Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 48

‫الفهرس‬

‫رقم‬
‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫‪8‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪9‬‬ ‫ما هي الصحة النفسية؟‬
‫‪10‬‬ ‫أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل‬
‫‪11‬‬ ‫شيوعا‬
‫ً‬ ‫أكثر االضطرابات النفسية‬
‫‪11‬‬ ‫اضطراب االكتئاب‬
‫‪12‬‬ ‫اضطرابات القلق‬
‫‪13‬‬ ‫االضطرابات الذهانية‬
‫‪13‬‬ ‫تعاطي المواد المخدرة‬
‫‪15‬‬ ‫العوامل المرتبطة بظهور مشكالت الصحة النفسية في مكان العمل‬
‫‪16‬‬ ‫اآلثار الناتجة عن قلة الوعي بالصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫انخفاض اإلنتاجية‬
‫‪16‬‬ ‫زيادة التغيب عن العمل‬
‫التكاليف غير المباشرة الناتجة عن مشكالت الصحة النفسية في‬
‫‪16‬‬
‫مكان العمل‬
‫‪17‬‬ ‫االحتراق الوظيفي‬
‫‪20‬‬ ‫دور القادة والمسؤولين في تحقيق الصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫‪20‬‬ ‫إدارة انخفاض األداء المرتبط بالصحة النفسية‬
‫‪21‬‬ ‫إدارة المخاطر‬
‫‪22‬‬ ‫الرعاية والدعم النفسي للموظفين‬
‫‪24‬‬ ‫إنشاء سياسات للصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫‪6‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫‪32‬‬ ‫إرشادات عامة لمساعدة الموظف في تعزيز صحته النفسية‪:‬‬


‫‪32‬‬ ‫طلب مساعدة المختص النفسي‬
‫‪33‬‬ ‫المساعدة النفسية األولية‬
‫‪34‬‬ ‫مهارات توكيد الذات‬
‫‪35‬‬ ‫مهارات التواصل الفعال‬
‫‪37‬‬ ‫مصادر لتقديم المساعدة النفسية‬
‫‪38‬‬ ‫أدوات مساعدة للتقييم النفسي المهني‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫مقياس ماسالش ‪ Maslach‬لالحتراق النفسي ‪MBI‬‬
‫‪42‬‬ ‫مقياس الضغط النفسي في العمل‬
‫‪47‬‬ ‫المصادر‬

‫‪7‬‬
‫مقدمة‬
‫أِ‬
‫ُعد هذا الدليل بهدف نشر ثقافة الصحة النفسية في بيئة العمل؛ حيث إنه يكاد ال‬
‫ئيسا‬
‫موجه لكل موظف ر ً‬
‫توجد أدلة للصحة النفسية في بيئة العمل باللغة العربية‪ ،‬وهو َّ‬
‫موجه لكل منشأة‬
‫أيضا ّ‬
‫مرؤوسا‪ ،‬يرغب بفهم الصحة النفسية في بيئة العمل‪ ،‬و ً‬
‫ً‬ ‫كان أو‬
‫تسعى لرفع مستوى جودة العمل واإلنتاجية من خالل وضع سياسات وبرامج ّ‬
‫تعزز‬
‫الصحة النفسية لموظفيها‪.‬‬
‫تم الحديث عن ماهية الصحة النفسية وأهميتها‪ ،‬وأبرز االضطرابات النفسية‪ ،‬واآلثار‬
‫الناتجة عن قلة الوعي بالصحة النفسية في مكان العمل‪ ،‬ودور القادة والمسؤولين في‬
‫تحقيق الصحة النفسية في بيئة العمل‪ ،‬وكيفية إنشاء سياسات للصحة النفسية في‬
‫المنشآت‪ ،‬وإرشادات عامة لمساعدة الموظف في تعزيز صحته النفسية‪.‬‬
‫أتمنى أن تكون رحلتكم في هذا الكتاب مفيدة وممتعة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫ما هي الصحة النفسية؟‬


‫يتجز من الصحة العامة‪ ،‬ومن هذا السياق ينص‬‫إن الصحة النفسية جزء أساسي ال ّأ‬ ‫ّ‬
‫أن "الصحة هي حالة من اكتمال السالمة بدنيًّا‬
‫دستور منظمة الصحة العالمية على ّ‬
‫أهم معطيات هذا التعريف‬
‫مجرد انعدام المرض أو العجز"‪ .‬ومن ّ‬
‫وعقليًّا واجتماعيًّا‪ ،‬ال ّ‬
‫أنه وضح َّ‬
‫أن الصحة النفسية تتجاوز مفهوم انعدام االضطرابات أو حاالت العجز‬
‫النفسية‪.‬‬
‫صفت الصحة النفسية ِمن ِقَبل منظمة الصحة العالمية بأنها حالة من العافية التي‬‫وِ‬
‫ُ‬
‫ُيحّقق فيها الفرد قدراته الخاصة‪ ،‬ويمكن أن يتغلب من خاللها على اإلجهادات العادية‬
‫في الحياة‪ ،‬ويمكن أن يعمل بإنتاجية مثمرة‪ ،‬ويستطيع المساهمة في مجتمعه‪ .‬إن هذا‬
‫الفعالة‬
‫اإلحساس اإليجابي الصحي النفسي هو القاعدة أو األساس للعافية والوظيفة َّ‬
‫من أجل الفرد والمجتمع‪ ،‬يتوافق هذا المفهوم الجوهري للصحة النفسية مع مجال‬
‫متفاوت من التفسيرات في مختلف الثقافات‪ .‬كما أنه تتحدد كل من الصحة النفسية‬
‫واالعتالالت النفسية بعدة عوامل متداخلة نفسانية وبيولوجية واجتماعية كصحة أو‬
‫كاعتالل بصفة عامة‪.‬‬
‫أن ‪ 450‬مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية‪.‬‬
‫تشير التقديرات إلى ّ‬
‫ولوجود فجوة بين حجم اإلصابة باالضطرابات النفسية والخدمات المقدمة‪ ،‬سعت‬
‫منظمة الصحة العالمية إليجاد مسح عالمي للصحة النفسية‪.‬‬
‫ولذلك قاد نخبة من الباحثين والمختصين السعوديين‪ ،‬وبالتعاون مع عدة منظمات‬
‫علمية محلية وعالمية المسح الوطني للصحة النفسية‪ ،‬يهدف هذا المشروع الكبير‬
‫والذي استغرق ثماني سنوات إلى تزويد األطباء وصانعي السياسات الصحية برؤية‬
‫لتوفير الخدمات الوقائية والعالجية والتأهيلية ذات الصلة‪ ،‬وتعزيز الصحة النفسية في‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أهمية الصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫ألن الفرد هو مصدر الفكر والتطوير واإلنتاج؛ لذا فإن المنشآت تحرص على اختيار‬
‫موظفين ذوي كفاءة صحية وعلمية وعملية عالية‪ ،‬والصحة العامة ال يمكن أن تكتمل‬
‫عرضون في مرحلة ما من حياتنا الحتمالية حدوث‬
‫بدون صحة نفسية‪ ،‬وألننا كبشر ُم ّ‬
‫ضعف في صحتنا النفسية‪ ،‬هناك من سيتعامل مع أعراض سوء الصحة النفسية‬
‫بشكل مناسب‪ ،‬وهناك من ستتفاقم حالته؛ لجهله بإصابته بأحد االضطرابات النفسية‬
‫مثل االكتئاب أو اضطرابات القلق أو غيره‪ ،‬وهذا يؤثر بشكل مباشر في أدائه‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫وقد يكون من الصعب التأكد من عدد الموظفين الذي يعانون من اإلصابة بأحد‬
‫االضطرابات النفسية‪ ،‬فمن المحتمل وجود عدد ال ُيستهان به‪ ،‬وهناك دراسة أجريت‬
‫في ألمانيا تُظهر أن العجز عن العمل بسبب مشكالت في الصحة النفسية أدى إلى‬
‫خسائر في عدد من أيام العمل ‪ ،%5,9‬وأشارت البيانات إلى أن النسبة في ازدياد‪.‬‬
‫كما أن المسح الوطني للصحة النفسية أظهر أن ‪ %34‬من السعوديين أصيبوا في‬
‫جدا أن يحاول المديرون‬
‫فترة ما من حياتهم باضطراب في الصحة النفسية‪ ،‬ومن المهم ًّ‬
‫والقادة في المنشآت أن يتعرفوا على التغيرات والعالمات الدالة على احتمالية وجود‬
‫أعراض نفسية لدى الموظفين‪ ،‬لتقديم الدعم والمساعدة في حدود الضوابط المهنية؛‬
‫حيث إن التدخل المبكر يساعد في تحسين األداء ويقلل من التأثير السلبي الذي قد‬
‫جو عملي سلبي بين‬
‫يصل إلى زيادة في التغيب عن العمل وقلة اإلنتاجية وخلق ّ‬
‫ّ‬
‫الموظفين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫شيوعا‪:‬‬
‫ً‬ ‫أكثر االضطرابات النفسية‬
‫من المفيد ذكر أبرز االضطرابات النفسية الشائعة بشكل مختصر بهدف المعرفة واالطالع‪.‬‬
‫اضطراب االكتئاب‪:‬‬
‫الشعور بالضيق أمر وارد لكل شخص‪ ،‬ولكن‬
‫اضطراب االكتئاب هو أحد اضطرابات المزاج‬
‫يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وفقدان االهتمام‬
‫واالستمتاع باألنشطة التي عادة ما تكون ممتعة‬
‫للشخص‪ .‬ومن أبرز األعراض االكتئابية‬
‫العاطفية والسلوكية والجسدية الشائعة‪:‬‬

‫مزاج شديد االنخفاض‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫قلة أو فقدان االهتمام واالستمتاع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف تقدير الذات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب في النوم إما بقلة النوم أو زيادته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب في الشهية لألكل إما بزيادته أو قلته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض الطاقة والشعور بالتعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف التركيز واالنتباه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أفكار أو أفعال حول إيذاء الذات أو االنتحار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرة تشاؤمية نحو المستقبل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تختلف درجة وشدة ومدة األعراض من شخص آلخر‪ ،‬كذلك تختلف طريقة تعامل‬
‫المصاب مع األعراض‪ ،‬وكذلك مستوى الدعم َّ‬
‫المقدم له‪ ،‬ومع حصوله على العالج‬
‫المناسب يتعافى بإذن هللا‪.‬‬
‫أظهرت نتائج المسح الوطني أن ‪ %6‬من السعوديين أصيبوا باضطراب االكتئاب في‬
‫فترة ما من حياتهم‪ ،‬ذكرت منظمة الصحة العالمية أن االكتئاب مسؤول عن ‪%8,3‬‬
‫من عبء المرض عالميًّا في المرحلة العمرية ‪ 44-15‬سنة‪ ،‬وتشير الدراسات إلى‬

‫‪11‬‬
‫أن متوسط التكلفة السنوية للموظفين المصابين باالكتئاب والتي تشمل تكاليف الرعاية‬
‫الطبية واألدوية أضعاف تكلفة الموظف العادي الذي يحصل على منافع صحية بما‬
‫يقارب ‪ 4,2‬مرات‪.‬‬
‫اضطراب ثنائي القطب يتميز بوجود أعراض اكتئابية إلى جانب نوبات الهوس التي‬
‫تتميز بالمزاج المبتهج والنشاط الزائد وقلة النوم والكالم الكثير‪ ،‬مع أفكار متعددة في‬
‫شيوعا حسب المسح الوطني كانت نسبة اإلصابة به ‪%3,2‬‬
‫ً‬ ‫ذات الوقت‪ ،‬وهو أقل‬
‫شديدا في األداء الوظيفي‪.‬‬
‫تدهور ً‬
‫ًا‬ ‫من السعوديين في فترة ما من حياتهم‪ ،‬ولكن يسبب‬
‫اضطرابات القلق‬
‫من الطبيعي أن يشعر الشخص بشيء من القلق‪ ،‬والذي قد يكون مس ً‬
‫اعدا لألداء‬
‫وإنجاز المهام والعمل‪ ،‬ولكن األشخاص الذين يعانون من قلق مرتفع ومستمر حول‬

‫موضوعات غير منطقية‪ ،‬وهم يعلمون ذلك ً‬


‫غالبا ما يؤدي االرتفاع المتزايد إلى‬
‫إضعاف قدرة الشخص على االستيعاب والتركيز والخوض في أداء مهام معقدة‬
‫ومهمة‪.‬‬
‫اضطرابات القلق متعددة‪ ،‬سنذكر الشائع منها‪:‬‬
‫اضطراب الهلع‬
‫هو عبارة عن نوبات متكررة من القلق الشديد‪ ،‬يختلف وقت وأماكن حدوثها‪ ،‬تتميز‬
‫أعراضها بخفقان في القلب مفاجئ وشديد وألم في الصدر‪ ،‬شعور المصاب بأنه سوف‬
‫يموت أو يفقد عقله أو السيطرة على نفسه‪ ،‬أظهرت نتيجة المسح الوطني أن نسبة‬
‫اإلصابة عند السعوديين في فترة ما من حياتهم ‪.%1,6‬‬
‫اضطراب الوسواس القهري‬
‫يتصف هذا االضطراب بأفكار أو صور ذهنية متطفلة تقتحم ذهن المصاب‪ ،‬بالرغم‬
‫ار نتيجة األفكار السابقة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫متتال‪ ،‬وطقوس وأفعال قهرية يكررها المصاب مرًا‬ ‫منه بشكل‬
‫يجنبه حدوث نواتج ال ُيحمد عقباها‬
‫من وجهة نظر المصاب أن الطقوس وتكرارها ّ‬
‫مضرة له أو لغيره‪ .‬ونسبة اإلصابة عند السعوديين‬
‫ّ‬ ‫وهي في الحقيقة أبعد من أن تكون‬
‫في فترة ما من حياتهم كما أظهرت نتيجة المسح الوطني ‪.%4,1‬‬

‫‪12‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫اضطراب القلق العام‬


‫يتميز هذا االضطراب بقلق عام ومزمن‪ ،‬يصاحبه توتر مستمر‪ ،‬خفقان بالقلب‪ ،‬تعرق‪،‬‬
‫توتر بالعضالت‪ ،‬يشمل تفكير المصاب حدوث أمر سيئ في المستقبل له أو ألقربائه‬
‫كأن ُيصاب بمرض أو حادث‪ .‬كانت نسبة اإلصابة به عند السعوديين في فترة ما‬
‫من حياتهم في المسح الوطني ‪.%1,9‬‬
‫اضطراب القلق االجتماعي‬
‫تتمركز أعراض القلق االجتماعي حول رهبة الشخص من نقد اآلخرين له في‬
‫محددا أكثر مثل‬
‫ً‬ ‫التجمعات الكبيرة أو الصغيرة عند األقارب أو الغرب‪ ،‬وقد يكون‬
‫التحدث أمام مجموعة محددة من الناس أو جمهور‪ ،‬بحيث تظهر أعراض التوتر‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون مرتب ً‬
‫طا بانخفاض تقدير‬ ‫ً‬ ‫التعرق‪ ،‬الرجفة‪ ،‬االرتباك‪ ،‬احمرار الوجه‪،‬‬
‫الذات‪ ،‬وأظهرت نسبة اإلصابة عند السعوديين في فترة ما خالل حياتهم في المسح‬
‫الوطني ‪.%5,6‬‬
‫االضطرابات الذهانية‬
‫تتميز االضطرابات الذهانية بمشكالت ملحوظة في التفكير والسلوك‪ ،‬والتي تظهر‬
‫بشكل غير طبيعي‪ ،‬الفصام أحد أهم االضطرابات الذهانية‪ ،‬أبرز أعراض الفصام‬
‫تشوهات فكرية وإدراكية وعواطف غير مالئمة مرتبطة بها‪ ،‬مثالً‪ :‬الهالوس بأنواعها؛‬
‫كأن يرى ً‬
‫شيئا أو يسمع صوتًا ال يراه وال يسمعه غيره‪ ،‬وكذلك ضالالت أي اعتقادات‬
‫راسخة لدى المصاب وهي غير صحيحة مطلًقا مثل الضالالت االضطهادية؛ كأن‬
‫ظا‪،‬‬ ‫غالبا ما تكون مزمنة وتترك ًا‬
‫عجز ملحو ً‬ ‫يعتقد بأنه مراقب أو هناك َمن يريد أذيته‪ً ،‬‬
‫مبكرا‪.‬‬
‫لذا نجد قلة التوظيف أو خروج المصاب من وظيفته ً‬
‫تعاطي المواد المخدرة‬
‫استخدام المواد المخدرة من أكثر أسباب تدهور الشخص في العمل‪ ،‬تشمل هذه المواد‪:‬‬
‫الكحول‪ ،‬واألفيونات مثل الهيروين والحشيش‪ ،‬وغيرها‪ ،‬والمهدئات‪ ،‬ومسببات الهلوسة‬
‫والمذيبات المتطايرة‪ ،‬ويمكن أن يؤدي معاقرة المواد إلى االنسمام اإلدمان واإلصابة‬
‫بأعراض ذهانية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يتسبب تعاطي الكحول والمواد المخدرة في زيادة الغياب وانخفاض اإلنتاجية وارتفاع‬
‫في مستوى الحوادث والسرقات‪ ،‬باإلضافة إلى ميل الشخص بشكل ملحوظ إلى سلوك‬
‫عدواني يشمل العنف في مكان العمل والبيت على حد سواء‪.‬‬
‫أظهرت نتائج المسح الوطني أن نسبة اإلدمان على المواد المخدرة عند السعوديين‬
‫في فترة ما من حياتهم وصلت ‪ ،%0,8‬أما إساءة استخدام المواد المخدرة في فترة‬
‫من حياتهم فبلغت ‪.%2,7‬‬

‫‪14‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫العوامل المرتبطة بظهور مشلكات الصحة‬


‫النفسية في ماكن العمل‪:‬‬
‫المحتوى الوظيفي‬
‫عمل مفرط‪.‬‬
‫عبء العمل‬
‫قلة العمل‪.‬‬
‫عدم القدرة على المشاركة في اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫االفتقار للمشاركة والتحكم‬
‫عدم القدرة على اختيار طريقة إنهاء العمل‪.‬‬
‫مهمات رتيبة – مهمات منفرة‪ -‬مهمات صعبة‪.‬‬ ‫محتوى المهمات‬

‫سياق العمل‬
‫صراع الدور‪.‬‬
‫الدور داخل المنظمة‬
‫غموض الدور‪.‬‬
‫ماديا)‪.‬‬
‫(معنويا أو ًّ‬
‫ًّ‬ ‫انعدام التقدير للعمل المنجز‬
‫تدني مكانة الموظف‪.‬‬
‫انعدام المكافأة‬
‫كاف في مكان العمل‪.‬‬
‫دعم غير ٍ‬

‫الشعور بعدم التكافؤ أو العدل في مكان العمل‪.‬‬


‫عدم التكافؤ (انعدام‬
‫سوء في إدارة التغييرات المؤسسية‪.‬‬
‫العدل)‬
‫إشراف غير داعم‪.‬‬
‫ضعف العالقات مع الزمالء‪.‬‬
‫التنمر أو التحرش أو العنف‪.‬‬ ‫رداءة العالقات الشخصية‬
‫عمل منعزل أو منفرد‪.‬‬
‫بيئة عمل غير مالئمة (مثل األصوات‪ ،‬الضوء‪ ،‬المخاطر وغيرها)‪.‬‬
‫ساعات عمل غير منتظمة أو ساعات عمل زائدة‪.‬‬ ‫بيئة العمل وظروفه‬
‫ضعف التواصل‪.‬‬
‫ضعف القيادة‪.‬‬
‫ثقافة مكان العمل‬
‫انعدام وضوح أهداف وهيكلة العمل‪.‬‬
‫مطالب متضاربة بين العمل والمنزل‪.‬‬
‫التفاعل بين العمل والمنزل‬
‫انعدام الدعم لمطالب العمل والمنزل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اآلثار الناتجة عن قلة الوعي‬
‫بالصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫ومباشر على المنشآت كظهور‬
‫ًا‬ ‫اضحا‬
‫تأثير و ً‬
‫تؤثر المشكالت المتعلقة بالصحة النفسية ًا‬
‫ارتفاع في نسبة التغيب وانخفاض جودة العمل وقلة اإلنتاج وزيادة التكاليف وانخفاض‬
‫أيضا تؤثر على العاملين من خالل عوامل تشمل انخفاض روح العمل‬
‫المكاسب‪ً ،‬‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫انخفاض اإلنتاجية‪:‬‬
‫كيفا‬
‫إما ً‬
‫تؤدي المشكالت المتعلقة بالصحة النفسية‪ ،‬وبشكل ملحوظ‪ ،‬إلى قلة اإلنتاج َّ‬
‫معا‪ ،‬انخفاض اإلنتاجية بسبب خلل في الصحة النفسية من‬ ‫كما أو االثنان ً‬
‫أو ًّ‬
‫المشكالت المعقدة؛ حيث إنها ال تكون واضحة وظاهرة في بادئ األمر للمديرين‬
‫والقادة وحتى الموظف نفسه في بعض األحيان‪ ،‬ذكرت منظمة الصحة العالمية عن‬
‫إحدى الدراسات لواحدة من الشركات الكبرى في أمريكا أن االكتئاب تسبب في ‪44‬‬
‫يوما نتيجة‬
‫يوم عمل مفقود لكل موظف؛ نتيجة العجز عن العمل‪ ،‬مقارنة بـ ‪ً 42‬‬
‫يوما نتيجة الربو‪.‬‬
‫يوما نتيجة آالم أسفل الظهر‪ ،‬و‪ً 21‬‬
‫أمراض القلب‪ ،‬و‪ً 39‬‬
‫زيادة التغيب عن العمل‪:‬‬
‫طط له هو أحد أكثر عالمات اإلنذار المبكرة المشيرة إلى وجود‬
‫الغياب غير المخ ّ‬
‫خلل في الصحة النفسية‪ .‬إن الموظفين الذين يعانون من مشكالت في صحتهم النفسية‬
‫من المرّجح أن تكون نسبة غيابهم أعلى من اآلخرين‪ .‬أشارت منظمة الصحة العالمية‬
‫تتسبب في نسبة غياب تصل إلى ‪.%45-35‬‬
‫إلى أن المشكالت في الصحة النفسية ّ‬
‫التكاليف غير المباشرة الناتجة عن مشكالت الصحة النفسية في مكان العمل‪:‬‬

‫ضعف األداء‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫نقص عدد الموظفين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير بدالء مؤقتين لشغل محل الموظفين المتغيبين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انخفاض الروح المعنوية بين طاقم العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪16‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫التقاعد المبكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫استهالك المزيد من الوقت اإلداري في التعامل مع القضايا المرتبطة بمشكالت‬ ‫‪-‬‬
‫الصحة النفسية‪.‬‬
‫تعدد الشكاوى والمساءلة القانونية المرتبطة بمشكالت الموظفين الذين يعانون‬ ‫‪-‬‬
‫من مشكالت في الصحة النفسية‪.‬‬
‫تكلفة الرعاية الصحية وإعادة التأهيل على الحكومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫االحتراق الوظيفي‪:‬‬
‫هي حالة من اإلرهاق الجسدي والعاطفي‬
‫والذهني الذي ينتج عن االحتراق لفترات طويلة‬
‫من عبء وضغوط العمل‪ ،‬وشعور الفرد بعدم‬
‫الكفاءة في مكان العمل‪ ،‬واالستنزاف العاطفي‬
‫والذهني‪ ،‬واالفتقار إلى االهتمام بالتواصل مع‬
‫اآلخرين من الموظفين أو المستفيدين‪ ،‬والوصول‬
‫إلى الحكم الذاتي بالفشل‪.‬‬
‫سلوكيات االحتراق الوظيفي مرتبطة بأشكال‬
‫مختلفة من االنسحاب الوظيفي؛ مثل‪ :‬التغيب عن العمل‪ ،‬نية ترك العمل‪ ،‬التدوير‬
‫في العمل‪ .‬ومن يبقى في نفس مكان عمله؛ فإن االحتراق يؤدي به إلى خفض جودة‬
‫عمله‪ ،‬وقلة االلتزام بقوانين العمل‪ ،‬وقلة الشعور باالنتماء لمكان العمل‪ ،‬كذلك قد يؤثر‬
‫المصاب باالحتراق الوظيفي على زمالء العمل بزيادة الصراع وتعطيل المهام‬
‫ًّ‬
‫وممتدا أثره السلبي على أعمال‬ ‫معديا‬
‫ً‬ ‫الوظيفية‪ ،‬وبالتالي يكون االحتراق الوظيفي‬
‫وإنتاج اآلخرين من الموظفين‪.‬‬
‫تظهر أعراض فسيولوجية على المصاب باالحتراق الوظيفي؛ مثل‪ :‬اضطرابات في المعدة‪،‬‬
‫مصحوبة بضعف في الشهية‪ ،‬وارتفاع في ضغط الدم‪ ،‬وسرعة ضربات القلب والتعرق‪،‬‬
‫وأعراض نفسية؛ مثل الحزن والغضب‪ ،‬وقلة التركيز‪ ،‬وسرعة التشتت‪ ،‬وضعف الثقة بالنفس‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الحياة العملية‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬عبء العمل‬
‫‪ ‬صحة الموظف‬ ‫االحتراق‪:‬‬
‫‪ ‬التحكم‬
‫‪ ‬التغيب‬ ‫‪ ‬اإلنهاك‬
‫‪ ‬التعزيز‬
‫‪ ‬جودة العمل‬ ‫‪ ‬التهكم‬
‫‪ ‬المجتمع‬
‫‪ ‬الرضا‬ ‫‪ ‬فاعلية منخفضة‬
‫‪ ‬العدل‬
‫‪ ‬تكلفة الفعالية‬
‫‪ ‬القيم‬

‫شكل‪ : 1‬دور االحتراق في التأثير ما بين الحياة العملية والنتائج الشخصية والتنظيمية‪.‬‬
‫عبء العمل‪:‬‬
‫كيفا؛ فإن‬
‫كما أو ً‬‫ائدا عن طاقة الموظف‪ ،‬وبشكل مزمن سواء ًّ‬ ‫عندما يكون العمل ز ً‬
‫ذلك يؤدي إلى استنفاذ كفاءة الموظف للقيام بعمله‪ ،‬وتلبية متطلباته الوظيفية بالكفاءة‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫التحكم‪:‬‬
‫هناك ارتباط واضح بين عدم قدرة الموظف في التحكم واتخاذ الق اررات التي تتعلق‬
‫بصميم عمله وبين ارتفاع مستوى القلق والتوتر والدخول في مرحلة االحتراق الوظيفي‪.‬‬
‫التعزيز (المكافأة)‪:‬‬
‫عدم كفاية التقدير والمكافأة سواء كانت مالية أو معنوية أو اجتماعية‪ ،‬يزيد من قابلية‬
‫طا وثيًقا بعدم الفعالية ويقلل‬
‫التأثر باالحتراق الوظيفي؛ ألن عدم التقدير يرتبط ارتبا ً‬
‫من قيمة العمل ومكان العمل‪.‬‬
‫المجتمع‪:‬‬
‫العالقات بين الموظفين مهمة في بيئة العمل‪ ،‬عندما تتصف هذه العالقات بانعدام الدعم‬
‫والثقة ووجود صراعات لم تُ َح ّل‪ ،‬سيكون هناك احتمال أكبر لحدوث االحتراق الوظيفي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫العدل‪:‬‬
‫اإلنصاف في الق اررات المتعلقة بالعمل تشير إلى مكانة الموظفين في عملهم‪ ،‬متى‬
‫ما كان هناك عدم إنصاف فمن المرجح أن يشعر الموظف بعدم االحترام والمعاملة‬
‫العادلة‪ ،‬وبالتالي تنشأ مشكالت تصل إلى الغضب واالستياء‪.‬‬
‫القيم‪:‬‬
‫المُثل و ِ‬
‫القَيم والدوافع هي التي تجذب الناس إلى وظائفهم‪ ،‬وبالتالي هي الصلة المحّفزة‬ ‫ُ‬
‫بين الموظف ومكان عمله‪ ،‬عندما يكون هناك تعارض بين القيم ومكان العمل ستُخلق‬
‫فجوة‪ ،‬وقد يجد الموظف أنه يقوم بالمقايضة ما بين العمل الذي يريد القيام به‪ ،‬والعمل‬
‫الذي يتعين عليه القيام به‪ ،‬وهكذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من االحتراق الوظيفي‪.‬‬

‫عبء‬
‫العمل‬

‫التعزيز‬ ‫التحكم‬

‫االحتراق‬
‫الوظيفي‬

‫المجتمع‬ ‫العدل‬

‫القيم‬

‫‪19‬‬
‫دور القادة والمسؤولين في تحقيق‬
‫الصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫للقادة دور مهـ ـم في خلق‬
‫ثقافة جيدة حول الصحة‬
‫النفسية في بيئة العمـ ـ ـ ـل‪،‬‬
‫والقيام بإجراءات قيـ ـ ـادية‬
‫لتحقيقهـ ـ ـ ـ ـا؛ م ـ ـ ـ ـ ـن خالل‬
‫وضع مبادئ متكاملة في‬
‫تخطيط العم ـ ـ ـ ـ ـل وبرامج‬
‫تطوير الموظفين‪ ،‬وتقييم‬
‫المخاطر على الصحة النفسية‪ ،‬ودعم المديرين للمساعدة في االكتشاف المبكر‬
‫للمشكالت النفسية لموظفيهم‪ ،‬وتوفير أدوات لتحسين أداء الموظفين‪ ،‬ورصد‬
‫االحتياجات‪ ،‬وعليها يتم تصمم برامج مساعدة الموظفين وخدمات التدريب‪ ،‬وإعادة‬
‫الفعالة في العمل‪.‬‬
‫التأهيل في مجال الصحة النفسية لتحسين األداء وتعزيز المشاركة َّ‬
‫إدارة انخفاض األداء المرتبط بالصحة النفسية‪:‬‬
‫الحقيقة أن إدارة انخفاض األداء المرتبط بالصحة النفسية ُيعتبر من أكثر المواقف‬
‫التي قد يجد المديرون فيها ً‬
‫تعقيدا وصعوبة‪ ،‬كما أنه ليس من دور المديرين تشخيص‬
‫نوع الحالة النفسية التي يمر بها الموظفون‪ ،‬ولكن يكمن الدور المهم في التعرف على‬
‫وجود اعتالل في الصحة النفسية للموظفين‪ ،‬كأن يكون أداء الموظف أقل جودة عن‬
‫المعتاد‪ ،‬أو كثرة الغياب أو الحضور المتأخر أو وجود مشكالت مع الموظفين‬
‫اآلخرين‪ .‬كمدير أول ما عليك فعله هو فهم أسباب حدوث ذلك ِمن ِقَبل الموظف‬
‫علما بأن األسباب قد تكون داخل بيئة العمل أو خارج العمل كوجود مشكالت‬
‫نفسه ً‬
‫تحد ْث إلى الموظف بطريقة بعيدة عن الرسمية‪ِّ ،‬‬
‫شجع الموظف‬ ‫شخصية أو أسرية‪َّ ،‬‬
‫بعيدا عن الشكوى بالكثير من التفهم والصبر‪ ،‬اتخذ‬
‫على الحديث وتحديد المشكالت ً‬

‫‪20‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫القرار المساعد له‪ ،‬وباالتفاق معه حسب حالته ووضعه مثل (إعطائه إجازة‪ ،‬تخفيف‬
‫عبء العمل‪ ،‬تغيير نوع العمل‪ )....‬أو نصحه بالتوجه إلى زيارة مختص نفسي‪ ،‬مع‬
‫التأكيد على حفظ سرية المعلومات‪.‬‬
‫إن وضع خطة لدعم الموظف يساعد على الحفاظ على بقاء الموظف أو عودته‬
‫بنجاح والعمل بطريقه فاعلة‪ ،‬وبالتالي يتم تفادي الكثير من الخسائر والمشكالت لكال‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن مالحظة التغيرات والعالمات المبكرة في بدايتها قد يساعد في عدم‬
‫تفاقم األمر من خالل وجود عالقة تواصل جيدة مبنية على الثقة بين المدراء وموظفيهم‬
‫تتضح في سهولة التواصل والحديث بشكل منتظم‪.‬‬
‫إدارة المخاطر‪:‬‬
‫للمدراء دور مهم في معالجة مخاطر العمل التي تؤثر على الصحة النفسية للموظفين؛‬
‫تسبب مشكالت في الصحة النفسية كما‬ ‫حيث إن طبيعة العمل أو نوع اإلدارة قد ّ‬
‫ذكرنا سابًقا‪ ،‬لذا من المهم على المدراء والقادة اتباع منهج شامل بالتعاون مع فريق‬
‫مثل فريق الموارد البشرية باستخدام استطالعات الموظفين‪ ،‬وبيانات عملهم‪،‬‬
‫والتظلمات والشكاوى؛ لتحديد نوع المخاطر‪ ،‬ومعرفة مدى خطورتها‪ ،‬وبالتالي العمل‬
‫على إيجاد الحلول المناسبة‪ ،‬هناك خطوات إلدارة المخاطر تساعد على تقليلها‬
‫للحصول على بيئة عمل أفضل‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود إدارة تنظيمية صحية تلتزم وتحرص على فهم الموظفين وتوفير أماكن‬
‫عمل آمنة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد مصادر الضرر المحتمل والذي قد يكون بسبب طبيعة العمل (مثل‪:‬‬
‫اإلجهاد‪ ،‬العمل بنظام التدوير‪ ،‬أو التعرض ألحداث مؤلمة وغيرها) أو سياق‬
‫العمل (مثل‪ :‬سوء مناخ العمل عدم وضوح اإلدارة أو عدم وضوح األدوار‬
‫وغيرها)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -3‬تقييم المخاطر من خالل تحليل المعلومات التي توفرت لفهم طبيعة وحجم‬
‫وأسباب الضرر الناتج‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع خطة وتنفيذها تهدف إلى معالجة العوامل التي أدت إلى وجود مشكالت‬
‫في الصحة النفسية للموظفين‪.‬‬
‫‪ -5‬متابعة ومراقبة أهداف الخطة؛ لمعرفة مدى فعاليتها ونتائجها في التحسين‬
‫واإلصالح بشكل مستمر‪.‬‬

‫الرعاية والدعم النفسي للموظفين‪:‬‬


‫هناك تصور خاطئ عن رعاية الموظفين؛‬
‫إذ إن البعض يعتقد أن رعاية ودعم‬
‫الموظف يكون من خالل تقديم أنشطة‬
‫ممتعة مؤقتة تساعد على تخفيف الضغط‬
‫وزيادة مشاعر المتعة أو السعادة في‬
‫مكان العمل‪ ،‬الحقيقة أن األمر ال يقتصر‬
‫أحيانا‪ .‬الرعاية والدعم النفسي للموظفين يساعد‬
‫ً‬ ‫على ذلك‪ ،‬بل هو أكبر وأشمل وأعقد‬
‫على خلق قوة عاملة صحية وذات إنتاجية جيدة من خالل تحسين جودة العمل وتعزيز‬
‫الصحة النفسية والمعرفية والبدنية‪.‬‬
‫نظام الرعاية للموظفين هي مسؤولية مؤسسية يجب أن تحتوي على نظام متكامل‬
‫يتكون من أدوات وإجراءات وممارسات على مستوى الـفراد والمنشأة تهدف إلى دعم‬
‫الموظفين في الجانبين الشخصي والمهني‪ ،‬ذو استراتيجية طويلة األجل للحفاظ على‬
‫مستويات الموظفين من الناحية الصحية الجيدة واإلنتاجية العالية‪ ،‬تعتمد االستراتيجية‬
‫على تحديات وصعوبات خاصة لكل منشأة (شاهد الفصل الرابع إنشاء سياسات‬
‫للصحة النفسية في بيئة العمل)‪.‬‬
‫طرح لفهم الرعاية والدعم النفسي‪:‬‬
‫أهداف وتساؤالت تُ َ‬

‫‪22‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫الفعال مع ذواتهم‪ ،‬ومع زمالئهم باحترام جميع‬


‫‪ -1‬مساعدة الموظفين على التواصل َّ‬
‫أنواع المشاعر بما في ذلك الغضب واليأس واإلحباط‪.‬‬
‫(إلى أي درجة يشعر الموظفون بأنهم على تواصل مع أنفسهم ومع زمالئهم؟‬
‫وإلى أي درجة يستطيعون طرح مشاعر الغضب واإلحباط وغيره؟ وكيف يتم‬
‫التعامل معها ِمن ِقَبل األطراف الثانية؟)‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدة الموظفين على التعامل المناسب مع األوضاع الصعبة مثل التهديدات‪.‬‬
‫(إلى أي درجة يشعر الموظفون باالرتياح في مشاركة ما يعيشونه من أوضاع‬
‫صعبة في العمل؟ إلى أي درجة يشعر الموظفون باألمان والقدرة على االنفتاح‬
‫لبعضهم البعض؟)‪.‬‬
‫‪ -3‬المساعدة على إيجاد ثقافة تعزز الثقة والتمكين للموظفين وتقليل العزلة‬
‫والعنصرية والتنافس السلبي‪.‬‬
‫(هل يشعر الموظفون بأنه يتم تقديرهم بما فيه الكفاية في عملهم؟ هل يشعرون‬
‫بأنهم يستطيعون طلب المساعدة في مكان عملهم دون إصدار أحكام عليهم؟‬
‫أي مدى يشعرون أنهم يش ّكلون جزًءا من فريق العمل؟ إلى أي مدى صوتهم‬
‫إلى ّ‬
‫مسموع؟)‬
‫‪ -4‬مساعدة الموظفين على إيجاد أو إعادة بناء اإلحساس بالجدوى من عملهم‪،‬‬
‫وقيمة كفاءتهم وقدرتهم على التفاعل الجيد والتصرف المناسب‪.‬‬
‫(هل يشعر الموظفون بأنهم يستطيعون مناقشة المشاكل التي يواجهونها في‬
‫العمل دون أن يلقى عليهم اللوم؟ هل يشعرون بأن آراءهم مهمة ومقبولة‬
‫أي درجة يشعرون بأنهم قادرون‬ ‫ِ ِ‬
‫ومطلوبة من قَبل الزمالء والمسؤولين؟ إلى ّ‬
‫على العمل بحسب قيمهم في العمل؟)‪.‬‬
‫‪ -5‬مساعدة الموظفين على إدراك الموارد غير الكافية‪ ،‬والتعامل الصحيح مع ذلك‪،‬‬
‫واالستفادة من الموارد الموجودة إلى أقصى حد ممكن‪.‬‬
‫(هل هناك مساحة للموظفين لطرح حل مشاكلهم بشكل جماعي؟ هل يتم دعمهم‬
‫لكي يفكروا بطريقة إبداعية؟)‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إنشاء سياسات للصحة النفسية في بيئة العمل‪:‬‬
‫إنشاء سياسة للصحة النفسية في مكان العمل يمكن أن يكون بصفة منفصلة أو‬
‫تحدد الرؤية المتبناة لمكان العمل‬
‫ضمن سياسات أوسع حسب ما تراه المنشأة‪ ،‬بحيث ّ‬
‫بهدف تعزيز الصحة النفسية لموظفي المنشأة‪.‬‬
‫الخطوة األولى‪ :‬إلنشاء سياسات هي تحليل المشكالت المتعلقة بها في مكان العمل‬
‫وإثبات الحاجة إلنشاء سياسة للصحة النفسية من خالل تكوين لجنة أو مجموعة‬
‫تتكون من عدة أقسام مهمة في المنشأة تستطيع الحصول على معلومات عن نوع‬
‫األداء وأنماط اإلجازات وغيره‪ ،‬كذلك أصحاب نفوذ لديهم ثقافة جيدة حول أهمية‬
‫الصحة النفسية في بيئة العمل للمساعدة في تكوين السياسات وتنفيذها‪ ،‬يجب أن‬
‫تبنى سياسات الصحة النفسية في بيئة العمل على فهم شامل للقضايا في المنشأة‬
‫ذاتها‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬معرفة وفهم العوامل التي تساهم في الضيق أو الرضا لدى‬
‫الموظفين وتأثيرات ذلك مثل التغيب ونسبته أو اإلجازات المرضية‪ ،‬تأثر وضعف‬
‫اإلنتاج وغيره‪ ،‬يمكن جمع المعلومات المتوفرة في كل منشأة من بيانات الموارد البشرية‬
‫مثل سجالت التغيب واالستقاالت‪ ،‬بيانات الصحة والسالمة الوظيفية؛ مثل الحوادث‬
‫أو دراسات تقييم المخاطر‪ ،‬بيانات مالية مثل تكلفة استبدال الموظفين الذين يقضون‬
‫إجازات مرضية‪ ،‬بيانات صحية مثل المشكالت الصحة البدنية والنفسية‪ ،‬ويمكن جمع‬
‫معلومات جديدة من خالل منشآت مشابهة أو و ازرة الموارد والتنمية االجتماعية‪ ،‬أو‬
‫من خالل أساليب أخرى مثل الدراسات المسحية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫مثال‪ -1‬لتقدير مشكالت الصحة النفسية في مكان العمل‬

‫توضح الدراسة التالية كيفية وأهمية االستعانة بمجموعة من االساليب التقييمية‬


‫المختلفة لفهم القضايا المرتبطة بالصحة النفسية في مكان العمل‪.‬‬
‫في منشأة لديها عشرة آالف موظف‪ ،‬درست لجنة الصحة والسالمة الوظيفية‬
‫القضايا التي يجب معالجتها في سياسة تحت اإلعداد للصحة النفسية‪ ،‬أشارت‬
‫كل من التغيب ومعدالت الدوران‬‫البيانات المتوفرة إلى حدوث ازدياد ملحوظ في ّ‬
‫الموظفين خالل الخمس سنوات المنصرمة مقارنة بالمعدالت المسجلة ِمن ِقَبل‬
‫منشآت مشابهة‪.‬‬
‫أجريت المقابالت مع الموظفين والمديرين‪ ،‬وتبين أن تغيرات أدخلت في عملية‬
‫المسببة لإلجهاد لدى‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاج قبل بضع سنوات كانت أحد األسباب الرئيسة‬
‫الموظفين في مكان العمل‪ ،‬وذلك باإلضافة لوجود صعوبات في التواصل بين‬
‫اإلدارة والموظفين‪ .‬أجريت كذلك دراسة تقدير المخاطر أكدت على أن العملية‬
‫اإلنتاجية ومشكالت التواصل من عوامل الخطورة بالنسبة للموظفين من الناحية‬
‫النفسية‪.‬‬
‫طلِ َب من مجموعة من الموظفين تم اختيارهم بطريقة عشوائية تعبئة‬
‫بعد ذلك ُ‬
‫استبيان مسحي يّقّيم األعراض الناتجة عن اإلجهاد‪ :‬أفاد ‪ %73‬من الموظفين‬
‫بوجود بعض أعراض اإلجهاد لديهم‪ ،‬بينما أفاد ‪ %34‬بوجود أعراض إجهاد شديد‪،‬‬
‫كما اتضح وجود درجات أعلى من اإلجهاد لدى المديرين مقارنة بالموظفين‪.‬‬
‫استخدمت هذه المعلومات إلنشاء سياسة للصحة النفسية في المنشأة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬هي صياغة رؤية ّ‬
‫تعبر عن قيم ومبادئ مستقبل الصحة النفسية في‬
‫مكان العمل والتي تشكل أساس بناء السياسة‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من األهداف‪،‬‬
‫هذه الرؤية عليها أن ترفع سقف التوقعات فيما يمكن إنجازه لكن دون االبتعاد عن‬
‫الواقعية‪ ،‬ويجب أن تدرج الرؤية في صيغتها النهائية ضمن فقرات سياسة الصحة‬
‫النفسية في مكان العمل‪ ،‬كما عليها أن توضح المخرجات المتوقعة من السياسة خالل‬
‫السنوات القادمة‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬يمكن أن تكون الرؤية (تشجيع بيئة العمل‬
‫اإليجابية بحيث يتعاون القادة والموظفون على إنجاز أهداف المنشأة‪ ،‬وتعزيز الصحة‬
‫البدنية والنفسية لدى جميع الموظفين‪ ،‬والترحيب بالتنوع من خالل تقديم فرص‬
‫المشاركة في مكان العمل لألشخاص المصابين باالضطرابات النفسية)‪.‬‬

‫تترجم األهداف رؤية السياسة إلى عبارات تبين بوضوح األهداف التي سوف تُنجز‪،‬‬
‫والتي تسعى إلى تحسين الصحة النفسية لدى الموظفين‪ ،‬على سبيل المثال‪( :‬تثقيف‬
‫جميع طاقم العمل عن القضايا المتعلقة بالصحة النفسية‪ ،‬توفير العالج لألشخاص‬
‫المصابين باضطرابات نفسية‪ ،‬تحسين اإلنتاجية من خالل التقليل من التغيب ألسباب‬
‫مرتبطة باالضطرابات النفسية)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫اهتماما بالصحة النفسية في مكان العمل‬


‫ً‬ ‫مثال ‪ -2‬لسياسة تحمل رؤيتها وأهدافها‬

‫الرؤية‪ :‬سترفع المنشأة كفاءتها من خالل تعزيز الصحة النفسية لدى جميع‬
‫موظفيها واالستجابة بشكل مناسب وعاجل الحتياجات الموظفين الذين أصيبوا‬
‫باضطراب في الصحة النفسية‪.‬‬
‫القيم والمبادئ‪:‬‬
‫‪ -‬الموظفون هم أهم ثروة للمنظمة لذا على المنشأة أن تقدم لهم الدعم والخدمات‬
‫المناسبة الحتياجاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ستتعزز كفاءة المنشأة عندما يكون موظفوها على مستوى جيد من الصحة النفسية؛‬
‫المقدمة لهم تعتني بشكل ٍ‬
‫كاف بصحتهم النفسية‪.‬‬ ‫لذا يجب أن تكون البرامج َّ‬
‫‪ -‬يجب توفير عالج لمشكالت الصحة النفسية لجميع الموظفين‪ ،‬وضمان حصول‬
‫مهم من الناحية المالية بالنسبة‬
‫مبكر ّ‬
‫الموظفين المصابين باالكتئاب على العالج ًا‬
‫للمنشأة‪.‬‬
‫األهداف‪:‬‬
‫‪ -‬تقليل نسبة التغيب ألدنى حد ممكن؛ من خالل القضاء على العوامل المؤسسية‬
‫تردي الصحة النفسية‪.‬‬‫التي تساهم في ّ‬
‫‪ -‬تحسين إنتاجية المنشأة من خالل تقديم دعم معنوي أكبر للموظفين بعد الحوادث الخطيرة‪.‬‬
‫المبكر على‬
‫التعرف ّ‬
‫‪ -‬تقليل عجز الموظفين ألدنى حد ممكن من خالل ضمان ّ‬
‫أعراض اضطراب االكتئاب‪ ،‬وتوفير الدعم والعالج الفعال‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬بناء االستراتيجيات من أجل تنفيذ السياسات بعد االنتهاء منها‪،‬‬
‫ومن أجل حصول السياسات على أعلى فعالية ممكنة يجب وضع عدد من‬
‫االستراتيجيات التي تنقسم إلى خمسة تصنيفات رئيسة يتم االختيار منها بناء على‬
‫احتياجات المنشأة والموارد المتوفرة‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة وعي الموظفين بالقضايا المتعلقة بالصحة النفسية‪.‬‬


‫المعرضين لمشكالت الصحة النفسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬دعم الموظفين‬
‫‪ -3‬توفير العالج للموظفين المصابين بمشكالت في الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -4‬إدخال تغييرات في تنظيم العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬إعادة دمج الموظفين المصابين بمشكالت نفسية في مكان العمل‪.‬‬

‫مثال ‪ -3‬حول االستراتيجيات التي تفيد في زيادة الوعي وتثقيف الموظفين بالصحة‬
‫النفسية في العمل‬

‫‪ -‬توزيع نشرات لتصحيح المفاهيم حول الخرافات المرتبطة بالصحة النفسية‪.‬‬


‫‪ -‬إقامة ورش عمل عن كيفية المحافظة على صحة نفسية جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم ملصقات وإنفوجرافيك تثقيفية عن الصحة النفسية في بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬بناء مجموعات اجتماعية للموظفين للتشجيع على إيجاد بيئة عمل داعمة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مكتبة تشمل مصادر مفيدة حول الصحة النفسية في بيئة العمل مثل‬
‫مقاالت وكتب ومقاطع فيديو وغيرها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫إعداد الخطة التنفيذية‪ ،‬والتي توضح األغراض واالستراتيجيات المتبعة واألهداف التي‬
‫سيتم إنجازها‪ ،‬وعليها أن تحدد اإلطار الزمني واألشخاص المسؤولين والمخرجات‬
‫المتوقعة والعقبات المحتملة‪.‬‬
‫ؤخذ األسئلة التالية‪:‬‬
‫إلعداد الخطة تُ َ‬
‫ما األنشطة المطلوبة لتنفيذ االستراتيجيات المتفق عليها؟‬ ‫‪-‬‬
‫من المسؤول عن كل استراتيجية؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما المدة الزمنية التي تحتاج إليها االستراتيجيات واألنشطة؟‬ ‫‪-‬‬
‫معا في نفس الوقت؟ واألنشطة التي يعتمد‬
‫ما األنشطة التي يمكن أن تقام ً‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذها على انتهاء نشاط آخر؟‬
‫ما المخرجات المتوقعة من كل نشاط؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما الصعوبات المحتمل حدوثها من كل نشاط؟‬ ‫‪-‬‬

‫الخطوة الرابعة‪ :‬تنفيذ السياسة وتقييمها من خالل توليد الدعم والتعاون‪ ،‬تنسيق عملية‬
‫التنفيذ‪ ،‬التدريب‪ ،‬إنشاء مشروع تجريبي‪ ،‬وتقييم المخرجات‪.‬‬
‫فضل نشر السياسة وإيصالها إلى أصحاب المصالح‪ ،‬من‬ ‫لتوليد الدعم والتمويل ُي ّ‬
‫األساليب التي يمكن استخدامها لذلك‪:‬‬
‫‪ -‬تنسيق فعالية بغرض إطالق السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الملصقات والنشرات عن السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬عقد االجتماعات مع عدد من الموظفين لشرح السياسة‪.‬‬
‫‪ -‬نشر السياسة على موقع الشبكة االلكترونية للمنشأة‪.‬‬
‫تحتاج عملية التنفيذ الكثير من الدقة والمراقبة والتعديل عند اللزوم من قبل تعيين‬
‫أشخاص أو لجنة مسؤولة عن التنفيذ‪ ،‬من المهم حصول األشخاص المنفذين على‬
‫التدريب المناسب لفهم القضايا المرتبطة بالصحة النفسية‪ ،‬ومن المفيد ًّ‬
‫جدا إنشاء‬
‫مشروع تجريبي لتنفيذ السياسة في أحد أقسام المنشأة بهدف تقييم المخرجات بدقة‪،‬‬
‫تقييم البرامج عملية تحتاج الكثير من الجهد‪ ،‬وقد يلزم االستعانة بمساعدة تقنية في‬

‫‪29‬‬
‫تصميم وتنفيذ عملية التقييم‪ ،‬كما أن التقييم النهائي يقيم إذا ما كانت األهداف المحددة‬
‫للسياسية قد أنجزت‪ ،‬وبالتالي إخبار صانعي القرار بفعالية البرنامج‪.‬‬
‫توجد عدة منهجيات لقياس مخرجات السياسة وأفضلها التصميم التجريبي الذي يقارن‬
‫بين مجموعتين (مجموعة تجريبية التي ُنِّف َذت فيها السياسة‪ ،‬ومجموعة ضابطة لم‬
‫تُنّفذ فيها السياسة)‪.‬‬
‫مثال‪ - 4‬تقييم التغيير‬

‫قبل التنفيذ (اختبار قبلي)‬


‫أظهرت نتائج دراسة مسحية تضمنت ‪ 400‬عامل في أحد المصانع الكبيرة أن‬
‫‪ %56‬من القوى العاملة أفادوا بوجود عرضين على األقل من أعراض الضغوط‬
‫لديهم‪.‬‬
‫إجراءات التنفيذ‪:‬‬
‫بعد أن تم مناقشة نتائج الدراسة في اجتماع لمديري التنفيذ؛ تم إعطاء لجنة مهتمة‬
‫بالصحة مهمة إنشاء سياسة للصحة النفسية‪ ،‬وبعد أن تم أخذ العديد من‬
‫طِّبقت ثالث استراتيجيات تهدف إلى تقليل مستوى الضغوط لدى‬
‫االستشارات ُ‬
‫الموظفين في أحد األقسام تتضمن ‪ 200‬موظف (المجموعة التجريبية)‪.‬‬
‫االستراتيجيات كانت ‪ -1‬برنامج تثقيفي عن الضغوط للموظفين ‪ -2‬نظام لقياس‬
‫حجم عمل الموظف ‪ -3‬استراتيجية تهدف لتعزيز التواصل بين اإلدارة والموظفين‪.‬‬
‫بعد التنفيذ (اختبار بعدي)‬
‫شهر من تنفيذ السياسة تم إعادة الدراسة المسحية‪ ،‬أظهرت الدراسة‬
‫بعد مرور ‪ً 12‬ا‬
‫أن نسبة الموظفين الذين تم تطبيق االستراتيجيات عليهم والذين أفادوا بوجود‬
‫عرضين على األقل من أعراض الضغوط كانوا بنسبة ‪ ،%22‬أما في المجموعة‬
‫الضابطة فكانت النسبة ‪ ،%60‬وبذلك أظهرت االستراتيجيات فعاليتها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫إرشادات عامة لمساعدة الموظف في تعزيز صحته النفسية‪:‬‬


‫يقع الحمل األكبر في تحقيق موازنة الصحة النفسية على الفرد نفسه أكثر من أي‬
‫طرف آخر كمدير أو منشأة‪ ،‬هناك الكثير من الطرق واألساليب التي قد تساعد في‬
‫الوصول إلى صحة نفسية جيدة‪ ،‬وبالتالي جودة عمل أعلى وإنتاج أفضل‪.‬‬
‫طلب مساعدة المختص النفسي‬
‫من المالحظ قلة وجود وحدة للصحة النفسية في المنشآت الحكومية أو الخاصة في‬
‫المملكة العربية السعودية يقدم فيها خدمات اإلرشاد النفسي من قبل مختص نفسي‪،‬‬
‫مهم ًّ‬
‫جدا؛ حيث إنه يساعد في تحسين وتعزيز الصحة‬ ‫وفي الواقع وجود أمر كهذا ّ‬
‫النفسية للموظفين والمنشأة بشكل عام‪.‬‬
‫في حال عدم وجود وحدة للصحة النفسية في مكان العمل‪ ،‬من األجدى زيارة المختص‬
‫النفسي في العيادات والمراكز المتخصصة‪.‬‬
‫شيوعا هي‪ :‬متى أطلب مساعدة المختص النفسي؟‬
‫ً‬ ‫قد تكون أكثر األسئلة‬
‫نمر بأوضاع ومشكالت حياتية مختلفة قد تجعلنا نعيش بعض‬
‫ال شك أننا جميعنا ّ‬
‫الضيق والضغوطات وصعوبات في التأقلم وتقلبات في المزاج بدون سبب واضح‪ ،‬أو‬
‫توتر مستمر مع عدم القدرة على السيطرة عليه‪ ،‬وتغير في مستوى الشهية والنوم‬
‫والنشاط؛ مما يؤثر على حياتنا‪ ،‬عندما تستمر حالتك النفسية السيئة أو تشتد لدرجة‬
‫أن تؤثر على نمط حياتك اليومي على المستوى الشخصي واألسري والعالقات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وإنجاز المهام في مكان العمل‪ ،‬فال بد أن تذهب لزيارة المختص النفسي‬
‫مبكر أفضل‬
‫علما بأن االستعانة بالمختص النفسي ًا‬
‫لتقديم المساعدة المناسبة لحالتك‪ً ،‬‬
‫في مستوى وسرعة التحسن‪.‬‬
‫انتشار بهدف التثقيف النفسي‪،‬‬
‫ًا‬ ‫في الفصل األول تحدثنا عن أكثر االضطرابات النفسية‬
‫قد يكون من المفيد قراءتها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المساعدة النفسية األولية‪:‬‬
‫المساعدة النفسية األولية تسعى إلى‬
‫مساعدة األشخاص الذين تظهر عليهم‬
‫أعراض مشكلة نفسية ِمن ِقَبل‬
‫أشخاص غير مختصين في المجال‬
‫النفسي كأن يكون صديًقا أو زميل‬
‫عمل أو أحد أفراد العائلة‪ ،‬تهدف‬
‫المساعدة النفسية األولية إلى تخفيف‬
‫الحالة النفسية التي يمر بها الشخص‬
‫بشكل فوري ومؤقت‪ ،‬وتقديم المعلومات حول الصحة النفسية والوصول إلى مختص‬
‫نفسي الحًقا‪.‬‬
‫ّ‬
‫خطوات عمل المساعدة النفسية األولية‪:‬‬

‫‪ -1‬اقترب وتواصل مع الشخص لمعرفة الحالة التي يمر بها مثالً‪( :‬ضيق ملحوظ‪،‬‬
‫انفعاالت حادة‪ ،‬قلق شديد أو نوبة ذعر‪ ،)...‬واسأله بماذا تشعر؟ منذ متى لديك هذا‬
‫الشعور؟ ثم انتقل للخطوة التالية‪.‬‬
‫‪ -2‬أصغ له دون أن تُصدر حكمًا‪ ،‬استمع إليه بحياد وعمق لتفهم أفكاره ومشاعره‬
‫وتصوراته‪ ،‬دعه يتحدث بحرية دون أن تقاطعه‪ ،‬قد تتشكل لديك أحكام عن هذا‬
‫وسلوكا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ظا‬ ‫الشخص‪ ،‬ولكن يجب أن تكون و ً‬
‫اعيا لذلك وتتجنب إظهار هذه األحكام لف ً‬
‫متفهما له‪ .‬ثم اذهب للخطوة الثالثة‪.‬‬
‫مصغيا و ً‬
‫ً‬ ‫تذكر أن هذا الشخص يحتاج أن تكون‬
‫قدم له الدعم والمعلومات عندما يشعر هذا الشخص الذي يعاني بأنك قد استمعت‬
‫‪ّ -3‬‬
‫جيدا‪ ،‬وقدمت له الدعم العاطفي؛ فهذا يسهل عليك عرض المساعدة بأن تسأله إذا‬
‫له ً‬
‫كان يرغب في الحصول على بعض المعلومات المفيدة والحلول المقترحة‪ .‬ثم اذهب‬
‫للخطوة الرابعة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫شجعه للحصول على المساعدة النفسية المتخصصة‪ ،‬اقترح عليه بعض الخيارات‪،‬‬
‫‪ّ -4‬‬
‫مثل أن تساعده في البحث عن الخيارات المتاحة للوصول إلى مختص نفسي في‬
‫مكان العمل إن ُو ِج َد أو خارًجا مثل المراكز والمستشفيات المتاحة في منطقتكم‪ .‬ثم‬
‫اذهب للخطوة الخامسة‪.‬‬
‫شجعه الستخدام مصادر دعم أخرى مثل استخدام استراتيجيات المساعدة الذاتية‬ ‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ذكره بعظم األجر‬
‫(ذ ّكره بنقاط القوة التي يملكها‪ ،‬والتحديات التي تجاوزها إن وجدت‪ّ ،‬‬
‫عند الصبر على المصائب‪)...‬‬
‫شجعه على طلب المساعدة والدعم من العائلة أو األصدقاء المقربين أو من أشخاص‬
‫ّ‬
‫مروا بتجربة مماثلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫مهارات توكيد الذات‪:‬‬
‫توكيد الذات يعني أن يكون الشخص واثًقا من نفسه بشكل ٍ‬
‫كاف عند تعامله مع‬
‫اآلخرين ومع المواقف اليومية والتنمر في مكان العمل‪ ،‬قبل الدخول في مهارات توكيد‬
‫الذات قد يكون من األفضل عرض ما هو عكس توكيد الذات‪ ،‬والذي يشتمل سلوكيات‬
‫لع ْملة واحدة هي عملة (ضعف الثقة بالنفس)‪.‬‬
‫سلبية أو عدوانية‪ ،‬وهي وجهان ُ‬
‫سلوكيات التواصل السلبي‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتقادك بأنه ال تملك حقوًقا في إبداء رأيك أو االعتراض أو التعبير عن‬


‫مشاعرك‪.‬‬
‫‪ -2‬السماح لآلخرين بالتقليل من أهميتك كشخص ومن قيمة إنجازك‪.‬‬
‫‪ -3‬التساهل في أن تتم معاملتك بطريقة مهينة‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف التواصل البصري وانخفاض مستوى الصوت عند الحديث مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -5‬السماح لآلخرين بفرض آرائهم وتصرفاتهم عليك‪.‬‬

‫سلوكيات التواصل العدواني‪:‬‬

‫‪ -1‬محاولة التحكم وفرض اآلراء على اآلخرين‪.‬‬


‫‪ -2‬المبالغة في استخدام األلفاظ السلبية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -3‬السخرية والتقليل من قيمة اآلخرين بشكل متكرر‪.‬‬
‫‪ -4‬رفع نبرة الصوت والتواصل البصري الحاد‪.‬‬
‫‪ -5‬استخدام ألفاظ تهديد ضمنية أو صريحة‪.‬‬

‫سلوكيات التواصل التوكيدي‪:‬‬

‫‪ -1‬االستماع الجيد آلراء ومشاعر اآلخرين بكل احترام‪.‬‬


‫‪ -2‬تحمل المسؤوليات ومراعاة حقوق اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬التحدث مع اآلخرين بنبرة صوت متوسطة وتواصل بصري متوازن‪.‬‬
‫‪ -4‬التعبير اإليجابي لآلخرين مثل التشجيع والثناء والشكر‪.‬‬
‫‪ -5‬المطالبة بتوازن لالحتياجات والحقوق‪.‬‬
‫أي إساءة تصدر ِمن ِقَبل‬
‫‪ -6‬التعبير عن المشاعر السلبية بشكل مقبول ورفض ّ‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫فرض عليك أو ال ترغب أن تقوم به باحترام وبشكل واضح‪.‬‬
‫‪ -7‬رفض أي عمل ُي َ‬
‫‪ -8‬عدم السماح لآلخرين بفرض آرائهم وعدم فرض آرائك على اآلخرين‪.‬‬

‫مهارات التواصل الفعال‪:‬‬


‫تكمن أهمية التواصل في بيئة العمل على تعزيز العالقات الشخصية‪ ،‬والحصول على‬
‫الدعم‪ ،‬وتخفيف الضغوط والمساعدة في خلق بيئة عمل إيجابية‪.‬‬
‫أي مكان وزمان‪ ،‬وليس االقتصار على مكان العمل‪.‬‬
‫ينصح بممارسة مهارات التواصل في ّ‬
‫الفعال‪:‬‬
‫أهم مهارات التواصل ّ‬
‫‪ -1‬االنتباه‪:‬‬
‫‪ -1‬انظر إلى الشخص الذي يتكلم معك بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ -2‬رّكز فيما يقوله المتحدث أمامك‪ ،‬وال تسمح لألفكار التي تدور في ذهنك‬
‫بتشتيتك عن محتوى الحوار‪.‬‬
‫‪ -3‬استمع لما يقوله المتحدث بدون االنشغال بإعداد إجابات على ما ُيقال‪.‬‬
‫المتحدث بعين االعتبار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -4‬انظر إلى لغة جسد‬

‫‪34‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫‪ -2‬اإلصغاء‪:‬‬
‫‪ -1‬أومئ برأسك بين فترة وأخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدم تعابير وجهك وابتسم‪.‬‬
‫‪ -3‬أصدر كلمات وأصواتًا مثل (امم ‪-‬اها ‪ -‬نعم ‪ -‬فهمت)‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم تغذية راجعة‪:‬‬
‫‪ -1‬تفاعل مع ما يقوله المتحدث من خالل إعادة صياغة كالمه مثال (أعتقد أني‬
‫فهمت منك كذا وكذا‪( )...‬كنت تقصد أن ما حدث‪)...‬‬
‫لخص كالمه المهم‪ ،‬وأخِبره به بين فترة وأخرى‪.‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫‪ -4‬ابتعد عن إصدار األحكام‪:‬‬
‫تجنب مقاطعة المتحدث للحديث عن رأيك قبل انتهاء كالمه‪.‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪ -2‬ال تنحاز إلى جزء من الحديث وتترك باقي جزئيات الحديث‪.‬‬
‫تقييما غير مناسب أو بهدف إصدار حكم فقط‪.‬‬
‫حكما أو ً‬
‫‪ -3‬ال تطلق عليه ً‬

‫الفعال‪.‬‬ ‫من المهم ًّ‬


‫جدا التدريب بشكل مستمر للوصول إلى اتقان مهارات التواصل َّ‬

‫‪35‬‬
‫مصادر لتقديم المساعدة النفسية‬
‫مركز االتصال في المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية‪:‬‬
‫يستقبل مركز االتصال االستشارات النفسية بكافة أنواعها ومن جميع مناطق المملكة‬
‫العربية السعودية ولجميع فئات المجتمع‪ ،‬يتم الرد على االستشارات ِمن ِقَبل مختصين‬
‫في المجال النفسي من األحد إلى الخميس من الساعة ‪ 8‬وحتى ‪ 4‬عبر الرقم‬
‫‪.920033360‬‬

‫تطبيق قريبون‪:‬‬

‫يحتوي تطبيق قريبون التابع للمركز الوطني على معلومات ومواد تثقيفية ال َح ْ‬
‫صر‬
‫مجانا‪،‬‬
‫ً‬ ‫لها عن الصحة النفسية‪ ،‬باإلضافة إلى خدمة االستشارات النفسية النصية‬
‫والتي يشرف عليها مختصون في المجال النفسي‪ ،‬يمكن تحميله على أجهزة ‪IOS‬‬
‫واألندرويد‪.‬‬

‫تطبيق دليلك النفسي‪:‬‬


‫دليلك للخدمات النفسية يساعد الباحثين عن العيادات والمراكز والمستشفيات التي‬
‫تقدم خدمات للصحة النفسية والعالجية والتأهيلية في مناطقهم إن وجدت‪ ،‬أو أقرب‬
‫مكان ممكن‪ ،‬يمكن تحميله على أجهزة ‪ IOS‬أو األندرويد‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫أدوات مساعدة للتقييم النفسي المهني‪:‬‬


‫‪ -1‬مقياس ماسالش ‪ Maslach‬لالحتراق النفسي (‪)MBI‬‬

‫انتشار من قبل كريستينا ماسالش وسوزان جاكسون‬‫ًا‬ ‫أعد هذا المقياس الواسع‬
‫بهدف تقييم مستوى احتمالية اإلصابة باالحتراق النفسي‪ ،‬يتكون هذا المقياس من‬
‫‪ 22‬عبارة حول االحتراق النفسي‪ ،‬ويستغرق ‪ 15-10‬دقيقة‪ ،‬من الممكن‬
‫استخدامه لألفراد أو المجموعات‪.‬‬
‫مكونات المقياس التي تساعد في قياس احتمالية االحتراق النفسي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلرهاق االنفعالي‪ :‬يقيس جدول اإلرهاق االنفعالي ‪-‬الذي يتكون من تسعة‬


‫بنود‪ -‬فرط المشاعر االنفعالية لدى الفرد مثل (اإلحباط والحزن والعجز‬
‫والتبلد‪ )...‬تجاه العمل‪ ،‬ويظهر الشخص الشعور المتكرر باالستثارة‬
‫والغضب بدون سبب محدد‪ ،‬وبذلك يشير إلى أن الفرد مستنفذ انفعاليًّا نتيجة‬
‫لضغوط العمل‪ ،‬تشير زيادة الدرجات إلى االحتراق النفسي‪.‬‬
‫‪ -2‬تدني العنصر اإلنساني في التعامل (تبلد المشاعر)‪ :‬يقيس جدول فقدان‬
‫العنصر اإلنساني البالغ ‪ 5‬بنود شدة وقوة المشاعر السالبة نحو اآلخرين‬
‫المستفيدين من خدماته‪ ،‬وتغير االتجاهات نحو المهنة والزمالء‪ ،‬تشير‬
‫الدرجات المرتفعة إلى مستوى مرتفع من االحتراق النفسي‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلنجاز الشخصي‪ :‬يقيس جدول اإلنجاز المكون من ثالثة بنود مشاعر‬
‫الكفاءة واإلنجاز والرضا المهني والذاتي‪ ،‬تشير الدرجات المنخفضة إلى‬
‫ارتفاع مستوى االحتراق النفسي‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫طريقة استخدام المقياس‪:‬‬
‫أجب عن كل سؤال باإلشارة إلى الدرجة التي تتوافق مع استجابتك‪ ،‬ثم قم بجمع‬
‫درجاتك في كل قسم‪ ،‬وقارن نتائجك مع ما تمثله درجات النتائج في أسفل هذه الوثيقة‪.‬‬
‫‪ =0‬إطالًقا‪.‬‬
‫أحيانا في السنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪=1‬‬
‫‪ =2‬مرة في الشهر‪.‬‬
‫أحيانا في الشهر‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪=3‬‬
‫‪ =4‬مرة في األسبوع‪.‬‬
‫أحيانا في األسبوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪=5‬‬
‫‪ =6‬يوميًّا‪.‬‬
‫طريقة التصحيح وتفسير النتائج‪:‬‬
‫القسم أ‪ :‬اإلرهاق النفسي‪:‬‬
‫اإلرهاق النفسي‪ :‬يتصف باإلرهاق من فكرة العمل ذاتها‪،‬‬
‫والتعب المزمن‪ ،‬وصعوبات النوم‪ ،‬كذلك بعض المشاكل الجسدية‪.‬‬
‫• مجموع ‪ 17‬فأقل‪ :‬مستوى احتراق نفسي منخفض‪.‬‬
‫• مجموع بين ‪ 18‬و‪ :29‬بما فيهما هذان الرقمان‪ :‬احتراق نفسي متوسط‪.‬‬
‫• مجموع فوق ‪ :30‬احتراق نفسي مرتفع المستوى‪.‬‬
‫القسم ب‪ :‬تدني العنصر اإلنساني في التعامل (تبلد المشاعر)‪:‬‬
‫هي حالة من قلة التعاطف أثناء التعامل مع األشخاص‪ ،‬مما يؤدي إلى السخرية‬
‫والسلبية في الكثير من المواقف تجاه الزمالء أو العمالء‪ ،‬والشعور بالذنب‪ُّ ،‬‬
‫وتجنب‬
‫التواصل االجتماعي والميل إلى االنطوائية‪.‬‬
‫• مجموع ‪ 5‬أو أقل‪ :‬مستوى احتراق نفسي منخفض‪.‬‬
‫• مجموع بين ‪ 6‬و‪ :11‬احتراق نفسي معتدل‪.‬‬
‫• مجموع ‪ 12‬فأكثر‪ :‬مستوى احتراق نفسي مرتفع‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫القسم ج‪ :‬اإلنجاز الشخصي‪:‬‬


‫عندما يبدأ اإلنجاز الشخصي بالتدني‪ُ ،‬ي ّقيم الفرد نفسه بشكل سلبي‪ ،‬ويشعر بعدم‬
‫التقدم‪ .‬وبالتالي يشعر باإلحباط مما يؤدي إلى الفشل رغم وجود جهود‬ ‫قدرته على ّ‬
‫مبذولة ِمن ِقَبله لتفادي ذلك‪ ،‬يبدأ بعدها بالشك في قدراته الذاتية في تحقيق اإلنجازات‬
‫ألول قسمين‪.‬‬
‫المتوقعة‪ .‬هذا الجانب هو نتيجة ّ‬
‫• مجموع ‪ 33‬أو أقل‪:‬‬
‫مستوى احتراق نفسي مرتفع‬
‫• مجموع بين ‪ 34‬و‪:39‬‬
‫بما فيهما هذان الرقمان‪ :‬احتراق نفسي معتدل‪.‬‬
‫• مجموع أكثر من ‪:40‬‬
‫احتراق نفسي منخفض المستوى‪.‬‬
‫إذا كانت النتيجة في أول قسمين مرتفعة ومنخفضة في القسم الثالث‪ ،‬فقد يشير هذا‬
‫إلى وجود احتراق نفسي‪.‬‬

‫أحياًنا‬ ‫أحياًنا‬ ‫مرة‬ ‫أحياًنا‬


‫مرة في‬
‫يوميا‬
‫ً‬ ‫في‬ ‫في‬ ‫في‬ ‫في‬
‫األسبوع‬
‫األسبوع‬ ‫الشهر‬ ‫الشهر‬ ‫السنة‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القسم (أ)‬


‫عاطفيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫أشعر بأن عملي قد استنزفني‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫جهدا ً‬
‫يتطّلب العمل مع الناس طوال اليوم ً‬
‫بأن عملي يدفعني لالنهيار‪.‬‬
‫أشعر ّ‬
‫أشعر بإحباط من عملي‪.‬‬
‫جهدا في العمل يفوق قدراتي‪.‬‬
‫أشعر بأنّني أبذل ً‬
‫إن العمل المباشر مع الناس في العمل‬
‫يسبب لي الكثير من الضغط‪.‬‬
‫تحمل المزيد‪.‬‬
‫أشعر بأنني ال أستطيع ّ‬
‫إجمالي الدرجات‪ -‬القسم (أ)‬

‫‪39‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القسم (ب)‬
‫أشعر بأنني أعتني ببعض مرضاي‪/‬‬
‫متلقي الخدمة بحالة أقل إنسانية‪،‬‬
‫وكأنهم مجرد أشياء‪.‬‬
‫صباحا‬
‫ً‬ ‫أشعر بالتعب عندما أستيقظ‬
‫جديدا في‬
‫يوما ً‬
‫علي أن أواجه ً‬ ‫ويجب‬
‫ّ‬
‫العمل‪.‬‬
‫بأن مرضاي‪ /‬متلقي‬
‫عندي انطباع ّ‬
‫الخدمة ُيشعرونني بأنني مسؤول عن‬
‫بعض مشاكلهم‪.‬‬
‫عند نهاية يوم العمل‪ ،‬يكون صبري قد‬
‫َن َفد‪.‬‬
‫ال أكترث حقيقة لما يحصل لبعض‬
‫مرضاي‪ /‬متلقي الخدمة‪.‬‬
‫تجاه‬ ‫حساسية‬ ‫أقل‬ ‫أصبحت‬ ‫لقد‬
‫األشخاص منذ أن بدأت العمل‪.‬‬
‫أخشى أن هذا العمل يزيل حس االهتمام‬
‫باآلخرين لدي‪.‬‬
‫إجمالي الدرجات‪ -‬القسم (ب)‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫القسم (ج)‬
‫أحقق الكثير من األمور المهمة في هذا العمل‪.‬‬
‫ّ‬
‫أشعر بأنني مليء بالطاقة‪.‬‬
‫أستطيع بسهولة معرفة ما يشعـــــــــــــر به‬
‫مرضاي‪ /‬متلقي الخدمة‪.‬‬
‫يمر بهـــــــــــــــــا‬
‫أعالج المشـــــــــــــــاكل التي ّ‬
‫مرضاي‪/‬متلقي الخدمة بفعالية‪.‬‬
‫أتعامل مع المشاكل االنفعالية في عملي‬
‫بهدوء شديد‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫إيجابيا على اآلخرين‬


‫ًّ‬ ‫تأثير‬
‫أشعر بأن لدي ًا‬
‫في عملي‪.‬‬
‫جو مريح مـــــــــــــع‬
‫أستطيع بسهولة خلق ّ‬
‫مرضاي‪ /‬متلقي الخدمة‪.‬‬
‫أشعر باالرتياح الشديد في العمل عندما‬
‫أكون على صلة وثيقة بمرضاي‪/‬متلقي‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫إجمالي الدرجات‪ -‬القسم (ج)‬

‫‪41‬‬
‫‪ -2‬مقياس الضغط النفسي في العمل‪:‬‬

‫تم تطوير مقياس الضغط النفسي في العمل المكون من ‪ 32‬فقرة ِمن ِقَبل المجلس‬
‫الهندي لألبحاث الطبية‪.‬‬
‫طريقة استخراج وتفسير النتائج‪:‬‬
‫اإلجابة عن الفقرات يكون بالترتيب اآلتي‪:‬‬
‫دائما‬
‫‪ً =4‬‬ ‫‪ =3‬بشكل متكرر‬ ‫=أحيانا‬
‫ً‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ =1‬إطالًقا‬
‫بشكل‬
‫دائم ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫إطالق ًا‬
‫متكرر‬ ‫البند‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫ألوم نفسي عندما تكون األمور سيئة‪.‬‬
‫أكبت مشاكلي‪ ،‬ثم أشعر أنني سأنفجر‪.‬‬
‫أُركز في عملي ألنسى مشاكلي الشخصية‪.‬‬
‫إلي‪.‬‬
‫أُفرغ غضبي وإحباطي بالذين هم أقرب َّ‬
‫أُالحظ تغيرات سلبية في أنماط سلوكي عندما أكون‬
‫تحت الضغط‪.‬‬
‫أُركز على الجوانب السلبية أكثر من الجوانب‬
‫اإليجابية في حياتي‪.‬‬
‫أمر بمواقف جديدة‪.‬‬
‫أشعر بعدم الراحة عندما ُ‬
‫أشعر أن الدور الذي أقوم به في مؤسستي عديم‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫متأخر لعملي أو الجتماعات مهمة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ِ‬
‫أصل‬
‫أستجيب بسلبية لالنتقادات الشخصية‪.‬‬
‫أشعر بالذنب إذا جلست دون عمل لساعة‪.‬‬
‫أشعر أنني على عجلة من أمري حتى عندما ال‬
‫أكون تحت الضغط‪.‬‬
‫ال يوجد لدي وقت ألق أر بالتكرار الذي أرغبه‪.‬‬
‫أطلب االنتباه أو الخدمة مباشرًة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫بشكل‬
‫دائماً‬ ‫أحياناً‬ ‫إطالقاً‬
‫متكرر‬ ‫البند‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أتجنب التعبير عن مشاعري الحقيقية وأنا في‬
‫العمل‪.‬‬
‫آخذ مهمات بنفس الوقت أكثر مما أستطيع‬
‫تحمله‪.‬‬
‫ال آخذ نصائح من زمالئي أو مشرفيي‪.‬‬
‫أتجاهل محدوديتي المهنية أو الجسدية‪.‬‬
‫أتجاوز عن هواياتي واهتماماتي؛ ألن عملي يأخذ‬
‫كل وقتي‪.‬‬
‫أتعامل مع المواقف دون التفكير العميق المسبق‬
‫بها‪.‬‬
‫أنا مشغول ًّ‬
‫جدا لدرجة أني ال أستطيع أن أحصل‬
‫على استراحة غداء مع زمالئي أو أصدقائي خالل‬
‫األسبوع‪.‬‬
‫أؤجل مواجهة أو حل المشكالت عندما تحدث‪.‬‬
‫يستغلني الناس عندما ال أتصرف بشكل توكيدي‪.‬‬
‫أخجل من أن أقول‪ :‬إن عبء عملي كبير‪.‬‬
‫ُفوض بعض عملي لغيري‪.‬‬ ‫أتجنب أن أ ّ‬
‫أتعامل مع مهماتي قبل وضعها في أولويات‪.‬‬
‫علي أن أقول‪" :‬ال" لطلبات‬
‫َّ‬ ‫أجد من الصعب‬
‫اآلخرين ومطالبهم‪.‬‬
‫علي أن أُنجز كل األعمال اليومية‪.‬‬
‫أشعر بأن َّ‬
‫أعتقد أنني لن أستطيع أن أتكيف مع عبء‬
‫عملي‪.‬‬
‫خوفي من الفشل يمنعني من القيام بمجهودات‪.‬‬
‫حياتي العملية تميل ألن تأخذ أولوية عندي على‬
‫حياتي العائلية أو البيتية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بشكل‬
‫دائماً‬ ‫أحياناً‬ ‫إطالقاً‬
‫متكرر‬ ‫البند‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫أُص ِبح غير صبور إذا لم يحدث أو يحصل الشيء‬
‫مباشرًة‪.‬‬

‫الدرجات من ‪ 32‬إلى ‪ :64‬تستطيع إدارة مستويات الضغط لديك بشكل جيد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى الضغط المنخفض ًّ‬
‫جدا قد يقلل الدافعية‪ ،‬من األفضل أن تحاول تحقيق‬
‫توازن بين الضغط السلبي واإليجابي‪.‬‬

‫الدرجات من ‪ 65‬إلى ‪ :95‬لديك مستوى مناسب من الضغط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدرجات من ‪ 96‬إلى ‪ :128‬مستوى الضغط لديك مرتفع ًّ‬


‫جدا‪ ،‬عليك إيجاد‬ ‫‪-‬‬
‫استراتيجيات جديدة لتعديله‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دليل الصحة النفسية في بيئة العمل‬

‫المصادر‬
.‫ األردن‬.)‫م‬2020( .‫دليل رعاية الموظفين ورعاية الذات في و ازرة الصحة‬
.‫ دليل المساعدة النفسية األولية‬.)‫هـ‬1436( .‫ العشيوي‬.‫ عثمان و ه‬.‫ ج‬،‫ الحبيب‬.‫ع‬
.‫الرياض‬
‫ التقرير التقني للمسح الوطني‬.)‫م‬2019( .‫ الحبيب‬.‫ و ع‬،‫ السبيعي‬.‫ ع‬،‫ التويجري‬.‫ي‬
.‫ مركز الملك سلمان ألبحاث اإلعاقة‬,‫ الرياض‬.‫السعودي للصحة النفسية‬
Australian Government. Working Together: Promoting Mental
Health and Wellbeing at Work guide, Australian Public Service
Commission- Comcare body.
C. Maslach, S.E. Jackson, M.P. Leiter. (1996). Maslach
Burnout Inventory manual (3rd ed.), Consulting Psychologists
Press.
Mental health policies programmes in the workplace. (2005)
Geneva, World Health Organization.

45

You might also like