬


‫‪61‬‬
‫َدعٍ أنه لد اعترض علً كل المرارات ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬التٍ أصدرها هجلس المَادة رؼم أنه‬
‫ولع علَها بكاهل إرادته‪ ،‬وَدعٍ أنه كاى َرضخ فٍ كل هرة‪ ،‬وفٍ هختلؾ الهوالؾ‪،‬‬
‫ٔلحاح اِخرَى‪ .‬والحمَمة أنه لم َكى َفهم لواعد اللعبة‪ ،‬وأى الضباط لد استخدهوه‬
‫كرتبة كبَرة لتؽطَتهم ولتهثَلهم أهام العالم بصورة جدَة‪ ،‬فهو جنرال هعروؾ فٍ الجَش‬
‫وهحبوب هى الضباط‪ .‬وكاى عبد الناصر َهلن هعظم أوراق اللعبة‪ ،‬فهو هإسس التنظَم‬
‫وأكثر أعضابه ذكاء ولدرة علً التنظَم والتآهر والسَطرة‪ .‬ولد بدأ بعد اٖنمٗب حَاته فٍ‬
‫السلطة كوزَر داخلَة بَنها بدأ نجَب كربَس لهجلس المَادة ثم هجلس الوزراء‪ ،‬بعد علً‬
‫هاهر‪ .‬وبَنها كاى اْول َدعم نفوذه داخل الجَش والبولَس بتعََى أنصاره فٍ الهناصب‬
‫الهاهة والمضاء علً العناصر الدَ ُهمراطَة هى الضباط وتضََك الخناق حول دمحم نجَب‬
‫داخل الجَش‪ ،‬كاى الثانٍ َدعم نفوذه الجهاهَرٌ فٍ الولت الذٌ كاى فَه الشارع َبتعد‬
‫أكثر فؤكثر عى الهشاركة أَجابَة فٍ السَاسة‪ .‬وكاى نجَب َخدع نفسه بتصفَك‬
‫الجهاهَر التٍ كانت تإَده كبطلها ولَس كههثلها‪ ،‬بَنها كاى َطالبها هو بالهدوء‬
‫والسكَنة‪ ،‬فجنً فَها بعد هها فعلت َداه‪ .‬لمد تسلح نجَب بموة الهظهر بَنها تسلح عبد‬
‫الناصر بموة جهاز الدولة‪.‬‬

‫هعتبرا أى تؤََد‬
‫ا‬ ‫وأصبح نجَب َدعو إلً عودة الحَاة النَابَة ابتداء هى أوابل ‪،1954‬‬
‫اْحزاب السَاسَة له بجانب أخواى الهسلهَى والهثمفَى‪ ،‬كالهحاهَى‪ ...‬إلخ‪ ،‬هو‬
‫استفتاء شعبٍ علً رباسته‪ ،‬بَنها كانت الجهاهَر تصَر ألل فاعلَة باستهرار‪ ،‬هكتفَة‬
‫بالترلب واٖنتظار‪ .‬وكاى هى الواضح أى نجَب لد حول هولفه هى اْحزاب بعد أى وجد‬
‫ا‬
‫وعاجزا عى اتخاذ لرار‪.‬‬ ‫هحاصرا فٍ هجلس المَادة‬
‫ا‬ ‫نفسه‬

‫ونعتمد أى الصراع داخل هجلس المَادة كاى صراعاا بَى عدد هى اْعضاء علً‬
‫السلطة‪ ،‬علً هنصب الزعَم‪ ،‬وتهت تصفَة عدد هنهم بسرعة بَنها تبلورت زعاهة عبد‬
‫الناصر الذٌ كاى علَه أى َشتبن هع نجَب‪ ،‬الزعَم الجهاهَرٌ ولكى الضعَؾ داخل‬
‫تنظَم الضباط‪.‬‬

‫ولد تدعهت سلطة هجلس المَادة بإلؽاء الدستور وحل اْحزاب ثم إصدار أعٗى‬
‫الدستورٌ فٍ ‪ 1953/2/10‬الذٌ ألر بطرَمة ضهنَة إلؽاء الفصل بَى السلطات‪ .‬تلً‬
‫ذلن تشكَل ”هحكهة الؽدر“ فٍ ‪ 25‬فبراَر ‪ ،1953‬ذلن اْهر الذٌ َعد أول اعتداء‬
‫هباشر هى جانب الضباط علً المضاء‪ ،‬ثم كانت نملة أخري فٍ الصراع بَى عبد الناصر‬
‫ونجَب‪ ،‬فمد هنح نجَب رباسة الجههورَة فٍ ‪َ 18‬ونَو ‪ 1953‬همابل أى َصبح عبد‬
‫الناصر ناب ابا لربَس الوزراء وعبد الحكَم عاهر لابداا عا ًّها للموات الهسلحة بعد أى ُر ِلٍّ‬
‫هى رابد إلً لواء‪ .‬وكاى هعنً ذلن انتهاء دور نجَب فٍ الجَش‪ .‬وبعد ثٗثة أشهر‪،‬‬
‫شكلت ها أسهَت بهحكهة الثورة‪ ،‬لهحاكهة أٌ هعارضة َهَنَة أو َسارَة‪ ،‬وتبع ذلن‬
‫اعتماٖت جدَدة واسعة‪.‬‬

‫وجاءت اعتماٖت أخواى الهسلهَى وحل جهاعتهم فٍ ‪َ 14‬ناَر ‪ 1954‬كضربة‬


‫جدَدة لنجَب الذٌ عرض علً الهجلس بعد ذلن‪َ ،‬وم ‪ 25‬فبراَر ‪ 1954‬أى َوافك إها‬
‫‪62‬‬
‫علً عودة الحَاة النَابَة أو علً استمالته‪ ،‬فاختار الهجلس الخَار الثانٍ وتم اعتمال دمحم‬
‫نجَب عدة ساعات خرجت علً أثرها عدة هظاهرات تضم أعضاء اْحزاب اللَبرالَة‬
‫والشَوعََى وأخواى الهسلهَى لتؤََده والهطالبة بعودته‪ .‬فتهت إعادة اْخَر ولكى هع‬
‫عهلَات اعتمال جدَدة لٕخواى الهسلهَى‪ ،‬وأعضاء الحزب اٖشتراكٍ‪ ،‬وحزب الوفد‪،‬‬
‫والشَوعََى(‪.)99‬‬

‫اعتهد هجلس المَادة هنذ ذلن الحَى خطة جدَدة‪ ،‬إذ راحت الدعاَة الرسهَة تربط بَى‬
‫عودة اْحزاب وعودة الباشوات وإلؽاء أصٗح الزراعٍ‪ ...‬إلخ‪ .‬وباختصار صورت‬
‫عودة الحَاة النَابَة كؤنها عودة للهاضٍ كله‪ ،‬كها هوجم دستور ‪ 1923‬هجو اها شدَداا‬
‫هى لبل صحافة الضباط‪ .‬وفٍ همابل ذلن اطهؤى نجَب إلً وجود تؤََد شعبٍ ف ّعال لـه‬
‫ولٓحزاب‪ .‬وفٍ ؼَاب دعاَة هضادة وهع تهالن نفوذ اْحزاب وسط الجهاهَر‪ ،‬نجحت‬
‫أخَرا فٍ هز نفوذ دمحم نجَب‪.‬‬
‫ا‬ ‫دعاَة الناصرََى‬

‫ثم تتابعت اْحداث‪ .‬فتحت ضؽط حاد هى دمحم نجَب وأنصاره فٍ الجَش وخارجه لرر‬
‫”هجلس لَادة الثورة“ فٍ ‪ 5‬هارس ‪ 1954‬إلؽاء اْحوال العرفَة وعمد جهعَة تؤسَسَة‬
‫باٖلتراع العام الهباشر لوضع دستور جدَد‪ .‬وبعد ذلن‪ ،‬فٍ ‪ 25‬هارس لرر الهجلس‬
‫السهاح بتشكَل اْحزاب السَاسَة هع عدم لَاهه بتشكَل حزب لنفسه‪ .‬كها لرر أى تنتخب‬
‫الجهعَة التؤسَسَة بدوى أٌ تعََنات‪ ،‬هع حل ”هجلس لَادة الثورة“ علً أساس أى‬
‫”الثورة“ لد انتهت‪ ،‬كها لرر إلؽاء الحرهاى هى الحموق السَاسَة(‪ .)100‬ولد رفض طلب‬
‫نجَب بعودة اْحزاب وباٖستفتاء الشعبٍ علً رباسة الجههورَة لبل انعماد الجهعَة‬
‫التؤسَسَة‪ .‬ورؼم هذا لم َتم أفراج عى الهعتملَى السَاسََى باستثناء أخواى‬
‫الهسلهَى‪ ،‬ولكى بشروط جدَدة‪ :‬إعادة الجهاعة هع اٖتفاق علً عدم عودة اْحزاب‪.‬‬
‫فؤصدرت الجهاعة بَاناا نشرته الصحؾ َوم ‪ 27‬هارس َمول‪” :‬وفَها َختص بعودة‬
‫اْحزاب أهلنا ّأٖ َعود الفساد أدراجه هرة أخري‪ ،‬فإننا لى نسكت علً هذا الفساد بل نإَد‬
‫بموة حرَة الشعب كاهلة ولى نوافك علً تؤلَؾ أحزاب سَاسَة‪ ،‬لسبب بسَط‪ ،‬وهو أننا‬
‫ندعو الهصرََى جهَعاا ْى َسَروا وراءنا وَمتفوا أثرنا فٍ لضَة أسٗم“(‪.)101‬‬

‫وفٍ نفس الولت كاى الضباط َجهزوى رجالهم هى عهال هدَرَة التحرَر وعهال النمل‬
‫الهشترن والحرس الوطنٍ وهنظهات الشباب وأعضاء هَبة التحرَر‪ ،‬بأضافة إلً بعض‬
‫الضباط الهوالَى‪ .‬ولاهت هذه العناصر بالتظاهر َوم ‪ 29‬هارس هطلمة هتافات عدَدة هى‬
‫شهَرا بعد ذلن‪” :‬عاشت الثورة‪ ...‬تسمط الرجعَة‪ ،‬عاشت الثورة‪...‬‬
‫ا‬ ‫بَنها شعار أصبح‬
‫تسمط الحرَة“‪ ،‬بجانب شعارات أخري هثل‪ :‬عدم السهاح بمَام أضرابات‪ ،‬عدم الدخول‬

‫(‪ )99‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.169‬‬


‫(‪ )100‬دمحم نجَب‪ ،‬كلهتٍ للتارَخ‪ ،‬ص ‪ ،156‬ص ‪.168‬‬
‫(‪ )101‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪63‬‬
‫فٍ هعارن انتخابَة‪ ،‬ولد رفعت ٖفتات تحهلها(‪ ،)102‬بَنها حاصرت الهدفعَة الهضادة‬
‫للدبابات هعسكرات سٗح الهدرعات وحلمت الطابرات فولها‪ ،‬كها تجههر صؽار الضباط‬
‫وحاصروا همر ”لَادة الثورة“ هحتجَى علً لرار إنهاء ”الثورة“‪ .‬وكاى هجلس الدولة‬
‫لرارا لتؤََد لرارات ‪ 25 ،5‬هارس‪ ،‬لكى لام الهتظاهروى باٖعتداء علَه وتهزَك‬
‫ا‬ ‫َعد‬
‫المرار‪ ،‬وضرب ربَس هجلس الدولة (عبد الرزاق السنهورٌ) شخصًَّا باْحذَة‪ ،‬ثم تم‬
‫عزله هى هنصبه المضابٍ وهنعه هى السفر لسنوات‪ .‬كل هذا تم بدوى رد فعل َستحك‬
‫الذكر‪ ،‬سوي لَام لطاع هى الهتظاهرَى برفع شعارات أخري‪ :‬حك أضراب‪ ،‬تشكَل‬
‫جهعَة وطنَة… إلخ‪ .‬وَجب أى نتذكر هنا أى ربَس هجلس الدولة الهعتدي علَه كاى لد‬
‫أهد انمٗب َولَو بكل الؽطاء المانونٍ والتشرَعات التٍ لننت سلطته‪ .‬ولد أفتً فٍ ‪31‬‬
‫َولَو ‪ ،1952‬بعد أسبوع واحد هى لَام اٖنمٗب‪ ،‬بها َخالؾ أحكام دستور ‪ ،1923‬الذٌ‬
‫َوجب استدعاء البرلهاى لَحلؾ هجلس اْوصَاء علً العرش أهاهه الَهَى الدستورَة‪،‬‬
‫حَث تنازل الهلن فاروق عى العرش ٖبنه الطفل أحهد فإاد‪ .‬بل أفتً السنهورٌ ا‬
‫لابٗ‪:‬‬
‫” تضهى الفتوي الصادرة هنا دعوة الحكوهة إلً استخدام الموة إذا ها حاول هجلس‬
‫النواب الوفدٌ الهنحل اٖنعماد هى تلماء نفسه“‪ .‬إذى لمد طبك علَه الضباط الفتاوي التٍ‬
‫أصدرها واستخدهوا الموة ضده!‬

‫كانت الخطوة التالَة هٍ تنحَة نجَب هى رباسة الوزارة وهجلس المَادة‪ ،‬وحصل هنه‬
‫عبد الناصر علً تكلَؾ الوزارة دوى أى ت ُمبل رؼبته فٍ اٖستمالة هى رباسة الجههورَة‪.‬‬
‫وهى ذلن الَوم‪ ،‬حسب ها ذكر نجَب نفسه‪ ،‬لم َدخل ربَس الجههورَة هكتبه إٖ بعد عدة‬
‫أشهر‪ ،‬وكاى َوم دخوله هذا آخر َوم َمضَه نجَب فٍ هنصبه‪ ،‬إذ تم اعتماله وتحدَد‬
‫فورا‪.‬‬
‫إلاهته ا‬
‫واستهرت حهلة اعتماٖت طوال الفترة علً لدم وساق‪ ،‬وحل هجلس نمابة الصحفََى‬
‫فٍ ‪ 15‬أبرَل ‪ ،1954‬كها تم تؽََر لانوى الصحافة‪ .‬وكاى لد سبك ذلن حل اتحادات‬
‫الطٗب‪ ،‬والنمابات العهالَة ثم أصبحت ت ُش َّكل بالتعََى‪.‬‬

‫وكاى لد تم تشكَل لجنة سنة ‪ 1953‬هكونة هى خهسَى هى أبرز الشخصَات‬


‫السَاسَة والثمافَة والمضابَة والعسكرَة تحت لَادة ربَس الوزراء علٍ هاهر لوضع‬
‫دستور جدَد للبٗد‪ .‬ولكى عندها لُدهت الهسودة فٍ سنة ‪ 1954‬إلً ”هجلس لَادة‬
‫الثورة“ تم تجاهلها وإلماإها فٍ صندوق المهاهة ْنها دستور ”دَهولراطٍ أكثر هى‬
‫الٗزم“ كها وصفوه‪ .‬ولد تضهى هذا الهشروع نظام الجههورَة البرلهانَة‪.‬‬

‫واِى فمط أصبح بهستطاع عبد الناصر أى َري نظرَة الكل فٍ واحد وهٍ تتحمك‪ ،‬إذ‬
‫أصبح هو المابد بٗ هنافس لحكوهة الضباط وربَس هصر كلها‪.‬‬

‫تبَى لنا هذا الصَرورة إلً أٌ حد كانت البٗد آخذة فٍ الركود السَاسٍ‪:‬‬

‫(‪ )102‬راجع التفاصَل فٍ‪ :‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬عبد الناصر وأزهة هارس ‪.1954‬‬
‫‪64‬‬
‫أوٖ‪ :‬فمد ولفت علً رأس اْحداث لوي تتابعت هى اْلوي إلً اْضعؾ‪ :‬أحزاب‬ ‫ا‬
‫اْللَة الشعبَة‪ ،‬ههثلة الفبات الهسَطرة واْلوي تجاه الشعب وهطالبه هى الوفد‪ .‬فمد كاى‬
‫تحلٗ وتهزلاا‪ ،‬وأضعفها أهام الضؽوط‬
‫ا‬ ‫اْخَر اثناء وزارته اْخَرة أكثر أحزاب النظام‬
‫الشعبَة‪ ،‬فمد هثل هذا الحزب أضعؾ حلمات النظام السَاسٍ هى وجهة نظر الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬بل لم َعد َهثلها تها اها‪ ،‬وهى ثم تبلور فَه ضعؾ النظام كله‪ ،‬إذ اضطرت كل‬
‫اْطراؾ فٍ هعسكر النظام إلً طرحه كورلتها اْخَرة‪ ،‬لسبب بسَط‪ ،‬هو أنها لم تعد‬
‫لادرة علً المتال وتحدٌ الجهاهَر‪ .‬ولكى نفس تلن اْطراؾ لد اضطرت إلً إحراق‬
‫هراكبها فٍ ‪َ 26‬ناَر‪ ،‬بالتضحَة بوزارة الوفد اْخَرة‪ ،‬إٖ أنها اكتشفت أنها لم تحتفظ‬
‫لنفسها بؤٌ سٗح‪ ،‬فاضطرت إلً استخدام أسلحة هى ورق‪ :‬الوزارات اْربع‪ ،‬لَتسلم‬
‫”الضباط اْحرار“ السلطة هنها بكل َسر‪ ،‬وبذلن برهنت لنا الطبمة الحاكهة أنها لد‬
‫انتهت علً الصعَد السَاسٍ‪.‬‬

‫ثانَاا‪ :‬وداخل هجهوعة الضباط نفسها برز دمحم نجَب الذٌ أهسن رسهًَّا بكل السلطات‬
‫وأصبح أكبر زعَم جهاهَرٌ فٍ هصر‪ .‬ولكى جهاهَرَته أخذت تنزوٌ هخلَة الطرَك‬
‫أهام الضباط اْصؽر‪ ،‬الذَى عٗوة علً أنهم لم َبرزوا حتً ذلن الولت كزعهاء فإنهم‬
‫أَضاا لم َتبوأوا السلطة الرسهَة‪ ،‬وكانوا هضطرَى إلً اٖحتهاء فٍ ظل جنرال كبَر‬
‫وَتهتع باٖحترام‪ ،‬ولم َجرإ زعَههم علً التحلٍ بصورة البطل الهلهم إٖ بعد تصفَة كل‬
‫الزعهاء‪ .‬ولد صار ”الضباط اْحرار“ ألوي حلمات النظام لسبب واحد‪ ،‬هو أنه لم تعد‬
‫لهذا النظام أٌ لوي حمَمَة‪ ،‬ولذلن راح َتحرن بمصوره الذاتٍ‪ ..‬بؤداة المهع‪.‬‬

‫ثالثاا ‪ :‬كاى التحلل الذاتٍ لكل الموي السَاسَة َسَر إلً اْهام‪ ،‬فمد راحت الجهاهَر‬
‫تنصرؾ وسط جو هى الَؤس‪ ،‬وفضت أَدَها هى اللعبة السَاسَة‪ ،‬لتنكهش الهعركة‬
‫ا‬
‫هناضٗ فٍ المناة‬ ‫الدابرة وتصَر هعركة بَى هختلؾ النُخب‪ .‬فالشعب الذٌ حهل السٗح‬
‫والشرلَة والماهرة‪ ..‬فٍ الجاهعة والهصانع والرَؾ‪ ،‬أصبح َهَل بشكل هطرد إلً‬
‫آى واحد‪ ،‬الَؤس هى كل لادته‪ ،‬واْهل فٍ أى َظهر هى‬ ‫السلبَة‪ ،‬بدافع الَؤس واْهل فٍ ٍ‬
‫َنمذ العالم هى الطوفاى‪ .‬ولكنه بهذه الهشاعر الهتنالضة كاى َعرب بسلبَته عى إفٗس‬
‫حركته العفوَة‪ .‬فمد لدهت الجهاهَر ألصً ها استطاعت فٍ تلن الظروؾ ولم تعد تري‬
‫الطرَك‪ ،‬إذ فشلت فٍ كل الطرق‪ْ ،‬نها افتمدت الرإَا الواضحة والتنظَم‪ ،‬أٌ فٍ النهاَة‪:‬‬
‫المَادة‪ ،‬فراحت تهَل باضطراد إلً تسلَم همالَدها لٓلدار‪.‬‬

‫لذلن َنبؽٍ ّأٖ تصَبنا الدهشة حَى نري الضباط َتراجعوى عى ”إنهاء الثورة“‬
‫بضربة واحدة وبٗ رد فعل َذكر‪ ،‬بهجرد خروج آٖؾ ضبَلة هى الهؤجورَى وبعض‬
‫العهال والنمابَى الصفر ورجال اْهى‪ .‬وها كاى لمرارات هثل إلؽاء الدستور وحل اْحزاب‬
‫وتشكَل ”هحكهة الؽدر“‪ ...‬إلخ‪ ،‬أى تهر لبل اٖنمٗب بسنوات للَلة أو بعدة أشهر دوى‬
‫أى تسَل أنهار هى الدهاء فٍ شوارع الماهرة‪ ،‬ولكى نفذت هذه المرارات‪ ،‬رؼم أى الضباط‬
‫لم َمدهوا حتً هارس ‪ 1954‬ها َستحك هى أجله أى َمبل الشعب بالدَكتاتورَة‬
‫العسكرَة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وهى الواضح أى للة ضبَلة أصبحت هٍ الفاعلة سَاسًَّا‪ ،‬وهٍ حالة تختلؾ تها اها عى‬
‫حالة الفترة هى ‪.1952-1945‬‬

‫لمد كاى هجرد تعبَر كل لوة اجتهاعَة عى نفسها وعى لدراتها الفعلَة بوضوح هو‬
‫الفرصة الهٗبهة لكٍ تهسن حفنة هى الضباط بزهام البٗد دوى تعلَك فعال هى جانب‬
‫الطبمات اٖجتهاعَة اْساسَة‪.‬‬

‫‪ - 6‬الهسؤلة الوطنَة وهسؤلة السوداى‪:‬‬


‫هع نجاح الحكوهة فٍ لهع انتفاضة ‪َ 26‬ناَر ‪ ،1952‬شنت حهٗت لجهع السٗح‬
‫واعتمال الفدابََى بنجاح‪ .‬وحَى ولع انمٗب َولَو كاى الكفاح الهسلح فٍ المناة َكاد أى‬
‫َكوى هتولفاا‪ .‬فلم تجر هحاوٖت تذكر ٔشعاله هرة أخري خٗل فترة الوزارات اْربع‪،‬‬
‫فالحركة الوطنَة لد أصابها الوهى‪ ،‬وكانت كوادرها اْكثر رادَكالَة رهى اٖعتمال‪ .‬ورؼم‬
‫أى الجهاهَر كانت فمد فمدت تمرَباا المدرة علً الهبادرة‪ ،‬فلم تكى لد فمدت المدرة علً‬
‫التذهر‪ .‬ولذلن وجدت البَرولراطَة العسكرَة نفسها لدي استٗهها السلطة هضطرة َٖجاد‬
‫هخرج هى ورطة المضَة الوطنَة‪ ،‬شاهلة هسؤلة السوداى‪ .‬هذه الورطة التٍ عانت هنها‬
‫حٗ َرضٍ جهَع الموي‬ ‫أحزاب النظام هى لبل‪ ،‬وأصبح هى الٗزم لبمابها أى تكتشؾ ًّ‬
‫حٗ ٖ َثَر العاصفة الثورَة هى جدَد‪ ،‬وكاى هذا‬ ‫اٖجتهاعَة اْساسَة‪ ،‬أو علً اْلل ًّ‬
‫بالنسبة للسلطة الجدَدة هو اْهر اْهم‪.‬‬

‫وهثلها وجدت النخبة العسكرَة نفسها فٍ بحر التنالضات اٖجتهاعَة والسَاسَة‬


‫الهحلَة‪ ،‬وجدت نفسها فٍ هحَط هى التنالضات الدولَة اْكثر تعمَداا‪ .‬وكانت هسإولَتها‬
‫أهام كل الطبمات هٍ أى تمود السفَنة فٍ هذه البحار‪ .‬ولم َكى هى الههكى أى َكوى‬
‫استَٗء الضباط علً السلطة هو نهاَة الصراع اٖجتهاعٍ‪ْ ،‬ى هذا الصراع نفسه لد‬
‫صنع خرَطة سَاسَة جدَدة للهجتهع ٖ َهكى تؽََرها بسهولة‪ ،‬فمد كانت نتابج هعارن‬
‫‪ 1952-1945‬هٍ التٍ أدت فٍ النهاَة إلً اٖنمٗب العسكرٌ‪ .‬وإذا افترضنا أى اْزهة‬
‫السَاسَة لد تم تجاوزها بهجرد اٖنمٗب‪ ،‬فؤول ها َتبادر إلً الذهى هو أى عودة الهلكَة‬
‫والوفد واٖحتٗل‪ ،‬ذلن الهثلث الذٌ اعتبره لورد كَلرى‪ ،‬السفَر البرَطانٍ بالماهرة‬
‫أهرا طبَعًَّا‪ ،‬ولكى هجرد نجاح اٖنمٗب لم َحل اْزهة‪،‬‬
‫ولتها‪ ،‬أرجل النظام الثٗثة‪ ،‬كانت ا‬
‫بل علً العكس زادها تعمَداا‪ ،‬فمد ُكسرت إحدي أرجل النظام بهجرد لَام اٖنمٗب‪ ،‬إذ لم‬
‫َعد الهلن َحكم‪ .‬وبعد للَل كسرت رجل ثانَة‪ :‬الوفد‪ ،‬وذلن فٍ سَاق تمنَى الحكم‬
‫العسكرٌ‪ .‬وكاى الكرسٍ نفسه هتهالكاا‪ ،‬ولذلن أصبح هى الضرورٌ إعادة إصٗحه ككل‪.‬‬
‫وْى الهسؤلة الوطنَة كانت الهسؤلة اْكثر حساسَة فٍ الشارع السَاسٍ والتٍ دار‬
‫سا الصراع السَاسٍ‪ ،‬فمد كاى أهام الحكوهة الجدَدة طرَك واحد هو تحمَك‬ ‫حولها أسا ا‬
‫حد أدنً هى هطالب الحركة الوطنَة‪ .‬فحالة السكوى التالَة لحرَك الماهرة لم تكى المرار‬
‫النهابٍ للجهاهَر‪ ،‬بل كانت هجرد حالة انتظار‪ ،‬وكاى هى اْفضل للنظام الجدَد ّأٖ َطول‬
‫هذا اٖنتظار‪ ..‬أى َحمك الههدٌ الهنتظر شَباا ها‪ ،‬وإٖ فهوجة جدَدة هى الصراع‬
‫صؽَرا للؽاَة‪ .‬ولذلن كاى‬
‫ا‬ ‫اٖجتهاعٍ كانت آتَة ٖ هحالة‪ .‬ولم َكى الحد اْدنً الهطروح‬
‫‪66‬‬
‫اْهر َحتاج إلً ههارة الضباط وهرونتهم‪ ،‬كها كاى َحتاج إلً هساعدة لوي خارجَة‪،‬‬
‫حَث لررت الحكوهة الجدَدة وأد فكرة تسلَح الشعب نهابًَّا‪ .‬وكانت الموة الخارجَة التٍ‬
‫ظهرت وعرضت هساعداتها هٍ الوَٖات الهتحدة‪ .‬ولد تحدد هدؾ الضباط فٍ تحمَك‬
‫جٗء برَطانَا بؤفضل شروط ههكنة بهساعدة أهرَكَة هع عدم الدخول فٍ حلؾ دفاعٍ‬
‫سا‪ ،‬همابل اٖنفتاح اٖلتصادٌ واٖستهرار فٍ هشروع‬ ‫هع الؽرب‪ ،‬وهو هطلب أهرَكٍ أسا ا‬
‫النمطة الرابعة‪ ،‬كها كاى هى الضرورٌ للسلطة الجدَدة تحمَك جٗء برَطانَا عى‬
‫السوداى أَضاا‪ ،‬حَث كانت هسؤلة السوداى ٖ تحتهل الهساوهة فٍ الشارع الهصرٌ‪.‬‬
‫كذلن كاى الضباط َهدفوى إلً هصادرة السلطة كاهلة ْنفسهم‪ ،‬ولم تكى لهم أٌ هصلحة‬
‫فٍ تسلَم هصر لٓهرَكََى أو ترن السوداى للبرَطانََى‪ .‬وبعد تسرَح الحركة العهالَة‪،‬‬
‫وحل اتحادات الطٗب وتطهَر الجاهعات هى الهعارضة‪ ،‬وهصادرة الصحؾ الَسارَة‬
‫واعتمال هعظم الكوادر الشَوعَة وحل اْحزاب‪ ،‬بدأت هفاوضات الصلح هع برَطانَا فٍ‬
‫‪ 17‬أبرَل عام ‪ .1953‬وكانت اْخَرة ٖ تزال هتشددة للؽاَة فَها َتعلك بوجودها‬
‫العسكرٌ فٍ هصر بعد فمداى لاعدتها فٍ فلسطَى بمَام إسرابَل‪ ،‬هها اضطر الضباط إلً‬
‫لطع الهفاوضات فٍ ‪ 6‬هاَو هى نفس العام بسبب إصرار برَطانَا علً بماء جزء هى‬
‫لاعدة لناة السوَس وعلً السهاح بعودة لواتها فٍ حالة حدوث هجوم علً أٌ دولة‬
‫عربَة أو تركَا(‪ .)103‬وحتً ذلن التارَخ لم تكى السلطة الجدَدة بمادرة علً الخضوع‬
‫لهذه الشروط (وافمت علَها بعد ذلن كها سنري)‪ ،‬خاصة أنها كانت تخوض هعارن علً‬
‫جبهات هتعددة فٍ الداخل‪ ،‬هع جهاعات اْحزاب ال ُهحلَّة‪ ،‬وبماَا الهنظهات الهاركسَة‪،‬‬
‫والضباط الدَ ُهمراطََى‪ .‬لذلن راح عبد الناصر َعلى‪” :‬علً اٖستعهار أى َحهل عصاه‬
‫وَرحل“‪” ..‬إى اٖستعهار لى َخرج إٖ بالموة“‪ .‬وتم تشكَل الحرس الوطنٍ بهدؾ هعلى‪،‬‬
‫هو هماوهة أنجلَز فٍ المناة تحت إشراؾ ضباط الهخابرات‪ ،‬وفٍ الوالع لم َمم هذا‬
‫كثَرا بحَث‬
‫ا‬ ‫الحرس بؤعهال هاهة ضد اٖحتٗل‪ ،‬ولكى الدعاَة الرسهَة ضخهت هى دوره‬
‫بدا اْهر كؤى الحكوهة لد أعلنت الحرب علً برَطانَا‪ ،‬وهو ها لم َحدث‪ .‬وَبدو أى‬
‫تشكَل الحرس الوطنٍ كاى َهدؾ إلً استخداهه ولت اللزوم كبدَل عى الشرطة (هثل‬
‫اْهى الهركزٌ حالَاا) ولد لام بدوره تها اها فٍ أحداث هارس ‪ .)104(1954‬كها أعلى‬
‫هرارا رفضهم اٖشتران فٍ أٌ أحٗؾ عسكرَة(‪.)105‬‬ ‫ا‬ ‫الضباط‬

‫(‪ )103‬أحهد حهروش‪ ،‬هجتهع عبد الناصر‪ ،‬ص ص ‪ ،21-20‬ص ‪.27‬‬


‫(‪ )104‬دمحم نجَب‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،178‬أحهد حهروش‪ ،‬هجتهع عبد الناصر‪ ،‬ص ص ‪.23-21‬‬
‫نمٗ عى هذكرات الجنرال روبرتسوى كبَر الهفاوضَى العسكرََى أى جهال عبد الناصر كاى َتصل‬ ‫(‪ )105‬ذكر دمحم نجَب ا‬
‫سرا بالبرَطانََى خٗل الهرحلة السابمة علً تولَع اتفاق الجٗء‪ ،‬أٌ الفترة التٍ كانت تطلك خٗلها الشعارات الوطنَة‬
‫ًّ‬
‫الخٗبة‪ .‬كها أنه هى الثابت أى اتصاٖت ههاثلة كانت هستهرة بَى بعض الضباط‪ ،‬خاصة جهال عبد الناصر‪،‬‬
‫واْهرَكََى‪ ،‬وبالذات هع كَرهَت روزفلت‪ .‬كها أشار دمحم نجَب إلً أى اتفالَة الجٗء كانت ثهناا لدهه عبد الناصر‬
‫همابل هساعدة اْهرَكََى له خٗل صراع الضباط اْحرار هع الهعارضة‪ ،‬وذلن ا‬
‫نمٗ عى خالد هحٍَ الدَى الذٌ جاء‬
‫بالخبر هى صحفٍ فرنسٍ‪ .‬كلهتٍ للتارَخ‪ ،‬ص ‪ ،123‬ص ‪ ،101‬ص ‪ ،173‬ص ‪.206‬‬
‫والحمَ مة أى خٗفات حمَمَة كانت هوجودة بَى الضباط وبرَطانَا‪ ،‬هها احتاج جهوداا أهرَكَة هلهوسة‪ ،‬وبعَداا عى‬
‫التفسَرات التآهرَة لدمحم نجَب‪ ،‬كاى تولَع اٖتفاق بهذا الشكل ههكناا فمط بعد تصفَة الهعارضة الوطنَة الرادَكالَة‪ ،‬أٌ‬
‫أى الوساطة اْهرَكَة لد أصبحت أكثر فعالَة‪ ،‬وهذا ٖ َستبعد بالطبع وجود صفمات هع اْهرَكََى‪ ،‬ولو بشكل ضهنٍ‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫ولكى بعد تصفَة الهعارضة الداخلَة وإعادة تنظَم الدولة أصبح الضباط أكثر هرونة‬
‫فٍ الهفاوضات‪ ،‬وسوؾ نحلل هذه الهسؤلة فَها بعد‪.‬‬

‫أها هسؤلة السوداى‪ ،‬إحدي الصخرتَى اللتَى تحطهت علَهها هفاوضات حكوهات ها‬
‫كثَرا هى الحذق والههارة‪ .‬ففٍ‬
‫ا‬ ‫لبل انمٗب َولَو هع برَطانَا‪ ،‬فكانت هٍ اْخري تتطلب‬
‫السابك سمط اتفاق صدلٍ ‪ -‬بَفى واستمال صدلٍ نفسه علً أثر انتفاضات الجهاهَر التٍ‬
‫رفضت اتفاق الدفاع الهشترن هع برَطانَا وتنازل صدلٍ بخصوص السوداى‪ .‬كها فشل‬
‫السعدَوى فٍ تهرَر هسؤلة السوداى أَضاا‪ .‬وجاء الوفد فؤلؽً هعاهدة ‪ 1936‬دوى أى‬
‫َجرإ علً أبماء علً اتفالَتٍ ‪ 1899‬الخاصتَى بالسوداى‪ ،‬فلم تكى وحدة سكاى‬
‫الوادٌ باْهر الذٌ تمبل الجهاهَر التفاوض بشؤنه أو الهساس به‪.‬‬

‫فبالرؼم هى اٖحتٗل الهصرٌ للسوداى وها صاحبه هى لهع واستؽٗل لثروات‬


‫السوداى إباى حكم دمحم علٍ وبعده‪ ،‬تطلعت الحركة الوطنَة فٍ كٗ البلدَى إلً تحمَك‬
‫هبكرا أثناء ثورة عرابٍ‪ ،‬فٍ اشتران الفٗحَى السودانََى‬
‫ا‬ ‫الوحدة بَنهها‪ .‬ولد برز ذلن‬
‫(‪)106‬‬
‫‪ .‬وهى جهة أخري أصر‬ ‫فٍ أحداث الثورة وإهدادهم عرابٍ بالهإى والرجال‬
‫العرابَوى فٍ هشروعهم الخاص بتكوَى برلهاى دَ ُهمراطٍ علً تهثَل السودانََى‬
‫عضوا فٍ البرلهاى‪ .‬ثم انتفاضة ‪ ،1919‬إذ أَّد السودانَوى الوفد الهصرٌ‬ ‫ا‬ ‫بعشرَى‬
‫باعتباره حزبهم الخاص‪ ،‬واهتدت الحركة الوطنَة ولتذان إلً السوداى ولام الوطنَوى‬
‫هنان بجهع تولَعات لـ”الوفد“ حتً أهرهم ”أولو اْهر“ فٍ هصر‪ ،‬علً حد تعبَر بعض‬
‫هإٖء‪ ،‬بولؾ هذا العهل‪ ،‬وكانوا لد جهعوا ‪ 3000‬تولَع(‪ .)107‬كها رفعت الحركة الوطنَة‬
‫فٍ الشهال والجنوب شعار تحرَر هصر والسوداى‪ ،‬ووصفت سعد زؼلول بزعَم اْهة‬
‫الهصرَة السودانَة‪ ،‬وكاى أى استجاب الوفد للتَار الجارؾ‪ ،‬فتبنً شعار اٖستمٗل التام‬
‫لهصر والسوداى‪ .‬وفٍ سَاق الحركة الوطنَة فٍ البلدَى تشكل عدَد هى الهنظهات فٍ‬
‫السوداى تدعو للوحدة بَى البلدَى‪ ،‬هنها علً سبَل الهثال‪” :‬جهعَة اللواء اْبَض“‪،‬‬
‫و”اٖتحاد السودانٍ“‪ .‬أها فَها َتعلك بالطبمات الهسَطرة فمد اختلؾ اْهر‪ ،‬ففٍ هصر‬
‫نظرت الطبمة الهسَطرة وأحزابها إلً السوداى باعتباره أرضاا هصرَة دوى ها اعتبار‬
‫للشعب نفسه‪ .‬وكاى تهسكها بالسوداى هو تهسكها بها أسهته بـ”حموق هصر فٍ‬
‫السوداى“‪ ،‬أٌ حمولها الهتعلمة بحرَة التجارة والتهلن‪ ،‬وحمها فٍ هَاه النَل‪ .‬وكاى كبار‬
‫هٗن اْراضٍ الهصرََى هعارضَى لهشروع الجزَرة الذٌ تبنته برَطانَا خوفاا هى‬
‫تؤثَره علً هوارد الهَاه لهصر(‪ .)108‬وكانت السلع الهصرَة تتهتع بحك أعفاء الجهركٍ‬
‫لدي دخولها السوداى وفماا ٖتفالَة ‪ ،1899‬كذلن ظل السوداى جز اءا هى هنطمة النمد‬
‫الهصرٌ حتً ‪ .1956‬وكاى اٖستعهار البرَطانٍ فٍ ذلن الولت هو العابك الوحَد أهام‬
‫تحمَك بمَة طهوحات رجال اْعهال وكبار الهٗن الهصرََى‪ ،‬فعهل علً تشجَع التجار‬

‫(‪ )106‬دمحم فإاد شكرٌ‪ ،‬هصر والسوداى‪ ،‬تارَخ وحدة وادٌ النَل السَاسَة فٍ المرى التاسع عشر ‪.1899-1820‬‬
‫(‪) 107‬‬
‫طارق البشرٌ‪ ،‬سعد زؼلول َفاوض اٖستعهار‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫(‪ )108‬صٗح عَسً‪ ،‬البرجوازَة الهصرَة وأسلوب الهفاوضة‪ ،‬ص ‪ ،157‬ص ‪.159‬‬
‫‪68‬‬
‫السودانََى‪ ،‬كها عهل علً إنشاء جهاز دولة خاص هستمل عى الدولة الهصرَة‪ ،‬كها‬
‫عهل علً فصل شبكتٍ السكة الحدَدَة فٍ البلدَى بإلاهة الخطوط الحدَدَة فٍ الجنوب‬
‫بهماََس ٖ تسهح بحركة المطارات الهستخدهة فٍ هصر‪ .‬كها ساهم اٖستعهار فٍ خلك‬
‫هصالح هابَة خاصة بالسوداى(‪ .)109‬وساهم أسلوب تناول رإساء اْحزاب اللَبرالَة فٍ‬
‫هصر للهسؤلة السودانَة فٍ تخوَؾ الطبمة الهسَطرة الناشبة هنان هى رفَمتها فٍ‬
‫هصر‪ ،‬صاحبة الهصالح فٍ السوداى‪ .‬ولذلن كانت اْولً تطهح فٍ استٗم السلطة فٍ‬
‫السوداى بهفردها‪ ،‬ولد عبر حزب اْهة السودانٍ‪ ،‬الطابفٍ عى هذا التوجه بموة‪.‬‬

‫وهى اْهور الهعروفة أى اْحزاب اللَبرالَة فٍ المطرَى لم تعهل علً هد وجودها‬


‫التنظَهٍ إلً المطر اِخر‪ ،‬بل إى الوفد الهصرٌ فٍ عهد سعد زؼلول لد تجنب إثارة‬
‫هوضوع السوداى فٍ هفاوضاته حتً ٖ َثَر ؼضب أنجلَز‪ ،‬وحتً َحصل هى برَطانَا‬
‫علً بعض الهكاسب الضبَلة لهصر‪ .‬وحَى تعرض سعد زؼلول لضؽوط شدَدة أثناء‬
‫هفاوضاته هع هاكدونالد هى جانب أعضاء الوفد الهرافك له بخصوص هسؤلة السوداى‪،‬‬
‫حاول أى َتفادي إثارة الهوضوع وإحراج خصوهه هى أعضاء الوفد‪ ،‬وهع تضََك الخناق‬
‫علَه هى لبل بعض اْعضاء اضطر للتهلص هى المضَة علناا‪.‬‬

‫أها الحزب اٖتحادٌ فٍ السوداى‪ ،‬فمد دعا للوحدة هع هصر‪ ،‬ولكنه لم َعهل علً‬
‫إنشاء فرع له فَها‪ ،‬بل أعلى إسهاعَل اْزهرٌ فَها بعد (‪ )1955‬أنه ها كاى َإَد‬
‫الوحدة إٖ لجلب هعونة هصر لحزبه‪ ،‬وأنه أراد اٖستمٗل للسوداى كها أراده حزب‬
‫اْهة(‪.)110‬‬

‫وهع ذلن كانت أحزاب الطبمات الهسَطرة فٍ هصر‪ ،‬والحزب اٖتحادٌ فٍ السوداى‪،‬‬
‫هضطرة إلً رفع شعارات وحدوَة تحت ضؽط الجهاهَر بل وراحت اْحزاب اللَبرالَة فٍ‬
‫هصر تزاَد علً بعضها البعض كذلن‪ ،‬فها هو ربَس الوفد َضطر إلً تهدَد هاكدونالد‬
‫حَى تعمدت الهفاوضات هع برَطانَا بإثارة هسؤلة السوداى‪ ،‬وراح َوجه رفاله ”بإثارة‬
‫الهشاعر إزاء السوداى“(‪ .)111‬وهذا هو الهلن فإاد َعلى تهسكه الكاهل بالسوداى‪ ،‬كها‬
‫أعلى اْهَر عهر طوسوى‪” :‬إذا لم نحكم السوداى فلَحكهنا السودانَوى“(‪.)112‬‬

‫كها رأَنا حزب الوفد وكافة اْحزاب اللَبرالَة الهصرَة تستبدل فَها بعد شعارها‬
‫ضل‪ :‬السَادة‪ ،‬بشعار جدَد‪ :‬التاج الهشترن (‪ ،)1944‬ثم‪ :‬الوحدة(‪.)113‬‬
‫الهف ّ‬

‫(‪ )109‬ارجع إلً‪ :‬جهال حهداى‪ ،‬شخصَة هصر‪ ،‬الجزء الثانٍ‪ ،‬ص ‪.928‬‬
‫(‪ )110‬نبَه بَوهٍ عبد هللا‪ ،‬تطور فكرة الموهَة العربَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫(‪ )111‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬
‫(‪ )112‬نفس الهرجع‪.106 ،‬‬
‫(‪ )113‬نبَه بَوهٍ عبد هللا‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.35-34‬‬
‫‪69‬‬
‫كذلن رأَنا كافة اْحزاب السودانَة الوحدوَة تندهج فٍ ‪ 1954‬هكونة ”الحزب‬
‫الوطنٍ اٖتحادٌ“ الذٌ اكتسح اٖنتخابات هستخد اها شعار ”وحدة وادٌ النَل“‪.‬‬

‫شعارا برالاا ودَ ُهمراطًَّا‪ :‬حك تمرَر‬


‫ا‬ ‫وفٍ هواجهة اْحزاب اللَبرالَة‪ ،‬رفعت برَطانَا‬
‫الهصَر للشعب السودانٍ‪ ،‬هها أجبر الطرؾ اْول علً اللجوء للشعارات الدَهاجوجَة‪،‬‬
‫واضعاا عوابك جدَدة أهام طهوحاته فٍ السوداى‪.‬‬

‫وفٍ السوداى بالذات كانت الحركة الوطنَة أكثر تهسكاا بالشعار أكثر هى هثَلتها فٍ‬
‫هصر‪ ،‬هثلها أصبح الحال فٍ الشام تجاه هصر أَضاا إباى الخهسَنات‪ ،‬وبلػ الضؽط‬
‫الشعبٍ فٍ السوداى أوجه لتحمَك الوحدة خٗل اْربعَنات‪ .‬فؤثناء هفاوضات صدلٍ ‪-‬‬
‫بَفى‪ ،‬سافر وفد َهثل الهثمفَى السودانََى إلً لندى لحث صدلٍ علً تبنٍ هشروع‬
‫الوحدة‪ ،‬كها تكونت فٍ نفس الفترة ”لجنة الوحدة السودانَة“‪ ،‬بؽرض توحَد هصر‬
‫والسوداى‪ ،‬اشترن فَها أعضاء هى أحزاب المطرَى‪ ،‬وكانت الهبادرة فَها للسودانََى‪،‬‬
‫كها تكوى ”هإتهر الخرَجَى“ فٍ السوداى هتبنَاا الدعوة إلً الوحدة هع هصر(‪ .)114‬أها‬
‫فٍ هصر فمد لام الحزب اٖشتراكٍ بإدراج فكرة الوحدة فٍ برناهجه‪ ،‬كها لام بإنشاء فرع‬
‫سا فٍ الدعوة للوحدة الهصرَة السودانَة‪.‬‬
‫له فٍ الجنوب‪ ،‬وبذل جهداا هلهو ا‬
‫أها الهنظهات الهاركسَة فٍ المطرَى‪ ،‬فمد اتخذت هول افا هوحداا إزاء هذه المضَة‪،‬‬
‫فرفضت شعار ”وحدة وادٌ النَل“ وعارضته بفكرة ”حك تمرَر الهصَر“(‪ .)115‬ولم‬
‫َنجح ”حزب البعث العربٍ اٖشتراكٍ“ فٍ هد نفوذه إلً هصر بَنها حمك نجا احا هحدوداا‬
‫فٍ السوداى‪ ،‬بحَث ٖ نستطَع أى نتحدث عى تَار بعثٍ فٍ وادٌ النَل ككل‪.‬‬

‫ورؼم ظهور الموهَة العربَة فٍ الوادٌ خٗل اْربعَنَات‪ ،‬لم َخل شعار وحدة وادٌ‬
‫النَل السبَل لشعار الوحدة العربَة‪ ،‬سواء فٍ هصر أو السوداى‪ ،‬وَضاؾ إلً ذلن شعور‬
‫سودانٍ بدرجة أو بؤخري هى الوٖء للدولة الهصرَة‪ ،‬ولد رسخ هذا أحساس بالوٖء‬
‫النشاط اٖلتصادٌ الكبَر لتلن الدولة فٍ السوداى‪.‬‬

‫ولد ظلت الهسؤلة السودانَة بالنسبة للطبمة الهسَطرة فٍ هصر بهثابة ورطة‪،‬‬
‫ابٗ أهام تحمَمها لطهوحاتها الهحدودة للؽاَة فٍ السوداى‪،‬‬ ‫فاٖستعهار البرَطانٍ َمؾ ح ا‬
‫(‪)116‬‬
‫‪،‬‬ ‫ٍ ذراعها فٍ الولت الذٌ َرَده‬ ‫أو علً اْلل َمؾ فٍ السوداى ههدداا تلن الطبمة بل ّ‬
‫بَنها كانت إزالة هذا الخطر تتطلب كفا احا شالًّا‪ .‬وهى جهة أخري ولفت الحركة الوطنَة‬
‫بالهرصاد لكل هى َتساهل فٍ لضَة الوحدة‪ ،‬فظلت الطبمة الهسَطرة تإجل حسم المضَة‬
‫إلً أى أصبح ٖ هناص هى ذلن بعد نهاَة الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬إذ إى الحركة الوطنَة‬

‫(‪ )114‬انظر فٍ ذلن‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الباب الخاهس‪.‬‬
‫(‪ )115‬انظر تفصَٗت ذلن فٍ‪ :‬أحهد سلَهاى‪ ،‬وهشَناها ُخطً‪ ،‬الفصل ‪.13‬‬
‫(‪ )116‬انظر فٍ ذلن‪ :‬جهال حهداى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الجزء الثانٍ‪ ،‬ص ص ‪.930-927‬‬
‫‪70‬‬
‫كبَرا فٍ تصعَدها وأضافت ولوداا‬
‫دورا ا‬
‫لد اندلعت فٍ المطرَى‪ ،‬ولعبت الهسؤلة السودانَة ا‬
‫للصراع السَاسٍ فٍ هصر حتً لَام حكوهة الضباط‪.‬‬

‫واِى َهكننا إَجاز الهسؤلة كالتالٍ‪ :‬ترسخ هطلب الوحدة لدي الحركة الوطنَة فٍ‬
‫هصر والسوداى‪ .‬أها علً صعَد الطبمة الهسَطرة فٍ هصر‪ ،‬فكانت هصالحها الهحدودة‬
‫فٍ السوداى ٖ تتطلب هنها خوض نضال حاسم هى أجل الوحدة‪ ،‬ولذلن تراوحت شعاراتها‬
‫حول هذه الرإَة الضَمة لهصالحها الخاصة‪ ،‬حتً رفع بعض الشعارات الوحدوَة‬
‫ٖهتصاص ضؽط الحركة الوطنَة‪ .‬أها الطبمة الهسَطرة فٍ السوداى فكانت هعادَة ٌْ‬
‫نوع هى الوحدة علً طول الخط وعلناا‪ ،‬باستثناء فبات هعَنة خضعت إلً حَى لضؽط‬
‫الحركة الوطنَة‪.‬‬

‫وجاءت حكوهَة َولَو فٍ هصر لتزَد الهشكلة تعمَداا‪ ،‬فمد كاى هجٍء هذه الحكوهة‬
‫ؼَر هٗبم ٖستهرار الهد الوحدوٌ فٍ السوداى‪ ،‬فالحركة الوطنَة هنان لم تكى لتمبل‬
‫اٖنضواء تحت لواء حكوهة عسكرَة‪ ،‬كها لم تكى تهلن هى الموة ها َإهلها لمَادة عهلَة‬
‫التوحَد‪.‬‬

‫بدأت الهفاوضات لحل الهسؤلة السودانَة بعد اٖنمٗب بعدة أشهر وتهخضت عى‬
‫اتفالَة فبراَر ‪ ،)117(1953‬التٍ لم تثر اعتراضات هلهوسة فٍ صفوؾ الهعارضة التٍ‬
‫كانت آنذان ؼارلة بكل فصابلها فٍ الدفاع عى وجودها الخاص‪ .‬لمد جاءت اٖتفالَة بعد‬
‫إلؽاء الدستور وحل اْحزاب واعتمال هبات هى الوطنََى الدَ ُهمراطََى‪ .‬ولد تهخضت عى‬
‫تبنٍ الضباط لشعار حك الشعب السودانٍ فٍ تمرَر هصَره‪ ،‬هع استمٗل السوداى عى‬
‫برَطانَا‪ .‬وكانت اٖتفالَة خطوة إلً اْهام بوجه عام بالنسبة ٖتفاق صدلٍ ‪ -‬بَفى‪ ،‬وٖ‬
‫صا أنه كاى هى‬‫كثَرا عى الشعارات السابدة ولتذان فٍ الشارع الهصرٌ‪ .‬وخصو ا‬ ‫ا‬ ‫تختلؾ‬
‫فعٗ‪ .‬وكاى اٖستمٗل عى برَطانَا‬ ‫الواضح أى الشعب السودانٍ كاى لد لرر هصَره ا‬
‫همدهة هنطمَة لتمرَر الشعب السودانٍ لهصَره بالوحدة هع هصر‪ ،‬خاصة أى الضباط لم‬
‫ٍ شالة لتحمَك ذلن علً طرَمتهم‪ ،‬بل‬ ‫َكونوا لد تخلوا بعد عى فكرة الوحدة وبذلوا هساع َ‬
‫واكتسب دمحم نجَب تؤََداا جارفاا فٍ السوداى‪ ،‬هها بشر بمَام الوحدة‪ ،‬إذ كاى الشعب‬
‫السودانٍ حتً ذلن الولت هستعداا لٗنضواء تحت حكم دمحم نجَب الذٌ كاى َبدو له بهثابة‬
‫الضهاى اْكَد لحكم دَ ُهمراطٍ‪.‬‬
‫ولكى هنذ انشماق جبهة الضباط وزحؾ سَطرة العناصر الناصرَة داخل الجَش‬
‫والحكوهة بدأت الجهاهَر السودانَة تتخلً عى فكرة الوحدة هع هصر‪ ،‬وبدأ حزب اْهة‬
‫الطابفٍ َزداد جرأة فٍ هعارضتها وَحمك هكاسب هاهة علً حساب الضباط‪ ،‬وبل‬
‫واستطاع أى َنظم هظاهرات ضخهة هعادَة لهم حتً فٍ حضور نجَب شخصًَّا(‪ .)118‬لم‬
‫َكى الشعب السودانٍ َتخَل الوحدة إٖ تحت لواء حكوهة هصر‪ ،‬كها لعبت أحزاب الطبمة‬

‫(‪ )117‬انظر فٍ هذا اْهر‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬هجتهع عبد الناصر‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫(‪ )118‬دمحم نجَب‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.96-95‬‬
‫‪71‬‬
‫الهسَطرة فٍ السوداى بفكرة الدَ ُهمراطَة جَداا‪ .‬كذلن لعبت تصرفات حكوهة الضباط تجاه‬
‫دورا إضافًَّا فٍ إضعاؾ الهد الوحدوٌ هنان‪ ،‬فمد استخدهت الرشاوي ا‬
‫هثٗ‬ ‫ا‬ ‫السوداى‬
‫كثَرا‪ ،‬بأضافة إلً‬
‫ا‬ ‫ٖكتساب تؤََد بعض الموي‪ ،‬تلن الطرَمة التٍ استخدهت بعد ذلن‬
‫التعالٍ والعنجهَة‪.‬‬

‫ورؼم هذا لم تكى هسؤلة السوداى حتً انفراد عبد الناصر بالسلطة فٍ هارس ‪1954‬‬
‫لد انتهت‪ ،‬بل كاى الضباط ٖ َزالوى َتبنوى فكرة الوحدة‪ .‬وكاى الحزب اٖتحادٌ‬
‫السودانٍ والذٌ كاى َتهتع بشعبَة كبَرة لد سَطر علً البرلهاى فٍ انتخابات َناَر‬
‫‪ ،1954‬بل وساههت تلن النجاحات الظاهرة إزاء الهسؤلة السودانَة‪ ،‬اتفاق اٖستمٗل‬
‫ونجاح الحزب اٖتحادٌ الهإ َِّد للوحدة‪ ،‬فٍ تعزَز هولؾ الضباط فٍ هعاركهم هع‬
‫اْحزاب والهعارضة اللَبرالَة فٍ الجَش‪ .‬ولد تبدلت اْحوال فٍ الفترة هى َناَر‬
‫‪ ،1954‬نجاح الحزب اٖتحادٌ‪ ،‬وهارس ‪ ،1954‬نجاح عبد الناصر ضد نجَب‪ ،‬فمد اتخذ‬
‫الحزب اٖتحادٌ إزاء هسؤلة الوحدة نه اجا َتفك تها اها هع نهج حزب اْهة‪ ،‬إذ أصبح هى‬
‫الهستطاع أى َتخلص إسهاعَل اْزهرٌ ربَس الحزب‪ ،‬هى الضؽط الشعبٍ الداعٍ‬
‫للوحدة فٍ السوداى‪ .‬فاٖنتصارات الهتتالَة للناصرَة فٍ هصر كانت هٍ همدهة هزابهها‬
‫فٍ السوداى‪ ،‬ولد بدأت الهزابم بهصادرة اْزهرٌ للصحؾ اٖتحادَة‪ ،‬ثم لجوبه إلً‬
‫بدٖ هى إرسالهم إلً هصر‪ ،‬كها رفض استٗم ثٗثة‬ ‫إرسال ضباطه للتدرَب فٍ برَطانَا ا‬
‫أرباع هلَوى جنَه هى هصر ٔلاهة هشارَع اجتهاعَة وثمافَة وصحَة بالسوداى‪.‬‬
‫وتتابعت اْحداث كالتالٍ‪:‬‬

‫‪ 19‬دَسهبر ‪ :1955‬أَد هجلس النواب السودانٍ اٖنفصال عى هصر‪،‬‬

‫‪ 22‬دَسهبر ‪ :1955‬أَد هجلس الشَوخ السودانٍ اٖنفصال‪،‬‬

‫‪َ 1‬ناَر ‪ :1956‬أَدت الجهعَة التؤسَسَة فٍ السوداى اٖنفصال‪.‬‬

‫ولد اضطر الناصرَوى إلً لبول اٖنفصال بكثَر هى الصبر والود الهصطنع‪ ،‬وتهت‬
‫التضحَة بصٗح سالم عضو ”هجلس لَادة الثورة“ الذٌ ُح ِّهل وحده هسإولَة الفشل فٍ‬
‫أهورا‬
‫ا‬ ‫السوداى‪ .‬ورؼم هذا الفشل ورؼم هشاعر الؽضب وأحباط لدي الهصرََى‪ ،‬فإى‬
‫كثَرة كانت لد تؽَرت بحَث لم َعد هى الههكى أى تسمط الحكوهة بسبب الهسؤلة‬
‫السودانَة‪ .‬فمد حطهت كافة الموي الوطنَة الهعارضة للسلطة الجدَدة‪ ،‬وذلن لبل ظهور‬
‫النتابج الخاصة بالسوداى‪ ،‬الهترتبة علً انتصار الناصرَة‪ ،‬وتم تحطَم كافة الهإسسات‬
‫الشعبَة الهستملة‪ :‬النمابات العهالَة واتحادات الطٗب‪ ...‬إلخ‪ .‬ثم اكتسبت الحكوهة‬
‫الناصرَة شرعَة جهاهَرَة واسعة بعد باندونج وصفمة اْسلحة السوفَتَة وهعارضتها‬
‫الهستهرة لٓحٗؾ هع الؽرب‪ ...‬إلخ‪ ،‬بحَث لم تعد الوحدة هع السوداى باْهر الضرورٌ‬
‫لتثبِّت ألداهها فٍ السلطة‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن أى الشعب السودانٍ هو الذٌ رفض الوحدة‬
‫هذه الهرة‪ .‬لذلن تم استمبال انفصال السوداى هى لبل الجهاهَر الهصرَة بالحزى العهَك‪،‬‬
‫لكى الصاهت‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫***************************‬

‫بتصفَة كافة الموي السَاسَة والهنظهات الجهاهَرَة والتخلص هى ورطة الهسؤلة‬


‫الوطنَة والسوداى‪ ،‬والمضاء علً الهلن واْرستمراطَة العمارَة‪ ،‬صارت حكوهة الضباط‬
‫إلً هإسسة كلَة الجبروت‪.‬‬

‫لدَنا اِى عدد هى الولابع‪ ،‬ولد تناولنا هى لبل باختصار حالة الهجتهع الهصرٌ هى‬
‫حَث عٗلات الموي الهختلفة بعد نهاَة الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬وتابعنا حركة الصراع‬
‫اٖجتهاعٍ والسَاسٍ‪ .‬وحَى جاء َوم ‪َ 26‬ناَر‪ :‬حرَك الماهرة‪ ،‬كانت كافة الموي‬
‫السَاسَة لد أنهكت وساد الَؤس جهَع اْوساط السَاسَة فٍ هصر وبلؽت اْهور ح ًّدا هى‬
‫التوازى جعل هى الصعب تها اها علً أٌ طرؾ أى َتحرن إلً اْهام بالنسبة ْهدافه‪،‬‬
‫وتبلور التوازى بشكل عَنٍ فٍ الوزارات اْربع الهتتالَة بعد الحرَك‪ ،‬الضعَفة التٍ لم‬
‫تحمك ها َستحك ذكره‪ .‬وفٍ ‪َ 23‬ولَو لام تنظَم الضباط بانمٗب سهل‪ .‬ولم َكى هذا‬
‫التنظَم َتحرن بؤواهر هى أحد‪ ،‬إذ لم َكى أحد َستطَع أى َحرن الجَش الهتذهر والذٌ‬
‫َهوج بالتَارات الوطنَة والذٌ تكشفت بوضوح حمَمة حالته َوم انتخابات نادٌ الضباط‪.‬‬
‫هرارا‪ ،‬وإصراره علً الجٗء عى هصر والسوداى‪ ،‬كها‬ ‫ا‬ ‫فؤعلى رفضه لٓحٗؾ العسكرَة‬
‫وجه ضربات شدَدة إلً العابلة الهالكة واْرستمراطَة العمارَة والحركة العهالَة‪ .‬ورؼم‬
‫أنه لد دعم خٗل سنوات حكهه اْولً هصالح رجال اْعهال‪ ،‬فمد صفً أحزابهم وسَطر‬
‫كثَرا هنهم‪.‬‬
‫علً هإسساتهم النمابَة واعتمل ا‬
‫لم َكى تنظَم الضباط حزباا سَاسًَّا‪ ،‬ولم َحهل أَدَولوجَة خاصة أو برناه اجا سَاس ًَّا‬
‫هحدد الهعالم‪ ،‬وكاى هى الواضح هى هنشوراتهم وبرناهجهم أى الضباط لَسوا هعادَى‬
‫للنظام المابم ككل هى حَث هو نظام اجتهاعٍ ‪ -‬التصادٌ‪ ،‬كها لم َكى َنبؽٍ علً أحد أى‬
‫بشرا ‪ -‬هجرد فاعلٍ خَر‪ .‬ولذلن لم تكى وعودهم الدَ ُهمراطَة‬ ‫ا‬ ‫َتولع أنهم ‪ -‬باعتبارهم‬
‫هنذ البداَة الهبكرة توحٍ بالجدَة‪ ،‬خاصة هع تدهور التَارات اللَبرالَة ولتذان وسَادة‬
‫روح الَؤس بَى أفراد الشعب واستعدادهم نفسًَّا لنهاَة النظام الحزبٍ‪ ،‬ذلن الهطلب الذٌ‬
‫صا هى أنتلَجَنسَا ؼَر الحزبَة‪.‬‬
‫تبنته لطاعات هإثرة هى الجهاهَر وخصو ا‬
‫ولد أصبح اِى هى الجلٍ أى ”الضباط اْحرار“ سَحكهوى بؤنفسهم وسَضعوى‬
‫بشرا ‪ -‬هصالحهم‬
‫ا‬ ‫بصهاتهم فٍ كل هكاى‪ ،‬وهى الطبَعٍ ّأٖ تؽَب عنهم ‪ -‬باعتبارهم‬
‫صا أنهم أعلنوا هنذ البداَة عدم رضاهم عى النظام السَاسٍ ككل‪ ،‬هتههَى‬
‫الخاصة‪ ،‬خصو ا‬
‫الجهَع بالفساد‪ .‬وهى أول َوم بدأوا فٍ إعادة تنظَم جهاز الدولة‪ ،‬بالتعاوى هع بعض‬
‫الساسة المداهً وأجهزة اْهى وكبار هوظفٍ الدولة‪ .‬وإذا أردنا إعادة أَجاز‪ ،‬فمد سارت‬
‫اْهور كالتالٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الصراع اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ هى ‪ 1945‬حتً ‪َ 26‬ناَر ‪ :1952‬انتهً بتوازى‬


‫سَاسٍ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الفترة هى ‪َ 26‬ناَر حتً ‪َ 23‬ولَو ‪ :1952‬فترة توازى سَاسٍ‪.‬‬


‫‪73‬‬
‫‪ - 3‬الجَش َهوج بتَارات عدَدة َؽلب علَها الطابع الوطنٍ‪.‬‬

‫‪ - 4‬الهلن فمد نفوذه فٍ الجَش‪ ،‬و”الضباط اْحرار“ ٖ َخضعوى ٌْ لوة كانت‪.‬‬

‫‪ - 5‬جاءت حكوهة الضباط لتضرب كل الموي السَاسَة‪ ،‬بها فَها أحزاب الطبمة‬
‫الهسَطرة وههثلَها‪ ،‬وإحدي كتل الطبمة الهسَطرة‪ ،‬والهلن‪ ،‬وتصدر عدَداا هى المرارات‬
‫فٍ صالح رأس الهال الهحلٍ واْجنبٍ‪ ،‬وبعض المرارات اٖلتصادَة الملَلة لصالح عهال‬
‫صا‪.‬‬
‫الصناعة خصو ا‬
‫‪ - 6‬تصفَة الهعارضة الدَ ُهمراطَة فٍ الجَش لصالح اٖنمٗبََى‪.‬‬
‫ا‬
‫كاهٗ‪.‬‬ ‫‪ - 7‬رفض التحالؾ هع الؽرب وإصرار الحكوهة علً تحمَك جٗ اء برَطانًَّا‬

‫‪ - 8‬بدأ الضباط فٍ توزَع ؼنابم السلطة علً أنفسهم هنذ اَْام اْولً بعد اٖنمٗب‪،‬‬
‫فٍ صورة هناصب الدولة وؼَرها‪.‬‬

‫وعلً ضوء هذه الهٗحظات َهكى تحدَد الهولؾ كاِتٍ‪ :‬هنذ استمرار حكوهة‬
‫الضباط‪ ،‬وخاصة هنذ هارس ‪ ،1954‬صارت هجهوعة هى رجال الدولة‪ ،‬رأسها أولبن‬
‫الضباط الذَى لفزوا لَلة ‪َ 23‬ولَو إلً هولع السلطة‪ ،‬تهارس الحكم بنفسها ولنفسها‪،‬‬
‫آخذة فٍ اٖعتبار إحداث التؽَرات الٗزهة لترهَم النظام اٖجتهاعٍ المابم دوى هدهه‪،‬‬
‫وهذا ها تضهنه برناهجهم ذو النماط الست ثم إعٗنهم الدستورٌ‪ .‬لمد ؼَروا النظام‬
‫ا‬
‫تفصَٗ‪.‬‬ ‫السَاسٍ دوى النظام اٖجتهاعٍ الذٌ لاهوا بترهَهه كها سنري‬

‫ولد عرؾ هذا النوع هى النظام السَاسٍ بالبونابرتَة(‪.)119‬‬

‫***************************‬

‫(‪ )119‬أدخل هذا الهفهوم إلً اْدبَات السَاسَة بواسطة كارل هاركس‪ ،‬بهناسبة انمٗب لوَس بونابارت الذٌ حكم فرنسا‬
‫هى ‪ 1870-1848‬كربَس جههورَة هنتخب فٍ البداَة ثم كإهبراطور هنذ انمٗبه السَاسٍ فٍ دَسهبر ‪ .1851‬ولد‬
‫نجح بونابارت فٍ انتخابات الرباسة بؤؼلبَة ساحمة ضد هرشح البرجوازَة (كافَنَان) وبدعم الفٗحَى الذَى اختاروه‬
‫باعتباره ابى أخٍ نابولَوى بونابارت الذٌ أنصفهم ضد ألطاع‪ .‬ولد عبر انتخاب لوَس بونابارت عى حالة هى‬
‫صفًّ‬
‫التوازى السَاسٍ فٍ فرنسا علً أثر ثورة ‪ .1848‬ولد لدم لوَس نفسه للفرنسََى كهنمذ لكل طبمة هى اْخري و َ‬
‫فٍ الولت نفسه النظام الدَ ُهمراطٍ وحكم فرنسا بالحدَد والنار‪ ،‬هستخد اها بطانة خاصة هى الضباط وحتً هى حثالة‬
‫سا‪ .‬ولد‬‫نهوا التصادًَّا هلهو ا‬
‫الهجتهع الفرنسٍ‪ .‬وبَنها حارب بضراوة أٌ هعارضة سَاسَة‪ ،‬شهدت فرنسا فٍ عهده ًّ‬
‫اعتهد لوَس علً خداع الفٗحَى الفمراء بالشعارات التٍ لم َنفذها‪ .‬وفٍ عهده حصلت النخبة الحاكهة هى بطانته‬
‫الخاصة علً جعٗت ضخهة‪ ،‬ولدهت اٖهتَازات الكبَرة لرجال الجَش واْهى وكبار رجال الدولة‪ .‬ولد انتهت سلطة‬
‫وزهرة لوَس بونابارت أثر الؽزو اْلهانٍ لفرنسا والثورة العهالَة فٍ بارَس عام ‪ .1870‬وفٍ تحلَل هاركس ألهح‬
‫كثَرا هى‬
‫ا‬ ‫أَضاا إلً بونابارتَة حكم نابولَوى بونابارت‪ ،‬ولكنه اعتبر البونابارتَة الثانَة هس اخا للبونابارتَة اْولً‪ .‬انظر‬
‫التفاصَل فٍ‪ :‬هاركس‪” ،‬الصرع الطبمٍ فٍ فرنسا“‪” ،‬الحرب اْهلَة فٍ فرنسا“‪”،‬الثاهى عشر هى بروهَر لوَس‬
‫بونابرت“‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫الباب الثالث‬
‫الثورة والثورة الهضادة‬

‫امسع ايشعب (دُ‪ )ُُٕٜٛ‬ن‪ٝ‬ف ‪ٜٛ‬ح‪ ٕٛ‬إي‪٘ٝ‬‬


‫حب‪ٝ‬ات‪ ْٞ‬قاتً‪ْ٘ٝ‬‬ ‫َأل ادت‪ٖ َّٛ‬تافًا‬
‫‪ٚ‬اْطً‪ ٢‬ايص‪ٚ‬ز عً‪٘ٝ‬‬ ‫أثَّس ايبٗتإ ف‪٘ٝ‬‬
‫عكً٘ يف أذْ‪٘ٝ‬‬ ‫‪ٜ‬ا ي٘ َٔ ببػا‪٤‬‬

‫أحهد شولٍ عهى نساٌ حاتً‬

‫واِى هل َهكى وصؾ انمٗب َولَو ‪ 1952‬بؤنه ثورة؟‬

‫وصفت الناصرَة نفسها لنفسها فٍ البداَة باٖنمٗب‪ ،‬لكنها لدهت نفسها للعالم علً‬
‫أنها ”حركة“ ثم ”حركة هباركة“‪ ،‬ثم أعلنت أنها ثورة‪ ،‬اعتبرها البعض حلمة هى حلمات‬
‫الثورة البرجوازَة الهصرَة‪ ،‬بَنها اعتبرها آخروى أنها ثورة برجوازَة تحولت إلً ثورة‬
‫اشتراكَة‪ ،‬بَنها هٍ لم تحدد طبَعتها اٖجتهاعَة بشكل لاطع(‪.)120‬‬

‫هى الهإكد أى السلطة السَاسَة لد انتملت فٍ َولَو ‪ 1952‬هى أَدٌ الطبمة‬


‫الهسَطرة إلً أَدٌ بَرولراطَة الدولة نفسها‪ .‬وإلً هذا الحد ٖ َهكى الحدَث عى ثورة‬
‫سَاسَة‪ ،‬فالنظام الجدَد‪ ،‬كها اتضح هى التحلَل السابك‪ ،‬حمك تراجعات دَ ُهمراطَة‬

‫)‪ )120‬لال دمحم نجَب‪” :‬هى َإَدنا وَتحهس لنا‪َ ،‬مول ثورة وكؤنه َكرهنا‪ ،‬وهى َعارضنا وَرفض ها فعلنا َمول انمٗباا‪،‬‬
‫وكؤنه َحط هنا‪ ...‬إى تحركنا لَلة ‪َ 23‬ولَو واٖستَٗء علً هبنً المَادة كاى فٍ عرفنا جهَعاا انمٗباا‪ ،‬وكاى لفظ انمٗب‬
‫هو اللفظ الهستخدم فَها بَننا‪ ،‬ولم َكى اللفظ لَفزعنا ْنه كاى َعبر عى أهر والع‪ .‬وكاى لفظ اٖنمٗب هو اللفظ‬
‫الهستخدم فٍ الهفاوضات واٖتصاٖت اْولً بَنٍ وبَى رجال الحكوهة وربَسها للعودة إلً الثكنات‪ ..‬ثم عندها أردنا‬
‫أى نخاطب الشعب‪ ،‬وأى نكسبه إلً صفوفنا‪ ،‬أو علً اْلل نجعله ٖ َمؾ ضدنا‪ ،‬استخدهنا لفظ الحركة‪ ،‬وهو لفظ ههذب‬
‫ون اعم لكلهة انمٗب‪ ،‬وهو فٍ نفس الولت لفظ هابع وهطاط‪ ،‬لَس له هثَل وٖ هعنً واضح فٍ لواهَس الهصطلحات‬
‫السَاسَة‪ ،‬وعندها أحسسنا أى الجهاهَر تإَدنا وتشجعنا وتهتؾ بحَاتنا‪ ،‬أضفنا لكلهة الحركة صفة الهباركة“‪ .‬كنت‬
‫سا لهصر‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫ربَ ا‬
‫‪75‬‬
‫واضحة‪ ،‬أٌ أنه لم َمدم نفسه كبدَل تمدهٍ للنظام السابك‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬كاى ثورة هضادة‬
‫سَاسَة هى ثٗث زواَا‪ :‬أولها أنه لد صادر الحرَات العاهة وحتً حك الهواطنة نفسه‬
‫هنذ اَْام اْولً‪ ،‬وثانَها أنه لهع الحركة الشعبَة وحل هنظهاتها ووضع هإسساتها تحت‬
‫سَطرة اْهى‪ ،‬هثل النمابات‪ ،‬وثالثها أنه نمل السلطة السَاسَة هى َد الطبمة الهسَطرة‬
‫هباشرة إلً َد أداتها البَرولراطَة‪ .‬وهو بهذا لد نمل شكل الحكم إلً الوراء علً صعَد‬
‫الحداثة‪ ،‬همَ اها دَكتاتورَة عسكرَة ‪ -‬بَرولراطَة‪ .‬بذلن لاهت الثورة الهضادة علً‬
‫صعَدَى‪ :‬الصعَد اٖجتهاعٍ العام‪ ،‬بتصفَة الوجود الهستمل سَاسًَّا للطبمات اْدنً ولهع‬
‫حركتها‪ ،‬وعلً صعَد حكم الطبمة الهسَطرة‪ ،‬بتصفَة نظاهها السَاسٍ شبه اللَبرالٍ‬
‫وإلاهة نظام شهولٍ عسكرٌ‪ .‬ولد أزَحت نخبة السَاسََى وجلهم هى رجال المانوى‬
‫لصالح نخبة العسكر‪ ،‬ا‬
‫فبدٖ هى حكم رجال السَاسة جاء حكم اْحذَة الثمَلة‪.‬‬

‫كذلن توضح إجراءات حكوهة الضباط حتً اِى أنهم َتجهوى إلً تثبَت سلطتهم بؤٌ‬
‫ثهى‪ ،‬وأى هذه العهلَة فٍ ظل هوازَى الموي التٍ صاحبتها ٖ تتضهى تحمَك تحوٖت‬
‫طا‪ ،‬دوى ها استناد للشعب‪ ،‬بل بالعكس بعد‬ ‫حٗ وس ا‬‫ثورَة‪ .‬فحل الهسؤلة الوطنَة ًّ‬
‫تروَضه‪ ،‬وتوسَع نهط أنتاج الصؽَر فٍ الزراعة دوى تصفَة عٗلات أنتاج لبل‬
‫الرأسهالَة َشَر إلً هحدودَة أفك الضباط‪ .‬فٗ َهكى لحكوهة تصادر الهبادرة الشعبَة‬
‫إلً هذا الحد إٖ أى تكوى حكوهة رجعَة‪ ،‬لسبب بسَط هو أنها بهذا العهل تمطع الطرَك‬
‫علً التحوٖت الرادَكالَة التٍ ٖبد أى تفرضها هبادرات الجهاهَر‪ ،‬وتضع نفسها فٍ‬
‫هولؾ الهحافظ علً النظام اٖجتهاعٍ المابم‪.‬‬

‫ونستطَع أى نضَؾ باطهبناى أى لَام فرساى َولَو فَها بعد بإخضاع الهلكَة الخاصة‬
‫لسَطرة الدولة وهصادرة جزء هنها لصالح اْخَرة وفرض جزبٍ لنظام التخطَط‬
‫الهركزٌ‪ ،‬هو أحد جوانب الثورة الهضادة‪ ،‬ردة جزبَة إلً ها لبل الرأسهالَة‪ ،‬أو بالتحدَد‬
‫بعض هٗهح نهط أنتاج اِسَوٌ‪ ،‬ترتبت علَها ردة حضارَة بدرجة ها فَها بعد إلً‬
‫عصر ها لبل الحداثة‪.‬‬

‫لمد أطلت الثورة الهضادة برأسها هع انمٗب َولَو‪ ،‬ثم اهتلكت الساحة هنذ إضرابات‬
‫هارس ‪ 1954‬الهوالَة للحكوهة العسكرَة‪ .‬وحتً إذا افترضنا أى النظام البونابرتٍ‬
‫سوؾ َسَر فٍ طرَك إصٗح النظام اٖجتهاعٍ أو تطوَره‪ .‬فإى هجرد هصادرة الهبادرة‬
‫الجهاهَرَة فٍ حد ذاته َزَل اْساس الذٌ لد َه ِ ّكى حكوهة هى الهؽاهرَى بتطبَك‬
‫إصٗحات جذرَة‪ ،‬وَمطع الطرَك علً إهكانَة إحداث تؽََرات ثورَة للنظام اٖجتهاعٍ‪.‬‬
‫وفٍ الحمَمة ٖ َهكى اعتبار هصادرة هبادرة الجهاهَر هجرد هفوة أو أحد العَوب أو‬
‫وجه هى أوجه النمص لدي فرساى َولَو‪ ،‬بل شَباا جوهرًَّا تها اها‪ ،‬تحدَداا أولًَّا لهولؾ‬
‫الضباط هى النظام اٖجتهاعٍ المابم‪ .‬وهى الهإكد أنه لم َكى هى الههكى أى َوجد النظام‬
‫الناصرٌ دوى أى َكوى دَكتاتورًَّا‪ ،‬وإٖ لكانت الخطوة اْولً هٍ عودة الجَش إلً‬
‫ثكناته‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫إى كل الثورات دَ ُه مراطَة بدرجة أو أخري‪ .‬فالشعوب تثور لكٍ تحمك أحٗهها أو‬
‫بعضها‪ :‬أحٗهها فٍ الحرَات وفٍ حكم نفسها أو فٍ الهشاركة فٍ الحكم علً اْلل‪ ،‬وفٍ‬
‫انتزاع حمولها اٖلتصادَة والثمافَة‪ ،‬وفٍ تحمَك اْهى سواء لٓفراد أو للهجتهع ككل‪..‬‬
‫باختصار ٖ توجد ثورات دَكتاتورَة أبدا‪ ،‬فالشعب فٍ الثورة َرَد أى َفرض كلهته‪ .‬وهذا‬
‫هو – حسب تصورنا – الهعَار الوحَد للحالة الثورَة‪ ،‬ونمصد تحمَك السَادة ْوسع‬
‫لطاع هى الجههور العام‪ .‬فالثورة الفرنسَة الكبري بدأت كذلن ثم انتهت إلً انمٗب‬
‫الجَروند ثم توجت بانمٗب نابلَوى الذٌ كاى بهثابة ثورة هضادة صرَحة (حتً فترة‬
‫أرهاب فٍ عهد روبسبََر كانت إرها ابا هى جانب الجهاهَر للطبمة ألطاعَة‬
‫والبورجوازَة الكبَرة وعلً هاهش ذلن أصاب أرهاب بعض الناس هى الشعب)‪.‬‬
‫وا لثورة الروسَة بدأت أَضا بتحطَم النظام المَصرٌ وتحمَك الحرَات إلً ألصً حد‬
‫وإلً حد حكم الهجلس الشعبَة‪ ،‬ثم جاءت الثورة الهضادة ابتداء هى لهع البٗشفة‬
‫ٖنتفاضات للعهال والفٗحَى واْحزاب‪ ،‬وللنمابات والسوفَتات‪ ،‬وأصبحت ثورة هضادة‬
‫كاهلة اْبعاد باٖنمٗب الستالَنٍ وإلاهة نظام شهولٍ استبدادٌ وبَرولراطٍ‪ .‬وفٍ إَراى‬
‫بدأت الثورة ضد الشاه بتطلعات دَ ُهمراطَة وشعبَة كها تحممت أوسع الحرَات للجههور‬
‫العام‪ ،‬لكى نجحت الفاشَة الدَنَة بتؤََد المطاعات الهتخلفة ولبل الحداثَة هى الجههور‬
‫وألاهت الهذابح لعشرات اْلوؾ هى الثوار وألاهت حك اها فردًَّا ونظا اها شهولًَّا كها نعرؾ‪،‬‬
‫فكانت ثورة هضادة وحكوهة فاشَة‪.‬‬

‫ٖ َهكى وصؾ حكوهة دَكتاتورَة تصادر إرادة الشعب بؤنها تهثل ثورة أو بؤنها حكوهة‬
‫الثورة‪ ،‬فالحكوهة تحمك هصالح النخبة أو الطبمة الحاكهة حتً لو ألمت ببعض الفتات‬
‫للجهاهَر‪.‬‬

‫وفٍ الوالع لم تؤت الحكوهة العسكرَة فٍ هصر ‪ 1952‬لهصادرة ثورة‪ ،‬بل لهنعها‬
‫ا‬
‫أصٗ وهٍ تختهر ولطع الطرَك علَها‪ .‬فالثورة‪ ،‬ذات اْفك البرجوازٌ حت اها‪ ،‬لم تبدأ‬
‫تكوى عناصرها وتجهع لواها‪ .‬ولد اتبعت الحكوهة‬ ‫أصٗ‪ ،‬بل لهعت فٍ ههدها‪ ،‬وهٍ ّ ِ‬ ‫ا‬
‫الناصرَة هنذ البداَة طرَك الحل الوسط هع اٖستعهارََى وهع الطبمات الهحافظة‬
‫وتحاشت أٌ إجراءات رادَكالَة‪ ،‬حتً ذات طابع برجوازٌ ولهعت الموي الثورَة وكافة‬
‫الموي السَاسَة اْخري‪.‬‬

‫هكذا جاء النظام العسكرٌ الجدَد كثورة هضادة للحركة الشعبَة الهستملة‪ ،‬همد اها لنظام‬
‫سَاسٍ أكثر دَكتاتورَة وؼش اها‪ ،‬دوى أى َؤتٍ فٍ سَاق ثورة اجتهاعَة فعلَة‪ ،‬بل سبمها‬
‫لاط اعا الطرَك علَها‪.‬‬

‫كانت البٗد إباى اْربعَنات كها حللنا هى لبل فٍ حالة أزهة هحتدهة سَاسًَّا واجتهاعًَّا‬
‫والتصادًَّا‪ ،‬فالطبمة الهسَطرة ههثلة فٍ كبار هٗن اْراضٍ ورجال اْعهال كانت بالؽة‬
‫الشراهة‪ .‬ولم تسع تلن الطبمة إلً إنجاز أٌ تحوَٗت ثورَة‪ ،‬فالزراعة ظلت تعتهد علً‬
‫نفس اْسالَب البدابَة التٍ استخدهت هنذ آٖؾ السنَى‪ ،‬ولم تبى إٖ صناعة تعَك نهو‬
‫نفسها (كها سنري بعد بالتفصَل) ولم تتجاوز بشكل حاسم الثمافة المدَهة ؼَر العمٗنَة‪،‬‬
‫‪77‬‬
‫ولم تحمك الدَ ُهمراطَة‪ .‬وباختصار كانت تلن الطبمة تعرلل أٌ تحوٖت برجوازَة‬
‫رادَكالَة حلهت بها أنتلَجَنسَا الَسارَة والوطنَة ككل‪ .‬بل كانت الطبمة الهذكورة تمود‬
‫الهجتهع علً العكس إلً هزَد هى اٖختٗل وإلً حالة هى اْزهة الدابهة والهتفالهة‪ ،‬ولم‬
‫تكى هصالحها الخاصة تتوافك أبداا هع حل هذه اْزهة‪ْ ،‬نها كانت تستفَد هنها‪ ،‬ولم تكى‬
‫تخشاها إٖ بمدر ها تخشً السخط الشعبٍ الذٌ تنتجه‪ ،‬ولذلن كانت تموم هى حَى ِخر‬
‫بتمدَم بعض أصٗحات‪ .‬وحتً أصٗحات‪ ،‬كانت لدرة هذه الطبمة علً تمدَهها تتضاءل‬
‫باستهرار‪.‬‬

‫وعلً الجانب اِخر‪ ،‬الحركة الوطنَة‪ ،‬فرؼم لوتها كانت عشوابَة وعفوَة بوجه عام‪.‬‬
‫ف لم تنجح هنظهاتها فٍ تمدَم برناهج رادَكالٍ لٕصٗح اٖجتهاعٍ والسَاسٍ ولم تستطع‬
‫تشكَل هنظهات سَاسَة جهاهَرَة واسعة‪ .‬وهى اْهور الهلفتة للنظر أى الدَ ُهمراطَة لم‬
‫تكى علً رأس أولوَاتها وإى لم تكى ؼاببة كهدؾ‪ .‬فأخواى كانوا ضدها هبدبًَّا‬
‫ووجدناهم َتحالفوى هع الهلن لبل اٖنمٗب ثم هع الضباط ضد الجهَع بعد اٖنمٗب‪،‬‬
‫رافضَى الدَ ُهمراطَة صراحة‪ ،‬وحزب هصر الفتاة كاى فاشًَّا فٍ هعظم الولت لبل أى‬
‫َتحول فٍ النهاَة‪ ،‬كها كاى عهوم الهثمفَى َتطلعوى إلً هستبد عادل أكثر هى تطلعهم‬
‫إلً نظام دَ ُهمراطٍ‪ .‬بل إى الجهاهَر العادَة نفسها كانت لد هلت هى النظام الحزبٍ نفسه‬
‫ولم تكى لها هطالب دَ ُهمراطَة تذكر‪ ،‬بل ركزت اهتهاهها علً الهسؤلة الوطنَة وأصٗح‬
‫اٖجتهاعٍ‪ .‬وبالتالٍ لم تناضل الحركة الوطنَة بشكل فعلٍ ضد النظام الهلكٍ واٖستبداد‪.‬‬
‫هثٗ تخاؾ هى شعار الضباط‪” :‬الجهعَة التؤسَسَة“‪ ،‬هتهسكة بدستور‬ ‫ولذلن وجدناها ا‬
‫‪ 1923‬الهلكٍ‪ .‬لكى وهع كل ذلن كانت الحركة الشعبَة تهتلن أدواتها الخاصة‬
‫وهإسساتها وتتطلع إلً فرض وجودها ورإَتها‪ :‬نمابات حرة ‪ -‬هنظهات سَاسَة ‪-‬‬
‫هنظهات هسلحة – اتحادات طٗبَة هستملة‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهنا تظهر آفالها الدَهولراطَة‪ .‬ولهذا‬
‫أعلنت تذهرها هى إزاحة الناصرََى لدمحم نجَب وأنصاره‪.‬‬

‫هكذا كانت الحركة الثورَة فٍ هصر لبل انمٗب َولَو حركة وطنَة لبل أٌ شٍء آخر‪،‬‬
‫ذات تطلعات اجتهاعَة بالطبع‪ ،‬وآفاق دَ ُهمراطَة‪ .‬لكنها اتسهت بضَك اْفك وانخفاض‬
‫هستوي الطهوحات‪ ،‬ولذلن لم تنجح فٍ إزاحة النظام المابم ولكنها استطاعت أى تشل‬
‫حركة الطبمة الهسَطرة والنخب الحاكهة‪.‬‬

‫أها الجههور العام فمد راح َمارى بَى أصٗح الزراعٍ الضَك اْفك ولانوى إلؽاء‬
‫الفصل التعسفٍ الذٌ لم َكى لد نُ ِفّذ بعد‪ ،‬ورفع اْجور أسهَة وؼَرها هى أجراءات‬
‫الشكلَة الههاثلة‪ ،‬وبَى اللَبرالَة‪ .‬وبَنها ولفت الهنظهات الوطنَة فٍ صؾ اْخَرة وهٍ‬
‫تري فَها الحلَؾ الوطنٍ الدَ ُهمراطٍ الهنشود‪ ،‬ولؾ بعض العهال الذَى كاى بعضهم‬
‫هؤجورَى‪ ،‬ضدها‪ ،‬إذ لم َروا فَها أكثر هى طرابَش الباشوات‪ ،‬بَنها بدت لهم البزة‬
‫بدَٗ أفضل‪ .‬وهتؾ الهتظاهروى ضد الحرَة كها أشرنا‪ .‬وٖ َهكى فهم ذلن‬ ‫ا‬ ‫العسكرَة‬
‫الحدث إٖ فٍ شروط ؼَاب بدَل َمدم للشعب ا‬
‫أهٗ أكبر‪ ،‬بَنها لم تكى الجهاهَر نفسها‬
‫تهلن إهكانَة إفراز لَادات أكثر لدرة‪ .‬لمد لعب كل هى ضَك أفك الطبمة الهسَطرة وفشل‬
‫الحركة الوطنَة وعلً رأسها أنتلَجَنسَا وعهال الصناعة الدور اْول فٍ نجاح‬
‫‪78‬‬
‫هباشرا فٍ‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫الضباط‪ .‬بَنها لعب عهال النمل وهعهم جهاهَر أخري وعناصر هؤجورة ا‬
‫فكوى هذه هٍ نتَجة سنوات هى النضال الشجاع للجهاهَر لهو أهر‬‫تحمَك هذا النجاح‪ْ ،‬‬
‫َدل علً أى تلن النهاَة لم تكى هٍ النتَجة الهٗبهة ِهال الحركة الوطنَة‪ ،‬بل كانت‬
‫هحصلة توازى لوتها هع لوة الطبمات الهسَطرة‪.‬‬

‫لمد كاى هى الههكى لشعارات هارس ‪ 1954‬أى تعبر عى فكرتنا بشكل هباشر إذا ها‬
‫ترجهناه إلً كلهات تعبر عى هحتواه هباشرةا‪ :‬عاشت البونابرتَة‪.‬‬

‫وإى وجود عناصر هؤجورة ٖ َعنٍ أى ها حدث فٍ هارس ‪ 1954‬هو هجرد هإاهرة‪،‬‬
‫فهجرد استبجار عدد هى الهرتزلة ٖ َكفٍ لتحمَك نصر علً هذه الدرجة هى اْههَة إٖ‬
‫إذا كاى الهناخ السَاسٍ َسهح بذلن‪ .‬ولنتذكر أى تحرن العناصر الهؤجورة لم َكى هو كل‬
‫شٍء‪ ،‬فمد تحرن عدد كبَر هى رجال الجَش أَضاا الذَى شجعتهم الهظاهرات الهعدة سلفاا‬
‫علً التحرن‪.‬‬

‫وفٍ َولَو ‪ 1952‬نجح العسكر فٍ فض اٖشتبان اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ‪ ،‬سابرَى‬


‫بالبٗد فٍ طرَك بدأ بإزالة كافة الموي السَاسَة وتؤهَم الصراع الطبمٍ‪.‬‬

‫***************************‬

‫القسم الثاني‬
‫الناصرَة‬
‫‪79‬‬
‫إٕ املس‪ٜ‬ض ئ ‪ٜ‬طتط‪ٝ‬ع إٔ ‪ًٜ‬بظ ث‪ٛ‬ب‬
‫ايعاف‪ ١ٝ‬مبجسد زغبت٘ بريو‬

‫أرسطو‬

‫تههَد‪:‬‬

‫ٖ تعبر سَاسة الحكوهة بشكل هباشر عى هصالح فبات اجتهاعَة هعَنة‪ ،‬ولكنها تعبر‬
‫عى العٗلة بَى ضؽوط هذه الفبات وبَى تصور الحكوهة الخاص للهصالح التٍ تهثلها‪.‬‬
‫أٌ أى الدور الخاص للنخبة السَاسَة الحاكهة َتوسط بَى الهصالح الحمَمَة للفبة‬
‫الهسَطرة والههارسة الفعلَة لجهاز دولتها‪ .‬وتبنٍ الحكوهة لراراتها علً أساس‬
‫حسابات هحددة لكل هى الفعل ورد الفعل‪ ،‬أٌ علً أساس الولابع وإهكاناتها‪.‬‬

‫وعلً وجه العهوم ٖ َرتبط سلون الناس هباشرة بهصالحهم الفعلَة‪ ،‬بل بالفكرة التٍ‬
‫كونوها عى هذه الهصالح‪ ،‬ولَس هى الههكى فٍ كل الحاٖت استنباط تلن الهصالح‪ .‬لهذا‬ ‫ّ‬
‫السبب نعتمد أى تحلَل سلون الناس وسَاسة الحكوهة ٖ َكوى أشهل ها َهكى إٖ علً‬
‫ضوء التحلَل العَنٍ فٍ حركته وآفاله وفٍ تفاعله هع اْفكار التٍ َهتدٌ بها الجهَع فٍ‬
‫كل هى الفعل ورد الفعل‪.‬‬

‫ولد تناولنا فٍ الباب السابك السَاق السَاسٍ الذٌ جري فَه اٖنمٗب الناصرٌ‪،‬‬
‫وكَؾ استوي الحكم البونابرتٍ بشكل كاهل علً العرش‪ .‬ورأَنا كَؾ أى الناصرََى لم‬
‫َضعوا خطة هحكهة هسبماا لتحمَك أهدافهم ورسم خطواتهم الهمبلة‪ ،‬بل وجدوا أنفسهم‬
‫َمفزوى إلً السلطة فٍ سَالات ؼاهضة بالنسبة إلَهم‪ .‬وهى هذه اللحظة أصبحت‬
‫الناصرَة كسلطة رجال الدولة هوجودة‪ ،‬ولكنها فٍ حالة بدابَة هى الوعٍ‪ ،‬وهى ثم‬
‫راحت فٍ نفس الولت الذٌ كانت تكوى فَه فكرة عى نفسها تبتكر سَاسات تٗبهها‪ ،‬ولد‬
‫عبر زعَهها عى هذه الحالة بهصطلح التجربة والخطؤ‪ .‬وفٍ كل خطوة كانت التجربة‬
‫تكسبها خبرة جدَدة‪ ..‬ولكى ها أى تبلورت سَاساتها فٍ هنظوهة فكرَة كاهلة حتً أخذت‬
‫السلطة وتجاربها فٍ التصدع‪ ،‬وسارت بسرعة نحو حتفها‪ .‬ذلن أى التجربة والخطؤ‪ ،‬أو‬
‫السَاسة الناصرَة‪ ،‬كانت تحاصر نفسها بحدود ثابتة ٖ تتخطاها‪ْ ،‬نها هٍ نفسها‬
‫(الناصرَة) كانت هحاصرة فٍ السلطة‪ ،‬وهى ثم راحت السَاسة تتجه تلمابًَّا نحو اٖنفجار‬
‫لتحطم أطار الهحَط بها‪ ،‬وتتحول عبر الحطام الناتج إلً الساداتَة‪ ،‬حكوهة‬
‫اْولَجاركَة‪ ،‬وهٍ ها زالت هستهرة حتً اِى‪ .‬لمد كانت السَاسة الناصرَة هضطرة إلً‬
‫‪80‬‬
‫هحاصرة نفسها ْنها لم تكى هتطابمة تها اها هع الهوَة الحمَمَة للنظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬أٌ أى‬
‫النظام السَاسٍ‪ :‬البونابرتَة‪ ،‬لم َكى هتطابماا تها اها هع هاهَة النظام اٖجتهاعٍ‪ .‬صحَح‬
‫أى السلطة الجدَدة كانت سلطة النظام‪ ،‬ولكنها لم تكى هجرد حكوهة للطبمة الهسَطرة‪.‬‬
‫وبوجه عام َوجد داب اها تهاَز بَى الطبمة الهسَطرة ونظاهها اٖجتهاعٍ‪ ،‬فاْخَر َستطَع‬
‫أى َتحرن فٍ دابرة أوسع هى حدود الهصالح الهباشرة للطبمة‪ ،‬ولكى هذه الهصالح‬
‫الهباشرة للطبمة ٖ تستطَع‪ ،‬ههها كاى بعد نظرها‪ ،‬أى تعهل هى أجل بماء النظام فٍ حد‬
‫ذاته‪ْ ،‬نها‪ ،‬باعتبارها هجهوعة هى اْفراد‪ ٖ ،‬تستطَع أى تنتظر تحمك هصالحها‬
‫الهباشرة إٖ فٍ الهدي الهنظور‪ .‬ولكى النظام ‪ -‬بها هو كذلن ‪َ -‬نزع إلً البماء والنهو‬
‫علً الهدي البعَد‪ .‬وبتعبَر آخر‪ ،‬تتهَز هصالح الطبمة الهسَطرة إلً نوعَى هى‬
‫الهصالح‪ :‬الهصالح الهباشرة‪ ،‬أٌ هصالح أفرادها‪ ،‬والهصالح ؼَر الهباشرة‪ ،‬أٌ‬
‫هصالحها كطبمة‪ ،‬هصالح نظاهها اٖجتهاعٍ‪ .‬ووجود سلطة ٖ تهثل سوي هصالح الطبمة‬
‫بوجه عام وبمدر كبَر هى الصراهة‪ ،‬بل وهى خٗل فبة صؽَرة هى رجال الدولة‪َ ٖ ،‬حرم‬
‫الطبمة الهسَطرة تها اها هى هصالحها الهباشرة‪ ،‬لكى ٖبد وأى َولد هذا الوضع للماا وَدفع‬
‫كل الفبات‪ ،‬حتً الهنتعشة هنها إلً التبرم‪ْ ،‬نها ٖ تضهى أى ؼدها كَوهها‪ .‬ولد تضهى‬
‫انمٗب ‪ 1952‬بالفعل انتمال السلطة هى َد كبار هٗن اْراضٍ بالذات إلً هجهل الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬هى خٗل حكم ”الضباط اْحرار“‪ .‬وكانت السلطة الجدَدة هضطرة للعهل داخل‬
‫حدود النظام دوى أى تنسً أبداا تمدَم ها َلزم ٖهتصاص الصراع الطبمٍ‪.‬‬

‫ولد توصلنا فٍ الباب اْول إلً أى النظام اٖجتهاعٍ كاى ههدداا باٖنهَار لبل عام‬
‫‪ْ ،1952‬ى الطبمة الهسَطرة لم تكى لادرة بنفسها علً تركَز اهتهاهها اْساسٍ علً‬
‫هصالحها اْبعد هدي‪ .‬وكاى انمٗب َولَو نتا اجا لهذه الهعضلة التٍ تهثلت عهلًَّا فٍ‬
‫صراع اجتهاعٍ ‪ -‬سَاسٍ حاد‪ ،‬بلػ الحد الذٌ نتجت عنده حالة توازى بَى الموي‬
‫السَاسَة الهختلفة‪ ،‬حَث هددت أنتلَجَنسَا والطبمات اْدنً هجهل النظام اٖجتهاعٍ‪،‬‬
‫وتصورا‬
‫ا‬ ‫هتجاوزة تها اها فكرة تمدَم عدة هطالب جزبَة‪ ،‬رؼم أى خطة واضحة الهعالم‬
‫هحدداا لنظام آخر لم َطرحا‪ ،‬هها هكى ”الضباط اْحرار“ هى استٗم دفة الحكم‪ ،‬همدهَى‬
‫أنفسهم فٍ البداَة كهصلحَى للنظام اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ المابم‪.‬‬

‫***************************‬

‫تسلحت خطوات الضباط اْولً بالحذر الكافٍ‪ .‬وحَث إنهم لم َستولوا علً السلطة هى‬
‫أجل عَوى رجال اْعهال أو العهال والفٗحَى‪ ،‬أو حتً أهبرَالََى اْهرَكََى‪ ،‬فمد كانت‬
‫هصالحهم الخاصة ‪ -‬بهعنً هعَى ‪ -‬هٍ أفمهم الهباشر‪ .‬وفٍ تلن الظروؾ لم َكى بإهكاى‬
‫النخبة الجدَدة وٖ فٍ خَالها أى توزع ثروة البٗد علً أفرادها هباشرة‪ .‬فهصالحها‬
‫سا فٍ استهرارها فٍ السلطة‪ ،‬هى أجل اهتَازاتها‪ .‬وكاى علَها‪،‬‬ ‫اْسهً كانت تتهثل أسا ا‬
‫هى أجل الهحافظة علً سلطتها أى تسلن بطرَمة تهكنها باستهرار هى تجهَد الصراع‬
‫اٖجتهاعٍ والسَاسٍ‪ .‬ولد تبدو هذه الفكرة ْول وهلة ؼرَبة للؽاَة‪ ،‬فلَس هى الهعمول‬
‫كها لد َبدو أى تكوى كل دوافع الضباط هٍ هصالحهم الخاصة‪ .‬ولد َنتج هذا التفكَر عى‬
‫فهم ضَك للهصالح الخاصة‪ .‬صحَح أنه لم َضع كل ضابط فٍ ‪َ 23‬ولَو أهام عَنَه‬
‫‪81‬‬
‫هدؾ الحصول علً كهَة هى الهال‪ ،‬ولكنه كاى َحهل البذرة هنذ البداَة‪ :‬إنه َرَد تنظَم‬
‫البٗد وإعادة اٖستمرار‪ ،‬ولدَه رإَة عاهة للنظام السَاسٍ الذٌ َتوق إلً بنابه‪ ،‬رإَة‬
‫ؼاهضة فحسب‪ ،‬كها كاى َري فٍ نفسه علً العهوم البطل الذٌ كانت تنتظره البٗد‪،‬‬
‫السلطة الهمبلة‪ .‬وهع تطور الولابع تنهو البذرة‪ ،‬فوجود الضباط فٍ السلطة َصبح فٍ‬
‫نظر الضباط الضهانة الوحَدة للبٗد‪ ،‬وهذا تعبَر صرَح عى الهصلحة الخاصة‪ ،‬فرجل‬
‫الدولة هنا َفكر فٍ سلطته الخاصة ووجوده الشخصٍ فٍ السلطة‪ ،‬وٖ َفكر فٍ هجرد‬
‫دور فٍ صَانة نظام هحدد أو حتً لصالح فبة هحددة‪ .‬وربها كاى بعضهم ٖ َعٍ أى ها‬
‫َفعله هو هجرد سعَه وراء هصلحته‪ ،‬ولكى اعتماد البعض أى الوجود لَس سوي وهم ٖ‬
‫َنفٍ كونه حمَمًَّا‪.‬‬

‫وهع ذلن بدأ ”الضباط اْحرار“ فٍ توزَع الؽنابم علً أنفسهم هنذ أول َوم ٖنمٗبهم‪،‬‬
‫هى هناصب وهزاَا هادَة هباشرة واستؽٗل لهناصبهم الجدَدة لتحمَك هصالح هادَة‬
‫خاصة… إلخ‪ ،‬وسوؾ نتناول هذه الهسؤلة فٍ هكاى فٍ آخر هى الكتاب‪ .‬ولد كاى أطار‬
‫الذٌ جاء فَه حكم الضباط َكبلهم بهطالب شتً الفبات اٖجتهاعَة‪ .‬فاْهر الذٌ هَز‬
‫الحركة السَاسَة هنذ نهاَة الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬كها ذكرنا هى لبل‪ ،‬هو تصاعد حركة‬
‫هستملة للطبمات اْدنً‪ ،‬وكاى صراعها ضد الطبمة الهسَطرة هو الذٌ هنح ”الضباط‬
‫اْحرار“ فرصة اعتٗء همعد الحكم‪ .‬لذا لم َكى بإهكاى هإٖء تناسٍ هطالب الشعب‬
‫العدَدة والهلحة دوى خطر عودة شبح الثورة‪ ،‬كها لم َكى بإهكانهم تصفَة النظام‬
‫اٖجتهاعٍ كله‪ْ ،‬ى هذا كاى ٖبد وأى َمود إلً صدام هابل هع الطبمة الهسَطرة التٍ‬
‫كانت تستطَع أى تنتفض هى اْعهاق فٍ هواجه عهلَة تصفَة حمَمَة لها‪ ،‬بالرؼم هى‬
‫أنها كانت هنهكة سَاسًَّا‪ .‬وهى ثم كانت تصفَة النظام تتطلب فعالَة جهاهَرَة واسعة‬
‫النطاق‪ .‬وفٍ الحالتَى كاى اْهر َنطوٌ علً بلوغ الصراع اٖجتهاعٍ هداه‪ ،‬اْهر الذٌ‬
‫كاى َهدد سلطة الضباط هباشرة‪ .‬إذى أصبحت هصلحة الضباط هٍ هصلحة النظام‬
‫اٖجتهاعٍ المابم برؼم التهاَز‪ .‬فالنظام َسَر اِى بمصوره الذاتٍ‪ ،‬أٌ بآلة الدولة‪.‬‬

‫وكانت عهلَة تثبَت السلطة بَى عاهٍ ‪ 1952‬و‪ 1954‬هٍ أول خطوة فٍ طرَك‬
‫الناصرََى‪ .‬فتم لهم بذلن إخهاد الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ‪ .‬ولكى أصبح علَهم بعد‬
‫ذلن أى َتفادوا هَله التلمابٍ إلً اٖشتعال‪ ،‬وذلن باتباع عدد هى السَاسات الثابتة‪:‬‬

‫أوٖ‪ :‬كاى َنبؽٍ هنع أٌ فبة اجتهاعَة هى التعبَر عى نفسها إٖ هى خٗل الدولة‪،‬‬ ‫ا‬
‫وبالتحدَد بإذى هى النخبة الحاكهة الجدَدة‪.‬‬

‫ثانَاا‪ :‬التحمَك الهتوالٍ لبعض أصٗحات اٖجتهاعَة الكافَة نوعاا وك ًّها للحصول علً‬
‫التؤََد الشعبٍ واهتصاص الهعارضة‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬وهذا َتطلب التضحَة ببعض الهصالح الهباشرة للطبمة الهسَطرة علً نحو‬
‫دورٌ‪ .‬ولتملَل خسابر هذه الطبمة كاى علً السلطة أى تسعً بؤلصً جهده لتنهَة‬
‫هصادر الدخل‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫رابعاا ‪ :‬كاى الحفاظ علً هذا التوازى اٖجتهاعٍ َتطلب التماء السلطة بتلن الفبات‬
‫الوسَطة التٍ تهلن أكثر هى ؼَرها المدرة علً التكَؾ هع ظروفها‪ ،‬خاصة صؽار هٗن‬
‫اْراضٍ‪ ،‬بأضافة إلً تحََد أو علً اْلل استمطاب أنتلَجَنسَا‪.‬‬

‫سا ‪ :‬التصرؾ فٍ المضاَا الموهَة بالطرَمة التٍ ٖ تصدم الروح الموهَة‬ ‫خاه ا‬
‫الهتصاعدة فٍ البٗد والهنطمة ككل‪ ،‬وبحَث َتحمك ألصً لدر هى الهكاسب للنظام‪.‬‬

‫سا‪ :‬استلزم تؤهَم الصراع اٖجتهاعٍ بالضرورة سَاسة هحكهة هى الدهججة‬ ‫ساد ا‬
‫اَْدَولوجَة‪ ،‬تعتهد علً تحمَك نجاحات جزبَة داخلَة وخارجَة حمَمَة أو وههَة‪ ،‬هع‬
‫تضخَم ها تعده السلطة نجاحات فعلَة‪ .‬ولد تضهنت هذه السَاسة ضرورة عدم السهاح‬
‫ْحد بتجاوز الناصرَة علً َسارها‪ ،‬سواء برفع شعارات أكثر رادَكالَة أو بتشوَه هذه‬
‫الموي أو حتً تصفَتها تها اها هع إبراز فشلها‪.‬‬

‫وداخل هذ الحدود راح النظام َعهل كَفها شاء‪ .‬ولكى هذه الحدود الضرورَة للنظام‬
‫نفسه تصبح بعد فترة ؼَر ضرورَة‪ ،‬وحتً لابلة للتفجر‪ .‬فالنظام اٖجتهاعٍ ٖ َعهل فٍ‬
‫دابرة تعَد بناء نفسها‪ ،‬وهو َناضل فٍ كل اْحوال هى أجل توسَع حدود لم َفرضها علً‬
‫هضطرا وتحت ضؽط شدَد‪ ،‬وكاى َنتظر أٌ لحظة هناسبة ٔعٗى تهرده‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫نفسه إٖ‬

‫لمد كاى الشٍء الجوهرٌ الذٌ أههله هعظم الهحللَى وهإرخٍ الفترة هو أهم شٍء‬
‫علً أطٗق‪ ،‬فمد أههل دور ثورة الطبمات اْدنً‪ ،‬أٌ أههل دور السَاسة‪ .‬فمد كاى‬
‫ضرورًَّا‪ ،‬وفماا لهنهجهم‪ ،‬أى َصنع اٖلتصاد السَاسة‪ ،‬بل وأى تكوى البونابرتَة نفسها‬
‫نتاج تطورات التصادَة سعً البعض ٔثبات وجودها‪ .‬واْهر الجدَد فٍ تحلَلنا هو أى‬
‫السَاق الذٌ جاءت فَه الناصرَة هو سَاق الصراع السَاسٍ ‪ -‬اٖجتهاعٍ حَنها انتهً‬
‫هباشرا لكفاح إحدي الموي‬
‫ا‬ ‫بؤزهة سَاسَة لكل الطبمات‪ ،‬ولم َكى هجَبها تتوَ اجا‬
‫اٖجتهاعَة‪.‬‬

‫كبَرا‪ ،‬بجانب المضَة الوطنَة‪ ،‬فٍ إشعال‬


‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫لمد لعبت أزهة الجهاهَر اٖلتصادَة‬
‫الصداهات اٖجتهاعَة ‪ -‬السَاسَة خٗل الفترة التالَة للحرب الثانَة‪ .‬ولكى انمٗب ‪23‬‬
‫تعبَرا عى صعود اجتهاعٍ ٔحدي الطبمات‪ .‬ولكى الصراع السَاسٍ الناجم‬‫ا‬ ‫َولَو لم َؤت‬
‫عى اختٗفات جذرَة بَى هصالح الموي اٖجتهاعَة المابهة هو الذٌ كاى همدهة لحالة هى‬
‫التوازى السَاسٍ أدت إلً صعود الضباط إلً السلطة وانفرادهم بها‪ ،‬لَعبروا عى هصالح‬
‫النظام اٖجتهاعٍ ككل‪ .‬وسوؾ نري بعد ذلن كَؾ تحممت هصالح بَرولراطَة الدولة‬
‫العلَا نفسها كهمابل لهحافظة هذه البَرولراطَة علً النظام اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫إى سَاسة السلطة الجدَدة تبلور طبَعتها الخاصة وسَاق وجودها الخاص‪ .‬وبرؼم ذلن‬
‫فالتحلَل العَنٍ وحده هو الذٌ َهكننا هى إصدار الحكم النهابٍ علً ها حدث فٍ هصر‬
‫خٗل تلن الفترة هى التارَخ‪ ..‬ولنر‪..‬‬

‫‪83‬‬
‫الباب اْول‬
‫الحكم الناصرٌ‬

‫إٕ اهلدف َٔ االضطٗاد ٖ‪ ٛ‬االضطٗاد‬


‫‪ٚ‬اهلدف َٔ ايتعر‪ٜ‬ب ٖ‪ ٛ‬ايتعر‪ٜ‬ب ‪ٚ‬غا‪١ٜ‬‬
‫ايطًط‪ ٖٞ ١‬ايطًط‪١‬‬

‫جورج أوروَل‬

‫تههَد‪:‬‬
‫بدأت الناصرَة وجودها باستَٗء الضباط علً السلطة‪ .‬وهى ثم كانت بداَة تشكلها هٍ‬
‫إلاهة نظام خاص للحكم‪ .‬ولد كاى استَٗء الضباط علً السلطة هو البداَة الفعلَة‬
‫و”الهنطمَة“ لتحولهم هى أداة طَعة للطبمة الهسَطرة إلً ”عبد َركب سَده“‪ ،‬حسب‬
‫تعبَر تروتسكٍ‪ ،‬فلم َكى لهم أى َحمموا نفوذهم الخاص بؤكهله إٖ بطرق هذا السبَل‪:‬‬
‫اٖنمٗب‪.‬‬

‫واٖنمٗب َعنٍ لبل أٌ شٍء اٖستَٗء علً جهاز الدولة‪ ،‬ولد تضهى فٍ الحالة‬
‫الناصرَة تجاوز النظام السَاسٍ المابم وبالتالٍ إلاهة نظام سَاسٍ جدَد َستوعب الدور‬
‫الخاص والجدَد للبَرولراطَة العسكرَة‪.‬‬

‫وْى حكهها كاى هو هفتاح وجودها وأساس تحممها‪ ،‬فمد حافظت علَه بكل السبل‪،‬‬
‫فوجودها كسلطة لد شكل اْساس الهنطمٍ والفعلٍ لههارسة سَاستها وتحمَك هصالحها‬
‫الخاصة‪ .‬ولد كاى سموط الحكم الناصرٌ َعنٍ سموط كل طهوحات كبار رجال الدولة‬
‫الجدد‪ .‬لذلن نعد الحكم الناصرٌ هو الهصلحة اْولَة واْساسَة للنخبة البَرولراطَة‬
‫الصاعدة‪ ،‬فسٗحها كاى هو جهاز الدولة‪ ،‬فٗ َهكى أبداا تصور أى تحمك النخبة الناصرَة‪،‬‬
‫بخٗؾ أٌ فبة اجتهاعَة أخري‪ ،‬جل طهوحاتها وهصالحها دوى أى تكوى علً رأس‬
‫السلطة السَاسَة‪.‬‬

‫الفصل اْول‪:‬‬
‫هنطك الحكم‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫شكٗ هى الحكم َهكى وصفه بؤنه شبه حزبٍ ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫* شهدت هصر لبل انمٗب ‪1952‬‬
‫شبه برلهانٍ‪ .‬وهى اْهور الشابعة لدي أنتلَجَنسَا الهصرَة تصور أى النظام السَاسٍ‬
‫فٍ هصر لبل عام ‪ 1952‬كاى نظا اها دَ ُهمراطًَّا برجوازًَّا‪ .‬ولد تحالفت الهنظهات‬
‫الشَوعَة هع اْحزاب اللَبرالَة بعد اٖنمٗب علً أساس شعار عودة دستور ‪1923‬‬
‫الذٌ َتضهى النظام الهلكٍ‪ ،‬بل وتبنت شعار عودة البرلهاى‪ ،‬هتجاهلة شعار الضباط‬
‫اْكثر دَ ُهمراطَة‪ :‬الجهعَة التؤسَسَة‪ ،‬والذٌ لم َلتزم به الضباط أنفسهم‪ ،‬إَهاناا هى هذه‬
‫الهنظهات بدَ ُهمراطَة ها لبل ‪ ،1952‬وأهلها فَها‪.‬‬

‫والحمَمة أى البرلهاى لم َشارن فٍ حكم البٗد إٖ لهدة تسع سنوات فمط‪ ،‬خٗل الفترة‬
‫هى ‪ 1924‬إلً ‪ ،1952‬أها فٍ بمَة الفترة‪ ،‬فمد انفرد أنجلَز والهلن بالسلطة عى‬
‫طرَك برلهانات جاءت بها انتخابات هزورة بتآهر هباشر هى جانب الهلن‪ .‬وعلً ذلن لم‬
‫تساهم الوزارات وبرلهاناتها فٍ الحكم فعلًَّا إٖ فٍ السنوات التسع الهتفرلة التٍ شكل‬
‫فَها حزب الوفد الوزارة‪ .‬وكاى الوفد َخرج هى الوزارة هطروداا فٍ كل هرة‪ ،‬وكانت‬
‫أطول فترة حكم فَها هٍ تلن التٍ فرضه فَها اٖحتٗل علً الهلن فٍ حادث ‪ 4‬فبراَر‬
‫وكثَرا ها كاى الوفد َنتهن الشرعَة وهو فٍ الحكم‪ ،‬فَعتمل‬
‫ا‬ ‫‪ .1942‬لَس هذا فحسب‪ ،‬بل‬
‫خصوهه وَفصلهم‪ ،‬كها أنه فٍ عهد وزارته اْخَرة عام ‪ 1950‬ضربت الهظاهرات‬
‫السلهَة بالرصاص‪ ،‬ثم سمطت الوزارة كها استعرضنا فٍ المسم اْول‪.‬‬

‫خٗصة اْهر أى الدَ ُهمراطَة البرجوازَة خٗل تلن الفترة لم تتحمك إٖ بشكل بالػ‬
‫الهحدودَة‪ ،‬وظلت هصر هى الناحَة الفعلَة دولة هلكَة حمًّا‪.‬‬
‫رؼم كل هذا تبنت كل اْحزاب شعار عودة البرلهاى ا‬
‫بدٖ هى الجهعَة التؤسَسَة‪ْ ،‬ى‬
‫الشعار اْخَر كاى َتضهى نفٍ شرعَة هذه اللَبرالَة الهزعوهة‪ ،‬ولكنه هع ذلن ٖ َمرر‬
‫شكٗ هحدداا للحكم الهمبل‪ .‬ولم َلجؤ الضباط إلً تطبَك شعارهم‪ ،‬خاصة أى الموي‬ ‫ا‬
‫السَاسَة لم تتبناه‪ ،‬فها أطلموه إٖ لَساعدهم علً تحطَم اْحزاب‪ .‬أها سَاسة الحكم فمد‬
‫تمررت هنذ البداَة بشكل ضهنٍ فٍ أول نداء هى دمحم نجَب إلً الشعب‪” :‬إى نجاحنا لّى‬
‫فٍ لضَة البٗد َعود ا‬
‫أوٖ وأخَ ارا إلً تضافركم هعنا بملوبكم وتنفَذكم لتعلَهاتنا وإخٗدكم‬
‫إلً الهدوء والسكَنة“‪” ،‬أتوسل إلَكم أى تستهروا فٍ التزام الهدوء التام حتً نستطَع‬
‫هواصلة السَر بمضَتكم فٍ أهاى“(‪.)121‬‬
‫إنه إعٗى َتضهى طبَعة الحاكم المادم‪ .‬وإذا أعدنا صَاؼة هذا النداء بلؽة هباشرة‬
‫َصبح كاِتٍ‪ :‬دعونا نحكم وسوؾ نعطَكم‪ ،‬وهو ها أعلنه عبد الناصر صراحةا فَها بعد‪.‬‬

‫واستكهل النداء الهذكور بها َتضهنه أَضاا‪ ،‬فـ”نصَحة“ دمحم نجَب كانت تتضهى‬
‫نمَضها‪ ،‬أٌ تهدَد كل هى تسول له نفسه بالخروج علً النظام‪ .‬ولد خرج هذا التهدَد إلً‬
‫ا‬
‫هتهثٗ فٍ سحك كل الموي‬ ‫العلى بعد إضراب كفر الدوار (راجع المسم اْول)‪ ،‬وتم تنفَذه‬

‫(‪ )121‬هجلة ”الطلَعة“ الماهرَة‪ ،‬عدد َولَو ‪ ،1965‬وثابك ثورة َولَو‪.‬‬


‫‪85‬‬
‫السَاسَة والنمابَة كها رأَنا هى لبل‪ .‬وإذا ها أعدنا إَجاز كل هى النصَحة والتهدَد‬
‫الهذكورَى لبلؽنا هنطك الحكم الناصرٌ المادم‪ :‬النصَحة حهلت الوعد بالجزرة‪ ،‬أها‬
‫التهدَد فحهل الوعَد بالعصا‪ .‬ولد استعرضنا همدهات كل هى السَاستَى فٍ الباب اْول‬
‫إباى الفترة هى َولَو ‪ 1952‬حتً أكتوبر ‪ .1954‬فالحكم وهو َتشكل كاى َتشكل فٍ كل‬
‫هى هنطمه وصَؽته‪ .‬وهى الواضح اِى أى سَاسة العصا والجزرة هٍ السَاسة التٍ‬
‫ستطبك خٗل العهد الناصرٌ‪ .‬وَتضح هى تحلَلنا خٗل الصفحات السابمة أى هذه‬
‫السَاسة سوؾ تطبك علً جهَع الطبمات‪ ،‬وهو اْهر الذٌ هَز النظام الناصرٌ‪.‬‬

‫أهرا ٖ هفر هنه فٍ‬


‫* ٖ شن أى تمدَم لدر هى الهكاسب الهادَة للطبمات اْدنً كاى ا‬
‫ذلن الولت ٌْ حكوهة ترَد أى تستهر فٍ الوجود‪ .‬ولد استعرضنا تلن الهكاسب فٍ‬
‫هكانها الهناسب(‪ .)122‬ولكى النظام لم َكى َهلن الكثَر لتمدَهه إلً الجهاهَر‪ ،‬وهى جهة‬
‫أخري كاى تمدَم بعض الهطالب َدفع إلً هزَد هى الهطالب‪ .‬ولهذا كاى لجوء الضباط إلً‬
‫المهع الذٌ ُوضعت أسسه هنذ الَوم اْول لٗنمٗب‪.‬‬

‫* تهَزت الفترة الناصرَة بنهو كبَر فٍ عدد وحجم وكفاءة أجهزة اْهى العلنَة‬
‫والسرَة بالهمارنة بالعهد السابك‪ ،‬فالحاجة إلً المهع الهتواصل اضطرت النظام إلً‬
‫اٖندفاع فٍ هذا السبَل‪ .‬واستطاعت أجهزة اْهى السرَة أى تنتشر وسط الجهاهَر بشكل‬
‫لم َسبك لـه هثَل‪ ،‬بحَث أحكهت علَها رلابة صارهة‪ ،‬كها اعتهدت السلطة علً هذه‬
‫اْجهزة فٍ أدارة الهباشرة للنظام السَاسٍ‪.‬‬

‫ولم َلػ النظام الناصرٌ حالة الطوارئ التٍ أعلنتها حكوهة النحاس فٍ عام ‪1952‬‬
‫إٖ لفترة هحدودة للؽاَة سبمت حرب ‪ .1967‬كها لجؤ هى حَى ِخر إلً استصدار‬
‫الموانَى الهمَدة للحرَات‪ ،‬وهنها المانوى رلم ‪ 119‬لسنة ‪ 1964‬الذٌ َخول حمولاا‬
‫واسعة لربَس الجههورَة (َنص علً حك ربَس الجههورَة فٍ إصدار لرار بالمبض‬
‫علً أشخاص هى فبات واسعة حددها المانوى والتحفظ علَهم فٍ هكاى أهَى‪ ،‬وفرض‬
‫أعهاٖ بمصد إَماؾ العهل‬ ‫ا‬ ‫الحراسة علً أهوال وههتلكات اْشخاص الذَى َؤتوى‬
‫بالهنشآت أو أ ضرار بهصالح العهال أو تتعارض هع الهصالح الموهَة للدولة‪ ،‬وَمدم‬
‫هإٖء إلً هحكهة أهى الدولة التٍ ٖ َجوز الطعى فٍ أحكاهها‪ .))123(...‬فالفترة الناصرَة‬
‫كانت كلها إذى فترة طوارئ‪ .‬ورؼم الشعبَة الطاؼَة التٍ تحممت للنظام هنذ ‪،1956/55‬‬
‫لم َختؾ أرهاب البولَسٍ َو اها واحداا‪ .‬ولد صوحبت اٖعتماٖت داب اها تمرَباا بأهانات‬
‫البالؽة والضرب والتعذَب الشدَد‪ ،‬لدرجة المتل أحَاناا‪ ،‬والذٌ نال عدداا هى الهعتملَى‪ ،‬بل‬
‫ولاهت اْجهزة اْهنَة بإذابة فرج هللا الحلو بعد تعذَبه حتً الهوت فٍ الحهض الهركز‬
‫ٔخفاء هعالم الجرَهة‪ ،‬وكاى سكرتَر الحزب الشَوعٍ اللبنانٍ‪ .‬ولد كاى التعذَب ههنه اجا‬

‫(‪) 122‬‬
‫كثَر هى شعاراته الوطنَة وتحمَك بعضها بالفعل إلً هذا الحد أو ذان‪،‬‬
‫تهثلت الهكاسب السَاسَة للشعب فٍ رفع ٍ‬
‫خاصة رفض دخول حلؾ هع الؽرب واتباع سَاسة عدم اٖنحَاز… إلخ‪.‬‬
‫)‪ )123‬الجرَدة الرسهَة‪ ،‬العدد ‪ ،69‬صادر فٍ ‪ 24‬هارس ‪.1964‬‬
‫‪86‬‬
‫بهدؾ كسر نفس الضحَة وإخضاعها تها اها للسلطة أو تدهَرها إلً اْبد(‪ .)124‬وٖ َهكى‬
‫هع ذلن ؼض الطرؾ عى وجود نوازع اٖنتمام الشخصٍ تجاه أفراد بؤعَنهم لدي أفراد‬
‫النخبة الحاكهة بهى فَهم الربَس نفسه‪ ،‬وهذه ظاهرة هوجودة لدي كافة اْنظهة‬
‫الهستبدة‪ .‬ولد ذكر عبد اللطَؾ البؽدادٌ بعض اْهثلة فٍ هذكراته‪.‬‬

‫والحمَمة أنه َصعب الفصل بَى سَاسة المهع وبَى شعبَة النظام‪ ،‬فمد اكتسب اْخَر‬
‫شعبَته بسَاسة هحكهة هى أصٗح اٖجتهاعٍ والمهع والدعاَة‪ .‬ولم َتهثل دور المهع‬
‫هنا فٍ إسكات عناصر الهعارضة فمط‪ ،‬بل كاى ضرورًَّا أَضاا لفرض هَبة النظام‪.‬‬
‫تؤثَرا هها لو جاء هى جانب نظام َبدو عادًَّا‪،‬‬
‫ا‬ ‫فأصٗح هى جانب نظام ههَب َكوى أكثر‬
‫وخاصة فٍ بلداى الشرق‪ .‬وسوؾ نري بعد للَل كَؾ سارت الدعاَة الناصرَة فٍ‬
‫الطرَك نفسه بإبراز هَبة الزعَم‪ .‬وٖ َنفٍ هذا أى المهع البولَسٍ كاى َعكس رعب‬
‫النظام هى أٌ هعارضة‪ ،‬وشعوره بالضعؾ إزاء أٌ خصم سَاسٍ‪ ،‬ذلن أنه لم َكى َهلن‬
‫فٍ جعبته الكثَر لتمدَهه علً الصعَد العهلٍ‪ ،‬سواء فٍ حمل السَاسة أو فٍ حمل‬
‫اٖلتصاد‪ .‬هى الهإكد أى سَاسة المهع حالت دوى نهو الهعارضة‪ ،‬ولكنها كانت أَضاا تدعم‬
‫هى تؤثَر سَاسة الرشوة‪.‬‬

‫ولد وجه النظام المهع ضد الهعارضة الَهَنَة والَسارَة علً السواء‪ ،‬بل وضد أنصار‬
‫النظام أنفسهم أحَاناا‪ .‬فمد اعتمل العدَد هى الناصرََى هى لَادات هنظهة الشباب‬
‫اٖشتراكٍ وأساتذة الهعهد العالٍ للدراسات اٖشتراكَة فٍ عام ‪ 1966‬بتههة التروَج‬
‫للهاركسَة(‪ ،)125‬إذ كانت حساسَة النظام هفرطة تجاه أٌ هعارضة حتً لو جاءت هى‬
‫لواعد النظام نفسها‪.‬‬

‫وبذا َصبح هى الواضح أى الحرَة أصبحت هٍ حرَة الدولة فحسب‪ .‬فمد كانت‬
‫الناصرَة تمهع بدوى أٌ رحهة الهعارضة الهنظهة‪ ،‬بَنها كانت تسهح ‪ -‬فٍ حدود ‪-‬‬
‫ببعض النمد الهوجه لهذا الجهاز أو ذان‪ ،‬دوى أى َهس الزعَم أو النظام ككل‪ .‬ولد‬
‫كثَرا هى العناصر الهثمفة‪ ،‬والتٍ لم تستطع أبداا أى تتمبل النظام‬
‫ا‬ ‫استطاعت أى تهضم‬
‫الشهولٍ‪ ،‬فٍ هإسساتها‪ ،‬ساهحة لها بهاهش للنمد والتعبَر عى نفسها‪ ،‬هستخدهة إَاها‬
‫فٍ نفس الولت علً عدد هى الهحاور‪ :‬الدعاَة للناصرَة وسط الجههور هباشرة‬
‫هثٗ)‪ ،‬وإعطاء النظام هسحة شكلَة تمدهَة ودَ ُهمراطَة‪ ،‬والتنفَس عى‬ ‫ا‬ ‫(الهسرح‬
‫المطاعات الهتعلهة هى الجهاهَر‪ ،‬وشحذ اْجهزة الناصرَة الهتكلسة ببعض الحَوَة‬
‫وأخَرا هعرفة اتجاهات‬
‫ا‬ ‫(دور هَبة لصور ”الثمافة الجهاهَرَة“ وهنظهات الشباب ا‬
‫هثٗ)‪،‬‬
‫هثٗ إثارة هسؤلة عهال‬‫الرأٌ العام لتهكَى الزعَم هى ضبط وإعادة ضبط اْهور (دفعت ا‬

‫)‪ (124‬تن اول الكثَروى لصص التعذَب فٍ الهعتمٗت الناصرَة‪ ،‬هى شَوعََى وإخواى‪ ،‬هنهم إلهام سَؾ النصر‪ ،‬فتحٍ‬
‫عبد الفتاح وأخروى كثَروى‪ .‬وهى أهم الهراجع فٍ هذا اْهر كتاب‪ :‬لصة الشَوعََى وعبد الناصر لعبد العظَم‬
‫رهضاى‪ .‬وهنان الكثَر هى الهصادر أخوانَة أَضاا‪.‬‬
‫(‪ )125‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬شَوعَوى وناصرَوى‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪87‬‬
‫التراحَل واؼتَال عضو اٖتحاد اٖشتراكٍ صٗح حسَى فٍ ‪ 1966‬السلطة إلً تشكَل‬
‫لجنة تصفَة ألطاع‪ ،‬وبالتالٍ تفادٌ ظهور هعارضة فٗحَة هستملة)‪.‬‬

‫* ْى السلطة لم تكى تستطَع‪ ،‬هثل أٌ سلطة أخري‪ ،‬أى تعتهد علً الرشوة وحدها‪،‬‬
‫فمد كانت هضطرة إلً ههارسة المهع الذٌ َفَد فٍ تملَل حجم الجزرة بمدر الهستطاع‬
‫سا‬
‫وحفظ هَبة النظام‪ .‬ولد التمت العهلَتاى فٍ هحور ثالث‪ :‬الدعاَة‪ .‬فالجزرة كانت أسا ا‬
‫هادًَّا لطرح شعارات شعبوَة وثوروَة‪ ،‬أها المهع‪ ،‬فمد هورس بحجة تصفَة الموي‬
‫والعناصر الهعادَة للسلطة وشعاراتها الرسهَة‪ ،‬أٌ أنه تض ّهى نفس الشعارات الشعبوَة‬
‫والثوروَة‪ .‬ولد ارتكز النظام الناصرٌ بموة علً الدعاَة بحَث لعبت الدور اْكبر فٍ‬
‫إحكام سَطرته علً البٗد‪ ،‬فكانت سٗحه اْلوي فٍ هواجهة أعدابه هى الَهَى والَسار‪.‬‬
‫وكاى النظام أكثر براعة هى كل خصوهه فٍ الدعاَة‪ ،‬فهى جهة تبنت دعاَته شعارات‬
‫رفعها الشعب هى لبل ثم أَدها بكل حهاس حَى تبناها الضباط‪ ،‬وهى جهة أخري لعبت‬
‫دورا ٖ َستهاى به فٍ إلحاق هزَهة ساحمة باْفكار اللَبرالَة‬ ‫ا‬ ‫الدعاَة الناصرَة‬
‫وأسٗهَة وباَْدَولوجَا الهاركسَة‪ .‬ولم تكى الدعاَة الناصرَة تتوافك فٍ أؼلب‬
‫اْحَاى هع ههارسات السلطة‪ ،‬بل ؼالباا ها كانت تنالضها بشكل صارخ هى حَث‬
‫الهضهوى‪ .‬ولكى ٖ شن أى شكل السَاسة كاى َتٗءم إلً حد ها هع الدعاَة بحَث‬
‫استطاعت اجتذاب هبات اْلوؾ هى الشباب‪ ،‬بل وهبات هى كبار الهثمفَى‪ ،‬ولد استطاعت‬
‫بهذا الشكل أى تحمك نفوذاا طاؼَاا وسط الجهاهَر‪.‬‬

‫ولد است ند هنطك الدعاَة الناصرَة إلً الرشوة الهادَة التٍ لدهت فٍ شكل إصٗحات‬
‫التصادَة واجتهاعَة‪ ،‬كها سنري فٍ فصل آخر‪ .‬ولكى ٖ تبرر هذه أصٗحات هى ناحَة‬
‫الكم النفوذ الشعبٍ الهابل الذٌ اكتسبه النظام‪ ،‬هها َوضح أى عواهل أخري لد لعبت ا‬
‫دورا‬
‫كبَرا فٍ ذلن‪ ،‬هى ضهنها الدعاَة التٍ راحت أَضاا تبرر المهع وتزَنه‪ ،‬بحَث أصبح‬ ‫ا‬
‫بالفعل همبوٖ بوجه عام هى لبل لطاع عرَض هى الجهاهَر‪ .‬فمد تم تصوَر المهع‬ ‫ا‬
‫باعتباره هوج اها ضد الرجعََى أعداء الثورة والشَوعََى العهٗء الهلحدَى‪ ،‬كها وصفوا‪.‬‬
‫وعلً العهوم ٖ تحمك الدعاَة الدَهاجوجَة النجاح الهنشود إٖ إذا كانت تتناول حمابك‬
‫فردَة أو جزبَة وتحولها نظرًَّا إلً حمابك كلَة‪ ،‬فٗ بد لها لكٍ تنجح أى تعتهد علً‬
‫استهرارا لنجاح اٖنمٗب الناصرٌ نفسه‪،‬‬ ‫ا‬ ‫حمابك هلهوسة‪ .‬وكاى نجاح الدعاَة الناصرَة‬
‫ا‬
‫عجزا حمَمًَّا‪ ،‬داخلًَّا‪ ،‬ولم َكى نات اجا عى لوة‬ ‫استهرارا لهعناه‪ ،‬فعجز الخصوم كاى‬
‫ا‬ ‫نمصد‬
‫اِخرَى‪ .‬ولم َخل اْهر هى سبل تتضهى افتعال اْحداث هى حَى إلً آخر لتشوَه‬
‫الهعارضَى‪ .‬ولكى هذا اْهر نفسه له دٖلته‪ ،‬فالهعارضة نفسها كاى لدَها الكثَر هى نماط‬
‫الضعؾ‪ ،‬أههها عدم اهتٗكها لرإَة سَاسَة واضحة وعهلَة‪.‬‬

‫وعلً سبَل الهثال ارتكز الهجوم الدابم علً ”الرأسهالَة الهست ِؽلة“ هنذ أواسط‬
‫الخهسَنات علً حمابك واضحة‪ ،‬ولكنه تضهى أَضاا الدفاع عى رأسهالَة ”ؼَر هست ِؽلة“‬
‫و”وطنَة“‪ .‬فكاى تضََك هفهوم اٖستؽٗل وتوسَع هفهوم الوطنَة‪َ ،‬كهل كل هنهها هذا‬
‫الدفاع الهجوهٍ‪ ،‬فالدعاَة لم تكى دَهاجوجَة هحضة‪ ،‬وسوؾ نستعرض هذا فٍ الفصل‬
‫المادم‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫سارت الدعاَة الناصرَة علً هحاور أربعة أساسَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬العهل علً إضفاء سهة ٖ طبمَة علً السلطة هى خٗل أَهام بوجود تحالؾ‬
‫طبمٍ حاكم تهثل فَه كل الطبمات وأعٗى عى ”تذوَب الفوارق بَى الطبمات“‪ ،‬ثم عى‬
‫اشتراكَة تحافظ علً ”الرأسهالَة الوطنَة“‪ ،‬وعى تؤهَم الصراع الطبمٍ‪ .‬وهذا الهحور‬
‫َتٗءم تها اها هع بعض إجراءات النظام الجزبَة‪ ،‬وَنسجم هع الطابع البونابرتٍ للسلطة‪،‬‬
‫حَث لم تهثـل الطبمات الهسَطرة فٍ السلطة بشكل هباشر‪ .‬ولد تبنت أجهزة أعٗم‬
‫الهختلفة هثل هذه الشعارات‪ ،‬فؤصدرت الكتب والنشرات الهٗبهة‪ ،‬كها سهح بترجهة‬
‫اْعهال التٍ تٗبم هذه الروح‪ .‬وفٍ الولت نفسه حرهت اْفكار اْخري هى هنافذ الدعاَة‬
‫كها سبك أى ذكرنا‪ ،‬ولاهت أجهزة السلطة بالدعاَة الهركزة ضد الشَوعَة واْفكار‬
‫اللَبرالَة وأخواى الهسلهَى‪ ،‬وابتكرت هفاهَم جدَدة للحرَة والدَ ُهمراطَة‪ ،‬كها‬
‫كثَرا‪ ،‬وأسٗهََى أحَاناا‪ .‬كذلن لم تسهح أبداا بؤى َتجاوزها‬
‫ا‬ ‫استخدهت لؽة الهاركسََى‬
‫أحد علً َسارها فٍ حدود الشعارات بل جاهدت لٗحتفاظ بهولع أشد رادَكالَة علً‬
‫صعَد الدعاَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬إطٗق كهَة ضخهة هى اٖدعاءات خاصة بتحمَك انتصارات وإنجازات هعظهها‬


‫وههَة‪ ،‬هنها انتصارات تحممت ضد اٖستعهار‪ ،‬هثل اٖنتصار العسكرٌ الهزعوم فٍ‬
‫كثَرا فٍ الَهى(‪ ،)126‬وذلن ٖستكهال الصورة فوق‬ ‫ا‬ ‫‪ ،1956‬واٖنتصارات الهبالػ فَها‬
‫الطبمَة‪ ،‬بإبراز نزعة العظهة الموهَة والسَادة أللَهَة‪ .‬كذلن تم أعٗى عى تحمَك‬
‫إنجازات وههَة علً الصعَد الداخلٍ‪ ،‬هثل تحمَك العدالة اٖجتهاعَة‪ ،‬وتذوَب الفوارق‬
‫بَى الطبمات‪ ،‬وتحمَك الدَ ُهمراطَة الحمَمَة‪ ،‬وأنتاج هى أبرة إلً الصاروخ استناداا‬
‫إلً إنجازات والعَة ألل بكثَر‪ ،‬بل زعم أعٗم أى هصر تجهز ٔنتاج لهر صناعٍ‪،‬‬
‫واْهم سفَنة فضاء فٍ ‪ .)127)1965‬ولد أخذت الدعاَة الناصرَة تهَل هنذ أواسط‬
‫الستَنات إلً الَسار‪ ،‬اْهر الذٌ فسرته بعض الدوابر الَسارَة بتطور فكر الزعَم(‪،)128‬‬
‫ولكننا نفههه فٍ عٗلته بنهو الضؽط الشعبٍ وفشل خطة ‪ 1965-1960‬التٍ وضعت‬
‫آهاٖ عرَضة‪ .‬وراحت تحمك إصٗحات واسعة نسبًَّا هنذ عام ‪ ،1960‬بناء‬ ‫علَها السلطة ا‬
‫علً تولعات هتفابلة بشؤى هذه الخطة‪ ،‬بأضافة لزَادة نفوذ َهَى النظام عهلًَّا‪ ،‬هها دفع‬
‫َساره لتشدَد نضاله أعٗهٍ ضده‪ .‬لذلن لم َكى هى الؽرَب أى تشهد نفس الفترة‬
‫تراجعات عهلَة هلهوسة هى لبل النظام بالنسبة لشعاراته وهشروعه‪ ،‬هنها علً سبَل‬
‫الهثال هشروع إنشاء هنطمة حرة فٍ بورسعَد‪ ،‬وإصٗح العٗلات هع البنن الدولٍ‪،‬‬

‫(‪ )126‬هنذ عام ‪ 1964‬راحت الموات الهصرَة تعانٍ هى ثمل الهزابم علً َد الهلكََى‪ .‬واضطرت الناصرَة هنذ ذلن‬
‫التارَخ إلً البحث عى حل وسط هع السعودَة والمبابل‪ .‬وكانت هصر لد فمدت فٍ الفترة بَى أكتوبر ‪ 1962‬وَونَو‬
‫‪ 15.195 1964‬ألؾ لتَل‪.‬‬
‫‪Fred Halliday, Arabia Without Sultans, p. 111‬‬
‫)‪(127‬‬
‫َهكنن الرجوع إلً هجلة ”الهصور“ الهصرَة‪ ،‬عدد ‪ 16‬أبرَل ‪.1965‬‬
‫(‪ )128‬ضهى الهراجع هماٖت فٍ أعداد كثَرة هتفرلة هى هجلة ”الطلَعة“ الماهرَة‪ ،‬وؼَر ذلن الكثَر‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫تعبَرا عى تراجعه عى‬
‫ا‬ ‫وإعطاء المطاع الخاص تسهَٗت كبَرة بعد حرب ‪1967‬‬
‫اٖشتراكَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬العهل علً إبعاد الجهاهَر عى السَاسة‪ .‬ولد سارت الدعاَة علً هذا الهحور بعدد‬
‫هى الوسابل‪ ،‬أههها استخدام الدَى‪ :‬إنشاء إذاعة للمرآى ‪ -‬تضخَم هإسسة اْزهر‬
‫وتحوَل اْزهر إلً جاهعة تدرس كل العلوم وافتتاح فروع لها فٍ العدَد هى الدول‬
‫أسٗهَة ‪ -‬بعثات اْزهر لنشر أسٗم فٍ أفرَمَا وآسَا ‪ -‬تنشَط جهعَة الشباى‬
‫الهسلهَى التابعة للدولة ‪ -‬العهل علً بناء عدد كبَر هى الهساجد الحكوهَة التٍ زاد‬
‫عددها هى ‪ 11‬ألؾ هسجد لبل اٖنمٗب إلً ‪ 21‬ألؾ هسجد عام ‪ -1970‬الحرص علً‬
‫إلاهة الشعابر الدَنَة وإذاعتها ‪ -‬تكثَؾ التعلَم الدَنٍ فٍ الهدارس وجعل هادة التربَة‬
‫الدَنَة هادة إجبارَة َتولؾ علَها النجاح أو الرسوب ‪ -‬إنشاء هدَنة البعوث أسٗهَة‬
‫التٍ كاى وهازال َدرس فَها عشرات اِٖؾ هى الطٗب الهسلهَى المادهَى هى سبعَى‬
‫دولة إسٗهَة وَمَهوى فَها هجاناا ‪ -‬ترجهة المرآى إلً كل لؽات العالم ‪ -‬تسجَل المرآى‬
‫كاهٗ علً اسطوانات وشرابط للهرة اْولً فٍ التارَخ وتوزَعها فٍ كل أنحاء العالم ‪-‬‬ ‫ا‬
‫تنظَم هسابمات تحفَظ المرآى علً هستوي الجههورَة والعالم العربٍ والعالم أسٗهً –‬
‫إنشاء الهجلس اْعلً للشإوى أسٗهَة والذٌ أصدر هوسوعة جهال عبد الناصر للفمه‬
‫أسٗهٍ التٍ ضهت كل علوم وفمه أسٗم فٍ عشرات الهجلدات وتم توزَعها فٍ العالم‬
‫كله‪ ،‬وأوفد بعثات الوعظ وأرشاد وتعلَم اللؽة العربَة كها ساهم فٍ إنشاء هراكز‬
‫إسٗهَة فٍ أنحاء هى العالم‪ ،‬واصدر كتباا إسٗهَة وهجلة ”هنبر أسٗم“ ‪ -‬بناء آٖؾ‬
‫الهعاهد اْزهرَة والدَنَة فٍ هصر ‪ -‬إنشاء هنظهة الهإتهر أسٗهٍ باٖتفاق هع‬
‫السعودَة ‪ -‬ولد تم توزَع هََٗى النسخ هى الهطبوعات أسٗهَة وهبات اْلوؾ هى‬
‫اسطوانات الصٗة فٍ أنحاء العالم ‪ -‬إصدار لانوى تحرَم المهار وهنعه(‪ .)129‬أها الطرق‬
‫الصوفَة فمد حظَت باهتهام الناصرََى بشدة‪ ،‬وهنذ البداَة عهلوا علً تدجَنها وحمموا‬
‫ا‬
‫أشكاٖ هى الدعم بَنها حاربوا الطرق الهشكون فٍ‬ ‫كبَرا فٍ ذلن‪ .‬ولد لدهوا لها‬
‫ا‬ ‫نجا احا‬
‫وٖبها‪ .‬وضهى أشكال الدعم هنح عضوَة اٖتحاد اٖشتراكٍ والبرلهاى لبعض هشاَخ‬
‫الطرق الصوفَة‪ ،‬كها صدر لانوى خاص َنظم عهل هذه الطرق‪ ،‬هها أتاح لهم تؤسَس‬
‫الكثَر هنها‪ .‬ولد تم هنحهم فرص الظهور فٍ وسابل أعٗم الهختلفة واعتٗء الهنابر‬
‫وبناء الهساجد الخاصة بكل طرَمة‪ .‬كها تم تعََى دمحم هحهود علوانٍ كشَخ هشاَخ‬
‫بدَٗ عى نظام اٖنتخاب السابك‪ ،‬كرشوة له لوٖبه للسلطة‪ .‬وهى أشكال‬ ‫الطرق الصوفَة ا‬
‫المهع هصادرة تكَة الطرَمة البكتاشَة بالهمطم عام ‪ 1957‬بحجة ارتباطها بنظام ها لبل‬
‫‪ ،1952‬وهصادة أهٗن الطرَمة الدهرداشَة عام ‪ ،1961‬وهحاربة الطرَمة الحصافَة‬
‫لٗشتباه فٍ ارتباط بعض هرَدَها بجهاعة أخواى الهسلهَى‪ .‬كها وجه نفس اٖتهام إلً‬
‫الطرَمة النمشبندَة وتم حلها والمبض علً شَخها نجم الدَى الكردٌ عام ‪.1965‬‬

‫(‪ )129‬نحَل المارئ إلً‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ -‬البحث عى الدَ ُهمراطَة‪ ،‬ص ‪ .151‬وإلً صبرٌ دمحم‬
‫خلَل‪ :‬عبد الناصر والتجربة الناصرَة‪ :‬تمََم إسٗهٍ هوضوعٍ‪ .‬وإلً رفعت سَد أحهد‪ :‬الدَى والدولة والثورة‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫وبذلن ألاهت الناصرَة دروعاا أَدَولوجَة ضد كل هى الهاركسَة وفكر أخواى‬
‫الهسلهَى فٍ نفس الولت‪.‬‬

‫دورا‬
‫وهى هذه الوسابل أَضاا اٖهتهام باْؼانٍ الطوَلة والعدَدة (ولد لعبت أم كلثوم ا‬
‫ها ًّها فٍ هذا الهجال)‪َ .‬صؾ اْهر نصَر الناصرَة سعد الدَى إبراهَم هكذا‪” :‬كاى عبد‬
‫الناصر هو هنمذ الجهاهَر وهخلصها‪ ،‬وكاى الصوت اِخر الذٌ ظلت الجهاهَر تصَخ‬
‫السهع إلً نبراته هو صوت أم كلثوم التٍ كانت تؽنٍ ها َدور بخواطرهم وها تجَش به‬
‫أفبدتهم‪ .‬هكذا بدا اْهر وكؤنها عاد صٗح الدَى هى جدَد“(‪.)130‬‬

‫واْسلوب الثالث هو تشجَع لعبة كرة المدم وإذاعة هبارَاتها علً الهواء بشكل‬
‫هكثؾ والتٍ كاى َشاهدها ربَس الجههورَة بنفسه أحَاناا‪ ،‬والتٍ أشرؾ عدد هى كبار‬
‫الضباط علً نوادَها‪ ،‬هنهم عبد الحكَم عاهر‪.‬‬

‫‪ - 4‬خلك تؤََد شعبٍ هفتعل وكاذب‪ .‬هذا ٖ َنفٍ وجود تؤََد حمَمٍ‪ ،‬خاصة هنذ عام‬
‫‪ ،56/55‬ولد تهثل ذلن فٍ إجبار كافة الهإسسات والنمابات الرسهَة علً إعٗى تؤََدها‬
‫للسلطة فٍ كل الهناسبات‪ ،‬بأضافة إلً استبجار الهظاهرات أو إجبار الجهاهَر علً‬
‫الهشاركة فَها تؤََداا للحكوهة‪ .‬ولد اتبع هذا اْسلوب لهضاعفة هَبة النظام بخلك نوع‬
‫هى الهنافسة فٍ إظهار ٖ التؤََد فحسب‪ ،‬بل وأبلػ درجات الحهاس للسلطة الناصرَة‪.‬‬

‫دورا هه ًّها فٍ الدعاَة‬


‫وٖ َجب أى ننسً هنا أى العدَد هى هفكرٌ الَسار لد لعبوا ا‬
‫صا خٗل حرب ‪ ،1956‬ثم فٍ الستَنات‪ ،‬فشعارات النظام عى‬ ‫الناصرَة‪ ،‬خصو ا‬
‫دورا لَس‬
‫اٖشتراكَة لد اجتذبت هبات الشَوعََى‪ .‬بل وهى الهإكد أى دعاَة النظام لعبت ا‬
‫بالملَل فٍ دفع الحزب الشَوعٍ الهصرٌ إلً حل نفسه رسهًَّا‪ .‬ولكى هى الطرَؾ للؽاَة‬
‫ظروى للشعارات الناصرَة بلهجة هاركسَة‪ ،‬بل‬ ‫أى هفكرٌ الحزب راحوا بعد ذلن َن ِ ّ‬
‫وهَجلَة أحَاناا كها سنري‪.‬‬

‫)‪ (130‬اْصول اٖجتهاعَة ‪ -‬الثمافَة للمَادة الموهَة‪ ،‬نهوذج عبد الناصر‪ ،‬ضهى كتاب‪ :‬هصر والعروبة وثورة َولَو‪،‬‬
‫هركز دراسات الوحدة العربَة ‪ -‬سلسلة كتب الهستمبل العربٍ (‪ ،)3‬ص ‪.217‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثانٍ‪:‬‬
‫تشكّل الحكم‪:‬‬
‫لم َتشكل نظام الحكم الناصرٌ بناء علً خطة همررة سل افا‪ .‬فلمد التهم الضباط سلطة‬
‫فارؼة‪ ،‬وراحت النخبة الجدَدة وهٍ تبنٍ نفسها تعهل علً إحكام سَطرتها علً البٗد‪،‬‬
‫هحولة الهجتهع كله إلً نسخة هعدلة هى بذرتها‪ :‬تنظَم ”الضباط اْحرار“‪ .‬وبَنها كانت‬ ‫ِّ‬
‫كوى هإسساتها وتمننها‪ ،‬كها وضعت لنفسها‬ ‫تهارس الحكم راحت بروحها التجرَبَة ت ُ ّ ِ‬
‫”فلسفة“ تؽَرت أكثر هى هرة‪ .‬وكانت ”الفلسفة“ تؤتٍ بعد الههارسة كهبرر دعابٍ‪ .‬أها‬
‫الههارسة فكانت تسَر وفك هنطك سبك لنا تحدَده‪ ،‬ولكى السلطة نفسها لم تحدده بشكل‬
‫هسبك‪ ،‬وإنها تكوى هنطمها علً نحو تلمابٍ‪ ،‬انبثك هع الحكم الجدَد نفسه‪ ،‬بحَث كاى‬
‫لصَك الصلة بطابع السلطة نفسها‪ .‬ولد ترافك تحول هذا الهنطك إلً صَاؼات هحددة هع‬
‫تحول ”الضباط اْحرار“ وهى انضم إلَهم إلً هإسسة حاكهة‪ .‬وكانت المضَة التٍ تطرح‬
‫نفسها هنذ البداَة هٍ تمنَى الحكم البونابرتٍ‪.‬‬

‫(أ) الدستور‪:‬‬

‫تضهى اٖنمٗب إلؽاء الدستور المابم‪ْ ،‬نه َموض روح اْخَر ونصوصه‪ ،‬فجاء‬
‫لَحول اٖنمٗب إلً حكم دستورٌ‪ .‬وفٍ البداَة أولؾ العهل بالدستور‬ ‫َّ‬ ‫الدستور الجدَد‬
‫المابم وصدر إعٗى دستورٌ فٍ ‪ 10‬دَسهبر ‪َ 1952‬على بوضوح أى العسكرََى سوؾ‬
‫َتولوى الهسإولَة التٍ اعتبروها أهانة فٍ أعنالهم‪ ،‬لحَى إعداد دستور جدَد‪ .‬ثم صدر‬
‫إعٗى جدَد فٍ ‪َ 16‬ناَر ‪ ،1953‬لاط اعا خطوات هاهة علً طرَك تمنَى الحكم الجدَد‪،‬‬
‫فمرر هنح ربَس ”هجلس لَادة الثورة“ حك تعََى الوزراء واتخاذ المرارات التٍ َراها‬
‫لحهاَة ”الثورة“(‪ .)131‬كها هنح الوزارة السلطتَى التنفَذَة والتشرَعَة‪ ،‬هكذا ٖؼَاا فكرة‬
‫البرلهاى‪ .‬ثم صدر الدستور الهإلت لعام ‪ 1956‬لَدفع بتمنَى الحكم البونابرتٍ ‪-‬‬
‫الناصرٌ خطوات‪ ،‬أصبح هى الههكى لطعها بعد صعود أسهم النظام الجدَد عام‬
‫‪ . 1956/1955‬وبهمتضاه حصل ربَس الجههورَة علً سلطات دستورَة تفوق ها توفر‬
‫للهلن(‪ .)132‬ولد استعاد الدستور فكرة البرلهاى ولكنه سلب هنه أٌ سلطة فعلَة‪ ،‬فؤبطل‬
‫العهل بهادة كانت هوجودة فٍ دستور ‪ ،1923‬وهٍ حك البرلهاى فٍ سحب الثمة هى‬
‫الوزارة وإسماطها(‪ ،)133‬ونص علً عدم جواز تعدَل الهَزانَة إٖ بهوافمة الحكوهة(‪،)134‬‬
‫وعلً أى الترشَح للبرلهاى َتم عبر ”اٖتحاد الموهٍ“(‪ ،)135‬ذلن التنظَم الذٌ أنشؤه‬

‫(‪ )131‬طارق البشرٌ‪ ،‬الدَ ُهمراطَة والناصرَة‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫(‪ )132‬راجع‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬البحث عى الدَهولراطَة‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ )133‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫(‪ )134‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ )135‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪92‬‬
‫النظام الجدَد تحت اسم هَبة التحرَر فٍ عام ‪ .1953‬كذلن حفظ الدستور لربَس‬
‫الجههورَة حك حل البرلهاى‪ ،‬ولم َنص علً حك تكوَى اْحزاب السَاسَة‪ .‬أها دستور‬
‫‪ 1964‬الهإلت فمد نص علً حك البرلهاى فٍ سحب الثمة هى الوزارة‪ ،‬وهو نص ٖ‬
‫َهنحه أٌ سلطة حمَمَة فٍ الوالع الفعلٍ‪ ،‬بفعل المَود العدَدة الواردة التٍ تكبل ههارسة‬
‫هذا الحك عهلًَّا‪ .‬واْطرؾ هى ذلن أى الدستور حجب أٌ سلطة فعلَة عى الوزارة‪،‬‬
‫فالسلطة التنفَذَة تإول فٍ الدستور إلً ربَس الجههورَة‪ ،‬ولَست الوزارة سوي‬
‫هجلس إدارة ‪ -‬بتعبَر طارق البشرٌ ‪ -‬هى هعاونٍ الربَس‪ ..‬فسحب الثمة لَس لـه إذى‬
‫ا‬
‫أصٗ‪ ،‬وَهكى لربَس‬ ‫أٌ هعنً دستورٌ أو لانونٍ‪ْ ،‬ى أحداا لم َهنح هذه الوزارات الثمة‬
‫الجههورَة أى َعَد تعََنها َوهًَّا بعد خلع الثمة هنها‪.‬‬

‫ولكى هى الناحَة العهلَة كاى استخدام البرلهاى لهذا الحك َعنٍ إحراج الحكم‪ ،‬وهو‬
‫أهر كاى عبد الناصر فٍ ؼنً عنه‪ ،‬رؼم أنه كاى َستطَع الرد بشكل حاسم‪ ،‬ذلن أى‬
‫الطبمة الهسَطرة كانت تنتعش سَاسًَّا فٍ تلن اِونة وتتؽلؽل داخل أدارة الحكوهَة‬
‫وتستمطب هبات الناصرََى الذٌ صاروا رجال أعهال‪ .‬وهوجز المول أى دستور ‪1964‬‬
‫َعبر عى تؽَر هوازَى الموي السَاسَة فٍ الهجتهع وبدء تصدع النظام السَاسٍ‪.‬‬

‫وفوق كل ذلن‪ ،‬لم َنس الناصرَوى أى َنص الدستور علً أنه هو نفسه هإلت‪ ،‬حتً‬
‫َهكنهم تؽََره هى حَى ِخر حسب تؽَر الظروؾ‪.‬‬

‫وهى الواضح أى هذه الدساتَر الهتتابعة كانت تنمل السلطة هى الناحَة الرسهَة‬
‫تدرَجًَّا هى الماعدة إلً المهة‪ ،‬هى البرلهاى إلً الوزارة‪ ،‬وهى الوزارة إلً ربَس‬
‫الجههورَة الذٌ َؤتٍ إلً الحكم‪ ،‬حسب نص الدستور اْخَر‪ ،‬باستفتاء شعبٍ‪ ،‬بعد‬
‫ترشَح البرلهاى لـه‪ ،‬وهو البرلهاى الذٌ َرشح ”اٖتحاد الموهٍ“ أعضاءه‪ ،‬وهذا اْخَر‬
‫َكوى الجهاز الحاكم نفسه‪ ،‬تابعاا بالكاهل لربَس الجههورَة‪ .‬فربَس الجههورَة إذى‬‫ِّ‬
‫باعتباره ههثل النخبة الحاكهة َعَى نفسه بنفسه‪ :‬هذا هو الهحتوي اْخَر للدستور‪.‬‬
‫وبؽض النظر عى هذه الهسابل الفمهَة‪ ،‬ظل الدستور‪ ،‬الهإلت داب اها‪َ ،‬ؤتٍ وَذهب بمرار‬
‫هى الربَس‪ .‬وٖ شن أى الدستور َعبر عى هوازَى الموي الحمَمَة فٍ الهجتهع إلً هذا‬
‫الحد أو ذان‪ ،‬ولكى وضعه هى أعلً َعنٍ أى الحكوهة تمرره علً أساس إهكانات الوضع‬
‫السَاسٍ ٖ علً أساس الهوازَى السَاسَة الهتحممة بالفعل‪ .‬وهذا الوضع هناسب تها اها‬
‫للحكم الفردٌ الهطلك‪ .‬وَستكهل هذا الوضع نجاحه بمَام السلطات نفسها بتجاوز حدود‬
‫الدستور الهعلنة هى حَى إلً آخر‪ ،‬بل وفٍ كل حَى‪ ،‬وهذا هجرد اهتداد هنطمٍ لحمَمة أى‬
‫الدستور لد أصدر عى طرَك ربَس الجههورَة‪.‬‬

‫وهى لبَل تحصَل الحاصل أى نضَؾ هنا بمَة نصوص الدستور فكلها تدور فٍ نفس‬
‫أطار الهذكور‪.‬‬

‫(ب) الحكم الفردٌ‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫عبر الدستور عى اندهاج السلطات فٍ شخص ربَس الجههورَة‪ .‬فمد جاء هى أعلً‪،‬‬
‫وبهحتوي هحدد سبك إَضاحه‪َ ،‬تلخص فٍ هصادرة كل الموي السَاسَة وأٌ نشاط‬
‫سَاسٍ خارج نطاق جهاز الدولة‪ ،‬بحَث لم َعد للشعب أٌ دور فٍ تحدَد العٗلة بَنه‬
‫وبَى الحكوهة‪ ،‬إذ صارت اْخَرة هٍ التٍ تحددها‪.‬‬

‫لنر اِى كَؾ سارت اْهور تجاه بلورة الحكم الفردٌ الهطلك الذٌ َعبر عى هذا‬
‫الوضع‪:‬‬

‫(‪ )1‬البرلهاى‪:‬‬

‫كاى أسلوب وضع الدستور وهحتواه َتضهناى بالضرورة نفٍ البرلهاى‪ .‬إذ تولت‬
‫السلطة التنفَذَة هنفردة صَاؼة عٗلتها بالشعب‪ ،‬لذلن لم تكى هضطرة إلً السهاح بمَام‬
‫هجلس نَابٍ حمَمٍ‪ .‬ولد تضهى الدستور نفسه هذا الهعنً‪ .‬وكاى وضع البرلهاى إباى‬
‫العهد الناصرٌ كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬فٍ الفترة بَى عاهٍ ‪ 1952‬و‪ 1957‬لم َنعمد أٌ برلهاى‪.‬‬

‫‪ - 2‬فٍ عام ‪ 1957‬انعمد برلهاى هنتخب كاِتٍ(‪:)136‬‬

‫صا‪ ،‬فاعترض ”اٖتحاد الموهٍ“ علً ‪ 1188‬هنهم‪ ،‬أٌ‬


‫* تمدم للترشَح ‪ 2508‬شخ ا‬
‫علً أكثر هى ‪ %47‬هى الهرشحَى‪.‬‬
‫* أؼلمت ‪ 43‬دابرة علً أفراد بعَنهم‪ ،‬فلم َسهح لؽَرهم بترشَح نفسه فَها (فلنتذكر‬
‫أى الدستور ٖ َنص علً ذلن)‪.‬‬
‫عضوا‪،‬‬
‫ا‬ ‫* نجح ‪ 59‬ضابط جَش أو شرطة بإَعاز هباشر هى السلطات هى بَى ‪350‬‬
‫سا للبرلهاى‪.‬‬
‫واستولوا علً خهس لجاى هى ‪ 18‬لجنة‪ ،‬وانتخب ضابط ربَ ا‬
‫* هع ذلن تسرب ستة أفراد هى العناصر شبة الهعارضة‪ ،‬فطردوا هى ”اٖتحاد‬
‫الموهٍ“‪ ،‬ولم َُسهح لهم بدخول الهجلس‪ ،‬واعت ُبِرت دوابرهم خالَة دوى أى َرد لهم أٌ‬
‫ذكر تحت لبة الهجلس‪.‬‬
‫* رؼم ذلن ظهرت حركة ها داخل البرلهاى‪ ،‬فاستجوب وزَر التعلَم وهجدٌ حسنَى‬
‫الهسإول عى هشروع هدَرَة التحرَر‪ .‬فَبدو أى بعض أعضاء البرلهاى لم َكونوا لد‬
‫استوعبوا بعد طبَعة ههاههم فٍ العهد الجدَد‪.‬‬
‫* تم حل الهجلس بعد سبعة أشهر هى انتخابه بحجة الوحدة هع سورَا‪.‬‬

‫‪ - 3‬ظلت هصر وسورَا دوى برلهاى بَى عاهٍ ‪.1960-1958‬‬

‫(‪ )136‬أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الفصل العاشر‪.‬‬


‫‪94‬‬
‫‪ - 4‬لرر ربَس الجههورَة تعََى برلهاى فٍ عام ‪ 1960‬بعد استمالة الوزراء البعثََى‬
‫فٍ دَسهبر ‪.1959‬‬

‫‪ - 5‬فٍ عام ‪ 1961‬تم حل البرلهاى الهعَى‪ ،‬لبل اٖنفصال السورٌ بؤسبوع واحد‪.‬‬

‫‪ - 6‬لم َنعمد أٌ برلهاى بَى ‪.1964-1961‬‬

‫‪ - 7‬انتخب برلهاى جدَد فٍ عام ‪َ ٖ ،1964‬ختلؾ عى برلهاى عام ‪ 1957‬إٖ فٍ أى‬


‫اْعضاء لد استوعبوا تها اها طبَعة وضعهم‪.‬‬

‫‪ - 8‬انتخب برلهاى جدَد فٍ عام ‪ 1969‬علً أساس تنفَذ بَاى ‪ 30‬هارس(‪ ،)137‬وهو‬
‫الهجلس الذٌ شهد بعض الههههة السَاسَة بهناسبة انهَار أهم أعهدة النظام السَاسٍ‬
‫بعد الهزَهة‪ ،‬وانتهً اْهر بحله فٍ هاَو ‪ 1971‬علً َد السادات‪ ،‬دوى أى َظهر بَاى‬
‫‪ 30‬هارس إلً حَز التطبَك‪.‬‬
‫ولد كاى البرلهاى فٍ حمَمته هجرد هجلس استشارٌ‪ ،‬أو ها َفوله ا‬
‫للَٗ ابتدا اء هى‬
‫عام ‪.1964‬‬

‫وفٍ كل هرة تشكل فَها البرلهاى كاى َظهر اٖندهاج بَى عضوَة هذا الهجلس‬
‫وعضوَة النخبة الحاكهة بدرجة ألوي بالهمارنة بالبرلهاى الذٌ سبمه‪ .‬فهع تزاَد نفوذ‬
‫النخبة فٍ كافة الهَبات والهإسسات‪ ،‬وتضخم عدد أفرادها ونفوذهم الهباشر فٍ كل‬
‫اْوساط‪ ،‬أصبحت نسبة الناصرََى أكبر داخل برلهانهم‪ .‬لذلن كاى البرلهاى َشهد‬
‫سفورا هى الحوار والهعارضة الههذبة والهجاهلة هع إعادة‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫أشكاٖ أكثر‬ ‫باستهرار‬
‫تشكَله‪ ،‬ولكنه لم َسجل أبداا أٌ اعتراض ذا شؤى علً لرارات السلطة التنفَذَة‪ ،‬خاصة‬
‫أى اٖتحاد اٖشتراكٍ لد اكتسب حك فصل أعضاء البرلهاى‪ .‬ففٍ برلهاى ‪ 1957‬تم فصل‬
‫ستة أعضاء هى اٖتحاد الموهٍ دوى فصلهم هى البرلهاى‪ .‬أها فٍ برلهاى ‪ ،1964‬فصار‬
‫فصل العضو هى اٖتحاد اٖشتراكٍ َإدٌ آلًَّا إلً فصله هى البرلهاى‪ .‬فالناصرَة إذ‬
‫أعطت البرلهاى حك سحب الثمة هى الوزارة‪ ،‬هنحت نفسها بالهمابل حك سحب الثمة هى‬
‫أعضابه‪ .‬ولد دخل برلهاى عام ‪ 1969‬أؼلب أعضاء برلهاى ‪ 1964‬السابك‪ ،‬إٖ أنه خٗل‬
‫تلن الفترة كاى لطاع كبَر هى الزهرة الناصرَة نفسها لد اندهج بالطبمة الهسَطرة هى‬
‫رجال أعهال وهٗن أراض‪ .‬ولذلن كاى هذا البرلهاى تجهعاا نصؾ فعال لكبار رجال الدولة‬

‫)‪ (137‬بَاى أصدره الربَس جهال عبد الناصر فٍ ‪ 30‬هارس عام ‪ ، 1968‬كوثَمة دستورَة ترسم هعالم الهرحلة بعد‬
‫هزَهة َونَو عام ‪ ، 1967‬والذٌ تضهى حشد كل الطالات هى أجل الهعركة (ٖ صوت َعلو فوق صوت الهعركة)‬
‫وتوفَر الضهانات التٍ تكفل حرَة التعب َر والنشر والبحث العلهٍ والصحافة واستمٗل المضاء وحهاَة الهلكَة العاهة‬
‫والتعاونَة والخاصة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫هنشور بعنواى‪ :‬بَاى الربَس جهال عبد الناصر إلً اْهة ‪ -‬بَاى ‪ 30‬هارس ‪ ،1968‬الهجهوعة الكاهلة لخطب‬
‫وتصرَحات الربَس جهال عبد الناصر‪ ،‬إعداد هدي عبد الناصر‪ ،‬الجزء اْول‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫هى أصحاب اْعهال الخاصة‪ ،‬خاصة أى النظام السَاسٍ كاى َتهاوي علً أثر هزَهة‬
‫‪ 1967‬التٍ طالت سهعة الجَش وهَبته‪ ،‬وهو العهاد اْهم للنظام‪.‬‬

‫وطوال الفترة كاى لربَس الجههورَة الحك فٍ إصدار لرارات لها لوة المانوى‪ ،‬وحتً‬
‫إصدار الموانَى ذاتها فٍ ؼَاب البرلهاى لهعظم الفترة‪ .‬أٌ أى سلطة التشرَع كانت فٍ‬
‫هعظم الولت الولت إحدي وظابؾ رباسة الجههورَة(‪.)138‬‬

‫(‪ )2‬السلطة المضابَة‪:‬‬

‫لَس هى السهل علً السلطة التنفَذَة أى تسَطر علً جهاز لضاء عرَك بشكل كاهل‪،‬‬
‫بحكم ارتباط عهل المضاة بنصوص هحددة‪ .‬ولم َخل اْهر خٗل الفترة الناصرَة هى‬
‫استمطاب عدد هى المضاة إلً النخبة الناصرَة‪ ،‬كها لم َخل هى الضؽوط الهباشرة علً‬
‫المضاء‪ .‬ولكى الطرَمة اْساسَة التٍ استخدهت لتوجَه السلطة المضابَة تهثلت فٍ‬
‫وضع النصوص المانونَة التٍ تتفك هع سَاسة الحكوهة‪ ،‬وتولت رباسة الجههورَة هذا‬
‫اْهر‪.‬‬

‫والسلطة المضابَة التٍ تحكم بالمانوى تعهل هٍ بدورها وفك لوابح ولوانَى هعَنة‬
‫تنظم طرَمة عهلها‪ ،‬وتنعكس هذه الموانَى فٍ إجراءاتها وبالتالٍ تتجسد فٍ النهاَة فٍ‬
‫أحكام المضاة‪ .‬والمضاء َحكم فٍ المضاَا التٍ تنشؤ بَى اْفراد أو الهإسسات وبَى‬
‫حرا إلً حد بعَد‪،‬‬
‫هإٖء وبَى الدولة‪ .‬وبالنسبة للهجال اْول‪ ،‬تركت الناصرَة المضاء ًّ‬
‫فهٍ لم تؤت لهجرد أرهاب وارتكاب الشرور‪ ،‬ولم َكى المضاء الهبرم علً السلطة‬
‫المضابَة ضرور ًَّا لها‪ ،‬فالمضاء نظام ضرورٌ للفصل فٍ الهنازعات الشخصَة علً‬
‫اْلل فٍ أٌ هجتهع‪ .‬ولكى فٍ الهجال الثانٍ‪ ،‬وهو الذٌ َهس الدولة والنظام‪ ،‬نفت‬
‫الناصرَة المضاء تها اها عنه وأعلنت نفسها سلطة لضابَة‪ .‬ولد تحمك هذا هنذ اَْام‬
‫اْولً لٗنمٗب‪ ،‬بتشكَل هحكهة الثورة‪ ،‬ثم تكونت هحاكم أهى الدولة‪ ،‬وأصبح الهدنٍ‬
‫َحاكم أهام هحكهة عسكرَة إذا ارتكب ا‬
‫فعٗ هعادَاا للنظام السَاسٍ‪ .‬كذلن كاى استهرار‬
‫لانوى الطوارئ َهنح السلطة التنفَذَة حك اعتمال وهساءلة الهواطنَى دوى إذى النَابة‪.‬‬
‫وفضٗ عى ذلن لجؤت السلطة إلً الخروج علً المانوى‪ .‬ولد لخص عبد الناصر هذه‬ ‫ا‬
‫الفكرة فمال‪” :‬استمر الرأٌ علً أنه إذا كاى فَه لضَة سَاسَة بنعهل لضَة سَاسَة‪،‬‬
‫ونعهل حتً احنا أنفسنا لضاة‪ ،‬بنحكم زٌ ها احنا عاوزَى ونبعد المضاة عنهم وٖ‬
‫نتدخلش فٍ المضاء“(‪ .)139‬وَمرر عبد هللا إهام‪ ،‬الكاتب الناصرٌ‪ ،‬أى ”المانوى لد هنح‬
‫الدولة هذا الحك“(‪ ،)140‬دوى أى (َنتبه؟!) إلً أى الدولة هٍ التٍ سنت المانوى‪.‬‬

‫(‪ )138‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.21-20‬‬


‫(‪ )139‬عبد هللا إهام‪ ،‬هذبحة المضاء‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫(‪ )140‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪96‬‬
‫وظل المضاة أكثر الفبات عصَا انا علً الناصرَة التٍ لم تنجح أبداا فٍ استمطاب‬
‫أؼلبَتهم إلً صفها‪ ،‬حتً إى عبد الناصر لد اضطر إلً استبعاد ‪ 189‬لاض وهستشار فٍ‬
‫عام ‪ ،1969‬بعد أى هزم هرشحو اٖتحاد اٖشتراكٍ فٍ انتخابات نادٌ المضاة‪ ،‬وأصدر‬
‫لرارا بحل الهجلس وإعادة تشكَله بالتعََى‪.‬‬
‫ا‬
‫والخٗصة أى السلطة التنفَذَة لد انتزعت أهم سلطات المضاء الذٌ تحول‪ ،‬كها وصفه‬
‫وزَر سابك للعدل‪ ،‬هو دمحم أبو نصَر‪ ،‬إلً هرفك(‪ .)141‬حَث لم تعد له أٌ سلطة علً‬
‫الدولة نفسها‪ ،‬إذ انتفت سلطته فٍ هجال المضاَا السَاسَة وهع استهرار حالة الطوارئ‪.‬‬
‫الخٗصة‪ ،‬انتفاء المضاء كؤحد السلطات اْساسَة‪.‬‬

‫(‪ )3‬الحكم الهطلك‪:‬‬

‫سبك أى استعرضنا سلسلة أجراءات التٍ أنهت وجود بعض الهإسسات وتحوَل‬
‫بعضها إلً هلحمات بجهاز الدولة‪ ،‬كاْحزاب والنمابات‪ ،‬وكَؾ تم نفٍ البرلهاى والمضاء‬
‫والوزارة كسلطات فٍ الدولة‪ .‬وبأضافة إلً ذلن عاشت البٗد فٍ ظل أجهزة اْهى‬
‫الهتعددة والهتسلطة وإجراءاتها التعسفَة ولوانَى الطوارئ والتعذَب وتزوَر اٖنتخابات‬
‫وإنشاء سجوى ذات طابع خاص تخضع لهباحث أهى الدولة هباشرة‪ .‬وعلً ذلن ابتلعت‬
‫السلطة التنفَذَة كل السلطات وكل الحرَات‪ ،‬وكها ابتلع ربَس الجههورَة السلطة‬
‫التنفَذَة‪.‬‬

‫هنذ ‪َ 18‬ونَو ‪ 1953‬أعلى الضباط عى إلاهة نظام حكم جههورٌ علً نحو صورٌ‪.‬‬
‫فؤول ربَس جههورَة جاء بالتعََى هى لبل ”هجلس لَادة الثورة“‪ ،‬وتولً الربَس التالٍ‬
‫بواسطة أسلوب اٖستفتاء الذٌ أجري تحت إشراؾ حكوهته نفسها التٍ كاى َعنَها‪ ،‬هو‬
‫أو سلفه‪َ ٖ ..‬هم‪ ،‬وفماا لٕعٗى الدستورٌ لعام ‪ ،1953‬بصفته ربَس ”هجلس لَادة‬
‫الثورة“‪ ..‬أٌ أنه عََّى نفسه بنفسه‪.‬‬

‫لمد تحولت رباسة الجههورَة إلً هإسسة عهٗلة‪ ،‬لها جَش خاص ضخم‪ ،‬وتتبعها‬
‫هإسسات خاصة‪ ،‬كها تولً ربَس الجههورَة رباسة التنظَم السَاسٍ الواحد‪ ،‬بأضافة‬
‫إلً عدد وافر هى الهناصب‪ ،‬فؤصبحت هإسسات الدولة الربَسَة هجرد هلحمات هباشرة‬
‫أو ؼَر هباشرة برباسة الجههورَة‪ .‬وبرؼم انمسام النخبة الناصرَة إلً عدد هى الفرق‬
‫والهجهوعات‪ ،‬ظل الهركز اْكثر حَوَة هو رباسة الجههورَة التٍ أهسكت بَدها كل‬
‫الخَوط‪ .‬وٖ َعنٍ تحول رباسة الجههورَة إلً هإسسة ضخهة انتفاء سلطة الفرد ‪-‬‬
‫الربَس‪ ،‬بل علً العكس تدعهت سلطته الشخصَة علً الدوام‪ ،‬ولكى فٍ إطار سلطة‬
‫النخبة كلها‪ .‬فالحكم الفردٌ الهطلك لم َكى َعنٍ الحكم علً هزاج جهال عبد الناصر‪،‬‬
‫رؼم تؤثَره الكارَزهٍ الذٌ ٖ شن فَه‪ ،‬فلم َكى هو الحاكم الهطلك كشخص‪ ،‬كجهال عبد‬
‫الناصر شخصًَّا‪ ،‬وإنها كاى كذلن باعتباره زعَم البَرولراطَة الحاكهة‪ ،‬فإرادته كانت‬

‫(‪ )141‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ .27‬ووصفه دمحم حسنَى هَكل بنفس الصفة فٍ كتاب‪ :‬لهصر ٖ لعبد الناصر‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪97‬‬
‫تجسد إرادة النخبة ككل‪ ،‬ولذلن نجده َعجز عى تنفَذ بعض ها َرؼب‪ ،‬أٌ ها َرَده هى‬
‫وجهة نظره الشخصَة البحتة‪ ،‬هى ذلن عجزه عى إزاحة الهشَر عبد الحكَم عاهر بعد‬
‫اٖنفصال السورٌ‪ .‬والحمَمة أى السلطة تكوى فٍ حالة الحكم الفردٌ عهو اها هش ّخصة‬
‫أكثر هها َكوى الشخص نفسه‪ ،‬كشخص‪ ،‬سلطة‪ .‬وههها كاى أسلوب الحاكم الفرد ولدراته‬
‫الخطابَة‪ ،‬فهو ٖ َفعل السحر إٖ إذا وجد هى َطلب هذا السحر‪ ،‬أو هى َكوى هستعداا‬
‫ٖستمباله واٖنفعال به‪ .‬وهذا َنملنا إلً اْساس اْعرض لسلطة عبد الناصر‪ ،‬فاْوضاع‬
‫الههَبة علً الصعَد اٖجتهاعٍ لحكم البَرولراطَة كانت هٍ اْساس العهَك لحكم الفرد‪،‬‬
‫ولذلن كاى استهرار نفوذ هذا الجناح أو ذان هى البَرولراطَة َتحدد علً الهدي اْطول‬
‫بالظروؾ العاهة للتوازنات السَاسَة واٖجتهاعَة المابهة بالفعل أو بالموة‪ .‬وهذا َنملنا‬
‫إلً نمطة ثالثة‪ :‬لم َكى ربَس الدولة الهطلك الحكم هجرد انعكاس بسَط ٔرادة النخبة‪،‬‬
‫وإنها كاى َإ ِثّر هو نفسه علَها‪ ،‬بمدرته الخاصة علً استَعاب الوالع اٖجتهاعٍ ككل‬
‫والتفاعل هعه‪ .‬وَسهل فٍ ضوء هذا التحلَل تفسَر تلن الدعاَة جَدة التنظَم لشخص‬
‫الزعَم وعبمرَته وعظهته ولوته‪ ...‬إلخ التٍ هدفت إلً خلك هَبة شخصَة للزعَم‬
‫وإظهار أنه َحكم بشخصه وبمدرته الشخصَة‪ ،‬كؤنه نبٍ اْهة الهلهم ولَس هجرد ربَس‬
‫نخبة حاكهة‪.‬‬

‫والهؽزي اْهم حتً اِى لحكم الفرد الهطلك هو أنه انطوي علً فرض العزل‬
‫السَاسٍ علً الهجتهع كله باستثناء الدولة كفرد اعتبارٌ‪ .‬وهذا َإول إلً نزع حك‬
‫الهواطنة عى اْفراد وتحوَلهم إلً رعاَا للدولة‪ .‬وبالتبعَة تضهى الحكم الهطلك عدم‬
‫احترام ٖ المانوى وٖ الدستور فَها َخص هصالح النظام الحاكم‪ ،‬بأضافة إلً تزََؾ‬
‫إرادة الناخبَى بتزوَر نتابج اٖنتخابات واٖستفتاءات‪ .‬وكوى اٖستفتاءات علً رباسة‬
‫الدولة تؤتٍ بنتَجة ‪َ %99.999‬عنٍ بالتحدَد احتمار الهواطى وتحوَله إلً هجرد نفر‪،‬‬
‫بل نفٍ وجوده كهواطى‪ .‬وبذلن فمد الهواطى الفرد وجوده كهواطى لصالح فرد واحد هو‬
‫الدولة‪ .‬وَ عد ذلن خطوة إلً الوراء بالهمارنة بحال ها لبل اٖنمٗب‪ ،‬حَث كاى الشعب لد‬
‫انتزع بعض الحموق هى الدولة‪ ،‬والتٍ ظلت ضبَلة‪ .‬إذ كاى الفرد لد لطع خطوة‪ ،‬تظل‬
‫هحدودة‪ ،‬فٍ طرَك تحوله إلً هواطى بالهعنً الهفهوم‪ ،‬أٌ هشارن فٍ السلطة‪ .‬ولكى‬
‫هذه الحموق علً ضآلتها لم تكى هٗبهة للنظام اٖجتهاعٍ سواء لبل ‪ 1952‬أو بعده‬
‫الذٌ لم َستطع أى َستوعب هذا المدر الضبَل هى الدَ ُهمراطَة البرجوازَة‪.‬‬

‫تصبح الجههورَة الناصرَة هنذ اِى بَى لوسَى‪ ،‬فالحكم الهطلك َتضهى نفٍ حك أٌ‬
‫فرد فٍ الهواطنة‪ ،‬أٌ نفٍ فكرة الجههورَة‪.‬‬

‫لمد احتفظت الناصرَة هى الحكم الهلكٍ بؤهم هحتوي‪ ،‬ولكنها ألبسته ثَاباا تلَك بطبَعة‬
‫النخبة الحاكهة الجدَدة‪ .‬لذلن َصبح الحدَث عى جههورَة ناصرَة َساوٌ الحدَث عى‬
‫دابرة هربعة‪.‬‬

‫(ج) دور الجَش‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫حَى خلع الضباط لدي استَٗبهم علً السلطة بزاتهم العسكرَة‪ ،‬لم َعى هذا انتهاء‬
‫دور هذه البزة‪ ،‬فالجَش‪ ،‬الذٌ أصبح ناصرًَّا بعد أى كاى الحصى اْخَر للنظام الهلكٍ‬
‫السابك‪ ،‬لد لفز اِى إلً الهمدهة‪ ،‬ولكنه لم َلعب دور الفتً اْول بواسطة الهدافع علً‬
‫نحو هباشر وإنها هى وراء الحكم الهطلك‪ .‬فالنخبة الناصرَة إذ جاءت بانمٗب عسكرٌ‬
‫ظلت تخشً داب اها أى تزاح بنفس الطرَمة‪ ،‬فمد استهر الجَش‪ ،‬أو باْحري لطاعات هههة‬
‫هنه‪َ ،‬شكل تهدَداا كاهناا‪ ،‬تحول إلً تهدَد فعلٍ فٍ أوابل وأواخر الفترة الناصرَة‪ .‬لذلن‬
‫ظل الضباط َتهتعوى بوضع ههَز داخل النخبة الحاكهة‪ ،‬ونمصد الضباط الذَى ظلوا داخل‬
‫صا فٍ النخبة الحاكهة التفت حول عبد الحكَم عاهر الذٌ لمبه‬ ‫ا‬
‫فصَٗ خا ًّ‬ ‫الجَش‪ ،‬فشكلوا‬
‫الضباط‪ :‬الرجل اْول بش َْرطة‪.‬‬

‫وكاى لهذه الفبة نفوذ كبَر داخل الدولة‪ ،‬واعت ُرؾ بسطوتها رسهًَّا بتعََى عبد الحكَم‬
‫عاهر نابباا لربَس الجههورَة عام ‪ ،1958‬كها أطلمت َده فٍ سورَا بعد الوحدة‪ ،‬وفٍ‬
‫الَهى بعد التدخل الهصرٌ‪ ،‬وأصبح النابب اْول لعبد الناصر فٍ عام ‪ .1964‬واستطاع‬
‫الجَش أى َهد نفوذه داخل الهإسسات الهدنَة‪ ،‬بتعََى رجال اتسهوا بالوٖء الشخصٍ‬
‫لكبار الضباط‪ ،‬خاصة عبد الحكَم عاهر‪ ،‬علً رأسها‪ .‬كها أشرؾ الجَش هباشرة علً‬
‫عدد هى الهإسسات هثل هَبة النمل العام‪ ،‬ولجنة تصفَة ألطاع واٖتحادات الرَاضَة‬
‫الهختلفة‪ ،‬كها شارن فٍ أعهال هدنَة عدَدة‪ .‬وَعود الدور البارز لعبد الحكم عاهر فٍ‬
‫السلطة إلً هذا الدور الكبَر للجَش‪ ،‬الناجم عى تركز السلطة فٍ َد بَرولراطَة الدولة‬
‫العلَا التٍ تعد لَاردات الجَش وأجهزة اْهى الجسم الربَسٍ لها‪ .‬أها لهاذا استطاع ذلن‬
‫الهشَر أى َظل لابداا ٖ َباري للجَش‪ ،‬فؤهر َتعلك بمدرته الشخصَة علً تكوَى هركز‬
‫لوٌ ذٌ بؤس‪ ،‬بالعٗلات الشخصَة وهنح الضباط الكثَر هى اٖهتَازات‪ .‬واْهم تهتعه‬
‫بالثمة الشخصَة للزعَم‪.‬‬

‫ولم تتعارض سطوة الجَش هع الحكم الفردٌ لعبد الناصر وإنها كانت دعاهته‬
‫الربَسَة‪ .‬فالخٗؾ بَى الجَش والربَس كاى َخفٍ وراءه هذه العٗلة الحهَهة والموَة‪،‬‬
‫ولم تكى ثهة خٗفات سَاسَة هحددة بَى الطرفَى‪ ،‬فها كانت سوي خٗفات علً السلطات‬
‫الههنوحة للجَش والضباط‪ ،‬بأضافة إلً خٗفات فٍ وجهات النظر الشخصَة بَى‬
‫صا للَل الكفاءة والجدَة هى حَث‬‫الربَس وهشَره‪ .‬وهى الهعروؾ أى اْخَر كاى شخ ا‬
‫ههنته كرجل عسكرٌ‪ .‬ولم َعى الخٗؾ بَى الطرفَى أى لطاع الضباط كاى هعادَاا لعبد‬
‫الناصر‪ ،‬فهثل كل الكتل اْخري داخل النخبة الحاكهة‪ ،‬كاى الضباط َحاولوى فرض وجهة‬
‫نظرهم‪ .‬وكاى الهعنً اْساسٍ لهحاوٖت عبد الناصر فرض سلطته علً الجَش عى‬
‫طرَك ”التنظَم الطلَعٍ“ أو رجاله الهباشرَى‪ ،‬هو أى هنان لوي أخري داخل النخبة‪ ،‬أٌ‬
‫أى إرادة الجَش لَست هطلمة داخل الدولة‪ .‬وكاى خلع البزات العسكرَة هى جانب رجال‬
‫الدولة ذا هعنً واضح‪ ،‬أى السلطة لَست سلطة الجَش بها هو كذلن‪ ،‬ولكنها سلطة‬
‫النخبة التٍ لاهت باٖنمٗب‪ ،‬والتٍ كانت وحدها الهخولة حك اختَار شركابها‪ .‬وهى ثم‬
‫أصبح الجَش كجَش‪ ،‬هطالباا بؤى َظل جَشاا‪ ،‬وبات َهارس نفوذه هى وراء الواجهة‬
‫الهدنَة‪ ،‬تفادَاا ٖنمٗبات عسكرَة هتتالَة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ولد أدي انكسار الجَش عام ‪ 1967‬إلً انكسار النخبة ككل‪ ،‬إذ فمد أكبر هراكز الموي‬
‫هَبتها‪ ،‬وهو التٍ كاى‪ ،‬بنفوذه الكبَر‪ ،‬السند اْساسٍ للهَبة الناصرَة‪.‬‬

‫***************************‬

‫لم نكشؾ الطابع الدَكتاتورٌ للحكم الناصرٌ لنبرهى علً أى الناصرَة هٍ حكوهة‬
‫الشَطاى‪ ،‬فالسلطة ٖ تهارس المهع ح ًّبا فَه بل لتدعَم نفسها‪ .‬ونحى نستهدؾ فٍ النهاَة‬
‫اكتشاؾ الناصرَة ٖ أكثر‪ .‬ولَس تحلَلنا لشكل الحكم سوي لحظة فٍ سَاق اكتشاؾ‬
‫طبَعته الداخلَة‪.‬‬

‫وَتضهى التحلَل السابك هحتوي المهر الناصرٌ‪ ،‬فمد وجه إلً كل الطبمات‪ ،‬إذ هو‬
‫لَس هجرد لهع الطبمة الهسَطرة للشعب‪ ،‬بل لهع البَرولراطَة للهجتهع كله‪ .‬إنه حالة‬
‫سدة فٍ نظام سَاسٍ‪ ،‬فهذا الشكل هى الحكم َهثل إذى ضرورة هباشرة‬ ‫الطوارئ هج َّ‬
‫للنخبة الحاكهة الجدَدة‪ ،‬وضرورة بعَدة الهدي للنظام ككل‪ .‬ولد كاى لهع رجال اْعهال‬
‫َسَر جنباا إلً جنب هع لهع الشعب‪ ،‬باسم الشعب طب اعا‪ .‬وهذا المهع الهزدوج هو ها َهَز‬
‫ظاهرة البونابرتَة‪ .‬لمد نشؤ هذا النظام السَاسٍ الجدَد عى أوضاع عَنَة سبك تحلَلها‪.‬‬
‫ولد سبك أى حللنا كَؾ كانت الناصرَة نتاج توازى الموي فٍ عام ‪ ،1952‬ولكى بتحلَل‬
‫تؽََرا ها فٍ هذه الهوازَى نفسها‪ ،‬فالحكم َمهع كل الطبمات‪.‬‬
‫ا‬ ‫نظام حكهها نجد أنه َتضهى‬
‫وٖبد أى َحهل هذا الهنطك بذرة سَاسات جدَدة‪ ،‬أخذت فٍ الظهور هنذ بداَة اٖنمٗب‪:‬‬
‫أصٗح الزراعٍ ورفع أجور العهال وتشجَع رأس الهال الهحلٍ واْجنبٍ ورفض‬
‫التحالؾ هع الؽرب‪..‬‬

‫كاى لهع كل الطبمات َتضهى بوضوح تؽََر النظام السَاسٍ وتعدَل النظام اٖجتهاعٍ‬
‫دوى هدهه‪ ،‬فاستهدؾ لهع الطبمة الهسَطرة التعدَل‪ ،‬بَنها استهدؾ لهع الهعارضة‬
‫الرادَكالَة هنع انهَار النظام‪ .‬وكاى اكتشاؾ هذه الحمَمة هو هدفنا هى تحلَل نظام الحكم‬
‫الناصرٌ‪.‬‬

‫والتساإل الذٌ َفرض نفسه هنا هو اِتٍ‪ :‬ها هو الهؽزي اٖجتهاعٍ لهذا الحكم‬
‫بسهاته الهتعددة تلن‪ ..‬عم َعبر بالضبط بؽض النظر عى الدوافع الهباشرة لسلوكه‪ ،‬هذه‬
‫هٍ المضَة‪ .‬وهنان فكرة واسعة اٖنتشار فٍ أوساط أنتلَجَنسَا العربَة بخصوص‬
‫الناصرَة‪َ ،‬هكى إَجازها فٍ الفصل بَى السلطة كسلطة واْجهزة التٍ تنفذ سَاستها‪ ،‬أو‬
‫بَى الَد العلَا فٍ السلطة وهوظفَها‪ ،‬بحَث تظل صٗحَة السلطة أو ثورَتها أو انتهابها‬
‫للشعب بهثابة الشٍء فٍ ذاته‪ ،‬الذٌ َظل ؼَر لابل للفض رؼم ههارسات هنالضة تها اها‬
‫لكى اْشرار الهحَطوى‬ ‫تفسَرا هبس ا‬
‫طا‪ ،‬فالزعَم طَب و ْ‬ ‫ا‬ ‫لهذا التصور‪ ،‬فَجرٌ تفسَر اْهر‬
‫به هم هصدر الفساد‪ .‬وإذى فالشٍء الربَسٍ علً ها َرام‪ ،‬وها هى هبرر لههاجهة النظام‬
‫والعهل علً إسماطه‪ .‬ذلن هو هحتوي الفكرة‪ .‬فعبد الناصر‪ ،‬أٌ بهعنً ها‪ :‬النظام‪ ،‬رجل‬
‫ثورٌ ودَ ُهمراطٍ وعظَم‪ ،‬وكل ها جري هى لهع للهعارضَى وتآهر علً الثورات فٍ‬
‫العالم العربٍ‪ ،‬هثل جنوب وشهال الَهى والشام والعراق‪ ،‬هو هى فعل اْجهزة‪ ،‬ولَس هى‬

‫‪100‬‬
‫فعل عبد الناصر‪ .‬ولد اجتهد الكثَروى فٍ البحث عى عبارات أو كلهات لالها عبد الناصر‬
‫هثٗ‪ ،‬لَبرهنوا بها علً سٗهة طوَته‪ .‬كها َسعً‬ ‫ْحد الصحفََى فٍ حجرة هؽلمة ا‬
‫أصحاب هذه الفكرة للبرهنة علً أى هعظم أو كل السَاسات الهوجهة ضد الهعارضة‬
‫الَسارَة الهصرَة والعربَة علً أَدٌ الناصرََى كاى َموم بها أشخاص لهم هصالح فٍ‬
‫ذلن‪ ،‬أو لاهت بها أجهزة رجعَة داخل النظام‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫إى هذه الفكرة لَست هوضوعَة بالهرة‪ ،‬فالنظام وفماا لها هو عبد الناصر‪ ،‬وعبد‬
‫الناصر لَس هو ها َفعله‪ ،‬بل هو الخَر فٍ ذاته‪ ،‬أو أحد هثل أفٗطوى الهَتة‪ .‬لَس هذا‬
‫فحسب‪ ،‬بل إى تطوره الفكرٌ َصبح هو نفسه تطور النظام‪ ،‬حتً ولو استهرت هذه‬
‫اْفكار الهزعوهة هجرد أفكار‪.‬‬
‫ا‬
‫تفصَٗ إلً‬ ‫وٖ نظى أنه هى الضرورٌ للهرء حَى َعالج ظاهرة الناصرَة أى َتطرق‬
‫شخصَة عبد الناصر هى الداخل‪ ،‬ولد َكوى الشخص نفسه هتهتعاا بهختلؾ الهزاَا‬
‫الشخصَة وفماا للعرؾ السابد هها َجتهد البعض فٍ إثباتها‪ ،‬ولكى لَس لهثل هذه اْهور‬
‫كبَر هؽزي فٍ الهوضوع الهطروح هنا‪ .‬فالفرد كدور فٍ التارَخ لَس سوي هذا الدور‬
‫نفسه‪ ،‬أو كها لال هَجل‪” :‬أنساى لَس شَباا آخر سوي ها َموم به هى أعهال“‪ .‬فعبد‬
‫الناصر هو دوره الفعلٍ‪ ،‬أو أى هذا هو ها َهم الناس‪ ،‬وإذا كانت أجهزته هٍ التٍ‬
‫ارتكبت بشكل هباشر اِثام‪ ،‬فمد كاى هو ربَس رإساء هذه اْجهزة‪ ،‬فاِثام‪ ،‬إى اعتبرت‬
‫فعٗ‪ ،‬لد ارتكبت هى داخل نظاهه‪ ،‬أٌ هى داخل حكهه‪ .‬والحكم الفردٌ الهطلك‬ ‫كذلن ا‬
‫َتضهى بالضرورة فساد اْجهزة وتعسفها‪ ،‬بل إى الحكم الفردٌ هو نفسه لهة الفساد‬
‫السَاسٍ‪ .‬ولَس هى الضرورٌ أى نبرهى علً هدي علم أو جهل عبد الناصر كشخص‬
‫بؤعهال هعَنة‪ ،‬أو حتً بسَاسة الدولة نفسها‪ ،‬الهعادَة للَسار وللتنظَهات الشعبَة‬
‫الهستملة والهتهاونة هع الفكر الرجعٍ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ولكى الضرورٌ هو أى نبرهى علً أى‬
‫الناصرَة‪ ،‬فٍ وضعها لسَاسات هعَنة وتطبَمها لهذه السَاسات‪ ،‬إنها كانت تفعل شَب اا‬
‫هرتب اطا علً نحو ضرورٌ بطبَعة النخبة البَرولراطَة نفسها وبالظروؾ التٍ حكهت‬
‫فَها‪ ،‬ولَس بتطور فكر الزعَم أو بؤَدَولوجَا وضعت هسبماا أو بهبادئ هَتافَزَمَة‪ .‬ولد‬
‫تحدثنا فَها سبك عى اٖرتباط الضرورٌ بَى الناصرَة وسَاسة حكهها العَنَة‪ ،‬وسوؾ‬
‫نحلل هذا اٖرتباط نفسه بالنسبة لفكرتها عى نفسها‪ .‬وسواء كاى عبد الناصر لد فعل‬
‫بنفسه أو لم َفعل‪ ،‬فمد فعل فٍ الحمَمة كنظام هشخص‪ ،‬أو كنظام َحكم حك اها هطلماا‪ ،‬ولكى‬
‫نَته ٖ تههنا‪ ،‬فاْعهال ٖ تماس بالنَات إٖ عند هللا وحده!‬

‫ونحى ٖ َههنا إظهار سوءات أو حسنات عبد الناصر ْننا ٖ نتعاهل هع التارَخ‬
‫كصراع بَى الخَر والشر‪ ،‬وعبد الناصر بالنسبة لنا لَس سوي رأس النظام‪ ،‬والنظام هو‬
‫هنظوهة هعَنة ولَس فكرة كاهنة تطلك فٍ الحجرات الهؽلمة‪ .‬ولد هثل عبد الناصر‪ ،‬ولو‬
‫بدوى رؼبته‪ ،‬دور زعَم البَرولراطَة‪ ،‬وههها كاى َعتمد بؤى ها َفعله هو الحك أو الخَر‬
‫أو حتً هصلحة الشعب‪ .‬وهى الهحتهل أنه كاى َعتمد أنه َحمك اٖشتراكَة بهفهوهه‬
‫الخاص لها‪ ،‬ولكى هفاهَهه الحمَمَة اتضحت فٍ أفعاله‪ ،‬كها أنها لم تهثل بالضرورة كل‬
‫ها َرَده كشخص‪ْ ،‬نه كاى َهثل كتلة هتنوعة هى البشر‪ ،‬وكاى علَه إرضاء أطراؾ‬
‫‪101‬‬
‫نخبته‪ ،‬والحفاظ علً هذه النخبة نفسها بإرضاء أو تحََد كافة الموي اْخري فٍ‬
‫الهجتهع‪.‬‬

‫وباختصار‪ ،‬لم َكى عبد الناصر َختار وفماا لهَوله الشخصَة‪ ،‬وإنها كاى َختار وفماا‬
‫لهحصلة لوي هتعارضة‪ .‬وهذا ٖ َنفٍ فعله الخاص كفرد هبدع أَضاا‪ ،‬وٖ َنفٍ دور‬
‫نوازعه الشخصَة‪ .‬ولكنه كزعَم نخبة كاى فعله الخاص هو فٍ النهاَة فعل النخبة‬
‫صا‪.‬‬
‫هشخ ا‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫فلسفة الحكم‪:‬‬
‫واِى هل َهكى أى نتحدث عى فلسفة ناصرَة؟‬

‫توصلنا حتً اِى إلً أى الناصرَة هٍ الفبة البَرولراطَة التٍ حكهت هصر هنذ‬
‫انتصار انمٗب َولَو ‪ ،1952‬بهنطك حكهها وبنابه الخاصَى‪ ،‬وسوؾ نري فَها بعد أى‬
‫الناصرَة هٍ أَضاا هجهوعة هى السَاسات اٖلتصادَة واٖجتهاعَة‪ ...‬إلخ‪ .‬واِى نكرر‬
‫سإالنا‪ :‬هل تتضهى الناصرَة فلسفة أَضاا؟‬

‫أعلنت حكوهة الضباط عى وجودها للعالم بهبادئ ستة أصبحت شهَرة فَها بعد(‪.)142‬‬
‫ثم لدم عبد الناصر كتاب ”فلسفة الثورة“ هتحدثاا عى البطل الذٌ َنتظره الشرق وعى‬
‫الدوابر الثٗث التٍ تمع فَها هصر حسب رإَته‪ :‬دابرة عربَة‪ ،‬وأفرَمَة‪ ،‬وإسٗهَة‪ .‬ثم‬
‫أخَرا كؤفكار هبلورة‪ ،‬وتوالت‬
‫ا‬ ‫جاء ”الهَثاق الوطنٍ“ عام ‪ 1962‬لَمدم الناصرَة‬
‫عشرات النشرات والشروح لهذا الهَثاق‪ .‬ولد حهل لواء الفكرة الجدَدة تنظَم هو‬
‫”اٖتحاد اٖشتراكٍ العربٍ“ الذٌ بدأ تحت اسم ”هَبة التحرَر“ ثم تحول إلً ”اٖتحاد‬
‫الموهٍ“ لبل أى َتخذ اسم ”اٖتحاد اٖشتراكٍ“‪ .‬وألَهت بجانبه هنظهة الشباب‪ ،‬ثم تم‬
‫إنشاء ”التنظَم الطلَعٍ“ هى أعلً وبشكل سرٌ‪ ،‬كحزب ناصرٌ حمَمٍ َحهل الناصرَة‬
‫كنظرَته الخاصة‪.‬‬

‫(‪ )142‬هذه الهبادئ هٍ‪:‬‬


‫‪ - 1‬المضاء علً اٖستعهار وأعوانه هى الخونة الهصرََى‪.‬‬
‫‪ - 2‬المضاء علً ألطاع‪.‬‬
‫‪ - 3‬المضاء علً اٖحتكار وسَطرة رأس الهال علً الحكم‪.‬‬
‫‪ - 4‬إلاهة عدالة اجتهاعَة‪.‬‬
‫‪ - 5‬إلاهة جَش وطنٍ لوٌ‪.‬‬
‫‪ - 6‬إلاهة حَاة دَ ُهمراطَة سلَهة‪.‬‬
‫الهَثاق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪102‬‬
‫ولَس هى السهل أى ننكر وجود نظرَة ناصرَة‪ .‬فهذا الكم الكبَر هى الهفاهَم الخاصة‬
‫كثَرا‪ ،‬حتً علً الفكر أسٗهٍ وعلً الهاركسَة نفسها فٍ‬ ‫ا‬ ‫التٍ انتشرت بالفعل وطؽت‬
‫الهنطمة العربَة‪ ،‬هٍ بالتؤكَد أفكار حمَمَة‪ ،‬وَجب أى نعترؾ بذلن بؽض النظر عى‬
‫رإَتنا وتحلَلنا لهذه اْفكار‪ ،‬وحتً بؽض النظر عى التزام النظام الناصرٌ نفسه بكل‬
‫هذه اْفكار‪.‬‬

‫وهثلها حدد الحكم الهطلك نفسه‪ ،‬راح بنفس الطرَمة َحدد فكرته عى نفسه‪ ،‬أٌ َضع‬
‫نظرَة أو أَدَولوجَا تتضهى تحلَل هاهَته‪.‬‬

‫ولد ظلت اَْدَولوجَا الناصرَة هجرد اهتداد للحكم الهطلك‪ ،‬أو بهعنً أصح هتضهنة‬
‫له‪ ،‬فٍ طرَمة إنتاجها ونشرها‪ ،‬بل وفٍ هضهونها ذاته‪ .‬فهى الطبَعٍ أى َبرر النظام‬
‫درس فٍ الهدارس‬ ‫وجود نفسه‪ ،‬وكنظام شهولٍ كاى َفرض اَْدَولوجَا فرضاا‪ ،‬فت ُ َّ‬
‫والجاهعات كحمابك هطلمة وَهتحى فَها الطٗب‪ ،‬وتعلك ٖفتات بشعاراتها فٍ الهَادَى‪،‬‬
‫وتبثها وسابل أعٗم‪ ،‬كها خصصت هعسكرات هعَنة لتلمَى الشباب هبادبها‪ ،‬سهَت‬
‫هبكرا‪ ،‬فٍ ‪ 10‬نوفهبر ‪ 1952‬وزارة‬ ‫ا‬ ‫هعسكرات إعداد الكوادر‪ .‬ولد أنشؤت حكوهة َولَو‬
‫تسهً أرشاد الموهٍ‪ ،‬تهدؾ باختصار إلً السَطرة علً الصحافة وأعٗم والثمافة‬
‫والفنوى وتوجَه الرأٌ العام ككل(‪.)143‬‬

‫ولد كانت اْفكار الناصرَة هى ألوي أسلحة النظام‪ ،‬بل ألواها علً أطٗق‪ .‬إذ‬
‫استخدهت فٍ تهجَد السَاسات أصٗحَة بطرَمة فعالة للؽاَة‪ ،‬وفٍ تبرَر المهع‪ ،‬بل‬
‫وتهجَده‪ ،‬وفٍ إظهار النظام الناصرٌ فٍ ثوب الثورة وطهس هحتواه الهحافظ‪ ،‬هحممة‬
‫له بذلن نفوذاا طاؼ اَا وسط الجهاهَر‪.‬‬

‫وسوؾ نتناول هنا الفكر الناصرٌ فٍ حد ذاته بالتحلَل‪ ،‬كهجرد فكر‪ ،‬ؼاضَى النظر‬
‫هإلتاا عى التطبَك(‪ ،)144‬وَهدؾ هذا الفصل الهإلت بَى النظرَة والتطبَك إلً تحلَل‬
‫النظرَة نفسها‪ .‬ورؼم أى التطبَك هو اٖختبار الحمَمٍ للنظرَة‪َ ،‬عد تحلَل اْخَرة فٍ‬
‫ذاتها خطوة ضرورَة هنطم ًَّا لفهم أوضح للنتابج‪ .‬وهذا التسلسل فٍ حالة الناصرَة هو‬
‫سا‪ .‬فالنظرَة لم تسبك الوالع أبداا‪ ،‬وإنها تكونت هى خٗل ”الههارسة‬‫تسلسل هنطمٍ أسا ا‬
‫والخطؤ“‪ ،‬وتبلورت فٍ النهاَة فٍ صورة وثابك‪ ،‬فٍ الولت الذٌ كاى فَه ”التطبَك“ لد‬

‫)‪ (143‬هرسوم بمانوى رلم ‪ 270‬لسنة ‪ ،1952‬هجلة الولابع الهصرَة‪ ،‬عدد ‪ 149‬هكرر‪ ،‬صادر فٍ ‪ 10‬نوفهبر‬
‫‪.1952‬‬
‫(‪ )144‬طُرحت فكرة أى الناصرَة لد تبنت الفلسفة الوضعَة الهنطمَة‪ .‬انظر ا‬
‫هثٗ‪ :‬أهَر إسكندر‪ ،‬صراع الَهَى والَسار‬
‫فٍ الثمافة الهصرَة‪ ،‬ص ‪ .40‬والحمَمة أى الناصرَة لد التمت هع تلن الفلسفة فٍ نزعتها التجرَبَة بشكل أساسٍ‪.‬‬
‫ولكى الوضعَة الهنطمَة لم تتحول إلً تَار فكرٌ‪ ،‬وظل رجلها الهخلص فٍ هصر (زكٍ نجَب هحهود) واحداا وحَداا‪.‬‬
‫للَٗ هى الجدل فٍ الخهسَنات والستَنات‪ ،‬ولكنه لم َستطع نشر فلسفته علً نطاق واسع‪ ،‬وكاى‬ ‫وربها أثارت كتابته ا‬
‫تؤثَره اْكبر علً تٗهَذه تثمَفًَّا باْساس‪ ،‬باعتباره هى أكبر الهتخصصَى فٍ الفلسفة فٍ هصر‪ ،‬ولكنه لم َكى أبداا‬
‫فَلسوؾ النظام‪ .‬وذلن أى الناصرَة لم تحتج إلً فلسفة ‪ -‬بالهعنً الهفهوم ‪ -‬لهواجهة خصوصها‪ ،‬بدلَل أى الهَثاق لد‬
‫أذهل ؼالبَة الَسار الهاركسٍ‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫ا‬
‫طوَٗ‪ .‬كذلن ٖ َهكى اٖكتفاء بالمول بؤى التطبَك لد سبك النظرَة‪ ،‬فالتطبَك‬ ‫لطع شو اطا‬
‫أو الههارسة هو نفسه تطبَك لنظرَة ها‪ ،‬حتً لو كانت فٍ هرحلة جنَنَة‪ ،‬فمد ظهرت‬
‫اْفكار لبل السَاسة ولكنها اكتهلت بعدها‪ .‬ولد سبك ورأَنا أى بذرة الفكر الناصرٌ لد‬
‫انبثمت هع اٖنمٗب نفسه أو حتً هى لبله (الهبادئ الستة) وراحت تنهو بسرعة هع‬
‫حركة اْحداث‪ ..‬لذلن َبدأ هدخلنا إلً دراسة السَاسة الفعلَة هى دراسة الناصرَة كفكر‪.‬‬
‫ونحى نعتبر أى أفكار الحكم الناصرٌ‪ ،‬أو فلسفته‪ ،‬لحظة فٍ سَاسة الحكم نفسها‪ .‬فلَس‬
‫لنا أى نتولع هى الحكم الهطلك‪ ،‬البولَسٍ الهعتهد علً العصا والجزرة والدَهاجوجَة‬
‫الدعابَة أى َمدم لنا نظرَة خالصة لوجه هللا‪ .‬فالناتج الطبَعٍ أو الهنطمٍ لهذا الحكم هو‬
‫أى َصَػ أفكاره بطرَمة تبرر حكهه البَرولراطٍ‪ .‬والنظرَة فٍ هذه الحالة ٖبد أى تكوى‬
‫تنظَرا للحكم‬
‫ا‬ ‫نظرَة السلطة‪ ،‬نظرَة رسهَة تها اها‪ ،‬هعبرة عنها هباشرة‪ ،‬أٌ تكوى‬
‫البونابرتٍ‪ .‬وسوؾ نعتهد فٍ تحلَلنا علً الوثَمة اْساسَة‪ ،‬تلن النظرَة التٍ أطلك‬
‫علَها أصدلاء النظام فٍ الستَنات‪ :‬النظرَة الثورَة‪ :‬الهَثاق‪ .‬لمد وجدت النخبة الناصرَة‬
‫نفسها فٍ البداَة عاجزة عى هواجهة خصوهها علً الصعَد اَْدَولوجٍ‪ ،‬وبلػ هذا‬
‫الضعؾ ذروته هع اشتداد نفوذ هإٖء اْعداء‪ :‬الشَوعَة والحركة الموهَة العربَة فٍ‬
‫الهنطمة بعد حرب ‪ ،1956‬هها حفزها بموة إلً اصطناع بناء نظرٌ‪ .‬وكاى علَها فٍ ذلن‬
‫أى تستخدم نفس الهصطلحات واللؽة التٍ استخدهها الشَوعَوى والموهَوى‪ ،‬بل وأى‬
‫كثَرا هى هنطلماتهم وحججهم نفسها‪ ،‬دوى أى تنسً أى تركز علً‬ ‫ا‬ ‫تتبنً بمدر استطاعتها‬
‫ها اعتبرته واحداا هى أهم هَزاتها علً الهاركسَة‪ :‬الدَى‪ .‬ولد التصر استخدام الدَى علً‬
‫الولاَة هى انتشار اْفكار التمدهَة علً نطاق واسع وهى اندفاع جههور الهثمفَى‬
‫وراءها‪ ،‬ولذا لم تصل الناصرَة إلً حد تبنٍ الشرَعة أسٗهَة‪ ،‬بل اكتفت بتذكَر الناس‬
‫بؤى الهاركسَة حرام!‬

‫وسوؾ نهتم هنا بإبراز الهحتوي الحمَمٍ لٓفكار الناصرَة اْساسَة‪ ،‬أو اْفكار‬
‫الحمَمَة للناصرَة‪ ،‬بهدؾ التوصل لتشخَص عام لهذه اْفكار‪ ،‬تههَداا ٖختبارها فٍ‬
‫الههارسة العهلَة‪ ،‬أٌ السَاسة الناصرَة‪.‬‬

‫***************************‬

‫َبدأ الهَثاق بتمرَر حاسم‪ :‬إى الثورة ضرورَة للمضاء علً المهر والتخلؾ‪ ،‬وأشَاء‬
‫أخري كثَرة ولكى هجردة‪ ،‬ثم َحدد للثورة العربَة أهدافاا ثٗثة‪ :‬الحرَة واٖشتراكَة‬
‫والوحدة‪.‬‬

‫* الحرَة هٍ حرَة الوطى والهواطى‪.‬‬

‫* واٖشتراكَة هٍ الكفاَة (وسَلة) والعدل (ؼاَة)‪.‬‬

‫* وطرَمة الوحدة العربَة هو العهل السلهٍ والدعوة الجهاهَرَة‪ ،‬أها الطرَك إلً‬
‫تحمَك هذه اْهداؾ ككل فهو‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫الحرَة تتحمك بالعنؾ ضد اٖستعهار‪.‬‬

‫واٖشتراكَة تتحمك بطرَمة سلهَة وبدوى صراع طبمٍ‪ ،‬بتذوَب الفوارق بَى‬
‫الطبمات‪ ،‬حَث إى هنان ظروفاا جدَدة تواجهها التجارب اٖشتراكَة الحدَثة‪ ،‬ههثلة فٍ‬
‫التوازى النووٌ وفٍ وجود لوي هعنوَة هثل اْهم الهتحدة لادرة علً صنع السٗم‬
‫الدولٍ‪ .‬ولنفس اْسباب فإى زهى الوحدة علً الطرَمة اْلهانَة لد ولًّ‪.‬‬

‫كها أنه ”لم َعد حت اها علً العهل اٖشتراكٍ أى َلتزم التزا اها حرفًَّا بموانَى جرت‬
‫صَاؼتها فٍ المرى التاسع عشر“ (َعنٍ لطعاا‪ :‬الهاركسَة) وَرفض الهَثاق وضع فكر‬
‫الثورة العربَة فٍ نظرَات هؽلمة علً حد تعبَره‪ ،‬وَمصد الهاركسَة أَضاا‪.‬‬

‫والكٗم حتً اِى هجرد وَهكى أى َعنٍ أشَاء كثَرة ولكنه َؤخذ فٍ اٖتضاح شَب اا‬
‫فشَباا كها سنري‪:‬‬
‫ا‬
‫أوٖ‪ :‬الحرَة‪:‬‬

‫أها عى حرَة الوطى لدي الناصرَة‪ ،‬فهٍ اٖستمٗل السَاسٍ‪ ،‬أٌ حرَة جهاز الدولة‪،‬‬
‫وعدم سَطرة رأس الهال اْجنبٍ علً السلطة السَاسَة واٖلتصادَة‪.‬‬

‫ولد بلورت الناصرَة فكرتها عى اٖستمٗل السَاسٍ فٍ شعارٌ‪” :‬الحَاد اَٖجابٍ‬


‫وعدم اٖنحَاز“‪ ،‬و”نصادق هى َصادلنا ونعادٌ هى َعادَنا“‪ .‬وهٍ شعارات تعبر عى‬
‫نزعة تجرَبَة وٖ هبدبَة‪ ،‬عٗوة علً أنها تعترؾ بالوضع الدولٍ كهعطً نهابٍ‪ ،‬فلم‬
‫تطرح علً نفسها هههة إنشاء لوة عالهَة جدَدة ( ا‬
‫هثٗ بإلاهة تحالفات كانت ههكنة فٍ‬
‫ولتها) فٍ هواجهة الموي العالهَة المابهة بالفعل‪ .‬وهو هولؾ َختلؾ عى هولؾ الصَى‬
‫هثٗ التٍ تبنت شعار عدم اٖنحَاز فٍ سَاق الخروج هى الهَهنة السوفَتَة فحسب‪ ،‬بَنها‬ ‫ا‬
‫هٍ لررت هنذ انتصار ثورتها خلك هركز دولٍ جدَد فٍ الصَى‪ .‬ولذلن لم تولع ‪ -‬ا‬
‫هثٗ ‪-‬‬
‫علً اتفاق حظر انتشار اْسلحة النووَة الذٌ ولعت علَه هصر الناصرَة (ثم تم‬
‫التصدَك علً الهعاهدة فٍ ‪ .)1981‬والهمارنة بَى الكتاب اْحهر والهَثاق هفَدة للؽاَة‪،‬‬
‫فالروح هختلفة تها اها‪.‬‬

‫أها حرَة الهواطى فتفههها الناصرَة بشكل خاص‪ :‬فالهَثاق َوجه انتمادات هاهة‬
‫لدَ ُهمراطَة ها لبل ‪” :1952‬كاى تصوَت الفٗح إجبارًَّا‪ ،‬شراء اْصوات‪ ،‬التزوَر‪،‬‬
‫التؤهَى النمدٌ الباهظ لهرشحٍ البرلهاى‪ ،‬ضَاع حرَة الصحافة“‪ .‬وهو هع ذلن نمد ؼَر‬
‫جذرٌ‪ ،‬فلم َنتمد سوي هسابل جزبَة ولم َنتمد اللَبرالَة كهبدأ ونظام‪ ،‬هع أى الهَثاق‬
‫َحاول أى َبدو جذرًَّا فَمول‪” :‬إى حرَة رؼَؾ الخبز ضهاى ٖبد هنه لحرَة تذكرة‬
‫اٖنتخابات“ ثم َضَؾ ص ‪” :35‬إى الدَ ُهمراطَة هٍ توكَد السَادة للشعب ووضع‬
‫السلطة كلها فٍ َده وتكرَسها لتحمَك أهدافه“‪ .‬وحتً اِى َتمدم الهَثاق‪ ،‬فَبدو أنه‬
‫هعتبرا ذلن هو جوهر‬‫ا‬ ‫َنتمد سَطرة رجال اْعهال وهٗن اْراضٍ علً السلطة‪،‬‬
‫دَ ُهمراطَة ها لبل ‪ .1952‬ثم َستخلص نتَجة هنطمَة جدًّا‪ ،‬هٍ‪” :‬إى الدَ ُهمراطَة‬
‫‪105‬‬
‫هعتبرا أى‬
‫ا‬ ‫السَاسَة ٖ َهكى أى تتحمك فٍ ظل سَطرة طبمة هى الطبمات“ (ص ‪،)40‬‬
‫اٖشتراكَة هٍ الهدخل الوحَد للدَ ُهمراطَة الحمَمَة‪ ،‬حَث ٖ تسَطر طبمة هى الطبمات‬
‫وٖ َوجد صراع طبمٍ‪ .‬وهو َحدد ثٗث ضهانات لحرَة الهواطى‪ :‬فـ”الهواطى ٖ تكوى له‬
‫حرَة التصوَت فٍ اٖنتخابات إٖ إذا توفرت له ضهانات ثٗث‪:‬‬
‫‪ -‬أى َتحرر هى اٖستؽٗل فٍ جهَع صوره‪.‬‬
‫‪ -‬أى تكوى له الفرصة الهتكافبة فٍ نصَب عادل هى الثروة الوطنَة‪.‬‬
‫‪ -‬أى َتخلص هى كل للك َبدد أهى الهستمبل فٍ حَاته“‪.‬‬

‫ثم َتكلم عى تحالؾ لوي الشعب العاهلة‪ :‬خهس لوي تشهل الجنود‪ ،‬وَمصد بهم‬
‫العسكرََى عهو اها‪ ،‬والرأسهالَة الوطنَة كها َسهَها‪ .‬وَواصل وضع عدة ضهانات‬
‫ٖنطٗق هذه الموي الخهس‪:‬‬

‫‪ - 1‬أى َكوى للعهال والفٗحَى ‪ %50‬هى هماعد التنظَهات الشعبَة والسَاسَة‪.‬‬

‫‪َ - 2‬جب أى تتؤكد سلطة الهجالس الشعبَة باستهرار فوق سلطة جهاز الدولة‪.‬‬

‫‪ - 3‬إنشاء جهاز سَاسٍ جدَد داخل اٖتحاد اٖشتراكٍ لتجنَد العناصر الصالحة‬
‫للمَادة‪.‬‬

‫‪ - 4‬جهاعَة المَادة‪ ،‬لم َحدد صورتها‪.‬‬

‫‪ - 5‬هلكَة الشعب للصحافة‪ ،‬فٍ صورة هلكَة ”اٖتحاد الموهٍ“‪.‬‬

‫كها َري أى استبعاد الرجعَة َعطٍ أوثك الضهانات لحرَة اٖجتهاع وحرَة الهنالشة‪،‬‬
‫وأى النمد والنمد الذاتٍ هو هى أهم ضهانات الحرَة‪ .‬وَدعو إلً لَام التنظَهات الشعبَة‬
‫هى نمابات وتعاونَات بدور هإثر فٍ التهكَى فٍ الدَ ُهمراطَة السلهَة‪ .‬وبهناسبة هذه‬
‫”الدَ ُهمراطَة الجدَدة“ َدعو إلً تؽََر اللوابح الحكوهَة والموانَى لتٗبم العٗلات‬
‫اٖجتهاعَة الجدَدة (ص ‪ .)43‬وبعد ذلن َطالب الهَثاق بحك العهل والتعلَم والعٗج‬
‫للهواطى‪ ،‬وبهساواة الهرأة بالرجل‪ ،‬وحرَة العمَدة الدَنَة‪ ..‬ولنتابعه‪:‬‬

‫”حرَة الكلهة هٍ الهمدهة اْولً للدَ ُهمراطَة وسَادة المانوى هٍ الضهاى اْخَر‬
‫لها“ (ص ‪.)80‬‬

‫”إى وسَلة الدَ ُهمراطَة أى تتحمك سلطة الهجالس الشعبَة علً جهَع هراكز أنتاج‬
‫وفوق كل أجهزة أدارة الهركزَة أو الهحلَة“ (ص ‪.)83‬‬

‫‪106‬‬
‫ولكى الهَثاق لم َنس أى َذكر ”إى الحرَة اٖجتهاعَة هٍ الهدخل الوحَد للحرَة‬
‫السَاسَة“ (ص ‪ )79‬وأى تحمَك هذه الحرَات ٖ َتم بَى َوم ولَلة‪.‬‬

‫هذا هو هفهوم الناصرَة وبرناهجها لتحمَك حرَة الهواطى‪.‬‬

‫ٍ هجردة وأخري عَنَة‪ ،‬كها‬ ‫َحتوٌ الهفهوم الناصرٌ للحرَة السَاسَة علً هعان َ‬
‫َحتوٌ علً عدد هى التنالضات الهنطمَة‪ .‬فإذا اعتبر الهَثاق أى الدَ ُهمراطَة هٍ وضع‬
‫السلطة كلها فٍ َد الشعب فكاى علَه أى َستنتج شَباا ها ًّها‪ ،‬فالدولة نفسها هٍ جهاز‬
‫السلطة‪ ،‬ولكٍ تتحمك سلطة الشعب فَنبؽٍ أى َكوى جهاز الدولة نفسه دولة شعبَة‪ .‬وإذا‬
‫كاى الهَثاق لد انتمد دَ ُهمراطَة ها لبل ‪ 1952‬علً أساس أنها دَ ُهمراطَة الطبمة‬
‫الهالكة‪ ،‬فمد كاى َنبؽٍ أى َستنبط هى ذلن ضرورة تحطَم جهاز دولة هذه الطبمة‪.‬‬
‫والحمَمة أى هسؤلة السلطة‪ ،‬أٌ هسؤلة جهاز الدولة‪ ،‬هٍ ‪ -‬علً رأٌ لَنَى ‪ -‬الهسؤلة‬
‫الجوهرَة فٍ كل ثورة‪ .‬فإذا كاى الهَثاق َتحدث عى ثورة اشتراكَة فَنبؽٍ أى َكوى‬
‫جهاز الدولة هختلفاا كل اٖختٗؾ عى جهاز دولة هٗن اْراضٍ ورجال اْعهال‪ .‬وإذا‬
‫كانت دَ ُهمراطَة الهٗن هٍ لهم فمط‪ ،‬فتكوى دَ ُهمراطَة الشعب هٍ لـه فمط أَضاا‪ ،‬كها لال‬
‫الهَثاق نفسه‪ .‬ولذلن َنبؽٍ أى تكوى هنان دولة شعبَة‪ ،‬كشرط أولٍ لٗشتراكَة‪ ،‬أٌ‬
‫دولة هجالس شعبَة‪ .‬والهَثاق نفسه َعود لَخدعنا بهجالسه الشعبَة الهزعوهة‪:‬‬
‫ا‬
‫فؤوٖ‪َ :‬مصد بها الهجالس الهحلَة التٍ ألَهت وٖ زالت لابهة بالفعل‪ ،‬ولم َخرج فٍ‬
‫وصفه لها عى ذلن‪ ،‬وهٍ تتهتع بسلطات هحدودة للؽاَة ولَس لها أٌ سلطة سَاسَة‪.‬‬

‫ثان اَا‪َ :‬هَز بَنها وبَى أجهزة الدولة علً أساس أى الهجالس الشعبَة فٍ هفهوهه‬
‫لَست هٍ أجهزة الدولة الشعبَة‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬لم َمرر أى لهذه الهجالس سلطة انتخاب البرلهاى أو أشراؾ علً كافة هرافك‬
‫البٗد أو أٌ عٗلة بشإوى الجَش والبولَس والمضاء‪ ،‬أو عٗلة بانتخاب كبار‬
‫الهوظفَى‪ ،‬وٖ تنفٍ وجود الهَكل البَرولراطٍ للدولة وٖ تحل هحله‪ .‬إنها إذى هرفك‬
‫جدَد هى هرافك الدولة ولَست سلطة‪.‬‬

‫ض ِّلل‪ ،‬فهو َضع الجنود ضهى لوي‬ ‫كها أى هفهوم الهَثاق عى الشعب هو هفهوم ه َ‬
‫الشعب العاهلة‪ ،‬لاصداا طبعاا الجَش بؤسره‪ ،‬أٌ الضباط أَضاا‪ ،‬دوى أى َمر ضرورة تؽََر‬
‫الهإسسة العسكرَة الهوجودة بالفعل‪ ،‬أٌ لم َحدد هولفاا هعادَاا لها‪ ،‬وهٍ هإسسة‬
‫هحافظة وهحترفة وهنفصلة‪ ،‬بل وهتعالَة علً الشعب‪ .‬فلم َتحدث عى همرطة الجَش‬
‫وتؽََر لوابحه ونظاهه ككل وإنشاء هجالس للجنود وإشراكه فٍ العهل السَاسٍ‪ ،‬أٌ‬
‫باختصار هدم الجَش وإعادة بنابه علً أسس شعبَة‪ .‬وَضَؾ أَضاا الهثمفَى عهو اها‪ ،‬ثم‬
‫َتدارن اْهر بعد ذلن فٍ وثابك أخري فَضاؾ ”الثورََى“‪ ،‬لاصداا بهم الهثمفَى‬
‫الرسهََى‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫كها َضَؾ الرأسهالَة الوطنَة‪ ،‬والهَثاق َمر بوجود رأسهالَة ؼَر هست ِؽلة‪ ،‬دوى أى‬
‫َحدد هعنً اٖستؽٗل‪ .‬فالخداع الناصرٌ َصل هنا إلً درجة خلط الطبمات اْدنً‬
‫بالرأسهالَة تحت شعار تحالؾ لوي الشعب العاهلة‪ .‬وكاى هذا اٖبتكار َهدؾ كها هو‬
‫واضح هى سَاق التحلَل إلً سحب البساط هى تحت شعار دَكتاتورَة البرولَتارَة‪.‬‬
‫وتكتهل الصورة بفكرة الـ‪ %50‬علً اْلل عهال وفٗحَى التٍ تحتوٌ علً نوعَى هى‬
‫التزََؾ‪:‬‬

‫أوٖ‪ :‬هنطك الفكرة نفسه هنطك هزَؾ‪ ،‬دَهاجوجٍ‪ ،‬أٌ ٖ هنطك علً أطٗق‪ .‬فوجود‬ ‫ا‬
‫‪ ،%50‬ولو علً اْلل‪ ،‬عهال وفٗحَى فٍ الهجالس السَاسَة والهحلَة ٖ َكوى هفَداا‬
‫لهم أبداا إٖ إذا كانت لهذه الهجالس نفسها سلطة فعلَة‪ ،‬وهذا ها لم َمره الهَثاق‪ .‬كها أى‬
‫وجود هذه النسبة ٖ َعنٍ أى العهال والفٗحَى َسَطروى علً السلطة‪ .‬فلَس هى‬
‫الضرورٌ أى َهثل العهال عاهل هثلهم‪ ،‬فاْهر اْهم هو أى َنتخبوا أٌ شخص لَمرروا‬
‫هم أنه وكَل عنهم‪ ،‬وهذا َشترط حرَة الترشَح واٖنتخاب وهو ها لم َوفره الحكم‬
‫الناصرٌ ولم َمرره الهَثاق‪ .‬كذلن ٖ تعد فكرة الـ‪ %50‬حتً هنصفة هى الناحَة الشكلَة‬
‫للعهال والفٗحَى‪ْ ،‬ى عددهم َفوق بالطبع هذه النسبة فٍ الهجتهع‪ ،‬ففٍ الفترة التٍ‬
‫وضع فَها الهَثاق كانت نسبتهم الكلَة (نمصد نسبة العهال الحمَمََى والفٗحَى الفمراء)‬
‫فٍ لوة العهل أكثر هى ‪.%75‬‬

‫ثانَاا‪ :‬لم َذكر تعرَؾ العاهل والفٗح فٍ الهَثاق‪ ،‬ولكنه جاء فٍ وثابك أخري‪ .‬وهو‬
‫َنص علً اِتٍ‪ ” :‬العاهل كل هى تتوافر فَه شروط العضوَة للنمابات العهالَة“‪ .‬وَدخل‬
‫فٍ حكم هذه الفبة الحرفَوى الذَى َعهلوى بؤنفسهم وٖ َستخدهوى الؽَر‪ ،‬وَخرج هى هذا‬
‫الهجال هدَرو الشركات والهإسسات وهدَرو أدارات وهى فٍ حكههم‪ ،‬وكذلن‬
‫الهفوضوى وأعضاء هجالس إدارات الشركات والهإسسات عدا الهنتخبَى هنهم عى‬
‫العهال والهوظفَى(‪ . )145‬والهٗحظ أنه كاى َسهح بدخول النمابات العهالَة لكل هى كاى‬
‫دخله اْساسٍ أجر‪ ،‬باستثناء الهدَرَى‪ ،‬وبذلن تم ضم الهوظفَى للطبمة العاهلة‪ .‬والفٗح‬
‫هو ”هى َمَم بالمرَة وَشتؽل بالزراعة وَتخذ هنها هصدر رزله‪ ،‬وَحوز هو وأسرته‬
‫‪ 25‬فدا انا فؤلل ولم تسر علَه لوانَى أصٗح الزراعٍ وٖ َهارس وظَفة عاهة“(‪.)146‬‬
‫ولد تمرر بعد هظاهرات فبراَر ‪ 1968‬تخفَض الحد اْلصً هى ‪ 25‬إلً ‪ 10‬أفدنة بمرار‬
‫هى عبد الناصر‪ ،‬وإدخال تؽََر شكلٍ علً تعرَؾ العاهل‪ .‬ولد تهلص عبد الناصر فٍ‬
‫خطاباته العدَدة أثناء هنالشة تعرَؾ الفٗح والعاهل هى التراح تعرَفهها بنفسه‪ ،‬ا‬
‫لابٗ إنه‬
‫ٖ َرَد أى َمحم نفسه وَفرض شَباا هى عنده‪.‬‬

‫ورؼم تؤكَده عشرات الهرات علً أههَة حرَة الفرد‪ ،‬إٖ أنه لم َمدم أبداا أٌ صَؽة‬
‫تتضهى آلَات ههارسة هذه الحرَة‪ ،‬هثل حك أضراب‪ ،‬وحرَة التظاهر‪ ،‬والنشر‪،‬‬

‫(‪ )145‬لطفٍ الخولٍ‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد هاَو ‪.1966‬‬


‫(‪ )146‬ذكره كهال الهنوفٍ‪ ،‬الثمافة السَاسَة للفٗحَى الهصرََى‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫والخطابة‪ ،‬واستمٗل الجهعَات اْهلَة‪ ...‬إلخ‪ ،‬بل هاجم باستهرار اللَبرالَة تحت هسهً‬
‫”الدَ ُهمراطَة الهزَفة“‪ ،‬رافضاا الصراع الطبمٍ رفضاا هطلماا‪ .‬واذا افترضنا أى‬
‫الدَ ُهمراط َة اٖجتهاعَة ضرورَة لتحمَك الحرَة الحمَمَة فؤَى هو الحد اْدنً لحرَة‬
‫ا‬
‫شكٗ للدَ ُهمراطَة ٖ‬ ‫الهواطى الهوجود بالفعل فٍ الهجتهع الطبمٍ؟ وهل َتصور الهرء‬
‫َعطٍ للهواطى الحموق السَاسَة الهتعارؾ علَها فٍ النظم اللَبرالَة؟ وأَى هٍ حرَة‬
‫الهواطى الذٌ َرَد أى َنتمد ربَس الدولة أو َرفض اٖشتراكَة والحزب الواحد‪ ...‬إلخ؟‬
‫أو له علً اْلل التراحات أخري‪.‬‬

‫وَبدو الهَثاق هادًَّا جدًّا حَى َري أى الدَ ُهمراطَة اٖجتهاعَة‪ ،‬أٌ اٖشتراكَة‪ ،‬هٍ‬
‫الهدخل الوحَد للحرَة السَاسَة‪ ..‬وَنطوٌ هذا الهنطك علً فكرة هإداها أى بناء‬
‫اٖشتراكَة ٖ َتم بواسطة سلطة الشعب الهباشرة‪ ،‬طالها أى اْخَرة تتحمك بعد تطبَك‬
‫اٖشتراكَة‪ ..‬إذى هى َطبك اٖشتراكَة؟!‬

‫وهى الهٗحظ أى الهسؤلة التٍ بذل فَها الهَثاق ألصً ها َهكى هٍ تلن الهتعلمة‬
‫بمضَة الدَ ُهمراطَة‪ ،‬أٌ هسؤلة السلطة فٍ التحلَل اْخَر‪ ،‬وهٍ لدس اْلداس للنظام‬
‫الناصرٌ‪.‬‬

‫لننتمل اِى نملة أخري داخل هفهوم الحرَة الناصرٌ‪ ،‬إلً داخل التنظَم السَاسٍ‪:‬‬

‫كاى التنظَم السَاسٍ َهثل‪ ،‬حسب الدعاَة الناصرَة‪ ،‬تحالؾ لوي الشعب العاهلة‪ ،‬ولد‬
‫ظلت لجنته الهركزَة تشكل بالتعََى حتً عام ‪ ،1968‬ولد أنشا لَحل هحل اْحزاب‪.‬‬
‫وهى خٗله سَطرت الدولة علً الصحؾ هنذ ‪ْ ،1960‬نه اهتلكها‪ ،‬وعلً ترشَح أعضاء‬
‫البرلهاى وهجالس إدارات الشركات هنذ عام ‪ ،1964‬وهارس التنظَم وظابؾ أخري هى‬
‫هذا النوع‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن أنه كاى أحد الهسارات المانونَة للنهب البَرولراطٍ كها‬
‫سنري فَها بعد‪ .‬ولنٗحظ أى العضوَة فَه كانت جهاعَة وإجبارَة لفبات عدَدة‪ ،‬خاصة‬
‫العهال‪ .‬ولد اعترؾ عبد الناصر نفسه بفشل تنظَهه فٍ المَام بهههته اْساسَة‪ :‬الدعاَة‬
‫للسلطة‪:‬‬

‫”نحى َنمصنا داخل اٖتحاد اٖشتراكٍ العناصر الحركَة الهخلصة“(‪” ،)147‬اٖتحاد‬


‫اٖشتراكٍ حتً اِى (‪ )1964‬هو تنظَم علً الورق“(‪” ،)148‬أنا اعتبر أنه ٖ َوجد اتحاد‬
‫اشتراكٍ حتً اِى“ (‪” ،)149()1965‬كنا نعتهد فٍ اٖثنتٍ عشرة سنة الهاضَة فٍ‬
‫العهل اٖشتراكٍ والعهل الوطنٍ علً الجهد أدارٌ“(‪.)150‬‬

‫(‪ )147‬رفعت السعَد‪ ،‬أوراق ناصرَة فٍ هلؾ سرٌ للؽاَة‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )148‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )149‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )150‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫واضطرت السلطة إلً إدخال نظام التفرغ هنذ عام ‪ 1965‬لضهاى لَام اْعضاء‬
‫بواجبهم‪ .‬ولد صرح بذلن علٍ صبرٌ فٍ حدَث هع هجلة ”الطلَعة“ الماهرَة‪” :‬إى‬
‫أههَة التفرغ ٖ ترجع إلً توفَر كهَة هى الولت الذٌ َستطَع الفرد أى َعطَه لٗتحاد‬
‫اٖشتراكٍ‪ ،‬ولكنها ترجع أساساا إلً ضهاى وٖء هذا الفرد لٗتحاد‪ ٌْ ٖ ،‬جهة‬
‫أخري“(‪.)151‬‬

‫أخَرا إلً تكوَى تنظَم سرٌ لَكوى حزباا للنظام‪ ،‬ولم َضم هذا‬
‫ا‬ ‫ثم لجؤ عبد الناصر‬
‫التنظَم أًَّا هى أعضاء ”هجلس لَادة الثورة“ ؼَره‪ ،‬واستخدهه عبد الناصر فٍ هد نفوذه‬
‫داخل الجَش عى طرَك أعضابه هى العسكرََى‪ ،‬وأشرن فَه نحو عشرَى هى الشَوعََى‬
‫(‪ 36‬حسب ها ذكر صٗح عَسً)‪ ،‬إٖ أنه هنعهم هى اٖتصال بالجَش‪ .‬ولد ضم التنظَم‬
‫العدَد هى العناصر الَهَنَة واٖنتهازَة والسلطوَة وأهل الثمة لدي عبد الناصر‪ ،‬وهو ها‬
‫كاى هتعهداا هى لبله تها اها حسب ها وصؾ وحلل أحهد حهروش اْهر بشٍء هى‬
‫التفصَل‪.‬‬
‫(‪)152‬‬
‫ولد كانت العضوَة إجبارَة فٍ هذا التنظَم أَضاا!‬

‫وؼنً عى المول أى اٖتحاد اٖشتراكٍ لم َكى َحكم‪ ،‬وإنها كاى أحد هلحمات رباسة‬
‫وهحتمرا هى لبلها‬
‫ا‬ ‫الجههورَة لانونًَّا وفعلًَّا‪ ،‬ولم َكى َمود الجهاهَر وإنها كاى هبؽوضاا‬
‫إلً ألصً حد‪ ،‬رؼم عضوَتها أجبارَة فَه‪ .‬كها فشل فٍ إنجاز أهم الههام الهوكولة‬
‫إلَه‪ ،‬وهٍ الدعاَة لنفسه (وللسلطة بالطبع) باستخدام اْفكار الناصرَة‪ ،‬بحَث َجعل هى‬
‫همبوٖ لٓحزاب المدَهة والهنظهات الثورَة واْشكال‬‫ا‬ ‫ا‬
‫بدَٗ‬ ‫نفسه فٍ نظر الجهاهَر‬
‫الجهاهَرَة الهستملة التٍ حلها النظام‪.‬‬

‫فٍ الحمَمة َمتصر الهفهوم الناصرٌ عى الحرَة‪ ،‬سواء حرَة الوطى أو الهواطى‪،‬‬
‫علً حرَة جهاز الدولة فحسب‪ ،‬حرَتها أهام الدول اْخري وحرَتها الهطلمة أهام‬
‫الشعب‪ ،‬وهو َخلط بَى الدولة والشعب‪ ،‬رافضاا حك الهواطى فٍ اٖحتجاج بكافة اْشكال‬
‫كشرط جوهرٌ لتحمَك الحرَة‪ .‬بل وَعتبر أى كل ها كاى َحدث إنها َتم بواسطة الشعب‬
‫ولكى هى خٗل أداته‪ ،‬وهو الجَش والدولة ككل‪ ،‬وأى كل ها َتخذ هى لرارات وسَاسات‬
‫إنها َتم بوحٍ هى الجهاهَر وكهجرد استجابة هى حكوهة الضباط‪ .‬بل إى انمٗب َولَو‬
‫نفسه لم َكى إٖ ثورة شعبَة لام بها الجَش كؤداة فٍ َد الشعب الذٌ َمود وَعلم المادة‬
‫أنفسهم‪ ،‬فـالشعب هو المابد وهو الهعلم!‬

‫ورؼم كل تنالضات الفكر الناصرٌ وجدت اْفكار الدَهاجوجَة روا اجا عى طرَك‬
‫وسابل أعٗم وخطب عبد الناصر نفسه‪ .‬بل استطاع النظام أى َجتذب آٖؾ الشباب‬
‫الهتحهس الذٌ صدق شعارات زعَهه البرالة‪ ،‬وبالتالٍ أصبح َشكل ضؽ اطا علَه‪ ،‬فؤصبح‬

‫(‪ )151‬عدد دَسهبر ‪.1965‬‬


‫(‪ )152‬نص لهَبة هفوضٍ الدولة فٍ الهحكهة أدارَة العلَا ذكره عبد هللا إهام‪ ،‬هذبحة المضاء‪ ،‬ص ص ‪.115-114‬‬
‫‪110‬‬
‫وضع الشباب الناصرٌ َشبه وضع الطلَعة الوفدَة تجاه لَادة الوفد‪ ،‬وبدأ هذا الشباب‬
‫َنضج فٍ عاهٍ ‪ ،1966 ،1965‬أٌ فٍ هرحلة تفكن النظام‪.‬‬

‫ثانَاا‪ :‬اٖشتراكَة‪:‬‬

‫اٖشتراكَة وف اما للهَثاق هٍ طرَك الحرَة اٖجتهاعَة الذٌ َتكلم عى حرَة لمهة‬
‫الخبز‪ ،‬التٍ َمصد بها التحرر هى سَطرة رأس الهال وكبار الهٗن‪ .‬ولنتابع‪” :‬إى‬
‫اٖشتراكَة العلهَة هٍ الصَؽة الهٗبهة َٖجاد الهنهج الصحَح للتمدم“ (ص ‪ .)51‬ولكى‬
‫العلهَة لَست أبداا هنه اجا للتمدم‪ ،‬وإنها هٍ أطلمت علً اٖشتراكَة هى لبل وَمصد بها أى‬
‫اٖشتراكَة هٍ ضرورة‪ ،‬أو حتهَة تارَخَة‪ ،‬تفرضها لوانَى التارَخ‪ .‬أها الناصرَة‬
‫بهعاى هؽاَرة‪ ،‬وكاى َنمصها أى تسهٍ نفسها هاركسَة‬
‫ٍ‬ ‫فراحت تستخدم هفاهَم هعروفة‬
‫لتصل الهؽالطة إلً ألصً هدي‪ .‬ونٗحظ هنا أى الهَثاق لد عكس العٗلة بَى اٖشتراكَة‬
‫والتمدم‪ ،‬فالتمدم لَس نتا اجا لٗشتراكَة‪ ،‬ولكنه‪ ،‬علً العكس‪ ،‬شرط لها كها ذهب‬
‫اٖشتراكَوى العظام‪ ،‬وعكسها ذهب الهَثاق‪ ،‬ففكرة اٖشتراكَة تفترض تحمك تمدم بعَد‬
‫سر عبد الناصر هفهوهه الخاص‬ ‫الهدي لموي أنتاج‪ .‬وحتً ٖ َختلط اْهر علً أحد‪ ،‬ف ّ‬
‫عى اٖشتراكَة علً نحو صرَح فٍ عدة خطب‪ ،‬وهها لاله‪” :‬إى اشتراكَتنا علهَة‪...‬‬
‫لاَهة علً العلم ولَست لاَهة علً الفوضً‪ ...‬ههواش أبداا اشتراكَة هادَة‪ ...‬هملناش إى‬
‫احنا اشتراكَة هادَة‪ ...‬وهملناش إى احنا اشتراكَة هاركسَة وهملناش إى احنا خرجنا‬
‫وأى أسٗم فٍ المروى الوسطً‬ ‫أول دَى اشتراكٍ‪ّ ،‬‬ ‫علً الدَى‪ ...‬بل للنا إى الدَى بتاعنا ّ‬
‫ح ّمك ّ‬
‫أول اشتراكَّة فٍ العالم“(‪ .)153‬إذى اٖشتراكَة العلهَة هٍ الماَهة علً العلم‪ .‬ولكى‬
‫أٌ علم بالضبط؟ لم َحدد إذا ها كاى َمصد العلم بالهعنً العام للكلهة‪ ،‬أٌ ها َسهً لدي‬
‫اٖشتراكََى بالهنهج العلهٍ‪ ،‬أم العلوم الفَزَمَة‪ .‬ولكى إعٗى تهسكه بالدَى فٍ هواجهة‬
‫الهاركسَة َعنٍ شَباا واحداا‪ :‬نفٍ اْساس النظرٌ لٗشتراكَة كها حدده الهاركسَوى‪،‬‬
‫وبالتالٍ اعتبار اٖشتراكَة العلهَة هٍ هجرد وسَلة‪ ،‬صَؽة للتنهَة‪ ،‬إنها اٖشتراكَة ولد‬
‫أصبحت هجرد عمار أو وصفة‪ .‬وعلً أٌ حال أوضح الزعَم أى اٖشتراكَة فٍ عرفه‬
‫نوعاى‪ :‬هادَة ودَنَة‪َ ،‬مصد بالضبط هاركسَة وناصرَة‪ .‬ورؼم استخدام هفهوم الحتهَة‬
‫التارَخَة فٍ وثابك ناصرَة كثَرة‪ ،‬لم َكى الهمصود بها سوي أنها اختَار ضرورٌ‬
‫للتنهَة ولَست حتهَة بهعنً أى تفرضها لوانَى التارَخ‪.‬‬

‫كها فرق عبد الناصر فٍ خطبه بَى اٖشتراكَة فٍ الهاركسَة واشتراكَته العربَة هى‬
‫جانب جوهرٌ‪” :‬ها للناش إى الطبمة العاهلة ستهزم وستهدم الطبمة اْخري‪ ،‬وتمضً‬
‫علَها‪ ،‬وتصادر كل أهوالها‪ ..‬اشتراكَتنا هش كده‪ ..‬اشتراكَتنا اشتراكَة لابهة علً أخاء‬
‫والوحدة الوطنَة‪ ..‬للنا بنحدد الهلكَة ولررنا تعوَض‪ ..‬للنا بنؤهم ولررنا تعوَض‪ ،‬لررنا‬

‫)‪(153‬‬
‫نملنا هذه العبارة عى أهَر إسكندر‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد نوفهبر ‪ ،1975‬وهراجع أخري‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫أرباح‪ ..‬للنا سنحول اْجراء والطبمة الهظلوهة إلً طبمة تتهتع بحمها فٍ الحَاة‪ ،‬وها‬
‫للناش أب ادا إى احنا حنحرم الطبمة الظالهة ونحولها إلً طبمة هى الهعدهَى‪.)154(“ ..‬‬

‫اٖشتراكَة لبل استخدام اٖسم ْؼراض أَدَولوجَة أو سَاسَة هٍ شٍء واضح‬


‫وهفهوم تها اها‪ ،‬نظام اجتهاعٍ هساواتٍ‪ .‬ولد تعلمت إضافة هاركس فمط بالطرَك إلً‬
‫اٖشتراكَة‪ ٖ ،‬باٖشتراكَة نفسها‪ ،‬إذ زعم اكتشاؾ ضرورتها التارَخَة التٍ تتحمك‬
‫بواسطة ثورة البرولَتارَا كها رأي‪ .‬وتلن أضافة‪ ،‬هٍ التٍ عهدت الناصرَة باستهرار‬
‫إلً نفَها بشعار الطرَك العربٍ إلً اٖشتراكَة‪ ،‬همصوداا به بالتحدَد نفٍ ضرورة الدولة‬
‫العهالَة ٔلاهة اٖشتراكَة‪ .‬وتشكل هذه أضافة الهعنً الهاركسٍ للهادَة‪ ،‬فاٖشتراكَة‬
‫وفماا لذلن ٖ تصنعها إرادة الزعهاء وإنها تصنعها الجهاهَر العرَضة عند درجة عالَة هى‬
‫تمدم لوي أنتاج‪ .‬وهٍ نظام اجتهاعٍ ‪ -‬التصادٌ‪ ،‬وٖ َهكى تمسَهها إلً اشتراكَة‬
‫دَنَة وأخري ٖ دَنَة(‪.)155‬‬

‫وتستلزم اٖشتراكَة الدَنَة للهَثاق الناصرٌ بالطبع عدداا هى الشروط‪:‬‬

‫‪ - 1‬سَطرة الشعب علً وسابل أنتاج (ص ‪” :)53‬إى سَطرة الشعب علً كل أدوات‬
‫أنتاج ٖ تستلزم تؤهَم كل وسابل أنتاج وٖ تلؽٍ الهلكَة الخاصة وٖ تهس حك أرث‬
‫الشرعٍ“ وإنها َتم ذلن عى طرَك‪:‬‬

‫‪ -‬خلك لطاع عام لادر‪.‬‬

‫‪ -‬وجود لطاع خاص َشارن فٍ التنهَة فٍ إطار الخطة الشاهلة لها هى ؼَر استؽٗل‪.‬‬

‫وذلن أى الهَثاق َهَز بَى نوعَى هى الهلكَة الخاصة‪ :‬هست ِؽلة وؼَر هست ِؽلة‪ .‬ولكى‬
‫هؽزي فكرته ٖ َكتهل إٖ إذا تذكرنا أى هنان رأسهالَة ؼَر هستؽلة أَضاا‪ ،‬كها أتً فٍ‬
‫كثَر هى وثابك الناصرَة وخطب زعَهها‪ ،‬وأى هفهوم الشعب َتضهى الرأسهالَة‬
‫الوطنَة‪.‬‬

‫وهكذا َبدو أى اشتراكَة الهَثاق تشبه اٖشتراكَة الدَ ُهمراطَة‪ ،‬اشتراكَة الدولَة‬
‫اٖشتراكَة ولكى بدوى دَ ُهمراطَتها‪.‬‬

‫وَمال أنه فٍ إحدي الهناسبات حسم عبد الناصر الجدل الدابر وسط النخبة الناصرَة‬
‫عى نوع اٖشتراكَة الهطلوب ا‬
‫لابٗ إى اٖشتراكَة واحدة‪ ،‬ولكى هنان طرَك عربٍ إلً‬

‫)‪(154‬‬
‫خطاب الربَس جهال عبد الناصر فٍ عَد الثورة التاسع هى هَداى الجههورَة ‪.1961/7/22‬‬
‫(‪ )155‬لم تبتكر الناصرَة شَب اا فرَداا فٍ هذا الهجال‪ ،‬فمد سبمتها وتفولت علَها نظرًَّا كافة حكوهات الدول اٖشتراكَة‪،‬‬
‫وتفوق علً عبد الناصر لادة اشتراكَوى كبار هثل لَنَى وتروتسكٍ وستالَى الذَى تحدثوا عى ضرورة أكراه لبناء‬
‫اٖشتراكَة وأههَة الطاعة العهَاء للحزب هى لبل العهال وعى إهكانَة بدء إلاهتها فٍ بلد هتؤخر‪ ...‬إلخ‪ .‬انظر فٍ ذلن‬
‫أعهال لَنَى اْخَرة وكتاب ”أرهاب والشَوعَة“ لتروتسكٍ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫اٖشتراكَة‪ .‬ولكى الهَثاق َرد علً هى َصدق ذلن‪” :‬إى التطبَك العربٍ لٗشتراكَة فٍ‬
‫تفسَرا دَهاجوجًَّا‪،‬‬
‫ا‬ ‫هجال الزراعة ٖ َإهى بتؤهَم اْرض“ (ص ‪ .)63‬وَفسر ذلن‬
‫بـ”لدرة الفٗح الهصرٌ علً العهل الخٗق“‪ ،‬ثم َتكلم عى التعاوى الزراعٍ دونها إشارة‬
‫إلً ها إذا كاى التعاوى الهطلوب إنتاجًَّا أم تسوَمًَّا‪ .‬وهنا َتضح أى الطرَك العربٍ‬
‫الهزعوم إلً اٖشتراكَة الواحدة لَس هجرد طرَك‪ ،‬بل هو نظام التصادٌ ‪ -‬اجتهاعٍ‬
‫هحدد َإهى بؤشَاء وَرفض ؼَرها‪ .‬واْهم هى ذلن أنه لد اتضح اِى بكل جٗء أى‬
‫اٖشتراكَة التٍ َعرضها عبد الناصر تختلؾ عى تلن التٍ َعرفها فورََه أو أوَى أو‬
‫هاركس‪ ..‬إنها ”عدم استؽٗل أنساى ْخَه أنساى“‪ ،‬وهذا اْهر تتضهنه اٖشتراكَة‬
‫بالطبع‪ ،‬ولكى فلنٗحظ أى الناصرَة لد أشارت إلً أى هنان رأسهالَة ؼَر هست ِؽلة‪ ،‬بحَث‬
‫َصَر اٖستؽٗل هفهو اها ؼاهضاا أو نسبًَّا‪ .‬ولَس هنان ها هو أطرؾ هى الهبرر‬
‫الدَهاجوجٍ ٔبماء الهلكَة الخاصة اْبدَة لٓرض‪ :‬لدرة الفٗح الهصرٌ‪ ...‬إلخ‪ ،‬هكذا‬
‫دوى أٌ إشارة حتً إلً شعار ”اْرض لهى َفلحها“ وهو شعار برجوازٌ‪ ،‬حتً فٍ‬
‫إطار الهلكَة الفردَة لٓرض‪.‬‬

‫‪ - 2‬فٍ التجارة الداخلَة‪َ :‬ستهدؾ الهَثاق تحمَك سَطرة الدولة علً ‪ %25‬هى‬
‫التجارة الداخلَة خٗل عشر سنوات‪ ،‬أٌ حتً عام ‪ .1970‬وَحذر هى أى التجارة‬
‫الداخلَة َجب أى تكوى بؽَر استؽٗل وبربح هعمول (ص ‪ .)57‬وبها أى اٖشتراكَة‬
‫الدَنَة ٖ تشترط المضاء علً الهلكَة الخاصة‪َ ،‬كوى تؤهَم التجارة ؼَر وارد‪ .‬ولكى‬
‫الهَثاق َصر علً سَطرة الدولة علً التجارة الخارجَة‪ ،‬دوى ذكر أٌ هبرر للتباَى بَى‬
‫الهولفَى‪ .‬والهفهوم أى التجارة فٍ البلداى الهتخلفة هٍ التٍ تتحكم‪ ،‬وإى بشكل ؼَر‬
‫هباشر‪ ،‬فٍ الصناعة وفٍ لطاعات أنتاج عهو اها‪ .‬والهبرر الحمَمٍ كها نراه هو أى‬
‫الناصرَة كانت عاجزة بالفعل عى تؤهَم التجارة والهماوٖت‪ .‬وأحَاناا ها كاى عبد الناصر‬
‫َبدٌ تحف اظا علً أٌ هحاولة للهواجهة هع كبار التجار‪.‬‬

‫‪َ - 3‬جب حل الصراع الطبمٍ سلهًَّا فٍ إطار الوحدة الوطنَة‪ :‬فَتحدث الهَثاق (ص‬
‫‪ )73‬عى الصراع السلهٍ بَى الطبمات‪ ،‬كها َدعو إلً تذوَب الفوارق بَى الطبمات‪ ،‬دوى‬
‫تحدَد لهدي هذا التذوَب‪ ،‬فهل َصل ‪ -‬ا‬
‫هثٗ ‪ -‬إلً إلؽاء الطبمات تها اها؟ وهى الواضح أى‬
‫هذا لَس هو الهدؾ الهنشود‪ .‬وَتضهى هفهوم الصراع السلهٍ بَى الطبمات علً نحو‬
‫صرَح هصادرة حك أضراب والتظاهر‪ ،‬حك الشعب فٍ ههارسة العنؾ ضد هستؽلَه‬
‫الذَى َهلكوى أجهزة المهع التٍ صادرتها الناصرَة واستخدهتها بالنَابة‪ ،‬ولم َطالب‬
‫الهَثاق بهدهها‪.‬‬

‫كل شٍء إٖ الهاركسَة‪ ،‬هذه هٍ المضَة‪ ..‬وهو ها َٗحظه ؼالٍ شكرٌ دوى أى‬
‫َستنتج هنه شَباا ذا أههَة‪ .‬وهو َٗحظ أَضاا أى عبد الناصر كاى َهاجم الَسار فكرًَّا‬
‫دوى أى َفعل نفس الشٍء هع الَهَى‪ ..‬ولكنه ٖ َري فٍ هذا سوي هجرد ”هثلب“(‪.)156‬‬

‫(‪ )156‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪113‬‬
‫وهنان نمطة أخري تستحك التعلَك‪ .‬فاٖشتراكَة الناصرَة لَست أههَة ولَست حتً‬
‫عربَة‪ ،‬رؼم إعٗى الناصرَة أى العرب أهة واحدة‪ ،‬بل لطرَة الطابع‪ ،‬تسبك الوحدة‬
‫العربَة هى حَث اْولوَة كها سنري بعد للَل‪ .‬وهنا بزت الناصرَة الستالَنَة‪،‬‬
‫فـ”اٖشتراكَة فٍ بلد واحد“ صارت اٖشتراكَة فٍ لطر واحد رؼم تسهَتها أحَاناا‬
‫باٖشتراكَة العربَة‪.‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬هى الواضح أى دعوة الهَثاق إلً اٖشتراكَة فٍ عام ‪ 1962‬كانت‬
‫بؽرض وصؾ وتبرَر الوضع المابم ا‬
‫فعٗ فٍ ذلن الولت‪ ،‬وهحاولة إبراز وجه اشتراكٍ‬
‫للهجتهع‪ ،‬ولهواجهة الهاركسَة‪ ،‬ولَس لوضع هشروع اشتراكٍ‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الوحدة‪:‬‬

‫َرتبط هفهوم الناصرَة عى الوحدة العربَة ارتبا اطا وثَماا بهفهوهٍ الحرَة‬
‫واٖشتراكَة‪ ،‬فالوحدة تتوَج لهها‪ ،‬وبالتالٍ َكوى الهطلوب هو وحدة فٍ دولة ناصرَة‪،‬‬
‫علً أساس اشتراكَتها التٍ تتضهى لبول الرأسهالَة الوطنَة والهلكَة الخاصة لٓرض‬
‫والتجارة الداخلَة‪ .‬وهثلها أصرت الناصرَة علً اٖنتمال السلهٍ إلً اٖشتراكَة‪ ،‬أصرت‬
‫بشكل أوضح علً أى تحمَك الوحدة َتم فمط بالطرق السلهَة‪” ،‬فالمسر بؤٌ وسَلة عهل‬
‫هضاد للوحدة“‪ .‬ولكى الهَثاق لم َحدد لنا لسر هى‪ ،‬الشعوب أم الحكوهات المطرَة؟‬
‫لابٗ إنه أَضاا عهل ؼَر أخٗلٍ وخطر علً الوحدة الوطنَة‪.‬‬ ‫وَتهادي الهَثاق بعد ذلن ا‬
‫وهع ذلن لم تستبعد العنؾ ضد الرأسهالَة‪ ،‬ولكى هذا العنؾ لم َفسر بالضبط‪ :‬كَؾ‬
‫َهارس وها هٍ أشكاله‪ ،‬هل هٍ الثورة الداهَة والحرب اْهلَة كها تذهب اللَنَنَة‪ ،‬أم‬
‫عنؾ أجهزة اْهى الناصرَة‪ .‬ثم َوضح هولفه هى الحكوهات المطرَة‪ :‬فالجاهعة العربَة‬
‫جاهعة حكوهات‪ ،‬ولذلن فهٍ تستطَع أى تحمك خطوات فمط علً طرَك الوحدة ولذلن‬
‫ٖبد هى تؤََدها‪ ،‬أٌ أى دولة الوحدة ٖ تتحمك علً َد لوي الشعب العاهلة فمط‪ ،‬بل‬
‫وتشارن فٍ تحمَمها أَضاا الرأسهالَة ”ؼَر الوطنَة“ والهشاَخ‪ ،‬أٌ الحكوهات‬
‫فعٗ بشكل وبدرجة ها‪:‬‬ ‫الهشتركة فٍ الجاهعة العربَة‪ .‬بل هو َعتبر أى العرب هتحدَى ا‬
‫”وإى الذَى َحاولوى طعى فكرة الوحدة العربَة هى أساسها هستدلَى بمَام خٗفات بَى‬
‫الحكوهات العربَة‪َ ،‬نظروى إلً اْهور نظرة سطحَة‪ ،‬إى هجرد وجود هذه الخٗفات هو‬
‫فٍ حد ذاته دلَل علً لَام الوحدة“‪.‬‬
‫وهى الواضح أى شعار الوحدة العربَة َرتكز علً اعتماد الناصرَة بوجود أهة عربَة‬
‫أفكارا خاصة بهذا الصدد‪ ،‬هكتفَة بتكرار أفكار بعض التَارات‬
‫ا‬ ‫واحدة‪ ،‬وهٍ لم تمدم‬
‫الموهَة‪.‬‬

‫الوحدة العربَة‪ ،‬وفماا للناصرَة‪َ ،‬نبؽٍ أى تتم فٍ إطار اشتراكَة هضادة لٗشتراكَة‬
‫الهاركسَة‪ ،‬كها َسهَها عبد الناصر‪ ،‬وبالتالٍ َنبؽٍ أى تتم الوحدة فٍ إطار هضاد‬
‫للحركات الثورَة الرادَكالَة‪ ،‬ولفكرة دَكتاتورَة البرولَتارَا‪ .‬وبهذا تتحمك الوحدة علً‬
‫حساب الحركة الشَوعَة‪ ،‬لصالح فكرة دولة بولَسَة كبَرة علً الطراز الناصرٌ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ا‬
‫عاهٗ ها ًّها فٍ فشل‬ ‫فالدعوة السلهَة تنتهٍ بحكم بولَسٍ‪ .‬بَنها كاى الحكم البولَسٍ‬
‫أوٖ فٍ السوداى‪ ،‬حَث رفض الشعب‬ ‫هحاوٖت الوحدة الناصرَة‪ ،‬ولد ظهر الفشل ا‬
‫السودانٍ فٍ النهاَة الوحدة الناصرَة‪ْ ،‬نه كاى َتهتع فٍ ظل طبمته الهسَطرة المطرَة‬
‫بمسط أوفر هى الحرَة‪ ،‬ثم فٍ سورَا لعواهل هنها رفض الشعب السورٌ بوجه عام‬
‫للنظام البولَسٍ الناصرٌ‪.‬‬

‫كذلن فشروط الوحدة الناصرَة تتضهى‪ ،‬أو هٍ فٍ حمَمتها‪ ،‬نفٍ لفكرة الوحدة نفسها‪.‬‬
‫فهٍ وحدة لـ”لوي الشعب العاهلة“ التٍ ٖ تمبل هوضوعًَّا أى تتحد علً صعَد اْهة‪،‬‬
‫وهٍ تستبعد وسَلة ٖ ؼنً عنها لتحمَك الوحدة‪ ،‬العنؾ ضد الطبمات الهسَطرة‪ ،‬والذٌ‬
‫لد َكوى ضرورًَّا أحَاناا‪ ،‬هذا اذا كاى الهشروع جادًّا حمًّا‪.‬‬

‫كذلن َعلى الهَثاق ضرورة تؤََد الجاهعة العربَة علً أساس أى الحكوهات العربَة‬
‫التٍ َمسهها الخطاب الناصرٌ إلً حكوهات عهَلة ورجعَة وتمدهَة‪ ،‬تستطَع أى تدفع‬
‫بهسؤلة الوحدة إلً أهام‪ .‬فإذا تذكرنا أى ”أٌ عنؾ هو ضد الوحدة“ تكتهل الصورة‪ :‬أٌ‬
‫‪ -‬عهل ًَّا ‪ ٖ -‬وحدة علً أطٗق‪.‬‬

‫َهكننا اِى استنتاج أى فكرة الوحدة العربَة لم تكى حسب اْفكار الناصرَة هوضوعاا‬
‫هل ًّحا‪ ،‬ولم توضع حتً نظرًَّا علً جدول اْعهال فٍ الهدي الهباشر‪ .‬كها أى تحمَمها كاى‬
‫هشرو اطا بعواهل شتً تعَك تحمَك هذه الفكرة تها اها‪ ،‬هنها نبذه أٌ عنؾ‪ ،‬بل والتعاوى‬
‫ا‬
‫أصٗ‪.‬‬ ‫هع اْنظهة العربَة الرافضة‪ ،‬بل والهعادَة للوحدة‬

‫ولد زعم الهَثاق أى العصر َشهد ”تؽَرات عالهَة تنفٍ لَام الوحدة علً الطرَمة‬
‫اْلهانَة وأَطالَة“‪ ،‬بَنها كاى الفَتناهَوى َحمموى ذلن بنفس الطرَمة تمرَباا‪ ،‬ونجحوا‬
‫نهابًَّا فٍ ذلن عام ‪ .1975‬والشٍء نفسه َنطبك علً الصراع الطبمٍ‪ ،‬ففٍ عام ‪1962‬‬
‫كاى الهَثاق َتكلم عى هتؽَرات عالهَة بَنها كاى كاسترو َمود الثورة الهسلحة فٍ كوبا‬
‫وَعلى تصفَة الطبمة الهسَطرة‪ .‬ثم أتت الثورة الهسلحة فٍ الجنوب العربٍ فٍ ‪-1963‬‬
‫‪ ،1967‬وأنجوٖ وهوزهبَك وكهبودَا وٖوس‪..‬‬

‫***************************‬

‫الهَثاق‪ ،‬كها نستنتج هى تحلَلنا السابك‪ ،‬والناصرَة عهو اها كؤفكار‪ ،‬عبارة عى خلَط‬
‫هشوش هى الهادَة والهثالَة‪ ،‬هى البراجهاتَة والدَهاجوجَا‪ ،‬ذات هنهج انتمابٍ‪ ،‬أٌ‬
‫بدوى هنهج حمَمٍ‪ ،‬أو هنهج الٗهنهج‪ ،‬هحاَد هى الناحَة العمابدَة وٖ هنحاز هى الناحَة‬
‫السَاسَة‪.‬‬

‫وإذا أردنا إَجاز هحتوي اْفكار الناصرَة لوجدنا أنها تتضهى الدعوة لتحمَك‬
‫اٖستمٗل السَاسٍ الهباشر‪ ،‬وهصادرة الهجتهع الهدنٍ لصالح الدولة‪ ،‬وهد نفوذ هصر‬
‫إلً العالم العربٍ بالمدر الذٌ َحافظ علً هَبة الدولة فٍ الداخل دونها تورط فٍ هشارَع‬
‫حمَمَة للوحدة العربَة‪ ،‬واستؽٗل التنالضات الدولَة والهحلَة لتدعَم النظام السَاسٍ‪،‬‬
‫‪115‬‬
‫وترهَم النظام اٖجتهاعٍ بها َه ِ ّكى الدولة هى هصادرة الصراع الطبمٍ‪ .‬وجوهر هذه‬
‫اْفكار جهَعاا هو تحمَك سَادة الدولة علً الهجتهع الهدنٍ‪.‬‬

‫ولد طرحت الناصرَة هحتوي أفكارها هنذ بداَة انمٗبها‪ ،‬فهٍ تنسجم تها اها هع هطالب‬
‫النخبة الجدَدة الهتعطشة إلً السلطة وها َترتب علً ذلن هى تحمَك لهصالحها‪ .‬ولكى‬
‫شكل هذه اْفكار لد تؽَر أكثر هى هرة‪ ،‬وحتً بعد وضع الهَثاق صدرت وثابك أخري‬
‫تؽََرا فٍ صورة الفكر الناصرٌ‪ ،‬أٌ فٍ الشعارات دوى الهحتوي العهَك‪.‬‬‫ا‬ ‫تتضهى‬

‫ولد اكتفَنا هنا بتحلَل هحتوي هذه اْفكار‪ ،‬وسوؾ نترن تحلَل الشعارات الهنالضة‬
‫للهحتوي إلً هرحلة ٖحمة‪ ،‬حَى نتناول السَاسات الفعلَة للنظام‪.‬‬

‫لمد عبرت اْفكار الناصرَة عى هنطك الحكم الناصرٌ‪ ،‬ونمصد هنطمه الهوضوعٍ‪،‬‬
‫بهعنً أى البداَة كانت هٍ اٖنمٗب‪ ،‬والذٌ هع لَاهه ظهرت النخبة الناصرَة وفماا لهنطك‬
‫الولابع آنذان‪ ،‬ولد أعلنت هٍ عى هحتوي أفكارها هع تفاعلها بنماطها الست هع اْوضاع‬
‫الفعلَة‪.‬‬

‫***************************‬

‫هولؾ الحركة الشَوعَة هى اْفكار الناصرَة‪:‬‬

‫بالرؼم هى وجود تَارات سَاسَة أخري بخٗؾ التَارات الَسارَة إباى العهد‬
‫الناصرٌ‪ ،‬إٖ أى الَسار بالذات (باستثناء للة هى اْفراد) لد انتهً به اْهر إلً اٖندهاج‬
‫دورا ها ًّها فٍ الدعاَة لهذا‬
‫فٍ النظام الناصرٌ‪ ،‬بل لعب الهاركسَوى الهإدلجوى جَداا ا‬
‫تَارا هعارضاا‪ ،‬بل باعتباره أهم‬
‫النظام‪ .‬لذلن نحلل هنا تصور هذا التَار‪ ،‬لَس باعتباره ا‬
‫اعتبارا هى ‪ .1965/1964‬بل إى ها لدهه‬ ‫ا‬ ‫أبواق النظام علً الصعَد اَْدَولوجٍ‬
‫الهنظروى الهاركسَوى كاى فٍ حمَمة اْهر تعهَماا لـ”الفلسفة“ الناصرَة‪ ،‬بل َهكى المول‬
‫ببساطة إنهم ساههوا هساههة جوهرَة فٍ إنتاج أَدَولوجَا ناصرَة ذات هظهر هتهاسن‬
‫وعهَك‪ .‬وفٍ الحمَمة ٖ َهكى أبداا سوي اعتبار الؽالبَة العظهً هى الهاركسََى‬
‫صا كبار هفكرَهم‪.‬‬
‫الهصرََى ولتها ناصرََى إلً حد أو آخر‪ ،‬وخصو ا‬
‫وهع أى كافة التنظَهات الهاركسَة كانت لبل َولَو ‪ ٖ 1961‬تزال تفكر فٍ إطار‬
‫الثورة الدَ ُهمراطَة(‪ ،)157‬فمد دفعت إجراءات ‪ 1961‬أههها إلً التخلٍ عى هذه الفكرة‪.‬‬

‫(‪ )157‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪.1957-1950‬‬


‫وهى الطرَؾ أى خطاب شهدٌ عطَة الشافعٍ إلً جهال عبد الناصر كاى َصر علً أى الثورة اٖشتراكَة لَست لضَة‬
‫الَوم بالنسبة لحزبه‪ ،‬بل لخص برناهجه فٍ‪:‬‬
‫‪ - 1‬التفاؾ الشعب حول الحكم المابم‪.‬‬
‫‪ - 2‬تحالؾ الطبمات الوطنَة هى أجل تنفَذ برناهج الحكوهة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحوَل اٖتحاد الموهٍ إلً حزب فعال للشعب كله‪.‬‬
‫‪ - 4‬إزالة الشماق بَى هصر والعراق‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫فهنذ اِى فصاعداا‪ ،‬صار شعار الثورة اٖشتراكَة هعتَهداا لدي الؽالبَة‪ ،‬هع أنه كاى هى‬
‫الهنطمٍ أكثر أى َرفض الحزب الشَوعٍ الهصرٌ الشعارات اٖشتراكَة للنظام وكذلن‬
‫إجراءات اٖشتراكَة الهزعوهة‪ ،‬السابمة ْوانها حسب خط الحزب اْصلٍ‪ .‬بل لمد التهب‬
‫سا بعد أى تجاوزت الناصرَة برناهجه‪ ،‬بل وأَّدت الؽالبَة خط الناصرَة الجدَد‬
‫الَسار حها ا‬
‫هعتبرةا أى الثورة اٖشتراكَة لد بدأت‪ ،‬أو علً اْلل أى السلطة تسَر فٍ طرَك تنهَة ”ٖ‬
‫رأسهالٍ“‪َ ،‬إدٌ طبعاا إلً اٖشتراكَة! لَس هذا فحسب‪ ،‬بل واعتبروا هذه التحول خطوة‬
‫عجزوا هم عى المَام بها‪ .‬واعتبر هعظم أفراد الَسار إعٗى اٖشتراكَة بداَة الثورة‬
‫اٖجتهاعَة‪ ،‬بَنها اعتبر انمٗب ‪ 1952‬بداَة الثورة السَاسَة‪ .‬فٗ َكتفٍ ؼالٍ شكرٌ‬
‫(هثٗ) بوصؾ الناصرَة بالثورة‪ ،‬بل َمول‪” :‬نظلم الناصرَة لو للنا إنها كانت ثورة‬ ‫ا‬
‫واحدة‪ ،‬فالحمَمة أنها كانت ثٗث ثورات“‪ .‬ثم راح َمسهها كاِتٍ‪” :‬الفترة الوالعة بَى‬
‫عاهٍ ‪ 1956 ،1952‬هٍ الثورة الوطنَة“‪” ..‬أها الفترة الوالعة بَى عاهٍ ‪1958‬‬
‫و‪ 1961‬فهٍ ثورة الوحدة الموهَة“‪” ..‬وأها الفترة الوالعة بَى عاهٍ ‪ 61‬و‪ 70‬رؼم‬
‫الهزَهة العسكرَة بَنهها وتدهور خطة التنهَة اٖلتصادَة وتعاظم الطبمة الجدَدة‪ ،‬فانها‬
‫تكوى الثورة اٖجتهاعَة حَث انتملت السلطة فٍ شخص لابدها هى تهثَل الطبمة الوسطً‬
‫هوضوعًَّا إلً تهثَل لاعدة اجتهاعَة أوسع هى البرجوازَة الهتوسطة والصؽَرة‬
‫والفٗحَى والعهال“‪ .‬وإحمالاا للحك نمول إى ؼالٍ شكرٌ لد وصؾ هذه الهوجات الثورَة‬
‫الهزعوهة بؤنها ثورات نالصة(‪ .)158‬ونسجل هنا هلحوظة أى أشارة لكوى هذه‬
‫”الثورات“ نالصة إنها َعبر فٍ رأَنا عى عدم ارتَاح اْستاذ‪ /‬شكرٌ لتحلَله‪ ،‬ذلن أى كل‬
‫الثورات كانت نالصة بهعنً هى الهعانٍ‪ ،‬حتً الثورة الفرنسَة‪ .‬ونسجل هلحوظة أخري‪:‬‬
‫إى انتمال السلطة طبمًَّا فٍ شخص لابدها لهو أهر َحتاج إلً تفسَر لم َمدهه أبداا‬
‫اْستاذ‪ /‬شكرٌ‪ ،‬وهٍ فكرة طرحها الناصرَوى وهعظم هفكرٌ الهاركسَة الهصرَة‬
‫كثَرا‪ ،‬تتلخص فٍ أى تطور فكر الزعَم أدي إلً تطور النظام‪ ،‬دوى تمدَم تفسَر ِلَة‬‫ا‬
‫حدوث هثل هذا التؤثَر السحرٌ‪.‬‬

‫فباستثناء السنوات اْولً‪ ،‬كاى أعضاء الهنظهات الشَوعَة هتحهسَى أشد التحهس‬
‫للسَاسة الناصرَة‪ ،‬خاصة السَاستَى الخارجَة واٖلتصادَة‪ .‬وكاى الحهاس عظَ اها خٗل‬
‫سا‬
‫الستَنات‪ ،‬وحتً داخل الهعتمٗت‪ .‬وَستثنً هى ذلن هولؾ أللَة َسارَة كانت ألل تحه ا‬
‫وبعضها هعاد‪ ،‬ولد رفضت أى تمبل الشعارات اٖشتراكَة للنظام‪ ،‬وشخصته ككل كنظام‬
‫برجوازٌ رؼم التؤهَهات الكبري‪ .‬أها الخٗؾ الذٌ ظل داب اها َوضع فٍ اٖعتبار هى‬
‫جانب الجهَع تمرَ ابا‪ ،‬فكاى َتعلك بهسؤلة نظام الحكم‪ ،‬أٌ الدَ ُهمراطَة‪ .‬ولكى هنذ أفراج‬
‫عى الشَوعََى الهعتملَى تؽَرت الؽالبَة‪ ،‬وخاصة عناصر الهثمفَى‪ ،‬وراحت تتفادي بمدر‬
‫أهكاى أٌ خٗؾ هع الناصرَة‪ ،‬حتً بخصوص هسؤلة الدَ ُهمراطَة‪ ،‬وتشكلت ”جبهة“‬

‫‪ - 5‬تؤكَد العٗلات الودَة هع الهعسكر اٖشتراكٍ‪.‬‬


‫ولد كتب الخطاب فٍ سبتهبر ‪ 1959‬ونشرته هجلة ”الطلَعة“ فٍ َناَر ‪ ،1975‬ونشر رفعت السعَد أجزا اء هنه فٍ‪:‬‬
‫تارَخ الحركة الشَوعَة الهصرَة‪ ،‬الوحدة ‪ -‬اٖنمسام ‪ -‬الحل (‪ ،)1965-1957‬ص ص ‪.204-203‬‬
‫(‪ )158‬الثورة الهضادة فٍ هصر‪ ،‬ص ص ‪.376-375‬‬
‫‪117‬‬
‫فٍ شكل ناصرٌ أصَل‪ .‬فاندهج الَهَى الهاركسٍ فٍ هإسسات السلطة‪ ،‬فلم َكتؾ بحل‬
‫الحزب فٍ عام ‪ 1965‬وإنها راح َهارس الدهججة علً وعٍ الجهاهَر بشعارات لم‬
‫َرفعها هى لبل صراحةا‪ .‬وكاى هو الذٌ استطاع بؤفضل شكل أى َصور الحكم الناصرٌ‬
‫فٍ صورة الحكم الثورٌ الدَ ُهمراطٍ‪.‬‬

‫ففٍ التنظَم الطلَعٍ ضهت السلطة عدداا هحدوداا هى الشَوعََى الهعتدلَى انضم‬
‫كبَرا فٍ إعداد النشرات‬
‫دورا ا‬ ‫بعضهم لبل حل الحزب الشَوعٍ الهصرٌ‪ .‬ولد لعب هإٖء ا‬
‫واْبحاث التٍ تظهر الحكم الناصرٌ فٍ صورة اشتراكَة ودَ ُهمراطَة شعبَة‪ ،‬وإلماء‬
‫الهحاضرات علً الشباب‪ ،‬وتلمَنه هبادئ اْفكار الناصرَة التٍ سبك ذكرها‪.‬‬

‫ولد وافك هذا اٖتجاه علً صَؽة الـ‪ %50‬وعلً اٖتحاد اٖشتراكٍ كتنظَم ثورٌ‬
‫والهَثاق كنظرَة ثورَة‪ ،‬كبدَل هعترؾ به ضهناا علً اْلل‪ ،‬للهاركسَة التٍ تم اٖحتفاظ‬
‫ووضعت فٍ خدهة الناصرَة‪ .‬فإذا رجعنا إلً‬ ‫هنها ببعض الصَاؼات وتمالَد الكتابة ُ‬
‫الهنابر الرسهَة لَهَى الحركة الشَوعَة إباى الفترة التالَة لعام ‪ :1965‬هجلتٍ‬
‫”الطلَعة“ و”الكاتب“‪ ،‬هجلة ”روز الَوسؾ“ إلً حد ها‪ ،‬صحَفة ”اْخبار“ فٍ فترة‬
‫ها‪ ،‬نجد التروَج لٓفكار الناصرَة وفك صَػ هاركسَة‪ .‬وٖ َخلو عدد واحد هى عشرات‬
‫التوكَدات علً سٗهة ”النظرَة الثورَة“ و”التنظَم الثورٌ“ الناصرََى‪ ..‬نمتبس هنها‬
‫بعض النهاذج لكٍ َمؾ المارئ علً روح اللحظة‪ ،‬إى صح التعبَر‪:‬‬
‫ا‬
‫تحلَٗ علهًَّا هى أرلً ها‬ ‫”تعترؾ اشتراكَتنا فٍ الهَثاق بصراع الطبمات‪ ،‬وتضع له‬
‫‪.‬‬‫(‪)159‬‬
‫عرؾ هى تحلَٗت‪ ،‬وهٍ تتطلب حل الصراع الطبمٍ ًّ‬
‫حٗ سلهًَّا“‬
‫وَستكهل نفس الكاتب‪ ،‬فَتكلم فٍ فمرة طوَلة عى دَكتاتورَة البرولَتارَا باعتبارها‬
‫شر اطا أولًَّا للثورة اٖشتراكَة‪ ..‬ولكنه َتدارن فَمول أنه بعد الحرب الثانَة ”ظهر شٍء‬
‫جدَد تها اها فٍ البلداى الناهَة“‪” ...‬تبدأ هذه البلداى فٍ التحول هى الثورة الوطنَة إلً‬
‫اٖشتراكَة بؽَر إلاهة دَكتاتورَة البرولَتارَا‪ ،‬ولكى باتخاذ أشكال جدَدة لسلطة الشعب‬
‫العاهلة“(‪َ .)160‬فهم هى هذا أى فإاد هرسٍ (الهاركسٍ رسه ًَّا) َعتمد أى دَكتاتورَة‬
‫البرولَتارَا لَست سوي أحد أشكال سلطة الشعب العاهل‪ .‬أها فٍ الكٗسَكَات الهاركسَة‬
‫ا‬
‫شكٗ لدَكتاتورَة البرولَتارَا‪ ،‬أٌ‬ ‫فمد اعتبرت سلطة السوفَتَات‪ ،‬أو الهجالس الشعبَة‬
‫عكس ها َمصده‪ .‬وَضَؾ فإاد هرسٍ‪” :‬إى هبدأ الـ‪ %50‬هو أخطر هبدأ دَ ُهمراطٍ‬
‫ألرته التجربة الناصرَة“(‪.)161‬‬

‫أها لطفٍ الخولٍ‪” ،‬فَتعهك“ كعادته فٍ التحلَل بهناسبة إنشاء التنظَم الطلَعٍ‪:‬‬

‫(‪ )159‬فإاد هرسٍ‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد أكتوبر ‪.1966‬‬


‫(‪ )160‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ )161‬هجلة ”الطلَعة“‪َ ،‬ولَو ‪.1965‬‬
‫‪118‬‬
‫”هذه الثنابَة الهوضوعَة لظروؾ الهجتهع الهصرٌ العربٍ الراهى هٍ ‪ -‬فٍ رأٍَ ‪-‬‬
‫اْساس الهادٌ الذٌ َعكس بالضرورة ثنابَة التنظَم السَاسٍ فٍ هصر‪ ،‬إذ َجب أى‬
‫َكوى جهاهَرًَّا وطلَعًَّا فٍ ولت واحد“‪” ،‬وهذه الثنابَة فٍ التنظَم تفَد فٍ ظروفنا‬
‫الحالَة فٍ تٗفٍ أخطاء وعَوب نظام وحدانَة الحزب“‪ .‬ثم َلجؤ إلً استخدام لؽة هَجل‪:‬‬
‫”فالجهاز السَاسٍ إذى هو ‪ -‬هوضوعًَّا ‪ -‬جزء هى تنظَم كلٍ‪ ،‬وبهعنً أكثر دلة هو‬
‫الجزء المادر والهإهل (‪ )...‬والعٗلات التٍ َجب أى تموم بَى اٖتحاد اٖشتراكٍ والجهاز‬
‫السَاسٍ هٍ هى النوع اْخَر‪ :‬عٗلات توحد عضوٌ“(‪ .)162‬ثم َواصل الحدَث عى‬
‫هفهوم جدَد‪ ،‬هو العضوَة الهزدوجة لكادر الجهاز السَاسٍ‪ .‬وها َستكهل هذا التحلَل‬
‫الدَالكتَكٍ ها لاله لطفٍ الخولٍ فَها بعد‪” :‬وكل هحاولة ٔعادة التنظَم الشَوعٍ أو‬
‫تكوَى تنظَم جدَد خروج علً اٖلتزام َجب أى َُداى ْنه أصبح تآه ارا ضد لضَة بناء‬
‫اٖشتراكَة فٍ هجتهعنا بالطرَك الذٌ اختاره الهَثاق وتحالؾ لوي الشعب العاهلة بمَادته‬
‫الثورَة“(‪.)163‬‬

‫هنظر للناصرَة‪ ،‬نملة أخري ذات شكل أكثر‬ ‫ِّ‬ ‫وَنتمل بنا هحهود أهَى العالم‪ ،‬أعهك‬
‫هَجلَة(‪ ،)164‬فَتحدث عى الحرَة هنتمداا الهفهوم اللَبرالٍ للحرَة‪ ،‬همد اها لهفهوم هَجلٍ‬
‫للؽاَة‪ :‬الحرَة هٍ إدران الضرورة‪ .‬ولكنه راح َصدهنا‪ ،‬فهو ٖ َمصد بـ”الضرورة“ ها‬
‫لصده هَجل‪ ،‬بل حالة الطوارئ الدابهة طوال العصر الناصرٌ‪” :‬كثَر هى الهواطنَى‬
‫ٖزالوا َفتمدوى الهعنً الحمَمٍ للحرَة وَتعلموى بؤسلوب لَبرالٍ ٖ َتفك هع هٗبساتنا‬
‫الثورَة الجدَدة“‪” ،‬ولعل الهَثاق أى َكوى أنضج ها كتب حتً اِى عى الهفهوم العلهٍ‬
‫الصحَح للحرَة“‪ ،‬ثم َسند نفسه إلً هَجل‪َ” :‬عرؾ هَجل الحرَة بهعرفة‬
‫الضرورة“(‪ ،)165‬وَواصل‪” :‬أٌ الوضعَى أكثر حرَة‪ ،‬هصر لبل ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪1952‬‬

‫(‪ )162‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد أبرَل ‪.1965‬‬


‫)‪ (163‬افتتاحَة هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد ‪ 12‬عام ‪.1966‬‬
‫(‪ )164‬هعارن فكرَة‪ ،‬ص ص ‪.187-154‬‬
‫(‪) 165‬‬
‫لَس الهعنً الذٌ َمصده هَجل بهذه العبارة هو الهعنً الذٌ أراد أى َمدهه لنا هحهود العالم‪ ،‬فهَجل َري أى‬
‫” الحرَة تعنٍ أى الشٍء اِخر الذٌ تتعاهل هعه هو ذات ثانَة‪ ،‬حتً إنن ٖ تترن أبداا اْساس الخاص الذٌ تمؾ علَه‪،‬‬
‫وإنها تشرع لنفسن وتضع لانونن الخاص“ (هوسوعة العلوم الفلسفَة‪ ،‬الهجلد اْول‪ ،‬ص ‪ .)102‬فالحرَة باختصار‬
‫تعنٍ التعََى الذاتٍ‪ ،‬أٌ أى تحدد نفسن بنفسن‪ .‬فإذا كانت الموانَى تعبر عى إرادتٍ‪ ،‬فؤنا إذى حر‪ .‬أها إذا كانت تعبر‬
‫حرا ْى ”الحرَة تستلزم أٖ نشعر أننا فٍ حاجة إلً شٍء آخر ؼَر ذواتنا“ (ص‬ ‫عى إرادة الحاكم فؤنا إذى لست ًّ‬
‫‪ .)103‬وَري هَجل أى الحمَمٍ هو الكلٍ‪ ،‬لذلن َكوى الفرد إنساناا حمَم ًَّا بمدر ها َكوى فٍ هوَة هع هفهوهه كإنساى‪،‬‬
‫أى تكوى إرادته هٍ إرادة الكل ‪ -‬أنساى كذات هفكرة‪ ،‬أٌ أى تكوى هٍ إرادة العمل‪ .‬أها حرَة أنساى الطبَعٍ فهٍ‬
‫عكس الحرَة‪ْ ،‬ى هذا أنساى ‪ -‬حسب تعبَر هَجل ‪” -‬لَس سَد نفسه“‪” ،‬فهكونات إرادته وآرابه لَست خاصة به“‬
‫(ص ‪.)103‬‬
‫فالماعدة التٍ َضعها هَجل للحرَة الحمَمَة لاعدة أعهك كلَة هى فهم اْستاذ هحهود العالم‪ ،‬فالحرَة َنبؽٍ أى تفهم‬
‫علً نحو عمٗنٍ‪ ،‬فعلً أنساى الفرد كذات هفكرة أى َحدد نفسه بنفسه بهذه الصفة‪ ،‬وبالتالٍ أى َحددها وفماا لها هو‬
‫عموٖ عدَدة‪ ،‬فالحمَمة ‪-‬لدي هَجل ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫هعمول‪ ،‬والهعمول كلٍ ْى العمل أنسانٍ هو العمل أنسانٍ عهو اها‪ ،‬ولَس‬
‫واحدة والهنطك واحد‪ ،‬والحمَمة تتفك داب اها هع العمل‪ ،‬فهٍ الهعمول نفسه‪ .‬أها العمل الفردٌ الذٌ َعارض الهعمول‪،‬‬
‫فهو لَس فٍ هوَة هع هفهوم العمل‪ ،‬أٌ لَس ا‬
‫عمٗ حمَمًَّا‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫أم هصر بعدها؟ فٍ هصر لبل ‪ 1952‬كانت هنان أحزاب وهعارن دستورَة وبرلهاى‬
‫وانتخابات ووزارات تموم وأخري تمعد‪ ،‬وجرابد وهجٗت ههلوكة لٓحزاب أو لٓفراد‬
‫وهعارضة برلهانَة‪”( “ ...‬نسٍ!“ أى َضَؾ أنه كانت هنان نمابات للعهال والطٗب‬
‫وحك العهال فٍ أضراب‪ ،‬ونمابات ههنَة هستملة ودستور َكفل الحرَات الشخصَة‬
‫لٓفراد وصحافة َسارَة هعلنة وشرعَة‪ ...‬إلخ إلخ‪ )...‬وفٍ هصر الثورة لَست هنان‬
‫أحزاب وٖ صراع حزبٍ‪ ،‬لَس ثهة هعارضة برلهانَة بالهعنً التملَدٌ وٖ هلكَة فردَة‬
‫للصحؾ والهجٗت‪ ...‬إلخ‪ .‬ثم راح َتساءل‪” :‬فؤٌ الوضعَى أكثر حرَة؟“‪ .‬ثم َجَب علً‬
‫لابٗ‪” :‬إى جوهر الحرَة لبل عام ‪ 1952‬كاى للرجعََى‬ ‫ا‬ ‫التساإل فٍ فمرة طوَلة‬
‫والرأسهالََى وألطاع‪ ..‬أها بعد عام ‪ 1952‬فمد تحممت أسس أرلً للحرَة بفضل انتمال‬
‫السلطة إلً اَْدٌ الوطنَة‪ ،‬ثم حدث انتمال هى سلطة هجلس الثورة إلً سلطة الشعب‬
‫العاهل وإلً نسبة العهال والفٗحَى الهمررة“‪ .‬ثم َصؾ الدعوة إلً تعدد اْحزاب بؤنها‬
‫”دعوة فٍ الحمَمة إلً الثورة الهضادة“‪” :‬إى طرَك الحرَة فٍ بٗدنا لَس طرَك‬
‫البرلهانَة اللَبرالَة‪ ،‬لَس طرَك تعدد اْحزاب‪ ،‬وإنها هو طرَك التحالؾ الثورٌ لموي‬
‫الشعب العاهل والتنظَم الثورٌ المابد“‪” ،‬إنه طرَك البرلهاى الشعبٍ والهجالس الشعبَة‪،‬‬
‫طرَك أؼلبَة العهال والفٗحَى‪ ...‬إلخ“‪ .‬وَمول فٍ نهاَة الفصل‪” :‬وهذا هو الهعنً الذٌ‬
‫نحتفل به فٍ أعَاد ثورة َولَو الهجَدة“‪ .‬لَس هى الضرورٌ هنا أى نكرر ها ذكرناه‬
‫حول طبَعة الحكم الناصرٌ الفردٌ‪ .‬ولَس هى العسَر علً اْستاذ هحهود العالم أى‬
‫َستوعب هدي زَؾ تلن الـ‪ %50‬الهذكورة‪ ،‬فَكفَه أى َرجع إلً تعرَؾ العاهل والفٗح‪.‬‬
‫كذلن لَس هى الصعوبة بهكاى أى َري بكل وضوح كَؾ انتملت السلطة هى ”هجلس‬
‫لَادة الثورة“ إلً الحكم الفردٌ ولَس إلً الشعب العاهل‪ ،‬وأسهل هى ذلن أى ”َكتشؾ“‬
‫ؼَاب البرلهاى الشعبٍ والهجالس الشعبَة … إلخ‪.‬‬

‫ولَٗحظ المارئ أى العا ِلم َمصد الوالع المابم بالفعل‪ ،‬فالبرلهاى شعبٍ ْنه َضم ‪%50‬‬
‫عهاٖ وفٗحَى حسب التعرَؾ الناصرٌ‪ ،‬ولكنه نسٍ (أو تناسً؟) والع أى أؼلبَة العهال‬ ‫ا‬
‫والفٗحَى تضم هٍ نفسها أؼلبَة هى الهوظفَى وهٗن اْراضٍ وفماا للتعرَؾ الرسهٍ‪.‬‬

‫باسم اٖشتراكَة‪ ،‬جري بهساعدة هاهة هى هفكرٌ الَسار فٍ هصر‪ ،‬الذَى تحول كثَر‬
‫هنهم إلً ناصرََى‪ ،‬تمدَم نظام َولَو كثورة اشتراكَة‪ ،‬بل واعتبار اٖنتمال لٗشتراكَة‬
‫ههكناا حَى تختار السلطة هذا الحل‪ .‬أٌ أى اٖشتراكَة َهكى أى تتحمك بواسطة فرد‬
‫هلهم‪ ،‬تطورت أفكاره وهو علً لهة جهاز دولة رجعٍ‪ .‬بل وأنه هى الههكى أى َمتنع‬
‫ٍ بالحل اٖشتراكٍ لهشاكل الهجتهع‪ ،‬واٖنتمال هى‬ ‫جهاز الدولة الرجعٍ بضرورة ها سُه َ‬
‫واختَارا‪ .‬بل لمد أصبح للصراع الطبمٍ أسهاء‬
‫ا‬ ‫الرأسهالَة أو ؼَرها إلً اٖشتراكَة طوعاا‬

‫وهَجل َهد كٗهه علً استماهته‪ ،‬فهو َستنبط الهجتهع الهدنٍ والدولة بطرَمة تبدو هنطمَة‪ .‬ولكنه َفعل ذلن فٍ‬
‫الحمَمة بطرَمة بالؽة التعسؾ‪ ،‬ورؼم ذلن فهو َمول أى ”الدولة الفاسدة أو السَبة هٍ دولة ؼَر حمَمَة“‬
‫(الهوسوعة‪ ،‬ص ‪ ) 106‬وَمصد الدولة التٍ ٖ تتـفك هع هفهوم الدولة كها حدده هو‪ .‬والخوض فٍ هذه الهسؤلة َحتاج‬
‫إلً كثَر هى أطالة‪ ،‬ولكننا أردنا فمط أى نوضح كَؾ لُ ّدِهت ”الفلسفة الناصرَة“ باستخدام هفاهَم لها برَمها ولكى‬
‫بهعاى هنالضة لها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫‪120‬‬
‫جدَدة هثل‪ :‬نظرَة الوحدة والصراع‪ ،‬وبهذا الهفهوم الجدَد أصبح هى الههكى أى َُحل‬
‫الصراع الطبمٍ سلهًَّا!‪ ،‬وأصبح إذى التطور التارَخٍ َجرٌ‪ ٖ ،‬هى خٗل الصراع‬
‫الطبمٍ‪ ،‬بل هى خٗل حله سلهًَّا‪ ،‬أٌ هى خارجه‪ ،‬بتدخل عاهل فوق طبمٍ‪ ،‬آلة توفَمَة‪،‬‬
‫كها صورت السلطة الناصرَة نفسها‪ .‬وفٍ ألصً الحاٖت َتم حل الصراع الطبمٍ‬
‫بالنضال الفكرٌ‪ ،‬داخل ”تحالؾ لوي الشعب العاهلة“‪ .‬ولمد تراجع كثَر هى هفكرٌ‬
‫الَسار حتً عى النضال البرلهانٍ وشعار الحكوهة البرلهانَة بل واعتبروا الدَ ُهمراطَة‬
‫اللَبرالَة شَبا برجوازًَّا رجعًَّا وأحَاناا وصفت بؤنها دعوة للثورة الهضادة‪.‬‬

‫ولكى كَؾ تموم سلطة الشعب العاهل (الثورَة!) باعتمال وتعذَب الشَوعََى‪ ،‬الذَى‬
‫رفعوا شعارات النظام نفسه‪ ،‬أو باْحري الذَى رفع النظام شعاراتهم واستخدم لؽتهم؟‬
‫استهر التفسَر الذٌ َفصل بَى الدولة وهإسساتها‪ ،‬وبلػ أكهل صورة علً َدٌ الزعَم‬
‫الثانٍ لهجهوعة اْؼلبَة‪ ،‬أبو سَؾ َوسؾ‪ ،‬فهو َري ‪ -‬هستخد اها لهجة هَجلَة ‪ -‬وجود‬
‫تنالض هع النظام ولكنه ٖ َنفٍ ”وحدة الموي الوطنَة“‪ ،‬هستنداا إلً لانوى وحدة‬
‫وصراع الهتنالضات‪ ،‬الدَالكتَكٍ الذٌ عبَّر عنه فٍ رأٌ فَلسوؾ اْؼلبَة لول الشاعر‪:‬‬

‫ٍ عزَزة‬
‫بٗدٌ وإى جارت عل ّ‬
‫وأهلٍ وإى ضنّوا عل ّ‬
‫ٍ كرام‬

‫وكاى تعلَك الفَلسوؾ كالتالٍ‪” :‬هذا الشاعر َعبر بشكل هى اْشكال عى صَاؼة‬
‫لمانوى الوحدة والصراع“(‪ .)166‬والحمَمة أى التنالض هرتبط داب اها بالوحدة‪ ،‬ولكى الوحدة‬
‫أو الهوَة فٍ الدَالكتَن لَست كها هٍ فٍ ذهى أبٍ سَؾ َوسؾ‪ ،‬بل هٍ وحدة‬
‫هتنالضات‪ .‬واْهر اْهم أى الفَلسوؾ لم َفسر لنا الولابع‪ ،‬فالتنالض لد تؽلب علً‬
‫الوحدة‪ ،‬دوى أى َنبس ببنت شفة حول إهكانَة اعتبار هذه الوحدة ٖ تهت بصلة إلً‬
‫الوطنَة‪ ،‬أفٗ تتحد البرجوازَة والبرولَتارَا أَضاا فٍ نهط إنتاج واحد؟ إى الوحدة فٍ‬
‫الدَالكتَن ٖ تعنٍ الصدالة أو الهحبة كها َفههها فَلسوفنا العزَز!‬

‫لمد ولفت الهاركسَة الهصرَة فٍ الفترة الناصرَة هدهوشة أهام سلطة بدت لها هثل‬
‫أبٍ الهول‪َ ،‬كتنفها الؽهوض هى كل ناحَة‪ .‬وهذا ها َفسر لنا لهاذا أصبحت الخٗفات بَى‬
‫الهنظهات الهاركسَة التٍ تكونت بعد سموط الناصرَة تنطلك هى اٖختٗؾ علً تحدَد‬
‫طبَعة تلن السلطة‪ .‬ولد بلػ التشوش ألصاه عند ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ .‬فمد اعتبر أنه فٍ النظام‬
‫الناصرٌ كاى ”الثمل السَاسٍ فٍ الهجال الفكرٌ للبوجوازَة الصؽَرة‪ ...‬بَنها كانت‬
‫سَاسته العهلَة تخدم فٍ اْساس هصالح الفبات الوسطً هى البرجوازَة“‪ ،‬بَنها عاد فٍ‬
‫هعتبرا أى الناصرَة ”لد تبنت فكر البرجوازَة الصؽَرة‬
‫ا‬ ‫هكاى آخر ”َعهك“ هذه الفكرة‪،‬‬
‫(‪)167‬‬
‫‪ .‬فٍ الحمَمة ذهب ط‪ .‬ث شاكر هذاهب شتً‬ ‫لٗستعانة بها فٍ الصراع ضد أعدابها“‬

‫(‪ )166‬هجلة ”الطلَعة“‪َ ،‬ناَر ‪.1975‬‬


‫(‪ )167‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.25-23‬‬
‫‪121‬‬
‫فٍ كتابه الصؽَر‪ ،‬ولم َكى هحدداا أبداا فٍ وصفه لطبَعة السلطة الناصرَة‪ ،‬فَمول ا‬
‫هثٗ‪:‬‬
‫سا وَعتهد علً البرجوازَة‬
‫”لمد كاى النظام الناصرٌ َهثل البرجوازَة الهتوسطة أسا ا‬
‫الصؽَرة كماعدة اجتهاعَة هحكهة“ (ص ‪ ،)37‬بَنها ذكر فٍ نفس الكتاب أى الناصرَة‬
‫كانت تحالفاا بَى البرجوازَة الصؽَرة والهتوسطة والكبَرة (ص ‪!)38‬‬

‫***************************‬

‫انتهَنا هنا هى تحلَل ونمد الناصرَة كؤفكار‪ ،‬وكاى حكهنا اْخَر أنها تحهل فٍ داخلها‬
‫هههة تبرَر وجود النظام‪ .‬وهٍ لم تشتبن أبداا هع اَْدَولوجَات اْخري اشتباكاا حمَمًَّا‪،‬‬
‫ولم تسهح السلطة بؤٌ نمد َوجه لها‪ ،‬كها أنها لدهت نفسها للشعب كحمَمة هطلمة‪..‬‬
‫كدَانة‪ ٖ ..‬كوجهة نظر‪ ،‬وهٍ فٍ هذا وإحمالاا للحك لم تختلؾ عى اَْدَولوجَات اْخري‬
‫الهطروحة ولتها‪ .‬إٖ أنها صَؽت بطرَمة تمدم النظام فٍ صورة هنالضة لهحتواه الفعلٍ‪،‬‬
‫هستخدهة ترسانة هى الهفاهَم الهستعارة‪ ،‬هفرؼةا إَاها هى هحتواها‪ ،‬وفٍ هذا كانت‬
‫فعٗ وبزت كل اْطروحات اْخري فٍ الساحة العربَة(‪.)168‬‬ ‫هتفردة ا‬

‫ولد شكلت الدعاَة لشخص الزعَم جز اءا أساسًَّا هى اَْدَولوجَا الناصرَة‪ ،‬وشكلت‬
‫سا لظاهرة عبادة الفرد الزعَم‪ ،‬وهٍ التٍ هازالت تسم الناصرََى حتً اِى‪ .‬فَهتم‬ ‫أسا ا‬
‫أنصار عبادة الزعَم بتصوَره كنبٍ هلهم أو لدَس أو أحد أولَاء هللا الصالحَى‪ ،‬دوى‬
‫الحرج هى تمبل نمض كثَر هى هكونات النظام الذٌ هثله أو حتً التحفظ علَه ككل‪ .‬هكذا‬
‫سا هثل اٖحتفاء‬‫سا وألواله الهمدسة وطمو ا‬‫صارت الناصرَة دَانة حمَمَة‪ :‬زعَ اها همد ا‬
‫كثَرا عى‬
‫ا‬ ‫بذكري هَٗده ووفاته‪ ..‬بل وتم خلك تصورات وههَة عى هصر الناصرَة تبعد‬
‫الوالع‪ ،‬وٖ َكفٍ لتبدَدها ذكر الحمابك واْرلام‪ ..‬إنه أَهاى الذٌ َصعب نمضه بالهنطك‬
‫والعمل‪.‬‬

‫ولكى َٖكفٍ أى نمؾ عند هذا الحكم النظرٌ‪ ،‬وإنها علَنا أى نختبر هدي صحته بتحلَل‬
‫الوالع الهلهوس‪ .‬فحمَمة الفكرة ٖ تتبدي فٍ نفسها‪ ،‬بل فٍ ضدها‪ ،‬أٌ فٍ الوالع الفعلٍ‪.‬‬
‫فعلَنا اِى إذى أى ننتمل هى الفكرة الهجردة إلً الفكرة كوجود هادٌ‪ ،‬وهٍ هتهوضعة‪.‬‬

‫***************************‬

‫الباب الثانٍ‬

‫(‪ )168‬أها علً الصعَد العالهٍ فمد بزتها الستالَنَة‪ ،‬اْعهك نظرًَّا بكثَر والهبررة لدولة أكبر وأعظم شؤناا بها ٖ َماس‪،‬‬
‫هابٗ‪ .‬ولكى الستا لَنَة لد لاهت علً أرضَة هههدة‬‫ا‬ ‫تؤثَرا سَاسًَّا‬
‫ا‬ ‫تَارا فكرًَّا واسع اٖنتشار وحممت‬
‫ا‬ ‫والتٍ شكلت‬
‫أصٗ‪ ،‬هى تراث لَنَنٍ وحزب عرَك ولم تكى بحاجة إلً استعارة هفاهَم‪ ...‬إلخ‪ ،‬بَنها كانت الناصرَة ”عصاهَة“‬ ‫ا‬
‫واضطرت ٖستخدام تراث ؼَرها‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫السَاسة الناصرَة‬

‫ال ‪ٜ‬هف‪ ٞ‬إٔ ‪ٜ‬تج٘ ايفهس ص‪ٛ‬ب اي‪ٛ‬اقع‪،‬‬


‫فاي‪ٛ‬اقع ْفط٘ ‪ٜٓ‬بػ‪ ٞ‬إٔ ‪ٜ‬تج٘ ص‪ٛ‬ب ايفهس‬

‫كارل هاركس‬

‫‪123‬‬
‫تههَد‪:‬‬

‫‪ - 1‬إذا أردنا إَجاز تحلَلنا السابك لٓفكار الناصرَة لوجدنا أنها تنطوٌ علً تنالض‬
‫بَى هحتواها وشكلها‪ .‬هذا التنالض هو ‪ -‬هى زاوَة هعَنة ‪ -‬هفتعل وؼَر حمَمٍ‪ ،‬سطحٍ‬
‫تها اها‪ ،‬بَى الكلهات والهعانٍ الهمصود بها‪ .‬ولكنه فٍ الولت نفسه تنالض حمَمٍ بهعنً‬
‫هعَى‪ ،‬فهذا التنالض الهفتعل َعبر عى حمَمة التنالض بَى هحتوي الناصرَة الفعلٍ‬
‫وهحاولتها الهسرحَة إظهار نفسها فٍ صورة هختلفة جذرًَّا‪ .‬هذه الدَهاجوجَا هٍ‬
‫عنصر جوهرٌ فٍ الفكر الناصرٌ‪ .‬فمد راحت تستخدم هفاهَم هعروفة فٍ الفكر التمدهٍ‬
‫ٍ خاصة‬ ‫ا‬
‫شكٗ ثورًَّا فٍ الولت الذٌ طرحت فَه هذه الهفاهَم بهعان َ‬ ‫لتضفٍ علً نفسها‬
‫بها وحدها‪ ،‬فاٖشتراكَة لَست هٍ اٖشتراكَة الهعروفة‪ ،‬وحرَة الهواطى لَست هٍ‬
‫حرَة الفرد‪ ،‬وحرَة الوطى هٍ استمٗل الدولة‪ ،‬والوحدة العربَة تتحمك سلهًَّا وبعد‬
‫تحمَك اٖشتراكَة وشروط أخري هتعددة‪ ..‬أٌ أنها ٖ تتحمك فٍ حمَمة اْهر‪ .‬وهكهى هذا‬
‫التنالض فٍ رأَنا هو أى الفكر الناصرٌ لد صَػ بطرَمة دَهاجوجَة‪ْ ،‬نه ٖ َتضهى فٍ‬
‫حمَمة أهره هضهوى شعاراته‪ ،‬وإنها نمَضها‪.‬‬

‫ولكى الدَهاجوجَة كها أوضحنا ٖ تمؾ علً دعابم وههَة تها اها‪ ،‬فكاى ٖبد لها هى‬
‫بعض الركابز الوالعَة لكٍ تإتٍ ثهارها علً صعَد الدعاَة‪ ،‬ولهذا السبب بالذات سوؾ‬
‫نجد حدوداا هعَنة تطبك فَها الناصرَة اْفكار التٍ ها كاى َهكى أى تكوى دَهاجوجَة‬
‫هضطرا لتبرَر وجوده باْفعال ٖ باْلوال وحدها‪ ،‬أٌ أى َطبك‬ ‫ًّ‬ ‫خالصة‪ .‬فالنظام كاى‬
‫بهعنً ها أفكاره الثورَة الزابفة التٍ انبثمت هع ظهوره وتوالً انبعاثها طوال العهد كله‪.‬‬

‫ولمد طبمت السَاسة الناصرَة فكرة الهحاولة والخطؤ‪ ،‬هذه الفكرة الهجردة‪ ،‬فهٍ‬
‫فعٗ خٗل‬‫توصٍ بوجود هدؾ هحدد َتم تحمَمه بهحاوٖت هتتالَة‪ ،‬ولد تشكل هذا الهدؾ ا‬
‫فترة الصراع علً السلطة (‪ )1954-52‬هركباا هى تفاعل الهبادئ الستة لـ”الضباط‬
‫اْحرار“ هع هوازَى الموي التٍ تشكلت تها اها خٗل فترة الصراع الهذكورة‪ .‬وكانت‬
‫الفكرة الناصرَة الجوهرَة تتلخص فٍ السَطرة الهطلمة للنخبة الجدَدة علً جهاز‬
‫الدولة‪ .‬وكاى هذا هو الشٍء الجوهرٌ الذٌ تبرره اْفكار الناصرَة كها حللناها‪ ،‬سبك‬
‫هنطمًَّا السَاسة الناصرَة‪ ..‬ولد تؽَرت صورة هذه الفكرة ؼَر هرة ولكى ظل هحتواها‬
‫ثابتاا وظل التنالض بَى شكلها وهحتواها هوجوداا داب اها‪ .‬وْى اْفكار الناصرَة تحهل‬
‫التنالض الهذكور‪ ،‬حهل اٖلتزام بتطبَمها هخاطر هلهوسة‪ْ ،‬ى التطبَك‪ ،‬وإى كاى َجب‬
‫أى َكوى فٍ جوهره تطبَماا لهحتوي اْفكار‪ ،‬كاى َنبؽٍ فٍ الولت نفسه أى َتخذ شكلها‪،‬‬
‫وهذا َتضهى هنذ البداَة سَاسات هتنالضة هى حَث عٗلاتها الهباشرة‪ ،‬ولكنها تحمك‬
‫فكرة واحدة هٍ حمَمة اْفكار الناصرَة‪ .‬ؼَر أى هذا التنالض الصورٌ ٖ َهر هرور‬
‫الكرام‪ْ ،‬ى النظام ”اٖشتراكٍ التحررٌ الوحدوٌ“ هضطر ٔبراز الشكل علً حساب‬
‫الهحتوي‪ ،‬أو ‪ -‬بهعنً أدق ‪ْ -‬ى َجعل اْخَرة تبدو هثل اْولً‪ .‬لذلن فمد راح َمدم علً‬
‫كثَر هى اْعهال التٍ تكفل إبراز هذا الهظهر‪ .‬ولها كاى الشكل َتنالض هع الهحتوي‬
‫كثَرا هى‬
‫ا‬ ‫ظاهرًَّا‪ ،‬كاى اٖلتزام بإبراز الشكل فٍ صورة حمَمة الفكر الناصرٌ َتطلب‬
‫‪124‬‬
‫التنازٖت والهوالؾ الصورَة والهؽاهرات الطابشة هى جانب الناصرَة‪ .‬كها َتضهى‬
‫التورط فٍ هوالؾ هحرجة وهكلفة‪ْ ،‬ى تحمَك النجاحات الهنسجهة هع الصورة إذا ها‬
‫ضارا بالهحتوي نفسه‪ .‬وخٗصة اْهر أى اْفكار الناصرَة لد‬ ‫ًّ‬ ‫تخطً ح ًّدا هعَناا َصبح‬
‫تضهنت ورطة تكهى فٍ صلب طبَعة النظام‪ ،‬وهو ها ٖ َهكى استنباطه هى تحلَل اْفكار‬
‫ا‬
‫تفصَٗ‪ ،‬وسوؾ نكشؾ فٍ التحلَل هسار هذا‬ ‫الناصرَة‪ .‬وهذا ها سنتناوله فٍ هذا الباب‬
‫التنالض بَى شكل وهحتوي اْفكار الناصرَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تتجسد السَاسة العاهة ٌْ سلطة دولة بشكل عَنٍ فٍ سَاستها اٖلتصادَة‪،‬‬


‫ولكنها تنضج علً نحو كاهل فٍ السَاسة اٖجتهاعَة‪ ،‬أٌ فٍ طبَعة النظام اٖجتهاعٍ‬
‫الذٌ تتبناه أو ترَد تعدَله وحدود ذلن‪ .‬ولد خصصنا فَها سبك با ابا لتحلَل نظام الحكم‬
‫الناصرٌ‪ ،‬فاعتبرنا نظام الحكم هو أول تجلَات هاهَة الناصرَة نفسها‪ ،‬فهٍ تتجسد‬
‫هباشرة فٍ صورة نظام هحدد للحكم‪ ،‬هو البونابرتَة فٍ ثوب خاص‪ ..‬فحكهها لَس أحد‬
‫سَاساتها‪ ،‬وإنها هو نفسها الخالصة‪ .‬فالناصرَة كهاهَة لَست طبمة اجتهاعَة ولكنها‬
‫تظهر لنا حَى نبدأ فٍ فن رهوزها‪ ،‬أٌ هى الزاوَة الهنطمَة‪ ،‬كهجرد نظام سَاسٍ‪ ،‬ؼَر‬
‫أى هذا النظام َحهل فٍ طَاته سَاسة هعَنة‪ ،‬سنحللها فَها َلٍ‪.‬‬

‫‪ - 3‬السَاسة الداخلَة هٍ والسَاسة الخارجَة وجهاى لعهلة واحدة‪ .‬ذلن أى النخبة‬


‫الحاكهة هٍ هصدر كلَهها‪ ،‬وهٍ إنها ترَد نفسها فٍ كلتا السَاستَى‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل اْول‪:‬‬
‫المضَة الوطنَة‪:‬‬

‫اي‪ٛ‬شزا‪ ٤‬ايط‪ٛ‬ز‪ٜ‬ني قد أثاز‪ٚ‬ا قض‪ ١ٝ‬حت‪ْٗ ٌٜٛ‬س األزدٕ‪،‬‬


‫‪ٚٚ‬ضع‪ْٛ‬ا يف َ‪ٛ‬قف حسج يًػا‪ٚ ١ٜ‬إٕ َُٗتٓا يف ايشسم‬
‫األ‪ٚ‬ضط ٖ‪َ ٞ‬هافخ‪ ١‬ايش‪ٛٝ‬ع‪ ،١ٝ‬فإذا َا أثسْا ٖر‪ٙ‬‬
‫ايكض‪ ١ٝ‬اآلٕ يف ايصخف ‪ٜ‬ه‪ ٕٛ‬ايسأ‪ ٟ‬ايعاّ يف‬
‫ادتُٗ‪ٛ‬ز‪ ١ٜ‬ايعسب‪ ١ٝ‬املتخد‪ٚ ٠‬يف اي‪ٛ‬طٔ ايعسب‪ ٞ‬ضد‬
‫ايتخ‪ٚ ٌٜٛ‬ض‪ٛ‬ف تٓضِ ز‪ٚ‬ض‪ٝ‬ا يدعِ ٖرا امل‪ٛ‬قف ‪ٚ‬هلرا‬
‫دنب أيّا ‪ٜ‬رنس ش‪ ٤ٞ‬يف ايصخف عٔ ٖرا امل‪ٛ‬ض‪ٛ‬ع‬

‫جهال عبد الناصر‬

‫‪126‬‬
‫‪ - 1‬الجٗء تحت الهظلة اْهرَكَة‪:‬‬
‫أوضحنا فٍ المسم اْول هى هذا الكتاب كَؾ حلت الناصرَة الهسؤلة الوطنَة‪،‬‬
‫وتوصلنا إلً أنها كانت هطالبة بحكم ظروؾ هجَبها بحل هذه المضَة (لضَة اٖستمٗل‬
‫السَاسٍ) بطرَمة ها‪ ،‬بحَث ٖ تستفز الجهاهَر‪ ،‬وبحَث تحمك أكبر لدر ههكى هى‬
‫الهكاسب السَاسَة للطبمة الهسَطرة‪ .‬وفٍ الولت ذاته كانت هصالح الناصرَة نفسها‬
‫تنسجم تها اها هع تحمَك هذا اٖستمٗل بؤكهل صورة ههكنة‪ ،‬فكل سلطة تفضل أى تكوى‬
‫حرة‪ ،‬فإذا كانت هذه السلطة بونابرتَة صار هذا النزوع أكثر إلحا احا‪ .‬إٖ أى هذا التوجه‬
‫العام للناصرَة فرضه ٖ الطابع البونابرتٍ للحكم فٍ حد ذاته‪ ،‬بل الظروؾ الخاصة‬
‫للتوازى السَاسٍ الهحلٍ بشكل أساسٍ‪ .‬ولننتبه إلً أنه كاى هنان إجهاع عام بَى كل‬
‫الطبمات ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬علً ضرورة تحمَك اٖستمٗل السَاسٍ الهباشر فٍ ذلن الولت‪ .‬ولكى‬
‫عدوا لوًَّا (برَطانَا)‪ ،‬بَنها كانت الوَٖات الهتحدة تتلهظ‬
‫ًّ‬ ‫المضَة الوطنَة كانت تواجه‬
‫علً الشرق اْوسط وتخطط ٖنتزاعه هنها‪ .‬ولد شارن كرهَت روزفلت‪ ،‬رجل الهخابرات‬
‫اْهرَكَة فٍ هصر‪ ،‬بدور فٍ دفع برَطانَا للهوافمة علً الجٗء عى هصر‪ ،‬أثناء‬
‫الهفاوضات بَى الطرفَى بعد انمٗب َولَو ‪ .)169(1952‬ولد أسفر الدور اْهرَكٍ فٍ‬
‫النهاَة عى نتابج فعالة‪ ،‬إذ تبادل الطرفاى تمدَم عدد هى التنازٖت الهلهوسة‪ .‬ورؼم‬
‫هحاوٖت الناصرََى انتزاع أكبر كم هى التنازٖت البرَطانَة‪ ،‬لم َكى هولفهم َسهح لهم‬
‫بالدخول فٍ صدام حاسم هع الؽرب‪ ،‬ولذلن اضطروا إلً التفاوض بهرونة وتمدَم‬
‫التنازٖت‪ ،‬فمبلوا ها رفضوه فٍ أول الهفاوضات‪ .‬إذ كانوا َواجهوى ولت بداَة‬
‫الهفاوضات (‪ )1953/4/27‬هعارضة داخلَة فعالة‪ ،‬فلم َكى بإهكانهم لبول العروض‬
‫البرَطانَة إٖ بعد تحطَم الهعارضة اللَبرالَة والهعارضة الوطنَة‪ .‬وجاءت هعاهدة الجٗء‬
‫التٍ استحمت أى َتهكم علَها النحاس باشا‪ ،‬كذلن لم َسهح أخواى الهسلهوى للهعاهدة‬
‫أى تهر إٖ علً جثث زعهابهم‪ .‬وٖ شن أى أهم عاهل دفعهم إلً اٖصطدام بالضباط كاى‬
‫خَانة هإٖء لوعودهم لهم فَها َتعلك بهسؤلة السلطة‪ ،‬ولكى كاى تولَع هعاهدة فٍ ‪19‬‬
‫أكتوبر ‪ 1954‬هو العاهل الهباشر وراء صدام ‪.1954‬‬

‫ولد نصت الهعاهدة علً ‪ 13‬هادة هنها ها َلٍ باختصار(‪.)170‬‬

‫(‪ )169‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬سنوات الؽلَاى‪ ،‬جرَدة اْهرام‪.1988/10/24 ،‬‬


‫(‪ )170‬نشرت نصوص الهعاهدة بالكاهل فٍ‪:‬‬
‫عبد الرحهى الرافعٍ‪ ،‬ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ - 1952‬تارَخنا الموهٍ فٍ سبع سنوات‪ ،‬ص ص ‪.56-54‬‬
‫‪127‬‬
‫‪ - 1‬تجلو الموات البرَطانَة جٗء تا اها عى اْراضٍ الهصرَة خٗل فترة عشرَى‬
‫شهرا هى تارَخ التولَع علً اٖتفاق الحالٍ‪.‬‬
‫ا‬
‫فورا‬
‫‪َ -2‬بمً جزء هى الماعدة البرَطانَة فٍ المنال صال احا لٗستخدام وتسلهه هصر ا‬
‫لبرَطانَا عند حدوث اعتداء علً إحدي الدول الداخلة فٍ هعاهدة دفاع هشترن هعها هى‬
‫دول الجاهعة العربَة أو تركَا‪ ،‬وتتضهى التسهَٗت الهمدهة استخدام الهوانا الهصرَة‪.‬‬
‫وهذا تنازل جدَد بعد إلؽاء هعاهدة ‪.1936‬‬

‫‪ - 3‬فٍ حالة التهدَد بالهجوم علً علً أٌ بلد َكوى عند تولَع هذا اٖتفاق طرفاا فٍ‬
‫فورا بَى‬
‫هعاهدة الدفاع الهشترن بَى دول الجاهعة العربَة‪ ،‬أو علً تركَا َجرٌ التشاور ا‬
‫هصر وبرَطانَا‪.‬‬

‫‪ -4‬تمدم حكوهة هصر تسهَٗت هرور الطابرات وكذا تسهَٗت النزول وخدهات‬
‫الطَراى الهتعلمة برحٗت الطابرات التابعة لسٗح الطَراى الهلكٍ التٍ َتم أخطار عنها‪.‬‬

‫‪َ - 5‬ستهر اٖتفاق سبع سنوات هى تارَخ تولَعه‪ ،‬لابلة للهد بهوافمة الحكوهتَى‪.‬‬

‫ولد أثارت الهعاهدة سخ اطا شعبًَّا عا ًّها‪ ،‬ولكنه جاء فٍ ولت باتت فَه الهعارضة‬
‫الوطنَة هضعفة وعاجزة عى الدخول فٍ هعارن واسعة هع السلطة‪ ،‬اللهم إٖ فٍ ظروؾ‬
‫أشد كارثَة‪ .‬وهنا َتضح كَؾ ترتب علً ضرب الحركة الوطنَة لجوء الطبمة الهسَطرة‬
‫إلً التنازل عى أهداؾ سبك أى ألرتها‪ .‬فمد كاى إبرام هثل هذا اٖتفاق فٍ عهد حكوهة‬
‫كفَٗ بتحوَل البٗد إلً ساحة حرب أهلَة‪ .‬ولكى بعد هارس ‪ 1954‬أهكى‬ ‫ا‬ ‫الوفد اْخَرة‬
‫إبراهه‪ ،‬إذ باتت الطبمة الهسَطرة فٍ شخص ضباط َولَو أكثر لدرة علً استبناؾ‬
‫التعاهل هع الهسؤلة الوطنَة بهنطمها الخاص‪ .‬وإذا أخذنا فٍ اٖعتبار أى بعض تشدد‬
‫الضباط كاى تحسباا لرد فعل الجهاهَر أدركنا أى أهكانَات الهباشرة للنظام الهصرٌ كانت‬
‫ألل هى حدود هذا اٖتفاق نفسه‪ ،‬وأى الطهوحات الكبَرة التٍ عبر عنها الوفد هى لبل ‪-‬‬
‫ا‬
‫وعجزا عى‬ ‫ذرا للرهاد فٍ عَوى الحركة الوطنَة‬ ‫رسهًَّا ‪ -‬كانت فٍ جانبها اْكبر ًّ‬
‫هواجهتها‪.‬‬

‫ولد تم تجاوز الؽضب الشعبٍ الهكتوم بحادث الهنشَة الذٌ تهت فَه هحاولة ٖؼتَال‬
‫جهال عبد الناصر‪ ،‬فتحولت هشاعر الجههور العام إلً تعاطؾ كبَر هع السلطة وهع‬
‫شخص عبد الناصر‪ .‬وتدل الولابع الهنشورة بالتفصَل عى الحادث عى أنه كاى هحاولة‬
‫حمَمَة هى جانب أخواى الهسلهَى ٖؼتَال عبد الناصر‪ ،‬تم كشفها همد اها وإعادة‬
‫إخراجها حتً ٖ تنجح وتحول جهال عبد الناصر إلً بطل لوهٍ‪ .‬وهها َدل علً ذلن‬
‫اعترافات الهتههَى وإبٗغ الهخطط الهباشر بنفسه لٓهى (هنداوٌ دوَر) وكذلن تمدَر‬
‫َوسؾ المرضاوٌ لٓهر فٍ هذكراته‪.‬‬
‫وَٗحظ أى اٖتفاق َحهل تنالضاا واض احا‪ْ ،‬نه َعد ا‬
‫أوٖ خطوة إلً اْهام علً طرَك‬
‫اٖستمٗل السَاسٍ‪ ،‬إذ تمرر بهوجبه جٗء الجَش البرَطانٍ عى هصر والجٗء التام عى‬
‫‪128‬‬
‫جزء هى الماعدة‪ .‬وَعد ثانَاا خطوة إلً الخلؾ ْى وجود الماعدة البرَطانَة صار لانون ًَّا‬
‫بعد أى كاى لد فمد شرعَته بإلؽاء هعاهدة ‪ ،1936‬كها أصبحت هصر هرتبطة بشكل ؼَر‬
‫هباشر بحلؾ اْطلنطٍ عى طرَك الفمرة الخاصة بتركَا‪.‬‬

‫وتعكس لنا الطرَمة التٍ حمك بها الضباط اٖستمٗل السَاسٍ إلً أٌ حد صارت‬
‫السلطة حرَصة علً استبعاد أٌ دور للجهاهَر‪ ،‬بل ولم تعد تمبل حتً بفكرة استخدام‬
‫حركتها كورلة ضؽط فٍ الهفاوضات بطرَمة هنظهة‪ ،‬كها كاى َفعل حزب الوفد‪ ،‬وحتً‬
‫النمراشٍ‪.‬‬

‫وهى الههكى لنا أى نعتبر تنازٖت الضباط فٍ هعاهدة ‪ 1954‬بهثابة تكتَن أو هناورة‬
‫تستهدؾ إخراج أكبر عدد ههكى هى الجنود البرَطانََى‪ .‬إٖ أى الطرَمة التٍ تم بها هذا‬
‫تعكس لنا تراجعاا عى أسلوب نظام ها لبل اٖنمٗب‪ ،‬حَث كاى الوفد َستخدم حركة‬
‫الجهاهَر عى وعٍ وتخطَط هسبك حتً ‪ ،1950‬أها فرساى َولَو فلم َلجؤوا إلً هذا‬
‫السٗح‪ .‬وفٍ رأَنا َعبر هذا التراجع عى تؽَر طبَعة حركة وهزاج الجهاهَر‪ ،‬إذ صارت‬
‫أكثر رادَكالَة‪ ،‬هتجاوزة لطهوحات الطبمة الهسَطرة‪ ،‬بحَث لم َعد هى الههكى إطٗلها‬
‫هضطرا إلً هواجهتها بالعنؾ جزبًَّا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫بؽرض الضؽط علً اٖستعهار‪ ،‬بل أصبح النظام‬
‫وبالرشوة‪ ،‬بتحمَك بعض طهوحاتها‪ ،‬هع اٖستفادة هى ضؽطها التلمابٍ والهفروض علً‬
‫فعاٖ فَها بعد فٍ‬‫ا‬ ‫دورا‬
‫السلطة ذاتها‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن آلَة أخري بالؽة التؤثَر‪ ،‬ولعبت ا‬
‫تثبَت دعابم الناصرَة‪ ،‬هٍ هزاَدة السلطة علً الجهاهَر نفسها علً صعَد الدعاَة‬
‫الرسهَة‪ ،‬وهحاولة ‪ -‬بمدر أهكاى ‪ -‬تجاوز أحٗهها نظر ًَّا هع إجهاضها عهل ًَّا‪ .‬ولد ولعت‬
‫هثٗ ‪ -‬هعاهدة الجٗء تحت شعارات طنانة حول طرد اٖستعهار وهزَهته‪ ،‬بل واعتبر‬ ‫‪ -‬ا‬
‫َوم ‪َ 18‬ونَو ‪ 1956‬عَداا لوهًَّا‪ ،‬وهو الَوم الذٌ تستكهل فَه برَطانَا سحب لواتها‬
‫هى لناة السوَس وفماا ٖتفالَة الجٗء‪.‬‬

‫ولد استؤنفت الوَٖات الهتحدة هساعداتها اٖلتصادَة لهصر بعد تولَع اٖتفاق بؤَام‪.‬‬
‫كها بدأت فترة هى التعاوى بَى الناصرََى وحكوهة نورٌ السعَد لهحاربة الشَوعَة فٍ‬
‫الشرق اْوسط‪ ،‬وتم علً اْلل لماء واحد بَى عبد الناصر ونورٌ السعَد‪ ،‬كها زار‬
‫صٗح سالم العراق بعد اٖتفالَة‪ .‬وتولفت الحكوهة الناصرَة عى ههاجهة حلؾ تركَا ‪-‬‬
‫باكستاى والنظام العرالٍ وعى ههاجهة الدعم اْهرَكٍ للعراق‪ .‬ونذكر بالهناسبة أى‬
‫صٗح سالم لد اهتنع عى أجابة علً سإال خاص حول سبب تولؾ هذه الهجهات‪.‬‬
‫وأعلى نورٌ السعَد بعد زَارته للماهرة فٍ ‪ 15‬سبتهبر ‪” :1954‬ولد اتفمت وجهات‬
‫النظر حول الخطوات الهإدَة لخَر العرب“‪ ،‬كها وصؾ وزَر خارجَته هعاهدة ‪1954‬‬
‫بؤنها ”فاتحة خَر لهصر والعرب“(‪ .)171‬كذلن صرح عبد الناصر بؤنه ”لو ولع عدواى‬

‫(‪ )171‬كاى جَفرسوى كافرٌ‪ ،‬السفَر اْهرَكٍ فٍ هصر فٍ أوابل الخهسَنات َري أنه َنبؽٍ علً الوَٖات الهتحدة أى‬
‫تإَد عبد الناصر‪ ،‬وكاى َشبههه بؤتاتورن‪ ،‬كزعَم ثورٌ هعتدل وكدرع ضد الشَوعَة‪ .‬وكاى هذا السفَر هتعاطفاا إلً‬
‫حد كبَر هع صَؽة الناصرَة وهتفه اها لها‪ .‬انظر‪ :‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الوَٖات الهتحدة والهشرق العربٍ‪ ،‬ص‬
‫‪ ،95‬ص ‪.115‬‬
‫‪129‬‬
‫علً الشرق اْوسط فإى هذا العدواى سَصدر عى العالم الشَوعٍ“(‪ .)172‬وراح َهاجم‬
‫الشَوعََى فٍ كل هناسبة‪ :‬فٍ هعرض رده علً هعارضة الشَوعََى لهعاهدة ‪1954‬‬
‫لال‪” :‬بََجوا الشَوعََى َطبعوا هنشورات وَوزعوها كلها كذب‪ ،‬وكلها تضلَل وكلها‬
‫خداع‪ ،‬والهنشورات دٌ بَجَبوا فلوسها هنَى؟ والوسابل اللٍ هها بَستخدهوها هَى اللٍ‬
‫بَصرؾ علَها؟ الشَوعَى بَخدهوا هَى؟ هل بَخدهوا الموهَة الهصرَة؟ وهل بَخدهوا‬
‫السَادة الهصرَة؟ والٗ بَخدهوا دولة أجنبَة‪ ،‬والٗ بَعهلوا لصالح دولة أجنبَة؟ وأنا للت‬
‫لكم فٍ الهاضٍ إى الشَوعَة فٍ هذا الوطى وفٍ هذا البلد ثبت أكَد إنها بتعهل هع‬
‫الصهَونَة‪ ،‬وهاتسهعوا فٍ الهستمبل لرَباا عى آخر لضَة‪ ،‬اللٍ هٍ لضَة الحراَك اللٍ‬
‫كانت هعهولة لبل اٖتفاق‪ ،‬واللٍ كاى همصود بها عرللة هذا اٖتفاق‪ ،‬حرق هكاتب‬
‫اٖستعٗهات اْهرَكَة وحرق السَنهات‪ ،‬وثبت إى اللٍ بَعهلوها صهَونََى َهود‪،‬‬
‫وشَوعََى فٍ نفس الولت هتعاونَى هع الشَوعَة“‪ .‬كذلن اتهههم فٍ نفس الخطاب‬
‫بحرق الماهرة فٍ ‪َ 26‬ناَر ‪ 1952‬لبث الفوضً‪ ،‬علً حد تعبَره(‪ .)173‬وشهدت الفترة‬
‫نفسها اهتداد هحور هصر ‪ -‬العراق لَشهل السعودَة(‪ ،)174‬كها شهدت ”انفتا احا التصاد ًَّا“‬
‫وتطورا هتزاَداا لهختلؾ أنواع التعاوى بَى هصر والوَٖات الهتحدة(‪ .)175‬وَبدو أى تولَع‬
‫ا‬
‫هعاهدة الجٗء كاى هرتب اطا بتمدَم العوى اْهرَكٍ للناصرََى‪ ،‬بل أشار دمحم نجَب إلً‬
‫أخبار تفَد أى الصفمة تضهنت هساعدة ناصر ضد نجَب(‪ ،)176‬وربها َفسر هذا جزبًَّا‬
‫التنازٖت الناصرَة التٍ لم تصل أبداا إلً حد اٖستسٗم كها سنري‪ .‬ؼَر أى شهر العسل‬
‫هع الوَٖات الهتحدة لم َخل هى الشوابب‪ ،‬إذ كاى عبد الناصر َرفض بإصرار هشروع‬
‫الحلؾ الدفاعٍ هع الؽرب‪ ،‬أو علً اْلل كانت هذه تصرَحاته الرسهَة‪ .‬واستهر ؼزله‬
‫العلنٍ هع الوَٖات الهتحدة‪ ،‬بهدؾ الحصول علً السٗح وتهوَل هشروع السد العالٍ‪،‬‬
‫هباشرا‪،‬‬
‫ا‬ ‫أٌ باختصار‪ ،‬أى تحل الوَٖات الهتحدة هحل برَطانَا دوى أى َكوى هذا الحلول‬
‫وإنها هى خٗل التهوَل والتسلَح وتدرَب الجَش ورجال الهخابرات‪ ،‬فكاى عبد الناصر‬
‫َسعً ٖستؽٗل التنالضات داخل الؽرب‪.‬‬

‫لكى الوَٖات الهتحدة ٖ ترسم سَاساتها الجزبَة إٖ فٍ إطار سَاسة عاهة تجاه العالم‪،‬‬
‫كانت هصر تحتل فَها نمطة هحددة‪ .‬فهى وجهة النظر اْهرَكَة‪ ،‬كاى حلولها هحل‬
‫برَطانَا َعنٍ بالدرجة اْولً إدهاج الهنطمة العربَة فٍ حلؾ عسكرٌ هعاد لٗتحاد‬

‫(‪ )172‬لورنس هارتى‪ ،‬الحَاد وعدم اٖنحَاز ‪ -‬الدول الحدَثة فٍ هجاٖت الشإوى العالهَة‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫)‪(173‬‬
‫كلهة الربَس جهال عبد الناصر فٍ هإتهر صحفٍ هى هَبة التحرَر فٍ‪.1954/8/21‬‬
‫(‪ )174‬حتً ‪ 1958‬ظل الود حهَ اها بَى الهلن سعود ”الناصرٌ“ ولتها ونظام نورٌ السعَد‪ .‬ولد أصدرا بَاناا هشتركاا‬
‫فٍ هاَو ‪ 1957‬جاء ضهنه‪ ” :‬إى اٖتحاد بَى السعودََى والهاشهََى لدوة للعالم العربٍ وكل عدواى علً العراق َعتبر‬
‫عدوا انا علً السعودَة“‪.‬‬
‫أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫(‪ )175‬نحَل المارئ إلً لَس عبد الحهَد الَاسرٌ‪ ،‬الصحافة العرالَة والحركة الموهَة‪ .‬راجع أَضاا‪ :‬فإاد الهرسٍ‪،‬‬
‫العٗلات الهصرَة السوفَتَة (‪ ،)1956-1943‬ص ‪ ،138‬ص ‪.139‬‬
‫(‪ )176‬دمحم نجَب‪ ،‬كلهتٍ للتارَخ‪ ،‬ص ص ‪.185-184‬‬
‫‪130‬‬
‫السوفَتٍ‪ ،‬فٍ سَاق الحرب الباردة التٍ شنها الهعسكر الؽربٍ ضد هوسكو‪ ،‬وفٍ ولت‬
‫صار فَه خوؾ الوَٖات الهتحدة هى النفوذ السوفَتٍ َه َرضًَّا‪ .‬لذلن شهدت الفترة‬
‫الهذكورة سَاسات أهرَكَة هتطرفة‪ ،‬هثل ”حافة الهاوَة“ و”العصا الؽلَظة“‪ .‬وبالنظر‬
‫إلً هوازَى الموي السَاسَة علً الساحة الهصرَة والعربَة كاى هولؾ الناصرَة‬
‫عسَرا‪ ،‬فالهطرلة فٍ الداخل‪ :‬الحركة الوطنَة المادرة ‪ -‬رؼم تفتتها ‪ -‬علً اٖنبعاث إذا‬
‫ا‬
‫ا‬
‫هتهثٗ فٍ الهطالب اْهرَكَة الهحرجة‪،‬‬ ‫تطلبت ظروؾ كارثَة‪ ،‬والسنداى فٍ الخارج‪،‬‬
‫خاصة أى ناصر كاى َولع اتفاق الجٗء تحت شعارات طنانة‪” :‬لَحهل اٖستعهار عصاه‬
‫وَرحل“‪ ،‬إلخ‪ ،‬إرضاء للهشاعر الوطنَة‪ .‬فلمد اضطرت الناصرَة هنذ البداَة إلً وضع‬
‫حدود لنفسها بها َراعٍ جزبًَّا هصالح وهشاعر هختلؾ الطبمات والفبات اٖجتهاعَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬الخٗؾ هع الؽرب‪:‬‬
‫بعد تولَع اتفالَة الجٗء وبدء تنفَذها‪ ،‬رأي الضباط أنهم لد دفعوا الثهى الهناسب‬
‫لحصولهم علً ثمة الؽرب‪ ،‬خاصة أى ظروؾ الهنطمة كها أسلفنا لم تكى تحتهل دخول‬
‫هصر والدول العربَة فٍ حلؾ عسكرٌ ؼربٍ‪ ،‬وهو الهطلب الؽربٍ الربَسٍ طوال‬
‫السنوات ‪ .1958-45‬وكانت هذه هٍ نمطة الخٗؾ بَى الناصرَة والؽرب‪ .‬وهو الخٗؾ‬
‫الذٌ أرجعته أؼلبَة الَسار إلً وطنَة وتمدهَة ها أسهوها بالبرجوازَة الهصرَة‪،‬‬
‫هتجاهلة أى الضباط كانوا لد فتحوا الباب علً هصراعَه أهام رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬وأى‬
‫البلداى الرأسهالَة لد باركت إصٗحهم الزراعٍ وهشروعهم الكبَر‪ ،‬السد العالٍ‪ ،‬ووعدت‬
‫بتهوَله‪ ،‬وأعلنت تشجَعها لسَاساتهم بوجه عام‪ ،‬بل وأهدتهم الوَٖات الهتحدة بالهعونات‬
‫بهعدل ‪ 40‬هلَوى دوٖر سنو ًَّا‪ .‬وٖ نظى أى الضباط كاى لدَهم ها َمدهونه للؽرب علً‬
‫صعَد اٖلتصاد أكثر هها لدهوا بالفعل‪ .‬والحمَمة أنهم رفضوا أى َمدهوا تنازٖت سَاسَة‬
‫هى نوع اٖشتران فٍ حلؾ عسكرٌ ؼربٍ‪ ،‬وهذا الرفض َنم فٍ رأَنا عى تخوؾ‬
‫الضباط بشكل أساسٍ هى اشتعال الحركة الوطنَة فٍ حالة لبولهم إَاه‪ .‬إذ لَس هى‬
‫الوارد أى َضر هطلب الحلؾ علً نحو هباشر هصالح الطبمة الهسَطرة‪ ،‬خاصة أنها‬
‫فتحت سولها علً هصراعَه أهام رأس الهال والسلع اْجنبَة وكانت تبنٍ اِهال‬
‫العرَضة‪ ،‬بل ربها هجهل اِهال‪ ،‬فٍ تلن الفترة علً ورود رأس الهال اْهرَكٍ‪ .‬ولد‬
‫عب ر النحاس علً نحو هباشر عى رأَه فٍ هوضوع الحلؾ أثناء هفاوضاته هع برَطانَا‬
‫شكٗ آخر للتعاوى بَى البلدَى‪ ،‬هثل تسلَح هصر أو تواجد الموات‬‫ا‬ ‫فٍ عام ‪ ،1951‬فطرح‬
‫البرَطانَة فٍ لطاع ؼزة‪ ،‬هتحج اجا برفض الشعب ٌْ وجود برَطانٍ هباشر علً أرض‬
‫هصر‪ .‬أٌ أنه سجل خٗفه علً التكتَن فمط دوى أى َعترض علً اٖستراتَجَة‪ ،‬وهٍ‬
‫ربط هصر بالؽرب سَاسًَّا وعسكرًَّا(‪.)177‬‬

‫هذا ٖ َنفٍ بالطبع تحبَذ الطبمة الهسَطرة نفسها لتحمَك استمٗلها السَاسٍ بمدر‬
‫أهكاى‪ ،‬تلن الرؼبة التٍ ٖ تعبر عى هصالح التصادَة هباشرة‪ ،‬وإنها تهدؾ إلً تحمَك‬

‫(‪ )177‬هحاضر الهحادثات السَاسَة والهذكرات الهتبادلة بَى الحكو هة الهصرَة وحكوهة الههلكة الهتحدة (هارس‬
‫‪.)1951-1950‬‬
‫‪131‬‬
‫أكبر لدر هى حرَة الحركة‪ .‬ولعل هذا َساعدنا علً تفسَر تزاهى الخٗؾ السَاسٍ هع‬
‫الؽرب هع انفتاح التصادٌ كاهل علَه‪ ،‬فالطبمة الهسَطرة كانت تطهع فٍ تحمَك‬
‫استمٗلها السَاسٍ الهباشر‪ ،‬هع اٖحتفاظ وربها هع تحسَى الوضع التابع داخل السوق‬
‫العالهٍ‪ .‬باختصار‪ ،‬لم َكى الخٗؾ الهذكور َتعلك بالتبعَة هى حَث هٍ كذلن وإنها َتعلك‬
‫بالتبعَة فٍ شكلها فحسب‪ ،‬أٌ التبعَة السَاسَة الهباشرة التٍ رفضتها الناصرَة هى‬
‫هنطلمَى‪ ،‬أولهها هو اْهم‪ :‬خوفها هى انفجار الحركة الوطنَة‪ ،‬وثانَهها‪ :‬هصلحتها‬
‫السَاسَة الخاصة كحكوهة هحلَة‪ .‬ولد سارت اْهور بعد ذلن بحَث دفعتها إلً التهرد‪،‬‬
‫بل والهواجهة هع الؽرب‪ ،‬خاصة وأى اٖتحاد السوفَتٍ كاى َسعً لتحجَم نفوذ الؽرب‬
‫فٍ العالم الهتخلؾ‪ .‬عهلت الوَٖات الهتحدة بعد الحرب العالهَة الثانَة علً إظهار نفسها‬
‫فٍ هَبة لوة هحبة للسٗم فٍ الشرق العربٍ‪ ،‬بهدؾ الحلول هحل برَطانَا دوى استفزاز‬
‫َإدٌ إلً انتشار الهد الثورٌ فٍ الهنطمة‪ ،‬خاصة بَى الٗجبَى الفلسطَنََى‪ .‬لذلن طلبت‬
‫وضع فلسطَى تحت الوصاَة فٍ عام ‪ ،1947‬أٌ لبل إعٗى لَام دولة إسرابَل‪ .‬وحسب‬
‫تعبَر تروهاى‪ ،‬كاى َخشً أى َتحول الٗجبوى الفلسطَنَوى إلً ”لوة هداهة“ فٍ‬
‫الهنطمة‪ .‬كها اشتركت هع فرنسا وبرَطانَا عام ‪ 1950‬فٍ إصدار ”البَاى الثٗثٍ“‬
‫الشهَر الذٌ تضهى حك دول الهنطمة‪ ،‬بها فَها إسرابَل‪ ،‬فٍ الدفاع عى أهى الشرق‬
‫اْوسط وعى أهنها الداخلٍ فٍ إطار نظام للدفاع الهشترن‪ ،‬وتعهد الؽرب بدعم كل هنها‬
‫عسكرًَّا بالمدر الٗزم لتحمَك هذا الؽرض هع تعهد تلن الدول بعدم اٖعتداء ضد بعضها‬
‫البعض(‪ .)178‬وفٍ عام ‪ 1952‬رفضت الوَٖات الهتحدة هطلب إسرابَل بهدها بعوى‬
‫بدٖ هى ذلن دعم الدول العربَة وإسرابَل التصادًَّا‪ ،‬بل ولجؤت بعد ذلن‬‫عسكرٌ‪ ،‬ولررت ا‬
‫إلً ولؾ هذا الدعم عى إسرابَل بالذات بسبب إصرارها علً تحوَل هجري نهر اْردى‪،‬‬
‫كها أولفت لرضاا لصَر اْجل لها فٍ نفس الفترة بسبب إصرارها علً تحوَل هركز‬
‫الحكوهة إلً المدس‪ .‬كذلن تمدهت باٖشتران هع فرنسا وبرَطانَا بهشروع إلً اْهم‬
‫الهتحدة ٔدانة إسرابَل بسبب هجوم لاهت به لواتها علً الضفة الؽربَة‪ .‬كانت هذه‬
‫الهوالؾ كلها تهدؾ إلً تحسَى صورة أهرَكا فٍ الهنطمة علً حساب كل هى فرنسا‬
‫وبرَطانَا واْهم كسب ود الدول العربَة فٍ سَاق الحرب الباردة‪ .‬وتعكس هذه السَاسة‬
‫بالطبع تصاعد الحركة الموهَة العربَة‪.‬‬

‫كاى الهدؾ هى هذا الهدخل إلً الهنطمة إدخال البلداى العربَة فٍ حلؾ عسكرٌ بمَادة‬
‫الوَٖات الهتحدة‪َ ،‬طوق اٖتحاد السوفَتٍ هى الجنوب وَربط البلداى العربَة هباشرة‬
‫ا‬
‫هستحَٗ فٍ ولت شهدت فَه الحركة الموهَة‬ ‫بالوَٖات الهتحدة‪ ،‬اْهر الذٌ كاى تهرَره‬
‫فٍ البلداى العربَة تؤج اجا‪.‬‬

‫ولد رفضت الطبمة الهسَطرة هذه الفكرة لبل َولَو ‪ 1952‬تحت ضؽط الحركة‬
‫ا‬
‫واستؽٖٗ لظروؾ التوازى الدولٍ الجدَد هى جهة أخري‪ ،‬أٌ‬ ‫الوطنَة هى جهة‬

‫(‪ )178‬انظر نص البَاى فٍ‪ :‬صالح صابب الجبورٌ‪ ،‬هحنة فلسطَى وأسرارها السَاسَة والعسكرَة‪ ،‬ص ص ‪-386‬‬
‫‪.387‬‬
‫‪132‬‬
‫التنالضات بَى اٖتحاد السوفَتٍ والؽرب والتنالضات داخل الؽرب‪ .‬ولد استهر الوضع‬
‫نفسه بعد انمٗب َولَو فٍ الفترة ‪ 1954-52‬سارت العٗلات بَى هصر وأهرَكا علً ها‬
‫َرام للطرفَى باستثناء أهر واحد هو فكرة الحلؾ العسكرٌ كها أسلفنا‪ .‬وكانت هصر فٍ‬
‫ذلن الولت هى ألل الدول العربَة عدا اء ٔسرابَل(‪ ،)179‬بل كانت الناصرَة علً استعداد‬
‫لعمد صلح نهابٍ هعها‪ .‬ولد جرت هباحثات سرَة عام ‪ 1954‬فٍ بارَس بَى هبعوث‬
‫هوشَه شارَت وهبعوث جهال عبد الناصر بمصد إحٗل السٗم علً الحدود وفتح لناة‬
‫السوَس لهرور البضابع أسرابَلَة دوى السفى(‪ ،)180‬كها اتفمت هصر هع الوَٖات‬
‫الهتحدة علً هشروع لتوطَى الٗجبَى الفلسطَنََى فٍ لطاع ؼزة فٍ سَناء(‪.)181‬‬

‫ولد أج هضت هذه الهشارَع بسبب رفض إسرابَل وتهرد الفلسطَنََى فٍ لطاع ؼزة‪.‬‬
‫فلم تكى إسرابَل ترؼب فٍ تحمك الجٗء البرَطانٍ عى هصر‪ ،‬إذ كانت تعلم بؤهر‬
‫الهباحثات الدابرة تحت إشراؾ الوَٖات الهتحدة‪ْ ،‬نها كانت تعتبر الماعدة البرَطانَة فٍ‬
‫المناة بهثابة حزام أهى لها فٍ الجنوب‪ ،‬فٍ ولت كانت ٖ تزال فَه تبنٍ نفسها‪ .‬كذلن رأت‬
‫سا لها علً الصدالة اْهرَكَة التٍ كانت تنهو هع هصر‬ ‫إسرابَل فٍ هصر الناصرَة هناف ا‬
‫بسرعة‪ .‬وهى أجل وضع حد للهباحثات الهصرَة ‪ -‬البرَطانَة وتخرَب العٗلة بَى هصر‬
‫وأهرَكا‪ ،‬خططت إسرابَل للمَام بعهلَات تخرَب فٍ هصر ضد الهنشآت اْهرَكَة‬
‫والبرَطانَة‪ ،‬فَها عرؾ بفضَحة ٖفوى(‪ )182‬التٍ كشفتها الحكوهة الناصرَة وفضحتها‪،‬‬
‫واضطرت لٗنسحاب هى هفاوضات بارَس‪ .‬والحمَمة أى الموي الصهَونَة الهتشددة فٍ‬
‫إسرابَل لم تكى ترؼب فٍ تحمَك السٗم هع هصر‪ ،‬ولد أفشلت بعهلَة ٖفوى هحاولة‬
‫التَار الصهَونٍ الهعتدل‪ ،‬بل وربها كاى هذا ضهى أهدافها هى العهلَة‪ .‬ولد تصاعدت‬
‫حدة السَاسة أسرابَلَة تجاه هصر الناصرَة بعد تولؾ الهباحثات وسموط ٖفوى‪ .‬أها‬
‫بخصوص هشروع سَناء فمد احتج سكاى المطاع ولاوهوا الهشروع‪ ،‬هها أجبر السلطات‬
‫علً ولؾ تنفَذه‪.‬‬

‫وفٍ الحمَمة لم َكى انتصار إسرابَل فٍ عام ‪ 1948‬ونجاحها فٍ إجٗء الجَش‬


‫الهصرٌ هى النمب هو نهاَة طهوحاتها‪ ،‬فٍ الولت الذٌ توالت فَه ؼارات الفدابََى‬
‫العرب الهنطلمة هى ؼزة والضفة الؽربَة‪ ،‬اْهر الذٌ أللك إسرابَل واستنفرها ضد الدول‬
‫العربَة الهحَطة بها‪ .‬وهى ثم شنت ؼارات انتماهَة علً لطاع ؼزة والضفة الؽربَة‪.‬‬
‫كذلن لم تكى اْنظهة العربَة الهحَطة بإسرابَل راؼبة فٍ وٖ لادرة علً التسلَم بوجود‬
‫الدولة الصهَونَة لسببَى‪ ،‬أولهها خوؾ تلن اْنظهة هى نهو لوة إسرابَل فٍ الهنطمة‪،‬‬

‫(‪ )179‬ارجع إلً ألفرَد لَلَنتال‪ ،‬وهكذا ضاع الشرق اْوسط‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫(‪ )180‬دافَد داوننج وجارٌ هَرهاى‪ ،‬حرب بٗ نهاَة وسٗم بٗ أهل‪ ،‬ص ‪ - 83‬دمحم نصر ههنّا‪ ،‬السوفَت ولضَة‬
‫فلسطَى‪ ،‬ص ‪ .23‬ولد أشار البعض إلً لَام هصر بالتفاوض الهباشر هع إسرابَل فٍ عام ‪ ،1950‬الهرجع السابك‪،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫(‪ )181‬عبد المادر َاسَى‪ ،‬شبهات حول الثورة الفلسطَنَة‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )182‬دافَد داوننج ‪ -‬جارٌ هَرهاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.84-83‬‬
‫‪133‬‬
‫ا‬
‫أصٗ (العراق ‪ -‬السعودَة‪ ،‬العراق ‪-‬‬ ‫وهٍ اْنظهة التٍ كاى كل هنها َخشً اِخر‬
‫سورَا‪ ،‬اْردى‪ ...‬إلخ)‪ ،‬وثانَهها لوة الحركة الموهَة العربَة التٍ اضطرت نظا اها هثل‬
‫نظام نورٌ السعَد أى َرفض بشدة دخول إسرابَل حلؾ بؽداد‪ .‬ؼَر أى هذَى السببَى لم‬
‫َكونا كافََى لدفع اْنظهة العربَة إلً المَام بعهل جدٌ ضد إسرابَل‪ ،‬بل لم تسهح أٌ‬
‫دولة عربَة‪ ،‬عدا سورَا فٍ ‪ ،1967/66‬للفدابََى العرب للعهل ضدها انطٗلاا هى‬
‫أراضَها‪ ،‬أو حتً هى اْرض الفلسطَنَة الوالعة تحت سَطرتها‪ .‬فمد كاى نظام عبد‬
‫الناصر علً سبَل الهثال َحهٍ الحدود بَى إسرابَل وبَى هصر ولطاع ؼزة وَعتمل‬
‫الفدابََى وَصادر أسلحتهم هى عام ‪ 1952‬وحتً آخر لحظة فٍ حَاة الناصرَة‪ ،‬عدا‬
‫لحظات لصَرة للؽاَة أطلك فَها العهل الفدابٍ تحت إشراؾ الحكوهة‪.‬‬

‫إٖ أى عجز اْنظهة العربَة وعدم رؼبتها فٍ المَام بعهل هحدد ضد إسرابَل لم َهنع‬
‫هبكرا هى عام ‪ 1952‬فٍ‬ ‫ا‬ ‫اْخَرة هى السعٍ الدابب لتحمَك هصالحها فٍ الهنطمة‪ .‬فبدأت‬
‫تحوَل هجري نهر اْردى لصالحها‪ ،‬اْهر الذٌ عارضته الوَٖات الهتحدة‪ .‬كذلن لجؤت‬
‫إلً تجفَؾ بحَرة الحولة‪ .‬كها شنت عدداا هى الهجهات علً ؼزة والضفة الؽربَة ردًّا‬
‫علً ؼارات الفدابََى وضؽ اطا علً اْنظهة العربَة حتً تعترؾ بها‪ ،‬وإفساداا للهخطط‬
‫اْهرَكٍ الذٌ َهدؾ إلً إدخال هذه اْنظهة فٍ حلؾ عسكرٌ ؼربٍ‪ .‬ذلن أى إسرابَل‬
‫َموٌ هذا الحلؾ الدول العربَة وَوفر الحهاَة اْهرَكَة لها ضد‬ ‫كانت تخشً أى ّ ِ‬
‫أطهاعها‪ ،‬وأى َملص اعتهاد الؽرب علَها هها َإثر بالسلب علً لدراتها‪ .‬وكاى هى أهم‬
‫نتابج ؼارات إسرابَل الهتكررة تصاعد الهد الموهٍ الهعادٌ للؽرب فٍ العالم العربٍ‪،‬‬
‫واضطرار النظام الناصرٌ إلً التحول هى ألل اْنظهة العربَة عدا اء ٔسرابَل إلً واحد‬
‫هى أشدها‪.‬‬

‫كاى السَاسة اْهرَكَة تهدؾ إلً كسب إسرابَل واْنظهة العربَة هعاا‪ ،‬ولكنها تحطهت‬
‫بَى هطرلة الحركة الموهَة العربَة التٍ تهثلت فٍ ذلن الولت فٍ حركة أنتلَجَنسَا‬
‫كثَرا فٍ حفز‬
‫ا‬ ‫بشكل أساسٍ‪ ،‬وسنداى النزعة التوسعَة أسرابَلَة‪ ،‬والتٍ ساههت‬
‫اْولً التٍ راحت تضؽط بدورها علً اْنظهة العربَة‪ ،‬جاعلة لبولها الكاهل للهخططات‬
‫ا‬
‫هستحَٗ‪ .‬لذلن تصاعد الخٗؾ هع الؽرب بسرعة‪ ،‬ولنر كَؾ حدث ذلن‪:‬‬ ‫اْهرَكَة‬

‫شنت إسرابَل هجو اها عنَفاا علً لطاع ؼزة فٍ فبراَر ‪ 1955‬لتل فَه ‪ 40‬هى الجنود‬
‫الهصرََى والهدنََى الفلسطَنََى‪ ،‬فردت جهاهَر المطاع بهظاهرات عاهة استهرت ثٗثة‬
‫أَام هتتالَة جرت فَها اشتباكات هع البولَس الناصرٌ أسفرت عى همتل نحو ‪40‬‬
‫فلسطَن ًَّا آخرَى(‪ .)183‬وكانت الهطالب اْساسَة للهتظاهرَى تتلخص فٍ لَام الجَش‬
‫الهصرٌ بحهاَة المطاع وتسلَح الشعب الفلسطَنٍ والسهاح للفدابََى بالعهل ضد‬
‫إسرابَل‪ .‬ولد تظاهرت الحكوهة بالهوافمة علً حهاَة المطاع وتسلَح الشعب‪ ،‬فتولفت‬
‫الهظاهرات‪ ،‬ثم لاهت باعتمال العدَد هى الشَوعََى وأخواى الهسلهَى فٍ المطاع‪ ،‬ثم‬

‫(‪ )183‬عبد المادر َاسَى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.54-53‬‬


‫‪134‬‬
‫شرعت فٍ تشكَل وحدات فدابَة فلسطَنَة تحت إشرافها‪ .‬ولكى النتَجة اْساسَة للؽزو‬
‫أسرابَلٍ كانت إلحاح الحكوهة الهصرَة فٍ طلب السٗح هى الؽرب الذٌ أخذ َهاطل‪،‬‬
‫فؤفسد‪ ،‬دوى أى َدرٌ‪ ،‬هخططاته نفسها‪ .‬فإذا كانت الهظاهرات العزٖء فٍ لطاع ؼزة لد‬
‫أجبرت الناصرَة علً تشكَل فرق فدابَة‪ ،‬فها بالن بها تستطَع أى تفعله الحركة الموهَة‬
‫فٍ الشام والعراق علً وجه الخصوص؟ وفٍ هذا السَاق تكوى حلؾ شبه رسهٍ بَى‬
‫هصر وسورَا والسعودَة فٍ هواجهة إسرابَل وحلؾ بؽداد الهمترح الذٌ كاى لد بدأ‬
‫َتكوى بالفعل ودخلته العراق وتركَا وباكستاى‪ ،‬وانحل هحور هصر ‪ -‬العراق‪ .‬ولد َطرح‬
‫الحلؾ الجدَد ا‬
‫بدَٗ لحلؾ بؽداد‪ ،‬هو تسلَح البٗد العربَة لتتولً الدفاع عى نفسها‪ ،‬بحجة‬
‫أى اٖرتباط الهباشر بالؽرب َهكى أى َكوى دع اها للهد الشَوعٍ‪ ٖ ،‬العكس‪ ،‬كها زعهت‬
‫الوَٖات الهتحدة وبرَطانَا‪ .‬وَبدو هع ذلن أى الدبلوهاسَة اْهرَكَة كانت علً درجة هى‬
‫الذكاء جعلتها تهتنع عى ههارسة ضؽوط شدَدة علً اْنظهة العربَة ٔدخالها فٍ الحلؾ‪،‬‬
‫فمد كاى هى الواضح أى نفوذ الهنظهات الشَوعَة آخذ فٍ اٖزدَاد فٍ البلداى الهرتبطة‬
‫بالؽرب بشكل هباشر‪ ،‬هثل العراق‪ .‬ؼَر أى الخٗفات الهوضوعَة كانت تدفع بالعٗلة بَى‬
‫اْنظهة العربَة والؽرب إلً هزَد هى التوتر‪ ،‬فطهوحات إسرابَل ٖ َهكى إحباطها كلَة‪،‬‬
‫وٖ َهكى تمدَم شٍء هحدد لها أو لٓنظهة العربَة إٖ علً حساب الطرؾ اِخر‪ .‬ولمد‬
‫سارت اْهور علً ها َرام فَها َتعلك بالعٗلات اٖلتصادَة الرسهَة‪ ،‬أها فٍ السَاسة‬
‫ا‬
‫فبدٖ هى الحلؾ كاى النظام الناصرٌ‬ ‫فظلت هسؤلة الحلؾ العسكرٌ عمدة صعبة الحل‪،‬‬
‫َصر علً طلب السٗح‪ .‬وهى الواضح أنه كاى َفهم هوازَى الموي فٍ الشرق اْوسط‬
‫بشكل أفضل هى أدارة اْهرَكَة‪ .‬فإلاهة حلؾ دفاعٍ فٍ الشرق اْوسط كاى َهكى أى‬
‫َحفز هباشرةا انهَار اْنظهة العربَة الداخلة فَه‪ ،‬كها حدث فٍ العراق بعد فترة لصَرة‪،‬‬
‫وهذا اْهر الذٌ لم تمدره الدول الؽربَة‪ ،‬بل لاهت‪،‬علً العكس‪ ،‬بتصعَد خٗفها هع‬
‫الناصرَة إلً لهته‪ ،‬بتشجَعها الضهنٍ لؽارات إسرابَل وتهدَداتها‪ ،‬وبرفضها تزوَد‬
‫هصر بؤسلحة دفاعَة‪ .‬إذ كانت السَاسة البدَلة‪ ،‬وهٍ تسلَح هصر‪ ،‬بهثابة خطر أكبر هى‬
‫وجهة النظر اْهرَكَة‪ ،‬إذ ستدفع حت اها إلً الحرب هع إسرابَل‪ْ ،‬ى اْخَرة لى تمبل‬
‫بوجود دولة عربَة جَدة التسلَح بجوارها‪ .‬كذلن لم َكى هى الهسهوح به فٍ عرؾ‬
‫السَاسة اْهرَكَة إٖ أى تكوى إسرابَل هتفولة عسكرًَّا بشكل ساحك علً اْنظهة‬
‫الهحَطة بها‪ْ ،‬نها تهثل بالنسبة لها الماعدة اٖستراتَجَة فٍ الهنطمة‪ .‬وهى ثم كاى‬
‫تسلَح اْنظهة العربَة َتطلب زَادة تسلَح إسرابَل‪ ،‬أو وضع الوَٖات الهتحدة فٍ هولؾ‬
‫حرج‪ ،‬ولد رأَنا كَؾ أثارت صفمة الدبابات اْهرَكَة للسعودَة التٍ عمدت عام ‪1955‬‬
‫أزهة للدبلوهاسَة اْهرَكَة عند تسلَهها فٍ عام ‪ .1957‬لهذا كله عهلت الوَٖات‬
‫الهتحدة علً الظهور بهظهر الطرؾ الهحاَد‪ ،‬بَنها استهرت برَطانَا وفرنسا وكندا فٍ‬
‫تسلَح إسرابَل‪.‬‬

‫ولد تداركت أدارة اْهرَكَة اْهر بعد للَل وبدأت تؽدق الهساعدات اٖلتصادَة علً‬
‫هصر الناصرَة هنذ ‪ ،1959/1958‬هتمبلةا تها اها لتدفك التسلَح السوفَتٍ وهتفههة لدور‬
‫الناصرَة الهحافظ فٍ الشرق اْوسط‪.‬‬

‫‪ - 3‬الصدام هع الؽرب‪:‬‬
‫‪135‬‬
‫رفضت الناصرَة علً نحو لاطع اٖنضهام إلً حلؾ بؽداد‪ ،‬وكاى هى الطبَعٍ أى َنتج‬
‫هذا الرفض رد فعل‪ :‬الضؽوط الؽربَة ههثلة فٍ العدواى أسرابَلٍ الهحتهل داب اها‪ .‬وفٍ‬
‫الولت ذاته لم تتولؾ الحركة الموهَة العربَة عند حد الرفض السلبٍ للحلؾ الدفاعٍ‪ ،‬بل‬
‫اهتد هذا الرفض إلً الهطالبة باتباع سَاسة هحاَدة علً الصعَد العالهٍ‪ .‬كانت هذه‬
‫إحدي أهم أفكار البعث والحركة الوطنَة الهصرَة‪ .‬ولد عبر عبد الناصر بشكل واضح عى‬
‫فههه لهذه الحمَمة‪ ،‬فبعد أى حضر هإتهر عدم اٖنحَاز فٍ باندونج (‪ )1955‬صرح بـ‪:‬‬
‫”إى زَارتٍ للهند كانت نمطة تحول فٍ فههٍ السَاسٍ‪ ،‬لمد تعلهت أى السَاسة الوحَدة‬
‫الحكَهة بالنسبة لنا هٍ فٍ تبنٍ الحَاد أَجابٍ وعدم اٖنحَاز‪ .‬وبعد عودتٍ إلً الوطى‬
‫ألنعنٍ الترحَب الذٌ استمبلت به هذه السَاسة أنها السَاسة الوحَدة الههكنة التٍ َهكنها‬
‫أى تستمطب أوسع دعم هى الشعب العربٍ“(‪ .)184‬ولم تطرح فكرة عدم اٖنحَاز بعد‬
‫انمٗب َولَو فمط‪ ،‬بل كانت وجهة نظر كتلة هاهة هى الطبمة الهسَطرة هنذ ها بعد الحرب‬
‫الثانَة‪ ،‬ولد تبناها الوفد بشدة هى ‪ ،1952-45‬بل ودعا الحزب اٖشتراكٍ إلً اٖنحَاز‬
‫لٗتحاد السوفَتٍ ضد الؽرب ووجد آذاناا صاؼَة وسط الهثمفَى‪ ،‬وهو نفس هولؾ‬
‫الهنظهات الهاركسَة‪ .‬وَدلنا هذا علً تبنٍ الحركة الوطنَة لفكرة عدم اٖنحَاز علً‬
‫اْلل‪ ،‬وعلً أى الطبمة الهسَطرة لد وجدت فرصة لتحسَى شروط تبعَتها فٍ ظل الحرب‬
‫الباردة باتباع هذه السَاسة‪ ،‬وهذه الحمَمة وتلن هها ها اكتشفه عبد الناصر كها ذكر بعد‬
‫عودته هى باندونج‪.‬‬

‫وَوضح هذا التصرَح أى سَاسة اٖعتهاد الهطلك علً الؽرب كانت هرفوضة هى لبل‬
‫الجهاهَر العربَة‪ ،‬وأى الناصرَة لد اتخذت طرَك عدم اٖنحَاز استجابة لضؽط الحركة‬
‫الموهَة‪ ،‬علً اْلل كدافع جوهرٌ‪ .‬فلم َكى عدم اٖنحَاز هجرد خَار ناصرٌ‪ ،‬بل خَار‬
‫هبنٍ علً ضؽوط حمَمَة َهارسها الشارع العربٍ‪ ،‬بمَادة البعث والموهََى العرب‬
‫وأنتلَجَنسَا الهصرَة‪ .‬ولد كاى جهال عبد الناصر صرَ احا وواض احا هع وزَر الخارجَة‬
‫اْهرَكَة (داٖس) حَى برر له رفضه لدخول حلؾ عسكرٌ هع الؽرب‪ ،‬بحجة أى ذلن‬
‫َهدد وجوده فٍ السلطة هى لبل الموي الوطنَة الهصرَة‪ ،‬إلً الحد الذٌ ألنع داٖس‬
‫بوجهة نظره كها َبدو‪ ،‬وكاى رد ناصر هو‪” :‬إننٍ إذا أخبرت شعبٍ أى وضع البرَطانََى‬
‫هنا سَتبدل وأنهم سَتحولوى هى هحتلَى إلً شركاء بهجرد تؽََر العلم فإنهم سَضحكوى‬
‫علٍّ‪ .‬إنهم سَفمدوى إَهانهم بٍ وسوؾ َموم أناس آخروى َبدأوى نشاطهم س ًّرا تحت‬
‫اْرض وَربحوى ثمة الشعب‪ .‬وإذا تولفت عى لَادة شعبٍ كزعَم لوهٍ فإى لادة وطنََى‬
‫آخرَى سوؾ َموهوى‪ ،‬وَجب أى َموهوا وسوؾ َمودوى الهصرََى وسَستثهروى‬
‫هشاركتٍ وعضوَتٍ فٍ اْحٗؾ الهعمودة هعكم لَمولوا إننٍ عهَل لكم وصنَعتكم“(‪.)185‬‬

‫وكاى هعنً حضور هصر هإتهر دول عدم اٖنحَاز هو أى الناصرَة لد بدأت تعتهد‬
‫علً لوي خارجَة فٍ هواجهة الضؽط أهبرَالٍ‪ .‬هكذا كاى هظهر اْهور علً اْلل‪.‬‬

‫(‪ )184‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهجتهع الهصرٌ والجَش‪ ،‬ص ‪.229‬‬


‫(‪ )185‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬عبد الناصر والعالم‪ ،‬ص ص ‪.68-66‬‬
‫‪136‬‬
‫ولد اكتشؾ عبد الناصر فٍ باندونج لوة الهعسكر الشَوعٍ‪ ،‬كها اكتشؾ لوة جدَدة‪،‬‬
‫دورا فٍ عمد صفمة اْسلحة التشَكَة‪ .‬كذلن‬‫هٍ الصَى الشعبَة التٍ ستلعب بعد ذلن ا‬
‫دورا هعضداا لـه فٍ السَاسة الدولَة‪،‬‬
‫اكتشؾ أى دول عدم اٖنحَاز نفسها َهكى أى تلعب ا‬
‫صا أنها لم تنتظر دعوة إسرابَل لحضور الهإتهر‪ .‬والوالع أى الصراع الدولٍ بَى‬ ‫خصو ا‬
‫الشرق والؽرب لد هنح الدول الصؽَرة الهتخلفة فرصة لتحمَك بعض الهكاسب ولعب دور‬
‫هلهوس نسبًَّا علً الساحة الدولَة‪.‬‬

‫التوجه إلً الشرق‪:‬‬


‫‪ - 1‬اٖتحاد السوفَتٍ والشرق اْوسط‪:‬‬
‫بعد ثورة أكتوبر ‪ 1917‬لم تتواى الدولة السوفَتَة الفتَة عى تمدَم الدعم العسكرٌ‬
‫لكهال أتاتورن والدعم اٖلتصادٌ ْفؽانستاى فٍ عام ‪.1920‬‬

‫ولد لدهت حكوهة لَنَى نفسها كحكوهة ثورَة‪ ،‬هعتبرة أى اٖتحاد السوفَتٍ ها هو إٖ‬
‫لاعدة للثورة العالهَة‪ ،‬أٌ اعتبار الثورة لبل الدولة‪ .‬ولكى السَاسة الفعلَة لم تكى كذلن‬
‫أبداا‪ .‬فهصلحة الدولة كانت فوق أٌ اعتبار آخر حتً ولو علً حساب حركات ثورَة فٍ‬
‫الخارج‪ ،‬هذا هنذ أول لحظة‪ ،‬ولكى هورست هذه السَاسة علً استحَاء وتحت شعارات‬
‫ثورَة رادَكالَة فٍ البداَة‪ .‬أها بعد نجاح ستالَى‪ ،‬فمد بات شعار ”اٖشتراكَة فٍ بلد‬
‫واحد“ هو الشعار الهعتهد فٍ الكرهلَى‪ ،‬وباتت السَاسة السوفَتَة تضع فٍ اعتبارها‬
‫بشكل علنٍ ورسهٍ الدولة ٖ الثورة‪ ،‬وٖ تري فٍ البلداى والموي اْخري سوي أوراق‬
‫للعب فٍ صراعها هع الؽرب‪ ،‬و صارت تحدد هولفها هى الحكوهات الهختلفة علً أساس‬
‫هولفها هى الؽرب‪ ٖ ،‬هولفها هى شعوبها‪ ،‬وكاى هذا هؽزي شعار ”اٖشتراكَة فٍ بلد‬
‫واحد“‪.‬‬

‫وبأضافة إلً عمد الصفمات هع الحكوهات‪ ،‬استخدهت البَرولراطَة السوفَتَة‬


‫اْحزاب الشَوعَة التٍ تطَعها فٍ البلداى اْخري لخدهة دبلوهاسَتها‪ ،‬بؽض النظر عى‬
‫هصالح الثورة داخل تلن البلداى نفسها‪ .‬واْهثلة علً ذلن ٖ ت ُحصً‪ ،‬هنها دعوة‬
‫الكوهنترى فٍ عام ‪ 1935‬لٓحزاب الشَوعَة إلً اتباع سَاسة ”الجبهة الشعبَة“‬
‫و”الجبهة الوطنَة“ فٍ هواجهة الفاشَة‪ ،‬أٌ إلاهة تحالؾ بَى اْحزاب الشَوعَة‬
‫واْحزاب اْخري ؼَر الفاشَة‪ ،‬ثم تراجعه عى ذلن فٍ عام ‪ 1939‬بعد عمد الهعاهدة‬
‫السوفَتَة ‪ -‬اْلهانَة وبدأ ت الدعوة إلً تشدَد النضال ضد اٖستعهار اْنجلو ‪ -‬فرنسٍ‪.‬‬
‫أها فٍ عام ‪ 1941‬وبعد هجوم لوات ألهانَا النازَة علً اْراضٍ السوفَتَة فمد عادت‬
‫الدعوة هرة أخري إلً التركَز علً هعاداة الفاشَة‪ ،‬ودعت الحكوهة السوفَتَة حكوهات‬
‫أشباه الهستعهرات إلً إعٗى الحرب علً دول الهحور‪ ،‬وهاجهت حزب الوفد لعدم إعٗنه‬
‫فورا رؼم حدة‬
‫الحرب‪ .‬وكانت الهنظهات الستالَنَة فٍ الهستعهرات تتبع هذه التعلَهات ا‬
‫تملباتها‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫وحتً الخهسَنات كاى اٖتحاد السوفَتٍ َعتهد علً اْحزاب التابعة له فٍ خلك نفوذه‬
‫نظرا لضعؾ هذه اْحزاب فٍ الشرق اْوسط خٗل‬ ‫ا‬ ‫فٍ البلداى اْخري وهده‪ .‬ولكى‬
‫اْربعَنات‪ ،‬لم َتهتع اٖتحاد السوفَتٍ بنفوذ َذكر فٍ هذه الهنطمة‪ .‬ؼَر أى هولفَه فٍ‬
‫هجلس اْهى هى الهسؤلة السورَة واللبنانَة بعد الحرب وهى الهسؤلة الهصرَة فٍ عام‬
‫‪ 1947‬هنحاه نفوذاا هعنوًَّا ها لدي الجهاهَر العربَة‪ ،‬عززه ؼَاب أٌ تارَخ استعهارٌ‬
‫له أو لروسَا المَصرَة هى لبل فَها‪ ،‬بأضافة إلً حربه البطولَة ضد الفاشَة فٍ‬
‫الحرب العالهَة‪ .‬أها هنذ عام ‪ ،1956/1955‬فمد بدأ اٖتحاد السوفَتٍ َصنع نفوذه‬
‫وَهده عى طرَك الحكوهات الموهَة هباشرةا‪ ،‬بالهساعدات العسكرَة واٖلتصادَة(‪.)186‬‬

‫َهكى إَجاز اٖستراتَجَة السوفَتَة فٍ الشرق اْوسط فٍ هدؾ سَاسٍ هحدد‪:‬‬


‫هواجهة النفوذ الؽربٍ فٍ الهنطمة لحرهاى الؽرب هى فرصة تطوَك اٖتحاد السوفَتٍ‬
‫هى الجنوب عسكرًَّا وهٗحًَّا‪ ،‬أٌ أنها استراتَجَة دفاعَة بالدرجة اْولً‪.‬‬

‫‪ - 2‬اٖتحاد السوفَتٍ والموهَة العربَة‪:‬‬


‫ٖ َختلؾ هولؾ اٖتحاد السوفَتٍ هى البلداى العربَة عى هولفه العام هى بلداى‬
‫الشرق اْوسط‪ .‬فهو لم َتعاهل هع الموهَة العربَة إٖ هى حَث عٗلتها باستراتَجَته‬
‫الشاهلة‪ ،‬وٖ َهكى تفسَر هولفه هى فكرة اْهة العربَة إٖ علً هذا اْساس‪ .‬فٗ تعترؾ‬
‫الدبلوهاسَة السوفَتَة بها تسهً باْهة العربَة‪ ،‬وٖ بحمها فٍ إلاهة دولتها الموهَة‬
‫الهوحدة(‪.)187‬‬

‫وبخصوص الحركة الصهَونَة ولؾ الحزب الشَوعٍ السوفَتٍ هولفاا هعادَاا هنذ‬
‫نشؤته وحتً عام ‪ ،1930‬واستهر هذا العداء بعد ذلن وإى خفت حدته بالتدرَج‪ ،‬فسهح‬
‫بإلاهة هركز للوكالة الَهودَة فٍ هوسكو‪ .‬وفٍ اْربعَنات التمت الخطط الستالَنَة فٍ‬
‫الشرق اْوسط هع الحركة الصهَونَة‪ ،‬إذ بدأت الهنظهات الصهَونَة فٍ فلسطَى تهاجم‬
‫الوجود العسكرٌ البرَطانٍ‪ ،‬فٍ ولت كاى فَه إخراج برَطانَا هى الشرق اْوسط َعد‬
‫أحد أهداؾ السَاسة السوفَتَة‪ .‬وهى الواضح هنا أى الهولؾ هى الصهَونَة لد تحدد‬
‫علً أساس هولؾ اْخَرة الهباشر هى اٖستعهار الؽربٍ‪ ،‬بؽض النظر عى هولفها هى‬
‫الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬بل وبؽض النظر عى طبَعة الفكر الصهَونٍ نفسه‪ .‬وهنذ بداَة‬
‫”النضال“ الصهَونٍ ضد الحكم البرَطانٍ فٍ فلسطَى راحت الدعاَة السوفَتَة تركز‬
‫علً إبراز صورة تمدهَة للصهَونَة فٍ فلسطَى‪ ،‬وراحت تهاجم الحكام العرب‪ْ ٖ ،‬نهم‬
‫تماعسوا عى حهاَة بٗدهم‪ ،‬بل ْنهم‪ ،‬علً حد زعم الدعاَة الستالَنَة ”أرادوا فٍ‬

‫(‪ٖ )186‬كور‪ ،‬اٖتحاد السوفَتٍ فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬ص ص ‪.300-287‬‬


‫(‪ )187‬كاى اٖتحاد السوفَتٍ هعادَاا لحركة البعث العربٍ‪ ،‬وأعلى عى هولفه هذا فٍ أواخر الخهسَنات‪ .‬ولعلنا نذكر أى‬
‫هولؾ الهندوب السوفَتٍ فٍ هجلس اْهى فٍ عام ‪ 1947‬هى المضَة الهصرَة كاى أَضاا هعارضاا لوحدة هصر‬
‫والسوداى‪ ،‬علً أساس أنه ”ٖ َعرؾ بالضبط رؼبة الشعب السودانٍ“! فإاد الهرسٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪138‬‬
‫الحمَمة أى َجعلوا الَهود أللَة لوهَة فٍ فلسطَى“(‪ .)188‬وفٍ عام ‪ 1948‬هاجم اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ إعٗى الدول العربَة للحرب علً إسرابَل‪ ،‬ووصفها بؤنها ”عدواى عربٍ علً‬
‫إسرابَل“(‪.)189‬‬

‫ولد تبنت الحكوهة السوفَتَة فكرة إنشاء دولة َهودَة فٍ فلسطَى‪ .‬فعلً سبَل الهثال‬
‫أعلى هالَنكوؾ‪ ،‬أحد أكبر الهسإولَى السوفَت ولتها‪ ،‬فٍ َولَو ‪ 1944‬أى الهطالب‬
‫أللَهَة للشعب الَهودٌ َجب أى ت ُلبً‪ ،‬ووافك ستالَى فٍ َالتا فٍ عام ‪ 1945‬علً‬
‫تمرَر وطى لوهٍ للَهود فٍ فلسطَى‪ ،‬ثم أعلى الهندوب السوفَتٍ فٍ هجلس اْهى فٍ‬
‫عام ‪” 1947‬إنه هى ؼَر الهعمول أى َنكر علً الشعب الَهودٌ حمه فٍ تحمَك آهاله‬
‫فٍ إنشاء دولته الخاصة به“(‪.)190‬‬

‫ولم تكتؾ الحكوهة السوفَتَة بذلن‪ ،‬بل راحت تزاَد علً الوَٖات الهتحدة‪ ،‬فمالت إنها‬
‫”ادعت هجرد إدعاء“ أنها تإَد إسرابَل‪ ،‬وإنها ”عهلت كل ها فٍ وسعها َٔذاء إسرابَل‪،‬‬
‫واعترفت بها اعترا افا والعًَّا فمط‪ ،‬علً حَى اعترؾ بها اٖتحاد السوفَتٍ اعترا افا لانونًَّا‬
‫تا ًّها“(‪ .)191‬وعٗوة علً ذلن لدم السفَر السوفَتٍ‪ ،‬أوراق اعتهاده فٍ المدس عام‬

‫(‪ٖ )188‬كور‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ . 174‬وهو َري أى اٖتحاد السوفَتٍ لد تصور أى نجاح الَسار الصهَونٍ فٍ‬
‫فلسطَى كاى َعنٍ إلاهة دولة اشتراكَة َهودَة‪ ،‬أو ‪ -‬علً اْلل‪ -‬دولة أكثر تمدهَة هى البلداى العربَة‪ ،‬أٌ ‪ -‬بالهفهوم‬
‫السوفَتٍ‪ -‬دول ة ألرب إلً هوسكو هى دول الهلون العرب الرجعََى‪ .‬كاى هذا التصور نتاج تحلَل السوفَت للحركة‬
‫الصهَونَة خٗل اْربعَنات‪ .‬فإنشاء الكَبوتزات وهَهنة اتحاد العهال علً أكبر الهشارَع الصناعَة‪ ،‬لم َعتبره السوفَت‬
‫اشتراكَة إٖ خٗل اْربعَنات‪ ،‬أٌ حَى بدأ الصدام بَى الصهَونَة وبرَطانَا بعد هنع الهجرة الَهودَة فٍ عام ‪1939‬‬
‫(انظر‪ :‬هناحم بَجَى‪ ،‬التهرد‪ :‬لصة اْرجوى)‪ ،‬أٌ بعد أى أصبحت الصهَونَة تعهل ‪ -‬هوضوعًَّا ‪ -‬فٍ صالح السَاسة‬
‫السوفَتَة علً الهدي المصَر‪ .‬وعلً العهوم نحى ٖ نحاكم السَاسة السوفَتَة علً أساس الهبدبَة والٗهبدبَة‪ ،‬إذ‬
‫نري فٍ اٖتحاد السوفَتٍ دولة ٖ ثورة‪ ،‬لها هصالحها الخاصة التٍ تفسر كل سَاساتها‪ .‬ونوجه اٖنتماد للسَاسة‬
‫السوفَتَة هى حَث لصر نظرها‪ ،‬الناتج ٖ عى ؼبابها (الذٌ ٖ نستبعده أحَاناا)‪ ،‬وإنها عى ضَك أفك هصالحها‪ ،‬التٍ‬
‫تحدد استراتَجتها الدفاعَة‪ ،‬وبالتالٍ لصر نفسه ا‪ .‬فمد راهنت علً الصهَونَة ضد الموهَة العربَة الهعادَة لٗستعهار‬
‫ْى اْخَرة تتجاوز‪ ،‬بتدشَنها هعركة جذرَة هع الوجود اْجنبٍ فٍ الهنطمة ككل‪ ،‬أفك اٖستراتَجَة السوفَتَة‪ْ ،‬نه‬
‫تشكل بذرة لوة هستملة لها هصالح ضخهة وطهوحات هابلة‪ ،‬اْهر الذٌ ٖ َمارى بالصهَونَة‪ ،‬كها تبدت فٍ اْربعَنات‬
‫خاصة‪.‬‬
‫(‪ )189‬نسوق هنا تطور هولؾ اٖتحاد السوفَتٍ هى حرب ‪ ،1948‬وهو هولؾ له دٖلته الواضحة‪:‬‬
‫* ‪ :1950-1948‬الحرب عدواى عربٍ علً إسرابَل‪.‬‬
‫* ‪ : 1958-1950‬الحرب عهل تتحهل هسإولَته إسرابَل والدول العربَة‪ ،‬وهذه هٍ فترة تدهور العٗلات بَى هوسكو‬
‫وتل أبَب بعد هولؾ اْخَرة هى الحرب الكورَة واشتراكها فٍ عدواى ‪ 1956‬ضد النظام الناصرٌ الهتمارب هع‬
‫هوسكو‪.‬‬
‫* ‪ 1958‬وها بعدها‪ :‬الحرب عهل عدوانٍ هى جانب إسرابَل‪.‬‬
‫وهٍ الفترة التٍ شهدت تبلور خرَطة العٗلات السوفَتَة هع دول الشرق اْوسط‪.‬‬
‫ٖكور‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.175-174‬‬
‫(هٗحظة هى الكاتب‪ :‬هذا التسلسل ٖ َهكى إرجاعه إلً جهل أو خطؤ البَرولراطَة السوفَتَة‪ ،‬فكافة الولابع كانت‬
‫هعروفة وواضحة)‪.‬‬
‫(‪ )190‬دمحم نصر ههنّا‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ٖ )191‬كور‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪139‬‬
‫‪ 1954‬باعتبارها عاصهة إسرابَل(‪ .)192‬ولد اهتنع الهندوب السوفَتٍ فٍ هجلس اْهى‬
‫عى التصوَت علً لرار بإدانة هصر لعدم سهاحها لسفى إسرابَل بالهرور فٍ لناة‬
‫السوَس (عام ‪ ،)1951‬بَنها تولعت هنه الحركة الوطنَة الهصرَة أى َستخدم حك‬
‫الفَتو(‪ ،)193‬كها اهتنع عى التصوَت علً لرار بإدانة إسرابَل لشروعها فٍ تحوَل‬
‫هجري نهر اْردى بَنها وافمت الوَٖات الهتحدة وفرنسا وبرَطانَا علً المرار‪.‬‬

‫كذلن عارض اٖتحاد السوفَتٍ فٍ عام ‪ 1948‬بحث لضَة الٗجبَى الفلسطَنََى إٖ‬
‫إذا بحثت هعها لضَة الٗجبَى الَهود فٍ أوروبا‪ ،‬واستهر هذا اٖهتناع حتً ‪.1955‬‬
‫وكاى اٖتحاد السوفَتٍ لد سهح لحكوهات شرق أوروبا بتزوَد الَهود فٍ فلسطَى‬
‫بالسٗح فٍ أواخر اْربعَنات(‪.)194‬‬

‫لكى الهولؾ السوفَتٍ بدأ فٍ التحول هنذ أوابل الخهسَنات إزاء هوافمة إسرابَل علً‬
‫البَاى الثٗثٍ الصادر عام ‪ ،1950‬وهٍ الهوافمة التٍ حطهت بعنؾ اِهال التٍ علمها‬
‫الكرهلَى علً دولة إسرابَل‪ .‬وجاءت اللطهة الثانَة بعد للَل (‪ )1953 - 51‬حَى أَدت‬
‫إسرابَل الؽرب فٍ الحرب الكورَة‪ ،‬فكاى أى لطعت العٗلات هى جانب هوسكو فٍ عام‬
‫‪ ،1953‬ولكنها أعَدت بعد أى تعهدت إسرابَل بعدم الدخول فٍ أحٗؾ هعادَة لٗتحاد‬
‫السوفَتٍ‪.‬‬

‫هكذا فضحت إسرابَل لصر نظر السَاسة السوفَتَة بإعٗنها صراحة عى هوَتها‬
‫كحلَؾ عضوٌ للؽرب‪ .‬وهمابل ذلن كانت اْنظهة العربَة فٍ هصر وسورَا لد بدأت هنذ‬
‫أواسط الخهسَنات فٍ إبراز خٗفها هع هشارَع الؽرب فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬واشتد‬
‫الصراع بَنها وبَى إسرابَل‪ ،‬فدفع هذا كله السَاسة السوفَتَة إلً إعادة النظر فٍ‬
‫هولفها هى الطرفَى‪ .‬وهنا (تنبه!) الكرهلَى إلً أى إسرابَل تضطهد اْللَة العربَة فٍ‬
‫فلسطَى‪ ،‬وأنها تطرد العرب هى دَارهم‪ ،‬وتعتدٌ علً الدول العربَة الهجاورة‪ ،‬وعلً‬
‫هَاه نهر اْردى‪ ...‬إلخ‪ .‬والوالع أى الهولؾ السوفَتٍ لد تؽَر تدرَجًَّا وعلً استحَاء‪،‬‬
‫ربها تحسباا ٌْ تؽَرات أخري‪ .‬كانت البداَة فٍ عام ‪ 1953‬حَى عارض اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ هشروع لرار فٍ هجلس اْهى ٔدانة هصر ٖهتناعها عى السهاح لسفى‬
‫إسرابَل بالهرور فٍ لناة السوَس‪ ،‬ثم حَى أَد سورَا ضد إسرابَل فٍ عام ‪1954‬‬
‫بخصوص هشروع تجفَؾ بحَرة الحولة الذٌ لاهت به اْخَرة‪ .‬ذلن أى هصر وسورَا‬

‫(‪ )192‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ ،234‬دمحم نصر ههنّا‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫وَبدو أى حذر الوَٖات الهتحدة فٍ تعاهلها هع إسرابَل حتً أوابل الخهسَنات كاى داف اعا إضافًَّا لهذا التهادٌ هى جانب‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ فٍ إبراز عواطفه تجاهها‪.‬‬
‫(‪ )193‬فإاد الهرسٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.152-148‬‬
‫(‪ )194‬ذكر بعض لادة إسرابَل فٍ هذكراتهم أنه لوٖ الدعم العسكرٌ هى الكتلة الشرلَة لها استطاعت الصهَونَة أى‬
‫تواصل ”كفاحها“ فٍ فلسطَى‪ .‬بل إى الطابرات الملَلة التٍ كانت لدي إسرابَل أثناء حرب ‪ 1948‬كانت هستوردة هى‬
‫تشَكوسلوفاكَا‪ .‬كها ذكر ألفرَد لَلَنتال نفس الهعلوهة‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،26‬ص ‪.124‬‬
‫‪140‬‬
‫حممتا لٗتحاد السوفَتٍ بعض الرجاء برفضهها الماطع لهشروع الحلؾ العسكرٌ الهوالٍ‬
‫للؽرب‪.‬‬

‫وهكذا أخذت خٗفات السوفَت هع إسرابَل فٍ التفالم‪ ،‬فشى أعٗم السوفَتٍ عام‬
‫‪ 1955‬هجو اها حا ًّد ا علً إسرابَل بسبب هجهاتها الهتكررة علً الدول الهجاورة‪ ،‬خاصة‬
‫بعد أى عمدت هصر صف مة اْسلحة التشَكَة‪ .‬هكذا تبدل الهولؾ السوفَتٍ هى إسرابَل‬
‫والصهَونَة هى حال إلً ضده فٍ إطار ثابت‪ ،‬هو دفاع البَرولراطَة السوفَتَة عى‬
‫نفسها فٍ هواجهة هجوم الؽرب‪ .‬لذلن لم تكى فترات العداء للصهَونَة ثم تؤََدها ثم‬
‫العودة إلً ههاجهتها تتهَز باتساق كاهل هع نفسها‪ .‬فالعداء لم َحل دوى إلاهة هركز‬
‫للوكالة الَهودَة فٍ هوسكو‪ .‬والتؤََد لم َرافك السهاح بهجرة الَهود السوفَت إلً‬
‫إسرابَل‪ ،‬رؼم إلحاح الوكالة الَهودَة ثم حكوهة إسرابَل فَها بعد‪ْ ،‬ى حدوث هذه‬
‫الهجرة فٍ الولت الذٌ كاى َعلى فَه ستالَى أنه لد حمك ‪ %99‬هى اٖشتراكَة لهو أهر‬
‫َسٍء إلً اشتراكَته أَها إساءة‪ ،‬بَنها سهحت هوسكو بالهجرة فٍ فترة عدابها الجدَدة‬
‫للصهَونَة‪ ،‬تحت ضؽوط الوفاق الدولٍ واحتَاجاتها لشحنات المهح اْهرَكٍ والمروض‬
‫الؽربَة(‪.)195‬‬

‫هكذا تحدد هولؾ اٖتحاد السوفَتٍ هى الصهَونَة‪ ،‬وبالتالٍ هى الموهَة العربَة‪ ،‬فٍ‬
‫كل هذه الفترات علً أساس الهصالح العلَا للدولة السوفَتَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬اٖتحاد السوفَتٍ والناصرَة‪:‬‬


‫تؽَر تمََم الحكوهة السوفَتَة للناصرَة ؼَر هرة‪ .‬ففٍ البداَة اعتبر انمٗب َولَو‬
‫‪ 1952‬هجرد انمٗب أهرَكٍ الهوَة‪ ،‬وهى ثم أعلى اٖتحاد السوفَتٍ عداءه للضباط‬
‫وهاجم إعٗهه لانوى أصٗح الزراعٍ علً أساس أنه ٖ هعنً له‪ ،‬وأنه أعد ٔنماذ كبار‬
‫الهٗن هى الثورة التٍ ٖ هفر هنها(‪ .)196‬وهاجهت الصحؾ السوفَتَة الحكم الصادر‬
‫بإعدام خهَس والبمرٌ واٖعتماٖت التٍ جرت حَنذان للشَوعََى‪ ،‬باعتبارها عٗهة علً‬
‫خوؾ رجال اٖنمٗب هى حركة العهال والفٗحَى(‪ .)197‬ولكى ها أى أعلى الضباط بوضوح‬
‫رفضهم لفكرة الحلؾ الهوالٍ للؽرب حتً أعلى السوفَت فٍ عام ‪” :1953‬ولاهت ثورة‬
‫الجَش وتؤلفت ْول هرة فٍ هصر حكوهة اشتراكَة لضت علً ألطاع‪ ..‬وصادرت‬
‫أهوال اٖستؽٗلََى“(‪.)198‬‬

‫(‪ )195‬إننا ٖ نعترض علً حك الَهود أو ؼَرهم فٍ الهجرة هى اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬باعتباره حمًّا إنسانًَّا عا ًّها‪ ،‬ولكننا‬
‫نتناول هذه الهسؤلة هنا هى حَث عٗلاتها بهنطك السَاسة السوفَتَة‪.‬‬
‫(‪ٖ )196‬كور‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫(‪ )197‬فإاد الهرسٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫(‪ )198‬نفس الهرجع‪ ،‬ا‬
‫نمٗ عى رادَو هوسكو فٍ ‪ ،1953/11/22‬ص ‪ ،132‬وَذكر هذا الهرجع ولابع أخري عدَدة‬
‫توضح بجٗء تطور الهولؾ السوفَتٍ هى انمٗب َولَو ‪ ،1952‬ص ص ‪.140-121‬‬
‫‪141‬‬
‫هكذا انملب الحال هى وصؾ أصٗح الزراعٍ بؤنه أعد ٔنماذ كبار هٗن اْراضٍ‪،‬‬
‫إلً الزعم بؤى حكوهة الضباط لد لضت علً ألطاع‪ ،‬وهى ”اٖنمٗب اْهرَكٍ“ إلً‬
‫”حكوهة اشتراكَة“ ‪ .‬وسنري بعد للَل كَؾ انملب الصراخ هى أجل الشَوعََى الهصرََى‬
‫إلً الصراخ فٍ وجوهم‪.‬‬

‫وأثناء الصراع بَى دمحم نجَب واللَبرالََى ضد الناصرََى أَد اٖتحاد السوفَتٍ فٍ‬
‫البداَة الطرؾ اْول‪ .‬ولكى بعد رفض الناصرََى للحلؾ العسكرٌ انعكس هولؾ هوسكو‪،‬‬
‫وتم تولَع أول هعاهدة تجارَة بَى الضباط واٖتحاد السوفَتٍ فٍ هارس ‪ ،1954‬تمرر‬
‫بهوجبها تورَد المهح لهصر فٍ همابل المطى‪ ،‬ثم عمدت صفمات أخري ٖستَراد البترول‬
‫واْفٗم السوفَتَة‪ ،‬وبدأت الحكوهة الهصرَة فٍ إرسال الدارسَى إلً الجاهعات‬
‫السوفَتَة بؤعداد صؽَرة(‪.)199‬‬

‫وحتً ذلن الحَى كانت الهفاوضات بَى الضباط وبرَطانَا ٖ تزال دابرة‪ ،‬أها بعد تولَع‬
‫هعاهدة الجٗء فمد انملب الهولؾ السوفَتٍ هى الناصرَة هرة أخري‪ ،‬ولكنه لم َعد َإَد‬
‫اللَبرالََى الذَى لم َعد لهم وجود هنظم‪ ،‬وإنها أخواى الهسلهَى الذَى رفضوا الهعاهدة‬
‫التٍ أدرن الكرهلَى أنها لد ولعت تحت ضؽط أهرَكٍ‪ .‬أها حَى اتضح أى الهعاهدة لَست‬
‫بداَة لشهر عسل طوَل هع الؽرب‪ ،‬عاد اٖتحاد السوفَتٍ َنظر إلً الناصرَة هرة أخري‬
‫كحكوهة ثورَة هعادَة لٗستعهار‪ ،‬وخاصة بعد أى حضر عبد الناصر هإتهر باندونج فٍ‬
‫عام ‪ 1955‬واعترؾ بالصَى الشعبَة‪ .‬فؤخذ َدعم حكوهة الضباط التصادًَّا‪ ،‬فوافك علً‬
‫شراء الهخزوى الراكد الضخم هى المطى فٍ العام نفسه‪ ،‬ولدم لها لروضاا كبَرة‪،‬‬
‫ولسورَا أَضاا(‪ ،)200‬وبَنها بلؽت نسبة الصادرات الهصرَة إلً اٖتحاد السوفَتٍ هى‬
‫جهلة الصادرات نحو ‪ %50‬فٍ عام ‪ ،)201(1957‬أولؾ اْخَر عٗلاته اٖلتصادَة هع‬
‫إسرابَل(‪.)202‬‬

‫ولد هثّل هذا التحسى الهلهوس فٍ العٗلات هع اٖتحاد السوفَتٍ سنداا ها ًّها لعبد‬
‫الناصر فٍ صراعه فٍ تلن الفترة هع الؽرب حول هسؤلة الحلؾ الدفاعٍ‪ .‬فبعد اتساع‬
‫ؼارات إسرابَل وتكرارها راح َهدد بالحصول علً السٗح هى اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬خاصة‬
‫وبدٖ هى تزوَد الناصرَة‬ ‫ا‬ ‫أى شو إَى ٌٖ وعده أثناء انعماد هإتهر باندونج بإهكانَة ذلن‪.‬‬
‫بالسٗح‪ ،‬شددت الدول الؽربَة ضؽطها‪ ،‬فراحت تتهنع فٍ هسؤلة تهوَل السد العالٍ‬
‫وتزود إ سرابَل باْسلحة والهعونات‪ .‬وفٍ هذه الظروؾ لم َجد عبد الناصر سوي هخرج‬

‫(‪ )199‬هنذ عام ‪ 1958‬دفعت أزهة السَولة فٍ العهٗت الحرة حكوهة الضباط إلً زَادة عدد الدارسَى فٍ الجاهعات‬
‫السوفَتَة وجاهعات دول أوروبا الشرلَة ا‬
‫بدٖ هى جاهعات أهرَكا ودول أوروبا الؽربَة‪.‬‬
‫(‪ٖ )200‬كور‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪ ،247-245‬ص ‪ ،292‬ص ‪.296‬‬
‫(‪ )201‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫(‪ )202‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪142‬‬
‫واحد هو اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬فكاى أى عمد صفمة اْسلحة هع تشَكوسلوفاكَا فٍ هاَو‬
‫‪.1955‬‬

‫أثارت الصفمة ذعر الؽرب وابتهاج الشعوب العربَة‪ ،‬بل وأعربت الحكوهات العربَة‬
‫أَضاا عى ابتهاجها (وضهنها حكوهة نورٌ السعَد الوكَلة لبرَطانَا)‪ .‬وفٍ هذه الظروؾ‬
‫لم تكى الحكوهات الؽربَة لتحاول هوازنة الصفمة بؤخري ههاثلة‪ ،‬فحلؾ اْطلنطٍ لم َكى‬
‫لَتهور بشحى الناصرَة بهزَد هى الزهو والطهوح فٍ الولت الذٌ استطاع فَه اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ أى َكسب نمطة هاهة وَمطع الطرَك علَه‪ ،‬بَنها ارتسهت الناصرَة فٍ أعَى‬
‫الجهاهَر العربَة فٍ هَبة حكوهة ثورَة‪ ،‬هها أكسبها ثمة فٍ النفس ٖ حدود لها‪ .‬فٍ‬
‫هثل هذه الظروؾ كاى هى ؼَر الهفَد أى َتنازل الؽرب أهام الناصرَة‪.‬‬

‫بعد هذه الصفمة‪ ،‬أصبح الكرهلَى َعتبر الناصرَة هوطا لدهه فٍ الشرق اْوسط‪،‬‬
‫وتبعتها سورَا والَهى‪ ،‬إذ عمدت كل هنهها صفمة ههاثلة فٍ عام ‪ .1956‬لذلن لاهت‬
‫الصحؾ السوفَتَة بههاجهة بعض الشَوعََى الهصرََى الذَى استهروا َعارضوى‬
‫الناصرَة بعد الصفمة‪ .‬وعلً سبَل الهثال نجد هذه أشارة‪” :‬الهشاؼبوى الذَى َدعوى‬
‫أنفسهم بالشَوعََى فٍ هصر والذَى َتجاسروى علً هعارضة حكوهة الربَس عبد‬
‫الناصر“(‪ .)203‬ولم َكى هإٖء الهشاؼبوى سوي للة‪ ،‬إذ راحت فٍ ذلن الولت بَانات‬
‫التؤََد لعبد الناصر تصدر هى السجى تباعاا هى جانب كافة الهنظهات الربَسَة‪ .‬لَس هذا‬
‫ا‬
‫ههاثٗ‪ .‬ففٍ العدد ‪32‬‬ ‫فحسب‪ ،‬بل إى ”الحزب الشَوعٍ الهصرٌ الهوحد“ لد اتخذ هولفاا‬
‫هى جرَدة ”كفاح الشعب“ وصؾ الشَوعََى الهعادَى للناصرَة بؤنهم شرذهة تدعٍ‬
‫الشَوعَة‪ ،‬بل وتعهد الحزب بالولوؾ لهذه الشرذهة بالهرصاد‪” :‬وندعو رفالنا العهال‬
‫والطبمة العاهلة الهصرَة أى تكوى علً حذر هى أٌ شخص َدعٍ الشَوعَة وَحاول‬
‫التشكَن فٍ وطنَة لابد الحركة الوطنَة الَوم الربَس عبد الناصر“(‪ .)204‬هكذا راح‬
‫الحزب الشَوعٍ َدافع عى الناصرَة‪ ،‬هك ِفّ ارا خصوهها هى الشَوعََى خارج الحزب‪،‬‬
‫ا‬
‫هتحوٖ بالتدرَج إلً الناصرَة‪.‬‬

‫وجدَر بالذكر أى الصفمة السوفَتَة ‪ -‬التشَكوسلوفاكَة شكل ًَّا ‪ -‬لد أبرهت فٍ الولت‬
‫الذٌ كاى فَه الناصرَوى َواصلوى حربهم الهمدسة ضد الشَوعَة‪ ،‬فكاى كثَر هى‬
‫الشَوعََى رهى اٖعتمال‪ .‬ولكى ذلن لم َعى حكام الكرهلَى فٍ شٍء‪ ،‬إذ أعطوا كل‬
‫اٖعتبار للصراع الدولٍ فحسب‪.‬‬

‫اْزهة‪:‬‬
‫السد العالٍ‪:‬‬

‫(‪ )203‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.253‬‬


‫)‪(204‬‬
‫رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪ ،1957-1950‬ص ص ‪.284-283‬‬
‫‪143‬‬
‫كانت العٗلة الجدَدة بَى هصر واٖتحاد السوفَتٍ نتا اجا بشكل أساسٍ لٓزهة فٍ‬
‫العٗلة بَنها وبَى الؽرب‪ .‬وإلً أى عمدت صفمة اْسلحة كانت اْزهة ٖ تزال ساكنة‪،‬‬
‫وهٍ اْزهة التٍ تخص رفض هصر الناصرَة لهبدأ الحلؾ الدفاعٍ الهرفوض تها اها هى‬
‫جانب الحركة الموهَة العربَة‪ .‬ولكى هع عمد صفمة اْسلحة بلؽت اْزهة اللحظة‬
‫الهناسبة للتفجر‪.‬‬

‫وفٍ نفس السنة (‪ )1955‬لدم اٖتحاد السوفَتٍ عرضاا بتهوَل هشروع السد العالٍ‪،‬‬
‫دوى أٌ شروط‪ ،‬إلً عبد الناصر‪ ،‬فٍ الولت الذٌ كانت فَه الدول الؽربَة تتلكؤ فٍ إبرام‬
‫اٖتفاق النهابٍ علً تنفَذ الهشروع‪ .‬وهع ذلن لم َعلى عبد الناصر لبوله للعرض‬
‫السوفَتٍ‪ ،‬بل أبلػ داٖس ” إننا نفضل التعاهل هع البنن الدولٍ بالرؼم هى أى الحكوهة‬
‫الروسَة عرضت علَنا شرو اطا أفضل“(‪ .)205‬هكذا استؽل عبد الناصر بههارة التنالضات‬
‫الدولَة إلً آخر هدي بالتهنع والضؽط بإحدي الموتَى علً اْخري‪ ،‬وتجنب الصدام‬
‫الهباشر هع الوَٖات الهتحدة أو التخفَؾ هنه بمدر أهكاى‪.‬‬
‫ا‬
‫فضٗ عى‬ ‫لذلن تم اٖتفاق هع البنن الدولٍ علً تهوَل الهشروع بفابدة لدرها ‪،%5.5‬‬
‫إشراؾ البنن علً الهَزانَة الهصرَة‪ ،‬ثم تم تعدَل الشروط لصالح هصر‪ .‬كذلن وافمت كل‬
‫هى الوَٖات الهتحدة وبرَطانَا علً الهشاركة فٍ التهوَل‪ ،‬ولكى بدفع التهوَل السنوٌ‬
‫فحسب‪ ،‬وهع ذلن وافمت الحكوهة الهصرَة‪.‬‬

‫ٍ الهشروع هماوهة هى جانب الهعارضة الصهَونَة فٍ الوَٖات الهتحدة والتٍ‬ ‫ولد لم َ‬


‫كاى َههها ّأٖ تتدعم العٗلات الهصرَة اْهرَكَة‪ ،‬وهى جانب هزارعٍ المطى اْهرَكََى‬
‫خوفاا هى هنافسة المطى الهصرٌ الههتاز‪ ،‬بأضافة إلً جهاعات ”أصدلاء الصَى‬
‫الوطنَة“ الذَى أثارهم اعتراؾ عبد الناصر بجههورَة الصَى الشعبَة عام ‪ .1955‬إٖ‬
‫أى عمد صفمة اْسلحة السوفَتَة كاى هو النمطة التٍ انمطعت عندها العٗلات الناصرَة‬
‫‪ -‬اْهرَكَة هإلتاا‪ .‬ولد بدأت اْزهة حَى طلب هسإول أهرَكٍ كبَر هى السفَر الهصرٌ‬
‫فٍ واشنطى أى َعهل عبد الناصر علً تحمَك الصلح هع إسرابَل وأى َولؾ صفمة‬
‫اْسلحة‪ ،‬فكاى هذا بهثابة شرط ؼَر هعلى بصفة رسهَة ٔتهام صفمة السد العالٍ‪ .‬ولكى‬
‫اٖستجابة للشرط اْهرَكٍ‪ ،‬كها أسلفنا‪ ،‬لم تكى هى اْهور السهلة فٍ ذلن الولت‪ ،‬عٗوة‬
‫أهرا ضرورًَّا‪ْ ،‬ى اٖتحاد السوفَتٍ كاى لد عرض نفسه كبدَل لوٌ‬ ‫علً أنها لم تكى ا‬
‫للدعم اْهرَكٍ‪ ،‬ولم تكى هصر الناصرَة عاجزة تها اها عى الهماوهة‪ ،‬لذلن لم تمبل‬
‫الشرو ط اْهرَكَة الفظة‪ .‬وهى ثم أعلنت أهرَكا ثم برَطانَا سحبهها لعرض تهوَل السد‬
‫العالٍ عما ابا لعبد الناصر‪ ،‬ثم حذا حذوهها البنن الدولٍ‪ْ ،‬ى هساههته فٍ التهوَل كانت‬
‫هكهلة للهساههة اْهرَكَة‪ ،‬وكذلن ْنه فٍ الولت نفسه تابع للهصالح اْهرَكَة‪.‬‬

‫وتكهى أههَة هعركة السد العالٍ فٍ كونها الشكل الهباشر لٓزهة بَى النظام الناصرٌ‬
‫والؽرب‪ .‬أها الهشروع نفسه كهشروع التصادٌ فلم َكى َشكل أٌ خطورة علً هصالح‬

‫(‪ )205‬فإاد الهرسٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪144‬‬
‫الؽرب‪ ،‬ولم تثر بشؤنه ‪ -‬كهشروع التصادٌ ‪ -‬أٌ خٗفات حمَمَة هى جانب الؽرب‪،‬‬
‫خاصة وأى الضباط لد لبلوا الشروط اٖلتصادَة اْهرَكَة(‪ .)206‬كاى الخٗؾ إذى خٗفاا‬
‫سَاسًَّا بحتاا حول الحلؾ الدفاعٍ‪َ ،‬عبر عى خٗؾ حول أطار الكلٍ للعٗلات بَى هصر‬
‫والؽرب‪ ،‬وبالتحدَد هى حَث هولع هصر هى اٖستراتَجَة اْهرَكَة‪.‬‬

‫وهنا َنبؽٍ أى نرصد بدلة ذلن الطرؾ الموٌ فٍ ساحة الشرق اْوسط الذٌ هدد‬
‫هخططات الؽرب وهى َمبل بها‪ :‬الحركة الموهَة العربَة التٍ ؼالباا ها َتناساها هعظم‬
‫الهحللَى الهتعاطفَى هع الناصرَة‪ ،‬هعتبرَى أى رفض نظام عبد الناصر للخطة اْهرَكَة‬
‫هباشرا عى طهوحات التصادَة وتنهوَة عظَهة (سَتضح لنا حجهها‬ ‫ا‬ ‫تعبَرا‬
‫ا‬ ‫لَس إٖ‬
‫الحمَمٍ فٍ فصل خاص)‪ .‬وهى الطبَعٍ ّأٖ َٗحظ هإٖء بالتالٍ أى الضؽط السَاسٍ ‪-‬‬
‫اٖلتصادٌ اْهرَكٍ لم َضع فٍ اعتباره بالمدر الهٗبم داب اها الضؽوط الهمابلة هى لبل‬
‫الحركة الموهَة علً الناصرَة أو اٖعتبار الكبَر لها هى لبل حكوهة الضباط‪.‬‬

‫كاى رد فعل الناصرَة الموٌ علً ولؾ تهوَل السد العالٍ هو تؤهَم لناة السوَس‪.‬‬
‫وكانت حكوهة الضباط تستعد ٖستٗم المناة هنذ عام ‪ ،1954‬هها َشَر إلً استعدادها‬
‫لرارا سرًَّا بعهل هسح كاهل ٔهكانَات‬ ‫ا‬ ‫لتؤهَم المناة هنذ ذلن الولت‪ ،‬فمد أصدر الضباط‬
‫تشؽَل المناة‪ ،‬وبدأت الحكوهة فٍ ههاجهة الشركة وإعداد هرشدَى هصرََى ٔدارة المناة‬
‫هنذ عام ‪ ،1955‬حَى رفضت الشركة هطالبها بتحسَى شروط العهل فَها لصالح هصر‪.‬‬
‫وهنذ عهد ها لبل اٖنمٗب كاى تؤهَم المناة هطلباا شعبًَّا ها ًّها‪ ،‬إذ كانت شركة المناة‪ ،‬بؽض‬
‫النظر عى أرباحها الضخهة تهثل تارَ اخا استعهار ًَّا هفزعاا‪.‬‬

‫وهى ثم لم َكى تؤهَم المناة هجرد رد فعل هباشر لولؾ تهوَل هشروع السد‪ ،‬إذ كانت‬
‫تدور حولها هى لبل ‪ -‬كهشروع التصادٌ ‪ -‬خٗفات هحددة‪ ،‬ووجد عبد الناصر فٍ‬
‫تؤهَهها فرصته للرد علً ضؽوط الؽرب‪ .‬كانت الخطورة الكبري لتؤهَم المناة هى وجهة‬
‫نظر الؽرب هٍ إهكاى انتشار هوجة التؤهَم إلً العالم الثالث كله‪ ،‬فمناة السوَس علً حد‬
‫تعبَر صحَفة لوهوند الفرنسَة‪” ،‬تهثل شَباا آخر ؼَر هجرد هصالح إحدي الشركات‬
‫الهساههة أو هجرد هصالح أصحاب أسهم هعَنة‪ ..‬إنها تهثل ا‬
‫رهزا‪ ..‬وإذا سمط هذا الرهز‬
‫فإى السد سَنهار‪ ،‬وسَتعالب التؤهَم تلو التؤهَم‪ ،‬وستنهار جهَع شركات البترول‪،‬‬
‫وسَكوى ذلن آخر ضربة هوجهة لهكانة الؽرب“(‪.)207‬‬
‫لم َكى تؤهَم المناة إذى هجرد ضربة التصادَة لهَهنة الؽرب وإنها ضربة لرهز هَهنته‬
‫السَاسَة‪ ،‬لهَبته‪ ،‬رد سَاسٍ علً ضؽوطه‪ .‬وجاء هذا الرد فٍ ولت وجد فَه الضباط‬

‫(‪ )206‬حَى رفضت الوَٖات الهتحدة تهوَل الهشروع تعللت بؤسباب التصادَة تتعلك فَها زعهت بمدرة هصر علً تحهل‬
‫عبء هذا الهشروع‪ .‬وهٍ‪ ،‬كها هو هعلوم‪ ،‬حجة واهَة‪ ،‬لصد بها تبرَر الهولؾ ٖ أكثر‪ .‬أها خوؾ بعض الهزارعَى‬
‫اْهرَكََى هى هنافسة المطى الهصرٌ‪ ،‬وهٍ حجة أخري طرحتها بعض الدوابر اْهرَكَة‪ ،‬فهٍ بدورها حجة تافهة‪،‬‬
‫ْى المطى الهصرٌ كاى َواجه آنذان حالة كساد هنذ نهاَة الحرب الكورَة‪ ،‬ولم َكى هى الهنتظر أى تتوسع الحكوهة‬
‫الهصرَة فٍ زراعة المطى‪ ،‬ولد اتجهت بالفعل إلً إحٗل اْرز هحله‪.‬‬
‫(‪ )207‬ا‬
‫نمٗ عى هَشَل كاهل‪ ،‬أهرَكا والشرق العربٍ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪145‬‬
‫أنفسهم َتهتعوى بدعم عسكرٌ والتصادٌ سوفَتٍ كبَر‪ ،‬وبتؤََد شعبٍ هام بعد هإتهر‬
‫باندونج‪ .‬كذلن كانت هذه الضربة نفسها كفَلة بجلب ألوي تؤََد ههكى للناصرَة هى جانب‬
‫الحركة الموهَة العربَة فٍ الهنطمة كلها‪ ،‬فتكوى الناصرَة لد ضربت عدة عصافَر بحجر‬
‫واحد‪ :‬الرد علً الضؽوط اْهرَكَة ‪ -‬البرَطانَة‪ ،‬ضهاى هصدر لتهوَل هشروع السد‬
‫وأخَرا‪ ،‬تؤدَب الشركة التٍ‬
‫ا‬ ‫العالٍ وؼَره‪ ،‬كسب ود‪ ،‬بل حتً تبعَة الحركة الموهَة‪،‬‬
‫رفضت اٖستجابة لهطالبها‪.‬‬

‫بالفعل كاى لتؤهَم المناة دوٌ هابل علً الصعَد العربٍ والعالهٍ‪ ،‬فكانت لهة اْزهة‬
‫هع الؽرب‪ ،‬وكاى أى تبددت الصورة السوداء للناصرَة فٍ العالم العربٍ بشكل حاسم‪ .‬إذ‬
‫هثلت ضربة ساحمة لشٍء بالػ اْههَة‪ :‬هَبة الؽرب‪ ،‬شٍء َفوق لرار إلؽاء هعاهدة‬
‫نظرا لها هثلته شركة المناة هى آثار اٖستعهار البؽَضة‪ .‬وبذلن حممت الناصرَة‬
‫‪ ،1936‬ا‬
‫انتصارا ساحماا‪ .‬كذلن كاى التؤهَم هناسبة جدَدة لكٍ َعلى خروشوؾ عى اشتراكَة‬‫ا‬
‫الناصرَة‪ ،‬كها كاى هناسبة هاهة لحصول النظام علً تؤََد الشَوعََى الحاسم كها سنري‬
‫ٖحماا‪.‬‬

‫تؤهَم المناة‪ :‬همدهة حرب ‪:1956‬‬


‫كاى تؤهَم المناة ضربة لاسَة للوجود البرَطانٍ فٍ الشرق اْوسط‪ .‬فمد شهدت‬
‫شاهٗ ضد نفوذها‪ ،‬ونجحت الحركة الموهَة فٍ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫نضاٖ شعبًَّا‬ ‫الهنطمة هنذ اْربعَنات‬
‫تجهَد هشروع حلؾ بؽداد وإجبار برَطانَا علً تؽََر خططها فٍ هصر جزبًَّا‪ .‬ولكى‬
‫اٖنمٗب البونابرتٍ ‪ 1952‬أخذ فٍ تمهص دور لابد الحركة الموهَة‪ ،‬ولكنه‪ ،‬ولهذا‬
‫السبب بالذات‪ ،‬أدي إلً هزَد هى اندفاع اْخَرة التٍ كانت ضده حتً هنتصؾ‬
‫الخهسَنات‪ ،‬ثم وراءه‪ ،‬ابتداء هى هإتهر باندونج خاصة‪ .‬وهنذ أى بدت الناصرَة فٍ نظر‬
‫ا‬
‫رهزا لشمابها‪ ،‬ولذلن‬ ‫الحركة الموهَة العربَة كحكوهة ثورَة‪ ،‬بدا عبد الناصر لبرَطانَا‬
‫لررت إسماط حكوهة الضباط‪ .‬فلم تتفهم الدبلوهاسَة البرَطانَة جَداا حمَمة أوضاع‬
‫الشرق اْوسط‪ ،‬فالسبب الحمَمٍ لشماء برَطانَا كاى هو الحركة الموهَة العربَة ٖ نظام‬
‫عبد الناصر‪ .‬والتحلَل الهوضوعٍ كاى َجب أى َمود هذه الدبلوهاسَة إلً فهم هذه‬
‫الحمَمة التٍ تضهنت حمَمة أهم‪ :‬إى الناصرَة نفسها لم تكى تستطَع أى تتصرؾ إٖ علً‬
‫النحو الذٌ تصرفت به وأنه كاى هى الههكى التعاهل هعها بتفهم أعهك‪ ،‬ولد تحهلت‬
‫برَطانَا نتابج خطبها(‪.)208‬‬

‫أها فرنسا لد سارت علً الدرب نفسه‪ ،‬فعبد الناصر هو الهسإول فٍ نظرها عى‬
‫الثورة الجزابرَة‪ .‬هكذا كاى تحلَل ساستها الذَى لم َدركوا أى عبد الناصر فٍ هساعدته‬

‫(‪ )208‬ذكر لورد بَرد وود عضو هجلس اللوردات البرَطانٍ أى وزارة الخارجَة البرَطانَة كانت لد صههت علً‬
‫المضاء علً عبد الن اصر لبل ولت طوَل هى رفضها تهوَل السد العالٍ‪ .‬وأى هدؾ حهلة ‪ 1956‬هو إسماط عبد الناصر‬
‫تههَداا لزعاهة نورٌ السعَد بهدؾ جر الدول العربَة إلً سلسلة اْحٗؾ الؽربَة الهرتكزة علً حلؾ بؽداد أو‬
‫الهرتبطة به‪ .‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪146‬‬
‫لثوار الجزابر إنها كاى َإدٌ هههة حَوَة لنظاهه هو‪ :‬المضاء علً اٖستعهار الهباشر‬
‫فٍ الهنطمة حهاَة ٖستمٗله هو‪ ،‬واحتواء للحركة الموهَة العربَة الموَة والضاؼطة‬
‫شرلاا وؼر ابا‪ .‬عٗوة علً رضا الوَٖات الهتحدة عى هذه الهساعدة‪ ،‬واْهم هى ذلن أنه‬
‫لم َكى الهحرض علً الثورة الجزابرَة لط‪ ،‬بل كانت الدوافع والموي اْساسَة للثورة‬
‫هوجودة بالجزابر نفسها‪ .‬لذلن لررت فرنسا التعاوى هع برَطانَا رؼم تؤََدها الضهنٍ‬
‫للثورة الجزابرَة فٍ إسماط حكوهة الضباط‪ .‬ولد راحت الصحافة الفرنسَة والبرَطانَة‬
‫تصؾ عبد الناصر بؤنه هتلر جدَد وها شابه ذلن هى أوصاؾ‪ .‬وتصور إَدى (ربَس‬
‫وزراء برَطانَا ولتها) أى عبد الناصر َرَد تكوَى إهبراطورَة عربَة تحت لَادته‪،‬‬
‫خطَرا بحَث بات شبح عبد الناصر كشخص َإرله للؽاَة‪.‬‬
‫ا‬ ‫وبلؽت هخاوفه الشخصَة ح ًّدا‬

‫أها إسرابَل فمد وجدت فٍ نواَا الدولتَى ضالتها الهنشودة‪ ،‬فمد كانت بدورها تعانٍ‬
‫هى هرض الناصرَة العضال‪ .‬فكانت تخشً بوجه عام هى آثار هعاهدة الجٗء البرَطانَة ‪-‬‬
‫الهصرَة وتفضل عودة برَطانَا إلً وضعها السابك فٍ هصر‪ .‬وكانت تعانٍ بشكل خاص‬
‫هنذ أى شنت هجهاتها علً لطاع ؼزة هى لرار إؼٗق هضَك تَراى فٍ وجه الهٗحة‬
‫أسرابَلَة هنذ عام ‪ .1949‬وكانت تخشً أَضاا هى نهو لوة الجَش الهصرٌ بعد صفمة‬
‫اْسلحة السوفَتَة الضخهة‪ ،‬كها ازدادت هخاوؾ بى جورَوى بعد عمد اتفالَة الدفاع‬
‫الهشترن هع سورَا‪.‬‬

‫هكذا لررت البلداى الثٗثة إسماط نظام عبد الناصر‪ .‬وجاء لرار تؤهَم المناة لَثَر‬
‫الهعسكر الؽربٍ كله‪ ،‬فالمرار كاى ضربة لوَة لهَبة برَطانَا وفرنسا‪ .‬وكانت اللحظة‬
‫هناسبة هى وجهة نظر البلداى الثٗثة لوضع خطة العدواى الثٗثٍ‪ ،‬رؼم أنها لم تجد‬
‫هبررا لها أهام العالم‪ .‬فالمرار الهذكور لم َكى اعتدا اء علً أحد‪ ،‬وإنها كاى ردًّا هنطمًَّا‬
‫ا‬
‫وبسَ اطا جدًّا‪ .‬ولم تستطع البلداى الهعتدَة أى تستشؾ أثر عدوانها الذٌ حولت نتابجه‬
‫الهعروفة الناصرَة إلً أسطورة هى وجهة نظر الجهاهَر العربَة‪ ،‬علً حساب هصالح‬
‫برَطانَا وفرنسا‪ ،‬وبالضبط لصالح كل هى إسرابَل والناصرَة كها سنري‪.‬‬

‫ولد وجدت الوَٖات الهتحدة هٍ اْخري فرصتها الهناسبة لتحمَك هدفها‪ :‬الحلول‬
‫هحل أوروبا فٍ الشرق اْوسط‪ .‬ولذلن‪ ،‬أعلنت فٍ بَاى هشترن هع برَطانَا وفرنسا‬
‫تندَدها بعبد الناصر وهطالبتها بتدوَل المناة‪ ،‬أٌ أهركتها هى الناحَة العهلَة‪ .‬وللضؽط‬
‫فٍ هذا اٖتجاه لررت التجهَد الجزبٍ ْهوال هصر فٍ الوَٖات الهتحدة‪ ،‬بَنها لررت‬
‫الدولتاى اْخرَاى تجهَدها بالكاهل‪ ،‬ولطع الهعونات اٖلتصادَة عنها‪ ،‬كها لاهت بإنشاء‬
‫ها أسهتها بجهعَة الهنتفعَى بمناة السوَس‪ .‬أها علً الصعَد الشعبٍ‪ ،‬فمد أثار لرار‬
‫التؤهَم تؤََداا جهاهَرًَّا واسعاا ولوًَّا للناصرَة فٍ العالم العربٍ وفٍ العالم الثالث والبلداى‬
‫شعورا بهزَهة كبَرة‬‫ا‬ ‫اٖشتراكَة‪ ،‬بل وفٍ أوروبا الؽربَة إلً حد ألل‪ .‬ذلن أى المرار خلك‬
‫لٗستعهار‪ ،‬كها أشعر الشعوب العربَة بالزهو وبإهكانَة النصر‪ .‬واْهر اْهم‪ ،‬أى‬
‫الناصرَة باتت تتهتع بنفوذ ٖ َنكر علً صعَد العالم الثالث ككل‪ ،‬ونمصد نفوذاا هعنوًَّا‪.‬‬
‫أها التهدَدات أهبرَالَة التٍ توالت‪ ،‬فكانت تزَد هى اشتعال الحركة الموهَة العربَة‪،‬‬
‫اْهر الذٌ ترتب علَه دفع عبد الناصر إلً هزَد هى التشدد‪ .‬وهكذا أصبح ناصر َشعر‬
‫‪147‬‬
‫آى واحد‪ ،‬فالجهاهَر العربَة لد لررت أى تحارب‪ ،‬ولذلن فهو اِخر‬
‫بموته وبضعفه فٍ ٍ‬
‫هضطر لخوض الهعركة‪ ،‬خاصة أنه كاى هى الههكى للناصرَة أى تستؽل هوازَى الموي‬
‫المابهة لتحمَك هكاسب هاهة‪.‬‬

‫لمد بدأت الناصرَة هنذ ‪ 1956/1955‬تنافس حزب البعث بعد أى استطاعت أى‬
‫تتمهص دور الحركة الوطنَة الهصرَة‪ ،‬بل وأصبحت حكوهة الضباط هٍ الهثل اْعلً‬
‫لكثَر هى رادَكالٍَ ها لبل ‪ 1952‬فٍ هصر‪.‬‬

‫ولد لرر عبد الناصر بنا اء علً لراءة لهوازَى الموي الهحلَة والدولَة اٖستهرار فٍ‬
‫تشدده‪ ،‬فهدد بإلؽاء اتفالَة ‪ 1954‬فٍ حالة حدوث هجوم عسكرٌ‪ ،‬وأخذ َموي هى‬
‫اتصاٖته باٖتحاد السوفَتٍ‪ ..‬أها اْخَر فؤعلى بالطبع تؤََده الهطلك لعبد الناصر ورفض‬
‫فكرة تدوَل المناة‪ ،‬بل وهدد بإرسال هتطوعَى فٍ حالة حدوث هجوم عسكرٌ‪ .‬إذ كانت‬
‫الفرصة ٖ تعوض لتعزَز نفوذه فٍ الهنطمة‪ ،‬خاصة أى الوَٖات الهتحدة كانت تعهل هٍ‬
‫اْخري علً استؽٗل الهولؾ‪ ،‬كها كانت فرصته كبَرة فٍ تحطَم هشروع حلؾ بؽداد‪.‬‬

‫حرب ‪:1956‬‬
‫فور لَام الحرب انفجرت الحركة الموهَة فٍ الهشرق العربٍ كله وفٍ هصر بالطبع‬
‫وحتً فٍ الخلَج‪ ،‬فاهتدت الهظاهرات فٍ شتً أنحاء الهنطمة تندد بالعدواى‪ ،‬ولطعت‬
‫أنابَب البترول فٍ سورَا‪ ،‬وهنع البرَطانَوى هى استخدام لواعدهم فٍ العراق وفٍ لَبَا‪.‬‬
‫كها لاهت هظاهرات هإَدة لهصر فٍ أوروبا وحتً فٍ الصَى‪ .‬وفٍ هصر‪ ،‬استعادت‬
‫جهاهَر الحركة الموهَة روحها‪ ،‬ولكى بدوى لَادتها المدَهة‪ ،‬إذ بدأت تري فٍ الناصرَة‬
‫لابدها الجدَد‪.‬‬

‫بمَام إسرابَل بالهجوم واحتٗل سَناء‪ ،‬واحتٗل برَطانَا وفرنسا لبورسعَد‪ ،‬وجدت‬
‫الناصرَة نفسها فٍ حالة حرب‪ .‬ولد دخلتها هنذ البداَة وهٍ تعلم التوازنات الدولَة‬
‫الهٗبهة‪ ،‬وبالتالٍ لم تضع فٍ اعتبارها إشران الشعب فٍ الهعركة‪ ،‬فهٍ لم تستعد للحرب‬
‫علً الهستوي الشعبٍ‪ ،‬واكتفت بحشد الجَش‪ .‬وحَى خرجت الجهاهَر تطالب السلطة‬
‫بالسٗح إزاء عنؾ ضربات الجَوش التٍ استهدفت هعنوَاتها‪ ،‬كاى رد الناصرَة هو لهع‬
‫الهظاهرات‪ ،‬فماهت الشرطة باٖشتبان هع الهتظاهرَى فٍ هدَنة بورسعَد‪ ،‬الذَى‬
‫استطاعوا التؽلب علَها واٖستَٗء علً اْسلحة الهرسلة إلً الهدَنة ثم وزعوها بطرَمة‬
‫عشوابَة‪ ،‬هها أجبر السلطات علً إعادة تنظَم العهلَة‪ .‬وبعد احتٗل هدَنة بورسعَد لم‬
‫َنس هحافظها أى َسلم سلطات اٖحتٗل بجانب أسلحة الشرطة (لارى هع هولؾ الشرطة‬
‫فٍ ‪ )1951‬هلفات أخواى‪ ،‬والشَوعََى الذَى حاولوا بدورهم دخول الهدنَة فٍ‬

‫‪148‬‬
‫هجهوعات بالرؼم هى هحاولة رجال اْهى عرللة اشتراكهم فٍ الحرب‪ ،‬ولد اضطرت‬
‫الحكوهة إلً إدخالهم فَها بعد فٍ هٗبس صَادَى بالتعاوى هع الهخابرات الحربَة(‪.)209‬‬

‫وبَنها كاى عبد الناصر َخطب فٍ اْزهر باسم النضال‪ ،‬عجزت السلطة عى إعادة‬
‫لرار الوفد فٍ ‪ :1951‬حك كل هصرٌ فٍ حهل السٗح‪ .‬وبالهمابل سرعاى ها لبل ولؾ‬
‫إطٗق النار (كعادته فَها بعد) وبدأ هفاوضات الصلح‪ .‬ولنفس السبب (اعتهاده علً‬
‫نصرا عسكرًَّا علً‬
‫ا‬ ‫التوازنات الدولَة وحدها) لم َضع عبد الناصر فٍ اعتباره أى َحمك‬
‫الموات الهعتدَة‪ .‬فعلً الرؼم هى تولعه للحرب‪ ،‬فمد اختار اللحظة ؼَر الهناسبة لجَشه‬
‫عَِّى لابداا لجَوش هصر‬‫لتؤهَم لناة السوَس‪ .‬وعلً الرؼم هى أى عبد الحكَم عاهر لد ُ‬
‫وسورَا واْردى ه اعا‪ ،‬رفضت هصر دخول سورَا واْردى الحرب‪ ،‬رؼم أههَة ذلن فٍ‬
‫الولت الذٌ اندفعت فَه إسرابَل بمواتها الضاربة فٍ سَناء‪ ،‬وربها أتً هذا الرفض بنا اء‬
‫علً نصَحة أهرَكَة خاصة‪.‬‬

‫وتجدر أشارة إلً أى أخذ التوازنات الدولَة بعَى اٖعتبار‪َ ٖ ،‬نفٍ‪ ،‬بل َإكد علً‬
‫نحو ؼَر هباشر أى التنالضات الداخلَة كانت لها اْولوَة اْولً‪ ،‬فها كانت الناصرَة‬
‫لتدخل هعركة تؤهَم المناة التٍ توجت رفضها الدخول فٍ حلؾ ؼربٍ لوٖ ضؽوط الحركة‬
‫الموهَة العربَة‪ .‬وْى الناصرَة ٖ تهثل هذه اْخَرة‪ ،‬فمد لررت خوض الهعركة هع‬
‫الؽرب باٖعتهاد علً التوازنات الدولَة‪ ،‬وبذلن تتحمك هعادلتها الخاصة‪ ،‬فترفع شعار‬
‫الحركة الموهَة بدوى أى ترفع هذه اْخَرة نفسها‪ ،‬بل تحل هحلها‪ ،‬وهٍ لعبة هارستها‬
‫الطبمة الهسَطرة فٍ هصر الحدَثة داب اها‪ .‬وهٍ لم تلجؤ إلً استؽٗل الصراعات الدولَة‬
‫لهجرد أنها هوجودة‪ ،‬فهٍ هوجودة داب اها‪ ،‬ولكى ْى التوازنات الداخلَة لد دفعت فٍ اتجاه‬
‫هعَى‪ ،‬فرضت سَاسة هعَنة‪ ،‬هى ضهى توجهاتها تحمَك اٖستمٗل السَاسٍ للبٗد‪ ،‬فٍ‬
‫الولت الذٌ كانت فَه هذه الطبمة تخشً إشران الشعب فٍ هعركة اٖستمٗل الذٌ أراده‪.‬‬

‫َظل فٍ سَاق حرب ‪ 1956‬للهولفَى اْهرَكٍ‪ ،‬والسوفَتٍ أههَتهها الخاصة‪ ،‬فمد‬


‫تسابمت الدولتاى لوراثة فرنسا وبرَطانَا بطرق هختلفة طبعاا‪ ،‬اْولً بضؽوط أَزنهاور‪،‬‬
‫والثانَة بالتهدَدات التٍ كاى أههها أنذار الشهَر‪ .‬وكاى لتصاعد الحركة الموهَة العربَة‬
‫بشكل دراهٍ أثناء العدواى تؤثَر بالػ علً هولؾ الدولتَى‪.‬‬

‫دورا ها ًّها فٍ إنهاء الحرب‪ ،‬بل وكانت ضد فكرة‬


‫وبالنسبة للوَٖات الهتحدة‪ ،‬فمد لعبت ا‬
‫أصٗ‪ .‬فمد أعلى داٖس وزَر الخارجَة اْهرَكٍ أنه ٖ َنبؽٍ استخدام الموة‬ ‫ا‬ ‫الحرب‬
‫لهساندة جهعَة الهنتفعَى بمناة السوَس‪ ،‬حتً لو رفضت هصر الحل السلهٍ‪ ،‬وأى هههة‬
‫هذه الجهعَة هٍ أشر اؾ علً حرَة الهٗحة هع جهع الدخل الهتؤتٍ هى المناة وتسلَهه‬
‫إلً الحكوهة الهصرَة (ولَس للشركة الهإههة)‪ .‬وهذا َتضهى بالطبع الهوافمة علً هبدأ‬
‫التؤهَم‪ .‬كها لاهت الوَٖات الهتحدة بتعطَل عرض المضَة علً اْهم الهتحدة هى جانب‬
‫برَطانَا وفرنسا‪ ،‬ثم لام داٖس بدور هام فٍ حهل الجهعَة العاهة لٓهم الهتحدة علً‬

‫(‪ )209‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪ ،1957-1950‬ص ص ‪.295-293‬‬


‫‪149‬‬
‫إدانة برَطانَا وفرنسا‪ .‬ولد كاى َْزنهاور فَها بعد الدور الوحَد تمرَباا فٍ حهل إسرابَل‬
‫علً اٖنسحاب هى سَناء‪ ،‬هستخد اها فٍ ذلن هختلؾ ألواى الوعَد والتخوَؾ‪ .‬فالحرب‬
‫ا‬
‫عاهٗ داف اعا لنهو الحركة الموهَة فٍ الهنطمة‪ ،‬كها فتحت أهام اٖتحاد‬ ‫كانت هى جهة‪،‬‬
‫السوفَتٍ فرصة تثبَت ألداهه فٍ الشرق اْوسط‪ .‬وهى جهة ثانَة حرهت الوَٖات‬
‫الهتحدة هى اتخاذ إجراء فع ال فٍ هوضوع ثورة الهجر التٍ اندلعت أثناء العدواى اْنجلو‬
‫فرنسٍ وسحمتها الموات السوفَتَة‪ ،‬ذلن أى أحداث حرب السوَس ؼطت علً أحداث‬
‫الهجر وجعلت هولؾ الؽرب أضعؾ هى أى َهكنه هى التدخل فٍ شرق أوروبا‪ .‬وهى جهة‬
‫ثالثة كانت الحرب فرصة أهام الوَٖات الهتحدة ٔزالة الوجود اْنجلو ‪ -‬فرنسٍ هى‬
‫هنطمة هاهة فٍ الشرق اْوسط‪.‬‬

‫أها اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬فمد عارض الحرب بالطبع‪ ،‬هحم اما هكسباا سَاسًَّا ها ًّها‪ ،‬وبدا‬
‫للحركة الموهَة العربَة كسند لها‪ .‬ولد كاى إنذاره الشكلٍ‪ْ( ،‬نه صدر بعد تولؾ المتال‬
‫فعلًَّا)‪ ،‬ضربة هعنوَة لوَة لنفوذ الؽرب فٍ الهنطمة‪ ،‬فمد هكنه (ْنه صدر كإنذار هباشر)‬
‫هى لطؾ ثهار الجهود اْهرَكَة لولؾ المتال وإنهاء الحرب‪ .‬فحَث إى الوَٖات الهتحدة‬
‫صا أنها‬
‫كدولة تنتهٍ للؽرب‪ ،‬لد ظهرت بهظهر العدو أهام الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬خصو ا‬
‫لم تإَد الخطة الناصرَة بتؤهَم المناة علً نحو صرَح‪ ،‬بل وجهدت جزبًَّا اْرصدة‬
‫الهصرَة لدَها‪ ،‬وأولفت هعونتها اٖلتصادَة عى هصر أَضاا لبل بدء المتال‪ .‬أها اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ فولؾ هنذ البداَة هع خطوة التؤهَم وكاى حاس اها فٍ تؤََده للناصرَة طوال‬
‫الفترة التالَة للتؤهَم وحتً اندٖع المتال‪ ،‬ولَس هى الهإكد أى اٖتحاد السوفَتٍ كاى‬
‫َنوٌ تنفَذ تهدَده‪ ،‬ولكى الهخابرات اْهرَكَة كانت تهَل إلً اٖعتماد بإهكانَة تدخل‬
‫سوفَتٍ فعلٍ فٍ المتال(‪.)210‬‬

‫نتابج الصدام هع الؽرب‪:‬‬


‫انتهت حرب ‪ 1956‬بإلؽاء هعاهدة ‪ 1954‬وانسحاب الموات الهعتدَة هى لناة‬
‫السوَس‪ ،‬وبجهود أهرَكَة فابمة انسحبت إسرابَل هى سَناء همابل ضهاى أهرَكٍ بتعهد‬
‫هصر بهنحها حك الهرور فٍ خلَج العمبة وهضَك تَراى‪ ،‬هها أنعش هَناء اَٗت وساهم‬
‫فٍ تؽلؽل إسرابَل فٍ أفرَمَا‪ ،‬بأضافة إلً هوافمة هصر علً وضع لوات الطوارئ‬
‫الدولَة علً الحدود الدولَة الشرلَة لهصر وفٍ لطاع ؼزة وشرم الشَخ‪ ،‬والتٍ وضعت‬
‫بؽرض حهاَة إسرابَل هى ؼارات الفدابََى‪ .‬وبهذه الخطوة تحمك لهصر استمٗلها‬
‫السَاسٍ الهباشر‪ ،‬بدرجة ؼَر كاهلة‪ ،‬وتلً انسحاب الهعتدَى‪ ،‬تؤهَم الشركات أنجلَزَة‬
‫والفرنسَة فٍ هصر‪ ،‬ثم البلجَكَة أَضاا وؼَرها علً أثر ضؽوط البنون اْجنبَة علً‬
‫أثناء فترة الحرب‪.‬‬

‫(‪ )210‬هذكرات جولدا هابَر‪ ،‬وهذكرات داَاى‪ .‬كذلن أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الهرجع السابك‪ .‬وهَكل‪ :‬لصة السوَس‪.‬‬
‫بأضافة إلً هذكرات أنطونٍ إَدى‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫كثَرا بفتح هضَك تَراى الذٌ كاى لد أؼلك فٍ وجهها‬ ‫ا‬ ‫أها إسرابَل‪ ،‬فمد تدعم هولفها‬
‫عام ‪ ،1949‬وبحهاَتها بواسطة لوات الطوارئ الدولَة هى نشاط الفدابََى‪ .‬وكاى‬
‫هكسبها الثالث هكس ابا دعابًَّا عندها لاهت الحكوهة الناصرَة بطرد الجالَة الَهودَة هى‬
‫هصر (‪ 25‬ألفاا) حَث توجه هعظم أفرادها إلً فرنسا وتوجه البعض إلً إسرابَل‪ .‬فمد‬
‫وجدت الناصرَة أنه هى الهفَد دعابًَّا أهام الحركة الموهَة أى تموم بهذه العهلَة‪ ،‬فسلكت‬
‫سلوكاا لصَر النظر همابل تحمَك هكاسب هزَلة علً الهستوي الهحلٍ إذا ها لورنت بها‬
‫حممته إسرابَل هى هذه الخطوة علً الهستوي العالهٍ‪ ،‬والهحلٍ أَضاا بالطبع‪ .‬ولم َكى‬
‫هذا التصرؾ َحهل أٌ هعنً التصادٌ أو هعنً سَاسٍ آخر‪ ،‬فالجالَة الَهودَة فٍ هصر‬
‫كبَرا‬
‫ا‬ ‫لم تكى ؼالبَتها صهَونَة‪ ،‬ولم تحمك الحركة الصهَونَة فٍ اْربعَنَات نجا احا‬
‫وسط صفوفها‪ .‬وحَى هاجرت ألسام هى الَهود إلً أوروبا وإسرابَل‪ ،‬كاى هذا راجعاا إلً‬
‫لصر نظر بعض فصابل الحركة الوطنَة نفسها (حهٗت الكراهَة ضد الَهود هى لبل‬
‫الجهاعات الدَنَة وؼَرها)‪ .‬ولد سارت اْنظهة العربَة كافة علً هذا الهنوال بعد حرب‬
‫‪ 1956‬هى أجل اٖستهٗن الهحلٍ(‪.)211‬‬

‫وحممت إسرابَل هكس ابا ها ًّها آخر‪ ،‬هو إثبات لوتها فٍ الهنطمة والبرهنة علً لدرتها‬
‫علً المَام بدور الشرطٍ فَها لصالح الؽرب‪ .‬وسوؾ َصبح هذا اْهر ٖحماا هى اْهور‬
‫الهؤخوذة فٍ اٖعتبار هى لبل الوَٖات الهتحدة‪.‬‬

‫وكاى هى أهم نتابج الحرب خروج الوَٖات الهتحدة رؼم كل جهودها هى العهلَة بدوى‬
‫أٌ رصَد إَجابٍ لدي الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬همابل تحمَك اٖتحاد السوفَتٍ نفوذاا‬
‫هعنوًَّا ها ًّها لدي هذه الحركة بأضافة إلً نفوذه لدي اْنظهة فٍ كل هى هصر وسورَا‬
‫والَهى‪ ،‬دول الوحدة الهمبلة‪.‬‬

‫صا‪ .‬فمد هُزهت برَطانَا وفرنسا سَاسًَّا‪،‬‬


‫انتهت الحرب بتحمَك اٖستمٗل السَاسٍ نال ا‬
‫ولكى انتصرت إسرابَل‪ ،‬وهذا أهر أؼفلته الدعاَة الناصرَة‪ .‬وهع ذلن لم َكى إلحاق‬
‫صا‪ ،‬بل تم كنتَجة لتوازنات هحلَة ودولَة‬ ‫ا‬
‫إنجازا ناصرًَّا خال ا‬ ‫الهزَهة ببرَطانَا وفرنسا‬
‫هعَنة أحاطت بعدواى ‪ .1956‬وهٍ التوازنات التٍ لعبت فَها الحركة الموهَة العربَة‬
‫كبَرا‪ .‬فمد اضطرت الحكوهات العربَة‪ ،‬حتً العهَلة هنها‪ ،‬هثل حكوهتٍ نورٌ‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬
‫السعَد والهلن سعود‪ ،‬إلً الولوؾ هع هصر أثناء العدواى‪ ،‬فلبست هذه الحكوهات لباس‬
‫الموهَة العربَة‪ ،‬وكاى الدور اْهم للحركة الموهَة لد تجسد فٍ حفز استمطاب حاد فٍ‬
‫الهنطمة بَى الشعوب والدول العربَة ضد إسرابَل‪ ،‬وكاى هذا اٖستمطاب هو الذٌ حدد‬
‫فٍ النهاَة طرَمة ههارسة الدولتَى الكبَرتَى إزاء الهنطمة‪ .‬باختصار كاى تحمَك‬

‫(‪ )211‬لال ألفرَد لَلَنتال‪ ” :‬ولد كاى انتصار بى جورَوى فٍ الدعاَة أكثر بكثَر هى أٌ انتصار عسكرٌ لام به فٍ‬
‫سهول سَناء‪ ،‬عندها صفَت الجالَة الَهودَة فٍ هصر ؼداة الؽزو أسرابَلٍ“‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .7‬وجدَر‬
‫بالهٗحظة أى النظام العرالٍ اكتشؾ بعد هدة طوَلة أى لرار طرد الَهود كاى خاطب اا هى الناحَة السَاسَة‪ ،‬فؤعلى عى‬
‫حك العودة للَهود العرال ََى إلً العراق‪ .‬وطرحت نفس الفكرة بشكل عابر علً الصعَد العربٍ الرسهٍ إباى‬
‫كثَرا هى الَهود الهصرََى أبدوا أثناء ترحَلهم هظاهر اٖحتجاج والحزى لطردهم‬
‫ا‬ ‫السبعَنَات‪ .‬وهى الهفَد أى نتذكر أى‬
‫هها اعتبره وطنهم‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫اٖستمٗل السَاسٍ هرهو انا بموة الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬وفٍ الفترة التٍ كانت فَها‬
‫الناصرَة تحاول أى تتخلص هى ضؽوط خصوهها الهحلََى بها فَهم الحركة الوطنَة فٍ‬
‫هصر‪ ،‬فإنها لدهت تنازٖت هاهة للؽرب فٍ هعاهدة ‪ ،1954‬وبذلن شهد اٖستمٗل‬
‫السَاسٍ ؼَر الهكتهل الذٌ أنجزته الجهاهَر الثابرة فٍ ‪ 1952-1945‬تراجعاا‪ .‬إٖ أنه‬
‫أهام إصرار الؽرب علً سَاسة العصا الؽلَظة فٍ ؼَر الولت الهٗبم استطاعت الناصرَة‬
‫أى تستعَد هعظم ها لدهته‪ ،‬بجرأتها وببراعتها فٍ استخدام التنالضات الدولَة ولراءتها‬
‫الدلَمة للخرَطة السَاسَة العالهَة وأللَهَة والهحلَة‪ ،‬لكى بالطبع ٖ َهكى إؼفال‬
‫تنازٖتها ٔسرابَل‪.‬‬

‫هى أهم النتابج اْساسَة لحرب ‪ ،1956‬وللصدام هع الؽرب بوجه عام‪ ،‬شهدنا نهو‬
‫الحركة الموهَة العربَة بشكل لم َسبك له هثَل فٍ التارَخ العربٍ الحدَث‪ .‬ورؼم أنها لد‬
‫بدأت تري فٍ الناصرَة لابدها ‪ -‬وهذه نتَجة أخري لهعارن ‪ - 1956/1955‬إٖ أنها‬
‫بهذه الرإَة أصبحت تشكل لوة ضاؼطة علَها‪ ،‬فبتمدَم شعاراتها وعرض أفكارها علً‬
‫الساحة العربَة كانت تهدد ضهنًَّا بتحمَك ثورتها الخاصة‪ .‬ولهذا السبب أصبحت‬
‫الناصرَة هدفوعة إلً العهل بشكل هحهوم علً الساحة العربَة ككل‪ ،‬كها سنري فٍ‬
‫الجزء التالٍ‪.‬‬

‫الفصل الثانٍ‪ :‬السَاسة الخارجَة‪:‬‬


‫صا‪ ،‬ولكى‬‫إلً حد انتهاء النفوذ اْجنبٍ الهباشر‪َ ،‬بدو اٖستمٗل السَاسٍ نمًَّا خال ا‬
‫دوٖ أخري تكوى هضطرة إلً‬ ‫جاهداا ساكناا‪ .‬إٖ أى الدولة‪ ،‬لسبب بسَط‪ ،‬هو أى هنان ا‬
‫ههارسة استمٗلها‪ ،‬أٌ إلً التعاهل بإرادتها هع اِخر‪ .‬وفٍ عصرنا هذا لم تعد هنان دولة‬
‫ٖ تتعاهل هع العالم الخارجٍ‪ ،‬فوجودها نفسه لم َعد إٖ وجوداا علً الساحة الدولَة‪،‬‬
‫وبذلن ٖ َعتبر استمٗلها هجرداا وإنها َتشكل فٍ شبكة عٗلاتها الخارجَة‪ .‬وبمدر ها‬
‫هجاٖ لتحمك اٖستمٗل بمدر ها تكوى نفَاا له‪ ،‬فالدولة فٍ‬ ‫ا‬ ‫تكوى السَاسة الخارجَة‬
‫عٗلاتها هع العالم تواجه بإرادات الدول اْخري‪ ،‬الهختلفة بالطبع هع إرادتها هٍ‪ .‬فحَى‬
‫ننظر إلً فكرة اٖستمٗل السَاسٍ تبدو لنا للوهلة اْولً وكؤنها فكرة التخلص الكاهل هى‬
‫فورا حمَمة هضادة‪،‬‬ ‫النفوذ اْجنبٍ‪ ،‬ولكى بهجرد أى نتوصل إلً هذه النتَجة تبرز أهاهنا ا‬
‫فالدولة الهستملة هٍ عضو فٍ الهجتهع الدولٍ‪ ،‬ولذلن تضطر إلً التعاهل هع هذا‬
‫الهجتهع وفماا لتوازنات تتحدد خارجها وتتفاعل هع إرادتها‪ ،‬أٌ أنها كها تبدو اِى تمع‬
‫تحت طابلة النفوذ اْجنبٍ الذٌ ٖ تتحمك إرادتها إٖ فٍ ظله وبالتفاعل هعه‪ .‬إٖ أى اْهر‬
‫َتبدي اِى فٍ صورة نفوذ أجنبٍ ؼَر هباشر‪ .‬ولد رأَنا هصر الناصرَة تتهتع باٖستمٗل‬
‫صا‪ ،‬فظل للموي اْجنبَة نفوذ هباشر‬ ‫ا‬
‫استمٖٗ نال ا‬ ‫الهباشر عمب حرب ‪ ،1956‬إٖ أنه كاى‬
‫تهثل فٍ شروط اٖنسحاب أسرابَلٍ هى سَناء عام ‪ .1957‬وسوؾ َتبَى لنا لدي‬
‫تـناول السَاسة الخارجَة كَؾ حممت الناصرَة عهلًَّا ذلن اٖستمٗل الهنموص‪ .‬فمد بدا‬
‫لنا فَها سبك أى هصر الناصرَة لد باتت بعد الحرب حرة أرادة‪ ،‬ولكٍ نكشؾ إلً أٌ‬
‫حد كاى هذا اْهر حمَمًَّا سنموم بتحلَل أرادة الناصرَة فٍ سَاستها الدولَة‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫وهى الحمابك الثابتة تارَخًَّا أى الدولة فٍ سَاستها الخارجَة تنطلك هى هصالحها‬
‫الكلَة (الهباشرة وؼَر الهباشرة) لنظاهها السَاسٍ ‪ -‬اٖجتهاعٍ ٖ هى هبادئ هجردة‪.‬‬
‫ولكنها تعتهد اْخَرة بمدر ها تكوى صالحة فٍ اللحظة الهعنَة للتعبَر عى تلن الهصالح‪،‬‬
‫هع ضرورة أى تإخذ فٍ اٖعتبار ضؽوط الموي اٖجتهاعَة الهتنالضة والدول اْخري‬
‫أَضاا‪ .‬وها نمصده هنا بالهبادئ الهجردة هو بنَة اْفكار التٍ تتبناها الدولة بشكل فعلٍ‪،‬‬
‫بؽض النظر عى الشعارات الدَهاجوجَة هثل حموق أنساى ونزع السٗح‪ ...‬إلخ‪ .‬وسوؾ‬
‫نتبنً هذه الفكرة خٗل تحلَلنا المادم للسَاسة الناصرَة‪ .‬ونحى ننبذ هنذ البداَة‪ ،‬دوى أى‬
‫نري حاجة للتحلَل والتفنَد‪ ،‬تلن الطرَمة فٍ التفكَر التٍ تتصور أى سَاسة الدولة تعبر‬
‫عى شخصَة حاكهها أو تصوراته الهجردة أو عى أهداؾ عاهة هجردة تحهلها هذه الدولة‬
‫هنفصلة كلًَّا عى هصالح الموي اٖجتهاعَة التٍ تعبر عنها‪ .‬وهثلها َحدث داب اها‪ ،‬فمد‬
‫عبر ت السَاسة الخارجَة الناصرَة عى العٗلة بَى الهصالح الكلَة للنظام اٖجتهاعٍ‬
‫المابم وتصور الناصرَة عى الهصالح التٍ تهثلها‪ ،‬وكاى هذاى الطرفاى فٍ حالتنا هذه‬
‫هتهاَزَى بوضوح‪ْ ،‬ى السلطة‪ ،‬أٌ الناصرَة‪ ،‬كانت هتهَزة بوضوح عى الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬فكانت اْولً ٖ تستند هباشرة إلً تؤََد الثانَة‪ ،‬بل ظهرت فٍ ظرؾ توازى‬
‫سَاسٍ بَى هختلؾ الموي الهتصارعة عام ‪ .1952‬ولذلن فمد كانت فٍ سَاستها‬
‫الخارجَة هضطرة إلً أعٗى عى نفسها بوصفها هعبرة عى حالة توازى داخلٍ‪ .‬فكاى‬
‫علَها أى تجتهد للدفاع عى هصالح النظام المابم‪ ،‬وفٍ نفس الولت كانت هضطرة إلً‬
‫تبنٍ شعارات ترضٍ طهوحات الطبمات اْدنً‪ ،‬وباْخص أنتلَجَنسَا‪ ،‬خاصة أى هذه‬
‫اْخَرة كاى لها حلفاء هوضوعَوى ألوَاء فٍ البٗد العربَة والعالم كله‪ .‬ولد هنحت حالة‬
‫اٖستمطاب الدولٍ حكوهة َولَو فرصة كبَرة لههارسة سَاسة بونابرتَة‪ ،‬بالهعنً‬
‫الهجازٌ للكلهة‪ ،‬فٍ الخارج‪ ،‬أٌ سَاسة تعتهد علً استؽٗل التنالضات الدولَة‪ .‬وهى‬
‫عادة اْنظهة الهعتهدة علً توازنات داخلَة هعمدة هى هذا النوع‪ ،‬أو تلن التٍ تشعر‬
‫بضعؾ داخلٍ أى تلجؤ إلً هحاولة تحمَك انتصارات خارجَة حمَمَة أو وههَة‪ ،‬ولد‬
‫َعرضها هذا إلً انتكاسات خطَرة‪ .‬وهى الواضح أى الناصرَة كانت ضهى ذلن النوع هى‬
‫النظم‪.‬‬

‫وإذا كاى الهدؾ اْسهً للناصرَة هو استهرار وتدعَم وجودها كسلطة‪ ،‬فمد كاى هذا‬
‫الهدؾ َستلزم‪ ،‬كها رأَنا هى لبل‪ ،‬اٖلتزام بالنظام اٖجتهاعٍ المابم‪ ،‬دوى إههال إظهار‬
‫اٖنحَاز إلً الطبمات اْدنً‪ .‬وفٍ الخارج فكاى هذا الهنطك َعكس نفسه‪ ،‬فالتنالضات‬
‫الداخلَة‪ ،‬عٗوة علً تؤثرها الكبَر بالتنالضات الدولَة‪ ،‬لد وجدت فٍ الخارج صورتها‬
‫ؼَر الهباشرة‪ ،‬فلكل نمَض حلفاإه وخصوهه فٍ الخارج‪ .‬ولصَاؼة سَاسة خارجَة لابلة‬
‫للتحمَك كاى هى الضرورٌ وضع هذه التنالضات فٍ اٖعتبار‪ ،‬فكاى العهل علً الحفاظ‬
‫أهرا ضرورًَّا ٖستهرار بماء الوضع الداخلٍ علً ها هو‬
‫علً التوازى الخارجٍ المابم َعد ا‬
‫علَه‪.‬‬

‫‪ - 1‬الناصرَة فٍ العالم العربٍ‪:‬‬

‫‪153‬‬
‫سبك لنا أى حللنا الناصرَة فَها َتعلك بالموهَة العربَة ولد توصلنا إلً أى هنطمها فٍ‬
‫هذا الصدد لد تلخص فٍ ضرورة التعاوى هع اْنظهة المابهة‪ ،‬علً أساس أنها لادرة‬
‫علً لطع خطوات علً طرَك الوحدة العربَة‪ .‬أها التحمَك النهابٍ للوحدة فَعتهد علً‬
‫إلناع لوي الشعب العاهلة فٍ البلداى العربَة دوى اللجوء إلً العنؾ‪.‬‬

‫وَعبر هذا الهنطك عى حالة الناصرَة فٍ لهة صعودها الذٌ تحمك عند أكثر اللحظات‬
‫هواتاة ٖستؽٗل التنالضات الداخلَة والخارجَة‪ .‬ورؼم أى هذه الفكرة لد تبلورت بعد‬
‫عشر سنوات هى انمٗب ‪ ،1952‬إٖ أى هنطمها كاى َتحمك هنذ البداَة‪ .‬فالحل الوسط كاى‬
‫داب اها هنحً ثابتاا للناصرَة‪ ،‬فكانت تسعً باستهرار إلً تحمَك حالة توازى دابهة بَى‬
‫الَهَى والَسار‪ .‬وفٍ السَاسة الخارجَة استهر الهنطك نفسه فٍ العهل‪ .‬وفٍ الهنطمة‬
‫العربَة لم تحدد الناصرَة بشكل حاسم ها إذا كانت هع الوحدة العربَة أم ضدها‪ ،‬هع‬
‫الَسار أم الَهَى‪ ،‬هع الحكوهات أم الشعوب‪ .‬وحتً فٍ ألهع اللحظات والتٍ استهرت‬
‫بضعة أشهر حَى رفعت شعار‪ :‬وحدة الموي التمدهَة‪ ،‬إنها كانت تدفع الَسار ضد الَهَى‬
‫الموٌ الزاحؾ فٍ الهنطمة لتحمَك نفس الحل الوسط‪ ،‬بدلَل أى الهجوم الفعلٍ علً‬
‫الَسار ؼَر الرسهٍ لم َتولؾ فٍ الداخل أو الخارج‪ ،‬بل وظل التنسَك الفعلٍ َتم هع‬
‫الموي الوسطَة فٍ الهنطمة‪ .‬وَتضهى الحل الناصرٌ كها هو واضح اَجاد صَؽة وسط‬
‫لحل الهسؤلة الوطنَة‪ .‬فالَسار بوجه عام كاى هعادَاا بشدة للؽرب‪ ،‬أها الَهَى فكاى َهَل‬
‫إلً التهسن بصَػ التبعَة الهختلفة‪ ،‬أها الصَؽة الوسطَة فتتهثل فٍ إبعاد الوجود‬
‫ا‬
‫كاهٗ للَسار وٖ‬ ‫انتصارا‬
‫ا‬ ‫اٖستعهارٌ الهباشر هى الهنطمة‪ ،‬تلن الصَؽة التٍ ٖ تعنٍ‬
‫هزَهة كاهلة للَهَى‪ ،‬وتكوى بالتالٍ الصَؽة اْكثر هواتاة ٖنتعاش الموي التٍ كانت‬
‫هتٗبهة هعها‪ ،‬أٌ الناصرَة وهثَٗتها فٍ الهنطمة‪.‬‬

‫وفٍ ظروؾ تفجر الحركة الموهَة العربَة واهتدادها الموٌ إلً هصر‪ ،‬فتكوى الصَؽة‬
‫الوسط الدابهة هٍ تلن التٍ طرحها الهَثاق وحللناها هى لبل‪ ،‬أها الحركة الموهَة فكاى‬
‫خطَرا َنبؽٍ استَعابه أو المضاء علَه كبدَل عى اٖندهاج فَه‬
‫ا‬ ‫سا‬
‫ٖبد هى اعتبارها هناف ا‬
‫أو التبعَة له‪.‬‬

‫وكها حددنا هى لبل ٖ تسلن الدول وفماا لمناعات أَدَولوجَة بحتة أو ٖعتبارات هثالَة‬
‫أو شرَرة‪ ،‬بل وفماا لهصالحها الذاتَة‪ ،‬وإذا استوعبنا جَداا هذه الحمابك نستطَع أى نفهم‬
‫كثَرا ها لد َبدو هى ؼرابب السَاسة الدولَة‪.‬‬
‫ا‬

‫تجربة الوحدة هع سورَا‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫مل ‪ٜ‬هٔ ٖٓاى خطس عاجٌ َٔ ق‪ٝ‬اّ اْكالب‬
‫ش‪ٛٝ‬ع‪ٚ ،ٞ‬يهٔ نإ َٔ احملتٌُ إٔ ‪ٜ‬ػتِٓ‬
‫االْتٗاش‪ ٕٜٛ‬ايفسص‪ٚ ١‬إٔ ‪ٜ‬هطب‪ٛ‬ا عٔ طس‪ٜ‬ل‬
‫اضتػالهلِ تأ‪ٜٝ‬د ايش‪ٛٝ‬ع‪ٝ‬ني ‪ٚ‬ايطُع‪ ١‬اييت‬
‫‪ٜ‬تُتع بٗا االحتاد ايط‪ٛ‬ف‪ٝ‬يت‪ٚ ،‬نٓا خنش‪ ٢‬خش‪١ٝ‬‬
‫أن‪ٝ‬د‪َ ٠‬ا قد ‪ٜ‬طفس عٔ ٖرا اال‪٥‬تالف َٔ ْتا‪٥‬ج يف‬
‫االْتدابات ايٓ‪ٝ‬اب‪ ١ٝ‬اييت نإ َٔ املكسز إجساؤٖا يف‬
‫ٖر‪ ٙ‬ايطٓ‪َٚ ،١‬ا قد تؤد‪ ٟ‬إي‪ٖ ٘ٝ‬ر‪ ٙ‬ايٓتا‪٥‬ج َٔ‬
‫تط‪ٛ‬ز يف اْتدابات ز‪٥‬اض‪ ١‬ادتُٗ‪ٛ‬ز‪ٚ ،١ٜ‬نإ يصاًَا‬
‫عً‪ٓٝ‬ا إٔ خنتاز ٖر‪ ٙ‬ايًخظ‪ ١‬يتخك‪ٝ‬ل اي‪ٛ‬حد‪٠‬‬

‫صٗح البَطار‬

‫هها له دٖلته أنه بعد الحرب العالهَة الثانَة أخذت الدولة الهصرَة‪ ،‬وخاصة هإسسة‬
‫(‪)212‬‬
‫السراٌ‪ ،‬تتبنً هشروع الموهَة العربَة‪ ،‬فتزعم الهلن فاروق بتشجَع برَطانَا‬
‫الدعوة ٔلاهة جاهعة الدول العربَة‪ ،‬بل تهور فؤعلى الحرب علً إسرابَل رؼم أنؾ‬
‫كٗ هى هلن اْردى وهلن السعودَة‬ ‫ربَس وزرابه عام ‪ .1948‬وهها َكهل الصورة أى ًّ‬
‫فٍ ذلن الولت كاى َبدي تعاطفه هع شعارات الموهَة العربَة‪ .‬والدٖلة اْساسَة لهذه‬
‫الظاهرة هٍ أى الحركة الموهَة كانت هتصاعدة بالفعل‪ ،‬ههثلة فٍ أنتلَجَنسَا العربَة‬
‫التٍ كانت ولتبذ تشكل الكتلة اْكثر فعالَة سَاس ًَّا فٍ الهنطمة‪ .‬ودر اءا لخطر هذه الحركة‬
‫بدٖ هى أى تصطدم بها‪ ،‬فاْفضل لها أى تحهل هٍ‬ ‫رأت تلن الحكوهات أى تحتوَها ا‬
‫بدٖ هى أى تعترؾ عٗنَة بؤى الهثمفَى الثورََى هم زعهاء الحركة‬ ‫الشعارات الموهَة ا‬
‫الحمَمََى‪ ،‬خاصة أى اْحزاب الموهَة الكبري كانت هعادَة للشَوعَة بشدة‪ ،‬خاصة‬
‫البعث‪ ،‬أٌ َهكى التعاهل هعها(‪ .)213‬وأكثر هى ذلن أى هذه الحكوهات كانت علً استعداد‬

‫(‪ )212‬أعلى إَدى أنه َإَد أٌ حركة بَى العرب تعزز وحدتهم بشرط أى َنال أٌ هشروع استحساناا عا ًّها (نبَه بَوهٍ‬
‫عبد هللا‪ ،‬تطور فكرة الموهَة العربَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.)185‬‬
‫(‪ )213‬هها َدل علً وعٍ هإسسات الؽرب بخطورة الحركة الموهَة‪ ،‬وعلً تفكَرها فٍ احتوابها عى طرَك الحكوهات‬
‫العهَلة نفسها ها لرره ”هجلس الحرب بالشرق اْوسط“ فٍ لندى فٍ ‪ 13-10‬هاَو ‪ ،1945‬إذ لرر أى السَاسة‬
‫البرَطانَة فٍ الشرق اْوسط بعد الحرب َجب أى تدور حول أربعة هحاور‪ ،‬هنها‪:‬‬
‫”إلاهة شكل هى أشكال اٖتحاد العربٍ‪ ،‬علً أى َكوى اتحاداا واه انا هفكن العري ٖهتصاص التَار الموهٍ السابد فٍ‬
‫الهنطمة الذٌ َشكل خط ارا علً الهصالح البرَطانَة‪ .‬وَتولً هذا اٖتحاد التنسَك السَاسٍ بَى حكوهات الهنطمة فٍ‬
‫فترة ها بعد الحرب“‪.‬‬
‫رإوؾ عباس حاهد‪ ،‬أهر َكا والشرق العربٍ فٍ الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬فٍ‪ :‬السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬سلسلة كتاب‬
‫الهستمبل العربٍ (‪ ،)2‬ص ‪ ،40‬ا‬
‫نمٗ عى‪:‬‬
‫‪155‬‬
‫ْى تتنافس فَها بَنها علً الحركة الموهَة(‪ ،)214‬خاصة أى هذه اْخَرة لم تكى تضع فٍ‬
‫اعتبارها تحرَر البٗد العربَة هى اٖستعهار فحسب بل وتحرَرها أَضاا هى الحكوهات‬
‫المطرَة‪.‬‬

‫كثَرا هى الظواهر التٍ بدت فٍ الهنطمة إٖ إذا فههنا‬


‫والحمَمة أننا ٖ نستطَع أى نفسر ا‬
‫جَداا الكَفَة التٍ تفكر بها حكوهاتها وهنطلماتها الحمَمَة فٍ الحركة‪ ،‬فلَس هى السهل‬
‫أى نمسم العالم إلً لسهَى‪ :‬هع الموهَة العربَة‪ ،‬ضد الموهَة العربَة‪ ،‬ثم نعتبر الطرؾ‬
‫كثَرا هى اْهور َصبح ؼرَباا إذا تهسكنا بهذا التمسَم‬‫ا‬ ‫اْول ثورًَّا والثانٍ رجعًَّا‪ .‬إى‬
‫الهبسط‪ ،‬فعلً سبَل الهثال وجدنا الهلن حسَى أثناء حرب ‪َ 1956‬على فٍ إذاعة عهاى‪:‬‬
‫هنا الماهرة‪ ،‬بل وَضع لواته تحت تصرؾ الحكوهة الهصرَة‪ ،‬بل وجدنا نورٌ السعَد فٍ‬
‫العراق َهاجم العدواى بشدة‪ ،‬كها رأَنا حلفاا لوًَّا َتكوى بَى هصر الناصرَة الهعادَة‬
‫للتبعَة الهباشرة والعربَة السعودَة التٍ كانت هجرد أحد أدوات شركة أراهكو البترولَة‪،‬‬
‫واْؼرب أى أهام البدر راح َدعم الجبهة الموهَة فٍ جنوب الَهى وَكتب المصابد فٍ‬
‫هجاء اٖستعهار‪ .‬وسوؾ َكوى هى الؽرَب أى نعرؾ هولؾ كل هى فرنسا واٖتحاد‬
‫ا‬
‫عهٗ ثورًَّا‪.‬‬ ‫السوفَتٍ هى الوحدة الهصرَة السورَة التٍ اعتبرها الناصرَوى وحلفاإهم‬
‫وهثلها كانت أهم حمابك الفترة التالَة للحرب العالهَة الثانَة فٍ هصر‪ ،‬هٍ بروز الطبمات‬
‫اْدنً وأنتلَجَنسَا كموي هستملة وهإثرة‪ ،‬كانت أهم حمابك نفس الفترة علً الصعَد‬
‫العربٍ بروز الحركة الموهَة العربَة كموة بارزة لدَها أسلحتها التنظَهَة البالؽة الموة‪،‬‬
‫ههثلة خاصة فٍ حزب البعث العربٍ اٖشتراكٍ‪ .‬كها شهدت أوابل الخهسَنات هزَداا هى‬
‫الصعود الموهٍ فٍ الهنطمة‪ ،‬الكفاح الوطنٍ الهسلح فٍ الهؽرب العربٍ‪ ،‬والهد الموهٍ‬
‫فٍ هصر والسوداى والشام‪ ،‬والحركة الموهَة فٍ الجزَرة العربَة وجنوب الَهى‪ .‬وهى‬
‫صا فٍ‬ ‫اْهور الهلفتة للنظر أى الحركة الشَوعَة هٍ اْخري كانت تنهو بسرعة‪ ،‬خصو ا‬
‫الهشرق العربٍ‪ ،‬حَث أصبح الحزب الشَوعٍ العرالٍ هو أكبر أحزاب العراق وأصبح‬
‫الحزب الشَوعٍ السورٌ هى أكبر اْحزاب فٍ سورَا وأكبر حزب شَوعٍ فٍ الشرق‬
‫اْوسط(‪.)215‬‬

‫ولد وجدت الناصرَة نفسها فٍ هواجهة لَس هطالب الحركة الوطنَة فٍ هصر‬
‫فحسب‪ ،‬بل وأَضاا ضؽط الموهَة العربَة فٍ الهشرق العربٍ‪ .‬واْهر ٖ َتولؾ عند‬
‫الهطالب الشفهَة‪ ،‬بل كاى َحهل فٍ طَاته إهكانَة لَام حكوهات عربَة لوهَة علً ؼرار‬
‫حكوهة سورَا عام ‪ ،1920‬أو حكوهة البعث الرادَكالَة عام ‪ ،1966‬واهتداد التطلعات‬

‫‪Great Britain, Foreign Office, F.O. 371/39984. Warren to Young. 4/1/1944‬‬


‫(‪ )214‬هى الشعارات الشهَرة التٍ تبنتها الحكوهات العربَة فٍ الهشرق العربٍ كاى شعارا‪” :‬سورَا الكبري“‪ ،‬و”الهٗل‬
‫الخصَب“‪.‬‬
‫(‪ )215‬ارجع إلً‪ :‬إرسكَى تشاَلدرز‪ ،‬الطرَك إلً السوَس‪ ،‬الفصل ‪ - 14‬والتر ٖكور‪ ،‬اٖتحاد السوفَتٍ والشرق‬
‫اْوسط‪ ،‬ص ‪ ،226‬ص ‪.323‬‬
‫‪W. Laqueur, Communism and Nationalism in the Middle East, p. 166‬‬
‫‪156‬‬
‫الوحدوَة إلً هصر‪ ،‬بل واستثهار حكوهات عربَة أخري للشعارات الموهَة‪ .‬واْهر‬
‫اْدهً أى رجال اْعهال فٍ سورَا بدأوا أَضاا هنذ نهاَة حرب ‪َ 1956‬ضؽطوى علً‬
‫هصر الناصرَة لتتبنً هشروع الوحدة هع سورَا لتخلَصهم هى ضؽوط الموهََى‬
‫والشَوعََى‪ .‬ولم تكى هذه الضؽوط هها َهكى إؼفاله إطٗلاا‪ ،‬فالحركة الموهَة العربَة‬
‫كانت تتطلع إلً دور هصرٌ خاص ولَادٌ‪ ،‬وهى اْهور الهلفتة للنظر أى الجهاهَر‬
‫العربَة خارج هصر كانت أكثر تعاطفاا هع الحركة الوطنَة الهصرَة هها كانت اْخَرة‬
‫هتعاطفة هع الحركة الوطنَة فٍ البلداى العربَة اْخري‪ .‬وللولوؾ علً هدي لوة تطلع‬
‫الحركة الموهَة إلً هصر نذكر أنه فٍ ‪ 1952-1951‬سارت الهظاهرات فٍ الهشرق‬
‫العربٍ تؤََداا ٔلؽاء هعاهدة ‪ 1936‬ولاهت حركة تشكَل كتابب هى الهتطوعَى للهشاركة‬
‫فٍ حركة الكفاح الهسلح فٍ لناة السوَس‪ ...‬إلخ(‪.)216‬‬

‫صا هع النصر‬ ‫وكانت هذه الهشكٗت التٍ واجهت الناصرَة تنهو بسرعة‪ ،‬وخصو ا‬
‫السَاسٍ الجزبٍ فٍ حرب ‪ ،1956‬والذٌ ساههت فٍ تحمَمه الحركة الموهَة العربَة‬
‫التٍ أصبح لها بذلن نصَب هلهوس هى اهتهام الحكوهة الناصرَة‪ ،‬كها تصاعد النفوذ‬
‫السوفَتٍ فٍ الشارع العربٍ‪ .‬وٖ َهكى أَضاا إههال ضؽوط الوَٖات الهتحدة علً‬
‫الحكوهات العربَة ٔلاهة حلؾ دفاعٍ ٖ َهكى أى تمبله الحركة الموهَة العربَة الموَة‪.‬‬
‫وهى الههكى اِى أى نوجز الضؽوط الوالعة علً الحكوهات العربَة فٍ الهشرق فَها‬
‫َلٍ‪:‬‬

‫‪ -‬الضؽوط الداخلَة هى أجل إلاهة دولة عربَة هوحدة هستملة‪.‬‬

‫‪ -‬الضؽوط الؽربَة هى أجل تكوَى حلؾ دفاعٍ‪.‬‬

‫‪ -‬بأضافة إلً التنالضات اٖجتهاعَة الحادة التٍ حفزت الحركات الثورَة فٍ هعظم‬
‫تلن البٗد‪.‬‬
‫ولد وجدت الحركة الموهَة العربَة فٍ أول سموط لنظام هلكٍ فٍ الهنطمة ا‬
‫أهٗ‬
‫عرَضاا‪ .‬وهثلها نظر الشعب السودانٍ إلً سعد زؼلول‪ ،‬نظر كثَر هى العرب الهشرلََى‬
‫إلً عبد الناصر بنفس الطرَمة‪ ،‬خاصة بعد تصرَحاته التٍ رفض فَها هشروع الحلؾ‬
‫الدفاعٍ‪.‬‬

‫وعلً سبَل الهثال توجهت الهظاهرات إلً سفارة هصر فٍ العراق فٍ هاَو ‪1953‬‬
‫لتطالب بؤى َنص الدستور الهصرٌ الهرتمب علً عروبة هصر(‪ ،)217‬بَنها طالبت‬
‫الهظاهرات فٍ سورَا بالوحدة الفورَة هع هصر‪ .‬ولد نص دستور ‪ 1956‬الهإلت‪ْ ،‬ول‬

‫(‪ )216‬طارق البشرٌ‪ ،‬الحركة السَاسَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.488‬‬


‫(‪ )217‬ذولاى لرلوط‪ ،‬تطور الفكرة العربَة فٍ هصر (‪.)1936-1805‬‬
‫‪157‬‬
‫هرة فٍ التارَخ علً أى هصر دولة عربَة هستملة(‪ .)218‬وازداد تطلع الجهاهَر العربَة‬
‫نحو هصر الناصرَة بعد عمد صفمة اْسلحة هع اٖتحاد السوفَتٍ‪ .‬وهكذا سارت اْهور‪،‬‬
‫فكلها استجابت الناصرَة للشعارات الموهَة ازدادت تطلعات وضؽوط الموهََى علَها هى‬
‫أجل الهزَد‪ .‬وكاى هولؾ الهنظهات الموهَة والشَوعَة هى هعاهدة ‪ 1954‬نذَر خطر‬
‫لعبد الناصر بمدر ها أظهر هدي عنفواى الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬ولكى سرعاى ها‬
‫تجاوزت اْحداث هعاهدة ‪ 1954‬كها رأَنا‪ .‬ولد ظهر هذا العنفواى فٍ لهته إباى حرب‬
‫‪ .1956‬فمد اضطرت الحكوهات الهحافظة إلً اتخاذ هوالؾ َهكى بالهماََس العاهَة‬
‫الهباشرة أى توصؾ بالثورَة‪ .‬فمطعت حكوهة لبناى عٗلاتها هع برَطانَا‪ ،‬وأرسل نورٌ‬
‫السعَد لواته إلً اْردى بؽرض اٖشتران فٍ الحرب وهحاصرة إسرابَل (علً حد زعهه)‬
‫كها فتحت الحكوهة السعودَة هعسكرات التدرَب للهتطوعَى وأعلنت التعببة العاهة‬
‫ووضعت جَشها تحت تصرؾ هصر‪ ،‬هذا عٗوة علً إرسال الدعم الهادٌ إلَها‪ ،‬ولطع‬
‫إهداد البترول العربٍ عى الهستعهرَى‪ ،‬كها شاركت فٍ الحرب بمواتها الجوَة‪ .‬ولم َبخل‬
‫حاكم عربٍ واحد بحنجرته‪ ،‬فؤطلمت الشعارات الموهَة الهتطرفة واشتعلت العواصم‬
‫العربَة وإذاعاتها بالهجوم الهحهوم علً الهستعهرَى‪ .‬ولكى هذه اْهور َهكى تفسَرها‬
‫علً ضوء الهفاهَم والحمابك التٍ ذكرناها أعٗه‪.‬‬

‫وكانت أول خطوة وحدوَة بَى اْنظهة العربَة بعد الحرب الثانَة هو إلاهة جاهعة‬
‫صا اعتداءات إسرابَل‪ ،‬إلً تكوَى‬‫الدول العربَة‪ .‬ولد أدي تطور اْحداث فَها بعد‪ ،‬خصو ا‬
‫حلؾ ثٗثٍ واتفاق دفاع هشترن بَى هصر وسورَا والسعودَة عام ‪ .1956‬وبعد أى لام‬
‫الهلن حسَى بطرد جلوب باشا هى اْردى‪ ،‬عمد اٖتفاق الرباعٍ عام ‪ 1957‬لتمدَم‬
‫الهساعدة الهالَة لٓردى ردًّا علً لطع برَطانَا لهساعداتها لنظام الهلن حسَى‪.‬‬

‫ولم َكى الخوؾ هى الحركة الثورَة العربَة هو السبب الوحَد الذٌ َفسر لنا هوالؾ‬
‫اْنظهة العربَة هى لضاَا الهنطمة‪ .‬فرؼم أى هذه اْنظهة كانت فٍ الفترة التالَة هباشرة‬
‫للحرب الثانَة تابعة للؽرب علً نحو هباشر‪ ،‬فإنها ‪ -‬رؼم تبعَتها ‪ -‬لم تكى لتهانع فٍ‬
‫الوصول إلً وضع أفضل علً الساحة الدولَة وعلً ساحة الشرق اْوسط بالذات‪ .‬فهى‬
‫اْفضل داب اها للحكوهات أى تحصل علً لدر أكبر هى حرَة الحركة إزاء العالم‪ ،‬خاصةا‬
‫أهرا َدخل فٍ حساب اْنظهة‬ ‫أسَادها‪ .‬وفٍ حالتنا هذا أصبح وجود إسرابَل هنذ ‪ 1948‬ا‬
‫الشرق أوسطَة ككل‪ .‬فإسرابَل تستهدؾ ٖ لهر الشعوب العربَة فحسب‪ ،‬بل واْنظهة‬
‫المابهة أَضاا‪ .‬ولذلن‪ ،‬وبؽض النظر عى ضؽوط الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬رأت اْنظهة‬
‫كبَرا علً هصالحها‪ ،‬بشكل هباشر وبشكل ؼَر‬ ‫ا‬ ‫خطرا‬
‫ا‬ ‫العهَلة فٍ الهنطمة فٍ إسرابَل‬
‫(‪)219‬‬
‫‪ .‬كذلن كانت‬ ‫هباشر‪ ،‬عى طرَك إثارة وجودها فٍ حد ذاته للنزعة الموهَة العربَة‬

‫)‪(218‬‬
‫أنور عبدالهلن‪ :‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪َ )219‬تضح هى خطاب اْهَر عبد أله إلً الربَس اْهرَكٍ روزفلت‪ ،‬أى اْهَر كاى َفهم طابع الحركة الصهَونَة‬
‫بطرَمة هعمولة جدًّا‪ ،‬وأنه كاى َهلن هى الهبررات ها جعله َخاؾ هى لَام إسرابَل‪.‬‬
‫انظر نص الرسالة فٍ‪ :‬صالح صابب الجبورٌ‪ ،‬هحنة فلسطَى وأسرارها السَاسَة والعسكرَة‪ ،‬ص ‪.489‬‬
‫‪158‬‬
‫البلداى الكبَرة فٍ الهنطمة تتنازع السَادة علً الكَانات اْضعؾ‪ ،‬كها كانت تتخوؾ هى‬
‫بعضها البعض‪.‬‬

‫وهها َستكهل خرَطة السَاسة الشرق أوسطَة فٍ الفترة الهذكورة تحدَد طبَعة‬
‫صا أى الفترة كانت تشهد حراكاا سَاس ًَّا واس اعا‪ .‬فهنان‬
‫تطلعات بلداى الهنطمة‪ ،‬خصو ا‬
‫حساسَة تملَدَة بَى تركَا وبلداى الهشرق العربٍ‪ ،‬فحَى تكوى حلؾ هصر ‪ -‬سورَا ‪-‬‬
‫فورا بحشد لواتها علً حدود سورَا‪ ،‬وكذلن استنفر العراق لواته‬‫السعودَة‪ ،‬لاهت تركَا ا‬
‫تخوفاا هى هصر هى جهة وتحسباا لتركَا هى جهة أخري‪ .‬وفٍ نفس الولت كاى حكام‬
‫العراق َتطلعوى إلً ضم سورَا‪ ،‬بَنها كاى هذا اْهر َملك حكام السعودَة‪ .‬ورؼم‬
‫العٗلات الوثَمة هع الوَٖات الهتحدة‪ ،‬اتخذت اْنظهة العربَة هوالؾ ”لوهَة“ ٔرضاء‬
‫الحركة الموهَة هى جهة وٖستخدام ضؽطها لتحجَم النفوذ اٖستعهارٌ علَها هى جهة‬
‫أخري‪ .‬ففٍ ‪ 1957‬عندها عمدت هعاهدة بَى سورَا واٖتحاد السوفَتٍ دبر الربَس‬
‫أَزنهاور هحاولة انمٗب فٍ سورَا وتم حشد اْسطول السادس فٍ نفس الولت‪ ،‬كها‬
‫تدفمت اْسلحة علً لبناى والعراق والسعودَة واْردى وتركَا‪ .‬لكى كاى نتَجة ٖحتشاد‬
‫الموات التركَة أى أعلى كل هى لبناى واْردى إخٗصهها للتضاهى العربٍ‪ ،‬كها أعلى‬
‫نورٌ السعَد تؤََده لحكوهة سورَا ولام بزَارة رسهَة لها‪ .‬وبذلن فشلت الوَٖات‬
‫الهتحدة فٍ إرهاب سورَا‪ .‬وفٍ الجنوب العربٍ كاى أهام َتطلع لضم جنوب الَهى إلً‬
‫ههلكته‪ ،‬ولذلن شجع ثوار الجنوب علً هماوهة اٖستعهار البرَطانٍ وتبنً الشعارات‬
‫أهٗ فٍ طرد أنجلَز هى عدى لضهها إلً ههلكته‪ .‬وهكذا لم تكى‬ ‫الموهَة العربَة‪ ،‬ا‬
‫الشعارات والهوالؾ الجزبَة تعنٍ دو اها شهادة بالثورَة وٖ بالرجعَة‪ ،‬فالظاهرة ٖ تتضح‬
‫علً حمَمتها إٖ عبر تحلَل هحتواها الداخلٍ‪ ،‬ولذلن ٖ َهكننا أى نحكم علً التجربة‬
‫الناصرَة فٍ الوحدة العربَة إٖ عى طرَك تحلَل هذه العهلَة هى داخلها وبالتفصَل‪.‬‬

‫سا فٍ حزب البعث‪ ،‬تتصاعد‬ ‫فٍ أوابل الخهسَنات كانت الحركة الموهَة‪ ،‬ههثلة أسا ا‬
‫صا أى سورَا كانت إباى المرى اْخَر هعمل الموهَة العربَة‪ ،‬وفٍ‬ ‫بشكل خطَر‪ ،‬وخصو ا‬
‫(‪)220‬‬
‫‪.‬‬ ‫نفس الولت كانت الحمل الهفضل ٖنتشار الشَوعَة فٍ الفترة هى ‪1958-1955‬‬
‫ورؼم لوة الحزب الشَوعٍ الهعارض لفكرة اْهة العربَة‪ ،‬اضطر إلً اٖعتراؾ بفكرة‬
‫الوحدة العربَة‪ ،‬ولكنه لم َطرحها كهشروع الساعة وإنها تركها للتطور التارَخٍ‪ ،‬حسب‬
‫تعبَر ربَس الحزب‪ ،‬خالد بكداش نفسه‪ ،‬هها َدلنا علً هدي عظم الهد الوحدوٌ‪ .‬وكاى‬
‫أفكارا اجتهاعَة أكثر رادَكالَة هى أفكار الحزب الشَوعٍ نفسه‪.‬‬
‫ا‬ ‫البعث َتبنً كذلن‬

‫واْطرؾ هى هذا أى نورٌ السعَد لد تمدم بهشروع أكثر رادَكالَة ووضو احا وعهلَة هى هعظم الهشارَع التٍ طرحت‬
‫ولتبذ لحل الهشكلة الفلسطَنَة‪ ،‬وذلن عام ‪ ،1942‬وهو َمضٍ باتحاد الشام (َشهل فلسطَى) فٍ سورَا الكبري ثم‬
‫إلاهة اتحاد هع العراق‪ ،‬هع السهاح لكل هى َهود فلسطَى وهوارنة لبناى بأدارة الذاتَة‪ ،‬وإخضاع الهجرة الَهودَة‬
‫لهوافمة دولة سورَا‪ .‬ولد لوبل هذا الهشروع برفض الدول الهعنَة والعربَة السعودَة تها اها‪ .‬ورؼم أى الهشروع‬
‫َتضهى أطهاع العراق خاصة‪ ،‬إٖ أى هذه اْطهاع‪ ،‬كها نعتمد‪ ،‬كانت فٍ حدود هذا الطرح تتهشً هع هصالح الحركة‬
‫الموهَة العربَة وهصالح الفلسطَنََى‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ههدٌ عبد الهادٌ‪ ،‬الهسؤلة الفلسطَنَة وهشارَع الحلول السَاسَة (‪ ،1975 ،)1974-1934‬ص ‪.87‬‬
‫(‪ )220‬تشاَلدرز‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪159‬‬
‫وهعنً هذا أى صدا اها اجتهاعًَّا هروعاا كاى هرتمباا‪ ،‬وخاصة أى الجَش نفسه كاى َهوج‬
‫بتَارات رادَكالَة‪ ،‬ولم َكى للطبمة الهسَطرة حزب هنافس بحك لحزب البعث الموٌ‪،‬‬
‫كثَرا هى لدراتها المهعَة‪ .‬لذلن‬
‫ا‬ ‫عٗوة علً ضعؾ سَطرتها علً الجَش‪ ،‬هها حجم‬
‫اضطر ههثلو النظام إلً تردَد الشعارات الموهَة‪ ،‬ولكى بحذر‪ .‬ولد أخذ التهدَد‬
‫أشكاٖ هتعددة فٍ هواجهة الهد الثورٌ فٍ سورَا هى حشد لوات الدول‬ ‫ا‬ ‫اٖستعهارٌ‬
‫الهجاورة إلً هجهات إسرابَل‪ ،‬إلً حشد اْسطول السادس‪ ...‬إلخ‪ .‬وكانت النتَجة‬
‫الهباشرة تصاعد الحركة الموهَة فٍ سورَا وهطالبتها بالوحدة الفورَة هع هصر‪ .‬أها‬
‫رجال السَاسة الرسهَوى فالترحوا ا‬
‫بدَٗ هو الوحدة الفَدرالَة‪.‬‬

‫فٍ النهاَة استطاع الضباط البعثَوى والموهَوى العرب فرض وجهة نظرهم بالموة‬
‫علً الحكوهة التٍ لم تكى تهلن الموة الكافَة لهواجهة الهولؾ‪ .‬وباختصار كاى هطلب‬
‫الوحدة لد انطلك هى أعهاق الشعب السورٌ‪ ٖ ،‬ردًّا علً التهدَدات أهبرَالَة الهباشرة‬
‫وٖ ردًّا علً الحشود العرالَة‪ ،‬بل تبلور الشعور الموهٍ عبر عمود عدَدة‪ .‬وكاى هطلب‬
‫خطَرا للموي الهحافظة بالهنطمة‪.‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫استفزازا‬ ‫الوحدة َشكل علً العكس‬

‫وفٍ النهاَة اضطرت الطبمة الهسَطرة نفسها إلً الهوافمة علً هبدأ الوحدة هع‬
‫هصر‪ ،‬لهساَرة الحركة الموهَة وٖتخاذ الوحدة هع النظام الهصرٌ كحهاَة لها هى‬
‫الَسار السورٌ وهى استفزاز اْنظهة الهجاورة‪ .‬وهى الهفهوم أى التفاهم هع نظام َولَو‬
‫كاى أهوى هى التفاهم هع حزب البعث والحزب الشَوعٍ هى لبل تجار وسهاسرة سورَا‪.‬‬
‫فالناصرَة أصبحت فٍ نظر تلن الطبمة صها اها لٓهى‪ ،‬وكذلن كانت فٍ نظر الوحدوََى‬
‫ولكى بطرَمة هختلفة‪ ،‬ولنؤخذ فٍ اٖعتبار أى خوؾ البعث هى استَٗء الشَوعََى علً‬
‫السلطة لد ساهم فٍ دفعه إلً أحضاى الناصرَة‪.‬‬

‫أها اْوضاع فٍ هصر فكانت هختلفة‪ ،‬فرؼم نهو النزعة الموهَة العربَة هنذ ها بعد‬
‫الحرب العالهَة الثانَة لم تتبلور فٍ أشكال هنظهة ههاثلة لتلن التٍ تكونت فٍ الهشرق‬
‫العربٍ‪ ،‬ولم تشكل بالتالٍ لوة ضؽط تمارى بهثَلتها فٍ الشام‪ .‬والحمَمة أى الجهاهَر فٍ‬
‫شعورا‬
‫ا‬ ‫سا باٖنتهاء لوادٌ النَل هنها باٖنتهاء للعرب ككل‪ ،‬وأكثر‬
‫هصر كانت أكثر إحسا ا‬
‫بالمطرَة هنها بالموهَة‪ .‬باختصار لم تكى فكرة الموهَة العربَة فٍ هصر لوة فعلَة أو‬
‫احتهالَة تهدد النظام المابم ٖ لبل َولَو ‪ 1952‬وٖ بعده‪ .‬ولم َكى للضباط طهوحات‬
‫فورٌ ؼَر همبول‬
‫ّ‬ ‫واسعة فٍ الهنطمة العربَة‪ ،‬بل كانت فكرة الوحدة العربَة كإجراء‬
‫بالنسبة لهم‪ ،‬وٖ نبالػ إذا وصفناها بؤنها كانت فكرة هخَفة بالنسبة إلَهم‪ ،‬وَهكى‬
‫استشفاؾ هذه الحمَمة هى تتبع اْحداث هنذ ها بعد حرب ‪ 1956‬وحتً إتهام الوحدة‬
‫الهصرَة السورَة فٍ فبراَر ‪ . 1958‬فعلً سبَل الهثال أعلى عبد الناصر ْعضاء الوفد‬
‫السورٌ الذٌ حضر إلً الماهرة لهنالشة لضَة الوحدة (َناَر ‪” )1958‬إى الجَش‬
‫السورٌ هسَس واعتاد علً لَام اٖنمٗبات“‪” ..‬أهضَت ‪ 5‬سنوات ٔبعاد الجَش‬
‫الهصرٌ عى السَاسة“(‪ ،)221‬كها أعلى رفضه بوضوح للوحدة الفورَة ودعا إلً التدرج‬

‫(‪ )221‬ا‬
‫نمٗ عى أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪160‬‬
‫وإلاهة العٗلات الثمافَة واٖلتصادَة وؼَرها‪ .‬إٖ أنه تحت ألحاح البالػ هى الوفد‬
‫السورٌ الترح عبد الناصر تحدَد هدة انتمالَة (‪ 5‬سنوات) َتم خٗلها التههَد‬
‫للوحدة(‪ . )222‬وإزاء هذا لجؤ الموهَوى فٍ سورَا إلً ههارسة الضؽوط أعٗهَة ضد‬
‫الناصرَة‪” :‬أَى اْهداؾ التٍ نادَت بها وأعلنتها‪ ،‬وهل تترن سورَا تتنازعها اْحماد‪،‬‬
‫وهل تترن سورَا تضَع“‪” ،‬هل َرضً عبد الناصر أى َترن سورَا العربَة تهوٌ فرَسة‬
‫الشَوعَة أو للعناصر اٖنتهازَة؟“(‪ .)223‬وأصدر حزب البعث فٍ سورَا بَاناا عام ‪1957‬‬
‫فورا‪ .‬ولم تكى‬
‫بهناسبة عَد الجٗء عى هصر طلب فَه هى حكوهتٍ البلدَى إلاهة الوحدة ا‬
‫الحركة الموهَة فٍ سورَا فمط هٍ التٍ تتطلع إلً الوحدة هع هصر‪ ،‬بل تهتعت بتعاطؾ‬
‫أخَرا ولبلت الوحدة بشروط‪:‬‬ ‫ا‬ ‫سابر جهاهَر عرب الهشرق‪ .‬وحسهت الناصرَة ترددها‬
‫إلصاء الجَش السورٌ عى السَاسة‪ ،‬وحل اْحزاب فٍ سورَا‪ ،‬وتوحَد المَادة‬
‫السَاسَة‪ .‬وكاى أى لُبلت هذه الشروط هى لبل كافة اٖتجاهات فٍ سورَا باستثناء الحزب‬
‫الشَوعٍ‪ ،‬وذلن فٍ ظل حالة هى الشؽؾ والتعصب لفكرة الوحدة سَطرت علً الجهاهَر‬
‫السورَة‪ .‬وبعد الوحدة‪ ،‬ورؼم تحمك الشروط الثٗثة‪ ،‬عبر عبد الناصر عى ندهه ا‬
‫لابٗ‪:‬‬
‫”إى الخطوات التٍ تهت كانت هتسرعة وؼَر هدروسة“(‪ ،)224‬وذلن ردًّا علً هطالبة عبد‬
‫السٗم عارؾ له بالوحدة هع العراق بعد ثورة ‪ .1958‬ولد جاء هذا الرد بعد أَام للَلة‬
‫هى لَام ها تسهً بثورة العراق (فٍ الوالع كاى انمٗباا عسكرًَّا لكى جري العرؾ علً‬
‫تسهَته ثورة‪ ،‬ولد تُبع فور لَاهه بهوجات هابلة هى الهظاهرات الشعبَة الهإَدة)‪ .‬ولد‬
‫نصحت الهخابرات العاهة الهصرَة عبد الناصر بتؤجَل خطوة الوحدة بعد أى درست‬
‫الوضع فٍ سورَا‪ ،‬إٖ أنه لم َستطع أى َتهلص حتً النهاَة‪ .‬ولد ذكر عبد اللطَؾ‬
‫البؽدادٌ أنهم‪ ،‬أٌ الناصرَوى‪ ،‬لد اضطروا لٗستجابة تفادَاا لنفوذ الشَوعََى الهتزاَد‬
‫فٍ سورَا(‪.)225‬‬

‫وهى الجدَر بالهٗحظة أنه لد سبك إعٗى الوحدة عمد اتفاق عسكرٌ بَى هصر‬
‫وسورَا عام ‪َ 1957‬نص علً‪:‬‬

‫‪ -‬توحَد الجَش‪.‬‬

‫‪ -‬إرسال خبراء عسكرََى هصرََى إلً سورَا‪.‬‬

‫‪ -‬تزوَد الجَش السورٌ بالسٗح‪.‬‬

‫(‪ )222‬ساطع الحصرٌ‪ ،‬أللَهَة‪ ..‬جذورها وبذورها‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫ولد اعترؾ عبد الناصر بعد اٖنفصال بؤنه لد لبل فكرة الوحدة بضؽط الشعب السورٌ (خطاب بتارَخ ‪.)1961/10/5‬‬
‫(‪ )223‬إرسكَى تشاَلدرز‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫(‪ )224‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ )225‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫كثَرا هى الولابع التٍ تعضد رأَنا‪ .‬انظر كتاب‪ :‬ها‬
‫ا‬ ‫ولد تناول هَكل بالتفصَل عهلَة الوحدة الهصرَة السورَة‪ ،‬وذكر‬
‫الذٌ جري فٍ سورَا‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ -‬إرسال لوات هصرَة إلً سورَا‪.‬‬

‫وتم إرسال هذه الموات بالفعل فٍ أكتوبر ‪.1957‬‬

‫وكاى لد سبك ذلن اتفاق آخر عام ‪ 1955‬بعد اعتداء إسرابَل علً البلدَى نص علً‪:‬‬

‫‪ - 1‬عمد اتفاق للدفاع الهشترن‪.‬‬

‫‪ - 2‬العهل علً لَام الوحدة اٖلتصادَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬عدم اٖرتباط بؤحٗؾ عسكرَة‪.‬‬

‫وهى الواضح أى كل هذه أجراءات كانت كافَة‪ ،‬فٍ ظل صعود الهوجة الموهَة فٍ‬
‫الهنطمة وهزَهة برَطانَا وفرنسا فٍ حرب ‪ 1956‬سَاس ًَّا لحهاَة سورَا ضد الهإاهرات‬
‫سا فٍ هذا الصدد ولكنه‬‫اٖستعهارَة‪ .‬أها إجراء الوحدة نفسه فلم َكى لَضَؾ شَب اا هلهو ا‬
‫كاى َتضهى إضافة هاهة هى نوع آخر‪ ،‬هٍ حك الناصرَة فٍ التدخل فٍ إدارة سورَا‬
‫هباشرة‪ ،‬بها فٍ ذلن إشرافها علً حل اْحزاب وإبعاد الجَش عى السَاسة‪ .‬وبهعنً أكثر‬
‫بروزا تسرَح الحركة الثورَة (الموهََى ‪ -‬الشَوعََى) وإبعادها كذلن عى الجَش‪ .‬وٖ‬ ‫ا‬
‫أٌ ٍ هى النظاهَى لتحمَك أهداؾ‬
‫طا هى لبل ّ‬ ‫نزعم بالطبع أى المرار بإلاهة الوحدة كاى هخط ا‬
‫َٗ هعَناا‪ .‬فالنظام السورٌ كاى َتعرض‬ ‫هحددة تها اها‪ .‬إٖ أى هسار اْحداث كاى َحهل ه ا‬
‫لخطرَى‪ ،‬أولهها‪ :‬حلؾ بؽداد وتوابعه‪ ،‬خاصة نظام بؽداد‪ ،‬وثانَهها‪ :‬الحركة الثورَة فٍ‬
‫الداخل‪ .‬ولد استطاعت اتفالَتا ‪ 1957 ،1955‬هواجهة الخطر اْول‪ ،‬أها الطرَمة التٍ‬
‫تهت بها الوحدة (الشروط الناصرَة) فهٍ هى الناحَة الهوضوعَة هضادة للخطر الثانٍ‪،‬‬
‫ههثٗ فٍ اْحزاب المابهة فٍ سورَا والجَش الهسَس‪ .‬ولد تهت الوحدة بضؽط الحركة‬ ‫ا‬
‫سا ولم َر النظام السورٌ إٖ أنها أفضل هى اٖصطدام بالجهاهَر الهتهردة فٍ‬ ‫الموهَة أسا ا‬
‫سورَا‪ .‬ورأت الناصرَة أنها أفضل بالشروط سابمة الذكر هى سموط سورَا فٍ أَدٌ‬
‫الَهَى أو الَسار‪ ،‬وهى تعرضها لٕحراج أهام الجهاهَر العربَة التٍ كانت تتكلم باسهها‪.‬‬
‫أها الفكرة المابلة بوجود دوافع التصادَة للطبمة الهسَطرة فٍ هصر وراء إجراء الوحدة‬
‫فتتركز علً هجهوعة هى التلفَمات أكثر هها تعتهد علً ولابع حمَمَة‪.‬‬

‫وهها ٖ شن فَه أى أٌ رجل أعهال َههه أى َعهل فٍ سوق أوسع وٖ جدال فٍ أنه‬
‫َرحب بإجراء هثل الوحدة الهصرَة السورَة فٍ حالة إذا ها كاى َعرؾ أنه ٖ َوجد فٍ‬
‫سورَا هنافسَى ألوَاء فٍ نفس الفرع الذٌ َعهل فَه‪ .‬وهى الهإكد أى الطبمة الهسَطرة‬
‫فٍ هصر كانت فٍ الخهسَنات ألوي هى هثَلتها فٍ سورَا‪ ،‬وهذا فٍ حد ذاته أهر هشجع‬
‫لها علً الترحَب بخطوة الوحدة هى زاوَة التصادَة إٖ أى طهوحات تلن الطبمة لم تصل‬
‫إلً هذه الدرجة أبداا‪ ،‬فلم َكى حل هشاكلها الكبري َتضهى فتح أسواق بلداى هتخلفة‪ ،‬إذ‬
‫لم َكى لدَها الكثَر لتصدَره إلَها‪ .‬وكانت الهخاطر السَاسَة ٖكتساح السوق السورٌ‬
‫أكبر بكثَر هى الهكاسب اٖلتصادَة الهنتظرة‪ ،‬ولذلن لم تطرح فٍ اْدبَات التملَدَة‬
‫لهفكرٌ رجال اْعهال الهصرََى فكرة اكتساح اْسواق العربَة‪ ،‬باستثناء تصورات‬
‫‪162‬‬
‫طلعت حرب وصبحٍ وحَدة التٍ دفنت هعهها‪ .‬ولم تكى فكرة الوحدة العربَة هى اْهور‬
‫كثَرا‪ ،‬بل كانت الهطالبة الهستهرة طوال عدة عمود بفتح باب التصدَر‬
‫التٍ تلفت أنظارهم ا‬
‫إلً اٖتحاد السوفَتٍ أكثر إلحا احا بكثَر هى فتح اْسواق العربَة‪ ،‬ولم تتجاوز الناصرَة‬
‫طهوحات رجال اْعهال‪ .‬وَهكننا إَجاز العٗلات اٖلتصادَة بَى هصر وسورَا بعد إتهام‬
‫الوحدة فَها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لم تنتمل إلً سورَا رإوس أهوال هصرَة ولم تفتح الشركات الهصرَة فروعاا لها‬
‫هنان‪ ،‬بل تم فرض لَود علً نشاط الهواطنَى الهصرََى العادََى فٍ سورَا(‪.)226‬‬

‫وهى الولابع الطرَفة أى بعض تجار التجزبة الهصرََى سافروا إلً دهشك وافترشوا‬
‫بعض اْرصفة‪ ،‬هها أثار التجار السورََى‪ ،‬فمدم اْخَروى شكوي إلً عبد الحكَم عاهر‬
‫فورا باعتمالهم وترحَلهم إلً هصر فٍ الَوم التالٍ‪ .‬وَضَؾ‬
‫ضد التجار الهصرََى‪ ،‬فؤهر ا‬
‫أحهد حهروش إى هذه ربها كانت الهرة الوحَدة التٍ حاول فَها الهصرَوى توزَع‬
‫بضابعهم فٍ سورَا(‪.)227‬‬

‫‪ - 2‬لم َتم توحَد النظام الجهركٍ وٖ العهلة‪ ،‬بل أصدر نابب ربَس دولة الوحدة‪ ،‬أكرم‬
‫لرارا بزَادة الجهارن فٍ سورَا بعد الوحدة‪ .‬وصدر لرار آخر بعدم إخضاع‬ ‫ا‬ ‫الحورانٍ‬
‫السلع فٍ البلدَى لرسوم اٖستَراد‪ ،‬ولكى لم َطبك هذا المرار علً التبػ والهلح والسكر‪،‬‬
‫كبَرا لسورَا‪ .‬وبالنسبة لحجم التبادل التجارٌ بَى البلدَى نجد أنه تطور‬
‫ا‬ ‫ْنها تدر رب احا‬
‫كالتالٍ‪:‬‬

‫حجم التبادل السنوٌ (هلَوى جنَه)‬ ‫السنة‬

‫‪1.7‬‬ ‫‪1957-1948‬‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪13.7‬‬ ‫‪1959‬‬
‫الهَزاى التجارٌ‪:‬‬
‫‪ 0.553‬لصالح هصر‬ ‫‪1958‬‬
‫‪ 1.651‬لصالح سورَا‬ ‫‪1959‬‬
‫وارادت هصر هى سورَا‪:‬‬
‫‪1.922‬‬ ‫‪1958‬‬

‫(‪ )226‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ص ‪.58-57‬‬


‫(‪ )227‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.77-76‬‬
‫‪163‬‬
‫‪7.742‬‬ ‫‪1959‬‬
‫صادرات هصر إلً سورَا(*)‪:‬‬
‫‪2.475‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪6.091‬‬ ‫‪1959‬‬
‫* بلؽت صادرات هصر الكلَة فٍ ‪ 1959‬نحو ‪ 191‬هلَوناا هى الجنَهات‪.‬‬

‫وتدل هذه الولابع علً أى التبادل التجارٌ بعد الوحدة لم َكى فٍ صالح هصر فٍ‬
‫الدرجة اْولً‪.‬‬

‫‪ - 3‬صدر لرار فٍ ‪ 1961‬بحظر خروج النمد هى سورَا وحظر اٖستَراد إٖ وفماا‬


‫لشروط لاسَة‪.‬‬

‫‪ - 4‬تم حظر بَع أٌ أوراق نمدَة بواسطة البنون السورَة‪.‬‬

‫‪ - 5‬لدهت هصر لسورَا دع اها هال ًَّا‪:‬‬

‫‪ 13.5‬هلَوى لَرة فور لَام الوحدة لهواجهة عجز الهوازنة‪.‬‬

‫‪ 3‬هلَوى جنَه هصرٌ سنوًَّا‪.‬‬

‫‪ 9‬هلَوى جنَه استرلَنٍ كتحوَٗت نمدَة‪.‬‬

‫‪ - 6‬لاهت هصر بدفع رواتب الضباط الهصرََى فٍ سورَا‪.‬‬

‫‪ - 7‬ظلت فروق اْجور كها هٍ بَى البلدَى لصالح السورََى‪ ،‬كها ظلت الهَزانَتاى‬
‫هنفصلتَى‪.‬‬

‫وهى الواضح أى الناصرَة لم تهارس أٌ نهب لسورَا‪ ،‬بل ‪ -‬علً العكس ‪ -‬دفعت‬
‫لهساندة النظام السورٌ هََٗى الجنَهات‪ ،‬وحصلت الشركات السورَة علً فرصة العهل‬
‫فٍ سوق هصر اْكبر بكثَر هى سوق سورَا‪.‬‬

‫ونحى ٖ نمصد بهذا سوي نفٍ دور العاهل اٖلتصادٌ فٍ إتهام عهلَة الوحدة‪ْ ،‬نه لم‬
‫َكى له أٌ اعتبار فٍ لَاهها‪.‬‬

‫إتهام الوحدة‪:‬‬
‫تهت الوحدة بشروط عبد الناصر الثٗثة‪ .‬وكاى الحزب الشَوعٍ لد رفض الشرط‬
‫الخاص بحل اْحزاب‪ ،‬كذلن رفضته بعض اْجنحة داخل البعث‪ ،‬إٖ أى هَشَل عفلك حسم‬
‫اْهر بنفوذه الموٌ‪ ،‬وبذلن دخلت الناصرَة إلً سورَا هى أوسع اْبواب‪ .‬وبعد حوالٍ‬

‫‪164‬‬
‫شهر انضم الَهى إلً الوحدة ولكى علً أساس كونفَدرالٍ‪ .‬ولد نظر أهام إلً الناصرَة‬
‫كعوى لـه علً تحرَر الجنوب العربٍ هى اٖحتٗل البرَطانٍ هى أجل ضم الجنوب إلً‬
‫الشهال الَهنٍ تحت حكهه‪.‬‬

‫فٍ البداَة استولً الناصرَوى علً الوزارات اْهم‪ :‬الخارجَة ‪ -‬الداخلَة ‪ -‬الحربَة ‪-‬‬
‫الصناعة‪ ،‬وتركوا للموهََى السورََى ‪ 4‬وزارات فمط‪ .‬واهتدت إلً سورَا أفرع‬
‫للهخابرات الهصرَة و”اٖتحاد الموهٍ“ وكافة الهإسسات السَاسَة واْهنَة الناصرَة‪.‬‬
‫وهى أجل إبعاد الجَش عى السَاسة تهت تصفَة الشَوعََى والعناصر الرادَكالَة هى‬
‫طا‬‫طا ونمل ‪ 20‬ضاب اطا إلً هصر‪ .‬وتم نمل ‪ 850‬ضاب ا‬ ‫الجَش بسرعة‪ ،‬فسرح ‪ 94‬ضاب ا‬
‫بدٖ هنهم‪ ،‬كها تم توزَع الضباط الهصرََى فٍ هناصب لَادَة هاهة‬ ‫هصر ًَّا إلً سورَا ا‬
‫فٍ الجَش السورٌ دوى اعتبار للكفاءة‪ ،‬هها أدي إلً استَاء الضباط السورََى‪ .‬ولاهت‬
‫الهخابرات بهٗحمة فلول اْحزاب الهحلولة فٍ الجَش‪ .‬وكاى هى الطبَعٍ أى تصطدم‬
‫نظرا لرفضه حل نفسه‪ .‬أها حزب البعث فكاى له هولؾ آخر‪،‬‬ ‫الناصرَة بالحزب الشَوعٍ ا‬
‫إذ إنه وافك علً حل نفسه ودخول ”اٖتحاد الموهٍ“‪ ،‬ولكنه فوجا بـ”اٖتحاد الموهٍ“‬
‫َتشكل بطرَمة ناصرَة‪ ،‬أٌ علً شاكلة هثَله فٍ هصر‪ ،‬ففتح أهام عناصر ؼَر هسَسة‬
‫وانتهازَة وكاى هذا أحد أهم خٗفات البعثََى هع الناصرََى‪ .‬كها كاى الحزب َري‬
‫ضرورة اٖستعداد العسكرٌ لهواجهة إسرابَل وهنعها هى تحوَل هجري نهر اْردى‬
‫بالموة كها تم هى لبل (عام ‪ )1953‬بَنها كاى عبد الناصر َرفض فكرة استخدام الموة فٍ‬
‫هذا الهوضوع‪ .‬وكاى الخٗؾ الثالث بَى الطرفَى هو رفض البعث تعََى الضباط فٍ‬
‫هراكز حساسة علً أساس انتهابهم السَاسٍ‪ .‬كها نشبت خٗفات أخري ألل أههَة‪ ،‬هنها‬
‫اختٗؾ وجهات النظر فٍ هعالجة أصٗح الزراعٍ(‪ .)228‬اضطر وزراء البعث اْربعة‬
‫إلً اٖستمالة فٍ ‪ 1959/12/31‬هعلنَى استَاءهم هى النظام الناصرٌ‪ ،‬وبدأ الحزب‬
‫حهلة إعٗهَة عنَفة ضد الحكوهة هنذ ذلن الولت بَنها جرت اعتماٖت واسعة ْعضابه‪،‬‬
‫كها بُدِء فٍ طرد كثَر هى الضباط هى الجَش السورٌ بتههة اٖنتهاء إلً حزب البعث بعد‬
‫أى كانت التههة الرسهَة لبل ذلن هٍ اٖنتهاء للحزب الشَوعٍ‪ .‬كذلن لاهت الحكوهة هى‬
‫جانبها بحهٗت تشهَر كبري ضد الحزب(‪ ،)229‬وأصبحت الناصرَة تعتبر اْخَر حزباا‬
‫رجعًَّا وهعادَاا للموهَة العربَة‪ .‬والحال أى السلطة لد أعلنت حرباا شعواء علً الشَوعَة‬
‫والهنظهات الموهَة بعد لَام ثورة العراق بسبب ها سببته هى نهو نفوذ الشَوعََى فٍ‬
‫سورَا ولبناى والعراق‪ ،‬خوفاا هى اهتداد هوجة الثورة إلً بمَة الهنطمة‪.‬‬

‫اٖنفصال‪:‬‬

‫(‪ )228‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.66-63‬‬


‫(‪ )229‬علً سبَل الهثال لام عبد الناصر بإلماء ‪ 23‬خطاباا خٗل ‪َ 23‬و اها لضاها فٍ سورَا فٍ فبراَر وهارس ‪،1960‬‬
‫هاجم فَها جهَعاا حزب البعث‪ .‬حهروش‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪165‬‬
‫لم تضؾ الوحدة الهصرَة السورَة جدَداا لسورَا إذى فٍ هواجهة هحاوٖت الموي‬
‫الخارجَة ٖحتوابها أو التدخل فٍ شإونها داخلَة‪ ،‬ولكنها أضافت للطبمة الهسَطرة فٍ‬
‫سورَا أدوات المهع الناصرَة ضد الحركة الثورَة فٍ الداخل‪ ،‬بأضافة للتؤثَر الكبَر‬
‫لخطوة الوحدة نفسها‪ .‬وكاى هى أهم ”إنجازات!“ الوحدة اٖندهاجَة تحطَم الحزب‬
‫الشَوعٍ فٍ سورَا ولبناى وبعثرة حزب البعث العربٍ اٖشتراكٍ‪ ،‬عهاد حركة الموهَة‬
‫العربَة‪ ٖ ،‬بفضل أدوات المهع فحسب‪ ،‬بل واْهم هنها أى الوحدة بالطرَمة التٍ تهت بها‬
‫سا فٍ‬‫ك شفت عى الضعؾ اْصَل الكاهى داخل الحركة الموهَة فٍ سورَا‪ ،‬والهتهثل أسا ا‬
‫طوبوَتها‪ .‬ول مد بلػ حزب البعث آخر هداه فٍ الطوبوَة حَى وافك علً حل نفسه‬
‫والتسلَم للناصرَة رؼم اٖختٗؾ الكبَر فٍ البراهج السَاسَة حتً فَها َتعلك بالهسؤلة‬
‫الموهَة نفسها‪.‬‬

‫ورؼم التنازل عاد الحزب نفسه (الفرع السورٌ) َإَد اٖنفصال‪ ،‬هتعاطفاا هع ها كاى‬
‫َسهَه بالرجعَة التٍ كانت ألد أعدابه هى لبل‪ .‬وكاى هى نتابج هذا اٖضطراب أى انفصل‬
‫أكرم الحورانٍ هى الحزب لَشكل الحزب العربٍ اٖشتراكٍ (شارن فٍ حكوهة اٖنفصال)‬
‫هإتهرا لوهًَّا للحزب‪ ،‬بَنها ولع صٗح البَطار علً وثَمة‬
‫ا‬ ‫أها هَشَل عفلك فعمد‬
‫ا‬
‫تحلٗ بعد انمٗب‬ ‫وأخَرا راح الحزب َزداد‬
‫ا‬ ‫اٖنفصال‪ ،‬أها الفرع العرالٍ فؤداى اٖنفصال‪.‬‬
‫‪ 1963‬لَصَر تدرَجًَّا هجرد هإسسة بَرولراطَة ٖ تحهل هى ثورَة البعث سوي‬
‫تارَخها‪.‬‬

‫وهكذا كاى نصَب الموي التٍ فرضت الوحدة فرضاا هو التصفَة‪ ،‬بَنها ظل أعداء‬
‫الموهَة العربَة أكثر تنظَ اها وأكثر لوة‪ .‬وبكلهات أخري كانت الوحدة بهنطمها الخاص‬
‫هعادَة للوحدة الحمَمَة‪ .‬ولاهت الناصرَة ”بواجبها“! فٍ سورَا علً أتم وجه بحَث لم‬
‫تعد الهنطمة تشهد هنذ الخهسَنات ذلن العنفواى للحركة الموهَة‪.‬‬

‫والحمَمة أى الوحدة الهصرَة السورَة لم تكى فمط نكبة للتمدهََى فٍ سورَا‪ ،‬بل كانت‬
‫بداَة هجهة رجعَة واسعة النطاق فٍ الهشرق العربٍ بمَادة الناصرَة‪ .‬ففٍ هإتهر‬
‫الجاهعة العربَة الذٌ انعمد بعد الوحدة عام (‪ )1958‬نصت المرارات علً احترام اْنظهة‬
‫العربَة المابهة‪ ،‬وهو نص ذو هؽزي هحافظ فٍ تلن الفترة‪ ،‬والدعوة للتضاهى العربٍ هع‬
‫نفٍ وجود خٗفات عربَة‪ ،‬وهو أهر ذو دٖلة هاهة هو اِخر‪ .‬كها اشتهلت الهنالشات‬
‫والمرارات علً تؤََد ؼَر هباشر للناصرَة‪ ،‬وفٍ الولت نفسه أولفت الهجهات أعٗهَة‬
‫بَى هصر وعراق نورٌ السعَد واْردى ولبناى تها اها‪ ،‬وعاد الوبام بَى كافة اْنظهة‬
‫العربَة بعد ضرب الشَوعََى فٍ الهنطمة وإضعاؾ البعث السورٌ‪ ،‬وسوؾ نري عها‬
‫للَل كَؾ عاد الوبام أَضاا بَى الناصرَة والبلداى الؽربَة‪ .‬وأَدت الناصرَة انمٗب اللواء‬
‫شهاب فٍ لبناى الذٌ لطع الطرَك علً الَسار اللبنانٍ‪ ،‬وذلن فٍ حهاَة اْسطول‬
‫اْهرَكٍ‪.‬‬

‫وبالرؼم هى تؤََد عبد الناصر للثورة العرالَة فٍ البداَة فمد أعلى بعد للَل عداءه‬
‫للحكوهة التٍ تهخضت عنها‪ ،‬واشتدت حهٗت الدعاَة ضد العراق هى إذاعة الماهرة‬
‫‪166‬‬
‫بسبب اتساع نفوذ الشَوعََى‪ ،‬ولم تتولؾ هإاهرات الهخابرات الهصرَة ضد الثورة‬
‫العرالَة حتً تم انمٗب ‪ ،1963‬الهضاد للثورة‪ ،‬بهساعدة هصر‪ .‬كها طاردت الهخابرات‬
‫الهصرَة واْهرَكَة والشهابَة العناصر الَسارَة فٍ لبناى‪ .‬وضهى هذه الهوجة‬
‫الرجعَة‪ ،‬التحالؾ الناصرٌ هع إهام الَهى وهنحه صن الوطنَة‪.‬‬

‫أها فٍ هصر فكانت اعتماٖت عام ‪ 1959‬الهوجهة للشَوعََى الذَى كانوا لد حمموا‬
‫ظا بعد حرب ‪ 1956‬هواكباا ٖرتفاع أسهم اٖتحاد السوفَتٍ فٍ الشرق‬ ‫نهوا هلحو ا‬
‫ًّ‬
‫اْوسط‪ ،‬وكؤى الناصرَة لد أرادت أى تعلى للعالم بؤنها لَست شَوعَة‪ .‬كها أى ازدَاد‬
‫نفوذ الشَوعََى‪ ،‬خاصة أنهم لد توحدوا فٍ حزب واحد عام ‪ ،1958‬لد حفز الناصرَة‬
‫علً شى تلن الحهلة(‪ .)230‬كذلن كانت الناصرَة لد استنفذت تحالفها ؼَر الرسهٍ هع‬
‫الحركة الشَوعَة والحركة الموهَة العربَة أثناء وبعَد العدواى الثٗثٍ‪ .‬كها كاى لَام‬
‫خطرا جسَ اها علً الناصرَة‪ ،‬إذ‬
‫ا‬ ‫ثورة العراق دعم الحزب الشَوعٍ فَها للسلطة الجدَدة‬
‫سا للناصرَة علً الصعَد‬ ‫أصبح نظام لاسم هركز جذب للشَوعََى العرب ولطباا هناف ا‬
‫الموهٍ‪ ،‬هها حفز الناصرََى علً شى حهلتهم‪.‬‬

‫ولد تلوى أعٗم الناصرٌ إباى الفترة بلوى بالػ العداء للشَوعَة‪ ،‬فطرحت فٍ‬
‫اْسواق عدَد هى الكتب الهعادَة للشَوعَة‪ ،‬ترجم بعضها عى رجال الهخابرات اْهرَكَة‬
‫وؼَرهم‪ ،‬وساهم عبد الناصر نفسه فٍ تلن الحهلة بشكل َفتمد تها اها إلً الهوضوعَة‪ ،‬بل‬
‫هثٗ َربط بكل فجاجة بَى الصهَونَة والشَوعَة‪ ،‬ولد كرر فٍ‬ ‫بالدعاَة الرخَصة‪ .‬فراح ا‬
‫خطبه طوال فترة الوحدة هى اتهام الشَوعََى بالعهالة أو الصهَونَة (ضهى ها لاله فٍ‬
‫‪ 1959‬أى الشَوعَة هٍ أكبر عوى للصهَونَة‪ ،‬وأى اْخَرة تعهل علً إلاهة هنظهات‬
‫شَوعَة تخدع الناس بكٗم هعسول عى العاهل والفٗح‪ ،‬وأى هنرٌ كورََل كاى صهَونًَّا‬
‫َه ّ ِول أكبر هنظهة شَوعَة فٍ هصر‪ ،‬وأى الشَوعََى َساعدوى الصهاَنة فٍ احتٗل‬
‫وادٌ النَل لتحمَك حلههم)‪ .‬بل اتهم الشَوعََى كذباا بحرق الماهرة فٍ ‪َ 26‬ناَر‬
‫‪ ،1952‬ففٍ كلهة ألماها فٍ هإتهر صحفٍ هى هَبة التحرَر ‪ ،1954/8/21‬لال‪” :‬كلنا‬
‫نعرؾ َا إخوانٍ ها هو الهدؾ الذٌ َهدؾ إلَه الشَوعََى‪ ..‬الشَوعََى اللٍ خ ّلوا‬
‫الهواطنَى والفدابََى راحوا َحاربوا فٍ المنال وحرلوا الماهرة هى أجل بث الفوضً“‪.‬‬
‫كانت تصفَة الحزب الشَوعٍ الهصرٌ تتم باسم الموهَة العربَة‪ ،‬فاتخذت الناصرَة‬
‫لنفسها صفة الموهَة فٍ الولت الذٌ كانت تصفٍ أكبر دعابهها فٍ ذلن الولت (البعث)‪،‬‬
‫كها أعلنت حربها علً الشَوعَة باعتبار اْخَرة هعادَة للموهَة‪ .‬وكانت الشهور اْخَرة‬
‫هى عام ‪ 1958‬هٍ الفترة التٍ شهدت علً صفحات الجرابد فٍ هصر هعارن جبارة‬
‫خاضها أعٗم الناصرٌ كحرب همدسة ضد الشَوعَة فٍ الهنطمة ككل وضد الحركة‬
‫صا‪ ،‬وهو ها استحك دعم الوَٖات الهتحدة للناصرَة بهعونات‬ ‫الشَوعَة فٍ العراق خصو ا‬
‫المهح وؼَرها‪.‬‬

‫(‪ )230‬ذكر هَكل نفسه (نحى وأهرَكا) أى اعتماٖت ‪ 1959‬كانت بسبب ازدَاد لوة الشَوعََى واتجاه السلطة إلً‬
‫التعاوى هع اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬هها هدد بنهو نفوذهم أكثر‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫ولم َكى هولؾ اْنظهة العربَة والؽرب هى الوحدة الهصرَة السورَة بالػ العداء كها‬
‫صورته الدعاَة الناصرَة‪ .‬وهى الهٗحظات الجدَرة بأشارة أى الههلكة السعودَة كانت‬
‫تفضل تلن الوحدة ‪ -‬رؼم تآهرها علَها ‪ -‬علً هشروع الهٗل الخصَب‪ ،‬وذلن خوفاا هى‬
‫نهو نفوذ العراق‪ .‬أها العراق لبل الثورة فكاى هعادَاا لتلن الخطوة ْنها لطعت علَه‬
‫الطرَك إلً دهشك وهٍ هدفه المدَم‪ ،‬وأعلى نورٌ السعَد هى جدَد تكوَى اٖتحاد‬
‫الهاشهٍ هع اْردى‪ ،‬فالهلن حسَى كاى َوا َجه فٍ الداخل بحركة ثورَة نشطة هتعاطفة‬
‫هع الناصرَة وتطهح إلً السلطة‪ ،‬ولذلن كاى َفضل التحالؾ هع نورٌ السعَد ضد عبد‬
‫ظا علً عرشه‪ .‬أها عراق الثورة ثم عراق عبد الكرَم لاسم فكاى ضد الوحدة‬ ‫الناصر حفا ا‬
‫ْسباب تتعلك بؤنها وحدة ناصرَة بالذات‪ ،‬فالحزب الشَوعٍ العرالٍ‪ ،‬كها سنري‪ ،‬كاى‬
‫َعارض الوحدة اٖندهاجَة ْسباب أَدَولوجَة تخصه‪ .‬أها عبد الكرَم لاسم فكاى هو‬
‫نفسه فٍ وضع َشبه وضع عبد الناصر هى زاوَة هعَنة‪ :‬أنه كاى هستنداا إلً‬
‫البَرولراطَة العرالَة‪ ،‬ولكى فٍ وجود صراع طبمٍ عنَؾ وتوازى سَاسٍ بالػ التوتر‪،‬‬
‫فكاى عداإه للناصرَة هنطلماا هى روح الهنافسة علً زعاهة الهنطمة(‪.)231‬‬

‫أها الدول الؽربَة فمد اختلفت هوالفها‪ ،‬فؤعلنت فرنسا بوضوح عى تؤََدها للوحدة‪،‬‬
‫خوفاا هى ضم العراق التابع لبرَطانَا لسورَا‪ .‬فربها كانت تري أى الوفاق الهصرٌ ‪-‬‬
‫السورٌ أهوى هى الوفاق العرالٍ ‪ -‬السورٌ(‪ .)232‬أها بمَة الدوابر الؽربَة فلم تر فٍ‬
‫خطوة الوحدة ها َستحك هجوهها البالػ‪ .‬وبرؼم اٖنتمادات والدعاَة الهضادة للناصرَة‬
‫فمد رأت دوابر الؽرب فٍ الوحدة شَباا أفضل هى الوضع الثورٌ الذٌ دام فٍ سورَا‬
‫سنوات‪ .‬ولد استؤنفت الوَٖات الهتحدة‪ ،‬هساعداتها لهصر بعد الوحدة‪ ،‬كها ولعت هعها‬
‫فٍ ‪ 6‬هاَو ‪ 1959‬هعاهدة حول بَع فابض السلع الؽذابَة اْهرَكَة لها بهبلػ ‪ 21.5‬م‪.‬‬
‫ج‪ ،‬كها تم اعتهاد الجنَه الهصرٌ كعهلة دفع ْول هرة بعد انمطاع دام ثٗث سنوات(‪.)233‬‬
‫ولد أضاؾ هَكل تعلَمه الخاص بهذا الصدد‪ ،‬فذكر أى استبناؾ الهعونات اْهرَكَة لهصر‬
‫عام ‪ 1958‬كاى راجعاا إلً تصاعد نفوذ الشَوعََى فٍ العراق وسوء التفاهم بَى هصر‬
‫واٖتحاد السوفَتٍ (والذٌ ترتب علً لهع الشَوعََى فٍ هصر وسورَا ‪ -‬الهإلؾ)‪،‬‬
‫وكاى تشجَعاا له علً هواصلة حربه ضد الشَوعَة واٖتحاد السوفَتٍ(‪ .)234‬كذلن تهت‬
‫تسوَة هسؤلة التعوَضات اْنجلو ‪ -‬فرنسَة وأولفت تجهَد اْهوال الهصرَة فٍ لندى‬
‫وبارَس واستؤنفت الدولتاى تجارتهها هع هصر‪ .‬وهى جانبها رفعت حكوهة عبد الناصر‬
‫الحراسة عى ‪ 1362‬حالة هى اْجانب عام ‪ ،1959‬وراحت إنجلترا وفرنسا تدفعاى‬

‫(‪ )231‬كاى عبد الكرَم لاسم أكثر تشدداا هى عبد الناصر تجاه الؽرب‪ ،‬هذا بعكس ها صورته الدعاَة الناصرَة‪ .‬وهى‬
‫الطرَؾ أنه عارض وحدة هصر وسورَا فٍ الولت الذٌ كاى َتطلع فَه إلً ضم الكوَت للعراق‪ ،‬بَنها عارض عبد‬
‫الناصر هذه الخطوة اْخَرة رؼم تؤََده لهشروع الهٗل الخصَب الذٌ أعلى لبَل الثورة العرالَة ردًّا علً وحدة هصر‬
‫وسورَا‪.‬‬
‫(‪ )232‬ارجع إلً أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الوَٖات الهتحدة والشرق اْوسط‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪) 233‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬هصر فٍ عهد عبد الناصر‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫(‪ )234‬نحى وأهرَكا‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫كثَرا علً زَادة احتَاطها‬
‫ا‬ ‫أسعار وارداتهها هى هصر بالعهلة الصعبة‪ ،‬هها ساعدها‬
‫النمدٌ(‪ .)235‬وهذا التحسى الواضح فٍ العٗلات بَى الناصرَة ودول الؽرب ٖ َعنٍ‬
‫بالضرورة أى اْخَرة لد أصبحت تري فٍ الناصرَة ربَبتها‪ ،‬ولكنها تدل علً أى هولفها‬
‫هى الوحدة الهصرَة السورَة لم َكى هعادَاا تها اها‪ ،‬أى لم َكى ؼَر هعاد علً أطٗق‪،‬‬
‫أهرا بالػ الخطورة علً هصالحها‪ .‬أها اٖتحاد السوفَتٍ فلم‬ ‫وعلً اْلل لم تعتبر الوحدة ا‬
‫َعلى عداءه أو تؤََده للوحدة علً نحو واضح‪ .‬وهى الهإكد أى الوحدة العربَة هٍ أهر ٖ‬
‫تمبله وٖ ترحب به الموي الكبري فٍ العالم إٖ باعتباره وضعاا هإلتاا فٍ أفضل الحاٖت‪،‬‬
‫كثَرا علً إلاهة‬
‫ا‬ ‫ولد سبك أى رأَنا كَؾ شجعت برَطانَا فكرة الوحدة العربَة وساعدت‬
‫جاهعة الدول عام ‪ 1945‬علً أساس استخدام الشعارات الموهَة فٍ هواجهة الحركة‬
‫الشَوعَة‪ ،‬وحتً فٍ هواجهة التَارات الموهَة الرادَكالَة‪ .‬والحمَمة أى الوحدة الناصرَة‬
‫لد أدت بهنطمها الداخلٍ إلً تحطَم الموي الوحدوَة فٍ الشام‪ ،‬وهٍ العهاد الربَسٍ‬
‫للحركة الموهَة العربَة‪ ،‬وبهذا الهعنً فإى الوحدة كانت فٍ حمَمتها هٍ اٖنفصال نفسه‪،‬‬
‫اٖنفصال بالموة‪ ،‬بالهعنً الفلسفٍ للكلهة‪ .‬ولد لرر رجال اْعهال فٍ سورَا اٖنفصال بعد‬
‫استنفاذ الؽرض هى الوحدة هع هصر‪ ،‬وخاصة بعد أى بدأت الناصرَة تهس هصالحهم‬
‫علً نحو هباشر فٍ إجراءات َولَو ‪ .1961‬وهى الطرَؾ أى الجَش السورٌ الذٌ‬
‫فرض الوحدة علً الناصرََى هو نفسه الذٌ لعب الدور الهباشر فٍ فصهها بانمٗب‬
‫‪ ،1961‬وذلن بعد ”تطهَره“ هى العناصر الموهَة الهتطرفة‪ .‬ولد نجحت الطبمة‬
‫الهسَطرة فٍ سورَا‪ ،‬هثلها فعلت نظَرتها فٍ السوداى هى لبل‪ ،‬فٍ التشهَر بالناصرَة‬
‫باستثهار فساد جهاز اْهى الناصرٌ فٍ سورَا وسَاسة المهع وانتشار ألواى الفساد‬
‫البَرولراطٍ‪ .‬كها ساههت الدعاَة الؽربَة التٍ اشتدت لبَل اٖنفصال‪ ،‬وبعد أى انتهت‬
‫الناصرَة هى تحطَم الَسار السورٌ‪ ،‬فٍ تموَة نفوذ اٖنفصالََى‪.‬‬

‫كاى اٖنفصال السورٌ ضربة كبَرة للناصرَة‪ ،‬فخروج سورَا هى الوحدة كاى َعنٍ‬
‫سحب الثمة هى زعاهة الناصرَة للموهَة العربَة‪ ،‬خاصة أى نظام عبد الكرَم لاسم كاى ٖ‬
‫زال لاب اها فٍ العراق‪ .‬فرؼم أى الوحدة كانت بالنسبة للناصرََى ورطة هى الناحَة‬
‫السَاسَة‪ ،‬وحتً اٖلتصادَة‪ ،‬فمد كانت ورطة إجبارَة إلً حد بعَد‪ ،‬فرضتها ظروؾ‬
‫الهنطمة ككل‪ .‬ولكى كاى الخروج هى تلن الورطة َخلك أخري أعهك‪ .‬إذ إى الفضابح التٍ‬
‫أطلمت هى عمالها هع اٖنمٗب السورٌ كانت تهس الدَهاجوجَة الناصرَة فٍ الصهَم‪،‬‬
‫وكاى اٖنفصال َفمد الناصرَة هساحة واسعة صالحة ٔنتاج وتروَج دَهاجوجَتها فٍ‬
‫العالم العربٍ‪.‬‬

‫ولد أخذ عبد الناصر هع حدوث اٖنمٗب َورط نفسه أكثر‪” :‬لد َعتمد بعض الناس أنٍ‬
‫سؤنتهز هذه الفرصة حتً أعلى فن الجههورَة العربَة الهتحدة‪ .‬أنا هسإول تجاه كل‬
‫سورٌ وتجاه كل هصرٌ وتجاه كل عربٍ فٍ هذا الوطى العربٍ‪ ،‬هسإول عى هذه‬
‫الجههورَة وعى هذه الوحدة“‪” ..‬لى أعلى هذا أبداا بؤٌ حال هى اْحوال ههها جابهنا هى‬

‫(‪) 235‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪169‬‬
‫الهتاعب“‪”..‬لررت أى أهد هذه الهناطك‪ ،‬وأى أحهٍ الشعب بإرسال لوات هسلحة هى‬
‫الماهرة‪ ..‬بدأت أَها أخوة الموات تتحرن‪ ،‬وتحرن اْسطول‪ ،‬وتحركت الطابرات تحهل‬
‫جنود الهظٗت‪ ،‬كاى فٍ ‪ 2000‬هى جنود الهظٗت علشاى َنزلوا فٍ الٗذلَة‪ ،‬ولكى هاذا‬
‫حدث؟ لمد استطاعت هذه الحركة الصؽَرة أى تمضٍ علً أساس العناصر الوطنَة“‪ .‬ولمد‬
‫زاد فشل لواته فٍ المضاء علً اٖنمٗب(‪ )236‬هولفه حر اجا‪ ،‬فاضطر إلً تؽََر لهجته‬
‫الواثمة‪ ،‬ولكنه لم َستطع أبداا أى َحتفظ بهاء وجهه‪” :‬وإنكم تعرفوى أننٍ اتخذت هنذ أَام‬
‫لرا ارا بؤى ٖ تتحول الوحدة العربَة بَى هصر وسورَا إلً عهلَة عسكرَة“‪” ،‬إننٍ أطلب‬
‫إلً جهَع الموي الشعبَة الهتهسكة بالجههورَة العربَة الهتحدة والوحدة العربَة أى‬
‫تدرن اِى أى الوحدة الوطنَة داخل الوطى السورٌ تحتل الهكانة اْولً“ (رؼم أنه كاى‬
‫هرارا)‪” ،‬لمد طلبت هى وزارة الخارجَة‬
‫ا‬ ‫لد وصؾ اٖنمٗب بالرجعَة والعهالة لٗستعهار‬
‫(‪)237‬‬
‫‪.‬‬ ‫ّأٖ تمؾ الجههورَة العربَة الهتحدة ا‬
‫حابٗ أهام عضوَة سورَا فٍ الجاهعة العربَة“‬
‫كها أطلك عبد الناصر الكثَر هى عبارات الندم علً هوافمته علً إتهام الوحدة‪ ،‬هته اها‬
‫الموهََى فٍ سورَا والشعب السورٌ بالضؽط علَه‪ ،‬هكذا هرتدَاا ثوب الضحَة(‪،)238‬‬
‫وبالتالٍ حهل السورََى هسإولَة الفشل هى البداَة إلً النهاَة‪ .‬وبذلن كاى َتخلص هى‬
‫كل هسإولَة‪ ،‬وفٍ نفس الولت كاى َحاول احتواء خصوهه الجدد بتبنَهم‪ ،‬فمد راح َهدد‬
‫وَتوعد حَى كاى َشعر بؤنه لادر علً تحطَم حكوهة اٖنفصال‪ ،‬إٖ أنه بعد تَمنه هى‬
‫عجزه حاول تبنٍ اٖنمٗب فعلًَّا دوى أى َتبناه صراحةا‪ ،‬بل ظل فٍ نفس الولت َهاجم‬
‫الحكوهة اٖنفصالَة تؤكَداا َٔهانه بالوحدة‪.‬‬

‫ولد كاى اٖنفصال كهزَهة كبَرة للناصرَة داف اعا لو ًَّا للبحث عى انتصارات بدَلة فٍ‬
‫الداخل والخارج‪ ،‬فكاى أحد العواهل وراء الضربات الجدَدة الهوجهة ضد رجال اْعهال‬

‫(‪) 236‬‬
‫تم أسر لواء الهظٗت الذٌ أرسله إلً الٗذلَة بؤكهله وفشلت العهلَة‪ .‬حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪-91‬‬
‫‪.92‬‬
‫(‪) 237‬‬
‫نملت هذه العبارات هى خطابات عبد الناصر التالَة لٗنفصال السورٌ هباشرة‪.‬‬
‫(‪ )238‬علً سبَل الهثال لال عبد الناصر بعد اٖنفصال‪” :‬فٍ سنة ‪ 58‬اتجهت كل اْحزاب السورَة وكل الكُتل فٍ الجَش‬
‫السورٌ ولابلتنٍ‪ ،‬وطلبوا هنٍ أى ألبل بالوحدة‪ ،‬وأنا فٍ هذا الولت لم ألبل‪ ،‬للت لهم‪ :‬إى الوحدة صعبة‪ ...‬الوحدة‬
‫حاجة هادَة سَتكتل لهدهها كل أعداء الوطى العربٍ‪ ،‬وكل أعداء الموهَة العربَة‪ ،‬ستتكتل لهدهها الرجعَة واٖستعهار‪،‬‬
‫الوحدة شٍء هادٌ‪ ،‬هش شٍء هعنوٌ‪ ،‬حَنها تموم سَجد اْعداء الهدؾ الذٌ َوجهوى إلَه الطعنات‪ .‬وللت لهم فٍ‬
‫هذه اَْام فٍ سنة ‪ 58‬فٍ َناَر‪ ،‬أو َوم ‪َ 15‬ناَر سنة ‪ 58‬بالذات‪ ،‬للت لهم إى إحنا َجب أى ننتظر خهس سنوات‪،‬‬
‫ونجرب وحدة التصادَة‪ ،‬ووحدة عسكرَة‪ ،‬ووحدة ثمافَة‪ ،‬ثم نتجه بعد ذلن إلً الوحدة الدستورَة‪ ...‬لالوا لٍ إَه؟ لالوا‬
‫لٍ ولكى سورَا تتعرض لٓخطار‪ ،‬سورَا تتعرض للضَاع‪ ،‬وبرفضن الوحدة إنها تتنكر لكل ها للت بالنسبة للموهَة‬
‫العربَة والوحدة العربَة‪ ،‬إى الوحدة هٍ الحل الوحَد ٔنماذ سورَا‪ .‬وللت لهم إى الشعب هنا فٍ هصر ٖ َهكى أى‬
‫َنسً للشعب العربٍ ولفته هعه فٍ ‪َ ٖ ، 56‬هكى أى َنسً للشعب السورٌ ولفته هعه حَنها حطم أنابَب البترول‬
‫حَنها اعتدي أنجلَز والفرنسََى وإسرابَل علَنا‪ ،‬للت لهم إى الشعب العربٍ هنا فٍ هصر ٖ َهكى أى َرضً بؤى‬
‫َهس الشعب العربٍ فٍ سورَا سوء؛ ولهذا فؤنا ألبل بهذه الوحدة‪ ،‬ألبلها وأنا أعلم الهصاعب التٍ ستمابلنٍ‪ ،‬ألبلها‬
‫وأنا أعلم العمبات التٍ ستمؾ فٍ طرَم ٍ‪ ،‬ألبلها وأنا أعرؾ الهشاق التٍ سؤٖلَها‪ .‬لَه للت هذا الكٗم؟ ْنٍ أعرؾ أى‬
‫الوحدة حَنها تموم كل صاحب هصلحة عاَز هصلحته بس هٍ اللٍ تتحمك‪ ،‬فَه تنالض فٍ الهصالح‪ ،‬فَه تنالض فٍ‬
‫أهداؾ السَاسََى‪ ،‬فَه تنالض فٍ أهداؾ الرأسهالََى‪ ،‬كل واحد طلب الوحدة لهصلحة تختلؾ عى اِخر‪ ،‬هم أجهعوا‬
‫علً الوحدة‪ ...‬السَاسََى ‪ -‬أنا ها بؤلولش الشعب ‪ -‬أجهعوا علً الوحدة‪ ،‬ولكى كل واحد كاى له سبب“‪ .‬كلهة الربَس‬
‫جهال عبد الناصر فٍ هَداى الجههورَة بشؤى اٖنفصال عى سورَا ‪1961/9/29‬‬
‫‪170‬‬
‫الهصرََى‪ ،‬وأحد العواهل وراء تحوله ضد أهام أحهد وتشجَع اٖنمٗب علَه ودخول‬
‫حرب الَهى‪ .‬كها دفع اٖنفصال عبد الناصر إلً تشدَد هجوهه أعٗهٍ علً اٖستعهار‪،‬‬
‫بدٖ هى اٖعتراؾ بالفشل الذاتٍ‪ .‬وكاى‬ ‫هصورا فشل الوحدة كنتَجة لهإاهرات خارجَة ا‬
‫ا‬
‫هذا اْسلوب‪ ،‬أٌ تفسَر الفشل بهإاهرة اٖستعهار والرجعَة هعتهداا داب اها لدي الناصرَة‪.‬‬

‫هباحثات الوحدة(‪:)239‬‬
‫بعد انمٗب ‪ 1963‬فٍ كل هى سورَا والعراق أصبح حزب البعث هشاركاا فٍ السلطة‬
‫فٍ كل هى البلدَى‪ ،‬كها أعلنت الحكوهتاى الجدَدتاى عى رؼبتهها فٍ الوحدة هع هصر‪.‬‬
‫وهى أجل تحمَك هذا الؽرض الهعلى رسهًَّا جرت هباحثات بَى البلداى الثٗثة خٗل عام‬
‫‪ .1963‬وَتضح هى هراجعة هلؾ الهباحثات أى أًَّا هى الحكوهات الثٗث لم ترؼب فٍ‬
‫آثارا عهَمة‪ ،‬ففٍ‬
‫الوحدة إٖ تحت لَادتها‪ .‬وبالنسبة للناصرَة كاى الدرس السابك لد ترن ا‬
‫النهاَة أعلى عبد الناصر بوضوح أنه ٖ َرؼب فٍ الوحدة فٍ ظل حزب البعث بوجه عام‪.‬‬

‫الهسؤلة الفلسطَنَة‪:‬‬
‫تحتل المضَة الفلسطَنَة أههَتها لدي النظام الهصرٌ هى عدة زواَا‪ :‬أولها‪ :‬الخطورة‬
‫التٍ َشكلها وجود دولة َهودَة توسعَة فٍ الهنطمة علً هصالح اْنظهة المابهة نفسها‪.‬‬
‫وثانَها‪ :‬اٖعتبار الكبَر هى لبل الحركة الموهَة العربَة لتلن الهسؤلة بشكل جعل هى‬
‫كبَرا لنهو اْولً خٗل الثٗثَنات واْربعَنات‪ ،‬بل وكانت هٍ العاهل الحاسم‬ ‫اْخَرة داف اعا ا‬
‫فٍ ترعرع فكرة العروبة فٍ هصر‪ .‬وهها ٖ شن فَه أى الحركة الموهَة العربَة‪ ،‬أو علً‬
‫اْلل‪ ،‬وجودها الكاهى َشكٗى ضؽ ا‬
‫طا هه ًّها علً النظام المابم‪ .‬وثالثها‪ :‬اْثر الذٌ خلفته‬
‫الهجرة الَهودَة وإلاهة إسرابَل هى طرد للسكاى العرب هى فلسطَى‪ ،‬والذَى صاروا‬
‫بالتالٍ ٖجبَى فٍ البلداى العربَة الهجاورة‪ ،‬هشكلَى عبباا أهنًَّا ‪ -‬سَاسًَّا علَها‪.‬‬

‫ولذلن لم َكى لحكوهة َولَو ‪ 1952‬أى تتهلص إلً ها ٖ نهاَة هى اتخاذ هولؾ هى‬
‫هسارا سلب ًَّا تها اها هنها‪ ،‬ففٍ البَانات اْولً لحكوهة‬
‫ا‬ ‫هذه المضَة‪ .‬ولد سارت فٍ البداَة‬
‫الضباط لم َرد ذكر لمضَة فلسطَى‪ .‬كها لرر نجَب بصراحة أى هسؤلة فلسطَى ٖ تههه‪،‬‬
‫ا‬
‫هركزا علً‬ ‫ضا‪” :‬لم ترد إسرابَل كنمطة فٍ جدول أعهالنا … كاى اهتهاهنا‬ ‫ووفماا له أَ ا‬
‫(‪)240‬‬
‫‪ .‬كها لم َؤت ذكر للهسؤلة فٍ برناهج هَبة التحرَر عام ‪ .1953‬ثم لام‬ ‫تحرَر هصر“‬
‫عبد الناصر سنة ‪ 1954‬بتخفَض الهَزانَة العسكرَة خهسة هََٗى جنَه‪ ،‬هصر احا‬
‫لرَتشارد كروسهاى وهو سَاسٍ برَطانٍ فٍ حزب العهال‪ ،‬علً حد زعم اْخَر ”أنه ٖ‬
‫َشؽل نفسه بإسرابَل‪ ،‬وإنها َركز علً التنهَة الداخلَة فٍ هصر‪ ..‬وأنه َعتمد أى إسرابَل‬
‫لَست خط ارا علً هصر إٖ ْى هصر ضعَفة التصادًَّا واجتهاعًَّا“(‪ .)241‬بل وتجاوزت‬

‫(‪ )239‬نشرت هباحثات الوحدة بالماهرة فٍ ‪.1964‬‬


‫(‪ )240‬كلهتٍ للتارَخ‪ ،‬ص ‪ .113‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬لصة السوَس‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )241‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬لصة السوَس‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪171‬‬
‫الناصرَة بعد للَل سلبَة حكوهات ها لبل ‪ ،1952‬فحاولت إَجاد هخرج سهل وؼَر‬
‫هكلؾ لمضَة الٗجبَى الفلسطَنََى فٍ لطاع ؼزة‪ ،‬وهو هشروع سَناء(‪ ،)242‬ثم هحاولة‬
‫أٌ ٍ هنهها‬
‫الصلح النهابٍ هع إسرابَل فٍ هفاوضات بارَس ‪ ،1954‬ولكنها لم توفك فٍ ّ‬
‫بسبب اٖنتفاضات الشعبَة فٍ لطاع ؼزة بالنسبة لٓول وتعنت إسرابَل نفسها بالنسبة‬
‫سا لاسَاا وكشؾ لها عى‬ ‫للهفاوضات‪ .‬وَبدو أى فشل هحاولة الناصرَة لد لمى اْخَرة در ا‬
‫هثٗ أى هدنة ‪ 1949‬لَست هٍ نهاَة‬ ‫حمَمة توازنات الموي فٍ الهنطمة‪ .‬فمد اكتشفت ا‬
‫طهوحات الصهَونَة‪ ،‬رؼم اعتراؾ اْنظهة العربَة بإسرابَل هى الناحَة الفعلَة وفماا‬
‫لهذه الهدنة‪ ،‬فوفماا لهدنة ‪ ،1949‬اتفك الجانباى‪ ،‬العربٍ وأسرابَلٍ علً لرار ولؾ‬
‫إطٗق النار عند الخطوط التٍ انتهت بها حرب ‪ ،1948‬وهٍ الخطوط التٍ ظلت لابهة‬
‫إلرارا هى جانب اْنظهة العربَة بشرعَة دولة إسرابَل‪،‬‬
‫ا‬ ‫حتً ‪َ 4‬ونَو ‪ .1967‬وَعد هذا‬
‫وفماا للعرؾ الدولٍ(‪ .)243‬بل لاهت إسرابَل فٍ سبتهبر عام ‪ 1955‬باحتٗل هنطمة‬
‫العوجة جنوب لطاع ؼزة‪ ،‬وكانت هنطمة هحاَدة هنزوعة السٗح حسب اتفاق هدنة‬
‫‪ 1949‬هساحتها ‪ 145‬كم هربع‪ ،‬واستهرت إسرابَل فٍ احتٗل الهنطمة حتً بعد‬
‫انسحابها هى سَناء وؼزة بعد حرب ‪ .1956‬وكاى كل ها فعله نظام عبد الناصر هو تمدَم‬
‫احتجاج فٍ اْهم الهتحدة!‬

‫ورؼم هذه الههادنة الفعلَة كانت الدعاَة الناصرَة هعادَة ٔسرابَل تها اها‪ ،‬تهشَاا هع‬
‫هَل الحركة الموهَة العربَة (لم َشذ عى هذه الماعدة بلد عربٍ واحد)‪ ،‬بل وراحت تمنع‬
‫الجهاهَر العربَة بؤى الحكوهة تعد العدة وتجهز الجَوش لتحرَر فلسطَى بالموة وإعادة‬
‫وكثَرا ها هدد عبد الناصر نفسه‬ ‫ا‬ ‫الٗجبَى إلً دَارهم بعد تحطَم الدولة الصهَونَة‪.‬‬
‫بضرب إسرابَل وهى وراءها‪ .‬بل وصورت إسرابَل فٍ الدعاَة كهجهوعة هى العصابات‬
‫الضعَفة والتٍ ٖ حول لها وٖ لوة‪ ،‬والتٍ ٖ تصهد أهام الجَوش العربَة الجرارة‪.‬‬
‫وباختصار لدهت الدعاَة الناصرَة نظاهها فٍ شكل هتشدد للؽاَة وهعا ٍد للصهَونَة عدا اء‬
‫جذرًَّا‪ ،‬وهٍ الصورة الوحَدة التٍ كاى هى الههكى أى ترضٍ الجهاهَر العربَة‪ .‬ورؼم‬
‫هذا ٖ نستطَع أى نعد هذه الدعاَة الهكوى اْساسٍ للفكرة الناصرَة حول المضَة‬
‫الفلسطَنَة‪ ،‬تلن التٍ ٖ تتضح إٖ بتحلَل وجهة النظر الرسهَة‪ ،‬والتٍ تكونت لدي‬
‫حكوهة الضباط هى خٗل الهحاولة والخطؤ إباى أعوام ‪ .1955-52‬ولد بدأت هذه هنذ‬
‫البداَة كفكرة عاهة وهجردة‪ ،‬وأخذت تتحدد هع تحدد الناصرَة نفسها‪.‬‬

‫وتعبر لنا الخطوات اْولً للحكوهة الناصرَة عى فكرتها العاهة حول المضَة‬
‫الفلسطَنَة‪ .‬فالهفاوضات هع الؽرب وهع إسرابَل لتسوَة المضَة بشمَها‪ :‬الٗجبَى‪،‬‬
‫الحدود‪ ،‬تهثل هحاولة للبحث عى حل وسط ها‪ ،‬بإجراء بعض التعدَٗت علً نتابج حرب‬

‫(‪ )242‬الترحت الحكوهة اْهرَكَة هشروعَى آخرَى بخٗؾ هذا الهشروع‪ :‬هشروع الجزَرة‪ ،‬وهشروع جونسوى‪،‬‬
‫لتوطَى الٗجبَى فٍ سورَا ولبناى واْردى‪ ،‬ولد وافمت كل هى سورَا واْردى إٖ أى هماوهة الشعب الفلسطَنٍ حالت‬
‫دوى تنفَذ الهشروعَى‪ .‬عبد المادر َاسَى‪ ،‬شبهات حول الثورة الفلسطَنَة‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )243‬ولد ذهب هحهود رَاض‪ ،‬وزَر خارجَة هصر الناصرَة لفترة طوَلة‪ ،‬هذا الهذهب‪ .‬هذكرات هحهود رَاض‬
‫(‪ ،)1981-1948‬ص ص ‪.25-24‬‬
‫‪172‬‬
‫‪ .1948‬وفٍ ‪ 1955‬وبعد فشل الناصرََى فٍ إَجاد هثل هذا الحل‪ ،‬أعلى عبد الناصر‬
‫صراحةا عى فكرته وعلً الهٓ‪ ،‬ففٍ باندونج أصدر تصرَ احا بؤنه َعتمد بؤى ها عرضته‬
‫اْهم الهتحدة عام ‪َ 1948‬كهى اعتباره ح ًّٗ هرض اَا(‪ .)244‬وهنذ ذلن الولت أصبحت هصر‬
‫الناصرَة هلتزهة بمرارات اْهم الهتحدة‪ .‬ولد تكرر التصرَح السابك نفسه علً لساى‬
‫عبد الناصر أكثر هى هرة(‪.)245‬‬

‫ولد لام الربَس التونسٍ بورجَبة (تُكتب‪ :‬بورڨَبة‪ ،‬بالعربَة التونسَة) عام ‪1965‬‬
‫بالهبادرة بالتراح حل وسط هى أجل التوصل إلً سٗم دابم وعٗلات طبَعَة بَى الدول‬
‫العربَة وإسرابَل‪ ،‬فمدم هشروعاا هحدداا للحل النهابٍ للمضَة الفلسطَنَة‪َ ،‬تلخص فٍ‬
‫تنفَذ لرار التمسَم الذٌ أصدرته اْهم الهتحدة عام ‪.)246(1947‬‬

‫وفور إعٗى بورڨَبة ٖلتراحاته هبت أجهزة أعٗم العربَة الرسهَة بوصفه بالخابى‬
‫والعهَل‪ ،‬وأعلنت اْنظهة العربَة عى تهسكها بمرارات هإتهرات المهة العربَة ورفضها‬
‫اٖعتراؾ بإسرابَل والصلح والتعاَش هعها‪ .‬وكاى الهإتهر اْول للمهة العربَة لد انعمد‬
‫فٍ َناَر ‪ 1964‬بهناسبة هحاوٖت إسرابَل الهتكررة لتحوَل هجري نهر اْردى‪ ،‬وأصدر‬
‫المرارات التالَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬إنشاء لَادة عربَة هوحدة بمَادة الفرَك علٍ عاهر‪.‬‬

‫‪ - 2‬إعداد الدراسات لتحوَل هَاه نهر اْردى فٍ سورَا ولبناى‪.‬‬

‫‪ - 3‬التولَع علً هَثاق الدفاع العربٍ الهشترن الذٌ ألزم كافة الدول العربَة الهولعة‬
‫علَه بؤى تعتبر أٌ اعتداء علً خطوط هدنة ‪ 1949‬اعتدا اء علَها جهَعاا‪.‬‬

‫‪ - 4‬إنشاء هنظهة التحرَر الفلسطَنَة علً أى تخضع أٌ عهلَة َموم بها الفدابَوى‬
‫لهوافمة المَادة العربَة الهوحدة‪ .‬واتفك الهجتهعوى علً تجنب استفزاز إسرابَل‬
‫وإعطابها حجة لشى الحرب لبل إكهال الجانب العربٍ استعداداته وتهَبه المتال‪.‬‬

‫فورا فٍ تحوَل هجري‬‫أها الهإتهر الثانٍ فعمد فٍ سبتهبر ‪ ،1964‬وتمرر فَه البدء ا‬
‫نهر اْردى فٍ سورَا ولبناى‪ .‬وأها الهإتهر الثالث (سبتهبر ‪ )1965‬فؤعلى فَه أؼلب‬
‫الحكام العرب أنه لَس بإهكانهم تخصَص اعتهادات إضافة للمَادة العربَة الهوحدة‪ .‬كها‬
‫لرارا َمضٍ بالتضاهى العربٍ والتعاَش السلهٍ بَى اْنظهة السَاسَة‬
‫ا‬ ‫اتخذ الهإتهر‬

‫(‪ )244‬ههدٌ عبد الهادٌ‪ ،‬الهسؤلة الفلسطَنَة وهشارَع الحلول السَاسَة (‪ ،)1974-1934‬ص ‪.251‬‬
‫(‪ )245‬ذكر بورلَبة (الهرجع السابك) التصرَح التالٍ لجهال عبد الناصر إلً هجلة ”رَالَتَه“ الفرنسَة‪” :‬وعندها‬
‫تستكهل الهنظهة (أٌ هنظهة التحرَر الفلسطَنَة) استعداداتها سوؾ نشرع فٍ العهل هى أجل تطبَك همررات اْهم‬
‫الهتحدة الخاصة بفلسطَى وبحموق العرب فٍ فلسطَى“‪” ...‬إى أهة تسعً إلً فرض همررات اْهم الهتحدة ٖ‬
‫هعتدَة“‪ ،‬ص ص ‪.259-258‬‬
‫(‪ )246‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.264-242‬‬
‫‪173‬‬
‫العربَة الهختلفة والعهل علً حل الهشاكل المابهة فٍ البٗد العربَة‪ ،‬هثل هشكلة الَهى‪،‬‬
‫و الحهلة العرالَة علً اْكراد‪ .‬وفٍ هذا الهإتهر جهدت المَادة العربَة الهوحدة وشلت‬
‫أعهالها(‪.)247‬‬

‫بدَٗ هحدداا ٖلتراحات بورڨَبة الٗحمة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وهى الواضح أى هإتهرات المهة لم تمدم‬
‫باستثناء تشكَل هنظهة التحرَر الفلسطَنَة هع تكبَلها‪ ،‬فكانت ا‬
‫بدَٗ شكلًَّا تها اها‪ .‬فلمد كاى‬
‫تجهَد اْوضاع أفضل لدي اْنظهة العربَة هى هعارن ؼَر هضهونة النتابج‪ ،‬وأفضل هى‬
‫حلول سلهَة تثَر هعارضة شعبَة واسعة‪ .‬وهى الواضح أى بورڨَبة كاى َختلؾ هع بمَة‬
‫الحكام العرب فٍ شٍء واحد أساسٍ‪ ،‬هو أنه كاى أكثر صراحة ووضو احا فٍ التعبَر عى‬
‫أحٗم هإٖء‪ ،‬ولد لدم ح ًّٗ وس اطا َتناسب إلً حد كبَر هع اْفكار الناصرَة ككل‪ ،‬وهو حل‬
‫هثالٍ بالنسبة لٓنظهة العربَة‪ .‬إٖ أنه حل لم تكى تستطَع هذه اْخَرة تبنَه صراحةا فٍ‬
‫ا‬
‫ضبَٗ‬ ‫سا وعداء للصهَونَة وٌْ تنازل ههها كاى‬ ‫ذلن الولت‪ ،‬أهام الجهاهَر الهتمدة حها ا‬
‫أهام إسرابَل‪ .‬وكانت اْنظهة نفسها تضطر فٍ سَاق إظهار نفسها بهظهر لوهٍ إلً‬
‫إشعال نَراى تلن الحهاسة أكثر وأكثر‪ ،‬ولد لام بورڨَبة نفسه بفضح هذا التنالض بطرَمة‬
‫هباشرة‪” :‬إننٍ التزهت داب اها لؽة أخٗص ولكى المادة أبدوا أثناء الهحادثات تفه اها أكبر‬
‫بكثَر هها أبدوه أهام الجهاهَر“‪” ..‬فهإٖء الزعهاء َعهدوى فٍ سبَل الهتاؾ لهم إلً‬
‫الظهور علً جانب كبَر هى الوطنَة فَٗطفوى الهَول وَعدونهم بتحمَك آهالهم بَى‬
‫عشَة وضحاها‪ ،‬وبهجرد ها َحاول زعَم ‪ -‬والحالة تلن ‪ -‬تدبَر وسَلة تستهدؾ ح ًّٗ‬
‫وس اطا إٖ ووجد نفسه هتضاَ اما فٍ أعهاله وفٍ طرق تصرفه“(‪” ..)248‬وَتعذر علً الدول‬
‫العربَة المَام بؤٌ عهلَة هجوهَة فٍ الولت الحاضر لسببَى‪ :‬أولهها أنها ؼَر هتؤهبة‬
‫لهواجهة الحرب‪ ،‬وٖ لابلة لهبدأ تسلل عصابات الهماوهَى هى أبناء فلسطَى“(‪.)249‬‬
‫وراح بورڨَبة َفضح همررات المهة‪” :‬وكانت خطتنا تستهدؾ أحد أهرَى‪ :‬إها أى ترضخ‬
‫إسرابَل لهمررات الهنظهة الدولَة ‪ -‬وهو اْبعد ‪ -‬فتسهح برجوع الٗجبَى وتتنازل عى‬
‫لسم هى اْرض الهحتلة‪ ،‬فتؽَر بذلن هعطَات الهشكل لصالح العرب‪ ،‬وذلن بمَام دولة‬
‫فلسطَنَة حرة تكوى هٍ لاعدة اٖنطٗق للهعارن المادهة هى أجل الحل النهابٍ‪ ،‬وأها ‪-‬‬
‫وهو اْلرب ‪ -‬أى تصر إسرابَل علً الرفض فَضعؾ هولفها فٍ الهجال الدولٍ بتضاإل‬
‫عدد أنصارها‪ ،‬وبها سَجده حت اها أصدلاإها هى حرج فٍ التهادٌ علً تؤََدها رؼم‬
‫خروجها عى شرعَة الهم الهتحدة وبذلن َكوى الهولؾ العربٍ هو اْلوي فٍ صورة‬
‫استعهالنا الموة لتطبَك المانوى الدولٍ“(‪” )250‬واعتمادٌ أى الشخصَات الرسهَة التٍ‬

‫(‪ )247‬صالح صابب الجبورٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.448-445‬‬


‫(‪ )248‬ههدٌ عبد الهادٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫(‪ )249‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫(‪ )250‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.255-254‬‬
‫‪174‬‬
‫تسرعت إلً إبداء اٖستنكار إنها فعلت ذلن بؽَة هرضاة ج‪.‬ع‪.‬م‪ .‬وذلن ْسباب داخلَة ٖ‬
‫تؽرب عى أحد“(‪.)251‬‬
‫كذلن لام الربَس التونسٍ بإرسال خطاب إلً عبد الناصر َحهل نفس الهعانٍ‪” :‬ولمد‬
‫للتم لٍ بلسانكم خٗل خٗل هحادثة لنا عى ذلن (َمصد لضَة فلسطَى) أنكم أثرتم هوجة‬
‫هى الؽضب لها صرحتم به فٍ هإتهر باندونج بؤى ها عرضته اْهم الهتحدة سنة‬
‫‪َ )252(1948‬هكى اعتباره ح ًّٗ ُهرضَاا فؤجبتكم بؤنٍ هستعد ٖتخاذ هوالؾ جرَبة فٍ هذا‬
‫الصدد وأضفت هاز احا‪ :‬وآهل أى ٖ تهاجهنٍ عندبذ أبواق إذاعة الماهرة وصوت العرب“‪..‬‬
‫”وإى الخطة التٍ الترحتها فٍ أرَحا والمدس ولبناى ثم شرحتها ووضحتها فٍ‬
‫تصرَحات هتوالَة ٖ تختلؾ فٍ الجوهر عى الهولؾ الذٌ أعلنتم عنه سنة ‪ ،1955‬ولد‬
‫تمدهت بهذه الخطة نفسها فٍ الخطاب الذٌ ألمَته فٍ اٖجتهاع اْول لرإساء الدول‬
‫العربَة بالماهرة فٍ جانفٍ (َناَر) هى سنة ‪” ..“1964‬وهٍ ٖ تختلؾ (أٌ خطته) فٍ‬
‫جوهرها عى الهولؾ الذٌ عبرتم عنه بالتضاب فٍ تصرَحاتكم اْخَرة إلً هجلة‬
‫”رَالَتَه“ ‪ Réalités‬ووكالة أنباء ”أوبرا هوندٌ“‪ ،‬إذ للتم ها هعناه أى العرب‬
‫راضوى بها طالب به اْفارلة واِسَوَوى سنة ‪ 1955‬هى رجوع إلً همررات اْهم‬
‫الهتحدة فٍ خصوص لضَة فلسطَى“(‪.)253‬‬
‫ا‬
‫لابٗ‪” :‬ولبى‬ ‫وفٍ خطاب لبورڨَبة راح َعلك علً ههاجهة عبد الناصر لهمترحاته‬
‫ذهبت أنا إلً اعتبار تطبَك تلن الهمررات هرحلة نحو الحل النهابٍ فإى الهفهوم هى‬
‫تصرَحات الربَس الهصرٌ أى الهمررات الدولَة تهثل ألصً ها َهكى أى َطالب به‬
‫العرب والفلسطَنَوى هى حموق“‪” ..‬ولد تنبه الصحفٍ ههثل الهجلة الفرنسَة (َمصد‬
‫رَالَتَه) إلً هذه النمطة فمال‪ :‬لنفرض لحظة ‪ -‬وإى كاى ذلن ؼَر والعٍ ‪ -‬أى إسرابَل‬
‫تمبل برجوع الٗجبَى العرب وأى همررات اْهم الهتحدة َهكى تطبَمها‪ ،‬فإنه َبمً بعد ذلن‬
‫ٖ هحالة كَاى دولة إسرابَل وسط الوطى العربٍ‪ ،‬فهل تمبلوى ذلن؟ الجواب (َمصد جواب‬
‫ناصر)‪ :‬إى اْهم اْفرَمَة اِسَوَة لالت فٍ ندوة باندونج أنها ترضً بتطبَك همررات‬
‫اْهم الهتحدة والدول العربَة هتفمة هعها فٍ ذلن“(‪.)254‬‬

‫الخٗصة أى الناصرَة لم تذهب بخصوص المضَة الفلسطَنَة أبعد هها ذهبت اْهم‬
‫الهتحدة‪ ،‬ولم تكى لها خطة هختلفة‪.‬‬
‫وهعنً ذلن أى الناصرَة (وهعها كل اْنظهة العربَة) ولفت هى إسرابَل هولفاا دفاعًَّا‬
‫بحتاا‪ ،‬أها تحطَم الدولة الصهَونَة فلم َكى أبداا أحد هشارَعها العهلَة‪.‬‬

‫(‪ )251‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫(‪ )252‬صدر المرار ‪ 194‬عام ‪ 1948‬هى الجهعَة العاهة بتدوَل المدس وعودة الٗجبَى الفلسطَنََى‪ .‬هجلة ”شإوى‬
‫عربَة“‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫(‪) 253‬‬
‫ههدٌ عبد الهادٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫(‪ )254‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪175‬‬
‫أها فٍ الدعاَة الجهاهَرَة فكاى روح الكٗم هختلفاا تها اها عى روح الهوالؾ الرسهَة‪،‬‬
‫تفسَرا لهذا اٖختٗؾ سوي خوؾ اْنظهة هى الحركة الموهَة العربَة التٍ كانت‬‫ا‬ ‫وٖ نجد‬
‫ٖ تزال لوَة حَى أعلى بورڨَبة عى هشروعه‪ .‬ولَس هنان هى شن فٍ أى اْنظهة‬
‫العربَة فٍ ذلن الولت كانت تتهنً أى تضعؾ إسرابَل إلً ألصً حد حتً َمل خطرها‬
‫علً تلن اْنظهة‪ ،‬إٖ أى تحمَك هذه اْهنَة كاى َتطلب هنها ها َفوق طالتها‪ .‬فاْهر‬
‫َحتاج إلً تعببة الجهاهَر العربَة وإجراء إصٗحات اجتهاعَة جذرَة‪ ،‬تهكى هى إعداد‬
‫التصاد لوٌ وجَش لادر علً هزَهة إسرابَل‪ .‬ولذلن وجدنا أنه‪ ،‬رؼم الدعاَات الهلتهبة‬
‫والتهدَدات العنَفة ولؽة أصرار علً دق طبول الحرب‪ ،‬لم تتخذ اْنظهة العربَة‪،‬‬
‫وضهنها النظام الناصرٌ‪ ،‬خطوة عهلَة فعالة تهكنها هى إلحاق الهزَهة بذلن العدو‬
‫الموٌ‪.‬‬

‫فعلً الصعَد العهلٍ لم تكى الناصرَة جادة حتً فٍ تطبَك أفكارها الوسطَة حول‬
‫المضَة الفلسطَنَة‪ .‬فرؼم إدعابها التجهَز للحرب ضد إسرابَل ورؼم اْناشَد الحهاسَة‬
‫واْؼانٍ الداعَة للحرب والواعدة للشعب الفلسطَنٍ باسترداد أرضه وشَكاا‪ ...‬إلخ‪ ،‬لم‬
‫تعهل حكوهة َولَو حسا ابا َذكر لَوم الحرب هع إسرابَل‪ .‬وبعكس ها روجته الدعاَة‬
‫الرسهَة طوال سنوات ‪ ،1967-1955‬لم ت ُ ِع ّد الناصرَة جَشها للمتال ضد إسرابَل‪ٖ ،‬‬
‫فٍ الهجوم وٖ حتً فٍ الدفاع‪ .‬ورؼم تفاخرها وادعابها اهتٗن ألوي جَش ضارب فٍ‬
‫الشرق اْوسط وباٖستعراضات العسكرَة الهبهرة‪ ،‬كاى الجَش حتً ‪ 1967‬ألرب ها‬
‫َكوى إلً جهاعات الكشافة‪ .‬ولد أبرزت حرب ‪ 1967‬هذه الحمَمة علً نحو فاضح‪ .‬فكاى‬
‫ذلن الجَش َضم عناصر ٖ َصلح أؼلبها للمتال‪ ،‬فالؽالبَة العظهً هى الجنود أهَوى‪،‬‬
‫والضباط سَبو التدرَب‪ ،‬والمَادة ٖ هم لها سوي اللهو‪ .‬كها كانت بنَة الجَش نفسها ٖ‬
‫تإهله للدخول فٍ أعهال عسكرَة حمَمَة‪ ،‬هى حَث الضبط والربط ونظام التدرَب وخطط‬
‫العهلَات‪ ...‬إلخ‪ ،‬كها أنه برؼم توفر أهدادات العسكرَة السوفَتَة لم َكى التدرَب كافَاا‬
‫علً أطٗق ٔعداد هماتلَى‪ ،‬كها لم تكى عهلَات الصَانة وأصٗح تتم بالشكل الهٗبم‪،‬‬
‫وعٗوة علً ذلن انؽهس الضباط فٍ لهو هعهم‪ ،‬أثناء حرب الَهى خاصة(‪ .)255‬ولم َكى‬
‫إعداد الجندٌ‪َ ،‬ستهدؾ إعداد هماتل‪ ،‬بل إعداد عبد َصلح لتمدَم الخدهات الشخصَة‬
‫للمادة والمَام بؤعهال السخرة الهدنَة‪ .‬فلم َجر إعداد العدة للهواجهة العسكرَة التٍ زعم‬
‫النظام أنه َعد لها هع إسرابَل‪ ،‬واكتفت السلطة بأَحاء بؤنها تستعد للحرب التٍ لم‬
‫َتحدد بعد أوانها‪ ،‬وتزعم أى لدَها أكبر لوة عسكرَة فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬وأنها علً‬
‫وشن سحك العدو‪ ،‬وذلن بخٗؾ تصرَحات رجالها أهام ههثلٍ الدول اْخري‪ ،‬وكذلن‬
‫تصرَحاتهم الجهاهَرَة فٍ اللحظات الحرجة‪ .‬وهى هذه اللحظات الحرجة إعٗى الحكوهة‬
‫السورَة فٍ أواخر ‪ 1966‬رؼبتها فٍ شى الحرب ضد إسرابَل لهنعها هى تحوَل هجري‬
‫نهر اْردى بالموة‪ ،‬هها أرؼم الناصرََى ‪ -‬الذَى بهتوا بهذه الدعوة ‪ -‬إلً إبداء بالػ‬
‫انزعاجهم علناا وإلً التنصل هباشرة هى الهسإولَات الموهَة التٍ لرروا هى لبل تحهلها‪.‬‬

‫(‪ )255‬تعد هذكرات دمحم فوزٌ وزَر الحربَة اْسبك (حرب الثٗث سنوات) وثَمة تشهد علً حالة الجَش الناصرٌ حتً‬
‫‪ .1967‬انظر أَضاا كتاب صالح الجبورٌ سابك الذكر‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫ففٍ تلن اللحظات كاى الزعَم َضطر إلً اٖعتراؾ بعجزه‪ .‬ففٍ ‪َ 26‬ونَو ‪ 1962‬ا‬
‫هثٗ‬
‫أعلى ناصر أهام الهجلس التشرَعٍ الفلسطَنٍ أنه ٖ َهلن خطة لتحرَر فلسطَى‪” :‬ها‬
‫ألدرش ألول إى أنا عندٌ خطة لتحرَر فلسطَى‪ ،‬لو بالول لكم دلولت أنا عندٌ خطة‬
‫لتحرَر فلسطَى أبمً بضحن علَكم وبمَت سَاسٍ ها أناش وطنٍ بتاجر فٍ السَاسة‪.‬‬
‫أٌ واحد النهارده بَمول عنده خطة لتحرَر فلسطَى َبمً بَضحن علَكم“‪ .‬ونٗحظ أى‬
‫صفمة اْسلحة السوفَتَة عام ‪ 1955‬لد جاءت فٍ إطار دفاعٍ هحض وبعد ؼارات‬
‫إسرابَل علً ؼزة خٗل عام ‪ ،1955‬أها لبل ذلن فمد كانت الناصرَة لد خفضت‬
‫الهَزانَة العسكرَة‪ .‬ولد برز ضعؾ الناصرَة علً نحو هكشوؾ فٍ ‪ 1964‬بهناسبة‬
‫تحوَل إسرابَل هجري نهر اْردى‪ ،‬إذ لررت الدول العربَة المَام بهشروع تحوَل هضاد‪،‬‬
‫إٖ أى الطابرات أسرابَلَة لاهت بأؼارة علً هوالع العهل‪ ،‬فها كاى هى اْنظهة إٖ أى‬
‫أولفت الهشروع تفادَاا لحرب شاهلة هع إسرابَل(‪.)256‬‬

‫وٖ شن أى تحلل بنَة الجَش لم َكى راجعاا فمط إلً عدم النَة فٍ المتال‪ .‬فبعض‬
‫العواهل َتعلك بفساد المَادة العسكرَة نفسها‪ ،‬تلن المَادة التٍ تهتعت بنفوذ لوٌ فٍ‬
‫سلطة الدولة ككل‪ ،‬وضَك أفمها وعدم كفاَتها هى الناحَة الفنَة‪ .‬كها َتعلك أَضاا بهبالؽة‬
‫النظام فٍ الهحافظة علً جَش سلس المَاد بإبعاد الهتعلهَى هى صفوفه بمدر أهكاى‪،‬‬
‫وتسلَم الهراكز المَادَة ْهل الثمة‪ ،‬بأضافة بالطبع إلً عدم وجود تصور لدي المَادة‬
‫العسكرَة لفكرة شى حرب فٍ الهستمبل ضد إسرابَل‪ ،‬حَث لم َكى هذا هدفاا فعلًَّا علً‬
‫جدول أعهال الناصرَة‪ .‬وٖ َنفٍ هذا تهنَات اْخَرة بكسر شوكة إسرابَل‪ ،‬إٖ أى اْهانٍ‬
‫شٍء وأهكانَة الوالعَة شٍء آخر (نمصد هنا أهكانَة بهعنً هحدد‪ ،‬أهكانَة فٍ ظل‬
‫ظروؾ هصر والهنطمة إباى الفترة الناصرَة‪ ،‬إهكانَة ذلن الكَاى الهسهً بالناصرَة)‪.‬‬

‫ولد انكشؾ تخاذل الناصرَة فٍ هواجهة إسرابَل فٍ عدة هوالؾ كاى أههها تخاذلها‬
‫إباى فترة الوحدة أهام هشروع إسرابَل لتحوَل هجري اْردى‪ ،‬بَنها نجحت سورَا‬
‫وحدها فٍ ولؾ هذا الهشروع عام ‪ 1953‬بالموة‪ .‬كها لم تنفذ بحزم هَثاق ‪1963‬‬
‫الخاص بنفس الهوضوع(‪.)257‬‬

‫ورؼم هَثاق الدفاع الهشترن بَى الدول العربَة لم تمم الطابرات الهصرَة وٖ السورَة‬
‫بحهاَة اْردى حَى شنت إسرابَل هجو اها علً بلدة السهوع اْردنَة فٍ ‪ 13‬تشرَى‬
‫همرا لٗجبَى الفلسطَنََى وفدابٍَ هنظهة التحرَر‬ ‫ًّ‬ ‫الثانٍ عام ‪ 1966‬باعتبارها‬
‫الفلسطَنَة(‪ .)258‬والحمَمة أى هذا التخاذل الذاتٍ كاى َفوق حتً الضعؾ الهوضوعٍ‬
‫للنظام نفسه‪.‬‬

‫(‪ )256‬ترَفور‪ .‬ى‪ .‬دوبوٌ‪ ،‬النصر الهحَِّر‪ ،‬ص ‪.263‬‬


‫(‪ )257‬شبلٍ العَسهٍ‪ ،‬فٍ الثورة العربَة‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ )258‬صالح الجبورٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.448-447‬‬
‫‪177‬‬
‫وفٍ ‪ 1966‬ولع انمٗب عسكرٌ فٍ سورَا‪ ،‬وجاءت حكوهة بعثَة َسارَة لررت‬
‫فورا‪ .‬وكاى بإهكاى هذه المَادة أى تستمطب تعاطؾ‬
‫التحضَر ٔعٗى الحرب علً إسرابَل ا‬
‫الجهاهَر العربَة‪ ،‬كها كانت عاهل تهدَد بجر الناصرَة إلً هعركة خاسرة هع إسرابَل‪.‬‬
‫فعٗ كجزء هى كارثة ‪.1967‬‬ ‫وَبدو أى هذا العاهل اْخَر لد تحمك ا‬

‫وشهدت صفحات الجرابد وأبواق أجهزة أعٗم اْخري فٍ هصر هجو اها بالؽاا علً‬
‫الحكوهة السورَة‪ ،‬هتههة إَاها بالطَش والهؽاهرة‪ .‬وكانت الحجة الرسهَة هٍ أى العرب‬
‫لم َصبحوا بعد ههَبَى للحرب‪ .‬وكانت هذه الحجة هٍ داب اها الشهاعة التٍ علمت علَها‬
‫الناصرَة تخاذلها‪ ،‬بَنها لم تكى تعهل فٍ الوالع علً تهَبة نفسها للحرب الهحتهة هع‬
‫إسرابَل‪.‬‬

‫وبجانب العجز والتهادى هى جانبها‪ ،‬لم تسهح الناصرَة فٍ الولت نفسه للفدابََى‬
‫الفلسطَنََى باٖنطٗق هى اْرض الهصرَة أو حتً هى لطاع ؼزة للمَام بعهلَات ضد‬
‫إسرابَل‪ ،‬بل وكانت أجهزة اْهى تعتمل وتعذب الفدابََى فٍ السجوى الهصرَة‪ ،‬خوفاا هى‬
‫استفزاز إسرابَل فٍ ولت لم َستعد فَه العرب بعد‪ .‬وهٍ حجة تبدو هنطمَة تها اها‪،‬‬
‫فالناصرَة ٖ تجهز نفسها للنضال ضد إسرابَل‪ ،‬وبذلن تكوى أَضاا ؼَر جاهزة لهواجهة‬
‫نتابج اْعهال الفدابَة‪ .‬إٖ أنه بعد استكهال إسرابَل عهلَة تحوَل هجري نهر اْردى‬
‫(‪ )1964‬وانكشاؾ عجز اْنظهة العربَة عى ولؾ هذه العهلَة‪ ،‬وتكوى ‪ 30‬هنظهة‬
‫فلسطَنَة فٍ الكوَت‪ ،‬هها َعكس تعطش الشعب الفلسطَنٍ للنضال بعد َؤسه هى‬
‫الناصرَة واْنظهة العربَة بوجه عام(‪ ،)259‬وخاصة هع نهو ”فتح“ الهتكونة هنذ‬
‫‪ ،1958‬لاهت الدول العربَة بزعاهة هصر بتكوَى هنظهة التحرَر الفلسطَنَة‪ ،‬لطعاا‬
‫للطرَك علً الهنظهات الهستملة عى اْنظهة وإلماء بهسإولَة تحرَر فلسطَى علً‬
‫عاتك الشعب الفلسطَنٍ‪ ،‬ولضهاى سَطرة اْنظهة علً كفاح الفلسطَنََى‪ ،‬تجنباا‬
‫سا للهنظهة‪،‬‬ ‫ٖستفزاز إسرابَل‪ .‬ونجحت الناصرَة فٍ جعل أحهد الشمَرٌ الهوالٍ لها ربَ ا‬
‫وبذلن راحت تبدٌ نفسها فٍ صورة الهناضل ضد الصهَونَة‪ ،‬ولم تنس بالطبع أى تكبل‬
‫هذه الهنظهة بكل المَود الههكنة‪ ،‬لكى برؼم تهوَل الدول العربَة للهنظهة لم تنجح هذه‬
‫فٍ لطع الطرَك علً ”فتح“ أو حتً فٍ هنافستها‪ .‬واضطرت اْنظهة فٍ النهاَة إلً‬
‫دعوة ”فتح“ لدخول الهنظهة عام ‪ ،1969‬هتنازلة عى شرط فرضه َاسر عرفات ‪1969‬‬
‫سا لهنظهة التحرَر الفلسطَنَة‪ .‬ولد لعبت فتح التٍ أعلنت عى نفسها‬ ‫وهو أى َكوى ربَ ا‬
‫سا فٍ تورَط الناصرَة فٍ حرب ‪ 1967‬كها سنري بعد‪.‬‬ ‫دورا هلهو ا‬
‫عام ‪ 1965‬ا‬
‫ولد اكتفت اْنظهة العربَة جهَ اعا باتخاذ هولؾ سلبٍ هى إسرابَل‪ ،‬تهثل فٍ الهماطعة‬
‫كاهٗ لط‪ ،‬بأضافة إلً عدم اٖعتراؾ الدبلوهاسٍ‬ ‫ا‬ ‫اٖلتصادَة التٍ لم تطبك تطبَماا‬
‫ورفض التعاهل الهباشر هعها فٍ الهنظهات الدولَة واللماءات الرَاضَة‪ ...‬إلخ‪ .‬بَنها‬
‫كانت هٍ تعد العدة للمضاء علً الهماوهة الفلسطَنَة وإخضاع اْنظهة العربَة نفسها‪.‬‬

‫(‪ )259‬عبد المادر َاسَى‪ ،‬شبهات حول الثورة الفلسطَنَة‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬
‫‪178‬‬
‫وَعد هولؾ الناصرَة هى المضَة الفلسطَنَة هوضوعًَّا وذاتًَّا فٍ الولت نفسه‪ .‬فهى‬
‫الناحَة الهوضوعَة لم َكى هى السهل فٍ هعركة بَى أنظهة أى َواجه نظام ضعَؾ‬
‫وهتخلؾ علً نحو جذرٌ نظا اها أكثر لوة وتمد اها (إسرابَل) دوى أى َتجاوز ذاته‪ ،‬أٌ‬
‫بالتحدَث وتعببة الهوارد‪ .‬وهى الناحَة الذاتَة لم َكى هذا النظام َهلن هى الكفاءة ها‬
‫َه ِ ّكنه هى استؽٗل طالاته الهادَة الهحدودة‪ ،‬وذلن بسبب عواهل التخلؾ السَاسٍ ‪-‬‬
‫الثمافٍ‪ .‬ولد عبر دمحم حسنَى هَكل بطرَمة بلَؽة عى هذا الحال بالمول‪” :‬إى الفارق بَى‬
‫الفكر اٖستراتَجٍ أسرابَلٍ والفكر اٖستراتَجٍ العربٍ هو أى أسرابَلََى َلعبوى‬
‫الشطرنج فٍ حَى أى العرب َلعبوى الطاولة“‪ .‬كذلن كاى العهل الفعلٍ لتحمَك حل وسط‪،‬‬
‫أٌ لتحمَك الفكرة الناصرَة َواجه بعاهل هضاد لوٌ‪ ،‬هو تحهس الحركة الموهَة العربَة‬
‫للمضَة الفلسطَنَة‪ ،‬وربها كاى حل الهشكلة نهابًَّا َهثل هو نفسه هشكلة لٓنظهة‬
‫العربَة‪ ،‬حَث َنتهٍ وجود العدو الخارجٍ الذٌ تبرر به استهرار فسادها وهعاناة‬
‫الجهاهَر وهطالبتها لها بالحافظ علً الوحدة الوطنَة‪ .‬فوجود تحدَات خارجَة َلعب‬
‫تمرَ ابا دور اٖنتصارات الخارجَة وربها َكوى دورها أكبر‪ ،‬فهٍ تبرر الشعارات فوق‬
‫الطبمَة وتإجل حل المضاَا اٖجتهاعَة‪ ،‬وكبت الصراعات الداخلَة‪ .‬ولد استخدهت‬
‫إسرابَل هٍ اْخري العدو العربٍ فٍ ل ّم شهل كَانها الهصطنع‪.‬‬

‫حركات التحرَر العربَة‪:‬‬


‫بعد لَام الوحدة الهصرَة ‪ -‬السورَة فٍ فبراَر ‪ 1958‬بعث أهام أحهد بى َحًَ إلً‬
‫عبد الناصر رسالة جاء بها‪” :‬هى أهَر الهإهنَى الناصر لدَى هللا أهام أحهد بى َحًَ‬
‫حهَد الدَى هلن الههلكة الهتوكلَة الَهنَة‪ .‬إلً فخاهة الربَس جهال عبد الناصر‪ .‬لمد‬
‫استخرت النجوم وبعد الحساب الطوَل تبَى لنا أى نجهكم َكسب نجم اِخرَى وَؽطٍ‬
‫علَه‪ ،‬ولهذا نرَد أى ننضم إلَكم‪ ،‬والولد البدر فٍ طرَمه إلً عندكم لبحث اْهور ونمل‬
‫رأَنا“(‪.)260‬‬

‫تلخص لنا هذه الرسالة طابع الحكم أهاهٍ كله‪ ،‬وهو فٍ تفصَٗته كاى شَباا أكثر‬
‫بشاعة هها تستطَع الكلهات أى تصوره‪ .‬ولد أدي هذا الوضع إلً تفجر الصراع‬
‫اٖجتهاعٍ فٍ شهال الَهى الذٌ شهد عدداا هى الهبات لاد هعظهها ضباط الجَش وذلن‬
‫لوضع حد لحكم أهاهة‪ ،‬خاصة بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ .‬ولد لعب الضباط الهدربوى‬
‫علً اْسلحة الحدَثة الدور اْكبر فٍ الحركة الثورَة فٍ الَهى‪.‬‬

‫وكانت انتفاضة ‪ 1948‬هٍ أبرز هذه اٖنتفاضات‪ ،‬استطاع خٗلها الضباط اٖستَٗء‬
‫علً السلطة لهدة خهسة وعشرَى َو اها(‪.)261‬‬

‫(‪ )260‬عبد هللا جزَٗى‪ ،‬التارَخ السرٌ للثورة الَهنَة‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ )261‬للولوؾ علً بعض التفصَٗت‪ ،‬انظر‪ :‬دمحم َحًَ الحداد‪ ،‬تارَخ الَهى السَاسٍ‪ ،‬ص ص ‪.384-379‬‬
‫‪179‬‬
‫رؼم بشاعة أهاهة ولفت الناصرَة هنها هولؾ الصدَك والحلَؾ‪ ،‬بل وأرسل عبد‬
‫الناصر رسالة لٕهام عام ‪َ 1955‬هنبه فَها بانتصاره علً هحاولة انمٗبَة لاهت بمَادة‬
‫عدد هى الضباط الهستنَرَى الذَى عرضوا تولَة أهاهة لشمَك أهام أحهد‪ ،‬والذٌ نجح‬
‫فٍ سحمها وإعدام لادتها(‪ .)262‬ولم تكى هذه التهنبة هجرد عهل دبلوهاسٍ‪ ،‬بل لم تتواى‬
‫إذاعة صوت العرب عى إدانة حكوهة اٖنمٗب لبل هزَهتها(‪.)263‬‬

‫وبعد سنوات للَلة‪ ،‬كانت الوحدة بَى هصر وسورَا والَهى(‪ .)264‬ولد عمدت صٗت‬
‫ٍ ِ عهد‬
‫الصدالة بَى إهام الناصرَة وإهام الَهى‪ ،‬إٖ أى هذه العٗلات كانت ألوي هع ول ّ‬
‫الَهى‪ :‬البدر‪ ،‬بل وكانت البعثة العسكرَة الهصرَة فٍ الَهى إباى فترة الوحدة تساند البدر‬
‫ضد الضباط الثورََى‪ .‬ولد استهر شهر العسل بَى هصر الناصرَة والَهى والسعودَة هنذ‬
‫انمٗب َولَو ‪ 1952‬حتً أوابل الستَنات‪ .‬ثم جاء الجفاء هى لبل أهام أحهد‪ ،‬إذ إنه رأي‬
‫ٖعتبارات ها لدَه أى َإَد عبد الكرَم لاسم ضد الناصرََى‪ ،‬كها أعلى سخطه علً‬
‫لرارات التؤهَم فٍ َولَو ‪ 1961‬فٍ هصر وإعٗى اٖشتراكَة الناصرَة‪ ،‬وأخذ َطلك‬
‫اْشعار فٍ هجاء اٖشتراكَة‪ .‬وهنذ ذلن الولت بدأت الناصرَة تإَد الهعارضة الجههورَة‬
‫فٍ الَهى‪ ،‬خاصة بعد اٖنفصال السورٌ فٍ ‪ .1961‬إذ اهتزت بهذا اٖنمٗب الصورة‬
‫بدَٗ فٍ الهعارضة الجههورَة فٍ شهال‬ ‫ا‬ ‫الموهَة للناصرَة‪ ،‬ولكنها سرعاى ها وجدت‬
‫الَهى‪ ،‬فتبنت الجناح الَهَنٍ فٍ هذه الهعارضة وعلً رأسه عبد الرحهى البَضانٍ الذٌ‬
‫هنح تسهَٗت هاهة فٍ الماهرة وأؼدلت علَه اْجهزة الناصرَة وعلً رجاله فٍ الَهى‬
‫وخارجه‪ ،‬بَنها لم َتهتع الضباط الرادَكالَوى والذٌ كانوا َعدوى العدة لٗستَٗء علً‬
‫السلطة بالفعل بؤٌ دعم(‪ .)265‬ولد أعدت جهاعة هى الضباط هى اتجاهات سَاسَة هختلفة‬
‫خطة لٗستَٗء علً السلطة دوى اٖستعانة بؤٌ لوة خارجَة علً أساس أى هصر التٍ‬
‫أخذوا هنها الضوء اْخضر سوؾ تهد لهم َد الهساعدة فٍ الولت الهناسب‪ ،‬ونجحت‬
‫خطتهم بالفعل وتهت أطاحة بأهام البدر فٍ سبتهبر ‪ .1962‬وجاء التدخل الهصرٌ فٍ‬
‫الَهى بؽرض تعوَض هاء الوجه الهفمود فٍ سورَا‪ .‬فكاى تحمَك نصر خارجٍ‪ ،‬كانت‬
‫كفَٗ باهتصاص نتابج اٖنفصال السورٌ ولو علً نحو‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫سهٗ‪،‬‬ ‫الناصرَة تتولع أى َكوى‬
‫جزبٍ‪ .‬كذلن كانت الناصرَة تسعً إلً هد نفوذها فٍ الهنطمة العربَة فٍ سَاق صراعها‬
‫الهحتدم آنذان هع اْحزاب الموهَة العربَة ونظام عبد الكرَم لاسم‪ .‬وبدأ التدخل بسرَة‬
‫واحدة ثم تطور‪ ،‬أو بهعنً أصح‪ ،‬تورطت الناصرَة تدرَجًَّا بسبعَى ألؾ جندٌ(‪.)266‬‬

‫(‪ )262‬عبد هللا جزَٗى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،14‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫(‪ )263‬دمحم َحًَ الحداد‪ ،‬تارَخ الَهى السَاسٍ‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫(‪ )264‬هى الطرَؾ أنه لَس الناصرَوى فمط هم الذَى دعهوا أهام أحهد‪ ،‬بل أَد الشَوعَوى الَهنَوى أَضاا ها أسهوه‬
‫بالدور التمدهٍ لٕهام خٗل الخهسَنات‪Fred Halliday, Op.cit., chapter three .‬‬
‫(‪ )265‬انظر‪ :‬عبد هللا جزَٗى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )266‬أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ .‬نملها عى جهال عبد الناصر نفسه‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪180‬‬
‫وَعد التدخل الهصرٌ فٍ الَهى هى المضاَا التٍ أثَر حولها بعض الجدل داخل النظام‬
‫الناصرٌ وتعرض لٗنتماد هى لبل العناصر اْكثر هحافظة داخل النخبة‪ .‬وصورت الدعاَة‬
‫الرسهَة هذا التدخل بؤنه هجرد تطبَك لهبدأ هساعدة الثورة ضد الرجعَة فٍ العالم‬
‫العربٍ‪.‬‬

‫والحمَمة أى الدور الناصرٌ فٍ الَهى كاى هعمداا‪ .‬فمد رأَنا الناصرَة هى لبل تإَد‬
‫أهام ضد الضباط الرادَكالََى‪ ،‬حتً أصبحت هصالحها تتطلب هولفاا آخر‪ .‬وبتحلَل الدور‬
‫كثَرا عى هذا الدور فٍ سورَا‪ ،‬إذ جاء التدخل لصالح‬‫ا‬ ‫الناصرٌ ككل سنجد أنه لم َختلؾ‬
‫الجههورََى بوجه عام لتثبَت الصورة الموهَة للناصرَة‪ ،‬ولكنه فٍ الحمَمة لد ترافك هع‬
‫تحطَم اٖتجاهات الموهَة والتمدهَة فٍ الَهى‪ .‬فمد أَدت اٖتجاهات المبلَة‪ :‬البَضانٍ ‪-‬‬
‫العهرٌ ‪ -‬اَٖرَانٍ ‪ -‬النعهاى‪ ،‬ضد الجههورََى الرادَكالََى‪ :‬عبد هللا السٗل ‪ -‬عبد هللا‬
‫جزَٗى‪ ..‬ولاهت الهخابرات الناصرَة بتعمب وتصفَة الشَوعََى والجههورََى‬
‫الرادَكالََى والموهََى العرب الذَى شكلوا هجالس فٗحَة راحت تستولٍ علً اْرض‬
‫هى كبار الهٗن‪ .‬ولد بدأت تصفَة العناصر الثورَة بعد تشكَل أول وزارة جههورَة‪ .‬ولد‬
‫عاهلت الناصرَة هعارضَها فٍ الَهى بالنفٍ أو التشهَر بهم أو احتجازهم فٍ الماهرة‬
‫وأحَاناا بأعدام(‪ . )267‬وفٍ الولت نفسه لم تعهل علً إلاهة دولة هركزَة لوَة‪ ،‬فشجعت‬
‫المبابل بالرشوة(‪ ،)268‬كها لم تعهل علً تسلَح الجَش الجههورٌ جَداا‪ ،‬بل استولت هرات‬
‫عدة علً اْسلحة السوفَتَة التٍ أرسلت إلَه(‪ .)269‬وبعد تعرضها لهزابم هرَرة عام‬
‫‪ ،)270(1964‬راحت الناصرَة تبحث عى حل وسط بَى الجههورََى والهلكََى‪ ،‬كها لدهت‬
‫وأخَرا خضعت لشروطها وانسحبت‬ ‫ا‬ ‫تنازٖت للسعودَة عام ‪ 1965‬هى أجل إنهاء الحرب‪،‬‬
‫عام ‪ . 1967‬وكاى النتَجة النهابَة سَطرة العناصر الَهَنَة علً الحكم‪ ،‬خاصة بعد‬
‫انمٗب ‪ 1967‬الذٌ أطاح بعبد هللا السٗل بتؤََد عبد الناصر‪.‬‬

‫وهى شهال الَهى انتمل نفوذ الناصرَة إلً الجنوب أَضاا‪ .‬فبَنها ساعدت برَطانَا‬
‫المبابل الهلكَة فٍ الشهال‪ ،‬دعهت الناصرَة لوات الجبهة الموهَة فٍ عدى التٍ كانت‬
‫تكافح الوجود البرَطانٍ‪ ،‬ولد بدأ هذا الدعم فمط بعد أى لدهت برَطانَا السٗح للهلكََى‬
‫فٍ الشهال بَنها لم تمدم الناصرَة أٌ سٗح لثوارالجنوب لبل ذلن‪ .‬وفٍ البداَة حاولت‬
‫الحصول علً اعتراؾ برَطانَا بالجههورَة دوى جدوي‪ ،‬فلجؤت إلً دعم ثوار الجنوب‪.‬‬
‫وبدأ الدعم فٍ ‪ 1963‬حَى اشتد هجوم الهلكََى الذٌ استهر حتً ‪ 1964‬بنجاح‪ .‬أها بعد‬
‫ذلن فمد اتجهت الجبهة الموهَة إلً الَسار وبدأت عناصرها الهماتلة تتبنً الهاركسَة‬

‫(‪Fred Halliday. Op. cit., p. 116 )267‬‬


‫(‪ )268‬بلؽت الرشوة الهوزعة علً المبابل خٗل فترة الحرب الَهنَة ‪ 60‬هلَوى جنَه استرلَنٍ‪ ،‬أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع‬
‫السابك‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫(‪Fred Halliday, Op.cit. pp. 115-116 )269‬‬
‫(‪ )270‬بلؽت الخسابر ‪ 10‬آٖؾ لتَل حسب ها ذكر حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .261‬بَنها ذكر هالَداٌ (الهرجع‬
‫السابك) أنها بلؽت ‪ 15.195‬ا‬
‫لتَٗ فٍ الفترة هى أكتوبر ‪ 1962‬وَونَو ‪ ،1964‬ص ‪.111‬‬
‫‪181‬‬
‫أفكارا ثورَة‪ .‬وهنذ بروز هذا التحول تولفت الناصرَة عى إهداد الجبهة الموهَة‬
‫ا‬ ‫وتطرح‬
‫بالسٗح‪ ،‬بل ولاهت ذات هرة بتوجَه الدعوة لبعض لادتها إلً الماهرة للحوار واعتملتهم‬
‫عدة شهور(‪ .)271‬وفٍ هواجهة الجبهة الموهَة أنشؤت الناصرَة ها أسهته ”هنظهة تحرَر‬
‫جنوب الَهى الهحتل“‪ ،‬شكلتها هى هشاَخ المبابل وأعوانهم وزودتهم بالسٗح‪.‬‬

‫وهى هنا أصبح هدؾ الناصرَة اْساسٍ فٍ جنوب الَهى هنع لَام حكوهة رادَكالَة‬
‫أهرا حتهًَّا‪ ،‬بتدعَم الهشاَخ والضؽط علً الجبهة الموهَة‬
‫بعد اٖستمٗل الذٌ بدا ا‬
‫(‪)272‬‬
‫‪ .‬إٖ أى‬ ‫ٔجبارها علً اٖنضهام تحت لواء الهشاَخ إلً جبهة تحرَر جنوب الَهى‬
‫النتَجة كانت عكس ها أرادت‪ ،‬فماهت حكوهة َسارَة رادَكالَة فٍ الجنوب بعد أربع‬
‫سنوات هى الكفاح الهسلح‪.‬‬

‫وخٗصة المول أى الدور الناصرٌ فٍ الَهى ٖ َهكى تفسَره بدوافع أَدَولوجَة‬


‫هباشرة‪ ،‬وإنها بهصالح الناصرَة‪ ،‬وكاى هسار هذا الدور هو العهل علً عمد اتفاق وسط‬
‫بَى لوي التحدَث والرجعَة الَهنَة‪ .‬وهى اْهور الجدَرة بالهٗحظة أى الناصرَة لم‬
‫تعهل أبداا علً تحمَك فكرتها السلهَة عى الوحدة العربَة رؼم وجود عشرات اْلوؾ هى‬
‫وبدٖ هى ذلن شجعت‬‫ا‬ ‫ا‬
‫أصٗ هذه الفكرة علً الشعب الَهنٍ‪.‬‬ ‫جنودها فٍ الَهى‪ ،‬ولم تمترح‬
‫المبابل وفماا لهبدأ استعهارٌ تملَدٌ‪ :‬فوق تسد‪ ،‬وكانت النتَجة هٍ لَام حكم رجعٍ هوا ٍل‬
‫للسعودَة فٍ شهال الَهى‪ .‬وكانت النتَجة النهابَة لهذا النظام هٍ تحول الَهى بخطً‬
‫سرَعة هى بلد لبل رأسهالٍ إلً بلد تابع ‪ -‬هتخلؾ‪ ،‬وهو َهثل خطوة تحدَثَة بالنسبة‬
‫لظروؾ ”الَهى السعَد“ ولكنها خطوة ساههت هع خطوات أخري فٍ لطع الطرَك علً‬
‫تحوٖت أكثر رادَكالَة كانت ههكنة‪ .‬ولكٍ َكوى اْهر واض احا‪ ،‬علَنا أى نمارى بَى ها‬
‫حدث فٍ شهال الَهى وجنوبه هى حَث هستوي التحدَث‪ .‬وإذا كانت الناصرَة لد ساههت‬
‫فٍ إنماذ الجههورَة الَهنَة هى السموط تها اها‪ ،‬فهٍ بالهمابل لد ساههت فٍ المضاء علً‪،‬‬
‫أو علً اْلل‪ ،‬إضعاؾ التَارات التمدهَة والحركة الشعبَة‪ ،‬هعرللةا بالتالٍ هى لَام نظام‬
‫جدَد أكثر دَ ُهمراطَة‪ .‬أها إذا كانت لد ساههت دوى أى تمصد فٍ نجاح الجبهة الموهَة‬
‫فٍ الجنوب فهذا ٖ َهنحها أٌ صن‪ ،‬فأهام أحهد هو اِخر لد لدم نفس الهساههة‪ .‬علَنا‬
‫إذى أى نتهثل هنطك اْحداث هع اْحداث نفسها‪.‬‬

‫أها فٍ الجزابر فلم تصل اْهور إلً حد تدخل الناصرَة عسكرًَّا‪ ،‬ولم تتطلب لَام دور‬
‫ناصرٌ هباشر خاص‪ .‬ولد ساههت هصر الناصرَة فٍ تدعَم ثوار الجزابر بالهال‬
‫والسٗح وتدرَب الرجال‪ ،‬وذلن فٍ سَاق سَاستها الهعادَة لٗستعهار الهباشر‪ ،‬المدَم‪.‬‬
‫وهى اْهور الجدَرة بالهٗحظة أى اْسلحة الهصرَة كانت تصل إلً الجزابر عى طرَك‬

‫(‪ .Fred Halliday. Op. cit., p. 212 )271‬انظر كذلن‪ :‬فَتالٍ ناإوهكَى‪ ،‬كفاح الجبهة الموهَة هى أجل‬
‫اٖستمٗل ‪ -‬الَهى الجنوبَة والدَ ُهمراطَة الوطنَة‪ ،‬المسم الثانٍ‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬حَث تناول الكاتب بالتفصَل عٗلة‬
‫هصر الناصرَة بالجبهة الموهَة فٍ جنوب الَهى‪.‬‬
‫(‪ )272‬فَتالٍ ناإوهكَى‪ ،‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫البحر وعى طرَك البر عبر لَبَا باٖتفاق هع الهلن السنوسٍ وبتشجَع برَطانَا(‪ .)273‬كها‬
‫حصل الثوار علً أسلحة هى دول عربَة أخري وبعض دول أوروبا(‪ .)274‬أها تدرَب‬
‫اْفراد فكاى َتم فٍ عدة دول هنها تونس والهؽرب والعراق وألهانَا الشرلَة(‪ ،)275‬حَث‬
‫تسابمت تلن الدول فٍ تدعَم الثورة‪ ،‬وهع ذلن كاى الهصدر الربَسٍ لٓسلحة هو أسلحة‬
‫العدو الفرنسٍ ذاته التٍ كاى َستولٍ الثوار علَها (‪ %75‬هى هصادر أسلحتهم حتً‬
‫نوفهبر ‪.))276(1957‬‬

‫اْنظهة العربَة‪:‬‬
‫لم تستهدؾ الناصرَة فٍ عٗلتها هع اْنظهة العربَة تحمَك أحٗم إهبراطورَة كها‬
‫صورتها أحَاناا الدعاَة الؽربَة‪ .‬ولد تناولنا هى لبل بالتحلَل الهولؾ النظرٌ للناصرَة‬
‫هى اْنظهة العربَة وتبَنا كَؾ أنها لم تنظر إلً هذه اْخَرة كعدو ٖ للوحدة العربَة وٖ‬
‫للناصرَة نفسها‪ ،‬باستثناء نظام عبد الكرَم لاسم‪ ،‬اْكثر َسارَة ودَ ُهمراطَة وعدا اء‬
‫للؽرب هى الناصرَة‪.‬‬

‫ولد شهدت الفترة الناصرَة هعارن طاحنة بَى أطراؾ عدَدة علً الساحة العربَة‪:‬‬
‫الحركة الشَوعَة ‪ -‬الحركة الموهَة ‪ -‬اْنظهة ‪ -‬الموي اٖستعهارَة ‪ -‬الصهَونَة‪ .‬وكانت‬
‫الناصرَة تمَم تحالفها هع هذا الطرؾ أو ذان بحَث تحافظ بمدر أهكاى علً وجودها‪.‬‬
‫وبخصوص اْنظهة العربَة فمد اختلفت واتفمت هع هذا الطرؾ أو ذان إلً هذا الحد أو‬
‫ذان‪ ،‬بالؽة أحَاناا حد المطَعة الكاهلة‪ ،‬حَى رأت أى نظا اها هعَناا َهدد زعاهتها للعالم‬
‫العربٍ بشكل هباشر‪ ،‬خاصة عراق عبد الكرَم لاسم‪ .‬وهٍ لد فضلت داب اها الهصالح‬
‫المطرَة الهباشرة أو ؼَر الهباشرة علً أٌ هصالح أخري‪ .‬وهى وجهة نظرنا كانت‬
‫استراتَجَة الناصرَة دفاعَة تها اها هى حَث الهحتوي علً اْلل‪ .‬فمد تعرضت للحركة‬
‫الشَوعَة وللحركة الموهَة هى هذا الهنظور‪ .‬فهٍ لم تمدم نفسها للعالم كرسالة روحَة‬
‫(فحتً اشتراكَتها أسهتها اٖشتراكَة العربَة)‪ ،‬ولم َكى لدَها فٍ الولت نفسه إهكانَة‬
‫إلحاق ها أسهته باْهة العربَة بركابها‪ ،‬ولد تبَى لنا ذلن فٍ هثال الوحدة السورَة وفٍ‬
‫حرب الَهى وفٍ هولفها هى المضَة الفلسطَنَة‪.‬‬

‫وهولؾ الناصرَة هى اْنظهة العربَة اْخري هو الوجه اِخر لهولفها هى الحركات‬


‫الثورَة الرادَكالَة فٍ الهنطمة‪ .‬ولد أشرنا هى لبل إلً ولوؾ كافة اْنظهة العربَة‬
‫الهحافظة وراء الناصرَة إباى الهوجة الرجعَة التٍ لادتها فٍ الهشرق العربٍ فٍ‬
‫‪.1959/1958‬‬

‫(‪ )273‬أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.383‬‬


‫(‪ )274‬جواى جلَبٍ‪ ،‬ثورة الجزابر‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫(‪ )275‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ )276‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪( 135-134‬واضح أى هنان خطؤ هطبعًَّا بالهرجع حَث ذكر عام ‪.)1975‬‬
‫‪183‬‬
‫ولد كانت الناصرَة تماوم ‪ -‬فٍ حدود هعَنة ‪ -‬اْنظهة العهَلة علً نحو هكشوؾ(‪،)277‬‬
‫وذلن فٍ إطار هماوهتها لفكرة الحلؾ الهشترن هع الؽرب‪ .‬وهٍ لم تتواى فٍ فترة تكوَى‬
‫تؤخرا وههجَة‬
‫ا‬ ‫حلؾ بؽداد عى التحالؾ هع السعودَة والَهى(‪ ،)278‬أكثر اْنظهة العربَة‬
‫عرؾ باسم الحزام الجنوبٍ‪ ،‬بأضافة إلً سورَا طبعاا‪ .‬وفٍ‬ ‫فٍ ذلن الولت‪ ،‬هش ِ ّكلة ها ُ‬
‫فترة ٖحمة ولفت ضد هشروع الحلؾ أسٗهٍ بمَادة السعودَة‪ .‬فكانت تمؾ فٍ أؼلب‬
‫الولت ضد اٖستعهار الهباشر‪ ،‬وكؤنها تختار لّخرَى ها اختارته لنفسها‪ ،‬فالهحافظة علً‬
‫استمٗلها سَاسًَّا َتطلب تحمَك استمٗل أكبر عدد هى الدول‪ ،‬وبهعنً أكثر عهلَة‪َ ،‬تطلب‬
‫خطرا علً استمٗلها السَاسٍ‪ ،‬وإزالة فكرة اٖستعهار‬ ‫ا‬ ‫المضاء علً البإر التٍ تحهل‬
‫الهباشر نفسها هى السَاسة الدولَة‪.‬‬

‫وكانت الناصرَة فٍ نفس الولت تجتهد ٔلحاق الهزَهة بؤٌ هنافس هحلٍ لوٌ‪ ،‬وكاى‬
‫أخطر هنافس ظهر لها‪ ،‬ضهى اْنظهة العربَة‪ ،‬هو نظام عبد الكرَم لاسم‪ .‬وفٍ هواجهة‬
‫اْخَر التمً عبد الناصر بالهلن حسَى وأعاد هعه العٗلات الهمطوعة‪ ،‬كها تصالح هع‬
‫الهلن سعود‪ ،‬بل ولم َبد أٌ هعارضة لنزول لوات برَطانَة فٍ الكوَت لهواجهة تطلعات‬
‫لاسم لضهها للعراق(‪ .)279‬كذلن دبر عبد الحهَد السراج‪ ،‬وزَر داخلَة سورَا خٗل فترة‬
‫الوحدة‪ ،‬وبهوافمة ناصر حركة انمٗبَة دهوَة ضد لاسم‪ ،‬ولكنها سحمت بعنؾ هى لبل‬
‫الحزب الشَوعٍ العرالٍ‪ ،‬بهباركة هى الحكوهة العرالَة‪ .‬ولد هثل نظام عبد الكرَم لاسم‬
‫شب احا هفزعاا للناصرَة‪ ،‬إذ إنه لدم نفسه للشعوب العربَة كنظام هعاد لٗستعهار‪ ،‬أكثر‬
‫رادَكالَة ودَ ُهمراطَة وألل تسل اطا هى الناصرَة‪ ،‬أٌ طبعة عرالَة جذابة هى البونابرتَة‪،‬‬
‫إٖ أنه كاى اْضعؾ بحكم ظروؾ اٖستمطاب السَاسٍ الحاد فٍ العراق‪ ،‬وضعؾ هكانة‬
‫العراق فٍ العالم العربٍ همارنة بهكانة هصر وتؤثَرها الموٌ‪.‬‬

‫وبعد لاسم طرحت حكوهات سورَا والعراق علً هصر فكرة لَام اتحاد ثٗثٍ‪ ،‬فكاى‬
‫هولؾ الناصرَة سلبًَّا إلً أبعد حد وتبلور فٍ النهاَة فٍ رفض صرَح بحجة وجود‬
‫حزب البعث فٍ السلطة(‪ ،)280‬ذلن أى اْخَر كاى خص اها لوًَّا وهزع اجا كها رأَنا هى لبل‪.‬‬

‫(‪ )277‬لم َهنع هذا هى تحالؾ الناصرََى هع نظام نورٌ السعَد عام ‪ ،1954/53‬وهع السعودَة هنذ بداَة انمٗب‬
‫‪ 1952‬وحتً حرب الَهى‪.‬‬
‫(‪ )278‬كاى نظام أهاهة رؼم تؤخره اٖجتهاعٍ وهجهَته َرفض الخضوع للهَهنة اٖستعهارَة‪ ،‬ولام أهام بتنوَع‬
‫هصادر أسلحته‪ ،‬فعمد صفمة أسلحة هع اٖتحاد السوفَتٍ عام ‪ . 1956‬وكانت بعض الدوابر فٍ الَهى ترفض اٖكتفاء‬
‫بالهعونة اْهرَكَة وتري ضرورة هوازنتها بعٗلات هع السوفَت‪.‬‬
‫(‪ )279‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫(‪ )280‬انظر كتاب ”هحاضر جلسات هباحثات الوحدة“‪.‬‬
‫ولد أورد حهروش (الهرجع السابك) بضعة تعلَمات لعبد الناصر علً هسؤلة الوحدة الثٗثَة الهمترحة‪” :‬إذا كاى البعث‬
‫هو الذٌ َحكم سورَا وستكوى الوحدة هعه فؤنا علً ؼَر استعداد للبحث إطٗ الا“‪ .‬كها أعلى أنه َخشً تطبَك الهثل‬
‫هماٖ بعنواى‪” :‬إنٍ أعترض“‪ ،‬هاجم فَه حزب البعث‬ ‫ا‬ ‫المابل‪” :‬أنا وخوَا علً ابى عهٍ“‪ .‬وخٗل الهباحثات كتب هَكل‬
‫أذَع ‪ 12‬هرة هى أذاعة الهصرَة‪ ،‬ص ص ‪.128-119‬‬
‫‪184‬‬
‫ولد هرت تحالفات الناصرَة هع اْنظهة العربَة بعدة هراحل‪ :‬فبدأت بهحور هصر ‪-‬‬
‫السعودَة فٍ هواجهة فكرة الحلؾ الدفاعٍ هع الؽرب‪ ،‬ثم هصر ‪ -‬العراق بعد تولَع‬
‫اتفالَة الجٗء فٍ ‪ ،1954‬ثم هصر ‪ -‬سورَا ‪ -‬السعودَة ‪ -‬اْردى ‪ -‬الَهى‪ ،‬فٍ هواجهة‬
‫هشروع حلؾ بؽداد‪ .‬وبعد ذلن جاءت الوحدة السورَة فحرب الَهى‪ ،‬وتبعتها هرحلة‬
‫هإتهرات المهة التٍ دعا إلَها عبد الناصر لهواجهة هشارَع إسرابَل لتحوَل هجري نهر‬
‫اْردى‪ .‬ولد انتهت هإتهرات المهة بدوى أٌ نتابج هلهوسة‪ ،‬وذلن تحت شعار ”وحدة‬
‫الصؾ“‪ .‬وفٍ لحظة تالَة ظهر شعار ”وحدة الهدؾ“ فٍ ‪ 1966/65‬فٍ هواجهة‬
‫أخَرا شعار ”وحدة‬
‫ا‬ ‫الهجهة اٖستعهارَة الجدَدة فٍ الهنطمة والعالم الثالث عهو اها‪ .‬ورفع‬
‫الموي التمدهَة“‪ ،‬فبدأت هرحلة تعاوى بَى الناصرَة وبعض الهنظهات الهوالَة لها‪،‬‬
‫الهتبنَة للفكر الناصرٌ‪ ،‬فٍ الهنطمة وأحَاناا هع بعض الهنظهات الَسارَة الصؽَرة‪ ،‬هثل‬
‫الحزب الشَوعٍ السودانٍ‪ .‬إٖ أى نفس تلن الفترة شهدت هزَداا هى التمارب والتعاوى‬
‫بَى الناصرَة والموي المبابلَة والهحافظة فٍ شهال وجنوب الَهى‪ ،‬وهارست ضؽو اطا‬
‫شدَدة هى لبلها علً اٖتجاهات الَسارَة فٍ هذَى البلدَى‪ ،‬وهواجهة الجناح الَسارٌ‬
‫سا هع رجال اْعهال فٍ هصر نفسها‪ ،‬رؼم اتجاه‬ ‫لحزب البعث السورٌ‪ ،‬وتهادناا هلهو ا‬
‫َسارا‪ .‬والحمَمة أى التشدد فٍ الشعارات جاء هترافماا هع تدهور لوي الناصرَة‬ ‫ا‬ ‫الدعاَة‬
‫وشعورها بالخوار‪ ،‬فرفعت الشعارات الرادَكالَة كؽطاء للهسار الفعلٍ للوالع‪ .‬وهى‬
‫الهٗحظ أى الدعاَة الناصرَة لد اتجهت أكثر نحو الَسار هنذ هنتصؾ الستَنات‪ ،‬رؼم‪ ،‬أو‬
‫بسبب اٖنهَار اٖلتصادٌ وبدء تفكن النظام السَاسٍ‪ ،‬فٍ إطار الدفاع عى النفس‬
‫ولتبرَر الفشل والهزابم بعواهل خارجَة‪ .‬ولد رفع شعار ”وحدة الموي التمدهَة“ بعد‬
‫تصفَة أو إضعاؾ الجسم الربَسٍ للتَارات الرادَكالَة بتؤََد اْنظهة المابهة ولتذان‪.‬‬

‫وبعد هزَهة ‪ 1967‬عادت الناصرَة هى جدَد إلً شعار ”وحدة الصؾ“ لتتطابك‬
‫الشعارات هع الوالع الفعلٍ‪ .‬إذ عاد الوبام بَى اْنظهة العربَة فٍ هإتهر الخرطوم عام‬
‫‪ ،1967‬وانسحبت الموات الهصرَة هى الَهى‪ ،‬وتولفت الهخابرات الناصرَة عى إثارة‬
‫المٗلل فٍ الهشرق العربٍ‪ ،‬وتولؾ الناصرَوى عى ههاجهة اْنظهة العربَة اْشد‬
‫رجعَة‪ ،‬بل علً العكس ترعرعت الصدالة هى جدَد بَى هصر والسعودَة بعد تمسَم‬
‫نفوذهها فٍ الَهى خٗل هإتهر الخرطوم‪.‬‬

‫هنذ اِى فصاعداا تصبح هصر الناصرَة ضهى الجناح اْكثر هحافظة هى اْنظهة‬
‫العربَة وباتت تعتبر علً الساحة السَاسَة الرسهَة العربَة ضهى الحهابم‪.‬‬

‫هكذا كانت الناصرَة تمؾ ‪ -‬هوضوع ًَّا ‪ -‬هع بمَة اْنظهة العربَة فٍ خندق واحد‪،‬‬
‫ولكنها اجتهدت فٍ الحفاظ علً استمٗلها السَاسٍ‪ ،‬هثلها بذلت ألصً جهدها لمهر‬
‫ظا علً وجود اْنظهة‪ ،‬وهٍ ضهنها‪ .‬فكانت تتخذ هولفاا وس اطا بَى‬ ‫الثورات العربَة‪ ،‬حفا ا‬
‫اْنظهة الهحافظة والهنظهات الرادَكالَة‪ ،‬ولكى فٍ اللحظات الحرجة كانت داب اها ها تعود‬
‫إلً رشدها فتنضم‪ ،‬وؼالباا تمود‪ ،‬الطرؾ اْول‪.‬‬

‫‪ - 2‬الناصرَة فٍ هواجهة الموي اٖستعهارَة‪:‬‬


‫‪185‬‬
‫صا‪ ،‬فكاى هى الطبَعٍ أى‬
‫تحمك لهصر تحت حكم الناصرََى استمٗلها الهباشر هنمو ا‬
‫تعهل الحكوهة علً الهحافظة علً هذا أنجاز‪ ،‬وبالتالٍ علً هماوهة أٌ هحاولة‬
‫لزعزعة هذا اٖستمٗل‪ .‬وضهى وسابل الدفاع تدعَم هحاوٖت اٖستمٗل السَاسٍ للبلداى‬
‫الهستعهرة‪ .‬ولد رأَنا كَؾ كلؾ هذا اْهر هصر حرب ‪ 1956‬التٍ أدت هع ذلن إلً‬
‫تصفَة الوجود البرَطانٍ فٍ لناة السوَس‪.‬‬

‫ولد رأَنا كَؾ رفضت الناصرَة دخول حلؾ بؽداد وهشروع أَزنهاور‪ .‬والحمَمة أنها‬
‫لم تكتؾ بالرفض‪ ،‬بل عهلت بكل السبل علً إفشالهها‪ ،‬فماهت بتكوَى ها َشبه الحلؾ هع‬
‫سورَا وا لَهى والسعودَة أسهته بالحزام الجنوبٍ فٍ هواجهة حلؾ بؽداد‪ ،‬أو الحزام‬
‫الشهالٍ‪ .‬وكاى لهعارضتها للحلؾ تؤثَر علً تصاعد الهعارضة الوطنَة فٍ اْردى‪ ،‬بل‬
‫ونجاحها فٍ استٗم الوزارة عام ‪ ،1957‬وفٍ هحاصرة النظام العرالٍ الذٌ سمط بثورة‬
‫‪ .1958‬وهى الهٗحظ أى حلؾ بؽداد لد تعرض لهماوهة كافة اْنظهة العربَة الهعنَة عدا‬
‫نظام العراق نفسه‪ ،‬بل وكانت إسرابَل تعارض لَام الحلؾ‪.‬‬

‫سهٍ بهشروع أَزنهاور الذٌ تضهى‬ ‫وبعد حرب السوَس تمدهت الوَٖات الهتحدة بها ُ‬
‫تمدَم الهعونات اٖلتصادَة لدول الشرق اْوسط لهساعدتها علً هماوهة الشَوعَة‪ ،‬هع‬
‫استعداد هذه البٗد لمـبول التدخل اْهرَكٍ العسكرٌ فٍ الولت الهناسب لولؾ أٌ خطر‬
‫شَوعٍ‪ .‬وكانت صَؽة الهشروع هستفزة لٓنظهة المابهة فٍ الهنطمة‪ ،‬حَث أشار لوجود‬
‫”فراغ“ فٍ الشرق اْوسط بعد انسحاب برَطانَا هى لناة السوَس‪ .‬وفٍ هواجهة هذا‬
‫الهشروع تمدم السوفَت بهشروع هضاد َمضٍ باهتناع الدول اْربع الكبري عى تصدَر‬
‫أسلحتها للشرق اْوسط همابل ولؾ الوَٖات الهتحدة لهشروع إلاهة حلؾ عسكرٌ فٍ‬
‫الهنطمة‪ .‬ولد وافمت ثٗث دول عربَة علً هشروع أَزنهاور‪ ،‬هٍ‪ :‬لَبَا والعراق ولبناى‪،‬‬
‫بَنها تحفظت كل هى السعودَة والَهى ولم تستجب إسرابَل بَنها وافمت اْردى شفوًَّا‬
‫فمط(‪.)281‬‬

‫ولد تزعهت الناصرَة الدول الرافضة لهشروع أَزنهاور‪ ،‬فشنت حهلة إعٗهَة واسعة‬
‫طا علً‬‫ضده وساعدت حركات الهعارضة الوطنَة فٍ الهشرق العربٍ هشكلة ضؽ ا‬
‫حكوهات لبناى واْردى والعراق‪ .‬ولد تولؾ الهشروع تحت تؤثَر هماوهة الهنظهات‬
‫سا‪ ،‬وكذلن الناصرَة وحكوهة السعودَة‪ .‬أها فٍ لبناى فمد اشتعلت‬ ‫الموهَة‪ ،‬البعث أسا ا‬
‫الحرب اْهلَة علً أثر اؼتَال صحفٍ ناصرٌ فٍ بَروت‪ ،‬ولام الجَش اللبنانٍ بدور‬
‫ههدئ‪ ،‬هكتفَاا بفصل الفرق الهتحاربة‪ ،‬كها اضطر كهَل شهعوى إلً اٖستمالة تحت ضؽط‬
‫الوَٖات الهتحدة‪ ،‬هفس احا الطرَك أهام اللواء شهاب لَحكم لبناى فٍ ظل توازى سَاسٍ ‪-‬‬
‫عسكرٌ‪ .‬وجاءت هع شهاب حكوهة رشَد كراهٍ‪ ،‬فماهت بسحب هوافمة لبناى علً‬
‫هشروع أَزنهاور‪ .‬وإباى الحرب اْهلَة اللبنانَة لرر نورٌ السعَد دخول لبناى لهساعدة‬
‫أخَرا‬
‫ا‬ ‫الَهَى اللبنانٍ‪ ،‬وعلً أثر إصداره أواهر التدخل للجَش تهرد الجنود واشتعلت‬

‫(‪ )281‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪186‬‬
‫ثورة العراق‪ ،‬هنهَة نظام نورٌ السعَد وهعه أشَاء كثَرة‪ ،‬هنها هشروع أَزنهاور‪ .‬ولد‬
‫أَدت الناصرَة حكوهة شهاب فٍ لبناى وأَدت الثورة العرالَة فٍ البداَة‪.‬‬

‫وبمَام ها تسهً بثورة العراق سمط نهابًَّا هشروع الحلؾ الدفاعٍ للشرق اْوسط‪.‬‬
‫ولد لعب الدور اْساسٍ فٍ إفشال الهشروع وكذلن هشروع أَزنهاور الحركة الموهَة‬
‫فٍ الهشرق العربٍ‪ ،‬بالتحالؾ طبعاا هع الناصرَة والحكوهة السعودَة‪ ،‬والهوافمة‬
‫الصاهتة هى جانب إسرابَل بالطبع التٍ كانت ترفض لَام الحلؾ‪ ،‬خوفاا هى تسلَح الدول‬
‫العربَة وتهتَى عٗلتها بالؽرب للدرجة التٍ تهس دورها الخاص فٍ الهنطمة كماعدة‬
‫استراتَجَة له‪ .‬أها هولؾ الناصرَة فكاى فٍ سَاق دفاعها عى استمٗلها السَاسٍ‪ .‬ولد‬
‫كثَرا هى الحركة الموهَة فٍ الشام والعراق‪.‬‬
‫استفادت فٍ هذا الصدد ا‬
‫ولم تكتؾ الناصرَة بهولؾ الدفاع الهحض فٍ هواجهة الهحاوٖت اٖستعهارَة‬
‫لحرهانها هى اٖستمٗل السَاسٍ‪ ،‬بل بادرت‪ ،‬خاصة بعد حرب ‪ ،1956‬إلً الهجوم‪،‬‬
‫ولكى الهحسوب والهحدود اْهداؾ‪ .‬فهٍ لم تشعر بالخطر عند الحدود فحسب‪ ،‬وإنها‬
‫لهسته حَث وجد اٖستعهار الهباشر عهو اها أو الحكوهة العهَلة بشكل هباشر‪ ،‬خاصة أى‬
‫طا واسعاا فٍ أفرَمَا‪ ،‬فعمدت صٗت لوَة هع كثَر هى‬ ‫إسرابَل كانت تهارس نشا ا‬
‫حكوهاتها‪ ،‬وفتحت اْسواق أهام صادراتها‪ ،‬وكانت تجد ظروؾ التؽلؽل أسهل فٍ البلداى‬
‫طا بالؽرب‪ .‬فكاى هى أهم أهداؾ التوجه الهصرٌ إلً أفرَمَا هوازنة نفوذ‬ ‫اْكثر ارتبا ا‬
‫إسرابَل‪ ،‬ولكى ظل داب اها هدفها اْهم هو هماوهة اٖستعهار الهباشر‪ .‬ولد لدهت الناصرَة‬
‫لروضاا وهعونات هالَة هحدودة لبعض بلداى أفرَمَا وبعض حركات التحرر الوطنٍ ذات‬
‫التوجهات اٖجتهاعَة الهعتدلة‪ ،‬كها لاهت بتدرَب بعض هماتلٍ هذه الحركات عسكرًَّا فٍ‬
‫هصر‪ ،‬وزودتها بالسٗح وهنحت الٗجبَى السَاسََى حك اللجوء السَاسٍ‪ ،‬كها وجهت‬
‫إذاعات خاصة باللؽات الهحلَة اْفرَمَة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ولد ولفت الناصرَة داب اها عند حدود هساعدة حركات هناهضة اٖستعهار الهباشر‪،‬‬
‫ولكنها لم تمدم الهساعدة بنفس المدر لحركات التحرر الَسارَة‪ .‬وكذلن رفضت تمدَم‬
‫الهساعدات إلً الحركات الثورَة الرادَكالَة الهعادَة لٓنظهة الهعتدلة أو الرجعَة‪ .‬فعلً‬
‫سبَل الهثال رفضت هٍ وهجهل الدول اْفرَمَة تهثَل ثوار الكاهَروى فٍ هإتهر الدول‬
‫اْفرَمَة الهنعمد عام ‪ 1960‬فٍ أدَس أبابا‪ .‬ولد علك دمحم فاَك وزَر أعٗم الناصرٌ‬
‫حتً ‪ 1971‬علً هذا الهولؾ بصراحة كاهلة‪” :‬السبب الحمَمٍ كاى َكهى فٍ رؼبة‬
‫الدول الثورَة اْخري وعلً رأسها هصر أى َكوى العهل الجهاعٍ الثورٌ فٍ أفرَمَا‬
‫هوج اها فٍ هذه الحمبة ضد اٖستعهار هباشرة ولَس ضد حكوهات أفرَمَة ههها كاى‬
‫اتجاهها“(‪ . )282‬وتتضح حمَمة توجه السَاسة الناصرَة فٍ الخارج بشكل كاهل فٍ‬
‫هولفها هى أزهة الكونؽو‪ ،‬إذ أَدت هصر الناصرَة وهعها كثَر هى الدول اْفرَمَة حركة‬
‫سا للوهوهبا وكذلن لَبَا‬
‫الهماوهة التٍ لادها لوهوهبا (كانت ؼانا أكثر الدول تحه ا‬

‫(‪ )282‬دمحم فاَك‪ ،‬عبد الناصر والثورة اْفرَمَة‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫‪187‬‬
‫والهؽرب) ضد اٖستعهار البلجَكٍ‪ .‬بَنها أَدت ‪ 20‬دولة أفرَمَة تشوهبٍ الذٌ كاى َعد‬
‫سا للهرتزلة البَض هى أوروبا وجنوب أفرَمَا‪.‬‬
‫رجل بلجَكا والهستند أسا ا‬
‫واستهرت هساعدة هصر وبلداى أخري ْنصار لوهوهبا بعد أى نجحت لوات تشوهبٍ‬
‫فٍ لتل اْول والسَطرة علً أجزاء كبَرة هى البٗد‪ .‬وبعد ذلن ألَهت حكوهة هعتدلة‬
‫(وؼَر عهَلة هع ذلن) ضهت أنصار لوهوهبا وتشوهبٍ فٍ ابتٗؾ واحد‪ ،‬بَنها ظلت‬
‫بعض العناصر الرادَكالَة تسَطر علً بعض الهناطك بؽَة إلاهة حكوهة ثورَة‪ .‬ولكى‬
‫الناصرَة رفضت هساعدة هذه الحركة ”باعتبار أى ها كاى َحدث خٗل هذه الفترة فٍ‬
‫الكونؽو هى صراع ولتال إنها كاى هى شإونه الداخلَة“‪ ،‬رؼم أى تلن الحكوهة عادت‬
‫وطردت أنصار لوهوهبا الرادَكالََى‪ .‬إٖ أى الناصرَة راحت تساعد الثوار هرة أخري بعد‬
‫الؽزو اْهرَكٍ ‪ -‬البلجَكٍ عام ‪ ،1964‬فالشعب الكونؽولٍ أصبح هى وجهة نظر هصر‬
‫هباشرا ”ٖ َهكى‬
‫ا‬ ‫ؼزوا استعهارًَّا‬
‫ا‬ ‫الناصرَة ٖ َواجه هجرد حكوهة ٖ تهثله بل َواجه‬
‫السكوت علَه وإٖ لكاى إهدا ارا للكثَر هى المَم والهبادئ التٍ لم َهض علً إعٗنها هى‬
‫الماهرة إٖ أَام عندها عمد هإتهر عدم اٖنحَاز الثانٍ ولبله هجلس رإساء هنظهة‬
‫الوحدة اْفرَمَة“‪ .‬واتخذت تنزانَا وبرازافَل نفس الهولؾ الناصرَة‪ ،‬وعادت اْخَرة‬
‫هرة أخري لمطع الهعونات عى الثوار بعد انسحاب لوات الؽزو‪ ،‬ولام ربَس الكونؽو بطرد‬
‫تشوهبٍ هى الحكوهة ووعد بالتخلص هى الموات اْجنبَة فٍ بٗده‪ .‬وَضَؾ دمحم فابك‬
‫بالنسبة لهولؾ الناصرَة أى هساعدتها للوهوهبا كانت ؼَر حاسهة‪ .‬ففٍ سبتهبر ‪1960‬‬
‫لاهت بسحب لواتها هى الكونؽو بعد أى تدخلت اْهم الهتحدة لصالح الوَٖات الهتحدة‬
‫هباشرة‪ ،‬تاركة لوهوهبا بٗ هساعدة‪ ،‬لتسمط حكوهته وَمتل‪ ،‬ولد كاى َعتهد تها اها علً‬
‫الموات الهصرَة(‪ .)283‬وكاى لرار عبد الناصر َعنٍ عدم الرؼبة فٍ اٖنحَاز للهولؾ‬
‫السوفَتٍ ضد الوَٖات الهتحدة(‪.)284‬‬

‫ونستطَع المول بؤى هساعدات الناصرَة لحركات التحرر الوطنٍ اْفرَمَة كانت‬
‫(‪)285‬‬
‫سا لهواجهة الوجود اٖستعهارٌ الهباشر‬ ‫‪ ،‬وهوجهة أسا ا‬ ‫سَاسَة أكثر هنها هادَة‬
‫ونفوذ إسرابَل‪ ،‬وفٍ حدود‪ .‬ولد سارت سَاسة الناصرَة إزاء حركات التحرَر الوطنٍ‬
‫فٍ آسَا وأهرَكا الٗتَنَة علً نفس النهج‪ ،‬ولكى كاى اهتهاهها اْكبر هوج اها ْفرَمَا‪.‬‬

‫وهى الواضح أى الناصرَة حتً فٍ ههارستها لفكرة هماوهة اٖستعهار الهباشر لم‬
‫سا فٍ الدعاَة والدعم السَاسٍ‬ ‫كثَرا فٍ الكفاح السَاسٍ‪ ،‬فمد تهثل أسا ا‬
‫ا‬ ‫تندفع‬
‫والدبلوهاسٍ هع للَل هى الجهود الهادَة التٍ تتناسب هع ضعؾ إهكانَات هصر‬
‫اٖلتصادَة ‪ -‬العسكرَة‪ .‬فلم َكى الدور اٖلتصادٌ والعسكرٌ لهصر الناصرَة َتناسب‬

‫(‪) 283‬‬
‫نفس الهرجع‪ ،‬الفصل الخاهس‪.‬‬
‫(‪ )284‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫(‪) 285‬‬
‫انظر فٍ ذلن‪َ :‬حًَ الزَات‪ ،‬دراسة فٍ اٖستراتَجَة الهصرَة ‪.1982-1954‬‬
‫‪188‬‬
‫أبداا هع حجم البَانات الثوروَة التٍ أصدرتها وعدد الهإتهرات التٍ حضرتها(‪ .)286‬بَنها‬
‫بخلت حتً بالكلهات علً الحركات الرادَكالَة الهعادَة للحكوهات المابهة‪.‬‬

‫‪ -3‬اٖستمٗل السَاسٍ لهصر الناصرَة‪:‬‬


‫َبدأ اٖستمٗل السَاسٍ للدولة ‪ -‬هنطم ًَّا أو نظر ًَّا ‪ -‬بالتخلص هى النفوذ السَاسٍ‬
‫اْجنبٍ الهباشر‪ ،‬ولكنه َواجه بتهدَدات هستهرة َتم التعاهل هعها وعهل حسابها فٍ‬
‫السَاسة الخارجَة للدولة‪ .‬وَتحمك اٖستمٗل السَاسٍ علً نحو هطلك بتحمك إرادة‬
‫الدولة إزاء الدول اْخري علً الهستوي اٖستراتَجٍ‪ .‬فٍ هذه الحالة ٖ تتحرن الدولة‬
‫سا‪ ،‬بل وفماا ٔرادتها هٍ فٍ الهمام اْول‪ ،‬وبأضافة إلً ذلن‬‫وفماا للظروؾ الخارجَة أسا ا‬
‫تستؽل تلن الظروؾ لهصلحتها‪ ،‬وربها تساهم فٍ خلمها‪ .‬وبكلهات أخري َكوى اٖستمٗل‬
‫السَاسٍ الهباشر هو الوجود الهستمل للدولة‪ ،‬ولكى اٖستمٗل الفعلٍ‪ ،‬فهو تحمك هذا‬
‫الوجود فٍ الخارج‪ .‬وبتعبَرات سَاسَة‪َ ،‬تخذ اٖستمٗل الحمَمٍ شكل اٖرتباط الهطلك‬
‫بَى اٖستراتَجَة والتكتَن‪ ،‬فتكوى السَاسات الجزبَة والهباشرة هصاؼة وهوجهة‬
‫لتحمَك استراتَجَة هحددة سلفاا‪ .‬واٖستراتَجَة لَست بضعة شعارات عاهة أو هموٖت‬
‫هجردة بل هٍ تصور كلٍ َهكى ترجهته إلً خطط ولرارات عهلَة لابلة للتنفَذ‪ .‬وفٍ‬

‫(‪ )286‬همارنة بَى دور كل هى هصر الناصرَة وإسرابَل فٍ ؼانا نكروها‪:‬‬


‫‪ - 1‬دور إسرابَل‪:‬‬
‫‪ -‬ولعت فٍ ‪ 1957‬اتفالَة تجارَة هع ؼانا وتبعتها اتفالَة شاهلة فٍ هختلؾ الهَادَى هى ضهنها النشاط التجارٌ‬
‫والفنٍ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتهدت إسرابَل علً الخاهات اِتَة الهستوردة هى ؼانا‪ :‬الكاكاو ‪ -‬البى ‪ -‬التبػ ‪ -‬اْخشاب ‪ -‬اْحجار الكرَهة‪،‬‬
‫همابل إعادة تصدَر هذه الهواد نفسها هص نعة إلً ؼانا بأضافة إلً هواد البناء والهعدات الكهربابَة واْدوات‬
‫الهعدنَة‪.‬‬
‫‪ -‬بلؽت صادرات إسرابَل إلً ؼانا عام ‪ 5.348 :1965‬هلَوى دوٖر‪ ،‬همابل واردات بـ‪ 0.875‬هلَوى دوٖر‪ ،‬أها فٍ‬
‫‪ 1971‬فبلؽت الصادرات ‪ 3.103‬هلَوى دوٖر همابل ‪ 0.847‬هلَوى دوٖر‪.‬‬
‫‪ -‬ألاهت إسراب َل عدة هعارض تجارَة فٍ ؼانا بأضافة ٖشتراكها فٍ هعرض ؼانا الدولٍ عام ‪( 1967‬عام سموط‬
‫نكروها)‪.‬‬
‫‪ -‬حتً ‪ 1968‬ولعت إسرابَل ‪ 5‬اتفالَات هع ؼانا ضهى ‪ 60‬اتفالَة هع دول أفرَمَا‪.‬‬
‫‪ -‬لدهت إسرابَل لؽانا لروضاا بلؽت ‪ 20‬هلَوى دوٖر‪ ،‬بأضافة إلً الهبات والهنح‪.‬‬
‫‪ -‬ألاهت إسرابَل هشروعات فٍ ؼانا تعتهد علً التكنولوجَا أسرابَلَة (هطارات ‪ -‬هوانا ‪ -‬طرق ‪ -‬هابة هزرعة‬
‫تعاونَة ‪ -‬تربَة دواجى) كها شاركت فٍ إنشاء شركة هٗحة‪.‬‬
‫الرٌ وتدرَب البعثات الؽان َّة فٍ هجاٖت الزراعة الهختلفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬اتفالَة للتعاوى فٍ هجال‬
‫‪ -‬إرسال خبراء فٍ هجاٖت‪ :‬الطب ‪ -‬التعلَم ‪ -‬اٖلتصاد ‪ -‬الشباب ‪ -‬تنظَم النمابات العهالَة ‪ -‬الفى والثمافة‪.‬‬
‫‪ -‬علً الصعَد العسكرٌ‪ :‬أشراؾ علً إدارة وتدرَب الطَارَى والشرطة والبحرَة هنذ ‪.1961‬‬
‫‪ -‬تدرَب أعضاء هنظهات الشباب علً السٗح‪.‬‬
‫‪ - 2‬دور هصر الناصرَة‪:‬‬
‫‪ -‬بلػ حجم التبادل التجارٌ عام ‪ 1.5 :1965‬هلَوى جنَه هصرٌ (‪ 3.705‬هلَوى دوٖر)‪.‬‬
‫‪ -‬بعثات تعلَهَة فٍ الجاهعات الهصرَة‪.‬‬
‫‪ -‬بعثات هى اْزهر‪.‬‬
‫عصام هحسى الجبورٌ‪ :‬العٗلات العربَة اْفرَمَة ‪ ،1977-1961‬ص ص ‪ ،270-265‬ص ص ‪.409-408‬‬
‫‪189‬‬
‫ا‬
‫استمٖٗ سَاسًَّا دوى وجود استراتَجَة ثابتة‬ ‫الحمَمة ٖ َهكى أى َتحمك ها َهكى اعتباره‬
‫نوعاا ها وتكتَكات هرتبطة بها وإرادة فاعلة لتحمَمها‪.‬‬

‫فهل حممت الناصرَة استمٗلها السَاسٍ الحمَمٍ؟‬

‫فلنر ذلن‪.‬‬

‫هثلها راحت الناصرَة تلعب علً التنالضات اٖجتهاعَة ‪ -‬السَاسَة فٍ هصر والعالم‬
‫العربٍ‪ ،‬وجدت أنه هى الههكى لها أى تلعب أَضاا علً التنالضات الدولَة‪ .‬ولكى فٍ هصر‬
‫كانت تستؽل الصراع بَى لوي هحتضرة سَاسًَّا بَنها فٍ الخارج وجدت نفسها تتحرن‬
‫بَى لوي عهٗلة‪ ،‬ولذلن كاى هى الطبَعٍ أى تجد نفسها علً هلعب الحرب الباردة بَى‬
‫الشرق والؽرب‪.‬‬

‫فبعد الحرب العالهَة الثانَة بسنوات لٗبل بدأت الحرب الباردة هى جانب الؽرب ضد‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬واهتدت إلً الشرق اْوسط‪ ،‬فٍ شكل هحاولة ٔلاهة حلؾ عسكرٌ‬
‫تموده الوَٖات الهتحدة‪ .‬وكاى هى الههكى تحمَك هذه الخطة بسهولة ها لم تشتعل الحركة‬
‫الموهَة العربَة خٗل اْربعَنات والخهسَنات بشكل أدي إلً عرللة فعلَة للهخططات‬
‫الؽربَة‪ ،‬وأجبر الحكوهات العربَة علً رفض هذه الفكرة‪ ،‬بل وأدي إلً تؽَرات سَاسَة‬
‫هلهوسة فٍ بعض اْنظهة العربَة المابهة‪ ،‬كها هنح الطبمات الهسَطرة العربَة فٍ بعض‬
‫البلداى فرصة تحمَك بعض الهكاسب علً حساب اٖستعهار‪ ،‬باستخدام الحركة الشعبَة‪.‬‬
‫وبذلن وجد اٖتحاد السوفَتٍ حلفا اء هوضوعََى له فٍ الشرق اْوسط‪.‬‬

‫ولد اختارت الدبلوهاسَة السوفَتَة التحالؾ هع اْنظهة اْكثر فعالَة فٍ الهنطمة‪ ،‬ولو‬
‫علً حساب التَارات اْكثر رادَكالَة‪ .‬وهكذا فتح باب الشرق هرة ثانَة للسوفَت بعد أى‬
‫فمدوا عٗلاتهم الحسنة هع العربَة السعودَة هى لبل‪ ،‬بد اءا بصفمات السٗح هع هصر‬
‫وسورَا والَهى‪ ،‬وإلاهة عٗلات ثمافَة وتجارَة واسعة هع هصر وسورَا‪ .‬وبذلن وجدت‬
‫الناصرَة أهاهها فرصة سانحة ٖستؽٗل التنالض بَى الشرق والؽرب‪ ،‬بأضافة ٖستؽٗل‬
‫الحركة الموهَة العربَة هع لجهها أو حتً ضربها فٍ الولت الهناسب‪ .‬وبهذا التوجه‬
‫أصبح بهمدورها أى تساوم الطرفَى وتستفَد هى كلَهها‪ ،‬وتحمك بالتالٍ درجة هى النهو‬
‫اٖلتصادٌ‪ ،‬وتحافظ علً اٖستمٗل السَاسٍ للبٗد لفترة ها‪.‬‬

‫ولم َنشؤ هذا التوجه الهحاَد بعد انمٗب ‪ ،1952‬وإنها ظهر كفكرة وكهَل لوٌ لبل‬
‫ذلن‪ .‬فطالها نادي كبار هٗن اْراضٍ فٍ العشرَنات والثٗثَنات بزَادة التعاهل هع‬
‫فعٗ فٍ النهو حتً ولعت اتفالَة عام ‪1948‬‬ ‫اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬وأخذ هذا التعاهل ا‬
‫أصبحت بهوجبها كل هى هصر واٖتحاد السوفَتٍ الدولة اْولً بالرعاَة فٍ العٗلات‬
‫التجارَة(‪ ،)287‬كها اتسع التبادل التجارٌ بَى البلدَى‪ ،‬حتً لجؤت الوَٖات الهتحدة إلً‬

‫(‪ )287‬فإاد الهرسٍ‪ ،‬العٗلات الهصرَة السوفَتَة‪ ،‬ص ‪.242‬‬


‫‪190‬‬
‫لطع الهعونات اٖلتصادَة عى هصر عام ‪ ،1952‬لبل انمٗب الضباط‪ ،‬لهذا السبب‪ .‬وكاى‬
‫العجز الهتزاَد عى تصرَؾ المطى هو الدافع اْساسٍ لزَادة التبادل هع اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ‪ ،‬بجانب رؼبة بعض كتل الطبمة الهسَطرة فٍ استخدام التنالضات الدولَة‪ .‬ولد‬
‫تبدت هذه الرؼبة فٍ هطالبة بعض ههثلٍ هذه الكتل بعمد اتفالَة عدم اعتداء هع اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ فٍ ‪ .1951‬بل وتمدهت حكوهة الوفد بطلب للحصول علً السٗح هى الكتلة‬
‫الشرلَة عاهٍ ‪ ،1952 ،1951‬ولد لام وزَر الحربَة فعٗ فٍ ‪ 1951‬بتولَع عدة عمود‬
‫ٖستَراد أسلحة هى بعض الدول هنها‪ :‬تشكَوسلوفاكَا‪ .‬وفٍ ‪َ 23‬ناَر ‪ 1952‬أبلػ وزَر‬
‫الخارجَة الهصرٌ نظَره السوفَتٍ رؼبة الحكوهة الهصرَة فٍ شراء أسلحة‬
‫سوفَتَة(‪ .)288‬كها لررت نفس الحكوهة عمد هعاهدة صدالة هع اٖتحاد السوفَتٍ عام‬
‫‪ ،1952‬وكاى هى الهمرر إبراهها َوم ‪َ 26‬ناَر‪ ،‬إٖ أى حرَك الماهرة وإلالة الوفد هى‬
‫الوزارة لد هنعا ذلن‪ .‬كذلن طرح فٍ هجلس النواب شعار‪” :‬نصادق هى َصادلنا ونعادٌ‬
‫ٍ ترحَباا عا ًّها داخل وخارج‬
‫هى َعادَنا“‪ ،‬وهو شعار رفعته الناصرَة بعد ذلن‪ ،‬ولم َ‬
‫الهجلس‪ .‬ولد بررت اْوساط الرسهَة هذا التوجه الحَادٌ الجدَد للطبمة الهسَطرة بفكرة‬
‫أى رفض الشَوعَة ٖ َعنٍ عدم لبول التعاهل هع البلداى اٖشتراكَة(‪ .)289‬ولد ترافك هع‬
‫هذا الهَل نحو الشرق بداَة حلول النفوذ اْهرَكٍ فٍ نفس الولت هحل النفوذ البرَطانٍ‬
‫علً صعَد اٖلتصاد‪.‬‬

‫وبعد انمٗب َولَو لم تنحرؾ الناصرَة عى هذا التوجه العام‪ .‬فبرؼم الهعاهدة‬
‫البرَطانَة والتحالؾ هع الوَٖات الهتحدة والتفرغ لهحاربة الشَوعَة بالتنسَك هع نورٌ‬
‫السعَد‪ ،‬كانت ترفض بحسم فكرة إلاهة حلؾ عسكرٌ هع الؽرب‪ ،‬ورفعت شعار الحَاد‬
‫هنذ البداَة‪ ،‬واهتهت بزَادة التعاوى اٖلتصادٌ هع اٖتحاد السوفَتٍ‪ .‬وهٍ نفس توجهات‬
‫حكوهة الوفد اْخَرة‪ ،‬ثم لجؤت فٍ النهاَة إلً شراء السٗح هنه بالفعل‪ .‬وبذلن طبمت‬
‫الناصرَة فكرة الحَاد الذٌ هكنها هى تموَة نفوذها فٍ الداخل‪ ،‬كها هكنها هى لعب دور‬
‫خارجٍ أكبر بكثَر هى حجهها الحمَمٍ‪ .‬فمد تهكنت بالدعم السوفَتٍ العسكرٌ‬
‫واٖلتصادٌ هى هماوهة اٖستعهار فٍ آسَا وأفرَمَا‪ ،‬وساههت هع الحركة الموهَة‬
‫العربَة فٍ إسماط حلؾ بؽداد وهشروع أَزنهاور‪ .‬ولد تضهى هذا التوجه تحمَك‬
‫اٖستمٗل السَاسٍ تجاه الهعسكرَى هعاا‪ ،‬ولم تكى هماوهة اٖستعهار فٍ الخارج تستهدؾ‬
‫إبداله بالهَهنة السوفَتَة‪ ،‬بل استهدفت إحداث توازى بَنهها لتحمَك أكبر لدر هى حرَة‬
‫الحركة لهصر الناصرَة علً الساحة الدولَة‪ .‬ولد ساههت الناصرَة لعدة سنوات فٍ‬
‫تحمَك هذا التوازى‪ .‬ولد تهثل حَاد دول عدم اٖنحَاز فٍ ولؾ هشارَع اْحٗؾ‬
‫أهبرَالَة إلً حد ها‪ ،‬والهساههة فٍ تحمَك اٖستمٗل السَاسٍ الهباشر لكثَر هى‬
‫الهستعهرات‪.‬‬

‫***************************‬

‫(‪ )288‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.176‬‬


‫(‪ )289‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪191‬‬
‫بؽض النظر عى عدم اكتهال اٖستمٗل الهباشر (شروط انسحاب إسرابَل فٍ‬
‫‪ )1956‬فإى الناصرَة لم تضع استراتَجَة سَاسَة‪ ،‬وظلت أفكارها هجرد شعارات ؼَر‬
‫وفضٗ عى ذلن ُحكهت سَاستها الخارجَة بواسطة فعل‬ ‫ا‬ ‫هرتبطة بخطة هحددة لتحمَمها‪.‬‬
‫اِخرَى ورد الفعل هى جانبها‪ .‬ففٍ ‪ ،1956‬أول صدام حمَمٍ هع الؽرب‪ ،‬لم َستعد‬
‫الناصرَوى للحرب‪ ،‬ولم َتم التجهَز للهماوهة رؼم حشد الموات الهعادَة فٍ لبرص‪ ،‬كها‬
‫لم َحدد الهكاى الذٌ سَبدأ العدواى علَه حتً بعد بدء الؽارات الجوَة‪ ،‬رؼم وصول‬
‫هعلوهات هى الخارج تإكد نَة الهجوم الثٗثٍ‪ .‬وبعد ذلن تهت الوحدة السورَة كرد فعل‬
‫لضؽط الشعب السورٌ ثم لضؽط الطبمة الهسَطرة هنان‪ .‬كذلن كانت حرب الَهى ورطة‬
‫أهلتها ظروؾ اٖنفصال السورٌ‪ .‬ثم جاءت هؽاهرة حشد الموات فٍ ‪ 1967‬بنتابجها‬
‫الهعروفة كرد علً تهدَدات إسرابَل لسورَا وكاستجابة لضؽط اْردى وسورَا وهنظهة‬
‫التحرَر الفلسطَنَة‪ ،‬وكاى الهؤهول هو أى تكوى النتابج هشابهة لنتابج عهلَة الحشد عام‬
‫‪ .)290(1960‬هذه هٍ أهم أحداث السَاسة الخارجَة الناصرَة‪ .‬وكاى ضهى أسباب هذه‬
‫الورطات الهتتابعة رؼبة الناصرَة فٍ تحمَك انتصارات خارجَة تعزز بها هى هَبتها فٍ‬
‫الداخل‪ ،‬وتحمك بها زعاهتها لٓنظهة العربَة للحفظ علً أهنها الخاص فٍ هواجهة هذه‬
‫اْنظهة نفسها‪ ،‬واستخداهها فٍ نفس الولت كؤوراق لعب هع الهعسكرَى العالهََى‪.‬‬
‫وتعبر هذه الورطات عى التنالض الحاد بَى الشكل الذٌ اضطرت الناصرَة إلً تهثله‪ ،‬أٌ‬
‫الشكل الثورٌ‪ ،‬وبَى الهضهوى الرجعٍ لسَاستها الهضادة للثورة فعلًَّا‪ .‬ففٍ ظل تنالض‬
‫هى هذا النوع كانت الشعارات تطلك لٗستهٗن الهحلٍ دوى خطة تنفَذ بعَدة الهدي‬
‫هضطرا أحَاناا إلً ابتٗع شعاراته نفسها‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫وحمَمَة‪ ،‬وهع ذلن‪ ،‬ولذلن أَضاا‪ ،‬كاى النظام‬
‫خاصة أى اللعب بالٗهعمول لم َكى َتم ولم َكى َهكى أى َتم بالعمل علً نحو كاهل‪.‬‬

‫وفٍ هواجهة إسرابَل وجدنا الناصرَة تفتمد ‪ -‬حتً علً صعَد الدعاَة ‪ -‬لفكرة‬
‫واضحة الهعالم عى هصَر هذه الدولة‪ ،‬حتً فٍ حالة دخول الجَش الهصرٌ إلً تل‬
‫أبَب‪ .‬واْهم أى هصر الناصرَة لم تضع أٌ خطة لهواجهة إسرابَل ٖ علً الهدي‬
‫الطوَل وٖ والمصَر أَضاا‪ ٖ ،‬علً الصعَد السَاسٍ وٖ العسكرٌ وٖ الدعابٍ وٖ حتً‬
‫اٖلتصادٌ‪ .‬وحتً بخصوص الهشكٗت الجزبَة تصرفت بطرَمة عشوابَة وبدوى‬
‫إصرار(‪ .)291‬وهى أبرز هذه الهشكٗت هسؤلة تحوَل هجري نهر اْردى التٍ اتخذت‬
‫بصددها الحكوهات العربَة هوالؾ ضعَفة وؼَر هخططة‪ .‬أها الجَش فلم َجهز إطٗلاا‬
‫لخوض حرب حمَمَة سواء هجوهَة أو دفاعَة‪.‬‬

‫(‪ )290‬تم الحشد فٍ سَناء بسبب هعركة ”التوافَك“ وهٍ لرَة سورَة جرت عندها هعركة واسعة بَى سورَا وإسرابَل‬
‫انتهت بتدهَر عدد هى الهستوطنات أسرابَلَة والمرَة السورَة وإسماط طابرتَى إسرابَلَتَى‪ ،‬وفمدت إسرابَل ‪250‬‬
‫ا‬
‫لتَٗ هى العسكرََى بحسب الهصادر العربَة‪.‬‬
‫(‪ )291‬ألر دمحم حسنَى هَكل بذلن‪” :‬ونحى ا‬
‫فعٗ بشكل عام لَس لنا تصور هحدد للصراع العربٍ أسرابَلٍ وكَؾ َحل‬
‫فٍ النهاَة“ ‪ .‬حدَث هع دمحم حسنَى هَكل لام به دمحم عودة وفَلَب جٗب‪ ،‬لصة السوفَت هع هصر‪ ،‬إعداد فَلَب جٗب‬
‫(أجري الحدَث هع هَكل عام ‪ ،)1974‬ص ‪.153‬‬
‫‪192‬‬
‫أها بخصوص الوحدة العربَة‪ ،‬فرؼم رفع الشعارات الطنانة لم تحدد الناصرَة خطة‬
‫وهشروعاا للعهل هى أجل تحمَك هذه الشعارات‪.‬‬

‫وهى الهلفت للنظر أى الناصرَة لد تحالفت علً الصعَد العالهٍ بشكل أساسٍ هع‬
‫لوي وسطَة أو هترددة‪ ،‬علً شاكلتها‪ .‬بل وعهلت علً الهحافظة علً هذه الموي‪ ،‬سواء‬
‫علً صعَد اْلطار العربَة أو العالم الثالث‪ ،‬واْهم هى ذلن أنها تصدت بموة للتَارات‬
‫دورا فٍ وضع استراتَجَة‬
‫الرادَكالَة فٍ العالم العربٍ والتٍ كاى هى الههكى أى تلعب ا‬
‫لوهَة عربَة‪ .‬وحتً التعاوى هع السوفَت كاى ا‬
‫أوٖ جزبًَّا‪ ،‬وثانَاا كاى هع دولة باتت تهَل‬
‫بشدة إلً الحل الوسط هع الؽرب‪ ،‬خاصة فٍ عهد خروشوؾ (‪ )1964-57‬وثالثاا لم َكى‬
‫تحالفاا لط‪.‬‬

‫وكاى نهج رد الفعل بهثابة تطبَك لفكرة الهحاولة والخطؤ التٍ تعبر بشكل هباشر عى‬
‫ؼَاب استراتَجَة سَاسَة‪ ،‬وتبلور هذا النهج فٍ شعارات وسطَة رد ‪ -‬فعلَة‪ :‬نصادق‬
‫هى َصادلنا ونعادٌ هى َعادَنا‪ ،‬الحَاد أَجابٍ وعدم اٖنحَاز‪ .‬وهى الناحَة العهلَة كاى‬
‫التوجه العام للسَاسة الناصرَة توج اها دفاع ًَّا ولصَر الهدي‪ ،‬بؽرض الهحافظة علً‬
‫اٖستمٗل الهباشر‪ .‬وتم هذا باٖعتهاد علً توازنات الموي الكبري ٖ باٖعتهاد علً الذات‬
‫فٍ اْساس‪ ،‬بدلَل أنه بعد أى أجهضت الحركة الموهَة العربَة اهتزت هذه التوازنات هها‬
‫أدي إلً اهتزاز استمٗل هصر السَاسٍ بشدة خٗل الفترة الساداتَة‪ .‬واْدهً أى‬
‫هسارا‬
‫ا‬ ‫الناصرَة لد حطهت فٍ الداخل تلن الموي التٍ كاى هى الهحتهل أى تدشى‬
‫لٗعتهاد علً الذات (ونمصد الشَوعَة بالذات)‪ ،‬ولذلن حممت استمٗل هصر الهباشر‬
‫باللعب علً التنالضات الدولَة بؤكثر هى خلك ركَزة داخلَة لوَة لسَاسة هصرَة هستملة‬
‫خالصة‪ .‬بل بلػ اْهر حد خلك نفوذ صورٌ وهصطنع لٗتحاد السوفَتٍ بعد ‪ 1967‬فٍ‬
‫صورة وجود عسكرٌ هباشر‪ .‬فكاى السٗح السوفَتٍ َوازى الهعونات اٖلتصادَة الؽربَة‬
‫لبل ‪ ،1966‬والخبراء السوفَت هع خبراء الؽرب والوجود العسكرٌ السوفَتٍ فٍ‬
‫الشرق اْوسط عهو اها همابل الوجود اْهرَكٍ‪ ،‬وكاى َتم اتخاذ المرارات الهاهة بالتشاور‬
‫هع كل هى الطرفَى ووفماا لتوازى الموي بَنهها‪ .‬لذلن كاى اٖستمٗل الهتحمك هرهوناا‬
‫بتوازنات الموي الكبري وعٗلاتها ببعضها‪ ،‬وهذا ها أفمد اٖستمٗل السَاسٍ هعناه‬
‫الحمَمٍ‪ :‬اٖعتهاد علً الذات‪.‬‬

‫وهثلها َحدث ٌْ هإسسة ٖ تهتلن برناه اجا استراتَجًَّا‪ ،‬ولفت سَاسات الناصرَة بَى‬
‫الصراع الدابر بَى الموي الكبري‪ ،‬فتارة تلعب لصالح الؽرب وتارة أخري تلعب لصالح‬
‫الشرق‪ ،‬ولكى كانت الهحصلة النهابَة بالطبع لصالح الطرؾ اْول‪ ،‬وهذا اْهر َنبؽٍ أى‬
‫َكوى هفهو اها تها اها‪ .‬فمد حممت الناصرَة انتصارات علً أهبرَالََى‪ ،‬ولكنها كانت‬
‫انتصارات هى النوع التكتَكٍ‪ ،‬هثل هسؤلة حلؾ بؽداد‪ ،‬وهو أهم اٖنتصارات التٍ شاركت‬
‫فٍ صنعها علً أطٗق‪ ،‬أها اٖنتصارات التٍ حممتها لصالح الؽرب فكانت هى النوع‬
‫اٖستراتَجٍ‪ ،‬وأههها علً أطٗق كاى تحطَم الحركة الشَوعَة فٍ هصر والشام‪،‬‬
‫وهساههتها فٍ تحطَم الحزب الشَوعٍ العرالٍ‪ ،‬وكادت فٍ فترة هعَنة أى تحطم الجناح‬
‫الرادَكالٍ للثورة فٍ جنوب الَهى كها فعلت فٍ شهاله‪ .‬بأضافة إلً ذلن لعبت الناصرَة‬
‫‪193‬‬
‫الدور الهباشر واْهم فٍ إلحاق الهزَهة بالحركة الموهَة العربَة وتخرَبها‪ .‬أها الهكاسب‬
‫التٍ نالها اٖتحاد السوفَتٍ بفضل سَاسة الناصرَة فكانت هى النوع التكتَكٍ‪ ،‬هثل إلاهة‬
‫عٗلات وثَمة هع هصر وسورَا والَهى‪ ،‬أو الحصول علً بعض التسهَٗت العسكرَة‪...‬‬
‫إلخ‪ .‬ولكى الخسابر كانت أفدح وتهثلت فٍ هنع لَام أنظهة رادَكالَة فٍ الهنطمة تصلح‬
‫كحلَؾ استراتَجٍ لٗتحاد السوفَتٍ‪ ،‬باستثناء نجاح الجبهة الموهَة فٍ جنوب الَهى‬
‫الذٌ فشلت الناصرَة فٍ هنعه‪.‬‬

‫َهكننا أى نصؾ استمٗل هصر الناصرَة بؤنه حرَة رد الفعل الذٌ ٖ َتضهى استمٗل‬
‫أرادة الهعتهدة علً الذات والتٍ كانت هفتمدة‪.‬‬

‫فكَؾ َهكى أى تتهتع دولة ها باٖستمٗل السَاسٍ وهٍ تعتهد علً استَراد السٗح‬
‫وكل احتَاجاتها هى التكنولوجَا‪ ،‬وتعتهد بشكل كبَر علً اٖلتراض والهعونات فٍ‬
‫هشارَعها اٖلتصادَة‪ ،‬وتطعم نصؾ شعبها بهعونات المهح اْهرَكَة‪.‬‬

‫وَبدو أى تحمَك اٖستمٗل السَاسٍ الهطلك فٍ عالهنا الهعاصر هو أهر ههكى فمط‬
‫للبلداى التٍ تتهتع ببنَة اجتهاعَة ‪ -‬التصادَة هستملة‪ ،‬هعتهدة علً ذاتها وهتهاسكة علً‬
‫الصعَد الداخلٍ‪ .‬وهذا اْهر اْخَر افتمدته هصر الناصرَة‪ ،‬ذلن أى الدولة فٍ سَاستها‬
‫الخارجَة بوجه عام تخرج ذاتها‪ ،‬فالسَاسة الخارجَة هٍ الوجه اِخر للسَاسة الداخلَة‪،‬‬
‫وفمداى التوجه الهستمل اٖستراتَجٍ علً الصعَد الخارجٍ َعكس فمدانه علً الصعَد‬
‫الداخلٍ أَضاا‪ .‬ولكٍ تكتهل رإَتنا‪ ،‬فسوؾ نلمٍ الضوء علً السَاسة اٖلتصادَة ‪-‬‬
‫اٖجتهاعَة للناصرَة فٍ الفصل المادم‪.‬‬

‫ولدَنا تعلَك أخَر علً السَاسة الخارجَة للناصرَة‪ :‬إى هذه السَاسة لم تخرج إٖ‬
‫للَٗ علً الخط اْهرَكٍ العام‪ ،‬وذلن أى تصفَة اٖستعهار الهباشر‪ ،‬التملَدٌ كاى هدفاا‬
‫ا‬
‫أهرَكًَّا بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬وذلن بؽرض تطبَك نظام الباب الهفتوح‪ ،‬بحَث‬
‫تتهكى الوَٖات الهتحدة‪ ،‬وهٍ اْلوي التصادًَّا‪ ،‬هى وراثة هستعهرات برَطانَا‬
‫وفرنسا(‪.)292‬‬

‫ثٗ وجدنا أى إهداد ثوار الجزابر بالسٗح كاى َتم بتؤََد أهرَكٍ ضهنٍ‪ ،‬وفٍ‬ ‫ولذلن ه ا‬
‫‪ 1956‬ولفت الوَٖات الهتحدة إلً حد كبَر وهى الناحَة العهلَة هع الناصرَة‪ ،‬ولم‬
‫تستاء هى دعهها لحركات التحرر فٍ العالم الثالث إٖ فٍ حالة الكونؽو‪ ،‬حَث بدأت‬
‫الناصرَة تعتدٌ علً الهَبة اْهرَكَة بدوى تَ َر ّ ٍو‪ .‬وربها لعب هولؾ الناصرَة هى أزهة‬

‫(‪ )292‬هى اْهور الهعروفة تها اها أى الهخابرات اْهرَكَة كانت تتضهى جنا احا ”ناصرًَّا“‪ ،‬أٌ هإَداا للناصرَة‪ ،‬وهى‬
‫أفراده هاَلز كوبٗند وكرهَت روزفلت‪ ،‬وعلً حد تعبَر دمحم حسنَى هَكل رأي هذا الجناح أى عبد الناصر ”هعاد‬
‫لٗستعهار التملَدٌ وهعاد للشَوعَة وهى ثم فإى علً الوَٖات الهتحدة أى تتفهم دوافعه وأى تساعده فٍ حدود‬
‫هعَنة“‪ ،‬اْهرام ‪.1988/10/24‬‬
‫وَتضح هى همال هَكل الهذكور أى رجال الهخابرات اْهرَكَة كانوا علً اتصال وثَك بكبار رجال الدولة وأى عبد‬
‫الناصر كاى َتعاهل عى لرب هع ههثلهم اْهم فٍ هصر‪ ،‬كرهَت روزفلت‪ ،‬حتً ‪.1956‬‬
‫‪194‬‬
‫دورا فٍ تحول هولؾ الوَٖات الهتحدة هنها فٍ الَهى‪ .‬ففٍ بداَة اٖنمٗب‬ ‫ا‬ ‫الكونؽو‬
‫الجههورٌ أَدت الجههورَة والدور الهصرٌ فٍ تصفَة الهعارضة الهلكَة علً أى‬
‫تنسحب هصر بعد أداء هههتها‪ ،‬هع ضهاى عدم الهساس بالنظام السعودٌ هى جراء‬
‫الحرب اْهلَة فٍ الَهى‪ .‬إٖ أى الوَٖات الهتحدة لد انحازت بشدة للهولؾ السعودٌ فٍ‬
‫‪ ،1964‬هع أزهة الكونؽو والنهو الكبَر فٍ العٗلة بَى هصر واٖتحاد السوفَتٍ(‪.)293‬‬
‫واْهم هى ذلن أى الوَٖات الهتحدة هنذ ‪ 1965/64‬لد لررت شى هجوم شاهل فٍ العالم‬
‫الثالث لوراثة النفوذ اْوروبٍ الهتضعضع‪ .‬وسوؾ نعود لهذه الهسؤلة فٍ المسم الرابع‪.‬‬

‫***************************‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫السَاسة اٖلتصادَة‪:‬‬

‫إٕ ايك‪ ١ُٝ‬األ‪ٚ‬ىل يف جناح أ‪َ ٟ‬شس‪ٚ‬ع‬


‫اقتصاد‪ ٖٞ ٟ‬اإلْطإ‪ ،‬ي‪ٝ‬ظ االقتصاد‬
‫إْشا‪ ٤‬بٓو ‪ٚ‬تش‪ٝٝ‬د َصٓع‪ ،‬بٌ ٖ‪ ٛ‬قبٌ‬
‫ذيو تش‪ٝٝ‬د إْطإ ‪ٚ‬تعب‪ ١٦‬ايطاقات‬
‫االجتُاع‪ ١ٝ‬يف َشس‪ٚ‬ع حتسن٘ إزدا‪٠‬‬
‫حضاز‪١ٜ‬‬

‫هالن بى نبٍ‬

‫السَاسة هٍ التصاد هكثؾ‪ ،‬واٖلتصاد بدوره هو السَاسة فٍ لحظة تعَنها‪ .‬إذى‬


‫تتجسد السَاسة العاهة للناصرَة فٍ سَاستها اٖلتصادَة‪ .‬وتحلَل اْخَرة هو الذٌ َفض‬
‫لنا ذلن المناع الذٌ تبرلعت به سَاستها العاهة‪ .‬فعلً أرضَة اٖلتصاد تتضح الحمابك‬
‫الفعلَة بشكل أكثر تحدَداا‪ ،‬وَصبح اٖستمٗل الهباشر عرضة لٗختبار الدلَك والحمَمٍ‪،‬‬
‫فتتكشؾ لنا بكل سطوع طبَعة وهدي عهك ذلن التنالض الذٌ حللناه هى لبل بَى‬
‫هضهوى وشكل اْفكار الناصرَة‪.‬‬

‫(‪ )293‬أحهد َوسؾ أحهد‪ ،‬السَاسة اْهرَكَة وهحاولة احتواء الثورة فٍ الَهى الشهالَة‪ .1967-1962 :‬نشرت فٍ‪:‬‬
‫السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪195‬‬
‫ولد أدلت الناصرَة بدلوها فٍ هختلؾ أوجه السَاسة اٖلتصادَة‪ ،‬فهى وجهة نظرها‬
‫هٍ وحلفابها هى هنظرٌ الفترة لاهت بتحرَر البٗد هى أهبرَالَة‪ ،‬بتؤهَم الشركات‬
‫اْجنبَة وتمََد نشاط رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬كها أنجزت الثورة الصناعَة فٍ خطتها‬
‫الخهسَة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وسوؾ نستعرض فَها َلٍ هجهل السَاسات اٖلتصادَة لحكوهة الضباط هع هحاولة‬
‫تحلَلها واكتشاؾ طابعها العام‪ ،‬استناداا إلً هركباتها وآلَات فعلها ونتابجها‪.‬‬

‫ونعتمد أنه هى اْفضل أى نبدأ باستعراض وتحلَل بنَة اٖلتصاد الهصرٌ فٍ هنتصؾ‬
‫المرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬حالة اٖلتصاد لبل اٖنمٗب‪:‬‬


‫تهَز اٖلتصاد الهصرٌ بالسهات العاهة لهَكل اٖلتصاد التابع ‪ -‬الهتخلؾ فٍ ثوب‬
‫خاص تبدي فَها َلٍ‪:‬‬

‫ا‬
‫أوٖ‪ :‬خلل البنَة‪:‬‬
‫‪ - 1‬خلل المطاعات‪:‬‬

‫شكلت الزراعة فٍ هصر الحدَثة حتً ‪ 1952‬أهم فروع أنتاج‪ ،‬وهع ذلن ظلت‬
‫اٖستثهارات الرأسهالَة فٍ هذا المطاع هحدودة للؽاَة‪ ،‬بَنها كانت أكبر بها ٖ َماس فٍ‬
‫المطاعات اْخري التٍ تخدم الزراعة وؼَرها‪ .‬كذلن كاى النشاط الهالٍ واسعاا بحَث‬
‫َهكننا أى نرصد بسهولة كَؾ أى المطاع التداولٍ لد احتل هى ناحَة الحجم هول اعا ها ًّها‬
‫للؽاَة فٍ البنَة اٖلتصادَة ككل‪ ،‬بَنها ظل اٖلتواء داخل المطاع الهنتج لصالح الزراعة‪:‬‬

‫لدر تشارلز عَسوٌ الثروة اٖجتهاعَة فٍ هصر عام ‪ 1939‬بـ‪ 1200‬هلَوى جنَه‬
‫توزع كاِتٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫(‪)294‬‬
‫توزَع ثروة هصر الموهَة‬

‫المَهة بالهلَوى جنَه‬ ‫الفرع‬

‫‪100‬‬ ‫أهٗن أجانب وودابع هصرَة فٍ الخارج‬

‫(‪Charles Issawi, Egypt at Mid - Century, p. 84 )294‬‬


‫‪196‬‬
‫‪660‬‬ ‫أراضٍ‬
‫‪170‬‬ ‫بَوت سكنَة‬
‫‪130‬‬ ‫صناعة وتجارة‬
‫‪140‬‬ ‫أهٗن الدولة‬
‫‪1200‬‬ ‫الهجهوع‬

‫ولد أضاؾ عَسوٌ أى المَهة اٖسهَة لهذه الثروة لد تضاعفت ثٗث هرات بعد نهاَة‬
‫الحرب‪.‬‬

‫وَتضح هى هذا الجدول‪ ،‬رؼم الطرَمة ؼَر الدلَمة التٍ استخدهها عَسوٌ‪ ،‬هدي‬
‫ؼلبة الزراعة فٍ اٖلتصاد‪.‬‬

‫وَعطَنا الجدول اِتٍ فكرة عاهة عى استخدام الفابض‪:‬‬

‫جدول (‪)2‬‬
‫(‪)295‬‬
‫توزَع الفابض اٖجتهاعٍ ‪( 1953-1939‬بلػ ثلث الدخل الموهٍ)‬

‫‪%38‬‬ ‫استهٗن فاخر‬

‫‪%34‬‬ ‫توظَؾ عمارٌ‬


‫‪%15‬‬ ‫توظَفات سابلة وشبه سابلة‬
‫‪%14‬‬ ‫استثهارات إنتاجَة‬

‫وهى الواضح أى نسبة ضبَلة هى الفابض كانت توجه لٗستثهار الهنتج‪ ،‬بَنها ُو ِ ّجه‬
‫هعظهه إلً هجاٖت أخري َتعلك جزء هلهوس هنها بالنشاط العمارٌ‪ .‬وَتضح فٍ الجدول‬
‫اِتٍ كَؾ توزعت اٖستثهارات علً المطاعات‪:‬‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫(‪)296‬‬
‫توزَع اٖستثهارات بَى عاهٍ ‪1953/52-1949/48‬‬

‫اٖستثهارات (‪)%‬‬ ‫المطاع‬

‫(‪ )295‬سهَر أهَى‪ ،‬التراكم علً الصعَد العالهٍ‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫(‪Hansen B. and Marzouk G., Development and Economic Policy in U.A.R. )296‬‬
‫‪)Egypt), p.8‬‬
‫‪197‬‬
‫‪11.6‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪29.8‬‬ ‫صناعة وكهرباء‬
‫‪16.1‬‬ ‫نمل‬
‫‪31.8‬‬ ‫هساكى‬
‫‪10.8‬‬ ‫خدهات‬
‫‪100‬‬ ‫الهجهوع‬

‫وَوضح هذا الجدول أى الزراعة كانت تحصل علً نسبة هى اٖستثهارات ٖ تتناسب‬
‫هع نسبة هساههتها فٍ إنتاج الفابض (‪ %35‬فٍ نفس الفترة)‪ .‬إذى كانت الزراعة تعد‬
‫هصدرا للتراكم فٍ بمَة المطاعات‪.‬‬
‫ا‬
‫وفٍ الولت نفسه كاى دور النشاط أنتاجٍ ككل َتملص نسبًَّا داخل البنَة‪:‬‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫(‪)297‬‬
‫هساههة المطاعات الهختلفة فٍ المَهة الهضافة عام ‪ 1953‬بالهلَوى جنَه‬

‫‪272.8‬‬ ‫زراعة‬

‫‪75.7‬‬ ‫صناعة وكهرباء‬


‫‪71.6‬‬ ‫نمل وهواصٗت‬
‫‪20.8‬‬ ‫خدهات هالَة‬
‫‪129.4‬‬ ‫تجارة‬
‫‪57.7‬‬ ‫إسكاى‬
‫‪20.3‬‬ ‫بناء‬
‫‪110‬‬ ‫إدارة حكوهَة‬
‫‪106.3‬‬ ‫خدهات أخري‬
‫‪864.6‬‬ ‫الهجهوع‬

‫توضح لنا الهعطَات السابمة حجم المطاع الهنتج فٍ اٖلتصاد واتجاه المطاعات‬
‫الهسهاة بالثالثَة (أٌ التداول والخدهات والبنَة اْساسَة) إلً النهو علً حساب المطاع‬

‫(‪ )297‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬ثورة النظام اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.388‬‬


‫‪198‬‬
‫الهنتج للسلع‪ .‬ولد أخذ نصَب الزراعة النسبٍ الصافٍ(‪ )298‬فٍ المَهة الهضافة فٍ‬
‫كثَرا(‪.)299‬‬
‫التنالص هنذ الثٗثَنات لصالح المطاعات الثالثَة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬بدرجة ألل ا‬
‫واستكهاٖ لها سبك رصده هى لبل نٗحظ أى شبكة السكن الحدَدَة كانت هتطورة‬ ‫ا‬
‫بالنسبة لهجهل لطاعات اٖلتصاد‪ ،‬فكاى لكل ‪ 100‬كَلوهتر هربع هى الهناطك الهسكونة‬
‫كَلوهترا هى السكن الحدَدَة‪ ،‬وهو هعدل َمترب هى هعدٖت أوروبا‪ .‬ولد علك‬ ‫ا‬ ‫‪14‬‬
‫تشارلز عَسوٌ علً تطور السكن الحدَدَة فٍ هصر ا‬
‫لابٗ‪” :‬إنه ْهر ؼَر هإكد إذا ها‬
‫كانت أٌ هنطمة فٍ العالم تتهتع بها تتهتع به هصر العلَا هى السكن الحدَدَة“‪ .‬ولد بلؽت‬
‫لَهة استثهارات الدولة فٍ هذا النوع حتً عام ‪ 1949‬نحو ‪ 42‬هلَوى جنَه‪ ،‬كها بلػ‬
‫كَلوهترا‪ ،‬بأضافة إلً ‪ 1400‬كم‬
‫ا‬ ‫طول السكن الحدَدَة فٍ العام الهذكور‪4270 :‬‬
‫كَلوهترا هى الخطوط ؼَر الهستعهلة والتٍ أنشا جزء هنها‬
‫ا‬ ‫للمطاع الخاص‪ ،‬و‪2832‬‬
‫(‪)300‬‬
‫‪ .‬هذا بَنها نٗحظ أى النمل البرٌ‬ ‫أثناء الحرب العالهَة الثانَة ْؼراض حربَة‬
‫والنهرٌ لم َكونا علً نفس الدرجة هى التطور‪ ،‬وكاى استعهالهها هحدوداا علً وجه‬
‫العهوم‪.‬‬

‫عاجزا عى تلبَة هعظم هتطلبات المطاعات اْخري‪،‬‬‫ا‬ ‫وَٗ َحظ أى لطاع الكهرباء كاى‬
‫فكانت بعض الشركات تضطر إلً شراء هولدات كهربابَة خاصة‪ ،‬هها أدي إلً ارتفاع‬
‫التكلفة(‪ . )301‬ولم تكى الكهرباء لد أدخلت إلً الرَؾ وكاى ضعؾ إنتاجها َعد أحد العمبات‬
‫أهام النهو الصناعٍ بعد الحرب العالهَة الثانَة‪.‬‬

‫ولم َكى اْهر كذلن بخصوص الهبانٍ وأنشاءات‪ ،‬حَث إى التوظَؾ العمارٌ بلػ ح ًّدا‬
‫هابٗ بالنسبة لحجم اٖلتصاد عهو اها‪ 30 :‬هلَوى جنَه عام ‪ .)302(1950‬وكاى هذا الفرع‬‫ا‬
‫َهتص الجزء اْكبر هى اٖستثهارات (انظر جدول ‪ ،)3‬بل وكاى َصب فَه أَضاا ضهى‬
‫المطاعات الثالثَة جزء كبَر هى اْرباح الصناعَة‪ .‬فمد بلػ هعدل الربح فٍ الصناعة لبل‬
‫الحرب الثانَة ‪ %13‬هى رأس الهال‪ ،‬بَنها بلػ بعد الحرب ‪ ،)303(%20‬وهع ذلن لم‬
‫َرتفع هعدل نهو رأس الهال الصناعٍ فٍ الفترة هى ‪ ،1945-1939‬بل بلػ نسبة سلبَة‪،‬‬
‫ونها فٍ الفترة هى ‪ 1950-1945‬بنسبة ‪ %5‬سنو ًَّا(‪.)304‬‬

‫(‪ )298‬أٌ بعد خصم تكالَؾ المطاعات ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة‪ ،‬والهسهاة بهساههتها فٍ الناتج الخام حسب طرَمة‬
‫الحساب التملَدَة‪.‬‬
‫(‪ )299‬حسب هعطَات روبرت هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪ ،1972-1952‬ص ص ‪.39-29‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p. 181 )300‬‬
‫(‪ )301‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p. 90 )302‬‬
‫(‪Ibid., p. 162 )303‬‬
‫(‪ )304‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬تمََم استراتَجَة التصنَع فٍ هصر والبدابل الهتاحة فٍ الهستمبل‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫ا‬
‫هجاٖ جذاباا لرأس الهال علً وجه العهوم‬ ‫كذلن كانت التجارة الداخلَة والخارجَة‬
‫ولكنه كاى آخذاا فٍ التشبع بهعدل سرَع‪.‬‬

‫أهرا بالػ الصعوبة‪ .‬فهَهنة الهلكَة العمارَة‬


‫أها التحام رأس الهال لمطاع الزراعة فكاى ا‬
‫الكبَرة هع ضعؾ الرأسهالَة الصناعَة‪ ،‬وفابض العهالة الزراعَة الرخَصة‪ ،‬والطلب‬
‫الكبَر علً استبجار اْراضٍ هى لبل الفٗحَى الفمراء بإَجار هرتفع‪ ،‬لم َكى َؽرٌ‬
‫بتطوَر الزراعة‪ .‬وفٍ حمَمة اْهر كاى دخول رأس الهال إلً الزراعة علً نطاق واسع‬
‫َتطلب نهو رأس الهال الصناعٍ إلً الحد الذٌ َهكنه هى اهتصاص العهالة الزراعَة‬
‫الفابضة‪ .‬إٖ أى لطاع الصناعة بهشاكله العدَدة وفٍ ظل سَطرة اٖحتكارات الكبري‪ ،‬كاى‬
‫توسعه صعباا‪ ،‬لذلن اتجه رجال اْعهال إلً أنفاق بشكل هتزاَد علً اٖستهٗن الترفٍ‬
‫واٖستثهار فٍ الهبانٍ والعمارات‪ ،‬خاصة أى الفترة التالَة للحرب الثانَة لد شهدت‬
‫كبَرا علً الهساكى‪ .‬كذلن نشطت‬ ‫ا‬ ‫هجرات هتتالَة هى الرَؾ إلً الهدى‪ ،‬هها شكل طلباا‬
‫حركة الهضاربة علً اْراضٍ والهحاصَل واْوراق الهالَة‪.‬‬

‫َتضح هى هذا أى اٖلتصاد الهصرٌ كاى َتهَز بالتواء لصالح المطاعات ؼَر الهنتجة‬
‫للمَهة الهضافة‪ ،‬وذلن علً حساب تراكم رأس الهال فٍ الصناعة وأنتاج الزراعٍ‪.‬‬

‫التواءات واختٖٗت المطاع الهنتج‪:‬‬

‫َهكننا أى ندلل بسهولة علً ؼلبة دور الزراعة فٍ أنتاج بالنسبة لدور الصناعة‪.‬‬

‫بلؽت العهالة الزراعَة الفعالة عام ‪ 1952‬نحو ثٗثة هََٗى هى العهالة الدابهة‪ ،‬بَنها‬
‫بلؽت العهالة الصناعَة حوالٍ ‪ 0.8‬هلَوناا‪ ،‬شاهلة عهال الصناعة والكهرباء والتشََد‬
‫والتخزَى‪ .‬وكانت ؼلبة الزراعة علً النشاط أنتاجٍ هٍ أبرز هظاهر هذا النشاط‪ .‬ولكى‬
‫الصورة ٖ تكتهل بدوى رصد دور المطى فٍ التصادَات البٗد ككل‪ ،‬فمد لعب دور الصدارة‬
‫(إنتاجه وتجارته وتصنعَه) فٍ هجهل اٖلتصاد‪ ،‬فكاى الهحصول الربَسٍ للبٗد‪ .‬ولد‬
‫بلؽت هساحة اْرض الهزروعة لطناا فٍ الفترة هى ‪ 1.765 :1954-50‬هلَوى‬
‫فداى(‪ )305‬أٌ نحو ‪ %20‬هى الهساحة الهحصولَة‪ .‬وكاى المطى هو الهحصول اْول فٍ‬
‫لابهة الصادرات‪:‬‬
‫(‪)306‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫نسبة المطى فٍ الصادرات‬
‫السنة‬
‫(‪)%‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪1889-1885‬‬

‫(‪) 305‬‬
‫هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ )306‬حازم سعَد عهر‪ ،‬المطى فٍ اٖلتصاد الهصرٌ وتطور السَاسة المطنَة‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪200‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪1894-1890‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪1899-1895‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪1904-1900‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1909-1905‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪1914-1910‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪1939-1935‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪1944-1940‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪1952/1951‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪1953/1952‬‬

‫خطَرا فٍ سد‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫وكونه الهحصول التجارٌ اْول‪َ ،‬لَه لصب السكر‪ ،‬جعله َلعب ا‬
‫حاجات البٗد هى الواردات‪ .‬كها لعب دور المطاع المابد فٍ اٖلتصاد‪ :‬فهى أجل تصدَره‬
‫أنشبت شبكة هحترهة هى السكن الحدَدَة‪ ،‬كها تم توسَع وتطوَر هَناء أسكندرَة‪،‬‬
‫بأضافة إلً إنشاء صناعة حلج المطى وكبسه هنذ عصر دمحم علٍ(‪ ،)307‬ثم صناعة‬
‫الكسب والزَوت والصابوى ٔحٗل الواردات استناداا إلً وجوده‪ ،‬وكاى إدخال الصناعة‬
‫سا ٔحٗل الواردات هى اْسهدة التٍ‬ ‫الكَهاوَة بعد الحرب العالهَة الثانَة هوج اها أسا ا‬
‫كانت تستورد هى أجل زراعته‪ ،‬وهى أجله اهتهت الدولة باستصٗح اْراضٍ وإنشاء‬
‫شبكات ضخهة للرٌ والصرؾ‪ ،‬وإنشاء المناطر‪ .‬فٍ نفس الولت لعب المطى بالنسبة‬
‫دورا فٍ عرللة نهوها بسبب ارتفاع سعره الراجع إلً ارتفاع‬ ‫ا‬ ‫لصناعة الهنسوجات‬
‫جودته‪ ،‬وبسبب لانوى المطى‪ ،‬حَث هنعت الحكوهة استَراد المطى الرخَص هى الخارج‪.‬‬

‫كبَرا فٍ حَاة الرَؾ‪ ،‬بسبب دورهم فٍ تهوَل‬


‫ا‬ ‫دورا‬
‫ولد لعب كبار التجار والهرابوى ا‬
‫هذا الهحصول التصدَرٌ والتجارة فَه‪ .‬إذ كاى الفٗح َمترض ا‬
‫آهٗ أى َسدد هى ثهنه‬
‫دَونه وفوابدها‪ ،‬هها هكى الهرابَى هى انتزاع آٖؾ اْفدنة هى الفٗحَى بهذه الطرَمة‪.‬‬
‫بل لم تسلم أراضٍ كبار الهٗن هى الرهى‪ ،‬بل وكادت أى تنتزع هنهم فٍ السنوات التٍ‬
‫انخفضت فَها أسعار المطى‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬تولفت عهلَة النهو كلها علً لَهة الصادرات السنوَة هى المطى‪ ،‬فهى عابداته‬
‫كانت تسدد دَوى البٗد‪ ،‬وهى أجل تهوَل زراعته وتجارته أنشبت البنون‪ ،‬وانتعشت‬
‫الهضاربة الهالَة والتجارة والسهسرة استناداا إلً إنتاج المطى وتسوَمه‪.‬‬

‫نستطَع المول بؤى هذا الهحصول التصدَرٌ لد لعب الدور اْول فٍ ربط التصاد البٗد‬
‫بالسوق العالهٍ‪ ،‬وكاى المنطرة التٍ التحهت اٖحتكارات الرأسهالَة اْجنبَة عبرها‬
‫التصاد البٗد ولاهت بتكََفه طبماا لحاجاتها الخاصة‪ .‬كها كانت زراعة المطى‪ ،‬بؽرض‬

‫(‪ )307‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪201‬‬
‫سا‪ ،‬هٍ التٍ أدت إلً بلوغ اٖلتصاد درجة عالَة هى التنمَد‪ .‬وبسبب اعتهاد‬
‫التصدَر أسا ا‬
‫كافة اْنشطة اٖلتصادَة علً هذا الهحصول التصدَرٌ‪ ،‬اتسم أنتاج ككل بؤنه التصاد‬
‫وحَد الهحصول‪.‬‬

‫أها لطاع الصناعة فمد ساهم عام ‪ 1937‬بـ‪ %5‬هى الناتج الموهٍ الخام‪ ،‬ثم ارتفعت‬
‫هساههته عام ‪ 1947‬إلً حوالٍ ‪ %9‬ثم بلػ حوالٍ ‪ %8‬عام ‪ ،1952‬دوى الصناعة‬
‫اٖستخراجَة والكهرباء والؽاز والهاء(‪ .)308‬وفَها َلٍ جدول بؤهم هكونات الصناعة‬
‫كبَرا للصناعة)‪:‬‬
‫وأوزانها بالنسبَة فٍ ‪( 1947‬العام الذٌ شهد نهوضاا ا‬
‫جدول (‪)6‬‬
‫(‪)309‬‬
‫الفروع الصناعَة الربَسَة عام ‪1947‬‬
‫رأس الهال‬
‫المَهة الهضافة‬ ‫الموي الهحركة‬
‫الناتج (هلَوى جنَه)‬ ‫العهالة‬ ‫(هلَوى جنَه‬ ‫عدد الهشارَع‬ ‫الفرع‬
‫(هلَوى جنَه)‬ ‫(ألؾ حصاى)‬
‫استرلَنٍ)(* )‬

‫‪14.342‬‬ ‫‪6.668.2‬‬ ‫‪) **(88,157‬‬ ‫‪14.846‬‬ ‫‪183‬‬ ‫‪6,260‬‬ ‫الؽذابَة‬

‫‪22.431‬‬ ‫‪4.735.8‬‬ ‫‪144,654‬‬ ‫‪12.644‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪12,400‬‬ ‫النسَج‬

‫‪2.988‬‬ ‫‪1.6289‬‬ ‫‪21,328‬‬ ‫‪7.800‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪84‬‬ ‫حلج وكبس المطى‬

‫‪2.549‬‬ ‫‪1.1068‬‬ ‫‪16,646‬‬ ‫‪7.059‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪310‬‬ ‫الكَهاوَات‬

‫‪2.148‬‬ ‫‪4.865‬‬ ‫‪17,895‬‬ ‫‪5.698‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1,512‬‬ ‫هنتجات هعدنَة‬

‫‪5.622‬‬ ‫‪2.9717‬‬ ‫‪9,822‬‬ ‫‪4.826‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪61‬‬ ‫دخاى‬

‫‪4.090‬‬ ‫‪5.484‬‬ ‫‪5,318‬‬ ‫‪4.405‬‬ ‫‪) ***(114‬‬ ‫‪41‬‬ ‫هاء وؼاز وكهرباء‬

‫‪1.045‬‬ ‫‪3.830‬‬ ‫‪3,611‬‬ ‫‪1.763‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هنتجات بترولَة‬

‫‪1.830‬‬ ‫‪4.137‬‬ ‫‪15,636‬‬ ‫‪3.364‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪963‬‬ ‫هنتجات هعدنَة أخري‬

‫‪1.912‬‬ ‫‪4.077‬‬ ‫‪1,1321‬‬ ‫‪2.106‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪543‬‬ ‫ورق وطباعة‬

‫‪1.143‬‬ ‫‪3.162‬‬ ‫‪8,746‬‬ ‫‪1.405‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,998‬‬ ‫هٗبس وأحذَة‬

‫‪0.803‬‬ ‫‪2.938‬‬ ‫‪4,672‬‬ ‫‪1.083‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪415‬‬ ‫جلود وهطاط‬

‫‪4.418‬‬ ‫‪4.656‬‬ ‫‪6,362‬‬ ‫‪0.918‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪31‬‬ ‫تعدَى وتنمَب‬

‫آٖت(**** )‬
‫‪0.273‬‬ ‫‪0.418‬‬ ‫‪2,543‬‬ ‫‪0.713‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪55‬‬
‫وهعدات نمل‬

‫‪0.973‬‬ ‫‪2.035‬‬ ‫‪8,538‬‬ ‫‪0.693‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1,713‬‬ ‫خشب وأثاث‬

‫‪0.396‬‬ ‫‪2.054‬‬ ‫‪2,287‬‬ ‫‪0.585‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪355‬‬ ‫هنوعات‬

‫(‪ )308‬حسبت هذه النسب استناداا إلً هعطَات كل هى‪ :‬عَسوٌ‪ ،‬هابرو & رضواى‪ ،‬وأوبرَاى‪.‬‬
‫(‪Issawi. Op. cit., p. 144 )309‬‬
‫‪202‬‬
‫‪69.908‬‬
‫‪66.963‬‬ ‫‪208.770‬‬ ‫‪367,336‬‬ ‫‪465‬‬ ‫‪25,343‬‬ ‫الهجهوع‬
‫(*****)‬
‫* كانت لَهة الجنَه الهصرٌ فٍ ذلن الولت تزَد ا‬
‫للَٗ عى لَهة الجنَه اٖسترلَنٍ‪.‬‬
‫شاهٗ عهال اْنوال الَدوَة ‪ 10+‬آٖؾ عاهل فٍ ؼزل الصوؾ‪.‬‬ ‫ا‬ ‫**‬
‫*** هنها ‪ 88‬ألؾ كهرباء‪ 24 ،‬ألؾ طالة هابَة‪ 1000 ،‬طالة ؼاز‪.‬‬
‫**** الهمصود باِٖت هنا السلع الدابهة هثل‪ :‬الثٗجات والبوتاجازات‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫***** باستثناء استخراج البترول‪.‬‬

‫السهات العاهة للصناعة الهصرَة فٍ هنتصؾ المرى‪:‬‬

‫كانت هعظم الصناعات هخصصة ٔحٗل الواردات هى السلع اٖستهٗكَة والوسَطة‪.‬‬


‫ونظرا لتؤخر ظهور الصناعة الهصرَة الحدَثة وصعوبة النشؤة وهشاكل الهنافسة‬ ‫ا‬
‫اْجنبَة‪ ،‬لم َكى ٌْ هشروع هخصص للتصدَر أو َرهٍ إلً ذلن فرصة كبَرة للنجاح‪.‬‬
‫ولد استطاعت الصناعة الهحلَة أى تحل هحل كثَر هى الواردات فٍ أواخر اْربعَنات‪ ،‬إذ‬
‫بلؽت جهلة الهصنوعات الهحلَة بالنسبة إلً العرض الكلٍ عام ‪،)310(%70.5 :1947‬‬
‫‪ %86‬هى حاجات السوق هى السلع اٖستهٗكَة ؼَر الدابهة فٍ ‪ .)311(1945‬ولكى‬
‫درجة أحٗل الكلَة تمل عى هذه النسبة‪ ،‬حَث إى أحٗل هحل السلع النهابَة والوسَطة‬
‫فمط َإدٌ تلمابًَّا إلً زَادة استهٗن وبالتالٍ استَراد السلع التجهَزَة‪.‬‬

‫ولم َكى دور الصناعة الحالة هحل الواردات الهانَفاكتورَة فٍ الحد هى الحجم الهطلك‬
‫كبَرا‪ ،‬بل لمد زادت نسبة اْخَرة إلً الناتج الهحلٍ أجهالٍ هى‬ ‫ا‬ ‫للواردات الكلَة‬
‫(‪)312‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ %11.8‬عام ‪ 1945‬إلً ‪ %24.2‬فٍ عام ‪ 1950‬ثم إلً ‪ %26.4‬عام ‪1952‬‬
‫وربها حدث فمط انخفاض فٍ الواردات الهحتهلة‪.‬‬

‫ولد تهَزت بنَة الصناعة الهصرَة باٖلتواء لصالح الصناعات التحوَلَة الخفَفة‪،‬‬
‫فبلؽت هساههة التعدَى عام ‪ 4.4 :1947‬هلَوى جنَه هى جهلة المَهة الهضافة فٍ‬
‫الصناعة ككل والتٍ بلؽت ‪ 66.93‬هلَوى جنَه شاهلة حلج وكبس المطى والكهرباء‬
‫والهاء والؽاز (‪ 7‬هلَوى جنَه)‪ ،‬أٌ ألل هى ‪ %7‬هى المَهة الهضافة فٍ الصناعة ككل‪،‬‬
‫حتً بعد حذؾ الفروع اْخَرة‪ .‬ولد صاحب هذا اٖلتواء اعتهاد الصناعة الهصرَة علً‬
‫استَراد الهواد الوسَطة‪ ،‬وهنها الخاهات الهعدنَة‪ ،‬بَنها كادت أى تكوى هنفصلة عى‬
‫لطاع التعدَى‪.‬‬

‫أها الصناعة التحوَلَة نفسها فمد تهَزت بعدد هى السهات‪:‬‬

‫(‪ )310‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.256‬‬


‫(‪Samir Radwan, Capital Formation in Egyptian Industry and Agriculture )311‬‬
‫‪1822-1967, p. 244‬‬
‫(‪ )312‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪.253 ،‬‬
‫‪203‬‬
‫* اٖلتواء لصالح الصناعات اٖستهٗكَة‪:‬‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫(‪)313‬‬
‫التوزَع النسبٍ للمَهة الهضافة فٍ الصناعة (نسب هبوَة)‬

‫عام ‪1952‬‬ ‫عام ‪1950‬‬ ‫نوع السلعة‬

‫‪69.8‬‬ ‫‪72.8‬‬ ‫استهٗكَة‬


‫‪25.2‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫وسَطة‬
‫(*)‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫رأسهالَة‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫أخري‬
‫* ؼال ابا ها َكوى الهمصود‪ :‬صناعة وسابل النمل والسلع الهعهرة ولَس السلع التجهَزَة‪.‬‬

‫بَنها ذكر هحهود هتولٍ النسب التالَة‪ %2 ،%24 ،%74 :‬علً التوالٍ(‪.)314‬‬

‫وكانت الفروع اْكبر فٍ الصناعة اٖستهٗكَة هٍ الصناعات الؽذابَة والهنسوجات‬


‫(انظر جدول رلم ‪ .)6‬ولد بلؽت المَهة الهضافة فٍ هذَى الفرعَى ‪ %65‬هى هجهل‬
‫المَهة الهضافة فٍ الصناعة عام ‪ ،)315(1952‬كها بلؽت جهلة اٖستثهارات فٍ لطاع‬
‫الؽزل والنسَج وحده فٍ الفترة التالَة للحرب العالهَة الثانَة نحو ‪ %40‬هى‬
‫اٖستثهارات الصناعَة(‪ ،)316‬وكاى َعهل بالمطاعَى الهذكورَى نحو ‪ %70‬هى عهال‬
‫الصناعة كها َوضح الجدول رلم ‪.6‬‬

‫أها هؽزي اٖلتواء لصالح هذَى المطاعَى فهو أى ارتباط الصناعة بالزراعة كاى ألوي‬
‫هى ارتباطها بالتعدَى‪ ،‬وهع ذلن كاى هذا اٖرتباط نفسه بالػ الضعؾ‪ ،‬حَث لم تكى‬
‫صناعة النسَج‪ ،‬وهٍ أكبر فروع الصناعة‪ ،‬تحفز أنتاج الهحلٍ هى المطى‪ ،‬ذلن الذٌ‬
‫سا هى أجل التصدَر‪ .‬نستطَع إذى أى نعتبر هذا اٖرتباط ارتبا اطا عَرض ًَّا‪،‬‬
‫كاى َنتج أسا ا‬
‫(‪)317‬‬
‫‪ ،‬كها‬ ‫وَعضد هذا الرأٌ أى صناعة الهنسوجات فٍ هصر لد ألَهت لبل صناعة الؽزل‬
‫كاى جزء كبَر هى الهواد اْولَة الزراعَة َستورد هى الخارج‪ .‬إذى فمد كرس اٖلتواء‬
‫خلٗ ها ًّها فٍ البنَة اٖلتصادَة‪ ،‬فمد أنشبت‬‫لصالح صناعة الهنسوجات والهواد الؽذابَة ا‬
‫وتوسعت هذه الصناعات ٔحٗل الواردات‪ ،‬وبالتالٍ ظلت تهثل الحبل السرٌ اْهم الذٌ‬

‫(‪ )313‬هصطفً السعَد‪ ،‬التنهَة الصناعَة فٍ ج‪.‬ع‪.‬م‪ .‬واستراتَجَة إشباع الحاجات اْساسَة للسكاى (‪.)1970-52‬‬
‫(‪ )314‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪ ،173‬ا‬
‫نمٗ عى‪Charles Issawi, Egypt in :‬‬
‫‪Revolution, p. 237‬‬
‫(‪ )315‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫(‪ )316‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p 148 )317‬‬
‫‪204‬‬
‫َربط الصناعة الهحلَة باٖلتصادَات الرأسهالَة وَكرس تبعَتها‪ ،‬خاصة وأى الصناعة‬
‫ككل كانت تستورد جل حاجاتها هى السلع التجهَزَة هى الخارج‪ .‬كها أى لهذا اٖلتواء‬
‫دٖلة أخري‪ ،‬حَث إى الصناعات الهعدنَة كانت تعد آنذان أكثر تمد اها هى الناحَة‬
‫التكنولوجَة‪ ،‬وتحتاج إلً كثافة أكثر ارتفاعاا لرأس الهال وههارة أعلً العهل أَضاا‪ ،‬ولد‬
‫أضفً ضعفها علً الصناعة الهصرَة ككل هزَداا هى طابع التؤخر‪.‬‬

‫* تهَزت الصناعة الهصرَة الحدَثة رؼم تؤخر نشؤتها بطابعها اٖحتكارٌ وبركودها‬
‫هثلها هو الحال فٍ العالم الهتخلؾ كله‪:‬‬

‫جدول (‪.)318( )8‬‬


‫هجهوع إنتاج الهشارَع التٍ هى نفس‬
‫حجم إنتاج الهشروع الواحد سنوًَّا‬
‫الحجم فٍ عام ‪1950‬‬
‫‪ 276.9‬هلَوى جنَه‬ ‫‪ 1000‬جنَه فؤكثر‬
‫‪ 3.1‬هلَوى جنَه‬ ‫‪ 1000-500‬جنَه‬
‫‪ 1.9‬هلَوى جنَه‬ ‫ألل هى ‪ 500‬جنَه‬

‫جدول (‪)9‬‬
‫(‪)319‬‬
‫درجة تهركز رأس الهال سنة ‪1950‬‬

‫نسبة الهشارَع (‪)%‬‬ ‫فبات رأس الهال‬

‫‪81.4‬‬ ‫ألل هى ‪ 50‬جنَ اها‬


‫‪4.6‬‬ ‫‪ 99-50‬جنَ اها‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪ 199-100‬جنَ اها‬
‫‪5.5‬‬ ‫‪ 499-200‬جنَ اها‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪ 999-500‬جنَ اها‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪ 1999-1000‬جنَ اها‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪ 2000‬جنَه فؤكثر‬

‫وكاى َوجد كذلن ‪ 1000‬هشروع َزَد رأسهال كل هنها عى ‪ 10.000‬جنَه(‪.)320‬‬


‫وكاى ‪ %9.1‬هى الهساههَى َهلكوى ‪ %61.7‬هى أسهم اْفراد‪ ،‬بَنها كاى ‪%49.5‬‬

‫(‪ )318‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫(‪ )319‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫(‪ )320‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪205‬‬
‫َهلكوى ‪ %12.1‬هى لَهة هذه اْسهم‪ ،‬واهتلن ‪ 1145‬فر ادا ‪ 65‬هلَوى جنَه هوظفة فٍ‬
‫الشركات‪.‬‬

‫ولد تهتعت الصناعة الهصرَة بنظام حهاَة جهركَة عالَة‪ ،‬هها شجعها علً رفع‬
‫أسعارها لزَادة هعدل الربح حتً بلػ ‪ %20‬سنو ًَّا بعد الحرب‪ ،‬وكانت الصناعة تعتهد‬
‫علً نفسها فٍ التهوَل‪ ،‬فلم تلجؤ فٍ العادة إلً البنون(‪ .)321‬وشهدت الصناعة أَضاا‬
‫ظاهرة اٖندهاجات وتكوَى الكارتَٗت بضؽط هى اتحاد الصناعات والحكوهة‪ ،‬فتكوى عام‬
‫‪ 1951-1950‬كارتل واحد لٓسهنت (أنشا رؼم ذلن هشروع صؽَر عام ‪ ،)1950‬وفٍ‬
‫صناعة السجابر كانت الشركة الشرلَة تهَهى علً تسع شركات(‪ .)322‬كها عمدت شركتا‬
‫النسَج اتفالاا كارتل ًَّا بَنهها‪ ،‬وتكوى اتحاد للحٗجَى‪ ،‬وعمدت اتفالات كارتلَة بَى أصحاب‬
‫هكابس المطى اْربعة‪ ...‬إلخ(‪.)323‬‬

‫ولذلن كانت الصناعة راكدة ٖ تموم بعهلَات تطوَر تذكر‪ ،‬خاصة وأنها تخصصت فٍ‬
‫إنتاج سلع ٖ َتصؾ الطلب علَها بهرونة عالَة‪ ،‬هثل الهنسوجات والصناعات الؽذابَة‪،‬‬
‫فٍ الولت الذٌ فرضت ف َه الجهارن العالَة علً الواردات هى هذه السلع‪ .‬وكانت‬
‫الصناعة الهصرَة شدَدة التؤخر إذا ها لورنت بالصناعة اْوروبَة أو اْهرَكَة(‪،)324‬‬
‫رؼم هولعها الموٌ فٍ السوق الهحلٍ‪ ،‬هها َإكد اْههَة الهطلمة لهذه العواهل فٍ‬
‫حهاَتها‪ .‬ولد عوض الطابع اٖحتكارٌ للصناعة تؤخر الفروع التٍ تعتهد علً الهواد‬
‫هثٗ كاى َتكلؾ أكثر هى الهستورد‪،‬‬‫اْولَة والوسَطة الهنتجة هحلًَّا‪ .‬فاللبى الهصرٌ ا‬
‫وسعر المطى الهصرٌ أعلً هى سعر المطى الهنتج فٍ الخارج‪ ،‬كها تكلفت اْؼلفة تكلفة‬
‫باهظة ْنها صنعت هى هنتجات هحلَة‪ ،‬فؽٗؾ الشَكوٖته تكلؾ ثلث ثهى الشَكوٖته‬
‫نفسها‪ ،‬كها تكلؾ نصؾ ثهى الهادة الخام بالنسبة لهستحضرات التجهَل واْسهنت‬
‫والخضر والفواكه الهحفوظة(‪.)325‬‬

‫(‪Issawi, Op. cit., p. 160 )321‬‬


‫(‪Ibid., pp. 160-161)322‬‬
‫(‪) 323‬‬
‫دمحم دوَدار‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ بَى التخلؾ والتطوَر‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫(‪ )324‬إنتاجَة العاهل الصناعٍ بؤسعار ‪( 1937‬بالجنَه اٖسترلَنٍ)‪:‬‬

‫الوَٖات الهتحدة‬ ‫ألهانَا‬ ‫برَطانَا‬ ‫هصر‬

‫(‪)1937‬‬ ‫(‪)1936‬‬ ‫(‪)1935‬‬ ‫‪56 =1944‬‬

‫‪595‬‬ ‫‪294‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪74 =1947‬‬

‫‪Issawi, Op. cit., pp. 160-165‬‬


‫(‪Ibid., pp. 160-164 )325‬‬
‫‪206‬‬
‫* ولد شهدت الصناعة الهصرَة أَضاا ظاهرة بالؽة الؽرابة‪ ،‬أٖ وهٍ احتكار أدارة‬
‫بواسطة عدد صؽَر هى الهدَرَى (انظر المسم اْول)‪.‬‬

‫‪ - 2‬توزَع العهالة‪:‬‬
‫بلػ عدد سكاى هصر عام ‪ 1952‬نحو ‪ 22‬هلَوناا‪ .‬ولد انتهً ‪ %56‬هى سكاى الهدى‬
‫إلً العاطلَى أو أشباه البرولَتارَا فٍ الخهسَنات‪ ،‬بَنها كاى ‪ %79‬هى سكاى الرَؾ‬
‫فٗحَى هعدهَى أو شبه هعدهَى(‪ .)326‬وحسب تمدَر سهَر أهَى‪ ،‬بلؽت نسبة البطالة ثلثٍ‬
‫لوة العهل ككل هى الجهاهَر الشعبَة(‪ .)327‬ولدرت العهالة أجهالَة عام ‪1947‬‬
‫بـ‪ 6.995‬هلَوى علً أحسى تمدَر(‪ ،)328‬أٌ ألل هى ‪ %70‬هى لوة العهل‪ %31.5 ،‬هى‬
‫السكاى البالؽَى (فوق ‪ 15‬سنة)‪ .‬وهٍ تعد نسبة هتواضعة إذا أخذنا فٍ اٖعتبار أى نسبة‬
‫هلهوسة هى العاهلَى تشكل عهالة ؼَر دابهة‪ ،‬وَتضح لنا ذلن إذا ها علهنا أى عهال‬
‫الزراعة الذَى جاوز عددهم ‪ 2‬هلَوى عاهل عام ‪ )329(1952‬كاى الواحد هنهم َعهل ‪150‬‬
‫َو اها فٍ السنة فٍ الهتوسط بَنها بلؽت نسبة العاطلَى هنهم ‪.)330(%42‬‬

‫وكاى توزَع العهالة شدَد اٖلتواء لصالح اْنشطة التٍ تعتهد علً الطالة العضلَة‪:‬‬
‫جدول (‪)10‬‬

‫توزَع العهالة عام ‪1952‬‬

‫‪%56.1‬‬ ‫زراعة‬

‫‪%10‬‬ ‫صناعة‬
‫‪%1.6‬‬ ‫تشََد‬

‫كها بلػ عدد عهال النمل عام ‪ 203.3 :1947‬ألفاا وعدد العاهلَى بالتجارة فٍ نفس‬
‫العام ‪ 590.4‬ألفاا(‪.)331‬‬

‫(‪ )326‬هحهود حسَى‪ ،‬الصراع الطبمٍ فٍ هصر هى ‪ ،1970-1945‬ص ‪( 60‬هى الجدول)‪.‬‬


‫(‪ )327‬التراكم علً الصعَد العالهٍ‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫(‪ )328‬روبرت هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ (‪ ،)1972-1952‬ص ‪.312‬‬
‫(‪ )329‬عطَة الصَرفٍ‪ ،‬عهال التراحَل‪ ،1975 ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ )330‬إبراهَم عاهر‪ ،‬اْرض والفٗح‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫(‪ )331‬روبرت هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪207‬‬
‫أها عهال الصناعة فمد بلػ عددهم ‪ 650‬أل افا عام ‪ ،1952‬هنهم ‪ 250‬أل افا َعهلوى فٍ‬
‫الهنشآت التٍ تشؽل أكثر هى ‪ 10‬عهال(‪ ،)332‬وكانوا َساههوى بـ‪ %87‬هى المَهة‬
‫الهضافة فٍ الصناعة(‪ ،)333‬والبالوى َعهلوى بالورش (ألل هى ‪ 10‬عهال)(‪.)334‬‬

‫وهكذا تهَز توزَع العهالة بالسهات اِتَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬ارتفاع كبَر فٍ نسبة البطالة والبطالة الهمنعة‪.‬‬

‫تؤخرا‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ - 2‬تركز العهالة فٍ المطاعات اْكثر‬

‫‪ - 3‬تفاوت هستوي ههارة العهال‪.‬‬

‫‪ - 3‬توزَع الدخل‪:‬‬
‫فٍ هنتصؾ المرى العشرَى كاى توزَع الدخل فٍ هصر َعكس بوضوح ؼلبة اْنشطة‬
‫هباشرا‪ ،‬وعلً اْلل‬
‫ا‬ ‫تفسَرا‬
‫ا‬ ‫التداولَة‪ ،‬وضهنها تؤجَر العمارات‪ ،‬وَفسر ذلن لنا أَضاا‬
‫بشكل جزبٍ‪ ،‬اْزهة اٖجتهاعَة الحادة التٍ برزت فٍ تلن الفترة‪.‬‬

‫جدول (‪)11‬‬
‫(‪)335‬‬
‫توزَع الدخل الموهٍ تبعاا لهصادر الداخل الربَسَة (نسب هبوَة)‬
‫رَع اْرض‬
‫إَراد الحكوهة‬ ‫الدخل هى العهل‬ ‫اْرباح والفوابد‬ ‫السنة‬
‫والهبانٍ‬
‫‪3.6‬‬ ‫‪31.2‬‬ ‫‪36.5‬‬ ‫‪28.7‬‬ ‫‪1939-37‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪35.6‬‬ ‫‪42.4‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫‪1942‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪36.8‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪1945‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪1950‬‬

‫وَتضح هستوي اْجور هها َلٍ‪:‬‬

‫بلؽت نسبة هرتبات الهوظفَى بالحكوهة سنة ‪ %8.6 :1952‬هى الدخول بَنها كانوا‬
‫َشكلوى ‪ %9.6‬هى لوة العهل(‪.)336‬‬

‫(‪ )332‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصو ل التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ )333‬دمحم دوَدار‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.421‬‬
‫(‪ )334‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ )335‬عبد الهؽنٍ سعَد‪ ،‬إلً أَى َسَر اٖلتصاد الهصرٌ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪208‬‬
‫أها أجور العهال فكانت كها َؤتٍ (عام ‪:)100 =1952‬‬
‫(‪)337‬‬
‫جدول (‪)12‬‬

‫تكلفة الهعَشة للعاهل الواحد‬ ‫اْجر الحمَمٍ‬ ‫السنة‬

‫‪95‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪1948‬‬


‫‪99‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪1949‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪124‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪1953‬‬

‫وكانت نسبة ها َحصل علَه العهال الصناعَوى هى المَهة الهضافة ضبَلة‪ ،‬إذ بلؽت‬
‫نحو ‪ %45‬فٍ الصناعة التحوَلَة‪ ،‬أٌ نحو ‪ 33.5‬هلَوى جنَه‪ ،‬بَنها كاى نصَب رجال‬
‫الصناعة وأصحاب اْسهم ‪ 41.5‬هلَوى جنَه‪.‬‬

‫وبحساب هذه النسب هى الناتج الهحلٍ َصبح نصَب عهال الصناعة أكثر بملَل هى‬
‫‪ ،٪4‬ونصَب أرباح الصناعة حوالٍ ‪ ،)338(%5‬رؼم أى نسبة عهال الصناعة إلً هجهل‬
‫العهالة بلؽت ‪ %10‬عام ‪.1952‬‬

‫وكانت تذهب هعظم الرَوع إلً كبار هٗن اْراضٍ والعمارات‪ ،‬وَمدر حبشٍ لَهة‬
‫الرَوع عام ‪ 1939‬بـ‪ 59.5‬هلَوى جنَه لٓرض والهبانٍ‪ ،‬أٌ ‪ %28‬هى الدخل الموهٍ‪،‬‬
‫ضا هحهود هتولٍ الدخل‬‫َحصل كبار الهٗن علً ‪ %21‬هنها(‪ .)339‬وَمدر سهَر أهَى وأَ ا‬
‫السنوٌ لهٗن أكثر هى ‪ 20‬فداناا عام ‪ 1950‬بـ‪ 134‬هلَوى جنَه(‪.)340‬‬

‫أها اْرباح والفوابد فتشهل إلً جانب أرباح كبار التجار والهضاربَى والسهاسرة‬
‫صؽَرا هى هذه‬
‫ا‬ ‫وكافة اْنشطة التداولَة‪ ،‬أرباح رأس الهال الصناعٍ التٍ تهثل جز اءا‬
‫النسب كها أوضحنا‪.‬‬

‫(‪ )336‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.339‬‬


‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p. 139 )337‬‬
‫(‪ )338‬حسبت هذه النسب علً أساس هعطَات هابرو & رضواى‪ ،‬أوبرَاى‪ ،‬هحهود هتولٍ‪ ،‬وهٍ تشهل كل الصناعة‬
‫التحوَلَة بها فَها الهاء والؽاز والكهرباء‪.‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p. 84 )339‬‬
‫(‪)340‬‬
‫اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة‪ ،‬ص ‪176‬‬
‫‪209‬‬
‫وَتضح لنا اِى أى الجزء اْكبر هى الدخل كاى َذهب إلً الهستثهرَى والعاهلَى فٍ‬
‫اْنشطة ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة‪ ،‬خاصة تؤجَر الهلكَة العمارَة والنشاط الهالٍ‪ ،‬وٖ‬
‫تحصل الصناعة (أصحاب اْسهم ورجال اْعهال والعهال ه اعا) إٖ علً نسبة ضبَلة‬
‫للؽاَة هى الدخل الكلٍ‪ .‬وَعكس لنا هباشرة هذه التوزَع للدخل الحجم الهباشر لكل لوة‬
‫اجتهاعَة هى الناحَة اٖلتصادَة البحتة ولكل لطاع التصادٌ‪.‬‬

‫‪ - 4‬دور رأس الهال اْجنبٍ فٍ اٖلتصاد‪:‬‬

‫لبل الثٗثَنات كاى اْجانب َتهلكوى هعظم أسهم الشركات الصناعَة والتجارَة‪ .‬ولكى‬
‫دورا هتزاَداا فٍ النشاط‬
‫ا‬ ‫هنذ بدأ بنن هصر نشاطه‪ ،‬راح رأس الهال الهحلٍ َلعب‬
‫الصناعٍ‪ ،‬حتً بلؽت نسبة هساههته فٍ اٖستثهارات الجدَدة خٗل الفترة هى ‪-1933‬‬
‫‪ ،%78.7 1948‬وبات َهلن ‪ %39.3‬هى رإوس اْهوال الهستثهرة حتً نفس‬
‫السنة(‪ .)341‬ولد ساعد علً زَادة نصَب رأس الهال الهحلٍ فٍ اٖلتصاد تدفك رإوس‬
‫أهوال البلداى الرأسهالَة إلً أوروبا بعد الحرب العالهَة الثانَة ٔعادة بناء التصادها‪،‬‬
‫وعزوفها عى دخول هصر بسبب اضطراب اْحوال السَاسَة‪ .‬ورؼم هذا ظل رأس الهال‬
‫اْجنبٍ َهثل ‪ %60.7‬هى رأسهال الشركات‪ ،‬واستهر فٍ تحوَل أرباح ضخهة إلً‬
‫الخارج‪.‬‬

‫وبؽض النظر عى الحجم‪ ،‬كاى رأس الهال اْجنبٍ َسَطر علً لطاعات هاهة‬
‫وحساسة فٍ اٖلتصاد‪ ،‬أههها علً أطٗق‪ :‬البنون‪ ،‬بها فَها بنن هصر بعد ‪.)342(1939‬‬
‫ولد اختصت البنون فٍ هصر بتهوَل تجارة المطى لبل أٌ شٍء آخر‪ ،‬أهم فروع‬
‫اٖلتصاد‪ .‬كها استهرت لناة السوَس ههلوكة لٓجانب‪ .‬وكانت لرأس الهال اْجنبٍ الَد‬
‫العلَا فٍ الشركات الصناعَة‪ ،‬خاصة شركات صناعات السلع الوسَطة وصناعة وسابل‬
‫النمل‪ ،‬وهٍ الصناعات اْكثر حداثة والتٍ كانت تحتاج إلً كثافة هرتفعة لرأس الهال‬
‫بالهمارنة بالصناعات التملَدَة‪ :‬اْؼذَة ‪ -‬الهنسوجات‪ ،‬وإى لم َخل اْهر هى نفوذ‬
‫هلهوس لرأس الهال اْجنبٍ فٍ تلن اْخَرة(‪.)343‬‬

‫ثان اَا‪ :‬تفاوت النهو وطابعه الهركب‪:‬‬


‫تهَز اٖلتصاد بتباَنات شدَدة فٍ درجة تطور المطاعات الهختلفة بأضافة إلً‬
‫التباَنات داخل المطاع الواحد‪:‬‬

‫(‪ )341‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫(‪ )342‬راجع هحهود هتولٍ‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬الفصلَى السادس والسابع‪.‬‬
‫(‪ )343‬للولوؾ علً هدي تواجد رأس الهال اْجنبٍ فٍ هصر فٍ هنتصؾ المرى ارجع إلً‪:‬‬
‫كتاب هحهود هتولٍ سابك الذكر‪ ،‬الفصل السابع‪ ،‬وهحهود هتولٍ‪ ،‬تؽلؽل رأس الهال اْجنبٍ فٍ هصر‪ ،‬وراشد‬
‫البراوٌ‪ ،‬حمَمة اٖنمٗب اْخَر فٍ هصر‪ ،‬ص ص ‪.64-60‬‬
‫‪210‬‬
‫جدول (‪)13‬‬
‫(‪)344‬‬
‫إنتاجَة وحدة لوة العهل فٍ المطاعات اْساسَة (‪)1952‬‬

‫‪ 63.4‬وحدة‬ ‫إنتاجَة وحدة لوة العهل فٍ الزراعة‬

‫‪ 153‬وحدة‬ ‫إنتاجَة وحدة لوة العهل فٍ الصناعة التحوَلَة‬


‫‪ 168.7‬وحدة‬ ‫إنتاجَة وحدة لوة العهل فٍ التشََد‬

‫وداخل لطاع الصناعة نفسه تفاوتت أنتاجَة باختٗؾ أحجام الهنشآت‪ ،‬فتهَزت‬
‫ا‬
‫رأسهاٖ أو ذات العهالة اْكبر بارتفاع إنتاجَتها بالهمارنة بالهنشآت‬ ‫الهنشآت اْكبر‬
‫اْصؽر‪.‬‬
‫(‪)345‬‬
‫جدول (‪)14‬‬
‫إنتاجَة العاهل سنوًَّا بالجنَه (هى المَهة‬
‫حجم الهشروع حسب عدد العهال‬
‫الهضافة)‬
‫ا‬
‫عاهٗ‬ ‫‪49-10‬‬ ‫‪180‬‬
‫ا‬
‫عاهٗ‬ ‫‪499-50‬‬ ‫‪271‬‬
‫‪ 500‬عاهل فؤكثر‬ ‫‪345‬‬

‫هذا بالنسبة للصناعة الهتوسطة والكبَرة (أكثر هى ‪ 10‬عهال للهستخدم الواحد)‪ ،‬أها‬
‫إذا أخذنا الصناعة الصؽَرة فٍ اٖعتبار فسوؾ َتسع التفاوت‪ ،‬ولد استوعبت الهشارَع‬
‫الصؽَرة نحو ‪ %60‬هى عدد العهال الصناعََى(‪ )346‬وساههت بثلث المَهة الهضافة فٍ‬
‫الصناعة التحوَلَة(‪ . )347‬وكانت أنتاجَة داخل لطاع الزراعة نفسه تتفاوت بَى عدد‬
‫صؽَر جدًّا هى الهزارع الواسعة التٍ تعتهد علً اِٖت الهتمدهة وبَى الهزارع الصؽَرة‬
‫الهعتهدة علً العهل الَدوٌ وعهل الحَواى‪.‬‬

‫وَٗحظ أى النهو الهتفاوت كاى لصالح اٖحتكارات الرأسهالَة الكبري‪ ،‬خاصة تلن التٍ‬
‫َساهم فَها وَهَهى علَها رأس الهال اْجنبٍ‪ .‬وبعكس الحال فٍ العدَد هى البلداى‬
‫الهتخلفة‪ ،‬لم َكى المطاع التصدَرٌ (المطى فٍ هصر) هو اْكثر تحدَثاا‪ ،‬باستثناء بعض‬

‫(‪ )344‬تم استنباط هذه النسب باٖعتهاد علً هعطَات‪ :‬روبرت هابرو‪ ،‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬وهحهود هتولٍ‪ ،‬هراجع سبك‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫(‪ )345‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫(‪ )346‬استوعبت الصناعة الصؽَرة ‪ 400‬ألؾ هى ‪ 650‬ألؾ عاهل صناعٍ عام ‪( 1952‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول‬
‫التارَخَة‪ ،‬ص ‪.)173‬‬
‫(‪ )347‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪211‬‬
‫تؤخرا حتً هى الصناعة التحوَلَة الصؽَرة‪ ،‬إذ استهر‬
‫ا‬ ‫الهزارع الواسعة‪ ،‬بل كاى أكثر‬
‫هعتهداا علً أدوات زراعَة استخدهها أنساى الهصرٌ هنذ بضعة آٖؾ هى السنَى‪،‬‬
‫وكاى الجدَد فٍ اْهر َتعلك باستخدام الهخصبات الصناعَة‪ ،‬فٍ ألل الحدود بالنسبة‬
‫للفٗح الصؽَر‪ .‬ولد ساهم فٍ تكرَس هذا الوضع جودة اْرض فٍ هصر وارتفاع‬
‫إنتاجَتها‪ ،‬وكذلن وفرة ورخص اَْدٌ العاهلة فٍ الزراعة‪ .‬كذلن كاى اتباع سَاسة‬
‫تجهَع اْرض َصطدم بعمبات اجتهاعَة ‪ -‬سَاسَة بالؽة الخطورة‪ .‬ولد اتبعت الحكوهات‬
‫الهتعالبة طوال عصر اٖحتٗل سَاسة تستهدؾ رفع إنتاجَة الفداى وزَادة هساحة الرلعة‬
‫الزراعَة دوى اٖهتهام بزَادة إنتاجَة الفرد العاهل فٍ الزراعة عى طرَك تطوَر عهلَة‬
‫كبَرا هى اَْدٌ العاهلة‪.‬‬
‫أنتاج نفسها‪ ،‬ولذلن ظل لطاع المطى َستوعب عدداا ا‬
‫كها تهَز النهو أَضاا بطابع هركب‪ ،‬أٌ تواجد لطاعات تنتهٍ لعصور تارَخَة هختلفة‪،‬‬
‫نهوا للصناعة الحدَثة الضخهة‪ ،‬خاصة بعد نهاَة‬‫وؼَر هتهاهَة‪ .‬فبَنها شهدت البٗد ًّ‬
‫الحرب العالهَة اْولً‪ ،‬ظلت آٖؾ الورش الصؽَرة لابهة وتعهل بنفس وسابل أنتاج‬
‫البدابَة‪ ،‬فظل النول الَدوٌ علً سبَل الهثال واسع اٖنتشار فٍ اْحَاء الشعبَة والهدى‬
‫الصؽري والرَؾ‪ ،‬وظلت الزراعة فٍ هجهلها بدابَة لابهة علً نهط إنتاج صؽَر‪ ،‬سلعٍ‬
‫وطبَعٍ أَضاا‪ .‬ووجدت بجانب الزراعة الهعتهدة علً العهل الَدوٌ‪ ،‬هزارع هتمدهة تزرع‬
‫آٖؾ اْفدنة وباستخدام العهل الهؤجور‪ .‬واستهرت كل هذه الهتنالضات جنباا إلً جنب‪.‬‬

‫نهوا تجارًَّا ضخ اها ونشا اطا هال ًَّا‬


‫وبَنها شهدت الهدى الكبري (الماهرة وأسكندرَة) ًّ‬
‫كبَرا وأنشبت بها البنون الكبري وبورصة هنتعشة‪ ،‬ظلت الهماَضة واْسواق الهوسهَة‬ ‫ا‬
‫كبَرا فٍ حَاة سكاى اْرَاؾ والهدى الصؽري‪.‬‬
‫دورا ا‬
‫تلعب ا‬
‫وإلً جوار السلع الهستوردة الفاخرة وبدابلها هحلَة الصنع استهرت أشكال الحَاة‬
‫البدابَة تظلل هعظم سكاى المطر‪ ،‬وخاصة فٍ الرَؾ‪ ،‬بل واستعهلت فٍ داخل كل بَت هى‬
‫بَوت الفبات الوسطً والدنَا وسابل هعَشة تنتهٍ إلً كل هى العصر الحدَث وعصر‬
‫سَطرة الههالَن والعثهانََى‪.‬‬

‫ولد هَز اٖزدواج الهركب بَى أكثر هى عصر تارَخٍ هجهل اْنشطة اٖجتهاعَة‬
‫واٖلتصادَة‪ ،‬بل والثمافة أَضاا‪ .‬فظلت شبكة السكن الحدَدَة الهحترهة تنمل المطى الهنتج‬
‫بالعهل الَدوٌ‪ ،‬وظلت الهَاه الهنماة باْسالَب الحدَثة تنمل فٍ كثَر هى اْحَاى فٍ داخل‬
‫الهدى الصؽري بعربات ترجع إلً المروى الوسطً‪ .‬وفٍ الجَش كاى الجندٌ الهنتزع هى‬
‫وسط الهزارع البدابَة والذٌ لم َر آلة حدَثة فٍ حَاته َحهل بندلَة صنعت فٍ أوروبا‪.‬‬
‫وهكذا تعاَشت بل وتشابكت كل الهتنالضات‪ .‬ولكى ظل هذا التوفَك َخدم فٍ نهاَة اْهر‬
‫نشا اطا هحدوداا‪ ،‬هو إنتاج وتصدَر المطى إلً أوروبا‪ ،‬وهذه لضَة سنعود إلَها بعد للَل‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الطابع الهتخلؾ للبنَة ككل‪:‬‬

‫‪212‬‬
‫نهط أنتاج هو بؤعرض الهعانٍ الههكنة الشكل اٖجتهاعٍ لعهلَة أنتاج‪ ،‬وهو الشكل‬
‫الذٌ َموم الناس هى خٗله بإنتاج الثروة اٖجتهاعَة(‪ .)348‬فاٖنتمال إذى هى نهط إنتاج‬
‫إلً آخر هو هى الناحَة الجوهرَة انتمال هى طرَمة إلً أخري ٔنتاج الثروة اٖجتهاعَة‪.‬‬
‫وإذا ها تطرلنا إلً هفهوم نهط أنتاج الرأسهالٍ نجد أنه َعنٍ بالضرورة أنتاج‬
‫بواسطة العهل الهؤجور‪ ،‬فهذا هو جوهر الهسؤلة‪ .‬وبؽض النظر عى أٌ سهات أخري‪،‬‬
‫ففابض المَهة‪ ،‬أٌ الفرق بَى ها َنتجه العاهل وها َؤخذه‪ ،‬هو بالضرورة شكل الفابض‬
‫اٖجتهاعٍ فٍ نهط أنتاج الرأسهالٍ‪ ،‬وَحدد اْخَر نه اطا هعَناا فٍ التوزَع‪ :‬رَع ‪ -‬فابدة‬
‫‪ -‬ربح ‪ -‬أجر‪ ،‬كها َحدد طرَمة التبادل (سعر أنتاج واٖستهٗن)‪ .‬وهكذا بمدر ها َكوى‬
‫الفابض هو فابض المَهة‪َ ،‬كوى هدي انتشار نهط أنتاج الرأسهالٍ‪ ،‬هذا هو الهمَاس‬
‫الوحَد الجوهرٌ‪ ،‬ورأس الهال التجارٌ نفسه ٖ َعد رأسهالًَّا إٖ بمدر ها َكوى هو نفسه‬
‫جز اءا هى دورة رأس الهال الصناعٍ‪ .‬لذلن نتفك هع هورَس دوب فٍ أنه لم تكى هنان‬
‫هرحلة فٍ تارَخ الرأسهالَة تسهً بهرحلة الرأسهالَة التجارَة‪ ،‬و”علَنا أى نتلهس‬
‫بداَة الهرحلة الرأسهالَة فٍ التؽَرات التٍ تحدث فمط فٍ أسلوب أنتاج“(‪.)349‬‬

‫فٍ هنتصؾ المرى كانت أحوال الزراعة الهصرَة‪ ،‬بخصوص أنهاط أنتاج كاِتٍ‪:‬‬

‫فٍ عام ‪ 1947‬توزع العاهلوى بالزراعة كها َلٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)15‬‬
‫(‪)350‬‬
‫توزَع العهالة الزراعَة‬

‫نسبة لوة العهل (‪)%‬‬ ‫نوع العهل‬

‫‪15.3‬‬ ‫أصحاب العهل‬


‫‪50.5‬‬ ‫َعهلوى لحسابهم أو لدي ذوَهم‬
‫‪0.25‬‬ ‫هوظفوى وهستخدهوى‬
‫‪33.3‬‬ ‫عهال وصناع وصبَاى‬
‫‪0.25‬‬ ‫هتعطلوى‬

‫ا‬
‫تفصَٗ هى وجهة نظرنا باٖشتران هع شرَؾ َونس بالتفصَل فٍ بحث بعنواى‪ :‬التكوَى‬ ‫(‪ )348‬لهنا بتناول هذا الهفهوم‬
‫الهنطمٍ لهفهوم نهط أنتاج‪.‬‬
‫(‪ )349‬هورَس دوب‪ ،‬دراسات فٍ تطور الرأسهالَة‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫انظر أَضاا الفصل اْول هى ص ‪ 13‬إلً ص ‪ 47‬حَث َنالش بالتفصَل هفهوم الرأسهالَة‪.‬‬
‫(‪ )350‬الهسؤلة الزراعَة‪ ،‬ص ‪ .87‬وهصدر ثمتنا فٍ إحصابَات الهإلؾ أنه اعتهد هنه اجا عمٗنًَّا فٍ التحلَل واعتهد‬
‫علً هصادر لَِّهة ولم َعهد إلً الهبالؽات‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫فلنٗحظ أى نسبة الـ‪ %33.3‬تشهل عهال الزراعة الهؤجورَى وأشباه اْلناى الذَى‬
‫َهارسوى نظام خدهة العهل‪ ،‬وكاى الشكل اْخَر هى اٖستؽٗل واسع اٖنتشار‪ ،‬خاصة‬
‫بَى العهال الدابهَى‪ .‬فٍ هذا النظام َموم الفٗح بالعهل فٍ أرض السَد عدة أَام فٍ‬
‫اْسبوع وَعهل فٍ أرضه عدة أَام أخري‪ .‬ولد اتخذت فٍ هصر الصورة التالَة‪َ :‬عهل‬
‫الفٗح لدي هالن اْرض همابل ”أجر“ فٍ صورة لطعة هى اْرض َحوزها وَستخدهها‬
‫لفترة َتفك علَها‪.‬‬
‫(‪)351‬‬
‫جدول (‪)16‬‬

‫طرَمة استؽٗل اْرض الزراعَة فٍ هصر عام ‪1952‬‬


‫‪ %‬هى هساحة‬
‫طرَمة الزراعة‬
‫اْرض‬
‫تزع بطرَمة الهشاركة‪ .‬وهٍ هى أراضٍ كبار الهٗن وَعهل بها فمراء الفٗحَى‬
‫‪20‬‬
‫والهعدهَى‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫هستؤجرة نمداا بواسطة فمراء الفٗحَى‪.‬‬
‫‪10.7‬‬ ‫هلكَات صؽَرة َزرعها أصحابها‪.‬‬
‫‪8.2‬‬ ‫تزرع بواسطة (خدهة العهل)‪.‬‬
‫‪12.7‬‬ ‫هٗن ‪ 5‬أفدنة (‪ :) 7-3‬تزرع بواسطة أصحابها بأضافة إلً عهال هؤجورَى‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫هستؤجرة بواسطة هزارعَى رأسهالََى (وتزع بالعهل الهؤجور)‪.‬‬
‫‪8.2‬‬ ‫هزارع رأسهالَة َهلكها كبار الهٗن‪.‬‬
‫‪99.8‬‬ ‫الهجهوع‬

‫وتبَى الدراسة سابمة الذكر أى حجم العهل الهؤجور فٍ الزراعة عام ‪%45 =1952‬‬
‫هى العهل الكلٍ(‪ ،)352‬ولكى َٗحظ ها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬هذه النسبة تشتهل العهال الدابهَى‪ ،‬أشباه اْلناى‪ ،‬وهم الؽالبَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬إى عدد أَام العهل للعاهل الزراعٍ تمل عى عدد أَام عهل الفٗح الصؽَر‪.‬‬

‫وعلً هذا اْساس َهكى أى تمل هذه النسبة بدرجة هلهوسة إذا وضعنا فٍ اٖعتبار‬
‫الهلحوظتَى السابمتَى(‪.)353‬‬

‫(‪ )351‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫(‪ )352‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪214‬‬
‫َتضح هى الهعطَات السابمة أى حوالٍ ثلث هساحة اْرض كانت تزرع بطرَمة‬
‫رأسهالَة‪ ،‬وكاى دور لوة العهل الهؤجور بوجه عام فٍ الزراعة َمل عى ربع لوة العهل‬
‫انتشارا فٍ الزراعة هو نهط أنتاج‬
‫ا‬ ‫الزراعَة الكلَة‪ .‬وبذلن َكوى نهط أنتاج اْكثر‬
‫السلعٍ الصؽَر ونهط أنتاج العابلٍ(‪ )354‬واْشكال اٖنتمالَة بَى ألطاع والرأسهالَة‪.‬‬
‫وكاى ها َزرعه كبار الهٗن بطرَمة رأسهالَة ٖ َتعدي ‪ %20‬هها َهلكونه هى أرض‪،‬‬
‫بَنها َموهوى بتؤجَر أراضَهم للؽَر‪ ،‬خاصة لصؽار الفٗحَى‪ ،‬وفٍ كثَر هى الحاٖت عى‬
‫طرَك وسطاء هى التجار‪ ،‬وكاى هذا هو اْسلوب اْساسٍ لٗستؽٗل الذٌ هارسه كبار‬
‫الهٗن(‪.)355‬‬

‫إ ذى كاى نهط أنتاج الرأسهالٍ هحدود اٖنتشار فٍ الرَؾ الهصرٌ فٍ هنتصؾ‬


‫المرى‪ ،‬وإى كنا ٖ نستطَع فٍ حدود الهعطَات السابمة أى نحدد حجم دوره بالضبط فٍ‬
‫إنتاج الفابض‪ .‬وهنا نجد أنفسنا أهام لضَة جدَدة‪ :‬أٌ أنهاط أنتاج كاى سابداا فٍ تلن‬
‫الفترة؟ وسوؾ نحدد وجهة نظرنا بعد استكهال عرض هٗهح البنَة ككل‪.‬‬

‫سبك أى تناولنا وضع الصناعة ودورها فٍ أنتاج واٖلتصاد عهو اها‪ .‬ونود أى نإكد‬
‫هنا علً وجود لطاع ضخم هى الصناعة الصؽَرة‪ ،‬بالمَاس إلً الصناعة ككل َعهل به‬
‫‪ 400‬ألؾ عاهل عام ‪ .1952‬والؽالبَة العظهً هى هذه الهشارَع َدَرها وَعهل بها‬
‫أصحابها أنفسهم هع اٖستعانة بعاهل واحد أو اثنَى‪ ،‬بحَث نستطَع المول بؤى الطابع‬
‫الحرفٍ كاى َؽلب علً كثَر هى هذه الهشارَع‪ ،‬وأنها كانت تنتهٍ فٍ أؼلبها إلً نهط‬
‫أنتاج السلعٍ الصؽَر‪.‬‬

‫ولد بلػ اٖلتصاد درجة عالَة هى التنمَد‪ ،‬فكاى أنتاج الزراعٍ هوج اها فٍ هعظهه‬
‫نحو السوق‪ ،‬سواء السوق الخارجٍ أم الهحلٍ (الصناعة‪ ،‬استهٗن الهدى) رؼم بماء‬
‫صا‬
‫نسبة ٖ َستهاى بها هى أنتاج الزراعٍ َنتجها الفٗح ٖستهٗكه الشخصٍ‪ ،‬خصو ا‬
‫هى الحبوب‪.‬‬

‫كها هارس كبار هٗن اْراضٍ أنشطة تجارَة وهالَة واسعة النطاق‪ ،‬ابتدا اء هى تؤجَر‬
‫اْرض للفٗحَى الفمراء ؼالباا (وهذا نشاط تجارٌ ٖ َتعارض‪ ،‬بل َإكد أى نهط أنتاج‬
‫فٍ هعظم هذه اْراضٍ كاى هو نهط أنتاج السلعٍ البسَط)‪ ،‬وإلراض الفٗحَى بالربا‪،‬‬
‫إلً تجارة المطى والحبوب‪.‬‬

‫(‪َ )353‬هكننا هنا إضافة هلحوظة ذكرها هحهود عبد الفضَل ا‬


‫نمٗ عى جابرََل صعب‪ ،‬وهٍ أى الحَازات التٍ كانت تزرع‬
‫بنظام الهشاركة كانت تصنؾ ضهى الحَازات الهزروعة علً الذهة‪ .‬التحوٖت اٖلتصادَة واٖجتهاعَة فٍ الرَؾ‬
‫الهصرٌ (‪ ،)1970-1952‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )354‬وهو نهط َموم فَه الهزارع الصؽَر بزراعة أرضه هستعَناا بؤسرته لسد حاجة العابلة فٍ إطار إنتاج طبَعٍ‪.‬‬
‫(‪ )355‬سَد هرعٍ‪ ،‬أصٗح الزراعٍ وهشكلة السكاى فٍ هصر‪ .‬وَهكى للمارئ أى َرجع إلً تفاصَل تلن العهلَة فٍ‬
‫كتاب عاصم الدسولٍ‪ :‬كبار هٗن اْراضٍ الزراعَة ودورهم فٍ الهجتهع الهصرٌ (‪ ،)1952-1914‬ص ص ‪-65‬‬
‫‪ ،67‬ص ص ‪.167-149‬‬
‫‪215‬‬
‫كها شهدت الهدى نشا اطا هالًَّا واسعاا‪ ،‬ابتدا اء هى التجارة حتً الَانصَب والهضاربة‬
‫باْوراق الهالَة‪ ،‬وكانت البنون تهول التجارة الخارجَة بشكل أساسٍ‪ ،‬ولم َكى لها دور‬
‫هلهوس فٍ تهوَل الصناعة‪.‬‬

‫ولد ولع اٖستؽٗل علً صؽار الفٗحَى هى جانب كبار هٗن اْرض أو الوسطاء‪،‬‬
‫تهثل فٍ شكل أَجارالهرتفع‪ ،‬وهى جانب التجار والهرابَى‪ ،‬وهى جانب رجال الصناعة‬
‫اٖحتكارََى‪ ،‬حَث كانت أسعار السلع الهصنعة هرتفعة فٍ حهاَة اٖحتكارات الكبري‪ ،‬هها‬
‫كاى َإدٌ إلً الهزَد هى اعتصار الفٗحَى‪.‬‬

‫وإجهاٖ نري أى الهَهنة اٖلتصادَة فٍ الهدَنة كانت لرأس الهال التجارٌ‪ ،‬فرأس‬ ‫ا‬
‫الهال الصناعٍ فٍ الهدَنة فٍ هصر الهتخلفة َشكل جز اءا هى رأس الهال التجارٌ ولَس‬
‫العكس (ونمصد أنه كذلن هى الناحَة الهنطمَة)‪ .‬أها فٍ الهجتهعات الرأسهالَة فرأس‬
‫الهال التجارٌ هو جزء هى رأس الهال الصناعٍ‪َ ،‬تخصص فٍ الدورة التجارَة وَحمك‬
‫بالتالٍ نفس هعدل الربح الذٌ َحممه رأس الهال الصناعٍ‪ ،‬أٌ الهعدل الوسطٍ للربح‬
‫الذٌ َتحكم رأس الهال الصناعٍ فٍ تحدَده فٍ التحلَل اْخَر‪ .‬ولكى رأس الهال‬
‫التجارٌ فٍ البٗد الهتخلفة وهنها هصر‪َ ٖ ،‬خضع بهذا الشكل لرأس الهال الصناعٍ‪،‬‬
‫لسبب جوهرٌ وهو أى رأس الهال الصناعٍ َعاد إنتاجه هى الخارج‪ ،‬أٌ بواسطة السوق‬
‫الدولٍ‪ .‬فالتبعَة تهحور اٖلتصاد‪ ،‬وضهنه رأس الهال الصناعٍ‪ ،‬فٍ البلد الهتخلؾ حول‬
‫رأس الهال الصناعٍ فٍ البلداى الرأسهالَة (أٌ تكوى تبعَة َهكى أى نسهَها تبعَة‬
‫دونَة‪ ،‬بعكس اٖعتهاد الهتبادل بَى الكَانات اٖلتصادَة فٍ كل البلداى)‪ .‬وتتم هذه العهلَة‬
‫سا الذٌ َستند له تصدَر رأس الهال‪ ،‬أو َشكل لحظة هنه‪.‬‬ ‫هى خٗل التبادل الدولٍ أسا ا‬
‫وٖ شن أى التبادل هو لعبة رأس الهال التجارٌ‪ ،‬وهو العهلَة التٍ تجد دع اها ها ًّها لها فٍ‬
‫كبَرا وها ًّها هى الفابض اٖجتهاعٍ َتم إنتاجه خارج المطاع الرأسهالٍ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫حمَمة أى جز اءا‬
‫أٌ كوى فابض المَهة لَس هو الهصدر الوحَد أو اْساسٍ للفابض‪ .‬ولد تهثل الهصدر‬
‫اِخر فٍ هصر فٍ لطاعات أنتاج السلعٍ الصؽَر وأنتاج الصؽَر نصؾ السلعٍ ‪-‬‬
‫نصؾ الطبَعٍ‪ ،‬بل نستطَع المول أى أرباح رجال الصناعة لم تكى تتحدد بشكل أساسٍ‬
‫بفابض المَهة الذٌ َنتجه العهال فمط‪ ،‬بل وأَضاا بالفابض لبل الرأسهالٍ هى خٗل عهلَة‬
‫التبادل‪ ،‬وساعد علً ذلن الطابع اٖحتكارٌ للصناعة‪ .‬وَنتمص هذا الوضع إلً حد ها هى‬
‫الطابع الرأسهالٍ للصناعة الكبَرة التٍ وجدت نفسها تتعاهل فٍ السوق هع جههور َعهل‬
‫هعظم هنتجَه فٍ وحدات إنتاج صؽَرة‪ .‬فمد أضفً ذلن علً رأس الهال الصناعٍ طاب اعا‬
‫تجارًَّا كها سنري ٖحماا‪.‬‬

‫أها فٍ الرَؾ‪ ،‬فمد أدت ؼلبة الهلكَة العمارَة الكبَرة‪ ،‬بهعنً ؼلبة أسلوب استؽٗلها‬
‫التجارٌ فٍ جهلته والهتهثل فٍ أَجار عَنٍ ونمدٌ والهزارعة‪ ،‬بأضافة إلً‬
‫الهضاربة فٍ اْراضٍ الزراعَة‪ ،‬وعبر تجارة المطى وتؤجَر اْرض‪ ،‬إلً هَهنة رأس‬
‫انتشارا‪،‬‬
‫ا‬ ‫الهال التجارٌ فٍ الرَؾ أَضاا‪ .‬ورؼم أى نهط أنتاج الصؽَر كاى هو اْكثر‬
‫كانت حركته وآلَة عهله خاضعتَى لرأس الهال التجارٌ الوسَط بَى الهنتج وكل هى‬
‫السوق العالهٍ وسوق الهدَنة‪ ،‬والوسَط الثانٍ بَى الهنتج ووسَلة أنتاج الربَسَة‪:‬‬
‫‪216‬‬
‫اْرض‪ ،‬أٌ هالن اْرض الكبَر‪ .‬والحمَمة أى سطوة الهلكَة العمارَة الكبَر لم تكى إٖ‬
‫ا‬
‫شكٗ لسطوة رأس الهال التجارٌ‪ ،‬إذ كاى النشاط اٖلتصادٌ اْساسٍ لتلن الطبمة الؽاببة‬
‫عى المرَة هو أعهال الوساطة‪ ،‬وأههها طب اعا تؤجَر اْرض استناداا إلً احتكارها‬
‫لهلكَتها‪ ،‬ولم َكى لها أٌ دور تجاه الفٗحَى ولم تتحهل أٌ هسإولَة‪ ،‬وكل ها كاى َههها‬
‫هو الحصول علً كهَة هى العوابد بؽض النظر عى أسلوب أنتاج فٍ اْرض‪ .‬والخٗصة‬
‫أى أفراد هذه الطبمة لم َكونوا طرفاا فٍ نهط أنتاج الذٌ كاى َتم فٍ أهٗكهم (النهط‬
‫السلعٍ الصؽَر) إٖ حَى كانوا َدَروى هزارعهم بؤنفسهم‪ .‬وهنا كاى هالن اْرض َدخل‬
‫فٍ عٗلة هحددة هع الفٗح‪ ،‬تتهثل فٍ هشاركته فٍ التكالَؾ والعوابد‪ ،‬وحتً هنا ٖ َكوى‬
‫هالن اْرض‪ ،‬بأضافة لصفته اْخَرة إٖ هجرد تاجر بهعنً هى الهعانٍ‪ .‬أها الهزارع‬
‫كبَرا فٍ أنتاج الزراعٍ‪ ،‬وكاى أؼنَاء الرَؾ هم‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫الرأسهالَة الملَلة فلم تكى تلعب ا‬
‫اْلرب نسبًَّا إلً الهٗن الرأسهالََى‪ ،‬إٖ أنهم هارسوا أسلوب الهزارعة علً نطاق واسع‬
‫واستخدهوا كافة أسالَب نهب هى الفٗحَى بالربا وؼَره هى اْسالَب لبل الرأسهالَة‪.‬‬

‫ولد لاهت الدولة بحهاَة التركَبة ككل‪ .‬وبَنها اختفً الخراج‪ ،‬نصَب الدولة المدَهة‬
‫هى الفابض‪ ،‬كاى دخل الدولة الحدَثة َستخدم فٍ تدعَم البنَة اٖلتصادَة ذات التوجه‬
‫التصدَرٌ والطابع التجارٌ الهنمَّد باضطراد هع آثار عدَدة هى هجرد هٗهح إلطاعَة‬
‫شرلَة (هٗهح هى نهط أنتاج اِسَوٌ)‪.‬‬

‫َهكننا اِى إَجاز الوضع كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬كاى نهط أنتاج الصؽَر واسع اٖنتشار فٍ الرَؾ خاصةا‪.‬‬

‫‪ - 2‬كاى لطاع الزراعة الرأسهالَة بالػ الضعؾ‪.‬‬

‫‪ - 3‬كانت كل هى الصناعة الكبَرة والهزارع الرأسهالَة‪ ،‬بأضافة إلً ضعفهها‪،‬‬


‫تتحصٗى علً جزء هام هى الفابض لبل الرأسهالٍ(‪.)356‬‬
‫ا‬
‫طوَٗ علً طرَك التنمَد‪.‬‬ ‫‪ - 4‬لطع اٖلتصاد شو اطا‬

‫‪ - 5‬كاى الدور اْساسٍ للبنون هو تهوَل التجارة الخارجَة‪.‬‬

‫‪ - 6‬الخٗصة أى رأس الهال التجارٌ كاى َسَطر لَس فمط علً رأس الهال الهنتج‪،‬‬
‫بل أَضاا علً أنتاج الصؽَر‪ .‬ونحى هنا نصنؾ رأس الهال البنكٍ ورإوس اْهوال‬
‫الهوظفة فٍ المطاعات الخدهَة وأعهال الوساطة الهختلفة ضهى رأس الهال التجارٌ‪،‬‬

‫(‪ ٖ )356‬شن أى الشركات اٖحتكارَة فٍ البلداى الرأسهالَة تحصل علً ها َزَد عى الفابض الهتولد بواسطة عهالها‪،‬‬
‫ولكى هذا الفابض َؤتٍ هى الفابض فٍ وحدات أصؽر‪ ،‬أٌ هى داخل المطاع الرأسهالٍ أَضاا (َضاؾ الفابض المادم هى‬
‫أنهاط لبل رأسهالَة فٍ الخا رج)‪ .‬وٖ شن أى الصورة الهذكورة هنا كانت هوجودة فٍ هرحلة نشوء الرأسهالَة فٍ‬
‫الؽرب‪ ،‬إٖ أى هذا كاى َتم فٍ سَاق انتمال فعلٍ إلً الرأسهالَة‪ ،‬ولكى هذا اٖنتمال هحتجز هنا‪ ،‬أٌ أى النهو الهركب‬
‫هنا هو وضع هستمر‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫خاصة وأى رأس الهال البنكٍ لم َكى هو اِخر َشكل جز اءا هى رأس الهال الصناعٍ‪،‬‬
‫فلم َكى هدر اجا إلً حد َذكر فٍ دورة أنتاج الرأسهالٍ فٍ الداخل‪ .‬وعلً لول بول‬
‫باراى‪” :‬كانت البنون التٍ ألاهها البرَطانَوى فٍ هصر والهند وأهرَكا الٗتَنَة فٍ‬
‫النصؾ الثانٍ هى المرى التاسع عشر هجرد ؼرؾ هماصة كبَرة“(‪ .)357‬وفٍ تمدَرنا أنه‬
‫وصؾ َنطبك علً كافة البنون الهصرَة فٍ هنتصؾ المرى عهو اها إلً حد كبَر‪ ،‬وَهكى‬
‫أى نستثنٍ فمط بنن هصر جزبًَّا خٗل العشرَنات والثٗثَنات‪.‬‬

‫‪ - 7‬لعب رأس الهال التجارٌ دور الحبل السرٌ بَى التصاد هتخلؾ تم دهجه فٍ‬
‫لسرا‪ ،‬وبَى هذا اْخَر‪ ،‬وكاى هذا هو نشاطه اْول‪ ،‬بمدر الدور الذٌ‬
‫ا‬ ‫السوق العالهٍ‬
‫لعبته التجارة الخارجَة فٍ هجهل التبادل وهجهل النشاط اٖلتصادٌ‪.‬‬

‫‪ - 8‬بهذا الهعنً اْخَر وحده نستطَع المول بؤى نهط أنتاج الرأسهالٍ كاى سابداا هى‬
‫الخارج هى خٗل رأس الهال التجارٌ‪ .‬ولكى فٍ الداخل لم َكى رأس الهال الصناعٍ‬
‫هسَطرا علً رأس الهال التجارٌ‪ ،‬ولم َكى اْخَر هى ذلن النوع الذٌ َنتهٍ للنظام‬ ‫ا‬
‫رأسهاٖ ذا طابع هزدوج‪ ،‬لبل رأسهالٍ ورأسهالٍ فٍ ولت واحد‪،‬‬ ‫ا‬ ‫الرأسهالٍ‪ ،‬بل كاى‬
‫ولذلن ظل دوره اْساسٍ َتعلك بـالتجارة البعَدة‪َ ،‬لَه دوره فٍ التبادٖت الداخلَة‬
‫اْضعؾ‪ .‬وفوق هذه كله لم َكى العهل الهؤجور َسود فٍ لوة العهل الهحلَة‪ ،‬ولم َكى‬
‫هجهل الفابض هنت اجا بواسطته‪.‬‬

‫‪ - 9‬لهذا كله ٖ نستطَع أى نمرر وجود نهط إنتاج سابد فٍ هصر فٍ هنتصؾ المرى‪،‬‬
‫فنهط أنتاج ألطاعٍ الشرلٍ‪ ،‬أو اِسَوٌ‪ ،‬لد تحطم‪ ،‬ولم تعد له سوي آثار بسَطة هى‬
‫المنانة الهعههة أو المنانة الفردَة‪ ،‬أها أنتاج الرأسهالٍ فكاى خاض اعا لرأس الهال‬
‫ا‬
‫وعاجزا عى إخضاع نهط أنتاج الصؽَر‪ ،‬ولم َسهم فٍ إنتاج الفابض بنسبة‬ ‫التجارٌ‪،‬‬
‫حاسهة‪ ،‬بل ولم َكى َعول نسبة ضخهة هى السكاى‪ .‬فإذا حللنا الفابض هى حَث شكل‬
‫توزَعه (عٗلات التوزَع) نجد أنه كاى َتكوى هى‪ :‬الرَع ‪ -‬اْرباح ‪ -‬الفوابد ‪ -‬دخل‬
‫الحكوهة (انظر جدول رلم ‪.)11‬‬

‫أها الرَع‪ ،‬فٗ َنتهٍ فٍ جانبه اْعظم إلً النوع الرأسهالٍ ْنه ناتج فٍ أؼلبه هى‬
‫عهل الهنتج الصؽَر‪ ،‬هى اعتصار الوحدات أنتاجَة الصؽَرة بواسطة الهلكَة العمارَة‬
‫الكبَرة‪ .‬وتعود هعظم الفوابد واْرباح إلً رأس الهال التجارٌ والبنكٍ‪ ،‬وهصدرها‬
‫اْساسٍ كاى أَضاا عهل الهنتج الصؽَر‪ ،‬بأضافة إلً العاهل اْجَر‪ .‬أها دخل الدولة‬
‫فَؤتٍ الجزء اْعظم هنه عى طرَك الضرابب ؼَر الهباشرة التٍ تتحهل هعظهها الطبمات‬
‫اْدنً الهكونة هى اْجراء وصؽار الهٗن‪ .‬وإذا كاى الجزء اْكبر هى الفابض َؤتٍ هى‬
‫عهل الهنتجَى الصؽار فإى رأس الهال التجارٌ هو الذٌ َوجه هذه العهلَة وَسَطر‬
‫علَها ولَس رأس الهال الصناعٍ‪ .‬وٖ تمتصر السَطرة علً اٖستَٗء علً الجزء اْكبر‬
‫ا‬
‫استمٖٗ لرأس الهال التجارٌ‪ ،‬أٌ دوره‬ ‫هى الفابض ولكى جانبها اْهم هو الحركة اْكثر‬

‫(‪ )357‬اٖلتصاد السَاسٍ للتنهَة‪ ،‬ص ‪.304‬‬


‫‪218‬‬
‫المَادٌ فٍ توجَه عهلَة إنتاج وتوزَع الفابض‪ .‬وَبدأ تكوَى الفابض هنا جزبًَّا فٍ‬
‫عهلَة أنتاج وجزبًَّا بعدها‪ْ ،‬ى الفابض الذٌ َنتجه الهنتج َنتزع هنه فٍ عهلَة التبادل‬
‫أصٗ حاجة السوق العالهٍ هى‬ ‫ا‬ ‫وألراض بالربا وكافة ألواى النهب‪ .‬وأنتاج توجهه‬
‫خٗل رأس الهال التجارٌ‪ ،‬وبالتالٍ‪َ :‬حكم التبادل أنتاج‪ .‬كذلن نجد أى ها َحدد نهط‬
‫اٖستهٗن سلفاا فٍ المطاع الحدَث هو التؤثَر اْجنبٍ بواسطة رأس الهال التجارٌ‪،‬‬
‫ولذلن نشؤت الصناعة هستهدفة إحٗل الواردات‪.‬‬

‫وخٗصة اْهر أى عهلَة التبادل هع الخارج هى خٗل رأس الهال التجارٌ هٍ التٍ‬
‫حددت أنهاط اٖستهٗن والتوزَع والتبادل‪ ،‬وأنتاج أَضاا‪ .‬كذلن ٖ تشكل هذه العناصر‬
‫كٗ واحداا علً لدر هلهوس هى التهاسن‪ .‬ودور أنتاج هنا هعكوس‪ ،‬فهو هتؽَر‬ ‫اْربعة ًّ‬
‫تابع للتبادل والتوزَع واٖستهٗن‪ ،‬بَنها الهتؽَر الهستمل هو عٗلات التبادل‪ ،‬هع الخارج‪،‬‬
‫والتٍ تعَد إنتاج التخلؾ هى خٗل إعادة إنتاج نهط اٖستهٗن التابع‪.‬‬

‫لمد تشكل التخلؾ بواسطة الؽزو الرأسهالٍ اْجنبٍ‪ ،‬دوى أى نؽفل تهَإ الظروؾ‬
‫الداخلَة لهذا التحول ولههكنات أخري أَضاا‪ .‬وارتبطت بهذا الوضع هصالح طبمة َعد‬
‫الطابع الؽالب لنشاطها طفَلًَّا‪ ،‬طبمة ذات أفك َتفك هع نهو التخلؾ نفسه‪ .‬ولذلن لم َعد‬
‫هى الضرورٌ لكٍ َستهر فٍ حركته الطبَعَة أى َرتبط بالسوق العالهٍ بؤسالَب‬
‫هباشرة‪ :‬هعاهدات ‪ -‬جَوش احتٗل ‪ -‬وصاَة أجنبَة هباشرة هى أٌ شكل‪.‬‬

‫هذه البنَة الهركبة هى أكثر هى نهط إنتاج وأكثر هى ثمافة وتتهَز بسَطرة التداول‬
‫علً أنتاج نسهَها‪ :‬بنَة التخلؾ(‪.)358‬‬

‫لمد استهرت عهلَة تحدَث هصر هنذ دمحم علٍ وطبعاا اٖنخراط وإعادة اٖنخراط فٍ‬
‫نهوا هع استهرار وإعادة إنتاج‬
‫نهوا للتخلؾ‪ ،‬أو ًّ‬
‫السوق الدولٍ‪ .‬الهشكلة أنه كاى داب اها ًّ‬
‫التخلؾ‪ :‬تصنَع لاصر وتابع‪ ،‬ونهو هتفاوت وهركب بهعنً هستوَات هتباَنة وؼَر‬
‫هنسجهة لنهو لطاعات الهجتهع الهختلفة‪ .‬وهثال ذلن التعلَم الذٌ َنتج عناصر هتعلهة‬
‫جَدة تهاجر إلً الخارج لعجز السوق عى استَعابها‪ ،‬والصناعة التٍ تكوى فٍ أزهة‬
‫هستهرة وتعهل بجزء هى طالتها بسبب ضعؾ السوق الداخلٍ والعجز عى التصدَر وٖ‬
‫تتكاهل فروعها الهختلفة هع بعضها إٖ فٍ حدود ٖ تذكر‪ ،‬وتطور العٗج أدي إلً اٖنفجار‬
‫السكانٍ ْنه لم َترافك هع نهو ثمافة حداثَة عمٗنَة‪ .‬وهثل هذا َنطبك علً كل هكونات‬
‫الهجتهع‪ :‬نهو فٍ أزهة هستهرة‪.‬‬

‫اْزهة والنهو‪:‬‬
‫انتهت الحرب ولدي الطبمة الهسَطرة ‪ 200‬ألؾ عاهل تدربوا فٍ الهعسكرات‬
‫البرَطانَة أثناء الحرب‪ ،‬هنهم ‪ 80‬ألفاا هى العهال الههرة ونصؾ الههرة‪ ،‬وفابض هتراكم‬

‫(‪ )358‬لهنا باٖشتران هع شرَؾ َونس بتحلَل هفهوهنا لـ”بنَة التخلؾ“ فٍ بحث بنفس العنواى‪.‬‬
‫‪219‬‬
‫سا فٍ نحو ‪ 450‬هلَوى جنَه استرلَنٍ لدي برَطانَا(‪ ،)359‬وشبكة سكن‬‫ضخم تهثل أسا ا‬
‫حدَدَة هحترهة‪ .‬كها كانت الفترة الههتدة هى ‪ 1939‬حتً ‪ 1953‬فترة هواتَة للتبادل‬
‫الدولٍ للهواد الهصدرة هى البٗد الهتخلفة‪ ،‬حَث تحسنت حدود التبادل لصالحها (ارتفعت‬
‫رَاٖ عام ‪ .)360()1951‬كها‬‫ا‬ ‫رَاٖ عام ‪ 1939‬إلً ‪177‬‬ ‫ا‬ ‫أسعار المطى هى ‪10.78‬‬
‫انخفضت أسعار السلع التجهَزَة نتَجة ٖتباع برَطانَا سَاسة التمشؾ وتجهَد‬
‫اْسعار(‪.)361‬‬

‫كبَرا‪ ،‬إذ زادت الطالة الصناعَة فٍ‬ ‫ا‬ ‫نهوا‬


‫ًّ‬ ‫ولد حممت الصناعة بعد الحرب‬
‫كبَرا فٍ الطالة أنتاجَة‬
‫ا‬ ‫‪ 1947-46‬فمط بـ ‪ .%23‬وبَنها شهدت فترة الحرب توسعاا‬
‫للصناعة صاحبه انخفاض واضح فٍ حجم رأس الهال الدابم (أٌ اِٖت والهعدات‬
‫والهنشبات الثابتة)‪ ،‬بسبب تولؾ استَراد اِٖت والهعدات‪ .‬كها شهدت الفترة التالَة‬
‫كبَرا فٍ التراكم الرأسهالٍ فٍ الصناعة‪ ،‬إذ جرت عهلَة إحٗل وتجدَد‬
‫ا‬ ‫للحرب توسعاا‬
‫واسعة‪ ،‬كها أنشبت شركات جدَدة‪ .‬وأصبحت الصناعة الهحلَة لادرة علً سد حاجة‬
‫البٗد هى الكحول والسكر والسجابر والهلح والدلَك‪ ،‬ولم تعد بحاجة للتهوَل الخارجٍ‬
‫بالنسبة للصناعات المطنَة واْحذَة واْسهنت والصابوى والبَرة واْثاث والكبرَت‬
‫والزَوت النباتَة‪ .‬كها أدخلت صناعات جدَدة فٍ هصر ْول هرة‪ :‬الكاوتشون وتجهَع‬
‫السَارات فٍ عام ‪( 1936‬جنرال هوتورز)‪ ،‬ثم ‪( 1949‬فورد)‪ ،‬بأضافة إلً صناعة‬
‫هنتجات البٗستَن وتجهَع الثٗجات واْسهدة‪ ،‬وباختصار‪ :‬السلع الهعهرة والكَهاوَات‪.‬‬
‫وشهدت نفس الفترة توسعاا فٍ صناعات ؼَر تملَدَة فٍ هصر هثل الورق والزجاج‬

‫(‪)359‬‬
‫هصَر اْرصدة اٖسترلَنَة باختصار‪:‬‬
‫‪ - 1‬كاى رصَد هصر بعد الحرب العالهَة الثانَة دَوناا علً برَطانَا= ‪ 450‬هلَوى جنَه‪.‬‬
‫‪ - 2‬فٍ َونَو ‪ 1947‬بلػ الرصَد ‪ 356‬هلَوى جنَه (تم استرداد هبلػ ‪ 96‬هلَوى جنَه بَى عاهٍ بَى ‪1945‬‬
‫فورا وعى ‪ 15‬هلَوناا لهواجهة‬
‫و‪ )1947‬وتم اٖتفاق علً أفراج عى ‪ 20‬هلَوناا وأفراج عى ‪ 10‬هلَوى أخري ا‬
‫التزام هصر بشراء أسلحة وهلَوى آخر لنفمات َناَر ‪ 1946‬وبالتالٍ نمصت اْرصدة إلً ‪ 310‬هلَوى فٍ دَسهبر‬
‫‪.1948‬‬
‫‪ - 3‬فٍ هارس ‪ 1949‬تم اٖتفاق علً أفراج عى ‪ 12‬هلَوى جنَه هى اْرصدة وتسدَد دوٖرات بمَهة ‪ 5‬هلَوى جنَه‬
‫خٗل عام ‪ 1949‬ولَهة اْسهدة الهستوردة هى تشَلٍ وتزَد كهَة البضابع الهستوردة هى إنجلترا هى لبل هصر إلً‬
‫هلَوى ‪ 8‬جنَه وتسدد هى اْرصدة هههات شركة ‪.Egyptian oil fields‬‬
‫‪ - 4‬نص اتفاق هارس ‪ 1951‬علً اٖفراج عى ‪ 150‬هلَوى جنَه بوالع ‪ 25‬فور التولَع علً أى َكوى هى بَنها ‪14‬‬
‫هلَوى تمرَباا لابلة للتحوَل إلً دوٖرات فٍ الحال دوى لَد أو شرط‪ ،‬وعشرة هََٗى كل سنة لهدة ‪ 9‬سنوات‪5 ،‬‬
‫إضافَة (هشروطة) كل عام فٍ حدود ‪ 35‬هلَوناا‪.‬‬
‫‪ - 5‬هع حرب عام ‪ 1956‬تحولت بالٍ اْرصدة إلً فرنسا وإنجلترا لسداد تعوَضات تؤهَم شركة لناة السوَس وذلن‬
‫عبر لَام برَطانَا بتجهَد اْرصدة والحموق الهصرَة هبدبًَّا بها فَها اْرصدة اٖسترلَنَة ثم تحوَل أكثرها‬
‫ٖحماا كتعوَضات للتؤهَم فٍ ‪ 14‬هاَو ‪ 1958‬عبر دفعات كثَرة انتهت نهابًَّا عام ‪ 1963‬لتتحول إلً الرلم صفر‪.‬‬
‫(هصادر هختلفة)‪.‬‬
‫(‪ )360‬حازم سعَد عهر‪ ،‬الهرجع السابك ص ‪.58‬‬
‫(‪ )361‬لاهت برَطانَا بعد نهاَة الحرب بتخفَض أسعار اِٖت والتجهَزات لتعوَض اٖنكهاش الذٌ حدث خٗل الحرب‪.‬‬
‫‪Emmanuel A., Unequal Exchange, page 83‬‬
‫‪220‬‬
‫واْسهنت والنحاس والحدَد واْدوَة(‪ .)362‬وذكر تشارلز عَسوٌ أى صناعة الصلب لد‬
‫أدخلت أَضاا وبلػ أنتاج ‪ 25‬ألؾ طى عام ‪ ،1949‬وفٍ ‪ 1950‬بلػ ‪ 32‬ألؾ طى‪ ،‬ثم‬
‫‪ 52‬ألؾ طى عام ‪ .)363(1951‬كها أنشبت صناعة فصل الهعادى هى الرهال السوداء فٍ‬
‫أواخر الثٗثَنات(‪.)364‬‬

‫ولد وجدت الصناعة فٍ سوق العهالة هبات اْلوؾ هى العاطلَى فٍ الهدى‪ ،‬هستعدَى‬
‫لتلمٍ أجور بالؽة اٖنخفاض‪ ،‬بأضافة إلً أرباح طابلة هتراكهة‪ ،‬وكاى لدي الطبمة‬
‫سا فٍ رَع اْرض الهتناهٍ‬‫فورا‪ ،‬تهثلت أسا ا‬
‫الهسَطرة فوابض هابلة ولابلة لٗستثهار ا‬
‫فٍ ذلن الولت‪.‬‬

‫إٖ أى الصناعة بدأت هنذ ‪ 1949‬تواجه أزهة حادة بلؽت أوجها فٍ ‪،1952/51‬‬
‫وتهثلت هظاهرها فٍ‪ - 1 :‬البطالة‪ ،‬فبَنها بلػ هعدل التشؽَل فٍ ‪ ،%100 :1947‬بلػ‬
‫فٍ ‪ %87 :1950‬هى عهال الصناعة(‪ - 2 ،)365‬الكساد الذٌ أدي إلً إؼٗق آٖؾ‬
‫الورش والهصانع‪ - 3 ،‬ازدَاد صعوبات تصرَؾ أنتاج‪ ،‬هها دفع رجال اْعهال إلً‬
‫تخفَض اْسعار وساعات العهل وزَادة الهخزوى(‪ .)366‬كها شهد هعدل النهو الصناعٍ‬

‫(‪ )362‬روبرت هابرو‪ ،‬الهرجع السابك ص ‪.221‬‬


‫)‪ )363‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (364‬صحَفة ”الوطى“ الهصرَة‪ ،‬الرهال السوداء هى أههال إلً أنتاج ‪ -‬دراسة حدَثة للدكتور أحهد سلطاى‪ :‬حلم‬
‫تؤخر ‪ 90‬عاها‪.‬‬
‫(‪ )365‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫ولد أورد دمحم رشدٌ الجدول اِتٍ‪:‬‬

‫عدد الهإسسات‬
‫عدد الهشتؽلَى (‪)%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الصناعَة فٍ هصر‬ ‫السنة‬
‫باْلؾ‬

‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪22.216‬‬ ‫‪1944‬‬

‫‪116‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪26.741‬‬ ‫‪1947‬‬

‫‪97‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪19.522‬‬ ‫‪1950‬‬

‫‪86‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪3.445‬‬ ‫‪1952‬‬

‫(التطور اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬الجزء الثانٍ‪ ،‬ص ‪.)188‬‬


‫(‪Issawi, Op. cit., p. 142 )366‬‬
‫ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬لضاَا التحرر الوطنٍ والثورة اٖشتراكَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪221‬‬
‫تراجعاا واض احا‪ ،‬فبَنها بلػ ‪ %8‬كهتوسط سنوٌ خٗل الفترة هى ‪ ،1951-1946‬تراجع‬
‫إلً ‪ %3.1‬فٍ ‪ 1952‬ثم إلً ‪ %1‬عام ‪.)367(1953‬‬

‫ولد ارتفعت الطالة الصناعَة عام ‪ 1950‬عها كانت علَه عام ‪ 1934-30‬بنسبة‬
‫‪ ٪56‬بَنها ازدادت بهعدل سنوٌ بلػ ‪%7‬عام ‪ ،1951‬زاد إلً ‪ %8‬عام ‪ 1952‬ثم‬
‫تملص تها اها فٍ ‪ 1953‬إلً ‪ .)368(%1‬وفٍ عام ‪ 1951‬لم تنشؤ سوي ‪ 11‬شركة جدَدة‬
‫(صناعَة وتجارَة) برأسهال لدره ‪ 1.512.500‬جنَه‪ ،‬بَنها زاد رأسهال الشركات‬
‫المابهة بـ‪ 6.477.089‬جنَه فمط(‪ ،)369‬وزاد هعدل اٖدخار عى هعدل اٖستثهار فٍ نفس‬
‫الفترة (بلؽت استثهارات المطاع الخاص فٍ الصناعة عام ‪ 2.1 :1951‬هلَوى جنَه‪،‬‬
‫وفٍ عام ‪ 1.8 :1952‬هلَوى جنَه‪ ،‬وفٍ ‪ 1.3 :1953‬هلَوى جنَه)(‪ .)370‬كها أى هعدل‬
‫اٖدخار نفسه لد انخفض‪:‬‬
‫(‪)371‬‬
‫جدول (‪)17‬‬

‫هعدل اٖدخار بالنسبة للناتج الموهٍ (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪5‬‬ ‫‪1939‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪1942‬‬
‫‪29.1‬‬ ‫‪1944‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪1950‬‬

‫ٖ َكفٍ لتفسَر هذه اْزهة أى نذكر أنفسنا باْزهة السَاسَة‪ ،‬بل نستطَع أى نمرر أى‬
‫أزهة الصناعة لد أدت إلً زَادة حدة اْزهة السَاسَة‪ ،‬بإطٗق َد البطالة علً نطاق‬
‫واسع وارتفاع اْسعار‪ .‬والحمَمة أى توفر فرص حمَمَة لنهو الصناعة كاى َهكى أى‬
‫َخفؾ هى اْزهات السَاسَة‪ .‬وفٍ الوالع كانت اْزهة اجتهاعَة ‪ -‬التصادَة فٍ اْساس‪.‬‬
‫ولَس هنان هى شن فٍ أى اْزهة السَاسَة لد ساههت فٍ تؤزَم الصناعة الهصرَة فٍ‬
‫هنتصؾ المرى‪ ،‬إٖ أى الدور الهباشر لهذه الهساههة كاى هحدوداا للؽاَة‪ ،‬بعكس دورها‬
‫ؼَر الهباشر‪ ،‬الهتهثل‪ ،‬ضهى عواهل أخري‪ ،‬فٍ تخوَؾ رأس الهال اْجنبٍ الخاص‪،‬‬
‫وهى ثم عرللة تدفمه هى الخارج‪ .‬ولكى اْهم هى هذا كله أى اْزهة السَاسَة كانت‪،‬‬

‫فوزٌ جرجس‪ ،‬دراسات فٍ تارَخ هصر السَاسٍ هنذ العصر الههلوكٍ‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 200, Table 5. 18 )367‬‬
‫(‪ )368‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ )369‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫(‪ )370‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p. 90 )371‬‬
‫‪222‬‬
‫ا‬
‫شاهٗ أزهة الصناعة‪ ،‬والتٍ هٍ أزهة‬ ‫بشكل أساسٍ نتا اجا ْزهة النظام اٖجتهاعٍ ككل‪،‬‬
‫سا كها سنري‬‫هزهنة‪ ،‬وفمط تفالهت فٍ هنتصؾ المرى بفعل نهو تنالضاتها الخاصة أسا ا‬
‫بعد‪ ،‬بأضافة إلً عواهل أخري‪ .‬وفٍ حمَمة اْهر أنه إذا كانت الصناعة الهصرَة‬
‫الهتخلفة فٍ حاجة إلً اٖستمرار السَاسٍ التام وإلً الدولة الموَة بشكل استثنابٍ لكٍ‬
‫تستطَع أى تتؽلب علً أزهتها‪ ،‬فهذا َعنٍ أنها تعانٍ هى أزهة داخلَة‪ ،‬ونمصد بالضبط‬
‫أزهة ذات طابع اجتهاعٍ ‪ -‬التصادٌ‪ .‬ولم تنفرج اْزهة فٍ ‪ 1955-1954‬إٖ بفضل‬
‫تدخل الدولة الموٌ‪ ،‬وهٍ عهو اها لم تنفرج أبداا علً أَدٌ رجال الصناعة الهحلََى‪ ،‬بل‬
‫هى خارجهم بالذات‪.‬‬

‫ولد ترافك تراجع اٖستثهار فٍ الصناعة وهعدل نهو أنتاج الصناعٍ هع زَادة هعدل‬
‫اٖستثهار فٍ العمارات (‪ 30‬هلَوى جنَه سنة ‪ ،)372()1950‬هها َشَر إلً هحدودَة‬
‫الدور الهباشر لٓزهة السَاسَة‪ .‬وهى الهفارلات الطرَفة أى أزهة ‪ 1947‬فٍ البلداى‬
‫الرأسهالَة لد انتهت هع بدء التوتر الدولٍ فَها عرؾ بـ”الرخاء الكورٌ“ الذٌ اهتد لعدة‬
‫سنوات‪ .‬وعلً العكس كاى للرخاء الكورٌ أثر هعاكس علً الصناعة الهصرَة‪ ،‬بل‬
‫هدهرا بالنسبة للنهو الصناعٍ‪ ،‬فبَنها شهدت البلداى‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫ونستطَع أى نجزم بؤنه لد لعب ا‬
‫كبَرا هنذ ‪ ،1949‬وجدنا اْزهة تتعاظم فٍ هصر ابتدا اء هى هذا‬ ‫ا‬ ‫الرأسهالَة انتعاشاا‬
‫التارَخ بالذات‪ .‬فمد أدت الحرب الكورَة إلً تحسى حدود التبادل للهواد اْولَة الهنتجة‬
‫ا‬
‫هابٗ خٗل فترة‬ ‫فٍ الدول الهتخلفة وهنها المطى الهصرٌ الذٌ ارتفع سعره ارتفاعاا‬
‫التوتر الكورٌ‪ ،‬هها أدي إلً نهو دخل هٗن اْراضٍ بشكل لم َسبك لـه هثَل‪ ،‬ولم َترتب‬
‫علً ذلن انتعاش الصناعة‪ ،‬بل ازداد الشره للسلع الهستوردة‪ ،‬هها أدي إلً زَادة‬
‫اٖستَراد وهنافسة أنتاج الهحلٍ‪.‬‬

‫جدول (‪)18‬‬
‫(‪)373‬‬
‫نسبة الواردات والصادرات إلً الناتج الهحلٍ بؤسعار تكالَؾ العواهل (‪)%‬‬

‫صادرات‬ ‫واردات‬ ‫السنة‬

‫‪16.3‬‬ ‫‪19.4‬‬ ‫‪1947‬‬


‫‪11.2‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪1948‬‬
‫‪17.6‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1949‬‬
‫‪19.6‬‬ ‫‪24.2‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪21.7‬‬ ‫‪30.2‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪16.8‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫‪1952‬‬

‫(‪Ibid., p. 90)372‬‬
‫(‪ )373‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪223‬‬
‫وأدي ذلن بالطبع إلً وضع العرالَل أهام توسع الصناعة الهصرَة بسبب نمص الطلب‬
‫علَها‪ .‬كها عزز الرخاء الكورٌ هى ألبال الهتزاَد علً العمارات فٍ الهدى نتَجة لتزاَد‬
‫الهجرة إلَها هى الرَؾ‪ ،‬فتدفمت رإوس اْهوال إلً لطاع أسكاى بشكل لم َسبك له‬
‫ا‬
‫وباٖ آخر علً الصناعة‪،‬‬ ‫هثَل‪ .‬وكاى ارتفاع أسعار الخاهات الزراعَة الناتج عى الحرب‬
‫إذ إنها تعتهد علً استَراد نسبة هلهوسة هى الهواد الوسَطة‪ .‬بأضافة إلً أى ارتفاع‬
‫أسعار المطى الهحلٍ أدي إلً زَادة التكلفة‪ .‬ولد جاء ارتفاع سعر المطى الهصرٌ فٍ‬
‫الولت الذٌ ٖ َشكل فَه تجار المطى وكبار هٗن اْراضٍ الذَى أنعشتهم الحرب الطلب‬
‫الفعال الربَسٍ علً الهنتجات الصناعَة‪ ،‬بل َتشكل الطلب هى هتوسطٍ الدخل هى سكاى‬
‫الهدى‪ ،‬وبشكل أساسٍ هى الذَى لم َستفَدوا هى ارتفاع أسعار الخاهات‪ .‬فكاى علً‬
‫الصناعة أى ترفع أسعارها أهام لوة شرابَة ثابتة‪ ،‬أو فٍ الحمَمة هتنالصة‪ ،‬بسبب‬
‫أسعارا هرتفعة للسلع الؽذابَة الهستوردة‪ ،‬بل‬
‫ا‬ ‫استهرار التضخم‪ ،‬إذ واجه الهستهلكوى‬
‫والهحلَة أَضاا‪ .‬وأدت هنافسة السلع الهستوردة الهرتفعة الثهى للصناعة الهحلَة والتٍ‬
‫ألبل علَها كبار الهٗن إلً إؼٗق آٖؾ الورش والهصانع(‪.)374‬‬

‫وفٍ الولت ذاته ظلت صعوبات التصدَر لابهة بسبب الهنافسة اْجنبَة فٍ الخارج‬
‫صا بعد لرار الخروج هى كتلة اٖسترلَنٍ عام ‪ ،1947‬إلً نمص‬‫أَضاا وأدي ذلن‪ ،‬خصو ا‬
‫العهٗت اْجنبَة هع صعوبة سحب اْرصدة اٖسترلَنَة هى برَطانَا‪.‬‬
‫وكاى للنهو ؼَر الهتوازى للمطاعات الهختلفة خٗل الحرب دوره أَ ا‬
‫ضا فٍ احتدام أزهة‬
‫كبَرا‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫الصناعة‪ ،‬فمد لعب ضعؾ لطاع الكهرباء الذٌ َحتاج إلً تكنولوجَا هتطورة ا‬
‫فٍ اْزهة‪ ،‬فكانت الشركات تضطر إلً استَراد هولدات كهربابَة خاصة‪ ،‬هها أدي‬
‫ٖرتفاع التكلفة‪ .‬كها كانت الصناعات اْكثر تمد اها تعانٍ هى نمص العهالة الهاهرة‪ ،‬هها‬
‫كبَرا فٍ الطالة الصناعَة‬
‫ا‬ ‫أعاق نهو الصناعات الجدَدة‪ .‬فمد شهدت فترة الحرب توسعاا‬
‫هواز فٍ التعلَم الفنٍ وهشارَع الطالة‪ ،‬وبالتالٍ لابلت الصناعة بعد الحرب‬
‫ٍ‬ ‫دوى توسع‬
‫عمبات هلهوسة‪.‬‬
‫ا‬
‫عاهٗ جوهر ًَّا فٍ نهو‬ ‫كها كاى اٖنخفاض الكبَر فٍ هعدل تدفك رأس الهال اْجنبٍ‬
‫كبَرا فٍ نهو‬
‫دورا ا‬ ‫اْزهة‪ .‬فبجانب لرار الخروج هى الكتلة اٖسترلَنَة‪ ،‬لعب ذان أحجام ا‬
‫أزهة العهٗت اْجنبَة‪ ،‬كها أى الصناعة الهصرَة لد حرهت هى خبرة رأس الهال‬
‫اْجنبٍ‪ ،‬خاصة وأى صناعة السلع الهعهرة والصناعات الكَهاوَة والوسَطة عهو اها‪،‬‬
‫والتٍ كانت هجاٖت التنفس الجدَدة للصناعة الهصرَة فٍ تلن الفترة‪ ،‬كانت تحتاج إلً‬
‫خبرة ٖ تتوفر لدي رجال الصناعة الهحلََى‪ ،‬فلم َكى اْهر هتعلماا بالتهوَل فمط‪.‬‬

‫(‪ )374‬طارق البشرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.198‬‬


‫‪224‬‬
‫ولهذا كله راح رجال الصناعة َصرخوى طالبَى هعونة الدولة‪ ،‬وسجل اٖلتصادَوى‬
‫حمَمة أى الدولة لم تكى تعهل بالجدَة الكافَة لدعم الصناعة‪ ،‬هع أنها اتخذت عدداا هى‬
‫أجراءات‪ ،‬هنها علً سبَل الهثال(‪:)375‬‬

‫‪ - 1‬رفع التعرَفة الجهركَة عاهٍ ‪ 1949 ،1930‬علً الهستوردات الصناعَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬خفض أجرة النمل بالسكن الحدَدَة للصناعة الهحلَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬هنح الصناعة لروضاا بفوابد هنخفضة‪.‬‬

‫‪ - 4‬الهساههة بـ‪ %50‬هى رأس هال البنن الصناعٍ بعد أزهة ‪.1949‬‬

‫‪ - 5‬المَام بعهل دراسات خاصة بصناعات الصلب واْسهدة الكَهاوَة‪ ،‬ودراسة خاصة‬
‫بهشروع إلاهة سد علً النَل‪.‬‬

‫‪ - 6‬اتخذت عدة إجراءات أخري لتفضَل الصناعة الهحلَة علً اْجنبَة‪.‬‬

‫ولكى لم تكى هذه أجراءات كافَة لدفع النهو الصناعٍ إلً ألصً حد ههكى‪ ،‬فرؼم أى‬
‫التعرَفة الجهركَة الصادرة عام ‪ 1930‬كانت هرتفعة‪ ،‬لم تكى كذلن همارنة ببلداى هختلفة‬
‫أخري هثل تركَا ولم تكى هنصفة تها اها للصناعة‪ ،‬فعلً سبَل الهثال فرضت علً الجلد‬
‫الخام الهستورد ضرابب جهركَة بلؽت ‪ %15‬بَنها كاى َدفع عى الهصنوعات الجلدَة‬
‫‪ %8‬فمط(‪ .)376‬كها كانت الدولة هتحَزة ضد الصناعة فَها َتعلك بالضرابب‪ ،‬فبَنها دفعت‬
‫هذه ‪ 20‬هلَوناا هى الجنَهات عام ‪ ،1945‬نجد أى الزراعة لد دفعت ‪ 5‬هََٗى جنَه فمط‪،‬‬
‫رؼم أى الدخل الناتج هى الزراعة كاى َعادل أربعة أهثال ذن الناتج هى الصناعة(‪ .)377‬كها‬
‫تماعست الدولة عى سى التشرَعات الٗزهة للنشاط الصناعٍ‪ ،‬فلم تحدد علً سبَل الهثال‬
‫صا بالعٗهات التجارَة‪ .‬وكانت‬ ‫طرَمة هنظهة لٗبتهاى الصناعٍ ولم تضع تشرَ اعا خا ًّ‬
‫هنان صعوبات أخري‪ ،‬هثل ارتفاع هصارَؾ التؤسَس وصعوبة الحصول علً تصارَح‬
‫ٖستَراد اِٖت‪ .‬كها كانت أسعار النمل داخل البٗد للسلع الهستوردة ألل هنها بالنسبة‬
‫للسلع الهنتجة هحلًَّا(‪.)378‬‬

‫أدوارا هتباَنة فٍ نهو أزهة الصناعة‪،‬‬


‫ا‬ ‫ٖ شن أى كل هذه العواهل الهباشرة لد لعبت‬
‫ولكى ها زلنا نتساءل‪ :‬ها هو هحتوي هذه اْزهة؟ فرؼم تعدد العواهل ٖ زال تشخَص‬

‫(‪ )375‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.79-78‬‬


‫هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،77‬ص ‪.85‬‬
‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 183 )376‬‬
‫(‪Issawi, Op. cit., p. 170 )377‬‬
‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 183 )378‬‬
‫‪225‬‬
‫اْزهة ؼَر واضح‪ .‬لمد حممت الصناعة الهصرَة نهوها فٍ ظل ظروؾ استثنابَة‪ ،‬وهٍ‬
‫فٍ حاجة دابهة إلً الظرؾ اٖستثنابٍ‪ :‬رأس هال أجنبٍ ‪ -‬سوق هدعم بحهاَة جهركَة‬
‫عالَة ‪ -‬دولة تخلك هعظم عواهل أنتاج بها فٍ ذلن جز اءا هى رأس الهال نفسه‪ ،‬دوى أى‬
‫تكوى لادرة بنفسها علً التؽلب علً هشكٗتها‪ :‬الطالة ‪ -‬العهالة الهاهرة ‪ -‬نمص العهٗت‬
‫اْجنبَة ‪ -‬ضَك السوق الهحلٍ‪ ...‬إلخ‪ .‬وهذا َعنٍ أى اْزهة ٖ تتعلك بعواهل التصادَة‬
‫بحتة أو ع ََرضَة‪ .‬فالصناعة تستطَع أى تحل بنفسها هذه الهشاكل إذا ها كانت هجرد‬
‫هشاكل التصادَة‪ ،‬بل وتستطَع أَضاا أى تواجه العرالَل اٖجتهاعَة إذا ها كانت تلن‬
‫العرالَل تمؾ خارجها‪ .‬ولكى اْزهة التٍ نحى بصددها لد كشفت هدي هشاشة بنَة‬
‫الصناعة الهصرَة‪ ،‬فالهشكلة تمع داخل البنَة اٖلتصادَة ‪ -‬اٖجتهاعَة للصناعة نفسها‪،‬‬
‫البنَة اٖجتهاعَة لرأس الهال الصناعٍ‪ ،‬الذٌ عجز عى حل هشاكله الخاصة وتطلع إلً‬
‫صا هع تراجع تدفك رأس الهال اْجنبٍ‪ .‬وَكفٍ أنه علً صعَد اْفكار لم‬ ‫الدولة‪ ،‬خصو ا‬
‫ا‬
‫حلوٖ رادَكالَة وأى َشكل حزباا لوًَّا وأى َناضل سَاسًَّا‬ ‫َستطع خٗل تلن الفترة أى َمدم‬
‫وأى َكسب إلً صفوفه طبمة الفٗحَى‪ .‬وسوؾ تتضح اْهور أكثر كلها تعهمنا فٍ البحث‬
‫خٗل الصفحات التالَة‪ ،‬وستكوى لنا أكثر هى عودة إلً أزهة الصناعة الهصرَة الحدَثة‪.‬‬

‫ورؼم هذه الحمَمة‪ ،‬كانت اْزهة اٖجتهاعَة فٍ الرَؾ الهصرٌ تبدو أهام الناظرَى‬
‫هتفجرة هى داخلها بوضوح ساطع‪ ،‬بعكس أزهة الصناعة التٍ بدت كؤنها ناتجة عى‬
‫عوابك خارجَة تها اها‪ ،‬هثل سَطرة كبار هٗن اْراضٍ علً السلطة(‪ ،)379‬ونظام‬
‫ونظرا ْنها لد أضافت بؤزهتها تلن الهزَد هى الولود‬
‫ا‬ ‫الضرابب ونمص العهٗت‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ونظرا لعجزها الهتزاَد عى اٖنطٗق فٍ ظل الظروؾ المابهة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫للصراع اٖجتهاعٍ‪،‬‬
‫بأضافة إلً أى النهو الصناعٍ كاى هو الهجال اْكثر هٗءهة لزَادة أنتاج الهحلٍ‬
‫واهتصاص البطالة‪ ...‬إلخ‪ ،‬فمد تهتعت بعطؾ هعظم دوابر رجال اْعهال باعتبارها طوق‬
‫النجاة للنظام فٍ ظل هذا الركود‪ .‬ولذلن ساد اٖعتماد فٍ اْوساط السَاسَة للطبمة‬
‫الهسَطرة بؤى الصناعة ‪ -‬ههثلة فٍ رجال الصناعة ‪َ -‬نبؽٍ لها هى اِى فصاعداا أى‬
‫تتهتع ببعض الدٖل‪.‬‬

‫‪ - 2‬حكوهة اٖنمٗب والسَاسة اٖلتصادَة‪:‬‬


‫نمطة البدء‪:‬‬
‫لم َكى اٖنمٗب هفاجؤة ْحد تمرَباا‪ ،‬وهع ذلن افترض الضباط أى انمٗبهم لد أثار‬
‫بعض الهخاوؾ لدي أبناء الطبمة الهسَطرة‪ ،‬ولذلن راح زعهاإهم َصدروى التصرَحات‬
‫الهطهبنة وَسلكوى أَضاا السلون الهثالٍ لحكوهة شدَدة الحرص علً هصالح النظام‬
‫صفٍ نشاط الهنظهات‬ ‫المابم‪ .‬فصدرت الموانَى الهمَدة للحرَات وحلت اْحزاب و ُ‬
‫عمد اتفاق ‪ 1954‬هع‬ ‫الشَوعَة ولُجهت الحركة العهالَة وتم إخضاع النمابات العهالَة‪ ،‬و ُ‬

‫(‪ )379‬فلنتذكر كَؾ ولؾ كبار رجال الصناعة ضد إلؽاء لانوى المطى ‪ -‬راجع المسم اْول‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫برَطانَا‪ ،‬كها تم تشكَل اللجاى الهتخصصة لبحث هشاكل رجال الصناعة الذَى اشتركوا‬
‫فَها بؤنفسهم‪ ،‬ولاهت الدولة بدور فعال فٍ تنشَط اٖلتصاد الهتهالن‪ .‬وهدأت هخاوؾ‬
‫رجال اْعهال‪ ،‬ولكننا ٖ نستطَع أى نمول إى كل شٍء لد أصبح علً ها َرام‪ .‬وهذه لصة‬
‫طوَلة‪.‬‬

‫لم َكى لدي الضباط تصورات هسبمة بخصوص سَاسة التصادَة ‪ -‬اجتهاعَة هحددة‬
‫الهعالم‪ ،‬فلجؤوا إلً اتباع سَاسة التجربة والخطؤ التٍ تعنٍ ‪ -‬كها نفههها ‪ -‬أى النظام بات‬
‫َتحرن بمصوره الذاتٍ‪ .‬فالبَرولراطَة راحت تسَر وفماا لتوازنات خارجَة بالنسبة لها‬
‫وفٍ أٌ اتجاه َفرض هى خارجها‪ ،‬بشرط ّأٖ َهس وجودها بالذات‪ .‬ولد تهَزت السنوات‬
‫اْولً لٗنمٗب بسَاسة التصادَة شدَدة العشوابَة َتؤكد هنها الهَل العفوٌ والتجرَبٍ‬
‫لدي البَرولراطَة الناصرَة‪ ،‬باعتبارها أداة الطبمة الهسَطرة ؼَر الواعَة بذاتها‪.‬‬
‫وسارت سَاستها اٖلتصادَة هنذ البداَة فٍ اتجاه لم َتم اختَاره بشكل إرادٌ وإنها‬
‫فرضته الولابع الماسَة‪ ،‬الهتهثلة فٍ حجم ونوعَة اْزهة اٖلتصادَة والسَاسَة‬
‫واٖجتهاعَة‪ .‬فضهاى سَر السفَنة بات هنذ وجد الضباط أنفسهم علً رأس السلطة هو‬
‫الهحرن الوحَد تمرَ ابا لكافة إجراءاتهم‪ ،‬سواء بإرضاء أو بمهع هذا الطرؾ أو ذان‪ ،‬هى‬
‫خٗل حسابات هعمدة وبعدد هى أجراءات التجرَبَة‪ .‬ولد تبلورت خٗل السنوات اْولً‬
‫اتجاهات هحددة للسَاسة اٖلتصادَة للناصرَة بعد تلهس حمَمة الوالع اٖجتهاعٍ‬
‫وتركَبه‪.‬‬

‫السَاسة اٖلتصادَة فٍ الخهسَنات‪:‬‬


‫‪ - 1‬السنوات اْولً‪:‬‬
‫أدخلت الصناعة الحدَثة إلً هصر فٍ سَاق هحاولة دمحم علٍ إنشاء إهبراطورَة‬
‫عابلَة خاصة‪ .‬ولد ترافك تدهور هذه الصناعة هع اضهحٗل لوة الدولة‪ ،‬وكاى اٖستعهار‬
‫َمؾ وراء هاتَى العهلَتَى الهتٗزهتَى‪ .‬ولد بدأ فٍ الحمَمة بضرب الدولة‪ .‬ولد راحت‬
‫الصناعة الحدَثة تنهو هى جدَد بسرعة هنذ عشرَنات المرى الحالٍ بدعم سلطة اٖحتٗل‬
‫نفسها التٍ بدأت تإَد نهو صناعات هعَنة فٍ هصر والعالم الهتخلؾ ككل‪ .‬وهذا ٖ َنفٍ‬
‫أى بعض إجراءات الدولة أو حتً ”كفاحات“ بعض رجال الصناعة (طلعت حرب ا‬
‫هثٗ) لم‬
‫تكى هتفمة تهام اٖتفاق هع الهخططات اٖستعهارَة‪ .‬ولبل العشرَنات كانت الدولة تموم‬
‫بدور التصادٌ كبَر لصالح الطبمة الهسَطرة التٍ كانت هتهثلة فٍ ذلن الولت فٍ كبار‬
‫صا هنذ ‪ 1930‬هو‬ ‫سا‪ .‬وكاى الجدَد فٍ اْهر فٍ العشرَنات وخصو ا‬ ‫هٗن اْرض أسا ا‬
‫تدخلها لصالح المطاع الجدَد هى الطبمة الهسَطرة‪ ،‬ولكى الخٗفات العهَمة بَى هاتَى‬
‫الكتلتَى الهتداخلتَى لد عرللت إهكانَة التوفَك بَنهها‪ .‬ولذلن رأي رجال الصناعة أى نهو‬
‫هشارَعهم َحتاج حت اها إلً تدخل الدولة بشرط أى تكوى دولة لوَة ٖ تخضع لها أطلك‬
‫علَه ”الهنطك الزراعٍ“ الذٌ عرلل هى تدعَم الدولة للصناعة‪ ،‬وبالتالٍ عرلل هى‬
‫إهكانَة لَاهها بدور توفَمٍ دلَك‪ .‬فالدولة كانت دولة كبار الهٗن العمارََى‪ ،‬لذلن لم‬
‫تستطع أى تجتهد فٍ سعَها ٖتخاذ أجراءات الٗزهة لتدعَم الصناعة إلً ها ٖ نهاَة‪،‬‬
‫‪227‬‬
‫ْى هذا كاى َستوجب إعادة توزَع الفابض اٖجتهاعٍ لصالح رجال الصناعة وعلً‬
‫حساب اْرستمراطَة الزراعَة وبمَة ألسام الطبمة الهسَطرة‪ .‬كها فرضت هتاعب‬
‫الطبمات اْدنً علً الدولة أى تموم بدور هسكى ِٖم أولبن الذَى باتوا َشكلوى فبات‬
‫”ؼَر هفَدة“‪ ،‬أٌ هى ؼَر ذلن النوع الذٌ َفضله اللورد كتشنر‪ .‬ولاهت الدولة ا‬
‫فعٗ‬
‫بتمدَم بعض الفتات‪ ،‬خاصة فٍ اْربعَنات‪ ،‬للعهال والهوظفَى‪ .‬إٖ أى دولة اْرستمراطَة‬
‫العمارَة لم تستطع أى تتهادي فٍ تدلَل الجابعَى علً حساب العابٗت العرَمة‪ ،‬فَدها‬
‫لَست طلَمة تها اها فٍ تمدَم هذا الفتات‪ ،‬لذلن لم تمدم سوي ألل الملَل‪ ،‬هع أى البإس‬
‫الزاحؾ كاى َهدد النظام بؤسره‪ .‬فلم تكى اْرستمراطَة لد تؤكدت بعد هى التراب نهاَتها‪،‬‬
‫وبالتالٍ لم تر ها َبرر تضحَتها برَوعها الضخهة فدَة للنظام‪ ،‬فلَمدَّم الملَل أو حتً‬
‫الكثَر هى الهنح ولكى لَس هى جَبها الخاص‪ .‬وهع ذلن‪ ،‬أو لذلن بالذات‪ ،‬ظلت الصناعة‬
‫تدفع الضرابب الضخهة التٍ رفعت لَهتها حكوهة الوفد اْخَرة‪ ،‬رؼم أنها كانت الورلة‬
‫اْخَرة للنظام السَاسٍ الهتصدع‪ .‬لمد خلمت كل هى أزهة الصناعة‪ ،‬الهنفذ اْول للنهو‬
‫فٍ تلن الظروؾ‪ ،‬وجوع جهاهَر شدَدة السخط‪ ،‬ا‬
‫هَٗ هتزاَداا وحمَم ًَّا لدي جهاز الدولة‬
‫للتدخل‪ ،‬ولكنه ظل داب اها هجرد هَل هتحمك بدرجة هحدودة للؽاَة‪َ ،‬ح ّد هى تحممه كوى‬
‫الدولة والعة تحت هَهنة العابٗت اْرستمراطَة‪.‬‬

‫ولكى السلطة البونابرتَة كلَة الجبروت والهتحررة تها اها هى أٌ لَد خاص سوي المَد‬
‫الذٌ َربطها بالنظام اٖجتهاعٍ ككل كانت تستطَع أى تفعل أٌ شٍء شرط ّأٖ َنمطع هذا‬
‫الرباط‪ .‬ولد اتخذت كافة إجراءاتها لضهاى استهرار سَر السفَنة تحت لَادتها هٍ‪،‬‬
‫وْنها لم تكى حلَفاا حمَم ًَّا ْحد كانت تتخذ إجراءات شدَدة الهحافظة وأخري رادَكالَة‬
‫آى واحد‪ ،‬بشكل َصَب الهرالب العادٌ باٖضطراب‪ .‬إى النظام َتحرن بهإخرته فَسَر‬ ‫فٍ ٍ‬
‫بالطرَمة التٍ تٗبم هصلحة نخبة ضبَلة العدد هى البَرولراطََى‪ ،‬وهى هنا كانت السلطة‬
‫البونابرتَة حرة‪ ،‬سرَعة الحركة وشدَدة الحساسَة‪ .‬وإذا كانت تلن السلطة لادرة علً‬
‫حل تنالض هى هذه النوع‪ ،‬فإنها ٖ تعد ضرورَة لهجرد وجوده‪ ،‬ولطالها ظهر التنالض‬
‫الهذكور بَى هٗن اْراضٍ ورجال الصناعة وتم حسهه دوى الحاجة للحكوهة‬
‫حافٗ بالصراع بَى رجال‬ ‫ا‬ ‫البونابرتَة‪ .‬فمد كاى تارَخ تطور الرأسهالَة اْوروبَة‬
‫الصناعة والهٗن العمارََى‪ ،‬ولكى الصراع داخل هعسكر النظام ٖ َكفٍ ٔحداث توازى‬
‫سَاسٍ علً صعَد الهجتهع‪ ،‬ولذلن ٖ تعد البونابرتَة نتا اجا لتنالضات الطبمة الهسَطرة‪.‬‬
‫هباشرا فٍ صعود الضباط‪ ،‬فكاى رأس‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫وفٍ حالتنا الخاصة لم َلعب هذا التنالض ا‬
‫الهال الصناعٍ فٍ هصر هى الضعؾ السَاسٍ لدرجة أنه لم َتشكل فٍ حزب‪ ،‬فلم تكى‬
‫الرأسهالَة الصناعَة ذات نفوذ سَاسٍ َذكر‪ .‬ولكى اْزهة الصناعَة فٍ أوابل‬
‫الخهسَنات ساههت بدرجة ها فٍ تصعَد الصراع اٖجتهاعٍ‪ ،‬ولم تكى هذه اْزهة نتا اجا‬
‫كبَرا فٍ تولَدها كها أسلفنا‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫للتنالض الهذكور‪ ،‬إذ لعبت عواهل التصادَة عدَدة‬
‫المول‪ .‬وإذى ٖ َهكننا أى نعزو انتصار الضباط إلً عواهل التصادَة أو حتً التصادَة ‪-‬‬
‫سَاسَة‪ ،‬بل نعزوه إلً العاهل السَاسٍ فحسب‪ ،‬أٌ اْزهة السَاسَة‪ ،‬باعتبارها العاهل‬
‫الهباشر‪ .‬وهى خٗل هتابعة سَاق اْحداث لم َؤت الضباط لحل اْزهة اٖلتصادَة بطرَمة‬
‫بروسَة‪ ،‬بل لحل اْزهة السَاسَة بطرَمة بونابرتَة‪ .‬وها كانت سَاستهم اٖلتصادَة إٖ‬

‫‪228‬‬
‫أحد وسابلهم لحل تلن اْزهة لحساب النظام ككل‪ ،‬وهى خٗل ذلن‪ ،‬لحسابهم الخاص أَضاا‪.‬‬
‫وهذه الفكرة اْخَرة هٍ أساس تحلَلنا كله للسَاسة الناصرَة والتٍ سوؾ تتعرض‬
‫لٗختبار هى خٗل التحلَل العَنٍ للسَاسة اٖلتصادَة‪.‬‬

‫ولد تبلورت اْزهة السَاسَة فٍ التهدَد الهوجه للنظام هى لبل أنتلَجَنسَا والطبمات‬
‫صا إلً سلطة بونابرتَة الطراز‪ ،‬إٖ‬
‫اْدنً‪ .‬أها اْزهة اٖلتصادَة وحدها فٗ تحتاج خصَ ا‬
‫إذا تحولت إلً أزهة سَاسَة هى نوع خاص‪ ،‬كها أى تنالضات الطبمة الهسَطرة ؼالباا ها‬
‫تجد تسوَة ها داخل نفس الطبمة‪.‬‬

‫فورا أكثر الحلمات خطورة علً هستمبل النظام‪ :‬الهلن والحركة‬


‫ا‬ ‫ولد طعى الضباط‬
‫الشَوعَة والعهالَة بأجراءات الهباشرة وؼَر الهباشرة‪ ،‬هثل أصٗح الزراعٍ ا‬
‫هثٗ‪،‬‬
‫فورا فٍ إزالة الكثَر هى العمبات هى أهام رأس الهال الخاص‪ ،‬وبالذات‬
‫ا‬ ‫ثم شرعوا‬
‫الصناعٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬هنح رأس الهال اْجنبٍ الحك فٍ الهساههة بـ‪ %51‬هى رإوس أهوال الهشارَع‬
‫كحد ألصً وَطرح البالٍ لٗكتتاب العام للهصرََى لهدة شهر َحك بعدها لٓجانب شراء‬
‫بمَة اْسهم(‪.)380‬‬

‫‪ - 2‬إعفاء ضرَبٍ للهشارَع الجدَدة لهدة ‪ 7‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -3‬إعفاء اْرباح الهتحممة لٕصدارات الجدَدة هى أسهم الشركات المابهة هى‬


‫الضرابب لهدة ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫‪ - 4‬إعفاء ‪ %50‬هى اْرباح ؼَر الهوزعة هى ضرَبة اْرباح‪.‬‬

‫‪ - 5‬رفع ضهاى الدولة للبنن الصناعٍ إلً ‪ 5‬هلَوى جنَه‪.‬‬

‫‪ - 6‬إجبار الشركات التٍ َزَد رأسهالها علً ‪ 10‬آٖؾ جنَه علً دخول اتحاد‬
‫الصناعات‪.‬‬

‫‪ - 7‬خولت الدولة بعض الؽرؾ الصناعَة حك فرض رسوم علً الشركات اْعضاء‬
‫فَها هى أجل تهوَل براهج البحوث التمنَة والتشرَعَة الهاهة لكل الشركات الهشتركة‪.‬‬

‫‪ - 8‬تمدَم تهوَى ثابت هى الموي الهحركة للهشارَع‪.‬‬

‫‪ - 9‬تؤهَى الربح لبعض الشركات وتؤهَى تسدَد الفوابد علً الدَوى لشركات هعَنة‪.‬‬

‫(‪ )380‬تم إلؽاء المانوى ‪ 138‬العام ‪ 1947‬فٍ َولَو ‪ - 1952‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .97‬وهو المانوى الذٌ‬
‫َمضٍ بتحدَد نسبة هساههة رأس الهال اْجنبٍ فٍ الهشارَع الهشتركة بـ‪ %49‬كحد ألصً‪ ،‬وتحدَد نسبة عدد‬
‫وأجور العاهلَى اْجانب‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫‪ - 10‬تخفَض الرسوم الجهركَة علً الهواد اْولَة والوسَطة الضرورَة للصناعة‬
‫وزَادتها علً السلع اٖستهٗكَة الهصنعة‪.‬‬

‫‪ - 11‬إجبار كافة الشركات علً دخول الؽرؾ الصناعَة(‪.)381‬‬

‫وهى أجل تشجَع اٖستثهار فٍ الصناعة تم خفض الحد اْدنً لسعر السهم هى أربعة‬
‫جنَهات إلً جنَهَى للسهم الواحد عام ‪ .1954‬كها هنح الهساههوى حمولاا جدَدة‪ ،‬هنها‬
‫حك عمد اجتهاعات طاربة وحك التفتَش علً الحسابات‪ .‬وفٍ عام ‪ 1954‬أَضاا تم‬
‫خفض عدد الشركات التٍ َحك للشخص الواحد رباسة هجلس إدارتها إلً شركتَى فمط‬
‫هع حمه فٍ اٖشتران فٍ عضوَة هجالس إدارة ‪ 6‬شركات(‪ .)382‬ثم تم تعدَل هذا المانوى‬
‫عام ‪ 1957‬فؤصبح َحك للشخص الواحد أى َرأس هجلس إدارة شركة واحدة وأى َكوى‬
‫عضوا بهجلس إدارة شركتَى فمط علً اْكثر‪ .‬وذلن بهدؾ ضرب ظاهرة احتكار أدارة‬ ‫ا‬
‫التٍ كانت تعهل لصالح الشركات الكبَرة‪ ،‬ؤتاحة الفرصة أهام نهو شركات جدَدة‬
‫وضهاى هستمبل الشركات المابهة‪ ،‬وتشجَع الهساههَى علً شراء اْسهم‪ .‬كها جعل الحد‬
‫اْلصً ْجور الهدَرَى ‪ 2500‬جنَه سنو ًَّا والحد اْلصً للهكافآت ‪ %10‬هى الربح‬
‫الصافٍ بعد توزَع ‪ %5‬علً الهساههَى‪ .‬كها حدد عهر التماعد للهدَرَى بسى‬
‫الستَى(‪ . )383‬بأضافة إلً ذلن عهلت الحكوهة علً توفَر الطالة الكهربابَة والهخازى‬
‫وهعدات النمل والطرق والهنشآت‪ .‬ففٍ الفترة هى ‪ 1953/52‬إلً ‪ 1957/56‬استثهرت‬
‫فٍ لطاعٍ النمل والكهرباء ‪ %39‬هى هجهل استثهاراتها ووجهت البالٍ (‪ )%61‬إلً‬
‫الرٌ والصرؾ واستصٗح اْراضٍ(‪ .)384‬كها شجعت الحكوهة إلاهة هصنع للهطاط‬ ‫ّ‬
‫الصناعٍ عام ‪ ،1956‬ففرضت حهاَة جهركَة عالَة للؽاَة وأعطت الهشروع لرضاا‬
‫بفابدة هخفضة وضهنت تصرَؾ إنتاجه بالكاهل‪ ،‬هع وضع هواصفات هعَنة‪ ،‬وأعفت‬
‫الشركة هى ضرَبة اْرباح‪ .‬كها ساههت الدولة بـ‪ %45‬هى رأس الهال الصناعٍ‬
‫الهستثهر خٗل الفترة هى ‪ .)385(1956-1954‬كذلن حولت الدولة الهصانع الحربَة عام‬
‫‪ٔ 1956‬نتاج السلع الهعهرة الهدنَة‪.‬‬

‫وتشجَ اعا لرأس الهال اْجنبٍ تم هنحه نفس التسهَٗت الههنوحة لرأس الهال الهحلٍ‪،‬‬
‫بأضافة إلً حمه فٍ تحوَل ‪ %10‬هى المَهة الهسجل بها وبالعهلة اْصلَة سنوًَّا‪ ،‬كها‬
‫صار َحك له إعادة تحوَل رأس الهال بالكاهل إلً الخارج بعد هرور ‪ 5‬سنوات‪ .‬كذلن‬

‫(‪ )381‬ذكر أوبرَاى فٍ كتابه سابك الذكر كل هذه المرارات‪ ،‬ص ص ‪.99-97‬‬
‫(‪ )382‬سبك أى أصدرت الحكوهة عام ‪ 1946‬لانوناا َنص علً أنه ٖ َجوز ٌْ شخص أى َجهع بَى عضوَة هجلس‬
‫أدارة الهنتدب ْكثر هى شركتَى أو أى َكوى أحد أعضاء هجلس أدارة فٍ أكثر هى ‪ 10‬شركات‪ .‬هحهود هتولٍ‪،‬‬
‫اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫(‪ )383‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ )384‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫(‪ )385‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪230‬‬
‫تمرر إلؽاء المانوى ‪ 136‬لعام ‪ 1948‬الذٌ نص علً عدم لَام شركات أجنبَة باستؽٗل‬
‫البترول الهصرٌ‪.‬‬

‫وفٍ ظل أزهة الؽذاء الهتزاَدة وتدهور إنتاجَة التربة‪ ،‬زادت الدولة هى هصروفاتها‬
‫كوى هجهل اٖستثهارات فٍ الزراعة‪:‬‬ ‫الرٌ والصرؾ بحَث كاد أى َُ ّ ِ‬
‫ّ‬ ‫علً‬

‫جدول (‪)19‬‬
‫(‪)386‬‬
‫والرٌ والصرؾ (هلَوى جنَه)‬
‫ّ‬ ‫تكوَى رأس الهال الدابم فٍ الزراعة‬
‫تكوَى رأس الهال الدابم فٍ‬ ‫تكوَى رأس الهال الدابم فٍ‬
‫السنة‬
‫الرٌ والصرؾ‬
‫ّ‬ ‫الزراعة ككل‬
‫‪)*(5.3‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪8.00‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪11.5‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪12.00‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪10.2‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪1957‬‬
‫الرٌ والصرؾ عنه فٍ الزراعة ككل) إلً انخفاض رأس‬
‫ّ‬ ‫*َعود هذا التنالض (حَث َزَد التكوَى الرأسهالٍ فٍ‬
‫الهال الهتراكم الصافٍ فٍ لطاع تربَة الحَواى بهمدار ‪ 6.5‬هلَوى جنَه عام ‪ 1952‬بؤسعار عام ‪.1960‬‬

‫ولم تمم الحكوهة خٗل تلن الفترة بإحداث تؽََر َذكر للتوزَع الهحصولٍ‪ ،‬ولكنها بدأت‬
‫فٍ تشجَع الفٗحَى علً عدم اٖكتفاء بزراعة المطى‪ ،‬فرفعت أسعار شراء المهح هنهم‬
‫لتشجَع زراعته‪ ،‬كها استهر نظام الدعم للسلع الؽذابَة‪ .‬وتبنت الحكوهة هشروع السد‬
‫العالٍ الذٌ وضعته الحكوهات السابمة وبدأت تفكر فعلًَّا فٍ تنفَذه‪ ،‬وذلن لتوفَر الهزَد‬
‫هى الهَاه للرٌ وتوفَر الكهرباء‪.‬‬

‫كها اتخذت الدولة عدة إجراءات تشرَعَة فٍ صالح العهال لتهدبة الحركة العهالَة التٍ‬
‫لهعت بعنؾ‪ ،‬وتوفَر الجو الهناسب لٗستثهار‪ ،‬فتم رفع الحد اْدنً ْجور عهال الصناعة‬
‫هى ‪ 12.5‬إلً ‪ 25‬لرشاا َوهًَّا ورفع اْجور الَوهَة لعهال الزراعة‪ ،‬كها حصل العهال‬
‫علً حموق جدَدة فَها َختص بأجازات السنوَة وال َه َرضَة والرعاَة الصحَة‪ ،‬كها بات‬
‫فصل العهال َخضع للوابح جدَدة أكثر تحدَداا‪ ،‬وهع ذلن لم َتم تنفَذ هذه أجراءات إٖ‬
‫جزب ًَّا(‪ .)387‬واتخذت الحكوهة عدة إجراءات فَها َتعلك بالتجارة الخارجَة‪ ،‬فؤصدرت‬

‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 130 )386‬‬


‫(‪ )387‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.256-255‬‬
‫هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪231‬‬
‫تشرَعات أكثر تشدداا فَها َخص استَراد الكهالَات واستَراد السلع بالعهٗت الصعبة‪ ،‬كها‬
‫عههت نظام التراخَص علً كافة السلع الهستوردة هى كتلة اٖسترلَنٍ وهنحت‬
‫الهصدرَى إلً بلداى العهٗت الصعبة‪ ،‬خاصة الوَٖات الهتحدة حك اٖحتفاظ بجزء هى‬
‫تلن العهٗت فٍ حوزتهم هها أدي إلً وجود سعرَى للجنَه الهصرٌ‪ .‬وألرت الحكوهة‬
‫فعٗ وجود سعرَى للجنَه فخفض سعره فعلًَّا بنسبة ‪ %35‬وتم تخفَضه رسهًَّا بعد ذلن‬ ‫ا‬
‫بنسبة ‪ %19‬عام ‪ 1962‬وذلن لتشجَع زَادة الصادرات وتشجَع التحوَٗت‬
‫الخارجَة(‪.)388‬‬

‫ونٗحظ أى تشجَع الحكوهة لرأس الهال الخاص لد صوحب بدخولها كهستثهر‪ ،‬خاصة‬
‫فٍ الصناعة‪ .‬فلم َكى تشجَع المطاع الخاص كاف اَا هى وجهة نظر أصحاب الهشارَع‪ ،‬إذ‬
‫طالب اتحاد الصناعات بضهاى الدولة للربح بالنسبة لكافة الهشروعات‪ ،‬وهو هطلب‬
‫ؼرَب جدًّا وَفمد رأس الهال الكثَر هى شرعَة وجوده أهام الدولة‪ .‬فلم َكى هدؾ السلطة‬
‫هجرد زَادة أرباح الرأسهالََى وإنها تشجَع الصناعة نفسها هى أجل زَادة الناتج الهحلٍ‬
‫واستَعاب البطالة‪ .‬وكاى الهطلب الؽرَب الثانٍ ٖتحاد الصناعات هو عدم دخول الدولة‬
‫كهستثهر حتً ٖ تنافس المطاع الخاص‪ .‬وإذا كانت الدولة تساهم بنصؾ رأس الهال‬
‫الصناعٍ فَعنٍ هذا الهطلب تخفَض اٖستثهارات الصناعَة إلً النصؾ‪ ،‬فلم تكى الدولة‬
‫تتدخل إٖ حَى َهتنع المطاع الخاص عى شراء اْسهم التٍ تطرحها الشركات الجدَدة‬
‫فتضطر لشرابها(‪ ،)389‬أٌ أى تدخلها فٍ اٖستثهار لم َكى بؽرض هنافسة رأس الهال بل‬
‫كاى هترتباا علً إحجاهه عى شراء اْسهم‪.‬‬

‫والحمَمة أى هحاوٖت السلطة لم تكى تستهدؾ تدعَم رجال الصناعة‪ ،‬وإنها تدعَم‬
‫أنتاج الصناعٍ نفسه‪ ،‬وكاى هذا هو جوهر الخٗؾ بَى الطرفَى‪ .‬فكاى رأس الهال‬
‫الخاص َسعً ٔلاهة الهشارَع التملَدَة ذات دورة رأس الهال السرَعة‪ :‬هنسوجات ‪-‬‬
‫أؼذَة‪ ،‬بَنها كانت الدولة‪ ،‬بناء علً دراسات الهجلس الدابم الذٌ أنشؤته لدراسة جدوي‬
‫الهشارَع تستهدؾ تنهَة الصناعات ”اْثمل“‪ ،‬كاْسهنت والهطاط واْسهدة وؼَرها هى‬
‫الصناعات الوسَطة‪ ،‬ودورة رأسهالها أبطؤ‪ .‬إذ كاى لد تم إشباع السوق بالسلع‬
‫اٖستهٗكَة التملَدَة بَنها كانت البٗد تعتهد علً استَراد السلع الوسَطة والتجهَزَة‪،‬‬
‫ولذلن كاى هى اْفضل ظاهرًَّا علً اْلل هى الناحَة اٖلتصادَة ٌْ توسع صناعٍ فٍ‬
‫ظل النظام المابم أى َكوى لصالح الصناعات الوسَطة‪ ،‬وهٍ التٍ كاى تتوجه إلَها هعظم‬
‫استثهارات الدولة فٍ الصناعة‪ .‬هذا بخصوص الفترة هى ‪ ،1956-52‬وهو ها لم َستطع‬
‫رجال اْعهال أى َحمموا هنه درجة هلهوسة بإهكانَاتهم الذاتَة‪.‬‬

‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., pp. 196-198 )388‬‬


‫(انخفضت لَهة الجنَه أهام الدوٖر خٗل سنوات للَلة بعد ‪ 1952‬هى ‪ 4‬دوٖر إلً نحو ‪ 2.6‬دوٖر‪ ،‬ثم ‪ 2.3‬دوٖر)‪.‬‬
‫(‪ )389‬أنشؤ الضباط ”الهجلس الدابم لتنهَة أنتاج الموهٍ“ عام ‪ ،1952‬وكاى َضع دراسات لهشارَع إنتاجَة‬
‫وَعرضها علً رجال اْعهال‪.‬‬
‫‪232‬‬
‫جدول (‪)20‬‬
‫(‪)390‬‬
‫اٖستثهارات الصناعَة التٍ ساههت فَها الدولة (‪ )1956-52‬بالهلَوى جنَه‬

‫نصَب الدولة‬ ‫رأس الهال الكلٍ‬ ‫الصناعة‬

‫‪4.2‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫حدَد وصلب‬


‫‪5.6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أسهدة‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أسهنت‬
‫‪0.6‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫ورق‬
‫‪0.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫هههات سكن حدَدَة‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫هناجم وتعدَى‬
‫‪11.4‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫الهجهوع‬

‫جدول (‪)21‬‬

‫اٖستثهارات الخاصة فٍ الصناعة فٍ الفترة هى َناَر ‪ 1954‬إلً أكتوبر ‪1956‬‬


‫(‪)391‬‬
‫بالهلَوى جنَه‬

‫رأس الهال‬ ‫الصناعة‬

‫‪1.49‬‬ ‫هناجم وتعدَى‬


‫‪1.025‬‬ ‫ؼزل ونسَج‬
‫‪2.290‬‬ ‫كَهاوَات‬
‫‪0.200‬‬ ‫أؼذَة‬
‫‪0.080‬‬ ‫كهرباء‬
‫‪5.085‬‬ ‫الهجهوع‬

‫ورؼم زَادة أرباح المطاع الخاص‪ ،‬لم تزدد استثهاراته بوجه عام بهعدل زَادة‬
‫استثهارات الدولة (هتوسط سنوٌ)‪:‬‬
‫(‪)392‬‬
‫جدول (‪)22‬‬

‫(‪ )390‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.279‬‬


‫(‪ )391‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., pp. 225-228 )392‬‬
‫‪233‬‬
‫همارنة بَى حجم استثهارات المطاع الخاص والدولة بالهلَوى جنَه‬

‫استثهارات الدولة‬ ‫اٖستثهارات الخاصة‬ ‫السنة (هتوسط)‬

‫‪30‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪1950-48‬‬


‫‪69‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1956-54‬‬

‫أٌ أى استثهارات الدولة لد ازدادت بنسبة حوالٍ ‪ %130‬بَنها ازدادت استثهارات‬


‫المطاع الخاص بنسبة ‪ %17‬تمرَباا‪.‬‬

‫وعٗوة علً ذلن زادت الودابع فٍ البنون هى ‪ 217‬هلَوى جنَه عام ‪ 1952‬إلً‬
‫‪ 233‬هلَوناا عام ‪ ،1953‬بَنها رفعت البنون احتَاطَها النمدٌ هى ‪ %17‬إلً ‪،%22.5‬‬
‫ورفعته شركات التؤهَى إلً ‪ %62.5‬واحتفظت بـ‪ %15‬فمط فٍ صورة أسهم‪ ،‬وكل هذا‬
‫َعنٍ تدهور هعدل اٖستثهار الخاص‪.‬‬

‫وفوق هذا اتجه رأس الهال الخاص بشكل هتزاَد إلً اٖستثهار فٍ لطاع الهبانٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)23‬‬
‫(‪)393‬‬
‫سا) بالهلَوى جنَه‬
‫حجم اٖستثهار العمارٌ (الهساكى أسا ا‬

‫اٖستثهارات‬ ‫السنة‬

‫‪30‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪42.5‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪51.4‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪54.4‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪59.00‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪43.00‬‬ ‫‪1959‬‬

‫ولد بلؽت نسبة اٖستثهار فٍ العمارات ‪ %47.3‬هى جهلة اٖستثهارات الخاصة‪.‬‬

‫َتلخص وضع رأس الهال الهحلٍ حتً اِى فٍ اِتٍ‪:‬‬

‫(‪ُ )393‬جهعت هى الهراجع الثٗثة التالَة‪:‬‬


‫‪Issawi, Op. cit.‬‬
‫هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫‪ - 1‬انخفاض الهَل إلً اٖستثهار عهو اها‪.‬‬

‫‪ - 2‬انخفاض الهَل إلً اٖستثهار فٍ الصناعة بالذات‪.‬‬

‫‪ - 3‬هزَد هى اٖستثهار فٍ العمارات‪.‬‬

‫سا‪ .‬فعلً الرؼم هى سى‬‫بأضافة إلً ذلن‪ ،‬لم َكى إلبال رأس الهال اْجنبٍ هلهو ا‬
‫الموانَى الهشجعة‪ ،‬لم َرد للبٗد سوي خهسة هََٗى جنَه فمط‪ ،‬استثهرت فٍ الشركات‬
‫الهساههة فٍ أعوام ‪ .)394(1955-53‬وبلػ صافٍ رأس الهال الوارد إلً هصر ألل هى‬
‫ذلن‪ ،‬بلػ رل اها سالباا‪:‬‬

‫جدول (‪)24‬‬

‫تطور حجم اٖستثهارات اْجنبَة السنوَة فٍ هصر بالهلَوى جنَه‬

‫لَهة اٖستثهارات‬ ‫السنة‬

‫‪2+‬‬ ‫‪1952‬‬
‫ــ ‪0.3‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪1.5+‬‬ ‫‪1958‬‬

‫وخٗل الفترة هى ‪ 1952‬و‪ 1961‬بلػ حجم رإوس اْهوال اْجنبَة الهستثهرة فٍ‬
‫هصر ‪ 8.7‬هلَوى جنَه‪ ،‬دوى حساب اْرباح التٍ أعَد استثهارها(‪.)395‬‬

‫انهارت إذى آهال الطبمة الهسَطرة الهعمودة علً ورود رأس الهال اْهرَكٍ‪ .‬ولد‬
‫أحجم رأس الهال اْجنبٍ عى الورود فٍ أول اْهر بسبب عدم اٖستمرار السَاسٍ فٍ‬
‫البٗد‪ ،‬ثم بسبب رفض النظام الناصرٌ الدخول فٍ أحٗؾ هع الؽرب وها تٗ ذلن هى‬
‫خٗفات سَاسَة أدت إلً حرب السوَس فٍ ‪ .1956‬وفٍ أثناء ذلن كانت الشركات‬
‫اْجنبَة تطلب الحهاَة ضد التؤهَم والهصادرة وبحك سحب رأس الهال فٍ أٌ ولت وؼَر‬
‫طا علً الحكوهة‬ ‫ذلن هى الشروط‪ .‬كها هارست البنون وشركات التؤهَى اْجنبَة ضؽو ا‬
‫ًّ‬
‫هستمٗ تها اها‬ ‫فَها َتعلك بتهوَل التجارة الخارجَة‪ .‬ولم َكى رأس الهال اْجنبٍ الخاص‬
‫عى حكوهاته فٍ عٗلته بالناصرَة‪ ،‬فشارن فٍ الضؽط علً الحكوهة للدخول علً نحو‬
‫هباشر فٍ حظَرة الهعسكر الؽربٍ‪.‬‬

‫(‪ )394‬هحهود هتولٍ‪ ،‬تؽلؽل رأس الهال اْجنبٍ فٍ هصر (‪.)1‬‬


‫(‪ )395‬ؾ‪ .‬أ‪ .‬لوتسكَڤتش‪ ،‬عبد الناصر وهعركة اٖستمٗل اٖلتصادٌ (‪ ،)1971-1952‬ص ‪ ،20‬هاهش ‪ ،3‬ا‬
‫نمٗ عى‬
‫صحَفة اْهرام‪.1961/1/26 ،‬‬
‫‪235‬‬
‫وباختصار لم َإد تشجَع الدولة لرأس الهال إلً زَادة اٖستثهارات بشكل فعال‪ ،‬ولم‬
‫َإد إلً ألبال علً الهشروعات الصناعَة بدرجة هلهوسة‪ ،‬كها لم َإد إلً ورود رأس‬
‫الهال اْجنبٍ بمدر َذكر‪ .‬لذلن أخذت الدولة تزَد هى استثهاراتها فٍ الصناعة‪ ،‬وهع ذلن‬
‫كاى هعدل زَادة رأس الهال الدابم ألل هنها فٍ السنوات السابمة علً اٖنمٗب‪:‬‬

‫جدول (‪)25‬‬
‫(‪)396‬‬
‫التراكم الصافٍ لرأس الهال الصناعٍ الدابم بالهلَوى جنَه بؤسعار ‪1960‬‬

‫رأس الهال‬
‫رأس الهال الهتراكم‬ ‫السنة‬ ‫السنة‬
‫الهتراكم‬

‫‪18.1‬‬ ‫‪1954‬‬ ‫‪29.9‬‬ ‫‪1948‬‬


‫‪39.4‬‬ ‫‪1955‬‬ ‫‪36.2‬‬ ‫‪1949‬‬
‫‪33.00‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪32.4‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫‪1957‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪22.7‬‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪11.9‬‬ ‫‪1953‬‬
‫هلحوظة ‪ ٖ :‬تشهل هذه الهعطَات النمل والتخزَى والكهرباء والتشََد‪.‬‬

‫(‪Samir Radwan, Op. cit., pp. 98-99 )396‬‬


‫كذلن لدم عهرو هحٍَ الدَى اْرلام التالَة‪:‬‬
‫هعدل نهو رأس الهال الصناعٍ‪:‬‬
‫‪ % 5‬سنوًَّا‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪ %14‬طوال الفترة (= ألل هى ‪ %5‬سنوَا ‪ -‬الكاتب)‬ ‫‪1955-1952‬‬
‫‪ %5.2‬سنوًَّا‬ ‫‪1959-1955‬‬
‫هعدل نهو أنتاج الصناعٍ‪:‬‬
‫‪ %6.4‬سنوًَّا‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪ %15‬طوال الفترة‬ ‫‪1955-1952‬‬
‫‪ %25‬طوال الفترة‬ ‫‪1959-1955‬‬
‫(الهرجع‪ :‬تمََم استراتَجَة التصنَع فٍ هصر والبدابل الهتاحة فٍ الهستمبل)‪.‬‬
‫ووفماا لها أورده فإاد هرسٍ‪ ،‬بلػ هعدل نهو أنتاج الصناعٍ النسب التالَة‪:‬‬
‫= ‪%6‬‬ ‫‪1949 – 1939‬‬
‫= ‪%4‬‬ ‫‪1954-1949‬‬
‫= ‪%6‬‬ ‫‪1956‬‬
‫(هذا اٖنفتاح اٖلتصادٌ‪ ،‬ص ‪.)27‬‬
‫‪236‬‬
‫ولم َحمك هعدل النهو الصناعٍ تمد اها‪ ،‬بل تدهور عها كاى علَه لبل اٖنمٗب‪:‬‬
‫جدول (‪)26‬‬

‫الرلم المَاسٍ لٕنتاج الصناعٍ (بدوى الكهرباء)‬

‫وفماا لهانسى وهرزوق‬


‫( ‪)398‬‬
‫وفماا لهابرو‬
‫( ‪)397‬‬
‫السنة‬

‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1952‬‬


‫‪102‬‬ ‫‪103‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪109‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪119‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪128‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪1956‬‬

‫وهع ذلن تم تخطٍ اْزهة بعد أى تدهورت أسعار المطى بشدة فٍ أواسط الخهسَنات‬
‫دورا فٍ انخفاض‬
‫ا‬ ‫وزال الرخاء الكورٌ‪ .‬ولعبت أَضاا المَود الهفروضة علً الواردات‬
‫ألبال علً استَراد السلع الكهالَة‪ .‬وبوجه عام خؾ ألبال علً شراء السلع الهستوردة‬
‫وانتعشت صناعة الهنسوجات وزادت الصادرات هى الهصنوعات عهو اها نتَجة للسَاسة‬
‫النمدَة الجدَدة وانخفاض أسعار المطى‪.‬‬

‫جدول (‪)27‬‬
‫(‪)399‬‬
‫لَهة صادرات الصناعة التحوَلَة بالهلَوى جنَه‬

‫المَهة‬ ‫السنة‬

‫‪35.3‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪35.3‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪39.1‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪70.6‬‬ ‫‪1958‬‬
‫(هٗحظة‪ :‬كاى هذا وض اعا هإلت اا‪ ،‬إذ أدت زَادة الواردات هى السلع التجهَزَة والؽذابَة إلً تٗشٍ أثر زَادة‬
‫الصادرات كها سنري فَها بعد)‪.‬‬

‫(‪ )397‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪ ،1972-1952‬ص ‪.227‬‬


‫(‪Ibid., p. 115 )398‬‬
‫(‪ )399‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪237‬‬
‫ولد ارتفع هعدل ربح الشركات الصناعَة الخاصة هى ‪ %20‬سنة ‪ )400(1952‬إلً‬
‫‪ %35‬سنة ‪ . )401(59/58‬وَرجع هذا إلً إجراءات التشجَع الهذكورة وتناهٍ الطابع‬
‫اٖحتكارٌ للصناعة‪ ،‬بأضافة إلً انتهاء اٖنتعاش الكورٌ‪ .‬لكى انفراج اْزهة َحهل‬
‫هعنً هعَناا‪ ،‬لمد زادت هبَعات الصناعة وأرباحها‪ ،‬أٌ انفرجت بالهعنً الذٌ َفههه‬
‫التاجر ‪ -‬الصناعٍ‪ ،‬صاحب رأس الهال(‪ .)402‬فباٖستناد إلً تدعَم الدولة‪ ،‬وتناهٍ الطابع‬
‫اٖحتكارٌ للصناعة وتدهور أسعار المطى‪ ،‬استطاع رجل الصناعة أى َحصل علً هزَد‬
‫هى الفابض دوى أى َنتجه فٍ هشروعه الخاص‪ .‬وَإكد لنا ذلن أى النسبة التٍ ارتفع بها‬
‫هعدل الربح لم تتناسب هع زَادة أنتاجَة للعاهل الواحد‪ ،‬فمد ارتفع هعدل الربح بـ‪%75‬‬
‫بَنها زادت أنتاجَة هى ‪ 1960-52‬بـ‪ %3.5‬للعاهل(‪ ،)403‬وهٍ زَادة ٖ تكفٍ لتفسَر‬
‫سا‬
‫ارتفاع هعدل الربح بهذه الدرجة‪ ،‬هع هٗحظة أى هعدل التشؽَل لم َرتفع ارتفاعاا هلهو ا‬
‫خٗل الفترة‪ .‬لكى اْزهة لم تنفرج بهفهوم رجل الصناعة الحمَمٍ‪ ،‬هدَر الهشروع‪ ،‬فخٗل‬
‫السنوات اْولً حتً خطة ‪ 1960-1957‬لم َجر أبداا التؽلب علً تملص هعدل اٖستثهار‬
‫فٍ الصناعة وظلت عهلَة أنهاء الصناعٍ هتعثرة طوال تلن الفترة‪ .‬بأضافة إلً ذلن‪،‬‬
‫لم َرد رأس الهال اْجنبٍ بهعدل َذكر‪.‬‬

‫كبَرا فٍ تشجَع الهَل الهعاق الذٌ برز بعد الحرب‬


‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫ولد لعبت سَاسة الدولة‬
‫العالهَة الثانَة‪ٔ ،‬نشاء الصناعات الوسَطة وصناعة السلع الدابهة‪ :‬تجهَع السَارات‬
‫والثٗجات والبٗستَن ‪ -‬السهاد ‪ -‬الورق ‪ -‬النحاس ‪ -‬الحدَد ‪ -‬الزجاج ‪ -‬الصلب ‪-‬‬
‫الكَهاوَات ‪ -‬اْسهنت‪ .‬وهٍ صناعات لم َكى هعظهها َنتج فٍ هصر لبل الحرب‪ .‬وهع‬
‫ذلن استهر ثمل الهنسوجات فٍ الصناعة كها هو تمرَ ابا‪ ،‬وشجع علً ذلن انخفاض‬
‫اْسعار العالهَة للمطى‪ ،‬هها حفز تصدَره للخارج علً هَبة هصنوعات لتحمَك أكبر لدر‬
‫هى المَهة الهضافة‪ ،‬فكاى هعدل النهو فٍ صناعة النسَج َعادل تمرَباا هعدل النهو فٍ‬
‫الصناعة ككل(‪.)404‬‬

‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.138 )400‬‬


‫(‪ )401‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬لضاَا التحرر الوطنٍ والثورة اٖشتراكَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪ .101‬عادل ؼنَم‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“ عدد‬
‫نوفهبر ‪ .1966‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،13‬ا‬
‫نمٗ عى‪:‬‬
‫‪La Voie Egyptienne vers la Socialisme, p. 464‬‬
‫)‪ )402‬نمصد بالتاجر ‪ -‬الصناعٍ رجل الصناعة الذٌ َعتهد بدرجة هلهوسة فٍ تحمَك أرباحه علً آلَات تختلؾ عى‬
‫تحمَك فابض المَهة هى عهاله‪ .‬هى ذلن اٖعتهاد علً حهاَة جهركَة عالَة ودعم الدولة واٖحتكار‪ ،‬وٖ َعطٍ اهتها اها‬
‫باْبحاث واٖبتكار والتطوَر‪ ،‬وَركز علً الصناعات التٍ ٖ َتهتع الطلب علَها بالهرونة‪ ،‬وَستؽل الهشارَع الصؽَرة‪.‬‬
‫وَعزز نشاطه وجود هصادر للفابض لبل رأسهالَة أو هى الخارج‪ .‬كها َعتهد أَضاا علً التٗعب فٍ البورصة والؽش‬
‫التجارٌ والنصب‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.133 )403‬‬
‫(‪ )404‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪238‬‬
‫وكاى هى هضاعفات سَاسة الحكوهة فٍ تشجَع رأس الهال الصناعٍ أى استهر‬
‫تدهور هستوي هعَشة الطبمات اْدنً ولم تنجح إصٗحات الحكوهات فٍ تحسَنه‪ ،‬فعلً‬
‫كبَرا‪:‬‬
‫سبَل الهثال‪ ،‬لم َرتفع هستوي التشؽَل ارتفاعاا ا‬
‫جدول (‪)28‬‬
‫(‪)405‬‬
‫هعدل التشؽَل الصناعٍ (‪)100 =1947‬‬

‫الهعدل‬ ‫السنة‬

‫‪100‬‬ ‫‪1947‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪1957‬‬

‫وفمط خٗل خطة ‪ ،1960-57‬ثم تجاوز هعدل عام ‪ ،1947‬فصار ‪ 114‬فٍ عام‬
‫‪ .1960‬كذلن لم توضع لوانَى زَادة اْجور والضهاى اٖجتهاعٍ‪ ...‬إلخ هوضع التطبَك‬
‫الكاهل‪ .‬كها أدي التباطإ البالػ فٍ توزَع اْراضٍ وفماا لمانوى أصٗح الزراعٍ إلً‬
‫انخفاض نسبة الهعدهَى فٍ الرَؾ بهعدل بطٍء للؽاَة كها ازدادت الخدهات الصحَة‬
‫تدهورا واستردت الحكوهة ها لدهته فٍ هشروعات الخدهات عى طرَك زَادة الضرابب‬‫ا‬
‫ؼَر الهباشرة التٍ َمع عبإها اْساسٍ علً الطبمات اْدنً‪ ،‬بعكس الضرابب الهباشرة‪.‬‬

‫جدول (‪)29‬‬
‫(‪)406‬‬
‫أنفاق العام علً الخدهات اٖجتهاعَة بالهلَوى جنَه‬

‫حجم أنفاق‬ ‫السنة‬

‫‪79.9‬‬ ‫‪1951/50‬‬
‫‪105.5‬‬ ‫‪1956/55‬‬
‫‪114.8‬‬ ‫‪1960/58‬‬

‫(‪)407‬‬
‫جدول (‪)30‬‬

‫(‪ )405‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.398‬‬


‫(‪ )406‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.357‬‬
‫‪239‬‬
‫تطور الضرابب ؼبر الهباشرة بالهلَوى جنَه‬

‫الضرابب ؼَر الهباشرة‬ ‫السنة‬

‫‪62.5‬‬ ‫‪1953/52‬‬
‫‪98.1‬‬ ‫‪1958/57‬‬
‫‪90.4‬‬ ‫‪1960/59‬‬
‫زَدت بعد ذلن بنسبة تزَد عى ‪ %60‬عام ‪1963‬‬

‫بالرؼم هها بذلته الحكوهة الناصرَة لتشجَع رأس الهال الصناعٍ بدا اْخَر فٍ‬
‫نظرها دوى هستوي الهسإولَة‪ .‬وبالرؼم هى هساههة الدولة فٍ الهشارَع الجدَدة‪ ،‬لم‬
‫َتخط هعدل النهو الصناعٍ حتً أواسط الخهسَنات هعدله لبل اٖنمٗب‪ ،‬وكاى أصحاب‬
‫رإوس اْهوال َفضلوى الهشروعات الصناعَة التملَدَة‪ ،‬بأضافة إلً العمارات بالطبع‪،‬‬
‫ذات الربح الهضهوى والسرَع‪ ،‬ولَس اْعلً داب اها‪ ،‬علً تلن الهشروعات التٍ تشجعها‬
‫الحكوهة‪ ،‬الصناعات الوسَطة‪ .‬وهع أى الحكوهة لم تضع فٍ السنوات اْولً عرالَل‬
‫تذكر أهام التوسع فٍ الصناعة اٖستهٗكَة‪ ،‬فمد تراجع نهو تلن الصناعات تراج اعا‬
‫هلحو اظا‪ ،‬خاصة الؽذابَة‪ ،‬باستثناء الهنسوجات التٍ لم َزد هعدل نهوها هٍ اْخري عى‬
‫الهعدل العام الهنخفض للنهو الصناعٍ إٖ بنسبة ٖ تذكر (ألل هى ‪ %1‬هى هعدل الزَادة)‬
‫هها َعنٍ حدوث إحجام حمَمٍ لرأس الهال الفردٌ عى اٖستثهار‪ .‬ذلن أى السوق الهحلٍ‬
‫لابٗ لٗتساع بهعدٖت سرَعة أهام الصناعات اٖستهٗكَة ‪ -‬فٍ الظروؾ المابهة‬ ‫لم َعد ا‬
‫ولتذان ‪ -‬خاصة أى الصناعة الهصرَة لد تخصصت فٍ إنتاج سلع ٖ َتهتع الطلب علَها‬
‫بهرونة كبَرة هها عرلل إهكانَة توسعها بهعدٖت عالَة‪ .‬أها الصناعات التٍ شجعتها‬
‫الدولة فلم تكى هضهونة النجاح هى وجهة نظر رجل اْعهال‪ ،‬حَث لم َتدفك علَها رأس‬
‫الهال اْجنبٍ‪ ،‬ولم تعد ضهانات الدولة هضهونة‪ْ ،‬ى الدولة نفسها لم تعد هضهونة‪،‬‬
‫خاصة أى السلطة لد وضعت فٍ السجى عدداا هى كبار رجال اْعهال فٍ سَاق عهلَة‬
‫تثبَت السلطة الناصرَة‪ ،‬كها أههت شركة السكر عام ‪ .1954‬وتكونت خٗل تلن السنوات‬
‫ها َهكى اعتباره أزهة ثمة بَى الدول ورجال اْعهال أدت فَها بعد إلً صداهات هدوَة‪.‬‬

‫ولد تهثلت النتَجة اْساسَة لسَاسة السلطة الجدَدة فٍ تدعَم هركز الصناعة وتزاَد‬
‫الهوة اٖجتهاعَة‪ ،‬إذ كانت الحكوهة لد بنت آهالها علً استجابة رأس الهال لنداءاتها‬
‫الهدعوهة بالتشجَع‪ ،‬وتولعت أى َإدٌ اٖستثهار إلً زَادة هعدٖت التشؽَل وتوسَع‬
‫السوق وارتفاع اْجور‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫لم َكى إحجام رأس الهال هجرد هشكلة سَكولوجَة‪ ،‬بل كاى هحمًّا هى وجهة نظر‬
‫التاجر ‪ -‬الصناعٍ‪ .‬فالدولة نفسها لم تنجح فٍ كل هشارَعها التٍ تكلفت هبالػ هابلة‪.‬‬

‫(‪ )407‬نفس الهوضع‪.‬‬


‫‪240‬‬
‫وسوؾ َزداد اْهر وضو احا حَى نٗحظ أى الدولة نفسها لم تنجح فٍ تحمَك طهوحاتها‬
‫بعد أى أههت رأس الهال الصناعٍ نفسه‪ .‬وٖ َفَد الكٗم هنا عى أنانَة رأس الهال‬
‫الخاص الذٌ آثر هصلحته علً الصالح العام كها وصفته الدعاَة الناصرَة‪ ،‬فهكذا َعهل‬
‫نظام السوق‪ .‬ولد أثبتت التجارب العدَدة فٍ البلداى الهتخلفة أى درجة النجاح فٍ تحمَك‬
‫هعدٖت عالَة فٍ النهو فٍ إطار نفس البنَة اٖجتهاعَة لد ترافمت داب اها هع هدي‬
‫هشاركة رأس الهال اْجنبٍ‪ .‬ونعتمد أى إحجام رأس الهال الخاص كاى نتَجة لعاهلَى‪:‬‬
‫أولهها إحجام رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬ذلن الذٌ نرده باْساس إلً عدم تمدَم النظام الجدَد‬
‫لفروض الوٖء بالكاهل للؽرب علً الصعَد السَاسٍ‪ ،‬بل وعجزه عى ذلن فٍ ظل‬
‫التوازنات المابهة ولتها‪ .‬وثانَهها تدخل الدولة الهتزاَد فٍ شإوى رأس الهال الخاص‪،‬‬
‫سا علً عجز هذا اْخَر دوى رأس الهال اْجنبٍ‪ .‬ولد أدي انسَاق‬ ‫اْهر الهترتب أسا ا‬
‫النظام إلً اٖصطدام هع دول الؽرب إلً هزَد هى التعمَدات فٍ العٗلة بَنهها هع هزَد‬
‫هى انكهاش نشاط رأس الهال الفردٌ‪ .‬وإذا كاى هحهود هتولٍ لد رأي فٍ انتعاش‬
‫اٖستثهارات الخاصة عام ‪ 1955‬نتا اجا لصفمة اْسلحة التشَكَة‪ ،‬فنحى نري العكس‪،‬‬
‫فهذا اٖنتعاش كاى نتا اجا لهعاهدة ‪ 1954‬هع برَطانَا واستبناؾ الهعونات اْهرَكَة‪،‬‬
‫بَنها كاى هبوط اٖستثهارات فٍ ‪ 1956‬هرتب اطا بالتوتر الهصاحب لصفمة اْسلحة‬
‫واٖعتراؾ بالصَى وتؤهَم المناة‪ ،‬ثم الحرب‪.‬‬

‫جدول (‪)31‬‬
‫(‪)408‬‬
‫اٖستثهارات الخاصة بالهلَوى جنَه‬

‫حجم اٖستثهارات‬ ‫السنة‬

‫‪87‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪1956‬‬

‫وهها َإكد ذلن ها حدث فَها بعد‪ ،‬بعد نصر ‪ 1956‬السَاسٍ الجزبٍ الذٌ َفوق‬
‫بالتؤكَد نصر صفمة اْسلحة فٍ ‪ .1955‬فمد بات النظام الناصرٌ هنذ ‪ 1956‬هستنداا‬
‫ا‬
‫هابٗ فٍ العالم‬ ‫للتوازنات الدولَة ولم َعد هعرضاا لهجهات إسرابَل واكتسب نفوذاا شعبًَّا‬
‫العربٍ‪ ،‬وهع ذلن كاى تصرؾ رأس الهال هنالضاا لتولعات هحهود هتولٍ‪ ،‬علً ضوء‬
‫استنتاجه السابك‪.‬‬

‫(‪ )408‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪241‬‬
‫وخٗل السنوات اْولً تكونت لناعة الضباط نهابًَّا بشؤى اْههَة البالؽة للصناعة‬
‫كطوق النجاة هى اْزهة اٖجتهاعَة الهتصاعدة‪ ،‬خاصة أى البطالة لد ازدادت زَادة‬
‫كبَرة‪ ،‬وكانت اِهال العرَضة فٍ الرخاء التٍ ُهنٍِّ بها الشعب أكثر بكثَر هها تحمك‪ .‬ولد‬
‫بنت الحكوهة دعاَتها علً آهال سرعاى ها تبخرت‪ .‬وكانت الهوة الضخهة بَى الوعود‬
‫حافزا علً وضع اعتبار كبَر لهطالب الجهاهَر‪ .‬ولد حول تصاعد الحركة‬ ‫ا‬ ‫وأنجازات‬
‫الموهَة فٍ الهنطمة العربَة خٗل عدواى ‪ 1956‬هذا اٖعتبار إلً رعب حمَمٍ‪ ،‬وزاد هى‬
‫الرعب تضاعؾ لوة الشَوعََى‪ ،‬بأضافة إلً تصاعد أزهة الثمة بَى الدولة ورجال‬
‫اْعهال‪ .‬ولد خرجت هذه اْزهة إلً العلى حَى أههت الحكوهة هصانع السكر التٍ‬
‫َهتلكها دمحم أحهد عبود (باشا)‪ ،‬وأؼلمت بورصة أسكندرَة بسبب التذبذب فٍ أسعار‬
‫المطى الناجم عى الهضاربات‪ .‬كذلن أصدرت لرارات كاى هى شؤنها تمََد اٖستَراد‬
‫وتخفَض الهساحة الهزروعة لطناا(‪.)409‬‬

‫لكل ذلن بدأت الحكوهة تهَل بدرجة أكبر إلً التدخل فٍ النشاط الرأسهالٍ الخاص‬
‫وفٍ اٖستثهار الصناعٍ خاصة‪ ،‬وإلً اٖندفاع فٍ رشوة الطبمات اْدنً‪ ،‬بأضافة إلً‬
‫استبناؾ الحرب الصلَبَة ضد الشَوعَة بعد تولفها إباى حرب ‪ .1956‬ولد أصبحت هذه‬
‫هٍ الخطوط الثابتة للسَاسة اٖلتصادَة هنذ اِى فصاعداا‪.‬‬

‫أخَرا أى نسجل هٗحظة‪ ،‬فهعظم الباحثَى َهَل إلً اعتبار الفترة هى ‪1956-52‬‬ ‫ا‬ ‫ونود‬
‫(‪)410‬‬
‫‪ .‬ولكى رؼم أى الهشروعات الخاصة لم تتعرض فٍ تلن‬ ‫فترة الهشروعات الحرة‬
‫الفترة لكثَر هى المَود‪ ،‬إٖ أى الدولة لم تكى بعَدة عى التدخل‪ :‬ضرب سلطة رجال‬
‫أدارة‪ ،‬الهشاركة فٍ إدارة بعض الشركات‪ ،‬شراء اْسهم‪ ،‬تمََد اٖستَراد‪ ...‬إلخ‪ .‬وفٍ‬
‫كثَرا هى الهزاَا‪ ،‬فمد تدخلت فٍ شإوى المطاع الخاص‬ ‫ا‬ ‫حَى هنحت الدولة للصناعة‬
‫كثَرا هى تدخلها لبل اٖنمٗب‪ ،‬لذلن لم تكى هذه الفترة هشابهة لسنوات ها‬ ‫ا‬ ‫بدرجة أكثر‬
‫كبَرا نسبًَّا للدولة فٍ النشاط اٖلتصادٌ‪ ،‬ولم تكى فترة‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫لبل اٖنمٗب‪ ،‬إذ شهدت ا‬
‫لَبرالَة بشكل كاهل كها رأَنا فَها سبك‪.‬‬

‫‪ - 2‬اتجاه الحكوهة نحو التشدد‪:‬‬


‫حممت نتابج حرب ‪ 1956‬للناصرَة هكاسب سَاسَة هاهة علً الصعَد العالهٍ‬
‫كثَرا هى نفوذ اٖتحاد السوفَتٍ فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬والذٌ أصبح سنداا لوًَّا‬ ‫ا‬ ‫وزادت‬
‫للنظام الناصرٌ‪ ،‬وأدت إلً تؤهَى حدود البٗد هى هجهات إسرابَل‪ ،‬وفوق ذلن وأهم‬
‫كثَرا‪ ،‬أخرجت النظام نهابًَّا هى عزلته الجهاهَرَة‪ .‬إذ إى السَاسة أصٗحَة التٍ بدأت‬
‫ا‬
‫هنذ َولَو ‪ 1952‬لم تفعل الكثَر هى هذه الناحَة‪ ،‬فمد ظل حل اْحزاب واتفاق ‪1954‬‬

‫(‪ )409‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،62‬ص ‪.108‬‬


‫(‪ )410‬ا‬
‫هثٗ‪ :‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫وهحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪242‬‬
‫وانفصال السوداى ولهع العناصر الوطنَة أحداثاا عالمة باْذهاى‪ .‬إٖ أى اْسباب التٍ‬
‫هنحت الناصرَة هكاسب سَاسَة أدت هٍ نفسها إلً تطور كبَر فٍ الحركة الموهَة‬
‫العربَة فٍ الهنطمة‪ ،‬فنها بشدة نشاط حزب البعث فٍ الهشرق العربٍ‪ .‬وكذلن نهت‬
‫الهنظهات الشَوعَة فٍ هصر والشام والعراق‪ .‬ولم َكى َكفٍ عبد الناصر أى َساَر‬
‫اندفاعة الجهاهَر العربَة بتبنٍ هعظم شعاراتها‪ ،‬هثل‪” :‬الهجتهع اٖشتراكٍ الدَ ُهمراطٍ‬
‫التعاونٍ“ علً سبَل الهثال‪ .‬فاْوضاع اٖلتصادَة فٍ هصر لم تكى تسَر علً ها َرام‬
‫كها أسلفنا‪ ،‬هها هدد بتخطٍ التطلعات الشعبَة ٔطار النظام‪ .‬عٗوة علً ذلن أخذت اْهور‬
‫هنذ حرب ‪ 1956‬تسَر هى سَا إلً أسوأ علً الصعَد اٖلتصادٌ‪ ،‬فمد اهتنعت البنون‬
‫الفرنسَة وأنجلَزَة عى تهوَل هحصول المطى للضؽط علً الحكوهة‪ ،‬هها عرض البٗد‬
‫لهخاطر كبَرة‪ ،‬وزاد هى خوؾ رأس الهال الهحلٍ‪ ،‬فاتجه أكثر نحو الهشارَع العمارَة‬
‫واْنشطة التداولَة‪ ،‬وبدأ رجال اْعهال َصدروى رأس الهال إلً الخارج‪ .‬كذلن أخذت‬
‫الفروق اٖجتهاعَة تزداد اتساعاا‪ ،‬فاستهرار رفض النظام إلاهة حلؾ هع الؽرب‪ ،‬والتراب‬
‫شعاراته الرسهَة هى شعارات الحركة الموهَة العربَة واضطراب الهنطمة بوجه عام‪،‬‬
‫بأضافة إلً استهرار إحجام رأس الهال اْجنبٍ عى الورود‪ ،‬عٗوة علً تدهور العٗلة‬
‫بَى الشركات اْجنبَة المابهة وبَى الحكوهة‪ ،‬أدي كل ذلن إلً اشتداد تخوؾ رأس الهال‬
‫الهحلٍ‪ ،‬هها اضطر السلطات إلً اتخاذ إجراءات أكثر تشدداا للوصول إلً اْهداؾ‬
‫اٖلتصادَة الهطروحة لهواجهة خطر انفجار الصراع اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫تؤهَم الشركات اْجنبَة‪:‬‬


‫بعد تؤهَم لناة السوَس‪ ،‬وفٍ إطار حهلة برَطانَا وفرنسا ٖستعادة المناة‪ ،‬أو تدوَلها‪،‬‬
‫اهتنعت البنون اْنجلو ‪ -‬فرنسَة عى تهوَل المطى الهصرٌ‪ ،‬هها شكل ضربة لوَة‬
‫للحكوهة‪ ،‬فاضطرت إلً فرض الحراسة فٍ نوفهبر ‪ 1956‬علً تلن البنون وعلً‬
‫لرارا َمضٍ بإجبار البنون اْجنبَة علً‬
‫ا‬ ‫الشركات والوكاٖت اْنجلو فرنسَة‪ ،‬ثم أصدرت‬
‫التحول إلً شركات هساههة هصرَة خٗل سنوات‪ ،‬وتبع ذلن لرار ههاثل خاص بشركات‬
‫التؤهَى ثم الوكاٖت التجارَة‪.‬‬

‫لم تكى هشكلة اٖهتناع عى تهوَل المطى هٍ أولً هشكٗت النظام الناصرٌ هع البنون‬
‫اْجنبَة‪ ،‬فهنذ ولوع اٖنمٗب راحت تلن البنون تتصرؾ بحذر هتزاَد تجاه الهشارَع‬
‫الصناعَة والتصرت أكثر فؤكثر علً تهوَل المطى حتً أصبح نشاطها الوحَد‬
‫تمرَ ابا(‪ ،)411‬كذلن لجؤت بشكل هتزاَد إلً إخراج الودابع هى البٗد(‪ .)412‬ففٍ الولت الذٌ‬
‫دورا إَجابًَّا لصالح هشروعات الحكوهة‪ ،‬لم َتخذ كذلن‬
‫لم َلعب فَه رأس الهال اْجنبٍ ا‬
‫هولفاا هحاَداا‪ ،‬وأصاب الحكوهة بالهخاوؾ بهولفه هى تهوَل المطى فٍ ‪ 1956‬كإجراء‬
‫عمابٍ لها لتؤهَم لناة السوَس‪ .‬ولد لررت الحكوهة أى ترد‪ ٖ ،‬دفاعاا عى نفسها فحسب‪،‬‬

‫(‪ )411‬هتولٍ‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.274‬‬


‫(‪ )412‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪243‬‬
‫بل وكإجراء عمابٍ ٔنجلترا وفرنسا‪ ..‬واْهم علً أطٗق أى الناصرََى لد وجدوا‬
‫الفرصة هناسبة لٗستَٗء علً شركات أجنبَة كهجرد هكسب فورٌ‪.‬‬

‫لم تحهل عهلَة التؤهَم أٌ هخاطر هباشرة‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬وفرت هََٗى الجنَهات‪ .‬فمد‬
‫ساههت الهشارَع الهإههة بـ‪ 35‬هلَوى جنَه فٍ تهوَل الخطة الصناعَة ‪،1960-57‬‬
‫وهو هبلػ ٖ َستهاى به بالنسبة لهساههة رأس الهال اْجنبٍ الخاص فٍ الهشارَع‬
‫الجدَدة لبل تؤهَهه‪ .‬فمد بات َمدم لهصر هساههة وحَدة تمرَباا‪ ،‬هٍ تهوَل صادرات‬
‫المطى‪ ،‬بَنها كاى حلم تدفك الهزَد هنه لد تبخر‪ ،‬خاصة بعد حرب السوَس‪.‬‬

‫واهتدت عهلَة التؤهَم إلً الشركات البلجَكَة‪ ،‬بعد أى طردت حكوهة الكونؽو السفَر‬
‫الهصرٌ فٍ أول دَسهبر ‪ ،1960‬فلجؤت الحكوهة إلً تؤهَم كافة الهصالح البلجَكَة فٍ‬
‫هصر‪ ،‬هها بدا كاحتجاج علً اؼتَال لوهوهبا(‪.)413‬‬

‫ولد ظلت اٖحتكارات اْجنبَة تسَطر علً لطاع البترول‪ ،‬كها استهر وجود رأس الهال‬
‫صا فٍ بعض الشركات‪ .‬وفٍ ‪ 1958‬ألؽً عبد الناصر سَاسة‬ ‫اْهرَكٍ واْلهانٍ خصو ا‬
‫اٖنفتاح التٍ أطلمها فٍ ‪ 1952‬وشدد هى المَود علً رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬وإى لم َصدر‬
‫لرارا َهنع دخوله‪ .‬وكانت أهم الشروط الجدَدة‪ ،‬أى َمتصر دوره علً اٖستثهار فٍ‬ ‫ا‬
‫(‪)414‬‬
‫‪ .‬وفٍ نفس العام أعَد العهل ثانَة‬ ‫الهشارَع التٍ تفتمر هصر إلً الخبرة الفنَة فَها‬
‫بالمانوى ‪ 138‬لعام ‪ ،1947‬وذلن بعد إلؽابه فٍ أعماب انمٗب َولَو ‪ ،1952‬وهو الذٌ‬
‫َمضٍ بتحدَد نسبة هساههة رأس الهال اْجنبٍ فٍ الهشارَع الهشتركة بـ‪ %49‬كحد‬
‫ألصً‪ ،‬وتحدَد نسبة عدد وأجور العاهلَى اْجانب‪.‬‬

‫لم تكى ضهى هشارَع الضباط لدي تؤهَههم لرأس الهال اْجنبٍ فكرة تحمَك اٖستمٗل‬
‫اٖلتصادٌ‪ ،‬فمد كاى دور رأس الهال اْجنبٍ واض احا هنذ البداَة‪ ،‬ولكنه لم َبدو فٍ عَوى‬
‫الضباط أداةا للسَطرة اٖستعهارَة إٖ بعد حرب ‪ ،1956‬حَث لم َستجب لخطط الحكوهة‪.‬‬
‫والحمَمة أى الضباط ها تماعسوا فٍ سنوات حكههم اْولً عى إصدار التشرَعات‬
‫والتصرَحات التٍ تطهبى أهبرَالََى‪ ،‬وكانت هصر هعروفة فٍ ذلن الولت للهودعَى‬
‫الؽربََى بؤنها أرخص بلد فٍ العالم بالنسبة للعهالة وأللها بالنسبة للضرابب(‪.)415‬‬
‫والعاهل الهشترن بَى سَاسة تشجَع رأس الهال اْجنبٍ إلً ألصً حد دوى الدخول فٍ‬
‫حلؾ عسكرٌ ؼربٍ‪ ،‬ولرارات التؤهَم الٗحمة هو الهطالب الهحلة للشعب‪ :‬اٖلتصادَة‬
‫والوطنَة‪ ،‬والهتهثلة فٍ النهاَة فٍ التهدَد الكاهى لوجود السلطة الجدَدة‪ ،‬والذٌ حفزها‬
‫علً تحمَك أعلً هعدل لنهو الناتج الهحلٍ والتشؽَل‪ ،‬سواء باتباع سَاسة انفتاحَة‪ ،‬أو‬
‫بتؤهَم رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬عٗوة علً الحفاظ علً هظهر اٖستمٗل الوطنٍ‪ .‬فالنظام‬

‫(‪ )413‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.197‬‬


‫(‪ )414‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫(‪ )415‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬هصر فٍ عهد عبد الناصر‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪244‬‬
‫الذٌ طالها تدلل علً راحة الوَٖات الهتحدة وبرَطانَا فٍ ‪ 1955-52‬لم َلجؤ إلً‬
‫هضطرا بحكم الضرورة الهلحة ولَس بفضل نَات‬ ‫ًّ‬ ‫الصدام فٍ ‪ 1956-55‬وها بعده إٖ‬
‫وطنَة هبَتة‪ .‬ونعتمد أى الوَٖات الهتحدة كانت تستطَع ببعض الحكهة أى تحرن اْهور‬
‫بدرجة ها فٍ اتجاه هختلؾ‪ ،‬إٖ أنها لم تستطع أى تمدر وضع حكوهة عبد الناصر‬
‫وإهكانَاتها‪ ،‬فلم تستوعب نوع وهدي اٖلتزاهات التٍ تمَد هذه الحكوهة تجاه هختلؾ‬
‫طبمات الهجتهع بضؽوطها الهختلفة‪ .‬وباختصار لم تمدر الوَٖات الهتحدة أى عبد الناصر‬
‫لم َكى َستطَع‪ ،‬حتً لو رؼب‪ ،‬أى َستسلم لها كلَةا‪.‬‬

‫صورت الحكوهة عهلَات تؤهَم الشركات اْجنبَة بؤنها ضربة نهابَة للسَطرة‬
‫اٖلتصادَة أهبرَالَة‪ .‬إٖ أى هذا اْهر ٖ عٗلة له باٖستمٗل أو التبعَة اٖلتصادَة‪،‬‬
‫فاٖلتصاد اْهرَكٍ نفسه‪ ،‬لَس الهستمل فمط بل الههَهى‪ ،‬هكتظ هنذ نشوبه برإوس‬
‫اْهوال اْجنبَة التٍ انخفضت نسبة هساههتها بالتدرَج‪ .‬فالعبرة بوضعَة اٖلتصاد ككل‬
‫فٍ السوق العالهٍ‪ ،‬وهذا ها سنحلله فَها بعد‪.‬‬

‫الضؽط علً رأس الهال الخاص‪:‬‬


‫ٍِ‬
‫حَى فشلت سَاسة تشجَع رأس الهال الخاص‪ ،‬أصبح ٖ هفر بالنسبة للناصرَة هى ل ّ‬
‫ذراعه لتحمَك النهو الهطلوب‪ ،‬فالدولة لد لدهت كل إهكانَاتها الفعلَة‪ .‬ولد بدأت هذه‬
‫السَاسة فعلًَّا بعد حرب ‪ ،1956‬خاصة أى الهد الموهٍ كاى لد انتشر وطرح شعارات‬
‫أكثر رادَكالَة‪ .‬وصار النظام الناصرٌ َستخدم الشعارات الموهَة وَوثك عٗلاته هع‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ وَشدد هجهاته أعٗهَة علً أهبرَالَة‪ ،‬هها زاد رأس الهال الفردٌ‬
‫إحجا اها عى اٖستهاع لتوصَات الحكوهة‪.‬‬

‫وحَى طرحت الحكوهة سندات السد العالٍ للبَع لم َشترَها أحد‪ ،‬فكاى هولفاا هحب اطا‬
‫للسلطات وهحر اجا لها فٍ الولت نفسه‪ ،‬وأصبح الهولؾ َتضهى ‪ -‬بالموة ‪ -‬حالة الحرب‬
‫بَى الناصرَة ورجال اْعهال‪ .‬فبدأت سَاسة الضؽط والمهر هى جانب السلطة تجاه‬
‫هإٖء‪:‬‬

‫* تمرر أى تهتلن ”الهإسسة اٖلتصادَة“‪ ،‬التٍ أنشبت عام ‪ ،1957‬نسبة هعَنة هى‬
‫أسهم بعض الشركات‪ ،‬وأى َكوى للحكوهة حك التدخل فٍ شإوى الشركات وحتً فٍ‬
‫تعََى أدارات‪ ،‬بحجة تهلكها لنسبة هى اْسهم‪ ،‬حتً وإى كانت صؽَرة‪ .‬كها أصبح‬
‫للهإسسة حك شراء اْسهم هى أٌ شركة فٍ أٌ ولت‪.‬‬
‫* تمرر ّأٖ َموم الفرد الواحد برباسة أكثر هى إدارة شركة واحدة واٖشتران فٍ إدارة‬
‫أكثر هى شركتَى‪.‬‬
‫* تمرر عدم بَع جزء كبَر هى الشركات الههصرة لرأس الهال الخاص‪ .‬ولد استهر‬
‫نهو الهإسسة اٖلتصادَة حتً أصبح لطاع الدولة هو الهصدر الربَسٍ للتراكم فٍ‬
‫الصناعة‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫* تم تؤهَم البنون الزراعَة والتعاونَة عام ‪.1958‬‬
‫وهى الهٗحظ أى الحكوهة بدأت تتشدد هع البنون بوجه خاص‪ ،‬فؤصبح َُفرض علً‬
‫صا هشارَع الصناعات الوسَطة‪ ،‬بَنها كاى‬ ‫بنن هصر الدخول فٍ هشارَع هعَنة‪ ،‬خصو ا‬
‫صا الهنسوجات‪ .‬ولد لجؤت‬ ‫البنن َهَل أكثر إلً هشارَع الصناعات اٖستهٗكَة‪ ،‬خصو ا‬
‫الحكوهة إلً تعََى هدَرٌ البنن ٔحكام السَطرة علَه‪ .‬وبعد تؤهَم البنون اْجنبَة‬
‫أصبحت الحكوهة تتحكم فٍ النظام الهصرفٍ‪ ،‬وبالتالٍ فٍ تهوَل سَاستها أنهابَة‪.‬‬
‫* تمرر ّأٖ َساهم أٌ بنن فٍ هلكَة ها َزَد عى ‪ %25‬هى رأس هال أٌ شركة‪.‬‬
‫* وردًّا علً اندفاع رجال اْعهال إلً اٖستثهار فٍ الهساكى‪ ،‬تمرر تخفَض إَجارات‬
‫الهساكى عام ‪ 1958‬بنسبة ‪ ،)416(%20‬هها أدي إلً تملص استثهارات الهساكى بنسبة‬
‫كبَرة‪ ،‬هى ‪ 59‬هلَوى جنَه عام ‪ 1958‬للعمارات ككل إلً ‪ 43‬هلَوى جنَه عام ‪.1959‬‬
‫وكاى لد تمرر عام ‪ 1956‬إخضاع بناء العهارات أو إصٗحها لنظام الرخص الرسهَة‪ ،‬إذا‬
‫زاد الهبلػ الهنصرؾ عى ‪ 500‬جنَه‪.‬‬
‫* تم إخضاع الهستوردَى إلً نظام تراخَص اٖستَراد‪ ،‬كها َف َرضت هزَداا هى المَود‬
‫علً استَراد الكهالَات(‪.)417‬‬
‫* تم جعل نسبة اْرباح الهوزعة علً الهساههَى ٖ تزَد عى تلن الهوزعة فٍ العام‬
‫السابك بؤكثر هى ‪( %10‬تم توزَع ‪ %40‬هى اْرباح علً الهساههَى عام ‪،)1958‬‬
‫وأى َتم استثهار ‪ %5‬هى اْرباح الهوزعة علً الهساههَى فٍ سندات حكوهَة‪ ،‬وذلن‬
‫لجعل أكبر لدر ههكى هنها همَداا فٍ الهشارَع‪ .‬ولكى الحكوهة اضطرت إلً تعدَل نسبة‬
‫زَادة اْرباح الهوزعة إلً ‪ %20‬هى اْرباح الهوزعة فٍ العام السابك علً اْكثر‪،‬‬
‫وذلن بعد أى لجؤ أصحاب اْسهم إلً طرحها فٍ اْسواق‪ ،‬فتدهورت بالتالٍ أسعارها‪.‬‬
‫* لاهت الدولة بشراء ‪ %25‬هى أسهم الشركات العاهلة فٍ استصٗح اْراضٍ‪.‬‬
‫* لرر وزَر الصناعة إخضاع إنشاء الهصانع الجدَدة لنظام الرخص الرسهَة لهعاكسة‬
‫هَل رجال اْعهال إلً إنشاء الصناعات اٖستهٗكَة(‪.)418‬‬
‫* لجؤت الحكوهة إلً إجراء بعض أصٗحات فٍ النظام النمدٌ‪ ،‬هنها جعل تحدَد حجم‬
‫الؽطاء الذهبٍ فٍ َد ربَس الجههورَة‪ .‬كها أدخلت اْوراق التجارَة إلً الؽطاء‪ ،‬وتمرر‬
‫”ترشَد“ الرلابة علً النمد اْجنبٍ‪ ،‬ففرضت لَوداا علً التحوَٗت السَاحَة‪ ،‬وتمرر‬
‫أَضاا زَادة الحد اْدنً لرأس هال البنون إلً نصؾ هلَوى جنَه‪ ،‬وأى َكوى البنن علً‬
‫هَبة شركة هساههة(‪ .)419‬وفٍ ‪ 1957‬اهتنع البنن اْهلٍ عى إلراض الحكوهة بحجة‬
‫الخوؾ هى التضخم‪ ،‬فلجؤت اْخَرة إلً إصدار لانوى َجبر البنن علً وضع ها فٍ‬

‫(‪ )416‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., P.195, p. 197 )417‬‬
‫(‪ )418‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ )419‬دمحم رشدٌ‪ ،‬التطور اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬الجزء الثانٍ‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪246‬‬
‫حوزته هى عهٗت أجنبَة تحت تصرفها‪ ،‬كها تمرر ّأٖ َجهع الشخص الواحد بَى عضوَة‬
‫هجلس إدارة بنكَى(‪.)420‬‬

‫وأدت هذه المرارات إلً زَادة أزهة الثمة بَى الحكوهة ورجال اْعهال‪ ،‬وكاى كل‬
‫طرؾ ”هحمًّا“ هى وجهة نظره‪ ،‬فكاى كل هنهها هنسج اها هع هصلحته الخاصة وإهكانَاته‬
‫الذاتَة‪ .‬وكاى هى الطبَعٍ أى َإدٌ تشدد الحكوهة ولهعها لرجال اْعهال إلً رد فعل‬
‫هضاد‪ ،‬فبدأت رإوس اْهوال ت ُهرب إلً الخارج بهعدٖت كبَرة‪ ،‬هها اضطر الحكوهة عام‬
‫‪ 1959‬إلً إلؽاء تداول اْوراق الهالَة هى فبة الخهسَى جنَ اها والهابة جنَه‪ ،‬لضرب‬
‫ههربٍ النمد‪ .‬كها زاد هَل رجال اْعهال إلً اْنشطة التجارَة والهضاربة لسهولة‬
‫تحرَن رأس الهال فَها‪ ،‬وللتهرب هى الموانَى الهفروضة علً رأس الهال الصناعٍ‪ .‬كها‬
‫لجؤ أصحاب الهصانع إلً الهبالؽة فٍ تمدَر نسبة العادم واٖحتَاطَات الهطلوبة‪.‬‬

‫ولد ضاعؾ هى خوؾ رجال اْعهال تصاعد هجهات الصحافة علً الرأسهالَة‬
‫واٖستؽٗل فٍ أواخر الخهسَنات‪ ،‬وأوابل الستَنَات‪ .‬بل كاى بعض الهسإولَى َهاجهوى‬
‫رجال اْعهال بضراوة(‪.)421‬‬

‫لمد أصبح هى الواضح أى كبش فداء جدَد كاى َتمدم هرؼ اها‪ ،‬فكاى َجب ‪ -‬هى وجهة‬
‫نظر الناصرَة ‪ -‬أى َلمٍ كل الفشل علً عاتك رجال اْعهال الذَى كانوا هطالبَى بها‬
‫هبشرا‬
‫ا‬ ‫َفوق طالاتهم الهحدودة‪ .‬وكاى تصاعد هولؾ الحكوهة العنَد هى رأس الهال‬
‫بصدام عنَؾ‪ ،‬استعد له هإٖء علً طرَمتهم الخاصة‪ ،‬فتم سحب كهَات ضخهة هى‬
‫الودابع هى البنون وانتشر اكتناز النمد بسرعة‪ ،‬هها اضطر الحكوهة للجوء إلً سَاسات‬
‫أكثر تشدداا‪ ،‬فلجؤت ‪ -‬علً سبَل الهثال ‪ -‬إلً فرض الحراسة علً البنن التجارٌ‬
‫الهصرٌ ٖتساع نشاطه فٍ تهرَب رإوس اْهوال إلً الخارج(‪.)422‬‬

‫وهى الواضح أى حوار الطرشاى لد دار بَى الدولة ورجال الصناعة‪ .‬فالدولة تطلب ها‬
‫ٖ َستطَع التاجر ‪ -‬الصناعٍ أى َمدهه‪ ،‬بَنها لم توفر هٍ الهناخ الهٗبم لرجل الصناعة‬
‫الحمَمٍ‪ .‬وهى الجهة اْخري كاى رجل الصناعة َطالب الدولة بها ٖ تستطَعه‪َ ،‬طالبها‬
‫لادرا علً انتزاع السلطة السَاسَة لحسابه‪.‬‬
‫ا‬ ‫بؤى تكوى دولته هو بالذات‪ ،‬بَنها لم َكى‬
‫وفٍ ؼَاب رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬لم تكى الناصرَة بمادرة علً الهحافظة علً عهلَة‬
‫التنهَة فٍ نفس أطار اٖجتهاعٍ إٖ بؤخذ الهبادرة هع تنفَذ أصٗحات اٖجتهاعَة‬
‫ولهع رجال اْعهال‪ .‬وبسبب هشروع الوحدة الهصرَة السورَة‪ ،‬وهى أجل عَوى رجال‬
‫اْعهال السورََى‪ ،‬تؤجلت الهعركة‪ ،‬والتٍ كاى نشوبها هتول اعا بعد نهاَة حرب‬
‫السوَس(‪ .)423‬واضطر الناصرَوى إلً تحهل رجال اْعهال هإلتاا واٖكتفاء بمتلهم ببطء‪.‬‬

‫(‪ )420‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬تنظَم المطاع العام‪ ،‬ص ص ‪.263-262‬‬
‫(‪ )421‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )422‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫(‪ )423‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪247‬‬
‫كذلن نضع فٍ اٖعتبار أى الهساعدات اْهرَكَة التٍ بدأت تتدفك علً النظام بعد الوحدة‬
‫لد أسههت فٍ تموَة أعصاب الضباط وبالتالٍ ضاعفت لدرتهم علً تؤجَل الهعركة‬
‫الهنتظرة خوفاا هى هضاعفاتها علً الوحدة‪ .‬وهع ذلن لم تكى الوحدة وٖ الهعونة‬
‫اْهرَكَة بمادرة علً درء الهعهعة نهابًَّا‪ ،‬بعد أى انطلك السهم‪.‬‬

‫‪ - 3‬الخطة الصناعَة‪:1960-57 :‬‬


‫بعد حرب السوَس وضعت الدولة أَدَها علً كهَات ضخهة هى الودابع فٍ البنون‬
‫وهدت سَطرتها إلً عشرات الشركات الكبَرة‪ ،‬وأصبح فٍ نطاق هلكَتها عدد كبَر هى‬
‫الشركات تحت إشراؾ الهإسسة اٖلتصادَة‪ .‬وبهساعدة إجراءات الردع التٍ راحت‬
‫تصدرها تباعاا‪ ،‬بدأ تنفَذ هشروع خطة صناعَة بهدؾ زَادة هعدل نهو أنتاج الصناعٍ‬
‫هى ‪ %6‬إلً ‪ %16‬سنوًَّا‪ .‬وزَادة هساههة الصناعة فٍ الناتج الهحلٍ أجهالٍ هى‬
‫كبَرا بالهمارنة بها تم تحمَمه بالفعل فٍ بلداى‬
‫ا‬ ‫‪ %11‬إلً ‪ .%19‬وٖ َبدو هذا الطهوح‬
‫شرلٍ آسَا فٍ نفس الفترة أو فٍ الَاباى واٖتحاد السوفَتٍ وألهانَا بعد الحرب‪ .‬وكاى‬
‫هى الهمرر استثهار ‪ 330‬هلَوى جنَه فٍ الصناعة لتحمَك الهعدل الهطلوب هى النهو‪،‬‬
‫و ُو ِضع فٍ نفس الولت هدؾ آخر هو تشؽَل ‪ 120‬ألؾ عاهل جدَد فٍ الصناعة‪ ،‬فحتً‬
‫ذلن الولت كاى هستوي التشؽَل َمل عى هستواه عام ‪.1947‬‬

‫وراحت الدولة تتعشم هى جدَد فٍ تدفك رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬رؼم تؤهَم هعظم‬
‫الشركات اْجنبَة بعد الحرب‪ ،‬ذلن أى العٗلات هع الؽرب لد عادت إلً هجراها الطبَعٍ‬
‫بعد الوحدة هع سورَة‪ .‬وكذلن كاى عندها بعض اْهل فٍ نجاح إجراءاتها الهمَدة لرأس‬
‫الهال الخاص‪ ،‬ولكى شكل نمص التهوَل عمبة حمَمَة‪ ،‬فلم َتدفك رأس الهال اْجنبٍ‬
‫الخاص بالرؼم هى تسوَة هسؤلة التعوَضات للشركات اْجنبَة فٍ ‪،)424(1959/1958‬‬
‫وتحسى العٗلات هع البلداى الرأسهالَة‪ .‬فالهجوم أعٗهٍ علً اٖستعهار وأهبرَالَة لم‬
‫َتولؾ حتً أثناء الحرب الصلَبَة ضد الشَوعَة (‪ )1959/1958‬والدعاَة ضد اٖتحاد‬
‫السوفَتٍ‪ .‬فلم تكى حرب ‪ 1956‬ببعَدة عى ذاكرة الجهاهَر العربَة‪ ،‬وكانت الثورة‬
‫العرالَة تخطؾ اْبصار‪ .‬وحتً بعد أى صادرها عبد الكرَم لاسم استهر َرفع الشعارات‬
‫الوطنَة‪ ،‬وَهثل تحدًَّا لوًَّا لعبد الناصر فٍ الهشرق‪ .‬ولذلن كاى الهجوم أعٗهٍ علً‬
‫أهبرَالَة َٖزال ضرورًَّا‪ ،‬بل وازدادت ضرورته بعد ثورة العراق‪ ،‬ذلن أى الناصرَة‬
‫كانت هضطرة للهحافظة علً صورتها الموهَة‪ .‬كذلن تعهمت اْزهة بَى الحكوهة ورجال‬
‫اْعهال‪ ،‬كها رأَنا هى لبل‪ ،‬فلم َحدث ألبال الهنشود‪ .‬وحتً الحكوهة لم تستطع أى تدبر‬
‫همررا أى تساهم بـ‪ %61‬ولكنها لم توفر سوي‬
‫ا‬ ‫حصتها الهمررة هى رأس الهال‪ ،‬فمد كاى‬

‫أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫(‪ )424‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪248‬‬
‫‪ %40-30‬فمط هى رأس الهال الذٌ تم استثهاره‪ ،‬ولدهت البنون والشركات الههصرة‬
‫هعظهه(‪.)425‬‬

‫وبذلن جاء عام ‪ 1960‬ولم َتم استثهار سوي ‪ %43‬هى حجم اٖستثهارات الهطلوبة‪،‬‬
‫هنها ‪ 90-80‬هلَوى جنَه استثهرت فٍ هشارَع هكتهلة(‪ .)426‬وَرجح هابرو ‪ -‬رضواى‬
‫أى جز اءا هى هذا الهبلػ استثهر لبل عام ‪ 1957‬و ُحسب ضهى استثهارات الخطة‪.‬‬

‫كذلن لم َتحمك هعدل النهو الهطلوب‪:‬‬

‫جدول (‪)32‬‬
‫(‪)427‬‬
‫الرلم المَاسٍ لٕنتاج الصناعٍ والكهرباء‬

‫الرلم المَاسٍ لٕنتاج الصناعٍ‬ ‫السنة‬

‫‪100‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪144‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪148‬‬ ‫‪1959‬‬
‫‪161‬‬ ‫‪1960‬‬

‫وَوضح هذا الجدول أى هعدل النهو السنوٌ لٕنتاج الصناعٍ لد بلػ ‪ %6.5‬خٗل‬
‫الفترة هى ‪ 1960-1957‬وهو هعدل َزَد بهمدار ‪ %0.5‬فمط بالهمارنة بؤعوام ‪-1952‬‬
‫‪ ،1956‬وكاى هى الههكى أى َكوى الفشل أكبر بكثَر لوٖ لرارات التؤهَم التٍ وفرت‬
‫هعظم هساههة الحكوهة فٍ اٖستثهارات التٍ تهت والتٍ تمدر بـ‪ ،%40-30‬بَنها ساهم‬
‫المطاع الخاص بـ‪ %60‬هنها(‪.)428‬‬

‫واضطرت الحكوهة عام ‪ 1960‬إلً التولؾ عى أصرار علً إتهام خطتها بعد أى‬
‫اتضح تها اها أنها لد فشلت‪ ،‬وتمرر وضع بمَة الهشارَع الهستهدفة فٍ إطار خطة أوسع‬

‫(‪ )425‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.97‬‬


‫(‪ )426‬لدرها هابرو & رضواى بـ‪ 90‬هلَوناا (ص ‪ ) 97‬أها دوَدار (اٖلتصاد الهصرٌ بَى التخلؾ والتطوَر) فمد لدرها‬
‫بـ‪ ،78.3‬استثهرت فٍ الشركات الكبَرة (ص ‪ .)473‬وَرجح هابرو & رضواى أى ‪ 83‬هلَوى جنَه هٍ كل ها تم‬
‫استثهاره فٍ هشارَع هكتهلة‪ .‬كها أضاؾ سهَر رضواى أى هذا الهبلػ َشتهل علً ‪ 6.2‬هلَوى جنَه استثهرت فٍ‬
‫لطاع الهناجم‪.‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.193 )427‬‬
‫(‪ )428‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪249‬‬
‫تنفذ خٗل أعوام ‪ 1965-1960‬وكاى علً الحكوهة أى تدبر هنذ البداَة هصادر تهوَل‬
‫أكثر أههَة‪ ،‬خاصة أى نهاَة الخهسَنات لد شهدت التنالضات اٖجتهاعَة وهٍ علً وشن‬
‫اٖنفجار‪.‬‬

‫‪ - 4‬النتابج العاهة للسَاسة اٖلتصادَة فٍ الخهسَنات‪:‬‬


‫* النهو وهدي كفاءة اْداء‪:‬‬
‫بلػ هعدل النهو السنوٌ للناتج الموهٍ فٍ الفترة هى ‪ ،%7-5 ،1951-1945‬بَنها‬
‫بلػ‪ %4.5-‬فٍ الفترة هى ‪ ،1954-1951‬ثم عاد فارتفع إلً ‪ %4.7‬فٍ الفترة هى‬
‫‪ .)429(1963/62-1954/53‬وٖشن أى هعدل النهو بعد حرب السوَس لد فاق ذلن الذٌ‬
‫لبلها وإى كاى بدرجة ضبَلة (وفٍ هذه النمطة بالذات َتفك كل هى هانسى وهابرو ‪-‬‬
‫رضواى وأوبرَاى وهرزوق وهَد)‪ .‬وهو علً العهوم هعدل نهو لَس بالػ اٖنخفاض‬
‫كثَرا هعدل ها لبل ‪ .1952‬وإذا حسب أنتاج الموهٍ بالنسبة للفرد‬ ‫ا‬ ‫ولكنه لم َتخط‬
‫كثَرا خٗل الفترة‬
‫ا‬ ‫الواحد نجد أنه لد ارتفع بعد اٖنمٗب‪ ،‬ولكى بهعدل زَادة سنوٌ َمل‬
‫هى ‪ 1960-1950‬همارنة بالفترة هى ‪ ،1950-1945‬وذلن باْسعار الثابتة‪:‬‬

‫جدول (‪)33‬‬
‫(‪)430‬‬
‫أنتاج الموهٍ للفرد الواحد بالجنَه بؤسعار ‪1954‬‬

‫أنتاج للفرد الواحد‬ ‫السنة‬

‫‪ 38‬جنَ اها‬ ‫‪1945‬‬


‫‪ 45.8‬جنَ اها‬ ‫‪1950‬‬
‫‪ 44.5‬جنَ اها‬ ‫‪1957‬‬
‫‪ 49.5‬جنَ اها‬ ‫‪1960‬‬

‫ولد كانت هساههة المطاعات فٍ النهو الهتحمك تمل عى أحجاهها النسبَة فٍ اٖلتصاد‬
‫لصالح لطاع الصناعة‪:‬‬
‫(‪)431‬‬
‫جدول (‪)34‬‬

‫(‪ )429‬ولدره هعهد التخطَط الموهٍ بـ‪ %2.9-2.5‬سنوًَّا خٗل الفترة هى ‪.1957/56-1953/52‬‬
‫علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة (‪ ،)1966-1952‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ )430‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.399‬‬
‫(‪ )431‬حسب علً أساس هعطَات أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،388‬وهابرو الذٌ اعتهد علً هجهوعة هانسى ‪-‬‬
‫هَد‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪250‬‬
‫هساههتها فٍ النهو الهتحمك هى‬ ‫هساههة المطاعات فٍ المَهة الهضافة عام‬
‫‪)%( 1960-1952‬‬ ‫‪)%( 1952‬‬
‫‪22.8‬‬ ‫‪31.5‬‬ ‫زراعة‬
‫‪24.8‬‬ ‫‪8.75‬‬ ‫صناعة وكهرباء‬
‫‪)*(11.6‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫نمل وهواصٗت‬
‫‪-‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫خدهات هالَة‬
‫‪15.6‬‬ ‫‪15‬‬ ‫تجارة‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫إسكاى‬
‫‪-‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫إدارة حكوهة‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪12.3‬‬ ‫خدهات أخري‬
‫‪2.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫بناء‬
‫* هذه النسبة الهرتفعة تعود إلً أعهال لناة السوَس‪.‬‬

‫صا فٍ هعدل التراكم الصافٍ لرأس الهال الصناعٍ‪،‬‬ ‫وهع ذلن شهدت تلن الفترة تمل ا‬
‫اْولٍ الذٌ تعطَه أحصابَات التملَدَة‪ ،‬وتوضحها تها اها‬
‫وهٍ حمَمة هنالضة لٗنطباع َّ‬
‫طرَمة سهَر رضواى‪:‬‬

‫جدول (‪)35‬‬
‫(‪)432‬‬
‫هعدل التكوَى الرأسهالٍ فٍ الصناعة الهصرَة (هلَوى جنَه)‬
‫تراكم رأس الهال الدابم خٗل‬
‫الفترة‬
‫الفترة‬
‫‪122.99‬‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪126.8‬‬ ‫‪1956-1952‬‬
‫‪58.1‬‬ ‫‪1960-1957‬‬

‫ولد شهدت الصناعة خٗل تلن الفترة اتجا اها واض احا نحو التنوع‪ ،‬كها ازداد الحجم‬
‫النسبٍ لصناعة السلع الوسَطة التٍ كانت كثافة رأس الهال فَها هرتفعة بالنسبة لهجهل‬
‫الصناعة‪ .‬وزادت هساههة الصناعات التالَة فٍ المَهة الهضافة للصناعة هى ‪%25.5‬‬
‫إلً ‪ :%33.3‬اْخشاب والورق والهطاط والكَهاوَات والبترول والهنتجات ؼَر الهعدنَة‬
‫والهعادى اْساسَة والهنتجات الهعدنَة‪ ،‬وذلن علً حساب الصناعات التملَدَة فٍ هصر‪.‬‬

‫(‪ )432‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬وهٍ بؤسعار ‪ 1960‬وبعد احتساب هعدل استهٗن ‪ %6.25‬لّٖت‪،‬‬
‫‪ %2‬للهبانٍ سنوًَّا‪ ،‬وٖ َشهل ذلن النمل والكهرباء والتشََد والتخزَى‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫ولكى استهر التوسع فٍ صناعة الهنسوجات بنفس الهعدل‪ .‬أها السلع الدابهة فمد تملص‬
‫دورها فٍ المَهة الهضافة للصناعة هى ‪ %3.6‬إلً ‪.)433(%3.1‬‬

‫ولم تشهد تلن الفترة أٌ ظهور للصناعات فابمة التطور‪ :‬ألكترونَات والتجهَزات‬
‫التٍ تعهل بالتحكم اِلً‪ ،‬واِٖت الحدَثة‪ ...‬إلخ‪ ،‬بل ظلت البٗد تعتهد علً استَراد السلع‬
‫التجهَزَة بكافة أنواعها‪.‬‬

‫واستهر طابع أنهاء الصناعٍ‪ ،‬إحٗل الواردات كها هو‪ ،‬فانخفض هعدل استَراد‬
‫السلع اٖستهٗكَة الهصنعة‪:‬‬

‫جدول (‪)36‬‬
‫(‪)434‬‬
‫التوزَع النسبٍ للواردات الصناعَة (‪)%‬‬

‫استثهارَة‬ ‫وسَطة‬ ‫استهٗكَة‬ ‫ؼذابَة‬ ‫السنة‬

‫‪14.6‬‬ ‫‪40.3‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1950‬‬


‫‪24.8‬‬ ‫‪39.4‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪1960‬‬

‫وَهكننا إَجاز التؽَرات التٍ حدثت فٍ الصناعة كها َلٍ‪:‬‬


‫صا فٍ السلع الوسَطة‪ ،‬ولكى لم َشهد المطاع تؽَرات‬ ‫* زَادة درجة التنوع‪ ،‬خصو ا‬
‫ثورَة‪ ،‬هثل ظهور ونهو الصناعات التجهَزَة‪ ،‬أو إحداث تطور هابل فٍ أنتاجَة أو‬
‫حتً علً الصعَد الكهٍ‪ ،‬بتحمَك لفزات كبَرة فٍ هعدل نهو أنتاج‪ .‬وهع أى هعدل‬
‫اٖدخار هى الناتج الموهٍ لم َرتفع إباى تلن الفترة بدرجة كبَرة ولم ترتفع نسبة‬
‫اٖستثهارات إٖ بدرجة طفَفة‪ ،‬إٖ أى هعدل اٖستثهار لد زاد عى هعدل اٖدخار هى الناتج‬
‫الموهٍ‪ ،‬وتم تهوَل هذا الفرق هى المروض اْجنبَة والهعونات التٍ بلؽت عام ‪-1957‬‬
‫‪ 1958‬أرلا اها كبَرة كها َلٍ‪:‬‬
‫(‪)435‬‬
‫جدول (‪)37‬‬

‫المروض بالهلَوى جنَه‬ ‫البلد‬

‫‪44‬‬ ‫ألهانَا‬
‫‪12‬‬ ‫فرنسا‬

‫(‪ )433‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.139‬‬


‫(‪ )434‬هصطفً السعَد‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫(‪) 435‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪252‬‬
‫‪10‬‬ ‫الَاباى‬
‫‪3‬‬ ‫سوَسرا‬
‫‪69‬‬ ‫الهجهوع‬

‫هصدرا لـ‬
‫ا‬ ‫وهذه المروض كانت تساوٌ ‪ %25‬هى دخل البٗد بالعهلة الصعبة‪ ،‬وكانت‬
‫‪ %30‬هى التهوَل الكلٍ لخطة ‪.1960-1957‬‬

‫جدول (‪)38‬‬
‫(‪)436‬‬
‫نسبة اٖدخار هى الناتج الهحلٍ أجهالٍ‬

‫هعدل اٖدخار (‪)%‬‬ ‫السنة‬ ‫هعدل اٖدخار (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪)*(14‬‬ ‫‪1966/1965‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪1953/1952‬‬


‫‪8.2‬‬ ‫‪1968/1967‬‬ ‫‪13.4‬‬ ‫‪1957/1956‬‬
‫‪10.6‬‬ ‫‪1970/1969‬‬ ‫‪14.2‬‬ ‫‪1961/1960‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11.6‬‬ ‫‪1963/1962‬‬
‫* فٍ تلن الفترة كاى َتم تسجَل الهخزوى السلعٍ ضهى الهدخرات‪.‬‬

‫بأضافة إلً ذلن تم استنفاذ اْرصدة اٖسترلَنَة لدي برَطانَا‪ ،‬كها لعب الدعم‬
‫كبَرا فٍ اهتصاص هنتجات التصدَر‪ ،‬خاصة هى المطى واْرز(‪.)437‬‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫السوفَتٍ‬
‫وبوجه عام ازداد اٖعتهاد علً الخارج فٍ هجال التهوَل‪ .‬وأظهرت خطة ‪1960-1957‬‬
‫أى ضعؾ هصادر التهوَل كل عمبة كبَرة‪ ،‬وظلت البٗد عاجزة عى ضهاى هواردها هى‬
‫العهلة الصعبة‪ .‬فالمطى ظل هو الهحصول الربَسٍ للتصدَر‪ ،‬بَنها أخذت أسعاره تتدهور‬
‫فٍ السوق العالهَة بعد انتعاش صناعة اْلَاؾ الصناعَة وتطور وسابل أنتاج فٍ‬
‫البلداى الرأسهالَة بتخفَض نسبة العادم‪ .‬واْدهً هى ذلن أى اٖعتهاد علً الخارج فٍ‬
‫التهوَل لم َمتصر علً رإوس اْهوال فحسب بل ازداد أَضاا بالنسبة للسلع الؽذابَة‬
‫سا‬
‫واٖستهٗكَة عهو اها‪ ،‬ولد استنفذت اْرصدة اٖسترلَنَة فٍ استَراد هذه الهواد أسا ا‬
‫بأضافة إلً تعوَضات أسهم لناة السوَس‪ ،‬وفٍ نفس الولت استهر توزَع الفابض‬
‫شدَد الجنوح نحو لطاع العمارات واْنشطة التداولَة واٖستهٗن الترفٍ‪ .‬ونستطَع أى‬
‫نخلص إلً نتَجة أساسَة‪ ،‬وهٍ أى كفاءة اٖلتصاد لم تتحسى بعد إجراءات حكوهة‬
‫الضباط‪ ،‬بل علً العكس سارت إلً اْسوأ‪ .‬ولد نها حجم اٖلتصاد هحتف اظا بكل اختٖٗته‬

‫(‪ )436‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.287‬‬


‫(‪ )437‬لدر الباحث السوفَتٍ لوتسكَڤتش أنه فٍ ‪ 1956-1955‬أنمذت الدول اٖشتراكَة هصر هى كارثة التصادَة‪،‬‬
‫بَنها تدهورت التجارة هع نفس البلداى عام ‪ 1958‬بسبب عودة العٗلات هع الؽرب‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪253‬‬
‫اْساسَة‪ ،‬بَنها تم هذا النهو بتكالَؾ باهظة بالنسبة للنتابج‪ ،‬هها زاد هى صعوبة النهو‬
‫الذاتٍ فٍ الهستمبل‪.‬‬

‫ولد زادت السَاسَة اٖلتصادَة الناصرَة هى ضعؾ أداء اٖلتصاد‪ ،‬فإجراءات تشجَع‬
‫رأس الهال الخاص جاءت بعكس النتابج الهطلوبة هنها‪ ،‬هها أجبر السلطات علً تهوَل‬
‫عهلَة اٖستثهار بنفسها فٍ الولت الذٌ لم تكى تهلن فَه أهكانَات الكافَة لذلن‪ .‬وفٍ‬
‫الولت نفسه عرللت سَاستها هى نهو هواردها الذاتَة‪ :‬أعفاءات الضرَبَة‪ ،‬دعم‬
‫َعوض ذلن جزبًَّا سوي عهلَات تؤهَم الشركات اْجنبَة‪ .‬كها أى‬
‫الصناعات الجدَدة‪ ..‬ولم ّ ِ‬
‫الهَل إلً تخفَض لَهة الجنَه الهصرٌ لم َحمك أٌ هكاسب‪ ،‬فتدهورت أسعار الصادرات‬
‫وازدادت أعباء الواردات دوى أى َعوض ذلن زَادة كبَرة هى الصادرات‪ .‬وفٍ الحمَمة‬
‫كاى تخفَض لَهة الجنَه علً هدي السنوات ‪ 1962-1952‬إجرا اء اضطراًَّا َعكس حالة‬
‫لوي السوق الفعلَة‪.‬‬

‫* ازدَاد حدة التنالضات اٖجتهاعَة‪:‬‬


‫أدت إجراءات الضباط الهشجعة لرأس الهال والتٍ لم تلػ أجراءات الهتشددة التٍ‬
‫اتخذت بعد حرب السوَس هعظهها‪ ،‬بأضافة إلً عهلَات اٖندهاج بَى الشركات التٍ‬
‫شجعها الضباط‪ ،‬هع هنح الباحثَى عى الهعادى حمولاا احتكارَة ألوي وأكثر دوا اها(‪،)438‬‬
‫إلً انتعاش هابل لرجال اْعهال هى تجار وهماولَى وأصحاب أسهم ووسطاء هى كل نوع‬
‫علً حساب العهال والفٗحَى الفمراء والهوظفَى‪ .‬وَتبَى ذلن فٍ الهعطَات اِتَة‪:‬‬

‫جدول (‪)39‬‬
‫(‪)439‬‬
‫ارتفاع هعدل الربح واْجور خٗل الفترة هى ‪1959-1954‬‬
‫الزَادة فٍ هعدل الربح‬
‫الزَادة فٍ اْجور‬ ‫الصناعة‬
‫(‪)%‬‬
‫‪14‬‬ ‫النسَج‬
‫‪%3‬‬ ‫‪30‬‬ ‫التشََد‬
‫‪37‬‬ ‫الصناعات الؽذابَة‬

‫ولد بلػ هعدل الربح السنوٌ عام ‪ 1958/1957‬بالنسبة للصناعات الؽذابَة‬


‫‪ ،%38.8‬وبالنسبة للهنسوجات بلػ ‪ .%25.5‬هذا بَنها ارتفع اْجر النمدٌ للعاهل‬
‫سنوًَّا خٗل الفترة هى ‪ 1960-1952‬بـ‪ %2.9‬فمط(‪ .)440‬ولد تنالص نصَب العهل هى‬

‫(‪ )438‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،262‬ص ‪.263‬‬


‫(‪) 439‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.143 )440‬‬
‫‪254‬‬
‫المَهة الهضافة خٗل سنوات ‪ 1960-1952‬فٍ الهشارَع التٍ َعهل بها أكثر هى ‪10‬‬
‫عهال هى ‪ 40.6‬إلً ‪ 33.4‬إلً ‪ 34.8‬إلً ‪ 34.1‬إلً ‪ 30.6‬إلً ‪ ،)441(%31.7‬وذلن‬
‫علً نمَض ها حدث فٍ السنوات السابمة علً انمٗب َولَو‪ .‬فخٗل الفترة هى ‪-39‬‬
‫‪ 1950‬ارتفعت نسبة اْجور والههاَا هى الدخل الموهٍ هى ‪ %31.2‬عام ‪ 1939‬إلً‬
‫‪ %35.6‬عام ‪ ،1942‬إلً ‪ 36.8‬عام ‪ ،1945‬إلً ‪ %38‬عام ‪ .)442(1950‬ونحى نهَل‪،‬‬
‫وفماا لمراءة تسلسل الولابع‪ ،‬إلً الربط بَى التدهور النسبٍ لٓجور هنذ انمٗب َولَو‬
‫وبَى السَاسة اٖلتصادَة لحكوهة الضباط فٍ تلن الفترة‪.‬‬

‫جدول (‪)40‬‬

‫نسبة اْجور والههاَا هى المَهة الهضافة فٍ الصناعة التحوَلَة (‪ 10‬عهال‬


‫(‪)443‬‬
‫فؤكثر)‬

‫عدد عهال الهشروع‬


‫السنة‬
‫‪ 500‬عاهل فؤكثر‬ ‫‪ 499-50‬عاهل‬ ‫‪ 49-10‬عاهل‬
‫‪%38.9‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪%32.7‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪%35.1‬‬ ‫‪1960‬‬

‫وباْرلام بلػ عابد لطاع اْعهال ككل (لطاع خاص) فٍ ‪63.458.9 :1961/1960‬‬
‫هلَوى جنَه بَنها بلػ عابد اْجور فٍ نفس المطاع ‪ 11.928‬هلَوى(‪ .)444‬وباختصار‬
‫بلؽت الفوارق الطبمَة فٍ آخر الخهسَنات هوة عهَمة وأصبح هى الواضح أى الناصرَة‬
‫لد شجعت رجال اْعهال علً حساب الطبمات اْدنً بالرؼم هى أصٗحات اٖجتهاعَة‬
‫التٍ لدهت لٓخَرة‪ ،‬وأههها أصٗح الزراعٍ وتوسَع التعلَم‪ .‬ولد أدي الفشل فٍ‬
‫تحمَك هعدل زَادة هرتفعة للمَهة الهضافة وتوفَر هصادر هحلَة للتراكم هع عواهل‬
‫أخري إلً الخوؾ هى اشتعال الحركة الجهاهَرَة‪ ،‬خاصة بعد الوحدة الهصرَة السورَة‪.‬‬
‫ولد دفع هذا الخوؾ الناصرَة إلً شى حهلة لاسَة ضد الموي الموهَة الرادَكالَة‬
‫والَسار فٍ الهنطمة العربَة كلها‪ ،‬هع اٖهتهام بههادنة الؽرب علً الصعَد العهلٍ‪ .‬ورؼم‬
‫ذلن كانت الصحافة تجد نفسها هضطرة إلً أشارة إلً عواهل التذهر الكاهنة‪ ،‬فطرحت‬
‫علً سبَل الهثال ها عرؾ ولتها بؤزهة الهثمفَى(‪ ،)445‬وأحوال عهال التراحَل والفٗحَى‬

‫(‪ )441‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.235‬‬


‫(‪)442‬‬
‫عبد الهؽنٍ سعَد‪ ،‬إلً أَى َسَر التصاد هصر‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.136 )443‬‬
‫(‪ )444‬هحهود هتولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.309‬‬
‫(‪ )445‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.224-199‬‬
‫‪255‬‬
‫والهوظفَى‪ ،‬واشتد هجوهها علً الرأسهالَى واٖستؽٗل‪ ،‬وكبار هٗن اْراضٍ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫فهى جهة كانت عواهل التذهر تزداد‪ ،‬وهى جهة أخري كاى اتهام رجال اْعهال َبرئ‬
‫الحكوهة‪ ،‬لذلن وجدنا اْخَرة ت ُم ِبل فٍ الفترة الٗحمة علً خطوات إصٗحَة واسعة‪.‬‬

‫* نهو لطاع الدولة اٖلتصادٌ‪:‬‬


‫انتهت الخهسَنات بتكوى لطاع دولة كبَر َتحكم فٍ الجهاز الهصرفٍ وجزء كبَر هى‬
‫الجهاز أنتاجٍ‪ .‬وهع أنه لم َستطع أى َحمك لفزة فٍ كفاءة اْداء اٖلتصادٌ‪ ،‬فمد كاى‬
‫هو الهنمذ الوحَد فٍ ظل ظروؾ تلن الفترة هى خراب هعهم‪ .‬إٖ أنه لم َكى ًّ‬
‫حٗ جذرًَّا‬
‫ْزهة النظام بل كاى فمط هسكناا لها‪ ،‬بل وكاى هسكناا هكلفاا‪.‬‬

‫لمد تكوى لطاع الدولة اٖلتصادٌ حتً اِى فٍ سَاق هحاولة الناصرَة الهحافظة علً‬
‫استمرار سلطتها‪ ،‬وذلن بآلَات عدة‪ ،‬كاى هى ضهنها التخفَؾ هى حدة اْزهات‬
‫اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة‪ .‬فالناصرَة لم تكى تمدم التسهَٗت للصناعة هى أجل رجال‬
‫الصناعة‪ ،‬بل هى أجل الصناعة نفسها بهدؾ تحسَى الجهاز أنتاجٍ‪ ،‬بؽرض اهتصاص‬
‫البطالة وولؾ تدهور هستوي الهعَشة حسب تولع هخططَها‪.‬‬
‫دورا إَجابًَّا فٍ نهو لوة السلطة‬
‫ولد لعب ضعؾ ورود رأس الهال اْجنبٍ الخاص ا‬
‫الناصرَة‪ ،‬وجاءت حرب ‪ 1956‬لتعطَها فرصة جدَدة لٕجهاز ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬علً هذا‬
‫الرأسهال‪ ،‬هذا بالرؼم هها أدي إلَه ذلن هى ضعؾ اْداء اٖلتصادٌ‪ .‬لمد ضعؾ اٖلتصاد‬
‫ولوَت السلطة السَاسَة للزهرة الحاكهة‪.‬‬

‫السَاسة اٖلتصادَة فٍ الستَنات‪:‬‬


‫الخطة الخهسَة للتنهَة‪:‬‬
‫بعد فشل خطة ‪ 1960-1957‬وتناهٍ اْزهة اٖجتهاعَة لررت الحكوهة تعببة كل‬
‫أهكانَات الههكنة‪ ،‬ورصد كل طالتها للخروج هى عثرة سَاساتها اٖلتصادَة إباى‬
‫الخهسَنات‪ ،‬واستدعت خبراء اٖلتصاد هى الخارج والداخل لهعاونتها فٍ وضع خطة‬
‫للتنهَة الشاهلة تحمك هضاعفة الدخل الموهٍ كل عشر سنوات‪.‬‬

‫ورؼم الفشل الهحبط الذٌ هنَت به الخطة الجدَدة للحكوهة ظلت دعاَتها الرسهَة‬
‫تتؽنً بإنجازات عظَهة لم تتحمك‪ ،‬بَنها حصلت علً دعم أَدَولوجٍ عظَم هى هنظرٌ‬
‫الَسار‪.‬‬

‫وهى أجل إبراز ها حممته الخطة لم َصبح لدي أعٗم الناصرٌ أٌ هانع هى اٖعتراؾ‬
‫بفشل الخهسَنات‪ ،‬دوى أى َنسً أى َلصك التههة برجال اْعهال‪ .‬وأصبحت الخطة‬
‫الخهسَة فٍ همابل ذلن إحدي الهعجزات الجدَدة التٍ اكتشفها أعٗم الناصرٌ ووصفها‬

‫‪256‬‬
‫بالثورة الصناعَة‪ ،‬وبأضافة إلً إجراءات التؤهَم‪ ،‬صارت هنان أَضاا خطة للتنهَة‬
‫الموهَة الشاهلة تحمك خطوة علً الطرَك إلً اٖشتراكَة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ورؼم الدعم الؽربٍ الكبَر لهشروعاتها اعتبرت الخطة الخهسَة فٍ أعٗم والفكر‬
‫هبررا كاف اَا لكٍ تشى أهبرَالَة عدوانها علً هصر عام ‪ 1967‬بواسطة‬
‫ا‬ ‫الناصرََى‬
‫إسرابَل‪ .‬بل واعتبر البعض أى ها اعتبره نجا احا للخطة هو الدافع اْول وراء هذا‬
‫العدواى‪.‬‬

‫وبؽض النظر هإلتاا عى الهلكَة ”العاهة“ لوسابل أنتاج فٍ العهد الناصرٌ‪ ،‬لم تكى‬
‫خطة ‪ 1965-1960‬بالخطة التٍ تتضهى خطوة علً الطرَك إلً إلاهة هجتهع بٗ‬
‫طبمات‪ .‬وكها سنري بعد للَل لم تكى تتضهى أَضاا خطوة ٔلاهة بنَة التصادَة هتمدهة أو‬
‫هستملة‪ .‬بل ولم تكى أَضاا هى الناحَة التمنَة البحتة خطة هحكهة‪ ،‬حتً داخل أطار الذٌ‬
‫وضعت هى أجله‪.‬‬

‫إننا ٖ نتحدث فمط عى ؼَاب طابع التخطَط الموهٍ الشاهل‪ ،‬بل وعى نمص طابع‬
‫التخطَط نفسه‪ ،‬كفى‪ ،‬كتمنَة‪ .‬فالخطة لم تتضهى إجراءات ها لتطوَر المطاعات المابهة‬
‫هى اٖلتصاد أو الهإسسات اٖجتهاعَة هى الناحَة الكَفَة‪ ،‬ولكنها وضعت حول هدؾ‬
‫واحد هو زَادة الدخل الموهٍ‪ .‬ولم تكى الخطة أَضاا خطة لزَادة الدخل الموهٍ‪ ،‬فباستثناء‬
‫اٖستثهارات‪ ،‬لم تكى هنان أؼراض هعَنة للخطة وإنها كانت هنان تولعات‪ ،‬ورؼبات‪ ،‬كاى‬
‫هى الهتولع أى تتحمك عبر اٖستثهارات التٍ تم تحدَدها هى الناحَة الكهَة وبالنسبة‬
‫للمطاعات فمط ٖ بالنسبة للهشروعات(‪.)446‬‬

‫لدي وضع الخطة لدرت اللجنة الهختلطة للهشاكل اٖلتصادَة والهالَة‪ ،‬وهٍ لجنة‬
‫تؤلفت هى عدد هى كبار رجال اٖلتصاد أنه فٍ ظل أهكانَات الهتاحة هى الهوارد َهكى‬
‫هضاعفة الدخل الموهٍ فٍ عشرَى سنة‪ ،‬علً أساس هعدل سنوٌ للنهو َبلػ ‪.%3.5‬‬
‫ولكى اللجنة الموهَة للتخطَط ووزارة أرشاد لررا تعدَل الخطة بحَث تحمك تنفَذ‬
‫البرناهج علً أساس ثورٌ‪ ،‬وتمرر هضاعفة الدخل الموهٍ خٗل عشر سنوات علً‬
‫أساس تحمَك هعدل للنهو َبلػ ‪ %7‬سنوًَّا‪ ،‬اعتهاداا علً تولعات خاصة بزَادة الهوارد‬
‫الهتاحة(‪.)447‬‬

‫ولد تهحورت الخطة بكاهلها حول أهنَة وحَدة هٍ زَادة الدخل الموهٍ‪ ،‬فمد تم تحدَد‬
‫أوٖ‪ ،‬ثم وضعت الخطة ا‬
‫أهٗ فٍ تحمَك هذا الهعدل‪.‬‬ ‫هعدل النهو الهطلوب ا‬

‫(‪ )446‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،202‬ص ‪.203‬‬


‫(‪ )447‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.194-189‬‬
‫‪Hansen & Marzouk, Op.cit., p. 205‬‬
‫‪257‬‬
‫ولد روعَت نتَجة لذلن اهتهاهات الجهاهَر الهتعطشة إلً اٖستهٗن ‪ -‬علً حد تعبَر‬
‫باترَن أوبرَاى ‪ -‬أكثر هى أٌ بلد آخر(‪ .)448‬ولم َتم اختَار الهشروعات بطرَمة هحددة‬
‫سلفاا‪ .‬وكاى َتم إلرار الهشارَع وفماا لحجم المَهة الهضافة الذٌ َهكى أى تنتجه بالنسبة‬
‫للوحدة هى رأس الهال‪ ،‬أو دورها فٍ توفَر العهلة الصعبة(‪ ،)449‬كها كاى همَاس جدوي‬
‫الهشارَع هتباَى هى إدارة إلً أخري(‪.)450‬‬

‫وكانت الهشارَع تمترح هى جانب هختلؾ أدارات ولم توضع بواسطة إدارة هركزَة‬
‫هسإولة‪ .‬وعندها كاى وزَر التخطَط َرفض هشروعاا َتمدم به أحد الوزراء اِخرَى علً‬
‫أساس عدم توفر الهوارد كاى بإهكاى اْخَر أى َحصل علً هوافمة ربَس الجههورَة‬
‫بحجة أى وزَر التخطَط َبالػ فٍ تكالَؾ الهشروع‪ ،‬وهذا هثال صارخ علً التخبط‪ .‬هكذا‬
‫لم تختر الهشارَع لخدهة هدؾ تنهوٌ عام‪ ،‬وإنها لعبت الهبادرات الخاصة هى جانب‬
‫أدوارا هتباَنة‪ ،‬وانتصرت الهشروعات التٍ كاى‬
‫ا‬ ‫الوزراء والهسإولَى بهختلؾ المطاعات‬
‫هى الهتولع أى تنتج أكبر هعدل للمَهة الهضافة‪.‬‬

‫فو ِ ّجه بنفس اْسلوب‪ ،‬فالهسإولَات كانت هجزأة بالنسبة لتدبَر‬


‫أها تجهَع الهوارد ُ‬
‫الهوارد‪ ،‬وولعت علً عاتك هسإولٍ المطاعات الهختلفة‪ .‬ولم َوضع نظام بدَل لتجهَع‬
‫الهوارد بطرَمة تحل هحل نظام السوق الهفتوحة‪ ،‬والتٍ لم تعد هفتوحة بالضبط بعد‬
‫إجراءات الحكوهة فٍ أواخر الخهسَنات‪ .‬بل وحتً أرلام الصادرات والواردات واٖدخار‬
‫وتدفك السلع لم تزد عى كونها هجرد تولعات ولَست أهدافاا هوضوعة‪ .‬ولم تتخط فكرة‬
‫السَطرة الهركزَة علً توزَع اٖستثهارات حَز النظرَة‪ .‬ولم َمم الهسإولوى عى‬
‫التخطَط بؤٌ إجراءات ٔرشاد الهنتجَى إلً كَفَة تحمَك أهداؾ أنتاج‪ .‬وهى الجدَر‬
‫بالهٗحظة هنا أى تلن اْهداؾ لد حددت بالنسبة للمطاعات ككل ولَس بالنسبة للهشارَع‪.‬‬

‫ورؼم التؤهَهات وهركزة الجهاز الهصرفٍ ووضعه فٍ َد الدولة‪ ،‬ظلت الوحدات‬


‫الهإههة تعهل هثلها كانت تعهل هى لبل‪ ،‬إذ ظلت تتعاهل هع السوق دوى اٖنصَاع ْواهر‬
‫الحكوهة(‪.)451‬‬

‫هكذا كشفت تلن الخطة الخهسَة أى التصاد السوق الهركزٌ ٖ َنفٍ فوضً أنتاج‪.‬‬

‫أهداؾ وتولعات الخطة‪:‬‬

‫(‪ )448‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.203‬‬


‫(‪ )449‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.191-190‬‬
‫(‪ )450‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.99-98‬‬
‫(‪ )451‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.205-201‬‬
‫‪258‬‬
‫تهثَّل هدؾ الحكوهة الهباشر فٍ تحمَك هعدل نهو للناتج الموهٍ أجهالٍ َبلػ ‪%40‬‬
‫ٌ أى تحمَك هذا الهدؾ َتطلب استثهار هبلػ‬ ‫خٗل خهس سنوات (‪ %7‬سنوًَّا)‪ ،‬ولد ُر ِإ َ‬
‫‪ 1636.4‬هلَوى جنَه حسب أسعار ‪َ ،1960/1959‬تم توزَعه كالتالٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)41‬‬
‫(‪)452‬‬
‫اٖستثهارات الهمررة لهختلؾ المطاعات فٍ الخطة الخهسَة بالهلَوى جنَه‬

‫حجم اٖستثهارات‬ ‫المطاع‬

‫‪)*(384.4‬‬ ‫الصناعة التحوَلَة‬


‫‪52.4‬‬ ‫التعدَى‬
‫‪138.5‬‬ ‫الكهرباء‬
‫‪383.2‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪269.2‬‬ ‫هواصٗت ‪ -‬نمل ‪ -‬تخزَى‬
‫‪140‬‬ ‫إسكاى‬
‫‪47.6‬‬ ‫هرافك عاهة‬
‫‪101.7‬‬ ‫خدهات‬
‫‪120‬‬ ‫هخزوى سلعٍ‬
‫‪1637‬‬ ‫الهجهوع‬
‫* هخصص ‪ %57‬هنها لصناعات السلع الوسَطة‪.‬‬

‫ولم َحدد الهخططوى وسَلة هعَنة لتهوَل الهشروعات‪ ،‬وإنها تولعوا أَضاا الهصادر‬
‫التالَة‪:‬‬

‫‪ -‬هساههة المروض اْجنبَة بنسبة ثلث اٖستثهارات‪.‬‬

‫‪ -‬هساههة المطاع الخاص بـ‪ %70‬هى الهصادر الداخلَة لٗستثهارات خٗل العاهَى‬
‫اْولَى هى الخطة‪ ،‬وبـ‪ %55‬فٍ نهاَتها‪ ،‬وبـ‪ %80‬هى الزَادة الهتولعة للدخل الموهٍ‬
‫بَى عاهٍ ‪.)453(1965-1960‬‬

‫‪ -‬هساههة الحكوهة بالبالٍ اعتهاداا علً دخل لناة السوَس وبمَة أَرادات‬
‫الحكوهَة‪.‬‬

‫(‪ )452‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫(‪ )453‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪259‬‬
‫وبناء علً هذا التصور تولع الهخططوى تحمَك ها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعدَل اْوزاى النسبَة للمطاعات فٍ الناتج الموهٍ كاِتٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)42‬‬
‫(‪)454‬‬
‫التؽَرات الهتولعة لتركَب الناتج الموهٍ خٗل اْعوام (‪)1965-1960‬‬
‫تؽَر هساههته (‪ )%‬هى الناتج‬
‫المطاع‬
‫الموهٍ‬
‫هى ‪30  21.2‬‬ ‫الصناعة(*)‬
‫هى ‪28.5  31.2‬‬ ‫الزراعة‬
‫هى ‪41.5  47.6‬‬ ‫بمَة المطاعات‬
‫* شاهلة الكهرباء‪.‬‬

‫‪ - 2‬تحمَك فابض فٍ هَزاى الهدفوعات فٍ نهاَة الخطة َبلػ ‪ 40‬هلَوى جنَه عى‬
‫طرَك زَادة الصادرات وتخفَض الواردات(‪.)455‬‬

‫صاؾ للواردات بـ‪ 117‬هلَوى جنَه‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫‪ - 3‬تحمَك إحٗل إجهالٍ‬

‫‪ - 4‬تحمَك هعدٖت النهو اِتَة للصناعة والزراعة‪:‬‬

‫جدول (‪)43‬‬
‫(‪)456‬‬
‫الهعدل الهستهدؾ للنهو السنوٌ للصناعة والزراعة خٗل خطة ‪1965-1960‬‬

‫هعدل النهو السنوٌ الهستهدؾ‬ ‫المطاع‬


‫‪ %14.5‬ا‬
‫بدٖ هى ‪ %6.5‬عام ‪1960‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪ %5.2‬ا‬
‫بدٖ هى ‪ %2.5‬عام ‪1960‬‬ ‫الزراعة‬

‫كها تمرر أى َتم البدء فٍ تنفَذ خطة جدَدة هى ‪.1970-1966‬‬


‫ولم َتمرر تؽََر نهط التصنَع المابم‪ ،‬أٌ إحٗل الواردات‪ ،‬بل وتولعت الخطة علً‬
‫ضوء هذا أى َتحسى هَزاى الهدفوعات‪.‬‬

‫(‪ )454‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p.309 )455‬‬
‫(‪ )456‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬هابرو (هراجع سبك ذكرها)‪.‬‬
‫‪260‬‬
‫ولد واجهت الحكوهة هصاعب هالَة كبَرة هنذ ‪ ،1964‬هها اضطرها لضؽط‬
‫اٖستثهارات وولؾ أنشاءات التٍ لم تمطع هراحل كبَرة فٍ إنشابها(‪ .)457‬وحَى جاء‬
‫العام ‪ 1965/1964‬لم تكى الخطة لد أنجزت بالشكل الهتولع‪ ،‬فتمرر هدها ثٗث سنوات‬
‫أخري‪ ،‬ثم تم صرؾ النظر عى استكهالها‪ ،‬وجاءت حرب ‪ 1967‬لتولؾ التفكَر فٍ وضع‬
‫خطط جدَدة‪.‬‬

‫ولد جاءت كافة التولعات بعكسها‪:‬‬

‫‪ - 1‬فلم َتحمك هعدل النهو الهطلوب‪ ،‬لدر رسهًَّا بـ‪ 6.5‬سنوًَّا(‪ .)458‬وَمدر نفس‬
‫الهصدر زَادة الدخل الموهٍ فٍ الفترة الهذكورة بـ‪ .)459(%37.1‬ولكى هانس ‪ -‬هرزوق‬
‫َمدراى هعدل النهو السنوٌ بؤلل هى ذلن‪ %5.7 :‬سنوًَّا‪ ،‬وهها َحدداى هعدل نهو ناتج‬
‫المطاعات أثناء الخطة علً النحو التالٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)44‬‬

‫هعدل النهو السنوٌ للمطاعات اٖلتصادَة خٗل خطة (‪ )1965-1960‬حسب هانسى‬


‫(‪)460‬‬
‫‪ -‬هرزوق‬

‫هعدل النهو السنوٌ (‪ )%‬فٍ فترة الخطة الخهسَة‬ ‫المطاع‬

‫‪1.7‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪9.3‬‬ ‫الصناعة والكهرباء‬
‫‪11.3‬‬ ‫بناء وتشََد‬
‫‪11‬‬ ‫نمل‬
‫‪6.2‬‬ ‫تجارة وهال‬
‫‪5.9‬‬ ‫أخري‬
‫‪5.7‬‬ ‫الناتج الموهٍ ككل‬

‫وبالنسبة للصناعة التحوَلَة وحدها بلػ هعدل نهوها حسب تمدَر هابرو ‪ -‬رضواى‪،‬‬
‫اْكثر تعاطفاا هع الناصرَة‪ %50 ،‬خٗل الفترة كلها باْسعار الثابتة‪ ،‬أٌ ‪%8.5‬‬

‫(‪) 457‬‬
‫علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة ‪ ،1966-1952‬ص ‪.188‬‬
‫(‪ )458‬علٍ صبرٌ‪ ،‬سنوات التحول اٖشتراكٍ وتمََم الخطة الخهسَة اْولً‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫(‪ )459‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫(‪Op. cit., p.297)460‬‬
‫‪261‬‬
‫سنوًَّا(‪ .)461‬وهو هعدل َمل عى تمدَر هانس ‪ -‬هرزوق بـ‪( %0.8‬فلنٗحظ أى الهخططَى‬
‫تولعوا ًّ‬
‫نهوا َبلػ ‪ %15‬سنوًَّا لٕنتاج الصناعٍ)‪.‬‬

‫بل وانتهت الخطة بكارثة التصادَة‪ .‬فبَنها بلػ هعدل نهو الناتج الهحلٍ أجهالٍ‬
‫‪ %8.7‬باْسعار الجارَة عام ‪ ،1964/63‬راح َتدهور بعد ذلن‪ ،‬فبلػ ‪ %4.4‬عام‬
‫صفرا تمرَباا عام ‪ 1967/66‬ثم ــ‪ %1‬عام ‪ 1968/1967‬وفماا‬ ‫ا‬ ‫‪ ،1966/65‬ثم بلػ‬
‫لٕحصابَات الرسهَة‪ ،‬فإذا حسبنا الرلم اْخَر باْسعار الثابتة لعام ‪َ 1965/64‬صبح ‪-‬‬
‫بدٖ هى ‪.)462(%1-‬‬‫‪ %2.5‬ا‬

‫واْسوأ هى ذلن أنه رؼم عدم تحمَك أكثر هى ‪ %60‬هى النهو الهتولع لمطاع‬
‫الصناعة‪ ،‬راحت الهنتجات الصناعَة تتراكم فٍ الهخازى هنذ أواسط الستَنات‪ ،‬هها َعنٍ‬
‫عودة هظاهر اْزهة المدَهة‪ :‬أزهة ‪ .)463(53-49‬بل ووفماا لهابرو ‪ -‬رضواى كانت‬
‫هعدٖت زَادة أنتاج أثناء الخطة تعبر جزبًَّا عى استثهارات سابمة (‪)1960-1955‬‬
‫فورا(‪ .)464‬وهو رأٌ له وجاهته‪ ،‬إٖ أنه‬
‫حَث إى اٖستثهارات الصناعَة ٖ تإتٍ ثهارها ا‬
‫َتضهى فكرة أخري‪ ،‬فجزء هى استثهارات الخطة َكوى لد أتً ثهاره بعد نهاَتها ٖ أثناء‬
‫تطبَمها‪ ،‬لكى هذه الهٗحظة لَست فٍ صالح الخطة الناصرَة‪ ،‬حَث إى السنوات الٗحمة‬
‫كانت سنوات أزهة وكساد وتدهور فٍ هعدل النهو‪ ،‬بها فٍ ذلن نهو الناتج الصناعٍ‪.‬‬

‫ولد تحممت النسب التالَة هى تولعات الهخططَى لنهو إنتاج المطاعات الهختلفة حسب‬
‫الخطة(‪:)465‬‬

‫جدول (‪)45‬‬

‫النهو الهتحمك لٕنتاج‪ /‬الهستهدؾ (‪)%‬‬ ‫المطاع‬

‫‪135‬‬ ‫الخدهات‬
‫‪55.4‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪13.1‬‬ ‫الزراعة‬

‫رؼم أى هعدل الهنفذ هى اٖستثهارات فٍ هذه المطاعات كاى‪:‬‬

‫(‪ )461‬لهنا بحساب هذه النسبة علً أساس الفابدة الهركبة وفماا لهعطَات هابرو & رضواى الخاصة برلم لَاس أنتاج‬
‫الصناعٍ‪ .‬التصنَع فٍ هصر (‪ ،)1973-1839‬ص ‪.120‬‬
‫(‪ )462‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ )463‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ ،151‬ص ‪.207‬‬
‫(‪ )464‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ )465‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪( 113‬هاهش)‪.‬‬
‫‪262‬‬
‫جدول (‪)46‬‬
‫(‪)466‬‬
‫اٖستثهارات الفعلَة بالنسبة إلً الهستهدؾ هنها‬

‫النسبة (‪)%‬‬ ‫المطاعات‬

‫‪125‬‬ ‫الخدهات‬
‫‪90.8‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪101.1‬‬ ‫الزراعة‬
‫‪208.5‬‬ ‫السد العالٍ‬
‫‪75.4‬‬ ‫الرٌ والصرؾ‬
‫ّ‬

‫وهذه اٖختٗفات الصارخة بَى الولابع والتولعات رؼم تنفَذ نسبة عالَة هى‬
‫اٖستثهارات الهمررة َعكس هدي سوء التخطَط واضطراب العهل‪.‬‬

‫كثَرا ولم تتحمك التنبإات الهرؼوبة‪:‬‬


‫‪ - 2‬لم َتؽَر تركَب الناتج الموهٍ ا‬
‫انخفضت هساههة الزراعة هى ‪ %31‬إلً ‪ %28‬هى الناتج الموهٍ أجهالٍ‪ ،‬وارتفع‬
‫نصَب الصناعة والكهرباء هى ‪ %20‬إلً ‪.)467(%23‬‬

‫بدٖ هى ‪%18‬‬ ‫وإذا اختصت الصناعة التحوَلَة وحدها بالذكر نجد أنها حممت ‪ %21‬ا‬
‫هى الناتج الموهٍ أجهالٍ‪ .‬وهى الهٗحظ أى دور المطاعات الثالثَة (التداولَة والبنَة‬
‫اْساسَة والخدهات) فٍ زَادة الناتج لد ارتفع هى ‪ %42.2‬خٗل الفترة هى‬
‫(‪)468‬‬
‫‪ ،1960/59-1953/52‬إلً ‪ %47.8‬خٗل الفترة هى ‪1970/69-1960/59‬‬
‫رؼم أى هصر كانت وفماا للرأٌ الرسهٍ بلداا ناه اَا وكانت بادبة هى هستوي هنخفض‬
‫للتطور الصناعٍ‪ .‬وهو وضع هختلؾ عى الوضع فٍ البلداى الرأسهالَة حَث تهَل‬
‫المطاعات الثالثَة إلً النهو بهعدل أسرع هى هعدل نهو اٖلتصاد ككل ْسباب تختلؾ‬
‫جذرًَّا عى أسباب وجود نفس الظاهرة فٍ البلداى الهتخلفة‪.‬‬

‫ورؼم الضجَج أعٗهٍ تشَر الهعطَات إلً أى ها تحمك هى تراكم رأس الهال الدابم‬
‫فٍ الصناعة كاى شدَد التواضع‪:‬‬

‫جدول (‪)47‬‬

‫(‪ )466‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪.53 ،‬‬


‫(‪ )467‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫(‪ )468‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.259-258‬‬
‫‪263‬‬
‫(‪)469‬‬
‫تراكم رأس الهال الصناعٍ (هلَوى جنَه)‬
‫اٖستثهارات السنوَة فٍ‬ ‫تراكم رأس الهال الدابم‬
‫التراكم السنوٌ‬ ‫السنة‬
‫الصناعة‬ ‫فٍ الصناعة‬
‫‪26‬‬ ‫‪20.15‬‬ ‫‪122.9‬‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪25.36‬‬ ‫‪126.8‬‬ ‫‪1956-1952‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪10.07‬‬ ‫‪40.3‬‬ ‫‪1960-1957‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪17.64‬‬ ‫‪88.2‬‬ ‫‪1965-1961‬‬

‫كها كانت درجة التنوَع فٍ الصناعة ألل هنها فٍ الخهسَنات(‪ ،)470‬حَث تركز رأس‬
‫بدٖ هى اٖتجاه إلً فروع جدَدة‪ .‬هكذا كاى إحٗل‬ ‫الهال الجدَد فٍ الفروع المابهة ا‬
‫الواردات فٍ الخهسَنات أكثر فعالَة هنه فٍ الستَنات هى ناحَة الكَؾ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ازداد خلل الهَزاى التجارٌ وهَزاى الهدفوعات‪ ،‬فازدادت الواردات بنسبة ‪%59‬‬
‫بَنها زادت الصادرات بنسبة ‪ %24‬فمط خٗل الفترة(‪.)471‬‬

‫جدول (‪)48‬‬
‫(‪)472‬‬
‫الصادرات والواردات بالهلَوى جنَه (‪)1965‬‬
‫حسب الهتحمك بؤسعار‬ ‫حسب الهخطط له‬ ‫سنة اْساس‬
‫‪1960/59‬‬ ‫(الهتولع)‬ ‫‪1960/59‬‬
‫‪228.6‬‬ ‫‪229.2‬‬ ‫‪189‬‬ ‫الصادرات‬
‫‪313.5‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪225.9‬‬ ‫الواردات‬
‫ــ‪84.9‬‬ ‫‪14.2+‬‬ ‫‪36.9-‬‬ ‫الحساب أجهالٍ‬

‫وكانت زَادة الواردات بالنسبة للناتج الموهٍ كاِتٍ (‪:)%‬‬


‫(‪)473‬‬
‫جدول (‪)49‬‬

‫(‪ )469‬حسبت باستخدام هعطَات سهَر رضواى (باْسعار الثابتة لعام ‪ ،1960‬وبعد خصم ‪ %2‬استهٗن سنوٌ للهبانٍ‪،‬‬
‫‪ %6.25‬استهٗن سنوٌ لّٖت وٖ َشهل التخزَى والنمل والكهرباء والتشََد)‪ ،‬وهراجع أخري‪.‬‬
‫(‪ )470‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫(‪ )471‬لهنا باستخٗص هذه النتَجة وعلً أساس اْسعار الثابتة لعام ‪ 1960/1959‬اعتهاداا علً هعطَات هابرو &‬
‫رضواى‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ ،61‬ص ‪،253‬‬
‫(‪ )472‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ )473‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪264‬‬
‫الواردات بالنسبة للناتج الموهٍ (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪16.50‬‬ ‫‪1961/1960‬‬
‫‪21.10‬‬ ‫‪1966/1965‬‬

‫لَس هذا فحسب‪ ،‬بل زاد نصَب هجهل السلع اٖستهٗكَة هى إجهالٍ الواردات هى‬
‫‪ %24.9‬عام ‪ 1960/1959‬إلً ‪ %26.4‬عام ‪ ،)474(1965‬كذلن زادت نسبة الهستورد‬
‫هنها إلً العرض الكلٍ هى ‪ %4.7‬إلً ‪ ،%6‬وتعود هذه الزَادة إلً زَادة نسبة‬
‫الواردات هى السلع الؽذابَة‪ ،‬وخاصة المهح والدلَك‪ .‬ولكى هعدل أحٗل هى السلع‬
‫اٖستهٗكَة لد ازداد بالفعل خٗل نفس الفترة‪ ،‬إٖ أى أثره لد تٗشً بفعل زَادة واردات‬
‫الؽذاء التٍ أضاعت أثر نهو الصناعة اٖستهٗكَة‪ ،‬بأضافة إلً أحٗم الهخططَى‬
‫أَضاا(‪.)475‬‬

‫ولد ارتفعت نسبة الواردات هى السلع الوسَطة هى ‪ %50‬إلً ‪ %52.4‬هى هجهل‬


‫الواردات الصناعَة‪ ،‬ولكنها انخفضت بالنسبة لهجهل الواردات هى ‪ %39.4‬إلً‬
‫‪ ،%38.2‬ذلن أى نصَب الهواد الؽذابَة هى الواردات لد ارتفع فٍ نفس الفترة هى‬
‫‪ %21.3‬إلً ‪ .)476(%27.15‬والحمَمة أى درجة اٖعتهاد علً استَراد السلع الوسَطة‬
‫لد ازدادت خٗل الخطة‪ ،‬ناهَن عى اٖستهرار فٍ اٖعتهاد علً استَراد السلع التجهَزَة‬
‫رؼم انخفاض هساههتها فٍ الواردات هى ‪ %24.8‬إلً ‪( %23.5‬انخفاض نسبٍ أَضاا‬
‫عابد إلً الزَادة الكبَرة فٍ الواردات الؽذابَة)‪.‬‬

‫وبدٖ هى الفابض الذٌ تولعه واضعو الخطة فٍ هَزاى الهدفوعات (‪ 40‬هلَوى جنَه)‬ ‫ا‬
‫(‪)477‬‬
‫‪َ .‬عود هعظهه‬ ‫حدث العكس تها اها‪ ،‬فبلػ العجز فٍ نهاَة الفترة ‪ 417‬هلَوى جنَه‬
‫لسنوات الخطة‪ .‬فهنذ ‪ 1949‬إلً ‪ 1958‬كاى العجز السنوٌ لهَزاى الهدفوعات ‪20‬‬
‫هلَوى جنَه‪ ،‬وهى ‪ 1965-1958‬بلػ ‪ 75‬هلَوى جنَه(‪ ،)478‬ولد ارتفعت نسبة العجز فٍ‬
‫هَزاى الهدفوعات هى الناتج الموهٍ هى ‪ %1‬فٍ بداَة الخهسَنات إلً ‪ %6‬فٍ نهاَة‬
‫(‪)479‬‬
‫سا إلً عجز الهَزاى التجارٌ‪ ،‬هها َعنٍ أنه هرتبط‬
‫‪ .‬وَعود العجز الهتزاَد أسا ا‬ ‫الخطة‬
‫بشكل وثَك بتحوٖت اٖلتصاد ولَس بعواهل خارجَة هباشرة‪.‬‬

‫جدول (‪)50‬‬

‫(‪ )474‬كرَهة كرَم‪ ،‬أثر العواهل الخارجَة علً ارتفاع اْسعار فٍ هصر‪.‬‬
‫(‪ )475‬انخفضت خٗل الفترة نسبة السلع اٖستهٗكَة الهصنعة لهجهل الواردات هى ‪ %14.5‬إلً ‪ .%11‬عهرو هحٍَ‬
‫الدَى‪ ،‬تمََم استراتَجَة التصنَع فٍ هصر والبدابل الهتاحة فٍ الهستمبل‪.‬‬
‫(‪ )476‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )477‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ )478‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة (‪ ،)1966-1952‬ص ‪.125‬‬
‫(‪ )479‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫(‪)480‬‬
‫تطور عجز الهَزاى التجارٌ بالهلَوى جنَه‬

‫العجز‬ ‫السنة‬

‫‪34.7‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪74.8‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪142.6‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪171.6‬‬ ‫‪1963‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪142.6‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪202.2‬‬ ‫‪1966‬‬

‫ولد اضطرت الحكوهة هنذ ‪ 1966‬إلً بتر الهستوردات بشدة لعٗج أزهة هَزاى‬
‫الهدفوعات‪ ،‬علً حساب النهو اٖلتصادٌ(‪ ،)481‬هها أدي ٖنخفاض العجز التجارٌ عام‬
‫‪ 19.3 :1968‬هلَوى جنَه فمط‪ ،‬بل وحمك فابضاا بلػ ‪ 46.6‬هلَوى جنَه فٍ العام‬
‫وعجزا بلػ ‪ 10.9‬هلَوى جنَه فمط عام ‪ ،1970‬ثم بدأ العجز َتزاَد هى‬ ‫ا‬ ‫التالٍ‪،‬‬
‫(‪)482‬‬
‫‪ .‬ذلن الفابض الهإلت فٍ الهَزاى التجارٌ كاى نات اجا عى بتر الهستوردات‬ ‫جدَد‬
‫طوَٗ‪ ،‬علً حساب النهو اٖلتصادٌ‪ ،‬ولَس نات اجا عى تحسى‬‫ا‬ ‫بشكل حاد‪ ،‬ولم َصهد‬
‫اْداء‪ ،‬وهع ذلن َتؽنً به بعض الناصرََى! وَمدم لنا الجدول اِتٍ هذه الحمَمة‬
‫بوضوح‪:‬‬

‫جدول (‪)51‬‬
‫(‪)483‬‬
‫تطور الصادرات والواردات الهصرَة لهجهوع دول العالم بالهلَوى جنَه‬

‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫السنة‬

‫‪277.6‬‬ ‫‪150.2‬‬ ‫‪1952‬‬


‫‪225‬‬ ‫‪191.6‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪465.4‬‬ ‫‪263.1‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪277‬‬ ‫‪323.9‬‬ ‫‪1969‬‬

‫(‪ )480‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫(‪ )481‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.70-69‬‬
‫(‪)482‬‬
‫لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫)‪ (483‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ ،174‬هى جدول ‪.31‬‬
‫‪266‬‬
‫‪342‬‬ ‫‪331.1‬‬ ‫‪1970‬‬

‫ونٗحظ أى هعدل العجز التجارٌ لد ارتفع خٗل الفترة الناصرَة كاِتٍ(‪:)484‬‬

‫جدول (‪)52‬‬

‫‪ %‬هى الناتج الموهٍ‬ ‫هلَوى جنَه‬ ‫هتوسط سنوٌ‬

‫‪4‬‬ ‫‪ 31.9‬هلَوى جنَه‬ ‫‪1955-1952‬‬


‫‪4.7‬‬ ‫‪ 47.6‬هلَوى جنَه‬ ‫‪1960-1956‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 147.5‬هلَوى جنَه‬ ‫‪1965-1961‬‬

‫‪ - 4‬فٍ حمل التهوَل تحمك هى الهتولع بالنسبة للتهوَل الخارجٍ ‪ ،%23‬و‪%27.5‬‬


‫بدٖ هى ‪ %33‬هى هجهل استثهارات الخطة (حسب سهَر رضواى‬ ‫إذا حسبنا السد العالٍ‪ ،‬ا‬
‫شكل التهوَل الخارجٍ ‪ %23.6‬هى جهلة اٖستثهارات فٍ الفترة هى ‪ 1961/1960‬إلً‬
‫‪ . )1968/1967‬وفٍ العام اْول هى الخطة كاى هى الهمرر استثهار ‪ 350‬هلَوى جنَه‪،‬‬
‫أنفك هنها ‪ 90‬هلَوى جنَه فمط‪ ،‬حَث لم َندفع المطاع الخاص إلً اٖستثهار‪ ،‬هها كاى له‬
‫دور فٍ دفع عبد الناصر إلً تؤهَم الشركات الكبري‪ .‬ورؼم هذا بلؽت نسبة هساههة‬
‫المطاع الخاص نحو ‪ %40‬هى اٖستثهارات الكلَة‪ ،‬أنفك ‪ %70‬هنها فٍ أنشاءات التٍ‬
‫استؤثرت وحدها بنحو ‪ %50-40‬هى هجهل استثهارات الخطة(‪ .)485‬وإذا علهنا أى‬
‫هساههة لناة السوَس (‪ 390.3‬هلَوى جنَه) بالعهلة الصعبة كانت تعادل ‪ )486(%25‬هى‬
‫اٖستثهارات لتخَلنا كم كاى َهكى أى تسَر اْهور لو تم اٖعتهاد علً هصادر التهوَل‬
‫الداخلَة وحدها‪ ،‬هضافاا إلً ذلن الهساعدات الؽذابَة اْهرَكَة التٍ كاى هعظهها فٍ‬
‫ا‬
‫طابٗ‪ ،‬نحو هلَار‬ ‫الحمَمة لروضاا بشروط سهلة والتٍ بلؽت إباى سنوات الخطة هبلؽاا‬
‫كثَرا هى العهٗت الصعبة للنظام‪ :‬ها َعادل تمرَباا كل‬
‫ا‬ ‫دوٖر أهرَكٍ(‪ .)487‬ولد وفر هذا‬
‫دخل لناة السوَس‪ ،‬أٌ ‪ %25‬هى حجم اٖستثهارات هى ‪ ،1965-1960‬وهذا الوفر‬
‫بالعهلة الصعبة َضاؾ بالتؤكَد إلً حساب اٖستثهار‪ ،‬حَث كاى ٖبد هى التطاعه هى‬
‫هوارد اٖستثهار فٍ حالة عدم توفره بفضل الدعم اْهرَكٍ‪ ،‬ورؼم أنها كانت لروضاا إٖ‬
‫أنها كانت ‪ -‬عهلًَّا ‪ -‬هعونات‪ :‬هإجلة الدفع وطوَلة الهدي للؽاَة وبفابدة ٖ تذكر وَسدد‬
‫هعظهها بالجنَه الهصرٌ الذٌ هبطت لَهته بعد ذلن‪ .‬ولد بلؽت نسبة الهساههة الصافَة‬
‫للمطاعات التٍ تشكل بنَة اٖلتصاد الهحلٍ فٍ اٖستثهارات إباى الفترة كلها نحو‬

‫(‪)484‬‬
‫دمحم فخرٌ هكٍ‪ ،‬التؽَرات الهَكلَة فٍ هَزاى الهدفوعات الهصرٌ (‪.)1976-1952‬‬
‫(‪ )485‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ )486‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ )487‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪267‬‬
‫‪ %47.5‬هى هجهل اٖستثهارات‪ ،‬وإذا طرحنا جانباا هساههة لناة السوَس َصبح هذا‬
‫الرلم ‪ %22.5‬فمط‪.‬‬

‫ورؼم الهعونات الخارجَة الضخهة ودخل لناة السوَس عجزت الحكوهة عى توفَر كل‬
‫(‪)488‬‬
‫أصٗ‪ ،‬أٌ ‪ 1636.4‬هلَوى جنَه وتم استثهار ‪ 1513‬هلَوى جنَه‬ ‫ا‬ ‫التهوَل الهعتهد‬
‫بعجز ‪ 123.4‬هلَوى جنَه (‪ .)%8‬واضطرت إلً زَادة الضرابب ؼَر الهباشرة ورفع‬
‫كبَرا هى اْهوال الهنفمة لد نهبها‬
‫اْسعار فٍ ‪ .1965/1964‬وَضاؾ إلً ذلن أى جز اءا ا‬
‫المطاع الخاص ضهى التكلفة(‪ ،)489‬هذا بأضافة إلً نهب البَرولراطََى كها سنري فٍ‬
‫هكاى آخر‪.‬‬

‫إذى استهرت هشكلة التهوَل لابهة وتراجع دور الهدخرات الهحلَة فٍ اٖستثهار‬
‫وعجزت الحكوهة عى زَادتها‪ ،‬رؼم سَطرتها الكاهلة علً الجهاز الهصرفٍ والشركات‬
‫الكبري‪ ،‬فلم تتخذ إجراءات فعالة لزَادة حجم هذه الهصادر للتهوَل‪ ،‬بل شجعت اٖستهٗن‬
‫كبَرا‪ ،‬فزاد اٖستهٗن الفردٌ الحمَمٍ بـ ‪ %34‬وزاد اٖستهٗن‬ ‫ا‬ ‫الفردٌ والعام تشجَعاا‬
‫العام بنسبة ‪ %77‬أثناء فترة الخطة‪ ،‬وتعود هعظم هذه الزَادة إلً زَادة حجم العهالة‬
‫ؼَر الهنتجة وؼَر الضرورَة فٍ الجهاز الحكوهٍ وإلً زَادة هخصصات اْهى وبمَة‬
‫أجهزة الدولة‪ .‬كذلن ارتفع هعدل اٖستهٗن الفردٌ نتَجة السَاسة اٖشتراكَة التٍ‬
‫طحنت خٗل الخهسَنات‪.‬‬ ‫اتبعتها الدولة فٍ أوابل الستَنات‪ ،‬كتلبَة لهطالب الجهاهَر التٍ ُ‬
‫كذلن كاى هى الضرورٌ تصرَؾ أنتاج هى السلع الهعهرة والذٌ ارتفع بسرعة وزاد‬
‫هعه تعطش الجهاهَر لٗستهٗن‪.‬‬

‫دورا ها ًّها فٍ أزهة التهوَل‪ ،‬فبلؽت تكلفتها الكلَة نحو ‪500‬‬


‫كها لعبت حرب الَهى ا‬
‫هلَوى جنَه‪ .‬ولم تكى الحرب هجرد عاهل عرضٍ فٍ تؤزَم اٖلتصاد‪ ،‬فكانت ضرورَة‬
‫لتعوَض اٖنفصال السورٌ‪ ،‬حولتها الشعارات الموهوَة إلً ورطة‪ .‬ولد كانت فٍ الحمَمة‬
‫ضرورة وورطة للنظام نفسه بكل هكوناته وخلله اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ‪ .‬وبأضافة إلً‬
‫ذلن عجزت الهشارَع الجدَدة عى استَعاب أعداد َإبه بها هى العهالة‪ ،‬هها اضطر‬
‫الحكوهة إلً تشؽَل عدد كبَر هى خرَجٍ الجاهعات والهدارس الهتوسطة فٍ الدواوَى‬
‫الحكوهَة‪ .‬ولم تزدد نسبة العاهلَى بالصناعة إٖ بـ‪ ،%11‬هى ‪ %10‬إلً ‪ %11.1‬هى‬
‫هجهل العهالة الجدَدة‪.‬‬

‫اْداء أثناء تنفَذ الخطة‪:‬‬


‫َهكننا أى نوجه اٖنتمادات التالَة ْداء الخطة‪:‬‬

‫(‪ )488‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.103‬‬


‫(‪ )489‬للولوؾ علً بعض التفاصَل َهكى للمارئ أى َرجع لكتاب علٍ صبرٌ سابك الذكر‪ ،‬ص ص ‪.103-101‬‬
‫‪268‬‬
‫‪ - 1‬لم تتول هَبة بعَنها التنسَك بفعالَة بَى المطاعات الهختلفة‪ ،‬وظلت اْجهزة‬
‫هنفصلة َعهل كل هنها علً حدة(‪ .)490‬وعلً سبَل الهثال لم تحدد سَاسة سعرَة هلزهة‬
‫للمطاعات‪ ،‬فلم َكى هنان دو اها انسجام بَى أسعار الهواد اْولَة وأسعار السلع الهصنعة‪،‬‬
‫كها لم َراع توفر كافة عواهل أنتاج الٗزهة ٔلاهة الهشارَع‪ ،‬هثل إنشاء هصانع بدوى‬
‫توفر الخاهات الٗزهة أو عدم كفاَتها أو عدم المدرة علً توفَرها‪.‬‬

‫‪ - 2‬تم تخصَص ‪ %1‬فمط هى اٖستثهار الصناعٍ لصناعة هواد البناء‪ ،‬رؼم ضرورة‬
‫تولع ازدَاد اٖحتَاج لهواد البناء فٍ خطة للتنهَة اٖلتصادَة تتكلؾ ‪ 1.5‬هلَار‬
‫جنَه(‪.)491‬‬

‫‪ - 3‬كانت الخطة السنوَة تتم بعد ‪ 9-6‬شهور هى هوعدها الهحدد(‪.)492‬‬

‫‪ - 4‬كاى هنان اهتهام زابد بإنشاء الواجهات والهنشآت الضخهة‪ ،‬واهتهام بالكم علً‬
‫حساب الكَؾ‪ .‬وَبدو أى رؼبة الضباط فٍ إثبات صحة لرارهم بتؤهَم الشركات كانت‬
‫حافزا لوًَّا للؽاَة ٔظهار نجاح خططهم التصنَعَة‪ ،‬رؼم الصعوبة الهوضوعَة‪ ،‬هها‬‫ا‬
‫دفعهم لٗهتهام بالهظهر‪ ،‬وهو اْسهل‪ .‬ولذلن أَضاا وجدنا هحاوٖت ٔنشاء صناعة‬
‫الطابرات فٍ بلد عاجز عى إلاهة صناعة أٌ سلع تجهَزَة‪ ،‬وتكلؾ الهصنع ‪ 80‬هلَوى‬
‫جنَه ولم َحمك نجا احا(‪ .)493‬ولذلن أَضاا لم تنجح هحاولة صناعة الصوارَخ رؼم‬
‫اٖستعانة بالخبراء اْلهاى(‪ ،)494‬ورؼم ادعاءات عبد الناصر بؤنه َنتج هى أبرة إلً‬
‫الصاروخ‪ ،‬ورؼم اٖحتفاء الكبَر بإطٗق صاروخٍ الماهر والظافر‪ ،‬وادعاء بلوغ أحدهها‬
‫هسافة ‪ 350‬كم والثانٍ ‪ .600‬ولد ذكر سعد الدَى الشاذلٍ فٍ هذكراته أى ألصً هدي‬
‫للصاروخ بلػ ‪ 8‬كَلوهترات‪ ،‬وأى الموات الهصرَة التٍ استخدهته فٍ حرب أكتوبر‬
‫‪ 1973‬كانت تخشً سموطه علً هوالعها لبل أى َصل للعدو(‪ .)495‬وهذا َنفٍ هزاعم عبد‬
‫الناصر بخصوص هذه الصوارَخ‪ .‬هذا اٖهتهام عالٍ التكلفة بالهظاهر وبالتفخَم‬
‫أعٗهٍ حول اٖستثهار‪ ،‬هو انعكاس آخر لضخاهة البعد السَاسٍ لهذه العهلَة نفسها‪.‬‬

‫انتهت الخطة بكارثة التصادَة كها أسلفنا‪ ،‬فبدأ أنتاج الزراعٍ َتنالص بهعدل‬
‫‪ %0.45‬سنوَا هنذ عام ‪ ،)496(1965‬وبلؽت الطالة الهعطلة فٍ الصناعة درجة‬
‫هثٗ فٍ هصانع النسَج الهإههة ‪ %20-10‬عام ‪ ،1966‬وفٍ بعض هذه‬ ‫هلهوسة‪ ،‬بلؽت ا‬

‫(‪ )490‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.97-96‬‬


‫(‪ )491‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،99‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )492‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫(‪ )493‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫(‪ )494‬انظر فٍ ذلن‪ :‬سعد الدَى الشاذلٍ‪ ،‬هذكرات حرب أكتوبر‪ ،‬الفصل التاسع‪.‬‬
‫)‪ (495‬هذكرات حرب أكتوبر‪ ،‬ص ص ‪.49-48‬‬
‫(‪ )496‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪269‬‬
‫الهصانع بلؽت ‪ 40‬وحتً ‪ .)497(%70‬ولد اضطرت أدارات إلً زَادة ساعات‬
‫العهل(‪ )498‬وإلً العودة لههارسة الفصل التعسفٍ للعهال ‪ -‬عهلًَّا ‪ -‬وإلً رفع اْسعار‬
‫وزَادة الضرابب ؼَر الهباشرة كها أشرنا هى لبل‪ .‬كها بدأ اٖستهٗن الفردٌ‬
‫َتنالص(‪ ،)499‬وتدهور هعدل نهو الناتج أجهالٍ‪ ،‬وزاد عجز هَزاى الهدفوعات‪ ،‬وتفالهت‬
‫أزهة فابض أنتاج فٍ عدد هى فروع الصناعة‪.‬‬

‫وهى الواضح اِى أى الخطة الناصرَة لد فشلت فٍ تحمَك أؼراض أصحابها‪ ،‬تلن‬
‫اْؼراض التٍ لم تكى أحٗ اها عظَهة‪ ،‬بل طهوحات هتواضعة‪ ،‬ولكنها ظلت هع ذلن‬
‫عظَهة للؽاَة بالمَاس إلً لدرة الناصرَة علً تحمَمها‪ .‬ولد حممت بلداى هتخلفة أخري‬
‫كثَرا هها حممته الخطة الناصرَة‪ ،‬خاصة فٍ أهرَكا الجنوبَة والهند وإَراى وشرق‬
‫ا‬ ‫أكثر‬
‫آسَا‪.‬‬

‫ونحى نرجع فشل الناصرَة فٍ تحمَك طهوحاتها اٖلتصادَة البسَطة‪ ،‬إلً أسباب‬
‫سا‪ .‬وتتهثل هذه اْسباب فٍ‪:‬‬
‫ناصرَة خالصة أسا ا‬
‫‪ - 1‬لم َسََّر اٖلتصاد وفماا ِلَات السوق أو ٖعتبارات التصادَة بحتة أو ؼالبة‪ ،‬بل‬
‫بؤفك سَاسٍ إصٗحٍ‪ ،‬كاستجابة للضؽوط اٖجتهاعَة‪ ،‬دوى العهل علً هواجهتها‬
‫بطرَمة رادَكالَة‪ .‬وبذلن‪:‬‬

‫‪ - 2‬ارتبط هذا اْفك عضوًَّا باستمٗل الدولة عى كل هى الطبمة الهسَطرة والؽرب‪،‬‬


‫دوى إزالة اْساس الهادٌ لهَهنتهها ؼَر الهباشرة‪ ،‬فٍ كل هى اٖلتصاد والهإسسات‬
‫والثمافة‪.‬‬

‫ولد أدي السبب اْول بشكل هباشر إلً عدة هضاعفات‪ .‬أولها إهدار جانب هلهوس هى‬
‫الهوارد فٍ سَاسة الرشوة (تشؽَل العاطلَى شكلًَّا وخدهات أخري)‪ .‬وثانَها أى هذا كاى‬
‫ا‬
‫هعرلٗ لعهلَة ضرورَة علً نحو هطلك لتحمَك التنهَة الحمَمَة‪ ،‬هٍ تجهَع رأس الهال‬
‫الفردٌ‪ ،‬فمد ترن المطاع الخاص‪ ،‬والطفَلٍ هنه بالذات‪ ،‬هتحك اها فٍ هعظم أعهال‬
‫الهماوٖت والتجارة والزراعة والنمل البرٌ‪ ،‬عدا السكن الحدَدَة‪ ،‬بل وهنح اهتَازات‬
‫جدَدة فٍ الرَؾ خاصة‪ ،‬واحتفظ ‪ -‬كها سنري بعد ‪ -‬بعٗلات ههتازة هع جهاز الدولة‪،‬‬
‫وهو ها َتنالض هع السَاسة اٖلتصادَة الهركزَة وَعرللها بالضرورة‪ .‬وثالثها كاى‬
‫وضع خطة ضَمة اْفك تستهدؾ تحمَك زَادة كهَة خالصة فٍ الدخل فٍ الهدي المرَب‪،‬‬
‫دوى أدنً اهتهام بتثوَر البنَة اٖلتصادَة ‪ -‬اٖجتهاعَة لكٍ تعطٍ نتابج أفضل علً‬

‫(‪) 497‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫نمٗ عى اٖلتصادٌ الهصرٌ لطفٍ عبد العظَم أى الطالة العاطلة لد بلؽت ‪%15-10‬‬‫ولد ذكر هابرو & رضواى ا‬
‫للصناعة ككل فٍ هنتصؾ الستَنات‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫(‪ )498‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫(‪ )499‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.123-122‬‬
‫‪270‬‬
‫الهدي البعَد‪ .‬أها السبب الثانٍ فكاى دوره الهباشر هو خلك عنصر الهماهرة وروح‬
‫ا‬
‫عاهٗ هه ًّها فٍ استشراء الرشوة والهحسوبَة‬ ‫اٖندفاع فٍ وضع وتنفَذ الخطة‪ .‬كها كاى‬
‫واستؽٗل النفوذ وكافة ألواى النهب البَرولراطٍ ونهب المطاع الخاص‪ ،‬التداولٍ فٍ‬
‫هعظهه‪ ،‬لهوارد الدولة‪ ،‬وإنفاق أهوال طابلة علً أجهزة اْهى وعلً هظاهر الفخاهة‬
‫البَرولراطَة ْجهزة الدولة ورجالها‪ ،‬ناهَن عى أسراؾ فٍ الهؽاهرات الخارجَة‬
‫وهختلؾ تكالَؾ سَاسة العظهة الموهَة‪.‬‬

‫وبمدر ها تهتع به النظام الناصرٌ هى الدٖل علً الصعَد العالهٍ فٍ فترة الخطة كاى‬
‫فشله فٍ تحمَك أهدافه بالؽاا‪ ،‬وكانت ”إنجازاته“ ٖ تمارى بإنجازات بلداى تهتعت (وَا‬
‫لٓسؾ!) بالهَهنة الطاؼَة للؽرب‪ .‬وإذا كاى الدٖل لد أدي إلً انتفاخ صدور الناصرََى‬
‫فمد ساهم فٍ النهاَة فٍ لصر عهر تجربتهم التنهوَة وعجزهم عى تكرارها‪ .‬وهى‬
‫الهٗحظ أنه بشكل عام فٍ بلداى العالم الثالث حمك اٖلتصاد درجة أكبر هى النهو بمدر‬
‫اتساع النفوذ الهباشر للؽرب‪ .‬ولد أعطت اللَبرالَة اٖلتصادَة وهَهنة‪ ،‬أو علً اْلل‪،‬‬
‫كثَرا هى اٖلتصاد الهركزٌ‪ ،‬كها‬
‫ا‬ ‫التواجد الموٌ لرأس الهال الخاص اْجنبٍ نتابج أفضل‬
‫أعطت الهركزة الكاهلة‪ ،‬الهسهاة باٖشتراكَة نتابج التصادَة أفضل هها حممته النظم‬
‫نصؾ اٖشتراكَة علً شاكلة الناصرَة‪.‬‬

‫الخٗصة أى العاهل الناصرٌ‪ ،‬طبَعة النظام السَاسٍ‪ ،‬كاى لـه الدور الربَسٍ فٍ فشل‬
‫السَاسة اٖلتصادَة نفسها‪ .‬وَختلؾ فشل الناصرَة عى فشل كثَر هى البلداى الهتخلفة‬
‫التٍ عانت هٍ اْخري هى تجاربها أنهابَة‪ .‬فالفشل فٍ كل الحاٖت تهثل فٍ العجز عى‬
‫عنصرا إضافًَّا‪ ،‬هو ضعؾ‬
‫ا‬ ‫تجاوز التخلؾ‪ ،‬أها الفشل الناصرٌ الخالص فمد تضهى كذلن‬
‫ها تحمك هى نهو التخلؾ نفسه‪ ،‬همارنة ببلداى هتخلفة أخري‪ ،‬تدَرها حكوهات عهَلة‬
‫بشكل هباشر(‪.)500‬‬

‫(‪ )500‬للولوؾ علً هزَد هى تحلَل خطة ‪ 1965-60‬ارجع إلً‪:‬‬


‫‪Hansen & Marzouk, Op. cit. -‬‬
‫‪ -‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة‪.‬‬
‫‪ -‬جودة عبد الخالك‪ ،‬دراسة التجربة الهصرَة خٗل الفترة هى ‪.1974-1960‬‬
‫‪ -‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫‪ - 3‬تحلَل عام للسَاسة اٖلتصادَة للناصرَة‪:‬‬

‫َٔ املفازقات أْ٘ بعد ضٓ‪ٛ‬ات َٔ‬


‫ايتصٓ‪ٝ‬ع قد عادت ايبالد إىل ْكط‪١‬‬
‫ايبد‪ َٔ ٤‬جد‪ٜ‬د َٔ ايٓاح‪١ٝ‬‬
‫ادت‪ٖٛ‬س‪ ،١ٜ‬إذ زاح َعدٍ من‪ ٛ‬ايٓاتج‬
‫ايهً‪ٜ ٞ‬عتُد بدزج‪َ ١‬تصا‪ٜ‬د‪ٚ - ٠‬إٕ‬
‫نإ بآي‪ٝ‬ات خمتًف‪ - ١‬عً‪َ ٢‬عدٍ‬
‫ش‪ٜ‬اد‪ ٠‬ايصادزات‬

‫سهَر رضواى‬

‫لد َمال‪ ،‬ولد لَل بالفعل‪ ،‬إنه إذا لم َكى النظام الناصرٌ لد استطاع أى َزَد هعدٖت‬
‫نهو أنتاج بدرجة تفوق ها أحرز فٍ بلداى هتخلفة أخري فإى نوعَة النهو لد اختلفت‬
‫ا‬
‫هستمٗ بعكس نهط‬ ‫صا خٗل خطة ‪،1965-1960‬‬ ‫حَث كاى نهط التنهَة الناصرٌ‪ ،‬خصو ا‬
‫التنهَة التابع فٍ هعظم البلداى الهتخلفة ؼَر السابرة علً الطرَك الناصرٌ‪ .‬ولد بدأنا‬
‫الرد علً هذه اْطروحة ضهنًَّا خٗل استعرضنا للسَاسات اٖلتصادَة لهصر الناصرَة‪،‬‬
‫وفَها َلٍ سوؾ نستكهل الرد بشكل هباشر خٗل تمََهنا العام لتلن السَاسة‪.‬‬

‫ا‬
‫أوٖ‪ :‬سَاسة التنهَة‪:‬‬
‫السَاسة الزراعَة‪:‬‬
‫بأضافة إلً للة الدراسات الهنهجَة للهسؤلة الزراعَة فٍ هصر تم التعاهل هعها فٍ‬
‫هعظم اْبحاث علً أنها هسؤلة فمر الفٗحَى أو سوء توزَع الهلكَة الزراعَة‪ .‬ونعتمد أى‬
‫اْهر اْصلح هى الناحَة الهنهجَة تناول الهسؤلة الزراعَة هى حَث هٍ دور عٗلات‬
‫أنتاج لبل الرأسهالَة فٍ الزراعة فٍ إعالة تطور الهجتهع ككل‪ .‬فالهسؤلة بهذا الهعنً‬
‫تكوى هسؤلة خاصة بمدر ها تعَك التطور عهو اها‪ .‬أها اْخذ بالهفهوم السابك فَنفٍ عنها‬
‫خصوصَتها وَخلطها بهسابل هتعددة‪ ،‬الهسؤلة الصناعَة‪ ،‬الهسؤلة التجارَة‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وباختصار تصبح هنان فٍ الهجتهع كله هسؤلة الفمر الذٌ ٖ َختفٍ نهابًَّا إٖ فٍ هجتهع‬
‫بالػ التطور أو الثراء‪ .‬وبذلن تختفٍ الهسؤلة الزراعَة بخصوصَتها الههَزة‪ ،‬وكذلن‬
‫‪272‬‬
‫ا‬
‫هستمٗ‬ ‫تنتهٍ كل ”الهسابل“ باعتبارها هسابل هتعلمة بنهط أنتاج‪ ،‬وبالتالٍ َصبح الحل‬
‫عى لضَة تؽَر نهط أنتاج‪ ،‬أٌ لضَة الثورة اٖجتهاعَة‪ ،‬أٌ بالنسبة لحالة هصر ٖ‬
‫َصبح هنان أٌ حل فٍ الهدي الهنظور‪ .‬ولد أثبتت اْحداث صحة هذا الكٗم‪ ،‬فتوزَع‬
‫‪ %10‬هى اْرض الزراعَة علً الفٗحَى إباى الفترة الناصرَة أدي إلً تخفَؾ جزبٍ‬
‫لحدة سوء توزَع اْرض ولكى لم َحدث تطور هلهوس فٍ هستوي هعَشة فمراء الرَؾ‬
‫ككل‪ .‬ولكى فٍ عهد سَاسة اٖنفتاح‪ ،‬أدت ‪ -‬فَها أدت ‪ -‬تحوَٗت العاهلَى بالخارج إلً‬
‫ارتفاع هلحوظ فٍ هستوي هعَشة الفٗحَى وإلً ارتفاع هام فٍ أجور عهال الزراعة‪ .‬إٖ‬
‫أى تخلؾ المرَة الهصرَة استهر لاب اها‪ ،‬بل وَزداد تعمَداا‪ .‬كها لم تحل هشكلة فمر‬
‫الفٗحَى‪.‬‬

‫ولد حددت الهسؤلة الزراعَة فٍ النظرَات الكٗسَكَة بؤنها استهرار وجود عٗلات لبل‬
‫رأسهالَة تعَك نهو السوق الرَفٍ وتحجز لوة العهل الزراعَة عى الصناعة وتحجز أَضاا‬
‫رأس الهال عى دخول هجال اٖستثهار فٍ الزراعة‪ .‬ولد حلت هذه الهسؤلة فٍ أوروبا‪ ،‬إها‬
‫بتوزَع اْرض علً الفٗحَى (فرنسا) أو بتحوَل كبار الهٗن أنفسهم إلً رأسهالََى أو‬
‫تؤجَر أراضَهم للرأسهالََى (ألهانَا)‪ .‬ولد بلػ اْهر بالرأسهالَة الصناعَة أى نادت أحَاناا‬
‫بالمضاء علً الهلكَة العمارَة ذاتها للتخلص هى الرَوع الضخهة التٍ تمتطع فٍ النهاَة‬
‫هى أرباح رجال الصناعة‪.‬‬

‫وبخصوص هسؤلة الفمر الفٗحٍ فٍ هصر الناصرَة‪ ،‬فهٍ لضَة ٖ تخص الرَؾ‬
‫وحده‪ ،‬بل والهدى كذلن‪ ،‬فٗ توجد خصوصَة للمرَة بهذا الصدد اللهم إٖ فٍ هستوي‬
‫الفمر‪ ،‬اْكثر ضراوة هنه فٍ الهدَنة‪ .‬أها بخصوص الهشاكل التٍ أعالت تطور لوي‬
‫أنتاج فَهكى إَجازها فَها َلٍ‪:‬‬

‫صا فٍ انتشار نهط‬


‫‪ - 1‬انتشارعٗلات أنتاج لبل الرأسهالَة والتٍ تهثلت خصو ا‬
‫أنتاج الصؽَر‪ ،‬هترتباا علَه كذلن عاهل آخر هو تفتَت اْرض الزراعَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬نهط تصنَع تابع لٕحٗل هحل الواردات َكرس ضعؾ الصناعة وتؤخرها‪ ،‬وبالتالٍ‬
‫عدم لدرتها علً اهتصاص فابض السكاى‪.‬‬

‫‪ - 3‬تبعَة نهط اٖستهٗن للؽرب‪ ،‬بهعنً أى السوق الهحلٍ َطلب آخر ها أنتجه‬
‫اِخروى بؽض النظر عى اٖحتَاجات الفعلَة وبدوى هراعاة اْولوَة‪ ،‬وفٍ أحَاى كثَرة‬
‫بدوى هراعاة هٗبهة الهناخ والبَبة اٖجتهاعَة واٖلتصادَة‪ .‬ولد حفزت هذه التبعَة‬
‫الهَل إلً إنشاء صناعة حالة هحل الواردات‪.‬‬

‫‪ - 4‬البطالة الواسعة‪ ،‬هدعوهة بهعدل نهو سكانٍ هرتفع‪ ،‬وبالتالٍ رخص لوة العهل‪.‬‬

‫‪ - 5‬سَادة الثمافة لبل الرأسهالَة الٗعمٗنَة‪ ،‬والشراهة اٖستهٗكَة للطبمات الؽنَة‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫وهذه الهشاكل ٖ تختص فمط بعٗلات أنتاج لبل الرأسهالَة وٖ تتولؾ عند هسؤلة‬
‫فمر الفٗحَى‪ .‬بل إنها تتماطع جهَعاا عند حالة التبعَة ‪ -‬التخلؾ التٍ تسم الهجتهع‬
‫الهصرٌ ككل‪ .‬ولكنها تبرز فٍ الرَؾ بصورة أكثر حدة‪ ،‬حَث إى النهو الهتفاوت ‪-‬‬
‫تؤخرا‪ .‬وهع ذلن كاى‬
‫ا‬ ‫نهوا واْكثر‬
‫الهركب فٍ هصر لد جعل الزراعة فٍ الدرجة اْلل ًّ‬
‫دورا‬
‫ا‬ ‫دور الهسؤلة الزراعَة‪ ،‬بالهعنً التملَدٌ لهذا الهفهوم‪ ،‬فٍ إعالة تطور الهجتهع‬
‫ههثٗ فٍ نهاَة اْهر فٍ تكوَى الطبمة‬ ‫ا‬ ‫هاهشًَّا تها اها إذا ها لورى بدور التخلؾ‪،‬‬
‫الهسَطرة وبنظاهها ككل علً هستوي الهجتهع‪ .‬فالتخلؾ ٖ َرتبط بشكل خاص بالهسؤلة‬
‫الزراعَة‪ ،‬بل بتلن الطبمة ككل‪ ،‬أٌ فٍ النهاَة َرتبط بالتبعَة الدونَة التٍ نعدها جوهر‬
‫التخلؾ‪ .‬وَهكننا فمط أى نتحدث نظرًَّا عى دور خاص للهسؤلة الزراعَة فٍ عرللة نهو‬
‫التخلؾ‪ ،‬ولكى هفهوم الهسؤلة الزراعَة هنا َضَك لَمتصر علً الوضع الهتدنٍ للمرَة‬
‫فٍ بنَة التخلؾ‪ ،‬فٗ تصبح هنان إذى هسؤلة زراعَة بالهعنً الهفهوم‪.‬‬

‫ذلن أى تعبَر الهسؤلة الزراعَة ٖ َهكى فههه إٖ فٍ إطار وجود إهكانَات للنهو‬
‫الرأسهالٍ هتحممة هى حَث الجوهر فٍ الهجتهع‪ ،‬بحَث تعَك عٗلات أنتاج فٍ الزراعة‬
‫تحممها بكاهل طالتها‪.‬‬

‫وهع ذلن إذا ها عدنا للهفهوم اْول سابك الذكر للهسؤلة الزراعَة سنجد أنه كاى هفَداا‬
‫‪ -‬بشكل ها ‪ -‬فٍ فهم الهسؤلة الزراعَة فٍ هصر‪ .‬فسوء توزَع الهلكَة كاى َهدد النظام‬
‫اٖجتهاعٍ فٍ الفترة السابمة علً انمٗب ‪( 1952‬راجع المسم اْول) وهنا كانت تكهى‬
‫الهسؤلة الزراعَة هى وجهة نظر كل هى الطبمة الهسَطرة وهعارضَها هى الهثمفَى‬
‫أَضاا‪ ،‬هع اختٗؾ الهنطلمات‪.‬‬

‫ونحى نري أى التخلؾ هفهوم أشهل وأعم هى هفهوم الهسؤلة الزراعَة‪ .‬فالهسؤلة ٖ‬
‫تعالج بهذه الطرَمة اْدبَة فوالع التخلؾ َفرض علَنا إعادة النظر فٍ الهفاهَم المدَهة‬
‫حول النهوذج‪ .‬فعلَنا أى نتجنب النهوذج اْوروبٍ‪ ،‬بل وكل نهوذج‪ ،‬فهسار التارَخ فٍ‬
‫بٗدنا له طابعه الخاص وَشترن هع هسار التارَخ أنسانٍ فٍ العالم كله‪ ،‬ولكى فمط فٍ‬
‫الهنحً العام التٍ َتحرن وفماا له‪ ،‬أٌ فٍ عدد هى الهموٖت العاهة جدًّا‪.‬‬

‫فٍ صَرورة نشوء التخلؾ فٍ هصر لم تكى الهشكلة الزراعَة (بالهفهوم اْوروبٍ)‬
‫إٖ أحد هكونات التخلؾ‪ .‬وهٍ سهة ظلت هٗزهة لنهو التخلؾ أَضاا‪ ،‬وبشكل ها كانت‬
‫ضرورَة لهذا النوع هى النهو‪ ،‬ولذلن لم تهثل لـه هشكلة ها‪ .‬أها الهشكلة الزراعَة بهعنً‬
‫أعرض‪ ،‬بهعنً وضعَة خاصة للرَؾ تعرلل نهو الهجتهع ككل‪ ،‬فهٍ ؼَر لابهة إذا ها‬
‫اتفمنا علً أى نهو الهجتهع ككل هو نهو التخلؾ ولَس النهو الرأسهالٍ‪ .‬ولد رأَنا هى‬
‫لبل أى إعالة نهو التخلؾ فٍ هصر الناصرَة لد نتج عى الهعضٗت السَاسَة التٍ كاى‬
‫حٗ‪ ،‬وها كاى هى تهنع رأس الهال اْجنبٍ وتورط‬ ‫علً فرساى َولَو أى َجدوا لها ًّ‬
‫الناصرَة فٍ هشاكل خارجَة‪ ...‬إلخ‪ .‬فثورة الجهاهَر أدت علً الصعَد اٖلتصادٌ‪،‬‬
‫وبشكل ؼَر هباشر‪ ،‬إلً إعالة نهو التخلؾ دوى أى تستطَع أى تنتج نه ا‬
‫طا آخر تمدهًَّا هى‬
‫بدٖ هى اٖستمٗل النسبٍ كها سنري فٍ الفصل المادم‪ ،‬هو‬ ‫النهو‪ ،‬وكاى الركود النسبٍ‪ ،‬ا‬
‫‪274‬‬
‫أحد تؤثَرات البونابرتَة علً الصعَد اٖلتصادٌ‪ .‬إذ دفعت الطبمة الهسَطرة ثهناا باه اظا‬
‫ٖستهرار وجودها اٖلتصادٌ هع فمداى وجودها السَاسٍ بانمٗب َولَو ‪ .1952‬أها إذا‬
‫تحدثنا عى الهسؤلة الزراعَة بشكل أعرض بكثَر‪ ،‬أٌ عى تلن الوضعَة التٍ تحهل الرَؾ‬
‫فورا أى هذا العابك لد تهثل ٖ فٍ‬
‫هسإولَة عرللة تطور الهجتهع المابم‪ ،‬فسوؾ نكتشؾ ا‬
‫الهسؤلة الزراعَة بالذات‪ ،‬وإنها فٍ هسؤلة التبعَة الدونَة ككل‪ .‬وَتضح لنا اِى أى‬
‫الهسؤلة الزراعَة هٍ هجرد جزء ههضوم فٍ هسؤلة التخلؾ ‪ -‬التبعَة‪ .‬وسوؾ ننالش‬
‫فَها َلٍ السَاسة الناصرَة فَها َتعلك بالرَؾ لتسلَط هزَد هى الضوء حول تؤثَر‬
‫الناصرَة اٖلتصادٌ ‪ -‬اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫أصٗحات الزراعَة‪:‬‬
‫تم توجَه عدة ضربات هتوالَة لٓرستمراطَة الزراعَة‪ ،‬أشهرها لانوى ‪ 9‬سبتهبر‬
‫‪ 1952‬الذٌ حطم العابٗت اْرستمراطَة‪ ،‬ثم لانوى ‪ 1958‬الذٌ جعل الحد اْلصً‬
‫لهلكَة اْسرة ‪ 300‬فداى‪ ،‬ثم تؤهَم أراضٍ اْجانب وتخفَض الحد اْلصً لهلكَة الفرد‬
‫هى ‪ 200‬إلً ‪ 100‬فداى عام ‪ .1961‬وفٍ ‪ 1966‬شكلت ”لجنة تصفَة ألطاع“‬
‫كإجراء ولابٍ ضد الصراع اٖجتهاعٍ الذٌ كاى علً وشن النهوض فٍ الرَؾ‪ ،‬ثم‬
‫لانوى ‪ 1969‬الذٌ صدر بعد تصاعد حركة الهعارضة الشعبَة بعد هزَهة ‪ .1967‬ولد‬
‫وزعت أؼلب اْراضٍ الهإههة والهصادرة علً الهستؤجرَى‪ ،‬وكانت هذه العهلَة لصالح‬
‫لاعدة الهلكَة الصؽَرة وعلً حساب هٗن أكثر هى ‪ 50‬فداناا‪ .‬وهع ذلن ظل هٗن هى ‪20‬‬
‫‪ 50-‬فداناا َتهتعوى باهتَازات ضخهة‪ ،‬بل وزاد وضعهم لوة بعد زوال اْرستمراطَة‬
‫الزراعَة والعابٗت الكبري‪ .‬ولد ازداد عدد صؽار الهٗن (ألل هى ‪ 5‬أفدنة) ونسبة ها‬
‫َهلكوى هى أرض‪:‬‬
‫(‪)501‬‬
‫جدول (‪)53‬‬
‫هساحة اْرض (بالهلَوى‬ ‫عدد الهٗن (ألل هى ‪ 5‬أفدنة)‬
‫السنة‬
‫فداى)‬ ‫(بالهلَوى)‬
‫‪2.122‬‬ ‫‪2.642‬‬ ‫لبل إصٗح ‪1952‬‬
‫‪2.781‬‬ ‫‪2.814‬‬ ‫بعد إصٗح ‪1952‬‬
‫‪3.172‬‬ ‫‪2.919‬‬ ‫بعد إصٗح ‪1961‬‬
‫‪3.693‬‬ ‫‪3.033‬‬ ‫بعد إصٗح ‪1965‬‬

‫(‪ )501‬تم تجهَع الجدول هى هعطَات دمحم دوَدار‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪ ،345-344‬وبَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪،‬‬
‫الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪275‬‬
‫لمد ضرب لانوى ‪ 1952‬الهستؤجرَى الوسطاء والهستؤجرَى الكبار عهو اها‪ ،‬بَنها لم‬
‫تستطع هذه أصٗحات تخفَض حجم الرَع العمارٌ‪ ،‬بل تدل الولابع علً زَادة حجهه‬
‫كها أوضحنا هى لبل (انظر المسم اْول‪ ،‬الباب الثانٍ‪ ،‬أصٗح الزراعٍ)‪.‬‬

‫صدرت أصٗحات الهتوالَة ردًّا علً التنالضات اٖجتهاعَة الهتفجرة الههددة للنظام‬
‫ولكى هحدودَتها كانت واضحة تها اها‪ .‬فمد وزعت نسبة ضبَلة هى اْرض علً الفٗحَى‬
‫(‪ )%10‬حصل علَها عدد هحدود هى اْسر الفٗحَة‪ ،‬كها سهح لطبمة كبار الهٗن‬
‫باهتَازات ضخهة (نالشنا ذلن فٍ هوضع آخر)‪ .‬ولكى الموانَى أدت إلً توسَع لاعدة‬
‫الهلكَة دوى أى تإدٌ إلً تحسى هلهوس فٍ هستوي هعَشة الفٗحَى‪ ،‬فخلمت هزَداا هى‬
‫الهلكَات الخاصة هع أوهاهها‪ ،‬كركَزة لوَة لدولة شدَدة التسلط‪ ،‬لم تتهاوى أبداا فٍ‬
‫الحفاظ علً الهلكَة الفردَة الصؽَرة وحهتها بكل السبل وعرللت هَل كبار الهٗن إلً‬
‫تجهَع اْرض‪ ،‬هها أدي إلً انخفاض هتوسط هساحة حَازاتهم رؼم زَادة نسبة ها‬
‫َهلكوى عهو اها‪ .‬ولد تحهست الدولة للهلكَة العمارَة الصؽَرة لدرجة أى الهَثاق الناصرٌ‬
‫وتصرَحات عبد الناصر أكدت علً أى هى أهم هبادئ الدولة والثورة هو أى تكوى اْرض‬
‫الهزروعة ههلوكة هلكَة خاصة‪ .‬وهٍ لم تكى تخشً هى كبار الهٗن أكثر هها كانت‬
‫ضلها لورد كتشنر‪ .‬واستهر‬ ‫تحرص علً الهلكَة الصؽَرة‪ ،‬أٌ علً الطبمة الهفَدة التٍ ف َّ‬
‫تشدد الدولة رؼم ها أدت إلَه إصٗحاتها هى تفتَت اْرض الذٌ َإدٌ إلً فمداى ‪-10‬‬
‫الرٌ(‪ ،)502‬ورؼم ها أدت إلَه هى‬
‫ّ‬ ‫‪ %20‬هى هساحتها بسبب التمسَم والفواصل ولنوات‬
‫ارتفاع تكلفة استخدام اِٖت الزراعَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬البَرولراطَة فٍ الرَؾ‪:‬‬
‫للبَرولراطَة الهصرَة دورها التملَدٌ فٍ الرَؾ هنذ آٖؾ السنَى‪ ،‬ولكى هذا الدور‬
‫كثَرا هنذ أوساط المرى الـ‪ .19‬ولكى هع صعود الناصرَة وإصدار لوانَى أصٗح‬
‫ا‬ ‫تملص‬
‫الزراعٍ عاد َنهو هى جدَد‪ ،‬وإى كاى بشكل هختلؾ وبؤفك هختلؾ عى دورها المدَم‪.‬‬
‫فاتساع لاعدة الهلكَة الصؽَرة لد هنح الدولة فرصة التحام المرَة هى جدَد فٍ شكل‬
‫سلطة بالؽة الموة‪ ،‬جنباا إلً جنب هع كبار الهٗن‪ .‬وهى خٗل الهَهنة علً بنن المرَة‬
‫وشبكة التسوَك والجهعَات الزراعَة وتحكم الدولة فٍ الدورة الزراعَة‪ ،‬صار لها دور‬
‫َفوق دورها لبل انمٗب ‪ .1952‬ولد سارت السَاسة الزراعَة نحو حهاَة هلكَة الفٗح‬
‫الصؽَر دوى حهاَة الفٗح نفسه‪ ،‬بل بالعكس زادت هى أعبابه تجاه الدولة فٍ صورة‬
‫إجباره علً زراعة هحاصَل هعَنة‪ ،‬وتحت دعوي حهاَته هى التاجر هارست الدولة دور‬
‫التاجر والهرابٍ هعاا‪ .‬ولد دعهت الدولة اْسهدة والعلؾ والبذور الههتازة ولكى هنحتها‬
‫سا لكبار الهٗن واشترت الهحاصَل بؤسعار هنخفضة‪ ،‬وتحهل عبء ذلن الفٗح‬ ‫أسا ا‬
‫الصؽَر‪ .‬وهنحت الدولة المروض للهزارعَى‪ ،‬ولكى بَنها لم َطالَب كبار الهٗن برد‬
‫دَونهم‪ ،‬كاى الفٗح الصؽَر َضطر أحَاناا إلً دفع الهال بأضافة إلً كاهل هحصوله إلً‬

‫(‪ )502‬سَد هرعٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.181-180‬‬


‫‪276‬‬
‫دورا ها ًّها فٍ توجَه عهلَة‬
‫ا‬ ‫الدولة لتسدَد تكالَؾ الزراعة‪ .‬وباختصار لعبت الدولة‬
‫التراكم فٍ الرَؾ‪ ،‬لصالح كبار الهٗن والبَرولراطََى‪ ،‬كها انتزعت هى الرَؾ لصالح‬
‫لدرا هى الفابض ولعت أعباإه علً صؽار الهٗن(‪ .)503‬والخٗصة أى نهو جسد‬ ‫الهدى ا‬
‫البَرولراطَة فٍ المرَة كاى النتَجة الهترتبة علً توسَع لاعدة الهلكَة الصؽَرة‪.‬‬

‫‪ - 3‬تحوٖت أنهاط أنتاج‪:‬‬


‫أولت حكوهة الضباط أههَة كبَرة للسَاسة الزراعَة هى هنطلك ثابت وهحدد جَداا‪ ،‬هو‬
‫اْههَة الفابمة للمرَة فٍ دعم وتموَة سلطة دولة كاهلة الجبروت‪ .‬وفٍ سبَل ذلن‬
‫هارست سَاسات هتنالضة فٍ الظاهر‪ ،‬هنها ها َدعم عٗلات إنتاج لدَهة وهنها ها َنهٍ‬
‫عٗلات أنتاج الرأسهالَة‪ ،‬هنها ها َحفظ دور الهلكَة الصؽَرة وهنها ها َزَد حدة‬
‫التنالضات اٖجتهاعَة داخل المرَة‪ .‬ولد شخصنا سلطة َولَو الناصرَة كحكوهة‬
‫بونابرتَة هى نوع خاص‪ ،‬ارتبطت بشكل ؼَر هباشر بالطبمة الهسَطرة‪ ،‬وباختصار هثلت‬
‫النظام الهتخلؾ‪ ،‬الطبمة التٍ برهنت علً افتمادها ٌْ دور تارَخٍ وتنحصر سَاستها فٍ‬
‫تؤهَى نصَبها هى الفابض اٖجتهاعٍ‪ ،‬والتٍ َدور ”كفاحها“ حول التسام الفابض‬
‫الهحلٍ هع رأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬أها المدر اْهم هى هذا ”الكفاح“ أو اتجاهه الربَسٍ‬
‫فَتلخص فٍ لهعها الهتواصل وتآهرها علً كفاح الشعب والحركة الثورَة التٍ لم تحهل‬
‫سوي طهوحات ؼاهضة‪ .‬والناصرَة كلحظة فٍ حركة الطبمة الهسَطرة ”الكفاحَة“ هذه‬
‫ٖ تحهل ههام تارَخَة هى نوع حل الهسؤلة الزراعَة ههام ونحى ٖ نحاكهها علً هذا‬
‫اْساس‪ ،‬ولكننا نري فٍ سَاستها الزراعَة أحد فعالَات الطبمة الهسَطرة لتؤهَى نهب‬
‫الفٗحَى‪ ،‬عٗوة علً وسابل البَرولراطَة الخاصة للحصول علً نصَبها هى الفابض‪.‬‬

‫والكٗم عى بماَا لبل رأسهالَة ٖ َكفٍ لوصؾ حالة المرَة الهصرَة‪ ،‬بل إى اْهر‬
‫اْهم هو لهاذا هذه ”البماَا“‪ ،‬الضخهة جدًّا هع ذلن‪ ،‬وها دورها فٍ البنَة ككل؟ وها‬
‫هؽزي وجودها؟ ولنر ا‬
‫أوٖ هصَر تلن ”البماَا“‪:‬‬

‫لمد وصفنا بالضبط هى لبل هدي انتشار نهط أنتاج الرأسهالٍ فٍ الزراعة الهصرَة‬
‫فٍ هنتصؾ المرى العشرَى وفَها َلٍ نحدد التؽَرات التٍ حدثت بعد انمٗب ‪ 1952‬لهذا‬
‫الخصوص‪:‬‬

‫دور العهل الهؤجور فٍ الزراعة‪:‬‬

‫عدد العهال الهإلتَى‪ 1.850.514 :‬عام ‪ 1961‬هوزعَى كالتالٍ‪:‬‬


‫(‪)504‬‬
‫جدول (‪)54‬‬

‫(‪ )503‬للتفاصَل راجع‪ :‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الفصل الخاهس‪ ،‬كرَهة كرَم‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )504‬أحصاء الزراعٍ لعام ‪.1961‬‬
‫‪277‬‬
‫‪ %‬هى عدد العهال (الهإلتَى)‬ ‫فبة الحَازة‬

‫‪45‬‬ ‫ألل هى ‪ 5‬أفدنة‬


‫‪29.6‬‬ ‫‪ 20-5‬فداناا‬
‫‪25.2‬‬ ‫أكثر هى ‪ 20‬فداناا‬

‫ونٗحظ أى أؼلب العهال الهإلتَى الذَى هم عهال بحك (عكس العهال الدابهَى الذَى‬
‫َعدوى أشباه ألناى(‪َ ))505‬عهلوى فٍ الهزارع الصؽَرة التٍ تعتهد علً العهل العابلٍ‬
‫سا‪ ،‬أها الهزارع الكبَرة فتستخدم نسبة صؽَرة هنهم‪.‬‬
‫أسا ا‬
‫وبالعكس نجد أى توزَع العهال الدابهَى كها َلٍ(‪:)506‬‬

‫جدول (‪)55‬‬

‫عدد العهال الدابهَى باْلؾ‬ ‫فبة الحَازة‬

‫‪6.797‬‬ ‫ألل هى فداى‬


‫‪34.824‬‬ ‫‪ 2-1‬فداى‬
‫‪%23.9‬‬
‫‪45.869‬‬ ‫‪ 3-2‬أفدنة‬
‫‪42.800‬‬ ‫‪ 4-3‬أفدنة‬
‫‪37.800‬‬ ‫‪ 5-4‬أفدنة‬
‫‪%34.5‬‬ ‫‪109.000‬‬ ‫‪ 10-5‬فداى‬
‫‪98.000‬‬ ‫‪ 20‬فداناا‬
‫‪%41.6‬‬ ‫‪89.000‬‬ ‫‪ 50‬فداناا‬

‫(‪ )505‬تهَز العهال الزراعَوى فٍ هصر خٗل الفترة الناصرَة إلً الفبات اِتَة‪ :‬التهلٍ ‪ -‬اْجرٌ ‪ -‬الهرابع ‪ -‬الهخاهس‬
‫‪ -‬الهزارع بالنصؾ ‪ -‬الهزارع بالهثل (= فداى َخدم فداى)‪ .‬وعلً سبَل الهثال نصؾ هنا وضعَة التهلٍ‪:‬‬
‫= َسكى بالعزبة ‪ -‬لَس له أجر ثابت ‪ -‬أجره َمل عى أجر العاهل الهمَم بالعزبة وَحصل علً أرض ٖ تزَد عى فداى‬
‫َزرعها له احا وبرسَ اها (وٖ َزرعها لطناا ‪ -‬وهذا شرط لَٗجار) وَموم بؤعهال عاهة فٍ العزبة هع بمَة سكانها هثل‬
‫هساعدة الخفر فٍ هماوهة اللصوص‪ ،‬وتموَة الجسور‪ .‬وَهكى أى َحصل علً أجره فٍ شكل أرض‪ :‬فداى أو اثنَى‪،‬‬
‫لهدة سنة وبدوى دفع رَع‪.‬‬
‫أها اْجرٌ فهو َكوى هى المري الهجاورة‪ ،‬وَعهل باْجر النمدٌ‪ .‬والهزارع بالنصؾ َزرع كل الهحاصَل فٍ أرض‬
‫الهالن بسهاده و تماوَه الخاصة وله نصؾ الهحصول‪ ،‬ولَس علَه شٍء هى هال اْرض (الضرَبة)‪.‬‬
‫وهى الواضح أى اْجرٌ هو العاهل الهإلت‪.‬‬
‫الهصدر‪ :‬هجلة ”الفٗح“ الهصرَة‪ ،‬لهنشبها هحهود أنَس‪ ،‬عدد َناَر ‪ ،1898‬وعدد فبراَر ‪.1898‬‬
‫(‪ )506‬أحصاء الزراعٍ لعام ‪.1961‬‬
‫‪278‬‬
‫‪91.500‬‬ ‫‪ 100‬فداى‬
‫‪70.000‬‬ ‫أكثر هى ‪ 100‬فداى‬

‫سا‪،‬‬
‫والهٗحظ فٍ هذا الجدول أى العهال الدابهَى َتهركزوى فٍ الحَازات الكبَرة أسا ا‬
‫سر بانتشار نهط إنتاج شبه إلطاعٍ أو شبه رأسهالٍ فٍ هذه الهزارع‪.‬‬
‫هها َف َّ‬
‫ولد أشار هإلؾ ”الهسؤلة الزراعَة“ سابك الذكر إلً أى العهل الهؤجور أصبح َهثل‬
‫‪ %55‬هى لوة العهل الزراعَة بعد أصٗحات الناصرَة‪ ،‬وَندرج تحت هذا الرلم كل‬
‫الهعدهَى وفمراء الفٗحَى الذٌ َعهلوى فٍ أرض الؽَر‪ ،‬وهعنً ذلن أنه َشهل أشباه‬
‫اْلناى‪ .‬وَكوى التحول الذٌ جري فٍ نهط أنتاج الزراعٍ بعد ‪ 1952‬هحدوداا وَتناسب‬
‫هع زَادة نسبة العهل الهؤجور هى ‪ %45‬إلً ‪ %55‬هى لوة العهل هع تحفظنا السابك‪،‬‬
‫هع هٗحظة أى التمنَة الهستخدهة بواسطة العهل الهؤجور لَست هتهَزة تها اها‪ .‬ونهَل إلً‬
‫اٖعتماد بؤى عدد أَام العهل بعد ‪ 1952‬للعاهل لد انخفض‪ ،‬بدلَل تدهور أجورهم وزَادة‬
‫هعدل هجرتهم إلً الهدى‪ .‬وحَث إننا لم نتهكى هى الحصول علً هماََس هباشرة جازهة‬
‫لهدي التحوٖت التٍ طرأت علً نهط أنتاج فٍ الزراعة بعد ‪ ،1952‬كها أوردنا هى لبل‬
‫بخصوص الوضع فٍ هنتصؾ المرى باستثناء الرلم اْخَر‪ ،‬فسوؾ نحاول استخدام‬
‫هإشر آخر ؼَر هباشر‪.‬‬

‫جدول (‪)56‬‬
‫(‪)507‬‬
‫تطور نسبة هساحة فبات الحَازات هى اْرض‬

‫‪ %‬هى هساحة اْرض عام ‪1961‬‬ ‫‪ %‬هى هساحة اْرض عام ‪1950‬‬ ‫فبة الحَازة (بالفداى)‬

‫‪3.4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫ألل هى فداى‬


‫‪8.1‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫هى ‪2-1‬‬
‫‪10.4‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫هى ‪3-2‬‬
‫‪9.1‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫هى ‪4-3‬‬
‫‪6.8‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫هى ‪5-4‬‬
‫‪17.7‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫هى ‪10-5‬‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫هى ‪20-10‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫هى ‪50-20‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪9.4‬‬ ‫هى ‪100-50‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫أكثر هى هى ‪100‬‬

‫(‪ )507‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪279‬‬
‫بأضافة إلً نهو عدد وهساحة الحَازات الصؽَرة هى اْرض انخفض هتوسط هساحة‬
‫الحَازة عهو اها علً هستوي البٗد هى ‪ 6.13‬فداى عام ‪ 1950‬إلً ‪ 3.79‬فداى عام‬
‫انتشارا بَنها انخفضت هساحة‬
‫ا‬ ‫‪ .)508(1961‬هى الواضح أى الحَازة الصؽَرة لد ازدادت‬
‫الحَازة الكبَرة‪ ،‬وَتلخص هذا اْهر فٍ انتمال جزء هى أراضٍ الحَازات الكبَرة (هزارع‬
‫تزرع بؤنهاط إنتاج بَى المنانة والرأسهالَة) إلً الهعدهَى‪ ،‬لتزرع بنهط أنتاج الصؽَر‪،‬‬
‫سلعٍ أو عابلٍ‪ .‬ولد تفالم اْهر بعد إصٗح ‪ 1969‬أَضاا وتصفَة هزَد هى الحَازات‬
‫الكبَرة‪ .‬واستهر اْسلوب الهفضل لكبار الهٗن طوال الفترة الناصرَة لٗستثهار هو‬
‫تؤجَر أراضَهم كمطع صؽَرة بالهزارعة أو بؤشكال أخري‪.‬‬

‫نذكر فَها َلٍ عدة هلحوظات توضح العٗلة بَى السَاسة الزراعَة للضباط والنهو‬
‫سا فٍ الهزارع الصؽَرة‪ ،‬والنهو‬
‫الهحدود جدًّا لدور العهل الهؤجور فٍ الزراعة‪ ،‬أسا ا‬
‫الهشكون فَه للهزارع الرأسهالَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬حرهت الموانَى استبجار أكثر هى ‪ 50‬فداناا بواسطة فرد واحد‪.‬‬

‫‪ - 2‬لم َلػ نظام أَجار بالهزارعة إٖ فٍ لانوى ‪ ،1961‬ولم َطبك‪.‬‬

‫‪ - 3‬فرض أصٗح الزراعٍ لَوداا علً حرَة الهستفَدَى هى أصٗح فٍ التصرؾ‬


‫بؤراضَهم‪ ،‬هها عرلل هى التراكم البدابٍ داخل هذا المطاع هى اْرض‪.‬‬

‫‪ - 4‬لم تحرم الموانَى نظام خدهة العهل‪.‬‬

‫وفٍ همابل ذلن‪:‬‬

‫‪ - 1‬تم تصفَة عدد هى الهزارع التٍ تعهل وفماا لنظام خدهة العهل‪.‬‬

‫‪ - 2‬تم إلؽاء نظام الهزارعة فَها بعد‪ ،‬رسهًَّا فمط‪.‬‬

‫‪ - 3‬تم تخفَض لَهة أَجار رسهًَّا ولكى هذا لم َتحمك عهلًَّا إٖ فٍ حاٖت هحدودة‪.‬‬
‫والهعلوم أى هعظم اْرض الهإجرة تإجر لصؽار الهزارعَى أو بالهشاركة‪.‬‬

‫وفٍ النهاَة لم تإد أصٗحات الزراعَة الناصرَة ٖ إلً نهو الزراعة الرأسهالَة وٖ‬
‫سا فٍ ضخاهة الرَع‬ ‫إلً المضاء علً هساوئ الهلكَة الكبَرة لٓرض‪ ،‬هتهثلةا أسا ا‬
‫الهدفوع‪.‬‬

‫وَهكننا فٍ النهاَة أى نحدد اِتٍ‪ :‬لم تحمك السَاسة الزراعَة للناصرَة تحوٖت‬
‫هلهوسة لصالح نهط أنتاج الرأسهالٍ‪ .‬ولمد سهح نظام َولَو ‪ 1952‬باستهرار‬

‫(‪ )508‬عادل حسَى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الجزء الثانٍ‪ ،‬ص ‪.1603‬‬


‫‪280‬‬
‫”البماَا“ لبل الرأسهالَة فٍ الرَؾ‪ ،‬بل وساههت سَاسته فٍ عرللة نهو الهزارع‬
‫الواسعة المابلة ٖستخدام العهل الهؤجور‪ .‬واْهر الههم اِى هو لهاذا لم تسر هذه‬
‫”البماَا“ نحو التٗشٍ؟ فٍ الوالع لم توجد إباى العصر الناصرٌ وٖ لبله عواهل تحفز‬
‫رسهلة الرَؾ بشكل ناجز وحمَمٍ‪ ،‬فالصناعة لم تكى تستوعب نسبة كبَرة هى لوة‬
‫العهل‪ ،‬وَعَك فابض العهالة الزراعَة نهو الهَكنة الزراعَة وتطوَر عهلَة أنتاج‪،‬‬
‫وبالتالٍ المضاء علً الهزارع الصؽَرة بها فَها اْراضٍ الههنوحة همابل خدهة العهل‪.‬‬
‫نظرا‬
‫والهشكلة فٍ رأَنا تتلخص فٍ ضعؾ نهو لوي أنتاج علً الصعَد الهحلٍ العام‪ ،‬ا‬
‫لضعؾ الحافز علً ذلن‪ ،‬وكانت هَهنة التجارة البعَدة أو التجارة الخارجَة علً‬
‫اٖلتصاد‪ ،‬وتبعَته بالتالٍ‪ ،‬هٍ فٍ النهاَة العاهل الذٌ حال دوى رسهلة الرَؾ حتً‬
‫النهاَة‪ .‬ولد وجدنا الهَل ٔدخال اِٖت وإلاهة هزارع رأسهالَة َنهو فٍ عصر اٖنفتاح‬
‫بعد نهو هصادر جدَدة للفابض هى الخارج (تحوَٗت العاهلَى بالخارج)‪ ،‬وها صاحب ذلن‬
‫أَضاا هى تملص العهالة الزراعَة وتدهور لطاع التصدَر المدَم (المطى) وتآكل أجزاء هى‬
‫هساحة اْرض الزراعَة‪.‬‬

‫وفٍ النهاَة نود أى نإكد علً أنه ههها كانت أبعاد نهو نهط أنتاج الرأسهالٍ فٍ‬
‫هصر الهتخلفة‪َ ،‬هَل هذا النهو إلً أى َكوى صورًَّا‪ ،‬رأسهالوًَّا ‪ ،Capitalistic‬بتعبَر‬
‫هكسَم رودنسوى‪ .‬فالرأسهالٍ هنا لَس رأسهالًَّا صناعًَّا بالفعل‪ ،‬بل إنه فٍ الحمَمة تاجر‬
‫‪ -‬صناعٍ‪ .‬فالفوابض الضخهة اِتَة هى خارج المطاع الرأسهالٍ سواء هى أنهاط إنتاج‬
‫هصدرا أساسًَّا لٓرباح هى عهلَة التداول ولَس هى عهلَة‬ ‫ا‬ ‫أخري أو هى الخارج تعد‬
‫أنتاج‪ ،‬ولذلن تكوى الهضاربة والؽش والتهرَب‪ ...‬إلخ وسابل أساسَة للحصول علً‬
‫الربح‪ .‬وإذا ها علهنا أى الفوابض هى ؼَر فابض المَهة (= الفابض الناتج عى استؽٗل‬
‫العهال الهؤجورَى) أعظم بكثَر هى تلن اْخَرة َكوى هى الهفهوم كَؾ َصبح الهشروع‬
‫الرأسهالٍ هو هجرد ذرَعة أو وسَلة للحصول علً اْرباح التجارَة‪ ،‬بالهعنً لبل‬
‫الرأسهالٍ للكلهة‪.‬‬

‫دورا أساس ًَّا‬


‫وهذا الوضع كاى لاب اها داب اها فٍ هصر الحدَثة‪ ،‬وكانت الدولة داب اها تلعب ا‬
‫فٍ عهلَة التوزَع هذه‪ .‬إذى فالبماَا لبل الرأسهالَة ٖ تعد هجرد بماَا‪ ،‬بل إنها جزء‬
‫جوهرٌ هى اٖلتصاد بها فَه الهشارَع الرأسهالَة الهتطورة جدًّا‪ .‬أها بدابل تلن البماَا‪،‬‬
‫دورا هحورًَّا فٍ إضفاء هذه السهة الجوهرَة علً‬ ‫أٌ الدخول اِتَة هى الخارج‪ ،‬فتلعب ا‬
‫اٖلتصاد‪ ،‬وتظل الحلمة الضعَفة لَست هٍ الهسؤلة الزراعَة الهزعوهة‪ ،‬بل هسؤلة‬
‫التبعَة ‪ -‬التخلؾ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تشجَع المطاع التصدَرٌ‪:‬‬


‫لم تتكاسل الناصرَة عى اٖستهرار فٍ هحاولة تنهَة الصادرات الزراعَة‪ .‬فلجؤت إلً‬
‫تخفَض هساحة اْرض الهزروعة لطناا بتؤثَر ضعؾ الطلب الخارجٍ علً هذه السلعة‪،‬‬
‫وراحت تتوسع فٍ صناعة الهنسوجات ٔحٗلها هحل المطى فٍ التصدَر‪ ،‬ولسد الطلب‬
‫الداخلٍ بالطبع‪ ،‬ونجحت فٍ ذلن جزبًَّا‪ ،‬كها لجؤت إلً إحٗل البصل واْرز هحل المطى‬
‫‪281‬‬
‫بدرجة ها‪ .‬ولكى كل هذه الهحاوٖت لم تكى كافَة لزَادة الصادرات زَادة هلهوسة‪ ،‬وهو‬
‫ها دفعها لٗهتهام بمطاع البترول دوى أى تحمك نتابج حاسهة (لم تصبح حاسهة إٖ فٍ‬
‫عهد السادات)‪ .‬ولم تكى خططها اٖلتصادَة تتجه إلً هحورة الزراعة حول الطلب‬
‫هثٗ)‪ْ ،‬نها كانت تستطَع الحصول علً المهح شبه هجاناا‬‫بدٖ هى المطى ا‬
‫الداخلٍ (المهح ا‬
‫هى الوَٖات الهتحدة‪ .‬كها أنها كانت فٍ نفس الولت بحاجة إلً العهٗت الصعبة التٍ‬
‫َؤتٍ بها المطى‪ ،‬ولذلن اشتدت أزهة الؽذاء بعد لطع الهعونة اْهرَكَة‪ .‬ولد ظل تشجَع‬
‫لطاع التصدَر َدعم الرباط الموٌ بَى اٖلتصاد الهحلٍ والسوق الدولٍ‪ ،‬برؼم تحول‬
‫هعظم الصادرات إلً اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬فهذا التحول الجؽرافٍ الهإلت للصادرات لم َإد‬
‫إلً تؽَر جوهرٌ فٍ هولع هصر هى التمسَم الدولٍ للعهل‪.‬‬

‫‪ - 5‬تطوَر أنتاج الزراعٍ‪:‬‬


‫لم تحمك السَاسة الناصرَة الهعدل الذٌ حددته بنفسها لنهو الزراعة كها ذكرنا فٍ‬
‫هوضع آخر‪.‬‬
‫(‪)509‬‬
‫جدول (‪)57‬‬

‫هعدل نهو الناتج الزراعٍ (‪)%‬‬ ‫الفترة‬

‫‪1.8‬‬ ‫‪1960-1939‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1949-1939‬‬
‫‪0.8‬‬ ‫‪1954-1949‬‬
‫‪3.5‬‬ ‫‪1960-1955‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1965‬‬

‫وخٗل نفس الفترة بلػ هذا الهعدل ‪ %5‬فٍ الهند‪ %7 ،‬فٍ الَاباى‪.‬‬

‫ولد أولت الحكوهة اهتها اها بزَادة الهساحة الهحصولَة‪ ،‬فارتفعت بنسبة ‪ %17‬طوال‬
‫الفترة (هى ‪ 9.2‬عام ‪ 1947‬إلً ‪ 10.92‬هلَوى فداى عام ‪ .)510()1973‬كها أدي‬
‫استخدام اْسهدة وتحسَى وسابل الرٌ إلً زَادة إنتاجَة بعض الهحاصَل الهاهة‪:‬‬

‫جدول (‪)58‬‬
‫(‪)511‬‬
‫تطور إنتاجَة الفداى‬

‫(‪ )509‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد هارس ‪.1968‬‬


‫(‪ )510‬الهسؤلة الزراعَة (بدوى اسم الهإلؾ)‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪282‬‬
‫المهح‬ ‫الذرة‬ ‫المطى‬ ‫السنة (هتوسط)‬

‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1939-35‬‬


‫‪82‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪1949-45‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪1954-50‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪1964-60‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪1969-65‬‬

‫ولد تؽَر هعدل زَادة أنتاجَة الكلَة للزراعة للفداى هى ‪ %6+‬خٗل الفترة هى‬
‫‪ 1949-1939‬إلً ‪ %4-‬عام ‪ 1954‬إلً ‪ %15+‬عام ‪ 1960‬بالنسبة لعام‬
‫‪ ،)512(1955‬أها إنتاجَة العهل فارتفعت بهعدل ‪ %2-%1.5‬سنو ًَّا جدول(‪ .)513‬وبالنسبة‬
‫ٖستصٗح اْراضٍ فلم َسر شو اطا بعَداا‪ ،‬وأدي تجرَؾ اْرض وتحوَلها إلً أرض بناء‬
‫إلً تآكل هساحات شاسعة هنها‪ ،‬كها تحولت بعض اْراضٍ إلً بور نتَجة تؤخر وسابل‬
‫الصرؾ‪ ،‬ولذلن لم تزد هساحة اْرض الهزروعة زَادة هلهوسة إباى الفترة‪.‬‬

‫سا فٍ نهو الهنتجات المابلة للتصدَر‪ ،‬ولذلن راحت‬


‫لكى نهو أنتاج الزراعٍ تهثل أسا ا‬
‫أزهة الؽذاء تستفحل(‪ ،)514‬خاصة خٗل الستَنات‪ ،‬فزادت الهساحة الهحصولَة هى اْرز‬
‫ولصب السكر والفواكه والخضروات (وكلها سلع لابلة للتصدَر) علً حساب المطى الذٌ‬
‫تدهورت أسعاره العالهَة‪ ،‬وكذلن المهح والذرة‪ .‬كذلن سجل دمحم دوَدار(‪ )515‬انخفاض‬
‫هساحة اْرض الهزروعة بالحاصٗت التٍ اعتبرها ضرورَة لذوٌ الدخل الهنخفض‪:‬‬
‫الشعَر ‪ -‬الذرة الشاهَة ‪ -‬الفول ‪ -‬المهح (بخٗؾ المطى طبعاا)‪ ،‬وذلن لحساب السلع‬
‫التصدَرَة الجدَدة‪ ،‬خاصة اْرز والفواكه والخضروات والبصل‪ .‬ولد ارتفع حجم أنتاج‬
‫هى كل الهحاصَل‪ .‬ولكى هعدٖت الزَادة كانت أكثر ارتفاعاا للهحاصَل المابلة أكثر‬
‫للتصدَر‪:‬‬

‫جدول (‪)59‬‬

‫هعدل زَادة أنتاج (‪)%‬‬ ‫السلعة‬

‫‪22.4‬‬ ‫اْرز‬

‫(‪ )511‬حسب الرلم المَاسٍ علً أساس هعطَات أوردها علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬خهسة وعشروى عا اها ‪ -‬دراسة تحلَلَة‬
‫للسَاسات اٖلتصادَة فٍ هصر‪ ،‬ص ‪ ،318‬ا‬
‫نمٗ عى نشرة البنن الهركزٌ الهصرٌ‪.‬‬
‫(‪ )512‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬بحث همدم للهإتهر العلهٍ السنوٌ اْول لٗلتصادََى الهصرََى‪.‬‬
‫(‪ )513‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.262‬‬
‫(‪ )514‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬خهسة وعشروى عا اها ‪ -‬دراسة تحلَلَة للسَاسات اٖلتصادَة فٍ هصر (‪ ،)1977-1952‬ص‬
‫‪ ،318‬ا‬
‫نمٗ عى نشرة البنن الهركزٌ‪.‬‬
‫(‪)515‬‬
‫اٖتجاه الرَعٍ لٗلتصاد الهصرٌ (‪ ،)1980-1950‬ص ‪.54‬‬
‫‪283‬‬
‫‪6.3‬‬ ‫المصب‬
‫‪4.4‬‬ ‫البصل‬
‫‪2.2‬‬ ‫المهح‬
‫‪1.6‬‬ ‫الشعَر‬
‫‪0.6‬‬ ‫الفول‬
‫‪0.2‬‬ ‫العدس‬

‫وكانت النتَجة النهابَة لهدي تطور لوي أنتاج الزراعَة بالؽة الهزال‪.‬‬

‫النتابج النهابَة للسَاسة الزراعَة‪:‬‬


‫َهكى إَجاز هذه النتابج فَها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬بمدر ها تم تطوَر وسابل أنتاج فٍ الزراعة (التوسع فٍ استخدم الجرارات‬


‫الرٌ‪ )..‬تعهمت التبعَة التكنولوجَة‪ ،‬حَث إى اِٖت كانت تستورد هى الخارج‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وآٖت‬
‫بَنها كاى َتم تجهَع الملَل هنها فٍ هصانع هحلَة‪.‬‬

‫ولد كاى التوسع فٍ استخدام اِٖت هحدوداا‪ ،‬حَث تملصت الهزارع الواسعة واستهر‬
‫فابض العهل الزراعٍ فٍ الزَادة طوال الفترة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أدت زَادة الطلب الهحدود علً اِٖت وإنشاء ونهو صناعة اْسهدة والهبَدات‬
‫ا‬
‫أصٗ علً الخارج‪ ،‬وبالتالٍ‬ ‫الزراعَة إلً تعهَك التبعَة فٍ الصناعة التحوَلَة الهعتهدة‬
‫ازداد وتعهك اٖرتباط التابع للزراعة‪ ،‬عبر الصناعة‪ ،‬بالسوق الدولٍ‪.‬‬

‫‪ - 3‬كاى نهو أنتاج الزراعٍ َهَل لصالح الهنتجات الهخصصة للتصدَر‪ ،‬هها أدي إلً‬
‫سا‪ .‬فالسوق الربَسٍ لتلن‬
‫ظهور نمص هتزاَد فٍ الؽذاء دونها اعتبارات التصادَة أسا ا‬
‫الهنتجات كاى سوق دول الكوهَكوى‪ ،‬هها َعنٍ أى صفمات السٗح والعٗلات السَاسَة‬
‫كبَرا فٍ توجَه السَاسة اٖلتصادَة‪.‬‬
‫دورا ا‬
‫الههَزة لد لعبتا ا‬
‫‪ - 4‬كاى الهصب النهابٍ للجزء اْكبر هى الفابض الزراعٍ هو جَوب كبار هٗن‬
‫اْراضٍ (‪ 50‬فداناا فؤكثر) الذَى أسرفوا فٍ استهٗن السلع الهستوردة أو الحالة هحل‬
‫الواردات‪ ،‬وفٍ الهضاربة والتجارة‪ ،‬والملَل هى هذا الفابض ُو ِ ّجه لهشارَع صناعَة حالة‬
‫هحل الواردات‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫‪ - 5‬حممت بَرولراطَة الدولة أهم أهدافها فٍ المرَة‪ ،‬وهٍ خلك وضعَة هحافظة‬
‫عهادها الهالن الكبَر الرجعٍ والهالن الصؽَر الهحافظ‪ ،‬هع هَهنة البَرولراطَة‬
‫باٖشتران هع كبار الهٗن وضهاى جزء هى الفابض فٍ جَوب كبار رجال الدولة(‪.)516‬‬

‫سَاسة التصنَع‪:‬‬
‫* التؽَرات الهَكلَة فٍ الصناعة التحوَلَة‪:‬‬
‫شهد الهَكل العام للصناعة التحوَلَة عدة تؽَرات‪ ،‬فبَنها ظلت الصناعات اٖستهٗكَة‬
‫تحمك هعظم المَهة الهضافة فٍ الصناعة وتهتص نحو ‪ %50‬هى اٖستثهار الصناعٍ‪،‬‬
‫نهوا هلحو اظا‪ ،‬خاصة السلع الكَهاوَة (اْسهدة ‪ -‬الهبَدات‬
‫شهدت صناعة السلع الوسَطة ًّ‬
‫الحشرَة ‪ -‬الكحول‪ ،‬البوَات) وذلن علً حساب الصناعات اٖستهٗكَة‪ ،‬خاصة الؽذابَة‪.‬‬
‫أها هجهوعة السلع الهعهرة فشهدت أكبر هعدل النهو‪:‬‬

‫جدول (‪)60‬‬
‫(‪)517‬‬
‫أنصبة هجهوعات الصناعة فٍ إنتاج المَهة الهضافة‬
‫السنة‬
‫‪2:78/2:77‬‬ ‫‪2:71‬‬ ‫‪2:63‬‬
‫المطاع‬
‫‪%71‬‬ ‫‪%7407‬‬ ‫‪%810:‬‬ ‫استهٗكَة تملَدَة‬
‫‪%44.5‬‬ ‫‪%4404‬‬ ‫‪%3606‬‬ ‫وسَطة‬
‫‪%706‬‬ ‫‪%402‬‬ ‫‪%407‬‬ ‫سلع هعهرة ووسابل نمل‬
‫‪211‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪211‬‬

‫جدول (‪)61‬‬
‫(‪)518‬‬
‫هَكل اٖستثهار الصناعٍ هى ‪1965/1964-1957‬‬

‫(‪ )516‬لهزَد هى دراسة تؤثَرات السَاسة الزراعَة للناصرَة نحَل المارئ إلً‪ :‬كافٍ جٗفانَس ‪ -‬باندلٍ جٗفانَس‪،‬‬
‫سوسَولوجَا العٗلات الزراعَة فٍ الشرق اْوسط ‪ -‬استهرار أنتاج العابلٍ‪ ،‬ص ص ‪.117-79‬‬
‫(‪ )517‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪( 139‬تم نمل هذا الجدول هع تعدَل التمسَم)‪.‬‬
‫(‪ )518‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪( 152‬تم نمل الجدول هع إعادة تمسَم الفروع)‪.‬‬
‫اجتهد الهإلفاى ٖكتشاؾ عٗلة بَى التعرَفة الجهركَة والتؽَرات الهَكلَة فٍ الصناعة‪ ،‬ولكنهها توصٗ إلً نتَجة‬
‫هؽاَرة‪ ،‬فلم َكتشفا وجود عٗلة ثابتة أو حتً ذات هَل ثابت بَى الجهارن والتؽَرات الهَكلَة‪ .‬والحمَمة أى الضرابب‬
‫الجهركَة فٍ هصر كانت ‪ -‬خصوصاا فٍ الستَنات ‪ -‬هصد ارا لدخل الحكوهة أكثر هها كانت أداة لحهاَة الصناعة‬
‫الهحلَة‪ ،‬إذ أصبحت الدولة تتولً استثهار نحو ‪ %90‬هى رأس الهال الصناعٍ‪ ،‬كها أنها أههت ‪ -‬رسهًَّا‪ -‬تجارة‬
‫اٖستَراد‪ ،‬وأصبح بإهكانها أى تتحكم فٍ كم ونوع السلع الهستوردة‪ .‬وكاى َهكننا أى نعتبر إعفاء اِٖت هى الرسوم‬
‫الجهركَة فٍ الخهسَنات عابماا أهام نهو صناعة اِٖت فٍ هصر فمط فٍ حالة وجود هَل فعلٍ لرأس الهال إلً‬
‫اٖستثهار فٍ صناعة اِٖت‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫‪ %‬هى جهلة اٖستثهار الصناعٍ‬ ‫الصناعة‬

‫‪31.9‬‬ ‫استهٗكَة تملَدَة‬


‫‪49.6‬‬ ‫وسَطة‬
‫‪10‬‬ ‫سلع دابهة‬
‫‪0.1‬‬ ‫هراكز التدرَب الصناعٍ‬
‫‪8.4‬‬ ‫صناعات أخري‬

‫والهَل لنهو الصناعات الوسَطة لم َكى هجرد نتاج لمرار واع‪ ،‬فمد بدأ هذا الهَل‬
‫التلمابٍ لرأس الهال هنذ أواخر اْربعَنات‪ ،‬ولد أشرنا إلً هذا هى لبل‪ .‬وكاى نتا اجا‬
‫طبَع ًَّا ٔحٗل الواردات شبه الكاهل هى السلع اٖستهٗكَة‪ ،‬فهذا اْخَر َضع حدوداا‬
‫نهوا هضطرداا‪ ،‬فَجعله َتعثر هى حَى ِخر‪ ،‬خاصةا بسبب‬ ‫هسبمة علً نهو الصناعة ًّ‬
‫ضَك السوق بالنسبة للحجم اْهثل لوحدة أنتاج الصناعٍ الحدَث‪ .‬ولذلن فاٖنتمال‬
‫ٔحٗل هزَد هى الواردات كاى هنحً تلمابًَّا للتصنَع فٍ هصر‪ ،‬وكاى هذا النوع هى‬
‫التوسع هو الهجال اْهثل لنهو التخلؾ فٍ تلن الفترة‪ .‬ولد سارت وفك الهَل العفوٌ‬
‫ا‬
‫بدَٗ همن اعا لرأس الهال‬ ‫لرأس الهال الفردٌ الذٌ لم َجد هع ذلن فٍ حكوهة الضباط‬
‫اْجنبٍ الخاص الذٌ تولؾ وروده‪.‬‬

‫جدول (‪)62‬‬
‫(‪)519‬‬
‫النسبة الهبوَة ٔحٗل الواردات فٍ بعض السلع‬

‫نسبة أحٗل (‪)%‬‬


‫نسبة أحٗل (‪)%‬‬
‫السلعة‬ ‫السلعة‬
‫عام ‪2:58‬‬
‫‪2:78/2:77‬‬ ‫‪2:58‬‬

‫‪7909‬‬ ‫‪410:‬‬ ‫أخشاب‬ ‫‪:609‬‬ ‫أؼذَة‬

‫‪7604‬‬ ‫‪5105‬‬ ‫ورق‬ ‫‪8809‬‬ ‫هشروبات‬

‫‪7109‬‬ ‫‪4108‬‬ ‫هطاط‬ ‫‪:808‬‬ ‫دخاى‬

‫‪2504‬‬ ‫‪105‬‬ ‫آٖت ؼَر كهربابَة‬ ‫‪84‬‬ ‫هنسوجات‬

‫‪7203‬‬ ‫‪6409‬‬ ‫كَهاوَات‬ ‫‪7:08‬‬ ‫هٗبس جاهزة‬

‫‪8505‬‬ ‫‪4604‬‬ ‫نفط‬ ‫‪:103‬‬ ‫أثاث‬

‫‪7605‬‬ ‫‪2703‬‬ ‫هعادى أساسَة‬ ‫‪:4‬‬ ‫طباعة‬

‫‪910:‬‬ ‫‪5306‬‬ ‫هنتجات هعدنَة‬ ‫‪9908‬‬ ‫جلود‬

‫(‪ )519‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪( 256‬تم تعدَل تمسَم الجدول بحَث تظهر زَادة أحٗل الهلهوس خٗل الفترة هى ‪-1947‬‬
‫‪.)1967/1966‬‬
‫‪286‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪904‬‬ ‫هعدات نمل (تجهَع)‬ ‫‪840:‬‬ ‫هنتجات ؼَرهعدنَة‬

‫‪57‬‬ ‫‪-‬‬ ‫آٖت كهربابَة (تجهَع)‬

‫لم تتحول الصناعة عهو اها إلً المطاع المابد بخٗؾ ها ذهب هابرو ‪ -‬رضواى(‪.)520‬‬
‫وهها َحدداى ذلن استناداا إلً حجم الناتج الصناعٍ الذٌ تخطً الـ‪ %20‬هى الناتج‬
‫أجهالٍ عام ‪ ،1965‬وهو همَاس َظل صور ًَّا‪ ،‬وإذا ها استخدهناه هرة أخري لوجدنا أى‬
‫اْرجنتَى وإَراى تعداى أكثر تصنَعاا هى الوَٖات الهتحدة (نسبة الناتج الصناعٍ ‪ %‬هى‬
‫الناتج الموهٍ فٍ أواسط السبعَنات ‪ 25 ،30 ،32‬علً التوالٍ) بَنها ٖ َكوى كل أنتاج‬
‫تابعاا للصناعة كها فٍ البلداى الصناعَة‪ .‬ولد ظل اْهر هى الوضوح فٍ هصر الناصرَة‪،‬‬
‫إذ ظلت الصناعة التحوَلَة بكافة لطاعاتها اْساسَة‪ :‬الهنسوجات ‪ -‬الهواد الؽذابَة ‪-‬‬
‫اْسهدة ‪ -‬السلع الدابهة‪ ،‬عاجزة عى دفع وحفز هجهل البنَة اٖلتصادَة‪ ،‬فاستهر دور‬
‫ا‬
‫بدَٗ‬ ‫اٖلتواء التصدَرٌ فٍ الزراعة البدابَة بوجه عام‪ .‬بل وكاى اٖهتهام بهذا المطاع‬
‫عى إنتاج الهواد الؽذابَة الٗزهة للصناعة واٖستهٗن‪ ،‬فكانت الصناعات الؽذابَة عاجزة‬
‫عى حفز تؽََر الزراعة هَكلًَّا لصالحها‪ .‬كها عجزت الصناعة بكل فروعها عى حفز‬
‫إجراء تؽََر ثورٌ فٍ نهط التعلَم وفٍ البحث العلهٍ وفٍ حفز إنشاء صناعة تجهَزَة‪،‬‬
‫بل ولم تمم بتعدَل نهط اٖستهٗن بحَث َصبح هناس ابا ٔهكانَات وظروؾ الهجتهع‪ ،‬كها‬
‫فشلت بشكل ذرَع فٍ توجَه الفابض اٖجتهاعٍ كها سنري بعد‪ .‬فالهَل كاى داب اها وبشكل‬
‫هتزاَد لصالح اْنشطة ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة‪ .‬ولم تستطع الصناعة أى تهحور‬
‫حولها بمَة المطاعات‪ ،‬بل ولم تستطع أى تتهحور حول نفسها ولم تدشى اتجا اها نهو‬
‫توازى لطاعٍ بحَث ظل الخلل والتفكن سهات بارزة لٗلتصاد‪.‬‬

‫وَإكد لنا هَكل الصناعة الهصرَة الهعدل حمَمتَى إضافَتَى‪ :‬أولهها أى نهط‬
‫اٖستهٗن المابم‪ ،‬التابع‪ ،‬ظل َتعهك‪ ،‬وهها َدل علً ذلن النهو الهابل فٍ إنتاج السلع‬
‫الدابهة الهستوردة فٍ اْصل (الؽساٖت ‪ -‬السَارات‪ ...‬إلخ) فٍ بَبة ؼَر لادرة ٖ علً‬
‫صَانتها وٖ علً تطوَرها وٖ حتً علً استخداهها جَداا أحَاناا‪ .‬وثانَهها‪ ،‬استهرار عجز‬
‫الصناعة عى تطوَر الزراعة (ؼَاب إنتاج اِٖت الزراعَة تمرَ ابا)‪ ،‬أٌ المطاع اْكبر هى‬
‫اٖلتصاد الهنتج فٍ هصر الناصرَة‪ .‬وتبمً أهاهنا عدة استنتاجات جزبَة‪ :‬أولها أى‬
‫صناعة الهنسوجات ظلت تنهو بنفس هعدل نهو الصناعة ككل‪ ،‬أو أعلً ا‬
‫للَٗ الذٌ فاق‬
‫بالتؤكَد هعدل زَادة السكاى بكثَر‪ ،‬والتٍ كانت لد حلت هحل الواردات بنسبة تفوق‬
‫‪ .%90‬بل إى الهنسوجات لم تكى تحل هحل الواردات فمط‪ ،‬بل أصبح لها فٍ الفترة‬
‫الناصرَة دور آخر هو إحٗل الصادرات هى المطى‪ ،‬ولذلن استهرت تحتل نفس حجهها‬
‫النسبٍ فٍ الناتج الصناعٍ‪ .‬وثانَها أى التوسع فٍ الصناعة الوسَطة كاى بالػ التكلفة‪،‬‬
‫وأدي بالنسبة للعهالة والمَهة الهضافة إلً نتابج أسوأ هى تلن الهتولعة فٍ حالة عدم‬

‫(‪ )520‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ . 68‬وَكرر عادل حسَى نفس الفكرة فٍ‪ :‬عبد الناصر والنظام اٖلتصادٌ ‪ -‬رد علً‬
‫الهعارضَى والنالدَى‪ ،‬ص ص ‪.46-24‬‬
‫‪287‬‬
‫تؽََر هَكل الصناعة بعد ‪ ،1952‬هع نفس المدر هى التوسع‪ .‬ولد لدر هابرو ‪ -‬رضواى‬
‫الخسابر كالتالٍ‪:‬‬

‫• النهو الهتحمك فٍ العهالة الصناعَة‪.%122 :‬‬

‫• النهو الذٌ كاى َهكى أى َتحمك‪.%149 :‬‬

‫وبالنسبة للمَهة الهضافة زادت بنسبة ألل بـ‪ %10.9‬هى النسبة التٍ كانت ستتحمك‬
‫فٍ حالة الفرضَة الهذكورة‪ .‬وبؽض النظر عى هذه النتابج فاْهم أى نكتشؾ ها اضطر‬
‫حكوهة الضباط إلً هذه السَاسة التٍ هٍ بهثابة اٖتجاه نحو الؽلة الهتنالصة (هى حَث‬
‫المَهة) وهٍ الحكوهة التٍ كاى هدفها اْسهً علً الصعَد اٖلتصادٌ هو زَادة الدخل‪.‬‬
‫وٖ َجب أى ننسً أى ضعؾ دراسات الجدوي وسوء أدارة ونمص العهالة الهاهرة‬
‫أدوارا فٍ تحمَك الؽلة الهتنالضة‪،‬‬
‫ا‬ ‫والتشؽَل ؼَر الكاهل للهشارَع الجدَدة‪ ،‬كلها لعبت‬
‫بأضافة إلً خَار الهحافظة علً نهط اٖستهٗن‪ ،‬ورشوة الجهاهَر‪ .‬والخٗصة أى‬
‫التؽَرات الهَكلَة فٍ الصناعة هى جراء السَاسة الناصرَة كانت تسَر نحو تعهَك‬
‫ههثٗ فٍ التصنَع الجزبٍ التابع للخارج‪ ،‬هع هزَد هى التهحور حول‬ ‫ا‬ ‫التخلؾ ‪ -‬التبعَة‪،‬‬
‫الصناعة فٍ البلداى الرأسهالَة‪ ،‬وهزَد هى عجز الصناعة عى حفز النشاط اٖلتصادٌ‬
‫ككل‪ .‬وكاى إحٗل الواردات هى السلع الوسَطة هو اِخر عهلَة هعالة بحكم ضَك‬
‫السوق‪ .‬ولها كاى إنشاء صناعات تجهَزَة علً نطاق واسع ٖ َنسجم هع بماء نفس‬
‫البنَة اٖلتصادَة ‪ -‬اٖجتهاعَة‪ ،‬تكوى التؽَرات الهَكلَة الهذكورة إَذاناا بؤزهة جدَدة‪ .‬إذ‬
‫َصبح التوسع الوحَد الههكى بعد تشبع السوق بكل بدابل الواردات اٖستهٗكَة‬
‫والوسَطة هو التوسع فٍ أنتاج للتصدَر‪ ،‬أٌ هزَد هى اٖختٗل لصالح المطاع‬
‫التصدَرٌ‪ ،‬ها لم َتكوى طلب علً أنواع جدَدة هى الهنتجات اٖستهٗكَة والوسَطة‪ٖ ،‬‬
‫َنجح أَضاا فٍ حفز توسع جدَد‪ .‬فإى إحٗل الواردات ككل َصبح عابماا أهام هزَد هى‬
‫أحٗل رأسًَّا وأفمًَّا بها َإدٌ إلَه هى أزهة الهدفوعات‪ ،‬وهذا ها سنتناوله بعد للَل‪.‬‬

‫* النهو‪:‬‬
‫رؼم اٖنطباع الذٌ لدهته أجهزة أعٗم الناصرَة بتحمَك طفرات كبَرة فٍ تنهَة‬
‫الصناعة‪ ،‬ورؼم لوة هذا اٖنطباع لدي هعظم الهثمفَى‪ ،‬لم َشهد دور الصناعة الفعلٍ فٍ‬
‫ا‬
‫تحوٖ جذرًَّا بنفس المدر الذٌ َعطَه اٖنطباع الهذكور‪ .‬ورؼم الزعم‬ ‫اٖلتصاد الهحلٍ‬
‫بإنشاء صرح صناعٍ هابل‪ ،‬تفضح الحمابك الهوضوعَة الهباشرة زَؾ التصنَع‬
‫الناصرٌ‪ ،‬وتظهر حمَمة الدور الهتواضع الذٌ لاهت به الصناعة الهصرَة فٍ اٖلتصاد‪،‬‬
‫رؼم الخطة الخهسَة الشهَرة‪ .‬ولم َنتج هذا عى عجز الناصرَة فحسب بل وعى‬
‫هحدودَة طهوحاتها أَضاا‪ ،‬كها أى الصناعة لم تحصل هى الضباط علً نفس الدرجة هى‬
‫اٖنتباه الذٌ صورته الدعاَة الرسهَة‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫(‪)521‬‬
‫جدول (‪)63‬‬
‫هعدل النهو السنوٌ للناتج‬
‫السنة‬
‫الصناعٍ (‪)%‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1956-1952‬‬
‫‪6.5‬‬ ‫‪1961-1957‬‬
‫‪8.5‬‬ ‫‪1965-1960‬‬

‫وهذه الهعدٖت لَست ضخهة‪ ،‬بالنسبة إلً هعدٖت النهو التٍ تحممت فٍ بلداى هتخلفة‬
‫أخري‪ ،‬أو كانت هتخلفة‪ ،‬تحكهها أنظهة عهَلة‪ ،‬وٖ َزعم أحد أنها حكوهات ثورَة أو‬
‫اشتراكَة‪ .‬فمد بلػ هعدل نهو الصناعة التحوَلَة فٍ إَراى ‪ %14‬سنوًَّا فٍ عهد‬
‫الشاه(‪ ،)522‬وبلػ فٍ شرق آسَا ‪ %35-16‬سنو ًَّا خٗل الستَنات‪ ،‬كها بلػ هعدل نهو‬
‫أنتاج ككل فٍ هذه البلداى ‪ %10-7‬سنوًَّا خٗل نفس الفترة(‪.)523‬‬

‫ولم تحصل الصناعة علً نسبة عالَة هى هجهل اٖستثهارات تناسب اْهداؾ الهعلنة‬
‫هى جانب حكوهة زعهت أنها تمَم صر احا صناعًَّا فٍ هصر‪ .‬ولد بلؽت حصة الصناعة هى‬
‫اٖستثهارات ها َؤتٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)64‬‬

‫حصة الصناعة هى اٖستثهارات (‪)%‬‬


‫(‪)524‬‬
‫(هتوسط سنوٌ)‬

‫‪%‬‬ ‫السنة‬

‫‪23.8‬‬ ‫‪1957/1956-1953/1952‬‬
‫‪25.7‬‬ ‫‪1960/1959-1958/1957‬‬
‫‪26.6‬‬ ‫‪1965/1964-1961/1960‬‬
‫‪27.4‬‬ ‫‪1972/1971-1970/1969‬‬

‫سا‪ ،‬فكاى ألصاه هو ‪ %1.2‬خٗل سنوات‬ ‫كذلن لم َكى هعدل زَادة إنتاجَة العاهل هلهو ا‬
‫‪ ،1965-1960‬ولم تنجح هساعٍ الحكوهة فٍ حث العهال علً زَادة أنتاج‪ ،‬إذ ولفت‬

‫(‪ )521‬وفماا لهعطَات هابرو‪ ،‬هابرو & رضواى‪.‬‬


‫(‪ )522‬فرَد هالَداٌ‪ ،‬همدهات الثورة فٍ إَراى‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫(‪ )523‬سهَر أهَى‪ ،‬التطور الٗهتكافا‪ ،‬دراسة فٍ التشكَٗت اٖجتهاعَة للرأسهالَة الهحَطَة‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫(‪ )524‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪289‬‬
‫عواهل هوضوعَة أهام ذلن‪ ،‬هنها علً سبَل الهثال نهو العهالة الفابضة والطالة العاطلة‬
‫خٗل الستَنات‪ ،‬بسبب سوء أدارة ونمص لطع الؽَار‪ .‬كذلن لعب نمص العهالة الهاهرة‬
‫دورا هه ًّها فٍ عرللة زَادة أنتاجَة‪ ،‬ولم تحاول الحكوهة جدًَّا توفَرها‪ .‬وكاى هى أهم‬
‫ا‬
‫اْسباب استجابة الحكوهة لطهوحات أنتلَجَنسَا‪ ،‬بالتوسع فٍ التعلَم النظرٌ والجاهعٍ‬
‫علً حساب التعلَم الفنٍ‪ .‬ورؼم الطالات العاطلة وثبات أنتاجَة تمرَباا تفشت ظاهرة‬
‫تراكم الهخزوى السلعٍ بسبب ضعؾ الموة الشرابَة رؼم تحسى أحوال الفبات الوسطً‬
‫فٍ أوابل الستَنات‪ .‬فلم َكى هَكل النهو الصناعٍ هتسماا هع حجم السوق الهحلٍ‪ ،‬ولم‬
‫تتبع الناصرَة سَاسة كفَلة بتوسَع السوق إلً ألصً حد ههكى‪ ،‬كها فشلت فٍ تصدَر‬
‫بعض السلع الملَلة التٍ كانت هخصصة للتصدَر‪ .‬وتعنٍ لنا زَادة ساعات العهل هع‬
‫وجود بطالة همنعة واسعة وجود شٍء فرَد فٍ اٖلتصاد‪ ،‬فالطالة العاطلة فٍ الصناعة‬
‫وأزهة الهخزوى السلعٍ وأزهات نمص أنتاج كانت هتٗزهة‪ .‬هذه الظواهر تعنٍ أى أزهة‬
‫الصناعة هٍ أزهة هركبة‪ :‬أزهة فَض إنتاج وأزهة نمص إنتاج‪ :‬أزهة رأسهالَة وأزهة‬
‫لبل رأسهالَة فٍ نفس الولت‪ .‬والهسؤلة تتضهى ضهى ها تتضهى فوضً أنتاج‬
‫الهطلمة‪ :‬تفاوت هستوي أدارات وتناحرها ‪ -‬اختٖٗت شدَدة فٍ ههارات العهال وكثافة‬
‫رأس الهال ‪ -‬النهو الهتفاوت بشدة‪.‬‬

‫فٍ ‪ 1952‬كانت الصناعة والكهرباء تهثل ألل هى ‪ %10‬هى الناتج الهحلٍ الخام‪،‬‬
‫وكانت الحكوهة تستهدؾ رفع هذه النسبة إلً ‪ %30‬فٍ نهاَة خطة ‪،1965-1960‬‬
‫ولكنها لم تنجح فٍ أكثر هى هضاعفتها‪:‬‬

‫جدول (‪)65‬‬
‫(‪)525‬‬
‫نسبة هساههة الصناعة والكهرباء فٍ الناتج الهحلٍ (‪)%‬‬

‫‪%‬‬ ‫السنة‬

‫‪13.8‬‬ ‫‪1956/1955‬‬
‫‪20.9‬‬ ‫‪1961/1960‬‬
‫‪22.7‬‬ ‫‪1965/1964‬‬

‫وتظل هذه النسب هحدودة بالنسبة لبلد َدعٍ حكاهه أنهم حمموا ثورة صناعَة‪ .‬همابل‬
‫ذلن بلؽت هساههة الصناعة فٍ الناتج الهحلٍ فٍ اْرجنتَى والبرازَل وتشَلٍ‬
‫وأوروجواٌ ‪ )526(%32-26‬رؼم أنها جهَعاا بلداى هتخلفة‪.‬‬

‫(‪ )525‬هابرو & رضواى‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫(‪) 526‬‬
‫فَكتور فولسكٍ‪ ،‬النهوذج الرأسهالٍ فٍ أهرَكا الٗتَنَة‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫أها نصَب الصناعة هى لوة العهل فظل هحدوداا للؽاَة وَدور حول ‪ ،%10‬بلؽت‬
‫‪ %11‬فٍ هنتصؾ الستَنات‪ .‬ولكى إذا وضعنا فٍ اٖعتبار سَاسة التشؽَل والبطالة‬
‫الهمنعة تكوى هذه النسبة ألل‪ ،‬كذلن تكوى ألل بدرجة هلحوظة إذا أخذنا فٍ اٖعتبار‬
‫الصناعة الكبَرة فمط‪ ،‬ففٍ هذه الحالة تكوى العهالة الصناعَة ألل هى ‪ %4‬هى هجهل‬
‫العهالة عام ‪ %7 ،1952‬فٍ ‪ 1965‬شاهلة العهالة الزابدة‪ .‬كذلن انتمل جزء هى العهالة‬
‫الفابضة هى الزراعة إلً المطاعات الثالثَة‪.‬‬

‫جدول (‪)66‬‬
‫(‪)527‬‬
‫همارنة بَى هعدل نهو العهالة وهعدل نهو السكاى‬
‫هعدل نهو عدد السكاى‬ ‫هعدل نهو لوة العهل‬
‫السنة‬
‫(‪)%‬‬ ‫الفعلَة (‪)%‬‬
‫‪2.38‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪2.54‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪2.31‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1976‬‬

‫وَوضح هذا الجدول أى التصنَع الناصرٌ‪ ،‬بجانب النهو الهلهوس للمطاعات ؼَر‬
‫الهنتجة للمَهة الهضافة‪ ،‬لم َستطع أى َرفع هى هعدل نهو الموة العاهلة‪ .‬وفمط فٍ عصر‬
‫اٖنفتاح وعوابد العاهلَى بالخارج زاد هعدل التشؽَل إلً أكثر هى الضعؾ وتجاوز هعدل‬
‫زَادة عدد السكاى‪ ،‬وهٍ هفارلة تستحك اٖنتباه‪.‬‬

‫وهنان أهر آخر َستحك الذكر‪ ،‬فتؤثَر نهو الصناعة علً العهالة الزراعَة كاى هو‬
‫اِخر سلبًَّا‪ .‬فهى الهتولع أى َزداد عدد العاهلَى بالصناعة علً حساب عدد العاهلَى‬
‫بالزراعة فٍ حالة النهو الهتوازى ٖلتصاد حدَث‪ ،‬ظاهرة وجدت فٍ كل البلداى التٍ‬
‫تطورت‪ ،‬ها لم َحدث ظرؾ استثنابٍ‪ ،‬هثل حدوث توسع هابل فٍ هساحة اْرض‬
‫الهزروعة‪ .‬ولكى التنهَة الناصرَة لم تإد إلً الظاهرة الهذكورة‪:‬‬

‫جدول (‪)67‬‬
‫(‪)528‬‬
‫تطور عدد العاهلَى بالزراعة (بالهلَوى)‬

‫العهالة الزراعَة‬ ‫السنة‬

‫‪4.086‬‬ ‫‪1947‬‬

‫(‪ )527‬عبد النبٍ الطوخٍ‪ ،‬تحلَل التؽَرات فٍ خصابص الموي العاهلة فٍ هصر (‪.)1974-47‬‬
‫(‪ )528‬نفس الهرجع‪.‬‬
‫‪291‬‬
‫‪4.406‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪4.468‬‬ ‫‪1966‬‬

‫وهى ‪ 1966-47‬زادت هساحة اْرض الهزروعة بـ‪ 701‬ألؾ فداى هتضهنة أرض‬
‫هدَرَة التحرَر‪ ،‬وهٍ زَادة ٖ تعلل زَادة عدد العاهلَى بالزراعة إٖ فٍ حالة بماء‬
‫أسالَب الزراعة كها هٍ‪ ،‬أٌ أى دور الصناعة فٍ تطوَر الزراعة ٖ َذكر‪.‬‬

‫و‪,‬لد تراجع فَها بعد عدد العاهلَى بالزراعة هع ثبات هساحة اْرض الهزروعة‬
‫نظرا لهجرة الفٗحَى إلً بلداى الخلَج ولَبَا للعهل‪ ،‬ولَس إلً الهصانع‬‫ا‬ ‫تمرَباا‪،‬‬
‫دورا حاس اها فٍ استَعاب العهالة ولم تستطع‬
‫الناصرَة‪ .‬والخٗصة أى الصناعة لم تلعب ا‬
‫أى تولؾ فَض لوة العهال‪.‬‬

‫وشهدت الفترة أَضاا زَادة فٍ دور الصناعة فٍ الصادرات كاِتٍ‪:‬‬


‫(‪)529‬‬
‫جدول (‪)68‬‬

‫هساههة المطى الخام فٍ‬ ‫صادرات الؽزل والنسَج‬ ‫نسبة السلع الهصنعة‬
‫الصادرات (‪)%‬‬ ‫وحدها هى الصادرات (‪)%‬‬ ‫فٍ الصادرات (‪)%‬‬
‫السنة‬
‫‪87.3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪72.8‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪1956/55‬‬
‫‪70.8‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪18.1‬‬ ‫‪1960/59‬‬
‫‪64.4‬‬ ‫‪11.3‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪1961/60‬‬
‫‪58.8‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪25.6‬‬ ‫‪1962/61‬‬
‫‪52.5‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪21.6‬‬ ‫‪1963/62‬‬
‫‪49.2‬‬ ‫‪13.9‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪1964/63‬‬
‫‪55.9‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪24.7‬‬ ‫‪1965/64‬‬
‫‪44.5‬‬ ‫‪19.6‬‬ ‫‪31.2‬‬ ‫‪1968/67‬‬
‫‪49.1‬‬ ‫‪16.7‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪1970/69‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪1971‬‬

‫(‪ )529‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.287‬‬


‫‪292‬‬
‫دورا هتزاَد اْههَة فٍ الصادرات‪ ،‬ولكى‬
‫وهى الواضح أى الصناعة لد راحت تهثل ا‬
‫التعاهل هع الكهَات وحدها لد َمود إلً استنتاجات خادعة‪ ،‬ولذلن سنحاول تحلَل هذه‬
‫الظاهرة‪:‬‬

‫‪ - 1‬فاق هعدل انخفاض نصَب المطى فٍ الصادرات داب اها هعدل زَادة نصَب السلع‬
‫الهصنعة‪ ،‬وكاى الفرق َتهثل بشكل أساسٍ فٍ صادرات اْرز‪ .‬كها كانت نسبة الصادرات‬
‫هى الؽزل والهنسوجات إلً هجهل الصادرات الصناعَة كبَرة للؽاَة‪ .‬ولد وصؾ هابرو ‪-‬‬
‫رضواى هذه الظاهرة بالحك بإحٗل الصادرات‪ .‬إذ خصصت الدولة جز اءا ها ًّها هى إنتاج‬
‫الؽزل والنسَج للتصدَر بسبب انخفاض أسعار المطى الخام‪ ،‬كذلن زَدت الهساحة‬
‫الهخصصة لزراعة اْرز‪ ،‬للتصدَر علً حساب الهساحة الهزروعة لطناا‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن‬
‫أى التدهور الهتوالٍ ْسعار المطى ساهم فٍ انخفاض نصَب اْخَر هى لَهة الصادرات‬
‫لحساب اْرز والهنسوجات‪ ،‬وإذا ها حسبنا دوره هى حَث الكهَات الهصدرة فسنجد أى‬
‫اٖنخفاض َعود جزبًَّا إلً التؽَرات السعرَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أها ظاهرة إحٗل الصادرات فهٍ اْخري ذات هؽزي ٖ عٗلة له باٖستمٗل‬
‫عجزا عى اٖستهرار فٍ السوق العالهٍ بسلعة وحَدة‬‫ا‬ ‫اٖلتصادٌ‪ ،‬فاٖلتصاد بات أكثر‬
‫تمرَباا هٍ المطى‪ ،‬هها دفع الحكوهة إلً هحاولة التحام هجاٖت إنتاج تصدَرٌ جدَدة‪.‬‬
‫ورؼم أنها لم تحمك نجاحات كبَرة فٍ هذا الهجال‪ ،‬كها سنري بعد‪ ،‬فمد حافظت علً‬
‫وجود لطاع تصدَرٌ له أههَته‪ .‬وإذا كنا حتً اِى نتحدث عى الصناعة‪َ ،‬كوى استنتاجنا‬
‫صا‬
‫صا للتصدَر‪ ،‬خصو ا‬ ‫اْساسٍ بهذا الصدد هو أى جز اءا هى أنتاج الصناعٍ كاى هخص ا‬
‫الهنسوجات‪ ،‬بسبب تدهور اْسعار العالهَة للمطى‪ ،‬وبالتالٍ كاى هى الضرورٌ إبداله‬
‫بصادرات بؤخري‪.‬‬

‫صا لتطور‬‫وهى الههم أى نٗحظ جَداا أى نهو الصادرات الصناعَة لم َكى نتا اجا خال ا‬
‫الصناعة وبالتالٍ زَادة لدرتها التنافسَة فٍ السوق الدولٍ‪ .‬فمد توجهت هعظم‬
‫الهصنوعات الهصدرة إلً أسواق الكوهَكوى طبماا لنظام اٖتفالات الثنابَة‪ ،‬ولد وفر هذا‬
‫الوضع للدولة هى العهٗت الصعبة ها كاى َنبؽٍ دفعه همابل الواردات إذا تم استَرادها‬
‫ونظرا لرداءة هعظم الصادرات الهصنعة لهصر الناصرَة (جزء‬ ‫ا‬ ‫هى البلداى الرأسهالَة‪.‬‬
‫كبَر هنها هصنوعات حرفَة ردَبة)‪ ،‬فإى اْهر َتضهى عنصر هنحة هى جانب البلداى‬
‫اٖشتراكَة‪ ،‬نتَجة لطبَعة العٗلات السَاسَة بَى الطرفَى فٍ تلن الفترة‪ ،‬بأضافة إلً‬
‫انخفاض درجة الجودة الهطلوبة فٍ أسواق هذه الدول بالذات‪.‬‬

‫كاى الهدؾ والهَل العام للتنهَة هو زَادة الحجم الهطلك للناتج الهحلٍ أجهالٍ‪،‬‬
‫نظرا ٖرتفاع التكلفة الحدَة لٗستثهار فٍ الهجاٖت اْخري هٍ الهجال‬
‫وكانت الصناعة ا‬
‫اْكثر هٗءهة لتحمَك هذا الؽرض‪ .‬ورؼم هذا لم َكى اٖهتهام بالتنهَة الصناعَة كافَاا‬
‫لتحمَك هعدل كبَر لنهو الناتج الهحلٍ الذٌ بلػ فٍ أوجه ‪ %5.7‬خٗل خطة ‪-1960‬‬
‫‪( 1965‬بلػ فٍ الَاباى ‪ %14‬فٍ نفس الفترة‪ ،‬والَاباى هٍ اْخري تتهَز بارتفاع‬
‫التكلفة الحدَة لٗستثهار فٍ هجاٖت هثل الزراعة والتعدَى)‪ .‬ولم تتحمك أبداا اْحٗم‬
‫‪293‬‬
‫كثَرا للخَال‪،‬‬
‫ا‬ ‫الوردَة التٍ كتبت فٍ أوراق الخطط اٖلتصادَة‪ ،‬ولذلن جاء الوالع هخالفاا‬
‫ا‬
‫ههتازا فٍ الدعاَة‪ ،‬ولذلن خلك انطباعاا وههًَّا عى‬ ‫والخَال وحده هو الذٌ احتل والعاا‬
‫ثورة صناعَة‪.‬‬

‫واْهر هنذ اِى فصاعداا لى َتعلك بالصناعة كفى إنتاجٍ وإنها ببنَتها اٖجتهاعَة‪،‬‬
‫وسوؾ َتضح ها نعنَه فٍ الصفحات التالَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬أفك إحٗل الواردات‪:‬‬

‫بَنها كاى علً الصناعة الهصرَة أى تواجه فٍ أعماب كل ظرؾ استثنابٍ أزهة‪ ،‬كاى‬
‫علَها أَضاا ولم َكى أهاهها إٖ أى تتوسع هى جدَد‪ ،‬فكانت باستهرار تعَد إنتاج أزهتها‬
‫إنتا اجا هوس اعا‪ .‬ولد تناولنا هى لبل كَؾ كانت البنَة اٖجتهاعَة للصناعة‪ ،‬أٌ الطابع‬
‫الداخلٍ لرأس الهال الصناعٍ‪ ،‬التجارٌ فٍ جوهره‪ ،‬هٍ العاهل الكاهى خلؾ اْزهة‪ .‬ولد‬
‫تجلً فٍ هع اناة الصناعة هى خٗل أسلوب التصنَع ٔحٗل الواردات هى السلع‬
‫اٖستهٗكَة ثم الوسَطة‪ .‬وكانت ”هؤثرة“ الناصرَة التٍ خدعت الهثمفَى تتهثل فٍ حفز‬
‫التحول هى أحٗل هحل الواردات هى السلع اٖستهٗكَة إلً السلع الوسَطة‪ ،‬جزبًَّا‪،‬‬
‫بأضافة إلً السلع الدابهة‪ ،‬بشكل أساس ٍ‪ .‬وَبدو اْهر كها لو كاى هنان هَل لها أسهاه‬
‫البعض ”تهحور اٖلتصاد حول ذاته“‪ ،‬أو تحمَك اٖستمٗل اٖلتصادٌ‪ .‬ولكٍ نضع‬
‫استنتاجات صحَحة علَنا أى نحلل ا‬
‫أوٖ هؽزي هذا اٖنتمال‪ .‬ولد سبك أى حللنا هذا الهَل‬
‫صا‪ .‬وَبمً‬ ‫الهوضوعٍ ٔدخال صناعة السلع الوسَطة إلً هصر بعد الحرب الثانَة خصو ا‬
‫اِى أى نجَب علً هذا السإال‪ :‬هل َهكى أى تكوى خطوة إحٗل الواردات هى السلع‬
‫الوسَطة اتجا اها نحو خطوة جدَدة تالَة‪ ،‬إحٗل الواردات هى السلع التجهَزَة لكٍ تنتهٍ‬
‫ظاهرة التخلؾ والتبعَة؟‬

‫أ ‪ -‬صناعة السلع التجهَزَة لَست هٍ عٗهة التمدم بالضرورة‪ .‬فتمدم البشر ووسابل‬
‫أنتاج بحَث َكوى اٖلتصاد كف اإا لٗلتصاد الدولٍ‪َ ،‬ضهى عٗلة هتكافبة هع اْخَر‪ ،‬كها‬
‫َضهى هستوي هعَشة هرتف اعا ولدرة علً أبداع والتعاهل هع اِخرَى بندَة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ب ‪َ ٖ -‬تحمك اٖستمٗل الموهٍ باستَراد هَكل التصادٌ هتكاهل‪ ،‬وإنها بإلاهته فٍ‬
‫الداخل انطٗلاا هى الظروؾ الخاصة لكل بلد وفماا ٖحتَاجات الهجتهع فٍ كل هرحلة هى‬
‫هراحل تطوره‪ .‬أها إحٗل الواردات فكاى َعنٍ هزَداا هى تدعَم نهط اٖستهٗن التابع فٍ‬
‫الداخل‪ ،‬حتً لو جاء ت الخطوة الثالثة‪ :‬إحٗل السلع التجهَزَة ٖستهر نفس الوضع‪.‬‬
‫كاهٗ أبداا‪ ،‬فسلع جدَدة تظهر وتؤتٍ وتدخل إلً نهط‬ ‫ا‬ ‫ونٗحظ أى أحٗل ٖ َكوى‬
‫اٖستهٗن‪ ،‬هها َحفز هى جدَد عهلَة إحٗل الواردات بعد فترة تعثر فٍ فترة التشبع‪،‬‬
‫ولكى َؤتٍ اٖنطٗق هى جدَد هع تطور نهط اٖستهٗن فٍ الؽرب‪ ،‬وَنتمل إلً البلد‬
‫الهتخلؾ‪ .‬ولذلن َٖنتهٍ أحٗل أبداا إذا استهرت التبعَة وهَهنة رأس الهال التجارٌ‪.‬‬
‫وهى الواضح أى إحٗل الواردات َعبر عى خضوع أنتاج لٗستهٗن‪ ،‬هى خٗل التبادل‪،‬‬

‫‪294‬‬
‫لذلن فخطوة جدَدة فٍ عهلَة أحٗل تساوٌ الخضوع اْعهك هى جانب أنتاج‬
‫اٖستهٗن وتساوٌ تعهَك هَهنة التبادل علً هجهل اٖلتصاد‪.‬‬

‫ج ‪ -‬إى الخطوة الجدَدة والتالَة لها بأضافة إلً كونها خطوة نالصة وؼَر لابلة‬
‫لٗكتهال بفضل التطور الهتواصل للعالم الرأسهالٍ‪ ،‬هٍ كها أسلفنا خطوة إلً اْهام‪،‬‬
‫حَث أنشبت صناعات أحدث وأرلً تكنولوجًَّا‪ ،‬ولكنها تظل خطوة إلً اْهام فٍ إطار‬
‫التخلؾ‪ ،‬لَست نفَه‪ .‬إنها تعنٍ إعادة اٖندهاج فٍ السوق الدولٍ بشروط اْخَر‪ ،‬هى‬
‫هولع الدونَة‪ ،‬فكل عهلَة إنتاج تتطلب إعادة أنتاج‪ ،‬وعلً أساس تطور أنتاج فٍ‬
‫السوق الدولٍ َكوى علً التخلؾ أى َعَد إنتاج ذاته باعتباره كذلن‪ ،‬ولكى فٍ ثوب جدَد‬
‫لكٍ َستطَع أى َستهر فٍ السوق الدولٍ‪ .‬وهذا النوع هى النهو اٖلتصادٌ هو ها َسهً‬
‫بنهو التخلؾ‪.‬‬

‫د ‪ -‬إى الخطوة الناصرَة بأضافة لها سبك لم تكى أَضاا كافَة هى الناحَة الكهَة‬
‫ٔعادة إدهاج اٖلتصاد فٍ السوق الدولٍ بالشكل اْهثل‪ .‬وبالتحدَد كانت الخطوة إلً‬
‫اْهام خطوة صؽَرة بالمَاس إلً التطور الهابل فٍ السوق الدولٍ‪ ٖ ،‬تمارى بخطوات‬
‫وهتؤخرا‬
‫ا‬ ‫الهند وأهرَكا الٗتَنَة ثم شرلٍ آسَا‪ .‬وبذلن ظلت هصر الناصرَة بلداا هتخلفاا‬
‫أَضاا بالمَاس لبلداى هتخلفة أخري ولفت فٍ طلَعة العالم الثالث علً صعَد اٖلتصاد‪.‬‬
‫وكاى هذا هو الثهى الذٌ دفعته هصر لماء الناصرَة‪ ،‬التٍ تعنٍ فٍ النهاَة بالنسبة لنا‬
‫فشل الثورة الشعبَة وفشل الطبمة الهسَطرة فٍ لهعها‪ ..‬وكانت ضهى النتابج أى تخلت‬
‫هصر عى هولعها فٍ طلَعة البلداى الهتخلفة لبلداى أخري‪..‬‬

‫* عواهل وآلَات التوجه نحو إحٗل الواردات‪:‬‬


‫أوٖ‪ :‬علً الهدي المصَر‪ :‬ضَك اْفك الهوضوعٍ للحكوهة نفسها بحكم ارتباطها‬ ‫ا‬
‫بالنظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬وارتباطها ؼَر الهباشر بالتالٍ بالطبمة الهسَطرة‪ ،‬وهٍ الطبمة‬
‫الهستفَدة هى الطابع الهتخلؾ للبنَة اٖلتصادَة‪ .‬ولذلن انحصر هدفها هى عهلَة التنهَة‬
‫الصناعَة فٍ زَادة الدخل الموهٍ دوى ها اهتهام بتثوَر البنَة اٖلتصادَة‪ .‬ولذلن كاى هى‬
‫الطبَعٍ أى تتجه إلً إنشاء وتشجَع الهشارَع التٍ تنسجم هع نهط اٖستهٗن السابد‪،‬‬
‫أٌ هع الطلب الفعال‪ ،‬وهذا َتؤتً بإحٗل الواردات هى السلع اٖستهٗكَة‪ .‬ولم َكى هى‬
‫الههكى أهام الطبمة الهسَطرة أى تتوسع فٍ صناعة إحٗل الواردات المابهة بالفعل بها‬
‫َفوق الطلب الداخلٍ‪ ،‬أٌ هى أجل تصدَرها إلً الخارج‪ ،‬حَث لم تكى اْسواق الخارجَة‬
‫اْساسَة هفتوحة للهصنوعات الهصرَة الردَبة فٍ هعظهها إٖ فٍ أضَك الحدود‪ .‬وحتً‬
‫بوجه عام لم تكى هذه اْسواق هفتوحة للصادرات الهصرَة ككل إٖ بشروط سَاسَة لم‬
‫َكى هى الههكى تمدَهها بالكاهل‪ .‬ولذلن كاى الهخرج الوحَد هو إنشاء هزَد هى‬
‫الصناعات الحالة هحل الواردات هى جدَد‪ ،‬وكاى الهجال الهتاح فٍ ظل نهط اٖستهٗن‬
‫المابم هو صناعة السلع الدابهة والسلع الوسَطة‪ ،‬هع توسع بدرجة ألل فٍ المطاعات‬
‫المابهة بالفعل بمدر هعدل زَادة الطلب الداخلٍ والخارجٍ‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ثانَاا‪ :‬أها علً الهدي الطوَل فكاى التؽَر العضوٌ الحادث فٍ الهجتهعات الرأسهالَة‬
‫َفرض نمل صناعات هعَنة إلً البلداى الهتخلفة‪ .‬بل أخذت أَضاا الدول الرأسهالَة تفتح‬
‫أبوابها أهام هنتجات بعض البلداى الهتخلفة هى الصناعات‪ .‬ولد ترافك هذا هع ‪ -‬أو بهعنً‬
‫أصح ‪ -‬حفَّز نهو صناعات تصدَرَة ضخهة فٍ بعض البلداى الهتخلفة (لَس هنها هصر)‬
‫هنذ أواخر الستَنات‪ .‬وكاى التؽَر العضوٌ الهذكور َفرض ضرورة توسَع أسواق العالم‬
‫الرأسهالٍ فٍ الخارج أهام السلع التجهَزَة علً حساب السلع اٖستهٗكَة جزبًَّا ولد بدأ‬
‫هذا الهَل هنذ عدة عمود سابمة علً الناصرَة‪ .‬لذلن كاى السلون الهتنالض للبلداى‬
‫الرأسهالَة‪ :‬تشجَع الصناعات اٖستهٗكَة فٍ العالم الهتخلؾ دوى السهاح بهنافسة‬
‫هنتوجاته لهنتوجاتها فٍ الداخل إٖ فٍ أضَك الحدود‪ ،‬أٌ فرض لَود علً دخول هنتجات‬
‫العالم الهتخلؾ إلً الهتروبوٖت‪ ،‬ولد تبلور هذا فٍ تشجَع نهو الصناعات الحالة هحل‬
‫الواردات فٍ البلداى الهتخلفة‪.‬‬

‫* دور إحٗل الواردات فٍ حفز نهو التخلؾ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬أدت هذه السَاسة إلً نهو صناعٍ هحدود كهًَّا ولم تنجح هحاوٖت الحكوهة‬
‫لتوسَع السوق إٖ نجا احا هحدوداا(‪ ،)530‬وظل توزَع الموة الشرابَة َهَل بشكل كاسح‬
‫لصالح الطبمة الهسَطرة والطبمات الهتوسطة وأنتلَجَنسَا‪ ،‬ولد اتجهت الحكوهة إلً‬
‫التوسع فٍ إنتاج السلع الدابهة التٍ كانت تلبٍ طلب الفبات الهذكورة‪.‬‬

‫جدول (‪)69‬‬
‫(‪)531‬‬
‫الزَادة فٍ استهٗن بعض السلع الدابهة فٍ الفترة هى ‪1965-1960‬‬

‫‪%215.5‬‬ ‫ثٗجات‬

‫‪%390.1‬‬ ‫ؼساٖت‬
‫‪%1540.9‬‬ ‫سخانات‬
‫‪%115‬‬ ‫بوتاجازات‬

‫بَنها زاد اٖستهٗن هى السلع الؽذابَة الضرورَة فٍ نفس الفترة بنسبة هلهوسة‬
‫ولكى ألل بكثَر‪:‬‬
‫(‪)532‬‬
‫جدول (‪)70‬‬

‫(‪ )530‬ضهى هذه الهحاوٖت‪ ،‬التوسع فٍ البَع بالتمسَط وإلراض الهوظفَى لتهوَل بَع هنتجات لطاع الدولة‪.‬‬
‫(‪ )531‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )532‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫‪%29.4‬‬ ‫المهح‬

‫‪%40.9‬‬ ‫الذرة‬
‫‪%35‬‬ ‫الفول‬
‫‪%14‬‬ ‫العدس‬

‫سا نحو إنشاء الهساكى‬ ‫َضاؾ لهذا أى سَاسة الحكوهة فٍ لطاع أسكاى توجهت أسا ا‬
‫الهٗبهة لكبار الهوظفَى ورجال الدولة‪ ،‬بجانب عدد للَل لهتوسطٍ الهوظفَى والعهال‪.‬‬
‫فكاى نهط اٖستهٗن َحفز إحٗل الواردات‪ ،‬واْخَر َعهك نهط اٖستهٗن الهٗبم للطبمة‬
‫الحاكهة‪ .‬ولد أدي هذا النهط فٍ التنهَة إلً وضع حاجز أهام نهو الصناعة نفسها‪ ،‬فكاى‬
‫جزا عى استَعاب عدَد هى الصناعات الحدَثة‪ْ ،‬ى هذا النوع هى‬ ‫السوق الهحلٍ عا ا‬
‫الصناعات ٖبد أى َمام بؤحجام ضخهة تفوق حجم السوق الهصرٌ بكثَر لكٍ َنتج بتكلفة‬
‫هعمولة‪ ،‬ولذلن لم َكى بعضها ناج احا ولم َمم بعضها اِخر‪ ،‬بَنها ظهرت الطالة العاطلة‬
‫فٍ صناعات عدَدة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬بعد فترة طوَلة هى اتباع سَاسة إحٗل الواردات تبَى أى تحمَك فابض فٍ هَزاى‬
‫الهدفوعات‪ ،‬أو حتً خفض العجز واٖستؽناء عى التهوَل الخارجٍ كاى هجرد سراب‪.‬‬
‫فإحٗل الواردات هى السلع اٖستهٗكَة لد أدي فٍ الهمابل إلً زَادة الواردات هى السلع‬
‫التجهَزَة والوسَطة‪ .‬وبؽض النظر اِى عى أثر ذلن علً اٖستمٗل اٖلتصادٌ‪ ،‬فمد‬
‫كانت اِثار اٖلتصادَة الهباشرة ٔحٗل الواردات وخَهة‪ .‬وحتً إذا كاى هى الهحتهل أى‬
‫تكوى هذه السَاسة لد خففت هى العجز الهحتهل فٍ الهدفوعات فٍ حالة التولؾ عى‬
‫التصنَع‪ ،‬فهذا التخفَؾ كاى باهظ الثهى‪ .‬وَمدر هصطفً السعَد تكلفة توفَر دوٖر واحد‬
‫بتصنَع الؽزل بـ‪ 55.9‬لرشاا عام ‪ 69.7 ،1960‬لرشاا عام ‪ ،66‬وبالنسبة للهنسوجات‬
‫عام ‪ 1966‬بلؽت ‪ 85‬لرشاا(‪ . )533‬وبوجه عام كاى إحٗل الواردات بهمدار وحدة واحدة‬
‫َتطلب استَراد ها لَهته ‪ 630‬هلَ اها(‪ ،)534‬وكانت نسبة المَهة الهضافة إلً لَهة الهنتج‬
‫نظرا لصؽر حجم الهشارَع ونمص العهالة‬ ‫ا‬ ‫ضبَلة للؽاَة بسبب ارتفاع التكلفة(‪،)535‬‬
‫الهاهرة وسوء أدارة‪ .‬ولنٗحظ أى سعر الدوٖر فٍ ذلن الولت كاى نحو ‪ 40‬لرشاا‬
‫هصر ًَّا‪.‬‬

‫وكاى اٖعتهاد علً نهط اٖستهٗن المابم َعنٍ بالطبع ضرورة نمل التكنولوجَا‬
‫اْجنبَة وإعادة استَرادها باستهرار‪ ،‬رؼم أنها ٖ تكوى هٗبهة داب اها للسوق‬

‫(‪ )533‬هصطفً السعَد‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬


‫(‪ )534‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫فهثٗ لُ ّدِرت نسبة العادم فٍ صناعة الهنسوجات المطنَة فٍ هصر بـ‪ %12‬وفٍ إنجلترا بـ‪( %5‬خٗل الستَنات)‪.‬‬
‫ا‬ ‫(‪) 535‬‬

‫حازم سعَد عهر‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬


‫‪297‬‬
‫الهحلَة(‪ .)536‬ولكى ْى التكنولوجَا كانت تتطور فٍ البلداى الرأسهالَة بسرعة بالؽة‪ ،‬لم‬
‫َكى استَرادها بنفس الهعدل ههكناا بسبب ارتفاع أسعارها‪ ،‬لذلن لم َكى أحٗل هحل‬
‫كاهٗ‪ ،‬فظلت السلع اْجنبَة هتفولة علً هثَٗتها الهصرَة واستهر استَراد‬ ‫ا‬ ‫الواردات‬
‫السلع الفاخرة هى الخارج بواسطة تجار الشنطة والههربَى هى كل صنؾ‪ ،‬حتً فٍ حالة‬
‫وجود عوابك لانونَة‪.‬‬
‫ا‬
‫استبداٖ نهابًَّا َجب أى َسبك اٖلتصاد الهحلٍ‬ ‫فلكٍ َكوى استبدال السلع اْجنبَة‬
‫التكنولوجَا ٖ أى َلحك بها‪ .‬وهذه هسؤلة حاسهة فٍ لضَة التنهَة‪ .‬فإى إنشاء صناعات‬
‫بدوى البحث واٖبتكار وإنتاج التكنولوجَا= تكرَس التبعَة والفشل فٍ النهاَة‪.‬‬

‫ولمد تعهمت كل هى التبعَة التكنولوجَة والهالَة كها سنري فَها بعد بالتفصَل‪ ،‬وكاى‬
‫اٖتجاه نحو زَادة الواردات هى السلع التجهَزَة َعنٍ أى السوق الهصرٌ لهذه الهنتجات‬
‫كاى َتسع‪ ،‬هها َنسجم هع التؽَر العضوٌ الحادث فٍ بنَة النظام الرأسهالٍ‪ ،‬أوروبا‬
‫الؽربَة ‪ -‬أهرَكا الشهالَة ‪ -‬الَاباى‪.‬‬

‫ج ـ َإدٌ إحٗل الواردات إلً إدخال الصناعة الحدَثة ولكنه ٖ َعنٍ تصنَع البنَة‬
‫اٖلتصادَة ككل‪ .‬فالواردات فمط هى السلع الجاهزة تصنع بؤحدث الوسابل‪ ،‬أها لطاعات‬
‫اٖلتصاد الهحلَة فٗ َجرٌ تحدَثها إٖ فٍ أضَك نطاق‪ .‬وبَنها َكوى المطاع اْول آخذاا‬
‫هتؤخرا‪ .‬وهذا ها‬
‫ا‬ ‫داب اها فٍ التطور‪ْ ،‬نه َستورد هى الخارج باستهرار‪َ ،‬ظل المطاع الثانٍ‬
‫حدث فٍ هصر الناصرَة‪ .‬فؤدخلت صناعة الصلب وتجهَع السلع الدابهة والجرارات‪،‬‬
‫بَنها ظلت الزراعة بدابَة‪ ،‬وظلت الصناعة الصؽَرة بالؽة التؤخر‪ :‬الهخابز ‪ -‬هنتجات‬
‫اْلباى ‪ -‬الصناعات الخشبَة ‪ -‬الحَاكة ‪ -‬الصناعات الجلدَة‪ ...‬إلخ‪ .‬وحَث تم التوسع فٍ‬
‫إنتاج السَارات وتركَب عربات السكن الحدَدَة‪ ،‬استهر الحهار هو الوسَلة اْساسَة‬
‫لٗنتمال فٍ الرَؾ‪ ،‬ورؼم إنشاء السد العالٍ لتعهل الهصانع الكبَرة بالكهرباء ظل‬
‫الهصدر الربَسٍ للطالة فٍ البٗد عضٗت أنساى والحَواى‪ .‬وحَى جري تؤهَل عشرات‬
‫اْلوؾ هى الههندسَى والعهال الههرة ظلت هعظم لوة العهل هتؤخرة للؽاَة وفٍ حالة‬
‫بطالة فعلَة أو همنعة‪ .‬ذلن أى الصناعة الحالة هحل الواردات هٍ صناعة حدَثة ذات‬
‫كثافة هرتفعة لرأس الهال وههارة هرتفعة للعهل‪ ،‬ولذلن لم تساهم هساههة هلهوسة فٍ‬
‫استَعاب لوة العهل‪ .‬فهمابل زَادة عدد عهال الصناعة بعدة هبات هى اْلوؾ زاد عدد‬
‫العاطلَى أكثر وأكثر وتضاعؾ عدد الهوظفَى أكثر هى هرة‪ ،‬بل وتشبعت الصناعة نفسها‬
‫بالعهالة الفابضة‪.‬‬

‫وفٍ هجال اٖستهٗن الترفٍ‪ ،‬بالنسبة لهستوي هعَشة الؽالبَة العظهً هى السكاى‪،‬‬
‫أصبح أفراد الفبات الوسطً وحتً الدنَا َتطلعوى ٖهتٗن السلع الدابهة‪ ،‬فٍ الولت الذٌ‬

‫(‪ )536‬نحَل المارئ إلً‪ :‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬استراتَجَة التكنولوجَا‪ ،‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬نحو نظام‬
‫التصادٌ عالهٍ جدَد‪ ،‬ص ص ‪.233-226‬‬
‫‪298‬‬
‫ظل فَه الهََٗى َسكنوى اْكواخ فٍ المري والهدى‪ ،‬وتعهك تركب نهط اٖستهٗن بشدة‬
‫داخل الفبة الواحدة‪.‬‬

‫وعلً صعَد أنهاط أنتاج استهر التركَب بَى نهط أنتاج الرأسهالٍ وأنهاط أنتاج‬
‫لبل الرأسهالَة فٍ الزراعة والصناعة‪ ،‬بها فٍ ذلن بصهات هى ألطاع الشرلٍ‪ ،‬أو‬
‫إلطاع الدولة‪ ،‬تسم عهلَة أنتاج ككل‪ .‬ولد أدي إحٗل الواردات إلً حفز الصناعة الحالة‬
‫هحل الواردات وحفز الزراعة التصدَرَة‪ ،‬أٌ حفز التبادل الخارجٍ‪ ،‬وبالتالٍ الداخلٍ‪،‬‬
‫وهى خٗل عهلَة التبادل جرت عهلَة نهو التخلؾ‪.‬‬

‫وفٍ هذا السَاق لم تتؽَر عٗلة الرَؾ بالهدَنة جوهرًَّا‪ ،‬ولم تتؽَر وضعَة الرَؾ فٍ‬
‫البنَة اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة‪ ،‬كوضعَة هتدنَة‪ ،‬بهعنً استهرار الهسؤلة الزراعَة‬
‫بالهعنً الذٌ تناولناه هى لبل‪.‬‬

‫وبالنسبة للصناعات الصؽَرة لم تحدث تؽََرات جذرَة إباى الفترة الناصرَة‪ .‬فاضهحل‬
‫عدد هحدود هنها هثل صناعة الهنسوجات الَدوَة‪ ،‬وورش تبََض النحاس وؼَرها‪ .‬كها‬
‫نشؤت فروع جدَدة هحدودة هثل ورش إصٗح السلع الهعهرة الجدَدة (ثٗجات ‪ -‬تلفزَوى‬
‫‪ -‬ؼساٖت‪ )..‬ولكى لم َتؽَر الحجم النسبٍ لهعظم فروع هذه الصناعات (الخشبَة ‪-‬‬
‫الجلدَة ‪ -‬الطباعة ‪ -‬الهٗبس الجاهزة) إٖ فٍ أضَك الحدود‪ .‬ولد شهدت الصناعة‬
‫تدهورا نسبًَّا هى حَث نصَبها هى المَهة الهضافة فٍ الصناعة حتً عام‬
‫ا‬ ‫الصؽَرة ككل‬
‫سا هرة أخري‪ .‬وهذا الوضع َعكس لنا‬ ‫نهوا هلهو ا‬
‫‪ ،1964/1963‬حَث بدأت تحمك ًّ‬
‫اِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لم َكى النهو الهتحمك فٍ الستَنات كافَاا لحفز نهو واسع النطاق لصناعات‬
‫صؽَرة جدَدة تتهحور حول الصناعات الكبَرة الجدَدة (السلع الوسَطة والسلع‬
‫الهعهرة)‪ ،‬خاصة أى التوسع فٍ هذه النوع هى الصناعة لم َكى كاس احا بسبب ضَك‬
‫السوق الهحلٍ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الخٗصة النهابَة هٍ أى الصناعات الصؽَرة ظلت‪ ،‬رؼم الفرق الكبَر فٍ درجة‬


‫تمدم وسابل أنتاج‪ ،‬فٍ حالة سٗم هع الصناعة الكبَرة‪َ ،‬عهٗى جنباا إلً جنب هع بعض‬
‫التداخل الجزبٍ‪ ،‬ولم َحدث تحول هلهوس فٍ طبَعة العٗلة بَنهها‪.‬‬

‫* سحر الصناعة‪:‬‬

‫فٍ هنتصؾ المرى أصبح النهو الصناعٍ ‪ -‬كها أسلفنا ‪ -‬ضرورة بالؽة الحَوَة‬
‫ٖلتصاد هصر‪ ،‬إذ باتت الصناعة هٍ الهتنفس اْساسٍ ٖلتصاد هختنك باْزهة‪ .‬ولذلن‬
‫أصٗ‪ ،‬لحفز النهو الصناعٍ‪ ،‬ولكى‬‫ا‬ ‫بذلت السلطة الناصرَة ألصً طالتها‪ ،‬الهحدودة‬
‫هحاوٖتها نالت الفشل تلو الفشل‪ .‬ولد دفع الفشل الهتوالٍ والضرورة الهلحة هعاا الضباط‬

‫‪299‬‬
‫ا‬
‫ورهزا‬ ‫ا‬
‫رهزا للنجاح‪،‬‬ ‫إلً الهذَاى باسم الصناعة(‪ ،)537‬وأصبحت الصناعة‪ ،‬أٌ صناعة‪،‬‬
‫سهٍ‬‫لتحمَك العزة والكراهة‪ .‬فصار التؽنٍ بإنجازات الصناعة الهصرَة همابل تارَخ ها ُ‬
‫الهحصول الواحد‪ ،‬رؼم عدم وجود عٗلة لوَة بَى اٖثنَى‪ ،‬وسَلة ٔثبات نجاح سَاسة‬
‫الضباط‪ .‬واختلط اْهر بهفاهَم سحرَة عى الصناعة‪ ،‬فلدي الناصرََى كانت الصناعة هٍ‬
‫هعَار التمدم‪ ،‬والتمدهَة أَضاا‪ ،‬وهرادفاا لٗستمٗل اٖلتصادٌ‪ ،‬وصناعة الصلب بالذات‬
‫دلَٗ علً نهضة صناعَة كبري‪ .‬ولد وصفت خطة ‪ 1965-1960‬الفاشلة بؤنها هحاولة‬ ‫ا‬
‫ٔلاهة بناء التصادٌ هستمل‪ْ ،‬نها‪ ،‬وفماا للدعاَة الناصرَة‪ ،‬لد اهتهت بالتصنَع‪.‬‬

‫طا لد جري بَى هفهوم التصنَع وهفهوم الصناعة‪ .‬واْول َعنٍ تصنَع‬ ‫والحمَمة أى خل ا‬
‫البنَة اٖلتصادَة‪ ،‬أها الصناعة فلَست إٖ أحد لطاعات اٖلتصاد فٍ كل بلداى العالم‪ ،‬وهى‬
‫الههكى أى تنشؤ علً هَبة جزر هعزولة‪ ،‬حتً لو كانت ضخهة‪ ،‬عى بمَة المطاعات‪ ،‬دوى‬
‫أى تموم بدور هحفز لبمَة البنَة‪ ،‬وهذا هو الحال الصناعة فٍ البلداى الهتخلفة‪ .‬وٖ َكفٍ‬
‫استخدام اْرلام الخاصة بحجم اٖستثهار والنهو فٍ الصناعة أو بعدد الهصانع‪ ...‬إلخ‪،‬‬
‫كدلَل علً الثورة الصناعَة أو التمدم أو التمدهَة‪ .‬ولد استخدهت الدعاَة الناصرَة هذا‬
‫النهج الخادع وتلمفته الجهاهَر بإعجاب‪ .‬وهى الهٗحظات الطرَفة فٍ هذا الصدد أى‬
‫نصَب الصناعة هى اٖستثهارات لد ازداد بعد ‪ ،1965‬أٌ بعد فشل الخطة الخهسَة‬
‫الشهَرة (وبلػ ‪ %39‬فٍ أوابل عهد السادات) كها ألَم هشروع َفوق تكنولوجًَّا هصنع‬
‫الصلب‪ ،‬وهو هجهع اْلوهنَوم‪ ،‬والذٌ كاى هدر اجا فٍ الخطط الناصرَة التٍ لم تنفذ‪،‬‬
‫بَنها َٗحظ أى اٖستثهارات الصناعَة فٍ خطة ‪ 1965-60‬كانت ألل هى الهحدد لها‬
‫بـ‪ ،)538(%10‬ولدرها سهَر رضواى بـ‪.)539(%25-20‬‬

‫هها ٖ شن فَه أى نهو الصناعة فٍ حد ذاته فٍ بلد هتخلؾ َعد خطوة ها فٍ طرَك‬
‫تنهَة أنتاج السلعٍ وتوسَع السوق الداخلَة‪ ،‬ولكنه ٖ َساوٌ تحوَل البلد إلً هصاؾ‬
‫البلداى الهتمدهة‪ ،‬إٖ إذا أخذ ذلن البلد فٍ كسر التخلؾ‪ ،‬بتثوَر البنَة اٖجتهاعَة ا‬
‫أوٖ‪ ،‬ثم‬
‫اتباع خطط التصادَة ٖ تهدؾ إلً هجرد زَادة الدخل الموهٍ‪ ،‬بل إلً تثوَر عهلَة أنتاج‬
‫المابهة وتطوَر الهَكل اٖلتصادٌ جذرًَّا‪ .‬لمد راحت اٖلتصادَات الهتمدهة تتحول إلً‬
‫التصاد ها بعد الصناعة وعلً حساب الصناعة هنذ ها بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬وهو ها‬
‫ٖ َفههه أنصار الرلم العالٍ لنسبة الصناعة فٍ اٖلتصاد(‪.)540‬‬

‫(‪ )537‬سجل اٖلتصادٌ الكبَر علٍ الجرَتلٍ الهلحوظة نفسها‪ ” :‬ولد أسرفت أجهزة الدعاَة فٍ تهجَد اٖنتصارات التٍ‬
‫حممتها خطة التنهَة وخاصة فٍ الصناعة“ (التارَخ اٖلتصادٌ للثورة‪ ،‬ص ‪ .)188‬ولد طالب ”هجلس اْهة“ فٍ‬
‫دَسهبر ‪ 1965‬أى تراعٍ أ جهزة أعٗم عدم الهبالؽة فٍ إبراز الهزاَا والهكاسب اٖشتراكَة بشكل َبعدها عى الوالع‬
‫(نفس الهوضع)‪.‬‬
‫(‪ )538‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 207 )539‬‬
‫(‪)540‬‬
‫نسبة الصناعة هى الناتج الهحلٍ أجهالٍ لعدد هى البلداى الرأسهالَة (‪:)%‬‬
‫‪300‬‬
‫اتههت الناصرَة رجال اْعهال بالتماعس عى اٖستثهار الصناعٍ‪ .‬ولها لاهت الدولة‬
‫بالنَابة عى الطبمة الهسَطرة باٖنفراد ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬بعهلَة التنهَة الصناعَة‪ ،‬وبالرؼم هى‬
‫نظرا لضعؾ هذه الطالة‬
‫إنفالها ألصً طالتها‪ ،‬والتراضها بهعدٖت ضخهة هى الخارج ا‬
‫نفسها‪ ،‬لم َكى ها أنجزته فٍ حمل الصناعة أكبر هها استطاع أى َموم به رأس الهال‬
‫الفردٌ فٍ الثٗثَنات واْربعَنات هى المرى العشرَى‪ .‬والحمَمة أى النظام اٖلتصادٌ ‪-‬‬
‫اٖجتهاعٍ الهصرٌ لد افتمد للمدرة علً تحمَك أو حتً الطهوح إلً تصنَع هصر بشكل‬
‫حمَمٍ‪ ،‬والطبمة الهسَطرة وجهاز دولتها‪ ،‬بأضافة إلً عواهل هوضوعَة أخري‪،‬‬
‫َفتمداى إلً ههارة الرأسهالَة‪ ،‬فهٍ ٖ تتكوى هى طبمة هى رجال اْعهال الهحترفَى‪ ،‬بل‬
‫هى جهاعات هى الهٗن وأصحاب اْهوال اْلدر بوجه عام علً ههارسة أنشطة تداولَة‬
‫هختلفة‪ ،‬السرَعة هنها بالذات‪.‬‬

‫* تنوَع أنتاج‪:‬‬
‫تحولت هصر الناصرَة هى الدولة رلم ‪ 15‬إلً الدولة رلم ‪ 8‬فٍ هجهوعة الدول‬
‫ا‬
‫فبدٖ هى اٖعتهاد الكبَر علً هحصول المطى‬ ‫الهتخلفة هى حَث درجة تنوع اٖلتصاد‪.‬‬
‫أضَفت هحصوٖت وهنتجات صناعَة هختلفة‪.‬‬

‫وظاهرة الهحصول الواحد أو الربَسٍ كانت بالفعل واحدة هى الظواهر التٍ اتسهت‬
‫بها هعظم اْنظهة الهتخلفة‪ .‬وجاء طرح هسؤلة التنوَع كفكرة تهدؾ إلً تملَص اعتهاد‬
‫البلد الهتخلؾ علً تصدَر هحصول واحد أو ربَسٍ‪ ،‬حتً ٖ َخضع خضوعاا هطلماا‬
‫ا‬
‫وبدٖ هى ذلن َموم بتصدَر عدد هى السلع‪ .‬والحمَمة أى‬ ‫لتملبات أسعار السوق العالهٍ‪،‬‬
‫هذه الفكرة لم تنشؤ لكٍ تطبك أكثر ها نشؤت بعد أى طبمت سَاسة ‪ -‬أو برز هَل ‪ -‬لتنوَع‬
‫الصادرات‪ ،‬وبالتالٍ هنتجات البلداى الهتخلفة‪.‬‬

‫‪1973‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫البلد‬

‫‪25‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الوَٖات الهتحدة‬

‫‪26‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ألهانَا الؽربَة‬

‫‪20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫برَطانَا‬

‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫كندا‬

‫‪21‬‬ ‫‪26‬‬ ‫النهسا‬

‫‪28‬‬ ‫‪34‬‬ ‫هولندا‬

‫الهرجع‪ :‬دمحم عبد الشفَع‪ ،‬لضَة التصنَع فٍ العالم الثالث فٍ إطار النظام اٖلتصادٌ العالهٍ الجدَد‪ ،‬ص ص ‪-317‬‬
‫‪.318‬‬
‫‪301‬‬
‫لمد واجهت هصر الناصرَة اٖنخفاض الهتتالٍ فٍ أسعار المطى العالهَة بالعهل علً‬
‫إعادة تكََؾ نفسها هع احتَاجات السوق العالهٍ‪ ،‬وذلن بإحٗل الصادرات جزبًَّا هى‬
‫المطى إلً الهنسوجات واْرز والبصل‪ ،‬وبإحٗل الواردات هى الهصنوعات اٖستهٗكَة‪،‬‬
‫وكاى هذا ضرورًَّا كها أسلفنا‪ .‬وسوؾ نكتفٍ فٍ هذا الهمام بإبراز عدة هلحوظات‪:‬‬
‫ا‬
‫أوٖ‪ ٖ :‬تتهَز كل التصادَات التخلؾ بظاهرة الهحصول الربَسٍ‪ .‬كذلن ٖ َعبر التنوَع‬
‫فٍ حد ذاته عى تطور التصادٌ ها‪ ،‬بل َعبر عى تكَؾ اٖلتصاد هع السوق العالهَة‬
‫بطرَمة أكثر دَناهَكَة‪.‬‬

‫ثان اَا‪ :‬ظاهرة الهحصول الواحد تشَر فمط إلً خضوع شدَد للسوق الدولٍ وتملباته‪،‬‬
‫هها َإثر علً صانعٍ المرار وَهدد بحدوث أزهات التصادَة هتكررة‪ ،‬ولكنه ٖ‬
‫َعبرهباشرة عى تؤخر اٖلتصاد‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬بدأ التنوَع فٍ هصر الناصرَة َتراجع هنذ أوابل الستَنات‪ ،‬بعد أى بلػ أوجه فٍ‬
‫طٍ‬‫ؼ ِّ‬
‫الخهسَنات‪ ،‬دوى أى َستكهل النظام إعادة تكََؾ نفسه هع السوق العالهٍ‪ ،‬ولد ُ‬
‫ذلن بالهعونات الخارجَة‪ .‬ولكى ها أى تولفت هذه اْخَرة حتً اتضح أنه كاى هى‬
‫الضرورٌ للنظام أى َكَؾ نفسه بطرَمة أكثر فعالَة‪ ،‬بهزَد هى إلاهة صناعات التصدَر‬
‫خاصة‪.‬‬

‫رابعاا‪ :‬لم َإد التنوَع فٍ هصر الناصرَة إلً زَادة تهاسن اٖلتصاد‪ ،‬فاستهرت ظاهرة‬
‫التفكن‪ ،‬اٖنفصال الكبَر بَى الزراعة والصناعة‪ ،‬وبَى هختلؾ فروع الصناعة‪.‬‬

‫سا‪ ٖ :‬توجد عٗلة هباشرة بَى سَاسة التنوَع بوجه عام واٖستمٗل‪ ،‬سواء‬ ‫خاه ا‬
‫الهطلك أو النسبٍ‪ .‬بل لمد تهت هذه العهلَة نفسها بدعم هباشر هى البلداى الرأسهالَة‪،‬‬
‫بأضافة إلً اٖشتراكَة‪ ،‬ولم تشهل لطاعات لَادَة فٍ اٖلتصاد‪ ،‬فلم تإد إلً تملص‬
‫التبعَة التكنولوجَة أو حتً التبعَة الهالَة‪ ،‬بل لم تمدم نهط استهٗن بدَل‪ ،‬بل ودعهت‬
‫تبعَة نهط اٖستهٗن المابم أَضاا‪.‬‬

‫وخٗصة اْهر أى تنوَع الصادرات كاى هحاولة لتكََؾ اٖلتصاد الهصرٌ هع السوق‬
‫الدولٍ‪ ،‬ولد تحممت درجة هحدودة هى هذا الؽرض‪ ،‬بأضافة إلً أنه لم َتم فٍ سَاق‬
‫تثوَر داخلٍ للبنَة اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة‪ ،‬سواء علً النحو الرأسهالٍ‪ ،‬هثل كورَا‬
‫هثٗ‪ ،‬أو حتً بالشكل البَرولراطٍ‪ ،‬اٖتحاد السوفَتٍ أو الصَى ا‬
‫هثٗ‪.‬‬ ‫الجنوبَة ا‬

‫ثانَاا‪ :‬اٖتجاه العام لعهلَة التراكم‪:‬‬


‫تههَد‪:‬‬

‫‪302‬‬
‫تمدم دراسة عهلَة التراكم الشكل النهابٍ لحركة البنَة اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة هى‬
‫الداخل‪ ،‬وهٍ لَست هجرد عهلَة كهَة‪ ،‬بل تتضهى ثٗثة هحاور‪ :‬آلَات عهلَة التراكم ‪-‬‬
‫هعدل التراكم العام ‪ -‬الهَل العام للتراكم ونتابجه النهابَة‪.‬‬

‫وتتولؾ طبَعة هذه الصَرورة علً طبَعة البنَة اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة‪ ،‬وتتولؾ‬
‫تحوٖتها علً طابع وهدي عهك التحوٖت اٖجتهاعَة‪ ،‬وهى ثم علً الطابع العام للسَاسة‬
‫اٖلتصادَة للنظام والحكوهة‪ ،‬هتضهنة هوازَى الموي اٖجتهاعَة ‪ -‬السَاسَة‪.‬‬

‫ودراسة عهلَة التراكم تهدؾ هنا للولوؾ علً الطابع الداخلٍ للبنَة اٖجتهاعَة ‪-‬‬
‫اٖلتصادَة وتحوٖتها فٍ هصر الناصرَة‪.‬‬

‫هنذ أخذت هصر تدهج فٍ السوق الدولٍ‪ ،‬سارت عهلَة النهو اٖلتصادَة فٍ اتجاه‬
‫هحدد تهَز بها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إنشاء وتطوَر هستهر لمطاع تصدَرٌ‪.‬‬

‫‪ - 2‬تكََؾ وإعادة تكََؾ لطاع الصناعة هع السوق العالهٍ‪ ،‬وذلن باٖضهحٗل‬


‫التدرَجٍ للصناعات المدَهة هع إنشاء صناعات حدَثة تخدم لطاع التصدَر أو تحل هحل‬
‫الواردات‪.‬‬

‫سا فٍ نهط أنتاج الصؽَر‬ ‫ا‬


‫ههثٗ أسا ا‬ ‫‪ - 3‬الهحافظة علً نهو المطاع لبل الرأسهالٍ‪،‬‬
‫فٍ الزراعة والصناعة‪.‬‬

‫‪ - 4‬اتجاه هتزاَد لٗلتصاد نحو التنمَد واتساع التبادل السلعٍ الخارجٍ والداخلٍ‪.‬‬

‫‪ - 5‬نهو كبَر للنشاط التجارٌ والخدهٍ والهصرفٍ‪.‬‬

‫‪ - 6‬إنشاء وإعادة إنشاء باستهرار لنهط استهٗن هملد لنهط اٖستهٗن الؽربٍ بدوى‬
‫عهلَة فرز فعالة‪.‬‬

‫وَتخلص هذا كله فٍ إنشاء وإعادة إنشاء وتطوَر لطاع تصدَرٌ لوٌ‪ ،‬وتشكَل‬
‫وإعادة تشكَل وتدعَم نهط استهٗن َتفك هع هَول السوق العالهٍ‪ ،‬وتكوَى وتكََؾ‬
‫وإعادة تكََؾ لطبمة هى الهٗن ورجال اْعهال تموم بأشراؾ علً هاتَى العهلَتَى‪.‬‬

‫وَتم التراكم لخدهة هذه العهلَات التٍ تعد فٍ النهاَة لحظات فٍ عهلَة واحدة‪ :‬تكََؾ‬
‫وإعادة تكََؾ اٖلتصاد الهحلٍ هع حاجات السوق العالهٍ‪.‬‬

‫وهذا النهط هى النهو َإدٌ إلً نهو المطاعات الثالثَة بهعدل أسرع هى هعدل النهو‬
‫اٖلتصادٌ الكلٍ‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫آلَات عهلَة التراكم‪:‬‬
‫الهصدر النهابٍ للتراكم هو داب اها الفابض اٖجتهاعٍ الذٌ َنتج فٍ وحدات أنتاج‪.‬‬

‫وفٍ هصر الناصرَة كاى هعدل نهو المطاعات الهنتجة للمَهة الهضافة ألل ‪ -‬عكس ها‬
‫هو شابع ‪ -‬هى هعدل النهو اٖلتصادٌ ككل‪ ،‬هها َعنٍ أى هصادر التراكم لد تملصت‬
‫بالنسبة للحجم الكلٍ لٗلتصاد‪ .‬وهذا ٖ َنفٍ بالطبع أى حجم هذه الهصادر لد تزاَد تزاَداا‬
‫هطلماا‪ ،‬كها َتضح هى تزاَد حجم المَهة الهضافة‪.‬‬

‫إٖ أى اْهر الههم هو التبدٖت التٍ جرت بخصوص الهصادر العَنَة الهباشرة للتراكم‪،‬‬
‫وكاى تتهثل حسب أههَتها لبل اٖنمٗب فٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬رَع اْرض الذٌ َدفعه عادة صؽار الهزارعَى‪.‬‬

‫‪ - 2‬أرباح اْنشطة التداولَة‪ :‬البنون والتجارة‪.‬‬

‫‪ - 3‬أرباح الصناعة‪.‬‬

‫كثَرا‪.‬‬
‫‪ - 4‬رأس الهال اْجنبٍ الوارد هى الخارج‪ ،‬وكاى حجهه لد تملص ا‬
‫‪ - 5‬الدولة‪ :‬الضرابب الهباشرة وؼَر الهباشرة‪ ،‬وؼَرها‪.‬‬

‫ولد ازداد دور أرباح الصناعة واْنشطة التداولَة ورَع اْرض كهصادر للتراكم الذٌ‬
‫اتجه أؼلبه إلً لطاع أسكاى‪ ،‬بَنها تملص دور رأس الهال اْجنبٍ الخاص أكثر فؤكثر‬
‫كها رأَنا هى لبل‪ .‬وكاى التحول الجوهرٌ الذٌ طرأ بعد اٖنمٗب علً هصادر وآلَات‬
‫عهلَة التراكم َتهثل فٍ الدور الفرَد للدولة الناصرَة فٍ هذه العهلَة‪.‬‬

‫بدأت الحكوهة الناصرَة فور اٖنمٗب تموم بدور فعال فٍ توجَه عهلَة التراكم‪،‬‬
‫صا‬
‫فؤصدرت هى المرارات والموانَى ها َشجع رجال اْعهال علً استثهار أهوالهم‪ ،‬خصو ا‬
‫فٍ الصناعة‪ .‬كها شهلت إجراءاتها أصٗحَة زَادة أهوال صندوق الهعاشات‪ ،‬وزادت‬
‫والرٌ‪ ،‬ثم الصناعة‪ ،‬وراحت تهٓ‬
‫ّ‬ ‫صا فٍ الزراعة‬ ‫هى نصَبها فٍ اٖستثهارات‪ ،‬خصو ا‬
‫الفجوة التٍ كانت هتزاَدة اٖتساع بَى هعدل التراكم الذٌ كانت ترَده وبَى ها َوجهه‬
‫صا الصناعٍ‪ .‬ولاهت الدولة بإلاهة هشارَع‬ ‫رجال اْعهال إلً هجال اٖستثهار‪ ،‬خصو ا‬
‫عدَدة داعَةا رأس الهال الفردٌ إلً الهساههة فٍ رأسهالها‪ ،‬خاصة السد العالٍ‪ .‬وراحت‬
‫فٍ كل الهجاٖت تلعب الدور الذٌ كاى َلعبه رأس الهال اْجنبٍ فٍ جذب رأس الهال‬
‫الهحلٍ‪ ،‬هثل ضهاى التصرَؾ لبعض الهشارَع‪ ،‬الهساههة فٍ رأس الهال‪ ...‬إلخ‪ ،‬حَث‬
‫أصبح ورود رأس الهال اْجنبٍ الخاص هحدوداا للؽاَة‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫وجاءت هرحلة تالَة هنذ ‪ ،1956‬أٌ تؤهَم لناة السوَس ثم عهلَات التؤهَم لتضَؾ‬
‫الدولة هزَداا هى بصهاتها علً عهلَة التراكم‪ ،‬فازداد داخلها هى جراء هذه العهلَات‬
‫هصدرا ها ًّها للتراكم فٍ خطة ‪ 1960-1957‬الصناعَة‪.‬‬
‫ا‬ ‫وتكوى لطاع دولة كبَر كاى‬

‫وبعد استمرار السلطة الجدَدة داخل ًَّا وعلً الساحة الدولَة بدأ رأس الهال اْجنبٍ َرد‬
‫دورا ها ًّها للؽاَة فٍ استثهار هذا الرأسهال وبات‬
‫ا‬ ‫للبٗد هى خٗل الدولة التٍ لعبت‬
‫التراضها هو اِلَة اْساسَة لدخوله‪.‬‬

‫دورا ؼَر هباشر‪ ،‬إذ إى السلطة البَرولراطَة الجدَدة‬ ‫ا‬ ‫وكاى الدور الرابع للدولة‬
‫وسَاستها التٍ أدت إلً نهو كبَر فٍ لطاع الدولة‪ ،‬أدَا إلً استشراء الفساد علً نطاق‬
‫ٖ هثَل له‪ .‬فمد أصبح لطاع الدولة‪ ،‬كها سنري بعد‪َ ،‬موم بدور البمرة الحلوب للمطاع‬
‫الخاص ورجال الدولة‪ ،‬ولد حول النهب الواسع كهَات ضخهة هى الفابض إلً اْنشطة‬
‫التداولَة‪ ،‬كها هُ ِ ّرب بعضها إلً الخارج‪ ،‬بجانب تربَة الهاشَة والهزارع‪ ...‬إلخ‪ .‬ولد لعبت‬
‫نهو دور الدولة اٖلتصادٌ فٍ الستَنات الدور اْساسٍ فٍ هذا التوجه لرأس الهال‪ ،‬إذ‬
‫إنه كاى هى الطبَعٍ أى َوجه إلً تلن المطاعات التٍ سهح لها بالعهل وتوسَع نشاطها‬
‫بواسطة اْفراد‪.‬‬

‫ولد بلػ اْهر حد أى تموم الدولة باستثهار ‪ %90‬هى رأس الهال الصناعٍ فٍ‬
‫الستَنات هع اٖستهرار فٍ المَام بالدور اٖلتصادٌ التملَدٌ للدولة فٍ هصر‪ ،‬أٌ رعاَة‬
‫الرٌ والصرؾ‪ ،‬استصٗح اْراضٍ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عهلَة‬

‫وبؽض النظر عى اتجاه عهلَة التراكم ظل للدولة الناصرَة دور حَوٌ فٍ توجَه‬
‫أصٗ (ضرابب ؼَر هباشرة‪ ،‬اعتصار صؽار الفٗحَى‪،‬‬ ‫ا‬ ‫التراكم وحتً فٍ تجهَع الفابض‬
‫لروض خارجَة‪ ،‬ضرابب هباشرة علً لطاعها اٖلتصادٌ نفسه)‪ .‬ورؼم هذا الدور لم‬
‫َرتفع هعدل اٖدخار (حول ‪ %12‬تمرَباا طوال الفترة الناصرَة) بَنها كاى هعدل‬
‫اٖستثهار َتجاوز هذا الرلم‪.‬‬

‫جدول (‪)71‬‬
‫(‪)541‬‬
‫هعدل اٖدخار بالنسبة لهعدل اٖستثهار (‪)%‬‬
‫هعدل اٖدخار‪ /‬هعدل اٖستثهار‬ ‫هعدل اٖدخار‪ /‬هعدل‬
‫السنة‬ ‫السنة‬
‫(‪)%‬‬ ‫اٖستثهار (‪)%‬‬
‫‪93.1‬‬ ‫‪1961/1960‬‬ ‫‪87.1‬‬ ‫‪1953/1952‬‬
‫‪65.6‬‬ ‫‪1962/1961‬‬ ‫‪99.6‬‬ ‫‪1954/1953‬‬
‫‪65.2‬‬ ‫‪1963/1962‬‬ ‫‪81.5‬‬ ‫‪1955/1954‬‬

‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 209 )541‬‬


‫‪305‬‬
‫‪63.6‬‬ ‫‪1964/1963‬‬ ‫‪92.6‬‬ ‫‪1956/1955‬‬
‫‪80.5‬‬ ‫‪1965/1964‬‬ ‫‪101.1‬‬ ‫‪1957/1956‬‬
‫‪69.4‬‬ ‫‪1966/1965‬‬ ‫‪88.1‬‬ ‫‪1958/1957‬‬
‫‪96.1‬‬ ‫‪1967/1966‬‬ ‫‪77.8‬‬ ‫‪1959/1958‬‬
‫‪79.2‬‬ ‫‪1968/1967‬‬ ‫‪102.6‬‬ ‫‪1960/1959‬‬

‫وكانت تلن الفجوة تسد بواسطة المروض اْجنبَة‪ .‬وَعود هذا الفشل فٍ رفع هعدل‬
‫اٖدخار رؼم زَادة دور الدولة إلً طابع هذه الدولة نفسها‪ ،‬الدولة اْهنَة عالَة التكلفة‬
‫والهتورطة فٍ هؽاهرات سَاسَة‪ ،‬والهرتبطة ‪ -‬وهذا هو اْهم ‪ -‬بهدؾ الهحافظة علً‬
‫النظام اٖجتهاعٍ الههترئ نفسه‪ ،‬والعاجزة بحكم بنَتها الهحافظة عى استبصال الفبات‬
‫الطفَلَة الهترفة‪ .‬ولد التصر دورها فٍ تجهَع وتوجَه الفابض اٖجتهاعٍ علً سد فجوة‬
‫نتجت عى تراجع رأس الهال اْجنبٍ الهترتب علَه تماعس رأس الهال الخاص الهحلٍ‪.‬‬
‫ورؼم جهود الضباط لم َتخط هعدل التراكم هعدله خٗل فترات طوَلة لبل اٖنمٗب‪ .‬ولم‬
‫تستطع حكوهة الضباط أبداا أى تصل بهعدل اٖستثهار إلً ها بلؽته بلداى شرلٍ آسَا‪،‬‬
‫خاصة الَاباى التٍ راكهت ‪ %30‬هى دخلها الموهٍ لعدة عمود بعد الحرب العالَة الثانَة‪.‬‬
‫وٖ حتً البلداى الرأسهالَة التٍ حممت بالفعل نهوها الصناعٍ‪ ،‬فمد استهرت هختلؾ‬
‫آلَات تبدَد الفابض‪ ،‬سواء السابمة علً اٖنمٗب (اٖستخدام الجزبٍ للهوارد الهتاحة ‪-‬‬
‫أنفاق الترفٍ للطبمات الهسَطرة ‪ -‬تهرَب اْهوال إلً الخارج)‪ ،‬أو باْشكال الجدَدة‬
‫اِتَة هع حكوهة َولَو‪ ،‬هثل أنفاق الترفٍ لجهاز الدولة‪ :‬هكاتب ‪ -‬عٗج بالخارج ‪-‬‬
‫هكافآت رجال الدولة ‪ -‬أنفاق الضخم علً هإسسة رباسة الجههورَة وأجهزة اْهى‪،‬‬
‫التبدَد الناتج عى سوء إدارة الهشارَع وسوء التخطَط ‪ -‬وأنفاق الهتزاَد علً الجهاز‬
‫البَرولراطٍ نتَجة تشؽَل أعداد ضخهة هى الهوظفَى الجدد‪ ،‬وكافة اْشكال الناصرَة‬
‫اْخري للتبدَد‪ ،‬شاهلة التبدَد البشع لموة العهل‪.‬‬

‫أوٖ لم تمم بتجهَع كاهل للفابض الهحمك عٗوة علً أنها لم تجهع الفابض‬ ‫فالدولة ا‬
‫اٖحتهالٍ ْسباب ذكرت هنذ للَل‪ .‬وهٍ ثانَاا لم تمم بتوجَه الفابض الهجهع بالشكل‬
‫كبَرا علً نفسها‪ ،‬وؼَر ذلن‪.‬‬
‫اْهثل‪ ،‬فؤهدرت هنه جانباا ا‬
‫وعلً ذلن تهَزت نَابة الدولة عى رأس الهال باِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إنها نَابة عى الهلكَة العمارَة الكبَرة ورأس الهال الهحلٍ‪ ،‬واْجنبٍ الخاص‬
‫أَضاا‪.‬‬

‫‪ - 2‬إنها نَابة عى هصالح النظام بعَدة الهدي ولصَرة الهدي كذلن‪ ،‬بعَدة الهدي حَى‬
‫كانت تموم بحفز عهلَة التراكم‪ ،‬ولصَرة الهدي حَى كانت تموم هى حَى ِخر بتمدَم‬
‫جزء هى هواردها إلً أنتلَجَنسَا والطبمات اْدنً‪ ،‬أٌ حَى كانت تحجز عهلَة التراكم‬
‫هى وجهة نظر النظام اٖجتهاعٍ نفسه‪ .‬وهى اْهور الجدَرة بالهٗحظة أى عهلَة التراكم‬
‫‪306‬‬
‫التٍ أشرفت علَها السلطة الناصرَة لم تتم داب اها علً حساب الهنتجَى‪ .‬ففٍ الخهسَنات‬
‫تدهور نصَب العهال والفٗحَى هى الفابض اٖجتهاعٍ الهتحمك‪ .‬أها فٍ الستَنات فحدث‬
‫العكس إثر أصٗحات اٖجتهاعَة التٍ أجرَت‪ .‬فتهت إعادة توزَع الفابض لصالح‬
‫البَرولراطََى وهٗن اْراضٍ والوسطاء كها استفاد هنها الهتعلهوى وكذلن عهال‬
‫الصناعة إلً حد ها‪ ،‬بَنها فمد هعظم كبار رجال الصناعة رإوس أهوالهم وازداد اعتصار‬
‫عهال الزراعة‪ .‬وخٗصة المول أى هعدل التراكم لم َتؽَر بدرجة هلهوسة وظل نصَب‬
‫الهنتجَى ثابتاا ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬علً هستوي الفترة ككل‪.‬‬

‫والدولة بهذا الشكل راحت تلعب دور الهنظم‪ ،‬فتضبط هعدل التراكم هى حَى ِخر‬
‫حسب الظروؾ وتضبط العٗلة بَى الهصالح اِتَة والهصالح البعَدة للنظام‪ ،‬دوى أى‬
‫تنسً‪ ،‬فٍ شخص كبار رجالها‪ ،‬أى تحصل لنفسها علً نصَب هحترم‪ .‬ولم تكى لها‬
‫المدرة علً المَام بعهلَة الضبط والربط بهذا اْسلوب إٖ بفضل طابعها البونابرتٍ‬
‫وضعؾ الطبمة الهسَطرة فٍ اٖلتصاد‪ .‬والخٗصة أى آلَات عهلَة التراكم فٍ الفترة‬
‫الناصرَة لد تؽَرت جزبًَّا‪:‬‬

‫نهوا نسبًَّا خٗل‬


‫‪ - 1‬فاستهر دور رأس الهال اْجنبٍ كهصدر للتراكم‪ ،‬بل وشهد ًّ‬
‫الستَنات‪ ،‬ولكى فٍ صورة لروض هشروطة بالطبع‪ ،‬بأضافة إلً الهعونات اْهرَكَة‬
‫والسوفَتَة‪.‬‬
‫‪ - 2‬واستهر تحوَل الفابض هى الرَؾ إلً الهدَنة‪ ،‬فدفع الفٗحوى الصؽار ثهناا باه ا‬
‫ظا‬
‫للنهو اٖلتصادٌ‪ ،‬كها اعتادوا‪ ،‬بدوى همابل‪.‬‬

‫‪ - 3‬كها ظل التوزَع النسبٍ للعهالة بدوى تؽََر كبَر‪.‬‬

‫الهعدٖت العاهة للتراكم(‪:)542‬‬


‫أدي استهرار اِلَات السابمة لعهلَة التراكم‪ ،‬رؼم اتساع الدور الوسَط للدولة وكذلن‬
‫دورها فٍ تحمَك الفابض‪ ،‬إلً استهرار الهعدل العام للتراكم بالنسبة لحجم الفابض‬
‫اٖحتهالٍ‪ ،‬وحتً بالنسبة لحجم الفابض الهتحمك كها هو‪.‬‬

‫ونعتمد بؤى الهعدل اْهثل للتراكم هو ذلن الهعدل الذٌ َشكل نسبة هى الفابض‬
‫اٖجتهاعٍ تتٗءم إلً ألصً درجة هع هعدل اٖستهٗن الهٗبم فٍ الظروؾ اٖجتهاعَة ‪-‬‬
‫كثَرا عى‬
‫ا‬ ‫اٖلتصادَة المابهة‪ .‬وهى الهٗحظ أى هعدل التراكم فٍ هصر الناصرَة كاى َمل‬

‫(‪ )542‬نمصد بهعدٖت التراكم‪ :‬حجم التراكم‪:‬‬


‫‪ - 1‬بالنسبة للفابض اٖحتهالٍ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وبالنسبة للفابض الفعلٍ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وبالنسبة لهعدل اٖستثهار‪.‬‬
‫‪307‬‬
‫نسبة الفابض الكلٍ الذٌ اتجه هعظهه إلً اٖستهٗن الترفٍ وكافة ألواى التبدَد اْخري‪.‬‬
‫وهى اْهور الهلفتة للنظر أى الدولة التٍ لعبت أكبر دور فٍ تحمَك التراكم خٗل‬
‫الخهسَنات والستَنات هٍ التٍ لعبت فٍ الولت نفسه أكبر دور فٍ تبدَده‪.‬‬

‫وخٗل الفترة تراوح هعدل اٖدخار الهحلٍ حول ‪ ،)543(%12.25‬وهعدل اٖستثهار‬


‫حول ‪ )544(%15‬هى الناتج أجهالٍ‪ ،‬بَنها بلػ هعدل زَادة اْخَر إباى الفترة ‪%5-4‬‬
‫سنوًَّا‪ ،‬أٌ أى هَكل توزَع الناتج بَى اٖستثهار واٖستهٗن ظل ثابتاا‪ .‬بل وكاى هى‬
‫اْهور الهلفتة للنظر أى هعدل زَادة اٖستهٗن فاق فٍ فترة هعَنة هعدل زَادة أنتاج‪،‬‬
‫ففٍ أوابل الستَنات راح هعدل اٖستهٗن الكلٍ َتجاوز هعدل النهو‪ ،‬فبلؽت زَادة هعدل‬
‫اٖستهٗن فٍ الفترة هى ‪ %46.9 :1965-60‬بَنها ارتفع الناتج أجهالٍ بـ‪%37.1‬‬
‫حسب التمدَرات الرسهَة(‪ )545‬وَمدره هعظم الباحثَى بؤلل هى ذلن‪ %31.5 :‬حسب‬
‫تمدَر هانسى(‪.)546‬‬

‫ولاهت الحكوهة بسد هذه الفجوة باٖلتراض هى الخارج‪ ،‬كها لعبت هعونات المهح‬
‫كبَرا‪:‬‬
‫دورا ا‬
‫اْهرَكَة ا‬
‫جدول (‪)72‬‬
‫(‪)547‬‬
‫هعدل اٖلتراض السنوٌ باْسعار الجارَة‬
‫‪2:74-2:71‬‬ ‫‪2:67-2:65‬‬ ‫‪2:61-2:59‬‬ ‫الفترة‬

‫‪ 78‬هلَوى جنَه‬ ‫‪ 43‬هلَوى جنَه‬ ‫‪ 7‬هلَوى جنَه‬ ‫هعدل اٖلتراض‬

‫وبذلن كاى اٖلتراض هى الخارج َهول جز اءا هى اٖستثهار وجز اءا هى اٖستهٗن‪،‬‬
‫دورا حاس اها‪ ،‬باٖعتهاد علً الخارج ٖ باٖعتهاد علً‬
‫خاصة هى المهح‪ .‬وهنا لعبت الدولة ا‬
‫وبدٖ هى تجهَع الفابض اٖحتهالٍ‪ ،‬أٌ خفض هعدل‬ ‫ا‬ ‫سا‪،‬‬
‫تنهَة الهصادر الهحلَة أسا ا‬
‫كثَرا عى الفابض الهتحمك‬
‫ا‬ ‫التبدَد والسفه اٖستهٗكٍ وإهدار الهوارد الذٌ َزَد بالتؤكَد‬
‫كها َزَد عى هعدلٍ اٖستثهار واٖدخار‪ .‬وهذه الحمَمة وحدها تشَر إلً أى الناصرَة لم‬
‫ا‬
‫تحوَٗ جذرًَّا للبناء اٖجتهاعٍ ‪ -‬اٖلتصادٌ‪.‬‬ ‫تجر‬

‫(‪ )543‬حسبت علً أساس هعطَات لدهها هانسى & هرزوق‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ا‬
‫نمٗ عى تمارَر هتابعة الخطة والكتاب‬
‫أحصابٍ السنوٌ لٓهم الهتحدة‪.‬‬
‫(‪ )544‬حسبت علً أساس هعطَات لدهها‪ :‬سهَر رضواى‪ ،‬هانسى & هرزوق‪ ،‬هابرو‪ ،‬الهراجع السابمة‪.‬‬
‫(‪ )545‬علٍ صبرٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،81‬ص ‪( 56‬علً التوالٍ)‪.‬‬
‫(‪ )546‬علً أساس تمدَره لهعدل نهو الناتج السنوٌ خٗل فترة الخطة الخهسَة‪ .‬ا‬
‫نمٗ عى هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص‬
‫‪.255‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit. table 8.7 )547‬‬
‫‪308‬‬
‫لم َكى أؼراق فٍ الدَوى َنتظر نهاَة‪ ،‬فهعدل اٖلتراض كاى هتزاَداا‪ ،‬كها انتهت‬
‫خطط الدولة بشبح الكارثة اٖلتصادَة‪ .‬ولذلن نستطَع أى نمرر أى دور الدولة فٍ تجهَع‬
‫الفابض لم َإد إلً زَادة حمَمَة فٍ هعدل التراكم العام وٖ إلً تؽََر جذرٌ فٍ هصادره‬
‫اٖجتهاعَة كها سبك أى رأَنا‪ .‬وَتؤكد هذا حَى نتذكر أى الضؽوط الناجهة عى الدَوى‬
‫وعجز هَزاى الهدفوعات لد عرللت هى عهلَة التنهَة حتً بلػ هعدل النهو نسبة سلبَة‬
‫فٍ ‪ ،1967‬أٌ أى هعدل التراكم العام الهرتفع نسبًَّا إباى الخطة الخهسَة بالنسبة للفترة‬
‫السابمة هباشرة‪ ،‬أٌ ‪ ،1960-1955‬عاد وانتكس بسرعة‪ ،‬خاصة هع تولؾ الهعونات‬
‫اْهرَكَة‪.‬‬

‫وَرتبط هعدل التراكم العام بآلَات عهلَة التراكم‪ .‬فعهلَة تعببة الفابض تهت عبر‬
‫جهاعات هى هٗن اْراضٍ وهماولٍ اْنفار والسهاسرة والهماولَى والهؽاهرَى هى كل‬
‫صنؾ‪ .‬وفٍ الهمدهة كاى الدور الخاص للبَرولراطََى الهرتبطَى علً نحو وثَك بهذه‬
‫الفبات هادًَّا وسَاسًَّا‪ ،‬عوضاا عى ارتباطهم بجهاز دولة فاسد‪ ،‬وَعهل بآلَات هتخلفة‬
‫ورجعَة‪ ،‬وتنحصر طهوحاته فٍ هجرد البماء وتسكَى الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ‪.‬‬
‫وكل هذا َرتبط بشكل واضح بهَل لوٌ لٗستهٗن الترفٍ سواء بواسطة أفراد الطبمة‬
‫الهالكة أو رجال الدولة‪ ،‬وبزَادة ضخهة فٍ استهٗن دولة أهنَة‪ ،‬عٗوة علً عجز‬
‫الطبمة الهسَطرة عى استخدام ها َتبمً لدَها هى فابض لابل للتراكم‪ ،‬وتبدَد أجزاء هنه‬
‫أثناء عهلَة اٖستثهار نفسها‪ .‬وصاحب عهلَة تبدَد الفابض هى الثروات الهادَة عهلَة‬
‫أخري التحهت بها عضوًَّا‪ ،‬هٍ تبدَد لوة العهل‪ ،‬فنجد ا‬
‫هثٗ أى هعدل زَادة العهالة َمل‬
‫عى هعدل زَادة عدد السكاى‪ ،‬ولم َحدث العكس إٖ بعد سموط الناصرَة‪ .‬كذلن تنالصت‬
‫نسبة السكاى العاهلَى لهجهوع عدد السكاى‪:‬‬

‫جدول (‪)73‬‬
‫(‪)548‬‬
‫الموة العاهلة بالنسبة لعدد السكاى‬

‫نسبة العهالة إلً عدد السكاى (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪36‬‬ ‫‪1947‬‬
‫‪30.1‬‬ ‫‪1965-1960‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪70-1966‬‬

‫أها العهالة الهنتجة للمَهة الهضافة فمد تملصت نستبها هى العهالة الكلَة كاِتٍ‪:‬‬
‫(‪)549‬‬
‫جدول (‪)74‬‬

‫(‪ )548‬استناداا إلً هعطَات كل هى‪ :‬هابرو‪ ،‬عبد النبٍ الطوخٍ (هرجعاى سبك ذكرهها)‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫نسبة العهالة الهنتجة للمَهة الهضافة هى العهالة الكلَة‬
‫السنة‬
‫(‪)%‬‬
‫‪67.2‬‬ ‫‪1960/59‬‬
‫‪66.6‬‬ ‫‪1966/65‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪1970/69‬‬
‫‪63.2‬‬ ‫‪1974‬‬

‫أها نسبة العاهَى فٍ الزراعة والصناعة فلم تنخفض انخفاضاا هلحو اظا‪ %60.8 :‬عام‬
‫‪ %60.75 ،1947‬عام ‪ %60.6 ،1960‬عام ‪.)550(1966‬‬

‫كها بلػ هعدل اهتصاص الصناعة للعهالة ألل هعدل خٗل الفترة الناصرَة‪:‬‬

‫جدول (‪)75‬‬

‫هعدل اهتصاص الصناعة للعهالة سنوًَّا‪:‬‬

‫الهعدل السنوٌ (‪)%‬‬ ‫الفترة‬


‫( ‪)551‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪1960-1937‬‬
‫( ‪)552‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪1970-1960‬‬
‫( ‪)553‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪1965-1960‬‬

‫بأضافة إلً ذلن تملص هعدل التشؽَل عهو اها بالنسبة لعرض لوة العهل‪ ،‬هها َعنٍ أى‬
‫البطالة السافرة تزاَدت باستهرار‪.‬‬

‫جدول (‪)76‬‬
‫(‪)554‬‬
‫هعدل التشؽَل بالنسبة لعرض لوة العهل‬

‫(‪ )549‬تم استخٗص هذه اْرلام استناداا إلً هعطَات هابرو‪ ،‬عبد النبٍ الطوخٍ‪ ،‬وهصادر أخري‪ .‬ونمصد بالعهالة‬
‫الهنتجة للمَهة الهضافة تلن العهالة بهجاٖت أنتاج الهادٌ‪ :‬الزراعة ‪ -‬الصناعة ‪ -‬نمل السلع ‪ -‬التشََد‪.‬‬
‫(‪ )550‬حسبت علً أساس هعطَات ذكرها فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬
‫(‪ )551‬بناء علً هعطَات هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )552‬بناء علً هعطَات هابرو‪ ،‬نفس الهرجع‪.‬‬
‫(‪ )553‬بناء علً هعطَات وزارة التخطَط‪ .‬ا‬
‫نمٗ عى عبد النبٍ الطوخٍ‪ .‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫(‪ )554‬استناداا لهعطَات كل هى‪ :‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬تمََم استراتَجَة التصنَع فٍ هصر والبدابل الهتاحة فٍ الهستمبل ‪-‬‬
‫عبد الفتاح لندَل‪ ،‬دراسة همدهة للهإتهر العلهٍ السنوٌ الثانٍ لٗلتصادََى الهصرََى ‪ -‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬
‫‪310‬‬
‫‪%90‬‬ ‫‪1947‬‬

‫‪%73‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪%63‬‬ ‫‪1970‬‬

‫النتابج النهابَة لعهلَة التراكم‪:‬‬


‫لمد رأَنا كَؾ انطوت آلَات تجهَع الفابض وإنفاله علً تبدَد هابل‪ .‬وَهكننا أى نحدد‬
‫الهَل العام للتراكم إذا لارنا بَى توزَع اٖستثهارات الكلَة وهعدٖت نهو رأس الهال الدابم‬
‫بَى هختلؾ المطاعات‪ .‬وفٍ بلد َدعٍ حكاهه أنه بلد نام وفٍ حالة تطور سرَع وعدد‬
‫سكانه كبَر‪َ ،‬نبؽٍ أى َتجه الهَل العام للتراكم لصالح المطاعات الهنتجة للمَهة الهضافة‪،‬‬
‫هع هٗحظة أى هذا البلد ٖ َبَع خدهات للخارج بحجم هام‪ .‬وفٍ حالة تعببة الفابض‬
‫الفعلٍ عٗوة علً الفابض اٖحتهالٍ‪َ ٖ ،‬نبؽٍ أى تحصل المطاعات الخدهَة إٖ علً الحد‬
‫اْدنً الضرورٌ لكٍ َو َّجه ألصً ها َهكى إلً عهلَة التراكم‪ ،‬بحَث َتحمك أعلً هعدل‬
‫ههكى للتراكم ‪ -‬أنتاج‪ .‬وَوضح لنا الهَل العام لعهلَة التراكم حركة بنَة اٖلتصاد ككل‪،‬‬
‫وبالتالٍ َحدد وظَفة كل لطاع فٍ حركة البنَة ودوره فٍ اهتصاص الفابض الهولد‪،‬‬
‫والنشاط العام للطبمة التٍ تهلن الثروة‪ ،‬والطابع العام لعهلَة النهو اٖلتصادٌ‪ .‬وَتحدد‬
‫لدَنا هى جراء تحلَلنا ٖتجاه عهلَة التراكم هدي عهك تحوٖت السَاسة اٖلتصادَة وإلً‬
‫أٌ هدي بلؽت التحوٖت اٖجتهاعَة‪ .‬واْرلام الصهاء ٖ تعد هفَدة بحد ذاتها ها لم‬
‫نتناولها علً ضوء تحلَل البنَة اٖلتصادَة وآلَات عهلها‪ .‬لذا فتحلَل الهَل العام للتراكم‬
‫ها هو إٖ عهلَة وضع النماط فوق الحروؾ بالنسبة لحركة وآلَات عهل اٖلتصاد‪.‬‬
‫نهوا‬
‫والظاهرة التٍ تسم اٖلتصاد فٍ هصر الحدَثة تلخصت فٍ نهو اٖلتصاد كها أسلفنا ًّ‬
‫هركباا‪ ،‬هتخلفاا‪ .‬وفَها َتعلك بالتراكم اتسهت إعادة إنتاج التخلؾ بالتوسع النسبٍ الهتزاَد‬
‫فضٗ بالطبع عى اتساعه الهطلك‪ ،‬وأها‬ ‫ا‬ ‫للمطاع اٖلتصادٌ ؼَر الهنتج للمَهة الهضافة‪،‬‬
‫داخل المطاع الهنتج فلم َحدث تراكم َذكر فٍ هشارَع إنتاج التكنولوجَا‪ ،‬أو حتً إشباع‬
‫الحاجات اْساسَة‪ ،‬بل استهر التراكم َصب بالنسبة للمطاع الهنتج للمَهة الهضافة فٍ‬
‫هشروعات إحٗل الواردات وأنتاج التصدَرٌ‪.‬‬
‫ولد ُ‬
‫طرحت هبالؽات عدَدة حول نوعَة وهعدل التنهَة فٍ العهد الناصرٌ وتصورات‬
‫حول الدور البَرولراطٍ الهزعوم فٍ بناء صرح صناعٍ‪ .‬وسوؾ نتناول اْهر بالتحلَل‬
‫فَها َلٍ‪:‬‬

‫كثَرا عى‬
‫ا‬ ‫طوال الفترة الناصرَة كاى هعدل تراكم رأس الهال الدابم فٍ الصناعة َمل‬
‫هعدل الربح الصافٍ‪:‬‬

‫‪311‬‬
‫(‪)555‬‬
‫جدول (‪)77‬‬

‫هعدل تراكم رأس الهال الدابم فٍ الصناعة (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫ـــ ‪2.5‬‬ ‫‪1945‬‬


‫‪3.6‬‬ ‫‪1946‬‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪1947‬‬
‫‪12.3‬‬ ‫‪1948‬‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪1949‬‬
‫‪10.5‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪8.7‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪4.4‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪9.2‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪7.1‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪4.5‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪1959‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪0.1‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1963‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪1967‬‬

‫ولد بلػ هعدل الربح خٗل الفترة هى ‪ 1950-45‬نحو ‪ %20‬وارتفع بعد ‪ 1952‬إلً‬
‫نحو ‪.%35‬‬

‫(‪ُ )555‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬


‫‪312‬‬
‫أها فٍ الزراعة حَث كاى هعدل الربح أكثر ارتفاعاا بالنسبة للصناعة فمد بلػ هعدل‬
‫تراكم رأس الهال الدابم النسب التالَة‪:‬‬
‫(‪)556‬‬
‫جدول (‪)78‬‬

‫هعدل التراكم (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪0.1‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1953‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪3.2‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪1.6‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪1959‬‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪3.3‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪1963‬‬
‫‪8.4‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪5.4‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪4.3‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪3.8‬‬ ‫‪1967‬‬

‫وَعود ارتفاع هعدل التراكم نسبًَّا فٍ الستَنات إلً اٖستثهارات فٍ السد العالٍ‪ .‬وإذا‬
‫افترضنا أى هعدل الربح فٍ الزراعة ‪( %20‬نسبة هتواضعة جدًّا) وبفرض ثبات نسبة‬
‫هكونات رأس الهال هى آٖت وخاهات وأجور‪ ...‬وتساوٌ هعدل تراكم رأس الهال الدابر‬
‫‪ Circulating‬الهخصص للخاهات وخدهات أنتاج اْخري‪ ،‬والهتؽَر ‪Variable‬‬
‫الهخصص لدفع اْجور‪ ،‬هع هعدل تراكم رأس الهال الدابم الهذكور أعٗه َتضح أى كهَة‬
‫ضخهة هى الفابض كانت تحول سنوًَّا هى الزراعة‪ ،‬أو تبدد‪ ،‬تعادل ‪ 100‬هلَوى جنَه‬
‫سنوًَّا زابد نسبة هى هجهوع رأس الهال الدابر والهتؽَر حسب نسبتها فٍ رأس الهال‬

‫(‪ُ )556‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬


‫‪313‬‬
‫الكلٍ‪ .‬وإذا طبمنا نفس الشروط علً الصناعة فَكوى الهحول هنها سنوًَّا ها َؤتٍ‬
‫(بأضافة إلً نسبة أخري هى هجهوع رأس الهال الدابر والهتؽَر)‪:‬‬

‫جدول (‪)79‬‬

‫كهَة الفابض الهبدد أو الهحول سنوًَّا هى لطاع الصناعة بالهلَوى جنَه‬


‫(‪)557‬‬
‫(باْسعار الثابتة لعام ‪)1960‬‬

‫المَهة الهحولة سنو ًَّا‬ ‫السنة‬

‫‪31.6‬‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪60.7‬‬ ‫‪1956-1952‬‬
‫‪98.00‬‬ ‫‪1960-1957‬‬
‫‪85.00‬‬ ‫‪1965-1961‬‬

‫ولٕنصاؾ كاى هى الهحتهل أى َستهلن جزء هى الفابض الزراعٍ بواسطة صؽار‬


‫الهٗن‪ ،‬الذَى كانوا َهلكوى ‪ %35‬هى اْرض عام ‪ 1952‬ارتفعت إلً ‪ %57‬بعد ذلن‪،‬‬
‫ولكنه َمل طبعاا عى نسبة ها َهلكوى هى أرض‪ ،‬حَث إى هلكَة ؼالبَتهم المزهَة ٖ‬
‫تهكنهم هى إنتاج فابض‪ ،‬اللهم إٖ بالنسبة للهٗن الهتوسطَى‪ ،‬حَث َهكى أى َنتجوا كهَة‬
‫هحدودة هى الفابض‪ .‬وبهذا الشكل َكوى استهٗن وتبدَد رجال اْعهال وهٗن اْراضٍ‬
‫كبَرا للؽاَة‪َ ،‬ضاؾ إلً ذلن‪ ،‬وهذا أهر ذو‬
‫ا‬ ‫زابد استثهاراتهم فٍ اْنشطة الوسَطة‬
‫هؽزي‪ ،‬أى الدولة نفسها كانت تموم بنفس العهل‪ :‬استهٗن ترفٍ واستثهار واسع خارج‬
‫أنتاج‪:‬‬

‫جدول (‪)80‬‬
‫(‪)558‬‬
‫أنصبة المطاعات هى اٖستثهارات باْسعار الجارَة (هتوسط السنة ‪)%‬‬

‫‪67/66-66/65‬‬ ‫‪65/64-60/59‬‬ ‫‪60/59-58/57‬‬ ‫‪57/56-53/52‬‬ ‫السنة‬

‫‪21.8‬‬ ‫‪23.4‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫الزراعة‬


‫‪27.4‬‬ ‫‪26.6‬‬ ‫‪25.7‬‬ ‫‪23.8‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪17.1‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الكهرباء‬
‫‪13.4‬‬ ‫‪19.3‬‬ ‫‪18.8‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫الهواصٗت‬

‫(‪ُ )557‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬وعلً أساس اعتبار هعدل الربح السنوٌ= ‪.%20‬‬
‫(‪ )558‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪314‬‬
‫‪12.5‬‬ ‫‪10.7‬‬ ‫‪23.1‬‬ ‫‪32.5‬‬ ‫أسكاى‬
‫‪6.3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪9.8‬‬ ‫الخدهات‬
‫‪1.5‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫أخري‬

‫واٖكتفاء بالجدول َعطٍ نتابج خادعة‪ ،‬فجانب هلهوس هى اٖستثهارات فٍ الزراعة‬


‫استثهارا جدَداا‪ْ ،‬نه َوجه جزبًَّا لٕحٗل والتجدَد‪ .‬فإذا‬
‫ا‬ ‫والصناعة ٖ َعتبر فٍ الحمَمة‬
‫أخذنا هذا باٖعتبار نجد الهفارلات التالَة‪:‬‬

‫جدول (‪)81‬‬

‫التراكم السنوٌ لرأس الهال الدابم فٍ الصناعة التحوَلَة (هلَوى جنَه) (بؤسعار‬
‫(‪)559‬‬
‫‪1960‬‬
‫التراكم الصافٍ‬ ‫اٖستثهارات‬
‫اِٖت فمط‬ ‫السنة‬
‫السنوٌ‬ ‫السنوَة‬
‫‪8.2‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪9.7‬‬ ‫‪20.4‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪1956-1952‬‬
‫‪6.4‬‬ ‫‪14.6‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪1960-1957‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪1965-1961‬‬

‫جدول (‪)82‬‬
‫(‪)560‬‬
‫التراكم فٍ الزراعة وتربَة الحَواى بؤسعار سنة ‪( 1960‬هلَوى جنَه)‬

‫التراكم الصافٍ السنوٌ‬ ‫اٖستثهارات السنوَة‬


‫بدوى تربَة‬ ‫بدوى تربَة‬ ‫السنة‬
‫الكلٍ‬ ‫الكلَة‬
‫الحَواى‬ ‫الحَواى‬
‫‪6.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪32.3‬‬ ‫‪1950-1945‬‬
‫‪9.3‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪32.7‬‬ ‫‪1955-1951‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪1960-1956‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪1965-1961‬‬

‫(‪ُ )559‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪.‬‬


‫(‪ُ )560‬حسبت علً أساس هعطَات سهَر رضواى‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬وهراجع أخري‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫وإذا ها طبمت هذه الطرَمة فٍ الحساب علً بمَة المطاعات ٖتضحت لنا صورة أكثر‬
‫بدٖ هى الصورة الخادعة التٍ تعطَها الجداول التملَدَة لتوزَع‬ ‫والعَة ٖتجاهات التراكم ا‬
‫كثَرا ها َستخدم‪ ،‬وهو دور المطاعات‬ ‫ا‬ ‫اٖستثهارات والناتج الهحلٍ‪ .‬والهعَار الذٌ‬
‫الهختلفة فٍ تحمَك المَهة الهضافة هو اِخر هعَار ؼَر دلَك‪ ،‬إٖ أنه هع ذلن َبَى‬
‫اتجا اها واض احا لنهو لطاع الخدهات‪ ،‬أكثر المطاعات الثالثَة حج اها‪:‬‬

‫جدول (‪)83‬‬

‫أنصبة المطاعات فٍ تحمَك الناتج الهحلٍ أجهالٍ (‪:)561()%‬‬

‫خدهات‬ ‫هرافك‬ ‫إسكاى‬ ‫تجارة‬ ‫هواصٗت‬ ‫تشََد‬ ‫صناعة وكهرباء‬ ‫زراعة‬ ‫السنة‬

‫‪21.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪34.4‬‬ ‫‪1956/55‬‬

‫‪19.9‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪20.9‬‬ ‫‪31.5‬‬ ‫‪1961/60‬‬

‫‪21.1‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪1965/64‬‬

‫‪24.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪22.0‬‬ ‫‪29.0‬‬ ‫‪1968/67‬‬

‫وتشَر الفجوة الكبَرة الهذكورة فَها سبك بَى هعدل التراكم فٍ الزراعة والصناعة‬
‫وهعدل الربح إلً أى الجزء اْكبر هى الفابض كاى َتجه إلً اْنشطة ؼَر الهنتجة للمَهة‬
‫الهضافة‪ ،‬بأضافة إلً التبدَد واٖستهٗن الترفٍ ْفراد النخبة والطبمة الهسَطرة‪.‬‬
‫ولَس هى اْهور الهنطمَة افتراض أى أرباح المطاع ؼَر الهنتج (التٍ لم نتناولها) تحول‬
‫إلً المطاعات الهنتجة‪ ،‬لسبب بسَط‪ ،‬هو أننا لد حددنا هعدل التراكم الصافٍ بؽض النظر‬
‫عى هصدره‪ ،‬كها افترضنا‪ ،‬حتً ٖ نتجنً‪ ،‬أى هصدره الوحَد هو نفس المطاع (زراعة أم‬
‫صناعة)‪ ،‬وفٍ إطار هذا الفرض ظل هعدل الربح أعلً هى هعدل التراكم بعدة أضعاؾ‪.‬‬

‫وهذا التفاوت َعطَنا فكرة واضحة إلً حد بعَد عى اتجاه عهلَة التراكم وعى الدور‬
‫الفعلٍ لمطاع أنتاج فٍ عهلَة التراكم‪ .‬فلم َكى نمطة تجهَع لرإوس اْهوال أكثر هنه‬
‫هصدرا للفابض الذٌ َدور هعظهه خارج عهلَة أنتاج‪ .‬وفٍ النهاَة تصبح عهلَة إعادة‬‫ا‬
‫أنتاج عهلَة هوسعة ٔعادة إنتاج بناء التصادٌ هختل‪َ ،‬موم أنتاج فَه هوضوعًَّا بدور‬
‫حلمة وسَطة فٍ عهلَة الدوراى‪ .‬وَبدو رأس الهال الصناعٍ فٍ هذه الحالة كهجرد جزء‬
‫هى رأس الهال التجارٌ الذٌ َعهل فٍ كافة اْنشطة الوسَطة‪ ،‬بها فَها تؤجَر العمارات‬
‫واْراضٍ‪ .‬والحمَمة النهابَة لعهلَة التراكم فٍ هصر الناصرَة هٍ أى الهصب النهابٍ‬
‫لها كاى هو اْنشطة التداولَة‪.‬‬
‫ا‬
‫هرتكزا علً نهو هٗبم فٍ المطاعات‬ ‫والنهو الكبَر فٍ المطاعات الثالثَة ها لم َكى‬
‫نهوا سرطانًَّا‪ ،‬أٌ َتم علً حساب عهلَة أنتاج اٖحتهالَة‪ .‬ولد شهدت‬
‫الهنتجة‪َ ،‬كوى ًّ‬

‫(‪ )561‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫‪316‬‬
‫هصر الناصرَة هذا النوع هى النهو‪ .‬وإذا كاى عهلَة التنهَة نفسها‪ ،‬تنهَة التخلؾ‪ ،‬تعد‬
‫هسإولة بدرجة أو بؤخري عى هذه الظاهرة‪ ،‬فإدارة النظام هٍ التٍ تتحهل هذه‬
‫الهسإولَة‪ .‬وعلً سبَل الهثال كاى تضخَم لطاع الخدهات همصوداا لخدهة اْؼراض‬
‫السَاسَة للدولة‪ .‬ولد أكدت اْبحاث أى اتجاه ثلث الزَادة فٍ الدخل إلً لطاع الخدهات‬
‫سا إلً زَادة عدد الهوظفَى(‪ .)562‬ولد ترافك بالطبع‬‫وحده خٗل الفترة الناصرَة َعود أسا ا‬
‫هع ذلن الهَل لتراكم رأس الهال هَل إلً زَادة البطالة والعهالة الزابدة والعهالة فٍ‬
‫اْنشطة الهاهشَة علً نطاق واسع للؽاَة‪.‬‬

‫والخٗصة النهابَة بصدد الهَل العام لعهلَة التراكم فٍ هصر الناصرَة هٍ أى هذه‬
‫العهلَة لم تسر بحَث تحمك أعلً هعدل ههكى للنهو عهو اها‪ ،‬بل علً العكس‪ ،‬عرللت‬
‫بالشكل الذٌ تهت به عهلَة نهو المطاعات الهنتجة‪ ،‬سواء هى حَث رأس الهال أو‬
‫العهالة‪ ،‬لصالح كل هى اْنشطة التداولَة وتههَش السكاى‪ ،‬هإدَة بالتالٍ إلً تبدَد هابل‬
‫للفابض‪ ،‬بأضافة إلً لوة العهل‪.‬‬

‫وهذا اْهر اْخَر َكشؾ لنا تها اها أى الناصرَة لم تستطع‪ ،‬ولم تحاول أص اٗ تعببة‬
‫الفابض اٖحتهالٍ‪ .‬ف فٍ ظل تبدَد بشع للفابض الفعلٍ ٖ َهكى انتظار تعببة الفابض‬
‫اٖحتهالٍ‪ ،‬خاصة أى نهو البطالة سار علً لدم وساق كنتَجة ٖ لزَادة الهَكنة‪ ،‬بل‬
‫لضعؾ النهو اٖلتصادٌ‪ .‬إى الطابع الهتخلؾ ‪ -‬الرجعٍ للسَاسة اٖلتصادَة الناصرَة‬
‫َصبح اِى جلًَّا تها اها‪ .‬ولد سبك لنا تناول تطور أنتاجَة فٍ الصناعة والزراعة خٗل‬
‫ا‬
‫هزَٗ للؽاَة‪.‬‬ ‫الفترة‪ ،‬والذٌ كاى‬

‫دور الدولة فٍ تحدَد اٖتجاه العام للتراكم‪:‬‬


‫تبرز الهعطَات السابمة فكرة هحددة‪ ،‬فالدولة لم تؽَر الهَل العام للتراكم‪ ،‬ولكنها لاهت‬
‫ببعض التعدَٗت الجزبَة‪ ،‬كاى أههها علً أطٗق تحوَل التراكم هى لطاع أسكاى إلً‬
‫السد العالٍ‪ ،‬وتوسَع وتعهَك لناة السوَس‪ .‬أها فٍ هجال الصناعة فمد ضؽطت الدولة‬
‫وساعدت علً تحوَل التراكم جزبًَّا هى الصناعة اٖستهٗكَة التملَدَة إلً صناعة السلع‬
‫الهعهرة والسلع الوسَطة‪ .‬ولد وجهت الدولة ضربات لوَة لمطاع بناء الهساكى‪ ،‬وكاى‬
‫بدَٗ عى عجزها عى تجهَع هزَد هى الفابض الفعلٍ واٖحتهالٍ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫لرارها بهذا الشؤى‬
‫لتوجَهه الوجهة التٍ رأت أنها ضرورَة‪ .‬وكاى هى الههكى أى َكوى لهذا العهل هعنً‬
‫تمدهًَّا لو أى هذا التمََد لد تم لصالح عهلَة تنهَة فعالة لادرة علً العطاء فٍ الهستمبل‬
‫بحَث َتم حل هشكلة أسكاى التالَة فٍ سَاق تطور عام‪ .‬والدور الهفتمد‪ ،‬والذٌ نظى‬
‫أنه كاى َهكى أى َمود إلً تؽََر كبَر َتلخص فٍ الضؽط لتؽََر نهط اٖستهٗن‪ ،‬واْهم‪:‬‬
‫الثمافة السابدة لصالح ثمافة عمٗنَة وأكثر انفتا احا ونمدَة‪ .‬كذلن تطلب اْهر وضع‬
‫اٖلتصاد فوق السَاسة أو علً اْلل هوازَاا لها‪ ،‬وضرب الفساد واْنشطة الطفَلَة‬
‫والسفه اٖستهٗكٍ‪ ،‬وهٍ أهور تتطلب أول ها تتطلب استمالة الحكوهة الناصرَة نفسها‪.‬‬

‫(‪ )562‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.261‬‬


‫‪317‬‬
‫وأخَرا‪ ،‬لم تكى عهلَة التراكم تتم فٍ شكل رأسهالٍ خالص‪ ،‬فمد استهرت آلَات عهلَة‬
‫ا‬
‫ا‬
‫التراكم تتضهى فٍ جوهرها أشكاٖ لبل رأسهالَة‪ :‬تحمَك أرباح بوسابل لبل رأسهالَة‪،‬‬
‫نهوا للتخلؾ‪ ،‬إذ هثل نهب الفٗحَى الفمراء الهصدر الربَسٍ‬‫فمد كانت عهلَة النهو ًّ‬
‫للفابض‪ ،‬كها كاى نهو الصناعة َساوٌ نهو ظاهرة التاجر ‪ -‬الصناعٍ‪ :‬فمد لدهت لطاعها‬
‫”العام“ هدَة للطفَلََى واللصوص والسهاسرة‪ .‬وعكس ها َبدو هى نهو للعهل الهؤجور‪،‬‬
‫تحول الكثَر هى العهال إلً عاطلَى همنعَى وطفَلََى علً المطاع ”العام“ وأصحاب‬
‫أعهال صؽَرة أؼلبها تداولٍ وطفَلٍ‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬آلَات إعادة إنتاج التخلؾ‪:‬‬


‫تههَد‪:‬‬
‫سبك أى تناولنا بالتحلَل هحتوي السَاسة اٖلتصادَة الناصرَة‪ ،‬خاصة إباى فترة‬
‫ازدهارها علً الصعَد السَاسٍ واٖجتهاعٍ (‪ .)1965-52‬ولد انتهَنا إلً نتَجة‬
‫تتلخص فٍ أى هذا الهحتوي لد تهثل فٍ تنهَة التخلؾ‪ ،‬بأضافة إلً أى هذه التنهَة‬
‫نفسها كانت هحدودة بالمَاس إلً‪:‬‬

‫‪ - 1‬ها تم تحمَمه خٗل عمدٌ التنهَة فٍ بلداى هتخلفة أخري بواسطة رأس الهال‬
‫اْجنبٍ الخاص هباشرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬طهوحات (أو باْصح‪ :‬أهانٍ) النخبة الناصرَة نفسها‪.‬‬

‫ولكننا اِى بصدد بحث اِلَات التٍ تهت بها عهلَة التنهَة تلن‪ .‬وبداَة نعَد إَجاز‬
‫التحوٖت التٍ جرت فٍ البنَة اٖلتصادَة الهصرَة إباى الفترة التٍ نتناولها بالدراسة‪:‬‬

‫‪ - 1‬نها الطابع النمدٌ لٗلتصاد‪ ،‬خاصة فٍ تلن الهناطك التٍ لم َكى الشكل البسَط‬
‫للتبادل لد اختفً فَها بعد‪.‬‬

‫‪ - 2‬تملصت درجة اٖعتهاد علً هحصول وحَد فٍ التصدَر‪ ،‬فجري إبداله جزبًَّا‬
‫بصادرات زراعَة أخري‪ ،‬وكذلن بالؽزل والهنسوجات‪.‬‬

‫لدرا أكبر هى التنوع‪ ،‬وهع ذلن لم تختؾ ظاهرة سَادة الهحصول‬


‫كذلن شهد اٖلتصاد ا‬
‫الواحد فٍ الصادرات كؤحد سهات اٖلتصاد‪.‬‬

‫‪ - 3‬أدت سَاسة إحٗل الواردات فٍ الصناعة إلً اختنالات خاصة بالتهوَل وهَزاى‬
‫الهدفوعات‪.‬‬

‫‪ - 4‬استهر نهو ظاهرة البطالة والتههَش‪ ،‬ولم تنجح لطاعات أنتاج السلعٍ فٍ‬
‫اهتصاص نسبة َعتد بها هى فابض العهالة‪ ،‬والتٍ تحول جزء كبَر هنها إلً بطالة همنعة‬
‫فٍ الحكوهة ولطاع الدولة اٖلتصادٌ‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫‪ - 5‬استهرت السهة اْهم واْكثر جوهرَة ٖلتصادَات التخلؾ كها هٍ وازدادت‬
‫عهماا‪ ،‬وهٍ استهرار الطابع الهركب للنهو(‪.)563‬‬

‫ولَس هى شن فٍ أى ضربات لد وجهت ْشكال تعبر عى سَطرة إهبرَالَة هباشرة‬


‫التٍ كانت هتهثلة فٍ شركة لناة السوَس‪ ،‬وشروط هجحفة للمروض والهعونات التٍ‬
‫عادة ها تفرض علً البلداى الهتخلفة‪ .‬وهذه لم تتؽَر بالكاهل خٗل الفترة الناصرَة‪،‬‬
‫ولكى هذا لم َهنع هى استهرار عهلَة تنهَة التخلؾ‪.‬‬

‫وها نود أى نبرزه فَها َلٍ هو أى أهبرَالََى لم َتولفوا‪ ،‬ولم َكى َهكى أى َتولفوا‬
‫فٍ ظل هوازَى الموي السَاسَة واٖلتصادَة‪ ،‬عى لعب الدور الربَسٍ فٍ إعادة إنتاج‬
‫التخلؾ فٍ هصر الناصرَة‪ ،‬وإى بؤشكال ألل فجاجة هى ذٌ لبل‪.‬‬

‫لمد استهرت عهلَة تحدَث هصر هنذ دمحم علٍ وطبعاا اٖنخراط وإعادة اٖنخراط فٍ‬
‫نهوا هع استهرار وإعادة إنتاج‬
‫نهوا للتخلؾ‪ ،‬أو ًّ‬
‫السوق الدولٍ‪ .‬الهشكلة أنه كاى داب اها ًّ‬
‫التخلؾ‪ :‬تصنَع لاصر وتابع‪ ،‬ونهو هتفاوت وهركب بهعنً هستوَات هتباَنة وؼَر‬
‫هنسجهة لنهو لطاعات الهجتهع الهختلفة‪ .‬وهثال ذلن التعلَم الذٌ َنتج عناصر هتعلهة‬
‫جَدة تهاجر إلً الخارج لعجز السوق عى استَعابها‪ ،‬والصناعة التٍ تكوى فٍ أزهة‬
‫هستهرة وتعهل بجزء هى طالتها بسبب ضعؾ السوق الداخلٍ والعجز عى التصدَر وٖ‬
‫تتكاهل فروعها الهختلفة هع بعضها إٖ فٍ حدود ٖ تذكر‪ ،‬وتطور الطب أدي إلً اٖنفجار‬
‫السكانٍ ْنه لم َترافك هع نهو ثمافة حداثَة عمٗنَة‪ .‬وهثل هذا َنطبك علً كل هكونات‬
‫الهجتهع‪ :‬نهو فٍ أزهة هستهرة‪.‬‬

‫أ ‪ -‬إعادة إنتاج نهط اٖستهٗن التابع‪:‬‬


‫سبمت لنا هنالشة هذه العهلَة خٗل تحلَلنا لدور إحٗل الواردات‪ .‬وخٗصة المول أى‬
‫بماء البنَة اٖجتهاعَة كها هٍ هى حَث الجوهر لد أدي إلً استهرار وجود نهط‬
‫اٖستهٗن التابع(‪ ،)564‬وتدعَهه بواسطة السَاسة اٖلتصادَة للناصرَة التٍ أخذت علً‬
‫عاتمها زَادة الدخل علً نفس اْسس المابهة‪.‬‬

‫)‪ )563‬توجد ظاهرة النهو الهتفاوت والهركب فٍ اْنظهة الرأسهالَة أَضاا‪ ،‬لكى َتم باستهرار تجاوزها وإعادة إنتاجها‬
‫وإعادة تجاوزها‪ ،‬لكى فٍ النظم الهتخلفة تكوى ظاهرة ثابتة تمرَ ابا‪ ،‬وعهَمة فٍ أسس النظام‪.‬‬
‫(‪ ٖ )564‬شن أى نهط اٖستهٗن التابع َتضهى استهٗن سلع هفَدة هى حَث هٍ أشَاء‪ .‬إٖ أى اٖستهٗن كنهط ٖ َتكوى‬
‫وَعاد تكونه وفماا لبمَة اْوضاع الهحلَة‪ :‬بنَة أنتاج‪ ،‬نوع البَبة‪ ،‬التراث الثمافٍ‪ ،‬بحَث ٖ َكوى تطوره هتسماا هع‬
‫وهتنافرا‪ .‬فالسلع تطور دوى أى َواكب هذا التطور ها‬
‫ا‬ ‫تطورا هركباا‬
‫ا‬ ‫وهعب ارا عى تطور اجتهاعٍ عام‪ ،‬بدلَل أنه َكوى‬
‫َهاثله وَٗبهه بالنسبة للناس أنفسهم‪ ،‬وكذلن فٍ وسابل أنتاج‪ .‬فالسلع التٍ تنتج فٍ بَبة أوروبَة ذات طبَعة‬
‫اجتهاعَة ‪ -‬التصادَة هعَنة‪ ٖ ،‬تتٗءم ‪ -‬فٍ كثَر هى اْحَاى ‪ -‬هع أناس َعَشوى فٍ بَبة ذات تراث ووالع هختلفَى‪.‬‬
‫وَإدٌ هذا إلً كثَر هى التفسخ اٖجتهاعٍ واٖؼتراب‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫ب ‪ -‬إعادة إنتاج بنَة التخلؾ‪:‬‬
‫* استهرار وتعهَك التبعَة التكنولوجَة‪:‬‬
‫ها ٖ َوضع فٍ اٖعتبار عادة ‪ -‬وهذا ها سنوضحه بعد للَل ‪ -‬هو أى الناصرَة لم‬
‫تستطع أى تطبك خططها التصنَعَة إٖ بالدعم الهباشر هى رأس الهال الؽربٍ‪ .‬ولكنها هى‬
‫أجل تمدَم نفسها فٍ صورة عدو لٕهبرَالَة لجؤت علً صعَد أعٗم إلً تفخَم دور‬
‫الدعم السوفَتٍ فٍ تنفَذ خططها الصناعَة علً حساب الدعم الؽربٍ الضخم‪ .‬وسوؾ‬
‫نسوق فَها َلٍ هدي وآلَات اٖعتهاد التكنولوجٍ علً الؽرب هى لبل طبمتنا الهسَطرة‪.‬‬
‫وسوؾ تكوى هصادفة طرَفة أى نعتهد بشكل أساسٍ علً باحث سوفَتٍ هتعاطؾ هع‬
‫الناصرَة (ؾ‪ .‬أ‪ .‬لوتسكَڤتش)‪.‬‬

‫اعتهدت الصناعة الهصرَة حتً عام ‪ 1960‬علً التكنولوجَا الهستوردة هى البلداى‬


‫الرأسهالَة بنسبة ‪ ،%100‬أها خٗل سنوات الخطة الخهسَة فمد لاهت الدول الرأسهالَة‬
‫بتورَد ‪ %70-60‬هى احتَاجات هصر هى اْجهزة والهاكَنات‪ .‬ولد انخفض نصَب تلن‬
‫الدول هى تورَد الهعدات والهاكَنات بعد ‪ 1967‬حتً بلؽت ‪ %40‬عام ‪ ،1968‬زاد إلً‬
‫‪ %43‬عام ‪ ،1969‬ثم إلً ‪ %44‬عام ‪ ،1970‬وذلن بدوى حساب اِٖت والخاهات‬
‫الٗزهة للهصانع الكاهلة(‪ .)565‬أها عى استخداهات المروض الرأسهالَة فٍ سنوات التنهَة‬
‫فَوجزها الكاتب السوفَتٍ كها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬الوَٖات الهتحدة‪ :‬هولت لروضها بشكل أساسٍ شراء الهواد الؽذابَة هى الوَٖات‬
‫الهتحدة نفسها‪ ،‬ولكى ابتداء هى ‪ 1960‬أولت اهتها اها هتزاَداا بتهوَل الصناعة الهصرَة‪.‬‬
‫ففٍ ‪ 1960‬ألرضت هصر لتوسَع هصانع إدفَنا الؽذابَة للهواد الهحفوظة‪ ،‬وفٍ‬
‫‪ 1963/1962‬هولت هصنع السَلوفاى بثٗثة هلَوى دوٖر‪ ،‬كها دفعت ‪ 30.6‬هلَوى‬
‫دوٖر ٔنشاء هحطة كهرباء ؼرب الماهرة بطالة ‪ 261‬ألؾ كَلو وات ساعة‪ .‬ولاهت‬
‫الشركات اْهرَكَة بتمدَم الخبرة والتكنولوجَا الٗزهة لهصانع الورق والتلَفزَوى‬
‫وهحطة كهرباء ؼرب الماهرة وعهلَات التنمَب عى البترول‪ .‬بأضافة إلً ذلن ساههت‬
‫فٍ تشََد ‪ %65‬هى هجهوع الطرق التٍ ألَهت فٍ هصر هى ‪ 4600( 1965-52‬كم)‪،‬‬
‫‪ %29‬هى الهدارس‪ %27 ،‬هى الهستشفَات والوحدات الصحَة اْخري‪ .‬كذلن هولت‬
‫هشروع إنماذ آثار النوبة‪ ،‬وساههت أَضاا فٍ هشارَع استصٗح ‪ 220‬ألؾ فداى (‪%17‬‬
‫هى هجهل اْرض الهستصلحة طوال الفترة)‪ .‬ولد هثلت الهعدات والهاكَنات عام ‪:1966‬‬
‫‪ %20.6‬هى الواردات المادهة هى الوَٖات الهتحدة‪ ،‬وفٍ ‪ 1970‬شكلت ‪ %37‬هنها‪.‬‬

‫ونحى نمصد بنهط اٖستهٗن بنَة هحددة‪ ،‬تشهل طرَمة استخدام الثروة فٍ إعادة إنتاج لوة العهل‪ .‬فالهسؤلة ٖ تتلخص‬
‫فٍ وجود عدد هى السلع الهفَدة‪ .‬واْهر اْهم علً أطٗق هو أى نهط اٖستهٗن التابع َمود عهلَة التنهَة‪ ،‬بَنها‬
‫َكوى نهط اٖستهٗن الهستمل عى الخارج هكوناا هتهاهَاا هع النسَج اٖجتهاعٍ ككل‪.‬‬
‫(‪) 565‬‬
‫ؾ‪ .‬أ‪ .‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،91‬ص ‪.92‬‬
‫‪320‬‬
‫كبَرا فٍ تهوَل إنشاء الصناعة فٍ هصر الناصرَة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫‪ - 2‬ألهانَا الؽربَة‪ :‬لعبت ا‬
‫ولدهت الشركات اْلهانَة هى الخبرة ها َجعلنا نعدها هع إَطالَا صاحبتا أكبر فضل فٍ‬
‫نهو الصناعة خٗل تلن الفترة‪ .‬ولد ساههت ألهانَا فٍ إنشاء الصناعات التالَة‪%20 :‬‬
‫هى رأسهال شركة الحدَد والصلب‪ ،‬شركة كَها‪ ،‬هحطة كهرباء شهال الماهرة‪ ،‬هحطة‬
‫تولَد كهرباء بؤسَوط‪ ،‬وأخري بدهنهور‪ ،‬هصنع لتجهَع سَارات النمل واْتوبَس‬
‫وشركات الدَزل وسَارات الركوب الصؽَرة‪ ،‬تطوَر خطوط السكن الحدَدَة وكهربة خط‬
‫حلواى‪ /‬الماهرة‪ ،‬ترسانة السفى ببورسعَد‪ ،‬هصنع اْسهدة فٍ أسواى‪ ،‬التنمَب عى‬
‫الرٌ بكوم أهبو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والرٌ‪ ،‬تطوَر نظم‬
‫ّ‬ ‫البترول‪ ،‬هصانع نسَج‪ ،‬هحطات لضخ هَاه الشرب‬
‫َضاؾ إلً ذلن هساههتها فٍ إنشاء عدد كبَر هى الكبارٌ علً النَل‪ ،‬وهشارَع أخري‪.‬‬
‫سا‬
‫وفٍ عام ‪ 1964‬كاى َوجد فٍ هصر ثٗثة آٖؾ خبَر هى ألهانَا الؽربَة َعهلوى أسا ا‬
‫فٍ الهصانع الحربَة(‪( )566‬ولد بدأت الهصانع الحربَة الهصرَة هنذ ‪ 1956‬تساهم فٍ‬
‫إنتاج السلع الهعهرة‪ ،‬الهدنَة طبعاا‪ ،‬وؼَرها)‪ .‬ولد بلؽت نسبة واردات اِٖت هى هجهل‬
‫الواردات هى ألهانَا باْسعار الثابتة لعام ‪:1960‬‬

‫جدول (‪)84‬‬
‫واردات اِٖت هى ألهانَا هى هجهل‬
‫السنة‬
‫الواردات هنها (‪)%‬‬
‫‪55‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪1970‬‬

‫ولد استهر التعاهل بَى هصر والشركات اْلهانَة بعد لطع العٗلات والهعونات عام‬
‫‪ 1965‬عى طرَك شركات سوَسرَة وإسبانَة تهول بواسطة الشركات اْلهانَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬إَطالَا‪ :‬ساههت الشركات أَطالَة فٍ إهداد الفروع التالَة باِٖت والتكنولوجَا‬


‫ورأس الهال‪ :‬السَارات (فَات)‪ ،‬البترول‪ ،‬البتروكَهاوَات‪ ،‬الهنسوجات‪ ،‬الصناعات‬
‫الكَهاوَة‪ ،‬الصناعات الؽذابَة‪ .‬بأضافة إلً ذلن ساههت فٍ استصٗح ‪ 290‬ألؾ فداى‪.‬‬
‫ولد بدأت هذه الهساعدات ابتداء هى ‪ 1959‬طبماا ٖتفالَة رسهَة للتعاوى اٖلتصادٌ‪.‬‬
‫ولد بلؽت نسبة اِٖت هى الواردات الهصرَة هى إَطالَا نحو ‪.%20‬‬

‫‪ - 4‬بلداى رأسهالَة أخري‪ :‬ساههت برَطانَا وفرنسا وسوَسرا والَاباى فٍ إهداد‬


‫صناعة الهنسوجات والصناعات الكَهاوَة واْسهنت واْدوَة والصناعات الؽذابَة‬
‫بالتكنولوجَا‪ .‬ولد بلؽت نسبة اِٖت هى الواردات الهصرَة هى برَطانَا ‪ %40‬عام‬
‫‪ ،1968‬وهى الَاباى ‪ %40-35‬فٍ ‪.1966-1961‬‬

‫(‪ )566‬لوتسكَڤتش‪ ،‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ .107‬ولد أشار عبد الناصر إلً ذلن‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫ولد بلؽت لَهة الواردات هى اِٖت والهاكَنات ها َلٍ (هلَوى جنَه هصرٌ)(‪:)567‬‬

‫جدول (‪)85‬‬
‫الدولة‬
‫الدول اٖشتراكَة‬ ‫الدول الرأسهالَة‬
‫السنة‬
‫‪21.1‬‬ ‫‪44.9‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪47.4‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪1966‬‬
‫‪25.3‬‬ ‫‪30.1‬‬ ‫‪1969‬‬
‫‪31.8‬‬ ‫‪40.7‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪125.6‬‬ ‫‪186.8‬‬ ‫الهجهوع‬

‫بأضافة إلً ذلن اعتهدت هصر علً البلداى الرأسهالَة فٍ استَراد الكَهاوَات‬
‫العضوَة والصوؾ واْصباغ والهستحضرات الطبَة كلها تمرَباا‪.‬‬

‫أها فَها َتعلك بؤزهة السد العالٍ فمد سبك أى حللنا طابعها السَاسٍ البحت‪ .‬وٖ شن‬
‫أى هساههة الؽرب فٍ إنهاء الصناعة الهصرَة َظل هع ذلن هحدوداا بالنسبة لهساههته‬
‫فٍ بلداى أخري أكثر وٖ اء له‪ ،‬هثل بلداى أهرَكا الٗتَنَة وشرق آسَا وإَراى‪ .‬ولد جاءت‬
‫عهلَة التصنَع فٍ هصر والعالم الهتخلؾ ككل تاهة اٖنسجام هع آثار الثورة الصناعَة‬
‫الثالثة فٍ العالم الرأسهالٍ التٍ تهثلت فٍ التطوَر الهابل لصناعة السلع فابمة التطور‬
‫والتٍ باتت تحتاج إلً توسَع اْسواق فَها وراء البحار‪ .‬أها الدعم السوفَتٍ فٍ هجال‬
‫الصناعة فمد وجه لتشجَع نفس نهط التنهَة الحال هحل الواردات‪ ،‬أٌ لتنهَة التخلؾ‪،‬‬
‫ولم َختلؾ فٍ توجهاته لط هع الدعم الؽربٍ‪.‬‬

‫هجاٖت الهساعدة الفنَة السوفَتَة‪:‬‬

‫صناعة هواد البناء‪.‬‬

‫الصودا الكاوَة‪.‬‬

‫ؼزل المطى‪.‬‬

‫تجهَع الرادَو والتلفزَوى‪.‬‬

‫تجهَع عربات السكن الحدَدَة والهوتوسَكٗت‪.‬‬

‫(‪ )567‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ ،90‬ص ‪.138‬‬


‫‪322‬‬
‫التعدَى‪.‬‬

‫هطاحى الدلَك وهضارب اْرز‪.‬‬

‫الخزؾ‬

‫تكرَر البترول‪.‬‬

‫هشارَع الكهرباء‪.‬‬

‫السد العالٍ‪.‬‬

‫استصٗح اْراضٍ‪.‬‬

‫الصلب ابتداء هى ‪.1969/1968‬‬

‫ولد استحوذت صناعة التعدَى واِٖت علً الجانب اْكبر هى المروض السوفَتَة‬
‫الهوجهة للصناعة (‪ %93‬هنها)(‪.)568‬‬

‫ولد هولت المروض السوفَتَة ‪ %25‬هى اٖستثهارات الصناعَة‪ ،‬شاهلة هحطة‬


‫كهرباء السد العالٍ‪ ،‬فٍ خطة ‪ ،1965-1960‬بَنها هولت المروض الرأسهالَة حوالٍ‬
‫‪ %20‬هنها‪.‬‬

‫والنتَجة الهستخلصة هٍ أى الناصرَة لد استطاعت أى تملل هى اعتهادها علً‬


‫التكنولوجَا الهستوردة هى الؽرب‪ ،‬إٖ أى البدَل الجزبٍ كاى هو اٖعتهاد علً‬
‫التكنولوجَا الهستوردة هى شرق أوروبا ٖ الهنتجة فٍ الداخل‪ .‬ولد خدهت تلن‬
‫التكنولوجَا نفس نهط تنهَة التخلؾ‪ .‬وربها تهثلت الفابدة التٍ عادت علً التصاد البٗد‬
‫فٍ الوسَلة اْفضل لسداد المروض السوفَتَة‪ ،‬وفٍ انخفاض هعدل الفابدة علَها‪ ،‬وهٍ‬
‫كها هو واضح هكاسب كهَة‪.‬‬

‫ولد ارتبطت التبعَة التكنولوجَة بنهط التنهَة نفسه‪ ،‬أٌ بالتبعَة البنَوَة‪ ،‬بل نستطَع‬
‫أى نمول إى التبعَة التكنولوجَة لد ازدادت عهماا هع ازدَاد حجم البنَة وتعهَك طابعها‬
‫الهركب‪ .‬وبرؼم تملَل اٖعتهاد الكهٍ علً الؽرب فٍ استَراد التكنولوجَا‪ ،‬فمد ازداد‬
‫عهك التبعَة له بمدر تطوَر الصناعة الهحلَة ونهو حجهها‪ ،‬لٓسباب التالَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬نهو حجم المطاع الحدَث الهعتهد علً استَراد التكنولوجَا‪.‬‬

‫(‪ )568‬لم َحدد الباحث السوفَتٍ ها َمصده باِٖت‪ ،‬وفٍ الؽالب َمصد تجهَع الجرارات ووسابل النمل وبعض أصناؾ‬
‫الهوتورات‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫‪ - 2‬أحٗل هحل الواردات علً نطاق واسع ولهدة طوَلة َحهل فٍ الهستمبل تبعَة‬
‫أعهك للسوق العالهٍ‪ ،‬أٌ للرأسهالَة بالذات‪.‬‬

‫‪ - 3‬اٖعتهاد علً تكنولوجَا أرلً باستهرار هستوردة داب اها َجعل إهكانَة التخلص هى‬
‫التبعَة أكثر صعوبة‪.‬‬

‫* استهرار التبعَة الهالَة‪:‬‬


‫فٍ ‪ ،1948‬كاى رأس الهال اْجنبٍ َهثل ‪ %60‬هى اٖستثهارات المابهة فٍ الشركات‬
‫الهساههة‪ ،‬وفٍ الولت نفسه كاى الدَى العام لد صفٍ تها اها وأصبح لدي هصر أرصدة‬
‫استرلَنَة ضخهة لدي برَطانَا‪ .‬وبعد عاهَى فمط بدأت هصر تتلمً الهعونة اْهرَكَة‪،‬‬
‫وبعد سنوات للَلة أخري كانت لد استنفذت كل أرصدتها وراحت تتلمً الهعونات‬
‫والمروض هى هصادر هختلفة‪ .‬ورؼم تؤهَم الشركات اْجنبَة لم َتؤخر العالم الهتمدم كله‬
‫عى تدعَم الناصرَة سوي لفترات لصَرة تلت تؤهَم لناة السوَس‪ .‬واستإنؾ تمدَم‬
‫الهعونات بعد إتهام الوحدة الهصرَة ‪ -‬السورَة حتً أصبحت هصر هى أكثر الدول تلمَاا‬
‫للهعونات فٍ العالم‪.‬‬
‫وبعد تؤهَم الشركات اْجنبَة فٍ ‪ 1957‬حلت المروض هحل اٖستثهار الهباشر لرأس‬
‫الهال اْجنبٍ‪ ،‬فؤصبحت هٍ الشكل السابد ٖستَراد رأس الهال‪ .‬ولد تدهورت نسبة‬
‫هشاركة رأس الهال اْجنبٍ فٍ اٖستثهارات هى ‪ %16‬عام ‪ 1948‬إلً ‪ %8.8‬فٍ‬
‫نظرا ٖهتناع رأس الهال اْجنبٍ الخاص عى الورود‪ ،‬ولكنها‬
‫الفترة هى ‪ ،1954-1952‬ا‬
‫(‪)569‬‬
‫‪ ،‬واستهر هذا‬ ‫عادت إلً اٖرتفاع لتبلػ ‪ %27.5‬إباى سنوات ‪1965-1960‬‬
‫اٖرتفاع بعد ذلن بسبب زَادة هعدل اٖلتراض‪ .‬وهع ذلن لم تختؾ الهشاركة الهباشرة‬
‫لرأس الهال اْجنبٍ‪ ،‬فٍ الهشارَع التٍ كانت تحتاج إلً الخبرة اْجنبَة (الصلب ‪-‬‬
‫اْدوَة) وإى كانت هحدودة‪.‬‬

‫وعلً أٌ حال كاى هنان هَل ٖنخفاض نسبة الهشاركة اْجنبَة فٍ الشركات الجدَدة‬
‫عى ذٌ لبل(‪:)570‬‬

‫بلػ ‪ %53‬هى جهلة رأس الهال‬ ‫هى ‪1939-1934‬‬

‫بلػ ‪%34‬‬ ‫هى ‪1945-1940‬‬

‫بلػ ‪%16‬‬ ‫هى ‪1948-1946‬‬

‫(‪ )569‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫(‪ )570‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪324‬‬
‫بَنها بلؽت نسبة الهساههة اْجنبَة الهباشرة فٍ ‪ 1953/52‬وطوال الخهسَنات‬
‫‪.)571(%8.8‬‬

‫لكى حلت المروض هحل اٖستثهار اْجنبٍ الهباشر‪ ،‬بل وفالت هساههته فٍ‬
‫الهشروعات الجدَدة‪:‬‬

‫جدول (‪)86‬‬

‫إجهالٍ المروض الهمدهة هى الدول الرأسهالَة بدوى حساب المروض لصَرة اْجل‬
‫(بالهلَوى جنَه ‪ -‬سعر ثابت)(‪ ،)572‬وهذه ٖ تشهل الهساعدات الؽذابَة اْهرَكَة‪:‬‬

‫‪1970/1/1‬‬ ‫‪)*(1967/1/1‬‬ ‫‪1963/1/1‬‬ ‫‪1961/1/1‬‬ ‫المروض‬

‫‪1647.6‬‬ ‫‪1515.9‬‬ ‫‪610.4‬‬ ‫‪420.7‬‬ ‫أجهالٍ‬


‫إجهالٍ الدول‬
‫‪852.4‬‬ ‫‪772.8‬‬ ‫‪369.9‬‬ ‫‪214.2‬‬
‫الرأسهالَة‬
‫‪297.8‬‬ ‫‪297.8‬‬ ‫‪87.6‬‬ ‫‪68.1‬‬ ‫الوَٖات الهتحدة‬
‫‪141.9‬‬ ‫‪122.8‬‬ ‫‪72.5‬‬ ‫‪41.1‬‬ ‫ألهانَا‬
‫‪142.5‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪79.6‬‬ ‫‪34.3‬‬ ‫إَطالَا‬
‫‪21.2‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الَاباى‬
‫‪13.7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪25.4‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫إنجلترا‬
‫‪33.9‬‬ ‫‪33.9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪6.7‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هولندا‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫سوَسرا‬
‫‪14.4‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫السوَد‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫كندا‬
‫‪28.4‬‬ ‫‪16.5‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫أخري‬
‫‪24.6‬‬ ‫‪24.6‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫‪19.7‬‬ ‫البنن الدولٍ‬
‫صندوق النمد‬
‫‪120.3‬‬ ‫‪89.7‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ـــ‬
‫الدولٍ‬
‫* هع حساب تؽَر المَهة التحوَلَة للجنَه عام ‪.1963‬‬

‫جدول (‪)87‬‬

‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p 208, p. 247 )571‬‬


‫(‪ )572‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪( 97‬هى جدول ‪.)29‬‬
‫‪325‬‬
‫(‪)573‬‬
‫تطور حجم الهساعدات اْهرَكَة (هلَوى دوٖر)‬

‫الؽذابَة وفماا للمانوى ‪480‬‬ ‫الهساعدات الكلَة‬ ‫السنة‬

‫‪84.3‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪1958-1952‬‬


‫‪57.2‬‬ ‫‪71.7‬‬ ‫‪1959‬‬
‫‪80.9‬‬ ‫‪110.9‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪102.3‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪217.3‬‬ ‫‪258.9‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪429.3‬‬ ‫‪472.9‬‬ ‫‪1963‬‬
‫‪170‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪1964‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪)*(55.6‬‬ ‫‪1965‬‬
‫* تمدَرَة‬

‫ولد لفزت الهعونات اْهرَكَة ابتداء هى عام ‪ 1959‬لفزة هابلة‪ ،‬وهو العام الذٌ بدأت‬
‫فَه الناصرَة حربها الصلَبَة ضد الشَوعَة فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬وتدفمت حَنبذ‬
‫الهساعدات السوفَتَة أَضاا‪ .‬وحسب ؾ‪ .‬أ‪ .‬لوتسكَڤتش كانت الهعونة اْهرَكَة عام‬
‫‪ 780 1958‬ألؾ جنَه فمط‪ ،‬ارتفعت فٍ ‪ 1959‬إلً ‪ 25.6‬هلَوى جنَه (حسب الجدول‬
‫تكوى أكثر)(‪ .)574‬وحسب أحد الباحثَى بلػ هجهل الهساعدات اْهرَكَة لهصر فٍ الفترة‬
‫هى ‪ 1968-1961‬بالهلَوى دوٖر‪.)575(1734.46 :‬‬

‫ولدهت هعظم هذه المروض بفوابد هتوسطة (‪ %7-5‬لبل ‪ %5-3 ،1963‬بعد‬


‫‪ ،)1963‬بل لُدهت المروض السوَدَة بدوى فوابد‪ ،‬كها أى صفمات المهح اْهرَكَة لدهت‬
‫ابتداء هى ‪ 1955‬بفابدة ثٗثة أرباع ‪ ،%‬هع فترة سهاح ‪ 3‬سنوات وفترة تسدَد ‪40-30‬‬
‫سنة‪ ،‬هع دفع ‪ %75‬هنها بالجنَه الهصرٌ‪ ،‬وذلن وفماا للمانوى ‪ 480‬اْهرَكٍ(‪ .)576‬ولد‬
‫أضاؾ لوتسكَڤتش أنه طبماا ٖتفالَة ‪ 1960-1958‬فمد تم هى إجهالٍ لَهة تسوَك‬

‫(‪ )573‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ .100‬تم نمل الجدول بتصرؾ وتصحَح اْخطاء‪.‬‬
‫)‪)574‬‬
‫عبد الناصر وهعركة اٖستمٗل اٖلتصادٌ (‪ ،)1971-1952‬ص ‪.100‬‬
‫)‪ )575‬هرفت صبحٍ‪ ،‬الهساعدات اٖلتصادَة اْهرَكَة لهصر ‪ 1961-1958‬وأثرها فٍ اٖلتصاد الهصرٌ‪ ،‬ص ‪،258‬‬
‫ا‬
‫نمٗ عى‪:‬‬
‫‪El Nagger, Said, Foreign aid to United Arab Republic, instate of national‬‬
‫‪planning UAR 1965‬‬
‫(‪ )576‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫ووفماا لها أورده عادل حسَى‪ ،‬استخدهت لَهة المروض الؽذابَة اْهرَكَة ‪ -‬وفماا للمانوى ‪ - 480‬علً النحو التالٍ‪:‬‬
‫‪ٔ %45‬لراض الحكوهة الهصرَة‪ %21،‬كمروض َمدهها بنن اٖستَراد والتصدَر كوكَل عى الحكوهة اْهرَكَة‪،‬‬
‫‪ٔ %34‬نفاق الحكوهة اْهرَكَة (ص ‪.)257‬‬
‫‪326‬‬
‫فابض الهنتجات الؽذابَة الهمدهة لهصر تخصَص ‪ %70-50‬كمروض هع سداد لَهتها‬
‫خٗل ‪ 30‬عا اها بسعر فابدة ‪ %4‬سنوًَّا‪ ،‬وفٍ اٖتفاق للسنوات ‪ 1963-1962‬تم‬
‫تخصَص ‪ %85‬هى لَهة هذه الهنتجات كمروض لهصر هع زَادة فترة سدادها إلً ‪40‬‬
‫عا اها وتخفَض سعر الفابدة إلً ‪ .%0.75‬كها أى جز اءا هى تلن الهساعدات كاى هعونات‬
‫هجانَة تشهل هعونات ؼذابَة وتهوَل هشروعات خدهَة هختلفة وأضاؾ أى هعظم‬
‫المروض الؽربَة كانت طوَلة اْجل‪ ،‬بلؽت ‪ 40-30‬سنة بالنسبة لـ ‪ %73‬هنها ( ص ص‬
‫‪)102-100‬‬

‫وبرؼم جهود الناصرَة فٍ عهلَة التنهَة فإنها لم تستطع أى تزَد هى هعدل اٖدخار‬
‫الهحلٍ الذٌ ظل َتراوح حول ‪ %12.25‬طوال الفترة الناصرَة كها أسلفنا‪.‬‬

‫وإذا أخذنا فٍ اٖعتبار أنه لد تم استهٗن ‪ 200‬هلَوى جنَه هى اْرصدة اٖسترلَنَة‬


‫فٍ الفترة هى ‪ )577(1962-1952‬وفرت حت اها هى النفمات الحكوهَة الهختلفة‪ ،‬لتبَى‬
‫أكثر هدي عجز الناصرَة الداخلٍ عى تجهَع الفابض‪.‬‬

‫وَضاؾ إلً هذا الدعم هى البلداى الرأسهالَة‪ ،‬دعم هى البلداى اٖشتراكَة‪ ،‬فبلؽت‬
‫المروض السوفَتَة ولروض أوروبا الشرلَة ها َلٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)88‬‬
‫(‪)578‬‬
‫حجم المروض هى البلداى اٖشتراكَة إلً هصر والهند والصَى (هلَوى دوٖر)‬

‫الدولة الدابنة‬
‫إجهالٍ‬ ‫أوروبا الشرلَة‬ ‫اٖتحاد السوفَتٍ‬ ‫الدولة الهدَنة‬
‫هصر‬
‫‪1839‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪1198‬‬
‫(حتً ‪)1971‬‬
‫الهند‬
‫‪1975‬‬ ‫‪382‬‬ ‫‪1593‬‬
‫(حتً ‪)1971‬‬
‫‪1750‬‬ ‫ــــــــ‬ ‫‪1750‬‬ ‫الصَى (حتً ‪)1961‬‬

‫ولد بلؽت نسبة التهوَل اْجنبٍ فٍ خطة ‪ ،1965-1960‬والتٍ تعد أكبر هحاولة‬
‫أصٗ أى تكوى ‪%45‬‬ ‫ا‬ ‫للتنهَة لام بها النظام الناصرٌ إطٗلاا ‪ ،%27.5‬بَنها كاى الهمدر‬
‫هى هجهل اٖستثهارات‪ ،‬كها بلؽت نسبة التهوَل اْجنبٍ للصناعة ‪.%45‬‬

‫جدول (‪)89‬‬

‫(‪ )577‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫(‪ )578‬عادل حسَى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الجزء اْول‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪327‬‬
‫(‪)579‬‬
‫الهساعدات الخارجَة فٍ الخطة الخهسَة (هلَوى جنَه)‬
‫هى الدول‬ ‫هى الدول‬ ‫إجهالٍ‬ ‫هجهوع‬
‫اٖستثهارات‬
‫الرأسهالَة‬ ‫اٖشتراكَة‬ ‫الهساعدات‬ ‫اٖستثهارات‬
‫‪207.4‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪417.4‬‬ ‫‪1513‬‬ ‫كلَة‬
‫‪20‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪355‬‬ ‫إنتاج زراعٍ(*)‬
‫‪103‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪516.5‬‬ ‫صناعة(**)‬
‫‪66‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪294.2‬‬ ‫نمل وهواصٗت‬
‫‪18.4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪347.3‬‬ ‫أخري‬
‫الرٌ والصرؾ والسد العالٍ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* تشهل‬
‫** تشهل هحطة كهرباء السد العالٍ وخطوط الكهرباء‪.‬‬

‫وبالهمارنة هع بمَة بلداى العالم الثالث نجد أى اْخَرة ككل اعتهدت بدرجة أكبر علً‬
‫هدخراتها الهحلَة‪.)580(%85 :‬‬

‫وترجع زَادة الهَل إلً اٖعتهاد علً التهوَل الخارجٍ فٍ شكل لروض إلً‪:‬‬

‫‪ - 1‬أهدار الكبَر للهوارد وارتفاع التكلفة عهو اها‪.‬‬

‫‪ - 2‬عجز النظام عى تجهَع الهدخرات الهحلَة والفابض الهبدد وأسراؾ فٍ أنفاق‬


‫العام الذٌ بلػ ‪ %20‬عام ‪ %26 ،1960‬هى الناتج الموهٍ عام ‪.1965‬‬

‫‪ - 3‬اهتناع رأس الهال اْجنبٍ عى اٖستثهار الهباشر فٍ السوق الهصرٌ إٖ فٍ‬


‫أضَك الحدود‪.‬‬

‫كذلن كاى للدعم السوفَتٍ دورؼَر هباشر فٍ دفع البلداى الرأسهالَة إلً تمدَم‬
‫الهعونات لهصر الناصرَة‪ .‬ولكى ضخاهة حجم الهعونات الؽربَة ٖ َهكى تبرَره بهذا‬
‫العاهل وحده الذٌ َهكى اعتباره أحد أسباب الشروط الهَسرة للمروض الرأسهالَة‪ .‬وإذا‬
‫كانت شروط تصدَر التكنولوجَا ورأس الهال إلً هصر إباى فترة ‪ 1967-1952‬أكثر‬
‫َسرا عها لبلها‪ ،‬فإنها لم توجه إٖ إلً الهجاٖت التٍ تخدم فٍ النهاَة دورة رأس الهال‬
‫ا‬
‫الصناعٍ فٍ البداى الرأسهالَة‪ ،‬بهعنً هحدد‪ ،‬هو تنهَة (واْفضل أى نمول إنهاء)‬
‫اٖلتصاد الهصرٌ هع اٖحتفاظ بتخلفه‪ ،‬بل وتعهَمه‪ :‬الصناعة الحالة هحل الواردات‪،‬‬
‫وهشارَع البنَة اْساسَة الٗزهة لهذا نفسه‪ .‬وبأضافة إلً ذلن ساههت هعونات المهح‬
‫سا عى نهط إحٗل‬ ‫كثَرا فٍ هداراة أزهة الؽذاء الهستفحلة‪ ،‬والتٍ نتجت أسا ا‬
‫ا‬ ‫اْهرَكَة‬

‫(‪ )579‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫(‪ )580‬عادل حسَى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الجزء اْول‪ ،‬ص ‪.712‬‬
‫‪328‬‬
‫كبَرا فٍ‬
‫ا‬ ‫تؽََرا‬
‫ا‬ ‫الواردات أَضاا واٖلتواء التصدَرٌ فٍ الزراعة الذٌ كاى تؽََره َتطلب‬
‫التركَب الهحصولٍ‪.‬‬

‫وَتضح لنا دور الهعونات الؽربَة فٍ تدعَم الناصرَة حَى بدأت الضؽوط اٖلتصادَة‬
‫أهبرَالَة هنذ أواسط الستَنات‪ ،‬وبعد لطع العٗلات الدبلوهاسَة هع ألهانَا الؽربَة عام‬
‫‪ ،1965‬وتخفَض الهعونات اْهرَكَة فٍ نفس السنة (راجع جدول ‪ .)87‬وفٍ ‪1966‬‬
‫باتت هصر عاجزة عى سداد دَونها بالعهٗت الحرة‪ ،‬فلجؤت إلً تؤجَل السداد بهوافمة‬
‫فرنسا وإَطالَا لهدة ‪ 3‬سنوات هع هد فترة السداد إلً ‪ 7‬سنوات‪ ،‬كها اضطرت فٍ نفس‬
‫السنة إلً بَع ثلث رصَدها الذهبٍ لتسدَد ألساط الدَوى كها َتضح فٍ جدول (‪)90‬‬
‫وكها أورد لوتسكَڤتش (ص ‪ .)99‬أها فٍ ‪ 1968-1967‬فمد أولفت هصر تسدَد دَونها‬
‫تها اها للوَٖات الهتحدة وألهانَا وبرَطانَا ودول السوق الهشتركة ودول رأسهالَة أخري‪،‬‬
‫ولكنها عادت إلً تسدَدها هرة أخري ابتداء هى ‪.)581(1971‬‬

‫وابتداء هى ‪ ،1966‬تملصت الواردات لنفس السبب‪َ .‬وضح هذا لنا كَؾ كانت العٗلة‬
‫بَى نهو الصادرات ونهو اٖستثهار لوَة‪ ،‬اللهم إٖ فٍ وجود ظرؾ خاص‪ :‬الدعم اْجنبٍ‬
‫الضخم‪.‬‬

‫إفٗس هصر الناصرَة‪:‬‬

‫ظلت هصر تعانٍ هى نمص العهٗت الصعبة طوال الفترة الناصرَة تمرَباا‪ .‬ولد تم‬
‫إفٗس هصر هى النمد اْجنبٍ علً نحو هتكرر‪ ،‬خاصة هنذ أواسط الستَنات‪ ،‬بحَث‬
‫أصبحت عاجزة عى تسدَد فوابد وألساط دَونها الخارجَة‪ ،‬وهذا هو تعرَؾ إفٗس‬
‫الدول‪ .‬وأصبح اٖحتَاطٍ هى النمد اْجنبٍ َؽطٍ هى شهر إلً شهرَى فمط هى‬
‫الواردات‪ ،‬وأحَاناا ٖ َؽطٍ َو اها واحداا‪ ،‬وَتم اٖلتراض بسرعة أو بَع جزء هى الرصَد‬
‫الذهبٍ لتوفَر العهٗت الصعبة‪ .‬كها لجؤت الحكوهة عام ‪ 1966‬إلً بتر الواردات بشدة‪،‬‬
‫(انظر جدول ‪.)51‬‬

‫أعلى عبد الناصر فٍ ‪ 1962‬أى لَهة الرصَد الذهبٍ= ‪ 65‬هلَوى جنَه(‪ ،)582‬وهو‬
‫رلم صحَح تمرَ ابا (فٍ الوالع كاى ‪ 174‬هلَوى دوٖر)‪ ،‬وهو أعلً رلم للرصَد الذهبٍ‬
‫فٍ الفترة الناصرَة‪ ،‬وهو ها كاى َكفٍ لتهوَل واردات أكثر هى شهرَى ولتها‪.‬‬

‫(‪) 581‬‬
‫لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫هناصرا للناصرَة‪ ،‬أى ” التنهَة التٍ تحممت تهت وسط نجاح هى تحََد‬ ‫ا‬ ‫ورؼم كل هذه الولابع َعتمد عادل حسَى‪،‬‬
‫الضؽوط الخارجَة إلً حد كبَر ولذا كانت هعدٖتها تعتهد أساساا علً العواهل الداخلَة“‪ .‬هكذا هتناسَاا الولابع تها اها‪،‬‬
‫هتابعاا خطً الدعاَة الناصرَة‪ ،‬وهستنداا إلً هنطك وههٍ‪ .‬عبد الناصر والنظام اٖلتصادٌ ‪ -‬رد علً الهعارضَى‬
‫والنالدَى‪ .‬هجلة ”الهستمبل العربٍ“‪ ،‬عدد ‪َ ،35‬ناَر ‪ ،1982‬ص ص ‪.46-24‬‬
‫(‪ )582‬خطاب الربَس جهال عبد الناصر فٍ اٖحتفال الشعبٍ هى هَداى الجههورَة بالعَد العاشر للثورة فٍ‬
‫‪.1962/7/22‬‬
‫‪329‬‬
‫وفٍ دراسة جادة لهانسى ‪ -‬النشاشَبٍ جاء اِتٍ‪ :‬حتً أواخر ‪ 2:72‬كاى اٖحتَاطٍ‬
‫كبَرا= ‪ 247‬هلَوى جنَه‪َ ،‬ؽطٍ واردات والتزاهات الدولة الخارجَة لهدة ‪7‬‬
‫ا‬ ‫النمدٌ‬
‫شهور فٍ ذلن الولت‪ .‬أها رصَد الذهب عام ‪ 2:73‬فبلػ ‪ 72‬هلَوى جنَه‪ .‬ثم صار‬
‫صفرا عام ‪ 2:73‬وأصبح الرصَد الذهبٍ هو الؽطاء النمدٌ‬
‫ا‬ ‫الرصَد هى النمد اْجنبٍ‬
‫الوحَد(‪.)583‬‬

‫جذول (‪)99‬‬

‫االحرٍاطً انُقذي انًصشي فً انسرٍُاخ تانًهٍىٌ دوالس يحسىتح عهى أساس يعطٍاخ‬
‫انثُك انذونً ويقى ًيا تانجٍُه انًصشي يع ذقشٌة انكسىس(‪:)584‬‬

‫الرصَد الذهبٍ‬ ‫اٖحتَاطٍ النمدٌ‬ ‫اٖحتَاطٍ الكلٍ‬


‫همو اها‬ ‫همو اها‬ ‫همو اها‬ ‫همو اها‬ ‫السنة‬
‫بالدوٖر‬ ‫بالدوٖر‬
‫بالجنَه‬ ‫بالدوٖر‬ ‫بالجنَه‬ ‫بالجنَه‬
‫‪68‬‬ ‫‪288‬‬ ‫‪34.6‬‬ ‫‪:1‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪7804‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2202‬‬ ‫‪3:‬‬ ‫‪8906‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪8607‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪3204‬‬ ‫‪5:‬‬ ‫‪:8‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪2:73‬‬
‫‪8607‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪2903‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪:40:‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪2:74‬‬
‫‪71.:‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪4706‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪:805‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪2:75‬‬
‫‪710:‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪3504‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪194‬‬ ‫‪2:76‬‬
‫‪510:‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪2:77‬‬
‫‪510:‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪2:7‬‬ ‫‪2:78‬‬
‫‪5908‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪4307‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪2:79‬‬
‫‪510:‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪2:7:‬‬
‫‪4:06‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪8208‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪2:81‬‬
‫صفرا فٍ‬
‫ا‬ ‫هلحوظة ‪ :1‬كاى هنان التراض هستهر‪ ،‬للتؽلب علً حالة أفٗس الهتكررة‪ ،‬فلم َظهر الرصَد النمدٌ‬
‫الجدول‪ ،‬لكى جاء فٍ تصرَحات الهسإولَى كها سنشَر‪.‬‬
‫هلحوظة ‪ :2‬هتوسط لَهة الواردات الشهرَة عام ‪ =1965‬حوالٍ ‪ 62‬هلَوى دوٖر بؤسعار سنة ‪.1960/1959‬‬
‫هلحوظة ‪ :3‬سعر الجنَه الهصرٌ فٍ الستَنات تراوح بَى ‪ 2.6-2.3‬دوٖر‪ ،‬وفٍ هذا الجدول حسبناه علً أساس‬
‫‪ 2.6‬لبل ‪ 2.3 ،1962‬ابتداء هى ‪ 1962‬وكاى هذا وذان هو السعر الرسهٍ للجنَه‪.‬‬

‫)‪(583‬‬
‫‪Bent Hansen and Karim Nashashibi, Foreign Trade Regimes and Economic‬‬
‫‪Development‬‬
‫(‪Total reserves (includes gold, current US$)-Egypt, Arab Rep. )584‬‬
‫‪330‬‬
‫ولد ذكر صٗح نصر أى صعوبة الهولؾ اٖلتصادٌ دفعت عبد الناصر إلً تكلَفه‬
‫بالسفر إلً روها عام ‪ 1967‬لعمد لرض‪ ،‬وأنه استطاع أى َههد لعمد لرض بعشرة‬
‫هََٗى هى الدوٖرات‪ .‬وأنه بعد حرب ‪ 1967‬لم َكى بخزَنة الدولة سوي بضعة‬
‫دوٖرات‪ ،‬هها دفع عبد الناصر إلً أى َتصل به وَطلب هنه الذهاب إلً الهلن سعود‬
‫لَطلب هنه لرضاا بعشرة هََٗى دوٖر‪ ،‬ووافك الهلن(‪ )585‬وكاى همَ اها ولتها بهصر‪.‬‬

‫كها ذكر الدكتور علٍ نجم ربَس البنن الهركزٌ الهصرٌ اْسبك أنه ”جاء عام‬
‫‪ 1964‬ولم َكى بخزانة الدولة أٌ نمد أجنبٍ‪ ..‬وكانت البٗد تعتهد فٍ وارداتها الخارجَة‬
‫هى المهح والسلع الؽذابَة الضرورَة اْخري علً اٖتحاد السوفَتٍ الذٌ كاى َوردها‬
‫بالكاهل همابل صادرات هصرَة هى المطى والهواد الخام اْولَة“‪ .‬كها ذكر أى هذا الوضع‬
‫لد دفع الدولة إلً بَع ‪ 15‬ط ًّنا هى الذهب‪ ،‬ها لَهته عشرة هََٗى دوٖر هى اٖحتَاطٍ‬
‫الذهبٍ(‪( )586‬ولد ذكر أى حجم رصَد الذهب هو ‪ 154‬طنًّا لَهتهم وفماا لحسبته= ‪100‬‬
‫هلَوى دوٖر‪ ،‬أٌ نحو ‪ 43.5‬هلَوى جنَه فمط ٖ ؼَر)‪ ،‬بَنها أعلى عبد الناصر فٍ‬
‫‪ 1962‬أى لَهة الرصَد الذهبٍ= ‪ 65‬هلَوى جنَه(‪ ،)587‬وهذا َعنٍ تآكل الرصَد جزبًَّا)‪.‬‬
‫وإذا أعدنا الحساب نجد أى حسبة علٍ نجم خاطبة‪ ،‬إذ إى لَهة ‪ 15‬طنًّا هى الذهب فٍ‬
‫ذلن الولت كانت تساوٌ ‪ 16.561‬هلَوى دوٖر‪ ،‬فؤَى ذهب بالٍ الثهى؟‬

‫* دور التجارة الخارجَة‪:‬‬


‫جدول (‪)91‬‬
‫(‪)588‬‬
‫التوزَع الجؽرافٍ للتجارة الخارجَة الهصرَة بالهلَوى جنَه‬

‫الدول الرأسهالَة‬ ‫الدول اٖشتراكَة‬ ‫السنة‬

‫‪119.3‬‬ ‫‪20.6‬‬ ‫صادرات‬


‫‪1950‬‬
‫‪147.2‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫واردات‬
‫‪72‬‬ ‫‪40‬‬ ‫صادرات‬ ‫‪1955‬‬

‫(‪ )585‬الثورة ‪ -‬الهخابرات ‪ -‬النكسة‪ ،‬ص ص ‪.180-179‬‬


‫(‪ )586‬عهرو صابح‪ ،‬عبد الناصر وثورة الَهى واحتَاطٍ هصر هى الذهب‪.‬‬
‫(‪ )587‬خطاب الربَس جهال عبد الناصر فٍ اٖحتفال الشعبٍ هى هَداى الجههورَة بالعَد العاشر للثورة فٍ‬
‫‪.1962/7/22‬‬
‫(‪ )588‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬هلحك ‪ ،3‬هلحك ‪.4‬‬
‫سنمصر الهعطَات علً التؽَرات الجؽرافَة للتجارة الخارجَة هع البلداى الرأسهالَة واٖشتراكَة‪ ،‬حَث إى هذه‬
‫التؽَرات هٍ التٍ تشكل أساس المضَة الهثارة حول اٖستمٗل والتبعَة‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫‪137.7‬‬ ‫‪13.5‬‬ ‫واردات‬
‫‪55.8‬‬ ‫‪102‬‬ ‫صادرات‬
‫‪1960‬‬
‫‪133.4‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫واردات‬
‫‪75.6‬‬ ‫‪120.1‬‬ ‫صادرات‬
‫‪1965‬‬
‫‪224.4‬‬ ‫‪90.4‬‬ ‫واردات‬
‫‪66.9‬‬ ‫‪202.9‬‬ ‫صادرات‬
‫‪1970‬‬
‫‪157.7‬‬ ‫‪115.7‬‬ ‫واردات‬

‫صا‬
‫هى الواضح أى التجارة الخارجَة لد تحولت جزب ًَّا ناحَة البلداى اٖشتراكَة‪ ،‬خصو ا‬
‫هنذ ‪ .1956/1955‬ولبل أى نتكلم عى هؽزي هذا التحول نسجل هٗحظة أى واردات‬
‫اْسلحة السوفَتَة ٖ تحسب ضهى التجارة الخارجَة‪ ،‬وبالتالٍ َظهر نصَب هذه البلداى‬
‫فٍ تجارة هصر الخارجَة ألل هى حمَمته باْرلام‪ ،‬وْى ألساط لروض اْسلحة أو ثهنها‬
‫الهدفوع فٍ صورة سلع َظهر فٍ بند الصادرات‪ .‬كها تبدو أرلام الواردات هى‬
‫نظرا لعدم تسجَل‬
‫الهجهوعتَى ألل هى حمَمتها‪ ،‬خاصة الواردات هى البلداى الرأسهالَة‪ ،‬ا‬
‫وارد ات الهاكَنات والهعدات الخاصة بالهجهعات الصناعَة فٍ إحصابَات الجهارن‬
‫الهصرَة(‪.)589‬‬

‫ولد بدأ هذا التحول الهتزاَد تجاه الشرق هنذ ‪ 1956/1955‬حَى دخل اٖتحاد‬
‫كهشتر لهخزوى اْرز والمطى‪ ،‬الهحصوٖى اللذاى كانا َعانَاى هى الكساد‬
‫ٍ‬ ‫السوفَتٍ‬
‫بسبب ضَك أسوالهها الخارجَة‪ ،‬وبذلن أنمذت الصادرات الهصرَة إلً حد كبَر هى‬
‫الركود‪ .‬وكاى عمد صفمة اْسلحة عام ‪ ،1955‬والتٍ تبعتها فَها بعد صفمات أخري‪،‬‬
‫عاهٗى ها ّه اى فٍ نهو حجم الصادرات الهصرَة إلً اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬خاصة أنه تعاهل‬
‫بطرَمة اتفالَات الدفع التٍ َتم بهوجبها تسدَد ثهى الواردات بسلع أخري‪ .‬ولد لجؤ‬
‫السوفَت إلً إعادة بَع بعض وارداتهم هى المطى الهصرٌ فٍ أوروبا بؤبخس اْسعار‪.‬‬
‫وكاى هذا َهثل هكسباا ؼَر هباشر لهصر الناصرَة علً الهدي المصَر‪.‬‬

‫ونٗحظ أى الهَزاى التجارٌ‪ ،‬بؽض النظر عى واردات اْسلحة هع البلداى اٖشتراكَة‬


‫كاى داب اها لصالح هصر‪ ،‬باستثناء عاهَى فمط خٗل الفترة هى ‪.)590(1970-1952‬‬

‫ولد تملصت صادرات المطى للدول الرأسهالَة‪ ،‬وَعود هذا التدهور إلً لوة هنافسة‬
‫اْلَاؾ الصناعَة وتدهور صناعة النسَج فٍ أوروبا فٍ الفترة هى ‪ ،1967-60‬هها أدي‬
‫إلً تدهور أسعاره‪ ،‬وهى ثم لجؤت الناصرَة إلً تصدَره إلً شرق أوروبا‪.‬‬

‫(‪ )589‬ذكر لوتسكَڤتش هذه الهلحوظة‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫(‪ )590‬هحَا علٍ زَتوى‪ ،‬دراسة تطبَمَة لبعض جوانب عٗلات هصر التجارَة هع الكتلة اٖشتراكَة وبمَة العالم‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫جدول (‪)92‬‬
‫(‪)591‬‬
‫نصَب الدول الرأسهالَة هى صادرات المطى الهصرٌ (‪)%‬‬

‫صادرات المطى للدول الرأسهالَة‬ ‫السنة‬

‫‪64.6‬‬ ‫‪1953/1952‬‬
‫‪28.4‬‬ ‫‪1965/1964‬‬
‫‪27.7‬‬ ‫‪1971/1970‬‬

‫وبذلن أنمذت صادرات المطى الهصرٌ هى الركود التام‪ .‬وبالرؼم هى السوق‬


‫السوفَتٍ‪ ،‬لم َهنع ذلن أسعار المطى هى التدهور باستهرار‪ .‬ولد دفعت أزهة سوق المطى‬
‫الحكوهة إلً تملَص هساحته الهزروعة‪ ،‬فانخفضت بنسبة ‪ %18‬خٗل الفترة ‪-1952‬‬
‫‪ 1965‬ولم َهنع تملصه بشكل حاد إٖ هوافمة اٖتحاد السوفَتٍ علً استرداد لَهة‬
‫لروضه فٍ صورة لطى وسلع أخري‪ .‬كها اعتهدت هصر علً البلداى اٖشتراكَة كهشتر‬
‫ربَسٍ لصادراتها هى السلع الهصنعة‪ ،‬خاصة الؽزل والنسَج اللذَى احتٗ الجزء اْكبر‬
‫هى الصادرات الصناعَة‪ ،‬ولد بلؽت الصادرات هى هاتَى السلعتَى للدول الرأسهالَة‬
‫النسب اِتَة‪:‬‬

‫جدول (‪)93‬‬

‫نصَب دول اتفالَة النسَج الدولَة (أؼلبَتها رأسهالَة) هى صادرات الؽزل‬


‫(‪)592‬‬
‫والهنسوجات الهصرَة‬

‫الصادرات هى الهنسوجات (‪)%‬‬ ‫الصادرات هى الؽزل (‪)%‬‬ ‫السنة‬

‫‪21.8‬‬ ‫‪46.6‬‬ ‫‪1962‬‬


‫‪25.3‬‬ ‫‪28.2‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪31.4‬‬ ‫‪27.6‬‬ ‫‪1969‬‬
‫‪27.8‬‬ ‫‪25.8‬‬ ‫‪1970‬‬

‫وَٗحظ أى صادرات الؽزل لد تملصت بالنسبة لهجهل الصادرات إلً تلن الدول بَنها‬
‫ارتفعت نسبة الصادرات هى الهنسوجات بعد انضهام هصر إلً اٖتفالَة الدولَة لهنتجات‬
‫النسَج‪ ،‬تلن اٖتفالَة التٍ لررت الدول الرأسهالَة بهوجبها السهاح باستَراد تلن‬

‫(‪ )591‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫(‪ )592‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪333‬‬
‫الهصنوعات هى الدول الهتخلفة تشجَعاا لصناعة الهنسوجات فَها‪ .‬ولكى بعد التدهور‬
‫الذٌ شهدته صناعة الهنسوجات فٍ ؼرب أوروبا خفضت تلن الحصص‪.‬‬

‫أها الهَكل العام للصادرات إلً البلداى اٖشتراكَة فكاى كاِتٍ‪:‬‬


‫(‪)593‬‬
‫جدول (‪)94‬‬
‫السنة‬
‫‪2:81‬‬ ‫‪2:76‬‬
‫السلع‬
‫‪%73.2‬‬ ‫‪%8509‬‬ ‫زراعَة‬

‫‪%4309‬‬ ‫‪%3603‬‬ ‫صناعَة‬

‫وهو ها َتشابه تمرَ ابا هع هَكل الصادرات الهصرَة ككل‪:‬‬


‫(‪)594‬‬
‫جدول (‪)95‬‬
‫السنة‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1965‬‬
‫السلع‬
‫‪%69.2‬‬ ‫‪%74.2‬‬ ‫زراعَة‬
‫‪%30.8‬‬ ‫‪%25.8‬‬ ‫صناعَة‬

‫أها بالنسبة للبلداى الرأسهالَة‪ ،‬فمد شكلت الصادرات الهصنوعة نحو ‪ %20‬فٍ‬
‫الهتوسط هى الصادرات الهصرَة إلَها ككل فٍ الفترة هى ‪.1970-52‬‬

‫تدهورا واض احا فٍ التبادل هع الدول‬


‫ا‬ ‫ولد شهدت الفترة التالَة لحرب ‪1967‬‬
‫صا ألهانَا هنذ ‪1965‬‬
‫الرأسهالَة‪ ،‬بسبب لطع هعونات هذه الدول عى هصر‪ ،‬خصو ا‬
‫والوَٖات الهتحدة بعد ‪ .1967‬وكاى التزاَد الهستهر فٍ أزهة العهٗت الحرة لد بلػ‬
‫أوجه فٍ تلن الفترة بسبب احتٗل سَناء بها فَها هى هناجم كانت أحد هصادر العهٗت‬
‫الصعبة‪ ،‬وها أضافته حالة الحرب هى أعباء جهة بالرؼم هى تعوَض هصر عى خسابرها‬
‫نتَجة ٔؼٗق لناة السوَس‪ ،‬هى جانب دول هإتهر الخرطوم‪.‬‬

‫وكها ذكرنا هى لبل تولفت هصر عى تسدَد دَونها للدول الرأسهالَة فٍ‬
‫‪ ،1968/1967‬ولد لعب هذا العاهل هو اِخر دوره فٍ تدهور التجارة هع تلن الدول‪.‬‬

‫(‪ )593‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.140‬‬


‫(‪ )594‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪334‬‬
‫كبَرا لد حدث فٍ التوزَع الجؽرافٍ فٍ التجارة الخارجَة الهصرَة‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫تحوٖ‬ ‫ٖ شن أى‬
‫صا اٖتحاد السوفَتٍ‪ .‬ولد‬ ‫ابتداء هى ‪ 1955‬لصالح هجهوعة الدول الٗشتراكَة‪ ،‬خصو ا‬
‫اهتصت هذه الدول الهحصول الربَسٍ لهصر وهو المطى‪ ،‬كها استوعبت جز اءا هتزاَداا‬
‫صا الؽزل‬ ‫وٖ َستهاى به خٗل الفترة هوضع البحث هى الصادرات الصناعَة‪ ،‬خصو ا‬
‫والهنسوجات‪ .‬وكانت شروط التبادل أفضل هى هثَٗتها هع الدول الرأسهالَة‪ ،‬فرؼم‬
‫استخدام السعر العالهٍ فٍ هعظم اْحَاى‪ ،‬جري التبادل عى طرَك اتفالَات الدفع‪،‬‬
‫اْفضل لهصر بالطبع‪ .‬وفٍ الولت نفسه لم َتبدل هَكل التجارة هع الدول الرأسهالَة فٍ‬
‫تلن الفترة‪ ،‬فلم تستطع أى تستوعب نسبة أكبر هى الهصنوعات الهصرَة رؼم زَادة‬
‫نصَبها فٍ الصادرات ككل زَادة هلهوسة(‪.)595‬‬

‫هؽزي تحوٖت التجارة الخارجَة‪:‬‬


‫َبدو ْول وهلة أى النهو الهستهر لنصَب اٖتحاد السوفَتٍ وشرق أوروبا هى تجارة‬
‫هصر الخارجَة إباى الفترة الناصرَة وكؤنه دلَل علً تحمك درجة هتزاَدة هى اٖستمٗل‬
‫التجارٌ إزاء السوق العالهٍ‪ .‬ولكى التجارة الخارجَة ترتبط‪ ،‬هى حَث هَكلها السلعٍ‬
‫وتوزَعها الجؽرافٍ‪ ،‬بطابع البنَة الداخلَة لٗلتصاد‪ ،‬كها تلعب العواهل السَاسَة فٍ كثَر‬
‫دورا فٍ صَاؼة هذه الهَاكل‪ .‬ولد تبَى لنا خٗل الصفحات السابمة أى البنَة‬‫هى اْحَاى ا‬
‫اٖلتصادَة لهصر الناصرَة لم تشهد تحوٖت جوهرَة‪ ،‬ونمصد بالتحدَد استهرار هسَرة‬
‫نهو التخلؾ‪ .‬ولذلن نري أنه هى الٗزم إجراء تحلَل داخلٍ للتجارة الخارجَة الهصرَة‬
‫ٖكتشاؾ هؽزي تلن التحوٖت التٍ طرأت علَها‪:‬‬

‫‪ - 1‬سبمت أشارة إلً هعاناة هصر هى أزهة العهٗت الصعبة هنذ أواخر اْربعَنات‪،‬‬
‫والتٍ تفالهت بشكل هتزاَد طوال الفترة الناصرَة رؼم ضخاهة الهعونات اْجنبَة‪ .‬وتعود‬
‫سا إلً ضَك هجاٖت التصدَر أهام الهنتجات الهصرَة وعجز النظام عى إعادة‬ ‫اْزهة أسا ا‬
‫التكَؾ بالسرعة الٗزهة هع تطورات السوق العالهٍ‪ ،‬بأضافة إلً اتجاهه إلً التوسع‬
‫فٍ إحٗل الواردات‪ ،‬هها أدي إلً تفالم اْزهة بشدة‪ .‬ولد حلت المروض والهعونات‬
‫الؽربَة الهشكلة جزبًَّا‪ ،‬ولكى لم َكى هنان هفر هى اللجوء إلً اٖلتراض هى الكتلة‬
‫السوفَتَة وإلً اٖهتهام بالحصول علً هساعدات هذه الكتلة‪ ،‬خاصة أنها كانت أكثر لدرة‬
‫علً اهتصاص الصادرات الهصرَة الراكدة وفماا لنظام اتفالَات الدفع‪ .‬وبذلن حلت‬
‫الخاهات والسلع الهصنعة الراكدة جزبًَّا هحل العهٗت الصعبة لتوفَر بعض احتَاجات‬
‫النهو اٖلتصادٌ‪ ،‬ولد تهثل ذلن فٍ النهاَة فٍ هَل التوزَع الجؽرافٍ للتجارة الخارجَة‬
‫نحو البلداى اٖشتراكَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬وفٍ الولت الذٌ كاى َعانٍ فَه لطاع التصدَر هى ضَك الهجاٖت الهفتوحة‬
‫أهاهه فٍ اْسواق الرأسهالَة ْسباب تخص هذه البلداى‪ ،‬لم َستطع اٖلتصاد الهصرٌ‬

‫(‪ ٖ )595‬شن أى التؽَرات السعرَة تحد هى إهكانَة هعرفة حمَمة التؽَرات الحمَمة فٍ هَكل الهبادٖت‪ ،‬ولكى إذا كنا‬
‫نتحدث عى تبدٖت جؽرافَة بشكل أساسٍ خٗل فترة واحدة‪ ،‬فٗ َكوى لهفعول التؽَرات السعرَة أثر َذكر‪.‬‬
‫‪335‬‬
‫أى َموم بعهل إحٗل ناجح لهحصوله الربَسٍ‪ ،‬المطى‪َ ،‬تناسب هع تطورات اْسواق‬
‫الرأسهالَة‪ ،‬رؼم أى شعار تنوَع أنتاج رفع عالَاا وتحمك جزبًَّا‪ ،‬ولكى نوعَة التنوَع‬
‫نفسها لم تٗبم اْسواق الرأسهالَة بالشكل الذٌ َضهى استمرار العٗلات هعها‪ .‬وهى أبلػ‬
‫الدٖبل بهذا الخصوص أى هَكل الصادرات الهصرَة إلً البلداى الرأسهالَة لم َتؽَر إباى‬
‫الفترة هوضع البحث‪ ،‬بَنها تؽَر بالنسبة للكتلة السوفَتَة فٍ اتجاه أساسٍ‪ ،‬وهو إحٗل‬
‫اْرز والهنسوجات هحل المطى الخام‪ ،‬بحَث أصبح هَكل الصادرات الهصرَة إلً هذه‬
‫الكتلة َشبه هَكلها العام‪ .‬وهذا َشَر إلً هدي عدم هٗبهة عهلَة إحٗل الصادرات التٍ‬
‫تهت للتحوٖت التٍ شهدتها اْسواق الرأسهالَة‪ ،‬فمد وجد المطى واْرز بأضافة إلً‬
‫السلع الهصنعة طرَمها بسهولة أكبر إلً أسواق الدول اٖشتراكَة‪ .‬فهى جهة كانت هذه‬
‫البلداى التٍ لدهت الهساعدات للناصرَة هضطرة إلً استرداد لروضها فٍ صورة سلع‬
‫وفماا لنظاهها الهفضل‪ :‬اتفالَات الدفع‪ ،‬هها ألزهها بالحصول علً سلع ٖ َهكى تصدَر‬
‫هعظهها إلً اْسواق الرأسهالَة‪ .‬وهى جهة أخري حممت الصناعات اٖستهٗكَة خٗل‬
‫سا فٍ البلداى اٖشتراكَة‪ ،‬هها أدي إلً زَادة طلبها علً الخاهات‬ ‫نهوا هلهو ا‬
‫تلن الفترة ًّ‬
‫الهنتجة فٍ الدول الهتخلفة‪ .‬وَستدل علً ذلن هى حمَمة أى نهو صادرات الدول اْخَرة‬
‫إلً هجهوعة الكوهَكوى هى الهواد الخام لد ازداد بنسبة ‪ %192‬هى ‪،1967-1960‬‬
‫بَنها ازدادت واردات نفس الهجهوعة بـ‪ %3.7‬هى الصادرات الصناعَة للدول‬
‫الهتخلفة(‪.)596‬‬

‫‪ - 3‬حممت هصر الناصرَة فٍ تجارتها الخارجَة هع اٖتحاد السوفَتٍ فابضاا صاف اَا‬
‫فٍ كل السنوات عدا عاهَى فمط‪ ،‬ذلن أى صفمات السٗح لم تدرج ضهى الواردات‪.‬‬
‫عجزا تجاه البلداى الرأسهالَة فٍ كل السنوات‪ ،‬هها‬‫ا‬ ‫وبالعكس حمك الهَزاى التجارٌ‬
‫َعكس عجز المطاع التصدَرٌ عى التكَؾ هع احتَاجات أسواق هذه البلداى‪ .‬ولد ؼطت‬
‫الهعونات اْهرَكَة الضخهة‪ ،‬خاصة هى الحبوب‪ ،‬هذا العجز بدرجة كبَرة‪ ،‬ولنٗحظ أى‬
‫لطع هعونات المهح اْهرَكَة فٍ ‪ 1965‬لد أجج بشدة أزهة العهٗت الصعبة وفالم‬
‫اْزهة اٖلتصادَة‪ .‬وهذا أَضاا َبرز دور العاهل السَاسٍ فٍ هعالجة ضعؾ أداء اٖلتصاد‬
‫الذٌ انكشؾ بعد لطع هعونات المهح اْهرَكَة والهعونات اْلهانَة عام ‪.1965‬‬

‫جدول (‪)96‬‬
‫(‪)597‬‬
‫العجز التجارٌ هع الدول الرأسهالَة بالهلَوى جنَه‬

‫لَهة العجز‬ ‫السنة‬

‫‪63.7‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪65.7‬‬ ‫‪1955‬‬

‫(‪ )596‬رهزٌ زكٍ‪ ،‬أزهة الدَوى الخارجَة ‪ -‬رإَة هى العالم الثالث‪ ،‬ص ‪.501‬‬
‫(‪ )597‬لوتسكَڤتش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪336‬‬
‫‪77.6‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪148.8‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪90.8‬‬ ‫‪1970‬‬

‫‪ - 4‬العٗلة بَى التؽَرات البنَوَة لٗلتصاد وتحوٖت التجارة الخارجَة‪ :‬سبك تحلَل‬
‫اِلَة الداخلَة التٍ حركت عهلَة تنوَع أنتاج وإنهاء الصناعة الهصرَة‪ .‬ونضَؾ هنا‬
‫أى هذه اِلَة الداخلَة هٍ فٍ حمَمتها آلَة خارجَة تهثلت فٍ تؽَرات فٍ اْسواق‬
‫الرأسهالَة نجهت عى الثورة التكنولوجَة الثالثة التٍ أدت فَها أدت إلً انخفاض الطلب‬
‫علً الخاهات التملَدَة للدول الهتخلفة‪ ،‬وأنتاج الضخم للتكنولوجَا‪ ،‬هع هَل رأس الهال‬
‫إلً التركز فٍ الصناعات فابمة التطور‪ ،‬هها َفسر لنا هوجة التصنَع الواسعة نسبًَّا التٍ‬
‫شهدتها البلداى الهتخلفة خٗل عمدٌ التنهَة والهتجهة ٔحٗل الواردات‪ .‬وفٍ هصر‬
‫ونظرا‬
‫ا‬ ‫الناصرَة كانت عهلَة التنهَة تستهدؾ زَادة الدخل وتوفَر العهٗت اْجنبَة‪،‬‬
‫لضعؾ الطلب علً الصادرات الصناعَة الهصرَة‪ ،‬بجانب أسباب أخري‪ ،‬اتجهت الدولة‬
‫للتوسع فٍ الصناعة الحالة هحل الواردات‪ .‬ولكى هشكلة ركود الصادرات الهصرَة‬
‫التملَدَة ظلت لابهة(‪ .)598‬ولد خلمت عهلَة إحٗل الواردات سولاا لصادرات التكنولوجَا‬
‫حٗ ْزهة هدفوعات هصر‪ .‬والنتَجة اْساسَة التٍ‬ ‫للدول الرأسهالَة أكثر هها شكلت ًّ‬
‫تههنا هنا هٍ أى تحوٖت البنَة فٍ هصر كانت هجرد استجابة لحركة النظام الرأسهالٍ‪،‬‬
‫ولم تكى نمطة البداَة لهختلؾ التحوٖت التٍ شهدتها العٗلات هع هذا النظام‪ ،‬خاصة فَها‬
‫َتعلك بالتبادل التجارٌ‪ ،‬وهذه هسؤلة علً درجة كبَرة هى اْههَة بالنسبة لعٗلة‬
‫التؽَرات اٖلتصادَة التٍ تهت باٖستمٗل والتبعَة‪.‬‬

‫ولمد جاءت التحوٖت البنَوَة هتسمة هع الطابع العام للتمسَم الدولٍ الجدَد للعهل‪،‬‬
‫بالرؼم هى نهو العٗلات اٖلتصادَة هع البلداى اٖشتراكَة التٍ تتعاهل هٍ نفسها هع‬
‫الرأسهالَة بشروط السوق‪ .‬فالتوسع فٍ إحٗل الواردات َتٗءم هع التمسَم الهذكور‪،‬‬
‫وبالهمابل وجدنا دور المطى َتراجع نسبًَّا لصالح الهنسوجات واْرز والخضروات‬
‫والفواكه‪ ،‬هتسماا‪ ،‬وإى بدرجة هحدودة‪ ،‬هع ذلن التمسَم‪ .‬ولكى لم تعبر هذه الفجوة عى‬
‫اتجاه ها ٖستمٗل اٖلتصاد بدرجة أكبر‪ ،‬بل عبرت عى ضعؾ اْداء اٖلتصادٌ والعجز‬
‫عى اٖستجابة الكاهلة لهتطلبات نهو التخلؾ‪ ٖ ،‬لصالح تثوَر اٖلتصاد وإنها بسبب عجزه‬
‫النسبٍ‪ .‬لهذا بالذات ظل لطاع التصدَر فٍ هصر طوال الفترة الناصرَة َعانٍ هى اْزهة‪،‬‬
‫وكاى هى الههكى أى َسوق هذا اْهر إلً كارثة لوٖ أى هساعدات الدول اٖشتراكَة‬
‫كثَرا فٍ إنماذ البٗد هى الخراب‪ ،‬طب اعا بأضافة للدور الهام للهعوهات الؽذابَة‬
‫ا‬ ‫ساههت‬
‫اْهرَكَة الضخهة‪ .‬وبرؼم هذه الهعونات وتلن ظل أداء الصادرات الهصرَة هو كعب‬

‫(‪ )598‬خٗل ”عمدٌ التنهَة“ ‪ ،‬زاد نصَب الهصنوعات فٍ صادرات بلداى العالم الثالث‪ ،‬وخاصة بلداى شرلٍ أسَا‪ ،‬وبلػ‬
‫ثلث الزَادة فٍ الصادرات فٍ الفترة هى ‪ . 1975-1960‬ولد شهلت هذه الهصنوعات‪ :‬الهٗبس‪ ،‬والهنسوجات‪،‬‬
‫والحدَد والصلب‪ ،‬والكَهاوَات‪ ،‬واْجهزة الكهربابَة وؼَر الكهربابَة‪ ،‬وهعدات النمل‪ .‬دمحم عبد الشفَع‪ ،‬الهرجع‬
‫السابك‪ ،‬ص ص ‪.244-241‬‬
‫‪337‬‬
‫أخَلس للنظام اٖلتصادٌ الهصرٌ‪ ،‬فهى الناحَة الكهَة لم َزدد حجهها زَادة كبَرة طوال‬
‫ا‬
‫تعدَٗ جذرًَّا لَٗبم‬ ‫الفترة‪ ،‬وهى حَث الكَؾ لم َتم تعدَل هَكل السلع الهخصصة للتصدَر‬
‫احتَاجات السوق العالهٍ(‪.)599‬‬
‫(‪)600‬‬
‫رلم لَاسٍ كهَة وسعر الصادرات الهصرَة (هحسو ابا بالدوٖر)‬

‫جدول ‪)100 =1963( 98‬‬ ‫جدول ‪)100 =1953( 97‬‬

‫السعر‬ ‫الكهَة‬ ‫السنة‬ ‫السعر‬ ‫الكهَة‬ ‫السنة‬

‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1963‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1953‬‬

‫‪106.8‬‬ ‫‪96.7‬‬ ‫‪1964‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪90.8‬‬ ‫‪1955‬‬

‫‪113.2‬‬ ‫‪102.4‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪134.3‬‬ ‫‪93.9‬‬ ‫‪1957‬‬

‫‪117‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪1967‬‬ ‫‪104.6‬‬ ‫‪107.7‬‬ ‫‪1959‬‬

‫‪123‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪103.6‬‬ ‫‪114.5‬‬ ‫‪1961‬‬

‫‪97‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪1962‬‬

‫ج ‪ -‬وهم اٖستمٗل النسبٍ والتمدم‪:‬‬


‫وصؾ الناصرَوى وأصدلاإهم حالة اٖلتصاد الهصرٌ إباى الفترة الناصرَة‬
‫باٖستمٗل‪ .‬وَستند هإٖء علً ظاهرة اٖتجاه نحو الشرق التٍ شهدتها الفترة وعلً ها‬
‫أسهوه عهلَة تصنَع واسعة‪ .‬ولد توصلنا هى لبل إلً أى التحوٖت البنَوَة التٍ تهت فٍ‬
‫اٖلتصاد الهصرٌ لد تهت فٍ إطار التمسَم العالهٍ للعهل الخاضع للبلداى الرأسهالَة‪،‬‬
‫ولم َكى لٗلتصاد الهصرٌ سوي ردود أفعال‪ ،‬هها َعنٍ التبعَة الكاهلة‪ .‬وكاى الجدَد إباى‬
‫الفترة الناصرَة هو اْداء ؼَر الكؾء بالدرجة التٍ عرللت هى عهلَة إعادة اندهاج‬
‫كثَرا عى اٖستمٗل النسبٍ‪ ،‬ولد تهثل بشكل‬ ‫ا‬ ‫اٖلتصاد فٍ السوق العالهٍ‪ ،‬وهذا َختلؾ‬
‫أساسٍ فٍ هحدودَة عهلَة إحٗل الصادرات بالهمارنة ببلداى أخري‪ ،‬شرلٍ آسَا‪ ،‬البلداى‬
‫البترولَة‪ ،‬بالرؼم هى درجة التنوَع الفرَدة التٍ تحممت فٍ اٖلتصاد‪ .‬وٖ شن أى العواهل‬

‫(‪ )599‬طبمت الدول الرأسهالَة إجراءات حهابَة ضد صادرات البلداى الهتخلفة إلَها هى الهنسوجات‪ ،‬وذلن بعد أى ارتفع‬
‫حجم هذه الصادرات إلً حد كبَر‪ ،‬هها أجبر هذه البلداى إلً إعادة تكََؾ التصادَاتها هع حاجات اْسواق الرأسهالَة‬
‫(هثٗ إنتاج أجهزة كهربابَة وإلكترونَة…)‪ .‬أها تلن البلداى التٍ لم تستطع أى تكَؾ نفسها بالسرعة الٗزهة (هثل‬ ‫ا‬
‫تركَا)‪ ،‬فمد عانت هى الركود‪ .‬وكاى هذا هو أَضاا وضع هصر الناصرَة‪ ،‬حَث لم تستطع أى تستبدل سلعاا تصدَرَة‬
‫أخري بالمطى إٖ جزبًَّا‪ ،‬كها لم تستطع زَادة حجم صادراتها زَادة كبَرة‪ .‬وربها أضافت الطبَعة هى عندها أسباباا‬
‫إضافَة‪ ،‬إذ ٖ تتهتع هصر باحتَاطَات كبَرة هى الثروات الهعدنَة‪.‬‬
‫دمحم عبد الشفَع‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.257-254‬‬
‫(‪ )600‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.281-280‬‬
‫‪338‬‬
‫السَاسَة لعبت دورها فٍ هذا الصدد‪ ،‬فهنع تصدَر اْسلحة إلً هصر هى جانب الؽرب‬
‫دفعها إلً التوسع فٍ التصدَر إلً البلداى اٖشتراكَة لماء السٗح‪ ،‬هها خفؾ هى‬
‫الضؽوط الدافعة إلً إحٗل صادرات تتناسب بدرجة أكبر هع احتَاجات السوق العالهٍ‪.‬‬
‫كها كاى إحجام رأس الهال اْجنبٍ الخاص عى الورود رؼم الحوافز ؼَر الهحدودة التٍ‬
‫ا‬
‫عاهٗ إضافًَّا أعاق عهلَة إعادة التكَؾ هع السوق الدولٍ‪.‬‬ ‫لدهت إلَه فٍ الخهسَنات‬

‫ولد أدي ضعؾ أداء الصادرات‪ ،‬بالرؼم هى تنوعها النسبٍ‪ ،‬إلً التوسع فٍ اٖلتراض‬
‫علً نطاق واسع‪ .‬وحَث لدهت البلداى اٖشتراكَة شرو اطا أَسر هى تلن التٍ لدهتها‬
‫صا فَها َتعلك بطرَمة تسدَد المروض وثهى الواردات‪ ،‬فمد لجؤت‬ ‫الرأسهالَة‪ ،‬خصو ا‬
‫الناصرَة‪ ،‬تحت ضؽط ضعؾ أداء صادراتها إلً هذه البلداى للحصول جزب ًَّا علً‬
‫التكنولوجَا والمروض وإى استهر توجهها اْساسٍ ناحَة البلداى الرأسهالَة‪ .‬وساعد‬
‫هذا التوجه إلً الدول اٖشتراكَة بدوره علً تشجَع استهرار حالة العجز النسبٍ ْداء‬
‫الصادرات الهصرَة‪ ،‬هحافظة علً درجة هلهوسة هى الركود‪ ،‬هها َعنٍ العجز النسبٍ‬
‫لٗلتصاد عى التكَؾ هع تحوٖت السوق العالهٍ‪ .‬ونحى نري أى هذه الظاهرة تعكس‬
‫درجة ركود اٖلتصاد ٖ درجة استمٗله‪ .‬وذلن َتضح إذا ربطنا بَى ركود التجارة‬
‫الخارجَة واتجاه وآلَات عهلَة التنهَة كها حللناها هى لبل‪ .‬هل َهكى إذى تسهَة هذا‬
‫الركود باٖستمٗل النسبٍ؟ هل َهكى الكٗم عى تحسَى شروط التبعَة؟ إى اٖنعزال أو‬
‫ضعؾ العٗلة بالسوق الدولٍ ٖ عٗلة لها باٖستمٗل‪ ،‬بل بالعزلة‪ ،‬أها اٖستمٗل‬
‫اٖلتصادٌ فَعنٍ بالضبط الهساههة النشطة فٍ صناعة واعادة صناعة السوق الدولٍ‪،‬‬
‫أٌ اٖندهاج فَه هى هولع هتكافا‪ .‬وحتً إذا لررنا أى نؽض النظر عى الهفاهَم الهجردة‪،‬‬
‫نمصد هفهوهٍ اٖستمٗل والتبعَة‪ ،‬هكتفَى بالوصؾ العَنٍ‪َ ،‬ظل هى الواضح وفماا لها‬
‫سبك أى اٖلتصاد الهصرٌ فٍ ظل الناصرَة لد بات أضعؾ تجاه السوق العالهٍ وألل‬
‫أههَة ولدرة علً الهناورة وأكثر احتَا اجا للهساعدة اْجنبَة‪ .‬وهها له دٖلة أى نصَب‬
‫هصر هى صادرات العالم ككل لد تدهور هى ‪ %1‬فٍ ‪ 1949‬إلً ‪ %0.3‬فٍ الستَنات‬
‫إلً ‪ %0.2‬فٍ أوابل السبعَنات(‪ .)601‬كها تملص حجم التجارة الخارجَة الهصرَة‬
‫بالنسبة للناتج الهحلٍ أجهالٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)99‬‬
‫(‪)602‬‬
‫نسبة التجارة الخارجَة إلً الناتج الهحلٍ أجهالٍ (نسب هبوَة)‬

‫‪%‬‬ ‫السنة‬ ‫‪%‬‬ ‫السنة‬

‫‪33.9‬‬ ‫‪1958/57‬‬ ‫‪19.9‬‬ ‫‪1945‬‬


‫‪30.4‬‬ ‫‪1961/60‬‬ ‫‪35.7‬‬ ‫‪1947‬‬

‫(‪ )601‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.278‬‬


‫(‪ )602‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫‪339‬‬
‫‪37.7‬‬ ‫‪1964/63‬‬ ‫‪43.7‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪29.4‬‬ ‫‪1967/66‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪1953/52‬‬
‫‪25.5‬‬ ‫‪1970/69‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪1956/1955‬‬

‫ٖ شن أى تؤهَم هعظم رأس الهال اْجنبٍ وإلؽاء هظاهر الهَهنة اْجنبَة الهباشرة‬
‫َعطٍ انطباعاا أول ًَّا بتحسى شروط التبعَة‪ .‬ولكى هى الجلٍ أى للتبعَة الهباشرة فوابدها‬
‫أَضاا بالنسبة لٗلتصاد الهتخلؾ‪ .‬فالتخلؾ هو هى حَث الجوهر بنَة تابعة‪ ،‬ونهو التخلؾ‬
‫هو فٍ النهاَة نهو تابع‪ ،‬وبالتالٍ فؤفضل حاٖته ‪ -‬بها هو كذلن ‪ -‬تكوى فٍ إعادة إدهاجه‬
‫فٍ السوق العالهٍ بؤكبر لدر هى الهرونة‪ .‬وفٍ حالة هصر الناصرَة فهى الهحتهل جدًّا‬
‫أى عٗلتها هع السوق العالهَة لد تحسنت لصالحها هى زاوَة واحدة‪ ،‬توفَر كهَة كبَرة‬
‫هى الهعونات وتملَل كهَة النهب الهحتهل‪ ،‬وربها أَضاا تملَص هعدل التدهور اٖحتهالٍ‬
‫لحدود التبادل‪ .‬ولكى لهذه الهكاسب نمَضها‪ ،‬فإحجام ورود رأس الهال الخاص اْجنبٍ‬
‫عرلل هى إعادة تكََؾ لطاع التصدَر هع السوق العالهٍ‪ ،‬وأرؼم الدولة علً اٖلتراض‬
‫بهعدٖت هتزاَدة ٖ تتناسب هع درجة النهو الهتحمك فٍ المطاع الحدَث‪ ،‬هها شكل علَها‬
‫ضؽ اطا شدَداا ظهرت آثاره فٍ أعماب الخطة الخهسَة‪ .‬وٖ تعد عهلَة عرللة إعادة اندهاج‬
‫اٖلتصاد فٍ السوق العالهَة هَزة ها لم ترتبط بعهلَة أخري تستهدؾ إعادة أندهاج هى‬
‫هولع ألوي‪ ،‬هٍ إعادة بناء التصاد أكثر تهاسكاا‪ ،‬ابتداء هى تؽََر نهط اٖستهٗن بحَث‬
‫َستهدؾ إشباع اٖحتَاجات الهحلَة الضرورَة وانتهاء بإلاهة لاعدة ٔنتاج التكنولوجَا‬
‫الهتطورة‪ ،‬وهذا ها لم تستهدفه السَاسة الناصرَة أبداا (نحى اِى نحاكم اٖلتصاد‬
‫الهصرٌ هى زاوَة هصلحته نفسها‪ ،‬كالتصاد هتخلؾ)‪ .‬هع ذلن تجد همولة اٖستمٗل‬
‫النسبٍ لها أرضَة ها‪ ،‬إذ إى إعٗى التهرد والعداء النظرٌ لٕهبرَالَة لم َكى هسرحَة‬
‫هتفماا علَها بَى كل اْطراؾ‪ ،‬فمد حصلت الدولة الهصرَة بعد انمٗب الضباط علً درجة‬
‫عظَهة هى اٖستمٗل الهباشر‪ ،‬ورؼم أى البنَة اٖجتهاعَة ‪ -‬اٖلتصادَة نفسها ظلت‬
‫هتخلفة ‪ -‬تابعة‪ ،‬لم َعد النظام السَاسٍ َعتهد علً أرجل ثٗثة كها أشار لورد كَلرى‪ ،‬بل‬
‫تموده نخبة هى البَرولراطََى الهتحهسَى لوهًَّا‪ .‬ونستطَع أى نتكلم عى استمٗل نسبٍ‬
‫بهذا الهعنً وحده‪ ،‬وهو الهعنً الذٌ تحدثنا عنه تحت عنواى ”اٖستمٗل السَاسٍ“‪.‬‬
‫ولكى البونابرتَة فٍ هصر لد فعلت فعلتها فٍ الداخل هع أطراؾ شبه هَتة‪ ،‬ولكنها فٍ‬
‫الخارج واجهت وحوشاا ضارَة‪ ،‬ولذلن حممت علً الهستوي الهحلٍ درجة كبَرة هى‬
‫حرَة الحركة هنحتها بحك وجه النهر‪ ،‬ولكنها فٍ الخارج لم تستطع الحصول علً نفس‬
‫الشٍء إٖ فٍ الحدود المانونَة والشكلَة‪ ،‬ولذلن اتخذت فحسب وجه نهر هى ورق‪.‬‬

‫هستهرا تمرَباا وشهد تؽَرات بنَوَة‬


‫ًّ‬ ‫ورؼم استهرار اٖلتصاد هتخلفاا فمد حمك ًّ‬
‫نهوا‬
‫هحدودة‪ .‬ولم تكى الفترة الناصرَة شاذة إٖ هى حَث إنها كانت فترة جهود نسبٍ‬
‫لٗلتصاد‪ ،‬أٌ أى دَناهَكَته كنظام تابع لد تدهورت هع استهرار نهوه التابع بآلَات‬
‫تتلخص فٍ النهاَة فٍ عهلَة التبادل الدولٍ‪ ،‬أٌ هى الخارج‪ .‬ولم َستطع أبداا أى َعَد‬
‫بناء نفسه بنفسه‪ .‬وَهكننا إعادة إَجاز الهوضوع كله فٍ بضع كلهات‪ :‬هى حَث الشكل‪،‬‬
‫لعبت السلطة الناصرَة الدور الهباشر اْساسٍ فٍ إعادة إنتاج التخلؾ فٍ هصر‪ ،‬ولكى‬
‫‪340‬‬
‫الدور ؼَر الهباشر واْهم لاهت به البلداى الرأسهالَة‪ :‬التهوَل‪ ،‬أهداد بالتكنولوجَا‪،‬‬
‫الهَهنة علً السوق العالهٍ التٍ تهثل دورها ؼَر الهباشر فٍ سَطرتها علً المطاع‬
‫المابد ٖلتصادَات السوق العالهٍ‪ .‬أها اِلَة النهابَة ٔعادة إنتاج التخلؾ فكانت هٍ‬
‫التبادل الدولٍ (اٖستَراد بالدرجة اْولً) واٖلتراض وطلب الهعونات‪.‬‬

‫***************************‬

‫بكل السَاسات السابمة تهت الهحافظة علً النظام اٖجتهاعٍ لهصر هع إجراء بعض‬
‫التعدَٗت‪ .‬ولمد كاى هى الههكى أى نمول إى النظام اٖجتهاعٍ لد هُدم لصالح نظام آخر لو‬
‫تم‪:‬‬

‫السَنارَو اْول‪ :‬تؤهَم رأس الهال التجارٌ الكبَر علً اْلل والهلكَة العمارَة الكبَرة‬
‫والهماوٖت والنمل ورأس الهال الكبَر عهو اها‪ ،‬وصودرت أهوال الطبمة الهسَطرة‪.‬‬

‫السَنارَو الثانٍ‪ :‬تشجَع التنهَة الشاهلة وتجاوز نهو التخلؾ لَتم تحدَث النظام بشكل‬
‫حمَمٍ وتحمَك تنهَة هستداهة فٍ إطار التصاد السوق الحرة‪ .‬وهذا هو اْفضل هى‬
‫وجهة نظرنا لصالح التحدَث والتنهَة‪ .‬لمد كاى هى الههكى تجاوز التخلؾ لو شجعت‬
‫الحكوهة‪:‬‬

‫‪ -1‬البحث العلهٍ وإنتاج تكنولوجَا هحلَة هرتبطة بسَاسة التصنَع‪ .‬وهذا َتطلب‬
‫التركَز علً التعلَم الفنٍ حمًّا ٖ هدارس التجارة والثانوَة العاهة‪ ،‬والهعاهد ا‬
‫بدٖ هى‬
‫الكلَات‪ .‬بأضافة إلً هحو اْهَة بشكل جذرٌ‪ ،‬والتوسع فٍ إنشاء هراكز تؤهَل العهالة‪.‬‬
‫‪ -2‬اتباع سَاسة تصنَع تهدؾ إلً إشباع الحاجات اْساسَة ا‬
‫بدٖ هى سَاسة إحٗل‬
‫الواردات‪.‬‬

‫‪ -3‬تشجَع الصناعة كثَفة العهالة ٖ كثَفة رأس الهال فٍ البداَة‪ ،‬للتؽلب الفعلٍ علً‬
‫هشكلتً الفمر والبطالة وتوسَع السوق‪.‬‬
‫‪ -4‬توجَه الدعم هى لروض وخٗفه إلً الصناعات الصؽَرة الحدَثة ا‬
‫بدٖ هى دعم‬
‫أؼنَاء الرَؾ وتجار الجهلة‪.‬‬

‫بدٖ هى تفتَت الهلكَات والحَازات كاى هى اْفضل للنهو تحوَل أراضٍ أصٗح‬‫‪ -5‬ا‬
‫الزراعٍ إلً تعاونَات فٗحَة فٍ حَازات كبَرة‪ ،‬وإلؽاء كافة أشكال تؤجَر اْرض‪.‬‬
‫‪ -6‬بَع المطاع العام للمطاع الخاص الهحلٍ أو اْجنبٍ ا‬
‫بدٖ هى سَاسة التؤهَم‪ ،‬هع‬
‫اتخاذ أجراءات الٗزهة لدفع اٖستثهار الخاص‪ ،‬هثل‪ :‬تبسَط إجراءات التراخَص‬
‫وتوفَر هناطك صناعَة وأراض للهشروعات‪ ،‬وضهاى تصرَؾ أنتاج الصناعٍ وحتً‬
‫ضهاى الربح للهصانع‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫بدٖ هى تبدَده فٍ هؽاهرات‬‫‪ -7‬تجهَع الفابض اٖجتهاعٍ وتوجَهه نحو اٖستثهار ا‬
‫خارجَة وهصروفات أهنَة وترؾ النخبة الناصرَة وهشروعات تهدؾ إلً اٖفتخار هثل‬
‫هشروع إنتاج السَارات والطابرات والصوارَخ لبل إنشاء الماعدة العلهَة الٗزهة لها‬
‫وتوسَع السوق الداخلٍ‪.‬‬

‫ولكى تصفَة النظام اٖجتهاعٍ ككل لم تكى ههكنة فٍ ظل التوازنات السَاسَة فٍ‬
‫الفترة الناصرَة‪ ،‬أٌ بفضل الحالة البونابرتَة نفسها ولم َكى علً جدول أعهال ضباط‬
‫َولَو‪ ،‬كها لم َكى َتسك هع هصالحهم وثمافتهم‪.‬‬

‫ونود أى نضَؾ أى السَاسة اٖلتصادَة للناصرَة لم تكى هها َستحك إعٗى حرب‬
‫إهبرَالَة كها صور الناصرَوى اْهر‪ .‬فالحمَمة أى البنَة اٖلتصادَة لهصر الناصرَة‬
‫ظلت تابعة تها اها لٕهبرَالَة‪ ،‬وخاصة فٍ لحظات المهة‪ ،‬أٌ فٍ ‪ ،1964-1961‬دوى أى‬
‫تحصل علً دعهها الكاهل‪ ،‬ولكنها لم تتعرض أبداا للهجوم النهابٍ وٖ لحصار حمَمٍ‬
‫رؼم ادعابها ذلن‪ ،‬إنها هارست الدول الرأسهالَة ضؽوطها فٍ ‪-65 ،1958-1956‬‬
‫‪ 1967‬ردًّا علً النظام السَاسٍ‪ ،‬لبل شى الهجوم اْخَر فٍ ‪ .1967‬فالناصرَة ا‬
‫أوٖ لم‬
‫تكى هرفوضة فٍ هعظم الولت هى لبل الؽرب‪ ،‬وثانَاا لم تكى هرفوضة ْسباب التصادَة‬
‫أبداا‪ ،‬وثالثاا‪ :‬لم تكى همبولة بالكاهل‪.‬‬

‫وٖ شن أى الخٗؾ السَاسٍ هع الؽرب لم َتٗزم هع وفاق التصادٌ هطلك وكها سبك‬
‫أى رأَنا لم تتحمك الهساندة أهبرَالَة اٖلتصادَة فٍ شكلها اْهثل حتً فٍ أَام‬
‫اٖنفتاح‪.1958-52 :‬‬

‫***************************‬

‫الباب الثالث‪:‬‬
‫اٖشتراكَة الناصرَة‪:‬‬

‫نإ ص‪ٛ‬ت٘ ‪ٜ‬ستعش ‪ًٜ ٖٛٚ‬ك‪ ٞ‬خطاب٘ يف‬


‫إحد‪ ٣‬فسم ادت‪ٝ‬ش بايعباض‪ ١ٝ‬يف أبس‪ٌٜ‬‬
‫‪ ،2:6:‬ناْت ايهًُات ختسج َٔ بني شفت‪٘ٝ‬‬
‫َصطه‪ٜ ٖٛٚ ١‬ك‪ :ٍٛ‬ضأقض‪ ٞ‬عً‪ٖ ٢‬ؤال‪٤‬‬
‫ايعُال‪ٚ ٤‬ضأيكٔ ايش‪ٛٝ‬ع‪ٝ‬ني دزضًا ئ ‪ٜٓ‬ط‪ٙٛ‬‬

‫طاهر عبد الحكَم‬

‫‪342‬‬
‫ا‬
‫استمٖٗ حمَمًَّا بل‬ ‫تبَى لنا فٍ النهاَة أى اٖستمٗل السَاسٍ الهباشر لهصر لم َكى‬
‫َهكى تسهَته‪ :‬استمٗل رد الفعل‪ ،‬فلم تصبح هصر لوة فاعلة فٍ السَاسة الدولَة‪ .‬أها‬
‫علً صعَد السَاسة اٖلتصادَة فمد تبَى لنا أى الناصرَة لم تعهل علً تحمَك اٖستمٗل‬
‫اٖلتصادٌ‪ .‬فمد اتضح كَؾ أى سَاسات الناصرَة كانت هجرد اهتداد هؤزوم لسَاسة‬
‫الحكوهات السابمة علَها‪ .‬ولد رأَنا هى لبل كَؾ كانت اْفكار الناصرَة تحهل تنالضاا بَى‬
‫شكلها وهضهونها‪ ،‬ولد ظهر هذا التنالض صرَ احا فٍ السَاسة العاهة للناصرَة فٍ‬
‫صورة تنالض بَى الخطاب الجهاهَرٌ والبرناهج السَاسٍ الرسهٍ‪ .‬أها فٍ هجال‬
‫السَاسة اٖلتصادَة فمد برز هذا التنالض علً نحو أعهك‪ ،‬فبدت هذه اْخَرة علً‬
‫الصعَد العهلٍ كنفٍ ٖدعاءات الناصرَة النظرَة‪.‬‬

‫وسوؾ نتناول فٍ هذا الفصل السَاسة الناصرَة فٍ لحظة اكتهالها هنطمًَّا‪ ،‬أٌ فٍ‬
‫هحصلتها الكلَة‪ :‬سَاسة الناصرَة تجاه النظام اٖجتهاعٍ المابم‪ ،‬أٌ عٗلتها بالبنَة‬
‫اٖجتهاعَة ككل‪ .‬وهٍ اللحظة التٍ سَتضح فَها علً نحو حاسم أَى تمؾ بالضبط‬
‫السَاسة الناصرَة بالنسبة للنظام اٖجتهاعٍ‪ .‬وهى الهٗحظ أى اْفكار الناصرَة تصبح‬
‫أكثر اضطراباا كلها تناولت لضاَا أكثر عَنَة‪ .‬ففٍ هجال السَاسة الخارجَة لم تكى‬
‫كثَرا‪ ،‬إٖ أى حرَتها فٍ الحركة فٍ هذا الهجال كانت‬
‫ا‬ ‫الناصرَة تستطَع أى تخفٍ وجهها‬
‫واسعة نسبًَّا‪ .‬ففٍ همابل وضوحها أهام الدول اْخري‪ ،‬كانت لادرة أهام الجهاهَر علً‬
‫تفسَر أو تبرَر تملباتها بشكل هحكم إلً حد كبَر‪ .‬أها فٍ سَاستها الداخلَة‪ ،‬فكانت ألل‬
‫لدرة علً الهناورة وألل لدرة علً اٖتساق هع نفسها‪ْ ،‬نها هنا تواجه أوضاعاا أكثر‬
‫أهرا له هؽزاه وٖ‬
‫تحدَداا بالنسبة للجهاهَر‪ ،‬فَصبح اٖنحَاز إلً فبات اجتهاعَة بعَنها ا‬
‫هفر هنه‪ .‬وإذا حللنا هذه السَاسة فٍ عٗلتها الهباشرة بالموي اٖجتهاعَة‪ ،‬سَكوى هى‬
‫الواضح أٌ طرؾ كانت تعبر عنه أو تحالفه‪ .‬وهذا ها َفسر ضخاهة الجرعات‬
‫الدَهاجوجَة فَها َخص الطبَعة اٖجتهاعَة ‪ -‬بالذات ‪ -‬للنظام‪ ،‬والطابع الطبمٍ للسلطة‪.‬‬
‫وللسبب نفسه كاى التنالض واٖختٗل َظهراى هنا بؤسطح صورة‪.‬‬

‫كانت الناصرَة هطالبة علً الصعَد اٖجتهاعٍ بانتهاج إها سَاسة هنحازة للفبات‬
‫اٖجتهاعَة الفمَرة‪ ،‬وإها سَاسة هنحازة إلً رجال اْعهال وكبار الهٗن أو أى تختار ًّ‬
‫حٗ‬
‫وس اطا ٖ َك لفها أكثر هها تستطَع‪ .‬وإذا تذكرنا ظروؾ انمٗب ‪َ 23‬ولَو ‪ْ ،1952‬خذنا‬
‫فٍ اٖعتبار هطالب الفبات الفمَرة وتهدَدها‪ ،‬الضهنٍ علً اْلل‪ٔ ،‬طار النظام اٖجتهاعٍ‬
‫المابم‪ .‬وهذا َذكرنا بوجود تنالض بَى هحتوي اْفكار الناصرَة الهوالَة للنظام وشكلها‬
‫الهعادٌ للنظام إلً حد ها‪ ،‬فٍ الستَنات خاصة‪.‬‬

‫ولم َكى أهام الناصرَة هفر هى تمدَم عدد هى الهكاسب اٖجتهاعَة لٕنتلَجَنسَا‬
‫والطبمات اْدنً تفادَاا ٖنفجارات لد ٖ تحهد عمباها‪ .‬إٖ أى هذه السَاسة ٖ َهكى أى‬
‫تكوى هنعزلة عى هولفها هى الطبمة الهسَطرة‪ .‬وسوؾ نحلل فَها َلٍ صَرورة هذه‬
‫الهسؤلة‪.‬‬
‫‪343‬‬
‫***************************‬

‫ا‬
‫أوٖ‪ :‬أصٗح اٖجتهاعٍ وحدوده‪:‬‬
‫جاء فٍ تمرَر ْحد كبار الهبعوثَى اْهرَكََى لهصر لبل انمٗب َولَو‪َ” :‬جب أى َتم‬
‫تنفَذ برناهج لٕصٗح اٖجتهاعٍ َصفٍ الوضع الثورٌ دوى أى َهس أسس النظام‬
‫المابم“‪ .‬ولد اتبع الضباط اْحرار هذه الصَؽة كها سنري‪.‬‬

‫سا ٖ ؼنً‬ ‫كانت أصٗحات اٖجتهاعَة ضرورَة ٖهتصاص الصراع اٖجتهاعٍ وأسا ا‬
‫عنه للدعاَة الدَهاجوجَة نفسها‪ ،‬والتٍ لهذا السبب لم تكى دَهاجوجَة علً نحو خالص‪،‬‬
‫إٖ أى هذه أصٗحات لم تكى جذرَة‪ .‬ولها كاى هى الضرورٌ للناصرَة أى تمدم‬
‫للجهاهَر ها َكفٍ لتهدبتها أو للهحافظة علً سكونها‪ ،‬فمد كاى هى الهنطمٍ والحالة هذه‬
‫أى توجه دعهها للفبات اْكثر لدرة علً إثارة المٗلل‪ ،‬أو لتوسَع تلن الفبات التٍ تعد‬
‫”هفَدة“‪ ،‬بهفهوم لورد كتشنر‪ .‬كها كاى هى الضرورٌ أى توفر الدولة هصادر التصادَة‬
‫لتمدَم أ صٗحات حتً ٖ تتم كلها علً حساب الطبمة الهسَطرة‪ .‬ولذلن توجهت سَاستها‬
‫اٖلتصادَة كها رأَنا نحو العهل بؤلصً طالة كانت تهلكها علً زَادة الدخل الموهٍ‪ .‬ولها‬
‫كانت هذه السَاسة هحدودة النجاح‪ ،‬كها كانت الطبمة الهسَطرة تتهتع بمدرة كبَرة علً‬
‫الهماوهة‪ ،‬لم تكى أصٗحات الهحممة لتوفٍ بالكثَر‪ .‬ولذلن تضهنت فٍ هعظم اْحوال‬
‫إجراءات خادعة وخطوات وههَة‪ ،‬بل وصاحبتها أحَاناا ضؽوط جدَدة علً فبات هعَنة‬
‫هى الفمراء‪ ،‬الفبات ”ؼَر الهفَدة“ التٍ ٖ تشكل خطورة احتهالَة كبَرة علً النظام‪.‬‬

‫‪ - 1‬دعم الهلكَة الصؽَرة‪:‬‬


‫استهدؾ دعم الهلكَة الصؽَرة خلك أو توسَع طبمة هى صؽار الهٗن‪ ،‬خاصة فٍ‬
‫الرَؾ‪ ،‬وأَضاا فٍ الهدَنة‪ ،‬وذلن بتحوَل الهعدهَى إلً صؽار هٗن‪ ،‬وتحسَى أحوال‬
‫صؽار الهٗن إلً هذا الحد أو ذان‪.‬‬

‫الهلكَة العمارَة فٍ الرَؾ‪:‬‬


‫الترحت صحَفة هنشستر جاردَاى فٍ ‪ 23‬فبراَر ‪ 1946‬ها َلٍ‪َ” :‬جب أى نشجع‬
‫أ صٗحات اٖجتهاعَة واٖلتصادَة ولو كاى ذلن ضد رؼبة أصحاب اْهٗن الذَى َعدوى‬
‫أصدلاءنا“ وذلن بخصوص اْوضاع فٍ هصر ولتذان‪ .‬وهى الواضح أى الضباط راحوا‬
‫بسرعة َنتهجوى هذه السَاسة‪ ،‬فصدر لانوى أصٗح الزراعٍ هتبوعاا بعدد آخر هى‬
‫أصٗحات الزراعَة التٍ أدت فَها أدت إلً زَادة عدد صؽار هٗن اْراضٍ‪ .‬وكاى نفس‬
‫الؽرض َهثل أحد أهداؾ ونتابج هشارَع استصٗح اْراضٍ‪:‬‬

‫جدول (‪)1‬‬

‫‪344‬‬
‫(‪)603‬‬
‫تطور عدد هٗن ‪ 5‬أفدنة فؤلل‬

‫عدد الهٗن بالهلَوى‬ ‫السنة‬

‫‪2.642‬‬ ‫‪ 1952‬لبل المانوى‬


‫‪2.841‬‬ ‫‪ 1952‬بعد المانوى‬
‫‪3.033‬‬ ‫‪1965‬‬

‫كها ازداد هتوسط هساحة هلكَة لطع اْرض الصؽَرة‪.‬‬


‫جدول (‪)2‬‬
‫(‪)604‬‬
‫هتوسط هلكَة ألل هى ‪ 5‬أفدنة‬

‫هساحة الهلكَة‬ ‫السنة‬

‫‪ 0.8‬فداناا‬ ‫‪1952‬‬
‫‪ 1.2‬فداناا‬ ‫‪1965‬‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫(‪)605‬‬
‫هتوسط هساحة هلكَة ‪ 10-5‬أفدنة‬

‫هتوسط الهساحة‬ ‫السنة‬

‫‪ 6.6‬فداناا‬ ‫‪1952‬‬
‫‪ 7.9‬فداناا‬ ‫‪1965‬‬

‫وٖ تعود زَادة هتوسط هساحة هذه الفبة هى الهلكَة إلً توزَع اْرض‪ ،‬بل لعب لانوى‬
‫دورا ؼَر هباشر‪ ،‬فحفز هذه الشرَحة هى الهزارعَى لشراء اْرض‬ ‫أصٗح الزراعٍ ا‬
‫هى كبار الهٗن‪.‬‬

‫وبأضافة إلً توزَع بعض اْراضٍ‪ ،‬اهتهت الحكوهة بهكافحة اِفات وإرشاد‬
‫الرٌ‪ ،‬وإدخال الهَاه‬
‫ّ‬ ‫الفٗحَى إلً أفضل سبل استؽٗل اْرض‪ ،‬كها اهتهت بهشارَع‬
‫النمَة إلً المري‪ ،‬ولاهت بتحسَى طرق الهواصٗت فٍ الرَؾ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫(‪ )603‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫(‪ )604‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )605‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪345‬‬
‫وحفا اظا علً الهلكَة العمارَة الصؽَرة لاهت الدولة بإلراض الفٗحَى بضهاى‬
‫بدٖ هى ضهاى اْرض(‪.)606‬‬‫الهحصول ا‬

‫وهى الهإكد أى عدد صؽار الهٗن وهتوسط هساحة ها َهلكوى هى أرض لد ازداد‪ ،‬إٖ‬
‫أى زَادة دخولهم لم تكى بنفس الدرجة(‪ .)607‬وفٍ حَى سلهت الدولة لبعض الفٗحَى‬
‫لهرا ههَتاا‪ :‬فـ”التسوَك التعاونٍ“ للمطى‬
‫لطعاا صؽَرة هى اْرض‪ ،‬فمد هارست ضدهم ا‬
‫حمك لها أربا احا طابلة عى طرَك شراء المطى هى الفٗح بؤسعار هنخفضة وتصدَره‬
‫بؤسعار أعلً بكثَر(‪ ،)608‬كها كاى استَٗء الدولة علً نسبة هى الحبوب َحمك لها ا‬
‫دخٗ‬
‫كبَرا(‪ .)609‬ولد ٖحظ وسجل هحهود هتولٍ أى انهَار هستوي دخول صؽار الهزارعَى لد‬ ‫ا‬
‫بدأ هنذ ‪َٗ ،1962‬حظ أَضاا أى الدولة لد هَزت بَى صؽار الهٗن وكبارهم فٍ تمدَم‬
‫البذور الههتازة والعلؾ الهدعم (وفماا لمانوى خاص)‪ .‬أها خارج المانوى فكانت الدورة‬
‫الزراعَة تفرض فرضاا علً الفٗح الصؽَر بحَث َزرع المطى ولصب السكر‪ ،‬تلن‬
‫الهحصوٖت التٍ ٖ تدر علَه أربا احا عالَة بسبب استؽٗل الدولة كها ذكرنا أعٗه‪ ،‬بَنها‬
‫اتجه كبار الهٗن بشكل هتزاَد لزراعة الفاكهة‪ .‬وتكتهل صورة هذا التهََز إذا تذكرنا أى‬
‫الضرابب الزراعَة ظلت تفرض علً اْرض ولَس علً الربح الزراعٍ‪ ،‬ففداى المطى‬
‫أصٗ أٌ ضرابب علً تربَة الهاشَة‪.‬‬‫ا‬ ‫َدفع هثلها َدفع فداى الهوز‪ ،‬بل لم تفرض‬

‫لم تكى لطعة اْرض الصؽَرة إذى هكسباا صافَاا للفٗح‪ ،‬فمد شكلت اْساس الهادٌ‬
‫لنهو هَهنة الدولة وجبروتها ضد الفٗحَى‪.‬‬
‫ا‬
‫عهٗ نهوذجًَّا بالنسبة لنظام هحافظ‪،‬‬ ‫وعلً العهوم َعد دعم الهلكَة الزراعَة الصؽَرة‬
‫وعلً اْخص بالنسبة لسلطة بونابرتَة فٍ هثل هذا الهجتهع وفٍ تلن اللحظة‪ .‬فطبمة‬
‫الفٗحَى إذا ها تهتعت بحالة هى اٖستمرار تشكل حصى أهاى لوٌ ضد عواهل الثورة‬
‫ا‬
‫انتماٖ حمَمًَّا‬ ‫اٖجتهاعَة‪ ،‬فانتمال الفٗح الهحافظ هى حالة الٗهلكَة إلً وضع الهالن َعد‬
‫انتماٖ إلً اْفضل‪ ،‬فهلكَة اْرض تهنحه شَباا بالػ اْههَة‪:‬‬‫ا‬ ‫فٍ حَاته هى وجهة نظره‪،‬‬
‫بعض الشعور باْهاى هع شٍء هى اْهل فٍ الهستمبل‪ .‬ولكى هذه الهلكَة هٍ هى جهة‬
‫أخري لَد هى الناحَة العهلَة‪ْ ،‬نها تحد طهوحه وتضعه داب اها فٍ حالة عوز ودَى‪،‬‬
‫سا‪ .‬ولهذا كله‪ ،‬وبأضافة إلً‬ ‫فتربطه بدابنَه الذَى هم فٍ حالتنا هذه‪ :‬الدولة أسا ا‬
‫اضطرار الدولة إلً أبماء علً طبمة كبار الهٗن فٍ الرَؾ‪ ،‬لجؤت الناصرَة إلً إدراج‬
‫الهلكَة العمارَة الخاصة فٍ أفكارها اٖشتراكَة‪ ،‬بحجة دَهاجوجَة‪” :‬لدرة الفٗح‬

‫(‪ )606‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.210‬‬


‫(‪ )607‬ارجع لبعض التفصَٗت فٍ‪ :‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.98-97‬‬
‫(‪ )608‬للولوؾ علً بعض التفصَٗت‪ ،‬انظر‪ :‬جاهع هصطفً جاهع‪ ،‬التسوَك التعاونٍ للمطى فٍ ج‪.‬ع‪.‬م‪ ،.‬ص ص‬
‫‪.176-157‬‬
‫(‪ )609‬تناولت كرَهة كرَم تفصَٗت هذه الهسؤلة فٍ‪ :‬توزَع الدخل بَى الحضر والرَؾ فٍ هصر ‪.1975-1952‬‬
‫كذلن فعل هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬الفصل الخاهس‪.‬‬
‫‪346‬‬
‫الهصرٌ علً العهل الخٗق“ (الهَثاق)‪ .‬وظلت فكرة الهلكَة الخاصة لٓرض لدي‬
‫الناصرَة تتضهى ًّ‬
‫كٗ هى الهلكَة الصؽَرة والهلكَة الكبَرة هعاا‪ .‬وهع ذلن لم َكى أصٗح‬
‫جذرًَّا حتً داخل إطار الحفاظ علً الهلكَة الخاصة‪ ،‬فأصٗح الناصرٌ ٖ َمارى ا‬
‫هثٗ‬
‫بأصٗح الَابانٍ بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ ،‬أو أصٗح الكورٌ‪ .‬فالرَؾ لم َشهد ثورة‬
‫اجتهاعَة‪ .‬وفٍ ظل تخلؾ شاهل‪ ،‬لم َكى أصٗح الهحدود بهثابة خطوة ثورَة‪ ،‬بل‬
‫عهلَة هحدودة اْفك ذات ؼرض هحدد‪ :‬توسَع طبمة صؽار الفٗحَى‪ ،‬ولَس المضاء‬
‫علً الهلكَة العمارَة الكبَرة بوجه عام‪ .‬كذلن َنبؽٍ هٗحظة أى الناصرَة لم تطرح هبدأ‬
‫”اْرض لهى َفلحها“‪ ،‬وهو الشعار الذٌ َتضهى التؽََر الثورٌ لعٗلات الهلكَة‪.‬‬

‫وبهذا الهعنً ٖ َهكى أى َعد أصٗح الزراعٍ الناصرٌ ثورة فٗحَة‪ ،‬بل بالعكس لمد‬
‫لطع الطرَك علً ثورة فٗحَة كانت هحتهلة‪ .‬وهها له دٖلته أى أصٗح الزراعٍ لم َتم‬
‫لط بهشاركة فٗحَة‪ ،‬ولم َسهح أبداا للفٗحَى باٖستَٗء بؤنفسهم علً أراضٍ كبار‬
‫الهٗن‪ ،‬فهذا الطرَك َعنٍ هباشرة اندٖع الثورة‪ .‬ولنتذكر هولؾ حكوهة الضباط هى‬
‫الحركة الفٗحَة التٍ صاحبت نشر اْنباء عى لانوى أصٗح الزراعٍ فٍ ‪ ،1952‬فمد‬
‫ظى الفٗحوى أى الضباط لد أعلنوا ثورة فٗحَة‪ ،‬فاهتنع كثَر هنهم عى دفع إَجارات‬
‫اْراضٍ‪ ،‬وذلن لبل صدور المانوى بشهر كاهل‪ ،‬بل وراح بعضهم َتؤهب لٗستَٗء علً‬
‫إنذارا شدَد‬
‫ا‬ ‫اْراضٍ التٍ َزرعونها‪ .‬وردًّا علً هذه الحركة أصدرت حكوهة الضباط‬
‫اللهجة‪ ،‬حذرت فَه ”ذوٌ الهَول الهتطرفة“ هى ”إشاعة الفوضً بَى الفٗحَى“‪ ،‬كها‬
‫أهرا جدًَّا ”سَضطر‬
‫حذرت هى عدم دفع اٖلتزاهات تجاه هٗن اْراضٍ‪ ،‬واعتبرت ذلن ا‬
‫ا لمَادة إلً اتخاذ خطوات حاسهة فَه وستضطر إلً الضرب بَد هى حدَد علً أَدٌ‬
‫الهحرضَى والهتولفَى عى دفع اٖلتزاهات علً السواء“(‪.)610‬‬
‫ٖ َكفٍ لط أى توصؾ الوسَلة ؼَر الدَ ُهمراطَة للناصرَة فٍ تطبَك أصٗح‬
‫الزراعٍ بالخطؤ العابر دوى اْخذ فٍ اٖعتبار ارتباط هذا اْسلوب بطبَعة النظام ككل‬
‫وبؤفمه أصٗحٍ‪ .‬فالخوؾ هى ”الفوضً“ أو بهفهوهنا الخاص‪ :‬الثورة‪َ ،‬عبر عى حمَمة‬
‫بالؽة الوضوح‪ ،‬هٍ وجود اِخر‪ ،‬الثورة الهضادة‪ .‬وفٍ حالتنا هذه كانت هتهثلة فٍ‬
‫السلطة الناصرَة التٍ تصدت بكل لسوة لها أسهته بالفوضً‪.‬‬

‫وهى الجدَر بالهٗحظة أى توسَع لاعدة الهلكَة الصؽَرة لد ترافك هع تدهور أحوال‬
‫عهال الزراعة‪:‬‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫(‪)611‬‬
‫اْجر الفعلٍ لعاهل الزراعة‬

‫(‪ )610‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ فٍ هصر‪ ،‬ص ص ‪.96-95‬‬
‫(‪ )611‬لهزَد هى التفاصَل ارجع إلً‪ :‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.127-116‬‬
‫‪347‬‬
‫(لَاسٍ ‪ -‬بالوحدة)‬

‫اْجر‬ ‫السنة‬ ‫اْجر‬ ‫السنة‬

‫‪8.4‬‬ ‫‪1959‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1951‬‬


‫؟‬ ‫‪1960‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪8.4‬‬ ‫‪1961‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1953‬‬
‫؟‬ ‫‪1962‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪1964‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪10.8‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪1956‬‬
‫‪10.9‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪1957‬‬
‫‪7.3‬‬ ‫‪1958‬‬

‫ورؼم وضع حد أدنً ْجور عهال الزراعة فٍ ‪َ 1952‬عادل ‪ 18‬لرشاا للرجل و‪10‬‬
‫لروش للهرأة أو الطفل‪ ،‬لم َسر هذا التحدَد أبداا‪ ،‬بل تدهورت أجورهم بعد أصٗح‬
‫الزراعٍ بسبب انتشار الهلكَات الصؽَرة علً حساب الهلكَات الواسعة وبالتالٍ انخفاض‬
‫الطلب علً عهال الزراعة‪ .‬فمد ارتفع الفابض هى هإٖء هى ‪ %42‬لبل لانوى ‪1952‬‬
‫إلً ‪ %47‬عام ‪ .)612(1954‬ولم تول السلطة الناصرَة هإٖء الذَى َعدوى اْشد هعاناة‬
‫هى بَى فبات العهال الزراعََى اهتها اها َذكر‪ ،‬عكس الفٗحَى الفمراء والهثمفَى وعهال‬
‫الصناعة‪ .‬وَهكننا تفسَر هذا علً ضوء حالة هصر الناصرَة‪ ،‬فدعم الهلكَة الصؽَرة لم‬
‫َكى هوج اها هى أجل هصالح فمراء الرَؾ‪ ،‬فعهال الزراعة كانوا أفمر فمراء البٗد عهو اها‪،‬‬
‫ولكنه كاى هوج اها لدعم النظام اٖجتهاعٍ عبر طبمة الفٗحَى الهحافظة‪ ،‬فمد كاى عهال‬
‫الزراعة فٍ هصر فبة ضعَفة سَاسًَّا داب اها‪ ،‬وهحدودة الطهوحات وٖ تخشً السلطات‬
‫أهرها‪ ،‬حتً أنهم لم َتهكنوا ولم َحاولوا جادَى تشكَل نمابات‪ ،‬وفمط فٍ ‪ 1964‬أعلنت‬
‫الدولة عى تشكَل نمابات لعهال الزراعة(‪ ،)613‬ولم َكى هذا سوي استكهال للدَكور‬
‫اٖشتراكٍ وجزء هى الدعاَة الهنظهة ولم َعبر أبداا عى أٌ لدر هى الضؽوط العهالَة‪.‬‬
‫كها أصبحت هذه النمابات وسابط جدَدة للنهب هى لبل النمابَى الصفر الناصرََى ورجال‬
‫اْهى وهماولٍ اْنفار‪.‬‬

‫الهلكَة الصؽَرة فٍ الهدَنة‪:‬‬


‫كاى هولؾ الناصرََى إزاء الهلكَة الصؽَرة فٍ الهدَنة هتنالضاا‪ ،‬فمد أهنت لروضاا‬
‫وهولتهم بالهواد الخام بؤسعار هدعوهة‪ ،‬وهى‬
‫ّ‬ ‫هنخفضة الفابدة للحرفََى وصؽار التجار‬

‫(‪ )612‬إبراهَم عاهر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.156‬‬


‫(‪) 613‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪348‬‬
‫جهة أخري لم تستطع أى توصَّل إلَهم هذه الهساعدات بالكاهل‪ .‬فبماء واستفحال رأس‬
‫الهال التجارٌ الكبَر فٍ الهدَنة حافظ علً استهرار خضوع الهالن الصؽَر للهالن‬
‫الكبَر‪ ،‬بالتوسط بَى الدولة وصؽار الهٗن‪ ،‬فاستهر هإٖء َشتروى هى تاجر الجهلة‬
‫بؤسعار هرتفعة‪ ،‬بَنها أجبرتهم السلطات علً البَع بؤسعار هحددة‪ .‬وحَى تم تؤهَم بنون‬
‫ا‬
‫وبدٖ هى إلراضهم‬ ‫التسلَؾ‪ ،‬بدأ كبار التجار َعهلوى كوسطاء بَنها وبَى صؽار التجار‪،‬‬
‫هى رإوس أهوالهم الخاصة كها كاى َحدث هى لبل‪ ،‬راح التجار الكبار َعهلوى كوسطاء‬
‫هالََى بَى البنون الهإههة وصؽار التجار‪ ،‬فارتفعت أرباحهم وازدادت الهوة عهماا بَى‬
‫هإٖء الوسطاء وبَى صؽار التجار‪ ،‬والحرفََى أَضاا(‪.)614‬‬

‫كبَرا هى الجهعَات اٖستهٗكَة‬


‫ا‬ ‫وإرضا اء لتعطش الهستهلكَى ألاهت الحكوهة عدداا‬
‫التٍ تبَع السلع بؤسعار هحددة‪ ،‬وبذلن نافست تاجر التجزبة‪ ،‬الصؽَر فٍ العادة‪ ،‬هنافسة‬
‫شدَدة‪ .‬بأضافة إلً أنها هنحت كبار التجار فرصة جدَدة للمَام بالوساطة بَى هذه‬
‫الجهعَات وبَى صؽار التجار لَتاجر الطرفاى فٍ السلع الهدعهة فٍ السوق السوداء‪.‬‬

‫كذلن أدي تخفَض إَجارات الهساكى إلً انخفاض رَوع صؽار وكبار الهٗن العمارََى‬
‫فٍ الهدى‪.‬‬

‫إذى لم تنعم الهلكَة الصؽَرة فٍ الهدَنة بنفس ها نعهت به فٍ المرَة هى اهتهام‬


‫الدولة‪ ،‬فهٍ ٖ تموم فٍ الهدَنة بدور الفٗح الهحافظ‪ .‬ولذلن لم َكى صؽار الهٗن فٍ‬
‫كثَرا هى الهعارن العنَفة‬
‫ا‬ ‫الهدى‪ ،‬خاصة التجار فٍ حالة سكَنة‪ .‬ولد شهدت الماهرة ا‬
‫هثٗ‬
‫بَنهم وبَى تجار الجهلة أثناء انتخابات الؽرؾ التجارَة‪ ،‬ولطالها تردد صؽار التجار‬
‫والحرفََى علً اجتهاعات أخواى الهسلهَى‪ ،‬وبمدر ها كانوا َعجزوى عى تحمَك‬
‫هصالحهم كانوا َتذهروى‪ .‬وهع ذلن لم َعجز هإٖء عى تحمَك بعض الهكاسب فٍ ظل‬
‫صا هع اشتداد أزهات السلع‬ ‫الناصرَة‪ ،‬عى طرَك التجارة فٍ السوق السوداء‪ ،‬خصو ا‬
‫الضرورَة فٍ الستَنات‪ ،‬هستؽلَى الدعم الحكوهٍ الهوجه لسلع الجهعَات اٖستهٗكَة‪.‬‬
‫ولد استفحلت هذه الظاهرة هع بدء انهَار الناصرَة نفسها‪ ،‬أٌ هنذ أواسط الستَنات‪.‬‬

‫‪ - 2‬عهال الصناعة‪:‬‬
‫إذا كاى هى الههكى لصؽار الهٗن أى َسببوا اضطراباا اجتهاعًَّا عظَ اها‪ ،‬فإى بهمدور‬
‫العهال أى َهددوا النظام اٖجتهاعٍ نفسه‪ .‬فحكوهة صؽار الهٗن تظل داخل حظَرة النظام‬
‫بمدر ها تستهر حكوهة لصؽار الهٗن‪ ،‬أها حكوهة العهال فهٍ نفٍ للنظام ككل‪ .‬ولم َكى‬
‫عهال الصناعة فٍ هصر خٗل الفترة هى ‪َ 1952-1945‬حهلوى فحسب طالة ثورَة‪ ،‬بل‬
‫كانوا َشكلوى خطورة فعلَة علً النظام‪ .‬وكانت أنتلَجَنسَا بالهدى وعهال الصناعة هم‬
‫الموة اْساسَة التٍ شكلت الحركة الثورَة خٗل الفترة الهذكورة‪.‬‬

‫(‪ )614‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.215‬‬


‫‪349‬‬
‫وإذا كانت الناصرَة لد استطاعت أى تمدم لصؽار الهٗن رشاوي َؽلب علَها الطابع‬
‫سع هى لاعدة الهلكَة الصؽَرة‪ ،‬فهٍ بخصوص عهال‬ ‫الشكلٍ‪ ،‬هثلها استطاعت أى تو ِ ّ‬
‫الصناعة لم َكى بهمدورها هى كافة النواحٍ أى تحولهم إلً صؽار هٗن‪ .‬كها لم َكى هى‬
‫السهل لها أى تخدعهم إٖ فٍ حدود ضَمة‪ ،‬فالعاهل َحصل علً أجر واضح‪ ،‬وبالتالٍ‬
‫كانت هصلحته الهباشرة واضحة تها اها وهتعَنة‪.‬‬

‫خٗل الفترة هى ‪ 1962-1952‬لم تلجؤ الناصرَة إلً تمدَم رشاوي كبَرة إلً العهال‪،‬‬
‫فاكتفت بزَادة حمولهم فٍ أجازات والعٗج وتعوَضات أصابة‪ ،‬كها رفعت الحد اْدنً‬
‫لٓجور هى ‪ 12.5‬إلً ‪ 25‬لرشاا َوهًَّا‪ ،‬وأصدرت لانوناا َهنع الفصل التعسفٍ‪ .‬وهى‬
‫الناحَة العهلَة لم تنفذ هذه أصٗحات تنفَذاا فعل ًَّا إٖ فٍ لطاع الدولة الذٌ اتسع بتؤهَم‬
‫الشركات اْجنبَة عام ‪ .1957‬ولد بنت الحكوهة أهلها فٍ تحسى أحوال عهال الصناعة‬
‫علً سَاسة تشجَع رأس الهال الفردٌ فٍ تحمَك زَادة فٍ اٖستثهارات وزَادة الطلب‬
‫علً لوة العهل بالتالٍ‪ .‬ولكى حممت أجور العهال زَادة طفَفة للؽاَة (ألل هى ‪%3‬‬
‫سنوًَّا)‪ ،‬بل وحممت انخفاضاا خٗل الفترة هى ‪ ،1960-57‬فترة الخطة الصناعَة‪:‬‬

‫جدول (‪)5‬‬
‫(‪)615‬‬
‫تطور أجر العاهل الصناعٍ‬

‫‪ %‬هى المَهة الهضافة‬ ‫اْجر الحمَمٍ بالجنَه فٍ العام‬ ‫السنة‬

‫‪37‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪1957‬‬


‫‪30‬‬ ‫‪134‬‬ ‫‪1960‬‬

‫وبالنسبة لعهال الصناعات التحوَلَة وحدها انخفض هتوسط اْجر هى ‪ 139‬إلً ‪130‬‬
‫جنَ اها فٍ السنة(‪ .)616‬أها عهال الصناعات اٖستخراجَة فمد انخفض هتوسط أجورهم هى‬
‫‪ 290‬إلً ‪ 238‬جنَها(‪.)617‬‬

‫هذا بَنها كاى هعدل زَادة اْجور فٍ الفترة هى ‪ 1952-1946‬حوالٍ ‪ %6‬سنوًَّا‪،‬‬


‫ولد بلؽت الزَادة الكلَة خٗل تلن الفترة ‪.)618(%45.5‬‬

‫(‪ )615‬دمحم دوَدار‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ بَى التخلؾ والتطوَر‪ ،‬ص ‪.476‬‬
‫(‪ )616‬نفس الهوضع‪.‬‬
‫(‪ )617‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.575‬‬
‫(‪ )618‬حسبت علً أساس هعطَات هانسى & هرزوق (الهرجع السابك)‪ ،‬دمحم رشدٌ (الهرجع السابك)‪ .‬وإذا حسبنا تطور‬
‫اْجور باْسعار الثابتة لوجدنا أى الهعدل كاى ألل‪ ،‬إذ بلػ خٗل الفترة الهذكورة ‪ %33‬فمط‪ ،‬وفماا لهانسى وهرزوق‪.‬‬
‫ولد توصل هابرو إلً نتَجة هشابهة بالنسبة لتؽَر اْجر أسهٍ (زَادة ‪ %45‬فٍ الفترة الهذكورة)‪ .‬الهرجع السابك‪،‬‬
‫ص ‪.235‬‬
‫‪350‬‬
‫وهع زَادة حدة التفاوت اٖجتهاعٍ الناجهة عى السَاسة اٖلتصادَة فٍ الخهسَنات‪،‬‬
‫بدأت الناصرَة تتجه إلً إصٗح أوضاع العهال بشكل أكثر جدَة‪ .‬فتم تطبَك المرار المدَم‬
‫بخصوص الحد اْدنً لٓجور‪ ،‬خاصة هع تؤهَم هعظم رأس الهال الصناعٍ‪ .‬كذلن تم‬
‫اعتبارا هى‬
‫ا‬ ‫تثبَت عدد كبَر هى عهال التشََد‪ ،‬وتمرر صرؾ هعاشات للعهال‬
‫‪ ،)619(1961‬وهٍ خطوة هاهة للؽاَة بالنسبة لهصالح العهال‪ .‬كذلن تمرر توزَع ‪%25‬‬
‫هى أرباح شركات لطاع الدولة علً العاهلَى بها‪ ،‬هنها ‪ %10‬توزع نمداا‪ ،‬وبالطبع كاى‬
‫لٕدارة النصَب اْكبر‪ .‬وهنذبذ بدأت أجور العهال تنافس هرتبات صؽار الهوظفَى‪:‬‬

‫جدول (‪)6‬‬
‫(‪)620‬‬
‫‪1967/66-1953/52‬‬

‫هعدل زَادة اْجور (‪)%‬‬ ‫الفبة‬

‫‪44‬‬ ‫العهال‬
‫‪8‬‬ ‫الهستخدهوى‬

‫جدول (‪)7‬‬
‫(‪)621‬‬
‫الزَادة الحمَمة فٍ أجور العهال‪ :‬لَاسٍ‬

‫اْجر (لَاسٍ)‬ ‫السنة‬

‫‪211‬‬ ‫‪2:63‬‬
‫‪234‬‬ ‫‪2:71‬‬
‫‪264‬‬ ‫‪2:75/2:74‬‬
‫‪251‬‬ ‫‪2:78/2:77‬‬

‫كها هنح العهال هزَداا هى الرعاَة الصحَة‪ ،‬ولدهت لهم هزَد هى الخدهات فٍ هجال‬
‫النمل وأسكاى‪ ...‬إلخ‪ ،‬وبلػ اْهر حد أى فالت الزَادة فٍ أجور العهل زَادة أنتاجَة‪:‬‬

‫جدول (‪)8‬‬

‫(‪) 619‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫(‪ )620‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫(‪ )621‬حسبت الزَادة الحمَمَة علً أساس هعطَات لدهها هابرو & رضواى‪ ،‬ا‬
‫نمٗ عى نشرة البنن اْهلٍ‪ .‬الهرجع‬
‫السابك‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪351‬‬
‫هعدل التؽَر السنوٌ فٍ كل هى اْجر وأنتاجَة فٍ كل الصناعات فٍ الفترة هى ‪-39‬‬
‫‪1962/61‬‬
‫(‪)622‬‬
‫(الصناعات التٍ َعهل بها ‪ 10‬عهال فؤكثر‪ % ،‬نسبة هركبة)‬
‫معدًل‬
‫(‪ )3‬ا‬
‫معدًل‬
‫(‪ )2‬ا‬
‫حسب مؤشر‬ ‫األجر للساعة‬ ‫(‪ + )1‬المشاركة‬
‫اإلنتاجية‬ ‫حسب تغير‬ ‫األجر األسبوعي‬
‫أسعار الجملة‬ ‫‪ +‬تكلفة الفوائد‬ ‫في أرباح الصناعة‬ ‫السنة‬
‫للساعة (‪)6‬‬ ‫تكاليف‬ ‫(‪)1‬‬
‫لإلنتاج‬ ‫الهامشية (‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المعيشة (‪)4‬‬
‫الصناعي (‪)5‬‬
‫( ‪-)1.5-‬‬
‫‪1‬‬ ‫( ‪)1-(-)3.1-‬‬ ‫‪12.8-7.9‬‬ ‫‪12.8-7.9‬‬ ‫‪12.8-7.9‬‬ ‫‪1938-37‬‬
‫(‪)9.5+‬‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪1969-47‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪1969-52‬‬

‫‪6.2‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪3-2.5‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪3-2.5‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪62/61-69/59‬‬

‫وتتضح أكثر ظاهرة تفوق هعدل زَادة اْجور علً هعدل زَادة أنتاجَة فٍ هعظم‬
‫المطاعات وفٍ اٖلتصاد ككل خٗل النصؾ اْول هى الستَنات‪:‬‬

‫جدول (‪)9‬‬

‫التناسب بَى زَادة هتوسط اْجور والهرتبات وزَادة نهو إنتاجَة‬


‫(‪)623‬‬
‫العهل فٍ الفترة هى ‪)%( 1965-1960‬‬

‫زَادة إنتاجَة العهل‬ ‫زَادة هتوسط اْجور‬ ‫الفرع‬

‫‪10‬‬ ‫‪46‬‬ ‫زراعة‬


‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫صناعة‬
‫‪40.5‬‬ ‫‪29‬‬ ‫طالة‬
‫‪34.4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫نمل‬
‫‪17.7‬‬ ‫‪39‬‬ ‫إجهالٍ أنتاج‬
‫‪19‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫إجهالٍ الخدهات‬

‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., p. 143 )622‬‬


‫(‪) 623‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،167‬ا‬
‫نمٗ عى إحصابَات وزارة التخطَط‪.‬‬
‫‪352‬‬
‫ولد وجهت الناصرَة جل عناَتها لعهال لطاع الدولة‪ ،‬المطاع اْكثر تنظَ اها‪ ،‬حَث‬
‫َتركز العهال فٍ وحدات كبَرة‪ .‬وهى الواضح أى عهال الصناعة لد حصلوا علً هكاسب‬
‫تفوق أٌ هكاسب حصلت علَها بمَة الفبات الفمَرة هى الناحَة الفعلَة‪ .‬ولكى هها ٖ َجب‬
‫أى َؽَب عى بالنا أى هذه الهكاسب لم تكى ضخهة‪ ،‬وإى كانت هلهوسة‪ ،‬بل ظلت أحوال‬
‫العهال هتردَة‪ ،‬ولم تصبح الطبمة العاهلة هستفَدة هى النظام‪ ،‬أٌ لم تتحول إلً‬
‫أرستمراطَة عهالَة‪ ،‬باستثناء النمابََى الصفر ولَادات التنظَم السَاسٍ هى العهال‪ .‬وكها‬
‫َتضح هى جدول (‪ ،)7‬راحت هداخَل العهال تتنالص هرة أخري ابتداء هى هنتصؾ‬
‫الستَنات‪ ،‬كها أعَد رفع ساعات العهل هرة أخري ابتداء هى ‪ .1965‬ففٍ ‪1965/5/21‬‬
‫دستورا َلزم العهال بالتبرع لهدة ‪ 5‬سنوات بـ‪ %5‬هى‬ ‫ا‬ ‫أصدر ”لادة الحركة العهالَة“‬
‫اْرباح الهخصصة لهم فٍ بند الخدهات اٖجتهاعَة هى أجل اٖستثهار‪ ،‬وذلن لزَادة‬
‫الكفاَة‪ ،‬والتبرع بها ٖ َمل عى ساعة عهل َوهًَّا لهى َعهلوى ‪ 42‬ساعة أسبوعًَّا‪ ،‬وعدم‬
‫التمدم بهطالب التصادَة أخري خٗل العاهَى الهمبلَى‪ .‬وتبع هذا الدستور َج ْعل العهل‬
‫أضافٍ إجبار ًَّا‪ ...‬إلخ‪ .‬إٖ أى تكدس الهصانع بؤعداد ضخهة هى العهالة الفابضة‪ ،‬نتَجة‬
‫سَاسة تعََى العاطلَى أدي إلً تخفَؾ عبء العهل عى بعض لطاعات العهال‪ .‬ولد سهح‬
‫هذا الوضع الذٌ بلػ حد التسَب فٍ كثَر هى الهصانع‪ ،‬بمَام كثَر هى العهال بؤعهال‬
‫إضافَة فٍ المطاع الخاص‪ ،‬أو ههارسة أنشطة تجارَة وحرفَة خاصة‪ .‬وٖ شن أى هذه‬
‫كثَرا فٍ الفترة الناصرَة‪َ .‬ضاؾ إلً‬
‫ا‬ ‫الظاهرة كانت هوجودة هى لبل ولكنها استفحلت‬
‫هذا أنه لد تم إلحاق عدد كبَر هى صؽار هٗن اْراضٍ بالهصانع كعهال وهوظفَى‪،‬‬
‫وبذلن أصبحت توجد نسبة هلهوسة هى العهال الهنتهَى إلً صؽار الهٗن هى كافة‬
‫اْشكال‪ .‬وفٍ ظل فابض العهالة وفساد أدارة البَرولراطَة وهنع الفصل التعسفٍ‪،‬‬
‫أصبح هى الههكى لعدد كبَر هى العهال أى َتخلص هى لهر العهل الهؤجور لَموم بعهل‬
‫إضافٍ فٍ هشروعه الخاص‪ ،‬علً حساب ساعات عهله الرسهٍ‪ ،‬فَحصل علً أجر دوى‬
‫أى َمدم ها َعادله هى لوة عهله‪.‬‬
‫ا‬
‫فهثٗ كاى توزَع‬ ‫ولم َخل اْهر هى طابع شكلٍ إلً حد ها لبعض الهكاسب العهالَة‪.‬‬
‫‪ %25‬هى اْرباح علً العاهلَى‪ ،‬ولَس علً العهال‪َ ٖ ،‬ضهى للعهال النسبة اْكبر هى‬
‫اْرباح‪ ،‬بل كانت هذه الـ‪ %25‬هى الهصادر الهاهة للهداخَل أضافَة لرجال أدارة‪ ،‬كها‬
‫تم استخدام جزء آخر فٍ تمدَم خدهات للعاهلَى ككل أَضاا‪.‬‬

‫وكاى ٖنتمال آٖؾ هى صؽار الهٗن وأبنابهم للعهل فٍ الصناعة نتابج هى ضهنها أى‬
‫لس اها هه ًّها هى العهال الهؤجورَى لد أصبح َشكل فبة ”هفَدة“‪ ،‬بالهعنً الهذكور هى لِبَل‬
‫لورد كتشنر كها أشرنا هى لبل‪ .‬فاْجر بدوى عهل حمَمٍ َعد هجزَاا هى وجهة نظر‬
‫أولبن العهال‪ ،‬وكذلن اْهر بالنسبة للعهال الجدد هى أصول شبه برولَتارَة‪ .‬ولد شكلت‬
‫هذه الفبة صهام أهى جَد للنظام فٍ شركات الدولة ولاعدة لوَة للنمابََى الناصرََى‪.‬‬

‫‪ - 3‬هحاولة هعالجة هشكلة البطالة‪:‬‬

‫‪353‬‬
‫لدر سهَر أهَى عدد العاطلَى فٍ هصر عام ‪ ،1960‬بـ‪ 3/2‬لوة العهل النظرَة‬
‫أهكانَة(‪ .)624‬ولد لدر أحد الباحثَى اْجانب ؼَر الهعروؾ عدد العاطلَى فٍ الهدى عام‬
‫‪ 1962/61‬بـ‪ 2.988‬هلَوى شخص (‪ %37‬هى لوة العهل فٍ الهدى)‪ ،‬أها إذا أضفنا‬
‫أشباه البرولَتارَا لبلػ العدد ‪ 4.1‬هلَوى‪ ،‬أٌ ‪ %51‬هى لوة العهل(‪ .)625‬ولد شهلت‬
‫البطالة لوة العهل ؼَر الفنَة بأضافة إلً الهتعلهَى‪ ،‬هثل الهدرسَى‪ .‬ولم تنجح سَاسة‬
‫الحكوهة فٍ الخهسَنات فٍ الحد هذه الهشكلة‪ ،‬كها أدي تزاَد الهجرة هى الرَؾ إلً‬
‫الهدى إلً ضؽوط احتهالَة شدَدة علً السلطة‪ ،‬فبرزت ظاهرة تحول عدد هى العاطلَى‬
‫أخطارا بالؽة علً‬
‫ا‬ ‫إلً هشردَى‪ ،‬أشباه برولَتارَا‪ ،‬تلن الجهاعات الهاهشَة التٍ تسبب‬
‫اْهى العام واضطرابات اجتهاعَة خطَرة‪ .‬وكاى أى لجؤت السلطة هنذ أوابل الستَنات إلً‬
‫التوسع فٍ تعََى العاطلَى هى العهالة ؼَر الفنَة‪ ،‬كها فتحت الجاهعات علً هصراعَها‬
‫بإلؽاء الهصارَؾ بالجاهعة عام ‪ ،1962‬لَلتحك بها عشرات اْلوؾ كل عام هى أبناء‬
‫الهثمفَى وهوظفٍ الدولة‪ ،‬بأضافة إلً أبناء التجار‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وضهى أجراءات الهتخذة‪ :‬تخفَض ساعات العهل فٍ َولَو ‪ 1961‬إلً ‪ 42‬ساعة‬


‫فٍ اْسبوع‪ ،‬هع جعل العهل بالهصانع ثٗث وردَات‪ ،‬ولد أدي هذا أجراء إلً تشؽَل‬
‫‪ 28‬ألؾ عاهل جدَد‪ ،‬أٌ نحو ‪ %4‬هى عدد عهال الصناعة‪ .‬فٍ نفس الولت هنع العهل‬
‫أضافٍ بتاتاا‪ ،‬هها كاى هى دواعٍ شكوي العهال أنفسهم‪ ،‬كها هنع العاهل هى اٖلتحاق‬
‫بعهلَى‪ .‬وإذا وضعنا هذا فٍ اٖعتبار َصبح واض احا أى تخفَض ساعات العهل لد استهدؾ‬
‫سا اهتصاص البطالة ٖ تحسَى أحوال العهال‪ .‬وفٍ الحمَمة رافك تخفَض ساعات‬ ‫أسا ا‬
‫العهل زَادة عدد عهال الصناعة بـ‪ ،%16‬هها ٖ َتناسب هع هعدل التخفَض‪ ،‬أٌ ‪%4‬‬
‫هى ساعات العهل(‪ ،)626‬هها َشَر إلً تؤثَر إلؽاء كل هى العهل أضافٍ والجهع بَى‬
‫عهلَى‪ ،‬بأضافة إلً تعََى عهالة زابدة أَضاا‪.‬‬

‫ولد تم إنشاء هكاتب العهل لتعََى العاطلَى‪ ،‬كها ألحك عدد كبَر بالشركات والهرافك‬
‫وهكاتب الحكوهة‪ ،‬بحَث بلؽت نسبة العهالة الفابضة فٍ بعض الشركات أكثر هى ‪.%50‬‬
‫وعلً سبَل الهثال تضاعؾ عدد العهال فٍ هصانع الكون والهضادات الحَوَة وهحطة‬
‫تولَد الكهرباء وهصنع زَوت التشحَم بالسوَس فٍ الفترة هى ‪ ،1967-1965‬فبَنها‬
‫بلػ عدد العاهلَى بهصنع الكون والكَهاوَات بحلواى عند تصهَهه ‪ 585‬فرداا‪ ،‬بلػ العدد‬
‫الفعلٍ عام ‪ 967 :1965‬فرداا‪ .‬ولد أدي هذا إلً ارتفاع التكلفة بـ‪ 68.4‬ألؾ جنَه‪ ،‬ثم‬
‫بلػ العدد عام ‪ 1100 :1967‬فرداا هنهم ‪ 250‬هوظؾ‪ 750 ،‬عاهل‪ 100 ،‬ههندس‬
‫وفنٍ(‪.)627‬‬

‫(‪ )624‬التراكم علً الصعَد العالهٍ‪ ،‬ص ‪.366‬‬


‫(‪ )625‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪( 185‬هى الجدول)‪.‬‬
‫(‪Hansen & Marzouk, Op. cit., pp. 135-143 )626‬‬
‫(‪) 627‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪354‬‬
‫وبهذا الشكل ازدادت نسبة اْجور إلً أنتاج إلً ‪ ،%30‬بَنها بلؽت فٍ بلد هثل‬
‫الوَٖات الهتحدة ‪ %25‬وألل هى ذلن فٍ أوروبا الؽربَة فٍ نفس الفترة‪ ،‬كها انخفضت‬
‫بالطبع هعدٖت أرباح الشركات الهإههة ْسباب هنها فابض العهالة‪.‬‬

‫وكاى المطاع الذٌ استوعب العهالة الجدَدة بشكل ربَسٍ هو لطاع الحكوهة‪ ،‬فازداد‬
‫عدد هوظفٍ الدولة هى ‪ 325‬ألؾ (‪ %9.6‬هى العهالة) عام ‪ 1952‬إلً ‪ 1.035‬هلَوى‬
‫(‪ %15.4‬هى العهالة) عام ‪ .)628(1966‬والهمصود هنا العهالة الفعلَة الدابهة‪.‬‬

‫هى الواضح إذى أى عدداا هى العهال لد أصبح بٗ عهل حمَمٍ‪ .‬وأضَؾ إلً الموة‬
‫العاهلة عدد ؼفَر هى الهوظفَى كعهالة زابدة‪ ،‬بأضافة إلً آٖؾ هى السعاة فٍ كافة‬
‫أجورا زهَدة‪ ،‬إٖ أنها‬
‫ا‬ ‫الهإسسات والمطاعات‪ .‬وبالرؼم هى أى الناصرَة لد لدهت لهإٖء‬
‫هى الناحَة الفعلَة لد لدهت لهم نوعاا هى أعانة‪ .‬وبذلن تكونت فبة اجتهاعَة جدَدة‬
‫بدٖ هى الخبز واْلعاب(‪ )629‬لدهت لها الناصرَة‬‫تشبه البرولَتارَا الروهانَة‪ ،‬ولكى ا‬
‫هرتبات هزَلة هع أفَوى فنٍ فٍ صورة حفٗت ؼنابَة طوَلة‪ ،‬صار تمدَهها فٍ وسابل‬
‫أعٗم تملَداا طوال الستَنات‪ ،‬إنه إذى الخبز واْلعاب ولكى فٍ ثوب ناصرٌ خاص‪.‬‬

‫كاى اْسلوب الناصرٌ فٍ الحد هى هشكلة البطالة‪ ،‬والتٍ لم تحلها الناصرَة لط‪،‬‬
‫بدَٗ عى صرؾ إعانة‬ ‫أسلوباا‪ ،‬عٗوة علً أنه سمَم‪ ،‬رجعًَّا أَضاا‪ ،‬فالعهالة الزابدة كانت ا‬
‫بطالة لكل العاطلَى‪ ،‬عوضاا هى خلك أعهال حمَمَة‪ .‬فبأضافة إلً تشوَه لطاع كبَر هى‬
‫العهال بإلحالهم بؤعهال وههَة‪ ،‬تفادت الناصرَة وضع المَد حول نفسها‪ ،‬فإعانة البطالة‬
‫لم تهنح للعاطلَى عهو اها وكانت هكاتب العهل تمبل أعداداا هحدودة‪.‬‬
‫ا‬
‫أعهاٖ وههَة‪ ،‬ولكى كانت‬ ‫وبالطبع لم تكى كل اْعهال الجدَدة فٍ هصر الناصرَة‬
‫كذلن نسبة كبَرة للؽاَة هنها‪.‬‬

‫وباختصار شدَد‪ ،‬كاى التشؽَل فٍ هصر الناصرَة سَاسة أكثر هها كاى التصاداا‪.‬‬

‫ورؼم كل الجهود لم تتم هعالجة هشكلة البطالة‪ .‬فمد انخفضت نسبة الموة العاهلة‬
‫بالنسبة لعدد السكاى خٗل الستَنات هى ‪ %30.1‬إلً ‪ ،%28‬كها انخفض هعدل التشؽَل‬
‫بالنسبة لعرض لوة العهل هى ‪ %73‬إلً ‪ %63‬فٍ نفس الفترة‪ ،‬وكاى ‪ %90‬عام‬
‫‪( 1947‬ارجع إلً جدولٍ ‪ 76 ،73‬فٍ الفصل الثانٍ)‪.‬‬

‫‪ - 4‬الهوظفوى‪:‬‬

‫(‪ )628‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.339‬‬


‫(‪ )629‬فٍ روها المدَهة التزهت الدولة بتمدَم إعانة دورَة هى الهواد الؽذابَة للهشردَى (البرولَتارَا بالهعنً اْصلٍ‬
‫للكلهة) كها سهحت لهم بهشاهدة الهبارَات الرَاضَة هجاناا‪.‬‬
‫‪355‬‬
‫َتشابه هوظفو الدولة عادةا وبوجه عام هع طبمة الفٗحَى فٍ هَولهم الهحافظة للؽاَة‪،‬‬
‫إٖ أى هذا لم َكى سبباا كافَاا لتعََى هبات اْلوؾ هنهم فٍ وظابؾ فابضة خٗل العهد‬
‫الناصرٌ‪ ،‬ولكنه كاى سب ابا كاف اَا لحرهانهم‪ ،‬باستثناء الشرَحة العلَا‪ ،‬هى أٌ زَادة حمَمَة‬
‫فٍ دخولهم‪:‬‬

‫جدول (‪)10‬‬
‫(‪)630‬‬
‫العاهلوى بالحكوهة وحصتهم هى الدخل‬
‫حصتهم هى الدخل الموهٍ‬
‫نسبتهم للعهالة الكلَة‬ ‫السنة‬
‫(‪)%‬‬
‫‪8.6‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪15.4‬‬ ‫‪1967/1966‬‬

‫ولد ارتفع هتوسط الدخل أسهٍ للهوظؾ بوجه عام هى ‪ 240‬جنَه سنوًَّا عام‬
‫‪ 1952‬إلً ‪ 323‬جنَه عام ‪ ،1967/66‬أها اْجر الحمَمٍ فلم َرتفع(‪ .)631‬وهى الهإكد‬
‫أى هذه الزَادة أسهَة نفسها لد ذهبت إلً كبار الهوظفَى الذَى زادت دخولهم زَادة‬
‫كبَرة‪ .‬كها أى الهوظفَى هى خرَجٍ الجاهعات لد حصلوا علً هرتبات جَدة وازدادت‬
‫نسبتهم هى هجهوع الهوظفَى عهو اها‪.‬‬

‫هكذا اهتصت أدارة الحكوهَة وكذلن إدارات لطاع الدولة اٖلتصادٌ أعداداا ؼفَرة هى‬
‫لوة العهل الفابضة‪ ،‬ولكى لم َإد هذا إلً اهتصاص البطالة وٖ إلً تحسى كفاءة الجهاز‬
‫الحكوهٍ‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬انخفضت كفاءته بوضوح‪ .‬ورؼم انخفاض الحجم اٖحتهالٍ‬
‫للبطالة فهٍ ‪ -‬كظاهرة ‪ -‬لم تتؤثر جذرًَّا‪.‬‬

‫سا بسَاسة التشؽَل الناصرَة‪ ،‬إذ زادت نسبة‬ ‫تؤثرا هلهو ا‬


‫لمد تؤثر تركَب الموي العاهلة ا‬
‫العهالة ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة إلً العهالة الكلَة‪ ،‬بحَث تحول لطاع هى العاهلَى‬
‫إلً عالة علً عهلَة أنتاج‪ .‬فهذا التركَب هو تركَب ؼَر هتوازى فٍ بلد َدعٍ حكاهه‬
‫هتطورا‪ .‬ونحى نوجه انتمادنا بشكل أساسٍ إلً عجز‬ ‫ا‬ ‫وهرَدوهم أنه بلد َبنٍ التصاداا‬
‫الناصرَة عى تحوَل فابض لوة العهل إلً اْنشطة الهنتجة أو الفعالة‪ .‬ولد نشؤ هذا‬
‫العجز عى اْفك أصٗحٍ للناصرَة وتجنبها وضع خطة تنهوَة حمَمَة وتجهَع كل‬
‫الفابض اٖحتهالٍ وتعببة الجهاهَر هى أجل بناء البٗد‪.‬‬

‫‪ - 5‬سَاسة التعلَم‪:‬‬

‫(‪ )630‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.339‬‬


‫(‪ )631‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪.340-339‬‬
‫‪356‬‬
‫ا‬
‫هفضٗ بالنسبة ْبناء الفبات‬ ‫لم َكى هجال العهل الَدوٌ خٗل الفترة الناصرَة‬
‫الوسطً‪ ،‬خاصة هى الهتعلهَى‪ ،‬ا‬
‫أوٖ لنفورهم التملَدٌ هى هذا النوع هى العهل‪ ،‬وثانَاا‬
‫هتوفرا‪ .‬وكاى حهلة الشهادات والهوظفوى َهثلوى نهاذج جذابة للناس بوجه‬
‫ا‬ ‫ْنه لم َكى‬
‫أجورا هجزَة لخرَجٍ الجاهعات‪ .‬لذلن تركز‬ ‫ا‬ ‫عام‪ .‬بأضافة إلً ذلن كانت الدولة تدفع‬
‫طهوح أبناء الهثمفَى فٍ دخول الجاهعات‪ ،‬حَث العهل الحر أو الوظَفة الرفَعة بعد ذلن‪.‬‬
‫ولد شكل هإٖء عهاد اْحزاب الوطنَة لبل انمٗب ‪ ،1952‬ولادوا الحركة الوطنَة ككل‪،‬‬
‫وكاى الهثمفوى أكثر فبات الشعب اهتها اها بشإوى السَاسة بوجه عام‪.‬‬

‫ولد وجدت الناصرَة فٍ فتح الجاهعات علً هصراعَها وسَلة هثالَة ٖهتصاص أبناء‬
‫الفبات الهتعلهة ذوٌ الههوم السَاسَة وهثَرٌ الملك عادة‪ ،‬والفبات الوسطً عهو اها‪.‬‬
‫ففٍ ‪ ،1955‬بعد حل اتحادات الطٗب تم تخفَض الهصارَؾ الجاهعَة بـ‪ ،%30‬ولدهت‬
‫هنح للطٗب الهتفولَى‪ .‬ثم جاء فتح الجاهعات هنذ إلؽاء الهصارَؾ الجاهعَة عام ‪1962‬‬
‫لَحمك لهم جل ها تهنوه‪ .‬كها أى الدولة لد التزهت أَضاا بتوفَر عهل لخرَجٍ الجاهعات‬
‫بهرتب هجز‪ ،‬وكذلن لخرَجٍ الهدارس الفنَة‪ .‬وٖ شن أنه لد تهكى بعض أبناء فمراء‬
‫الفٗحَى والعهال هى اٖلتحاق بالجاهعات‪.‬‬

‫كثَرا‪:‬‬
‫ولد وجهت الدولة اهتها اها كذلن للتعلَم اٖبتدابٍ والثانوٌ ولكى بدرجة ألل ا‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫(‪)632‬‬
‫الزَادة فٍ عدد الطٗب (رلم لَاسٍ)‬
‫ابتدابٍ ‪-‬‬ ‫إعداد‬
‫السنة‬ ‫ثانوٌ‬ ‫فنٍ‬ ‫جاهعٍ‬
‫إعدادٌ‬ ‫هدرسَى‬
‫‪1952‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪)*(814‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪126‬‬
‫ا‬
‫هستمبٗ‪.‬‬ ‫سا‪ ،‬صؽار الهوظفَى‬
‫* تعود هذه الزَادة الضخهة إلً نهو عدد طٗب هدارس التجارة أسا ا‬

‫وَوضح الجدول السابك كَؾ راح هرم التعلَم َتؽَر‪ ،‬فهعدل نهو التعلَم الجاهعٍ فاق‬
‫هعدل نهو التعلَم اٖبتدابٍ‪ ،‬رؼم استهرار انتشار اْهَة وارتفاع عدد اْهََى (انظر جدول‬
‫‪ .)13‬والجدول اِتٍ َستكهل هعنً الجدول السابك‪.‬‬

‫جدول (‪)12‬‬
‫(‪)633‬‬
‫العرض والطلب فٍ العهالة فٍ الههى اْساسَة (باْلؾ)*‬

‫(‪ )632‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.241‬‬


‫(‪ )633‬نزَه نصَؾ اَْوبٍ‪ ،‬سَاسة التعلَم فٍ هصر‪ ،‬هركز الدراسات السَاسَة واٖستراتَجَة باْهرام‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪ ،1978‬ص ‪.63‬‬
‫‪357‬‬
‫‪1970/1969‬‬ ‫‪1966/1965‬‬
‫نوع الههنة‬
‫الفابض‬ ‫الطلب‬ ‫العرض‬ ‫الفابض‬ ‫الطلب‬ ‫العرض‬

‫‪10+‬‬ ‫‪302‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪14.8+‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪234‬‬ ‫اْكادَهَة والعلهَة‬

‫‪84.4-‬‬ ‫‪568.4‬‬ ‫‪484‬‬ ‫‪27-‬‬ ‫‪393‬‬ ‫‪366‬‬ ‫الفنَة الوسطً‬

‫‪36.4+‬‬ ‫‪328.6‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪80+‬‬ ‫‪241.9‬‬ ‫‪322‬‬ ‫الكتابَة‬

‫‪494-‬‬ ‫‪1367.7‬‬ ‫‪873‬‬ ‫‪206.9-‬‬ ‫‪1027.9‬‬ ‫‪821‬‬ ‫العهالة الهاهرة‬

‫‪1.117.5+‬‬ ‫‪6214.5‬‬ ‫‪7332‬‬ ‫‪768+‬‬ ‫‪5676.1‬‬ ‫‪6444‬‬ ‫العهالة العادَة‬

‫‪585.5+‬‬ ‫‪8781.2‬‬ ‫‪9366‬‬ ‫‪606+‬‬ ‫‪7558.1‬‬ ‫‪8187‬‬ ‫الهجهوع‬

‫* لهنا بضبط هذه اْرلام بمدر أهكاى وهٍ ؼَر هتسمة تها اها فٍ الهرجع الهذكور (الهإلؾ)‪.‬‬

‫وها َوضحه هذا الجدول أى فابض العهالة كاى َتملص بالنسبة لخرَجٍ الجاهعات‪،‬‬
‫وَزداد العجز فٍ العهال الههرة‪ ،‬بَنها ارتفعت البطالة بدرجة هلهوسة فٍ العهالة العادَة‪.‬‬
‫وَعود نمص العهالة الهاهرة كها َوضح الجدول إلً ضعؾ العرض وزَادة الطلب‪ ،‬بَنها‬
‫نفسر ضعؾ الفابض هى خرَجٍ الجاهعات إلً زَادة التشؽَل فٍ اْعهال الكتابَة‪ ،‬كها‬
‫َوضح الجدول السابك‪ ،‬وكذلن الههى اْكادَهَة والعلهَة‪ .‬ولد ترافك انعكاس الهرم‬
‫التعلَهٍ علً تركَب العهالة فٍ اْنشطة أدارَة واٖلتصادَة‪ ،‬فنسبة خرَجٍ الجاهعات‬
‫العاهلَى فٍ هذا الهجال بلؽت ‪ ،%14‬همابل ‪ %5‬للفنََى (فٍ البلداى الهتمدهة بلؽت‬
‫نسبة الجاهعََى فٍ الفترة نفسها إلً الفنََى ‪ 4/1‬تمرَباا(‪.))634‬‬

‫وَهكننا إضافة الهٗحظات التالَة علً سَاسة التعلَم فٍ هصر الناصرَة‪:‬‬

‫‪ - 1‬لم َكى التوسع فٍ التعلَم العالٍ وتحمَك شبه هجانَة للتعلَم َتم فٍ إطار عهلَة‬
‫تنوَر عام‪ .‬وهى الدٖبل الهباشرة علً ذلن استهرار نسبة اْهَة هرتفعة بل وارتفاع عدد‬
‫اْهََى‪ ،‬بحَث لم تتؤثر جذرًَّا بالطرَمة البَرولراطَة فٍ هحو اْهَة والتعلَم(‪ .)635‬وَدل‬
‫هذا علً الطابع أصٗحٍ ضَك اْفك لسَاسة التعلَم الناصرَة‪ ،‬كها َعكس ؼَاب‬
‫الهشاركة الشعبَة(‪ .)636‬كذلن لم َتم تطوَر هنهج التعلَم‪ ،‬بل جري التوسع فٍ التعلَم‬
‫الدَنٍ وجعل الدَى هادة أساسَة فٍ الهدارس‪ ،‬بل وتحوَل جاهعة اْزهر إلً تدرَس‬
‫العلوم العصرَة هع الدَى‪ .‬كها استهر الفصل بَى التعلَم النظرٌ والفنٍ‪ ،‬هع اٖهتهام‬
‫بدٖ هى الفهم‪ ،‬والفصل بَى التعلَم العلهٍ واْدبٍ‪ ،‬وكذلن إههال التجربة‬ ‫باٖستَعاب ا‬
‫والبحث العلهٍ والتركَز علً التلمَى‪ ،‬ولم تمدم أٌ هناهج نمدَة للطٗب‪ .‬كذلن فرضت‬

‫(‪ )634‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪( 10‬هذه اْرلام فٍ فترة السبعَنات ولكنها تعكس تؽَر الهَكل التعلَهٍ الذٌ حدث خٗل‬
‫الفترة الناصرَة)‪.‬‬
‫(‪ )635‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ص ‪ .79-78‬انظر أَضاا جدول (‪.)13‬‬
‫(‪ )636‬فلنتذكر كَؾ تم هحو اْهَة فٍ بضع سنوات فٍ اٖتحاد السوفَتٍ (انظر‪ :‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد َونَو ‪،1973‬‬
‫عرض لكتاب م‪ .‬زَنوفََؾ‪ ،‬أ‪ .‬بلَشاكوفا‪ ،‬كَؾ صفَت اْهَة فٍ اٖتحاد السوفَتٍ؟ ص ‪.)134‬‬
‫‪358‬‬
‫الناصرَة وعَاا شهولًَّا علً الهجتهع‪ ،‬فماهت بتدرَس الهَثاق إجبارًَّا بالهدارس‪،‬‬
‫بأضافة إلً كتب ”لوهَة“ أخري بهدؾ تمدَم العهد الناصرٌ كعهد النور همابل ظٗم‬
‫كثَرا‪ ،‬همدهة‬
‫ا‬ ‫النظام السابك‪ .‬بل لم تتورع عى تمدَم العهد السابك بصورة هشوهة‬
‫للطٗب ولابع وههَة (هثل إشاعة اْسلحة الفاسدة فٍ حرب ‪ ،1948‬وأسطورة هذبحة‬
‫كوبرٌ عباس وؼَرهها الكثَر)‪ .‬واهتهت السلطات بترسَخ وتعهَك فكرة وٖء الطٗب‬
‫للنظام ولشخص الزعَم بهختلؾ الوسابل‪ .‬ونٗحظ أى الناصرَة لد وضعت علً رأس‬
‫الهإسسات التعلَهَة ضاب اطا ؼَر هستنَر أَضاا حتً أوابل الستَنات‪ ،‬بَنها بدأت عهدها‬
‫بفصل ‪ 60‬أستاذاا وهدر ا‬
‫سا جاهع ًَّا بسبب أفكارهم الدَ ُهمراطَة‪ .‬ولم تؽَر الناصرَة فترة‬
‫التعلَم ألزاهٍ (‪ 6‬سنوات) وهٍ ٖ تكفٍ لتخرَج فرد لادر علً ههارسة ههنة هعنَة‪.‬‬
‫وهى أهم عواهل انتشار اْهَة التسرب هى التعلَم الهستهر بهعدل هلهوس حتً اِى‪،‬‬
‫والذٌ لم َُعالج بشكل فعال‪ ،‬وهو ها َتطلب تحسَى هستوي الهعَشة وحل هختلؾ‬
‫الهشكٗت اٖجتهاعَة‪ .‬ففٍ عز الناصرَة (‪ )1965‬فٍ ‪ 2:76‬كاى ‪ %89‬هى اْطفال‬
‫َلتحموى بالتعلَم اٖبتدابٍ وَظل البالٍ خارج التعلَم‪ ،‬ثم َذهب هنهم ‪ %39‬فمط هى هذه‬
‫النسبة إلً التعلَم أعدادٌ‪ ،‬وَتجه ‪ %8:‬ههى أكهلوا التعلَم أعدادٌ إلً أنواع التعلَم‬
‫الثانوٌ‪ ،‬وفٍ النهاَة َلتحك بالجاهعات والهعاهد العلَا ‪ .(637(%26‬وٖ شن أى هعدل‬
‫التسرب هى التعلَم كاى أكبر هى ذلن لبل ‪( 1952‬فٍ ‪ 52/1951‬كاى ‪ %42.5‬فمط هى‬
‫اْطفال فٍ سى التعلَم َحصلوى علً التعلَم اٖبتدابٍ)‪ .‬وباختصار‪ ،‬أدت سَاسة التعلَم‬
‫أجورا هجزَة نسب ًَّا واهتصاصهم بالتالٍ فٍ عب‬
‫ا‬ ‫إلً زَادة عدد الهتعلهَى كهبرر لهنحهم‬
‫الناصرَة‪ .‬هكذا كاى التوسع فٍ التعلَم َسَر كجزء هى عهلَة ضبط الهجتهع وها كاى‬
‫َسهً بتذوَب الفوارق بَى الطبمات‪.‬‬

‫جدول (‪)13‬‬

‫تطور حجم السكاى اْهََى فٍ هصر (‪ 21‬سنوات فؤكثر) فٍ الفترة هى ‪ 29:8‬حتً‬


‫‪( 3117‬بالهلَوى والنسبة الهبوَة)(‪:)638‬‬

‫هتعلم‬ ‫أهٍ‬
‫التعدادات‬
‫‪ %‬هى السكاى‬ ‫العدد‬ ‫‪ %‬هى السكاى‬ ‫العدد‬
‫‪4.8‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪95.2‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪1897‬‬
‫‪5.4‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪94.6‬‬ ‫‪10.6‬‬ ‫‪1907‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪1917‬‬

‫)‪ (637‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد فبراَر ‪ ،1966‬ص ‪.48‬‬


‫)‪ )638‬علٍ هﺤوﺪ هﺠﺪٌ‪ ،‬تﻄىر حﺠن اْهُة وهعﺪٖتها هﺼﺮ فٍ الفﺘﺮة فٍ ‪ ،2006-1897‬ص ‪.597‬‬
‫(الهصدر‪ :‬الجهاز الهركزٌ للتعببة العاهة وأحصاء)‪.‬‬
‫‪359‬‬
‫‪11.8‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪88.2‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫‪1927‬‬
‫‪12.2‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪87.8‬‬ ‫‪12.8‬‬ ‫‪1937‬‬
‫‪22.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪77.2‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪1947‬‬
‫‪30.3‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪69.7‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪43.8‬‬ ‫‪11.8‬‬ ‫‪56.2‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪50.4‬‬ ‫‪17.4‬‬ ‫‪49.6‬‬ ‫‪17.1‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪60.6‬‬ ‫‪27.2‬‬ ‫‪39.4‬‬ ‫‪17.6‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪70.4‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫‪29.6‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪2006‬‬

‫كثَرا هى أبناء الفبات الوسطً‪ ،‬خاصة أنتلَجَنسَا‪ ،‬بَنها لم‬


‫ا‬ ‫‪ - 2‬جذبت الجاهعة‬
‫َشكل أبناء العهال والفٗحَى نسبة هاهة هى الطٗب‪ .‬ففٍ بحث أجري فٍ جاهعتٍ‬
‫الماهرة واْزهر عام ‪ ،1966‬اتضح أى الؽالبَة العظهً هى الطٗب َنتهوى إلً أسر‬
‫الههنََى وصؽار الهوظفَى والكتبة(‪ .)639‬هكذا تؽَر هَكل طٗب الجاهعة لَحتل أبناء‬
‫بدٖ هى أبناء كبار هٗن اْراضٍ ورجال اْعهال وكبار‬ ‫الفبات الوسطً هعظم اْهاكى ا‬
‫الهوظفَى‪.‬‬

‫‪ - 3‬تدهور هستوي التعلَم بشكل هتزاَد طوال الفترة الناصرَة(‪ .)640‬فمد انخفض عدد‬
‫الهدرسَى بالنسبة لعدد الطٗب‪ ،‬وازداد عدد الطٗب للفصل الواحد‪ ،‬كها تدهور هستوي‬
‫الهدرسَى نفسه‪ .‬ولد انعكس هذا كله علً هستوي الطٗب‪ ،‬فالتعلَم لم َرتبط بإهكانَات‬
‫واحتَاجات الهجتهع التنهوَة ولم َتم فٍ إطار سَاسة تنهوَة شاهلة‪ .‬وَكشؾ لنا هذا عى‬
‫هنطك سَاسة التعلَم الناصرَة‪ ،‬الههتهة بالكم‪ ،‬وبتخرَج أكبر عدد هى أبناء أنتلَجَنسَا‬
‫هى الجاهعة ٖهتصاص الفبات الوسطً الهثَرة للمٗلل‪ .‬وجدَر بالذكر هنا أى ظاهرة‬
‫جدَدة لد ظهرت فٍ العهد الناصرٌ‪ ،‬هٍ أهَة الهتعلهَى‪ ،‬هتهثلة فٍ تدنٍ الهستوي‬
‫أصٗ للتعلَم العالٍ‪ ،‬أو الذٌ تلموا‬‫ا‬ ‫العلهٍ والثمافٍ لخرَجٍ الجاهعات‪ ،‬ؼَر الهإهلَى‬
‫تعلَ اها عالَاا هى حَث اٖسم فحسب‪ ،‬حَث تحولت الجاهعة إلً ُكتَّاب كبَر‪.‬‬

‫‪ - 4‬أصبحت الجاهعات تخضع تها اها للدولة وافتمدت ٌْ هاهش لٗستمٗل وأصبح‬
‫اْهى َتحكم فٍ هصَر اْساتذة الجاهعََى بناء علً تمارَر الهباحث حول هَولهم الفكرَة‬
‫وها َمدهونه لطٗبهم‪ .‬بل تم توظَؾ اْساتذة بواسطة اْهى للسَطرة علً الطٗب‬
‫وتوجَه هَولهم وأنشطتهم‪ .‬ورؼم تحكم الدولة الكاهل فٍ عهلَة التعلَم‪ ،‬لم توجهها بها‬
‫َتناسب هع اٖحتَاجات اٖلتصادَة الحمَمَة لسوق العهل‪ ،‬هها أدي لعجز فٍ تخصصات‬

‫(‪ )639‬نزَه نصَؾ اَْوبٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫(‪)640‬انظر‪ :‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.245-240‬‬
‫‪360‬‬
‫هعَنة وفابض هابل فٍ ؼَرها‪ .‬ولد كاى التعلَم هى الهجاٖت التٍ اتضح فَها بشدة هَهنة‬
‫السَاسة علً اٖلتصاد فٍ الحكوهة الناصرَة‪ ،‬وكذلن هضاعفات ذلن علً عهلَة التنهَة‪.‬‬

‫‪ - 6‬إصٗحات أخري‪:‬‬
‫‪ -‬الرعاَة الصحَة‪ :‬ألاهت الحكوهة الناصرَة عدداا هى الهستشفَات والوحدات‬
‫الرَفَة‪ .‬وهى الناحَة العهلَة لم تتحمك هجانَة العٗج إٖ فٍ نطاق ضَك‪ ،‬كها لدهت‬
‫الحكوهة خدهات صحَة بالؽة الرداءة‪ .‬ونوجه نمدنا للسَاسة الصحَة كاِتٍ‪:‬‬

‫لم تهتم الدولة بالولاَة لدر اهتهاهها الهحدود بالعٗج‪ ،‬باستثناء التطعَم ضد أهراض‬
‫هعَنة حسب توصَات وخطط هنظهة الصحة العالهَة‪ ،‬وترتب علً ذلن استهرار انتشار‬
‫اْهراض الهتوطنة التملَدَة فٍ هصر‪ :‬البلهارسَا والفٗرَا والهٗرَا‪ ...‬إلخ‪ .‬وعلً سبَل‬
‫الرٌ والصرؾ بشكل‬ ‫ّ‬ ‫الهثال كاى َتطلب المضاء علً البلهارسَا ولتها تطوَر نظم‬
‫شاهٗ للزراعة‪ ،‬وهذا ها نادت به كتب الصحة العاهة فٍ هصر‬ ‫ا‬ ‫تطوَرا‬
‫ا‬ ‫أساسٍ‪ ،‬أٌ‬
‫و ُد ِ ّرست فٍ كلَات الطب‪ .‬ولم تمم الدولة بوضع نظم فعالة للولاَة هى أهراض الصناعات‪،‬‬
‫سا تطوَر وسابل أنتاج وتطوَر‬ ‫واسعة اٖنتشار فٍ هصر‪ ،‬وهو أهر َتطلب أسا ا‬
‫أنشاءات‪ .‬كذلن استهرت أهراض سوء التؽذَة‪ ،‬خاصة بَى اْطفال‪ ،‬واسعة اٖنتشار‪.‬‬
‫وهى الواضح أى كافة هذه الظواهر ترتبط بعهك بهستوي التكنولوجَا وبهستوي‬
‫كبَرا خٗل الفترة‪ .‬ولد حدث تطور صحٍ فٍ الجوانب‬ ‫تطورا ا‬
‫ا‬ ‫الهعَشة‪ ،‬وهها ها لم َشهدا‬
‫التٍ تتطلب جهوداا بسَطة بفضل تطور العلم فٍ العالم عهو اها‪ ،‬هثل انتشار التطعَهات‬
‫كثَرا فٍ خفض هعدل وفَات‬ ‫ا‬ ‫الهجانَة والهضادات الحَوَة وانخفاض أسعارها‪ ،‬هها ساهم‬
‫اْطفال وفٍ زَادة عدد السكاى بهعدل كبَر‪ ،‬حَث لم َمابل هذا التؽَر الثمافٍ الذٌ أدي‬
‫فٍ البلداى الهتمدهة إلً انخفاض هعدل الهوالَد‪ .‬والظاهرة نفسها تنطبك علً كافة بلداى‬
‫العالم الثالث تمرَباا‪ ،‬والتٍ نعدها أحد ظواهر النهو الهركب‪ .‬فمد تم استَراد الطب الهتطور‬
‫فٍ هجال رعاَة الطفولة وهعالجة اْهراض الهعدَة فٍ بَبة هتؤخرة ثمافًَّا‪ ،‬هها أدي إلً‬
‫اختٗل هى نوع جدَد‪ ،‬بَى هعدل الهوالَد وهعدل الوفَات‪ ،‬هإد اَا إلً اٖنفجار السكانٍ‪،‬‬
‫سا‪ ،‬علً حساب نهو لوة العهل‪ ،‬هها أضاؾ هزَداا هى اْعباء علً‬ ‫نهو لٓطفال أسا ا‬
‫الهجتهع نتَجة الخلل الدَهوجرافٍ‪ .‬ولد حاولت الناصرَة هعالجة الهشكلة بالدعوة إلً‬
‫تحدَد النسل هباشرة دوى خلك اْساس الهادٌ لتحمَمه فعلًَّا‪ ،‬أٌ تطوَر الموي الهنتجة‪،‬‬
‫والثورة الثمافَة‪.‬‬

‫ورؼم التوسع فٍ إنشاء كلَات الطب لم تمدم هذه هساههة تذكر فٍ هجال البحث‬
‫شى أٌ‬‫العلهٍ فٍ الطب‪ ،‬بل ظلت تعتهد علً اْبحاث التٍ ت ُجري فٍ الؽرب حَث لم ت ُ َد َّ‬
‫نظم كفَلة بدفع عهلَة البحث العلهٍ بالجاهعات‪.‬‬

‫وضهى الجرابم الكبري للناصرَة ها حدث هى حمى هرضً البلهارسَا بدوى تعمَم‬
‫ال ُحمَى‪ ،‬هها أدي إلً انتشار فَروس الكبد ‪ C‬علً نطاق واسع‪ .‬وهذا لم َكى هجرد خطؤ‬
‫اْفراد‪ ،‬بل نمطة ضعؾ لاتلة فٍ الهنظوهة الصحَة‪ ،‬عدم وجود إشراؾ علً استعهال‬

‫‪361‬‬
‫الحمى‪ ،‬وإههال عهلَة التعمَم‪ ،‬وعدم توفَر إهكانَات التعمَم‪ ،‬وهٍ أهور لها عٗلة بنمص‬
‫الوعٍ الصحٍ داخل الهنظوهة الصحَة نفسها‪.‬‬

‫‪ -‬أسكاى‪ :‬ألاهت الدولة عدداا هى الهساكى الهتوسطة والفاخرة والشعبَة‪ ،‬بها لم َزد‬
‫عى ‪ 10‬آٖؾ وحدة سنو ًَّا‪ ،‬سلم هعظهها للهوظفَى هى الدرجات العلَا والهتوسطة‪ .‬كها‬
‫تم تخفَض إَجارات الهساكى هرتَى‪ ،‬فٍ ‪ ،1961 ،1958‬بنسب ‪ %35 ،%20‬علً‬
‫التوالٍ‪ .‬ولد لعب تخفَض أَجارات وتماعس الدولة عى إنشاء العدد الكافٍ هى الوحدات‬
‫كبَرا‪ ،‬بجانب تزاَد الهجرة هى الرَؾ إلً الهدَنة‪ ،‬فٍ استفحال أزهة‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫السكنَة‬
‫أسكاى‪ .‬بل إى الدولة التٍ صادرت الصناعة الكبَرة لم تول صناعة هواد البناء اهتها اها‬
‫َتناسب حتً هع حاجات هشارَعها هٍ‪.‬‬

‫كبَرا هى الجهعَات اٖستهٗكَة لبَع سلع لطاع الدولة بؤسعار‬


‫ا‬ ‫‪ -‬أنشؤت الدولة عدداا‬
‫هنخفضة‪ ،‬كها لاهت بتحدَد أسعار بعض السلع الضرورَة‪ ،‬وهنها اْدوَة التٍ خفضت‬
‫أسعارها فٍ بداَة الستَنات‪ .‬وهى أصٗحات الهاهة أى الدولة لررت صرؾ عٗوات‬
‫سنوَة للعهال‪ ،‬كها عوضت الفٗحَى عى خسابر هحصول المطى عام ‪.)641(1961‬‬
‫وأجرت الحكوهة عدداا آخر هى أصٗحات العاهة‪ ،‬هثل إدخال الهَاه النمَة إلً كثَر هى‬
‫المري وإدخال الكهرباء إلً الهدى الصؽَرة‪ ،‬وؼَر ذلن‪.‬‬

‫ع ّ ِوضت جزبًَّا بزَادة هلهوسة‬


‫وهى الجدَر بالهٗحظة أى هذه الخطوات أصٗحَة لد ُ‬
‫للضرابب ؼَر الهباشرة‪:‬‬

‫جدول (‪)14‬‬
‫(‪)642‬‬
‫لَهة الضرابب ؼَر الهباشرة‬
‫‪ %‬هى الناتج الهحلٍ‬
‫المَهة بالهلَوى جنَه‬ ‫السنة‬
‫أجهالٍ‬
‫‪7.5‬‬ ‫‪62.5‬‬ ‫‪1953/52‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪98.1‬‬ ‫‪1958/57‬‬
‫‪6.6‬‬ ‫‪90.4‬‬ ‫‪1960/59‬‬
‫‪7.9‬‬ ‫‪148.3‬‬ ‫‪1964/63‬‬
‫‪10.8‬‬ ‫‪238.5‬‬ ‫‪1965/64‬‬
‫‪14.1‬‬ ‫‪418.5‬‬ ‫‪1970/69‬‬

‫(‪ )641‬علٍ صبرٌ‪ ،‬سنوات التحول اٖشتراكٍ‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫(‪ )642‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬جدول ‪ ،3-8‬ص ص ‪.273-272‬‬
‫‪362‬‬
‫كها سجل هابرو أى ‪ %50‬هى حجم أنفاق فٍ لطاع الخدهات لد وجه ٔنشاء الهبانٍ‬
‫الحكوهَة والفنادق والخدهات الخاصة(‪.)643‬‬

‫وتبرز أحصابَات أى نصَب اْجور هى الدخل الموهٍ لد ارتفع خٗل الستَنات‪ ،‬ولكى‬
‫إذا تذكرنا الزَادة الضخهة فٍ ”أجور“ كبار رجال الدولة ٖ تضح لنا هدي زَؾ تلن‬
‫أحصابَات‪ ،‬فباستثناء عهال الصناعة لم ترتفع أجور الفمراء‪.‬‬

‫‪ - 7‬الجَش‪:‬‬

‫كاى إنشاء جَش وطنٍ لوٌ ضهى الهبادئ الناصرَة الستة الشهَرة‪.‬‬

‫ولم تمدم الناصرَة أٌ أفكار حول إصٗح بنَة الجَش نفسها‪ .‬وترجع أههَة تحلَل بنَة‬
‫الجَش الناصرٌ إلً كونه أهم هعالل نظام َولَو‪ ،‬والحصى اْهم للبَرولراطَة الناصرَة‪.‬‬
‫هعَارا لعهك التؽَرات التٍ‬
‫ا‬ ‫وَهكننا اعتبار نوع وهدي التؽَرات التٍ أحدثت فٍ الجَش‬
‫شهدها النظام السَاسٍ بعد انمٗب َولَو ‪ ،1952‬فالجَش هو للب الدولة‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كانت دولة هى العالم الثالث‪ .‬كها تعكس طبَعة الجَش ‪ -‬إلً حد كبَر جدًّا ‪ -‬طبَعة السلطة‬
‫السَاسَة‪ ،‬عٗوة علً هدي تطور طبَعة النظام اٖجتهاعَة وطبَعة الطبمة الهسَطرة‪.‬‬

‫كاى التؽَر اْساسٍ الذٌ أدخل علً الجَش هو طرد بعض أبناء اْرستمراطَة‬
‫العمارَة هى صفوؾ الضباط وتصعَد الضباط هى أبناء الفبات الوسطً الذَى تشكل هنهم‬
‫تنظَم ”الضباط اْحرار“‪ .‬وهؽزي هذا التؽََر َتضهى استَٗء البَرولراطَة العسكرَة‬
‫الصرؾ علً الجَش هى أَدٌ طبمة كبار هٗن اْراضٍ‪ ،‬أو ‪ -‬بهعنً أوضح ‪ -‬الضباط‬
‫الذَى َهثلوى هصالحها أو َرتبطوى بها‪ .‬وهع ذلن أبمت الناصرَة علً كثَر هى أبناء‬
‫الطبمة الهسَطرة فٍ الجَش(‪.)644‬‬

‫كثَرا‪ ،‬فظل عهاد الجَش َتكوى هى‬‫ا‬ ‫أها البناء التنظَهٍ للهإسسة العسكرَة فلم َتؽَر‬
‫ضباط وصؾ ضباط هحترفَى‪ .‬وبعد هظاهرات فبراَر ‪ 1968‬أنشؤت الدولة جهاز اْهى‬
‫الهركزٌ الهخصص تها اها للمهع الداخلٍ والهكوى ‪ -‬بشكل هتع ّهد ‪ -‬هى عناصر تحهل‬
‫ثمافة بدابَة‪ ،‬كآلة صهاء للمهع الهطلك‪ ،‬وهو جَش هى الهجندَى تابع لوزارة الداخلَة‪.‬‬

‫ورؼم أى النصوص الرسهَة لد ألرت هشاركة الجنود فٍ السلطة‪ ،‬ظل هجهل الجَش‬
‫هبعداا عى السَاسَة ولم تشكل ا‬
‫هثٗ فروع للتنظَم السَاسٍ الجهاهَرٌ داخل الجَش‪ ،‬ولم‬
‫استهرارا لعزل الجَش عى الشعب‪،‬‬
‫ا‬ ‫َحصل العسكرَوى علً حك اٖنتخاب‪ .‬ونري فٍ هذا‬
‫كآلة حربَة هتهَزة‪ ،‬بأضافة إلً الخوؾ هى ظهور أفكار هستنَرة بَى العسكرََى‪.‬‬

‫(‪ )643‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.286‬‬


‫(‪) 644‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪363‬‬
‫أها العٗلات الوظَفَة داخل الجَش فلم تتؽَر لط‪ ،‬فاستهرت نفس الطرَمة المدَهة فٍ‬
‫إعداد ضابط ضَك اْفك‪َ ،‬ستهع إلً اْواهر‪ ،‬ههتم أكثر بالروح الهظهرَة اٖستعراضَة‪،‬‬
‫سا وحرص علً‬ ‫عاجز عى تحهل الهسإولَة‪ .‬كها اعتهد الجَش علً الجنود اْهََى أسا ا‬
‫عدم ضم خرَجٍ الجاهعات إٖ فٍ أضَك نطاق‪ ،‬واستهرت العٗلة بَى الجندٌ والضابط‬
‫كها هٍ‪ .‬أها بعد هزَهة ‪ 1967‬بدأ السهاح بدخول الهتعلهَى إلً الجَش بؤعداد هلهوسة‪،‬‬
‫وذلن لهواجهة العدواى أسرابَلٍ واحتٗل سَناء‪ ،‬وبعد تدجَى أنتلَجَنسَا تها اها‬
‫تمرَباا‪.‬‬
‫ا‬
‫(هثٗ‬ ‫وهى نماط الضعؾ الماتلة اختٗط السلطة السَاسَة بالسلطة العسكرَة فٍ الجَش‬
‫تم الجهع أحَاناا بَى هنصبٍ وزَر الحربَة والمابد العام للجَش‪ ،‬بأضافة إلً تداخل‬
‫هناصب أخري داخل المَادة العسكرَة)‪َ .‬ضاؾ ضعؾ التدرَب وانعدام الهناورات بعد‬
‫‪ 1954‬وأههال الجسَم للموات الجوَة واستمٗلها هٍ والموات البحرَة عى الجَش‬
‫حَث لم تخضعا لرباسة اْركاى‪.‬‬

‫ولم تعهل الناصرَة أبداا علً إعداد الجَش لهواجهة إسرابَل باْسلوب اْهثل‪ .‬كذلن‬
‫استهرت التبعَة للخارج فٍ الحصول علً السٗح‪ ،‬فلم تول الدولة اهتها اها حمَمًَّا بتطوَر‬
‫وبدٖ هى اٖهتهام‬‫ا‬ ‫صناعة اْسلحة‪ ،‬هثلها لم تعط اٖهتهام الكافٍ لتحمَك ثورة صناعَة‪.‬‬
‫بإنتاج السٗح النووٌ للحفاظ علً اْهى اٖستراتَجٍ للبٗد‪ ،‬لاهت الناصرَة بالتولَع‬
‫علً اتفالَة حظر انتشار اْسلحة النووَة‪ ،‬بَنها لم تولع علَها إسرابَل‪ .‬بل حتً تم‬
‫التخلص هى اْسلحة البَولوجَة بعد إنتاجها‪ ،‬بدفنها فٍ جزَرة شدواى‪ ،‬كها صنعت‬
‫صوارَخ بدابَة هداها لم َزد علً ‪ 8‬كم‪ ،‬بَنها ادعً الناصرَوى ولتها أنه بلػ هبات‬
‫الكَلوهترات‪.‬‬

‫وظل الجَش الناصرٌ َفتمد للههارة‪ .‬فباستثناء إدخال عدد هى الهتعلهَى إلً سلن‬
‫الضباط‪ ،‬أصبحت الكلَات العسكرَة تمبل ألل الطٗب تفولاا فٍ البٗد‪ .‬واستهر نظام‬
‫الترلَات َعتهد علً اْلدهَة البحتة ٖ الكفاءة‪ .‬هذا بخٗؾ الوساطة والهحسوبَة وانتشار‬
‫الشللَة‪ ...‬إلخ‪ .‬بأضافة إلً ضعؾ هستوي التدرَب وصَانة اْسلحة‪ ،‬وتخلؾ طرَمة‬
‫استدعاء اٖحتَاط(‪.)645‬‬

‫لمد ظل الجَش آلة هنعزلة عى الشعب‪ ،‬هتعالَة‪ ،‬ضعَفة الكفاءة المتالَة‪ ،‬فاسدة هى‬
‫سا‪ .‬ولد استخدم أكثر ها استخدم للزهو وإظهار لوة‬
‫الداخل‪ ،‬تتهَز بمدرات استعراضَة أسا ا‬
‫الناصرَة أهام الجهاهَر العربَة‪.‬‬

‫والحمَمة أى استهرار هذه اِلة هحافظة تها اها وحتً هعادَة لتطوَر نفسها كآلة حربَة‬
‫هو أهر لـه دٖلته‪ :‬إذ ظلت آلة الدولة الحربَة هشكلة بطرَمة تناسب النظام الهتخلؾ‬

‫(‪ )645‬تناول هحهود فوزٌ‪ ،‬ربَس اْركاى ثم وزَر الحربَة اْسبك حالة الجَش لبل هزَهة ‪ 1967‬بالتفصَل فٍ‬
‫هذكراته‪ ،‬الجزء اْول‪.‬‬
‫‪364‬‬
‫المابم‪ ،‬وتناسب ضَك أفمه وضعؾ ههاراته‪ ،‬عٗوة علً التؤخر الثمافٍ للنخبة الحاكهة‬
‫ذاتها وتخلؾ أسلوبها فٍ إدارة البٗد وعهك فسادها وتهزلها إلً شلل وعصابات‬
‫تتصارع بؤسالَب ٖ تراعٍ بالمدر الكافٍ حتً هصالحها العاهة‪.‬‬

‫***************************‬

‫نستنتج هها سبك فٍ هذا الفصل أى أصٗح الناصرٌ كاى هحدوداا‪ ،‬ضَك اْفك‪،‬‬
‫رجعًَّا فٍ جوهره وفٍ سَاله العام‪ .‬إذ حرصت السلطة علً تمدَم النوع والمدر هى‬
‫أصٗحات الٗزهة لتؤهَم الصراع اٖجتهاعٍ‪ ،‬باهتصاص الموي اٖجتهاعَة ذات اِفاق‬
‫الرادَكالَة‪ ،‬وتوسَع لاعدة الهلكَة الصؽَرة الهحافظة‪ ،‬وتروَض الفبات الوسطً‬
‫الهثمفة‪ ،‬هع أبماء علً فبة الضباط ههَزة واٖعتهاد علَها كحصى للنظام‪.‬‬

‫ونحى نصدر هذا الحكم هى خٗل تحلَل السَاسة أصٗحَة للناصرَة التٍ تضهنت‬
‫تمدَم بعض الهكاسب والرشاوي للطبمات الدنَا‪ .‬ولكى هدي صحة أو خطؤ هذا الحكم‬
‫َتضح أكثر إذا حللنا الوجه اِخر للعهلة‪ ،‬أٌ هولؾ الناصرَة هى الفبات اٖجتهاعَة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬كبار الهٗن ورجال اْعهال‪ .‬فمد حممت الناصرَة إصٗحاتها الهحدودة‬
‫والرجعَة فٍ هجهلها تحت شعارات اشتراكَة‪ ،‬دعهتها بعدة إجراءات ضد كبار الهٗن‬
‫ورجال اْعهال‪ ،‬هتههة بذلن وضع أساس لوٌ لدعاَتها الثوروَة‪ .‬وسوؾ نحلل هذا‬
‫اْهر فَها َلٍ‪.‬‬

‫ثانَاا‪ :‬الصدام هع كبار الهٗن ورجال اْعهال‪:‬‬

‫بخٗؾ الضربة التٍ تلماها أصحاب الهلكَات الزراعة الضخهة والذَى لُدهوا ككبش‬
‫فداء للنظام‪ ٖ ،‬هناص لهى َرالب بدلة تطور السَاسة اٖلتصادَة للناصرَة إباى الفترة‬
‫التالَة لحرب ‪ 1956‬هى أى َتولع صدا اها ها بَى الدولة ورأس الهال الخاص الكبَر‪.‬‬
‫وكها سبك واستعرضنا فٍ الفصل السابك‪ ،‬سارت العٗلة بَى الطرفَى فٍ دابرة هؽلمة‬
‫هى التباعد وللة الثمة وسوء الظى‪ .‬والهٗحظ أى الهجوم أعٗهٍ علً رجال اْعهال لد‬
‫تصاعد بوضوح فٍ أواخر الخهسَنات‪ ،‬وارتفعت أصوات عالَة فٍ الصحؾ والدوابر‬
‫الرسهَة والهوالَة للحكوهة تتهم رجال اْعهال باٖستؽٗل واْنانَة(‪ .)646‬وهى الصعب‬
‫جدًّا وهى ؼَر الهبرر أى نفترض وجود هولؾ هبدبٍ هى جانب الحكوهة ضد رأس الهال‬
‫الخاص‪ .‬فالرأٌ العام الشعبٍ كاى فٍ ؼاَة اٖستَاء هى جراء تدهور هستوي الهعَشة‬
‫وتزاَد الفروق الطبمَة والفشل اٖلتصادٌ‪ ،‬بأضافة إلً جو المهع الهتزاَد الذٌ شهدته‬
‫البٗد بعد لَام الوحدة هع سورَا‪ .‬وهع ذلن ٖ َهكى أى نتولع إٖ رضا الحكوهة عى تلن‬
‫الحهلة علً رجال اْعهال‪ ،‬حَث إى هذه الحهلة كانت تلمٍ باللوم كله علَهم وتحهلهم‬

‫(‪ )646‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.167-162‬‬


‫‪365‬‬
‫الهسإولَة وحدهم عى الفشل اٖلتصادٌ وتدهور هستوي الهعَشة‪ ،‬هها َتضهى ‪ -‬شكل ًَّا‬
‫علً اْلل ‪ -‬تبربة الحكوهة‪ .‬ولها كانت اْخَرة ٖ تستطَع أى تعتهد علً المهع وحده‪،‬‬
‫فمد كاى علَها أى تمدم بعض الفتات للجهاهَر بعد عهلَات المهع الواسعة التالَة لحرب‬
‫‪ 56‬ولَام الوحدة وفشل السَاسة اٖلتصادَة فٍ الخهسَنات‪ ،‬وذلن در اءا ْخطار التذهر‪.‬‬

‫ولد بدأت سلسلة هى التؤهَهات ابتداء هى ‪ ،1960‬حَى أعلى عى تؤهَم بنن هصر‬
‫وشركة البواخر الخدَوَة وشركة النمل الداخلٍ بالماهرة‪ .‬وكاى رأس الهال الخاص فٍ‬
‫ذلن الولت آخذاا فٍ اٖنكهاش‪ ،‬فتدهورت أسعار اْسهم وازدادت حركة تهرَب النمد‬
‫الهحلٍ إلً الخارج‪ ،‬رؼم تحسى العٗلات هع البلداى الرأسهالَة واعتمال كثَر هى أعضاء‬
‫الحزب الشَوعٍ‪ .‬وكاى هذا الهولؾ لرأس الهال نات اجا عى إجراءات الحكوهة فٍ‬
‫‪.1960-1958‬‬

‫ترتب علً تؤهَم بنن هصر إصابة رجال اْعهال برعب شدَد‪ ،‬وأصبح كل هنهم َنتظر‬
‫أى تصَبه الضربة المادهة‪ .‬وتبع ذلن تؤهَم الصحؾ ٔحكام سَطرة الحكوهة علً أعٗم‬
‫فٍ جو الحرب الهتصاعدة بَنها وبَى رجال اْعهال‪ ،‬ولد أههت بذرَعة ههاْة الصحؾ‬
‫للرأسهالَة وتشوَه الحمابك(‪ .)647‬ولد انهارت أسعار البورصة هرة أخري بعد تؤهَم بنن‬
‫هصر‪ ،‬هها دفع الحكوهة لٕعٗى عى عدم نَتها فٍ إجراء تؤهَهات جدَدة‪ ،‬دوى جدوي‪.‬‬
‫كبَرا هى‬
‫ا‬ ‫ولم َكد َهر عام آخر حتً لاهت بهوجه جدَدة هى التؤهَهات شهلت عدداا‬
‫الشركات الكبَرة والهتوسطة‪ ،‬كها فرضت الحراسة علً أهٗن عدد كبَر هى رجال‬
‫السَاسة المداهً(‪ . )648‬كذلن صودرت أراضٍ اْولاؾ الخَرَة عام ‪ ،1962‬ثم أراضٍ‬
‫اْجانب عام ‪ .)649(1964‬ولد اهتدت حركة التؤهَهات حتً عام ‪ .1964‬كذلن أؼلمت‬
‫البورصة وألؽَت الوكاٖت اْجنبَة لٓفراد‪ ،‬وأصبحت الدولة تتحكم‪ ،‬رسهًَّا علً اْلل‪،‬‬
‫فٍ التجارة الخارجَة(‪.)650‬‬

‫فٍ الحمَمة ٖ َوجد سبب واحد بسَط وهباشر َفسر كافة لرارات التؤهَم وفرض‬
‫الحراسة التٍ أجرَت فٍ أوابل الستَنات‪.‬‬

‫(‪ )647‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫(‪ )648‬فٍ أكتوبر ‪ ،1961‬ووف اما لرواَة البعض‪ ،‬تمدم عدد هى رجال السَاسة المداهً وأبناء الطبمة الهسَطرة إلً‬
‫الحكوهة بطلب إنهاء الحكم العسكرٌ‪ ،‬فها كاى هنها إٖ أى فرضت الحراسة علً أهوال الهبات هنهم‪ ،‬بل اعتملتهم أَضاا‬
‫(أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ .)171‬ثم صدر لانوى العزل السَاسٍ لـ”الذَى أفسدوا الحَاة السَاسَة“ والذَى‬
‫تضهنتهم لوابم الحراسات والذَى اعتملوا بعد َولَو ‪ ،1952‬باستثناء ‪ 1257‬شخصاا ههى طبك علَهم لانوى أصٗح‬
‫الزراعٍ‪ ،‬وَنص لانوى العزل السَاسٍ علً ولؾ الحموق السَاسَة لهدة ‪ 10‬سنوات‪ .‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد َولَو‬
‫‪.1965‬‬
‫(‪ )649‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫(‪ )650‬انظر‪ :‬هحهود هراد‪ ،‬هى كاى َحكم هصر‪ .‬وهو َتضهى نصوص لوانَى َولَو ‪ 1961‬وأسهاء الشركات الهإههة‬
‫وأسهاء وعدد أسهم الهساههَى فَها‪.‬‬
‫‪366‬‬
‫والحمَمة أى رأس الهال الخاص فٍ هصر لم َحصل علً ألصً ها َهكى أى تمدهه‬
‫الدولة بوجه عام‪ .‬ولد لدهت دول أخري‪ ،‬هثل الَاباى والبرازَل الكثَر للمطاع الخاص‪،‬‬
‫ا‬
‫فهثٗ كانت الدولة الَابانَة تموم بإنشاء الهشارَع وإدارتها‪ ،‬ثم تبَعها للمطاع الخاص بعد‬
‫أى تحمك هعدل ربح هجز‪ .‬وكاى هذا ألل هى هطالب رجال اْعهال عندنا فٍ الخهسَنات‪،‬‬
‫وهو ضهاى الربح لكل الهشارَع تشجَعاا لٗستثهار‪ .‬ولكى الناصرَة رفضت أى َشهل هذا‬
‫الضهاى كل الهشارَع ولصرته علً تلن التٍ تتبناها هٍ‪ ،‬وحتً هنا لاهت بدور َساوٌ‬
‫دور الدولة فٍ الَاباى‪ ،‬إٖ أنها لم تمم ببَع حصصها للمطاع الخاص بعد أى تحمك‬
‫(هثٗ رفض عبد الناصر بَع الشركات‬ ‫ا‬ ‫الهشروعات أربا احا هجزَة‪ ،‬بل رفضت هذا هباشرةا‬
‫الههصرة عام ‪ 1957‬للمطاع الخاص)‪ .‬وفٍ الحمَمة لم تكى الحكوهة تهلن هى الهوارد ها‬
‫َه ِ ّكنها هى السَر علً الطرَمة الَابانَة‪ ،‬فكانت هضطرة إلً إجبار المطاع الخاص علً‬
‫هشاركتها‪ْ ،‬نه َهلن الهوارد اْساسَة‪ ،‬وهٍ التٍ تبحث عى هخرج سرَع هى اْزهة‬
‫اٖلتصادَة‪ ،‬وترَد رفع هعدل نهو الصناعة‪ .‬وكانت الدولة عاجزة عى تجهَع هزَد هى‬
‫صا الفٗحَى الصؽار‪ ،‬تلن الطبمة التٍ تكوى عادة‬ ‫الهوارد هى الطبمات العاهلة‪ ،‬خصو ا‬
‫هصدرا للتراكم فٍ الهراحل اْولً للنهو الصناعٍ‪ .‬وهع ذلن اعتصرت الدولة الفٗحَى‬ ‫ا‬
‫بمدر إهكانها‪ ،‬كها فرضت ضرابب ؼَر هباشرة ضخهة‪ .‬ولم َكى هذا كافَاا‪.‬‬

‫لذلن لجؤت الحكوهة إلً إشران رأس الهال الخاص هعها‪ ،‬تارة بالوعد وتارة بالوعَد‪.‬‬
‫ففرضت سَطرتها الجزبَة هنذ البداَة علً بنن هصر‪ ،‬فماهت بتعََى إدارته لبل تؤهَهه‪،‬‬
‫كها لجؤت فٍ نهاَة الخهسَنات إلً تشدَد الضؽط علً رجال اْعهال‪ ،‬فؤجبرت اٖتجاه‬
‫التلمابٍ فٍ ذلن الولت لرأس الهال لٗستثهار فٍ الهساكى علً التمهمر‪ ،‬كها أحكهت‬
‫سَطرتها علً النمد اْجنبٍ‪ ،‬وحدَّت هى اٖستثهار والتوسع فٍ الصناعات اٖستهٗكَة‬
‫للسلع التملَدَة‪ .‬ولد أدي هذا كله إلً هزَد هى تمولع رأس الهال الخاص‪ ،‬وحَى لررت‬
‫الحكوهة المَام بتنفَذ خطتها الخهسَة رأت أى ت ُح ِكم سَطرتها علً أكبر هستودع‬
‫للهدخرات الهحلَة‪ ،‬بنن هصر (‪ %40‬هى حجم النشاط الهصرفٍ كله عام ‪ 1959‬حَث‬
‫بلؽت الودابع ‪ 100‬هلَوى جنَه ولتها(‪ ،))651‬خاصةا أنه كاى َرفض اٖستثهار فٍ إطار‬
‫هصرا علً التوسع‬
‫ًّ‬ ‫خطة الحكوهة‪ ،‬ولم ت ُجْ ِد هعه الهفاوضات التٍ تهت لبل الخطة‪ ،‬فكاى‬
‫فٍ صناعة الهنسوجات دوى الصناعات اْثمل‪ ،‬كها اتههته الحكوهة ببَع أسههه فٍ‬
‫البورصة‪ .‬وكاى هذا هو هبرر تؤهَهه رسهًَّا‪ ،‬إذ كانت الحكوهة هصرة علً إنجاح خطتها‬
‫التنهوَة الجدَدة ‪ ،1965-60‬وتجنب هزَد هى الفشل ولو بالتضحَة ببعض رجال‬
‫اْعهال در اءا لصراع اجت هاعٍ هرتمب أكثر خطورة‪ .‬أها بخصوص شركة النمل الداخلٍ‬
‫بالماهرة فمد أههت بحجة عدم لَاهها بتمدَم الخدهات للعاصهة بالكفاَة الٗزهة‪ .‬بَنها كاى‬
‫ا‬
‫وفعٗ تم‬ ‫هبرر الحكوهة لتؤهَم تجارة الشاٌ واْدوَة هو لَام التجار برفع اْسعار‪،‬‬
‫تخفَض أسعار هذه السلع بعد تؤهَم تجارتها‪ .‬ثم أههت شركة البواخر الخدَوَة ْنها‬
‫أولفت عهلَاتها دوى إذى رسهٍ هى الحكوهة‪ ،‬وكانت هذه الشركة ترفض الخضوع‬

‫(‪ )651‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪367‬‬
‫لتشرَع اْجور الذٌ سى عام ‪ .)652(1953‬هكذا نري أى الدوافع الهباشرة لمرارات‬
‫التؤهَم كانت هتعددة‪ ،‬ولم تعلى الحكوهة بهناسبة ذلن أنها لد تبنت فكرة الثورة‬
‫اٖجتهاعَة‪ ،‬بل أعلنت فٍ كل هرة عى دوافع جزبَة‪.‬‬

‫وجاء فشل السنة اْولً للخطة الخهسَة لَستفز حكوهة الضباط ضد رجال اْعهال‬
‫ا‬
‫أصٗ‪،‬‬ ‫للَٗ هى ‪ %25‬هى اٖستثهارات الهمررة‬ ‫بشدة‪ ،‬إذ بلؽت اٖستثهارات الهنفذة أكثر ا‬
‫وبَنها انتعشت الصناعات الخفَفة‪ ،‬تدهورت الصناعات التٍ تحتاج كثافة رأسهالَة أكثر‪،‬‬
‫هثل الصلب‪ .‬كذلن لم َشتر رجال اْعهال سندات السد العالٍ‪ ،‬وبذلن باتت الخطة ههددة‬
‫بفشل هحمك‪ ،‬وأصبح علً الضباط إها أى َعَدوا النظر فٍ سَاستهم وإها أى َعودوا إلً‬
‫الثكنات‪ .‬وكاى الحل اْهثل‪ ،‬والذٌ َتضهى استمرار السلطة واستمرار النظام أَضاا هو‬
‫التضحَة بعدد أكبر هى رجال اْعهال للحصول علً هصادر تهوَل داخلٍ كافَة هى جهة‪،‬‬
‫ولتحهَلهم هسإولَة الفشل اٖلتصادٌ هى جهة أخري‪ .‬لذلن أصدرت لرارات التؤهَم فٍ‬
‫صوحبَت هذه الهوجة الجدَدة بتمدَم رشاوي كبَرة نسبًَّا للجهاهَر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َولَو ‪ .1961‬ولد‬
‫فتم بعَد إعٗى التحول اٖشتراكٍ إصدار لانوى أصٗح الزراعٍ الثانٍ‪ ،‬وتم تخفَض‬
‫إَجارات الهساكى بنسبة ‪ ،%35‬كها خفضت نسبة الفوابد التٍ كاى َدفعها الفٗحوى‬
‫همابل تمسَط ثهى اْراضٍ الهوزعة علَهم وفماا لمانوى أصٗح الزراعٍ اْول‪،‬‬
‫وبالهمابل تم تخفَض الفوابد التٍ تدفعها الدولة ْصحاب اْراضٍ الهإههة‪ .‬كها تمرر أى‬
‫َهنح العاهلوى بمطاع الدولة ‪ %25‬هى اْرباح الهحممة سنوًَّا‪ ،‬وأى َشاركوا فٍ هجالس‬
‫إدارات شركات الدولة بؤربعة أفراد هنتخبَى‪َ 2 ،‬هثٗى العهال‪َ 2 ،‬هثٗى الهوظفَى‪ ،‬كذلن‬
‫تم تحدَد ساعات العهل بـ‪ 42‬ساعة أسبوع ًَّا‪.‬‬

‫والهٗحظ أى الدولة لد لاهت بتمدَم كثَر هى الخدهات هنذ عام ‪ 1960‬للطبمات اْدنً‬
‫بالمَاس إلً فترة الخهسَنات (سبك تحلَل هذا التؽَر)‪ .‬ورؼم أى سَاستها اٖلتصادَة لم‬
‫تكى لد حممت أفضل نتابجها‪ ،‬بل كانت سنوات ‪ 1962-1960‬هى أسوأ اْعوام بالنسبة‬
‫لحركة اٖلتصاد خٗل الفترة هى ‪ :1965-52‬فشل السنة اْولً للخطة‪ ،‬وكارثة هحصول‬
‫المطى فٍ ‪ .1962/1961‬ورؼم ذلن لاهت الدولة بتعوَض الفٗحَى عى المطى‬
‫الهصاب‪ ،‬فٍ سَاق السَاسة أصٗحَة الجدَدة‪.‬‬

‫لمد هدد تدهور هستوي الهعَشة إباى الخهسَنات‪ ،‬وتعهك الهوة اٖجتهاعَة وتصاعد‬
‫المهع بانفجار شعبٍ فٍ الهستمبل المرَب‪ ،‬فها كاى هى الناصرَة إٖ أى لاهت بحركة‬
‫إصٗح واسعة نسبًَّا‪.‬‬

‫وبعد اٖنفصال السورٌ جاءت هوجة جدَدة هى التؤهَهات‪ ،‬فٍ سَاق استكهال ضربة‬
‫‪ ،1961‬ولهعاا ٌْ طهوح لرجال اْعهال الهصرََى فٍ تكرار ها تم فٍ سورَا‪ .‬وَهكى‬
‫عاهٗ ثالثاا‪ ،‬هو رؼبة الناصرَة فٍ تؤكَد صحة زعهها هسإولَة رجال اْعهال‬
‫ا‬ ‫أى نضَؾ‬
‫فٍ سورَا عى فشل الوحدة‪ ،‬وذلن بالتنكَل بنظرابهم فٍ هصر‪ .‬كذلن وجدت الناصرَة‬

‫(‪ )652‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،169‬ص ‪.264‬‬


‫‪368‬‬
‫فرصة سانحة لهصادرة الشركات الكبري فٍ ظل حدوث اٖنفصال السورٌ بدعم هباشر‬
‫هى رجال اْعهال فٍ سورَا وانهَار سهعة الرأسهالََى بوجه عام بالتالٍ فٍ هصر‪،‬‬
‫فبجانب التؤهَهات‪ ،‬تم فرض الحراسة علً أهوال ‪ 167‬عابلة ثرَة فٍ أكتوبر‬
‫‪ .)653(1961‬ولد تتابعت عهلَات التؤهَم فَها بعد‪ ،‬شاهلة هإسسات ٖ َهكى أى تكوى‬
‫هثٗ ‪ 400‬عهارة سكنَة فٍ َولَو‬ ‫هصدرا للخطر علً السلطة أو للتهوَل‪ ،‬هنها ا‬ ‫ا‬
‫(‪)654‬‬
‫هخبزا آخر عام ‪ 167 ،1963‬هطحنة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫هخبزا أههت فٍ ‪21 ،1962‬‬‫ا‬ ‫‪77 ،‬‬ ‫‪1963‬‬
‫(‪)655‬‬
‫‪ .‬ولد صاحب لرارات التؤهَم اعتمال عدد كبَر هى رجال‬ ‫‪ 79‬هضرباا لٓرز‪ ...‬إلخ‬
‫اْعهال ووضع أهوالهم تحت الحراسة‪ .‬ولد فسر زكرَا هحٍَ الدَى ذلن كإجراء ولابٍ‪،‬‬
‫بَنها ذكرت بعض الرواَات أى ثٗثَى هى كبار الضباط هى أبناء العابٗت الثرَة لد تمدهوا‬
‫بعد اٖنفصال السورٌ بطلب إلً المابد العام للموات الهسلحة بوضع حد للدَكتاتورَة‬
‫وإعادة الحرَات الدَ ُهمراطَة والحَاة البرلهانَة‪ .‬ولد بلػ عدد الهعتملَى ‪ 600‬شخص فٍ‬
‫أواسط نوفهبر ‪ ،1961‬أفرج عنهم فٍ ‪ 14 ،13‬فبراَر ‪.)656(1962‬‬

‫ولد كاى لسهولة البداَة أثر علً اهتداد عهلَات التؤهَم بعد ذلن‪ ،‬والتٍ استفاد هنها‬
‫عدَد هى الضباط الهتماعدَى وكبار الهوظفَى‪ ،‬فتكونت داخل النخبة الحاكهة اتجاهات‬
‫تضؽط هى أجل هزَد هى التؤهَهات‪ .‬كها كاى رفع الشعارات اٖشتراكَة لد اكسب النظام‬
‫لواعد شعبَة عرَضة شكلت هزَداا هى لوي الضؽط الدافعة لهزَد هى التؤهَهات‪ .‬وكاى‬
‫هى جراء هذا كله أى تحهست لواعد الناصرَة لهزَد هى اٖشتراكَة‪ ،‬كها تكوى رأٌ عام‬
‫هعاد لرجال اْعهال بشدة‪ ،‬هها دفع السلطة إلً التشدد أكثر فؤكثر ضد رجال اْعهال‪ .‬كها‬
‫كثَرا هى شدة العداء بَى الناصرَة ورجال اْعهال‪ ،‬هها أدي‬ ‫ا‬ ‫أى التؤهَهات لد ضاعفت‬
‫إلً زَادة عهلَات التؤهَم وفرض الحراسة ذات الؽرض العمابٍ‪ ،‬تؤكَداا لسطوة‬
‫البَرولراطَة‪ ،‬واستخدهت هذه العهلَات الهتتالَة فٍ الدعاَة كدلَل علً الطابع اٖشتراكٍ‬
‫للناصرَة‪ .‬كذلن كانت الشعارات اٖشتراكَة ضرورَة لهواجهة اشتراكَة البعث‬
‫والشَوعََى فٍ الهشرق العربٍ‪ .‬وهذا ها َفسر لنا لهاذا كانت بعض الشعارات الناصرَة‬
‫وبعض إجراءاتها أَضاا ؼَر هبررة تها اها إذا لسنا حجم ولوة واحتهاٖت نهو الحركة‬
‫الثورَة فٍ هصر‪ .‬ذلن أى الجهاهَر العربَة فٍ الهشرق كانت أكثر َسارَة‪ ،‬وكاى هى‬
‫الههكى لَادتها فمط بتبنٍ شعارات البعث والشَوعََى‪ .‬فلم تكى التؤهَهات ذات هحتوي‬
‫وؼرض التصادََى فحسب‪ .‬لمد كانت الدعاَة الناصرَة ذات تؤثَر هزدوج‪ :‬إذ لاهت‬
‫بدورها كهسكى عام علً أكهل وجه‪ ،‬ولكنها فٍ ذات الولت لد اكسبت النظام جهاهَرَة‬
‫صا فٍ لواعد التنظَم الذٌ أنشؤته الحكوهة‪ ،‬والذٌ اجتذب‪ ،‬بخٗؾ الكثَر‬ ‫هابلة‪ ،‬خصو ا‬
‫هى العناصر الهرتزلة‪ ،‬لطاعاا عرَضاا هى الشباب الهتحهس‪ .‬ولد شكلت هذه المواعد‬
‫هإثرا علً السلطة لمطع خطوات أكثر رادَكالَة ضد رجال اْعهال‪ ،‬وتزاَد هذا‬ ‫ا‬ ‫ضؽ اطا‬

‫(‪ )653‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫(‪)654‬‬
‫‪Hrair Dekmejian, Egypt Under Nasir, p. 131‬‬
‫(‪) 655‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص‪.132-131‬‬
‫)‪ )656‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.172-171‬‬
‫‪369‬‬
‫الضؽط فٍ أوابل الستَنات‪ .‬وهى الهٗحظ أى الحكوهة لم تستخدم الشعارات اٖشتراكَة‬
‫لتبرَر إجراءاتها ضد رجال اْعهال لبل َولَو ‪ .1961‬وفمط بعد السنة اْولً لخطة‬
‫‪ 1965-1960‬وهثول شبح الخراب اٖلتصادٌ‪ ،‬بجانب اٖنفصال السورٌ‪ ،‬اضطرت‬
‫َسارا علً صعَد الدعاَة‪ .‬كها َهكننا أى نفترض أَضاا أى البعض هى‬
‫ا‬ ‫السلطة إلً الجنوح‬
‫زعهاء الناصرََى لم َستخدهوا شعاراتهم اٖشتراكَة استخدا اها دعابًَّا فمط‪ ،‬بل وكانوا‬
‫هإهنَى بها كذلن‪ ،‬إٖ أنهم كانوا هضطرَى لخداع الشعب هثلها خدعوا أنفسهم‪ .‬وَعبر لنا‬
‫هذا عى هدي لوة الضؽوط الهوضوعَة علً الناصرَة‪ ،‬والٍ أٌ حد كانت هجرد هحصلة‬
‫لضؽوط الموي اٖجتهاعَة‪ .‬ولد رأَنا كَؾ بلؽت اْهور حد الصدام بَى الناصرَة ورجال‬
‫اْعهال‪ ،‬أٌ عهاد النظام اٖجتهاعٍ الذٌ تنتهٍ إلَه فٍ التحلَل اْخَر‪ ،‬بسبب الوضع‬
‫الذٌ أنجب الناصرَة‪ :‬التوازى السَاسٍ‪ .‬فلم َكى تؤهَم الشركات الكبري عهلَة بالؽة‬
‫الحَوَة لٗلتصاد‪ .‬واْهر َرجع فٍ النهاَة إلً عنصر بونابرتٍ ‪ -‬ناصرٌ خالص‪ ،‬فٗ‬
‫َهكننا تفسَر صداهات أوابل الستَنات بعاهل واحد بسَط وهباشر‪ ،‬وٖ َوجد تفسَر‬
‫هختصر وهبسط‪ ،‬إذ إى اْحداث لد سارت فٍ هسار هعمد‪ .‬وبؤعرض الهعانٍ َهكى وصؾ‬
‫ذلن الصدام كتج ٍل للتنالض بَى الهصالح اٖلتصادَة لطبمة حكهت علَها طبَعة نشؤتها‬
‫وظروؾ نهوها بالشره وضَك اْفك وبالضعؾ‪ ،‬والهصالح السَاسَة لنفس الطبمة التٍ‬
‫كانت تتطلب للحفاظ علَها إحداث تؽَرات فٍ البنَة اٖجتهاعَة‪ ،‬تتضهى أول ها تتضهى‬
‫التضحَة بكبش فداء هى رجال اْعهال بَى حَى وآخر‪ .‬وهذا التنالض العام كاى هو‬
‫السبب ؼَر الهباشر لصدام الناصرَة ورجال اْعهال‪ .‬إٖ أى هذه النتَجة تفرز لنا حمَمة‬
‫ثالثة وراء ذلن الصدام‪ ،‬فالناصرَة ٖ تعهل لوجه هللا‪ ،‬بل ْجل هصالح البَرولراطَة‬
‫أوٖ‪ .‬إذى تكهى تنالضات فٍ الهصالح الهباشرة بَى الطبمة الهسَطرة وسلطتها‬ ‫الحاكهة ا‬
‫السَاسَة وراء صدام أوابل الستَنات‪ ،‬فٍ لحظة كانت فَها الدولة ألوي هى الهجتهع‬
‫الهدنٍ‪ ،‬والسَاسة ألوي هى اٖلتصاد‪ ،‬والنخبة الحاكهة ألوي سَاسًَّا هى الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬والنظام السَاسٍ ألوي هى لاعدته اٖجتهاعَة‪ .‬وهذا العاهل هو التفسَر‬
‫الهباشر الواحدٌ لٓحداث‪ ،‬والذٌ َتضهى (بالموة) العواهل العدَدة الهباشرة سابمة‬
‫الذكر‪ .‬ولم تكى اللحظة الهذكورة صدفة بٗ تفسَر‪ ،‬بل نتا اجا لهسار الصراع اٖجتهاعٍ‬
‫الهعمد هنذ ‪ 1945‬علً الصعَد الهحلٍ‪ ،‬هع تؤثَر التوازنات علً صعَد الهنطمة العربَة‬
‫ككل‪.‬‬

‫لمد أرؼهت الظروؾ طبمة هحافظة ههثلة فٍ أداتها‪ ،‬تهثَل دور ثورة شعبَة‪ ،‬وإى‬
‫بآلَة عفوَة‪ .‬ولكى علً أٌ حال كاى هذا هو الهحتوي العهَك للصدام بَى الناصرَة‬
‫ورجال اْعهال‪ ،‬والذٌ تحمك عبر توسط عناصر هتباَنة‪ .‬فالناصرَة‪ ،‬كنتاج لتفاعٗت‬
‫سَاسَة هعَنة‪ ،‬لد بلورت أوضاعاا استثنابَة بالنسبة للطبمة الهسَطرة التٍ صارت‬
‫هؽتربة عى أداة دولتها‪ ،‬كها أدت هع التفاعٗت السَاسَة التٍ جاءت تتوَ اجا لها فٍ تعثر‬
‫نهو التخلؾ وفماا للطرَك التملَدٌ‪ ،‬هها دفعها دفعاا علً التدخل بالشكل الذٌ تم‪.‬‬

‫ولد تفردت الناصرَة بمَا هها بإجراء عهلَة تؽََر اجتهاعٍ واضحة الهعالم إلً حد‬
‫كبَر‪ ،‬بالنسبة لكافة اْنظهة الثوروَة فٍ العالم الثالث‪ ،‬وحتً البونابرتَة هنها‪ .‬فنظاها‬
‫بورلَبه والنهَرٌ‪ ،‬علً سبَل الهثال‪ ،‬لم َجرَا هذا الحجم هى التؤهَهات والهصادرات وٖ‬
‫‪370‬‬
‫حتً هذا المدر هى أصٗحات اٖجتهاعَة‪ .‬فمد ظهرت الناصرَة إباى تصاعد عام وسرَع‬
‫للحركة الثورَة فٍ هصر‪ ،‬والتٍ كانت هعادَة لٕهبرَالَة والصهَونَة‪ ،‬وذات ارتباط‬
‫هعنوٌ بالحركة الموهَة فٍ الهشرق العربٍ والسوداى‪ ،‬والتٍ كانت هٍ اْخري فٍ حالة‬
‫تصاعد سرَع وهتطلعة إلً دور هصرٌ لَادٌ لتوحَد البٗد العربَة‪ ،‬هذا بأضافة إلً‬
‫هوة اجتهاعَة عهَمة فٍ هصر‪ .‬ولم َواجه أٌ نظام فٍ العالم الهتخلؾ بهسإولَات علً‬
‫هذه الدرجة هى الجساهة‪ .‬فالنظام السورٌ علً سبَل الهثال لد واجه حركة لوهَة ألوي‬
‫هى هثَلتها فٍ هصر‪ ،‬ولكنها كانت حركة ضاؼطة علً حكوهة هصر أكثر هها تضؽط‬
‫علً حكوهة سورَا‪ ،‬كها لم تكى الهوة اٖجتهاعَة واْزهة اٖلتصادَة فٍ سورَا بنفس‬
‫حدتها فٍ هصر‪ ،‬بل شهدت كل هى سورَا والعراق بعد الحرب العالهَة الثانَة انتعاشاا‬
‫سا‪ ،‬فازداد إنتاج البترول فٍ العراق واستصلحت هساحات شاسعة هى‬ ‫التصادًَّا هلهو ا‬
‫(‪)657‬‬
‫‪ .‬كها نجحت الطبمة الهسَطرة فٍ سورَا فٍ تحهَل الناصرَة‬ ‫اْراضٍ فٍ سورَا‬
‫هسإولَة فشل هحاولة الوحدة أهام الجهاهَر السورَة‪ ،‬وبدت هنان كها لو كانت لد أدت‬
‫واجبها‪.‬‬

‫ولد شهدت بلداى هتخلفة أخري تحوٖت اجتهاعَة أهم‪ ،‬خاصة فٍ هجال الهلكَة‬
‫الزراعَة‪ ،‬فأصٗح الزراعٍ فٍ كورَا الجنوبَة وتاَواى كاى رادَكالًَّا‪ ،‬فتم جعل الحد‬
‫اْلصً للهلكَة ‪ 2.5‬فداى‪ .‬إٖ أى هذه البلداى لم تجر هثل هذه التحوٖت تحت شعارات‬
‫ثوروَة‪ ،‬ولم تضطر إلً المَام بهؽاهرات سَاسَة وأَدَولوجَة‪ ،‬بل وحممت نهوها بدعم‬
‫هى رأس الهال اْجنبٍ الخاص وحهاَة أهرَكَة هطلمة وصلت إلً حد شى حرب هكلفة‪:‬‬
‫الحرب الكورَة‪ .‬أها الناصرَة فمد افتتحت عهد تؤهَم الهإسسات اْجنبَة العهٗلة بعد‬
‫فشل هصدق فٍ إَراى‪ ،‬ولاهت بسى تشرَعات عهالَة هاهة‪ ،‬ولاهت بالتنكَل بكثَر هى‬
‫أبناء الطبمة الهسَطرة ؼَر الهوالَى فٍ سَاق إحكام سلطتها السَاسَة‪ .‬كذلن رفعت‬
‫شعارات اشتراكَة وثوروَة هكلفة‪ ،‬كها تورطت فٍ هشروع للوحدة العربَة وفٍ حرب‬
‫الَهى‪ ،‬وكانت هضطرة طوال الفترة إلً هناهضة اٖستعهار الهباشر‪ .‬وكل هذا َعكس‬
‫كبَرا فٍ تخوَؾ اٖستثهارات اْجنبَة‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫الظروؾ الصعبة التٍ واجهتها والتٍ لعبت ا‬
‫ورجال اْعهال الهحلََى‪.‬‬

‫وإذا كاى هى الواضح أى تؤهَهات ‪ 1964-1961‬لد أصابت رجال اْعهال بكثَر هى‬
‫اْذي‪ ،‬فمد أدت إلً اضطراب أَدَولوجٍ عهَك فٍ هعسكر الَسار الهاركسٍ‪ ،‬بَنها لم‬
‫تهتز أفكار أسٗهََى‪ ،‬بل ظهر التَار اْكثر تشدداا علً َدٌ سَد لطب الذٌ لرر تكفَر‬
‫النظام الناصرٌ ككل‪.‬‬

‫والحمَمة أى اٖضطراب اَْدَولوجٍ الذٌ حدث وسط الَسار َشكل ظاهرة ٖ َهكى‬
‫ا‬
‫هتجاوزا‬ ‫صا أنه رفع الشعارات اٖشتراكَة‬
‫فصلها عى هسار النظام الناصرٌ‪ ،‬خصو ا‬

‫(‪ )657‬دمحم جابر اٖنصارٌ‪ ،‬تحوٖت الفكر والسَاسة فٍ الشرق العربٍ (‪ ،)1970-1930‬ص ‪.98‬‬
‫‪371‬‬
‫اشتراكَة الحزب الشَوعٍ نفسه‪ ،‬عهداا إلً حد ها‪ ،‬خاصة أى هذا اٖضطراب لد لاد هع‬
‫عواهل ألل أههَة إلً انحٗل الحزب الشَوعٍ واستسٗم أهم رجاله للناصرَة‪.‬‬

‫زحؾ الدولة همابل سطوة المطاع الخاص‪:‬‬

‫هع إعٗى لوانَى َولَو ‪ ،1961‬تبنً النظام الناصرٌ اٖشتراكَة رسهًَّا‪ .‬أعلى الشعار‬
‫فٍ البداَة جهال عبد الناصر‪ .‬وبهذه الهناسبة أعَد بناء التنظَم السَاسٍ الرسهٍ تحت‬
‫اسم اٖتحاد اٖشتراكٍ‪ ،‬ثم أصدر ”الهَثاق الوطنٍ“ عام ‪ ،1962‬واعترفت الحكوهة‬
‫بَوم أول هاَو عَداا للعهال َحتفل به رسهًَّا‪ ،‬وهٍ أول هرة فٍ هصر تعترؾ فَها الدولة‬
‫بعَد العهال كعَد رسهٍ‪ .‬وهها تجدر هٗحظته أى اٖشتراكَة لد أعلنت بَنها كاى‬
‫اٖشتراكَوى لَد اٖعتمال وتحت التعذَب‪ ،‬وظلت كلهة الشَوعَة هرتبطة فٍ الدعاَة‬
‫الرسهَة بالكفر والخَانة والعهالة‪ ،‬بل وظل هكتب هكافحة الشَوعَة َعهل علً لدم‬
‫وساق‪ ،‬ولم َفت عبد الناصر حَى ظهر فشل ”تجربته“ أى َشكو هى أنه َطبك‬
‫اٖشتراكَة بدوى اشتراكََى‪.‬‬

‫لم َكى ضباط َولَو ‪ 1952‬أول هى ابتداع سَاسة تدخل الدولة فٍ النشاط اٖلتصادٌ‬
‫فٍ هصر الحدَثة علً هذا الهستوي‪ ،‬ولَس هى شن أى دمحم علٍ الكبَر كاى سبالاا فٍ‬
‫هذا هى الناحَة الزهنَة وهى الناحَة الكهَة أَضاا‪ .‬ولد شهد تارَخ هصر هثل هذه الردة‬
‫هرارا‪ ،‬حَث َنهو المطاع الخاص ثم تموم الدولة بثورة هضادة للهلكَة الخاصة‬
‫ا‬ ‫التارَخَة‬
‫وتستعَد سَطرتها علً رلبة اٖلتصاد‪ ،‬وهٍ سهة تارَخَة لنهط أنتاج اِسَوٌ فٍ‬
‫هصر‪ ،‬النهوذج اْكثر نما اء لهذا النهط‪ .‬وهنذ ‪ 1939‬عادت الدولة لدس أنفها فٍ النشاط‬
‫اٖلتصادٌ بعد أى هزهت دولة دمحم علٍ بمرى كاهل(‪ .)658‬وفٍ الفترة هى ‪1952-1949‬‬
‫لاهت الدولة بإعفاء هعظم الواردات هى اِٖت والهواد اْولَة الٗزهة للصناعة هى‬
‫الضرابب الجهركَة‪ ،‬بَنها رفعت هذه الضرابب علً الهستوردات هى السلع اٖستهٗكَة‬
‫تاهة الصنع(‪ .)659‬كها تدخلت الدولة لتحدَد هساحة اْرض الهزروعة لطناا‪ ،‬وتحدَد‬
‫إَجارات اْراضٍ الزراعَة وأسعار بعض السلع‪ .‬كها أدخل نظام تراخَص اٖستَراد فٍ‬
‫أواخر اْربعَنات‪ .‬وفٍ ‪ 1935‬وضعت الدولة خطة خهسَة ٔصٗح البنَة اْساسَة‪ ،‬ثم‬
‫وضعت خطة جدَدة عام ‪ 1947‬ولم تنفذ هاتاى الخطتاى‪ ،‬ولكى تم تنفَذ بعض هشارَع‬
‫الخطة الثانَة‪ ،‬ولد وضعت فٍ هذه الخطة دراسات ٔلاهة صناعة الحدَد والصلب‪،‬‬
‫وصناعة اْسهدة الكَهاوَة(‪ .)660‬ولد أسههت الدولة فٍ الفترة هى ‪1952-1945‬‬

‫(‪ )658‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫والحمَمة أى تدخل الدولة لد بدأ هى جدَد هنذ ‪ ،1914‬إٖ أنه أصبح ا‬
‫فعاٖ فٍ فترة ها بَى الحربَى‪ ،‬وهنذ ‪ 1939‬بات‬
‫هذا التدخل حاس اها (انظر‪ :‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.)91-67‬‬
‫(‪ )659‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ )660‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،76‬ص ‪.85‬‬
‫‪372‬‬
‫بـ‪ %20‬هى رإوس اْهوال الثابتة الهجهعة هحلًَّا(‪ ،)661‬ورؼم هذا كله ظل ”الهنطك‬
‫الزراعٍ“ تجاه الصناعة ساب ادا‪.‬‬

‫هكذا كاى هنان هَل هى جانب الدولة للتدخل الهتزاَد‪ .‬ولكى اْهر الجدَد بعد انمٗب‬
‫َولَو كاى هو تعدَل هَكل الهلكَة بتؤهَهات ‪ 1964-1960 ،1953/1952‬كها رأَنا‪.‬‬

‫كبَرا هى رجال اْعهال‪،‬‬


‫ا‬ ‫وإذا كاى ها جري فٍ ‪ 1964-1960‬بالذات لد أصاب عدداا‬
‫فلم َكى هذا َعنٍ نهاَة رأس الهال الخاص الكبَر‪ .‬ففٍ الحمَمة‪ ،‬استهرت لطاعات كبَرة‬
‫كثَرا هى شركات الهماوٖت‪ ،‬وتجارة الجهلة‪،‬‬
‫ا‬ ‫هى رأس الهال فٍ النهو واٖزدهار‪ ،‬شهلت‬
‫وتجارة التصدَر‪ ،‬ولطاع النمل البرٌ بالكاهل‪ ،‬عدا السكن الحدَدَة‪.‬‬

‫كها لم تتم أبداا تصفَة كبار هٗن اْراضٍ كطبمة‪ ،‬فظلت هذه تتهتع بنفوذ لوٌ فٍ‬
‫الرَؾ‪ ،‬والهدَنة أَضاا‪ ،‬هدعوهة بهلكَتها لنسبة هحترهة هى اْراضٍ الزراعَة‪ ،‬واستهر‬
‫وجهاء الموم هى السهاسرة وههربٍ البضابع الهستوردة َعهلوى علً نطاق واسع‪.‬‬

‫وبالنسبة لطبمة كبار هٗن اْراضٍ‪ :‬ارتفع عدد هٗن ‪ 50-20‬فداناا هى ‪ 22‬ألفاا عام‬
‫‪ 1952‬إلً ‪ 29‬ألفاا عام ‪ ،1965‬علً حساب الشرَحة اْعلً التٍ أههت أراضَها‪ ،‬كها‬
‫زادت هساحة اْراضٍ التٍ بحوزتهم هى ‪ 654‬ألؾ فداى إلً ‪ 815‬ألفاا‪ .‬أها هٗن ‪-20‬‬
‫‪ 200‬فداى فازداد عددهم هى ‪ 31‬ألفاا عام ‪ 1952‬إلً ‪ 39‬ألفاا عام ‪ ،1965‬وهساحة‬
‫اْرض التٍ بحوزتهم هى ‪ 1.521‬هلَوى فداى إلً ‪ 1.628‬هلَوناا(‪ .)662‬وهذه اْرلام‬
‫الرسهَة ٖ تدخل فٍ اعتبارها اْراضٍ التٍ تكتب بؤسهاء وههَة أو بؤسهاء اْبناء‬
‫واْلارب(‪ .)663‬وبأضافة إلً هذا اٖنتعاش تهتع كبار الهٗن بتسهَٗت خاصة هى‬
‫الحكوهة‪ ،‬هنها ا‬
‫هثٗ تدفك المروض هى خزابى الدولة‪:‬‬

‫جدول (‪)15‬‬
‫(‪)664‬‬
‫المروض الهمدهة للهزارعَى (هلَوى جنَه)‬

‫لَهة المرض‬ ‫السنة‬

‫‪16‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪1954‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪1956‬‬

‫(‪ )661‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪ .83‬انظر أَضاا ص ص ‪.91-67‬‬


‫(‪ )662‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )663‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫(‪ )664‬هابرو‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪373‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪1958‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪1965/64‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪1967/66‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪1970/69‬‬

‫ولد ذهب نحو ‪ %80‬هى هذه المروض إلً كبار الهٗن‪ ،‬ولم ت ُرد إلً الدولة‪ ،‬ولد‬
‫بلؽت دَوى كبار الهٗن للدولة عام ‪ 60 :1962‬هلَوى جنَه‪ ،‬وعام ‪ 1974‬بلؽت نحو‬
‫‪ 100‬هلَوى جنَه(‪ .)665‬كها صدر لانوى فٍ عام ‪ ،1961‬عام إعٗى اٖشتراكَة‪ ،‬بإعفاء‬
‫هذه المروض هى الفوابد(‪ .)666‬ولد راح كبار الهٗن َعَدوى تسلَؾ الفٗحَى بعض هذه‬
‫المروض بفوابد أعلً‪ ،‬كها استثهروا بعضها فٍ هشارَع خاصة فٍ الهدَنة‪.‬‬

‫كذلن نصت الموانَى علً هنح هٗن ‪ 15‬فداناا فؤكثر حك شراء البذور الههتازة هى‬
‫الدولة‪ ،‬وهنح هالن ‪ 5‬رإوس هى الهاشَة فؤكثر حك التؤهَى علَها وحك الحصول علً‬
‫العلؾ الهدعم(‪ ،)667‬أها فمراء الفٗحَى فمد حرهوا هى هذه اٖهتَازات‪َ .‬ضاؾ إلً هذا أى‬
‫أؼلب اْسهدة الهدعهة كانت تمدم لكبار الهٗن‪ ،‬ولد بلػ الدعم السنوٌ لها ‪ 80‬هلَوى‬
‫جنَه فٍ أوابل السبعَنات(‪ .)668‬ولم َتواى كبار الهٗن عى إعادة بَع العلؾ والبذور‬
‫الهنتماة للفٗحَى فٍ السوق السوداء‪.‬‬

‫هذا ولم تفرض الدولة ضرابب علً تجار الهاشَة‪ ،‬وٖ علً أرباح أنتاج الزراعٍ‪،‬‬
‫واكتفت بفرض ضرَبة علً اْرض‪ ،‬الثابتة الهساحة تمرَ ابا‪ ،‬بحَث انخفضت نسبة‬
‫ضرَبة العمارات والهبانٍ ككل بالنسبة لجهلة الضرابب والرسوم إلً ‪ %5.5‬بعد الخطة‬
‫الخهسَة بعد أى كانت ‪ %9.5‬عام ‪ .)669(1952‬وَضاؾ إلً ذلن أى نظام التسلَم‬
‫أجبارٌ للهحاصَل الزراعَة الؽذابَة لد جاء أَضاا فٍ صالح كبار الهٗن وعلً حساب‬
‫صؽارهم‪ ،‬حَث تسدد حصة ثابتة هى إنتاج الفداى فٍ هنطمة ها ههها كانت هساحة هلكَة‬
‫اْرض‪ ،‬باستثناء اْرز‪ ،‬حَث كانت حصة التسلَم أجبارٌ ‪ 1.5‬ضرَبة لكل هى الخهسة‬
‫أفدنة اْولً‪ 1.75 ،‬للفداى فَها زاد عى ذلن(‪ ،)670‬ولذلن لم َكى َتبمً للفٗح الصؽَر ها‬
‫َكفَه هى الهواد الؽذابَة اْساسَة‪ ،‬خاصة الحبوب‪ ،‬بَنها كاى َتبمً للهزارع الكبَر نفس‬

‫(‪ )665‬فإاد هرسٍ‪ ،‬هذا اٖنفتاح اٖلتصادٌ‪ ،‬ص ‪ .276‬ولد ذكر بَلَاَؾ & برَهاكوؾ أى ‪ %75‬هى الدَوى الهستحمة‬
‫السداد عام ‪ 1965‬كانت لدي كبار الهٗن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫(‪ )666‬أوبرَاى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫(‪) 667‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫(‪ )668‬فإاد هرسٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫(‪ )669‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫(‪) 670‬‬
‫انظر بعض التفاصَل فٍ كتاب هحهود عبد الفضَل سابك الذكر‪ ،‬ص ص ‪.167-163‬‬
‫‪374‬‬
‫النسبة هى أنتاج ولكى كهَة أكبر بكثَر‪ ،‬هها أتاح له بَع الحبوب فٍ السوق السوداء‪،‬‬
‫تكوى سوق سوداء‬‫فٍ الرَؾ بالذات بؤسعار هرتفعة‪ .‬هكذا حفزت سَاسة الناصرَة ُّ‬
‫واسعة للؽذاء‪ .‬كها استطاع كبار الهٗن التؤثَر علً الدورة الزراعَة بحَث ٖ تهس أجزاء‬
‫كبَرة هى أراضَهم‪ ،‬وبذلن تحهل الفٗحوى الفمراء أعباء زراعة هحاصَل ؼَر هربحة‬
‫لهم‪ ،‬هثل المطى بعد تدهور أسعاره العالهَة وبعد اتباع سَاسة التسلَم أجبارٌ‪ .‬وهى‬
‫الثابت أى كبار الهٗن ظلوا هتهتعَى بنفوذ لوٌ داخل أجهزة الدولة‪ ،‬بل وكانوا َسَطروى‬
‫بشكل هباشر علً هذه اْجهزة فٍ الرَؾ وَنسجوى عٗلات وثَمة هع الهوظفَى‪.‬‬

‫ورؼم لَام الناصرَة بتمدَم هجهوعات هتوالَة هى رجال اْعهال وكبار الهٗن إلً‬
‫هذبح التضحَة هى أجل النظام ككل‪ ،‬لم َنل كبار هٗن اْراضٍ‪ ،‬باستثناء العابٗت‬
‫اْرستمراطَة‪ ،‬ها نال رجال الصناعة‪ ،‬بل كاى العهد الناصرٌ عهداا ذهبًَّا لهٗن ‪-20‬‬
‫‪ 100‬فداى‪ ،‬فتلن كانت الفترة التٍ حمموا خٗلها تراكهات هابلة هكنتهم بعد ذلن هى‬
‫اٖنطٗق بعَداا فٍ عصر اٖنفتاح‪ .‬ولد ذكرنا فٍ هوضع آخر أى الناصرَة لد اعتهدت‬
‫بشكل ربَسٍ فٍ الرَؾ علً طبمة صؽار الهٗن لحفظ اٖستمرار السَاسٍ‪ .‬ولد تم‬
‫دورا ها ًّها‬
‫الحفاظ علً كبار هٗن اْراضٍ للهدؾ نفسه‪ ،‬فهذه الطبمة تلعب فٍ المرَة ا‬
‫وتربط بَى أفرادها وبَى الفٗحَى عٗلات لوَة‪ .‬فهم َمَهوى بالرَؾ‪ ،‬عكس‬
‫هصدرا ها ًّها لدخل عدد كبَر هى‬
‫ا‬ ‫اْرستمراطَة الزراعَة التٍ صفَت‪ ،‬كها أنهم َمدهوى‬
‫الفبات الهاهشَة فٍ الرَؾ‪ :‬عهال التراحَل‪ ،‬عهال الَوهَة‪ ،‬خدم‪ ،‬عاطلَى‪ ،‬هشردَى‪،‬‬
‫دورا اجتهاعًَّا ها ًّها فٍ الحفاظ علً تمالَد رجعَة وفٍ‬
‫ا‬ ‫هعالَى‪ ...‬إلخ‪ ،‬كها َلعبوى‬
‫اهتصاص أٌ بادرة لتثوَر الرَؾ ثماف ًَّا‪ .‬ولذلن َعدوى أداة هاهة للسَطرة علً المرَة‪.‬‬
‫فالبَرولراطَة الناصرَة لم تكى لتستطَع أى تحكم الرَؾ بدوى عٗلات لوَة هع كبار‬
‫الهٗن الرجعََى والهتفاههَى هع السلطات‪ .‬أها تصفَة هذه الطبمة فكاى َفتح الطرَك‬
‫أهام لَام الفٗحَى بدور كبَر فٍ أجهزة المرَة‪ ،‬أو علً اْلل تهثَل أنفسهم أهام‬
‫السلطات‪ ،‬هذا عٗوة علً وجود إهكانَة عالَة فٍ ظل هذا الوضع لتذهر الطبمات الفمَرة‪.‬‬
‫وفٍ هذه الحالة كاى هى الهإكد أى تتكوى حركة فٗحَة ٖ تسهل السَطرة علَها‪ ،‬وَفتح‬
‫الباب واسعاا لهواجهات دهوَة ؼَر هضهونة للناصرَة‪ .‬كها أى إزالة هذه الطبمة كاى‬
‫ا‬
‫هابٗ هى أشباه العاطلَى الذَى‬ ‫ا‬
‫كفَٗ بإطٗق الهزَد هى البطالة‪ ،‬إذ إى الرَؾ َؤوٌ عدداا‬
‫َموهوى بهختلؾ اْعهال الهاهشَة فٍ كنؾ كبار هٗن اْراضٍ‪ .‬وَضَؾ روبرت‬
‫هابرو(‪ )671‬أى تطبَك إصٗح زراعٍ جذرٌ ونزع الهلكَات فٍ الهدى علً نطاق واسع‬
‫كفَٗ بتجرَد رجال النظام وألاربهم هى أهٗكهم‪ :‬الضباط والتكنولراطََى‬ ‫ا‬ ‫أهرا‬
‫كاى ا‬
‫وهوظفٍ الحكوهة وهٗن اْراضٍ‪ .‬وإذا كاى إصٗح ‪ 1952‬لد أدي إلً تدهور واضح‬
‫فٍ دخول عهال الزراعة وعهال التراحَل‪ ،‬فها بالنا بإصٗح زراعٍ جذرٌ َمضٍ علً‬
‫الهلكَة الكبَرة تها اها‪ ،‬إنه َهدد بانفجار هوجة ثورَة واسعة بالرَؾ‪ ،‬خاصة أى الناصرَة‬
‫لم تضع هى الخطط ها كاى َهكى أى َهكنها هى اهتصاص هذه النتَجة‪ .‬هكذا لعبت الهلكَة‬
‫العمارَة الكبَرة دور أداة المهع ؼَر الهباشرة‪ ،‬ههزة الوصل بَى الناصرَة والهلكَة‬

‫(‪ )671‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.202‬‬


‫‪375‬‬
‫العمارَة الصؽَرة‪ ،‬فضهنت الدولة عى طرَمها استهرار الطابع الهحافظ للرَؾ وللهَبات‬
‫المروَة‪ ،‬وحتً نمابات عهال الزراعة‪ .‬كذلن شكلت الهلكَة العمارَة الكبَرة عهو اها‬
‫احتَاطًَّا اجتهاعًَّا ها ًّها للسلطة لدي تفجر التنالضات اٖجتهاعَة‪ ،‬فتم استخداهها ككبش‬
‫فداء عدة هرات (‪ )1969 ،64 ،61 ،)672(1958 ،1952‬واستخدم بعبع ألطاع فٍ‬
‫الدعاَة لبل وبعد كل حركة إصٗح زراعٍ ٔلماء الهسإولَة علً لوي رسخ فٍ الوعٍ‬
‫الشعبٍ أنها سابمة علً انمٗب َولَو ولَست ناتجة عى سَاسته‪ .‬وهى اْهور ذات الدٖلة‬
‫أنه بعد اؼتَال صٗح حسَى فٍ كهشَس عام ‪ 1966‬لاهت السلطات تحت ضؽط لواعد‬
‫النظام وأنتلَجَنسَا بتشكَل ها أسهته بلجنة تصفَة ألطاع‪ ،‬هى ضباط الجَش‪ ،‬رافضة‬
‫تسلَم همالَد هذا اْهر ْجهزتها الفنَة وٖ حتً لتنظَهها السَاسٍ نفسه‪.‬‬

‫ورؼم هذا كله لم َسلم البعض هى كبار هٗن اْراضٍ هى أَدٌ الناصرَة الطوَلة‪.‬‬
‫فجري علً سبَل الهثال التهثَل بعابلة الفمٍ عام ‪ 1966‬وبعض بماَا اْسر‬
‫اْرستمراطَة العمارَة اْخري‪ .‬وهى حَى ِخر كانت تجرٌ ههارسة بعض المهع‬
‫البولَسٍ ضد هى كاى هنهم هنتهَاا إلً كبار رجال السَاسة لبل َولَو ‪ .1952‬ولد حد‬
‫هذا كله بالطبع هى الوبام بَى الناصرََى وهٗن اْراضٍ‪ ،‬فمد كانت الدولة بوجه عام‬
‫تموم بشرابهم فٍ السر وبَعهم فٍ العلى‪ْ ،‬نها لم تكى ترَد صدا اها هعهم هثل صداهها هع‬
‫رجال اْعهال‪ .‬فبأضافة إلً دورهم أَجابٍ للسلطة الناصرَة كها أوضحنا‪ ،‬كانت‬
‫هحاولة تصفَة حمَمَة لهذه الطبمة كفَلة بإثارتها بشدة‪ ،‬وهٍ طبمة لوَة للؽاَة وهسلحة‬
‫أَضاا فٍ هعظم أنحاء البٗد‪ ،‬وهٍ تستطَع عٗوة علً ذلن أى تحرن أعداداا ؼفَرة هى‬
‫سكاى الرَؾ ضد السلطة‪ .‬وهذه هَزة لم تتوفر لٓرستمراطَة التٍ صفَت بسهولة‪،‬‬
‫خاصة أى كبار الهٗن فٍ هصر الناصرَة كانوا َشكلوى لَادات ”طبَعَة“ تتهتع بنفوذ‬
‫هعنوٌ كبَر فٍ الرَؾ (وٖ َجب أى ننسً أى الحركة الثورَة فٍ ‪ 1952-1945‬لم تكى‬
‫لوَة فٍ الرَؾ)‪ .‬وعٗوة علً ذلن‪ ،‬كانت هذه الطبمة تتهتع بنفوذ ضخم داخل أجهزة‬
‫الدولة الهركزَة‪ ،‬صحَح ٖ َنافس سلطة النخبة البَرولراطَة‪ ،‬ولكى كاى المضاء علَها‬
‫َتطلب إحداث تؽََرات كبَرة فٍ جهاز الدولة‪ ،‬أٌ أى صدا اها هروعاا كاى ٖبد أى َحدث‪.‬‬
‫لهذا كله حافظت الناصرَة علً طبمة كبار هٗن اْراضٍ‪.‬‬

‫أها فٍ الهدى‪ ،‬فمد تهتع كبار التجار والسهاسرة بحهاَة أجهزة الدولة‪ ،‬فلم تتعرض‬
‫سا‪ ،‬وحَى صدر لرار بتؤهَم تجارة‬ ‫التجارة للتؤهَم‪ ،‬باستثناء تجارتٍ المطى واْخشاب أسا ا‬
‫الجهلة لم تنفذه اْجهزة رؼم صدوره هى ربَس الدولة‪ .‬فمد كاى لتجار الجهلة نفوذ هابل‬
‫كثَرا هى رجال الدولة أنفسهم كانوا َهارسوى‬ ‫ا‬ ‫داخل اْجهزة الناصرَة‪ ،‬وَكفٍ أى‬
‫التجارة وأعهال السهسرة‪ .‬ولد بلؽت أرباح تجار الجهلة بالماهرة وحدها عام‬
‫‪ 24 :1965/1964‬هلَوى جنَه‪ ،‬وبلؽت دورتهم التجارَة ‪ 120‬هلَوى جنَه سنوًَّا‪،‬‬
‫تاجرا فمط(‪َ ،)673‬تصرفوى فٍ ‪ 600‬هلَوى جنَه(‪ .)674‬كها أى لطاع‬
‫ا‬ ‫وكاى عددهم ‪219‬‬

‫(‪ )672‬فٍ ‪ 1958‬صدر لانوى بجعل الحد اْلصً لهلكَة اْسرة ‪ 300‬فداى‪.‬‬
‫(‪ )673‬هحهود هتولٍ‪ ،‬طرَك الرأسهالَة الهصرَة بعد سنة ‪ ،1961‬هجلة ”الكاتب“‪ ،‬عدد ‪ ،139‬ا‬
‫نمٗ عى وزَر التهوَى‬
‫(فإاد هرسٍ)‪.‬‬
‫‪376‬‬
‫الهماوٖت ظل هو اِخر لوًَّا‪ .‬فرؼم تؤهَم هعظم الشركات الكبَرة ظلت هعظم الهماوٖت‬
‫تتم هى الباطى لصالح المطاع الخاص الكبَر وعى طرَك الشركات الهإههة نفسها‪ .‬فعلً‬
‫سبَل الهثال نفذ هماولو الباطى هعظم إنشاءات خطة ‪ 1965-60‬الباهظة التكالَؾ (‪-40‬‬
‫‪ %50‬هى جهلة استثهارات الخطة(‪ .))675‬وبخصوص أكبر شركة هماوٖت فٍ هصر‬
‫(الهماولوى العرب) فمد ظلت فروعها بالخارج هلكاا لعابلة عثهاى بَنها أهم فرعها الهحلٍ‬
‫فمط‪ ،‬هها هكى العابلة الهذكورة هى اٖستفادة هى لرار التؤهَم إلً ألصً حد‪ ،‬فبَنها‬
‫احتكر الفرع الهحلٍ هعظم هماوٖت الدولة وباعها هى الباطى‪ ،‬استفادت الفروع الخارجَة‬
‫هى التبادل هع الفرع الهحلٍ‪ .‬ولد صدر لرار عام ‪ 1969‬بتؤهَم لطاع الهماوٖت ولكنه لم‬
‫َنفذ أَضاا‪ ،‬حَث إى هماولٍ الباطى ؼَر هسجلَى فٍ نمابة خاصة وٖ َهكى رصد رإوس‬
‫أهوالهم‪.‬‬

‫كذلن ظل المطاع الخاص َسَطر علً ‪ %92‬هى عهلَات النمل البرٌ‪ .‬ولد ظل‬
‫اٖعتهاد علً هذه الوسَلة فٍ النمل بحَث لدر أى الدولة كانت تخسر عشرات الهََٗى‬
‫هى الجنَهات سنوًَّا بسبب تفضَل النمل بالسَارات علً النمل بالسكن الحدَدَة الههلوكة‬
‫للدولة‪.‬‬

‫أها رأس الهال الصناعٍ فمد أهم هعظهه‪ ،‬بل صودر عهلًَّا‪ .‬وهع ذلن ظلت هنان‬
‫شركات خاصة كبَرة‪ ،‬خاصة فٍ هجال الصناعات الؽذابَة والهنسوجات‪:‬‬

‫جدول (‪)16‬‬

‫همارنة بَى حجم المطاع الخاص ولطاع الدولة فٍ صناعة الهنسوجات للهشارَع‬
‫(‪)676‬‬
‫ا‬
‫عاهٗ بؤكثر) عام ‪1966/65‬‬ ‫الكبَرة (‪50‬‬
‫اْجور السنوَة‬
‫أنتاج (هلَوى جنَه)‬ ‫عدد العاهلَى باْلؾ‬ ‫المطاع‬
‫(هلَوى جنَه)‬
‫‪83.550‬‬ ‫‪250.693‬‬ ‫‪437.437‬‬ ‫لطاع الدولة‬
‫‪7.906‬‬ ‫‪15.219‬‬ ‫‪42.198‬‬ ‫المطاع الخاص‬

‫كذلن ظل عدد كبَر هى الورش والهصانع الصؽَرة ههلوكاا لكبار رجال اْعهال‪ .‬فهى‬
‫الظواهر الشابعة فٍ هصر أى َهلن رجل أعهال واحد عدَداا هى الهشارَع الصؽَرة‪.‬‬

‫(‪ )674‬فإاد هرسٍ‪ ،‬سَطرة عٗلات أنتاج الرأسهالَة ‪ -‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬دَسهبر ‪.1975‬‬
‫(‪ )675‬علٍ صبرٌ‪ ،‬سنوات التحول اٖشتراكٍ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫(‪ )676‬بوجو سلوجازنسكٍ‪ ،‬حكوهة جههورَة هصر العربَة وسَاستها إزاء المطاع الصناعٍ الخاص‪ ،‬هجلة ”آفاق‬
‫عربَة“ العرالَة‪ ،‬عدد ‪ 24‬كانوى اْول‪.1975 ،‬‬
‫‪377‬‬
‫ولد تهتع رجال اْعهال فٍ هصر الناصرَة بنظام ضرَبٍ شدَد التهاوى‪ ،‬فظل إعفاء‬
‫زراعة الحدابك وتجارة الهاشَة هى الضرابب كها أسلفنا‪ ،‬وكذلن الهدارس الخاصة‪،‬‬
‫وجراجات السَارات‪ ...‬إلخ‪ .‬ولم تزد ضرابب اْعهال سنوًَّا علً ‪ 2‬هلَوى جنَه‪ ،‬رؼم‬
‫نصوص لانوى الضرابب التصاعدَة‪ ،‬بَنها تحهلت الطبمات العاهلة هعظم الضرابب‬
‫الهباشرة (بلؽت ضرابب دخول اْفراد عام ‪ 325 :1970‬هلَوى جنَه‪ ،‬وبلؽت ضرَبة‬
‫التهؽة ‪ 30‬هلَوناا)‪ ،‬هذا بأضافة للضرابب ؼَر الهباشرة‪ .‬كها تحهلت شركات الدولة‬
‫هعظم ضرَبة أَراد‪.‬‬

‫وفٍ الحمَمة لم تهنع الضربات التٍ وجهتها الناصرَة لرجال اْعهال ٖهتصاص اِثار‬
‫السَاسَة للتنالضات اٖجتهاعَة استهرار المطاع الخاص فٍ النهو‪ .‬ولد اتسع نشاط‬
‫المطاع الخاص بشدة بعد حركة التؤهَهات فٍ هجاٖت الوساطة والتهرَب وكافة اْنشطة‬
‫ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة‪ .‬إذ وجهت الناصرَة ضرباتها إلً رجال اْعهال وهٗن‬
‫اْراضٍ فٍ سَاق عهلَة هتكاهلة ٖهتصاص الصراع اٖجتهاعٍ‪ْ ،‬ؼراض سَاسَة‬
‫طوَلة الهدي وْؼراض التصادَة لصَرة الهدي‪ .‬ولذلن جاءت تلن الضربات هحدودة‬
‫بهحدودَة الؽرض هنها‪ ،‬فظلت هحصورة داخل إطار أصٗح الذٌ ٖ َكوى عادة فٍ هثل‬
‫هذه الحالة هتسماا هع نفسه أو هع وضع الهجتهع بوجه عام‪ ،‬ولذلن ٖ َدشى عهلَة‬
‫تنهوَة علً صعَد الهجتهع‪ .‬لهذا كله لم تكى ضربات الناصرَة لرجال اْعهال كاهلة وٖ‬
‫هتسمة هع الشعارات الرسهَة التٍ رفعت بهذه الهناسبات‪.‬‬

‫هثٗ‪َ ٖ ،‬سع الهرء إٖ أى َتذكر تعبَر كوهاشَرو‬ ‫ا‬ ‫فبالنسبة لمطاع الصناعة‬
‫تاكاهاشٍ(‪ )677‬الذٌ وصؾ الهصانع الضخهة السابمة علً الثورة الصناعَة فٍ إنجلترا‬
‫بؤنها عمدة فٍ رأس الهال التجارٌ‪ .‬ففٍ تلن الفترة كاى رأس الهال التجارٌ َسَطر علً‬
‫رأس الهال الصناعٍ‪ ،‬أها فٍ الهجتهع الرأسهالٍ فالعكس صحَح‪ ،‬حَث َسَطر رأس‬
‫الهال الصناعٍ علً رأس الهال التجارٌ‪ ،‬وكاى انتصار رأس الهال الصناعٍ هو‬
‫اٖنتصار النهابٍ للرأسهالَة‪ .‬أها فٍ هصر الهتخلفة‪ ،‬فمد كاى الطابع التجارٌ للصناعة‬
‫بَِّناا هنذ ها لبل اٖنمٗب‪ ،‬إذ لم َعهل رجال الصناعة علً تطوَر صناعاتهم تكنولوجَا‬
‫علً نحو فعّال‪ ،‬بل ظلت راكدة فٍ ظل حهاَة جهركَة هرتفعة وتحمك أربا احا عالَة ٖ َعاد‬
‫سا إلً هجال التداول‪ .‬وهع التؤهَم‪،‬‬ ‫استثهار هعظهها فٍ إعادة أنتاج‪ ،‬بل توجه أسا ا‬
‫تعهمت هذه الظاهرة‪ ،‬إذ أصبح المطاع الهإهم بهثابة البمرة الحلوب لرجال اْعهال‬
‫الوسطاء فٍ هعظههم الذَى اندهجوا بالتدرَج هع كبار رجال الدولة‪ .‬وبذلن أزَلت تلن‬
‫الؽشا وة الرلَمة التٍ كانت تفصل الصناعة عى رأس الهال التجارٌ وتوحٍ بوجود كتلة‬
‫هتهَزة هى الرأسهالَة الصناعَة بحك‪ .‬إذ أصبح كبار رجال الدولة ورجال اْعهال‬
‫صا هباشرَى لشركات الدولة‪ ،‬وبات لطاع الصناعة الذٌ كاى َعتهد لبل تؤهَهه علً‬ ‫لصو ا‬
‫نفسه فٍ التهوَل‪ ،‬هعتهداا علً الدولة وبنوكها هالًَّا‪ ،‬وتزاَدت دَونه سنة بعد أخري‪،‬‬
‫صا بعد فشل خطة ‪.1965-1960‬‬ ‫خصو ا‬

‫(‪ )677‬هورَس دوب‪ ،‬بول سوَزٌ‪ ،‬وآخروى‪ ،‬اٖنتمال هى ألطاع إلً الرأسهالَة‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪378‬‬
‫وإذا كاى لد تم تؤهَم هعظم لطاع الصناعة الكبَرة‪ ،‬التٍ أصبحت هلكاا للدولة‪ ،‬فإى هذا‬
‫َذكرنا بجانب كل ها سبك بالهشاؼل الهلكَة(‪ )678‬التٍ أنشؤها التجار فٍ إنجلترا لبل‬
‫الثورة الصناعَة هتحالفَى هع الدولة‪ .‬ونعتمد أى لطاع الدولة فٍ هصر الناصرَة لد‬
‫تضهى نفس الهحتوي تمرَباا‪ ،‬إٖ أى أنتاج هنا كاى َتم بجدَة ألل‪ .‬فالتجار والسهاسرة‬
‫هنا لم َهتلكوا أسهم لطاع الدولة بشكل رسهٍ وفردٌ‪ ،‬ولذلن لم َكى لهم دور فٍ‬
‫أشراؾ علً إنتاج الفابض فَه‪ ،‬وتركوا للدولة ‪ -‬أو باْحري أخذت الدولة لنفسها ‪ -‬هذا‬
‫الدور‪ .‬ولكى الهوالع البَرولراطَة كانت تتحول إلً الهعمل اْساسٍ لرجال اْعهال الجدد‬
‫ذوٌ اْصل البَرولراطٍ‪ ،‬ولذلن بالضبط لم تستطع هذه البَرولراطَة أى تصوى تلن‬
‫ا‬
‫طوَٗ‪.‬‬ ‫البمرة الحلوب‬

‫ورؼم الضربات الهتتالَة لرجال اْعهال‪َ ٖ ،‬هكى المول بؤى الرأسهالَة الكبَرة لد‬
‫صفَت‪ .‬وهى استعرضنا السابك َتضح أى المطاع الخاص الكبَر لد ظل لوًَّا‪ ،‬ولد بلؽت‬
‫حصة المطاع الخاص ككل فٍ هختلؾ هجاٖت النشاط اٖلتصادٌ النسب التالَة هى أنتاج‬
‫عام ‪:1966‬‬

‫‪%92‬‬ ‫‪ -‬الزراعة‬

‫‪%12‬‬ ‫‪ -‬صناعة استخراجَة‬

‫‪%40‬‬ ‫‪ -‬صناعة تحوَلَة‬

‫ــــ‬ ‫‪ -‬طالة‬

‫‪%86‬‬ ‫‪ -‬تجارة داخلَة‬

‫ــــ‬ ‫‪ -‬بنون وتؤهَى‬

‫‪%48‬‬ ‫‪ -‬هواصٗت‬

‫‪%25‬‬ ‫‪ -‬صحة‬

‫‪%78‬‬ ‫‪ -‬خدهات شخصَة‬

‫‪ %100‬تمرَباا‬ ‫‪ -‬تجارة الجهلة‬

‫‪%25‬‬ ‫‪ -‬عهلَات التصدَر‬

‫‪ -‬نسبة كبَرة هى النمل البرٌ (‪ %92‬هى هذا المطاع عدا السكن الحدَدَة)‪.‬‬

‫(‪ )678‬نفس الهوضع‪.‬‬


‫‪379‬‬
‫هذا بخٗؾ هماوٖت الباطى وتجارة الخردة وأعهال السهسرة وزراعة الحدابك وتربَة‬
‫الهاشَة وتجارتها‪ ،‬واستهرار وجود هكاتب اٖستَراد وؼَرها‪ .‬ولد ظل المطاع الخاص‬
‫دورا ا‬
‫فعاٖ فٍ إنتاج الفابض وتوزَعه‪ .‬ولد دفعت الدولة المطاع الخاص دف اعا‬ ‫الكبَر َلعب ا‬
‫نحو اْنشطة ؼَر الهنتجة للمَهة الهضافة‪ ،‬نتَجة لسَاساتها أصٗحَة‪ .‬ولد بلػ نصَب‬
‫المطاع الخاص عهو اها هى الدخل الموهٍ ‪ %60‬عام ‪.)679(1963/1962‬‬

‫وطوال الخهسَنات كانت سطوة رأس الهال الكبَر بٗ ؼبار‪ ،‬ولم َثر الجدل حول هدي‬
‫وجوده إٖ إجراءات َولَو ‪ 1961‬وها بعدها حتً ‪ ،1964‬أٌ ‪ 4-3‬سنوات عانً فَها‬
‫رجال الصناعة بالذات(‪ )680‬هى تدخل الدولة وتؤهَهها للشركات‪ .‬إٖ أى رأس الهال الخاص‬
‫لم َصفً‪ ،‬بل وبدأ الحدَث بسرعة عى الطبمة الجدَدة‪ .‬وكاى اضطرار الحكوهة إلً‬
‫إجراء إصٗح زراعٍ جدَد فٍ ‪ 1969‬نتَجة لنهو نفوذ المطاع الخاص وبداَة تذهر‬
‫الفٗحَى هى جدَد‪ .‬وإلً حد ها تُعد تسهَٗت الدولة التٍ هنحتها لرجال اْعهال فٍ‬
‫‪ ،1967-1965‬ثم بعد الهزَهة بهثابة استجابة لضؽط رأس الهال الخاص هباشرة‪ ،‬بل‬
‫وهى خٗل نفوذه الموٌ فٍ جهاز الدولة نفسه‪.‬‬

‫وَهكننا إَجاز هذه الهسؤلة كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لم َتهخض ضرب رجال اْعهال وكبار الهٗن عى تصفَة الطبمة الهسَطرة‪ ،‬بل‬
‫وجهت ضربات لبعض أجنحتها وأفرادها‪ ،‬فٍ سَاق دفع نهو التخلؾ بدوى رأس الهال‬
‫اْجنبٍ الخاص‪ ،‬وفٍ ظل اؼتراب الطبمة الهسَطرة عى جهاز دولتها‪.‬‬

‫‪ - 2‬إى لطاعاا هعَناا لد تلمً الجانب اْكبر هى الضربة‪ :‬رجال الصناعة‪ ،‬أها التجارة‬
‫ا‬
‫هابٗ‪.‬‬ ‫نهوا‬
‫والهماوٖت الخاصتَى فمد حمما ككل ًّ‬
‫‪ - 3‬إى المطاع الخاص لد اهتص هذه الضربة بسرعة‪ ،‬وراح َستعَد لوته بعد سنوات‬
‫للَلة‪ ،‬وهنذ نهاَة عهلَات التؤهَم لدرجة أى الناصرَة لم تستطع أى تموم بعهلَات تؤهَم‬
‫جدَدة‪ ،‬باستثناء أصٗح الزراعٍ فٍ ‪.1969‬‬

‫‪ - 4‬راح المطاع الهإهم َعهل بآلَات ٖ تتسك هع التصاد السوق إلً حد ها‪ ،‬كها أى‬
‫هباشرا للفابض بالنسبة للتجار‬
‫ا‬ ‫هصدرا ها ًّها‬
‫ا‬ ‫تؽَرا ها ًّها لد حدث‪ ،‬وهو أنه لد أصبح‬
‫ا‬
‫والسهاسرة والبَرولراطََى‪ ...‬إلخ‪ ،‬أٌ لٓجنحة ؼَرالهنتجة هى الطبمة الهسَطرة‪ ،‬هها‬
‫سا لوًَّا لتوجه طفَلٍ لٗلتصاد ؼَر هسبوق فٍ هصر الحدَثة‪ .‬فمد لضت‬ ‫وضع أسا ا‬

‫(‪ )679‬الهعلوهات السابمة هى هراجع هختلفة‪ ،‬هنها‪ :‬أن ور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،350‬ا‬
‫نمٗ عى اْهرام‪30 ،‬‬
‫َونَو ‪ . 1962‬كذلن‪ :‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ . 204‬وتعتهد هذه اْرلام علً الهعطَات الرسهَة‪،‬‬
‫دوى حساب حجم السوق السوداء والصناعة السوداء وأرباح هماولٍ اْنفار والسهاسرة وهماولٍ الباطى… إلخ‪.‬‬
‫(‪ )680‬عاد رأس الهال الصناعٍ الخاص َتناهً هى جدَد هنذ ‪ 1964/63‬بهعدل أعلً هى هعدل النهو الصناعٍ العام فٍ‬
‫لطاعات عدة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ؼالٍ شكرٌ‪ ،‬الثورة الهضادة فٍ هصر‪ ،‬ص ص ‪.41-40‬‬
‫‪380‬‬
‫الناصرَة علً كتلة رجال اْعهال الصناعََى‪ ،‬هفسحة الطرَك أهام اْجنحة اْشد‬
‫تطورا‪ .‬ورؼم أنها حممت ‪ -‬بصعوبة شدَدة ‪ -‬خطوة علً‬
‫ا‬ ‫طفَلَة‪ ،‬دوى أى تمدم ا‬
‫بدَٗ أكثر‬
‫طرَك نهو التخلؾ إٖ أنها وضعت هزَداا هى العثرات علً هذا الطرَك نفسه‪ ،‬هها حجم‬
‫هذا النهو إلً حد كبَر‪.‬‬

‫ونود فٍ نهاَة تناول هذه المضَة أى نإكد علً أى اٖشتراكَة الناصرَة كانت فرَدة‬
‫سا‪ ،‬وإى كاى لد لدم‬‫هى نوعها‪ ،‬فمطاع الدولة كاى َعهل لصالح المطاع الخاص أسا ا‬
‫خدهات رخَصة للجهاهَر أو باع هنتجاته بؤسعار هخفضة‪ ...‬إلخ‪ ،‬فمد كانت هحصلة عهله‬
‫ككل تخدم النظام المابم الذٌ َحكهه عهلًَّا وهى أسفل رجال اْعهال وكبار الهٗن‪ .‬وإى‬
‫وجود سلطة بونابرتَة َإكد وٖ َنفٍ هذه الحمَمة‪ ،‬ولد سبك لنا تحلَل دور الدولة فٍ‬
‫الفترة الناصرَة علً كافة اْصعدة‪ ،‬وهو لد خدم فٍ النهاَة الهصالح اْبعد هدي لنفس‬
‫النظام اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫الخٗصة‪:‬‬

‫لم تكى السلطة الناصرَة تتخذ شكل حكوهة عهال وٖ حكوهة برجوازَة تملَدَة‪ ،‬كها لم‬
‫َكى الحكم العسكرٌ هجرد أداة للؽرب‪ ،‬إذ لم َكى الضباط حكوهة عهَلة بالهعنً الهفهوم‪.‬‬
‫ولد اتخذت الناصرَة شكل حكوهة فوق طبمَة‪ ،‬هع كل الطبمات وضدها فٍ نفس الولت‪،‬‬
‫فالكل لد شارن فٍ الحكم شكلًَّا‪ ،‬ولكى لم َسهح ْحد أى َنطك بالكلهة اْخَرة إٖ للنخبة‬
‫الحاكهة بشكل هباشر‪.‬‬

‫لم تصل النخبة الهسَطرة برؼم التؤهَهات والصداهات العدَدة هع رجال اْعهال فٍ‬
‫خصوهتها هع هذه الطبمة إلً النهاَة‪ ،‬وكانت الفبة الوحَدة التٍ نالت الضربة الماضَة‬
‫هٍ اْرستمراطَة الزراعَة وعلً رأسها العابلة الهالكة‪ .‬والهفهوم أى اْخَرة كانت هٍ‬
‫كبش الفداء الهناسب تها اها للنظام ككل كها أجهعت كل التَارات واٖتجاهات والدوابر‬
‫الهسإولة ولتها‪ .‬وبالرؼم هى الهنح التٍ لدهت لعهال الصناعة وأنتلَجَنسَا لم تكى‬
‫الناصرَة أبداا ههثلةا لهم‪ ،‬فالعطاَا لد رافمها أَضاا لهع شدَد‪ .‬ولمد لهر الفٗحوى وسحك‬
‫عهال الزراعة بدوى تمدَم رشاوي ذات بال بفضل ضعفهم السَاسٍ‪ .‬أها الفبات التٍ‬
‫استفادت بشكل فعال فكانت الهماولوى والسهاسرة وكبار التجار وأؼنَاء الرَؾ‪.‬‬
‫(‪)681‬‬
‫ضخهة – كها سنري ‪ -‬بحَث‬ ‫ولد حصلت النخبة الناصرَة لنفسها علً حهاَات‬
‫أصبحت جد هتهَزة وهتعالَة للؽاَة علً الهجتهع كله‪.‬‬

‫(‪ )681‬الحهاَات فٍ اْصل كانت إتاوات تفرضها فرق اٖنكشارَة فٍ العصر العثهانٍ علً التجار والحرفََى همابل‬
‫حهاَتهم هى الفرق اْخري‪.‬‬
‫‪381‬‬
‫علً أساس ها سبك َهكننا أى نحدد بوضوح أى الناصرَة لد تشكلت هى نخبة هى كبار‬
‫رجال الدولة ذات وظَفة فرَدة‪ :‬أداة للطبمة الهسَطرة‪ْ ،‬نها لم ت ُص ِفّها ولم تمض علً‬
‫سَطرتها هى أسفل‪ ،‬ولكى أداة هتهردة‪ .‬وهذا هو بالضبط جوهر الناصرَة‪.‬‬

‫القسم الثالث‬
‫حمَمة الناصرَة‬

‫اي‪ٛ‬ع‪ ٞ‬ش‪ ٤ٞ‬دنب إٔ ‪ٜ‬هتطب٘‬


‫ايعامل شا‪ ٤‬أّ أب‪٢‬‬

‫كارل هاركس‬

‫تكوى حكوهة الضباط خٗل الفترة هى َولَو ‪1952‬‬ ‫بدأنا دراستنا للناصرَة بتحلَل ّ‬
‫حتً هارس ‪ ،1954‬وهذا ها َهثل ‪ -‬هى وجهة نظرنا ‪ -‬الناصرَة فٍ لحظة وجودها‪ ،‬أول‬
‫لحظاتها الهنطمَة‪ .‬ولكى هذه الهرحلة هى التحلَل لم تتولؾ‪ ،‬فانتملنا إلً بنَة النظام‬
‫الناصرٌ نفسه‪ ،‬والذٌ نعده بهثابة الناصرَة كهاه َّة‪ ،‬والتٍ تبلورت تها اها فٍ الفصل‬
‫السابك‪ .‬وهنا نستكهل تحلَلنا هوضحَى هفهوم الناصرَة‪.‬‬

‫ولد تبَى لنا حتً اِى أى الناصرَة لم تتجاوز علً صعَد الوالع النظام اٖجتهاعٍ‬
‫الهتخلؾ & التابع‪ ،‬أها علً صعَد الفكر فمدهت نفسها فٍ صورة شبه ثورَة‪ .‬وهذا‬
‫التنالض بَى الهحتوي والشكل والهتضهى أَضاا فٍ الفكر الناصرٌ ذاته‪ ،‬هو فٍ الحمَمة‬
‫تنالض َتضهى الوحدة‪ ،‬فالناصرَة هٍ فٍ النهاَة شٍء واحد‪ ،‬وهعرفتها الحمَمَة هٍ‬
‫هعرفة هذه الوحدة بالذات‪ .‬فالناصرَة كها تبَى لنا لَست هجرد حكوهة‪ ،‬بل إنها أَضاا خط‬
‫سَاسٍ عام جدًّا‪ .‬ولكى هذا اْخَر هورس تحت شعارات هنالضة له‪ ،‬ولد حللنا سر هذا‬
‫التنالض هى لبل‪ .‬واِى نجد أى علَنا أى نستكهل هذا التحلَل للجوهر نفسه وهى ثم ننتمل‬
‫إلً تحلَل هفهوم الناصرَة‪ ،‬الناصرَة فٍ أكثر لحظاتها عَنَة ووضو احا‪ ،‬كَؾ تحركت‬

‫‪382‬‬
‫لصالح النظام هى خٗل هصالحها الخاصة‪ .‬فانمٗب ‪ 1952‬وسَاسات حكوهته الهختلفة‬
‫وكافة هوالفها إزاء الظروؾ الهختلفة‪ ،‬وطرَمتها فٍ التعبَر عى نفسها‪ ،‬كل هذه هٍ‬
‫لحظات هى كل واحد شاهل‪ .‬فالناصرَة لم تكى هجرد سلسلة هى اْفعال الخالصة التٍ‬
‫تعهل هى أجل تحمَك أفكار هجردة‪ ،‬كها لم تكى هجرد هجهوعة هى الحسنات والسَبات‪،‬‬
‫إنها هٍ كل‪ ،‬وفٍ كل لحظة لم تكى تواجه العالم إٖ بصفتها ًّ‬
‫كٗ واحداا‪ ،‬ولد تضهى تحلَلنا‬
‫هذا الكل‪ ،‬وعلَنا اِى أى نبرزه علً نحو صرَح‪.‬‬

‫وهفهوم الناصرَة لَس هو فكرتها عى نفسها‪ ،‬فمد تبَى لنا أى اْفكار الناصرَة لم‬
‫ا‬
‫شكٗ دَهاجوجًَّا‪ ،‬اتضح فٍ تطبَمها أنها كانت تتخذ‬ ‫تكى بوجه عام سوي شعارات اتخذت‬
‫داخل الثورة الهضادة شكل الثورة أو علً أحسى الفروض شكل الحل الوسط بَى الثورة‬
‫والثورة الهضادة‪ ،‬ولذلن سنتعرؾ علً هفهوهها الحمَمٍ كها كاى هوجوداا علً نحو‬
‫هوضوعٍ‪.‬‬

‫وهعرفة حمَمة الناصرَة تبدأ بأجابة علً هذا السإال‪ :‬هى هم الناصرَوى؟‬

‫ولد اكتشفنا هنذ البداَة أى الضباط لد نظروا إلً جهاز الدولة كؽنَهتهم الخاصة وأنهم‬
‫لد بذلوا ألصً جهدهم لٗحتفاظ به ْنفسهم‪ .‬وفٍ سَاساتهم رأَنا كَؾ ساروا َهَناا أو‬
‫َسارا فٍ إطار الهحافظة علً سلطتهم‪ .‬واِى سنحلل كَؾ حمموا وجودهم بشكل نهابٍ‬ ‫ا‬
‫داخل الجهاز الهذكور‪ .‬وعٗلة ذلن بالنظام اٖجتهاعٍ الذٌ حافظوا علَه‪ .‬سوؾ نحلل‬
‫ا‬
‫تحلَٗ نهابًَّا‪.‬‬ ‫الناصرَة‬

‫‪ - 1‬النخبة الناصرَة‪:‬‬
‫بعد اٖنمٗب هباشرة راحت هَهنة الضباط تزداد داخل السلطة‪ ،‬وفٍ هواجهة العناصر‬
‫الدَ ُهمراطَة فٍ الجَش‪ .‬وكانت النواة هى ”الضباط اْحرار“ هٍ التٍ تحكم سَطرتها‪،‬‬
‫وهٍ الجناح الذٌ كاى أكثر تشدداا تجاه هسؤلة عودة الجَش إلً ثكناته‪ ،‬وكانوا َسعوى‬
‫إلً لَام سلطة كلَة الجبروت‪ ،‬ؼَر تابعة ٌْ لوة اجتهاعَة‪ ،‬وهٍ العناصر التٍ كاى‬
‫َمودها جهال عبد الناصر‪ .‬وهذا ها َنفَه جل الناصرََى‪ ،‬فجهال – حسب زعههم ‪ -‬كاى‬
‫هى أنصار الدَهولراطَة هو وخالد هحٍَ الدَى وَوسؾ صدَك‪ ..‬إٖ أى ها َفوتهم أى أول‬
‫ها كاى َجب أى َفعله إى كاى هع الدَهولراطَة أى َطالب بعمد انتخابات حرة و عودة‬
‫الجَش إلً ثكناته بعد إعٗى الجههورَة‪ ،‬وكاى علَه أى َوافك علً هسودة دستور‬
‫‪ 1954‬ا‬
‫بدٖ هى إلمابها فٍ صندوق المهاهة كها أشرنا هى لبل‪.‬‬

‫وانضم إلً النواة الهذكورة عدد كبَر هى ضباط الجَش اِخرَى وضباط الشرطة‬
‫والهخابرات‪ ،‬ثم ضباط هتعلهوى (أنتلَجَنسَا العسكرَة)‪ ،‬وهوظفوى حكوهَوى‪ ،‬ثم‬
‫انضهت فَها بعد عناصر عهالَة وهثمفوى‪ .‬كها تمرب هى النخبة الجدَدة بعض رجال‬
‫اْعهال وهٗن اْراضٍ أو انضهوا إلَها وعرفوا باسم الرأسهالَة الوطنَة‪ ،‬أحد هكونات‬
‫تحالؾ لوي الشعب العاهلة بحسب الهَثاق‪ .‬وهنذ انتصر عبد الناصر علً نجَب فٍ‬

‫‪383‬‬
‫هارس ‪ 1954‬راحت الزهرة الناصرَة تنهو وتحاول تنظَم نفسها بتوزَع أفرادها داخل‬
‫جهاز الدولة وتنظَم هصالحهم هعاا وعمد اتفالات وحلول وسط بَنهم‪ ،‬بأضافة طبعاا إلً‬
‫إلاهة تنظَهها السَاسٍ الخاص‪.‬‬

‫وفٍ البداَة لام ”الضباط اْحرار“ بمَادة جهال عبد الناصر بتحمَك سَطرتهم الكاهلة‬
‫علً السلطة بَنها راحوا َصفّوى هختلؾ الموي السَاسَة‪ .‬وفٍ سَاق هذا تم استبعاد جل‬
‫الضباط هى أبناء العابٗت الؽنَة‪ ،‬والضباط الدَ ُهمراطََى‪ ،‬أنصار دمحم نجَب ولادة‬
‫الهدفعَة وؼَرهم‪ .‬تكونت إذى الزهرة الحاكهة بعد اٖنمٗب هى تنظَم ”الضباط اْحرار“‬
‫سا‪ ،‬ثم تم استمطاب آخرَى إلً النخبة البونابرتَة‪ ،‬هى ضباط آخرَى بعد حل‬ ‫أسا ا‬
‫(‪)682‬‬
‫ثم كاى انضهام عدَدَى هى داخل وخارج جهاز الدولة كها أسلفنا‪ .‬أها الهعَار‬ ‫التنظَم‬
‫الذٌ تم علً أساسه انضهام اْفراد إلً النواة البونابرتَة فكاى هو إخٗص هإٖء‬
‫للهفهوم الجدَد للنظام السَاسٍ‪ :‬البونابرتَة‪ .‬فأخٗص لجهاز الدولة فٍ حد ذاته‬
‫ولجبروته وتسلطه (أهل الثمة) كاى هو العاهل اْول واْهم فٍ ترشَح عناصر جدَدة‪،‬‬
‫شرط أى تكوى النخبة الجدَدة فٍ حاجة إلً هذه العناصر‪ .‬وهى هنا استند اٖنتماء‬
‫الهباشر إلً الثمة الهتبادلة بَى النخبة وهرَدَها‪ .‬أها توزَع اْعضاء الجدد داخل الزهرة‬
‫البونابرتَة ‪ -‬الناصرَة فكاى َتم وفماا لهوازَى الموي داخل النخبة ولدرجة الثمة‬
‫الههنوحة‪ .‬وعلً سبَل الهثال وجدنا فٍ البداَة الصاغ عبد الحكَم عاهر َُرلًَّ إلً رتبة‬
‫اللواء وَعَى لابداا للجَش‪ ،‬وهو أهر ؼَر هستساغ فٍ جَش تحكهه لواعد صارهة فٍ‬
‫الترلَات‪ ،‬هها أدي إلً اضطراب نظام اْلدهَة فٍ الجَش وأثار استَا اء هكتو اها(‪ .)683‬كها‬
‫تسلل بعض صؽار الضباط إلً هوالع حساسة فٍ الدولة بفضل العٗلة الخاصة هع‬
‫المَادة‪ ،‬فؤصبح لبعض صؽار الضباط نفوذ علً كبارهم‪ .‬فالوٖء للمَادة أو للطرؾ اْلوي‬
‫داخل النخبة كاى َضهى نفوذاا أكبر‪ .‬كها أصبح الحصول علً ثمة المَادة بتؤكَد الوٖء لها‬
‫هو اْسلوب الهتبع لتحمَك هصالح أعضاء النخبة‪ ،‬خاصة الضباط وكبار رجال الدولة‪.‬‬
‫واهتد هذا النهج إلً كافة هإسسات الدولة وشركاتها‪ .‬وكاى تؤكَد الوٖء َتم بهختلؾ‬
‫اْسالَب‪ ،‬ابتداء هى تؤََد كافة لرارات وتصرفات المادة حتً كتابة التمارَر السرَة ضد‬
‫اِخرَى‪ ،‬إلً الوٖء الشخصٍ الكاهل للرإوس الموَة داخل النخبة‪.‬‬

‫ولد انتهت هذه العهلَة باستمٗل بَرولراطَة الدولة عى الطبمة الهسَطرة‪ ،‬أٌ إلاهة‬
‫الحكم البونابرتٍ فٍ طبعته الناصرَة‪.‬‬

‫هى الواضح اِى أى الناصرَة فٍ بداَة وجودها ”الهنطمٍ“ كانت هجرد فكرة فٍ‬
‫أذهاى أعضاء ”الضباط اْحرار“‪ .‬ولد صارت فبة خاصة علً أساس اٖنتهاء إلً هذه‬
‫الفكرة‪ .‬هكذا كاى َبدو أى الفكرة هٍ التٍ تصنع الوالع‪ .‬والحمَمة أى هذه الفكرة نفسها‬
‫كانت نتا اجا للوالع بؤكثر هى هعنً‪ :‬فبطرَمة ها انبثمت فكرة البونابرتَة لدي الضباط‪ ،‬وإى‬

‫(‪ )682‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)2‬ص ص ‪.144-143‬‬


‫(‪) 683‬‬
‫انظر‪ :‬أحهد حهروش‪ ،‬الهرجع السابك (‪ ،)2‬ص ص ‪.150-148‬‬
‫‪384‬‬
‫كانت هذه لد اتخذت صَؽة تناسب وعَهم وثمافتهم‪ ،‬بعد أى استولوا علً السلطة بالفعل‪،‬‬
‫وبفضل نجاحهم فٍ هصادرة جهاز الدولة لحسابهم الخاص‪ .‬وهى جهة أخري لرر‬
‫ا‬
‫أصٗ‬ ‫الضباط‪ ،‬الراؼبوى هثل كل البشر فٍ تحمَك هكانة أفضل‪ ،‬أى َستولوا علً السلطة‬
‫وَعَدوا بناء النظام بؤنفسهم‪ْ ،‬ى هوازَى الموي السَاسَة لد شكلت أرضَة هناسبة‬
‫ٖنبثاق هذه الفكرة‪ ،‬أو لهذه أهكانَة‪ .‬ولد طرح الضباط أنفسهم كهنمذَى لكل فبات‬
‫الهجتهع‪ْ ،‬ى هذا كاى َنملهم لوضع أفضل لهم هى الناحَة اٖجتهاعَة‪ .‬وهى زاوَة ثالثة‬
‫وأخَرا‬
‫ا‬ ‫أَد البعض هى ”أهل الثمة“ فكرة البونابرتَة ْنها اتفمت هع هصالحهم الخاصة‪.‬‬
‫انضم إلً النخبة الناصرَة للة هى اْفراد علً أساس اٖلتناع الفكرٌ الهحض بالشعارات‬
‫التٍ رفعتها السلطة الجدَدة‪ ،‬وهى هنطلك الرؼبة فٍ إعادة بناء البٗد‪ ،‬وجل هإٖء هى‬
‫بعض الهثمفَى الذَى انضهوا للنخبة بعد تبلور الناصرَة بالفعل‪.‬‬
‫ا‬
‫ههتازا‪ ،‬ولد حصلوا علً أهم الهراكز الهرهولة‪،‬‬ ‫وكاى وضع الضباط داخل النخبة‬
‫وكانت لهم الؽلبة فٍ الهإسسات العاهة‪ ،‬وذلن لسببَى‪:‬‬

‫* العٗلة الموَة بَى أفراد النواة الناصرَة هى ”هجلس لَادة الثورة“ و”الضباط‬
‫اْحرار“ ككل وبَى بالٍ الضباط‪ ،‬هها وفر فرصة أكبر لتحمك ”الثمة“ فٍ كثَر هى‬
‫الضباط‪.‬‬
‫كثَرا‬
‫ا‬ ‫* والسبب الثانٍ َتعلك بالضؽط الذٌ شكله ضباط الجَش علً الحكوهة‪ ،‬إذ إى‬
‫هى الضباط هى خارج تنظَم ”الضباط اْحرار“ لد شاركوا فٍ اٖنمٗب ثم فٍ الصراع‬
‫علً السلطة (‪ )1954-1952‬وشكلوا لوة ضؽط‪ ،‬وإى كانت ؼَر هنظهة فٍ شكل‬
‫سَاسٍ‪ ،‬هها أجبر المَادة علً هنحهم جز اءا ٖ بؤس به هى الكعكة‪ ،‬علً اْلل در اءا لخطر‬
‫انمٗب آخر‪.‬‬

‫أها داخل الزهرة ككل فكاى هى الطبَعٍ أى تنشؤ تجهعات هتباَنة هى هراكز الموي‪.‬‬
‫فاْصول اٖجتهاعَة هتباَنة‪ ،‬وهإسسات الدولة هتعددة ولها هصالح هتباَنة وعٗلات‬
‫هختلؾ العناصر بالفبات اٖجتهاعَة هتعددة اْلواى والدرجات‪ ،‬ودرجات الوٖء وعنصر‬
‫الثمة الشخصَة هتفاوتة‪ ،‬وهصالح أفراد النخبة هتهاَزة‪ ،‬والرؼبة فٍ الهزَد هى الصعود‬
‫تطلبت الصراع هع اِخرَى علً اكتساب ثمة المادة أو أحَاناا الصراع هع المَادة نفسها‪.‬‬
‫لهذا كله لم تكى النخبة الناصرَة فبة هنسجهة‪ ،‬فتشكلت فٍ جهاعات صؽَرة تهاَزت‬
‫وجهات نظرها تجاه هختلؾ المضاَا‪ ،‬وتصارعت علً الهناصب والهكانة والهؽانم بشتً‬
‫الحجج ولجؤ بعضها إلً العهل هى أجل هصلحته الخاصة ولو علً حساب هصالح النخبة‬
‫ككل‪ .‬ولد تطلب الحفاظ بمدر أهكاى علً تهاسن الزهرة هى لبل المَادة المَام بانمٗبات‬
‫صؽَرة هى حَى ِخر‪ ،‬بهدؾ حفظ التوازى بَى هختلؾ هراكز الموي‪ :‬ضربات صؽَرة‬
‫لكل هى الَهَى والَسار الناصرََى‪ ،‬وكذلن العناصر الهفرطة فٍ انتهازَتها‪ .‬وتهَز جو‬
‫العٗلات داخل النخبة بروح التآهر وبالدسابس واٖنمٗبات الصؽَرة داخل هراكز الموي‬
‫وضد بعضها البعض‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫ولد تشكلت الزهرة فٍ صورة فبة هؽلمة هصطنعة‪ ،‬فالبَرولراطَة الناصرَة لم تتهتع‬
‫سوي بوجود روابط هنفعَة بَى أفرادها ولم تتهَز عى الموي اٖجتهاعَة اْخري إٖ‬
‫بوظَفتها اٖجتهاعَة الفرَدة والطفَلَة بشكل خاص‪ .‬إنها تذ ِ ّكرنا بالههالَن هى زاوَة‬
‫هعَنة‪ :‬هجهوعة هى العسكرََى الهحترفَى هى حراس وخدام الطبمة الهسَطرة ونظاهها‪،‬‬
‫والهلن علً وجه أخص‪ ،‬هى خارج الطبمات احتكرت السلطة بالموة همابل جعٗت ضخهة‪،‬‬
‫وهٍ لم تنتم ٖ إلً أسرة وٖ سٗلة هعَنة‪ .‬ولم تكى البَرولراطَة الناصرَة هجرد جهاز‬
‫إدارة‪ ،‬فرجل الدولة الكبَر لم َعد هجرد إدارٌ‪ ،‬بل صار أَضاا َهارس وظَفة اجتهاعَة‬
‫تتعلك بالتمسَم اٖجتهاعٍ للعهل‪ .‬فلم َعد َستطَع أٌ شخص َتعلم فى أدارة أى َصبح‬
‫رجل دولة كبَر‪ ،‬بل صار شر اطا لٗنخراط وسط النخبة البَرولراطَة أى َإهى بالحكم‬
‫لادرا علً خدهته‪ .‬ولم تعد الترلَات داخل صفوؾ كبار‬ ‫البونابرتٍ وَمدم له الوٖء وَكوى ا‬
‫رجال الدولة تتم وفماا للكفاءة والوٖء للنظام اٖجتهاعٍ فمط‪ ،‬بل أصبح هى الضرورٌ أى‬
‫َكوى هنان وٖء للنخبة ذاتها‪ ،‬بل باتت هذه اْخَرة هٍ التٍ تمرر هى َنضم إلَها هى‬
‫الهرشحَى‪ .‬أٌ أى النخبة البَرولراطَة أصبحت تعَى نفسها بنفسها‪ ،‬وفٍ هذا تشبه‬
‫الههالَن أَضاا‪ .‬ولم تعد النخبة تشهل فمط رجال أدارة العلَا‪ ،‬بل شهلت أَضاا كبار‬
‫العسكرََى وإدارٍَ هإسسات الدولة اٖلتصادَة ولَادات التنظَم السَاسٍ الرسهٍ‬
‫وبعض الصحفََى والهفكرَى الرسهََى‪ .‬إذى صارت هنان فبة هؽلمة بالفعل ولَس هجرد‬
‫نخبة تحتكر خبرة إدارة الدولة‪ ،‬إذ لم َكى الناصرَوى هجرد تكنولراط كها َحلو للبعض‬
‫هعَارا ثانوًَّا‪،‬‬
‫ا‬ ‫تسهَتهم‪ ،‬بل صار هعَار الكفاءة الههنَة لضم أفراد جدد إلً النخبة‬
‫فالكفاءة التٍ باتت هطلوبة أكثر هٍ المدرة علً ترسَخ البونابرتَة‪ .‬وهها له دٖلة أى‬
‫الؽالبَة العظهً هى العناصر التٍ هللت للشعارات الهعادَة للشَوعَة فٍ البداَة طبلت‬
‫بعد ذلن لٗشتراكَة الناصرَة‪ ،‬كها انضهت لهَبة التحرَر فاٖتحاد الموهٍ فاٖتحاد‬
‫اٖشتراكٍ‪ .‬وهٍ نفسها هاجهت اٖشتراكَة الناصرَة فَها بعد‪ .‬ولد رحبت بالتعاوى هع‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ ثم هاجهته‪ ..‬باختصار كاى وٖء البَرولراطٍ لفبته اٖجتهاعَة فمط ولم‬
‫َتهسن أبداا بهبدأ أو عمَدة‪ ،‬باستثناء للة نادرة‪ ،‬بَنها كاى َعارض البَرولراطَة فمط إذا‬
‫تحول إلً رجل أعهال وتجاوزت هصالحه النظام الناصرٌ‪.‬‬

‫وإذا كاى الوٖء للنخبة البونابرتَة ‪ -‬الناصرَة لد صار هعَار‪ ،‬أو هنطك عهلَة إعادة‬
‫تشكل تلن النخبة‪ ،‬فإلً أٌ لوة استندت هذه؟‬

‫حَى استولً الضباط علً السلطة أصبح هى الههكى لهم أى َحمموا ْنفسم طهوحات‬
‫كبَرة‪ ،‬وبإعٗى حكههم ألَم نظام سَاسٍ جدَد‪ :‬الجههورَة الناصرَة‪ ،‬وتكونت لَادتهم‬
‫بشكل ناجز خٗل الفترة هى َولَو ‪ 1952‬حتً هارس ‪ .1954‬ولد اختَر المادة اْكثر‬
‫رؼبة ولدرة علً ههارسة الحكم البونابرتٍ‪ ،‬أٌ الحكم باسم النظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬ولكى‬
‫بواسطة رجال الدولة أنفسهم‪ .‬وهى هذه اللحظة بات ضم عناصر جدَدة َخضع لهدي‬
‫الحاجة إلَها وهدي استعدادها لٗندهاج فٍ هذا النظام الجدَد‪ .‬وفٍ ظل هذه الظروؾ لم‬
‫َكى هى الههكى وضع لواعد رسهَة واضحة وهباشرة ٖنضهام اْفراد إلً النخبة‬
‫الجدَدة‪ ،‬فكانت ثمة أكثر العناصر لدرة علً لَادة النخبة‪ ،‬أٌ المَادة الناصرَة‪ ،‬هٍ‬
‫الهمَاس الجوهرٌ‪ .‬إذى علً أساس التوازى السَاسٍ برز دور نواة صؽَرة للؽاَة‪،‬‬
‫‪386‬‬
‫لَادة‪ ،‬وبواسطة المَادة تم تشكَل النخبة ككل هى أعلً إلً أسفل‪ ،‬بنفس الهنطك الذٌ‬
‫فرضته علً الهجتهع ككل‪.‬‬

‫وهنذ البداَة أخذ أفراد النخبة الناصرَة هى الضباط َنتشروى فٍ الهوالع الهاهة فٍ‬
‫جهاز الدولة(‪ .)684‬فالضباط الهوالوى حصلوا علً أعلً الهناصب فٍ الجَش‪ ،‬كها تم‬
‫تعََى بعض ضباط الجَش الهوالَى فٍ هختلؾ أجهزة اْهى‪ ،‬كها كاى هى السهل أى َعلى‬
‫ضباط اْهى وٖءهم للسلطة الجدَدة وأى َنتشر ضباط الهخابرات فٍ هوالع هدنَة هاهة‪.‬‬
‫ولد تحول ‪ 500‬ضابط إلً هناصب علَا بالدولة خٗل الفترة هى ‪.)685(1964-1952‬‬
‫كذلن زحفت العناصر الهوالَة إلً كافة أجهزة أعٗم‪ :‬أذاعة والصحؾ الجدَدة ودور‬
‫النشر والترجهة والسَنها والهسرح‪ .‬كها تم تؤهَم الصحؾ عام ‪ 1960‬وإلحالها‬
‫بـ”اٖتحاد الموهٍ“‪ ،‬وأ ُنشبت وزارة الثمافة عام ‪ 1957‬برباسة ضابط‪ ،‬بل ووضع هرفك‬
‫النمل العام تحت إشراؾ الهباحث الجنابَة العسكرَة عام ‪ .1964‬كذلن زحؾ الضباط‬
‫ع َِّى عدد هى‬
‫الناصرَوى إلً اتحادات كرة المدم والفروسَة والتنس والسباحة‪ .‬كها ُ‬
‫الضباط فٍ هنصب السفَر كها ذكرنا آنفاا‪ ،‬فخٗل الفترة هى ‪ 1962-1952‬زاد عدد‬
‫السفراء العسكرََى هى اثنَى فمط إلً عشرات (فٍ ‪ 1962‬صار كل السفراء الهصرََى‬
‫فٍ أوروبا هى الضباط عدا ثٗثة فمط)‪ .‬ولد بلػ عدد الضباط فٍ الهناصب الكبري بوزارة‬
‫الخارجَة عهو اها عام ‪ 1962‬اثنَى وسبعَى هى هابة هنصب(‪ .)686‬كذلن فٍ شركات‬
‫ع َِّى كثَر هى الضباط الناصرََى فٍ هجالس‬ ‫الدولة تم طرد هعظم الهدَرَى المداهً و ُ‬
‫إداراتها‪ ،‬بأضافة إلً عناصر هدنَة ناصرَة‪ .‬كها احتكر الناصرَوى النمابات والجهعَات‬
‫الثمافَة بحَث كاى الوٖء هو الهعَار الذٌ َفوق ؼالباا هعَار الكفاءة الههنَة فٍ كل هذه‬
‫الهوالع‪ .‬وبخصوص الوضع الخاص للضباط لم تزد نسبة الضباط هى الكوادر الجاهعَة‬
‫بالدولة عى ‪ %1‬عام ‪ ،1964‬إٖ أنهم تهركزوا فٍ هوالع هعَنة‪ :‬رباسة الجههورَة‬
‫(‪ ،)%20‬وزارة الداخلَة (‪ ،)%83.67‬وزارة الخارجَة (‪ ،)%9.31‬كها احتلوا هنصب‬
‫الهحافظ فٍ ‪ 26/22‬هحافظة‪ 11/6 ،‬هى رباسة الهإسسات العاهة‪ .‬ولم َكى عددهم أو‬
‫نسبتهم كبَرة فٍ المطاعات التٍ تتطلب ههارات تكنَكَة هعَنة هثل البنون والشركات‬
‫الصناعَة(‪.)687‬‬

‫ولد تشكلت الفبة الهؽلمة الناصرَة ؼَر هتهاهَة‪ ،‬فوجدت هستوَات هتعددة وكذلن‬
‫شلل وكتل هتباَنة الهصالح‪ .‬وكانت الهجهوعات اْهم واْلوي هم رجال الهخابرات‬
‫والجَش واْهى‪ ،‬ثم لادة التنظَم السَاسٍ والنمابات واْجهزة اٖلتصادَة الكبري‪ ،‬وفٍ‬
‫الذَل َؤتٍ هدَرو الشركات الحكوهَة‪ .‬فحتً داخل النخبة كانت السَاسة فوق اٖلتصاد‪،‬‬
‫فلم تكى السلطة السَاسَة تعبر عى هصالح رجال الشركات الحكوهَة كها ذهب بعض‬

‫(‪ )684‬تناول أحهد حهروش هذه البداَة بشٍء هى التفصَل‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)2‬ص ص ‪.139-138‬‬
‫(‪) 685‬‬
‫أنور عبد الهلن‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )686‬حهروش‪ ،‬هجتهع عبد الناصر‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫)‪Hrair Dekmejian: Egypt under Nasir, pp. 220-222 )687‬‬
‫‪387‬‬
‫الهحللَى‪ ،‬بل كاى هإٖء هجرد ذَول للجسم الربَسٍ للنخبة الناصرَة ولم َكى لهم هى‬
‫النفوذ ها َإهلهم لفرض أفكار هعَنة‪ .‬لكى لعبت هذه الفبة الضعَفة سَاسًَّا داخل النخبة‬
‫كبَرا فٍ تفكَن النخبة الناصرَة‪ ،‬هى خٗل استؽٗل‬ ‫ا‬ ‫دورا‬
‫ا‬ ‫الناصرَة‪ ،‬رجال الشركات‪،‬‬
‫لطاع الدولة اٖلتصادٌ الضخم باٖشتران هع المطاع الخاص‪ ،‬وتحول الكثَر هنهم إلً‬
‫هلَونَرات وأصحاب هشارَع‪ ،‬بَنها لم َحمك ذلن ألوي أفراد النخبة أنفسهم وعلً رأسهم‬
‫عبد الناصر نفسه وهعظم كبار رجال الجَش واْهى‪ ..‬إنه هكر التارَخ!‬

‫***************************‬

‫‪ -2‬النهب البَرولراطٍ والفساد‪:‬‬

‫إذا كانت الزهرة الناصرَة البَرولراطَة لد أعلنت حكهها أعلً اْحكام ولررت أى‬
‫تموم بدور الوكَل عى الطبمة الهسَطرة‪ ،‬فمد كاى هى الطبَعٍ أى تكوى هذه الوكالة‬
‫هدفوعة الثهى‪ .‬فالتحول هى هولع الخادم الهطَع إلً هولع الخادم الهتهرد كاى ٖبد أى‬
‫ا‬
‫فبدٖ هى اْجر العادٌ تطلع البَرولراطَوى إلً ُج ْع ٍل خاص‪،‬‬ ‫ثهارا‪.‬‬
‫ا‬ ‫َإتٍ للبَرولراطَة‬
‫صا‪ .‬ولم َكى الناصرَوى هجرد‬ ‫وبفضل تهردهم حصلوا بالموة علً جهاز الدولة خال ا‬
‫فاعلٍ خَر‪ ،‬فٓنهم بشر‪ ،‬وٖ َستندوى هباشرة إلً شٍء سوي سَطرتهم علً جهاز‬
‫الدولة‪ ،‬تهثلت هصالحهم الخاصة فَها َهكى الحصول علَه بواسطة هذا الجهاز‪.‬‬

‫وكاى الحصول علً الهكانة والسطوة والنفوذ ضهى أهم هكاسب الناصرََى‪ ،‬خاصة‬
‫كبار المادة‪ .‬وَضاؾ بالطبع الهكاسب الهادَة والهزاَا التٍ حصل علَها أفراد الزهرة‪.‬‬

‫وَهكننا استعراض أهم أشكال هكاسب أفراد النخبة الناصرَة وحلفابها فٍ المطاع‬
‫الخاص فَها َلٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬زَادة اهتَازات كبار رجال الدولة‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة ْعضاء ”هجلس لَادة الثورة“ فمد تمرر هنح كل هنهم هعاشاا شهرًَّا لَهته‬
‫‪ 500‬جنَه وخ ًّطا تلَفونًَّا وجواز سفر دبلوهاسًَّا‪ .‬ولد شهلت اهتَازاتهم استراحات فخهة‬
‫وفلل وشمماا فاخرة هنا وهنان‪ ،‬بإَجار رهزٌ أو هجاناا‪ ،‬بجانب التهتع بخدهات هتعددة‬
‫هجانَة‪ ،‬واستخدام سَارات فخهة(‪ .)688‬ولد تم تخفَض الهعاشات بعد ذلن‪ ،‬وحتً هرتب‬
‫دمحم نجَب كربَس تم تخفَضه إلً النصؾ‪ ،‬هى ‪ 500‬إلً ‪ 250‬جنَ اها‪ ،‬باٖتفاق هعه‪ ،‬لكى‬
‫حَى تولً عبد الناصر الرباسة أعَد الهرتب كها كاى بجانب البدٖت‪.‬‬

‫(‪ )688‬ط‪ .‬ز‪ .‬شاكش‪ :‬انًشجع انساتق‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪388‬‬
‫ولد تم هدم بَت الربَس جهال عبد الناصر فٍ هنشَة البكرٌ وإعادة بنابه علً‬
‫هساحة ‪ 13.400‬ألؾ هتر هربع هنها ‪ 1300‬هتر هى الهبانٍ هى طابمَى‪ ،‬بخٗؾ‬
‫اٖستراحات هنا وهنان‪.‬‬

‫‪ -‬زَدت اهتَازات كبار الضباط بحَث تخطت نسبة زَادة هداخَل أٌ فبة أخري(‪.)689‬‬

‫فمد تم هنح بدٖت التهثَل لبعض الرتب ْول هرة كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ 1350‬جنَ اها سنوًَّا‬ ‫الفرَك‬

‫‪ 750‬جنَ اها سنوًَّا‬ ‫اللواء‬

‫‪ 375‬جنَ اها سنوًَّا‬ ‫العهَد‬


‫ا‬
‫وهعدٖ‪ ..‬أصبح هنان عٗوة‬ ‫‪ -‬كها زَدت الهرتبات والعٗوات لكل الضباط أنواعاا ولَ اها‬
‫تعلَم وعٗوة تشكَل وعٗوة هترجم‪ ...‬إلخ‪ ،‬هذا ؼَر المروض الحكوهَة التٍ ٖ تسترد‬
‫بالكاهل‪ ،‬وبدٖت السفر‪ .‬كها أصبحت الترلَات أسرع‪ ،‬وحصل الضباط علً حموق‬
‫للعضوَة فٍ عدَد هى اْندَة‪ ،‬وعلً تسهَٗت للسفر إلً الخارج للعٗج‪ .‬وزَدت بدٖت‬
‫السكى وألاهة‪ ،‬كها حصلوا علً تسهَٗت بالنسبة لحجز الشمك الفاخرة والسَارات‬
‫وتمسَط أثهانها‪ .‬كها تم رفع سى أحالة للهعاش للرتب الكبَرة(‪ .)690‬وعى طرَك‬
‫توصَات الهشَر عاهر وؼَره هى كبار المادة حصل كثَر هى الضباط وؼَرهم هى‬
‫الهحاسَب علً ها تَسر هى شمك الحراسات وؼَرها هى الهزاَا‪.‬‬

‫‪ -‬كها حصل كبار رجال الدولة علً اهتَازات أخري‪ :‬زَد بدل انتمال وكَل الوزارة إلً‬
‫‪ 20‬جنَ اها ثم إلً ‪ 75‬جنَ اها شهرًَّا‪ ،‬و‪ 150‬لوكَل أول الوزراء‪ ،‬بأضافة إلً ‪150‬‬
‫جنَ اها كبدل تهثَل‪ .‬وبعد اٖنمٗب هباشرة صدر لرار بولؾ استخدام سَارات الحكوهة‬
‫(‪ 600‬سَارة) ولكى بعد عدة أشهر أعَد استخداهها وارتفع عددها أضعافاا كثَرة‪ ،‬حتً‬
‫إى استهٗكها السنوٌ لد بلػ ‪ 20‬هلَوى جنَه فٍ أواخر الفترة‪ .‬كها رفع الحد اْلصً‬
‫للهرتبات بحَث بلؽت النسبة بَى الحد اْدنً واْلصً ‪ 40/1‬حسب تمدَر عادل‬
‫ؼنَم(‪ ،)691‬و‪ 55/1‬حسب تمدَر ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر(‪ ،)692‬وصدر لرار فٍ ‪ 1961‬برفع الحد‬
‫اْلصً للدخل السنوٌ لوظَفة الهدَر هى ‪ 2500‬إلً ‪ 5000‬جنَه‪.‬‬

‫‪ -‬خٗل الفترة هى ‪ 1967-1962‬شهد لطاع الخدهات واْعهال الزَادة اِتَة‪:‬‬

‫(‪ )689‬هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪ ،1972-1952‬ص ‪.341‬‬


‫(‪ )690‬حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.128-127‬‬
‫(‪ )691‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬فبراَر ‪.1968‬‬
‫(‪)692‬ط‪ .‬ز ‪ .‬شاكش‪ :‬انًشجع انساتق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪389‬‬
‫زَادة فٍ الوظابؾ العلَا بنسبة ‪.%161‬‬

‫وزَادة فٍ دخل هذه الوظابؾ ‪.%230‬‬

‫وزَادة فٍ الوظابؾ التخصصَة ‪.%145‬‬

‫وزَادة الوظابؾ الفنَة ‪.%128‬‬

‫وزَادة الوظابؾ أدارَة ‪.%145‬‬

‫كذلن بلػ عدد الهعَنَى بدرجة الهدَر العام إلً ‪ 1400‬شخص(‪.)693‬‬

‫كثَرا فٍ لطاع الؽزل والنسَج‬


‫ا‬ ‫ولد برزت ظاهرة نهو عدد أدارََى وفابض العهالة‬
‫بالذات‪ .‬فمد ارتفع عدد الهدَرَى واْخصابََى بـ‪ %300‬بَنها زاد عدد العهال الههرة‬
‫والعادََى والفنََى والهٗحظَى بـ‪ ،%160‬وارتفعت نسبة الهدَرَى واْخصابََى بالنسبة‬
‫لهجهل العاهلَى هى ‪ %1.59‬إلً ‪.)694(%4‬‬

‫كبَرا بلػ ‪ 700‬شخص بعد سموط‬


‫ا‬ ‫كها ارتفع عدد الهعَنَى علً درجة وزَر ارتفاعاا‬
‫الناصرَة بملَل‪ ،‬حتً عام ‪.)695(1974‬‬

‫‪ -‬كها شهدت الفترة الناصرَة ظاهرة تعدد الهناصب للفرد الواحد بشكل هلفت(‪،)696‬‬
‫فكاى هى الهعتاد أى َحتل فرد واحد عدَداا هى الهناصب‪ ،‬هثل كهال الدَى حسَى‪ ،‬عبد‬
‫الحكَم عاهر‪ ،‬لدرجة أنه ٖ َكوى لدَه هتسع هى الولت لهجرد التفكَر فَها جهَعاا‪ .‬وكل‬
‫هنصب خصص له أجر وهزاَا خاصة‪ .‬وهى المضاَا التٍ أثَرت فٍ الخهسَنات لَام عدد‬
‫هى أعضاء البرلهاى بالعهل فٍ هشروع هدَرَة التحرَر وذلن بالهخالفة للمانوى الذٌ‬
‫َهنع عضو البرلهاى هى المَام بعهل آخر فٍ هإسسات الدولة‪.‬‬

‫‪ - 2‬بلؽت الهصروفات الهخصصة لمَادات التنظَم السَاسٍ وأعضاء البرلهاى ها َلٍ‪:‬‬

‫‪ 250‬جنَ اها شهرًَّا بدل طبَعة عهل ْهَى الهحافظة‪.‬‬

‫‪ 150‬جنَ اها شهرًَّا بدل طبَعة عهل ْهَى المسم‪.‬‬

‫‪ 27‬جنَ اها شهر ًَّا بدل طبَعة عهل ْهَى هساعد المسم‪.‬‬

‫(‪َ )693‬فس انًشجع‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫(‪ )694‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫(‪ )695‬هجلة ”روز الَوسؾ“‪.1975/7/21 ،‬‬
‫(‪ )696‬حهروش‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪390‬‬
‫‪ 350‬جنَ اها شهرًَّا بدل طبَعة عهل ْهَى عام الهحافظة‪.‬‬

‫‪ 165‬جنَ اها شهرًَّا هصارَؾ سَارة لٓهَى واْهَى الهساعد‪.‬‬

‫هذا بخٗؾ بدٖت التفرغ(‪ .)697‬وهٍ أرلام كبَرة بهماََس تلن الفترة‪.‬‬

‫أها عضو البرلهاى فحصل علً هرتب ‪ 75‬جنَ اها شهر ًَّا زَد إلً ‪ 125‬جنَ اها‪،‬‬
‫بأضافة إلً أسبمَة حجز سَارة نصر بالتمسَط علً بمَة الهواطنَى‪ ،‬كها هنحوا شمماا‬
‫سكنَة فٍ هبانٍ الدولة بؤسبمَة خاصة(‪.)698‬‬

‫‪ - 3‬بأضافة إلً هذه اْشكال الهمننة للهزاَا‪ ،‬انتشر بشكل فاضح نهب كثَر رجاٖت‬
‫الدولة ْهوال الشركات والهإسسات الحكوهَة(‪:)699‬‬

‫‪ -‬اٖختٗس الهباشر هى لبل كبار رجال الدولة والتٍ حولت عى طرَمها هََٗى‬
‫الجنَهات إلً النشاط الخاص‪ .‬وهى الفضابح الشهَرة اختٗسات وؼَرها هى أشكال فساد‬
‫هدَرَة التحرَر التٍ حها الهسإول عنها ربَس الدولة بنفسه‪ .‬وطبعاا ؼَرها الكثَر‪.‬‬

‫وهى اِلَات الشهَرة لٗختٗس ها ذكره اثناى هى الهتههَى تم اتهاههها باختٗس‬


‫هبلػ ‪ 10770‬جنَ اها هى هجهع استهٗكٍ تسلهاه لشراء خضر وفواكه‪ ،‬فمدها أهام‬
‫الهحكهة دفاعاا هضهونه أى العهل جري فٍ الهجهعات علً أى َحرر الهوظؾ علً نفسه‬
‫إَصاٖت بالهبالػ التٍ َتسلهها‪ ،‬علً ذهة شراء بضابع هعَنة‪ ،‬علً أى َسترد هذه‬
‫أَصاٖت عند تورَد ها َساوٌ لَهة الهبالػ هى بضابع‪ .‬وكاى هى نتابج ذلن أى الهوظؾ‬
‫الهختلس َستطَع أى َصطنع إَصاٖت‪ ،‬وَولع علَها باهضابه‪ ،‬ثم َزعم أنه كاى لد حرر‬
‫هذه أ َصاٖت بالهبالػ التٍ تسلهها‪ ،‬وأنه استردها بعد أى ورد بضابع بمَهتها‪ ،‬وَتخذ‬
‫دلَٗ علً براءة ذهته(‪.)700‬‬
‫هى وجود اَٖصاٖت تحت َده ا‬

‫وهنا نتذكر لضَة اختٗس للهال العام تم أثناء نظرها اؼتَال الهستشار كاهل لطؾ هللا‬
‫لبل َوم واحد هى هوعد نظره فٍ المضَة‪ ،‬وكاى الحكم الهتولع هو سجى أحد رجاٖت‬
‫الحكم‪ ،‬وكاى الماضٍ لد رفض اٖنصَاع ْواهر هراكز الموي بالحكم ببراءة الهتهم‪ .‬ولد‬
‫تم لتله بإلمابه هى أعلً فَلته بهصر الجدَدة‪.‬‬

‫‪ -‬كها عهل كثَر هنهم بالسهسرة بَى لطاع الدولة والمطاع الخاص باستؽٗل الهناصب‬
‫والنفوذ‪ .‬وضهى اْهثلة لَام ربَس هجلس إدارة شركة هى شركات المطاع العام‪ ،‬وكاى‬

‫(‪ )697‬صحَفة ”اْخبار“ الهصرَة‪.1971/5/29 ،‬‬


‫)‪ (698‬حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو (‪ ،)2‬ص ‪ 635‬هى طبعة ‪.1992‬‬
‫)‪َ (699‬هتلا كتاب دمحم عبد السٗم‪ ،‬النابب العام فٍ فترة الستَنات‪ :‬سنوات عصَبة – ذكرَات نابب عام هها تم ضبطه‬
‫رسهًَّا هى ولابع فساد كبري باْسهاء والتوارَخ والتفاصَل ولم َعالب هرتكبوها رؼم علم السلطات العلَا‪.‬‬
‫)‪)700‬‬
‫نفس الهرجع‪ ،‬الفصل الرابع‪.‬‬
‫‪391‬‬
‫سا للوزراء‪ ،‬بالحصول هى أحد كبار التجار علً‬‫صهرا لعلٍ صبرٌ ولت أى كاى ربَ ا‬‫ا‬
‫رشوة لدرها ‪ 13‬ألؾ جنَه همابل استعهال نفوذه الفعلٍ‪ ،‬بحكم صلة الهصاهرة التٍ‬
‫تربطه بربَس الوزراء‪ ،‬للحصول لهذا التاجر علً تنازل عى تراخَص استَراد لَهتها‬
‫‪ 100‬ألؾ جنَه‪ ،‬بالرؼم هى تؤهَم عهلَات اٖستَراد وحظر المَام بها هى جانب المطاع‬
‫ا‬
‫هزَٗ‪ ،‬بإدانة ثٗثة هى الهتههَى‬ ‫الخاص‪ ،‬ولد صدر الحكم فٍ ‪َ 29‬ونَو سنة ‪1964‬‬
‫وببراءة البالَى وهنهم صهر ربَس الوزراء(‪ .)701‬وهورست أشكال أخري هى استؽٗل‬
‫الهناصب والنفوذ لتسهَل هصالح الهحاسَب واْلارب‪.‬‬

‫‪ -‬التٗعب فٍ الدفاتر الخاصة بالعطاءات والهنالصات والهشترَات والهبَعات بالتنسَك‬


‫هع المطاع الخاص أو بدونه‪ .‬هع تزََؾ الحسابات هى هصروفات وهَزانَات وهوارد‬
‫هالَة‪ .‬ولد اعتاد الفاسدوى حرق الهستندات والوثابك الدالة علً حدوث اختٗسات‬
‫وتٗعبات فٍ هَزانَات الهإسسات الهختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬تزََؾ هَزانَات الشركات بحَث تظهر وكؤنها تحمك أربا احا بَنها تكوى خاسرة‪،‬‬
‫وذلن لتبرَر صرؾ الحوافز والهكافآت التٍ َحصل الهدَروى علً جانبها اْعظم‪ ،‬هع‬
‫رشوة الهحاسبَى الذَى َزوروى الحسابات‪ .‬وكاى الوزراء الهختصوى َمروى هذا‬
‫التزََؾ(‪.)702‬‬

‫‪ -‬التربح بالتٗعب فٍ بدٖت السفر واْجور أضافَة‪.‬‬

‫‪ -‬التٗعب بؤهوال اْولاؾ بالسرلة الهباشرة وأشكال أخري تشهل تسلَم أهوال هى‬
‫اْولاؾ الخَرَة إلً كبار الهسإولَى لصرفها فٍ شبوى سَاسَة تحهل طابع السرَة وٖ‬
‫َهكى أفصاح عنها‪.‬‬

‫‪ -‬وهى اْسالَب اْخري ٖستؽٗل لطاع الدولة‪ ،‬استخدام العهالة الهدربة فٍ الهصانع‬
‫الخاصة بهدَرٌ بعض الشركات بؤجور هنخفضة همابل هنحهم إجازات طوَلة هى شركة‬
‫الدولة‪ .‬كذلن كاى بعض أدارََى َموم باستخدام هصانع الدولة فٍ بعض العهلَات‬
‫الوسَطة لصناعاتهم الخاصة‪ ،‬وكاى هذا أكثر وضو احا فٍ شركات الهماوٖت‪ ،‬حَث‬
‫استخدهت هعدات شركات الدولة فٍ اْعهال الخاصة لهماولٍ المطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬تكوَى شبكات عصابَة حمَمَة تشهل كبار هوظفَى وهماولَى وتجار وهوردَى‬
‫وهسإولَى فٍ اٖتحاد اٖشتراكٍ وفٍ الهوالع الهسهاة بالسَادَة بالدولة‪ ،‬تموم بنهب‬
‫أهوال الدولة بؤسالَب هلتوَة وَتم تمسَهها بَى أفراد هذه العصابات‪.‬‬

‫‪ -‬اٖستَٗء علً جزء هى التبرعات للهجهود الحربٍ‪.‬‬

‫)‪)701‬‬
‫نفس الهرجع‪ ،‬الفصل الثانٍ‪.‬‬
‫)‪(702‬‬
‫نفس الهرجع‪ ،‬الفصل الرابع‪.‬‬
‫‪392‬‬
‫‪ -‬كذلن تم نهب الكثَر هى أهوال أسرة دمحم علٍ ونهب اْهوال الهوضوعة تحت‬
‫الحراسة‪ ،‬كها اشتري بعض كبار رجال الدولة بعض الهنشآت الهوضوعة تحت الحراسة‬
‫بؤسعار بخسة‪ .‬كذلن استولً بعض كبار الضباط علً لصور وفلل تعود للعابلة الهالكة‬
‫الهخلوعة‪.‬‬
‫ا‬
‫أشكاٖ هختلفة هى الفساد‪ .‬ضهى ذلن أنهم كانوا َحضروى‬ ‫‪ -‬هارس عدَد هى الضباط‬
‫أجهزة هنزلَة هثل الثٗجات والتلَفزَونات وأجهزة التكََؾ هى عدى عى طرَك الَهى‬
‫وَنملونها إلً هصر لبَعها فٍ السوداء‪ .‬كها لام البعض بتهرَب السبابن الذهبَة‬
‫والهجوهرات إلً الخارج‪.‬‬

‫‪ -4‬تعاهل المطاع الخاص هع لطاع الدولة باعتباره بمرته الحلوب وبالتعاوى هع رجال‬
‫رجال الدولة‪ .‬وهى أسالَب ذلن‪:‬‬

‫بالتعاوى بَى الرأسهالََى وكبار الهٗن والناصرَى استطاعوا هراكهة ثروات طابلة‬
‫علً حساب لطاع الدولة وهداخَلها‪ .‬ولم َمتصر النهب علً هإسسات هعَنة‪ ،‬بل شهل كل‬
‫هإسسات الدولة‪ :‬الجَش وأجهزة اْهى واْجهزة الهدنَة‪ ،‬وكذلن التنظَم السَاسٍ‬
‫والشركات والهإسسات التابعة للدولة وحتً النوادٌ الرَاضَة‪ .‬فبأضافة إلً ها لُدم هى‬
‫صا كبار هٗن‬‫دعم شبه هباشر للمطاع الخاص الكبَر ؼَر الهإهم هى لبل الدولة‪ ،‬وخصو ا‬
‫اْراضٍ‪ ،‬استنزؾ رجال الدولة ورجال اْعهال وكبار الهٗن أهوال الدولة و”المطاع‬
‫العام“ بشكل لم َسبك له هثَل‪.‬‬

‫‪ -‬كاى للتجار والسهاسرة وكبار هٗن اْراضٍ والهماولَى‪ ،‬سواء هى داخل أو خارج‬
‫النخبة نصَب اْسد هى الهكاسب‪ .‬كها أشرنا هى لبل‪ ،‬أسندت لهماولٍ الباطى أعهال‬
‫لَهتها ‪ 720‬هلَوى جنَه خٗل خطة ‪ ،1965-1960‬بهتوسط ‪ 144‬هلَوى سنوًَّا‪ .‬ولد‬
‫حمموا أربا احا فاحشة َعود جزء كبَر هنها إلً الهبالؽة فٍ أسعار التكلفة‪ .‬وَضَؾ علٍ‬
‫صبرٌ أنه فٍ العام الثالث للخطة الخهسَة زادت تكلفة أنشاءات عى السنة اْولً‬
‫بـ‪ ،%25‬ذهب هعظهها لهماولٍ الباطى(‪ ،)703‬وحسب رواَته فٍ هكاى آخر‪ ،‬لام هماولو‬
‫الباطى بـ‪ %80‬هى أعهال أنشاءات فٍ الخطة الخهسَة(‪ .)704‬ولد تكرر نفس الهشهد‬
‫طوال العهد الناصرٌ‪ ،‬بحَث حمك الهماولوى أربا احا ضخهة‪.‬‬

‫‪ -‬وبأضاف ة إلً هذه الوسابل‪ ،‬كاى َتم اٖستَٗء علً أهوال الدولة الهخصصة لدعم‬
‫السلع‪ ،‬فالدعم لم َوجه فمط لسلع استهٗكَة ضرورَة‪ ،‬بل وجه أَضاا لسلع تعد ترفَهَة‬
‫بالهماََس السابدة فٍ هصر خٗل تلن الفترة‪ ،‬هنها الدلَك الفاخر (لصناعة الحلوَات)‬
‫وؼَره‪ .‬وضهى الظواهر الفاضحة ولتها استَٗء التجار باٖتفاق هع هسإولَى حكوهََى‬

‫(‪ )703‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫(‪ )704‬ا‬
‫نمٗ عى عادل حسَى‪ ،‬عبد الناصر والنظام اٖلتصادٌ‪ ،‬رد علً الهعارضَى والنالدَى‪ ،‬هجلة ”الهستمبل‬
‫العربٍ“‪ ،‬عدد ‪َ 35‬ناَر ‪ ،1982‬هاهش ‪.24‬‬
‫‪393‬‬
‫علً السلع الرخَصة هى الجهعَات اٖستهٗكَة الحكوهَة وبَعها فٍ السوق السوداء‬
‫لحسابهم‪.‬‬

‫‪ -‬لام التجار بالوساطة فٍ تبادل هنتجات لطاع الدولة‪ ،‬فبلػ حجم عهلَات إعادة البَع‬
‫لهذه الهنتجات لشركات أخري للدولة ‪ 200‬هلَوى جنَه فٍ أواسط الستَنات(‪ .)705‬هذا‬
‫بخٗؾ عهوٖت السهاسرة والوسطاء بَى نفس الشركات وبَنها وبَى شركات المطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬ولد حددت الدولة أسعار السلع الهنتجة فٍ شركاتها‪ ،‬ولكى لم تحدد أسعار كل الهواد‬
‫الخام الهشتراة هى المطاع الخاص‪ ،‬ها عدا بعضها‪ ،‬هثل المطى‪ ،‬هها ساهم فٍ انخفاض‬
‫هعدل الربح الذٌ َحممه لطاع الدولة لصالح المطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬وهى خٗل التعالدات بَى لطاع الدولة الصناعٍ والمطاع الخاص‪ ،‬كاى َتم ‪ -‬بواسطة‬
‫الرشوة ‪ -‬استخدام هنتجات وسَطة ردَبة الهواصفات هى إنتاج المطاع الخاص فٍ‬
‫هصانع الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬كها انتشرت لعبة أخري‪ ،‬هٍ بَع هنتجات لطاع الدولة نالصة الصنع للمطاع الخاص‬
‫بؤسعار هرتفعة‪ ،‬لَتم استكهال تصنَعها وبَعها فٍ السوق السوداء‪ْ ،‬نها فٍ هذه الحالة‬
‫ٖ تدرج ضهى حصص إنتاج المطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬كها كاى َتم تجاوز المانوى الذٌ َهنع شركات الدولة هى التعاهل هع تاجر بعَنه‬
‫ولدَنا هثال ثارت بشؤنه ضجة فٍ البرلهاى وتشكلت لجنة عام ‪ 1969‬بشؤنه‪ ،‬وهو حدَد‬
‫التسلَح‪ .‬فمد اكتشفت تلن اللجنة فضابح كثَرة بهذا الشؤى‪ ،‬هنها علً سبَل الهثال حاٖت‬
‫تم فَها التعالد بَى شركة الدولة وعدد هحدود هى تجار المطاع الخاص (أشخاص بعَنهم)‬
‫هع تسجَل عدد ‪ 16‬وسَ اطا وههًَّا(‪ . )706‬كذلن كاى تجار الخردة َحصلوى علً كثَر هى‬
‫هنتجات لطاع الدولة كخردة‪ ،‬لَتم بَعها فَها بعد كسلع تاهة الصنع(‪.)707‬‬

‫‪ -‬لم تسلم البنون هى استؽٗل رجال اْعهال‪ ،‬فباستنادهم إلً عٗلاتهم بكبار‬
‫الهوظفَى‪ ،‬أو لكونهم كبار هوظفَى‪ ،‬لام الهماولوى ههى َهتلكوى أراضٍ بناء خاصة‬
‫باٖلتراض هى البنون بالضهاى الشخصٍ أو بضهاى اْرض‪ ،‬هستخدهَى هذه المروض‬
‫فٍ تهوَل عهلَات أنشاءات التٍ َموهوى بها‪.‬‬

‫(‪ )705‬بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.215‬‬


‫(‪ )706‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد أؼسطس‪.1973 ،‬‬
‫(‪ )707‬ذكر ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر هعطَات أخري حول استؽٗل تجار الجهلة للدولة فٍ العهد الناصرٌ‪ .‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص‬
‫‪.127-126‬‬
‫‪394‬‬
‫‪ -‬وفٍ هجال التجارة الخارجَة‪ ،‬لصرت الدولة حك اٖستَراد رسهًَّا علً نفسها أو أى‬
‫َتم هى خٗلها‪ .‬ولكى لم َتحمك هذا فٍ الوالع‪ .‬فمد كاى َتم بَع تراخَص اٖستَراد‬
‫للمطاع الخاص‪ .‬فمام رجال اْعهال‪ ،‬هى خٗل هدَرٌ شركات الدولة بعمد صفمات خاصة‬
‫فٍ الخارج‪ ،‬كها استهرت هكاتب التصدَر واٖستَراد الخاصة فٍ العهل رؼم الحظر‬
‫المانونٍ(‪ ،)708‬كها استهر اْفراد َموهوى بؤعهال الوكالة للشركات اْجنبَة هى باطى‬
‫شركات الدولة التجارَة(‪ . )709‬وهى أشكال استَراد السلع الهحظور استَرادها التهرَب‬
‫بوسابل هختلفة‪ .‬ولد بلؽت كهَة الهٗبس الههربة عى طرَك لطاع ؼزة فمط ‪ 140‬طنًّا‬
‫فٍ الصَؾ‪ 400 ،‬طنًّا فٍ الشتاء(‪ .)710‬وضهى الهخالفات التٍ اكتشفتها اللجنة البرلهانَة‬
‫سابمة الذكر عام ‪ 1969‬ها تعلك بالتجارة الخارجَة‪ ،‬إذ اكت ُشفت حاٖت تم فَها اٖستَراد‬
‫بواسطة لطاع الدولة بؤسعار أعلً بكثَر هى أسعار السوق العالهٍ‪ ،‬همابل عهوٖت بلؽت‬
‫فٍ بعض الحاٖت ‪ %40‬هى لَهة الصفمة نفسها‪ ،‬وكانت العهوٖت فٍ أؼلب الحاٖت‬
‫تودع فٍ البنون اْجنبَة فٍ الخارج(‪ .)711‬وهى اْهثلة الفاضحة ها ذكره النابب العام‬
‫وكَٗ لوزارة العدل دعَت إلً زَارة هصانع الشركة‪،‬‬‫ا‬ ‫اْسبك‪” :‬وأذكر أنه أثناء أى كنت‬
‫ولمد سجلت التحمَمات رلم ‪ 115‬و ‪ 243‬و ‪ 1966/81‬حصر أهوال عاهة ولابع هذهلة‬
‫هنها أنه أجرَت هنالصة عالهَة لتورَد لطع روهاى بلٍ‪ ،‬وأسفرت عى وجوب إسناد‬
‫العهلَة إلً شركة َابانَة تمدهت بؤلل اْسعار وتوافرت فَها كل الضهانات‪ ،‬وهع ذلن فمد‬
‫رأت عصبة هى الهشرفَى علً شبوى الشركة‪ ،‬وعلً رأسهم هدَرها الهالٍ والتجارٌ‪،‬‬
‫إرساء الهنالصة علً شركة ألهانَة هٍ شركة ‟فاج„ وصدر إلَها أهر التورَد بسعر َزَد‬
‫‪ 26000‬جنَه عى سعر الشركة الَابانَة‪ ،‬وعلً أى َدفع بالعهلة الصعبة“(‪.)712‬‬

‫‪ -‬كها كاى هعظم أنتاج َوزع بواسطة التجار‪ ،‬فَتسرب جزء كبَر هى أنتاج الهدعم‬
‫إلً السوق السوداء‪ ،‬خاصة بالنسبة للهلبوسات والهواد الؽذابَة‪ .‬وعلً سبَل الهثال‬
‫تصرؾ المطاع الخاص فٍ ‪ %93‬هى تجارة الهنسوجات‪ ،‬أٌ ‪ 120‬هلَوى جنَه‪ .‬وضهى‬
‫ها كاى َتسرب إلً السوق السوداء حدَد التسلَح الذٌ كانت الدولة تبَعه بـ ‪ 350‬جنَ اها‬

‫(‪ )708‬عبد الهؽنٍ سعَد‪ ،‬أَى َسَر اٖلتصاد الهصرٌ‪ ،‬ص ‪ .78‬ولدم دمحم عبد السٗم‪ ،‬النابب العام فٍ الستَنات‪ ،‬فٍ‬
‫هذكراته ا‬
‫هثاٖ عهلًَّا لذلن عام ‪ : 1964‬اتفاق هى تحت الطاولة بَى ربَس هجلس إدارة شركة هى شركات المطاع العام‬
‫صهرا لعلٍ صبرٌ ربَس الوزراء ولتها‪ .‬الهرجع السابك‪ ،‬الفصل الثانٍ‪.‬‬
‫ا‬ ‫وتاجر كاى‬
‫(‪ )709‬همالة سعد الدَى إبراهَم فٍ هجلة ”لضاَا فكرَة“‪ ،‬الكتاب الرابع‪.1986 ،‬‬
‫(‪) 710‬‬
‫بَلَاَؾ & برَهاكوؾ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪ ،216‬ا‬
‫نمٗ عى هجلة ”الطلَعة“‪َ ،‬ونَو ‪.1966‬‬
‫(‪ )711‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد أؼسطس ‪.1973‬‬
‫ا‬
‫كاهٗ عى نشاط السوق السوداء فٍ هصر الناصرَة‪ ،‬بها فٍ ذلن‬ ‫ولد لدهت ”الطلَعة“ فٍ عدد فبراَر ‪ 1967‬هل ًّفا‬
‫الدور الخاص لمطاع الدولة كهصدر ْرباح الهضاربَى وتجار السوق السوداء‪.‬‬
‫ا‬
‫وكَٗ لوزارة العدل دعَت إلً زَارة هصانع الشركة‪ ،‬وكاى أول ها‬ ‫)‪ (712‬وَضَؾ الهستشار‪” :‬وأذكر أنه أثناء أى كنت‬
‫لفت نظرٌ أى أجزاء السَارات كانت هشونة فٍ صنادَك‪ ،‬الكثَر هنها هكسور وهتروكة بالهبات فٍ أرض فضاء هلحمة‬
‫بالهصنع وبؽَر حراسة حمَمَة‪ ،‬اْهر الذٌ َفتح الباب واسعاا للسرلة أو لٗدعاء بها إخفاء ٖختٗس‪ .‬ولمد صح ها‬
‫تولعته‪ ...‬هوجودات الشركة لم تجرد هنذ إنشابها حتً عام ‪ ،1965‬فلها أجرٌ الجرد فٍ هذا العام‪ ،‬أسفر عى عجز‬
‫لدره نحو هلَوى جنَه‪ ،‬ولد اختفً هذا الهبلػ بمدرة لادر‪ ،‬ولم َعرؾ علً وجه التحدَد هنشإه“‪ .‬دمحم عبد السٗم‪،‬‬
‫الهرجع السابك‪ ،‬الفصل السادس‪.‬‬
‫‪395‬‬
‫للطى فَعَد التجار بَعه بـ ‪ 700‬جنَه‪ ،‬والهساهَر التٍ كانت الدولة تبَعها بـ ‪ 10‬لروش‬
‫للعلبة فَبَعها التجار بهابة لرش(‪.)713‬‬

‫‪ -‬تعاوى الهوظفوى هع أؼنَاء الرَؾ فٍ نهب الفٗحَى بهختلؾ الوسابل ؼَر الهمننة‪.‬‬
‫فمد تعرض بنن المرَة والجهعَات التعاونَة الزراعَة ٖستؽٗل كبار هٗن اْراضٍ‪ ،‬وذلن‬
‫كثَرا هى ولابع النهب فٍ الرَؾ‪،‬‬
‫ا‬ ‫بالتعاوى هع الهوظفَى‪ .‬ولد كشفت الصحؾ الرسهَة‬
‫واستؽٗل الفٗحَى‪ ،‬وتهرَب اْرض هى حصر لجاى أصٗح الزراعٍ‪ ...‬إلخ‪ .‬كها كاى‬
‫كبار هٗن اْراضٍ َحصلوى علً لروض هى بنن المرَة بفوابد هنخفضة وَعَدوى‬
‫إلراضها لفمراء الفٗحَى بالربا‪ ،‬وكذلن حصلوا علً بذور وأعٗؾ هدعهة وأعادوا بَع‬
‫جزء هنها لصؽار الفٗحَى فٍ السوق السوداء‪ .‬كها شهل اٖستؽٗل التٗعب بحصص‬
‫اْسهدة‪ ،‬وحصص تورَد الهحاصَل‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ولد كاى التفاوت اٖجتهاعٍ فٍ الرَؾ صار اخا لدرجة أثارت لواعد النظام الناصرٌ‪،‬‬
‫نظرا هى النخبة الحاكهة والجهاز السَاسٍ‪ ،‬والتٍ رأت أى طبمة‬
‫وحتً العناصر اْبعد ا‬
‫الفٗحَى لد تضطر إلً التحرن ها لم تتحرن الدولة‪ ،‬والتٍ تحركت علً طرَمتها بعد‬
‫اؼتَال صٗح حسَى‪.‬‬

‫***************************‬

‫ولد تفاوتت عهلَة هراكهة الثروات الخاصة بَى شخص وآخر هى أفراد النخبة بحسب‬
‫هولعه وعٗلاته سواء داخل النخبة أم خارجها‪.‬‬

‫وهى الهٗحظ أى عدداا هى كبار المادة السَاسََى الهتصدرَى هى أفراد النخبة‬


‫الناصرَة ذوٌ النفوذ اْكبر وأصحاب الهناصب اْسهً بجهاز الدولة‪ ،‬وهنهم عبد‬
‫كثَرا (أو لم َستطَعوا بحكم هناصبهم) بهراكهة الثروات‬ ‫ا‬ ‫الناصر نفسه‪ ،‬لم َهتهوا‬
‫الضخهة‪ ،‬فٍ الظاهر علً اْلل‪ .‬وَهكى تفسَر هذه الظاهرة علً أساس أى هإٖء المادة‬
‫كانوا اْكثر لدر ة علً تهثَل النخبة ككل ولذلن كانوا اْكثر هَهنة فٍ السلطة‪ ،‬وبالتالٍ‬
‫سفورا أهام الجهاهَر‪ ،‬وهى هنا كاى اعتهادهم اْساسٍ علً هداخَلهم الهمننة‬ ‫ا‬ ‫اْكثر‬
‫والتٍ لم تكى تكفٍ علً أٌ حال لتحوَلهم إلً هلَونَرات‪ .‬فبلوغ أعلً الهناصب كاى‬
‫هصدرا للنفوذ السَاسٍ الضخم وللهكانة‪ ،‬إٖ أى استخدام هذه‬ ‫ا‬ ‫َهكى أى َكوى فمط‬
‫الهناصب لجهع الثروات كاى شَب اا بالػ الضرر للنخبة البَرولراطَة ككل‪ .‬وهذا ها َفسر‬
‫السلون اْكثر انضبا اطا للمادة الكبار هع استثناءات هحدودة‪ ،‬كلفت النظام ؼالَاا هع ذلن‪،‬‬
‫هثٗ(‪ .)714‬ولذلن كاى النهب الناصرٌ بالنسبة لكبار‬‫هثل زهرة الهشَر سَبة السهعة ا‬
‫المادة ‪ -‬بوجه عام ‪َ -‬تم إها فٍ حدود المانوى أو بشكل وبمدر ٖ َإدٌ إلً سخط‬
‫الجهاهَر‪ .‬وٖ َهكى استبعاد توفر حسى النَة بالنسبة لكثَر هى الناصرََى الذَى تصوروا‬

‫(‪ )713‬نفس الهوضع‪.‬‬


‫(‪ )714‬للولوؾ علً بعض التفصَٗت‪ ،‬ارجع إلً كتاب أحهد حهروش‪ ،‬هجتهع عبد الناصر‪ ،‬ص ص ‪.215-214‬‬
‫‪396‬‬
‫بالفعل أنهم َبنوى اٖشتراكَة وَحمموى ثورة اجتهاعَة التصادَة‪ ،‬وبالتالٍ لم َستؽلوا‬
‫هناصبهم ولم َهارسوا الفساد‪ .‬وهى هإٖء هى أصَب بصدهة حادة بعد هزَهة ‪1967‬‬
‫شؾ بعض أسرار السلطة‪ .‬لكى لم َعط كبار المادة كثَر اهتهام بهحاربة الفساد والنهب‬
‫وتك ُّ‬
‫البَرولراطٍ‪ ،‬ولم َهتهوا بتصفَة عناصر الفساد الهسنودَى هى جانب بعضهم أو هى لهم‬
‫حظوة فٍ التنظَم السَاسٍ أو الجَش‪ .‬وضهى كبار المادة هإٖء كاى ربَس الدولة نفسه‬
‫(وكهثال خالؾ الدستور والمانوى هعضداا لهجدٌ حسنَى الهسإول عى هشروع هدَرَة‬
‫التحرَر وزهٗبه‪ ،‬كها عضده فٍ انتخابات البرلهاى عام ‪ 1957‬بطرَمة فجة) وربَس‬
‫الوزراء ووزراء الداخلَة والتهوَى واٖلتصاد والرٌ والهواصٗت وؼَرهم فٍ‬
‫الستَنات(‪ .)715‬وهذا َعنٍ لنا أى هإٖء المادة كانوا هم أنفسهم علً رأس هنظوهة الفساد‬
‫أو َؽضوى الطرؾ عنها لصالح سلطتهم‪.‬‬

‫ولم َكى الحدَث عى النهب البَرولراطٍ خافتاا رؼم المهع الهستهر‪ ،‬فحتً اْجهزة‬
‫هرارا‪ ،‬وكانت داب اها حدَث الهجتهع‪ ،‬واستخدهت لوضعها‬
‫ا‬ ‫الرسهَة تناولت هذه الظاهرة‬
‫هصطلحات خاصة هثل ”الطبمة الجدَدة“‪ ،‬كها لم َخل اْهر هى هحاكهات وتصفَات‬
‫لبعض العناصر الهفرطة فٍ الفساد‪ .‬ذلن أى العناصر التٍ استطاعت أى تنهب أكثر هى‬
‫ؼَرها كانت هى رجال الصؾ الثانٍ والثالث‪ ،‬هثل هدَرٌ الشركات والهَبات اٖلتصادَة‪.‬‬

‫***************************‬

‫وفٍ الوالع ظل الشٍء الثابت وراء هسار الناصرَة ككل هو تلن العٗلة الهباشرة بَى‬
‫النخبة الحاكهة وسَاستها‪ ،‬تلن العٗلة الهتهثلة فٍ الهصالح الخاصة لهذه النخبة‪.‬‬
‫فالناصرَة لد عبرت عى الهصالح ؼَر الهباشرة للطبمة الهسَطرة‪ ،‬ولكنها إلً هذا الحد‬
‫تكوى سلطة هعلمة فٍ الهواء‪ ،‬وهذه حالة ٖ َهكى أى توجد فٍ التارَخ‪ .‬فٗ توجد سلطة‬
‫ٖ تعبر هباشرة عى هصالح فبة هحددة هى الناس تشكل سندها الهباشر‪ ،‬وٖ َوجد أبداا‬
‫هختارا لتهثَل الهصالح بعَدة الهدي لطبمة ها دوى أى َهثل أٌ هصالح لصَرة‬
‫ا‬ ‫هى َتطوع‬
‫هباشرا كانت هٍ نفسها‪،‬‬
‫ا‬ ‫تعبَرا‬
‫ا‬ ‫الهدي أو هباشرة‪ .‬وهذه الفبة التٍ عبرت عنها الناصرَة‬
‫أٌ النخبة الناصرَة هى البَرولراطََى التٍ شكلت النخبة الحاكهة ككل‪ .‬وفٍ الحمَمة‬
‫عبرت النخبة البَرولراطَة بنفسها عى هصالحها الهباشرة‪ .‬وعند هذه اللحظة هى التحلَل‬
‫نري أى الناصرَة هٍ هذه الوضعَة بالضبط‪ :‬البَرولراطَة تحكم لصالح النظام‪ ،‬بَنها‬
‫تؤخذ‪ ..‬تنتزع‪ ..‬تمتطع الثهى باه اظا‪ ،‬كلحظة أصَلة هى هسارها الهنطمٍ ‪ -‬الفعلٍ‪ٖ ،‬‬
‫كاستثن اء‪ ،‬بل كوجودها الحمَمٍ‪ ،‬هفهوهها الخاص‪ ،‬سواء اتخذ صَؽة لانونَة أو عرفَة‪.‬‬
‫كانت أَضاا النخبة البَرولراطَة هٍ التٍ هارست إنتاج الفكر الناصرٌ والسَاسة‬

‫)‪ )715‬ارجع إلً كتاب دمحم عبد السٗم سابك الذكر‪ .‬وفٍ هوضوع هجدٌ حسنَى َهكى للمارئ العودة إلً هذكرات عبد‬
‫اللطَؾ البؽدادٌ (الباب اْول‪ :‬أزهة هجلس اْهة) الذٌ تناول اْهر بالتفصَل هوض احا ضؽوط الربَس علً البرلهاى‬
‫لعدم إدانة هجدٌ حسنَى وأعضاء آخرَى بالبرلهاى‪ ،‬وفٍ النهاَة تم اعتبار هشروع هدَرَة التحرَر هشروعاا خاصًّا ‪-‬‬
‫رؼم أنه كاى هشروعاا حكوهًَّا – ٔنماذ هإٖء‪ .‬وكاى هولؾ البرلهاى سبباا كافَاا لكٍ َحاول كل هى كهال الدَى حسَى‬
‫والبؽدادٌ اٖستمالة هى الهجلس‪ ،‬حسب ها ذكر البؽدادٌ‪.‬‬
‫‪397‬‬
‫الناصرَة‪ .‬لمد كانت بداَتها الهنطمَة هٍ انمٗب ”الضباط اْحرار“‪ ،‬فحكههم‪ ،‬فسَاستهم‪،‬‬
‫فت ُّكوى نخبة خاصة عبر هذا كله وفماا لها تطلبته كل هذه اللحظات‪ .‬وفٍ الحمَمة كانت كل‬
‫هذه اللحظات تعبر عى وجود النخبة هنذ البداَة إلً النهاَة‪ .‬فاٖنمٗب نفسه كاى َعبر عى‬
‫نواة هى الضباط‪ ،‬نواة للنخبة المادهة‪.‬‬

‫ل مد شكل نهب الناصرََى‪ ،‬الهمنى وؼَر الهمنى‪ ،‬الهصلحة الهباشرة التٍ عبرت عنها‬
‫السَاسة الناصرَة‪ ،‬والتٍ توجهت هى أجل الهحافظة علً النظام اٖجتهاعٍ بالشكل‬
‫الهٗبم ٖستمرار السلطة البونابرتَة‪ .‬هكذا كانت الناصرَة التعبَر النمٍ عى هصالح كبار‬
‫رجال الدولة الجدد بشكل هباشر‪ ،‬والذَى ٖ َشكلوى فٍ النهاَة سوي هجرد واجهة‬
‫للطبمة الهسَطرة نفسها‪ ،‬ولكنها واجهة ذات هصالح هتهَزة كفبة اجتهاعَة خاصة‪،‬‬
‫واستطاعت أى تحمك ألصً هصالحها‪ .‬وبهذا َتضح ها سبك أى أشرنا إلَه فٍ المسم‬
‫اْول‪ ،‬أٌ العٗلة بَى انمٗب الضباط وهصالحهم الخاصة التٍ بدأت باٖستَٗء علً‬
‫جهاز الدولة‪ ،‬وتبَنت اِى علً نحو صرَح‪ :‬اٖستَٗء علً نصَب هلهوس هى هداخَل‬
‫هذا الجهاز والناتج الهحلٍ عهو اها‪ .‬ولد أدت عهلَة النهب هذه إلً تحول أعداد كبَرة هى‬
‫أفراد النخبة الناصرَة إلً أصحاب رإوس أهوال أو هٗن عمارََى‪ ،‬وإلً تداخل هتزاَد‬
‫بَى هصالح رجال الدولة الناصرََى وهصالح رجال اْعهال‪ .‬كها أى لطاعاا واسعاا هى‬
‫رجال اْعهال أنفسهم أصبحوا رجال دولة‪ .‬إذى أدي النهب الناصرٌ إلً إعادة الوبام‬
‫بالتدرَج بَى الدولة والطبمة الهسَطرة‪ ،‬أٌ إلً اختٗل اْساس الهادٌ الهباشر لوجود‬
‫الناصرَة‪ .‬وكاى هذا الوبام َنهو بمدر ها كانت الناصرَة تنجح فٍ الهحافظة علً حالة‬
‫السٗم اٖجتهاعٍ‪ ،‬بتحوَل التوازى السَاسٍ المدَم (‪ )1954-1952‬إلً تجهَد للصراع‬
‫اٖجتهاعٍ‪ ،‬بمتل الموي السَاسَة الهعبرة عى هختلؾ الفبات اٖجتهاعَة‪ .‬وبهذه الطرَمة‬
‫سا لوًَّا ٖستهرارها فٍ الحكم‪ ،‬ولكنها فٍ الولت نفسه كانت بهذا الشكل‬ ‫كانت تمَم أسا ا‬
‫نفسه تم ّ ِوض حكهها بطرَمة ؼَر هباشرة‪ .‬ففٍ ظل ”السٗم اٖجتهاعٍ“‪ ،‬و”تؤهَم‬
‫الصراع الطبمٍ“ وأصٗح اٖجتهاعٍ برشوة الهثمفَى وعهال الصناعة‪ ،‬كاى بهمدور‬
‫رجال الدولة أى َمَهوا الجسور هع رجال اْعهال والهٗن العمارََى بدوى إزعاج‪ .‬وبهذا‬
‫الشكل كانت الطبمة الهسَطرة تعَد تنظَم صفوفها حول هصالحها الهباشرة‪ ،‬بَنها اكتفً‬
‫الفمراء بالفتات‪ .‬وَضاؾ إلً ذلن أنه بَنها لم تنجح الدعاَة والسَاسة الناصرَة أى تهنع‬
‫إنتاج وإعادة إنتاج التعبَر السَاسٍ الهباشر عى الطبمة الهسَطرة‪ ،‬نجحت هذه الدعاَة‬
‫وهذه السَاسة فٍ استَعاب وإعادة استَعاب الهعارضة الَسارَة وأسٗهَة إلً حد كبَر‪.‬‬
‫لهذا لم تكى الناصرَة هستمرة تها اها‪ ،‬بل أخذت هع الزهى تخلٍ السبَل لعودة رجال‬
‫اْعهال إلً سدة الحكم‪ ،‬رؼم هماوهة المَادة الناصرَة‪ ،‬اْكثر نما اء فٍ التعبَر عى‬
‫هصالح جهاز الدولة‪ ،‬ورؼم هماوهة لواعد النظام الهتشبثة بمَادة كانت تتعرض لحصار‬
‫هتزاَد حتً داخل جهاز الدولة نفسه‪ .‬وَبدو أى ناصر نفسه كاى َعٍ بهذه الحمَمة‪،‬‬
‫فكثَرا ها أشار إلً ”سَطرة الرجعَة“ فٍ اٖتحاد اٖشتراكٍ وفٍ جهاز الدولة‪ ،‬كها ازداد‬
‫ا‬
‫شعوره فٍ أواسط الستَنات بموة ها أسهاه بالثورة الهضادة التٍ كانت علً حد لوله‬
‫تنظم حزبها فٍ هواجهة الثورََى ؼَر الهنظهَى‪ .‬وبهذه الحجة أنشؤ التنظَم الطلَعٍ عام‬
‫‪.1963‬‬

‫‪398‬‬
‫للسلطة الناصرَة نمول إى‬ ‫فٍ النهاَة إذا أردنا تلخَص اٖنحَازات اٖجتهاعَة‬
‫الرأسهالَة الطفَلَة بهختلؾ‬ ‫الهستفَد اْول هنها كانت بَرولراطَة الدولة العلَا‪ ،‬ثم‬
‫حصل علً الفتات الهتعلهوى‬ ‫أجنحتها‪ ،‬وَلَها كبار التجار وأؼنَاء الرَؾ‪ ،‬وفٍ النهاَة‬
‫أخري بَنها لم َحصل جل‬ ‫وعهال الصناعة الكبَرة وتم إلماء فتات الفتات لفبات‬
‫الهههشَى وعهال التراحَل والعاطلوى علً شٍء َذكر‪.‬‬

‫وبكل طرق النهب سابمة الذكر‪ ،‬هع استؽٗل النفوذ بكافة اْسالَب‪ ،‬تحول عدد كبَر‬
‫هى البَرولراطََى إلً رجال أعهال‪ ،‬كها أحكم رجال اْعهال لبضتهم علً أجهزة الدولة‬
‫تدرَجًَّا‪ ،‬هى أسفل وكذلن وهى داخل هذه اْجهزة نفسها‪.‬‬
‫كها تهكى كثَر هى رجاٖت النظام هى تهرَب اْهوال الهنهوبة إلً الخارج‪.‬‬

‫***************************‬

‫‪ - 3‬الناصرَة فٍ التارَخ‪:‬‬
‫سَطرت الناصرَة لفترة هى تارَخ هصر الحدَثة‪ .‬كها أسلفنا حكهت باسم النظام المابم‬
‫هعبرةا عى هصالحه هى خٗل هصالح النخبة البَرولراطَة‪ .‬بهذا الهعنً كانت تعبر عى‬
‫الهصالح ؼَر الهباشرة للطبمة الهسَطرة‪ ،‬أٌ هصالحها العاهة‪ ،‬بعَدة الهدي‪.‬‬

‫فٍ الحمَمة لم تطرح طبمتنا الهسَطرة علً نفسها أبداا هههة المَام بثورة برجوازَة‪،‬‬
‫بل حاربت الحركة الوطنَة الدَ ُهمراطَة بضراوة‪ .‬وبالنسبة للناصرَة وجدنا فٍ الفصول‬
‫السابمة أنها لم تحمك ههام ثورَة‪ ،‬فعلً صعَد اٖلتصاد حممت درجة هحدودة هى نهو‬
‫التخلؾ‪ ،‬وكانت الهحصلة العاهة أنها حممت ألل هها كاى َهكى تحمَمه فٍ ظل نظام عهَل‬
‫ا‬
‫استمٖٗ سَاسًَّا‬ ‫بالكاهل‪ .‬وعلً صعَد السَاسة لم تحمك ثورة دَ ُهمراطَة‪ ،‬كها لم تحمك‬
‫ا‬
‫كاهٗ‪ .‬وباختصار لم تنجز أٌ هرحلة هى ثورة برجوازَة هفترضة لدي بعض الهفكرَى‪.‬‬

‫وَهكننا تلخَص الدور الذٌ لاهت به الناصرَة فٍ التارَخ أو هحصلة سَاستها ككل‬
‫فٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تصفَة ‪ -‬هإلتاا ‪ -‬كافة الموي السَاسَة الهصرَة‪ ،‬خصو ا‬


‫صا الَسارَة وأسٗهَة‪.‬‬

‫‪ - 2‬توجَه ضربات لاصهة للحركة الشَوعَة‪ ،‬والحركة الموهَة العروبَة فٍ الهشرق‬


‫العربٍ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أصٗح اٖجتهاعٍ الجزبٍ الذٌ تضهى تصفَة اْرستمراطَة العمارَة‪ ،‬والذٌ‬


‫سا هادًَّا لتسرَح الهعارضة الرادَكالَة لفترة طوَلة‪ ،‬وبالتالٍ حرهاى الجهاهَر‬
‫كاى أسا ا‬
‫كبَرا فٍ تمبلها للناصرَة‪.‬‬
‫دورا ا‬
‫هى أٌ لَادة ثورَة هحتهلة فٍ الهدي الهباشر‪ ،‬هها لعب ا‬

‫‪399‬‬
‫‪ - 4‬أصبحت هلكَة الدولة أكبر بكثَر كها نها دور الدولة فٍ عهوم اٖلتصاد‪ ،‬فٍ‬
‫صورة ردة تارَخَة‪ ،‬إذا وافمنا علً أى الهلكَة الخاصة والتصاد السوق الحرة َشكٗى‬
‫سا للتمدم َفوق بكثَر استبداد الدولة بالهجتهع الهدنٍ‪ .‬ولد تبلور هذا التراجع‬
‫أسا ا‬
‫التارَخٍ فَها بعد‪.‬‬

‫‪ - 5‬تفرَخ أعداد كبَرة هى رجال اْعهال الجدد هى خٗل جهاز الدولة‪ ،‬وفٍ النهاَة‬
‫أدت هذه اِلَة إلً تكوَى أولَجاركَة حاكهة لوَة هى رجال اْعهال ‪ -‬رجال الدولة‪.‬‬
‫سهَت هٍ أكثر طفَلَة هى الرأسهالَة التٍ تلمت الضربات‪.‬‬ ‫وهذه ” الطبمة الجدَدة“ كها ُ‬
‫إذ أدت سَاسات الناصرَة إلً انحطاط تركَب الطبمة الهسَطرة‪ ،‬فبجانب تصفَة كبار‬
‫رجال الصناعة فٍ سَاق إصٗحاتها اٖجتهاعَة اٖلتصادَة‪ ،‬تضخم حجم الكتل العاهلة فٍ‬
‫هجاٖت التداول‪ ،‬بخٗؾ الذَى َتعَشوى هى الؽش التجارٌ والهضاربات والسهسرة‬
‫والتجارة فٍ السوق السوداء والتهرَب وتجارة العهلة والهخدرات واِثار‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ - 6‬زادت السَاسة الناصرَة بشكل هتعهد وبؤشكال أخري ؼَر هتعهدة بالكاهل هى‬
‫تشوَه تركَب طبمة عهال الصناعة‪ ،‬وذلن بزَادة البطالة الهمنعة وبالتالٍ التخفَؾ عهل ًَّا‬
‫هى عبء العهل‪ ،‬وبالتالٍ دفع كثَر هى العهال للمَام بؤنشطة خاصة وهوسهَة (تجارة‬
‫أرصفة‪ ...‬إلخ)‪ .‬وفٍ النهاَة تدعهت ظاهرة لدَهة فٍ هصر‪ :‬تهثَل العهال هى خارجهم‪،‬‬
‫لَس بواسطة هثمفَى اشتراكََى‪ ،‬بل بواسطة رجال إدارة وتكنولراط َنتهوى إلً‬
‫بَرولراطَة الدولة العلَا‪.‬‬

‫‪ - 7‬علً الصعَد العربٍ والعالهٍ لدهت الناصرَة نهوذ اجا ٖهعاا للحركات الوطنَة‬
‫الهعتدلة‪ ،‬هها ساهم فٍ شد أزر هذه الحركات‪.‬‬

‫‪ - 8‬ساههت هساههة ؼَر هباشرة فٍ إلحاق الشرق اْوسط ‪ -‬سَاسًَّا ‪ -‬بالوَٖات‬


‫الهتحدة‪ ،‬عى طرَك دورها فٍ تصفَة اٖستعهار الهباشر فٍ الهنطمة دوى استطاعتها‬
‫ا‬
‫استمٖٗ حمَمًَّا‪.‬‬ ‫تمدَم بدَل فٍ صورة نظام هستمل‬

‫‪ - 9‬ساههت فٍ إحداث اضطراب أَدَولوجٍ شدَد فٍ عهوم البٗد العربَة‪ ،‬باستخدام‬


‫بهعاى جدَدة تناسبها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫شعارات وهفاهَم هتفك علَها‬

‫‪ - 10‬وهع كل هذا أدت سَاساتها إلً إلحاق إهانات بالؽة بفكرة الهلكَة الخاصة‪،‬‬
‫شعورا بوجود‬
‫ا‬ ‫لصالح هلكَة الدولة‪ ،‬الهنتهكة داب اها هع ذلن دوى أى تخلك لدي اْفراد‬
‫هلكَة عاهة لهم‪ .‬وبذلن أضعفت الناصرَة فكرة الهلكَة عهو اها فؤصبحت كل الثروات‬
‫هباحة بها فَها أهٗن الدولة‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن التؽَرات التٍ طرأت علً طرَمة توزَع‬
‫الدخول‪ ،‬هى نهو العهالة الزابدة‪ ،‬إلً نهو اْنشطة الطفَلَة‪ ،‬إلً نهو اْنشطة التداولَة‪،‬‬
‫والنهب البَرولراطٍ والفساد الهعهم‪ .‬إذ أدي كل هذا لهزَد هى اٖنفصال بَى العهل‬
‫واْجر‪ ،‬والهلكَة وعابد التهلن‪ ،‬واٖستثهار والربح‪ ،‬هها هَع تها اها هفهوم الحك وشعور‬
‫اْفراد باٖنتهاء إلً نظام اجتهاعٍ بعَنه‪ ،‬وهو ها تفالم بشدة فٍ عهد السادات‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫وهذا الدور ككل لد أدي إلً لجم جزبٍ للهصالح الهباشرة لرجال اْعهال هع الهحافظة‬
‫علً هصالحهم بعَدة الهدي‪ ،‬هها شكل ضربة هضادة للعهلَة الثورَة التٍ كانت آخذة فٍ‬
‫التبلور علً صعَد البلد ككل فٍ هنتصؾ المرى‪ .‬وبذلن كانت الناصرَة هجرد صورة لرد‬
‫النظام المابم علً الثورة‪ ،‬صورة حل وسط بَى الموي اٖجتهاعَة الهتنالضة ولكنه كاى‬
‫طا َخدم الفبات الهسَطرة فٍ الهدي البعَد‪ .‬ولهذا السبب بالذات نُعد الناصرَة‬ ‫حٗ وس ا‬ ‫ًّ‬
‫حالة هى حاٖت الثورة الهضادة فٍ هصر‪ ،‬تضاؾ إلً الثورة الهضادة التٍ لادها شرَؾ‬
‫باشا والخدَو توفَك ضد عرابٍ‪ ،‬ثم الحكوهات اللَبرالَة ضد ثورة ‪ .1919‬ولد جاءت‬
‫الناصرَة تتوَ اجا لعهلَة الثورة الهضادة هى ‪ 1952-45‬بمَادة الهلن واْحزاب اللَبرالَة‪.‬‬
‫هسارا هحاف اظا ولم تنل هى طبَعة النظام المابم هى‬
‫ا‬ ‫فمد سارت السَاسة الناصرَة ككل‬
‫الناحَة الجوهرَة‪ ،‬وخدهت عهلَة إعادة الجهاهَر الهتهردة إلً حظَرة النظام‪ ،‬ولخدهة‬
‫هذا الؽرض لاهت بعدد هى أصٗحات الجزبَة بأضافة إلً المهع الشدَد وؼسل هخ‬
‫هعهم للجهاهَر‪ ،‬بأضافة إلً هدم النظام السَاسٍ لصالح نظام جدَدة أكثر لهعَة وأكثر‬
‫ؼش اها ورجعَة‪.‬‬

‫والناصرَة فٍ النهاَة كثورة هضادة فٍ ثوب خاص لعبت دور أداة الطبمة الهسَطرة‪،‬‬
‫أداتها الهوضوعَة‪ ،‬ؼَر الهدركة لذاتها‪ ،‬بل التٍ توههت أنها تصنع ثورة حمَمَة‪ .‬فمبل‬
‫انمٗب َولَو كانت البَرولراطَة تلعب نفس دور اْداة فٍ الحدود التملَدَة ٌْ‬
‫بَرولراطَة فٍ بلد هتخلؾ فٍ العصر الحدَث‪ ،‬فكانت أداة هباشرة للطبمة الهسَطرة‪ .‬أها‬
‫ا‬
‫فبدٖ هى اٖكتفاء بتسََر آلة الدولة‬ ‫بعد اٖنمٗب فمد أصبح لها دور إضافٍ‪ ،‬دور فرَد‪،‬‬
‫راحت تلن البَرولراطَة تشرؾ علً تسََر الهجتهع نفسه‪ .‬وهذا الدور هو الدور الخاص‬
‫لنظام بونابرتٍ‪ ،‬فٍ ثوبه الناصرٌ فٍ حالتنا‪ ،‬والذٌ بهوجبه صارت البَرولراطَة أداة‬
‫ؼَر هباشرة للطبمة الهسَطرة‪ .‬فرؼم أنها أصبحت تمود الهجتهع‪ ،‬فمد ظلت هى الناحَة‬
‫الهوضوعَة تعهل علً تسََره فٍ اتجاه الهحافظة علً النظام المابم هع إدخال بعض‬
‫التعدَٗت لصالحه‪ .‬بل إى هصالحها الخاصة كانت هٍ اْخري فٍ لهة تحممها‪ ،‬وتلتمٍ‬
‫هع هصالح النظام نفسه‪ .‬وبذلن ظلت البَرولراطَة تموم بدور اْداة‪ ،‬ولكنها هنذ ‪-1952‬‬
‫‪ 1954‬راحت تموم بدور اْداة فٍ شكل سلطة‪ ،‬وهذه الحالة هٍ شكل آخر لها سبك أى‬
‫وصفنا بالتنالض بَى هحتوي وشكل الناصرَة‪ .‬فالناصرَة كهحتوي هٍ أداة‪ ،‬وكشكل هٍ‬
‫سلطة كاهلة‪ .‬هكذا اهتد التنالض نفسه هى الفكر الناصرٌ إلً السَاسة الناصرَة إلً‬
‫الناصرَة كهفهوم‪.‬‬

‫إٖ أى الناصرَة فٍ سَاق تحمَمها لهفهوهها لد اهتلكت للوب الجهاهَر العربَة بشكل‬
‫فاق أٌ لَادة فٍ التارَخ العربٍ الحدَث‪ ،‬ذلن أنها فٍ هذا السَاق نفسه وجدت نفسها‬
‫تموم بههارسات بالؽة التؤثَر فٍ الجهاهَر وكانت حتً هصدر إلهام للفنانَى والكتاب‬
‫حفزتهم علً أبداع‪ ،‬هها َفسر نهضة الهسرح والسَنها واْدب فٍ الستَنات رؼم‬
‫المهع‪ ،‬حتً جاءتهم صدهة الهزَهة فٍ ‪ 1967‬لتنزل فوق رإوسهم كصاعمة هدهرة‪:‬‬

‫‪ - 1‬فمد وجهت إهانات بالؽة لٗستعهار التملَدٌ‪ ،‬تهثل أههها فٍ تؤهَم لناة السوَس‪،‬‬
‫حاجزا نفسًَّا هعَناا فٍ العالم الثالث بعد فشل هحاولة‬
‫ا‬ ‫هذه العهلَة الناجحة التٍ كسرت‬
‫‪401‬‬
‫هص َّدق فٍ إَراى‪ ،‬ثم انتصار ‪ 1956‬السَاسٍ والجزبٍ وها تبعه هى تؤهَم الشركات‬
‫ا‬
‫أصٗ وحممت‬ ‫اْوروبَة فٍ ‪ .1957‬فهٍ بذلن لد ألهبت بشدة الهشاعر الوطنَة الهتؤججة‬
‫للشعب ‪ -‬هى حَث الهظهر ‪ -‬انتصارات باهرة‪ ،‬رؼم أى هذا كاى َخدم أؼراضها الخاصة‪،‬‬
‫بل وَخدم أهبرَالََى الجدد‪ :‬اْهرَكََى‪.‬‬

‫كذلن كاى توجه الناصرَة إلً اٖتحاد السوفَتٍ للحصول علً السٗح واستؽٗل‬
‫التنالضات الدولَة فٍ تحسَى شروط عٗلات هصر هع الؽرب‪ ،‬وتصدَر الهنتجات الراكدة‬
‫كسرا ٖحتكار الؽرب للشرق العربٍ لهدة طوَلة‪ ،‬بعد انمطاع‬
‫ا‬ ‫إلً شرق أوروبا‪ .‬كاى هذا‬
‫العٗلة الخاصة بَى اٖتحاد السوفَتٍ وكل هى تركَا والسعودَة والَهى‪ .‬كذلن كاى‬
‫اعتراؾ الناصرَة بالصَى الشعبَة َهثل هماوهة حمَمَة للهَهنة الؽربَة علً الشرق‪،‬‬
‫وَضر بدرجة هلهوسة بهَبة الؽرب‪ .‬وبؽض النظر عى التؤثَر الفعلٍ لهذه أجراءات‪،‬‬
‫كانت تهثل نملة هعنوَة هاهة فٍ الحَاة السَاسَة للعالم العربٍ‪ .‬فهٍ تنطوٌ علً تحد‬
‫شعورا‬
‫ا‬ ‫سافر للؽرب‪ ،‬وهو شٍء كاى بالػ التؤثَر فٍ هشاعر الجهاهَر العربَة‪ ،‬هنحها‬
‫زابفاا بالنصر وبالموة‪ ،‬رؼم هحدودَة التؤثَر الهادٌ لهذه السَاسات ولصر هدي هذا‬
‫التؤثَر نفسه‪.‬‬

‫ولد لعبت حتً الشعارات الوطنَة الهتطرفة وإلماء التهدَدات جزافاا ضد الؽرب هع‬
‫دورا بالؽاا فٍ تؤجَج حهاسة الجهاهَر وهنحها‬ ‫ا‬ ‫رفض الدخول فٍ حلؾ عسكرٌ هعه‬
‫شعورا بالعزة والكراهة‪ .‬فرؼم الطابع الؽوؼابٍ والدَهاجوجٍ للخطاب الناصرٌ‪ ،‬فمد كاى‬‫ا‬
‫سا لدي الجهاهَر‪ .‬فحتً الكٗم بهذه الطرَمة كاى جدَداا علً العالم‬ ‫وترا حسا ا‬
‫ا‬ ‫َهس‬
‫العربٍ‪ ،‬فمبل ذلن لم َتهَز خطاب المادة العرب بهذا الطابع الهتطرؾ‪ ،‬ولم تبلػ لؽة‬
‫العظهة الموهَة هذا الهبلػ‪ .‬لمد كاى هذا شَباا أخاذاا تها اها للجهاهَر‪ ،‬خاصة أى رد فعل‬
‫الؽرب لم َكى لوًَّا‪ ،‬بل كاى َبدو علً السطح أى الناصرَة تستطَع أى تواجه العالم كله‪،‬‬
‫كموة كبري تحهٍ وٖ تهدد‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ولد تهَز الخطاب الناصرٌ بعد ‪ 1955‬بالتطرؾ فٍ العداء ٔسرابَل‪ ،‬هكذا هوه اها‬
‫كبَرا فٍ‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫الجهاهَر أى الدولة تستعد لسحمها وهى ورابها كذلن‪ .‬ولد لعبت هذه اللؽة ا‬
‫أحباط الحاد الذٌ أصاب الجهاهَر نتَجة لهزَهة ‪ 1967‬الههَنة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أهانات البالؽة التٍ وجهتها لفكرة الهلكَة الخاصة كانت بالؽة التؤثَر فٍ هشاعر‬
‫الفمراء‪ .‬فمد ضربت الناصرَة هى أجل النظام اٖجتهاعٍ ككل أؼنً أؼنَاء هصر‪ ،‬بل‬
‫وطردت الهلن نفسه فٍ البداَة ثم صادرت أهٗن العابلة الهلكَة‪ .‬وهٍ بهذا لد انتمهت‬
‫للجهاهَر الهعذبة ههى كانوا هوضع كراهَة شدَدة‪ .‬ولد كانت إهانة الهلكَة الخاصة‬
‫ههثلة فٍ الباشوات شَباا جدَداا وفرَداا فٍ هصر هنذ صعود دمحم علٍ‪ .‬ورؼم حدود‬
‫أجراءات العهلَة‪ ،‬كانت بالؽة التؤثَر فٍ الجهاهَر‪ْ ،‬نها أهانت شَباا كاى َبدو أنه ٖ‬
‫َهكى لهره‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫‪ - 3‬تبنت الناصرَة شعارات شعبوَة ولوهوَة هتطرفة لم تطرح فٍ هصر هى لبل إٖ‬
‫هى خارج النظام وفٍ حدود أضَك بكثَر‪ .‬فمد كتبت فٍ كل هكاى شعارات هثل الحرَة ‪-‬‬
‫اٖشتراكَة ‪ -‬الوحدة‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهو شٍء هثَر للؽاَة فٍ هجتهع ذٌ انمسام اجتهاعٍ‬
‫عهَك‪ .‬ورؼم الهحتوي الهحافظ للفكر الناصرٌ كاى هجرد تبَنها لشعارات الَسار هلهباا‬
‫لملوب الفمراء وجلب لها تؤََداا جارفاا‪ ،‬رؼم أى هذا التؤََد نفسه لد هثل لوة ضؽط بالػ‬
‫علَها‪.‬‬

‫‪ - 4‬فٍ سَاق الهحافظة علً نفسها‪ ،‬وحتً بدعم اْهرَكََى أو هوافمتهم الضهنَة‪،‬‬
‫ا‬
‫طوَٗ فٍ‬ ‫ورؼم كل النتابج‪ ،‬كانت بعض الههارسات الناصرَة هبهرة لجهاهَر عاشت‬
‫حالة شعور بالدونَة والفشل‪ .‬فالوحدة السورَة رؼم فشلها بدت كهحاولة أحَت ذكرَات‬
‫عظَهة‪ ،‬وكاى إرسال الجَش الهصرٌ إلً الخارج لتدعَم الجههورَة فٍ الَهى َدؼدغ‬
‫الشعور بالعظهة الموهَة‪.‬‬

‫لمد أدت كل هذه الههارسات‪ ،‬خاصة أنها دعهت بالمهع الهطلك‪ ،‬إلً صعود كاسح‬
‫وراسخ ْسهم الناصرَة بَى الجهاهَر العربَة‪.‬‬

‫***************************‬

‫َصبح اِى واض احا أى الناصرَة هٍ هجرد زهرة هى الضباط جهعت حولها هزَداا هى‬
‫الضباط وعناصر هى رجاٖت الدولة البَرولراطَة وعناصر انتهازَة وبعض الهوهوهَى‬
‫والحالهَى‪ ،‬هكونة لنخبة عبارة عى فبة هؽلمة‪ .‬هذه النخبة اختطفت الهجتهع الهصرٌ‬
‫وجهاز دولته‪ ،‬همدهة نفسها فٍ صورة الثورة بَنها عهلت فٍ الوالع علً تبدَد إهكانَات‬
‫الهجتهع وهصادرة هبادرات أفراده وسحك لواه الدَناهَكَة هفسحة الطرَك أها سَادة‬
‫الموي الطفَلَة فٍ البلد‪ .‬ولد انتهت هؽاهرتها بإعادة الجهاهَر إلً حظَرة النظام‪ ،‬بعد‬
‫تعدَل اْخَر لَصبح أشد طفَلَة ورجعَة‪ .‬كها نتجت عى هؽاهرتها هزَهة هصر أهام‬
‫عدوتها اٖستراتَجَة‪ :‬إسرابَل‪ ،‬وإلحالها بالركب اْهرَكٍ‪.‬‬

‫لمد كانت طرَمة فرساى َولَو فٍ إدارة الجَش وإدارة أزهة هاَو – َونَو ‪1967‬‬
‫اهتداداا لثمافتهم ولطرَمتهم فٍ إدارة اٖلتصاد والدولة والبلد ككل‪ :‬ثمافة لبل حداثَة تسود‬
‫أذهانهم التٍ ٖ تفهم أههَة العلوم الحدَثة‪ ،‬وتحتمر العمل‪ ،‬هع ؼَاب التفكَر الهنطمٍ‪،‬‬
‫بجانب الؽرور والشعور بالموة الزابفة والعظهة الوههَة التٍ تخلمها فٍ العادة الخلفَة‬
‫العسكرَة‪ ،‬ولصر النظر وضَك اْفك والعشوابَة‪ ،‬تؽلَب أهل الثمة علً أهل الخبرة‪،‬‬
‫وتؽلَب هصالحهم الفردَة‪ ،‬وتمدَس ذواتهم الهنتفخة‪ ،‬بجانب سَادة الفساد والهحسوبَة‪،‬‬
‫وكل أهراض النظم اٖستبدادَة‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫القسم الرابع‬

‫سموط الناصرَة‬

‫إٕ ايش‪ ٤ٞ‬يد‪ ٣‬حتدد‪ ٙ‬عً‪ ٢‬حن‪َ ٛ‬طًل‬


‫ي‪ٝ‬ظ ض‪ ٣ٛ‬ايش‪ْ ٤ٞ‬فط٘ يف احنالي٘‬
‫املطًل‬

‫هَجل‬

‫تههَد‪:‬‬
‫‪ - 1‬خٗل تحلَلنا اكتشفنا صَرورة التنالض بَى هحتوي وشكل الناصرَة‪ ،‬والذٌ بدا‬
‫لدي تحلَلنا للفكر نفسه كهجرد تنالض داخل الفكر‪ ،‬أو تنالض الفكر هع نفسه‪ .‬أها لدي‬
‫تحلَل السَاسة فمد صار هذا التنالض تنالضاا بَى الفكر الهمدَّم رسهًَّا والههارسة الفعلَة‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫وأخَرا بلػ هذا التنالض أوجه‪ ،‬فالناصرَة باعتبارها سلطة البَرولراطَة الناببة عى‬
‫ا‬
‫الطبمة الهسَطرة لد انكشفت كهجرد لحظة فٍ هسار النظام المابم‪ ،‬وأنها لم تكى لتستطَع‬
‫أى تحمك ذاتها إٖ تحت شعارات دَهاجوجَة‪ ،‬إذ لبست الثورة الهضادة ثوب الثورة ‪-‬‬
‫هضطرة ‪ -‬فٍ صورة بونابرتَة‪ .‬ولد أفصح هذا التنالض عى نفسه تها اها حَى اتضحت‬
‫ح مَمة الناصرَة‪ :‬حكم نخبة الناصرََى الذَى لدهوا أنفسهم للعالم كفرساى‪ ،‬باعتبارهم ‪-‬‬
‫فٍ الحمَمة ‪ -‬هؽتصبَى‪ .‬وهع تبلور هذه الحمَمة بالذات علً الصعَد الوالعٍ بات حل‬
‫التنالض الهذكور ههكناا‪.‬‬

‫‪ - 2‬فٍ هنتصؾ هاَو ‪ ،1971‬استطاع السادات‪ ،‬بهعونة البرلهاى وفٍ حهاَة الحرس‬
‫الجههورٌ وأجهزة أخري أى َزَح الناصرََى هى السلطة‪ .‬وهنذ تلن اللحظة انتهت‬
‫هَهنة الفبة البَرولراطَة العلَا الصرؾ‪ ،‬وحلت هحلها سلطة رجال اْعهال الههَهنَى فٍ‬
‫نفس الولت علً أجهزة الدولة‪ .‬وهثلها جاءت الناصرَة بانمٗب سهل‪ ،‬أزَحت بانمٗب‬
‫أكثر سهولة‪ ،‬وهها َدل علً ذلن أى المادة الناصرََى لد حاربوا السادات فٍ هعركتهم‬
‫اْخَرة بتمدَم استماٖتهم هى هناصبهم ا‬
‫بدٖ هى استخدام الموة‪.‬‬

‫وهى وسط دخاى وؼبار هاَو ‪ 1971‬خرجت الساداتَة هى أحشاء الناصرَة‪ ،‬أو‬
‫خرجت حكوهة اْولَجاركَة الهالَة هى أحشاء البَرولراطَة‪ ،‬هثلها تخرج الَرلة هى‬
‫الشرنمة‪ ،‬ذلن أى كل شٍء ‪ -‬كها لال هَجل ‪َ -‬حهل بذرة فنابه‪.‬‬

‫وهى الطرَؾ أى عدداا هى كبار أعضاء التنظَم الطلَعٍ‪ ،‬التنظَم الناصرٌ السرٌ‪ ،‬لد‬
‫شاركوا فٍ انمٗب هاَو ‪ :1971‬دمحم أحهد صادق (ربَس أركاى الجَش)‪ ،‬اللَثٍ ناصؾ‬
‫(لابد الحرس الجههورٌ)‪ ،‬ههدوح سالم (هحافظ أسكندرَة)‪ .‬بأضافة إلً ألرب‬
‫الهمربَى لعبد الناصر نفسه‪ :‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬ساروا وراء نابب وندَم عبد الناصر‪.‬‬
‫وهذه الحمَمة تجسم لنا فمط الشكل الذٌ سمطت به الناصرَة‪ ،‬بفعل بعض أبنابها أنفسهم‪.‬‬

‫ولد ارتبطت بسموط الناصرَة تؽَرات عدَدة فٍ السَاسة الهصرَة علً الصعَدَى‬
‫الداخلٍ والخارجٍ‪ ،‬فبعد أى كانت الثورة الهضادة تتخفً تحت شعارات وسطَة‪ ،‬أخذت‬
‫تكشر عى أنَابها هعلنةا تهزَك الصورة المدَهة وتخلَها صراحةا عى الشعارات الثوروَة‪.‬‬
‫وهع ذلن لم َعد كل شٍء كها كاى علَه لبل ‪َ 23‬ولَو ‪ ،1952‬إذ جرت خٗل عشرَى‬
‫عا اها هَاه كثَرة‪ ،‬فمد عادت الطبمة الهسَطرة إلً السلطة السَاسَة وهٍ هثملة بتركة‬
‫ناصرَة هرهمة هى التحوٖت السَاسَة واٖجتهاعَة والثمافَة‪ ،‬وإى لم تكى تحوٖت‬
‫ثورَة‪.‬‬

‫‪ - 3‬والحمَمة أى انمٗب هاَو ‪ 1971‬لم َكى هو اِخر‪ ،‬هثلها كاى انمٗب َولَو‬
‫‪ 1952‬هفاجب اا ْحد تمرَباا‪ .‬ذلن أى نجم الناصرَة كاى َهر هنذ هنتصؾ الستَنات بهرحلة‬
‫أفوله‪ ،‬وكانت عواهل فناء النظام البونابرتٍ تنهو بحكم تنالضاته نفسها‪ ،‬فمد جاءت‬
‫الناصرَة كلحظة فٍ أزهة النظام‪ .‬وعلً الصعَد اٖلتصادٌ ‪ -‬اٖجتهاعٍ لم تجر تحوٖت‬
‫حاسهة‪ ،‬فلم تحمك نملة ثورَة فٍ عٗلات أنتاج‪ ،‬هبمَة علً نفس النظام فٍ حالة‬

‫‪405‬‬
‫اْزهة البنَوَة‪ ،‬بل حممت تراجعاا إلً نظام َشبه اٖستبداد الشرلٍ‪ .‬وإذا كانت اْزهة‬
‫السَاسَة لد أفرزت البونابرتَة فٍ لحظة هحددة‪ ،‬فإى الناصرَة كانت‪ ،‬بحكم رؼبتها فٍ‬
‫اٖستهرار‪ ،‬تزَل اْساس الهوضوعٍ لوجودها نفسه‪ .‬فراحت تملم أظافر الموي السَاسَة‬
‫التٍ شكل توازنها التربة الهٗبهة ٖنمٗب الضباط‪ ،‬فسحمت الحركة الوطنَة وصفت كافة‬
‫أشكال وجودها الهستملة‪ ،‬كها فعلت نفس الشٍء هع أحزاب الطبمة الهسَطرة‪ .‬إٖ أى‬
‫رجالها أنفسهم‪ ،‬أٌ رجال الدولة‪ ،‬راحوا َنخرطوى َو اها بعد َوم فٍ صفوؾ تلن الطبمة‪،‬‬
‫بفضل وضعهم الههتاز فٍ جهاز الدولة والهجتهع بعد اٖنمٗب‪ .‬ولد أدي هذا اٖنخراط‪،‬‬
‫بأضافة إلً ارتباط هصالح رجال الدولة ‪ -‬الحكام بهصالح النظام اٖجتهاعٍ المابم‪،‬‬
‫ووضع جهاز الدولة نفسه علً رأس الهجتهع‪ ،‬إلً ترجَح كفة رجال اْعهال علً حساب‬
‫ذلن التوازى الذٌ هكى حفنة هى الضباط هى استٗم الحكم ذات لَلة‪ .‬فرؼم المهع‬
‫السَاسٍ لكل الطبمات‪ ،‬ظلت اَْدَولوجَا السابدة فعلًَّا وسط الجهاهَر الشعبَة الؽارلة‬
‫فٍ الدَى والخرافة‪ ،‬ولَس الشعارات عى اٖشتراكَة والعدالة‪ ،‬هٍ أَدَولوجَا الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ ،‬رؼم التعدَٗت وأضافات الفكرَة الناصرَة‪ ،‬كها ظلت طرَمة إعداد الكوادر‬
‫السَاسَة والعسكرَة هٍ نفسها‪ ،‬وعهلت الناصرَة علً تدعَهها‪ .‬ولد أدي التحام أفراد‬
‫الطبمة الهسَطرة برجال الدولة البونابرتََى إلً تحول تدرَجٍ للسلطة الفعلَة هى أَدٌ‬
‫البَرولراطَة الصرؾ إلً أَدٌ رجال الدولة ‪ -‬رجال اْعهال‪ ،‬وذلن علً نحو سلهٍ‪ .‬لمد‬
‫صنعت الناصرَة نهاَتها بؤَدَها‪ ..‬إنه هكر التارَخ‪.‬‬

‫وهى أجل الهحافظة علً بمابها راحت الناصرَة‪ ،‬ولد عجزت عى تدشَى نظام‬
‫اجتهاعٍ ‪ -‬التصادٌ هتهاسن‪ ،‬تلعب بالشعارات الوسطَة علً الصعَد الدولٍ أَضاا‪،‬‬
‫وتمَم حساباتها علً أساس استؽٗل التنالضات الدولَة‪ ،‬هها ورطها فٍ هشاكل خارجَة‬
‫لم تستطع أى تحسهها بمدراتها الخاصة‪ .‬وولعت فٍ النهاَة أسَرة لدَهاجوجَتها‪،‬‬
‫وعرضت نفسها لزلزال عنَؾ تهثل فٍ الضؽوط الؽربَة فٍ فترة ‪.1967-1964‬‬

‫َضاؾ إلً ذلن أى الناصرَة لد اعتهدت بدرجة كبَرة علً هَبة زعَهها دوى أى‬
‫تستطَع وضع أساس هادي هتَى لهَبة نظاهها السَاسٍ نفسه‪ ،‬فكاى هوت زعَهها َهثل‬
‫ضربة هابلة لها‪.‬‬

‫وفٍ تفسَر السموط لجؤ الناصرَوى وأصدلاإهم إلً تفسَرات هختلفة‪ .‬ولم نعدم وسط‬
‫اٖتجاه الَسارٌ هحاوٖت للبرهنة علً حتهَة سموط الناصرَة‪ ،‬إٖ أنها هحاوٖت لم ترق‬
‫أبداا إلً هستوي التحلَل العَنٍ الشاهل‪ .‬وفٍ أؼلب الحاٖت عزٌ سموط الناصرَة إلً‬
‫عواهل صدفَة أو جزبَة‪ ،‬أو لعدَد هى اْسباب الهتفرلة والهتباَنة وؼَر الهرتبطة‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬كها أى الهبالؽة فٍ التجرَد لد هَزت هذه الهحاوٖت‪ .‬وتصور آخروى‬
‫الهسؤلة وكؤنها هعركة بَى الخَر والشر‪ .‬فرؼم انتماداته العنَفة للناصرَة لم َر فإاد‬
‫هثٗ ‪ -‬فٍ الساداتَة أكثر هى ابى الخطَبة‪ ،‬فهو لم َفسر إطٗلاا ظهورها كنتاج‬
‫هرسٍ ‪ -‬ا‬
‫(‪)716‬‬
‫‪ .‬وهذا الهنطك َجد جذوره فٍ إَهاى كثَر هى هفكرٌ الَسار‬ ‫طبَعٍ للناصرَة نفسها‬

‫(‪ )716‬انظر علً سبَل الهثال‪ :‬فإاد هرسٍ‪ ،‬هذا اٖنفتاح اٖلتصادٌ‪.‬‬
‫‪406‬‬
‫بدٖ هى تفسَر سموطها بوجود عنصر ضرورٌ ‪ -‬داخلٍ‪،‬‬ ‫بالناصرَة‪ ،‬والذٌ َدفعهم ا‬
‫بعناصر خارجَة أو صدفَة‪ ،‬وذلن بؽرض تمدَم الناصرَة فٍ أفضل صورة‪.‬‬

‫وجدَر بالهٗحظة أى هعظم هذه التحلَٗت تعاهل سموط الناصرَة علً أنه هجرد‬
‫سموط لسَاسات هعَنة‪ ،‬ولَس سمو اطا لفبة هحددة هى السلطة‪ ،‬بكل ههارساتها‪ .‬ونحى‬
‫نري أى هنان سَاسات ناصرَة هعَنة بالهعنً العرَض‪ ،‬تتلخص فٍ العهل علً تحمَك‬
‫سا‪ ،‬ولو علً حساب هختلؾ الفبات‬ ‫الهصالح الهباشرة لكبار رجال الدولة الصرؾ أسا ا‬
‫اٖجتهاعَة اْخري‪ ،‬أها السَاسة بالهعنً الضَك فمد تؽَرت أكثر هى هرة‪ ،‬كها رأَنا فَها‬
‫سبك‪ ،‬أثناء الفترة الناصرَة نفسها‪ .‬بل لد رأَنا كَؾ كانت السَاسات التٍ ارتبطت فَها‬
‫بعد باسم أنور السادات تهارس فٍ أوابل الخهسَنات وتعاد لٗستخدام فٍ أواسط‬
‫الستَنات‪ ،‬ورؼم الطنطنة الَسارَة علً صعَد الدعاَة الرسهَة فٍ تلن الفترة‪.‬‬

‫وهبدبًَّا نحى ٖ نعتبر الساداتَة نتَجة صدفة هحضة‪ ،‬أو نتَجة ْخطاء هنا وهنان‪ ،‬بل‬
‫نراها كها َنبؽٍ أى َنظر ٌْ ظاهرة فٍ التارَخ‪ ،‬كنتاج للظاهرة التٍ سبمتها‪ ،‬وحتً لو‬
‫كانت نمَضها‪ .‬وعلً هذا اْساس نري أى الساداتَة كانت نتا اجا للناصرَة‪ .‬وسوؾ نتناول‬
‫هذا فَها َلٍ‪.‬‬

‫الباب اْول‪ :‬انهَار النظام‬


‫* اٖنهَار هى الداخل‪:‬‬
‫اْزهة ‪ :‬كانت السَاسة أصٗحَة علً صعَد اٖلتصاد هٍ ألوي دعاهة هادَة للحكم‬
‫كثَرا هى الخدهات‬‫ا‬ ‫الناصرٌ ولٓفكار الناصرَة‪ .‬ولد لدهت الدولة فٍ أوابل الستَنات‬
‫للفمراء‪ ،‬خاصة عهال الصناعة‪ .‬إٖ أى الرَاح لم تسر بها تشتهٍ السفى‪ ،‬فرؼم الهعونات‬
‫الخارجَة الضخهة‪ ،‬لم تنجح خطة ‪ 1965-1960‬فٍ تحمَك كثَر هى اِهال التٍ بنتها‬
‫الحكوهة علَها‪ ،‬ولد سبك تحلَل ذلن‪ .‬ولد انعكس الفشل اٖلتصادٌ علً هستوي‬
‫الهعَشة‪ .‬وأنهَت خطة ‪ 1965-1960‬دوى أى تنتهٍ‪ ،‬إذ لم َتم إنجاز كل هشروعاتها‪،‬‬
‫وكانت لد ُه َّدت ثٗث سنوات إضافَة‪ ،‬إٖ أى أزهة التهوَل لد أجبرت الحكوهة علً ولؾ‬
‫الهشارَع التٍ لم تستكهل‪ ،‬أو تؤجَلها‪ ،‬وأ ُلؽ َ‬
‫ٍ بالطبع هشروع الخطة الخهسَة الثانَة‪.‬‬

‫خٗل الخطة الخهسَة حمك الناتج الموهٍ زَادة سنوَة بلؽت فٍ الهتوسط ‪،%6-%5‬‬
‫صا همدارها ‪ ،%1-‬وباْسعار الثابتة َساوٌ‬
‫أها فٍ ‪ 1968/67‬فحمك الناتج أجهالٍ نم ا‬
‫‪ ،)717(%2.5-‬كها تنالص هعدل اٖستثهار هى الناتج الموهٍ هى ‪ %17.7‬عام‬

‫(‪ )717‬هابرو & رضواى‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪407‬‬
‫‪ 1965/64‬إلً ‪ %11.9‬عام ‪ .)718(1968/67‬وهع ذلن أخذ الهخزوى السلعٍ هى‬
‫الهنتجات الحدَثة َتراكم ابتدا اء هى ‪:1965‬‬

‫الهخزوى السلعٍ هى بعض الهنتجات فٍ أواخر ‪1966‬‬

‫‪ 20‬ألؾ جهاز‬ ‫تلفزَونات‬


‫ا‬
‫جهازا‬ ‫‪3321‬‬ ‫ثٗجات‬
‫ا‬
‫جهازا‬ ‫‪5819‬‬ ‫ؼساٖت‬

‫وهنذ ‪ 1965‬تدهورت إنتاجَة اْرض سنوًَّا بهعدل ‪ %0.45‬بسبب إههال الدولة‬


‫لهشارَع الصرؾ‪ .‬كها ازدادت حاجة البٗد هى الهستوردات الؽذابَة بدرجة هلهوسة‪،‬‬
‫بَنها راح استهٗن الفرد هى الهواد الضرورَة َتنالص فٍ ‪:1967/66‬‬
‫(‪)719‬‬
‫هعدل انخفاض استهٗن الفرد فٍ ‪1966‬‬

‫‪%18.4‬‬ ‫اْرز‬

‫‪%17.7‬‬ ‫العدس‬
‫‪%5.2‬‬ ‫الخضروات‬
‫‪%2.3‬‬ ‫كَروسَى‬
‫‪%9.5‬‬ ‫هنسوجات‬

‫ولد تدهور اٖستهٗن فٍ العام التالٍ بنسبة هلهوسة(‪ ،)720‬وكاى هى نتابج سَاسة‬
‫التشؽَل الناصرَة والتوسع السرطانٍ للمطاع ؼَر الهنتج أى ارتفعت الموة الشرابَة‬
‫النمدَة للجهاهَر دوى زَادة ههاثلة فٍ الناتج السلعٍ‪ ،‬هها أدي إلً نهو السوق السوداء‪.‬‬

‫سا لٓسعار‪ ،‬فحسب تمرَر البنن الهركزٌ‪ ،‬ارتفع‬


‫وشهد عام ‪ 1965/64‬ارتفاعاا هلهو ا‬
‫الرلم المَاسٍ ْسعار الجهلة هى ‪ 453.2‬فٍ دَسهبر ‪ 1964‬إلً ‪ 486‬فٍ دَسهبر‬
‫‪ ،)100 =1939( 1965‬أها الرلم المَاسٍ لتكلفة الهعَشة فارتفع هى ‪ 338.6‬إلً‬
‫‪ . )721(377.1‬وفٍ نفس الفترة بدأت نتابج سَاسة أسكاى فٍ الظهور ثم استفحلت‪ ،‬إذ‬
‫ظهرت أزهة الهساكى‪ .‬كها بدأ نصَب الفرد هى الخدهات َتدهور أَضاا‪ ،‬خاصة فٍ هجاٖت‬

‫(‪Samir Radwan, Op. cit., p. 208 )718‬‬


‫(‪ )719‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫(‪ )720‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫(‪ )721‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد فبراَر ‪ ،1967‬تمارَر الشهر‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪408‬‬
‫التعلَم والصحة والخدهات اٖجتهاعَة‪ ،‬ولم تعد الدولة لادرة علً هواصلة تمدَم إعاناتها‬
‫اٖجتهاعَة بنفس المدر‪.‬‬
‫(‪)722‬‬
‫هإشرات اْسعار فٍ فترة عز الناصرَة (‪)211 =2:71/2:6:‬‬
‫هعاهل انكهاش‬ ‫أسعار الجهلة‬ ‫السنة‬
‫اْسعار‬
‫الضهنٍ للدخل‬ ‫اللحوم‬ ‫هنتجات‬ ‫تكالَؾ‬
‫هإشر عام(*)‬ ‫‪2:72/2:71‬‬
‫الموهٍ(***)‬ ‫واْسهان(**)‬ ‫اْلباى(**)‬ ‫الهعَشة(*)‬
‫‪211‬‬ ‫‪2120:‬‬ ‫‪21403‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪2:72/2:71‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪21:02‬‬ ‫‪2160:‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪2:73/2:72‬‬
‫‪21208‬‬ ‫‪2170:‬‬ ‫‪21:02‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪:9‬‬ ‫‪2:74/2:73‬‬
‫‪21503‬‬ ‫‪21806‬‬ ‫‪22:07‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪2:75/2:74‬‬
‫‪217.9‬‬ ‫‪27806‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪2:76/2:75‬‬
‫‪31607‬‬ ‫‪2:105‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪241‬‬ ‫سبتهبر ‪2:77‬‬
‫الهصادر‪ :‬صندوق النمد الدولٍ‪ ،‬أحصاءات الهالَة الدولَة‪ ،‬والبنن اْهلٍ الهصرٌ‪ ،‬النشرة اٖلتصادَة‪ ،‬عدد ‪،2:‬‬
‫‪ ،2:77‬ص ‪ 499‬وها بعدها‪.‬‬
‫* هتوسط الفترة‪.‬‬
‫** الرلم المَاسٍ الهدرج لكل سنة هالَة هو رلم نهاَة دَسهبر والسنة التموَهَة الهدرجة فَه‪ .‬علً سبَل الهثال‪ ،‬الرلم‬
‫المَاسٍ لعام ‪ 72/2:71‬هو الرلم المَاسٍ لشهر دَسهبر ‪.2:71‬‬
‫*** الدخل الموهٍ باْسعار الجارَة همسو اها علً الدخل الموهٍ باْسعار الثابتة لعام ‪.71/2:6:‬‬

‫وهمابل هذا التدهور فٍ أحوال الفمراء حمك رجال اْعهال أربا احا طابلة علً حساب‬
‫لطاع الدولة اٖلتصادٌ‪ .‬فشهد هنتصؾ الستَنات انتعاشاا كبَ ارا فٍ تجارة الجهلة‪ ،‬كها‬
‫انتعشت أعهال السهسرة‪ ،‬وحمك الهماولوى أربا احا طابلة خٗل الخطة الخهسَة‪ .‬كذلن أخذ‬
‫المطاع الخاص الصناعٍ فٍ النهو بهعدل َفوق هعدل النهو الصناعٍ العام‪ .‬وهذا َعنٍ أى‬
‫اْزهة لد ألمت بؤعبابها بدرجة أكبر علً لطاع الدولة‪ ،‬وهى خٗله علً الجهاهَر‪.‬‬

‫وبأضافة إلً لطع هعظم الهعونات الؽربَة فٍ ‪ 1965/1964‬وضخاهة أعباء حرب‬


‫الَهى‪ ،‬نتج عى خطة ‪ 1965-1960‬عجز ضخم فٍ هَزاى الهدفوعات والهَزاى‬
‫التجارٌ‪ ،‬هها دفع الحكوهة إلً التولؾ عى تسدَد دَونها للؽرب‪ ،‬خاصة أى لطاع‬
‫التصدَر لم َستطع أى َنهو بشكل هلهوس‪ .‬وبذلن أصبحت البٗد هواجهة بعجز خارجٍ‬
‫وداخلٍ ضخم وهتراكم وٖ َنتظر نهاَة‪ ،‬خاصة أى الدولة لد باتت هثملة بالدَوى وهثملة‬
‫بموانَنها أصٗحَة‪ :‬تشؽَل العاطلَى ‪ -‬تعََى الخرَجَى ‪ -‬تمدَم خدهات هجانَة عدَدة‪..‬‬
‫أخَرا أى أهكانَات الذاتَة لرأس الهال الهحلٍ أعجز هى أى تضهى له‬ ‫ا‬ ‫ولد اكتشفت‬

‫)‪(722‬‬
‫‪Andreas S. Gerakis, United Arab Republic: A Survey of‬‬
‫‪Developments During the Five - Year Plan, 1960/61-1964/65, p. 464‬‬
‫‪409‬‬
‫هواصلة السَر‪ ،‬ولذلن بدأت‪ ،‬كها سنري بعد تفكر باهتهام فٍ استدعاء رأس الهال‬
‫اْجنبٍ الخاص هى جدَد‪.‬‬

‫عودة الصراع اٖجتهاعٍ‪:‬‬


‫فٍ الهاضٍ كانت الناصرَة ت ُح ِّهل رجال اْعهال هسإولَة ضعؾ اْداء اٖلتصادٌ‪.‬‬
‫ولنتذكر عنؾ الهجوم علً الرأسهالَة فٍ بداَة خطة ‪ ،1965-60‬والذٌ تم فٍ سَاق‬
‫تبرَر فشل خطة ‪ 1960-57‬وتدهور هستوي هعَشة الجهاهَر فٍ ذلن الولت‪ .‬أها ولد‬
‫لادت بنفسها عهلَة التنهَة فٍ سنوات ‪ ،1965-60‬فمد أصبحت ألل لدرة علً اتهام‬
‫الرأسهالَة بالهسإولَة عى الفشل اٖلتصادٌ‪ .‬وهع ذلن لم تعترؾ أبداا بفشلها‪ ،‬بل ‪ -‬علً‬
‫ا‬
‫وبدٖ هى إلماء‬ ‫العكس ‪ -‬أصرت تها اها علً إدعاء نجاح خطتها اٖلتصادَة واشتراكَتها‪.‬‬
‫التهم علً الرأسهالَة راحت الناصرَة تهاجم ها أسهته بالرجعَة والثورة الهضادة‬
‫والَهَى الزاحؾ‪.‬‬

‫ورؼم هذا وذلن كانت الولابع الهرَرة واضحة للجهَع‪ ،‬ذلن أى التنالضات اٖجتهاعَة‬
‫التٍ خففت إجراءات ‪ 1961‬هى حدتها راحت تستعَد لوتها‪ ،‬هضافاا إلَها أزهة التصادَة‬
‫كانت تزداد حدة‪ ،‬وتدفع بالصراع اٖجتهاعٍ هرة أخري إلً همدهة اْحداث‪ .‬كها كاى‬
‫الجههور لد بدأ َتهلهل هى التجربة ككل‪ ،‬وٖ َري فَها الحل الهنشود‪ ،‬خاصة أى أخبار‬
‫الفساد الهستشرٌ داخل جهاز الدولة‪ ،‬وبخاصة فٍ الجَش لم تكى خافَة‪ ،‬بل بالعكس‬
‫كانت واسعة اٖنتشار لدرجة أى بعض لواعد النظام نفسها لد تصدت للفساد‪ .‬وعلً سبَل‬
‫الهثال دفع اؼتَال عابلة الفمٍ لعضو اٖتحاد اٖشتراكٍ صٗح حسَى فٍ ‪ 1966‬الدولة‬
‫إلً تخفَؾ الرلابة علً الصحؾ بضؽط صحفٍَ النظام أنفسهم‪ ،‬فؤثَرت لضاَا الفٗحَى‬
‫علً صفحات الجرابد‪ ،‬كها نشطت ألٗم الكتاب الناصرََى هنادَة بتصفَة كبار هٗن‬
‫اْراضٍ وتوزَع اْرض علً الفٗحَى‪ ،‬وتكشؾ عى هعاناة عهال التراحَل وتفضح دور‬
‫هماولٍ اْنفار‪ ...‬إلخ‪ .‬ولد شهد هنتصؾ الستَنات عد ادا هى الهبات الشعبَة‪ :‬فٍ دهَاط‬
‫‪ ،1965‬بورسعَد ‪ ،1966‬حلواى ‪ ،1966‬كهشَش ‪ ،1966‬بأضافة إلً جنازة‬
‫هصطفً النحاس التٍ رفع فَها الهتظاهروى شعارات هعادَة للناصرَة واشترن فَها‪،‬‬
‫حسب تمدَر رفعت السعَد‪ ،‬عشرة آٖؾ هى الهواطنَى(‪ )723‬بَنها لدرهم هحهود حسَى‬
‫بعشرات اْلوؾ(‪ . )724‬كها بدأ بعض أعضاء الحزب الشَوعٍ الهصرٌ الهنحل فٍ إعادة‬
‫تنظَم أنفسهم‪ ،‬ونشطت حلمات َسارَة عدَدة حتً داخل اٖتحاد اٖشتراكٍ نفسه‪ ،‬كها‬
‫انخرطت أعداد هتزاَدة هى الهتعلهَى فٍ صفوؾ أخواى الهسلهَى كتعبَر عى رفضهم‬
‫للناصرَة‪ ،‬بل واتخذت الدعوة أسٗهَة شعارات أكثر رادَكالَة هى ذٌ لبل‪.‬‬

‫(‪) 723‬‬
‫هصطفً النحاس‪ ..‬السَاسٍ‪ ..‬والزعَم‪ ..‬والهناضل‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد سبتهبر ‪.1975‬‬
‫(‪ )724‬الصراع الطبمٍ فٍ هصر‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪410‬‬
‫وعلً الشاطا اِخر‪ ،‬بدأ رجال اْعهال َردوى الصاع للناصرَة‪ .‬وكانت الستَنات لد‬
‫شهدت عهلَة تزاوج سرَع بَى رجال الدولة ورجال اْعهال‪ ،‬فتحول كثَر هى الناصرََى‬
‫سا هادًَّا لوًَّا ٖنهَار الناصرَة‪ ،‬وأدي‬
‫إلً رجال أعهال والعكس بالعكس‪ ،‬هها خلك أسا ا‬
‫إلً تؽلؽل اْفكار اللَبرالَة‪ ،‬اٖلتصادَة طبعاا‪ ،‬داخل جهاز الدولة ذاته‪ .‬ولم َكى هجوم‬
‫عبد الناصر الهتكرر علً ها أسهاه بالثورة الهضادة والَهَى الزاحؾ واتهاهه لها أسهاه‬
‫تعبَرا عى إحساسه باتساع النفوذ السَاسٍ لرجال‬ ‫ا‬ ‫بحزب الَهَى بؤنه َنظم نفسه جَداا إٖ‬
‫اْعها ل ولدرتهم علً التؤثَر فٍ الجهاهَر‪ .‬ولد انمسهت البَرولراطَة الناصرَة نفسها‪،‬‬
‫هع عودة الصراع اٖجتهاعٍ إلً اٖحتدام‪ ،‬إلً لطاعات َسارَة‪ ،‬أٌ هإَدة للسَاسات‬
‫اٖشتراكَة‪ ،‬وتهثلت هذه فٍ كبار رجال الدولة هى شاؼلٍ أكبر الهناصب‪ ،‬وإلً لطاعات‬
‫أسهَت َهَنَة أخذت تنتمد السَاسات أصٗحَة الفاشلة وطالبت بالتخلٍ عنها كلَة‬
‫لصالح التصاد السوق الهفتوحة‪ .‬وعلً سبَل الهثال لدهت فٍ جلسة للبرلهاى فٍ دَسهبر‬
‫‪ 1965‬همترحات بإعادة النظر فٍ التعلَم الهجانٍ بالجاهعة (لم َطبك إٖ هنذ عام‬
‫‪ ،)1962‬وفٍ سَاسة تعََى الخرَجَى‪ .‬كها الترح البعض تخفَض اْجور ورفع‬
‫اْسعار‪ ...‬إلخ‪ .‬إٖ أى هذه الهمترحات لد هوجهت بعنؾ هى جانب أؼلبَة اْعضاء‬
‫واستعَض عنها برفع سعر البنزَى فمط‪ .‬كها الترح ربَس الوزراء زكرَا هحٍَ الدَى‬
‫إلرار سَاسة انفتاحَة تجاه الؽرب لحل هشكلة التهوَل وعجز الهدفوعات‪ ،‬واتباع سَاسة‬
‫التصادَة عهلَة تإثر الهنفعة اٖلتصادَة علً الهكاسب السَاسَة‪ .‬ولكنه اضطر لٗستمالة‬
‫بسبب الهعارضة الموَة داخل النخبة‪ .‬كذلن أعلى وزَر أسكاى عام ‪ 1965‬فٍ جلسة‬
‫خاصة لهنالشة سَاسة أسكاى عى رأَه فٍ ضرورة تشجَع المطاع الخاص علً بناء‬
‫الهساكى‪ ،‬بعد استفحال اْزهة‪.‬‬

‫هرارا إلً تؽلؽل ها أسهاه بالثورة الهضادة فٍ اٖتحاد‬


‫ا‬ ‫ولد أشار عبد الناصر نفسه‬
‫اٖشتراكٍ‪ ،‬ذلن أى الكثَر هى أعضابه لد باتوا هى رجال اْعهال‪ ،‬كها استولً كبار هٗن‬
‫اْراضٍ علً أجهزته فٍ الرَؾ بالكاهل تمرَباا‪ .‬وهع تَشكّل هنظهة الشباب‪ ،‬أصبح شابعاا‬
‫فٍ لواعد الناصرَة أى الَهَى َحكم اٖتحاد اٖشتراكٍ والَسار (لواعد الناصرَة) َحكم‬
‫هنظهات الشباب‪.‬‬

‫هولؾ الدولة‪ :‬إزاء هذا اٖستمطاب اٖجتهاعٍ الواضح‪ ،‬واٖستمطاب السَاسٍ اِخذ‬
‫فٍ الظهور استهرت المَادة الناصرَة تلعب علً التنالضات‪ ،‬هحاولة إحكام سَطرتها علً‬
‫هجري اْهور‪ .‬وحَث إنها لم تعد تستطَع أى تمدم الكثَر علً الصعَد اٖلتصادٌ‪ ،‬فمد‬
‫بدأت تهتم أكثر فؤكثر بؤجهزتها السَاسَة وبؤدوات المهع‪ .‬ولد اضطرت تحت ضؽط اْزهة‬
‫اٖلتصادَة والتوازنات اٖجتهاعَة الجدَدة‪ ،‬إلً التخلٍ – إلً حد كبَر ‪ -‬عى سَاستها‬
‫أصٗحَة‪ ،‬فؤولفت عهلَات التؤهَم وفرض الحراسات هنذ ‪ .1964‬وبأضافة إلً هذا‪،‬‬
‫لجؤت الحكوهة إلً رفع اْسعار‪ ،‬فحتً دَسهبر ‪ 1965‬رفعت اْسعار بـ‪ 100‬هلَوى‬
‫جنَه‪ ،‬ورؼم هذا أعلى عبد الناصر فٍ خطابه فٍ ‪ 21‬دَسهبر ‪ 1965‬أى هذا ؼَر كاؾ‪،‬‬
‫بدٖ هى ‪ 100‬هلَوى جنَه‪ ،‬بل وزعم أى ارتفاع اْسعار هو ظاهرة‬ ‫وأنه َرَد ‪ 150‬ا‬
‫عالهَة‪ ،‬وأنه هى الهستحَل فٍ ظل أزهة الدولة أى تعود اْسعار إلً ها كانت علَه فٍ‬
‫‪( 1961‬أٖ َذكرنا هذا بخطاب الساداتََى فَها بعد والحكوهات التالَة؟)‪ .‬كها أعَد رفع‬
‫‪411‬‬
‫ساعات العهل ‪ -‬عهلًَّا ‪ -‬لعهال لطاع الدولة‪ .‬كذلن لرر عبد الناصر ههارسة سَاسة‬
‫انفتاحَة هى جدَد‪ ،‬ولكى علً استحَاء‪ ،‬فؤعلى فٍ حدَث صحفٍ هعه عام ‪ 1966‬ترحَبه‬
‫برأس الهال اْجنبٍ وأنه ٖ َهانع فٍ وروده إلً هصر‪ ،‬وتمرر فٍ العام نفسه إنشاء‬
‫هنطمة حرة فٍ بورسعَد تكوى هفتوحة أهام رأس الهال اْجنبٍ وبدوى رسوم جهركَة‪،‬‬
‫ولد ُهنحت اْولوَة لهشروعات الفرز والتنظَؾ والخلط‪ ،‬وتمرر توجَه اهتهام خاص‬
‫لتجارة الترانزَت‪ .‬وكاى الهدؾ هو تحسَى هَزاى الهدفوعات‪ ،‬ولد أولؾ الهشروع‬
‫بسبب حرب ‪ .1967‬وإزاء الهعارضة الموَة التٍ ووجه بها الهشروع هى لبل اٖتجاه‬
‫أصٗحٍ داخل النظام والرأٌ العام الناصرٌ نفسه (لواعد الناصرَة)‪ ،‬أعلى عبد الناصر‬
‫بنفسه أى إنشاء الهنطمة الحرة ”لَس خرو اجا علً اٖشتراكَة كها جاء فٍ بعض‬
‫الهنشورات‪ ،‬وأى باب اٖجتهاد هفتوح فٍ اٖشتراكَة وأى الهحظور الوحَد هو استؽٗل‬
‫أنساى لٕنساى“‪ .‬وهنا نتذكر أى لوي الشعب العاهلة فٍ اَْدَولوجَا الناصرَة تتضهى‬
‫رأسهالَة ؼَر هستؽلة‪ ،‬وبناء علً ذلن وعلً التعرَؾ السابك لٗشتراكَة َهكى أى َوجد‬
‫نظام للرأسهالَة اٖشتراكَة! وكها أعلنت الدولة ترحَبها بالتعاوى هع البنن الدولٍ هى‬
‫جدَد‪ ،‬ولام جورج وودز هدَر البنن بزَارة الماهرة فٍ ‪ ،1966‬وأعلى أى فترة الجفاؾ‬
‫هع هصر لد ولت‪ ،‬وأى البنن َهكنه الهساههة فٍ تهوَل الهشروعات الجدَدة‪ ،‬كها لال أنه‬
‫” َتفك هع حكوهة الماهرة علً ضرورة أجراءات اٖلتصادَة اْخَرة لهستمبل اٖلتصاد‬
‫الهصرٌ“(‪ . )725‬وفٍ الهباحثات التٍ أجرَت تم بحث الهشروعات التٍ سَهولها البنن‬
‫بفوابد تتراوح بَى ‪ %4/3‬لهشارَع البنَة اْساسَة‪ ،‬و‪ %5.5‬للهشارَع الهنتجة‪.‬‬

‫وهع ذلن لم تستطع الحكوهة أى تسحب دفعة واحدة كافة الهكاسب التٍ حصل علَها‬
‫الفمراء هى لبل‪ ،‬إٖ أنها لم تمدم شَباا َذكر كذلن‪ ،‬بل راح عبد الناصر َطالب الجهاهَر فٍ‬
‫بدٖ هى الفلسفة‪” :‬أول بند هى بنود الفلسفة هو أنتاج‪ ،‬وإذا‬‫دَسهبر ‪ 1966‬بأنتاج ا‬
‫أنتجنا بعد كده نتفلسؾ زٌ ها احنا عاوزَى نتفلسؾ“‪ .‬ولاهت السلطات بالمبض علً‬
‫كثَر هى العهال والهثمفَى الناصرََى وهى هدرسٍ ”الهعهد العالٍ للدراسات اٖشتراكَة“‬
‫وبعض أعضاء هنظهات الشباب فٍ ‪ .1966‬وكانت اتحادات الطٗب لد جهدت فٍ ‪1965‬‬
‫ولم تعاد للعهل إٖ فٍ ‪ . 1968‬كذلن أعَد اعتمال عدد هى أعضاء الحزب الشَوعٍ الذَى‬
‫لم َوافموا علً لرار حل الحزب لنفسه‪ ،‬وصفَت فٍ نفس الولت جهاعة أخواى‬
‫الهسلهَى عام ‪ 1965‬بطرَمة بشعة‪ ،‬هها أدي إلً انخفاض أسهم الناصرَة إلً حد‬
‫هلهوس وسط الجهاهَر‪ .‬كذلن تم اعتمال رهوز حزب الوفد الذَى اشتركوا فٍ جنازة‬
‫النحاس‪.‬‬

‫ورؼم هذا التراجع عى سَاسة َولَو ‪ ،1961‬وههارسة لهع هباشر ضد الهعارضة‬


‫َسارا‪ .‬فاشتد الهجوم‬
‫ا‬ ‫الشعبَة ؼَر الهنظهة‪ ،‬سارت الدعاَة الناصرَة فٍ نفس الولت‬
‫علً ها أسهَت بـالثورة الهضادة‪ ،‬والرجعَة‪ ،‬وألَهت هنظهات الشباب علً أساس هَثاق‬
‫‪ ،1962‬وسهح لبعض الهاركسََى بالعهل داخل اٖتحاد اٖشتراكٍ والهإسسات أعٗهَة‬

‫(‪ )725‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬فبراَر ‪ ،1966‬تمارَر الشهر‪ ،‬ص ص ‪.105-103‬‬


‫‪412‬‬
‫والصحفَة‪ .‬كها شهدت تلن الفترة سَطرة ها َسهً بالَسار الناصرٌ علً لَادة كثَر هى‬
‫أجهزة الدولة بشكل لم َوجد هى لبل‪ ،‬بعد تصفَة عدد هى أعضاء ”هجلس لَادة الثورة“‬
‫الهعارضَى‪ .‬وتم هذا جن ابا إلً جنب هع تؽلؽل العناصر الهعارضة لٕصٗحَة (الَهَى‬
‫الناصرٌ) داخل نفس اْجهزة‪ ،‬فمد دفع التراجع الهلهوس للسَاسات الفعلَة سلطة الدولة‬
‫إلً المَام بتؽطَة تراجعها بؽبار هى الدعاَة الَسارَة‪ ،‬وبدت كؤنها تمَم توازناا بَى‬
‫الههارسة والدعاَة‪ ،‬وكانت الهبالؽة فٍ هذه اللعبة تدل علً اتجاه النظام إلً التفكن‪.‬‬
‫فالدعاَة أخذت تستمطب هزَداا هى الشباب الهتحهس ضد السَاسة العهلَة للنظام نفسه‪،‬‬
‫هها دفع هذا اْخَر إلً تصعَد إجراءاته المهعَة‪ .‬ولَس هى الؽرَب أى اهتٓت صفحات‬
‫الجرابد والهجٗت بالحدَث عى الجنة اٖشتراكَة التٍ ألَهت فٍ هصر الناصرَة‪ ،‬وبؤشد‬
‫اٖنتمادات الهوجهة ضد البَرولراطَة وها أسهَت بالطبمة الجدَدة‪ ،‬وضد الفساد‪ ...‬إلخ‪،‬‬
‫فٍ نفس الولت‪ .‬وَتضح لنا هذا التنالض فٍ هولفَى‪:‬‬

‫اْول‪ :‬بعد همتل صٗح حسَى ونهو نفوذ عابلة الفمٍ فٍ الهنوفَة‪ ،‬أثَرت الهسؤلة‬
‫الزراعَة فٍ الصحافة الناصرَة‪ ،‬فوجهت انتمادات لعٗلات الهلكَة ولموانَى أصٗح‬
‫الزراعٍ التٍ طبمت هى لبل‪ ،‬وطولبت السلطة بتصفَة طبمة كبار هٗن اْرض وحل‬
‫هشاكل عهال التراحَل‪ ...‬إلخ‪ .‬وتحت تؤثَر هذه الحهٗت وتذّ ّهر لواعد النظام نفسها لرر‬
‫عبد الناصر تشكَل ”لجنة تصفَة ألطاع“ التٍ هثلت بعابلة الفمٍ‪ ،‬ووضعت ‪ 100‬ألؾ‬
‫فداى تحت الحراسة‪ ،‬واهتدت أعهالها إلً لطاع الدولة اٖلتصادٌ أَضاا‪ .‬ولكى جاءت‬
‫النتابج النهابَة ْعهال اللجنة بالؽة الهزال وتولؾ عهلها لبل حرب ‪ ،1967‬بل وبدأت‬
‫الدولة تعَد اْراضٍ هرة أخري ْصحابها‪.‬‬

‫والثانٍ‪ :‬اضطر عبد الناصر تحت ضؽط لواعد النظام‪ ،‬وهو عهو اها ضؽط هعنوٌ‬
‫َعكس إهكانَة حدوث تذهر شعبٍ أو تفكن النظام فٍ الهدي الطوَل‪ ،‬إلً إصدار لرار‬
‫بتؤهَم تجارة الجهلة عام ‪ 1966‬خٗل ثٗث سنوات‪ ،‬ولكى لم َنفذ هذا المرار‪ ،‬فاضطر‬
‫شهرا‪ ،‬ولكنه لم َنفذ أَضاا‪.‬‬
‫ا‬ ‫إلً تجدَده فٍ أكتوبر ‪ 1967‬علً أساس أى َنفذ خٗل ‪18‬‬

‫وإزاء تهزلها الداخلٍ اتجهت الناصرَة إلً تشدَد هجهاتها أعٗهَة علً الموي‬
‫الهعادَة فٍ الخارج‪( :‬الرجعَة وأهبرَالَة كها نعتتها) وراحت تهتم أكثر فؤكثر بتحمَك‬
‫إنجازات خارجَة‪ ،‬كآلَة تعوَضَة لفشلها فٍ الداخل‪.‬‬
‫وَهكننا اِى تحدَد اتجاه الناصرَة إلً اْفول كالتالٍ‪ :‬أثبتت السَاسة اٖلتصادَة‬
‫فشلها فٍ تحمَك اْهانٍ التٍ بنَت علَها‪ .‬بل وأدت علً العكس إلً ركود اٖلتصاد‬
‫وتفالم عجزه‪ .‬وأثبتت فٍ النهاَة عجز النظام المابم حتً عى اٖندهاج فٍ السوق العالهٍ‬
‫بالشكل اْهثل‪ .‬وظهر للعَاى هبلػ حاجته إلً دهاء جدَدة‪ ،‬حسب تعبَر كبار رجال الدولة‬
‫ولتذان‪ ،‬وبالضبط وفماا لتعبَر السادات فَها بعد‪ .‬ولد اشتدت هذه الدعوة داخل أجهزة‬
‫الدولة نفسها‪ ،‬ابتداء هى هنتصؾ الستَنات خاصة‪ .‬ولد أدي فشل الناصرَة إلً تفالم‬
‫التنالضات اٖجتهاعَة‪ :‬تدهور هستوي هعَشة الطبمات اْدنً ولوة لبضة كبار الهٗن‬
‫ورجال اْعهال وشعورهم بؤى الولت فٍ صالحهم وبؤنهم بالتالٍ َحهلوى الرأٌ اْكثر‬
‫‪413‬‬
‫اتسالاا هع هسار وهصالح النظام اٖجتهاعٍ‪ .‬ولد ترافك هع هذا تحول جوهرٌ أصاب‬
‫البَرولراطَة‪ ،‬وهو اٖندهاج الموٌ بَى كثَر هى رجالها ورجال اْعهال‪ ،‬كها أشرنا هى‬
‫لبل‪ .‬وهع استفحال اْزهة اٖلتصادَة عادت الطبمات الفمَرة تعبر عى نفسها بموة‪ ،‬وبدأ‬
‫الصراع اٖجتهاعٍ َطفو علً السطح‪ ،‬بل وبدأت الناصرَة نفسها تتهزق بفعله‪ ،‬فتشترن‬
‫فَه جهاعاتها الهختلفة‪ :‬البَرولراطَوى الصرؾ‪ ،‬رجال الدولة ‪ -‬رجال اْعهال‪ ،‬لواعد‬
‫النظام الهتحهسة‪ ،‬الهثمفوى الناصرَوى‪ .‬وإزاء هذا راحت المَادة تبحث عى انتصارات‬
‫خارجَة وهعارن تستطَع أى تلجم بها الصراع الداخلٍ اِخذ فٍ التصاعد‪.‬‬

‫* اٖنهَار هى الخارج‪:‬‬
‫حرب ‪:1967‬‬
‫ٖ شن أى الناصرَة لم تكى فٍ حال انسجام تام هع الؽرب‪ ،‬كها لم تكى فٍ حالة حرب‬
‫هعه داب اها‪ .‬وهٍ لد حممت أو ‪ -‬بهعنً أصح ‪ -‬جاءت فٍ سَاق تحمك اٖستمٗل السَاسٍ‬
‫الهباشر لهصر ولدول الشرق اْوسط عى الهَهنة الفرنسَة والبرَطانَة دوى أى تحل‬
‫هحلها الهَهنة اْهرَكَة الهباشرة كاهلة‪ .‬وبهذا تحمك للوَٖات الهتحدة نصؾ هدفها‪،‬‬
‫خاصة أى اْنظهة الهحلَة لم تستطع بنفسها هلء ”الفراغ“‪.‬‬

‫ولهذا بالذات ٖ َهكى النظر إلً حرب ‪ 1967‬خارج إطار الهولؾ اْهرَكٍ‪ ،‬فالحرب‪،‬‬
‫كها تشَر كافة الهعطَات الهتاحة‪ ،‬لد تهت بهباركة أهرَكَة هباشرة‪ .‬فهسار العٗلات بَى‬
‫إسرابَل والوَٖات الهتحدة هنذ هنتصؾ الستَنات َدلنا علً هباركة الوَٖات الهتحدة‬
‫للضربة أسرابَلَة‪ .‬هذا بؽض النظر عى الولابع الهإكدة للتؤََد اْهرَكٍ ٔسرابَل(‪.)726‬‬

‫لرارا إسرابَلًَّا‪ ،‬كها سنري بعد‪ .‬إٖ أننا ٖ‬


‫ا‬ ‫وهذا ٖ َنفٍ أى لرار الحرب الهباشر كاى‬
‫نستطَع أى نفهم أحداث الشرق اْوسط إٖ علً ضوء فهم استراتَجَة وهصالح الموي‬
‫العظهً‪ ،‬خاصة الوَٖات الهتحدة واٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬بوجه عام وفٍ الشرق اْوسط‬
‫نفسه‪ ،‬وبدوى فهم طبَعة عٗلة هذه الدول بالموي الهحلَة‪.‬‬

‫ولد جاءت الحرب فٍ ذلن الولت بالذات فٍ سَاق هحدد للعٗلات الدولَة ولتطور‬
‫اْوضاع فٍ الشرق اْوسط عهو اها بأضافة إلً دوافعها الهحلَة فٍ إسرابَل‪.‬‬

‫اْوضاع العالهَة فٍ أواسط الستَنات‪:‬‬

‫سارت خطة الوَٖات الهتحدة فٍ سَاستها الدولَة بعد الحرب العالهَة الثانَة وعلً‬
‫ضوء النتابج التٍ تهخضت عى الحرب علً أساس‪:‬‬

‫(‪ )726‬أعلى أشكول بعد الحرب أنه كاى هطهبنًّا لحهاَة اْسطول اْهرَكٍ الذٌ تحرن لبَل الحرب لرب شواطا‬
‫إسرابَل‪ .‬وأى هذا لد تم بناء علً تؤكَدات هباشرة هى الربَس اْهرَكٍ جونسوى‪ .‬كها أى جونسوى لد أهر رَتشارد‬
‫هَلهز هدَر الـ‪ CIA‬لبَل الحرب بالتعاوى هع إسرابَل فٍ ترتَب العهلَات العسكرَة ضد هصر‪.‬‬
‫‪414‬‬
‫‪ - 1‬الحلول هحل اٖستعهار المدَم فٍ العالم الثالث‪ ،‬والسَطرة علً أوروبا نفسها‪.‬‬

‫‪ - 2‬إسماط اْنظهة اٖشتراكَة‪ ،‬خاصة فٍ اٖتحاد السوفَتٍ‪.‬‬

‫‪ - 3‬هنع لَام ثورات اشتراكَة أخري‪.‬‬


‫ولهذا ا‬
‫هثٗ لم تساعد فرنسا فٍ حرب الهند الصَنَة وفٍ حربها فٍ الجزابر‪ ،‬كها كاى‬
‫هولفها الهعروؾ فٍ حرب ‪ ،1956‬كذلن خططت ٔعادة توحَد ألهانَا تههَداا لضرب‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬وألاهت اْحٗؾ العسكرَة لنفس الؽرض‪ ،‬واتخذت سَاسة العداء‬
‫الهطلك للصَى الشعبَة‪.‬‬

‫ولكى التفوق اْهرَكٍ الهطلك علً أوروبا واٖتحاد السوفَتٍ لم َستهر‪ ،‬ففٍ الفترة‬
‫الههتدة هى نهاَة الحرب وحتً أواخر الخهسَنات كاى هذا التفوق لد انكسر‪ ،‬فمد استطاع‬
‫السوفَت إنتاج السٗح النووٌ والتفوق فٍ هجال الصوارَخ الهوجهة‪ ،‬كها أصبح حلؾ‬
‫وارسو لوة عسكرَة هابلة‪ .‬أها أوروبا الؽربَة فمد نجحت فٍ إزالة آثار الحرب وتحولت‬
‫ظا فٍ‬‫تطورا هلحو ا‬
‫ا‬ ‫إلً لوة التصادَة هنافسة للوَٖات الهتحدة‪ .‬كذلن حممت الصَى‬
‫اٖلتصاد وأصبحت لوة عسكرَة َحسب حسابها‪.‬‬

‫ولد أدت هذه التؽَرات فٍ هوازَى الموي إلً عدة نتابج هاهة‪:‬‬

‫‪ - 1‬اٖنفراج الدولٍ‪ :‬أخذت الحرب الباردة تضع أوزارها هنذ ‪ ،1959‬هع زَارة أول‬
‫هسإول سوفَتٍ للوَٖات الهتحدة‪ .‬ثم تبَى ذلن عهلًَّا فٍ أزهة الصوارَخ الكوبَة عام‬
‫‪ ،1962‬حَث ثبت أى سَاسة الردع الشاهل اْهرَكَة ؼَر ههكنة وٖ هجدَة‪ ،‬بل بالعكس‬
‫ثبت أى درء الحرب النووَة ههكى وأنه إَجابٍ لكل هى الطرفَى‪ .‬ولد استبدلت الوَٖات‬
‫الهتحدة هذه السَاسة بسَاسة ”الهجوم الهرى“ التٍ تضهنت إهكانَة شى حرب نووَة‬
‫سا‪ ،‬هثل إسرابَل‬‫هحدودة فٍ أوروبا‪ ،‬أها فٍ العالم الثالث‪ ،‬فتعتهد علً لوي هحلَة أسا ا‬
‫وجنوب أفرَمَا وإَراى وفَتنام الجنوبَة‪ ،‬وراحت أهرَكا تسلح هذه الدول‪ .‬أها فٍ أوروبا‬
‫فؤرجا تسلَح ألهانَا‪ ،‬بل وبدأ الحوار بَى الدولتَى اْلهانَتَى عام ‪ ،1966‬كها أخذت‬
‫العٗلات اٖلتصادَة بَى شطرٌ أوروبا فٍ النهو‪ .‬وباختصار انتصرت هبادئ الهإتهر‬
‫العشرَى للحزب الشَوعٍ السوفَتٍ(‪.)727‬‬

‫‪ - 2‬اٖنشماق فٍ حلؾ اْطلنطٍ‪ :‬إباى سنوات الحرب الباردة‪ ،‬كانت فرنسا هٍ أكثر‬
‫دول الؽرب عداء للسوفَت‪ ،‬فهم الذَى لدهوا أكبر هساههة لدعم الحركات الوطنَة فٍ‬
‫هثٗ بمطع عٗلاتها‬‫الهستعهرات الفرنسَة‪ ،‬فٍ الهند الصَنَة خاصة‪ .‬ولد هددت فرنسا ا‬
‫هع اٖتحاد السوفَتٍ إذا اعترؾ بحكوهة الجزابر الهإلتة‪ ،‬ونفذت تهدَدها بالفعل‪ ،‬كها‬
‫لاهت بتدرَب لوات هى ألهانَا الؽربَة فٍ أراضَها‪ ،‬وهذا تصرؾ كاى فٍ حَنه َعد‬

‫(‪ )727‬نحَل المارئ إلً‪ :‬السَد أهَى شلبٍ‪ ،‬الوفاق اْهرَكٍ السوفَتٍ (‪.)1976-1963‬‬
‫‪415‬‬
‫عدابًَّا للؽاَة تجاه السوفَت‪ .‬إٖ أنه بعد تحرر هعظم الهستعهرات الفرنسَة وانكسار‬
‫التفوق اْهرَكٍ الهطلك فٍ أواخر الخهسَنات تؽَر هولؾ فرنسا تها اها‪ ،‬فمد عادت‬
‫ألهانَا هى جدَد لوة التصادَة جبارة‪ ،‬وأصبحت تهثل هرة أخري لوة احتهالَة هناوبة‬
‫لفرنسا التٍ التحهها اْلهاى ثٗث هرات خٗل سبعَى سنة‪ .‬أها برَطانَا فلم تفمد فٍ‬
‫ٍ فٍ أَدَها بعض أوراق اللعب‪ ،‬وشكلت تحالفاا هع الوَٖات‬ ‫الحرب كل شٍء‪ ،‬إذ بم َ‬
‫الهتحدة‪ .‬وفٍ هواجهة هذه التطورات راحت فرنسا تسعً لتكوَى لوتها النووَة الخاصة‪،‬‬
‫رافضة التولَع علً هعاهدة حظر انتشار اْسلحة النووَة‪ ،‬وهو نفس هولؾ الصَى‪.‬‬
‫وظهرت الدَجولَة كدعوة ٖستمٗل أوروبا عى الوَٖات الهتحدة‪ .‬ولذلن راح دَجول َتخذ‬
‫إجراءات وسَاسات هتوازنة تجاه الموتَى العظهََى وسَاسَة هعتدلة تجاه العالم الثالث‪.‬‬
‫فعارض التدخل اْهرَكٍ فٍ فَتنام والدوهنَكاى والكونؽو ولبرص‪ ،‬بل وأعلى انسحاب‬
‫فرنسا هى الجناح العسكرٌ لحلؾ اْطلنطٍ عام ‪ .1967‬ثم ألام عٗلات لوَة هع شرق‬
‫أوروبا والبلداى ”ؼَر الهنحازة“ فٍ العالم الثالث‪ ،‬هثل هصر وسورَا والعراق‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اٖنشماق الصَنٍ ‪ -‬السوفَتٍ‪ :‬بسبب أوضاع شبَهة ‪ -‬بوجه عام ‪ -‬بوضع فرنسا‬
‫تجاه الوَٖات الهتحدة اضطرت الصَى عام ‪ 1964‬إلً شى سلسلة هى الهجهات‬
‫أعٗهَة علً اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬هها أدي إلً انشماق كبَر داخل اْحزاب الشَوعَة فٍ‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬وإلً أزهة أَدَولوجَة عهَمة داخل الحركة الشَوعَة ككل‪.‬‬

‫فٍ ظل هذه النتابج الثٗث شنت الوَٖات الهتحدة فٍ هنتصؾ الستَنات هجو اها واسع‬
‫النطاق داخل العالم الثالث‪ ،‬بهدؾ استعادة تفولها الهطلك الهفمود‪ .‬ولد لررت اٖستفادة‬
‫هى الشماق الصَنٍ السوفَتٍ وجو التعاَش السلهٍ هع السوفَت‪ٖ ،‬ستكهال وراثة‬
‫هستعهرات أوروبا (خاصة فرنسا الهتهردة) واستكهال الحصار حول الصَى‪ ،‬وإزالة آثار‬
‫الحرب الباردة التٍ وضعت أوزارها‪ ،‬بإزالة اْنظهة الهعتدلة فٍ آسَا وأفرَمَا‪ .‬ولد تهثل‬
‫الهجوم اْهرَكٍ فٍ‪:‬‬

‫‪ -‬التدخل الهباشر عسكرًَّا فٍ الكونؽو‪.‬‬

‫‪ -‬تنظَم انمٗبات عسكرَة فٍ نَجَرَا‪ ،‬داهوهٍ‪ ،‬فولتا العلَا‪ ،‬أفرَمَا الوسطً‪ ،‬عام‬
‫‪ . 1966/1965‬ولد لاهت ثٗث هى هذه البلداى بمطع عٗلاتها هع الصَى بعد اٖنمٗب‬
‫هباشرة‪ .‬كذلن نظهت الوَٖات الهتحدة انمٗباا فٍ الكونؽو كَنشاسا ضد الحكوهة الهوالَة‬
‫لفرنسا وبلجَكا (تشوهبٍ) بمَادة هوبوتو‪ ،‬وكذلن فٍ ؼانا‪ .‬كها نظهت الهخابرات‬
‫اْهرَكَة انمٗ ابا عسكر ًَّا دهوًَّا فٍ إندونَسَا ضد سوكارنو عام ‪ ،1966‬لتل فَه هبات‬
‫اْلوؾ هى الشَوعََى الهاوََى‪ .‬وشهدت جواتَهاٖ هٍ اْخري انمٗباا هوالَاا للوَٖات‬
‫الهتحدة عام ‪ ،1965‬وتبعتها الَوناى عام ‪.1967‬‬

‫‪ -‬ألَهت فٍ رودَسَا عام ‪ 1965‬جههورَة بَضاء بواسطة برَطانَا‪ ،‬هإَدة هى‬


‫الوَٖات الهتحدة‪ ،‬كها تزاَد التسلَح اْهرَكٍ للبرازَل وفَتنام الجنوبَة وإسرابَل وإَراى‬
‫وجنوب أفرَمَا‪ ،‬هى أجل تنفَذ تكتَن الحرب الهحدودة‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫‪ -‬تم تصعَد حرب فَتنام هنذ ‪ ،1965/64‬فتزاَد عدد الموات اْهرَكَة تدرَجًَّا هى‬
‫‪ 32‬ألؾ حتً بلػ ‪ 527‬ألؾ جندٌ عام ‪.1966‬‬

‫ولد وصفت صحَفة أَكونوَست طبَعة وهدؾ هذا الهجوم اْهرَكٍ لابلة‪” :‬إى شكل‬
‫العالم فٍ ‪ 1945‬لم َكى َدعو إلً الرضا وأنه كاى داب اها َنطوٌ علً خطر التحالؾ بَى‬
‫الشرق الشَوعٍ والجنوب الهتخلؾ ضد ؼرب هعزول‪ .‬وهههة أواسط الستَنات أى تصل‬
‫إلً توازى جدَد للموي‪ ،‬إنها فرصة ٖ َجب أى تهر“‪.‬‬

‫ولها كاى الشرق اْوسط ضهى أهم هناطك الصراع الدولٍ‪ ،‬فمد لررت الوَٖات‬
‫الهتحدة إعادة ترتَب اْوضاع فَه‪ ،‬ولد أطلك تعبَر ”الهثلث الهضطرب“ علً الهنطمة‬
‫وكوى الربَس‬
‫َّ‬ ‫الوالعة بَى طهراى والدار البَضاء وهمدَشَو هنذ هارس ‪.1967‬‬
‫اْهرَكٍ جونسوى لجنة لٕشراؾ علً إخضاع هذا الهثلث للوَٖات الهتحدة‪.‬‬

‫فٍ هذا السَاق بدأ الهجوم اْهرَكٍ فٍ الشرق اْوسط‪.‬‬

‫اتجاهات الصراع فٍ الشرق اْوسط‪:‬‬

‫تناولنا هى لبل تطور عٗلة كل هى الوَٖات الهتحدة واٖتحاد السوفَتٍ بالشرق‬


‫اْوسط إباى فترة الفوراى الموهٍ فٍ الهنطمة بعد الحرب العالهَة الثانَة‪ .‬ولد خفتت حدة‬
‫الصراعات العنَفة بَى هختلؾ التَارات والموي فٍ الخهسَنات بإلاهة الوحدة الهصرَة‬
‫السورَة عام ‪ ،1958‬فتم بذلن إضعاؾ شدَد للحركة الشَوعَة العربَة‪ ،‬كها وجهت‬
‫لحزب البعث ضربات هوجعة‪ ،‬كذلن سوَت اْوضاع فٍ لبناى لصالح النظام الشهابٍ‪،‬‬
‫وبذلن سادت الناصرَة علً التَارات اْخري فٍ الهنطمة‪ .‬وبالنسبة للموي الكبري‪ ،‬تم‬
‫تحجَم النفوذ السوفَتٍ فٍ هصر والهشرق العربٍ والَهى‪ ،‬بَنها لم تتخل الوَٖات‬
‫الهتحدة عى نفوذها الموٌ فٍ كافة بلداى الشرق اْوسط تمرَباا‪ .‬وحَى استمرت أحوال‬
‫الهنطمة نسبًَّا عام ‪ 1958‬زال الخطر علً هصالح الدولتَى‪ .‬فهى جهة فشل هشروع‬
‫حلؾ بؽداد‪ ،‬وبذلن تخلص اٖتحاد السوفَتٍ هى خطر هحاصرة حدوده الجنوبَة عسكرًَّا‪،‬‬
‫وهى جهة أخري فشلت هحاوٖت لَام أنظهة رادَكالَة فٍ الشرق العربٍ‪ ،‬خاصة العراق‪.‬‬
‫دورا ها ًّها فٍ هذا الصدد‪ ،‬هوفرة بذلن اٖستمرار‪ ،‬بالهعنً‬
‫ا‬ ‫ولد لعبت الناصرَة بالذات‬
‫اٖستعهارٌ للكلهة‪ ،‬فٍ الخلَج العربٍ‪ .‬وبالرؼم هى عدم حل المضَة الفلسطَنَة‪ ،‬تحممت‬
‫حالة هى السٗم بفضل وجود لوات الطوارئ فٍ سَناء‪ .‬وباستثناء صفمة الصوارَخ هون‬
‫اْهرَكَة ٔسرابَل فٍ ‪ ،1962‬حاولت السَاسة اْهرَكَة إلاهة نوع هى ”العدل“ فٍ‬
‫هثٗ اْهداؾ‬‫عٗلاتها هع الدول العربَة وإسرابَل‪ ،‬أٌ العطاء بنفس المدر‪ ،‬فلم تتبى ا‬
‫هباشرا فٍ إفشال هخططات إسرابَل تجاه‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫أسرابَلَة الخاصة‪ ،‬بل وكانت لد لعبت ا‬
‫سَناء عام ‪.1957/1956‬‬

‫وَهكننا إَجاز اٖستراتَجَة اْهرَكَة خٗل الفترة الهذكورة فٍ الشرق اْوسط فٍ‬
‫ثٗثة أهداؾ‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫‪ - 1‬ضهاى بماء أهى إسرابَل كحلَؾ هحلٍ ربَسٍ‪.‬‬

‫‪ - 2‬التخلص هى كل هى النفوذ السوفَتٍ ونفوذ الدول اْوروبَة الؽربَة فٍ الهنطمة‪.‬‬

‫‪ - 3‬ضهاى تدفك البترول إلً الؽرب‪.‬‬

‫كثَرا‪ ،‬خاصة بعد‬


‫ا‬ ‫وكاى لد تم تملَص النفوذ اْنجلو ‪ -‬فرنسٍ فٍ الشرق اْوسط‬
‫‪.1956‬‬

‫الشرق اْوسط فٍ أواخر الستَنات‪:‬‬

‫‪ -1‬صعود جدَد للحركة الموهَة العربَة‪:‬‬

‫شهدت الهنطمة فٍ أواخر الستَنات هوجة جدَدة للحركة الموهَة العربَة‪ ،‬خاصة فٍ‬
‫سورَا‪ .‬ففٍ هواجهة إتهام إسرابَل لعهلَة تحوَل نهر اْردى فٍ ‪ ،1964‬لاهت سورَا‬
‫بتحوَل عكسٍ فٍ أراضَها‪ ،‬هها دفع إسرابَل إلً المَام بضرب هناطك التحوَل فٍ‬
‫سورَا‪ ،‬فتولؾ العهل بها(‪ .)728‬وهنذبذ راحت الحدود بَى سورَا وإسرابَل تشهد‬
‫صداهات هتزاَدة‪ .‬وفٍ الولت نفسه كاى النظام السورٌ َتحرن تدرَجًَّا نحو الَسار‪ ،‬ففٍ‬
‫أوابل ‪ 1965‬صدر لرار بتؤهَم ‪ 160‬شركة وهإسسة‪ ،‬كها أههت التجارة الخارجَة‪،‬‬
‫وردًّا علً إضراب لام به كبار التجار وكبار هٗن اْراضٍ ورجال الدَى لام الجنود‬
‫والعهال الهسلحوى بمهعهم‪ ،‬ونفذ حكم أعدام فٍ ‪ 8‬هنهم‪ .‬وفٍ أواخر العام لاهت المَادة‬
‫الموهَة لحزب البعث بطرد بعض الوزراء ههى أسهوا أنفسهم بعد ذلن بالمَادة المطرَة‪،‬‬
‫إٖ أى الجناح الَسارٌ للحزب لام‪ ،‬بتؤََد الحزب الشَوعٍ‪ ،‬بانمٗب هضاد فٍ فبراَر‬
‫‪ ،1966‬واعتمل أعضاء المَادة الموهَة للحزب‪ .‬وشكل الحكام الجدد حكوهة بها وزَراى‬
‫هى الحزب الشَوعٍ‪ ،‬كها تم السهاح لخالد بكداش بالعودة إلً دهشك(‪ .)729‬ولد تهتعت‬
‫تلن الحكوهة الَسارَة بتعاطؾ شعبٍ بالػ وصحبت تكونها حركة شعبَة واسعة هوالَة‬
‫لها فٍ سورَا(‪ .)730‬وضهى إجراءات تلن الحكوهة أى فرضت علً شركات البترول‬
‫أسعارا جدَدة‪ ،‬فازداد دخلها هى عهلَات نمل البترول‪ ،‬وحصل لبناى علً زَادة‬ ‫ا‬
‫(‪)731‬‬
‫‪ .‬كها أعلنت الحكوهة تبنَها لفكرة حرب التحرَر الشعبَة ضد إسرابَل‪ ،‬ولاهت‬ ‫ههاثلة‬
‫فعٗ بفتح هبات هى هراكز التطوع والتدرَب العسكرٌ‪ ،‬وأعلنت أنها ستتحول هى الدفاع‬ ‫ا‬
‫إلً الهجوم علً إسرابَل‪ .‬كذلن تبنت المَادة فكرة شى حرب فورَة ضد إسرابَل لتحرَر‬
‫فلسطَى‪ ،‬وفٍ هذا السَاق سهحت لرجال الهماوهة الفلسطَنَة بالعهل هى أراضٍ سورَا‪،‬‬

‫(‪ )728‬صالح الجبورٌ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.447‬‬


‫(‪ )729‬دمحم نصر ههنّا‪ ،‬السوفَت ولضَة فلسطَى‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫(‪Arie Bober, The Other Israel, pp. 215-218 )730‬‬
‫(‪ )731‬فإاد هرسٍ‪ ،‬اٖلتصاد السَاسٍ أسرابَلٍ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪418‬‬
‫كها أهدتهم بالسٗح‪ .‬ؤنجاح خطتها العسكرَة‪ ،‬دعت الدول العربَة للهشاركة فٍ‬
‫الحرب‪ ،‬بل وراحت تهاجم الناصرَة هتههة اَاها بالتماعس عى تحمَك هذا الهدؾ‪.‬‬

‫ولد تعرضت سورَا بعد انمٗب البعث الَسارٌ إلً تحرش هعظم الدول الهجاورة‪،‬‬
‫جوا‬
‫وهنها إسرابَل التٍ لاهت بشى ؼارات هتكررة ضدها طوال عام ‪ًّ 1967/1966‬‬
‫وبرا (َولَو ‪ ،1966‬أؼسطس ‪ ،1966‬أبرَل ‪ .)1967‬وتوالت التهدَدات‬ ‫ًّ‬ ‫وبحرا‬
‫ا‬
‫أسرابَلَة بإعٗى الحرب علً سورَا وبالفعل لاهت بحشد لواتها علً الحدود السورَة‬
‫فٍ سبتهبر ‪.1966‬‬

‫وفٍ ظل هذه الظروؾ لاهت الحكوهة الناصرَة بشى حهٗت إعٗهَة هستهرة ضد‬
‫حكوهة َسار البعث فٍ سورَا‪ ،‬بل راح عبد الناصر بنفسه َشهر بحزب البعث واصفاا إَاه‬
‫تارة بالرجعَة وتارة بالهؽاهرة‪.‬‬

‫فٍ نفس الفترة جرت هحاوٖت عدة هى لبل اْردى لضرب سورَا هى الداخل‪ ،‬بل‬
‫وحشدت لواتها بعد انمٗب َسار البعث‪ .‬كذلن فعلت تركَا‪ ،‬كها تحرن اْسطول السادس‬
‫لرب ساحل البحر الهتوسط‪ .‬وبأضافة إلً ذلن هولت السعودَة حركات الهعارضة‬
‫الَهَنَة فٍ سورَا‪ ،‬ولكنها فشلت فٍ إزاحة َسار البعث هى السلطة‪ ،‬فتم اعتمال عدد‬
‫كبَر هى الهعارضَى الَهَنََى فٍ َولَو ‪ ،1966‬كها أحبطت هحاولة انمٗب فٍ أواخر‬
‫‪ . 1966‬وفٍ نفس الولت حشدت كل هى اْردى وإسرابَل لواتهها علً حدود سورَا‪،‬‬
‫ولام الكولونَل بروهَدج الذٌ كاى َمود الجَش السعودٌ فٍ ذلن الولت‪ ،‬وهو أكبر‬
‫هساعدٌ الجنرال جلوب‪ ،‬بزَادة اْردى‪.‬‬

‫أها اْردى فمد شهد هو اِخر تصاعداا واض احا للهعارضة الوطنَة‪ .‬فمد بدأ سكاى‬
‫الضفة الؽربَة َتسلحوى‪ ،‬وزادت هجهات الفدابََى ضد إسرابَل‪ ،‬كها سارت الهظاهرات‬
‫احتجا اجا علً تجدَد رباسة وصفٍ التل للوزارة‪ .‬وكاى هى تصاعد الهعارضة أى هدد‬
‫أشكول عام ‪ 1966‬بدخول اْردى إذا ولع فَها انمٗب ناصرٌ‪ .‬كها أرسلت السعودَة ‪20‬‬
‫ألؾ جندٌ إلً هنان فٍ هنتصؾ ‪ 1967‬لحهاَة الهلن هى الجهاهَر اْردنَة ‪-‬‬
‫الفلسطَنَة‪ .‬ثم تم طرد السفَر السورٌ هى اْردى‪ ،‬ردًّا علً تشجَع سورَا ودعهها‬
‫للهعارضة الوطنَة‪.‬‬

‫وللرد علً ؼارات الفدابََى هى اْردى شنت إسرابَل هجو اها علَها فٍ‬
‫‪ 1966/11/13‬بمَادة شاروى‪ ،‬وتم تدهَر لرَة كاهلة‪ .‬وهها َدل علً تصاعد الهعارضة‬
‫الشعبَة أى سكاى لري الحدود رفضوا الهعونات التٍ وردت إلَهم هى الحكوهة وطالبوا‬
‫بدٖ هنها بالسٗح‪ ،‬كها شهدت الضفة الؽربَة هظاهرات عدَدة واسعة تطالب بالسٗح‬ ‫ا‬
‫لهواجهة إسرابَل‪ ،‬بل وانضم إلَها عدد هى رجال الجَش والشرطة‪ ،‬هها اضطر الحكوهة‬
‫ذات هرة إلً إعٗى حظر التجول فٍ نابلس‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫ا‬
‫ههاثٗ للهعارضة الوطنَة‪ ،‬تهثلت فٍ هظاهرات الشوارع‪ ،‬ونسؾ‬ ‫وشهدت لَبَا صعوداا‬
‫أنابَب البترول وأعهال احتجاج أخري هتعددة‪ .‬ولد طالبت الجهاهَر بإلؽاء المواعد‬
‫اْجنبَة(‪.)732‬‬

‫وفٍ ‪ 1964‬أعلنت الجبهة الموهَة فٍ جنوب الَهى الكفاح الهسلح ضد اٖحتٗل‬


‫البرَطانٍ وأخذت عهلَاتها تتصاعد بسرعة‪ .‬كها شهدت الجزَرة العربَة عدداا هى‬
‫النشاطات الثورَة اْلل حدة‪.‬‬

‫وهى اْهور الطرَفة أى بعض حركات الهعارضة الَونانَة لد برزت‪ ،‬رافعة شعار‬
‫”الطرَك الناصرٌ ‪ -‬الَونانٍ“(‪ ،)733‬رافضة للمواعد العسكرَة اْهرَكَة وٖستهرار‬
‫الَوناى فٍ حلؾ اْطلنطٍ‪.‬‬

‫وكاى هى أهم عٗهات الصعود الجدَد للموهَة العربَة هو أعٗى عى تكوى هنظهة‬
‫فتح وبدء العهلَات العسكرَة فٍ َناَر ‪ .1965‬ولد كاى لهذا تؤثَر كبَر علً الهنطمة‬
‫كلها‪ ،‬فهاهم الفلسطَنَوى َكونوى لَادة خاصة ترفع لواء الكفاح الهسلح‪ ،‬وتتحدي كل هى‬
‫إسرابَل واْنظهة العربَة التٍ لم َسهح أٌ هنها للفدابََى بالعهل هى أراضَه‪ ،‬باستثناء‬
‫نظام اْتاسٍ فٍ سورَا فَها بعد فٍ ‪.1967/1966‬‬

‫وكاى لظهور فتح وبدء العهل الهسلح باسهها ضد إسرابَل دور هلهوس فٍ حفز‬
‫الحركة الموهَة فٍ الهشرق العربٍ‪ ،‬بل وكانت العاهل اْساسٍ الذٌ دفع إسرابَل إلً‬
‫اٖعتداء الهتكرر علً لبناى واْردى وسورَا‪ .‬كذلن سببت ”فتح“ إحرا اجا شدَداا للناصرَة‬
‫التٍ كانت ٖ تزال تعلى للعالم العربٍ أنها آخذة فٍ تجهَز نفسها لتحرَر فلسطَى ولكى لم‬
‫جرا‬
‫َؤت اْواى الهناسب بعد‪ .‬وفٍ الوالع كانت عهلَات فتح ضد إسرابَل تجر الناصرَة ًّ‬
‫إلً الحرب‪.‬‬

‫‪ -2‬نهو نفوذ كل هى اٖتحاد السوفَتٍ وفرنسا‪:‬‬

‫نهوا هلحو اظا‪ ،‬وذلن بعد استمرار‬


‫شهدت العٗلات العربَة السوفَتَة فٍ أوابل الستَنات ًّ‬
‫اْوضاع فٍ الشرق اْوسط فٍ ‪ .1959/1958‬فتطورت العٗلات التجارَة هع هصر‬
‫وسورَا خاصة‪ ،‬كها استهر وازداد إهداد هصر وسورَا أَضاا بالسٗح‪ .‬ولد ارتفع حجم‬
‫الوجود البحرٌ السوفَتٍ فٍ البحر الهتوسط‪ ،‬فحتً عام ‪ 1963‬لم َكى توجد للسوفَت‬
‫أٌ لطع بحرَة‪ ،‬وفٍ ‪ 1966‬أصبح لهم ‪ 20‬لطعة‪ ،‬ارتفعت فٍ ‪ 1967‬ولبل حرب َونَو‬
‫إلً ‪ 30‬لطعة(‪ .)734‬ولد ازدادت العٗلات هع هصر لوة هنذ ‪ 1964‬بفضل هولؾ‬
‫الناصرَة هى أزهة الكونؽو‪.‬‬

‫(‪ )732‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد َونَو ‪ ،1965‬تمارَر الشهر‪ ،‬ص ص ‪.120-119‬‬


‫(‪ )733‬لطفٍ الخولٍ‪َ 5 ،‬ونَو ‪ -‬الحمَمة والهستمبل‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫(‪ )734‬عاطؾ الؽهرٌ‪ ،‬خفاَا النكسة ‪ -‬هى الهإاهرة إلً الوفاق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪420‬‬
‫سا فٍ أواسط الستَنات‪ ،‬خاصة‬ ‫تطورا هلهو ا‬
‫ا‬ ‫كذلن شهدت العٗلات العربَة ‪ -‬الفرنسَة‬
‫أى إسرابَل كانت لد اتخذت هولؾ الوَٖات الهتحدة هى الدَجولَة وشهرت بالربَس‬
‫الفرنسٍ وهاجهته‪ .‬ولد شهد الشرق اْوسط زَادة فٍ عدد الدول الهإَدة للدَجولَة ضد‬
‫سَاسَة الهَهنة اْهرَكَة‪ ،‬هثل هصر‪ ،‬وسورَا‪ ،‬الجزابر‪ ،‬لبرص‪ .‬أها علً صعَد التبادل‬
‫التج ارٌ فمد أصبحت الدول العربَة تحتل الهرتبة الثانَة فٍ تجارة فرنسا‪ ،‬بَنها احتلت‬
‫إسرابَل الهرتبة ‪.)735(49‬‬

‫‪ -3‬إسرابَل‪:‬‬

‫حتً أواسط الستَنات‪ ،‬لم تكى إسرابَل لد حممت الكثَر هى أهدافها اٖستراتَجَة‪ .‬ولد‬
‫حرهتها الوَٖات الهتحدة هى تحمَك الكثَر هى جراء انتصارها فٍ ‪ 1956‬علً هصر‬
‫هتطورا‪ .‬إٖ أنها بدأت‬
‫ا‬ ‫وراحت باستخدام الهعونات وبالتعوَضات اْلهانَة تبنٍ التصاداا‬
‫تعانٍ هى صعوبات هلهوسة هنذ ‪ ،1965‬خاصة هع انتهاء التعوَضات اْلهانَة‪ .‬فبلػ‬
‫عجز الهوازنة عام ‪ 1966‬نحو ‪ 300‬هلَوى دوٖر‪ ،‬كها بلػ عدد العاطلَى ‪ 70‬ألفاا‪،‬‬
‫ولدرهم البعض بؤكثر هى ذلن(‪ .)736‬هذا بأضافة إلً هجرة أعداد كبَرة إلً الخارج‬
‫وتدهور حجم اٖستثهارات‪ ،‬هع انخفاض هعدل ورود رأس الهال اْجنبٍ‪ .‬كها شهد عام‬
‫سا فٍ هعدل النهو‪ .‬هكذا عانت إسرابَل هى اْزهة اٖلتصادَة‪ .‬ولد‬ ‫‪ 1966‬انخفاضاا هلهو ا‬
‫ترافك هع هذه اْزهة‪ ،‬أو ربها ترتب علَها جزبًَّا ازدَاد لوة الَهَى علً حساب الَسار‬
‫العهالٍ‪ ،‬وَتضح ذلن هى هراجعة نتابج انتخابات نوفهبر ‪ ،1965‬حَث أعَد انتخاب‬
‫ابتٗؾ الهاباٌ ‪ -‬أحدوت هاعفودا بؤؼلبَة ضبَلة (‪ %49‬بعد أى كانت ‪ ،)%72‬بَنها‬
‫كبَرا‪ ،‬فحصل حزب حَروت والحزب اللَبرالٍ علً ‪ 26‬همعداا‪ .‬وكاى‬ ‫ا‬ ‫حمك الَهَى تمد اها‬
‫الَهَى َنادٌ بشى حرب ولابَة ضد العرب‪ ،‬بل أعلى حزب حَروت ضرورة توسَع رلعة‬
‫إسرابَل هى النَل للفرات‪ .‬وحسب ها رصدته الصحؾ والهرالبوى السَاسَوى‪ ،‬ارتفعت‬
‫نؽهة الحرب فٍ إسرابَل فٍ ‪ ،1967/1966‬هع نهو هجهات فتح وبعد انمٗب اْتاسٍ‬
‫فٍ سورَا‪ .‬والهٗحظ أى التصرَحات الههددة بالحرب كانت هوجهة ضد سورَا بالذات‪.‬‬
‫فؤعلى بَرَز علً سبَل الهثال ”إى الهدوء لى َعود إلً هنطمة خط الهدنة بَى سورَا‬
‫وإسرابَل إٖ إذا سددت إسرابَل ضربة لوَة بالمدر الكافٍ ٔلناع السورََى بؤنه ٖ جدوي‬
‫هى إثارتنا“‪ ،‬كها صرح أشكول فٍ هاَو ‪” :1967‬إنه هى الهحتم أى تحدث هواجهة‬
‫خطَرة بَى سورَا وإسرابَل“‪ ،‬وبعد للَل صرح رابَى‪” :‬إى رد فعل إسرابَل سَكوى‬
‫هختل افا عى اْعهال اٖنتماهَة التٍ لاهت بها فٍ الهاضٍ ضد اْردى ولبناى“‪ .‬كها أطلمت‬
‫تهدَدات أخري باحتٗل دهشك وإسماط النظام السورٌ‪.‬‬

‫نظرا‬
‫ا‬ ‫ولد اعتادت إسرابَل أى تواجه اْخطار الخارجَة بؤعهال انتماهَة حادة‪،‬‬
‫لشعورها بالضعؾ الفسَولوجٍ كهجهع وكدولة‪ .‬وفٍ هنتصؾ الستَنات باتت هدركة‬

‫(‪ )735‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.251‬‬


‫(‪ )736‬لدرت البطالة بؤكثر هى ‪ %10‬هى لوة العهل عام ‪ ،1966‬وبـ‪ %20‬فٍ هناطك التنهَة وبَى الَهود اْفارلة‬
‫واِسَوََى‪ .‬دافَد داوننج ‪ -‬جارٌ هَرهاى‪ ،‬حرب بٗ نهاَة وسٗم بٗ أهل‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪421‬‬
‫لضرورة الحرب ْهنها الداخلٍ بالذات‪ .‬وهى اْهور الجدَرة بالهٗحظة أى إسرابَل كانت‬
‫كثَرا بهسؤلة هَاه نهر اْردى‪ ،‬وكانت لد بدأت هشروع تحوَل هجري النهر هنذ‬ ‫ا‬ ‫تهتم‬
‫الخهسَنات‪ ،‬وفٍ الستَنات استهر زعهاإها َعلنوى إصرارهم علً استهرار عهلَة‬
‫هرارا اٖستَٗء علً‬
‫ا‬ ‫التحوَل حتً لو أدي اْهر إلً صراع هسلح(‪ .)737‬كها حاولت‬
‫اْراضٍ السورَة الهتاخهة لها‪ ،‬لضهاى استهرار إهدادات الهَاه‪ ،‬ففٍ ‪ 1964‬ا‬
‫هثٗ‬
‫أرسلت جراراتها إلً تلن اْراضٍ الهنزوعة السٗح لزراعتها‪ .‬كها زادت هى أعهالها‬
‫اٖستفزازَة ضد سورَا بعد لرار هإتهر المهة العربَة فٍ َناَر ثم فٍ أؼسطس ‪1964‬‬
‫تحوَل هجري نهر اْردى‪ ،‬وخاصة هع نهو العهلَات العسكرَة هى لبل سورَا ولَام‬
‫اْخَرة بهحاولة فعلَة لتحوَل هجري النهر‪.‬‬

‫هكذا أصبحت إسرابَل تتجه هى جدَد إلً الحرب‪ ،‬ولد هضهت ها حصلت علَه هى‬
‫لبل‪ :‬أم الرشراش فٍ ‪ ،1949‬العوجة فٍ ‪ ،1955‬ثم شروط انسحابها هى سَناء فٍ‬
‫‪ )1957‬وأصبح هى الههكى لها أى تحمك لفزة جدَدة علً الطرَك إلً أهدافها‬
‫أهرا ههكناا فحسب بل‬‫صا أنه لد تبَى لها أى خطوة جدَدة لَست ا‬ ‫اٖستراتَجَة‪ ،‬خصو ا‬
‫وضرور ًَّا أَضاا ٖستهرار نهوها وتطورها واستمرارها‪ .‬إذى كانت هنان أشَاء كثَرة‬
‫تدعو إسرابَل إلً شى الحرب‪ :‬أهدافها اٖستراتَجَة فٍ الدرجة اْولً‪ ،‬أزهتها الداخلَة‪،‬‬
‫وأخَرا التؽَرات العالهَة التٍ تهخضت عى‬
‫ا‬ ‫اْعهال الفدابَة‪ ،‬النظام الَسارٌ فٍ سورَا‪،‬‬
‫الهجهة اْهرَكَة الجدَدة فٍ الشرق اْوسط فٍ أواسط الستَنات‪.‬‬

‫‪ -4‬الوَٖات الهتحدة والشرق اْوسط‪:‬‬

‫هثلت إسرابَل للوَٖات الهتحدة أههَة بالؽة هنذ تبنت اْخَرة نظرَة الحرب الهحدودة‪.‬‬
‫استمرارا فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬كها أنها اْكثر كفاءة هى‬
‫ا‬ ‫فإسرابَل هٍ أكثر اْنظهة‬
‫الناحَتَى اٖلتصادَة والعسكرَة‪ ،‬بأضافة إلً لدراتها الخاصة علً المَام بدور عالهٍ‬
‫لذر لصالح الوَٖات الهتحدة‪.‬‬

‫وفٍ أواسط الستَنات حاى الولت الهٗبم هى وجهة النظر اْهرَكَة ٖهتحاى إسرابَل‪،‬‬
‫خاصة وأى الوَٖات الهتحدة كانت لد لررت التحام الشرق اْوسط بالكاهل‪ .‬ولد بدأت‬
‫بالتعاوى هع ألهانَا الؽربَة بتزوَد إسرابَل بشحنات ضخهة هى اْسلحة‪ ،‬كها هنحت‬
‫الدول العهَلة لها ودول الحلؾ أسٗهٍ أسلحة‪ ،‬فمدهت أسلحة لٓردى عام ‪1964‬‬
‫بشرط تعهد اْخَرة بعدم عبور دباباتها للنهر‪ ،‬همابل عدم اعتراض اللوبٍ الصهَونٍ فٍ‬
‫الكونجرس علً الصفمة‪ ،‬كها هنحت صفمة للسعودَة وأخري َٔراى‪ .‬وجدَر بالذكر أى‬
‫الوَٖات الهتحدة لد أَدت هشروع الحلؾ أسٗهٍ‪ ،‬أى لم تكى هٍ التٍ أوعزت به‪ .‬ولد‬
‫أثار هذا الهشروع حفَظة كل هى هصر وسورَا‪ ،‬هها اضطر السعودَة للتراجع‪.‬‬

‫(‪ )737‬علٍ دمحم علٍ‪ ،‬نهر اْردى والهإاهرة الصهَونَة‪ ،‬ص ص ‪.225-223‬‬
‫‪422‬‬
‫وَتضح لنا هدي عهك تؽَر هولؾ الوَٖات الهتحدة هى تعدَل هولفها هى حرب الَهى‪،‬‬
‫ففٍ ‪ 1962‬اعترفت إدارة كنَدٌ بجههورَة الَهى‪ ،‬ولم تعارض التدخل الهصرٌ رؼم‬
‫اعتراض السعودَة واْردى‪ .‬أها فٍ ‪ 1965‬فمد بدأت تهاجم الوجود الهصرٌ فٍ الَهى‬
‫وتمدم الهساعدات العسكرَة للسعودَة لهواجهة الناصرََى‪ ،‬كها لدهت أسلحة للهلكََى‪.‬‬
‫تحذَرا لعبد‬
‫ا‬ ‫وذات هرة لاهت الطابرات اْهرَكَة باستعراض لوة فٍ سهاء السعودَة‬
‫الناصر هى ههاجهة أراضٍ السعودَة(‪ .)738‬وبدا أنها لررت تصعَد المتال لتورَط‬
‫الناصرَة أكثر واستنزافها‪.‬‬

‫كذلن َهكى أى نتلهس هدي التؽَر فٍ الهمارنة بَى هولؾ الوَٖات الهتحدة إزاء هصر‬
‫فٍ ‪ 1956‬وفٍ هاَو ‪ .1967‬ففٍ ‪ 1967‬الترحت تكوَى لوة دولَة ٖلتحام هضَك‬
‫تَراى وإجبار عبد الناصر علً التراجع (سبك تناول هولفها فٍ ‪.)1956‬‬

‫‪ -5‬الناصرَة فٍ أواسط الستَنات‪:‬‬

‫خٗل نحو عشر سنوات ألاهت الناصرَة شبكة هى العٗلات هع الحركات الوطنَة‬
‫الهعتدلة‪ ،‬وهع الحكوهات ”الهستملة“ فٍ العالم الثالث‪ .‬كها ألاهت سَاستها علً أساس‬
‫اٖستفادة هى الحرب الباردة بَى العهٗلَى‪ ،‬فاعتادت أى تحصل علً الهعونات هى الشرق‬
‫والؽرب‪ ،‬وأى تحافظ علً هولفها الدلَك فٍ الشرق اْوسط بَى اٖتجاهات العربَة‬
‫الهختلفة‪ .‬وبالنسبة ٔسرابَل‪ ،‬رسهت الناصرَة سَاستها علً أساس أنها ٖ تعترؾ بهذه‬
‫الدولة ولكى ٖ تحاربها سوي بالكلهات‪ .‬وفٍ ظل السٗم تهتعت بالدٖل فٍ عٗلتها بالدول‬
‫الكبري هى ‪ 1956‬حتً ‪ ،1965‬هها ساعدها علً المَام بدور كبَر فٍ الشرق اْوسط‪،‬‬
‫هس اههة بذلن فٍ تحمَك نوع هى اٖستمرار والتوازى بَى هختلؾ الموي السَاسَة فٍ‬
‫الهنطمة‪.‬‬

‫ولد استطاعت خٗل الفترة الهذكورة أى تنتزع وٖء الجهاهَر العربَة وكافة التَارات‬
‫الموهَة والشَوعَة‪ ،‬وذلن بتصدرها لمَادة الحركة الموهَة العربَة والثورة العربَة بٗ‬
‫هنازع علً حساب هذه الحركة نفسها‪ ،‬طارحة علً نفسها ههام ٖ تستطَع إنجازها‪،‬‬
‫وعلً رأسها هههة تحرَر فلسطَى‪.‬‬

‫إٖ أى هتؽَرات كثَرة كانت لد جرت فٍ الهنطمة خٗل السنوات العشر الهذكورة‪،‬‬
‫بأضافة إلً انهَار السَاسة اٖلتصادَة الناصرَة فٍ الداخل وتفشٍ الضعؾ فٍ نظاهها‬
‫السَاسٍ‪ .‬ففٍ همابل عجز الناصرَة عى تحمَك أحٗم الثورة العربَة‪ ،‬برزت لوي بدَلة‪،‬‬
‫أههها هنظهة فتح التٍ رؼم ضعفها العسكرٌ عبرت بظهورها عى ضعؾ اْنظهة‬
‫سا‬
‫دورا هلهو ا‬
‫العربَة‪ ،‬وعلً رأسها الناصرَة‪ .‬وكذلن لعبت حكوهة اْتاسٍ فٍ سورَا ا‬
‫فٍ فضح ضعؾ نفس اْنظهة‪ .‬وهى اْهور الهلفتة للنظر أى الناصرَة كانت هتخاذلة‬
‫للؽاَة فٍ هواجهة هذا التحدٌ لمَادتها‪ ،‬فعلً سبَل الهثال واجهت لَام إسرابَل بتحوَل‬

‫(‪ )738‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪423‬‬
‫هجري نهر اْردى بالدعوة لعمد هإتهرات المهة التٍ أشرنا إلَها هى لبل‪ ،‬هلمَة‬
‫بالهسإولَة علً عاتك العرب بوجه عام‪ ،‬رؼم ادعاءاتها لَادتهم جهَعاا‪ .‬وفٍ همابل ذلن‬
‫كانت حكوهة اْتاسٍ تدعو للحرب الشعبَة وتمصؾ هستوطنات إسرابَل بالهدافع‪،‬‬
‫وتسهح لـ”فتح“ بالعهل هى سورَا‪ ،‬هنتزعة بذلن لَادة الموهَة العربَة هى الناصرَة‪.‬‬
‫كذلن خلك لَام هنظهة فتح بعهلَات عسكرَة هى جبهة اْردى وسورَا‪ ،‬وهطالبة سكاى‬
‫الضفة الؽربَة بالسٗح‪ ،‬وضعاا أولع اْنظهة العربَة جهَعاا فٍ حرج بالػ‪ .‬وكاى هى‬
‫الواضح أى ظهور فتح لد دفع الناصرَة إلً تشدَد هجوهها أعٗهٍ علً إسرابَل‬
‫تدرَج ًَّا‪ ،‬كها كاى الضؽط السورٌ علً هصر َتزاَد بشدة‪ ،‬حتً داخل هإتهرات المهة‪.‬‬
‫جرا إلً الحرب تحت تؤثَر طوبوَة وعصبَة‬ ‫وفٍ الحمَمة كانت سورَا هٍ اْخري تنجر ًّ‬
‫َسار البعث (حكوهة اْتاسٍ)‪ ،‬ولم تكى جاهزة بؤٌ حال لهواجهة إسرابَل وٖ حتً جادة‬
‫فٍ دخول الهواجهة‪ .‬ولد اتخذت هولفاا هخزَاا أثناء الؽارة أسرابَلَة علً اْردى فٍ‬
‫نوفهبر ‪ ،1966‬فلم تتحرن لواتها لَد أنهلة‪ ،‬هها دفع وصفٍ التل لههاجهة سورَا‬
‫وهصر‪” :‬وعدتنا بتمدَم حهاَة جوَة فٍ هثل هذه الحاٖت“(‪ .)739‬وهها له دٖلته أنه بعد‬
‫الهعارن الداهَة بَى سورَا وإسرابَل فٍ هارس ‪ ،1967‬أعلى عبد الناصر أنه لى‬
‫َحارب هى أجل حادث جرار علً الحدود‪ .‬وفٍ أبرَل ‪ 1967‬أسمطت إسرابَل ‪ 6‬طابرات‬
‫سورَة فٍ هعركة جوَة واسعة النطاق‪ ،‬فكاى رد عبد الناصر أننا لى نحارب إٖ إذا شنت‬
‫شاهٗ(‪ .)740‬وهى الطرَؾ أى الحكوهتَى الصدَمتَى للؽرب فٍ السعودَة‬
‫ا‬ ‫إسرابَل هجو اها‬
‫واْردى هارستا ضؽ اطا إعٗهًَّا علً الناصرَة لدفعها إلً إؼٗق هضَك تَراى‪ .‬ولد كاى‬
‫هوضوع وجود لوات الطوارئ الدولَة فٍ شرم الشَخ وعلً حدود سَناء الشرلَة أحد‬
‫هوضوعات حرب الكلهات بَى اْردى وهصر الناصرَة طوال عام ‪ ،1967/66‬ولد أرسل‬
‫الهلن حسَى لعبد الناصر رسالة هحتواها‪” :‬برؼم أنن عبد الناصر فؤنت ٖ تموم بشى‬
‫ؼارات علً أَدٌ الفدابََى هى اْراضٍ الهصرَة وأنت تعلم أى لوات الطوارئ تفصل‬
‫ا‬
‫رجاٖ هى هنظهة فتح لَموهوا‬ ‫حدودن عى أسرابَلََى‪ ،‬وبجانب ذلن فإنن ترسل إلٍَّ‬
‫بعهلَات هى حدود اْردى‪ ،‬وهع ذلن ٖ ترَد أى تساعدنٍ‪ ،‬بل ٖ ترَد أى تؽلك هضَك‬
‫تَراى فٍ وجه الهٗحة أسرابَلَة“‪.‬‬

‫ولمد كاى لهذا أحراج دور هام فٍ دفع ناصر إلً المَام بهظاهرته العسكرَة فٍ هاَو‬
‫‪ .1967‬كها اضطر فٍ النهاَة إلً عمد اتفالَة للدفاع الهشترن هع حكوهة اْتاسٍ التٍ‬
‫كثَرا ها وصفها بالهؽاهرة‪ ،‬وهنذ ذلن الولت خفت حدة ههاجهته لحزب البعث‪ ،‬ثم تولفت‪.‬‬
‫ا‬
‫ولد نجحت إسرابَل بدورها فٍ تورَط الناصرَة‪ .‬فهجهاتها علً سورَا واْردى لم‬
‫تترن سوي اٖختَار بَى الهواجهة أو التمهمر وراء اْحداث‪ ،‬وهو ها لم تكى الناصرَة‬
‫لتسهح به حتً النهاَة‪.‬‬

‫(‪ )739‬ترَفور ى‪ .‬دوبوٌ‪ ،‬النصر الهحَِّر‪ ،‬ص ‪.265‬‬


‫(‪ )740‬هذكرات إسحك رابَى‪ ،‬ص ‪ ،143‬ص ‪.144‬‬
‫‪424‬‬
‫ولد تزعهت الناصرَة فكرة إلاهة هنظهة التحرَر الفلسطَنَة وهنحتها إذاعة خاصة‬
‫بالماهرة فٍ هارس ‪ .1965‬ورؼم التراب الخطر‪ ،‬لم تحاول تجهَز نفسها للحرب‬
‫هرارا بؤنه ؼَر جاهز لهواجهة إسرابَل‪ .‬إذ إى فساد‬
‫ا‬ ‫المادهة‪ ،‬رؼم اعتراؾ عبد الناصر‬
‫الجَش كاى فٍ أوجه‪ ،‬وكانت المَادات العسكرَة ؼَر هستعدة ٔجراء أٌ إصٗحات‪ ،‬فهٍ‬
‫ا‬
‫أصٗ طبَعة الحرب الهمبلة هع إسرابَل وهدي التراب ساعتها‪.‬‬ ‫لم تتصور‬

‫ولد أشرنا هى لبل إلً انتصارات الهلكََى فٍ الَهى عام ‪ ،1964‬وارتفاع الخسابر‬
‫وبدٖ هى أى تلجؤ الناصرَة إلً دعم الموي الرادَكالَة فٍ شهال الَهى‬ ‫ا‬ ‫الهصرَة‪.‬‬
‫وجنوبه‪ ،‬وجدناها ‪ -‬علً العكس ‪ -‬تتبع سَاسة تزَد هولفها نفسه حر اجا‪ ،‬فكاى أى‬
‫عرضت الصلح علً السعودَة عام ‪ 1965‬دوى جدوي‪ .‬ذلن أى اْخَرة لد وجدت أى‬
‫فرصتها لد حانت لتورَط الناصرَة أكثر‪ ،‬بتؤََد أهرَكٍ واضح‪.‬‬

‫ورؼم اٖعتدال الواضح‪ ،‬ظهرت صعوبات حمَمَة فٍ عٗلة الناصرَة هع الؽرب فٍ‬
‫‪ .1965/1964‬فمد بدأت الوَٖات الهتحدة هجوهها الكبَر علً البلداى الهستملة فٍ‬
‫العالم الثالث‪ ،‬وهنها بلداى الشرق اْوسط‪ ،‬خاصة هصر وسورَا‪ ،‬وحتً علً البلداى‬
‫التابعة ٔنجلترا وفرنسا‪ .‬ولم َكى هى الههكى للناصرَة أى تمؾ علً الحَاد إزاء هذه‬
‫الهجهة اْهرَكَة فٍ العالم الثالث‪ ،‬بل ولم َكى هى الههكى أى تفلت هٍ نفسها‪،‬‬
‫باعتبارها نظا اها لوهوًَّا‪ ،‬هى الهجوم اْهرَكٍ‪.‬‬

‫تدهورا فٍ العٗلات بَى هصر الناصرَة والوَٖات‬‫ا‬ ‫ولد شهدت أواسط الستَنات‬
‫الهتحدة‪ ،‬خاصة بعد تدخل اْخَرة فٍ الكونؽو‪ .‬ففٍ ‪ 1964‬لدهت الناصرَة أسلحة‬
‫للكونؽو‪ ،‬كها لاهت هظاهرة فٍ الماهرة‪ ،‬تتكوى هى عناصر اٖتحاد اٖشتراكٍ‪ ،‬بإحراق‬
‫الهكتبة اْهرَكَة‪ ،‬ثم لاهت الموات الهصرَة بإسماط طابرة أهرَكَة دخلت اْجواء‬
‫الهصرَة ”خطؤ“‪ ،‬هها دفع جونسوى إلً التهدَد بمطع الهعونات الؽذابَة عى هصر‪ .‬وفٍ‬
‫‪ 23‬دَسهبر ‪ 1964‬رد عبد الناصر بؤعنؾ هجوم له علً الوَٖات الهتحدة‪ ،‬فهاجم‬
‫دورها فٍ الكونؽو بشدة‪ ،‬كها دافع عى وجوده ودوره فٍ الَهى‪ .‬وكاى رد هجلس النواب‬
‫اْهرَكٍ بمطع هعونات المهح عى هصر فٍ ‪َ 26‬ناَر ‪ ،1965‬إٖ أى الربَس جونسوى‬
‫ألؽً المرار فٍ الَوم التالٍ هباشرة بحجة الترَث فٍ التعاهل هع عبد الناصر‪ ،‬وأرسلت‬
‫بالفعل صفمة كبَرة هى المهح فٍ أواخر ‪ ،1965‬بل ووافك جونسوى أَضاا علً بَع‬
‫المهح لهصر وفماا لبرناهج الطعام هى أجل السٗم‪ ،‬لهدة ثٗث سنوات أخري‪ .‬ولد أثار هذا‬
‫المرار هوجه عدابَة ضد هصر فٍ الوَٖات الهتحدة‪ .‬ولكى انتهً اْهر بعد تصاعد‬
‫الهعارن أعٗهَة بولؾ هعونات المهح تها اها فٍ ‪.1966‬‬

‫وفٍ نفس السَاق تدهورت العٗلات هع ألهانَا الؽربَة‪ ،‬إذ اعترفت اْخَرة بإسرابَل‬
‫فٍ هاَو ‪ 1965‬وعمدت هعها صفمة أسلحة‪ ،‬فماهت الدول العربَة بمطع عٗلاتها هع‬
‫ألهانَا‪ .‬كها هدد عبد الناصر باٖعتراؾ بؤلهانَا الشرلَة إذا تهت الصفمة‪ ،‬ولام ا‬
‫فعٗ‬
‫بهمابلة هستشار ألهانَا الشرلَة فٍ الماهرة‪ ،‬وكانت النتَجة لطع الهعونات اْلهانَة عى‬
‫هصر‪ .‬وفٍ الوالع لم َعترؾ عبد الناصر بؤلهانَا الشرلَة إٖ عام ‪ ،1969‬كها أى صفمة‬
‫‪425‬‬
‫اْسلحة اْلهانَة ٔسرابَل لم تتم بسبب خوفها هى اعتراؾ الدول العربَة بؤلهانَا‬
‫الشرلَة‪.‬‬

‫هكذا تدهور هركز هصر الناصرَة لدي بعض هى أهم بلداى الؽرب‪.‬‬

‫َهكننا اِى تلخَص وضع الناصرَة فٍ هنتصؾ الستَنات كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أدي الفشل اٖلتصادٌ ونهو التذهر والهعارضة الداخلَة إلً حفز نزعة الناصرَة‬
‫إلً تحمَك انتصارات خارجَة‪ ،‬رؼم ضعؾ إهكانَاتها فٍ هذا الصدد‪ .‬وهذا َفسر ‪ -‬جزبًَّا‬
‫علً اْلل ‪ -‬ارتفاع نبرتها الهعادَة للؽرب‪.‬‬

‫‪ - 2‬أدت التؽَرات الدولَة سابمة الذكر إلً ضؽوط شدَدة هى جانب الؽرب‪ ،‬التصادًَّا‬
‫ثم عسكرًَّا‪ ،‬هى خٗل السعودَة فٍ الَهى‪ ،‬ثم إسرابَل‪.‬‬

‫‪ - 3‬سبب تصاعد النـزعة الموهَة فٍ الهشرق العربٍ إحرا اجا شدَداا للناصرَة‬
‫وأجبرها علً التعهد بهساندة سورَا ضد هجهات إسرابَل‪ ،‬رؼم هحاوٖت التنصل هى ذلن‬
‫هرارا والتهجم علً الحكوهة الرادَكالَة فٍ دهشك عام ‪ 1967/66‬دوى جدوي‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ - 4‬استنزفت السعودَة الجَش الهصرٌ فٍ الَهى بشكل بالػ‪.‬‬

‫صا إلً سورَا‪ ،‬بَنها لررت‬‫‪ - 5‬لررت إسرابَل كها رأَنا توجَه ضربتها‪ ،‬خصو ا‬
‫الوَٖات الهتحدة تصفَة النظم الموهَة فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬وهنها الناصرَة‪.‬‬

‫الحرب والهزَهة‪:‬‬

‫فٍ أوابل عام ‪ ،1967‬طلب الربَس جونسوى هى السفَر جولَوس هولهز إعداد‬
‫دراسة عى التؽلؽل السوفَتٍ فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬وجاءت الدراسة هشجعة لتوجَه ضربة‬
‫(‪)741‬‬
‫تحول هولؾ الوَٖات الهتحدة خٗل عشر سنوات هى‬ ‫‪ .‬والحمَمة أى ّ‬ ‫فٍ هذه الهنطمة‬
‫هحاولة إلاهة عٗلات هتوازنة بَى إسرابَل واْنظهة العربَة‪ ،‬حتً الهعتدلة هنها‪ ،‬إلً‬
‫ترجَح كفة إسرابَل والهراهنة علَها داب اها‪ ،‬هو أبرز تحول فٍ السَاسة اْهرَكَة فٍ‬
‫الشرق اْوسط‪ .‬وكاى هذا نتَجة تؽَرات هههة جرت فٍ العٗلات الدولَة كها أسلفنا‪.‬‬
‫وهع ذلن ٖ َهكننا أى ننظر إلً حرب ‪ 1967‬دوى اْخذ فٍ اٖعتبار هصالح وظروؾ‬

‫(‪َ )741‬بدو هى هتابعة اْحداث أى الوَٖات الهتحدة كانت تشجع توجَه ضربة عسكرَة ضد هصر‪ ،‬ولكنها لم تكى ترَد‬
‫المَام بضربة ضد سورَا أو ا ْردى‪ .‬وبالعكس كانت إسرابَل ههتهة أكثر بضرب سورَا واٖستَٗء علً الضفة الؽربَة‬
‫وَبدو أى إسرابَل لد وجهت الضربتَى هعاا‪ ،‬كصفمة شاهلة هع الوَٖات الهتحدة‪.‬‬
‫ولٗطٗع علً هولؾ الوَٖات الهتحدة نحَل المارئ إلً‪ :‬هرواى بحَرٌ‪ ،‬السَاسة اْهرَكَة والشرق اْوسط‪ :‬هى‬
‫تروهاى إلً هنرٌ كَسنجر‪ ،‬فٍ‪ :‬السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬ص ص ‪ .73-49‬كذلن هصطفً علوٌ‪ ،‬السلون‬
‫اْهرَكٍ فٍ أزهة هاَو وَونَو ‪ ،1967‬فٍ‪ :‬السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬ص ص ‪ .138-127‬ولد نشر دمحم حسنَى‬
‫هَكل عدداا هى الوثابك التٍ تإكد ذلن فٍ‪ :‬حرب الثٗثَى سنة‪ ،‬وفٍ‪ :‬اٖنفجار‪.‬‬
‫‪426‬‬
‫إسرابَل نفسها التٍ أصبحت تهلٍ علَها توجَه ضربة للدول العربَة‪ ،‬ولسورَا بالذات‬
‫فٍ ذلن الولت‪ .‬وٖ َنبؽٍ اٖكتفاء برصد أحدث الفترة هى أبرَل حتً َونَو ‪ 1967‬التٍ‬
‫شهدت آلَات اتجاه الهنطمة إلً الحرب‪ .‬ذلن أنه كانت تكهى وراء هذه اِلَات هسابل‬
‫عهَمة فٍ استراتَجَة كل هى إسرابَل والوَٖات الهتحدة‪ .‬ورؼم أى الناصرَة لد ورطت‬
‫نفسها‪ ،‬وساههت فٍ تورَطها حكوهات عربَة أخري‪ ،‬بدعوتها إلً سحب لوات الطوارئ‬
‫وإؼٗق خلَج العمبة‪ ،‬إٖ أنها كانت تعلم علم الَمَى أنه ٖ تستطَع أى تحارب إسرابَل‪ ،‬بل‬
‫وكانت اْخَرة تعلم هٍ اْخري ذلن(‪ .)742‬وبؽض النظر عى وجود حشود إسرابَلَة علً‬
‫هرارا‪،‬‬
‫ا‬ ‫سورَا‪ ،‬تلن الهسؤلة التٍ جري الجدل بشؤنها‪ ،‬فإى إسرابَل كانت لد هددت سورَا‬
‫كها دارت بَنهها هعارن عسكرَة‪ ،‬واسعة النطاق أحَاناا‪ ،‬خٗل الشهور السابمة علً حرب‬
‫‪ . 1967‬وكانت التحركات السورَة تثَر هخاوؾ الناصرََى أكثر هها تثَر هخاوؾ‬
‫كثَرا‪ .‬وهع ذلن اضطر فٍ‬
‫ا‬ ‫إسرابَل‪ ،‬هها اضطر عبد الناصر إلً ههاجهة حكوهة اْتاسٍ‬
‫النهاَة إلً عمد اتفاق دفاع هشترن هعها وإلً إطٗق التصرَحات الثورَة فٍ أواخر عام‬
‫‪ ،1966‬حفا اظا علً نفوذه الهعنوٌ فٍ العالم العربٍ‪ ،‬وذلن بإثبات لدرته علً استهرار‬
‫المَام بدور زعاهة اْهة العربَة‪ .‬لمد علك دافَد داوننج وجارٌ هَرهاى علً هذا السلون‬
‫لابلَى‪ ” :‬وفجؤة أصبحت الوحدة العربَة حمَمَة هاثلة‪ :‬فاعترفت حتً اْردى والههلكة‬
‫العربَة السعودَة بزعاهة ناصر“‪” ..‬اكتشؾ الربَس الهصرٌ ناصر الذٌ كاى لد‬
‫أسكرته نشوة ظهوره الهفاجا هى أؼوار الَؤس‪ ،‬حَاة جدَدة فٍ الخطابة البٗؼَة‬
‫المدَهة“‪” ..‬وكاى فٍ لرارة نفسه َصلٍ لكَٗ تحارب إسرابَل وأٖ َنخسها أحد للمَام‬
‫بتوجَه الضربة اْولً علً الرؼم هى أنه َنخسها هو باستهرار“(‪ .)743‬هكذا بدأت‬
‫هخاوفه هى اندفاع حكوهة البعث تتحمك‪ .‬وبؽض النظر عى هدي صحة عنصر التآهر هى‬
‫جانب إسرابَل والسعودَة واْردى‪ ،‬لتورَط الناصرَة فٍ حشد الجَش وطرد لوات‬
‫الطوارئ‪ ...‬إلخ‪َ ،‬نبؽٍ أى نٗحظ عدم التناسب إطٗلاا بَى التصرَحات والشعارات‬
‫الناصرَة والمدرة علً تحمَمها‪ .‬فإذا رجع الهرء إلً الخطابات النارَة والتصرَحات‬
‫الحادة لعبد الناصر ورجاٖته لبَل الحرب‪ ،‬لعرؾ هدي عهك هذه الحمَمة‪ .‬فالزعَم الذٌ‬
‫هدد بضرب إسرابَل وهى هم وراء إسرابَل‪ ،‬كاى َحتكم علً جَش َبدو وكؤنه أعد‬
‫صا لكٍ َُهزم‪ .‬وهذه الفجوة بَى الشعارات والمدرة علً تحمَمها تبرز لنا علً نحو‬
‫خصَ ا‬
‫صرَح دور الناصرَة الفعلٍ‪ .‬فمد برزت فٍ حرب َونَو ‪ 1967‬إلً ألصً حد حمَمة‬
‫الناصرَة أهام الجهاهَر‪ .‬وحتً إذا اعتبرنا الهظاهرة العسكرَة فٍ هاَو ‪ 1967‬هجرد‬
‫ورطة‪ ،‬فإى ولوع الناصرَة فٍ هثل هذا الفخ‪ ،‬وعجزها عى التخلص هنه بؤٌ طرَمة‪،‬‬
‫إنها َعبر عى هدي استعدادها الداخلٍ ونزوعها الخاص لٗنخداع بهذه الطرَمة‪ ،‬خاصة‬
‫أنها لم تكى أول ورطة هى نوعها‪ ،‬إذ سبمتها ورطة الَهى‪ .‬وَتضح لنا الدور الكبَر الذٌ‬
‫لعبته الهَبة والشعارات والخداع إذا تؤهلنا هولؾ الهلن حسَى هى أزهة هاَو ‪ .1967‬فلم‬

‫(‪ )742‬فٍ حدَث صحفٍ هع إسحك رابَى فٍ ‪ 22‬دَسهبر ‪ ، 1967‬صرح لصحَفة هاآرتز أى عبد الناصر لد نشر لواته‬
‫إلً حافة الحرب دوى أى َنوٌ دخول الحرب ا‬
‫فعٗ‪ ،‬وأى إسرابَل كانت علً علم بذلن‪.‬‬
‫‪Arie Bober, Op. cit., pp. 69-70‬‬
‫(‪ )743‬دافَد داوننج ‪ -‬جارٌ هَرهاى‪ ،‬حرب بٗ نهاَة وسٗم بٗ أهل‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪427‬‬
‫تكى للهلن أٌ لدرة وٖ هصلحة‪ ،‬فٍ ذلن الولت‪ ،‬فٍ هحاربة إسرابَل‪ .‬ورؼم الضؽوط‬
‫التٍ تعرض لها فٍ الداخل هنذ هنتصؾ الستَنات‪ ،‬ظل هدة طوَلة هتسماا هع نفسه‪ ،‬بل‬
‫ولطع عٗلاته بهنظهة التحرَر الفلسطَنَة عام ‪ ،1966‬وبذل ألصً جهده ٔسماط نظام‬
‫اْتاسٍ‪ .‬إٖ أنه هع تصاعد الهعارن بَى إسرابَل وسورَا‪ ،‬وها صاحبها هى تؤجج‬
‫الهشاعر الوطنَة فٍ البٗد العربَة‪ ،‬بل واضطرار عبد الناصر لركوب الهوجة الوطنَة‬
‫الجدَدة‪ ،‬عرض الهلن هساعداته علً سورَا‪ ،‬ثم لرر إلاهة تحالؾ هع الناصرَة فٍ هاَو‬
‫‪ 1967‬خوفاا هى عوالب اْهور‪ .‬ولد نُسب للهلن حسَى تصرَ احا وجهه ْحد رجاله عند‬
‫هبوط طابرته فٍ اْردى بعد هصالحته هع عبد الناصر‪” :‬إننٍ الَوم انتهَت هى التؤهَى‬
‫علً حَاتٍ“(‪.)744‬‬

‫ورؼم هذا لم َكى الناصرَوى َعلهوى تها اها أنهم سَهزهوى بهذا الشكل‪ ،‬بل تصور عبد‬
‫الناصر أى الظروؾ الدولَة ستخدههم هرة أخري‪ ،‬كها حدث عام ‪ ،1956‬أو أى الهظاهرة‬
‫العسكرَة سوؾ تنتهٍ علً حافة الهاوَة‪ ،‬أو أى تكوى النتابج هشابهة لنتابج عهلَة‬
‫الحشد عام ‪ .1960‬كها اعتمد أنه َستطَع فٍ ظل ظروؾ ‪ 1967‬بهظاهرته العسكرَة أى‬
‫َعوض نجهه اِفل‪ ،‬بل وربها تصور إهكانَة إزالة آثار حرب ‪ 1956‬بهذه الطرَمة‪ .‬إٖ‬
‫أى كل الظروؾ التٍ وضع نفسه فَها لهدة عمد كاهل كانت تدفعه ٖستفزاز إسرابَل‪ .‬لمد‬
‫اضطر أى َبتلع شعاراته حتً الثهالة‪ ،‬ولد تجرع آخر لطرة بطرَمة تلخص كل ها ذكرناه‬
‫هنذ للَل‪ :‬إذ طلب سحب لوات الطوارئ هى الحدود الدولَة فمط ولَس هى لطاع ؼزة أو‬
‫شرم الشَخ‪ ،‬فرفض الطلب بهذا الشكل علً أساس أى ههام تلن الموات واحدة وهٍ‬
‫هرالبة الحدود ولَست هههه لتالَة‪ ،‬وعلً هذا اْساس فٗ هعنً لسحب أو إعادة توزَع‬
‫جزء هنها‪ .‬وبذلن وضعت الناصرَة أهام خَارَى كٗهها هر‪ ،‬فإها سحب لوات الطوارئ‬
‫كلها أو سحب طلب انسحابها الجزبٍ‪ .‬وكاى هى الهستحَل اْخذ بالخَار الثانٍ بعد كل ها‬
‫أطلك هى تصرَحات وها تم هى تعببة الموات والرأٌ العام‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وفٍ الحمَمة تتحهل الناصرَة هسإولَة هزَهة ‪ .67‬فالطرَمة التٍ عولجت بها أزهة‬
‫هاَو ‪ 1967‬كانت بالصَاح والتهدَد والرؼبة فٍ إَهام الجهاهَر بمرب تحمَك النصر‪،‬‬
‫والرؼبة الهحهوهة فٍ تحمَك انتصارات خارجَة ولو وههَة لتعوَض الفشل الداخلٍ‪.‬‬
‫لادرا علً تنفَذها‪ ،‬تنم عى‬
‫ا‬ ‫كذلن اضطرار النظام ٖبتٗع شعارات رفعها دوى أى َكوى‬
‫الهنطك الداخلٍ لتكوَى النظام السَاسٍ‪ ،‬وبالتحدَد عى التنالض بَى هضهوى وشكل‬
‫الفكر الناصرٌ‪ ،‬وفٍ هذه الهسؤلة بالتحدَد كانت الشعارات الطنانة والههدِدة تنالض‬
‫وبشكل صارخ عدم النَة وٖ الرؼبة فٍ دخول الحرب‪ .‬كذلن كاى الفساد الهعهم الذٌ‬
‫ا‬
‫أصٗ َعبر عى طبَعة الحكم الناصرٌ‬ ‫شهده الجَش‪ ،‬وعجزه عى خوض هعركة عسكرَة‬
‫هباشرة‪ .‬كها أى استجابة الناصرَة لضؽوط كل هى الموي الموهَة العربَة والحكوهات‬
‫الهحافظة وتورطها فٍ الحرب هو نتَجة ٖنتزاع الناصرَة لزعاهة الحركة الموهَة‬
‫العربَة دوى اهتٗكها لٓساس الهادٌ لتحمَك شعاراتها‪ ،‬بأضافة طبعاا لتشوش الحركة‬

‫(‪ )744‬نفس الهرجع‪ ،‬ص ‪.140‬‬


‫‪428‬‬
‫ٍ ٍ ذلن التنالض‬
‫وأخَرا اتضح فٍ الحرب والهزَهة بشكل جل ّ‬
‫ا‬ ‫الموهَة الضاؼطة نفسها‪.‬‬
‫العهَك بَى الدعاَة الناصرَة وههارستها الفعلَة‪ ،‬فافتضاح الضعؾ العسكرٌ‬
‫ودَهاجوحَة الدعاَة‪ ،‬بل وكذبها الهكشوؾ‪ ،‬والفساد الهعهم‪ ،‬أدي إلً انهَار أسطورة‬
‫عاشت علَها الجهاهَر لسنوات‪ .‬وهذه اْسطورة كانت ناصرَة خالصة‪ .‬وكانت لحظة‬
‫المهة لتنالض الناصرَة لد تب َّدي فٍ البَانات العسكرَة أثناء الحرب‪ ،‬والتٍ كانت هخالفة‪،‬‬
‫بل هضادة للولابع علً طول الخط‪ ،‬حتً ظهرت عٗهات الهزَهة هجسدة‪.‬‬

‫* النهاَة‪:‬‬
‫تههَد‪:‬‬
‫رؼم بذل الناصرَة كل جهدها لتجنب الحرب عهلًَّا‪ ،‬أجبرتها كل الظروؾ علً تهثَل‬
‫دور الهناضل ضد إسرابَل‪ .‬ولد فوجبت وهٍ تلهو بتحضَر العفارَت بظهور هذه اْخَرة‬
‫فٍ الوالع ٖ فٍ الخَال‪ .‬وهٍ تكوى بذلن لد لادت نفسها إلً خسراى جسَم‪ ،‬فهٍ لم‬
‫تنتصر بل ولم تماتل بحك‪ ،‬ففمدت ًّ‬
‫كٗ هى النصر والشهادة‪.‬‬

‫وهع إعٗى هزَهة الناصرَة فٍ َونَو ‪ ،1967‬خَم الحزى علً هصر‪ .‬إٖ أى كبار‬
‫الهٗن ورجال اْعهال‪ ،‬لد شعروا أى لحظتهم لد حانت‪ ،‬فانطلمت أشاعات تدَى هولؾ‬
‫اٖتحاد السوفَتٍ‪ ،‬وانطلك الهجوم علً الناصرَة ككل وسط الجهاهَر‪ ،‬وأصبحت هذه‬
‫هطالبة بالتنازل عى العرش‪ ،‬خاصة أى الكتلة اْساسَة هى البَرولراطَة الناصرَة لد‬
‫فمدت هَبتها فٍ الحرب‪ ،‬وسمطت هعها هَبة النظام ككل‪.‬‬

‫وإذا دلمنا النظر بها أحدثته الهزَهة علً الصعَد الهادٌ الهباشر‪ ،‬نجد أنها لم تدهر‬
‫تدهَرا هادًَّا‪ ،‬وإنها أضعفت ‪ -‬إلً حد كبَر ‪ -‬جناحها العسكرٌ‪،‬‬
‫ا‬ ‫البَرولراطَة الناصرَة‬
‫وهو الجناح اْساسٍ‪ .‬واْهم هى هذا وذان أنها لد حطهت هَبتها فٍ العالم العربٍ‪ ،‬إذ‬
‫إنها أثبتت فشل النظام كفكرة‪ ،‬إذ انتصرت الصهَونَة علً الناصرَة فٍ لهة نضجها‪ ،‬أٌ‬
‫فٍ صورة دولة اٖشتراكَة العربَة‪ ،‬ولم تكى هحض هزَهة عسكرَة‪ .‬فاْهم كانت هٍ‬
‫الطرَمة التٍ هزهت بها وها كشفته هى اهتراء النظام وعظهته الزابفة‪.‬‬

‫للَٗ إلً الهاضٍ‪ ،‬فهنذ أوابل الخهسَنات كانت عناصر البَرولراطَة الناصرَة‬ ‫ولنعد ا‬
‫تندهج عضوًَّا برجال اْعهال وهٗن اْراضٍ‪ ،‬بحَث أصبحت هجهوعات رجال الدولة ‪-‬‬
‫رجال اْعهال هع هنتصؾ الستَنات‪ ،‬تتحكم فٍ هعظم أجهزة الدولة الماعدَة‪ ،‬وتتؽلؽل فٍ‬
‫الجَش والتنظَم السَاسٍ‪ ،‬بأضافة إلً اٖلتصاد‪ .‬إٖ أى ؼالبَة المَادات العلَا للنظام لم‬
‫تنؽهس فٍ الفساد وجهع الثروات ْسباب تناولناها هى لبل‪ .‬كذلن لم َنؽهس كثَروى هى‬
‫الناصرََى العادََى فٍ هذه اْنشطة‪ .‬وبذلن بات النظام هنمس اها هى الداخل إلً َسار‬
‫(ناصرََى) وَهَى (ناصرََى ‪ -‬رجال أعهال‪ ،‬أو ساداتََى فَها بعد)‪ .‬ولد أدت هَهنة‬
‫رجال اْعهال الناصرََى الهتزاَدة‪ ،‬هع فشل أصٗحات اٖلتصادَة للناصرَة‪ ،‬إلً‬
‫اشتداد الدعوة داخل الزهرة الحاكهة نفسها‪ ،‬إلً تصفَة اٖشتراكَة الناصرَة‪ .‬ولد تبَنت‬

‫‪429‬‬
‫لوة هذا اٖتجاه فٍ تولؾ عهلَات التؤهَم والهصادرة هنذ ‪ ،1964‬وعجز الناصرََى عى‬
‫إجراء إصٗحات جدَدة علً نطاق واسع‪ .‬كها أدت السَطرة الهتزاَدة والهباشرة لرجال‬
‫الدولة ‪ -‬رجال اْعهال إلً نهو هَهنة اٖتجاه الضاؼط لحساب الهصالح الهباشرة للطبمة‬
‫الهسَطرة‪ .‬ولد التمً هذا النـزوع هع حمَمة هوضوعَة جدَدة وذات دٖلة هاهة‪ :‬إذ إى‬
‫الهصالح العاهة للطبمة الهسَطرة كانت آخذة فٍ اٖلتراب هى هصالحها الهباشرة‪ .‬ذلن أى‬
‫أفكارا بدَلة لٓفكار اٖشتراكَة‬ ‫ا‬ ‫الطبمة الهسَطرة راحت تعَد تنظَم نفسها وتطرح‬
‫الناصرَة التٍ فشلت‪ ،‬بدأت تجذب الجهاهَر التٍ راحت تتخلً تدرَجًَّا عى اْفكار‬
‫الناصرَة‪ ،‬بل وأصبحت تهَل جزبًَّا إلً اٖلتماء هع شعارات رجال اْعهال فَها َتعلك‬
‫بالسَاسة الخارجَة‪ .‬والخٗصة أى الطبمات اْدنً لم تعد لادرة ‪ -‬كها كانت لبل انمٗب‬
‫‪ - 1952‬علً لعب دور هستمل هإثر كها فعلت هى لبل‪ ،‬أٌ أنها لم تعد تهثل ضؽ اطا بالؽاا‬
‫علً النظام‪ .‬وباختصار َهكى أى نمول إى الصراع اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ لد عاد‪ ،‬ولكى‬
‫توازى الموي عام ‪ 1952‬لد اختل اِى لصالح الطبمة الهسَطرة‪ .‬ولم تعد أصٗحَة‬
‫كثَرا هى اْنصار‪ .‬لذا لم تعد الهصالح الكلَة لرجال اْعهال‬
‫ا‬ ‫وشعار الهستبد العادل َجداى‬
‫كثَرا هع هصالحهم الفردَة‪ ،‬وبالتالٍ لم تعد البونابرتَة فٍ طبعتها الناصرَة تجد‬
‫تتنالض ا‬
‫أرضاا صلبة‪.‬‬

‫ٍ بالػ الصعوبة‪،‬‬
‫وكاى للهزَهة تؤثَرها الكبَر‪ ،‬فمد تعرضت الناصرَة إلً اختبار عهل ّ‬
‫وهزهت هزَهة هنكرة‪ ،‬بل كاى الجانب العسكرٌ هى هزَهتها هى أسهل الهزابم فٍ‬
‫التارَخ الحدَث‪.‬‬

‫لمد وجد رجال اْعهال وهٗن اْراضٍ وحلفاإهم هى الزهرة الناصرَة فرصتهم فٍ‬
‫الهزَهة لتشدَد هجوههم علً الناصرَة‪ ،‬واستطاعوا أى َجدوا اْرضَة الهناسبة‪ .‬ذلن‬
‫ا‬
‫تمبٗ‬ ‫أى الجهاهَر لد فمدت الثمة فٍ النظام السَاسٍ بكافة توجهاته‪ ،‬وأصبحت أكثر‬
‫ٖنتمادات أعدابه الذَى تهثلوا أكثر ها تهثلوا فٍ رجال اْعهال‪ .‬بَنها راحت جهاعات‬
‫الَسار الهاركسٍ الجدَد تنهو ببطء خارج أطار الناصرٌ‪.‬‬

‫وبعد الهزَهة جلس داَاى َنتظر سهاع لرار عبد الناصر باستسٗم نظاهه‪ ،‬أها فٍ‬
‫الداخل‪ ،‬فمد راحت الطبمة الهسَطرة تفرن أَدَها طرباا‪ ،‬إذ بدا أى الناصرَة لد سمطت إلً‬
‫اْبد‪ .‬ولكى عبد الناصر لم َتحدث إلً دَاى‪ ،‬بل فٍ خطاب َوم ‪َ 9‬ونَو ‪،)745(1967‬‬
‫سا‪ ،‬وهو‬‫أعلى تنحَه عى كافة هناصبه الرسهَة‪ ،‬هوصَاا بتولَة زكرَا هحٍَ الدَى ربَ ا‬
‫الشخص الهعروؾ بهَوله الَهَنَة‪ .‬ولد ذكر الزعَم فٍ خطابه أشَا اء لم تحدث علً‬
‫أطٗق‪ :‬فزعم أى العدو لد حارب بؤكبر هى إهكانَاته‪ ،‬كها زعم أى أهرَكا وبرَطانَا‬
‫تدخلتا هباشرة‪ ،‬فـ”إى العدو كاى َعهل بموة جوَة تزَد ثٗث هرات عى لوته العادَة“‪،‬‬
‫وأى الجَش لد حارب ”هعارن رهَبة بالدبابات والطابرات“‪” ..‬تحركت لواتنا الهسلحة‬
‫إلً حدودنا بكفاءة شهد بها العدو لبل الصدَك“‪” ،‬ولمد كانت الحسابات الدلَمة لموة‬

‫(‪ )745‬نشر الخطاب فٍ‪ :‬هصر والعروبة وثورة َولَو‪.‬‬


‫‪430‬‬
‫العدو تظهر أهاهنا أى لواتنا الهسلحة بها بلؽته هى هستوي فٍ الهعدات وفٍ التدرَب‬
‫لادرة علً رده وعلً ردعه“‪”..‬العدو حشد علً الجبهة اْردنَة وحدها ها ٖ َمل عى‬
‫صا هع التفوق‬‫أربعهابة طابرة“‪” ..‬ولم تكى طبَعة الصحراء تسهح بدفاع كاهل‪ ،‬خصو ا‬
‫الهعادٌ فٍ الجو“‪” ..‬انتظرنا العدو هى الشرق فجاء لنا هى الؽرب“‪” ..‬استجبنا لمرار‬
‫ولؾ إطٗق النار أهام تؤكَدات وردت فٍ هشروع المرار السوفَتٍ اْخَر الهمدم إلً‬
‫هجلس اْهى وأهام تصرَحات فرنسَة بؤى أحداا ٖ َستطَع تحمَك أٌ توسع إللَهٍ علً‬
‫أساس العدواى اْخَر“‪ .‬وأضاؾ‪” :‬كانت أهاهنا عواهل عدَدة وطنَة وعربَة ودولَة‪..‬‬
‫الربَس جونسوى‪ ..‬اٖتحاد السوفَتٍ‪ ..‬طلب هنا ّأٖ نكوى البادبَى بإطٗق النار“‪..‬‬
‫”اضطرت لواتنا الهسلحة فٍ سَناء إلً إخٗء خط الدفاع اْول“‪” ..‬اْهة العربَة لادرة‬
‫علً إزالة آثار العدواى“‪” ..‬وإنٍ ْعتز بهذا الجَل هى الثوار (َمصد جَله هو)‪ ..‬لمد‬
‫حمك جٗء اٖستعهار‪ ..‬الثورة اٖجتهاعَة‪ ..‬السد العالٍ‪ ..‬اٖنطٗق الصناعٍ‪ ..‬وها َزال‬
‫هنان دور كبَر هطلوب هى العهل العربٍ العام‪ ،‬وكلٍ ثمة فٍ أنه َستطَع أداءه“‪.‬‬

‫ورؼم أنه كاى خطاباا للتنحٍ عى كافة الهناصب الرسهَة‪ ،‬فمد تضهى أَضاا وعوداا بتحمَك‬
‫النصر‪” :‬وال َسرطٍع أٌ َخفً عهى أَفسُا أَُا واجهُا َكسح خطٍشج خالل األٌاو األخٍشج‪،‬‬
‫نكًُ واثق أَُا جًٍعًا َسرطٍع ‪ -‬وفً يذج قصٍشج ‪ -‬أٌ َجراص يىقفُا انصعة‪ ،‬وإٌ كُا‬
‫َحراج فً رنك إنى كثٍش يٍ انصثش وانحكًح وانشجاعح األدتٍح‪ ،‬ويقذسج انعًم انًرفاٍَح“‪،‬‬
‫هها َعنٍ أى الزعَم ٖ َتنحً ا‬
‫فعٗ‪ .‬كها ألمً بالهسإولَة علً لوي أجنبَة‪ ،‬أها النظام فعُ َّد‬
‫سلَ اها تها اها‪ ،‬كها أنه نفٍ الهسإولَة عى نفسه بطرَمة ؼَر هباشرة‪ ،‬إذ لال‪” :‬فإننٍ علً‬
‫استعداد لتحهل الهسبولَة كلها“‪ ،‬وكؤنه ؼَر هسإول فعل ًَّا‪ .‬واْهم هى هذا كله كاى هؽزي‬
‫تسلَم الحكم لزكرَا هحٍَ الدَى‪ ،‬أٌ اٖستسٗم الكاهل للعدو كها كاى هفهو اها لدي‬
‫الجهاهَر فٍ ذلن الولت‪.‬‬

‫وتفاصَل خروج الجهاهَر التلمابٍ فٍ ‪َ 10 ،9‬ونَو هعروفة تها اها‪ .‬أها هؽزاها فهو‬
‫اْهر اْهم‪ :‬لمد خرجت الجهاهَر تطلب عودة عبد الناصر وهٍ فٍ الحمَمة لم تطلب عبد‬
‫الناصر كشخص‪ ،‬أو عبد الناصر الههزوم‪ ،‬بل طلبت اٖستهرار فٍ هواجهة العدو‪ ،‬أٌ‬
‫عبد الناصر الشعارات‪ ،‬عبد الناصر الصورة‪ .‬وهنا نلهس تها اها كَؾ كاى التنالض بَى‬
‫هضهوى وشكل الناصرَة َتحمك‪ ،‬فالجهاهَر راحت تتهسن بالشكل‪ْ ،‬نه شكل ثورٌ إلً‬
‫حد ها‪ ،‬بَنها كانت ترفض الهضهوى‪ :‬نهو التخلؾ‪ ،‬الدَكتاتورَة‪ ،‬التخاذل أهام إسرابَل‪.‬‬
‫وهٍ بهذا كانت فٍ حمَمة اْهر لد خرجت هحتجة علً الهضهوى‪ ،‬وهٍ فٍ تهسكها‬
‫بشكل الناصرَة إنها كانت تحهل أشد العداء للناصرَة فٍ حمَمتها الباطنَة‪ ،‬الرجعَة‪،‬‬
‫الثورة الهضادة‪ .‬فعودة عبد الناصر هشروطة اِى بتحمَمه لشعاراته‪ ،‬وهٍ لد طالبته‬
‫بهذا بالذات‪ .‬ولذا نمول إى جهاهَر ‪َ 10 ،9‬ونَو لد خرجت ضد عبد الناصر الحمَمٍ‪،‬‬
‫المابد الههزوم والهض ِلل‪ .‬وهى اْهور التٍ تبرز هذه الحمَمة أى جهاهَر ‪َ 10 ،9‬ونَو‬
‫هٍ نفسها لد وجهت‪ ،‬فور سهاعها بؤنباء الهزَهة‪ ،‬نمدها الهرَر للنظام الناصرٌ هى‬
‫حَث هو هإسسات وسَاسات والعَة‪ .‬إنها ترَد الشعارات هتحممة‪ ،‬وترَد إزالة هضهوى‬
‫النظام الناصرٌ بالذات‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫ولد انتشرت وسط كل الطبمات الكثَر هى الهبالؽات حول الموة اْسطورَة الهزعوهة‬
‫للجَش أسرابَلٍ وحول بطوٖته الوههَة‪ .‬بل راح هََٗى الهصرََى َفخر برجال ذلن‬
‫الجَش كها لو كاى جَشهم‪ ،‬فٍ سَاق عهلَة جلد للذات شدَدة المسوة‪ ،‬لدرجة زعم كثَر‬
‫هى الهصرََى أى هوشَه داَاى شخصًَّا أصله هى بلدتهم (الهنصورة‪ ،‬دهَاط‪ ...‬إلخ!)‪،‬‬
‫وحول خَانة عرب سَناء للجَش الهصرٌ‪ ،‬وعى جبى الضباط‪ .‬كها انتشرت نكات هإلهة‬
‫عى شخص الزعَم ورجاله الهمربَى‪ ..‬كل هذا كاى هإل اها وضاؼ اطا بمسوة علً‬
‫الناصرََى‪ ،‬هها دفع لابدهم لبذل ألصً جهد ٔعادة بناء الجَش وهحاولة ترهَم السلطة‬
‫الهتهاوَة‪.‬‬

‫ورؼم افتضاح التنالض بَى الشعارات والههارسة علً نحو عهَك للؽاَة ؼداة‬
‫الهزَهة‪ ،‬أعادت هظاهرات ‪َ 10 ،9‬ونَو الطبمة الهسَطرة إلً رشدها‪ .‬إذ عادت حالة‬
‫التوازى السَاسٍ التٍ تحممت فٍ ‪ 1952‬هرة أخري‪ ،‬ولكى فٍ سَاق هختلؾ تها اها‪ ،‬فٍ‬
‫سَاق اٖستمطاب السَاسٍ الهتزاَد بَى الموي اٖجتهاعَة ونهو لوتها الهستملة علً‬
‫حساب النظام السَاسٍ‪ ،‬علً حساب الناصرَة التٍ سعت دوها لمهع اٖستمٗل السَاسٍ‬
‫لكل طبمات الهجتهع‪.‬‬

‫ولهذا استهرت اْخَرة فٍ الحكم‪ ،‬ولكى علً برهَل هى البارود‪.‬‬

‫وبالنسبة لٕنتلَجَنسَا والطبمات اْدنً‪ ،‬فمدت الناصرَة كل هَبتها‪ ،‬فلم تعد تصلح‬
‫للعب دور لَادٌ فٍ الهجتهع‪ .‬ونمصد هنا بالضبط الناصرَة كههارسة‪ ،‬أٌ كسَاسة‬
‫هتحممة وكفبة حاكهة‪ ،‬وها كاى تهسكهم بعبد الناصر إٖ ْنه كاى المابد الذٌ رفع‬
‫الشعارات الثورَة طوال عمد كاهل‪ ،‬وْنه ‪ -‬وهذا هو اْهم ‪ -‬لم تكى توجد علً الساحة‬
‫الهصرَة أو العربَة لَادة تمدم نفسها كبدَل‪.‬‬

‫صا‬
‫أها بالنسبة للطبمة الهسَطرة‪ ،‬فمد أصبحت الناصرَة فٍ نظرها عظا اها نخرة‪ ،‬خصو ا‬
‫بعد تصفَة النخبة العسكرَة الهترفة والفاسدة وإعادة بناء الجَش علً أساس لتالٍ‬
‫حمَمٍ‪ ،‬وعلً جبهة المتال بشكل أساسٍ‪ ،‬وانؽهاسه فٍ أعداد النشط للحرب المادهة‪.‬‬
‫وفٍ نفس الولت أخذت أجهزة الدولة تزداد تفس اخا وتتعرض للنمد الهرَر‪.‬‬

‫وضهى أهم الفبات الهعارضة كاى المضاة‪ .‬ولد اشتد انتمادهم للناصرَة بعد هزَهتها‪،‬‬
‫فهاجهوا الفساد وشكل الحكم‪ ،‬رافعَى شعارات لَبرالَة‪ .‬بَنها هارست السلطة الناصرَة‬
‫ضؽو اطا هستهرة علَهم كٍ َنضهوا إلً اٖتحاد اٖشتراكٍ‪ ،‬فمبلت للة للَلة ورفضت‬
‫الؽالبَة العظهً‪ .‬وهها زاد العٗلة بَنهم وبَى الناصرََى سو اءا أى المضاء خٗل تلن‬
‫الفترة راح َصدر أحكا اها ٖ توافك هوي الحكام‪ .‬هى ذلن‪ :‬تبربة أسرة الفمٍ فٍ الجناَة‬
‫الهعروفة بمضَة كهشَش ‪ -‬الحكم بإدانة أحد ضباط الشرطة لتهرَبه سبابن ذهبَة‪ ،‬وهو‬
‫ها اعتُبر تحدَاا لوزَر الداخلَة ‪ -‬الحكم ببراءة هحهود عبد اللطَؾ عبد الجواد الهحاهٍ‬
‫هى تههة التآهر علً للب نظام الحكم ‪ -‬الحكم ببراءة السفَر دمحم إبراهَم سوكة عى جناَة‬
‫التخابر هع دولة أجنبَة‪ .‬زاد الطَى بلة أى الجهعَة العهوهَة للمضاة لد أصدرت بَاناا‬

‫‪432‬‬
‫طبعت هنه ثٗثة آٖؾ نسخة ثم عشرة آٖؾ أخري ووزعته علً الههتهَى بالشؤى العام‪،‬‬
‫وذلن فٍ ‪ 28‬هارس ‪ .1968‬ولد تضهى البَاى إعٗى المضاة رفضهم الرسهٍ لٗنضهام‬
‫لٗتحاد اٖشتراكٍ‪ ،‬و الهطالبة بعدم إشران ؼَر الهتخصصَى فٍ أداء رسالة المضاء‪،‬‬
‫وهها جاء فَه‪” :‬صٗبة الجبهة الداخلَة تمتضٍ إزالة كافة الهعولات أهام حرَة‬
‫الهواطنَى‪ ،‬وتؤهَى الحرَة الفردَة لكل هواطى فٍ الرأٌ‪ ،‬والكلهة‪ ،‬واٖجتهاع‪ ،‬وفٍ النمد‬
‫واٖلتراح‪ ،‬وكفالة الحرَات لكل الهواطنَى‪ ،‬وسَادة المانوى“‪ .‬كاى هذا البَاى بهثابة‬
‫لطَعة نهابَة بَى السلطة الناصرَة والمضاء‪ .‬وقذ ذىجد انًعشكح تٍٍ انطشفٍٍ تُجاح‬
‫يششحً دعاج االسرقالل يٍ انقضاج ضذ انًششحٍٍ انُاصشٌٍٍ فً اَرخاتاخ َادي انقضاج‬
‫فً ياسس عاو ‪ ،1969‬يًا دفع عثذ انُاصش السذكاب يا عشف فًٍا تعذ تاسى يزتحح‬
‫انقضاء فً ‪ 31‬أغسطس ‪ ،1969‬وجعم عضىٌح إداسج َادي انقضاج تانرعٍٍٍ‪.‬‬

‫وفٍ النهاَة لم تعد النخبة الحاكهة تحوز الكثَر هى أوراق اللعب‪.‬‬

‫تفالم الصراع اٖجتهاعٍ وهحاولة تجاوزه‪:‬‬


‫لم تعى عودة عبد الناصر إلً الحكم فٍ ‪َ 10‬ونَو ‪ 1967‬نهاَة اٖنتفاضة‪ ،‬بل علً‬
‫العكس‪ ،‬كانت هذه نمطة تحول هاهة فٍ هجري الصراع اٖجتهاعٍ ‪ -‬السَاسٍ الذٌ كاى‬
‫لد بدأ َحتدم هنذ هنتصؾ الستَنات‪ .‬فكانت انتفاضة ‪َ 10 ،9‬ونَو بهثابة ضربة هجهضة‬
‫لرجال اْعهال‪ ،‬ولكنها لم تنته بعودة الجهاهَر إلً أعهالها‪ ،‬كها لم تنه أحٗم الطبمة‬
‫الهسَطرة فٍ استعادة السلطة‪ .‬فهنذ الهزَهة لم تعد الطبمة الهسَطرة تري فٍ الناصرَة‬
‫بدَٗ هإلتاا عى الثورة‪ ،‬بل عمبة كإوداا أهام هصالحها الهباشرة‪ ،‬ذلن ْى عصر الثورة لد‬ ‫ا‬
‫ا‬
‫بدَٗ حمَمًَّا لحكم‬ ‫انتهً فٍ الهدي الهنظور‪ .‬أها الشعب فلم َعد َجد فٍ الناصرَة‬
‫بدَٗ هَتاا لحكهه هو‪ ،‬ولكنه أفضل علً وجه العهوم هى حكم‬ ‫ا‬ ‫الباشوات المداهً‪ ،‬بل‬
‫الباشوات الوشَن‪ .‬وبالرؼم هى تهسن الجهاهَر بعبد الناصر شخصًَّا كاى الدافع اْساسٍ‬
‫لٗنتفاضة هو رفض الهزَهة ورفض اٖستسٗم‪ ،‬بطرَمة ٖواعَة وعاطفَة‪ ،‬فمد أعَد عبد‬
‫الناصر إلً الحكم لكٍ َُج َبر علً تنفَذ شعاراته‪ ،‬وكاى هذا واض احا تها اها فٍ لؽة انتفاضة‬
‫‪َ 10/9‬ونَو‪ .‬فعاد ناصر فٍ أضعؾ هولؾ لـه هنذ انمٗبه‪ ،‬ولم َعد هاهش الهناورة‬
‫واستؽٗل التنالضات اٖجتهاعَة لدَه كالسابك‪ .‬وفٍ َونَو لم تكى الجهاهَر بمادرة علً‬
‫سد الفراغ الذٌ راح َتكوى هع هزَهة الناصرَة‪ ،‬ولذا كانت إعادة عبد الناصر بهثابة سد‬
‫هإلت ضد حكم الباشوات الجدد‪ ،‬فمد كاى َهكى للناصرَة أى تبتلع شعاراتها الثوروَة هى‬
‫خٗله ‪ -‬كشخص ‪ -‬بالذات‪.‬‬

‫ٖ َهكى فٍ الحمَمة الحدَث عى الطبمة الهسَطرة فٍ هصر الناصرَة كحزب هنظم كها‬
‫هرارا‪ .‬ولكى هى الهإكد أنها كانت تعبر عى نفسها سَاسًَّا هى خٗل‬
‫ا‬ ‫وصفها عبد الناصر‬
‫أشكال ؼَر هنظهة بالكاهل‪ ،‬كتلتها الضخهة فٍ البرلهاى‪ ،‬خاصة هنذ ‪ ،1964‬وتجهعاتها‬
‫الهتهاسكة للؽاَة فٍ التنظَم السَاسٍ‪ ،‬خاصة فٍ الرَؾ‪ ،‬ونفوذها الموٌ كهافَا فٍ‬
‫شللها فٍ‬
‫هإسسات الدولة‪ ،‬بها فَها الجَش ووسابل أعٗم والمضاء‪ ،‬بأضافة إلً ِ‬
‫النوادٌ‪ .‬أها الطبمات اْخري فرؼم أنه لم َكى لها أشكال سَاسَة هستملة‪ ،‬فمد عبرت‬
‫‪433‬‬
‫عى نفسها هى خٗل تجهعات عهالَة وطٗبَة ؼَر هنظهة تها اها‪ ،‬وحلمات صؽَرة‪ ،‬كها‬
‫وجدت هعبرَى عنها داخل اٖتحاد اٖشتراكٍ وبالذات فٍ هنظهة الشباب‪ ،‬وكذلن فٍ‬
‫اتحادات الطٗب بعد ‪ 1967‬بأضافة إلً الحلمات الَسارَة شبة العلنَة‪.‬‬

‫ولد ذكرنا هى لبل أى النظام اٖجتهاعٍ فٍ هصر لد بات َتحرن هنذ َولَو ‪1952‬‬
‫بمصوره الذاتٍ‪ .‬ونضَؾ اِى بناء علً التحلَل السابك أى البَرولراطَة الناصرَة نفسها‬
‫بعد َونَو ‪ 1967‬لد باتت تتحرن هٍ اْخري بمصورها الذاتٍ‪ ،‬بهعنً أنها لم تعد تهلن‬
‫الهبادرة‪.‬‬

‫***************************‬

‫بعد الهزَهة أصبحت الناصرَة هضطرة إلً التخلٍ عى الكثَر هى شعاراتها الثوروَة‬
‫لصالح سَاسات اعتبرتها والعَة‪ .‬وكاى التؽَر اْساسٍ َتعلك فٍ الحمَمة بتفادٌ التورط‬
‫فٍ هوالؾ ٖ تتناسب هع سَاستها وأهدافها الحمَمَة‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن أنها لد اضطرت‬
‫إلً أى تصبح أكثر تواضعاا‪ ،‬حتً علً صعَد أهدافها الفعلَة‪ ،‬فمد أصبحت أضعؾ هى أى‬
‫تدافع عى وجودها علً جهة واسعة كها كانت تفعل لبل الهزَهة‪.‬‬

‫ورؼم أى الهزَهة وانتفاضة ‪َ 10 ،9‬ونَو لد أدتا إلً تموَة الوجود السوفَتٍ الهباشر‬
‫فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬خاصة فٍ هصر وسورَا‪ ،‬إٖ أى هذا الوجود كاى َرتكز علً أنظهة‬
‫ههزوهة وها تـنفن تضعؾ‪ ،‬بل كاى أههها آخذاا فٍ اٖنهَار (الناصرَة)‪ .‬وبالعكس صارت‬
‫الكفة أرجح لصالح الوَٖات الهتحدة‪ ،‬علً اْلل هى خٗل إسرابَل الهنتصرة‪ ،‬بأضافة‬
‫هثٗ)‪ ،‬علً حساب اْنظهة‬‫إلً ارتفاع أسهم اْنظهة العربَة اْكثر هحافظة (السعودَة ا‬
‫صا الناصرَة التٍ لدهت تنازٖت سَاسَة هاهة‪ ،‬وبهوافمة اٖتحاد‬ ‫الهستملة‪ ،‬خصو ا‬
‫(‪)746‬‬
‫‪ .‬كذلن توثمت عٗلة إسرابَل بالوَٖات الهتحدة‪ ،‬واتخذت اْخَرة‬ ‫السوفَتٍ نفسه‬
‫هولؾ التؤََد السافر وؼَر الهشروط ‪ -‬تمرَباا ‪ٔ -‬سرابَل‪ ،‬وتحممت درجة ؼَر هسبولة‬
‫هى التعاوى بَنهها‪.‬‬

‫هى هنا أعلنت الناصرَة عهلًَّا هزَهتها السَاسَة والتٍ ظلت تنفَها هٍ وأنصارها‪:‬‬

‫‪ -1‬فهى اْحداث ذات الدٖلة الهاهة ها تم فٍ هإتهر الدول العربَة الذٌ انعمد فٍ‬
‫الخرطوم فٍ أؼسطس ‪ .1967‬إذ تنازل عبد الناصر عى شعار ”وحدة الموي التمدهَة“‬
‫الذٌ رفعه لبل الهزَهة بعام واحد‪ ،‬وعاد إلً خط ”التضاهى العربٍ“‪ ،‬بؽض النظر عى‬
‫طبَعة اْنظهة‪ .‬كها تكوى هى جدَد هحور هصر ‪ -‬السعودَة‪ ،‬وطالب عبد الناصر الهلن‬
‫حسَى بالتعاهل هع الوَٖات الهتحدة والسَر هعها حتً النهاَة علً أهل أى تعَد له‬

‫(‪ )746‬كاى اٖتحاد السوفَتٍ َخشً ”التطرؾ“ فٍ العالم العربٍ‪ ،‬خاصة هى الَسار وَإَد الناصرَة فٍ هطلبها للحل‬
‫السلهٍ‪ ،‬وفٍ سَاستها الكابحة لجهاح اْنظهة العربَة اْكثر رادَكالَة‪ ،‬خاصة حكوهة اْتاسٍ‪ .‬ذلن أى التطرؾ‬
‫الَسارٌ َح ّهِل السوفَت هسإولَات أكبر وَورطهم فٍ هوالؾ ٖ تٗبم استراتَجَتهم‪ .‬لذلن أَد اٖتحاد السوفَتٍ هجهل‬
‫السَاسة الناصرَة لها بعد ‪.1967‬‬
‫‪434‬‬
‫الضفة الؽربَة الهحتلة‪ ،‬كها دعا الدول العربَة إلً إعادة ضخ البترول الذٌ أولفته بعد‬
‫ا‬
‫هحاوٖ تحََد‬ ‫الحرب وذهب إلً حد هؽازلة الهصالح اْهرَكَة علً طول الخط‪،‬‬
‫أهرَكا(‪ .)747‬وهعنً هذا طب اعا أى تموم اْنظهة العربَة بشكل هباشر بدور َعادل دور‬
‫إسرابَل بالنسبة للوَٖات الهتحدة‪ .‬وفٍ الخرطوم‪ ،‬صفً عبد الناصر هوضوع الَهى‪،‬‬
‫فتوصل إلً حل وسط هع السعودَة‪َ ،‬تم بهمتضاه انسحاب الموات الهصرَة هى هنان هع‬
‫عدم تدخل السعودَة فٍ شإوى الَهى(‪ .)748‬كها تم اٖتفاق علً أى تدفع السعودَة‬
‫والكوَت ‪ 110‬هلَوناا هى الجنَهات اٖسترلَنَة سنوًَّا لدول الهواجهة‪ .‬ولد علك بَلَاَؾ‬
‫وبرَهاكوؾ علً صلح هصر الناصرَة والسعودَة فٍ هإتهر الخرطوم كالتالٍ‪” :‬كاى‬
‫الهلن فَصل َبتسم ابتساهة هتحفظة وَهلٍ شروط تمدَم العوى الهادٌ الذٌ كانت تحتاجه‬
‫الماهرة بشدة‪ ،‬هٍ وعهاى ودهشك‪ .‬ولم َحاول فَصل أى َخفٍ أنه طار إلً العاصهة‬
‫السودانَة هى أجل أى َحصل علً استسٗم الهصرََى فٍ الَهى“(‪.)749‬‬

‫‪ -2‬أها فٍ نوفهبر ‪ ،1967‬فمد وافك عبد الناصر علً لرار هجلس اْهى ‪،242‬‬
‫هتراجعاا عى لرارات هإتهر الخرطوم‪ ،‬والذٌ َنص صراحة علً شرعَة وجود إسرابَل‬
‫كدولة(‪ .)750‬ولام وزَر الخارجَة بتبرَر هذا المبول أهام البرلهاى بحجة أى هصر لد‬

‫(‪) 747‬‬
‫كثَرا‪ .‬ارجع إلً كتابه‪ :‬الطرَك إلً رهضاى‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫فكرة دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬وهٍ فكرة تبناها ودافع عنها ا‬
‫(‪ )748‬لبل انسحاب الموات الهصرَة‪ ،‬لاهت هذه بإَماؾ الجهاعات الرادَكالَة الهإَدة لعبد هللا جزَٗى‪ ،‬لصالح السٗل‪،‬‬
‫بدٖ هى السٗل‪ ،‬ولد أَدت الناصرَة اٖنمٗب فور‬ ‫اْلل رادَكالَة‪ .‬وبعد اٖنسحاب ولع انمٗب عسكرٌ جاء بأَرَانٍ ا‬
‫ولوعه‪ ،‬رؼم أى السل طة آلت إلً نخبة هى الجههورََى المبابلََى (!)‪ .‬وَبدو أى هذا كاى الهحتوي الضهنٍ علً اْلل‬
‫للحل الهتفك علَه فٍ هإتهر الخرطوم‪ .‬للتفاصَل نحَل المارئ إلً‪:‬‬
‫‪Fred Halliday, Op. cit, pp. 114-126‬‬
‫(‪ )749‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫)‪ (750‬نص المرار‪:‬‬
‫إى هجلس اْهى‪،‬‬
‫‪ -‬إذ َعرب عى للمه الهستهر بشؤى الوضع الخطر فٍ الشرق اْوسط‪،‬‬
‫‪ -‬وإذ َإكد عدم جواز اٖستَٗء علً اْراضٍ بالحرب‪ ،‬والحاجة إلً العهل هى أجل سٗم دابم وعادل تستطَع كل دولة‬
‫فٍ الهنطمة أى تعَش فَه بؤهاى‪،‬‬
‫ا‬
‫‪ -‬وإذ َإكد أَضاا أى جهَع الدول اْعضاء‪ ،‬بمبولها هَثاق اْهم الهتحدة‪ ،‬لد التزهت بالعهل وفما للهادة الثانَة هى‬
‫الهَثاق‪:‬‬
‫‪َ -1‬إكد أى تطبَك هبادئ الهَثاق َتطلب إلاهة سٗم عادل ودابم فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬وَستوجب تطبَك كٗ الهبدأَى‬
‫التالََى‪:‬‬
‫أ‪ -‬انسحاب الموات أسرابَلَة هى اْراضٍ الهحتلة فٍ النزاع اْخَر‪.‬‬
‫ب‪ -‬إنهاء جهَع ادعاءات أو حاٖت الحرب‪ ،‬واحترام سَادة ووحدة أراضٍ كل دولة فٍ الهنطمة واٖعتراؾ بذلن‪،‬‬
‫وكذلن استمٗلها السَاسٍ وحمها فٍ العَش بسٗم ضهى حدود آهنة وهعترؾ بها‪ ،‬حرة هى التهدَد بالموة أو‬
‫استعهالها‪.‬‬
‫‪َ -2‬إكد أَضاا الحاجة إلً‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضهاى حرَة الهٗحة فٍ الههرات الهابَة الدولَة فٍ الهنطمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحمَك تسوَة عادلة لهشكلة الٗجبَى‪.‬‬
‫ج‪ -‬ضهاى حرهة اْراضٍ واٖستمٗل السَاسٍ لكل دولة فٍ الهنطمة عى طرَك إجراءات هى بَنها إلاهة هناطك‬
‫هجردة هى السٗح‪.‬‬
‫‪435‬‬
‫اعترفت بإسرابَل فعلًَّا عام ‪ 1949‬حَى ولعت هعها اتفالَات الهدنة‪ ،‬ثم كرر نفس الفكرة‬
‫أهام أحد الصحفََى اْجانب بعد ذلن‪ .‬وكاى ضهى نتابج لبول هصر الناصرَة للمرار‬
‫‪ 242‬هَاج الصحافة العربَة الرسهَة والَسارَة ضدها وتردٌ نفوذها فٍ العالم العربٍ‬
‫صا فٍ الشام والعراق‪ .‬وحتً تعرض هذا الهولؾ ٖنتمادات هى لبل‬ ‫بشكل حاد‪ ،‬خصو ا‬
‫العناصر الرادَكالَة فٍ هصر‪ ،‬بها فَها بعض لواعد الناصرَة نفسها‪.‬‬

‫‪ -3‬هنذ ذلن الولت أسمط هى الماهوس الناصرٌ شعار تحرَر فلسطَى وحل هحله‬
‫شعار أكثر والعَة هو‪” :‬إزالة آثار العدواى“‪ .‬أها عى رفض استخدام الدَى فٍ السَاسة‬
‫الدولَة فمد تنازلت عنه الناصرَة‪ ،‬فبعد التحالؾ الجدَد هع السعودَة بدأ عبد الناصر‬
‫َنادٌ بوحدة الهسلهَى هع الهسَحََى ضد إسرابَل‪ ،‬وَتحدث عى خطر الصهَونَة علً‬
‫أسٗم والهسَحَة‪.‬‬

‫وعلً الجانب اِخر‪ ،‬كانت حركة الهماوهة الفلسطَنَة تنهو بسرعة‪ ،‬وحممت هنظهة‬
‫التحرَر الفلسطَنَة درجة كبَرة هى اٖستمٗل عى اْنظهة العربَة‪ ،‬واستطاعت أى‬
‫هثٗ هساههة هههة‬ ‫تتصدر العهل العربٍ ضد إسرابَل خٗل عام ‪( 1968/1967‬لدهت ا‬
‫هع الموات اْردنَة فٍ هعركة ”الكراهة“ فٍ هارس ‪ ،)1968‬هسببة إحرا اجا شدَداا‬
‫للناصرَة‪ ،‬هها كاى أحد أهم دوافع شى حرب اٖستنزاؾ فَها بعد‪.‬‬

‫وفٍ الداخل بدأت لوي جدَدة تخرج هى تحت عباءة الناصرَة وهى خارجها كذلن‪.‬‬
‫فتكونت عشرات هى الحلمات الهاركسَة واسترد الهاركسَوى المداهً بعض أنفاسهم‪.‬‬
‫وانضهت لهنظهات الشباب أعداد ؼفَرة هى الطٗب والهثمفَى الناصرََى الَسارََى‪ ،‬ولد‬
‫هإثرا للؽاَة فٍ التصدٌ ْفكار الَهَى الزاحؾ‪ ،‬بل وفٍ الضؽط‬
‫ا‬ ‫دورا‬
‫لعب هإٖء الشباب ا‬
‫علً عبد الناصر نفسه‪ .‬وعلً الجانب اِخر راح اللَبرالَوى َتصدوى للشعارات‬
‫اٖشتراكَة ولٗتحاد السوفَتٍ‪ ،‬ونشؤت حلماتهم أَضاا وانتشرت فٍ التنظَم السَاسٍ‬
‫وؼَره‪ .‬ولد كاى هذا واض احا تها اها فٍ نادٌ المضاة ونمابة الهحاهَى‪ .‬كها أفرجت‬
‫السلطات عى عدد هى أفراد أخواى الهسلهَى الذَى راحوا َنتشروى هبشرَى بنظام جدَد‬
‫وهتعاونَى هع الفرس العربٍ الصاعد‪ :‬العربَة السعودَة‪ ،‬وهدعوهَى بـنزوع دَنٍ أخذ‬
‫َنهو وَنتشر وسط الجهاهَر عهو اها‪ .‬كها راحت النزعة السلفَة والخرافات تنتشر بَى‬
‫أفراد الهجتهع عاهة‪ ،‬هى ضهنها الحادث الشهَر‪ :‬ظهور العذراء‪ ،‬وأشاعة التٍ اهتلكت‬
‫للوب الناس وعمولهم لعدة أسابَع حول وجود شعَرات هى رأس النبٍ دمحم فٍ كل‬
‫هصحؾ‪ ،‬كذلن الخرافة الواسعة اٖنتشار التٍ لالت بؤى هزَهة ‪ 1967‬إنها هٍ عماب‬
‫للنظام هى هللا علً تعذَبه لٕخواى الهسلهَى فٍ ‪.1966/65‬‬

‫‪َ -3‬طلب هى اْهَى العام تعََى ههثل خاص َتوجه إلً الشرق اْوسط كٍ َجرٌ اتصاٖت بالدول الهعنَة‪ ،‬وَستهر‬
‫فَها بؽَة إَجاد اتفاق وهساعدة الجهود لتحمَك تسوَة سلهَة وهمبولة وفماا ْحكام هذا المرار وهبادبه‪.‬‬
‫‪َ -4‬طلب هى اْهَى العام أى َرفع تمرَ ارا إلً هجلس اْهى بشؤى تمدم جهود الههثل الخاص فٍ ألرب ولت ههكى‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫ولد تركزت دعاَة الَهَى‪ ،‬بهفهوم ذلن العصر‪ ،‬بوجه عام حول ضرورة اٖنحَاز‬
‫للؽرب والتخلٍ عى اٖشتراكَة والموهَة العربَة‪ .‬ولم تكى لضَة الموهَة العربَة أو‬
‫اٖشتراكَة لد ترسخت فٍ وجداى الجهاهَر‪ ،‬خاصة أنها شعارات لم تتحمك ولم تكى‬
‫هفَدة لهم‪ .‬إذ فشلت اٖشتراكَة الناصرَة‪ ،‬ها فٍ هذا هى شن‪ ،‬ولم َكى أحد لَستطَع‬
‫إثبات عكس ذلن‪ ،‬خاصة أى أزهات السلع وارتفاع اْسعار والبطالة كانت ظواهر واضحة‬
‫للعَاى‪َ .‬ضاؾ إلً ذلن أى هولؾ اٖتحاد السوفَتٍ لم َكى هتفماا هع ها انتظرته هنه‬
‫الجهاهَر‪ ،‬هها أفمده الكثَر هى سهعته فٍ الهنطمة‪.‬‬

‫سا‪ ،‬ووضعته أسَ ارا لشعاراته‪ ،‬فمد حبس‬


‫وْى الجهاهَر لد تهسكت بعبد الناصر ربَ ا‬
‫انتظارا ْول هولؾ هنتظر‪ :‬نتابج هحاكهات لادة الطَراى‪ ،‬كبش الفداء‬
‫ا‬ ‫الجهَع أنفاسهم‬
‫الذٌ تم تمدَهه لتحهل هسإولَة الهزَهة‪ .‬وجاءت اْحكام ٖ تتفك هع جساهة اٖتهاهات‪،‬‬
‫فخرج الطٗب والعهال فٍ فبراَر ‪ 1968‬وجرت صداهات دهوَة هع الشرطة‪ .‬ضربت‬
‫انتصارا‬
‫ا‬ ‫الجهاهَر همر عبد الناصر بالحجارة ْول هرة‪َ ،‬وم ‪ 25‬فبراَر‪ ،‬وحممت‬
‫”عسكرًَّا“ علً الشرطة ولم تسكت إٖ بعد أى وعدت باٖستجابة لكل هطالبها‪ ،‬وهٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إعادة هحاكهة لادة سٗح الطَراى‪.‬‬

‫‪ - 2‬تحمَك الحرَات السَاسَة العاهة‪.‬‬

‫‪ - 3‬تسلَح الشعب‪.‬‬

‫فورا إعادة هحاكهة لرجال الطَراى‪ ،‬ثم صدر بَاى ‪ 30‬هارس الشهَر‪ .‬وتم حل‬ ‫جرت ا‬
‫اٖتحاد اٖشتراكٍ وأعَد تكوَنه باٖنتخاب ْول هرة‪ .‬كها تمرر جعل اتحادات الطٗب‬
‫باٖنتخاب الحمَمٍ ْول هرة أَضاا هنذ ‪ُ ( 1952‬حلَّت اتحادات الطٗب بعد انمٗب ‪1952‬‬
‫بؤشهر‪ ،‬وحتً ‪ 1959‬كاى َتم تكوَنها بالتعََى‪ ،‬وهى ‪ 1970-1959‬كاى َتم انتخابها‬
‫ولكى بإشراؾ رواد هى هَبة التدرَس اْعضاء فٍ التنظَم السَاسٍ‪ ،‬كها ُحرهت هى حك‬
‫ههارسة النشاط السَاسٍ وفٍ ‪ 1969‬فمط تمرر تخفَؾ هذه الوصاَة)‪ .‬كها خففت‬
‫الرلابة علً الصحؾ‪ ،‬وبدأ ْول هرة اعتهاد هبدأ اٖنتخاب فٍ النمابات العهالَة هنذ‬
‫انمٗب ‪ .1952‬إٖ أنه لم تنفذ هعظم بنود البرناهج تنفَذاا فعل ًَّا لط‪ ،‬وظل فٍ هعظهه ا‬
‫حبرا‬
‫علً ورق‪.‬‬

‫ولم تهض أشهر للَلة حتً جاءت انتفاضة أوسع فٍ نوفهبر ‪ ،1968‬إٖ أى عبد‬
‫الناصر كاى لد أنشؤ فرلاا خاصة للمهع (اْهى الهركزٌ)‪ ،‬هها هكنه هذه الهرة هى تحمَك‬
‫انتصار ”عسكرٌ“ علً العهال والطٗب‪ .‬ولد تركزت شعارات الهتظاهرَى هذه الهرة‬
‫حول الحرب الشعبَة‪ ،‬وهذا َعكس نفوذاا لوًَّا لجهاعات الَسار الجدَد‪ ،‬وإصٗح اٖلتصاد‪.‬‬
‫وهى أهم ها حَته الجهاهَر كاى نضال الفدابََى الفلسطَنََى‪ .‬إٖ أى الناصرَة رؼم‬
‫انتصارها عسكرًَّا اضطرت‪ ،‬در اءا ٖنتفاضات أشد‪ ،‬إلً تمدَم تنازٖت هاهة‪ :‬حرَة أوسع‬
‫للصحافة‪ ،‬فتح حوار عام داخل التنظَم السَاسٍ وفٍ الجاهعات‪ ،‬ثم شكل البرلهاى لجنة‬

‫‪437‬‬
‫خاصة لهراجعة الموانَى والتشرَعات التٍ تتضهى ها َهس الحرَات السَاسَة‪ ،‬وأوصت‬
‫باِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أى َكوى للهَبات المضابَة دور بارز فٍ رلابة الهسابل التٍ تهس الناس‪.‬‬

‫‪ - 2‬الترح البعض ضرورة إلؽاء لوانَى أهى الدولة‪ ،‬بَنها الترح آخروى تعدَل المانوى‬
‫‪ 119‬لعام ‪( 1964‬انظر هاهش ‪ )123‬وتحدَد هدة اٖعتمال وتحدَد حاٖت اٖعتمال هع‬
‫كفالة حك التظلم‪.‬‬

‫‪ - 3‬تحدَد الهدة التٍ تفرض خٗلها حالة الطوارئ‪.‬‬

‫لكى لم َخل اْهر هع ذلن هى اعتمال وتعذَب بعض الشَوعََى المداهً والجدد وعدد‬
‫هى أعضاء هنظهات الشباب وؼَرهم‪.‬‬

‫وذرا للرهاد فٍ العَوى‪ ،‬لاهت الحكوهة بإنشاء لجاى للدفاع الشعبٍ وها أطلمت علَه‬
‫ًّ‬
‫لجاى الهواطنَى هى أجل الهعركة‪ ،‬ا‬
‫بدَٗ عى شعار تسلَح الشعب‪.‬‬

‫وهثلها استفادت الموي الَسارَة الشابة هى إطٗق الحرَات جزبًَّا‪ ،‬استفاد الباشوات‬
‫الجدد والمداهً أكثر‪ .‬فتم رفع العزل السَاسٍ وأفراج عى عدد هى الهعتملَى السَاسََى‬
‫دورا فٍ تموَة دعاَة هإٖء ضد‬ ‫ا‬ ‫الذَى اعتبروا َهَنََى‪ .‬ولد لعب أخواى الهسلهوى‬
‫الحكوهة‪ .‬وصارت أفكار رجال اْعهال أشد لوة داخل أجهزة السلطة أَضاا‪ ،‬فتبنً عدَد‬
‫هى كبار رجال الدولة شعار‪ :‬تصحَح اْخطاء‪ ،‬لاصدَى ضرورة تؽََر السَاسة‬
‫اٖشتراكَة وإطٗق َد المطاع الخاص‪ .‬وفٍ نفس الولت تعرض لطاع الدولة اٖلتصادٌ‬
‫للنمد الشدَد علً صفحات الجرابد‪ ،‬هى الزاوَة اٖلتصادَة‪ .‬فتم كشؾ الكثَر هى أوجه‬
‫المصور أدارٌ والفساد‪ ،‬هكذا كضربة فٍ الصهَم ْهم اْسس الهادَة لٗشتراكَة‬
‫الناصرَة‪ .‬كها تبنً اٖلتصادَوى الرسهَوى علناا الدعوة لتحرَر المطاع الخاص هى أجل‬
‫زَادة الدخل الموهٍ‪ ،‬ورفع شعار‪ :‬ضرورة إخضاع كل شٍء لنهو أنتاج‪ ،‬بها َعنٍ إنهاء‬
‫السَاسات أصٗحَة‪ .‬ولد تحمك لرجال اْعهال كثَر هى الهكاسب‪:‬‬

‫‪ - 1‬السهاح للمطاع الخاص بتصدَر كل السلع التملَدَة هنذ ‪.1968‬‬

‫‪ - 2‬السهاح له بالمَام بعهلَات استَراد هستملة‪ ،‬وهنحت لـه تسهَٗت أخري كثَرة فٍ‬
‫هذا الشؤى‪.‬‬

‫‪ - 3‬السهاح للبنون بفتح حسابات بالنمد اْجنبٍ للعاهلَى بالخارج (‪.)1968/5/8‬‬


‫‪ - 4‬السهاح لجهات أخري ؼَر البنون فٍ التعاهل فٍ النمد اْجنبٍ والشَكات‬
‫السَاحَة‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫‪ - 5‬السهاح لحابزٌ شهادات اٖستثهار الصادرة همابل أسهم بعض الشركات‬
‫باٖلتراض هى البنون التجارَة بضهاى هذه الشهادات‪.‬‬

‫‪ - 6‬التصرَح لٓفراد باستَراد سَارات الركوب‪.‬‬

‫‪ - 7‬التصرَح لٓفراد باٖستَراد بدوى تحوَل عهلة فٍ حدود ‪ 3000‬جنَه لٗستعهال‬


‫الشخصٍ (هصاعد ‪ -‬لطع ؼَار سَارات ‪ -‬آٖت زراعَة‪ ،‬وؼَرها)‪.‬‬

‫‪ - 8‬صدر لرار بتسهَل استَراد سَارات الركوب لٗستعهال الشخصٍ أو الهداَا‪.‬‬

‫‪ - 9‬خفضت التعرَفات الجهركَة علً بعض السلع اٖستهٗكَة‪ ،‬وخففت إجراءات‬


‫كثَرا‪ ،‬خاصة علً اْراضٍ التٍ خضعت ٔجراءات ”لجنة تصفَة ألطاع“‪.‬‬ ‫ا‬ ‫الحراسة‬
‫وتم أفراج عى بعض أفراد عابلة الفمٍ سابمة الذكر‪.‬‬

‫‪ - 10‬تم تخصَص ‪ %80‬هى هماعد الجهعَات التعاونَة الزراعَة لهى َهلكوى ‪10‬‬
‫بدٖ هى ‪ 5‬أفدنه فؤلل‪ ،‬بَنها حظرت عضوَتها علً اْهََى (‪ %80‬هى‬ ‫أفدنه فؤلل ا‬
‫الفٗحَى) ولد صدر هذا المرار عام ‪.1969‬‬

‫‪ - 11‬أولؾ النظر فٍ عدَد هى المضاَا التٍ رفعت علً أشخاص هتههَى بإعداد‬
‫وتنفَذ أعهال اٖنتمام هى أعضاء اٖتحاد اٖشتراكٍ‪.‬‬

‫‪ - 12‬السهاح بدخول رأس الهال اْهرَكٍ وأَطالٍ لٗستثهار فٍ لطاع البترول‬


‫بشروط أَسر هها فٍ السابك‪ .‬كذلن اشتركت هصر فٍ البنن العربٍ الفرنسٍ عام ‪1970‬‬
‫وهو هخصص لتهوَل التجارة بَى فرنسا والدول العربَة‪.‬‬

‫أها الطبمات اْدنً فلم تحصل علً هكاسب هههة علً الصعَد اٖلتصادٌ‪ ،‬باستثناء‬
‫لانوى أصٗح الزراعٍ فٍ َولَو ‪ :1968‬تخفَض الحد اْلصً للهلكَة الزراعَة إلً‬
‫‪ 50‬فداناا للفرد وهابة لٓسرة‪ ،‬ولد نفذ عام ‪ .1969‬كها أصدر لرار عام ‪ 1968‬بتؤهَم‬
‫شركات الهماوٖت بالكاهل وتجارة الجهلة‪ ،‬لم َنفذ أٌ هنهها‪ .‬وبضؽط الهثمفَى الَسارََى‬
‫بدٖ هى ‪ 25‬فداناا فؤلل‪.‬‬
‫تم تؽَر تعرَؾ الفٗح واعتباره هالن ‪ 10‬أفدنة فؤلل ا‬

‫والهعنً الجوهرٌ لهذه التنازٖت للمطاع الخاص هو صعود رجال اْعهال الناصرََى‬
‫(الساداتََى فَها بعد)‪ .‬وبوضوح أكثر تناهٍ النفوذ الهباشر ْصحاب الثروات بصفتهم‬
‫كذلن داخل جهاز السلطة وعلً حساب البَرولراطََى‪ ،‬أٌ علً حساب الناصرَة‪ ،‬خاصة‬
‫أى هذه الحرَة اٖلتصادَة لد ارتبطت بحرَتهم السَاسَة أَضاا ونهو نفوذهم فٍ البرلهاى‪،‬‬
‫الهإثر رؼم ضعفه هى الناحَة الدستورَة‪ .‬فالصراع لد أصبح واض احا بَى البَرولراطََى‬
‫الهٗن والبَرولراطََى الصرؾ‪ ،‬أو بَى الساداتََى فَها بعد والناصرََى‪ ،‬أو ها أسهاه‬
‫البعض الَهَى البَرولراطٍ والَسار البَرولراطٍ‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫وَكهى الهؽزي الجوهرٌ ٔطٗق بعض الحرَات السَاسَة فٍ تملص سلطة الناصرََى‬
‫لحساب كل الطبمات‪ ،‬وباْخص الهٗن ورجال اْعهال‪ْ ،‬نهم كانوا اْلوي سَاسًَّا‬
‫واْكثر تنظَ اها وهم الذٌ تؽلؽوا داخل أجهزة السلطة نفسها وكاى فشل الناصرَة سَاسًَّا‬
‫هتبلورا فٍ الهزَهة واْزهة اٖلتصادَة‪َ ،‬فتح الباب أهام حلول أخري وَههد‬
‫ا‬ ‫والتصادًَّا‪،‬‬
‫بموة لظهور أَدَولوجَا بدَلة‪ .‬وكاى الحل الذٌ َتزاَد لبوله علً صعَد الشارع‪ ،‬وطبعاا‬
‫علً صعَد النظام اٖجتهاعٍ وأصحابه ككل هو حل رجال اْعهال‪ :‬اٖنفتاح الهباشر علً‬
‫السوق الدولٍ‪ ،‬التسوَة هع إسرابَل‪ ،‬واللَبرالَة اٖلتصادَة‪ ،‬هع اَْدَولوجَا أسٗهَة‪.‬‬

‫وهى اْهور التٍ تستحك الرصد أى النضاٖت الشعبَة أصبحت تصب أكثر ها تصب‬
‫لصالح الطبمة الهسَطرة نفسها‪ .‬فبمدر ها عهلت هذه النضاٖت علً إضعاؾ الناصرَة‬
‫وهز لواعدها وهَبتها‪ ،‬لم تعهل علً تحوَل هذا النفوذ لصالح الجهاهَر نفسها‪ ،‬خاصة‬
‫سا هى الطبمات‬‫فعاٖ‪ .‬كها أى ‪ -‬وهذه حمَمة ذات هؽزي ‪ -‬لطاعاا هلهو ا‬ ‫أنها لم تشكل حزباا ا‬
‫اْدنً أصبح َهَل هزاجًَّا إلً شعارات رجال اْعهال‪ ،‬عكس الحال فٍ الفترة السابمة‬
‫علً انمٗب ‪ 1952‬التٍ شهدت نهو حركة جهاهَرَة هستملة عى أحزاب النظام‪ .‬فكاى‬
‫هذا التؽَر ضهى أهم ”هنجزات“ الناصرَة نفسها‪ .‬إذ أعادت لطاعات عرَضة هى الشعب‬
‫‪ -‬لصداا وعهداا ‪ -‬إلً أحضاى النظام اٖجتهاعٍ‪ ،‬ذلن الذٌ كانت هٍ نفسه‪ ،‬أٌ الناصرَة‪،‬‬
‫هثٗ أنه حتً لضَة الصراع ضد إسرابَل لم تطرح هى‬ ‫ابنته ؼَر الشرعَة‪ .‬وهى الهٗحظ ا‬
‫سا فٍ هسؤلة أراضٍ ‪ ،1967‬وخاصة‬ ‫لبل الَسار الرادَكالٍ طر احا رادَكالًَّا وتبلورت أسا ا‬
‫أى الهزَهة العسكرَة كانت لاسَة جدًّا‪ .‬كها نجحت الدعاَة الرسهَة إلً حد هلهوس فٍ‬
‫توجَه وعٍ الجهاهَر هذه الوجهة‪ .‬ولم َتؤخر الَسار الرسهٍ والسرٌ عى السَر فٍ‬
‫نفس الوجهة‪ .‬فالحرب والسٗم راحا َتوجهاى هنذ ‪ 1967‬نحو استعادة اْرض وإزالة‬
‫أثار العدواى‪ ٖ ،‬أكثر‪ .‬ورؼم ذلن فمد شكلت تلن الهسؤلة ضؽ اطا بالؽاا علً الناصرَة‪،‬‬
‫خاصة أى إسرابَل لم تستجب لهبادرات التسوَة السلهَة‪ ،‬دافعة إَاها إلً أعداد النشط‬
‫للحرب‪ .‬وكاى فشل الهحاوٖت السلهَة الهتوالَة َإدٌ إلً إثارة الطٗب ودفعهم إلً رفع‬
‫شعارات وطنَة هتطرفة‪ ،‬هطالبَى السلطة بالمتال‪ ،‬كهخرج وحَد هى آثار الهزَهة ولد دفع‬
‫ذلن‪ ،‬بأضافة إلً نهو دور الهنظهات الفلسطَنَة‪ ،‬السلطة الناصرَة‪ ،‬إلً شى ها عرؾ‬
‫بحرب اٖستنزاؾ التٍ تحممت خٗلها بعض اٖنتصارات علً العدو‪ ،‬هع هزابم عدَدة‬
‫بالطبع‪ .‬بل لمد بات هجرد لَام الجَش بشى هجهات علً العدو بؽض النظر علً نتابجها‬
‫َعد هى لبَل الجهاهَر بهثابة نصر‪.‬‬

‫ورؼم انتشار نزعة َج ْلد الذات ارتفعت دلات طبول الحرب وسط الطٗب‪ ،‬بدافع الَؤس‬
‫أكثر هها كاى بدافع اْهل‪ ،‬بل إى لَام الهظاهرات بهناسبة اٖحتفاء بدفى جثث لتلً‬
‫الهعارن كانت هناسبات ٖنطٗق ذلن الشعار الهخَؾ للناصرَى‪ :‬الحرب الشعبَة وتسلَح‬
‫الشعب(‪ .)751‬وهى أكبر هذه الهظاهرات جنازة عبد الهنعم رَاض‪ ،‬ربَس اْركاى‪ ،‬ولد‬

‫(‪ )751‬طرح هذا الشعار هى لبل جهاعات الَسار‪ ،‬ولكى بهفهوم تمنٍ‪ ،‬بهعنً حرب العصابات والهَلَشَات الشعبَة‪ ،‬وهو‬
‫هفهوم َختلؾ عى الهعنً السَاسٍ الذٌ استخدم به هذا الشعار فٍ فَتنام ا‬
‫هثٗ‪ ،‬بهعنً تعببة كل أهكانَات وإشران كل‬
‫الجهاهَر فٍ النضال بهختلؾ اْشكال العسكرَة والسَاسَة واٖلتصادَة‪ ،‬بهعنً هحورة كل نشاط الجهاهَر حول لضَة‬
‫‪440‬‬
‫وصفها رادَو اسرابَل كاِتٍ‪” :‬انملبت جنازة عبد الهنعم رَاض ربَس أركاى الجَش‬
‫الهصرٌ إلً هظاهرة كراهَة ضد إسرابَل‪ ،‬وذلن حتً سار هبات اْلوؾ هى الهصرََى‬
‫فٍ للب الماهرة َهتفوى باٖنتمام‪ ،‬ولد ذهبت أدراج الرَاح جهَع جهود سلطات اْهى‬
‫ٔحٗل النظام فٍ الجنازة واخترلت الجهاهَر صفوؾ الشرطة العسكرَة هرة بعد أخري‪.‬‬
‫وسار عبد الناصر فٍ همدهة الجنازة وبجانبه المَادة العلَا بجَش هصر‪ ،‬وه ّثل الدول‬
‫العربَة كل رإساء أركاى جَش اْردى والعراق وسورَا‪ ..‬وبعد اٖحتفال الدَنٍ الذٌ ألَم‬
‫لرَاض بالماهرة‪ ،‬استهر اِٖؾ فٍ التظاهر فٍ الشوارع والهتاؾ‪ :‬جهال‪ ..‬جهال‪ ..‬أعطنا‬
‫السٗح‪ ..‬نرَد الذهاب إلً المناة“(‪.)752‬‬

‫وفٍ نهاَة حرب اٖستنزاؾ لَ ِبل عبد الناصر كها هو هعروؾ هبادرة روجرز الشهَرة‪،‬‬
‫دوى أى َحتج الطٗب‪ ،‬ولكنها أثارت هوجة استَاء جدَدة فٍ العالم العربٍ ضد‬
‫الناصرَة‪ ،‬وربها كاى هذا نفسه ضهى أهداؾ الوَٖات الهتحدة هى طرح الهبادرة(‪.)753‬‬
‫ا‬
‫تنازٖ أخر بالػ الدٖلة‪ ،‬إذ صرح الهلن حسَى بؤنه َتحدث باسم‬ ‫لبل ذلن لدم عبد الناصر‬
‫عبد الناصر واعداا إسرابَل بالهرور فٍ لناة السوَس‪ ،‬وذلن فٍ حالة إزالة آثار العدواى‬
‫(صدر هذا التصرَح فٍ هنتصؾ ‪ .)1969‬وصرح وزَر الخارجَة بنفس الشٍء(‪.)754‬‬
‫وهى اْهور الجدَرة بالهٗحظة أى الجهاهَر فٍ هصر لم تمم باحتجاج َذكر فٍ هواجهة‬
‫لبول لرار ‪ 242‬لهجلس اْهى وٖ لمبول هبادرة روجرز وٖ لهشروع السادات عام‬
‫‪ ،1971‬وٖ ٌْ خطوة ”سٗهَة“ بها فٍ ذلن اتفاق كاهب دَفَد فٍ ‪ .1979‬وهذا أهر‬
‫لـه دٖلته إذا ُربِط بموة الهظاهرات الوطنَة الهنادَة بالحرب فٍ ‪ .1973-68‬فالهظاهرات‬
‫الوطنَة كانت تخفٍ وراءها هشاعر أحباط والَؤس‪ ،‬وكانت تعبر عى الؽضب علً النظام‬
‫اٖجتهاعٍ برهته دوى وجود تصور واضح عى بدَل أفضل‪ .‬فاٖستَاء كاى هوج اها أكثر‬
‫لتاٖ لمضَة احتٗل اْرض‪ ،‬بدلَل أنه‬ ‫ضد عجز السلطة عى إَجاد حل‪ ،‬سواء سل اها أم ا‬
‫بهجرد تولؾ الهدافع فٍ أكتوبر ‪ 1973‬دوى نصر حمَمٍ ظهر هدي التحول الحمَمٍ فٍ‬
‫هشاعر الجهاهَر التٍ باتت فٍ هجهوعها أكثر هحافظة إلً هذا الحد أو ذان‪.‬‬

‫الباب الثانٍ‪ :‬انمٗب السادات‪:‬‬


‫َهكننا إعادة إَجاز ها سبك فٍ هذا المسم كاِتٍ‪:‬‬

‫‪ - 1‬حدث اندهاج تدرَجٍ بَى رجال الدولة ورجال اْعهال داخل السلطة الناصرَة‪،‬‬
‫كها ظهر ونها اتجاه هعا ٍد للسَاسات اٖشتراكَة داخل السلطة كنتَجة لذلن‪.‬‬

‫التحرر الوطنٍ‪ .‬وهع ذلن كاى شعار الحرب الشعبَة بهعناه التمنٍ هخَفاا للسلطة الناصرَة‪ْ ،‬نه كاى َتضهى هباشرة‬
‫تدرَب وتسلَح الجهاهَر‪.‬‬
‫(‪ )752‬لطفٍ الخولٍ‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.391‬‬
‫(‪ )753‬انظر فٍ ذلن‪ :‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫(‪ )754‬هذكرات هحهود رَاض‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪441‬‬
‫‪ - 2‬عاد الصراع اٖجتهاعٍ َحتدم هنذ هنتصؾ الستَنات‪ ،‬واشتد بعد هزَهة ‪،1967‬‬
‫ولكى علً أرضَة الطبمة الهسَطرة‪ ،‬فٍ حدود نظاهها اٖجتهاعٍ‪.‬‬

‫‪ - 3‬بدأت الناصرَة تفمد نفوذها فعلًَّا فٍ العالم العربٍ بعد هزَهة ‪.1967‬‬

‫‪ - 4‬الناصرَة تضعؾ تحت تؤثَر فشلها وعجزها عى تحمَك نجاحات جدَدة‪ ،‬سواء فٍ‬
‫الداخل أو فٍ الخارج‪ ،‬وفالت الهزَهة العسكرَة هى هذا الفشل‪ ،‬هها اضطرها لتمدَم‬
‫تنازٖت هاهة لهختلؾ الطبمات اٖجتهاعَة‪ ،‬وباْخص للطبمة الهسَطرة الجدَدة‪.‬‬

‫‪ - 5‬والخٗصة أى الناصرَة لد فمدت فٍ نظر كل الطبمات هبرر وجودها‪ ،‬وبمَت فٍ‬


‫َدَها آخر ورلة‪ ،‬هٍ شخص عبد الناصر الذٌ جسد تارَخ شعاراتها وسَاستها‬
‫أصٗحَة‪ ،‬رؼم أنه كاى َتمهمر بسرعة حتً هنذ ها لبل َونَو ‪.1967‬‬

‫كثَرا هى هعدل انهَار سلطة البَرولراطَة‪ ،‬إذ كاى‬


‫ا‬ ‫ولكى جاء هوت عبد الناصر لَسرع‬
‫‪ -‬كشخص ‪َ -‬عد هى لبَل الجهاهَر وبفضل دعاَة النظام نفسها الهسإول عى كافة ها‬
‫هسإوٖ عى أوجه الضعؾ والفشل‪ ،‬ولد ساههت‬ ‫ا‬ ‫اعتبر إنجازات للنظام دوى أى َعد‬
‫شخصَته فٍ رسم هذه الصورة‪ .‬فكاى هوته َعادل نهاَة نظاهه‪ ،‬وذلن هى وجهة نظر‬
‫جهاهَر تربت سَاسًَّا فٍ هدرسة الدعاَة الرسهَة‪ .‬ولد سهل وجود شخصَة السادات‬
‫كنابب له عهلَة اٖنتمال إلً الهرحلة التالَة‪ :‬الساداتَة‪.‬‬

‫لمد شهدت السلطة نوعَى هى التؽَرات‪:‬‬

‫أولها‪ :‬هو تؽَر سَاساتها وشعاراتها‪ ،‬تحت ضؽط الفشل اٖلتصادٌ والهزَهة‬
‫العسكرَة‪ :‬التخلٍ عى اٖشتراكَة‪ ،‬اٖتجاه نحو التحالؾ سَاسًَّا هع الؽرب‪ ،‬التهادى هع‬
‫اْنظهة العربَة الهحافظة وهع إسرابَل‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وثانَها‪ :‬هو التؽَر فٍ تركَب الموي الحاكهة نفسها‪ ،‬فاٖرتباط الهتزاَد بَى رجال‬
‫الدولة ورجال اْعهال‪ ،‬الذٌ َتضهى طبعاا تحول كل هنهم إلً اِخر‪ ،‬كاى َتم بالطبع‬
‫لحساب الباشوات الجدد والمداهً وعلً حساب سلطة البَرولراطَة‪.‬‬

‫وبعد هوت عبد الناصر‪ ،‬ظل فٍ السلطة هى الناصرََى‪ ،‬أو الَسار الناصرٌ عدة فبات‬
‫هى الناس‪ :‬كثَر هى المَادات العلَا والتٍ لم تندهج أبداا هع رجال اْعهال‪ ،‬والعناصر التٍ‬
‫لم تستطع بحكم طبَعة عهلها أى تحمك الشٍء نفسه‪ ،‬وهإٖء الذَى َتحركوى هى هنطلك‬
‫وأخَرا أولبن الذَى اعتمدوا أى الناصرَة كفكر كانت ٖ تزال‬‫ا‬ ‫الفكر الناصرٌ فحسب‪،‬‬
‫تتهتع بشعبَة هطلمة‪ .‬ولم تتهتع هذه الفبة الناصرَة بعد هوت عبد الناصر باحترام خاص‬
‫وسط الجهاهَر‪ ،‬ذلن أى هساوبها كانت هعروفة‪ :‬المهع ‪ -‬التعذَب ‪ -‬الدَهاجوجَة‪ ..‬كها لم‬
‫تكى تتهَز بوضوح عى الهجهوعات اْخري الهشاركة فٍ السلطة‪ :‬اْولَجاركَة الجدَدة‬
‫أو الَهَى الناصرٌ‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫***************************‬

‫سا‬
‫وفك هوازَى الموي داخل النخبة الحاكهة‪ ،‬جاء السادات بعد وفاة عبد الناصر ربَ ا‬
‫كثَرا نفوذ الناصرََى‪ ،‬أو الَسار الناصرٌ فٍ‬ ‫ا‬ ‫للدولة(‪ .)755‬وهى هذه اللحظة تملص‬
‫السلطة‪ .‬فرؼم أى السادات لم َكى حتً تلن اللحظة َهثل كتلة هعَنة فٍ السلطة‪ ،‬فإى‬
‫سا للدولة‪ .‬ولم َكى هعروفاا عى‬
‫ضعفه هذا كاى هو هصدر لوته اْساسٍ لدي اختَاره ربَ ا‬
‫سا‪ ،‬لرر بالتدرَج أى‬
‫السادات تبنَه لوجهة نظر خاصة هى لبل‪ ،‬إٖ أنه‪ ،‬بعد ”انتخابه“ ربَ ا‬
‫َنضم إلً الطرؾ الذٌ َحفظ له كرسٍ العرش‪ ،‬أٌ إلً الَهَى‪ .‬ففٍ الههارسة‪ ،‬أصبح‬
‫علً السادات أى َتخذ المرارات التٍ تـناسب هصالح النظام ككل‪ ،‬وبَنها راح الناصرَوى‬
‫سا هإلتاا ‪َ -‬مترحوى هى السَاسات ها َحفظ لهم‬ ‫‪ -‬هعتمدَى أى السادات سَكوى ربَ ا‬
‫سلطتهم الهتهاوَة‪ .‬وكاى السادات‪ ،‬هستنداا إلً الَهَى‪ ،‬فٍ هولؾ ألوي بالطبع ْنه اْكثر‬
‫”والعَة“ أواْكثر اتسالاا هع التوازنات اٖجتهاعَة ‪ -‬السَاسَة الجدَدة‪ .‬ولد ظهرت بَى‬
‫الطرفَى‪ :‬الناصرََى والسادات الخٗفات التالَة‪:‬‬

‫هنتصرا لرأَه‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ - 1‬خٗؾ حول تعََى ربَس الوزراء‪ :‬عَى السادات هحهود فوزٌ‬
‫ا‬
‫كاهٗ وٖلً‬ ‫انتصارا‬
‫ا‬ ‫‪ - 2‬خٗؾ حول هعدل عهلَة رفع الحراسات‪ ،‬وحمك السادات‬
‫تؤََداا واسعاا داخل أجهزة الدولة‪ ،‬ورفعت الحراسات بسرعة‪.‬‬

‫‪ - 3‬خٗؾ حول هد فترة ولؾ إطٗق النار وف اما لهشروع روجرز‪ ،‬وانتصر رأٌ‬
‫الناصرََى‪ ،‬فتم إلؽاء ولؾ إطٗق النار نظرًَّا بَنها لم َستؤنؾ السادات المتال فعلًَّا‪.‬‬

‫‪ - 4‬خٗؾ حول هبادرة السادات فٍ ‪ ،1971‬والتٍ تهاثل تمرَباا هشروع داَاى(‪.)756‬‬

‫‪ - 5‬وجاء الخٗؾ الحاسم بصدد هشروع الوحدة هع لَبَا‪ ،‬إذ رفض الناصرَوى هذا‬
‫الهشروع خوفاا هى أى تإدٌ إعادة بناء هإسسات الدولة إلً استبعادهم‪ ،‬بَنها أصر علَه‬
‫السادات للؽرض نفسه‪ ،‬خاصة أى الناصرََى كانوا َرتبوى ا‬
‫فعٗ ٔزاحته‪.‬‬

‫ولد استؽل السادات‪ ،‬بناء علً نصَحة دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬وهنذ خطابة فٍ ‪ 16‬هاَو‬
‫‪ 1971‬التراث المهعٍ للنظام فٍ التشهَر بالنخبة الناصرَة وفضحها‪ ،‬فشجع أجهزة‬
‫هبشرا بحَاة دَ ُهمراطَة حمَمَة (وهى َستطَع‬
‫ا‬ ‫أعٗم علً ههاجهة الدَكتاتورَة والمهع‪،‬‬
‫أى َعترض!)‪ .‬وهكذا كانت الساداتَة الهوجودة ‪ -‬بالموة ‪ -‬تلتمٍ هع رجل لَ ِبل أى َعطَها‬
‫اسهه وهو فٍ أعلً هناصب الدولة وَتهَز بمدرات انتهازَة خارلة كها أنه ؼَر هلوث –‬
‫تمرَباا ‪ -‬بتارَخ ههارسة المهع واتخاذ لرارات لاسَة‪ ،‬بل كاى ‪ -‬تمرَباا ‪ -‬صدَك الجهَع‪،‬‬

‫(‪ )755‬انظر بهذا الصدد التفاصَل فٍ‪ :‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬خرَؾ الؽضب‪ ،‬الفصل الرابع‪.‬‬
‫)‪ (756‬تشهل الهبادرة انسحاب إسرابَل هى شرق لناة السوَس وجعل تلن هنطمة هنزوعة السٗح‪ ،‬وتخفؾ هصر هى‬
‫تواجد لواتها ؼرب المناة ثم تموم بافتتاح لناة السوَس للهٗحة البحرَة خٗل ستة أشهر‪ .‬ولد رحب اْهرَكَوى وبعض‬
‫الهسإولَى فٍ إسرابَل بالهبادرة لكى ربَس وزراء إسرابَل (جولدا هابَر) رفضها تها اها‪.‬‬
‫‪443‬‬
‫حتً عبد الناصر نفسه‪ .‬لهذا كانت هَزة الساداتَة حتً ذلن الحَى أنها تستطَع أى تتبنً‬
‫تراث الناصرَة أصٗحٍ دوى أى تتوانً عى إدانة تراثها البولَسٍ‪ ،‬وحَث إى‬
‫الناصرََى كانوا َحتلوى الهناصب العلَا‪ ،‬فمد حهلوا ‪ -‬وبالحك ‪ -‬كافة اْوزار‪ ،‬بَنها لم‬
‫َجنوا ثهار الهزاَا التٍ حهلت فٍ وعٍ الجهاهَر اسم عبد الناصر وحده‪ ،‬والذٌ هات‪.‬‬

‫كاى الخٗؾ الحمَمٍ بَى السادات ‪ -‬هعتهداا علً رجال اْعهال البَرولراطََى ‪-‬‬
‫والناصرََى َتركز حول هى َهسن بالسلطة‪ .‬فكاى الناصرَوى َدافعوى عى استهرار‬
‫سلطتهم وعى هنطمهم فٍ إدارة البٗد‪ :‬لهع الهجتهع سَاسًَّا‪ ،‬رفع الشعارات الناصرَة‬
‫الدَهاجوجَة‪ ،‬بَنها كاى أبناء الَهَى البَرولراطٍ َرَدوى التحمك كطبمة هسَطرة‪ ،‬أٌ أى‬
‫تحكم بشكل هباشر‪ .‬ولد تصور الناصرَوى خطؤ أى اْفكار الناصرَة كانت ٖ تزال فٍ‬
‫هرحلة الشباب‪ ،‬بَنها كانت السلطة ككل تتجه هنذ أواسط الستَنات تدرَجًَّا إلً تحمَك‬
‫الهصالح الهباشرة لرجال اْعهال البَرولراطََى‪ .‬تلن السلطة التٍ ولؾ علً رأسها حتً‬
‫‪ 1970‬جهال عبد الناصر وتٗهَذه الهخلصوى الذَى لم َع بعضهم هذه الحمَمة بالمدر‬
‫الكافٍ‪ ،‬وأصر علً اٖستهرار فٍ رفع الشعارات الهتجاوزة ٔهكانَات النظام‪ ،‬حتً بعد أى‬
‫انكشفت هذه الحمَمة تها اها أهام الشعب‪ .‬بَنها تحول آخروى‪ ،‬وهنهم السادات‪ ،‬إلً التعاوى‬
‫هع والعهل بهنطك رجال اْعهال‪.‬‬

‫ولد استطاع السادات‪ ،‬بكل َسر‪ ،‬أى َزَح الهجهوعة الناصرَة بؽَر احتجاج جهاهَرٌ‬
‫َذكر‪ ،‬بل وحصل إلً حد كبَر جدًّا علً تؤََد الَسار الهاركسٍ هإلتاا والتَارات أسٗهَة‬
‫الناشبة بفضل ذلن اٖنمٗب بالذات‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬الساداتَة والناصرَة‪:‬‬


‫َعنٍ سموط الناصرَة بالدرجة اْولً نهاَة حكم النخبة البَرولراطَة فٍ هصر‪ ،‬هذا‬
‫هى حَث هضهونه العهَك‪ .‬إٖ أى هذه العهلَة كانت فاتحة انهَار عام وشاهل للتَارات‬
‫الموهَة فٍ العالم العربٍ التٍ طحنتها الناصرَة هى لبل وأعادت تفصَلها علً هماسها‪.‬‬

‫ولد استطاعت الناصرَة أى تلحك هزابم هرَرة بالتَارات الَسارَة والموهَة‬


‫الرادَكالَة فٍ عهوم البلداى العربَة‪ :‬الشَوعَة ‪ -‬حزب البعث‪ ..‬بأضافة طبعاا إلً‬
‫أخواى الهسلهَى‪ ،‬أها الساداتَة فمد استطاعت أى تلحك هزَهة أفدح بالناصرَة وحلفابها‬
‫هى جهاعات أنتلَجَنسَا الَسارَة‪ ،‬فاتحة عصر انهَار شاهل وسرَع للنخبة العربَة‬
‫الهثمفة التٍ كانت فٍ هجهلها لد صارت ناصرَة إلً هذا الحد أو ذان‪ .‬وبَنها جاءت‬
‫الناصرَة كنتَجة لعجز كل الموي السَاسَة الهصرَة عى التحمك (بالهعنً الفلسفٍ‬
‫للكلهة)‪ ،‬جاءت الساداتَة كهجرد نتاج لعجز الناصرَة نفسها‪.‬‬
‫ولذلن تشترن الساداتَة هع حركة الثورة العربَة فٍ عدد هى الجوانب‪ :‬فهٍ ا‬
‫أوٖ‬
‫رادَكالَة وسافرة‪ ،‬ولكى فٍ عدابها للَسار‪ .‬كها أنها ثانَاا تعبر عى لوي اجتهاعَة‬
‫واضحة فٍ أعٗى عى نفسها إلً حد بعَد‪ .‬كذلن وهذا ثالثاا‪ ،‬تعبر الساداتَة عى هصالح‬

‫‪444‬‬
‫هباشرا‪ .‬وفٍ كل هذه الجوانب تختلؾ الناصرَة عى‬
‫ا‬ ‫تعبَرا‬
‫ا‬ ‫الفبات اٖجتهاعَة التٍ تهثلها‬
‫الساداتَة تها اها‪.‬‬

‫لمد تمهصت الناصرَة أفكار الثورة العربَة بعد تحوَرها‪ ،‬إٖ أنها حتً كفكر لد تضهنت‬
‫الساداتَة بالموة‪ .‬وٖشن أى الناصرَة لد هثلت فٍ الهدي الطوَل هصالح الطبمة‬
‫الهسَطرة‪ .‬إٖ أننا نتكلم اِى عنها كهفهوم‪ ،‬فهٍ علً العهوم تهثل حكم بَرولراطَة تلن‬
‫سا هتَناا جدًّا للساداتَة التٍ تلتها‪ .‬إٖ أى‬
‫الطبمة‪ ،‬أٌ تنتهٍ إلَها فٍ النهاَة‪ .‬وَعد هذا أسا ا‬
‫الجانب الذٌ نركز علَه اِى هو أنها تضهنت السادتَة داخل فكرها ذاته‪ .‬فمد حاولت‬
‫الناصرَة نفٍ هضهوى فكر الثورة العربَة هع اتخاذ شكله صورة لها‪ .‬فإذا هددنا هذا‬
‫الخط علً استماهته‪ ،‬أواذا أعدنا ضبط هذه الحركة لظهرت الساداتَة كثورة تصحَح ‪-‬‬
‫بالهعنً الهجازٌ ‪ -‬داخل البَت الناصرٌ ذاته‪ .‬فالساداتَة فٍ جوهرها لد هثلت الحكم‬
‫الهباشر لرجال اْعهال ‪ -‬رجال الدولة‪ ،‬وفكرتها الههَزة هٍ أعٗى الصرَح عى هذه‬
‫هباشرا‪ .‬فالناصرَة‪،‬‬
‫ا‬ ‫الحمَمة‪ ،‬وها فرض علَها هذا سوي أى حكم رجال اْعهال لد أصبح‬
‫طا بَى الطبمة الهسَطرة ونظاهها اٖجتهاعٍ‪.‬‬ ‫هى حَث هٍ نظام سَاسٍ‪ ،‬كانت توس ا‬

‫والسادتَة لم تظهر صراحةا فٍ هاَو ‪ ،1971‬بل هنذ بداَة انهَار الناصرَة‪ ،‬هنذ‬
‫أواسط الستَنات‪ ،‬خاصة بعد هزَهة ‪.1967‬‬

‫ولد تهثل أعٗى عى الحكم الهباشر لرجال اْعهال البَرولراطََى فٍ أنهاء‬


‫التدرَجٍ للتنالض الناصرٌ بَى هضهوى وشكل أَدَولوجَة النظام‪ ،‬وتهثل هذا هباشرة‬
‫فَها َلٍ‪- :‬‬

‫‪ - 1‬هبوط ثم اختفاء الشعارات الموهَة الهتطرفة وسَادة شعار ”وحدة الصؾ العربٍ“‬
‫ونهو فكرة أللَهَة الهصرَة هى جدَد‪ .‬تلن الفكرة الهعبرة بشكل خالص عى الطبمة‬
‫الهسَطرة فٍ هصر الهعاصرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬انتشار الفكر الدَنٍ الهحافظ والهكتظ بالخرافات‪ ،‬واتجاه السلطة بشكل هتزاَد إلً‬
‫اٖعتهاد علً الدَى‪ .‬ولد اتجهت سلطة السادات فَها بعد إلً تموَة التَارات أسٗهَة‪،‬‬
‫وهناهضة العمٗنَة وحتً اْفكار العلهانَة الهعتدلة ذات الصبؽة الناصرَة‪ ،‬وإعٗى لَام‬
‫دولة العلم وأَهاى بمَادة ”الربَس الهإهى“ دمحم أنور السادات‪.‬‬

‫‪ - 3‬خفت بالتدرَج حدة الدعاَة الهعادَة للصهَونَة واٖستعهار‪ ،‬فتملصت هساعدات‬


‫الناصرَة لحركات التحرر الوطنٍ الهعتدلة وحتً حركات هناهضة العنصرَة فٍ‬
‫أفرَمَا(‪ .)757‬وبالتدرَج راح عبد الناصر َعهل علً تحََد أهرَكا فٍ الشرق اْوسط‬
‫(خطة حسنَى هَكل)‪ ،‬وتبعه السادات فٍ هذا اْهر‪ .‬وفٍ النهاَة أصبحت الوَٖات‬
‫الهتحدة هٍ الصدَك اْكبر لهصر الساداتَة‪.‬‬

‫(‪ )757‬ارجع إلً‪ :‬أحهد َوسؾ المرعٍ‪ ،‬ثورة ‪َ 23‬ولَو وتصفَة اٖستعهار فٍ أفرَمَا (‪ ،)1967-1952‬ص ‪.58‬‬
‫‪445‬‬
‫إذى أعلنت الساداتَة عى نفسها باعتبارها الحكم الهباشر للهلَونَرات هى أصناؾ‬
‫هعَنة‪ :‬تجار هى كل صنؾ‪ ،‬وتجار هخدرات ‪ -‬هماولَى ‪ -‬سهاسرة ‪ -‬تجار السوق السوداء‬
‫‪ -‬هضاربَى ‪ -‬تجار عهلة ‪ -‬كبار الهٗن العمارََى‪ ،‬وؼَرهم ههى أسهتهم الصحافة ولتها‬
‫بالمطط السهاى‪ ،‬الهرتبطَى بعٗلة وطَدة هع كبار البَرولراطََى أو كانوا هم أنفسهم‬
‫بَرولراطََى‪ .‬ولد حددت أفكارها بوضوح هلخصة فٍ سَاسة اٖنفتاح خارجًَّا‬
‫وداخلًَّا(‪ )758‬هنذ سبتهبر ‪ 1971‬بمانوى اٖستثهارات العربَة واْجنبَة(‪ ،)759‬وها تبعها‬
‫ا‬
‫وبدٖ‬ ‫هى إعٗى الحرب الهمدسة ضد الفكر الَسارٌ والعلهانٍ‪ ،‬بل ضد العمٗنَة عهو اها‪.‬‬
‫هى سَاسة الناصرَة فٍ رشوة أنتلَجَنسَا ذهبت الساداتَة العكس‪ ،‬حَث سحمتها‬
‫وتعبَرا عى ظهور ونهو اْؼنَاء‬‫ا‬ ‫وعاهلتها باحتمار هحدث النعهة‪ ،‬بدافع سَاسٍ هى جهة‬
‫هى أصول اجتهاعَة رثة هى جهة أخري‪ .‬هكذا أفسحت الطرَك أهام الرجعَة الهباشرة‬
‫والهفضوحة‪ .‬ولد أزَلت كل السواتر الهعنوَة والهادَة أهام نهب رجال اْعهال‬
‫الطفَلََى‪ .‬إٖ أنها لم تفتح الباب تها اها أهام هجهوعات هعَنة هى رجال اْعهال‪ ،‬خاصة‬
‫هى المداهً الذَى لم َتحولوا فٍ ظل الناصرَة إلً رجال دولة‪ ،‬أو لم َمَهوا عٗلات‬
‫حهَهة هع رجال النخبة الناصرَة‪ ،‬ولد تهثلوا بعد ذلن فٍ حزب ”الوفد الجدَد“‪.‬‬

‫والتشخَص النهابٍ لسموط الناصرَة هو تحول الثورة الهضادة هى حالة همنعة إلً‬
‫حالتها السافرة‪ .‬وبهذا تكوى الناصرَة لد استنفذت تها اها‪ .‬ولهذا بالذات تعد الساداتَة‬
‫جوهرة الناصرَة الهكنونة‪ .‬ولد كانت هذه الجوهرة هوجودة داخل الناصرَة هنذ لحظة‬
‫هَٗدها‪ ،‬حَث كانت ‪ -‬بجانب أنها طرحت نفسها كبدَل صرَح للثورة وبدَل همنع للثورة‬
‫الهضادة ‪ -‬ثورة هضادة حمَمَة‪ ،‬أزالت كل عناصر ولوي الثورة الشعبَة بعد انمٗبها فٍ‬
‫‪ 1952‬بالعنؾ الهباشر وبالتروَض هعاا‪ ،‬وكانت واضحة للؽاَة فٍ عدابها ٌْ حركة‬
‫ا‬
‫كاهٗ‪ ،‬ولكنها كانت تتحلً‬ ‫شعبَة‪ .‬وفٍ الحمَمة لم َكى تنالض هضهونها هع شكلها‬
‫بالكثَر هى الهاكَاج والرتوش‪ ،‬الهصنوعة هى هواد هكلفة‪.‬‬

‫وحَث إى صعودها‪ ،‬أٌ الناصرَة‪ ،‬كاى هترت ابا علً توازى الموي اٖجتهاعَة سَاسًَّا‪،‬‬
‫لم َكى إذى َعبر عى لوتها كذات‪ ،‬بل عى هحصلة ضعؾ اِخرَى‪ .‬لذلن أصبح النظام‬
‫اٖجتهاعٍ َسَر بهإخرته‪ ،‬ولد عاد بسموط الناصرَة َسَر سَرته العادَة‪ ،‬أٌ الهنسجهة‬
‫هع طبَعته الخاصة‪.‬‬

‫أخَرا إلً هؽزي الساداتَة‪:‬‬


‫ا‬ ‫ونؤتٍ‬
‫الساداتَة هى حَث الجوهر كانت بهثابة صلح بَى الطبمة الهسَطرة وأداتها هى النخبة‬
‫البَرولراطَة‪ .‬وبنفس المدر كانت صل احا بَى هضهوى وشكل اَْدَولوجَا الرسهَة‪.‬‬

‫(‪ )758‬هارست الناصرَة هذه السَاسة نفسها بعد انمٗب ‪ 1952‬هباشرة ولكى فٍ ترابط وثَك هع عهلَة أكبر‪ ،‬هٍ‬
‫إحكام سَطرة البَرولراطَة علً السلطة ولهع رجال اْعهال سَاسًَّا‪ ،‬والتصادًَّا أَضاا حَى لزم اْهر‪ ،‬بَنها راحت‬
‫سا هى سَاستها اٖشتراكَة‪.‬‬
‫تطبمها هى جدَد تدرَجًَّا هنذ أواسط الستَنات َؤ ا‬
‫(‪ )759‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬الهرجع السابك‪ ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫‪446‬‬
‫فالناصرَة لم تهح هى الوجود‪ ،‬بل تم تجاوزها‪ ،‬بالهعنً الهَجلٍ للكلهة‪ .‬فمبل ‪،1952‬‬
‫كانت الطبمة الهسَطرة تحكم سلطة الدولة‪ ،‬أها بعد انمٗب َولَو فمد أصبح رجال الدولة‬
‫َحكهوى الهجتهع كله وضهنه الطبمة الهسَطرة‪ .‬ولكى هنذ هاَو ‪ ،1971‬صار رجال‬
‫الدولة وأؼلب رجال الطبمة الهسَطرة شَب اا واحداا‪ .‬فمد زال ذلن التهاَز‪ ،‬ؼَر الكاهل هع‬
‫ذلن‪ ،‬بَى رجل الدولة ورجل اْعهال‪ ،‬وتهت تصفَة البونابرتََى لصالح اْولَجاركَة‬
‫الساداتَة بٗ هوادة‪ .‬وبذلن انتفً كل هبرر لطرح أَدَولوجَة ثوروَة لتؽطَة النخبة‬
‫الهحافظة الحاكهة‪ .‬فبعد َولَو ‪ 1952‬كاى هى الضرورٌ أى َمدم النظام أَدَولوجَا تهثل‬
‫حٗ وس اطا بَى الثورة والثورة الهضادة‪ ،‬أها بعد هاَو ‪ ،1971‬فلم َعد هذا اْهر ضرور ًَّا‪،‬‬
‫ًّ‬
‫بعد أى نجحت الثورة الهضادة فٍ التخلص هى شبح الحركة الشعبَة الهستملة‬
‫والرادَكالَة‪.‬‬

‫وفٍ الحمَمة ٖ َنفٍ سموط الناصرَة‪ ،‬أو صَرورتها إلً ساداتَة‪ ،‬أنها حممت الكثَر‬
‫للطبمة الهسَطرة فٍ الهدي البعَد‪ .‬إذ استطاعت إعادة الجهاهَر إلً حظَرة النظام‬
‫اٖجتهاعٍ‪ ،‬هها كلؾ حركة الثورة العربَة ؼالَاا‪ ،‬رؼم ها ألماه ذلن علً عاتك الطبمة‬
‫الهسَطرة هى أعباء ثمَلة‪ .‬إذ تهت التضحَة بكتل عدَدة هى رجال اْعهال‬
‫واْرستمراطَة الزراعَة‪ ،‬كها تحممت درجة عالَة هى الركود اٖلتصادٌ‪ ،‬وتسببت‬
‫الهؽاهرات الخارجَة فٍ خسابر فادحة أخري‪ ،‬ولكى همابل هكسب استراتَجٍ هابل‬
‫للنظام‪.‬‬

‫لمد عبرت الناصرَة عى شرخ عهَك داخل النظام اٖجتهاعٍ‪ :‬بَى الطبمة الهسَطرة‬
‫ونظاهها‪ ،‬بَى النظام اٖجتهاعٍ والنظام السَاسٍ‪ ،‬بَى اٖلتصاد والسَاسة‪ .‬ولد عبرت‬
‫الساداتَة عى عودة النظام لٗنسجام هع ذاته‪ ،‬فمد استعادت الثورة الهضادة ثوبها‬
‫الحمَمٍ بٗ خجل‪ ،‬إذ لم تعد بحاجة إلً برلع الفكر الناصرٌ‪ .‬إذى انتهت بظهور الساداتَة‬
‫حالة انمسام النظام اٖجتهاعٍ علً ذاته واؼتراب الطبمة الهسَطرة عى أداتها‬
‫البَرولراطَة‪ ،‬اللذاى اتحدا هعاا فٍ نهاَة اْهر‪ .‬ونستطَع أى نمول بثمة إى الطبمة‬
‫الهسَطرة ‪ -‬رؼم ها حدث لها هى تؽَرات بنَوَة – لد عادت إلً ذاتها وتصالحت هع‬
‫نفسها إلً حد بعَد‪.‬‬

‫وهع ذلن ٖ تحهل اْولَجاركَة الحاكهة فضَلة الصدق‪ ،‬بل تهارس الدهججة والكذب‬
‫ولكى فمط فٍ الحدود التٍ َتحرن فَها بالضرورة كل نظام اجتهاعٍ هنمسم إلً هراتب‪.‬‬

‫وفٍ النهاَة ٖ نستطَع أى نمرر أى النظام الهصرٌ لد تصالح هع نفسه نهاب ًَّا‪.‬‬
‫فانمٗب السادات أتً بحكم اْولَجاركَة بَنها ظل رجال اْعهال ؼَر البَرولراطََى أو‬
‫هى خارج اْولَجاركَة خارج السلطة‪ .‬وهى الهنتظر أى َطالبوا بنصَبهم هى الكعكة‬
‫هدعوهَى بضؽوط دولَة تتزاَد‪.‬‬

‫***************************‬

‫‪447‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫بالعربَة‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهَم عاهر‪ ،‬اْرض والفٗح‪ ،‬هطبعة الدار الهصرَة للطباعة والنشر والتوزَع‪ ،‬الماهرة‪.1958 ،‬‬
‫‪ -‬إبراهَم عَسً‪ ،‬كل الشهور َولَو‪ ،‬تحوَل وتنسَك حازم هسعود‪،‬‬
‫‪https://www.kotobati.com/%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%88%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-pdf‬‬
‫‪ -‬أحهد حهروش‪ ،‬لصة ثورة ‪َ 23‬ولَو‪ ،‬دار الهولؾ العربٍ للصحافة والنشر والتوزَع‪ ،‬سنوات هختلفة ْجزاء‬
‫الكتاب‪ .‬وكذلن طبعة الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1992 ،‬‬
‫‪ -‬أحهد سلَهاى‪ ،‬وهشَناها ُخطً‪ ،‬الخرطوم‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬أحهد عبد الرحَم هصطفً‪ ،‬الوَٖات الهتحدة والهشرق العربٍ‪ ،‬سلسلة عالم الهعرفة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أبرَل‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -‬أحهد هرتضً الهراؼٍ‪ ،‬ؼرابب هى عهد فاروق وبداَة الثورة الهصرَة‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬بَروت‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬أحهد َوسؾ أحهد‪ ،‬السَاسة اْهرَكَة وهحاولة احتواء الثورة فٍ الَهى الشهالَة‪ .1967-1962 :‬نشرت فٍ‪:‬‬
‫السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬سلسلة كتب الهستمبل العربٍ (‪ ،)2‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1991 ،3‬‬
‫‪ -‬أحهد َوسؾ المرعٍ‪ ،‬ثورة ‪َ 23‬ولَو وتصفَة اٖستعهار فٍ أفرَمَا (‪ ،)1967-1952‬هركز الدراسات‬
‫السَاسَة واٖستراتَجَة باْهرام‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬إرسكَى تشاَلدرز‪ ،‬الطرَك إلً السوَس‪ ،‬ترجهة‪ :‬خَرٌ حهاد‪ ،‬الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪.1962 ،‬‬
‫‪ -‬إسحك رابَى‪ ،‬هذكرات‪ ،‬ترجهة‪ :‬دار الجلَل للنشر واْبحاث الفلسطَنَة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬عهاى‪ ،‬اْردى‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬استراتَجَة التكنولوجَا‪ ،‬بحث همدم إلً الهإتهر العلهٍ السنوٌ الثانٍ لٗلتصادََى‬
‫الهصرََى‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ فٍ ربع لرى (‪ )1977-1952‬دراسة تحلَلَة للتطورات الهَكلَة‪ ،‬الهَبة الهصرَة‬
‫العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬تنظَم المطاع العام‪ ،‬دار الهعارؾ‪ ،‬الماهرة‪.1969 ،‬‬
‫‪ -‬إسهاعَل صبرٌ عبد هللا‪ ،‬نحو نظام التصادٌ عالهٍ جدَد‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬أحصاء الزراعٍ (هصر) لعام ‪.1961‬‬
‫‪ -‬السَد أهَى شلبٍ‪ ،‬الوفاق اْهرَكٍ السوفَتٍ (‪ ،)1976-1963‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ -‬ألفرَد لَلَنتال‪ ،‬وهكذا ضاع الشرق اْوسط‪ ،‬دار الماهرة للطباعة‪ ،‬سلسلة ”اخترنا لن“‪ ،‬عدد ‪.38‬‬
‫‪ -‬المضَة الهصرَة ‪ ،1954-1882‬الهطبعة اْهَرَة بالماهرة‪َ .1955 ،‬وجد فٍ هكتبة الجاهعة اْهرَكَة‬
‫بالماهرة وهتاح علً‪:‬‬
‫‪https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D9%87-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%87-1882-1954-pdf‬‬

‫‪448‬‬
‫‪ -‬الهسؤلة الزراعَة‪ ،‬بدوى اسم هإلؾ (فٍ الؽالب‪ :‬رجاء طنطاوٌ)‪.‬‬
‫‪ -‬الهَثاق الوطنٍ‪ ،‬الهَبة العاهة لٗستعٗهات‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬الهجهوعة الكاهلة لخطب وأحادَث وتصرَحات جهال عبد الناصر‪ ،‬تحرَر‪ :‬أحهد َوسؾ أحهد وآخراى‪ ،‬هركز‬
‫دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬لبناى‪ ،‬ط ‪.1995 ،1‬‬
‫‪ -‬الهجهوعة الكاهلة لخطب وتصرَحات الربَس جهال عبد الناصر‪ ،‬إعداد هدي عبد الناصر‪ ،‬الهكتبة اْكادَهَة‪،‬‬
‫الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬أهَر إسكندر‪ ،‬صراع الَهَى والَسار فٍ الثمافة الهصرَة‪ ،‬دار ابى خلدوى للطباعة والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -‬أنور عبد الهلن‪ ،‬الهجتهع الهصرٌ والجَش‪ ،‬ترجهة‪ :‬هحهود حداد‪ ،‬هَخابَل خورٌ‪ ،‬دار الطلَعة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بَروت‪.1974 ،‬‬
‫‪ -‬إَؽور بَلَاَؾ‪ ،‬أفؽَنٍ برَهاكوؾ‪ ،‬هصر فٍ عهد عبد الناصر‪ ،‬أشرؾ علً تعرَبه‪ :‬عبد الرحهى الخهَسٍ‪ ،‬دار‬
‫الطلَعة للطباعة والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1975 ،1‬‬
‫‪ -‬باترَن أوبرَاى‪ ،‬ثورة النظام اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬ترجهة‪ :‬خَرٌ حهاد‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للتؤلَؾ والنشر‪،‬‬
‫الهطبعة الثمافَة‪ ،‬الماهرة‪.1974 ،‬‬
‫‪ -‬بول باراى‪ ،‬اٖلتصاد السَاسٍ للتنهَة‪ ،‬ترجهة‪ :‬أحهد فإاد بلبع‪ ،‬دار الملم‪ ،‬الماهرة‪.1967 ،‬‬
‫‪ -‬ترَفور‪ .‬ى‪ .‬دوبوٌ‪ ،‬النصر الهحَِّر‪ ،‬ترجهة‪ :‬الهَبة العاهة لٗستعٗهات (‪ ،)768‬هطابع اْهرام التجارَة‪،‬‬
‫الماهرة‪.1988 ،‬‬
‫‪ -‬جهال الشرلاوٌ‪ ،‬حرَك الماهرة ‪ -‬لرار اتهام جدَد‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬جهال حهداى‪ ،‬شخصَة هصر‪ ،‬دار الهٗل‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الجزء الثانٍ‪.‬‬
‫‪ -‬جهال عبد الناصر‪ ،‬فلسفة الثورة‪ ،‬سلسلة كتب لوهَة‪ ،‬عدد ‪ ،303‬الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬جواى جلَبٍ‪ ،‬ثورة الجزابر‪ ،‬ترجهة‪ :‬عبد الرحهى صدلٍ أبو طالب‪ ،‬الدار الهصرَة للتؤلَؾ والترجهة‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1959‬‬
‫‪ -‬جولدا هابَر‪ ،‬هذكرات (اعترافات جولدا هابَر)‪ ،‬ترجهة‪ :‬عزَز عزهٍ‪ ،‬هإسة دار التعاوى للطبع والنشر‪،‬‬
‫الماهرة‪.1979 ،‬‬
‫‪ -‬حازم سعَد عهر‪ ،‬المطى فٍ اٖلتصاد الهصرٌ وتطور السَاسة المطنَة‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للتؤلَؾ والنشر‪،‬‬
‫الماهرة‪.1970 ،‬‬
‫‪ -‬دافَد داوننج ‪ -‬جارٌ هَرهاى‪ ،‬حرب بٗ نهاَة وسٗم بٗ أهل‪ ،‬هطبوعات هَبة اٖستعٗهات‪ ،‬الماهرة‪ ،‬كتب‬
‫هترجهة‪ ،‬رلم ‪.741‬‬
‫‪ -‬ذولاى لرلوط‪ ،‬تطور الفكرة العربَة فٍ هصر (‪ ،)1936-1805‬بَروت‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬راشد البراوٌ‪ ،‬حمَمة اٖنمٗب اْخَر فٍ هصر‪ ،‬كلَة التجارة‪ ،‬جاهعة فإاد اْول‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الطبعة اْولً‪،‬‬
‫‪.1952‬‬
‫‪ -‬رفعت السعَد‪ ،‬أوراق ناصرَة فٍ هلؾ سرٌ للؽاَة‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬رفعت السعَد‪ ،‬تارَخ الحركة الشَوعَة الهصرَة‪ ،‬الوحدة ‪ -‬اٖنمسام ‪ -‬الحل (‪ ،)1965-1957‬شركة اْهل‪،‬‬
‫الماهرة‪.1986 ،‬‬
‫‪ -‬رفعت السعَد‪ ،‬هنظهات الَسار الهصرٌ ‪ ،1957-1950‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬رفعت سَد أحهد‪ ،‬الدَى والدولة والثورة‪ ،‬الدار الشرلَة‪ ،‬الماهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ -‬رهزٌ زكٍ‪ ،‬أزهة الدَوى الخارجَة ‪ -‬رإَة هى العالم الثالث‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬روبرت هابرو‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى ‪ ،1972-1952‬ترجهة‪ :‬صلَب بطرس‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪،‬‬
‫الماهرة‪.1976 ،‬‬

‫‪449‬‬
‫‪ -‬روبرت هابرو & سهَر رضواى‪ ،‬التصنَع فٍ هصر (‪ ،)1973-1939‬ترجهة‪ :‬صلَب بطرس‪ ،‬الهَبة الهصرَة‬
‫العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1981 ،‬‬
‫‪ -‬رإوؾ عباس حاهد‪ ،‬أهرَكا والشرق العربٍ فٍ الحرب العالهَة الثانَة‪ .‬فٍ‪ :‬السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬سلسلة‬
‫كتاب الهستمبل العربٍ (‪ ،)2‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط‪َ ،3 ،‬ونَو ‪.1991‬‬
‫‪ -‬رإوؾ عباس حاهد‪ ،‬الحركة العهالَة فٍ هصر (‪ ،)1952-1899‬دار الكاتب العربٍ للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1968‬‬
‫‪ -‬ساطع الحصرٌ‪ ،‬أللَهَة‪ ..‬جذورها وبذورها‪ ،‬دار العلم للهََٗى‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1963 ،1‬‬
‫‪ -‬سعد الدَى إبراهَم‪ ،‬اْصول اٖجتهاعَة ‪ -‬الثمافَة للمَادة الموهَة‪ ،‬نهوذج عبد الناصر‪ ،‬ضهى كتاب‪ :‬هصر‬
‫والعروبة وثورة َولَو‪ ،‬هركز دراسات الوحدة العربَة ‪ -‬سلسلة كتب الهستمبل العربٍ (‪.)3‬‬
‫‪ -‬سعد الدَى الشاذلٍ‪ ،‬هذكرات حرب أكتوبر‪ ،‬دار بحوث الشرق اْوسط اْهرَكَة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ساى فرانسَكو‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -‬سهَر أهَى‪ ،‬التراكم علً الصعَد العالهٍ‪ ،‬ترجهة‪ :‬حسى لبَسٍ‪ ،‬دار ابى خلدوى‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1978 ،2‬‬
‫‪ -‬سهَر أهَى‪ ،‬التطور الٗهتكافا‪ ،‬دراسة فٍ التشكَٗت اٖجتهاعَة للرأسهالَة الهحَطَة‪ ،‬ترجهة‪ :‬برهاى ؼلَوى‪،‬‬
‫دار الطلَعة للطباعة والنشر‪ ،‬بَروت‪.‬‬
‫‪ -‬سَد هرعٍ‪ ،‬أصٗح الزراعٍ وهشكلة السكاى فٍ هصر‪ ،‬الدار الموهَة للطابعة والنشر‪ ،‬الماهرة ‪.1953‬‬
‫‪ -‬سَرانَاى‪ ،‬هصر ونضالها هى أجل اٖستمٗل (‪ ،)1952-1945‬ترجهة‪ :‬عاطؾ عبد الهادٌ عٗم‪ ،‬دار الثمافة‬
‫الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1985 ،‬‬
‫‪ -‬شبلٍ العَسهٍ‪ ،‬فٍ الثورة العربَة‪ ،‬الهإسسة العربَة للدراسات والنشر‪ ،‬بَروت‪.1971 ،‬‬
‫‪ -‬صالح صابب الجبورٌ‪ ،‬هحنة فلسطَى وأسرارها السَاسَة والعسكرَة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1970 ،1‬‬
‫‪ -‬صبحٍ وحَدة‪ ،‬فٍ أصول الهسؤلة الهصرَة‪ ،‬هكتبة اْنجلو الهصرَة‪ ،‬الماهرة‪.1950 ،‬‬
‫‪ -‬صبرٌ دمحم خلَل‪ ،‬عبد الناصر والتجربة الناصرَة‪ :‬تمََم إسٗهٍ هوضوعٍ‪،‬‬
‫‪https://drsabrikhalil.wordpress.com/2014/12/15/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D8%B3/‬‬
‫‪ -‬صٗح عَسً‪ ،‬البرجوازَة الهصرَة وأسلوب الهفاوضة‪ ،‬هطبوعات الثمافة الوطنَة‪ ،‬هطبعة َوم الهستشفَات‪،‬‬
‫الماهرة‪ ،‬ط ‪.1980 ،2‬‬
‫‪ -‬صٗح نصر َتذكر (حوار هع عبد هللا إهام)‪ ،‬الثورة الهخابرات النكسة‪ ،‬دار الخَال‪ ،‬الماهرة ‪ -‬لندى‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬طارق البشرٌ‪ ،‬الدَ ُهمراطَة والناصرَة‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬طارق البشرٌ‪ ،‬الحركة السَاسَة فٍ هصر ‪ ،1952-1945‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬طارق البشرٌ‪ ،‬سعد زؼلول َفاوض اٖستعهار‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ط‪ .‬ث‪ .‬شاكر‪ ،‬لضاَا التحرر الوطنٍ والثورة اٖشتراكَة فٍ هصر‪ ،‬دار الفارابٍ للنشر والتوزَع‪ ،‬بَروت‪،‬‬
‫‪.1973‬‬
‫‪ -‬عادل حسَى‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ هى اٖستمٗل إلً التبعَة ‪ ،1979-1974‬النسخة ألكترونَة هنشورة علً‪:‬‬
‫‪https://archive.org/‬‬
‫‪ -‬عاصم الدسولٍ‪ ،‬كبار هٗن اْراضٍ الزراعَة ودورهم فٍ الهجتهع الهصرٌ (‪ ،)1952-1914‬دار الثمافة‬
‫الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬عاطؾ الؽهرٌ‪ ،‬خفاَا النكسة ‪ -‬هى الهإاهرة إلً الوفاق‪ ،‬كتاب أذاعة والتلَفزَوى‪ ،‬هطابع الهَبة الهصرَة‬
‫العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1973 ،‬‬
‫‪450‬‬
‫‪ -‬عبد الرحهى الرافعٍ‪ ،‬ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ -‬تارَخنا الموهٍ فٍ سبع سنوات‪ ،‬دار الهعارؾ‪ ،‬الماهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬الصراع اٖجتهاعٍ والسَاسٍ فٍ هصر هنذ لَام ثورة ‪َ 23‬ولَو ‪ 1952‬إلً نهاَة أزهة‬
‫هارس ‪ ،1954‬هكتبة هدبولٍ‪ ،‬ط ‪ ،2‬الماهرة‪1988 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العظَم رهضاى‪ ،‬عبد الناصر وأزهة هارس ‪ ،1954‬دار روز الَوسؾ‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬لصة عبد الناصر والشَوعََى – دراسة تارَخَة‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬عبد المادر َاسَى‪ ،‬شبهات حول الثورة الفلسطَنَة‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬عبد هللا إهام‪ ،‬هذبحة المضاء‪ ،‬هكتبة هدبولٍ‪ ،‬الماهرة‪.1967 ،‬‬
‫‪ -‬عبد هللا جزَٗى‪ ،‬التارَخ السرٌ للثورة الَهنَة‪ ،‬هكتبة هدبولٍ‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ط ‪.1979 ،2‬‬
‫‪ -‬عبد الهؽنٍ سعَد‪ ،‬إلً أَى َسَر اٖلتصاد الهصرٌ ‪ -‬هكتبة اْنجلو‪ ،‬الماهرة‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اللطَؾ البؽدادٌ‪ ،‬هذكرات‪ ،‬الهكتب الهصرٌ الحدَث‪ ،‬الماهرة‪ .‬وهٍ هنشورة بالكاهل علً عدة هوالع هنها‪:‬‬
‫‪https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-‬‬
‫‪%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%‬‬
‫‪81-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A-‬‬
‫‪pdf‬‬
‫‪ -‬عصام هحسى الجبورٌ‪ :‬العٗلات العربَة اْفرَمَة ‪ ،1977-1961‬دار الحرَة للطباعة‪ ،‬دار الرشَد للنشر‪،‬‬
‫بؽداد‪.1981 ،‬‬
‫‪ -‬عطَة الصَرفٍ‪ ،‬عهال التراحَل‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬التارَخ اٖلتصادٌ للثورة (‪ ،)1966-1952‬دار الهعارؾ بهصر‪.1974 ،‬‬
‫‪ -‬علٍ الجرَتلٍ‪ ،‬خهسة وعشروى عا اها ‪ -‬دراسة تحلَلَة للسَاسات اٖلتصادَة فٍ هصر (‪،)1977-1952‬‬
‫الماهرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬علٍ صبرٌ‪ ،‬سنوات التحول اٖشتراكٍ وتمََم الخطة الخهسَة اْولً‪ ،‬دار الهعارؾ بهصر‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -‬علٍ دمحم علٍ‪ ،‬نهر اْردى والهإاهرة الصهَونَة‪ ،‬الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪.1963 ،‬‬
‫‪ -‬علٍ دمحم هجدٌ‪ ،‬هدرس الجؽرافَا البشرَة أسكندرَة هصر‪ ،‬تطور حجم اْهَة وهعدٖتها فٍ هصر ‪-1897‬‬
‫‪ ،2006‬هنشور علً أنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬ؼالٍ شكرٌ‪ ،‬الثورة الهضادة فٍ هصر‪ ،‬الدار العربَة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬ؾ‪ .‬أ‪ .‬لوتسكَڤتش‪ ،‬عبد الناصر وهعركة اٖستمٗل اٖلتصادٌ (‪ ،)1971-1952‬ترجهة‪ :‬سلوي أبو سعدة ودمحم‬
‫واصل بحر‪ ،‬دار الكلهة للنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1980 ،1‬‬
‫‪ -‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬المرَة الهعاصرة‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬فتحٍ عبد الفتاح‪ ،‬شَوعَوى وناصرَوى‪ ،‬دار روز الَوسؾ‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬فرَد هالَداٌ‪ ،‬همدهات الثورة فٍ إَراى‪ ،‬ترجهة هصطفً كركوتٍ‪ ،‬هراجعة خلَل هندٌ‪ ،‬دار ابى خلدوى‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫بَروت‪.1979 ،‬‬
‫‪ -‬فوزٌ جرجس‪ ،‬دراسات فٍ تارَخ هصر السَاسٍ هنذ العصر الههلوكٍ‪ ،‬العربٍ للنشر والتوزَع‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬فإاد الهرسٍ‪ ،‬العٗلات الهصرَة السوفَتَة (‪ ،)1956-1943‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬فإاد هرسٍ‪ ،‬اٖلتصاد السَاسٍ أسرابَلٍ‪ ،‬دار الهستمبل العربٍ‪ ،‬ط ‪ ،2‬الماهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬فإاد هرسٍ‪ ،‬هذا اٖنفتاح اٖلتصادٌ‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬فَتالٍ ناإوهكَى‪ ،‬كفاح الجبهة الموهَة هى أجل اٖستمٗل ‪ -‬الَهى الجنوبَة والدَ ُهمراطَة الوطنَة‪ ،‬دار التمدم‪،‬‬
‫هوسكو‪ ،1980 ،‬ترجم فٍ ‪.1984‬‬

‫‪451‬‬
‫‪ -‬لَس عبد الحهَد الَاسرٌ‪ ،‬الصحافة العرالَة والحركة الموهَة ‪ -‬رسالة دكتوراه ‪ -‬كلَة أعٗم‪ ،‬جاهعة الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬كارل هاركس‪ ،‬الثاهى عشر هى بروهَر لوَس بونابارت‪.‬‬
‫‪ -‬كارل هاركس‪ ،‬الحرب اْهلَة فٍ فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬كارل هاركس‪ ،‬الصراع الطبمٍ فٍ فرنسا‪.‬‬
‫‪ -‬كافٍ جٗفانَس & باندلٍ جٗفانَس‪ ،‬سوسَولوجَا العٗلات الزراعَة فٍ الشرق اْوسط ‪ -‬استهرار أنتاج‬
‫العابلٍ‪ ،‬ترجهة‪ :‬ساهٍ الرزاز‪ ،‬هإسسة اْبحاث العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬دار البَادر للنشر والتوزَع‪ ،‬الجَزة‪.1986 ،‬‬
‫‪ -‬كهال الهنوفٍ‪ ،‬الثمافة السَاسَة للفٗحَى الهصرََى‪ ،‬دار ابى خلدوى‪ ،‬بَروت‪ ،‬هاَو ‪.1980‬‬
‫‪ -‬كهال عبد الرإوؾ‪ ،‬الدبابات حول المصر‪ ،‬هذكرات لورد كَلرى عى ‪ 4‬فبراَر ‪ ،1942‬سلسلة كتاب الَوم‪َ ،‬صدر‬
‫عى هإسسة أخبار الَوم‪ ،‬الماهرة‪ ،‬فبراَر ‪.1974‬‬
‫‪ -‬لطفٍ الخولٍ‪َ 5 ،‬ونَو ‪ -‬الحمَمة والهستمبل‪ ،‬الهإسسة العربَة للدراسات والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1974 ،2‬‬
‫‪ -‬لورنس هارتى‪ ،‬الحَاد وعدم اٖنحَاز ‪ -‬الدول الحدَثة فٍ هجاٖت الشإوى العالهَة‪ ،‬تعرَب وتعلَك خَرٌ حهاد‪،‬‬
‫الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪.1964 ،‬‬
‫‪ -‬هاَلز كوبٗند‪ ،‬لعبة اْهم‪ ،‬تعرَب هرواى خَر‪ ،‬هكتبة الزَتونة‪ ،‬الطبعة اْولٍ‪ ،‬بَروت‪.1970 ،‬‬
‫‪ -‬هجهوعة خطب وتصرَحات وبَانات السَد الربَس جهال عبد الناصر‪ ،‬هصلحة اٖستعٗهات‪ ،‬وزارة أرشاد‪.‬‬
‫‪ -‬هحاضر الهحادثات السَاسَة والهذكرات الهتبادلة بَى الحكوهة الهصرَة وحكوهة الههلكة الهتحدة‪ ،‬هارس‬
‫‪ ،1951-1950‬وزارة الخارجَة الهلكَة‪ ،‬الماهرة‪.1951 ،‬‬
‫‪ -‬هحاضر جلسات هباحثات الوحدة‪ ،‬الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬سلسلة ”كتب لوهَة“‪ ،‬عدد ‪ ،269‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬دمحم أنَس‪ 4 ،‬فبراَر ‪ 1942‬فٍ تارَخ هصر السَاسٍ‪ ،‬الهإسسة العربَة للدراسات والنشر‪ ،‬بَروت‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم أنَس‪ ،‬حرَك الماهرة‪ ،‬الهإسسة العربَة للدراسات والنشر‪ ،‬بَروت‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم جابر اٖنصارٌ‪ ،‬تحوٖت الفكر والسَاسة فٍ الشرق العربٍ (‪ ،)1970-1930‬سلسلة عالم الهعرفة‪ ،‬عدد‬
‫‪.35‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬اٖنفجار ‪ -‬حرب الثٗثَى سنة ‪ ،1967 -‬هركز اْهرام للترجهة والنشر‪ ،‬هإسسة اْهرام‪ ،‬ط‬
‫‪.1990 ،1‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬الطرَك إلً رهضاى‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬بَروت‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬خرَؾ الؽضب‪ ،‬شركة الهطبوعات للتوزَع والنشر‪ ،‬بَروت‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬سنوات الؽلَاى‪ ،‬جرَدة اْهرام‪.1988/10/24 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬عبد الناصر والعالم‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬بَروت‪.1972 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬لصة السوَس‪ ،‬شركة الهطبوعات للتوزَع والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬الطبعة اْولً‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬لهصر ٖ لعبد الناصر‪ ،‬هركز اْهرام للترجهة والنشر‪ ،‬الطبعة الهصرَة اْولً‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬ها الذٌ جري فٍ سورَا‪ ،‬الدار الموهَة للطباعة والنشر‪ ،‬روض الفرج‪ ،‬الماهرة‪.1962 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم حسنَى هَكل‪ ،‬نحى وأهرَكا‪ ،‬دار العصر الحدَث‪ ،‬الماهرة‪.1967 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم دوَدار‪ ،‬اٖتجاه الرَعٍ لٗلتصاد الهصرٌ (‪ )1980-1950‬هنشؤة الهعارؾ‪ ،‬أسكندرَة‪.1980 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم دوَدار‪ ،‬اٖلتصاد الهصرٌ بَى التخلؾ والتطوَر‪ ،‬دار الجاهعات الهصرَة‪ ،‬أسكندرَة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم رشدٌ‪ ،‬التطور اٖلتصادٌ فٍ هصر‪ ،‬دار الهعارؾ بهصر‪ ،‬ط ‪.1998 ،1‬‬
‫‪ -‬دمحم زكٍ عبد المادر‪ ،‬هحنة الدستور (‪ ،)1952-1923‬هكتبة هدبولٍ‪ ،‬الماهرة‪.1973 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم عبد السٗم (النابب العام اْسبك)‪ ،‬سنوات عصَبة ‪ -‬ذكرَات نابب عام‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬الماهرة‪ ،‬ط ‪.1975 ،2‬‬

‫‪452‬‬
‫‪ -‬دمحم عبد الشفَع‪ :‬لضَة التصنَع فٍ العالم الثالث فٍ إطار النظام اٖلتصادٌ العالهٍ الجدَد‪ ،‬دار الوحدة‪ ،‬بَروت‪،‬‬
‫ط ‪.1981 ،1‬‬
‫‪ -‬دمحم عودة ‪ -‬فَلَب جٗب ‪ -‬سعد كاهل‪ ،‬لصة السوفَت هع هصر‪ ،‬دار الثمافة الجدَدة‪ ،‬الماهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم فاَك‪ ،‬عبد الناصر والثورة اْفرَمَة‪ ،‬دار الهستمبل العربٍ‪ ،‬الماهرة‪.1982 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم فوزٌ‪ ،‬حرب الثٗث سنوات (هذكرات الفرَك أول دمحم فوزٌ وزَر الحربَة اْسبك)‪ ،‬دار الهستمبل العربٍ‪،‬‬
‫ط ‪.1984 ،1‬‬
‫‪ -‬دمحم فإاد شكرٌ‪ ،‬هصر والسوداى‪ ،‬تارَخ وحدة وادٌ النَل السَاسة فٍ المرى التاسع عشر ‪ ،1899-1820‬دار‬
‫الهعارؾ‪ ،‬الماهرة‪.1957 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم كهال أبو الخَر‪ ،‬لانوى أصٗح الزراعٍ‪ ،‬دار الهعارؾ بهصر‪.1964 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم نجَب‪ ،‬كلهتٍ للتارَخ‪ ،‬الهكتب الهصرٌ الحدَث‪ ،‬الماهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.2011 ،‬‬
‫سا لهصر‪ ،‬الهكتب الهصرٌ الحدَث‪ ،‬الماهرة وأسكندرَة‪ ،‬الطبعة الثانَة‪.1984 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم نجَب‪ ،‬كنت ربَ ا‬
‫‪ -‬دمحم نصر ههنّا‪ ،‬السوفَت ولضَة فلسطَى‪ ،‬دار الهعارؾ بهصر‪.1990 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم َحًَ الحداد‪ ،‬تارَخ الَهى السَاسٍ‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬هحهود أهَى العالم‪ ،‬هعارن فكرَة‪ ،‬الماهرة‪.1965 ،‬‬
‫‪ -‬هحهود حسَى‪ ،‬الصرع الطبمٍ فٍ هصر هى ‪ ،1970-1945‬ترجهة عباس بزٌ وأحهد واصل‪ ،‬دار الطلَعة‪،‬‬
‫بَروت‪ ،‬الطبعة اْولً‪ ،‬أبرَل ‪.1971‬‬
‫‪ -‬هحهود هتولٍ‪ ،‬اْصول التارَخَة للرأسهالَة الهصرَة وتطورها‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1974‬‬
‫‪ -‬هحهود هتولٍ‪ ،‬حادث ‪ 4‬فبراَر سنة ‪ 1942‬فٍ التارَخ الهصرٌ الهعاصر‪ ،‬دار الثمافة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬هحهود رَاض‪ ،‬هذكرات (‪ ،)1978-1948‬الهإسسة العربَة للدراسات والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1981 ،1‬‬
‫‪ -‬هحهود عبد الفضَل‪ ،‬التحوٖت اٖلتصادَة واٖجتهاعَة فٍ الرَؾ الهصرٌ‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‬
‫(‪ ،)1970-1952‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬هحهود هراد‪ ،‬هى كاى َحكم هصر ‪ -‬شهادات وثابمَة‪ ،‬هكتبة هدبولٍ‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬هرفت صبحٍ‪ ،‬الهساعدات اٖلتصادَة اْهرَكَة لهصر ‪ 1961-1958‬وأثرها فٍ اٖلتصاد الهصرٌ‪،‬‬
‫‪https://ehjc.journals.ekb.eg/article_89606_8d5a1c93e056b778921a7fb444a30‬‬
‫‪986.pdf‬‬
‫‪ -‬هرواى بحَرٌ‪ ،‬السَاسة اْهرَكَة والشرق اْوسط‪ :‬هى تروهاى إلً هنرٌ كَسنجر‪ .‬نشر فٍ‪ :‬السَاسة‬
‫اْهرَكَة والعرب‪ ،‬سلسلة كتب الهستمبل العربٍ (‪ ،)2‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪.1982 ،‬‬
‫‪ -‬هصطفً علوٌ‪ ،‬السلون اْهرَكٍ فٍ أزهة هاَو وَونَو ‪ .1967‬نشر فٍ‪ :‬السَاسة اْهرَكَة والعرب‪ ،‬سلسلة‬
‫كتب الهستمبل العربٍ (‪ ،)2‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪.1991 ،3‬‬
‫‪ -‬هناحم بَجَى‪ ،‬التهرد‪ :‬لصة اْرجوى‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬ههدٌ عبد الهادٌ‪ ،‬الهسؤلة الفلسطَنَة وهشارَع الحلول السَاسَة (‪ ،)1974-1934‬هنشورات الهكتبة‬
‫العصرَة‪ ،‬بَروت ‪ -‬صَدا‪ ،‬ط ‪.1975 ،1‬‬
‫‪ -‬هورَس دوب‪ ،‬دراسات فٍ تطور الرأسهالَة‪ ،‬ترجهة‪ :‬رإوؾ عباس حاهد‪ ،‬دار الكتاب الجاهعٍ‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -‬هورَس دوب‪ ،‬بول سوَزٌ‪ ،‬وآخروى‪ ،‬اٖنتمال هى ألطاع إلً الرأسهالَة‪ ،‬ترجهة‪ :‬عصام خفاجٍ‪ ،‬دار ابى‬
‫خلدوى‪ ،‬ط ‪ ،1‬بَروت‪.1979 ،‬‬

‫‪453‬‬
‫‪ -‬هوشَه داَاى‪ ،‬هذكرات (بعنواى‪ :‬دَاى َعترؾ)‪ ،‬إعداد شولٍ إبراهَم‪ ،‬وهراجعة عزَز عزهٍ‪ ،‬هركز الدراسات‬
‫الصحفَة بهإسسة دار التعاوى للطبع والنشر‪ ،‬الماهرة‪.1977 ،‬‬
‫‪ -‬هَشَل كاهل‪ ،‬أهرَكا والشرق العربٍ‪ ،‬وزارة الثمافة‪ ،‬الهإسسة الهصرَة العاهة للتؤلَؾ والنشر‪ ،‬دار الكاتب‬
‫العربٍ للطباعة والنشر‪ ،‬الماهرة‪.‬‬
‫‪ -‬هَشَل كاهل‪ ،‬حول حركة واتجاهات الصراع الطبمٍ فٍ الرَؾ الهصرٌ‪ ،‬هجلة ”الطلَعة“‪ ،‬عدد سبتهبر ‪.1966‬‬
‫‪ -‬نبَه بَوهٍ عبد هللا‪ ،‬تطور فكرة الموهَة العربَة فٍ هصر‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1975 ،‬‬
‫‪ -‬نزَه نصَؾ اَْوبٍ‪ ،‬سَاسة التعلَم فٍ هصر‪ ،‬هركز الدراسات السَاسَة واٖستراتَجَة باْهرام‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫‪.1978‬‬
‫‪ -‬نجٗء دمحم عبد الجواد‪ ،‬اْرصدة الهصرَة الدابنة البرَطانَة فٍ الفترة (‪،)1955-1947‬‬
‫‪https://fart.stafpu.bu.edu.eg/History/2150/publications/Naglaa‬‬
‫‪%20Mohammed %20Abd %20Elgawad_3.docx‬‬
‫‪ -‬هَجل‪ ،‬هوسوعة العلوم الفلسفَة‪ ،‬ترجهة‪ :‬إهام عبد الفتاح إهام‪ ،‬دار التنوَر للطباعة والنشر‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -‬والتر ٖكور‪ :‬اٖتحاد السوفَتٍ فٍ الشرق اْوسط‪ ،‬نمله إ لً العربَة لجنة هى اْساتذة الجاهعََى‪ ،‬الهكتب‬
‫التجارٌ‪ ،‬بَروت‪.1959 ،‬‬
‫‪َ -‬اسر بكر‪ :‬صناعة الكذب – دراسة فٍ أشهر المصص الخبرَة ”الهفبركة“ فٍ الصحافة الهصرَة (الفترة هى‬
‫‪ 1949‬إلً ‪ ،) 2005‬توزَع أخبار الَوم‪ ،‬النسخة الرلهَة هنشورة علً‪:‬‬
‫‪https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-‬‬
‫‪%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%87-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B0%D8%A8-‬‬
‫‪%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%B1-%D8%A8%D9%83%D8%B1-pdf‬‬
‫‪َ -‬حًَ الزَات‪ ،‬دراسة فٍ اٖستراتَجَة الهصرَة ‪ ،1985-1954‬دار النهضة العربَة‪ ،‬الماهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪َ -‬وسؾ المرضاوٌ‪ ،‬هذكرات الشَخ المرضاوي‪،‬‬
‫‪https://ebook.univeyes.com/162293‬‬

‫بأنجلَزَة‪:‬‬
‫‪- Andreas S. Gerakis, United Arab Republic: A Survey of Developments‬‬
‫‪During the Five - Year Plan, 1960/61-1964/65,‬‬
‫‪https://www.jstor.org/stable/3866265‬‬
‫‪- Arie Bober, The Other Israel, Anchor Books, Doubleday & Company, inc.,‬‬
‫‪Garden City, New York, 1972.‬‬
‫‪- Bent Hansen and Karim Nashashibi, Foreign Trade Regimes and‬‬
‫‪Economic Development: Egypt, Volume ISBN: 0-87014-504-5, Publication‬‬
‫‪Date:1975, p. 89, 73, 89,‬‬
‫‪https://www.nber.org/books-and-chapters/foreign-trade-regimes-and-‬‬
‫‪economic-development-egypt‬‬
‫‪- Charles Issawi, Egypt, An Economic and Social Analysis, London, 1947.‬‬

‫‪454‬‬
-
Charles Issawi, Egypt at Mid - Century, An Economic Survery, Oxford
Uriversity Press, London,1954.
- Charles Issawi, Egypt in Revolution, London, 1956.
- Doreen Warriner, Land Reforms & Development in the Middle East,
London, 1957.
- E. Cromer, Modern Egypt, The Macmillian Company, New York - Boston,
Chicago Atlanta, San Francisco…, 1908.
- Emmanuel A., Unequal Exchange, New York and Londan, Monthly Review
Press, 1972.
- Fred Halliday, Arabia Without Sultans, Penguin Books, Great Britain, third
edition, 1979.
- Gabriel Baer, History of Land Ownership in Modern Egypt, 1800-1950,
Oxford, 1962.
- Hansen B. and Marzouk G., Development and Economic Policy in U.A.R. )
Egypt(, North Holland Publishing Company - Amsterdam, 1965.
- Hrair Dekmejian, Egypt Under Nasir, State University of New York Press,
Albany, 1971.
- Karl Marx, The Eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte, translated and
published by Progress Publishers, Moscow, 1937.
- Samir Radwan, Capital Formation in Egyptian Industry & Agriculture 1882-
1967, London, 1974.
- Total reserves (includes gold, current US$)-Egypt, Arab Rep.,
https://data.worldbank.org/indicator/FI.RES.TOTL.CD?locations=EG
- Walter Laqueur, Communism and Nationalism in the Middle East, second
edition, Published in the United States of America by Frederick A. Praeger, Inc.
Publishers, 150 East 52nd Street New York 22, N.Y., 1956.

:‫دورَات وصحؾ‬
،‫ الماهرة‬،‫ دار الفكر العربٍ للطباعة والنشر‬،‫ الكتاب الرابع‬- “‫ همال فٍ هجلة ”لضاَا فكرَة‬،‫ إبراهَم سعد الدَى‬-
.1986
.1964 ‫ هارس عام‬24 ٍ‫ الصادر ف‬69 ‫ عدد‬،‫ الجرَدة الرسهَة الهصرَة‬-
.1952 ،3 ‫ عدد‬،‫ الهجلد الخاهس‬- ٍ‫ النشرة اٖلتصادَة للبنن اْهل‬-
ٌ‫ سعد‬:‫ ترجهة‬،‫ حكوهة جههورَة هصر العربَة وسَاستها إزاء المطاع الصناعٍ الخاص‬،ٍ‫ بوجو سلوجازنسك‬-
.1975 ،‫ كانوى اْول‬،24 ‫ عدد‬،‫ هجلة ”آفاق عربَة“ العرالَة‬،‫َوسؾ‬
‫ َناَر‬،339 ‫ عدد‬،“‫ هجلة ”هصر الهعاصرة‬،.‫م‬.‫ع‬.‫ التسوَك التعاونٍ للمطى فٍ ج‬،‫ جاهع هصطفً جاهع‬-
.1970
ٌ‫ بحث همدم للهإتهر العلهٍ السنو‬،1974-1960 ‫ دراسة التجربة الهصرَة خٗل الفترة هى‬،‫ جودة عبد الخالك‬-
.1976 ،‫ الماهرة‬،‫ الجهعَة الهصرَة لٗلتصاد السَاسٍ وأحصاء والتشرَع‬،‫اْول لٗلتصادََى الهصرََى‬

455
‫‪ -‬صحَفة ”اْخبار“ الهصرَة‪.1971/5/29 ،‬‬
‫‪ -‬صحَفة ”اْهرام“ الهصرَة‪ ،‬أعداد هختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬صحَفة ”الوطى“ الهصرَة‪ ،‬عدد اْربعاء ‪ 19‬أكتوبر ‪،2022‬‬
‫‪https://www.elwatannews.com/news/details/6336157‬‬
‫‪ -‬عادل العهرٌ‪ ،‬تحلَل عام للحركة الشَوعَة الهصرَة‪ ،‬هجلة ”الراَة العربَة“ ‪ -‬كتاب ؼَر دورٌ‪ ،‬الكتاب‬
‫الرابع‪ ،‬الماهرة‪َ ،‬ناَر‪ .1995 ،‬رلم أَداع بدار الكتب الهصرَة‪.1995\2205 :‬‬
‫‪https://foulabook.com/ar/book/%D8 %AA %D8 %AD %D9 %84 %D9 %8A‬‬
‫‪%D9 %84-%D8 %B9 %D8 %A7 %D9 %85-%D9 %84 %D9 %84 %D8 %AD %D8‬‬
‫‪%B1 %D9 %83 %D8 %A9-%D8 %A7 %D9 %84 %D8 %B4 %D9 %8A %D9 %88‬‬
‫‪%D8 %B9 %D9 %8A %D8 %A9-%D8 %A7 %D9 %84 %D9 %85 %D8 %B5 %D8‬‬
‫‪%B1 %D9 %8A %D8 %A9-pdf‬‬
‫‪ -‬عادل العهرٌ & شرَؾ َونس‪ ،‬بنَة التخلؾ‪ ،‬الراَة العربَة ‪ -‬كتاب ؼَر دورٌ‪ ،‬الكتاب الثانٍ‪ ،‬سبتهبر ‪،1988‬‬
‫ضا علً أنترنت فٍ‪:‬‬‫رلم أَداع بدار الكتب الهصرَة‪ .1988/5621 :‬نُشرت أَ ا‬
‫‪https://www.4shared.com/office/ansawUFxei/online.html‬‬
‫‪ -‬عادل حسَى‪ ،‬عبد الناصر والنظام اٖلتصادٌ ‪ -‬رد علً الهعارضَى والنالدَى‪ ،‬الهستمبل العربٍ‪ ،‬عدد ‪َ 35‬ناَر‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ -‬عبد الفتاح لندَل‪ ،‬دراسة همدهة للهإتهر العلهٍ السنوٌ الثانٍ لٗلتصادََى الهصرََى‪.‬‬
‫‪ -‬عبد النبٍ الطوخٍ‪ ،‬تحلَل التؽَرات فٍ خصابص الموي العاهلة فٍ هصر (‪ ،)1974-47‬بحث همدم للهإتهر‬
‫العلهٍ السنوٌ الثالث لٗلتصادََى الهصرََى‪ ،‬الماهرة‪ 25-23 ،‬هارس ‪ ،1978‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪،‬‬
‫الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬عرض لكتاب م‪ .‬زَنوفََؾ‪ ،‬أ‪ .‬بلَشاكوفا‪ ،‬كَؾ صفَت اْهَة فٍ اٖتحاد السوفَتٍ؟ هجلة ”الطلَعة“ الماهرَة‪،‬‬
‫عدد َونَو ‪.1973‬‬
‫‪ -‬عهرو صابح‪ ،‬عبد الناصر وثورة الَهى واحتَاطٍ هصر هى الذهب‪،‬‬
‫‪https://www.diwanalarab.com/%D8 %B9 %D8 %A8 %D8 %AF-%D8 %A7‬‬
‫‪%D9 %84 %D9 %86 %D8 %A7 %D8 %B5 %D8 %B1-%D9 %88 %D8 %AB %D9‬‬
‫‪%88 %D8 %B1 %D8 %A9-%D8 %A7 %D9 %84 %D9 %8A %D9 %85 %D9 %86-‬‬
‫‪%D9 %88 %D8 %A7 %D8 %AD %D8 %AA %D9 %8A %D8 %A7 %D8 %B7 %D9‬‬
‫‪%89-%D9 %85 %D8 %B5 %D8 %B1-%D9 %85 %D9 %86‬‬
‫‪ -‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬بحث همدم للهإته ر العلهٍ السنوٌ اْول لٗلتصادََى الهصرََى‪ ،‬الجهعَة الهصرَة‬
‫لٗلتصاد السَاسٍ وأحصاء والتشرَع‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬عهرو هحٍَ الدَى‪ ،‬تمََم استراتَجَة التصنَع فٍ هصر والبدابل الهتاحة فٍ الهستمبل‪ ،‬بحث همدم إلً الهإتهر‬
‫العلهٍ السنوٌ الثانٍ لٗلتصادََى الهصرََى‪ :‬اٖلتصاد الهصرٌ فٍ ربع لرى (‪ )1977-1952‬دراسة تحلَلَة‬
‫للتطورات الهَكلَة‪ ،‬الهَبة الهصرَة العاهة للكتاب‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬فَكتور فولسكٍ‪ ،‬النهوذج الرأسهالٍ فٍ أهرَكا الٗتَنَة‪ ،‬هجلة ”دراسات اشتراكَة“‪ ،‬هى إصدارات الحزب‬
‫الشَوعٍ الهصرٌ‪ ،‬لبرص‪ ،‬عدد أؼسطس ‪.1979‬‬
‫‪ -‬كرَهة كرَم‪ ،‬أثر العواهل الخارجَة علً ارتفاع اْسعار فٍ هصر‪ ،‬بحث همدم للهإتهر العلهٍ اْول لٗلتصادََى‬
‫الهصرََى‪ ،‬الماهرة‪.1976 ،‬‬
‫‪ -‬كرَهة كرَم‪ ،‬توزَع الدخل بَى الحضر والرَؾ فٍ هصر (‪ ،)1975-1952‬بحث همدم للهإتهر العلهٍ السنوٌ‬
‫الثالث لٗلتصادََى الهصرََى‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬هصر والعروبة وثورة َولَو‪ ،‬سلسلة كتب الهستمبل العربٍ (‪ ،)3‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.1982‬‬

‫‪456‬‬
‫‪ -‬دمحم فخرٌ هكٍ‪ ،‬التؽَرات الهَكلَة فٍ هَزاى الهدفوعات الهصرٌ (‪ ،)1976-1952‬بحث همدم للهإتهر العلهٍ‬
‫السنوٌ الثالث لٗلتصادََى الهصرََى‪ ،‬الماهرة‪.1978 ،‬‬
‫‪ -‬هجلة ”الطلَعة“ الماهرَة‪ ،‬أعداد هتفرلة‪.‬‬
‫‪ -‬هجلة ”الفٗح“ الهصرَة لهنشبها هحهود أنَس‪ ،‬أعداد َناَر ‪ ،1898‬فبراَر ‪.1898‬‬
‫‪ -‬هجلة ”الهستمبل العربٍ“‪ ،‬هركز دراسات الوحدة العربَة‪ ،‬بَروت‪ ،‬عدد ‪َ ،35‬ناَر ‪.1982‬‬
‫‪ -‬هجلة ”الولابع الهصرَة“‪ ،‬عدد ‪ 149‬هكرر‪ ،‬صادر فٍ ‪ 10‬نوفهبر ‪.1952‬‬
‫‪ -‬هجلة ”روز الَوسؾ“ الهصرَة‪.1975/7/21 ،‬‬
‫‪ -‬هجلة ”شإوى عربَة“ (تصدر عى اْهانة العاهة لجاهعة الدول العربَة)‪ ،‬عدد نوفهبر‪ ،‬دَسهبر ‪.1983‬‬
‫‪ -‬هجلة ”صوت العاهل“ الهصرَة‪ ،‬اْعداد‪ :‬الثالث والرابع والخاهس الصادرة فٍ أكتوبر ‪ ،1985‬وَناَر ‪1986‬‬
‫وأبرَل ‪ 1986‬علً التوالٍ‪ .‬توجد الهماٖت هجهعة بعنواى‪ :‬أعَدوا هحاكهة شهداء كفر الدوار (هصطفً خهَس‪ ،‬ودمحم‬
‫البمرٌ) هع همدهة ٔلهاهٍ الهَرؼنٍ‪،‬‬
‫‪https://www.anhri.info/wp-‬‬
‫‪content/uploads/2021/02/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D9%83%D9%81%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF-‬‬
‫‪%D8%AE%D9%85%D9%8A%D8%B3-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%B1%D9%8A-1.pdf‬‬
‫‪ -‬هحهود هتولٍ‪ ،‬تؽلؽل رأس الهال اْجنبٍ فٍ هصر‪ ،‬هجلة ”الكاتب“ الهصرَة‪ ،‬عدد ‪ ،149‬أؼسطس ‪،1973‬‬
‫وعدد ‪ ،150‬سبتهبر ‪.1973‬‬
‫‪ -‬هحهود هتولٍ‪ ،‬طرَك الرأسهالَة الهصرَة بعد سنة ‪ ،1961‬هجلة ”الكاتب“‪ ،‬عدد ‪.1972 ،139‬‬
‫‪ -‬هصطفً السعَد‪ ،‬التنهَة الصناعَة فٍ ج‪.‬ع‪.‬م‪ .‬واستراتَجَة إشباع الحاجات اْساسَة للسكاى (‪،)1970-52‬‬
‫بحث همدم للهإتهر العلهٍ السنوٌ الثانٍ لٗلتصادََى الهصرََى‪ ،‬الماهرة‪.1977 ،‬‬

‫***************************‬

‫‪457‬‬
‫أهم الكتب والبحوث اْخري للكاتب‪:‬‬
‫(بعضها هطبوع وكلها – تمرَباا ‪ -‬هتاحة علً أنترنت)‬

‫‪458‬‬
‫* حول البونابرتَة (‪)1986‬‬
‫* حول ظاهرة التبعَة (‪)1986‬‬
‫* تحلَل عام للحركة الشَوعَة الهصرَة (‪)1994‬‬
‫* وضع اٖنتلَجَنسَا فٍ البناء اٖجتهاعٍ الهصرٌ الحدَث (‪)1996‬‬
‫* النزعة الهركزَة أسٗهَة ‪ -‬رإَة أسٗم لّخر (‪)2006‬‬
‫* هاذا َمول المرآنَوى (‪)2008‬‬
‫* ها وراء هؤساة كاهَلَا شحاتة (‪)2010‬‬
‫* لراءة هختلفة ٖنتفاضة ‪َ 19 ،18‬ناَر ‪)2011( 1977‬‬
‫* نمد الثورة الهصرَة (‪)2011( )1‬‬
‫* جذور العنصرَة العربَة (‪)2012‬‬
‫* نمد الثورة الهصرَة (‪ - 2‬ثورة الدولة) (‪)2014‬‬
‫* لهاذا نكره أسٗم السَاسٍ (‪)2014‬‬
‫* نمد الثورة الهصرَة (‪ -3‬السَسٍ ورجاله) (‪)2016‬‬
‫* بحث فٍ أشكالَات اللؽوَة فٍ المرآى (‪)2017‬‬
‫* الثورة الهستهرة ‪ -‬هى أجل الحرَة والرفاهَة والتمدم لكل البشر (‪)2019‬‬
‫* الهاركسَة هٍ فلسفة الدولة ٖ البرولَتارَا (‪)2020‬‬
‫* العواهل الهباشرة فٍ هزَهة هصر فٍ ‪)2022( 1967‬‬

‫كتابات وبحوث هشتركة‪:‬‬


‫* هؤزق الفكر العربٍ الجدَد (‪)1986‬‬
‫* هنهج لَنَى فٍ تناول أهبرَالَة (‪)1988‬‬
‫* الرأسهالَة الطفَلَة ‪ -‬رإَة ثالثة (‪)1988‬‬
‫* بنَة التخلؾ (‪)1988‬‬
‫* تنالضات هفهوم نهط أنتاج الكولونَالٍ‬
‫* التكوَى الهنطمٍ لهفهوم نهط أنتاج (‪)1991‬‬
‫* ها وراء البَرولراطَة السوفَتَة (‪)1991‬‬

‫بجانب هماٖت عدَدة أخري‬

‫تعرَؾ بالكاتب‪:‬‬

‫‪459‬‬
‫* هصرٌ الجنسَة‪.‬‬

‫* الههنة اْصلَة‪ :‬طبَب هختص فٍ أهراض الملب‪.‬‬

‫* باحث هستمل ؼَر هتخصص‪ ،‬لدم بحوثاا هختلفة‪ ،‬شهلت هسابل أَدَولوجَة وسَاسَة‬
‫واجتهاعَة ‪ -‬التصادَة وطبَة وؼَرها‪.‬‬

‫* التوجه العام‪ :‬لَبرالٍ تحررٌ ‪.Libertarian‬‬

‫َتناول الكتاب بالتحلَل النظام الناصرٌ فٍ هصر‪ ،‬الذٌ نشؤ عام ‪ ،1952‬حتً تحوله الكبَر فٍ ‪ 1971‬هى نظام‬
‫حكم بَرولراطَة الدولة العلَا إلً نظام تحكهه فبة هى رجال الدولة ‪ -‬رجال اْعهال‪ .‬والكتاب َحلل النظام الناصرٌ‬
‫كهرحلة فٍ تارَخ الدولة الوطنَة الهصرَة‪ .‬هذا بعكس النظرة السابدة والتٍ تري فٍ الناصرَة ثورة علً وضع سابك‬
‫تهثل لطَعة تارَخَة وأى انهَارها لد تم كمطَعة تارَخَة أخري‪ ،‬كها تري أى الساداتَة كانت بهثابة الثورة الهضادة‪ .‬بل‬
‫َري أى الناصرَة كانت ثورة هضادة لحركة ثورَة هتصاعدة كانت تجرٌ فٍ هصر خٗل الفترة هى ‪ 1945‬حتً لَام‬
‫انمٗب ”الضباط اْحرار“ عام ‪ . 1952‬وَكشؾ الكتاب عها اعتبره التنالض بَى حمَمة الناصرَة وصورتها التٍ لدهت‬

‫‪460‬‬
‫بها نفسها للعالم‪ ،‬فَفند الدعاَة حول دورها فٍ حفز الموهَة العربَة‪ ،‬ودورها فٍ تصنَع هصر‪ ،‬وفٍ تحمَك العدالة‬
‫اٖجتهاعَة واٖشتراكَة ‪ .‬كها َكشؾ جذور فشلها الهتوالٍ فٍ تحمَك طهوحاتها‪ ،‬والتكلفة الباهظة التٍ تكبدها الهجتهع‬
‫بسبب الشعارات الموهوَة والثوروَة الشعبوبة ‪ .‬وفٍ النهاَة َكشؾ الكتاب دور الناصرَة الهوضوعٍ فٍ تحمَك سعٍ‬
‫الطبمات الهسَطرة فٍ هصرٔعادة الجهاهَر الثورَة إلً ح ظَرة النظام‪ ،‬وإخصاء حركة الموهَة العربَة‪ ،‬وتصفَة‬
‫اٖستعهار المدَم تههَ ادا لتسلم الوَٖات الهتحدة للشرق اْوسط‪ .‬هع تناول التؽَرات الهَكلَة فٍ بنَة الطبمات الهسَطرة‬
‫كنتَجة للسَاسات الناصرَة‪ .‬وٖ َتبنً الكتاب أٌ نظرَات للهإاهرة‪ ،‬وٖ َمؾ عند إدانة الناصرَة‪ ،‬بل َحلل آلَات‬
‫التحوٖت التٍ جرت وهساراتها وفماا ٔهكانَات هصر ولدراتها فٍ تلن الفترة‪.‬‬

‫‪461‬‬

You might also like