Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 53

‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬

‫معهد العلوم اإلسالمية والعربية يف إندونيسيا‬


‫قسم الشريعة‬

‫مذكرة النصوص األدبية‬


‫املستوى اخلامس‬
‫أشرف على إعادة جمعها وترتيبها‬

‫األستاذ‪ /‬إبراهيم السعيد‬

‫الصفحة ‪ 1‬من ‪35‬‬


‫متهيد‬

‫كيف ندرس نصًّا أدبيَّا؟‬


‫أوال‪ :‬النص األدبي‪( :‬القصيدة الشعرية‪ -‬النثر)‬
‫ّ‬
‫يعرف النص األدبي على أنه عبارة عن مجموعة من األفكار واألحداث والشخصيات واملعاني والزمان واملكان التي يتم تقديمها‬
‫بشكل خيالي ومبتكر يتناسب مع رؤية األديب‪ ،‬كما تكون مبنية على تصوراته الخاصة التي يرسمها باستعمال خياله العاطفي‬
‫وبالغته؛ للتعبير عن رؤيته بشكل واضح ومحدد‪ ،‬باإلضافة إلى التأثير في ِّّ‬
‫املتلقي وإقناعه من أجل القبول بهذه الفكرة‪ِّ.‬‬

‫ثانياً‪ :‬حتليل النص األدبي‬


‫يحتاج تحليل النص األدبي إلى‪ِّ:‬‬

‫‪ .1‬قراءة النص ألكثر من مرة باستعمال أسلوب متأنِّ؛ لكي يتمكن املحلل من فهم النص‪ ،‬وفهم أفكاره ونوعه وموضوعه‬
‫العام من أجل تذوق معانيه وفهمها‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلملام ببيئة كاتب النص األدبي من أجل الوصول إلى القيمة األدبية والفنية للموضوع‪ِّ.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬خطوات حتليل النص األدبي‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ .1‬التعريف بصاحب النص املراد تحليله والذي يضم كال من‪:‬‬
‫ِّأ‪ .‬معرفة اسم الكاتب بشكل كامل‪ ،‬وتاريخ ميالده‪ِّ .‬‬
‫ب‪ .‬معرفة مراحل نشأة الكاتب‪ ،‬ومراحل تعليمه‪ ،‬واملهام واملناصب التي عمل فيها‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ت‪ .‬معرفة أهم آثاره األدبية وأبرزها‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ث‪ .‬معرفة وقت وفاته وسببها‪ِّ.‬‬
‫ِّ‬

‫رابعًا‪ :‬خطوات الدراسة األدبية‪:‬‬


‫‪ -1‬دراسة األفكار‪ :‬تحديد القضية أو املوضوع‪ ،‬وتحليل سبب تصنيف النص الفني الذي أدى إلى إيجاد هذا التصنيف من‬
‫خالل تحديد الفكرة العامة‪ ،‬ومعالجة األفكار األساسية للنص‪.‬‬
‫‪ -2‬البساطة والوضوح أو الصعوبة والغموض؛ إذ يستند تحليل النص األدبي على قدرة املحلل في استنتاج أفكار بسيطة‬
‫ً‬
‫وواضحة معتمدة على تركيز كاتب النص على طرح أفكاره بشكل دقيق بعيدا عن الصعوبة والغموض‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد الفن املنتمي إليه النص األدبي بشكل دقيق‪ ،‬وتعريفه بشكل موجز من خالل االستعانة بذكر تاريخه القديم‬
‫ً‬
‫وصوال إلى املوضوع‪.‬‬
‫‪ -4‬الترابط والتسلسل؛ والذي يقصد به تحليل براعة وذكاء كاتب النص األدبي في نجاحه بإقناع املتلقي بأفكاره وقدراته‬
‫عن طريق تسلسل أفكاره بشكل منظم ومرتب ومتماسك‪.‬‬
‫‪ -5‬القديم والجديد بمعنى دراسة األفكار داخل املوضوع وطرح أفكار جديدة‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 2‬من ‪35‬‬
‫خامسا‪ :‬دراسة أسلوب الكاتب النصي‪:‬‬
‫‪ -1‬بمعنى هل أسلوبه مباشر؟ أو غير مباشر؟ من خالل‪ :‬دراسة قصر وطول العبارات‪ ،‬وهدوء وقوة العبارات اإليحائية‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد نوع األسلوب الغالب في النص األدبي والغرض منه‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة األلفاظ من حيث غرابتها وصعوبتها‪ ،‬ومن حيث سهولتها ووضوحها ومدى تداولها واستخدامها‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة الصورة البيانية من خالل‪ :‬دراسة الخصائص الفنية لألديب‪ .‬تحليل الصورة الفنية للنص األدبي بشكل دقيق‬
‫ومفصل‪.‬‬

‫سادسًا‪ :‬خطوات أخرى‪:‬‬


‫‪ ‬التركيز على األحكام الخاصة بالكاتب وشخصيته من ناحية أسلوبه‪ ،‬ولغته ومدى تأثره باملذاهب األدبية‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة العاطفة التي دفعت الكاتب إلى كتابة النص األدبي‪ ،‬وتحليل مدى قوتها وصدقها‪.‬‬
‫‪ ‬التركيز على القيم التي يضمها النص ومدى فائدتها للقارئ‪ ،‬وذلك سواء كانت قيم تظهر بيئة دينية‪ ،‬أم عصر الكاتب‪ ،‬أم‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 5‬من ‪35‬‬


‫ا‬
‫النص األول (حفظ النص كامًل)‬
‫قصيدة قيم عربية للشاعر محمد بن عمي ِّر الكندي (املقنع الكندي)ِّ‬

‫املخصوصة‪ ،‬وقد‬
‫ِّ‬ ‫العنوان " ‪:‬قيم عربية ‪ " :‬يبدو من العنوان أن الشاعر بصدد التحدث عن مجموعة من القيم واملبادئ‬
‫أشار إلى أنها قيم عربية‪ ،‬أي أنها من قيم ومبادئ العرب‪.‬‬
‫الفكرة العامة للقصيدة ‪( :‬ع َّم تتحدث القصيدة؟)‬
‫الجواب = الفكرة العامة ) ‪:‬إبراز مزايا الشاعر‪ ،‬وتفضله على قومه‪ ،‬وبيان أن أعماله كفيلة بأن تكسبهم مدح وثناء‬
‫اآلخرين(‬
‫غرض القصيدة ‪:‬الفخر واالعتزاز ) حيث يمدح الشاعر نفسه ويبين فضله على قومه وتميزه عنهم‪ (.‬قال محمد بن ظفر‬
‫بن عمير الكندي الملقب بالمقنع الكندي ( توفي ‪ 96‬هـ ‪986 /‬م – العصر األموي) قصيدته الشهيرة – قصيدة‬
‫دين الكريم – من البحر الطويل‪ِّ :‬‬
‫ً‬
‫ثالثا – نظرة عروضية‪:‬‬
‫َّ‬
‫البحر الطو ْيل وزنه بحسب الدائرة العروضية‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫القصيدة من‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ف ُع ْول ْن َم َفاع ْيل ْن ف ُع ْول ْن َم َفاع ْيل ْن ** ف ُع ْول ْن َم َفاع ْيل ْن ف ُع ْول ْن َم َفاع ْيل ْ ِّ‬
‫نِّ‬
‫القصيدة‬
‫َ ْ َ َ ُْ‬ ‫َّ َ‬
‫الد ْين ق ْومي َوإ َّن َمــا**** ُد ُيوني في أشي ِّ‬
‫اءِّ تكس ُب ُه ِّْمِّ َح ْم َدا‬ ‫‪ُ .1‬ي َعات ُبني في‬

‫معاني املفردات ‪:‬يعاتبني ‪ :‬يلومني ‪ /‬الدين ‪ :‬االقتراض والسلف ‪ /‬تُكسبهم ‪ :‬تمنحهم وتعطيهم ‪ /‬حمدا ‪ًِّ :‬‬
‫ثناء وشكرا‪.‬‬
‫الكشف في املعجم ‪ :‬أ ‪.‬طريقة الكشف عن (يعاتــبني ) في املعجم‪.‬‬

‫‪ .1‬نحول الفعل إلى صيغة املاض ي ‪،‬فتصبح ( ‪ :‬عاتبني )ِّ‬

‫‪ .2‬نحذف الحرف الزائد ‪ ،‬فتصبح الكلمة ( عاتب‪ ،‬ثم نجرد الفعل إلى الثالثي فصبح عتب‪.‬‬

‫‪.3‬نكشف عن الكلمة في باب العين ) ‪ ،‬م ـ ـ ــادة ‪ :‬ع – ت – ب )‪.‬‬


‫التطبيق النحويُ ‪:‬أ‪ ( .‬يعاتبني ‪ ) :‬فعل مضارع مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة ‪ ،‬والنون للوقاية ‪ ،‬وياء‬
‫املتكلم ‪ :‬ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به )‪.‬‬
‫ب‪ ( .‬أشياء ‪ ) :‬اسم مجرور وعالمة جره الفتحة النائبة عن الكسرة ألنه ممنوع من الصرف‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 4‬من ‪35‬‬


‫شرح البيت ‪:‬إن قومي يلومونني ويعاتبونني بسبب استدانتي واقتراض ي األموال‪ ،‬ولكني حقيقة لم أقترض‪ ،‬ولم‬
‫تكن ديوني سوى ألمور أحاول من خاللها أن أمنحهم حمد وثناء ومدح اآلخرين‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬قوم الشاعر يلومونه الستدانته‪ ،‬بينما يستدين ليكسبهم املدح والثناء‪.‬‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وا***ث ُغ َ‬ ‫‪َ .2‬أ ُسدِِّّ بهِِّّ َماِّ َق ِّْدِّ َأ َخلوا َو َ‬
‫ور ُح ُقوق َما أطاقـواِّ ل َها َس َّدا‬ ‫ض َّي ُع‬
‫قصروا وأنقصوا ‪ ،‬ولم يؤدوا على وجه التمام ‪ ،‬ومضادها ( ّ‬
‫أتموا‬ ‫معاني املفردات ‪:‬أسد ‪ :‬أؤدي ‪ -‬أغطي ‪ /‬أخلُّــوا ‪َّ :‬‬
‫ضيعوا ‪ :‬أهملوا وأضاعوا ‪ /‬ثغورُ ‪ :‬الفتحات التي ينفذ منها العدو عادة ‪ /‬أطاقوا ‪ :‬قدروا واستطاعوا‪.‬‬ ‫وأكملوا ‪ّ ) /‬‬
‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬املقصود بالبيت ‪ ):‬يقصد الشاعر من البيت أنه كان يستدين ألجل أن يغطي أوجه‬
‫أداء الواجب التي أهملها قومه بسبب فقرهم‪ ،‬فهم في بعض األحيان يقصرون في أداء الحقوقِّ‪ ،‬وال يؤدونها على‬
‫ً‬ ‫الوجه األكمل فيضطر إلتمامها وتغطية النقص في أدائها مما يكلفه الكثير فيلجأ َّ‬
‫للد ِّْين‪ ،‬وأحيانـا أخرى يضيعون‬
‫شيئا؛ لعدم قدرتهم على ذلك؛ فيضطر بدوره؛ لحرصه على سمعته وسمعة‬ ‫تماما‪ ،‬وال يؤدون منها ً‬
‫الحقوق ً‬
‫أيضا ُِّيثقل كاهله فيضطره َّ‬
‫للد ْين‪.‬‬ ‫يؤديها عنهم ‪ ،‬وهذا ً‬‫القبيلة‪ ،‬إلى أن ِّ‬
‫ب‪ ( .‬داللة التعبير عن الحقوق املضيعة بالثغورُ ‪ ):‬يدل ذلك على أن الحقوق إذا لم يؤدها صاحبها على‬
‫ً‬
‫الوجه األكمل ‪ ،‬أو أهملها ولم يستطع تأديتها ؛ كان تضييعها واإلخالل بأدائها منفذا للمشاكل واملصاعب ‪ ،‬ومن‬
‫تمام كالثغور التي إن أهملها أصحابها‪ ،‬ولم يستطيعوا تغطيتها َّ‬
‫وسدها ‪ ،‬ومنع‬ ‫هنا تبدو تلك الحقوق وكأنها ٌ‬
‫ً‬
‫العدو من اختراقها‪ ،‬كانت منفذا للمشاكل واملصاعب واملصائب التي يخلفها دخول العدو عبرها‪ ،‬واملراد منع‬
‫اآلخرين من االنتقاص من قدر قبيلته وقومه ومكانتهم‪.‬‬
‫العالقات ‪:‬أ ‪ .‬العالقة بين اللفظتين ( أخلوا \ ضيعوا ) عالقة ( ترادف(‪.‬‬
‫ُّ‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬قد أخ ــلوا ‪ ... ):‬أسلوب خبري ‪ ،‬نوعه ( توكيد)‪.‬‬
‫سدا ‪ ):‬أسلوب خبري ‪ ،‬نوعه ( نفي ) ‪ ،‬الغرض منه هو ( االستبعاد ) حيث يستبعد الشاعر‬ ‫ب‪ ( .‬ما أطاقوا لها ّ‬
‫قدرة قومه على أداء الواجبات املناطة بهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫الكشف في املعجم ‪:‬أ‪ .‬طريقة الكشف عن ( أخلوا ) في املعجم‪:‬‬
‫‪- 1‬نجرد الكلمة من ضمير الجماعة فتصبح ( أخـ َّـل‪ِّ.‬‬

‫‪ -2‬نفك التشديد فتصبح الكلمة ( ‪ :‬أخلل )‪ُ.‬‬


‫ََ‬
‫ل‪.‬‬‫‪- 3‬نحذف الحرف الزائد وهو الهمزة ‪ ،‬فتصبح ( خل َُ‬
‫‪ -4‬نبحث عن الكلمة في باب ( الخاء ) مادة ( خ ‪ -‬ل‪ -‬ل)‬
‫ب‪ .‬طريقة الكشف عن ( أطاقوا )‪ .‬في املعجم‬
‫‪ -1‬نجرد الكلمة من ضمير الجماعة فتصبح ( أطاق)‪.‬‬
‫‪.2‬نحذف الحرف الزائد وهو الهمزة ‪ ،‬فتصبح ( طاق )‪ِّ.‬‬

‫‪ . 3‬نكشف عن أصل األلف في نهاية الفعل املاض ي عن طريق الفعل املضارع ( ‪ :‬يطيق‪.‬‬
‫‪ . 4‬أصل األلف ( ياء ) ‪ ،‬فتصبح الكلمة ً‬
‫بناء على ذلك ( ‪:‬طيق ‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 3‬من ‪35‬‬
‫‪ . 5‬نبحث عن الكلمة في باب ( الطاء ) مادة ‪ :‬ط – ي ‪ -‬ق )‪.‬‬
‫التطبيق النحويُ ‪:‬أ‪ ( .‬الفرق بين " ما " في الشطر األول ‪ ،‬و " ما " في الشطر الثاني " ‪ ):‬ما " في الشطر األول‬
‫أسد به الذي أخلوا به وضيعوه )‪ ،‬والجملة التي بعدها صلة املوصول ال محل لها‬ ‫هي ما املوصولة بمعنى الذي ( ّ‬
‫من اإلعراب ‪ ..‬أما " ما " في الشطر الثاني فهي ما النافية ‪ ،‬حيث نفت استطاعة القوم على أداء الحقوق كما‬
‫ينبغي‪.‬‬
‫شرح البيت ‪:‬إن ذلك الدين الذي استدنته إنما كان ألغطي به بعض نواقص القبيلة والقوم ‪ ،‬فقد أخل قومي‬
‫ببعض واجباتهم‪ ،‬وقصروا في أداء بعضها‪ ،‬ال بل وأهملوا البعض اآلخر وضيعوه‪ ،‬لعدم استطاعتهم وقدرتهم‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬الشاعر يستدين ليسد نواقص قومه ‪ ،‬ويغطي ما قد أخلوه وضيعوه من حقوق لعدم‬
‫استطاعتهم الوفاء به‪ِّ.‬‬
‫َّ ً َ ُ‬ ‫ُ َ َّ َ ً َ‬ ‫َْ ْ‬
‫****مكلل ِّـةِّ ل ْح ًماِّ ُم َدف َق ِّـةِّ ثِّـ ْر ًداِّ‬ ‫‪َ .3‬وفيِّ َج ْف َنة َما ُيغل ُق ال َب ُ ِّ‬
‫ـابِّ ُد َون َِّهـا‬
‫ُ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪َ .4‬وفي ف َرس َن ْهد َعتيـقِِّّ َج َعل ُتـ ُـه**** ح َج ًاباِّ ل َب ْيتي‪ ،‬ث َّم أخ َد ْم ُت ُه َع ْبـ ً ِّـدا‬

‫ّ‬
‫كأني بهذا املقنع الفارس لفروسيته ‪ ،‬ال لجمال وجهه فقط تقنع ‪ :‬يقول لقومه و أهله وبني عمه ما كانت ديوني‬
‫– ّأيها السادة!!‪ -‬إلعالء شأنكم ‪ ،‬ورفع مجدكم ‪ ،‬وتسديد ثغور حقوقكم فقط ‪ّ ،‬‬
‫وإنما للبذل الباذخ وكرمي‬
‫وجودي – َوك َّنى في قوله ‪ ( :‬ما ُي ْغ َل ُق ْال َب ُ‬
‫ـاب ُد َون َهـاِّ)ِّ– عن فتح املوائد التي تتسع لسد األبواب لكثرة الضيوف‬
‫‪ ،‬وعليها أكاليل من اللحوم والثريد الطيب وما يشتهون !!!قوله‪( :‬مدفقة) أي مملوءة‪ .‬واألحسن أن يروى معه ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫(ثردا) بضم الثاء‪ .‬ويروى (مدفقة ثردا) بفتح الثاء‪ .‬واملراد مثردة ثردا دقيقا ‪ِّ .‬‬
‫َ‬
‫في البيت الرابع وصف فرسه بأنه (ف َرس َن ْهد َعتيق ‪ ،‬والنهد‪ :‬الجسم املشرف من الخيل) ‪ ،‬أي كناية موصوف‬
‫َ‬
‫عن صمودها بوجه األعداء ‪ ،‬لم يرد بقوله جعلته ح َجابا لبيتي أنه يحجب َبيته ‪ ،‬بل فرس َهذه صفته جعلته‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬
‫نصب َع ْيني وأكبر همي ‪ ،‬و جعلت عبدا خاد ًما ل ُه في ت ْدبِّير شؤونه‪ِّ.‬‬

‫فهنا يعبر الشاعر عن حال قومه ”ِّكأنهم يذمونه بسبب إسرافه في اإلنفاق‪ ،‬ومبالغته في اإلفضال‪ ،‬وتجاوزه ما‬
‫تساعده به حاله وتتسع له ذات يده إلى االستقراض‪ ،‬وبذل الوجه في الديون‪ ،‬فقال‪ :‬كثرت الئمتهم فيما يركبني‬
‫من الديون‪ ،‬وإنما هي مصروفة في وجوه واجبة َِّّ‬
‫علي‪ ،‬وجمالها لهم‪ ،‬وقضاؤها في أنفسهم يلزمني‪ ،‬ومحامدها‬
‫ً‬
‫راجعة إلى قبيلته‪ .‬ثم أخذ َي ُعد فقال‪ :‬من تلك الوجوه أن ما ينوب من الحقوق فيخلون بها ويضيعونها عجزا عن‬
‫الوفاء بواجبها‪ ،‬أنا أسد ثغورها‪ ،‬وأقيم فروضها‪ِّ.‬‬
‫الصفحة ‪ 6‬من ‪35‬‬
‫ومنها‪ :‬أن لي دار ضيافة قدورها مشبعة موفورة‪ ،‬وجفانها معددة منصوبة‪ ،‬ال يمنع منها طالبها وال يحجب عنها‬
‫ُ‬
‫رائدها‪ ،‬فلحومها كاألكاليل (التيجان) على رؤوسها‪ ،‬وثريدها قد َح ُسن ترتيبه وتقديمه للضيوف‪ِّ”.‬‬
‫َ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪ ‬س‪ /‬ما القيمة التي تستخرج من قوله‪" :‬وفي جفنة ما يغلق الباب دونها" ؟ ج‪ :‬كناية عن ك َرم اإلط َعام‬
‫َْ‬ ‫َّ َ‬
‫الذي ال ُي ْحر ُج ِّالقاد َم‪.‬‬
‫ً َّ َ ً َ‬ ‫َ َّ ً‬
‫لةِّ لحما ُم َدفقة ث ْردا”؟‬
‫عالم يدل قو ُل الشاعر‪ُ “ :‬مكل ِّ‬ ‫‪ ‬س‪َ /‬‬
‫َ َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ض ُيوفه ومن أفضل ما يمكنه تقديمه لهم ‪ِّ.‬‬ ‫الط َعام ل ُ‬ ‫ج‪َ :‬ي ُدل َعلى ح ْرصه على وفرة‬
‫اع َي ْم َتطي ْال َف َر َ‬
‫س‬ ‫صاح ُب ُه ُش َج ٌ‬ ‫س َكر ٌ‬
‫يم َس َّب ٌ‬
‫اق َو َ‬ ‫حجابا لبيت الشاعر؟ ج‪ْ :‬ال َف َر ُ‬‫ً‬
‫‪ ‬س‪ /‬كيف كان الفرس‬
‫ََْ‬
‫ل َي ْم َن َع األذى َع ْن َب ْيتهِّ‪ِّ.‬‬
‫َُ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪َ .5‬وإ َّن الذي َب ْيني َو َب ْي َن َبني أبــي**** َوب ْي َن َبنــي َع ّمـي ملخ َتلف ج َّدا‬

‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬املقصود بـ بني أبي ‪ ) :‬إخوتي ‪ .‬ب‪ ( .‬املقصود بـ بني عمي ‪ ) :‬أبناء عمومتي)‪.‬‬
‫العالقات ‪:‬أ‪ .‬العالقة بين هذا البيت ‪ ،‬واألبيات التي تليه حتى البيت التاسع ‪ :‬عالقة ( إجمال قبل تفصيل =‬
‫إجمال بعده تفصيل )‪.‬‬
‫ّ‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬إن الذي بيني ‪ ... ):‬أسلوب خبري ‪ ،‬يفيد التوكيد) والواقع أن في الجملة مؤكدين اثنين ‪ ،‬هما ّإن‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬والالم املتصلة بكلمة مختلف ؛ لذا يسمى هذا الضرب من الخبر بالضرب اإلنكاري‪ ،‬لوجود أكثر من مؤكد‪.‬‬
‫التطبيق النحويُ ‪:‬أ‪ .‬الذي ‪ :‬اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم ّ ِّ‬
‫إن‪.‬‬
‫َ‬
‫أشياء عديدة‪.‬‬ ‫شرح البيت ‪:‬هناك اختالف كبير بيني وبين إخوتي وأبناء عمومتي في‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬اختالف وجهة نظر الشاعر الشديد عن إخوته‪ ،‬وأبناء عمومته‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ََُ َ ْ َ َ ْ ُ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ ْ ََْ ُ َ‬
‫ومهم**وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا‬ ‫‪ .6‬فإن أكلوا لحمي وفرت لح ِّ‬

‫معاني املفردات ‪:‬وفرت ‪ :‬صنت وحفظت‪.‬‬


‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬املقصود بأكلوا لحمي ‪) :‬اغتابوني وذكروني بسوء في غيابي‪ِّ.‬‬
‫ب‪ ( .‬املقصود بوفرت لحومهم ‪ ) :‬لم أغتبهم‪ ،‬وحفظت ذ َ‬
‫كرهم بخير‪ِّ.‬‬

‫ج ‪ ( .‬املقصود بهدموا مجدي ‪ ) :‬شوهوا سمعتي)‪ُ.‬‬


‫د‪ ( .‬املقصود ببنيت لهم ً‬
‫مجدا ‪ ) :‬خلقت لهم السمعة الطيبة‪ُ.‬‬

‫ه ‪ .‬داللة الشطر األولُ ‪ ) :‬حرص الشاعر على قومه وحبه الشديد لهم لدرجة أنه يذكرهم بخير في حين أنهم‬
‫يغتابونه ويذكرونه بسوء‪ِّ.‬‬

‫الصفحة ‪ 7‬من ‪35‬‬


‫و‪ ( .‬داللة الشطر الثاني ‪ ) :‬حرص الشاعر على سمعة قومه ومكانتهم بين الناس واعتبا ه ُس ْم َ‬
‫عته من ُس ْمعتهم‬ ‫ر‬
‫لدرجة أنه يحاول الحفاظ على تلك السمعة بينما يسعى قومه في تشويه سمعته‪ِّ.‬‬

‫العالقات ‪:‬أ ‪ .‬عالقة ( وفرت لحومهم ) بما قبلها عالقة ‪:‬نتيجة لسبب ) ‪ ،‬والعالقة بين الجملتين في الشطر‬
‫األولُ عالقة‪ :‬مقابلة‪.‬‬
‫ب ‪( :‬عالقة إن هدموا مجدي ) بما بعدها عالقة ( سبب لنتيجة ) ‪ ،‬والعالقة بين الجملتين في الشطر‬
‫الثاني عالقة ( مقابلة‪ُ.‬‬

‫ج‪( .‬العالقة بين اللفظتين ‪ :‬أكلوا ‪ /‬وفرت ‪ ) :‬عالقة ( تضاد )‪ُ.‬‬

‫د ‪ .‬العالقة بين اللفظتين ( هدموا ‪ /‬بنيت ) عالقة ( تضاد‪(.‬‬


‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬األسلوب في كال الشطرين ‪ ) :‬أسلوب تعليقي‪ ،‬نوعه ( ‪ :‬شرط ) ‪ ،‬والغرض منه هو ( ‪ :‬التعليق)‬
‫الصور البالغية ‪ :‬أ‪ ( .‬أكلوا لحمي ‪ ):‬شبه الشاعر قومه بالوحوش الضارية التي تنهش لحوم فرائسها ‪ ،‬فالقوم‬
‫‪:‬مشبه‪ ،‬والوحوش ‪:‬مشبه به‪ ،‬ووجه الشبه بين القوم والوحوش هو القسوة واإليذاء ‪ ،‬أما سر‬
‫جمال الصورة فيكمن فيما يلي‪ِّ:‬‬
‫ً‬
‫وغالبا ما يؤذونه‪ ،‬فيبدون كالوحوش التي‬ ‫‪ .1‬إبراز وتوضيح املعنى املراد وهو أن قوم الشاعر كانوا قساة عليه‪،‬‬
‫تؤذي فرائسها فتنهش لحومها بقسوة‪ِّ.‬‬

‫‪ .2‬اإليجاز واالختصار‪ ،‬والبعد عن التطويل‪ِّ.‬‬

‫ب‪ ( .‬هدموا مجدي ‪ /‬بنيت لهم مجدا ‪ ):‬شبه الشاعر املجد بالبناء ‪ ،‬فاملجد ‪ :‬مشبه‪ ،‬والبناء ‪:‬مشبه به‪ ،‬ووجه‬
‫الشبه بين املجد والبناء هو التدرج في التكوين والعلو والرفعة وإمكانية التأثير واإلزالة‪ .‬أما سر‬
‫جمال الصورة فيكمن فيما يلي‪ِّ:‬‬
‫عاليا ر ً‬
‫فيعا ‪ ،‬وباإلمكان التأثير عليه‬ ‫‪ .1‬إبراز وتوضيح املعنى املراد وهو أن املجد يتكون بالتدريج حتى ينتهي ً‬
‫وتشويهه‪ ،‬أو حتى إزالته وإنهائه‪ ،‬فيبدو وكأنه البناء الذي يبنى بالتدريج ليكون ً‬
‫عاليا ‪ ،‬ويمكن التأثير عليه بالهدم‬
‫أو اإلزالة‪ِّ.‬‬

‫‪ .2‬اإليجاز واالختصار‪ ،‬والبعد عن التطويل‪ . 3 .‬التجسيد‪.‬‬


‫ْ‬ ‫ْ ُ ْ َُ َّ َ ُ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫يت ل ُه ْم ُِّرش ًدا‬‫ض َّي ُعوا غ ْيبِّي َحفظ ُت غ ُي َوب ُه ْم** وإن هم هووا غيي هو‬
‫‪َ .7‬وإ ْن َ‬

‫ضيعوا ‪ :‬أهملوا ‪ /‬غيبي ‪ :‬بعدي وغيابي ‪ /‬حفظت ‪ :‬صنت ‪ /‬هووا ‪ :‬أحبوا ورغبوا في ‪ّ /‬‬
‫غي ُي‬ ‫معاني املفردات ‪ّ :‬‬
‫ِّ‬
‫‪:‬ضياعي وضاللي وغوايتي ‪ /‬رشدا ‪ :‬الرشاد والتوفيق والهداية‪.‬‬
‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬داللة البيت ‪ ) :‬حب الشاعر لقومه وحرصه عليهم ‪ .‬ب‪ ( .‬املقصود بضيعوا غيبي ‪) :‬‬
‫تهاونوا في حقي ولم يردوا عني اإلساءة في غيابي ‪ .‬ج‪ ( .‬املقصود حفظت غيوبهم ‪ ) :‬دافعت عن حقوقهم ورددت‬
‫عنهم اإلساءة في غيابهم‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 8‬من ‪35‬‬
‫تمنوا ضياعي وضاللتي وتخبطي في أمور حياتي ‪ .‬هـ ‪ ( .‬املقصود بهويت له رشدا ‪) :‬‬ ‫د ‪ ( .‬املقصود بهووا غيي ‪َّ ) :‬‬
‫رغبت في رشادهم‪ ،‬وهدايتهم للطريق القويم‪ ،‬وتوفيقهم في أمور حياتهم‪.‬‬
‫العالقات ‪:‬أ ‪ .‬العالقة بين اللفظتين( ضيعوا \ حفظت ) عالقة ( تضاد ‪ ).‬ب ‪.‬‬
‫العالقة بين اللفظتين( غيي \ رشدا ) عالقة ( تضاد ‪ ).‬ج‪ .‬عالقة( حفظت غيوبهم ) بما قبلها عالقة ( نتيجة‬
‫لسبب ) ‪ ،‬والعالقة بين الجملتين في الشطر األو ُل عالقة ( مقابلة ‪ ).‬د ‪ .‬عالقة ( ‪ :‬إن هم هووا غيي ) بما‬
‫بعدها عالقة ( سبب لنتيجة ) ‪ ،‬والعالقة بين الجملتين في الشطر الثاني عالقة (مقابلة )‪.‬‬
‫شرح البيت ‪:‬إذا تهاون قومي في حقي في غيابي ولم يردوا عني اإلساءة‪ ،‬فإني ال أفعل بهم املثل متى غابوا ‪ ،‬إنما‬
‫أحفظ حقوقهم ‪ ،‬وأدافع عنهم ‪ ،‬وأرد عنهم كيد الكائدين وإساءة املسيئين ‪ ،‬وحتى إن رغبوا لي في الضاللة ‪،‬‬
‫وتمنوا ضياعي وغوايتي‪ ،‬فإني ال أملك لهم سوى الرغبة بالهداية والرشاد والتوفيق‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬الشاعر يحفظ حقوق قومه في غيبتهم ‪ ،‬ويتمنى لهم الهداية والتوفيق‪ ،‬بينما ال يلتزمون‬
‫له باملثل‪ِّ .‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وإن َز َج ُروا ط ْي ًرا ب َن ْحس ت ُم ِّر بي**** َز َج ْر ُت ل ُه ْم ط ْي ًرا ُتمر به ْم َس ْع َدا‬
‫‪ْ .8‬‬

‫معاني املفردات ‪:‬زجروا ‪ :‬أزعجوا وأفزعوا ‪ /‬نحس ‪ :‬الشر والضر والخسران ‪ /‬سعدا ‪ :‬الخير واليمن والتوفيق‬
‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬داللة البيت ‪ ) :‬حب الشاعر لقومه وحرصه عليهم)‪ِّ.‬‬ ‫والسعادة‪.‬‬

‫أ‪ ( .‬املصود بزجر الطير للنحس والسعد ‪ ) :‬كان من عادات العرب الجاهليين التي امتدت لعصر ما بعد‬
‫اإلسالم ( وهذا ما يفسر ذكر الشاعر لهذه العادة وهو ليس من الجاهلية ) أن يحتكموا لتحليق الطيور في‬
‫ً‬ ‫اإلقدام على أمورهم أو اإلحجام عنها‪ ،‬فإن لم يطر الطير ليتيقنوا من وجهته ( ً‬
‫يمينا أو شماال ) زجروه ‪ ،‬بمعنى‬
‫يمينا استبشروا واحتسبوا ذلك فأل خير وسعد فأقدموا على عزمهم أو‬‫أفزعوه وأ عجوه ليطير ‪ ،‬فمتى ما حلق ً‬
‫ز‬
‫ً‬
‫شماال ؛ اعتبروا ذلك ً‬
‫نحسا وفأل سوء فأحجموا وتراجعوا عن عزمهم ‪ .‬ومتى ما‬ ‫عملهم الذي نووه ‪ ،‬وإن حلق‬
‫ً‬ ‫أرادو النحس لشخص ما زجروا له ً‬
‫طيرا لتحلق شماال فيلحقه السوء‪ ،‬ومتى ما أرادوا سعده زجروا له الطير جهة‬
‫اليمين ليسعد ويكون التوفيق حليفه)‪ِّ .‬‬

‫داللة تكرار املتضادات ‪ ،‬واملقابالت في املقطع الثاني من القصيدة ‪ ) :‬بيان االختالف والتباين الواضح بين‬
‫صفات الشاعر وأخالقه وصفات قومه وأخالقهم)‪.‬‬
‫العالقات ‪:‬أ ‪ .‬العالقة بين الشطرين عالقة ( مقابلة ‪ ).‬ب ‪ .‬العالقة بين اللفظتين( نحس \ سعد ) عالقة‬
‫(تضاد ‪ ).‬ج‪ .‬عالقة( الشطر الثاني ) بـ ( الشطر األولُ ) عالقة ( نتيجة لسبب‪).‬‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬البيت كله عبارة عن ‪ ):‬أسلوب تعليلي ‪ ،‬نوعه ( شرط ) ‪ ،‬الغرض منه هو ( التعليل‪.‬‬
‫يمينا ليحل السعد‬‫شرح البيت ‪:‬إذا جر قومي الطير لي ليصيبني النحس والضر والخسران‪ ،‬فإني أ جر الطير لهم ً‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫بهم‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬قوم الشاعر يزجرون الطير لنحسه‪ ،‬بينما يزجرها لسعدهم وتوفيقهم‪ِّ .‬‬
‫ََْ َ َ ُ َْ‬ ‫َ ََ ْ ُ ْ ْ َ َْ َ َ‬
‫يس الق ْوم َم ْن َي ْحم ُل الح ْق َدا‬ ‫يم َعل ْيه ُم*** ِّوليس رئ‬ ‫‪ .9‬وال أحمل الحقد القد‬

‫الصفحة ‪ 9‬من ‪35‬‬


‫الدالالت واإليحاءات ‪ :‬أ‪ ( .‬داللة وصف الشاعر للحقد بالقديم ‪ ) :‬يدل ذلك على أن الحقد والغضب الذي‬
‫يوما كان مجرد موقف عابر‪ ،‬وشعور وليد اللحظة ‪ ،‬فلم يتمكن من نفسه‪ ،‬بل‬ ‫حمله الشاعر على قومه ً‬
‫استطاع بحلمه التخلص منه ‪ ،‬وتجاوز أخطائهم وهفواتهم وجهلهم بمكانته‪ ،‬ليعيش معهم بوفاق‪ ،‬وكل ذلك كان‬
‫ً‬
‫أيضا ألنه رئيس القبيلة‪ ،‬حيث يمثل األب الكبير للجميع‪ ،‬فكما ال يحقد األب على أبنائه مهما اقترفوا من أخطاء‬
‫في حقه وحق أنفسهم‪ ،‬كان ينبغي له وهو أب القبيلة ورئيسها أن يكون من املتجاوزين عن أخطائهم في حقه‬
‫ً‬
‫وحق أنفسهم ‪ ،‬فلو لم يفعل هذا؛ ملا كان أهال للرئاسة والقيادة والسيادة‪.‬‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬ال أحمل الحقد ‪ /‬ليس رئيس القوم ‪ ) :‬أسلوب خبري ‪ ،‬نوعه ( نفي ) ‪ ،‬الغرض منه هو‬
‫(االستبعاد )‪.‬‬
‫التطبيق النحويُ ‪:‬أ‪ .‬رئيس ‪ :‬اسم ليس مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة ‪ ،‬وهو مضاف ‪ُ .‬‬

‫ب‪ .‬من يحمل الحقدا ‪ :‬من ‪ :‬اسم موصول مبني على السكون في محل نصب خبر ليس ‪ .‬يحمل ‪ :‬فعل مضارع‬
‫مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة ‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر تقديره هو ‪ ،‬والجملة الفعلية من الفعل والفاعل‬
‫الظاهرة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫صلة املوصول ال محل لها من اإلعراب ‪ ..‬الحقد ‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نصبه الفتحة‬
‫يوما في لحظة غضب وسرعان ما تجاوزته‪ ،‬فأنا‬ ‫شرح البيت ‪:‬إني ال أحمل على قومي ذلك الحقد الذي حملته ً‬
‫رئيسهم وسيدهم وليس من شيم السيد أن يحمل الحقد على قومه‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬ترفع (تعفف) الشاعر عن الحقد على قومه ألنه سيدهم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ َُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ُ .11‬له ْم ُجل َمالي إ ْن ت َت َاب َع لــي غ ًنى*** َوإ ْن ق َّل َمــالي لـ ْـم أكل ْفـ ُـه ُِّمِّ رف َـدا‬

‫معاني املفردات ‪:‬جل ‪:‬معظم \ تتابع ‪:‬توالى ‪ /‬أكلفهم ‪ :‬أحملهم وألزمهم ‪ /‬رفدا ‪ :‬العطاء والصلة‪.‬‬
‫ً‬
‫الدالالت واإليحاءات ‪ :‬أ‪ ( .‬فائدة استخدام الشاعر كلمة " جل " بدال من " كل ‪ " ) :‬ربما يكون في استخدام‬
‫اتهام باملبالغة في بيان مقدار عطائه لقومه ‪،‬فليس من املعقول وال من املنطقي أن يمنحهم‬‫الشاعر لكلمة " كل " ٌ‬
‫كل ماله دون أن يتمتع ولو بجزء منه ‪ ،‬أما استخدام " جل " بمعنى معظم ‪ ،‬فيه داللة على املقدار الكبير‬
‫املخصص من أمواله لقومه وخدمتهم‪.‬‬
‫العالقات ‪ :‬أ‪ .‬عالقة ( إن تتابع لي غنى ) بما قبلها عالقة‪( :‬سبب لنتيجة)‪.‬‬
‫ب ‪ .‬عالقة ‪ :‬إن ّ‬
‫قل مالي ) بما بعدها عالقة‪( :‬سبب لنتيجة)‪.‬‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬الشطر الثاني عبارة عن ‪ ) :‬أسلوب تعليقي‪ ،‬نوعه ( ‪ :‬شرط ) ‪ ،‬والغرض منه هو ( ‪ :‬التعليق‪.‬‬

‫ب‪ ( .‬لم أكلفهم رفدا ‪ ) :‬أسلوب خبري‪ ،‬نوعه ( ‪ :‬نفي ) ‪ ،‬والغرض منه هو ‪ :‬االستبعاد ‪ .‬حيث يستبعد الشاعر‬
‫إلزامه لقومه أو تكلفتهم العطاء والوصل له‪.‬‬
‫ّ‬
‫الكشف في املعجم ‪:‬أ‪ .‬طريقة الكشف عن ( أكلــفهم ) في املعجم ‪ : 1.‬نحول الفعل لصيغة املاض ي فيصبح‬
‫ّ‬
‫(كل ــف ‪ ) 2.‬نفك التشديد فتصبح الكلمة ( ‪ :‬كللف )‪. 3 .‬نحذف الحرف الزائد وهو الالم ‪ ،‬فتصبح ( كلف‪. 4 ) .‬‬

‫الصفحة ‪ 11‬من ‪35‬‬


‫نبحث عن الكلمة في باب ( الكاف ) مادة ( )ك ‪ -‬ل‪ -‬ف )‪.‬‬
‫ي ‪:‬أ‪ .‬أكلفهم ‪ :‬فعل مضارع مجزوم بلم وعالمة جزمه السكون‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا‬
‫التطبيق النحو ُ‬
‫‪ ،‬وهم ‪ :‬ضمير بارز متصل في محل نصب مفعول أولِّ‪.‬‬
‫ً‬
‫خصوصا إن دام علي تيسر الحال‪ ،‬وتتابع غناي ‪ ،‬وإن افتقرت‪ ،‬وقلت‬ ‫شرح البيت ‪:‬إن معظم أموالي لقومي‪،‬‬
‫أموالي‪ ،‬فإني ال ألزمهم بعطائي ووصلي كما فعلت معهم‪ ،‬فلست أطلب منهم مقابل ما عملت معهم ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬الشاعر يمنح معظم ماله لقومه متى ما كان ً‬
‫غنيا‪ ،‬وال يكلفهم عطاءه حين يقل ماله‪ِّ .‬‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ّ َ َ ْ ُ َّ ْ َ َ َ َ ً‬
‫امِّ ِّنـاز ِّال** َو َماِّ ش َيمة لي غ ْي َر َهاِّ تشب ُه ال َع ْب َدا‬
‫‪ .11‬وإنيِّ لعبد الضيف ما د ِّ‬

‫معاني املفردات ‪:‬عبد ‪ :‬خادم \ شيمة ‪ :‬صفة‪ /‬نازال‪ :‬مقيما‪.‬‬


‫َ‬
‫الدالالت واإليحاءات ‪:‬أ‪ ( .‬إيحاء البيت ‪ ) :‬يوحي البيت بعلو مكانة الشاعر وش َمم ُه (رفعته) وإبائه ‪ ،‬ورفضه‬
‫للتذلل والخضوع‪.‬‬
‫األساليب ‪:‬أ‪ ( .‬إني لعبد الضيف ‪ ) :‬أسلوب خبري ‪ ،‬نوعه ( ‪ :‬توكيد " ) في الجملة مؤكدان = إن ‪ +‬الالم " ب ( ‪.‬‬
‫وما شيمة لي ‪ .. ) :‬أسلوب خبري ‪ ،‬نوعه ( ‪ :‬نفي ) ‪ ،‬والغرض منه هو ‪ :‬االستبعاد‪ .‬حيث يستبعد الشاعر أن هناك‬
‫ُ َ‬
‫صفة تش ّب ُه ُه بالعبد غير إكرام الضيف‪.‬‬
‫ً‬
‫نازال ‪ :‬خبر مادام منصوب وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة‪.‬‬‫التطبيق النحويُ ‪:‬أ‪ُ .‬‬
‫شرح البيت ‪:‬إني خادم لضيفي ‪ ،‬وأنزل من شأني أمامه فقط لخدمته وإرضائه ‪ ،‬وليس هناك ما يشبنهي بالخادم‬
‫أبي (أرفض التذلل والخضوع)‪.‬‬‫سيد ٌّ‬‫سوى إكرامي للضيف‪ ،‬ففي سوى هذا املوقف أنا ٌ‬
‫الفكرة الجزئية للبيت ‪:‬الشاعر عبد ضيفه وخادمه ‪ ،‬وال يشبه الخادم في غير هذا املوقف‪ِّ .‬‬

‫************************************‬

‫الصفحة ‪ 11‬من ‪35‬‬


‫النص الثاني (ألبي متام)‬
‫َ َ‬
‫أبو ت ّمام )‪ (231 – 188‬هـ )‪) 845-803‬م)هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي‪ ،‬أحد أمراء البيان‪ ،‬ولد‬
‫بمدينة جاسم( من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه املعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على‬
‫شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد املوصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها‪ِّ.‬‬

‫ذرُِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ‬


‫كذا فليجل الخطب وليفدح األمر فليس لعين لم يفض ماؤها ع ِّ‬

‫الس ُِّ‬
‫فرِّ‬ ‫صب َح في ُشغل َعن َ‬
‫الس َفرِّ َ‬ ‫عد ُم َح َّمد َِّو َأ َ‬
‫اآلمال َب َ‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫ت ُوف َيت‬
‫ََ َ َ ُ‬ ‫ُ ً َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كان إ ّال َ‬
‫َوما َ‬
‫يس ل ُه ذ ُِّ‬
‫خرِّ‬ ‫مال َمن ق َّل مال ُه َوذخرا ملن أمس ى ول‬

‫الع ُِّ‬
‫سرِّ‬ ‫ست َه َّلت َأ َّن ُه ُخل َق ُ‬
‫جتدي جود َك ّفه إذا ما ا َ‬ ‫كان َيدري ُم َ‬
‫َوما َ‬

‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫جاج َسبيل الله َوانثغ َر الث ُِّ‬
‫غرِّ‬ ‫ف ُ‬ ‫أال في َسبيل الله َمن ُعطلت ل ُه‬
‫ُ‬ ‫َ ً َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َف ًتى ُك َّلما َ‬
‫فاضت ُعيون قبيلة دما ضحكت عنه األحاديث والذ ِّ‬
‫كرُِّ‬ ‫َ‬

‫َ‬
‫فات ُه َ‬ ‫قام َ‬
‫قوم َم َ‬ ‫َ ً َ َ َ َ َ َ‬
‫الطعن م َيت ًة َت ُ‬
‫الن ُِّ‬
‫صرِّ‬ ‫النصر إذ‬ ‫مات بين الضرب و‬
‫فتى ِّ‬
‫عت َّلت َع َليه َ‬
‫القنا ُ‬ ‫الضرب َوا َ‬ ‫مات َح ّتى َ‬
‫مات َمضر ُب َسيفه م َن َ‬ ‫َوما َ‬
‫الس ُِّ‬
‫مرِّ‬
‫الخ ُل ُق َ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫عرِّ‬‫الو ُِّ‬ ‫وت املوت َسهال ف َر َّد ُه إليه الحفاظ املر و‬ ‫َوقد كان ف‬
‫َ َ ّ َ َ َّ ُ ُ َ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ََ ٌ َ ُ‬
‫فرِّ‬‫الروع أو دون ُه الك ُ ِّ‬ ‫فس تعاف العار حتى كأنه هو الكفر يوم‬ ‫وِّن‬

‫الح ُ ِّ‬
‫شرِّ‬ ‫خمصك َ‬ ‫قال َلها من َتحت َأ ُ‬ ‫َ‬
‫جل ُه َو َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ َ َ‬
‫فأثبت في مستنقع امل ر‬
‫وت‬
‫ّ َ ُ َ‬ ‫سج ردائه َف َلم َي َ‬ ‫مد َن ُ‬ ‫َغدا َغ َ‬
‫دو ًة َو َ‬
‫نصرف إال َوأكفان ُه األ ُ ِّ‬
‫جرِّ‬ ‫الح ُ‬

‫ُ‬ ‫هي من ُس ُ‬‫يل إ ّال َو َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ندس خ ُِّ‬
‫ضرِّ‬ ‫الل ُ‬ ‫ت َر ّدى ثيا َب املوت ُحمرا فما أتى لها‬
‫جوم َسماء َخ َّر من َبينها َ‬
‫الب ُِّ‬
‫درِّ‬ ‫وم َوفاته ُن ُ‬ ‫َك َأ َّن َبني َن َ‬
‫بهان َي َ‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ون َعن ثاو ُت َع ّزى به ُ‬


‫ُي َع َّز َ‬
‫أس َوالش ُِّ‬
‫عرِّ‬ ‫الجود َو َ‬
‫الب ُ‬ ‫العلى َو َيبكي َعليه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََّ َُ َ َ َ‬
‫ستشهدا ُه َو َو َ‬
‫الص ُِّ‬
‫برِّ‬ ‫ص ٌبر َعليه َوقد َمض ى إلى املوت َح ّتى ا‬ ‫وأنى لهم‬
‫الصفحة ‪ 12‬من ‪35‬‬
‫َ َ َ َ ٌَ َ َ َ ّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫شت َهت أ َّنها ق ُِّ‬
‫برِّ‬ ‫َمض ى طاه َر األثواب لم تبق روضة غداة ثوى إال ا‬
‫ُ َ‬ ‫َ ََ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫الثرى َمن َ‬ ‫َ‬
‫الدهر نائل ُه الغ ُِّ‬
‫مرِّ‬ ‫رف َ‬ ‫كان َيحيا به الثرى ويغمر ص‬ ‫ثوى في‬
‫َ َ ُ َ َ ُ َّ َ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ‬
‫يس ل ُه ُع ُِّ‬
‫مرِّ‬ ‫الم الله َوقفا فإ َّنني رأيت الكريم الحر ل‬‫عليك س‬
‫التحليل األدبي‪:‬‬

‫كان محمد بن حميد من كبار قادة املجاهدين املدافعين عن الثغور اإلسالمية والقامعين للفتن التي‬ ‫‪.1‬‬
‫قامت ضد الدولة العباسية‪ ،‬وقد قتل عام ‪214‬ه وهو يقاتل بابك الخرمي‪.‬‬
‫وكانت ألبي تمام عالقة وثيقة بمحمد بن حميد؛ فابن حميد من بني نبهان قبيلة طي‪ ،‬وأبو تمام طائي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وإذا مدح ابو تمام أو رثى من ينتسب إلى طي فإن رابطة القبيلة تبدو واضحة في عاطفته الجياشة‪،‬‬
‫إضافة إلى أن ابن حميد كان قائدا شجاعا‪ ،‬وبحرا فياضا في الكرم‪ ،‬وتلك صفات يعشقها الشاعر‪.‬‬
‫والقصيدة من عيون الرثاء في الشعر العربي‪ ،‬وقد قال فيها أبو دلف العجلي‪ :‬لم يمت من رثي بمثل هذا‬ ‫‪.3‬‬
‫الشعر‪.‬‬
‫وقد بدأ الشاعر قصيدته ببيت رائع مناسب للرثاء‪ ،‬فالخطب جلل وعظيم والخسارة كبيرة وفادحة‬ ‫‪.4‬‬
‫بمقتل ذل القائد محمد بن حميد‪ ،‬فليبك عليه املسلمون جميعا‪ ،‬وال عذر ألحد في عدم بكائه؛ فقد‬
‫كان األمل الباسم‪ ،‬فإذا استشهد فقد ماتت اآلمال‪ ،‬وأصبح الحديث عنه شغل الناس الشاغل؛ ألنهم‬
‫فقدوا بموته بطال شجاعا ال يمكن أن يعوض‪.‬‬
‫ثم أخذ يعدد الصفات الحميدة للفقيد‪ ،‬فقال ‪ :‬إنه كان كريما سخيا يجود بماله وال يخش ى الفقر‪ ،‬كما‬ ‫‪.5‬‬
‫أنه بطل شجاع ال يهرب من املعركة‪ ،‬ولو كان في ذلك هالكه‪ ،‬فقد كان يستطيع الهرب والنجاة بنفسه‪،‬‬
‫ولكن أنى له أن يفعل ذلك وهو يخش ى العار والتهمة بالفرار‪.‬‬
‫هذا البطل كان مجاهدا في سبيل هللا‪ ،‬وقد فقدنا باستشهاده من كان يحمي ثغور املسلمين من األعداء‬ ‫‪.6‬‬
‫بكل قوة وثبات‪ ،‬ولكن هللا سيجزيه أجر املجاهدين ِّوالشهداء؛ فقد اصطبغت ثيابه بالدم األحمر القاني‬
‫في أرض املعركة‪ ،‬لكن تلك الحمرة انقلبت إلى جنات خضراء قبل مغيب الشمس‪ ،‬وذلك فضل هللا‬
‫يؤتيه من يشاء من عباده‪.‬‬
‫أما عشيرته فقد فقدت باستشهاده علما من أعالمها‪ ،‬ونجما المعا في سمائها‪ ،‬فحق لها أن تفاخر به‬ ‫‪.7‬‬
‫وأن تعزي فيه‪ ،‬بل إن التعزية ليست قاصرة على قومه‪ ،‬فقد بكى لفقده الجود الذي فقد الكريم‬
‫املمدح؛ فكيف نطلب منهم الصبر‪ ،‬وأنى لهم ذلك وقد‬ ‫والبأس الذي فقد الشجاع والشعر الذي فقد َّ‬
‫استشهد الصبر معه ودفنا – هو والصبر‪ -‬في قبر واحد؟!‬
‫ثم نقلنا الشاعر إلى أفق آخر أرحب وأجمل‪ ،‬فقد تمنت روضات الدنيا أن تكون قبرا للشهيد البطل‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫فعليه سالم هللا‪ ،‬فلم يمت من استشهد في سبيل هللا‪ ،‬بل ذكره باق على ألسنة الناس‪.‬‬
‫تتجلى في القصيدة خصائص أبي تمام وسمات شعره‪ ،‬فهي مليئة بالصور الشعرية والكنايات‬ ‫‪.9‬‬
‫واالستعارات الدقيقة‪ ( :‬توفيت اآلمال‪ -‬فاضت عيون قبيلة‪ -‬ضحكت األحاديث‪ -‬مستنقع املوت‪ -‬نسج‬
‫الصفحة ‪ 15‬من ‪35‬‬
‫ردائه‪ -‬طاهر األثواب)‪ .‬كما أنه قد استخدم املحسنات البديعية من طباق ومقابلة وجناس‪ ،‬فأعطت‬
‫َّ‬ ‫السفر‪ْ /‬‬ ‫َ‬
‫السفر – الجود‪ /‬العسر – الثغر‪ /‬الثغر‪ -‬حمرا‪ /‬خضرا‬ ‫القصيدة مسحة من جمال وروعة ‪) :‬‬
‫– ثوى‪ /‬الثرى)‪.‬‬
‫‪ .11‬والروح اإلسالمية بارزة في القصيدة؛ فقد كان محمد بن حميد مجاهدا شجاعا‪ ،‬فاحتسبه الشاعر‬
‫شهيدا في سبيل هللا‪ ،‬وقد قلب هللا لون الدم األحمر إلى لباس أهل الجنة السندس ي األخضر‪ ،‬وذلك أجر‬
‫الشهيد‪ ،‬فعليه سالم هللا‪.‬‬
‫‪ .11‬ألفاظ القصيدة واضحة منتقاة ليس فيها غرابة أو تنافر كما أنها عميقة املعاني‪.‬‬
‫‪ .12‬املعاني تتسم بالوضوح‪ ،‬وليس معنى وضوحها أنها غير عميقة‪ ،‬لكن قدرة الشاعر على التعبير جعلته‬
‫يجمع بين الوضوح والعمق‪.‬‬
‫‪ .13‬من روائع التعبير في القصيدة قوله‪( :‬فأثبت في مستنقع املوت ‪ ،‬وقوله‪ :‬حتى استشهدا هو والصبر)‪.‬‬
‫**********************************‬
‫ِّ‬

‫الصفحة ‪ 14‬من ‪35‬‬


‫النص الثالث (وصف واد)‬
‫للشاعرة األندلسية حمدونة بنت المؤدب‬
‫َ‬
‫أعيا القافلة طول املسير وأضنتها حرارة الشمس وأجهدها ظمأ شديد‪ ،‬وبينما هي كذلك ِّإذا بواد كثير‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫األشجار وارف الظالل‪ ،‬وافر املياه عذبها‪ ،‬جميل الحص ى رائعه‪ ،‬نزلته القافلة في وقت هي أحوج ما تكون‬
‫َ‬
‫عناء أضناها فتمتعت‬ ‫فيه إلى الظل ليقيها شدة الحر‪ِّ ،‬وإلى املاء لتروي عطشها‪ِّ ،‬وإلى الراحة لتستجم من ٍ‬
‫َ‬
‫بمناظره الجميلة‪ ،‬ونعمت بنسيمه العليل‪ ،‬وقد أبدعت الشاعرة في تصوير ذلك كله حيث قالت‪:‬‬

‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف الغيثِّ العميمِّ‬ ‫مضاع ِّ‬‫ِّ‬ ‫َوقـانـا لفـحـة الرمضاء واد سـقـاه‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ـح َِّـنـا علينا حِّـ ُِّن ّـو املرضعات على الفطيمِّ‬ ‫دوح ُـه ِّف َِّ‬
‫َحـللنـا ِّ‬
‫زالال يرد الر َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫السقيـمِّ‬ ‫وح للقلب َّ‬ ‫َوأرشـفـنـا عـلى ظـمـأ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫ـأذ ُ ِّن للنـسيمِّ‬ ‫يـص ّـد الشـمـس أنـي واجـهتنا فـيِّـ ِّْ‬
‫ح ُِّ‬
‫ـج ُِّـبـهـا وي ِّ‬
‫َ‬ ‫ي ُ‬
‫النظيمِِّّ‬ ‫جانب العِّقدِّ َِّّ‬‫َ ِّ‬ ‫العذارىِّ فـت ُ‬
‫ـلمس‬ ‫َِّ‬ ‫ِّ‬
‫حالية‬ ‫ـروع حـصاه‬

‫‪ ‬وقانا‪ :‬حمانا‪ * .‬الرمضاء ‪ :‬شدة الحر أو األرض الحامية من شدة الحر‪ِّ.‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ ‬العميم ‪ :‬الكثير الذي عم البقاع‪ * .‬حللنا ‪ :‬نزلنا‪ِّ.‬‬ ‫ِّ‬
‫* أرشفنا ‪ :‬سقانا‪ِّ.‬‬ ‫‪ ‬الدوح ‪ :‬جمع دوحة‪ ،‬وهي الشجرة العظيمة املتشعبة الفروع‪ * .‬حنان ‪ :‬عطف‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ ‬يروع ‪ :‬يفزع‪ * .‬حالية ‪ :‬املرأة البسة الحلية أي الزينة‪ * .‬العذارى ‪ :‬جمع عذراء وهى الفتاة البكر‪ِّ.‬‬
‫‪ ‬النظيم ‪:‬املنظوم أي املرتب في سلك‪.‬‬

‫المناقشـة‪:‬‬
‫‪ -1‬مم وقى الوادي الشاعرة؟ وماذا سقاه؟‬
‫‪ -2‬هل كانت محتاجة إليه؟ ولِم؟‬
‫‪ -3‬ما الذي يصد الشمس؟ ولِم تتلمس الفتاة عقدها حين ترى الحصى؟‬
‫‪ -4‬هات من القصيدة بيتاً يدل على عطف الوادي عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد تمتعت الشاعرة في الوادي بظل ظليل ونسيم عليل‪ ،‬هات من أبيات القصيدة ما يدل على ذلك المعنى‪.‬‬
‫‪ -6‬تنم األبيات عن رقة نسائية مهنية في شعر حمدونة وعن ذوق راق‪ -‬وضح ذلك بإيجاز‪.‬‬

‫الصفحة ‪ 13‬من ‪35‬‬


‫النص الرابع ( ألبي العًلء املعري)‬
‫أحمد بن عبد هللا بن ُس َليمان القضاعي َ‬
‫التنوخي‬ ‫ُ‬ ‫ي )‪ 363‬هـ ‪ - 449‬هـ‪ 973 -1057‬م (‪ :‬هو‬
‫َ‬
‫العالء امل َعر ّ ِّ‬
‫أبو َ‬
‫َ‬
‫املعِّ ِّّري‪ ،‬شاعر ومفكر ونحويِّ وأديب من عصر الدولة العباسية‪ ،‬ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب‬
‫َ‬
‫امل َ‬ ‫ُ‬
‫حب َسين أي محبس العمى ومحبس البيت؛ وذلك ألنه قد اعتزل الناس بعد عودته‬ ‫وإليها ُينسب‪ .‬لقب ب َـرهين‬
‫من َبغداد حتى وفاته‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والظالم َ‬
‫ليس ِّبف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـانيُ‬ ‫ف ِّن َيت‬ ‫فإن ب َ‬
‫يض األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاني‬ ‫ِّ‬ ‫الني‬‫عل‬ ‫‪ُ1‬‬

‫رانُ‬
‫َ‬
‫بعض َمن تذكُـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫َ‬
‫فاجعالني ِّمن‬ ‫اسُ‬
‫داد أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ ُ‬ ‫إن َت َن َ‬
‫اسيتما و َ‬ ‫‪ُ2‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫كأنه ّ‬ ‫ّ‬
‫انُ‬
‫ود الطيلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬‫ـ ِّن وإن كان أس‬ ‫الصبح في الحسُ ـ ـ ـ‬ ‫ليل‬
‫رب ٍ‬ ‫‪ُ3‬‬
‫النجم وق َف َة َ‬ ‫ََ َ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ‬
‫انُ‬
‫الحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـُر ِّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫وقف‬ ‫‪ ُ4‬قد َركضنا فيه إلى الله ِّو ُمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاُ‬
‫الز َُم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬
‫انُ‬ ‫فشغل َنا َبذ ّم هذا ّ‬ ‫َ‬
‫الزم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان َبمد ٍ ُ‬
‫حُ‬ ‫ذاك ّ‬ ‫‪ ُ5‬كم أ َ دنا َ‬
‫ر‬
‫ِّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وانُ‬
‫ماء في عنفُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫وشباب الظل ِّ‬ ‫‪ ُ6‬فكأني ما قلت والب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدر ِّطفلُُ‬
‫انُ‬
‫ـ ِّج عليها قال ِّئد ِّمن جم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫‪ ُ7‬ليلتي هذه عروس من ّ‬
‫الزنُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـُ‬
‫َه َر َب األمن عن فؤاد َ‬ ‫النوم عن جف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫َ َ َ ّ‬
‫انُ‬
‫الجب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وني فيهاُ‬ ‫‪ ُ8‬هرب‬
‫َ‬ ‫فهما َ‬ ‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫انُ‬
‫داع معت ِّنق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫للو‬ ‫الل َيهُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َُوى الث ُري ـ ـ ـاُ‬
‫وكأن اله َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ُ9‬‬
‫َ ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫انُ‬
‫ِّن وقل ِّب امل ِّحب في الخف ُقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّب في اللوُُ‬ ‫كوجن ِّة ِّ ُ‬ ‫‪ ُ11‬وس َهيل‬
‫انُ‬
‫ض الفرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫ـ َلم يبدُ ُو معار َ‬ ‫َ ً ّ‬
‫‪ ُ11‬مست ِّب ّدا كأنه الفا ِّرس املعُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـُ‬
‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ‬
‫انُ‬
‫ـ ِّرع في اللم ِّح مقلة الغضب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫رار كما تسُـُ‬ ‫‪ ُ12‬يس ِّرع اللمح في اح ُِّم ـ ـ ـ ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫‪َ ُ13‬‬
‫الشع َري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬
‫انُ‬ ‫فبكت َرحمة له ِّ‬ ‫ض ّر َجته دم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا سيوف األعاديُ‬
‫ـز كساع ليست له َ‬ ‫دمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاه َو َر َاءه وه َو في َ‬ ‫َ‬
‫انُ‬
‫قدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫العجُـُ‬ ‫‪ ُ14‬ق َُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٍّ َ‬ ‫َ‬ ‫شاب ّ‬ ‫‪ ُ15‬ث ّم َ‬
‫انُ‬
‫ـ ِّر فغطى املشيب بالزعف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ِّ ُ‬ ‫الدجى وخاف من الهجُ ُـ‬
‫املعري‪ُ:‬‬ ‫ّ‬
‫أبو العالء ِّ‬
‫هو الشاعر أبو العالء أحمد بن عبد هللا بن سلمان املعري التنوخي الفيلسوف املتفنن الزاهد ‪ ،‬صاحب‬
‫التصانيف والرسائل املأثورة ‪ِّ.‬‬

‫الصفحة ‪ 16‬من ‪35‬‬


‫وهو عربي النسب من قبيلة "تنوخ من بطون قضاعة ‪ ،‬وبيته بيت علم وقضاء ولد بمعرة النعمان(‪ )1‬سنة‬
‫‪ 363‬هـ ‪ .‬وجدر في الثالثة من عمره فكف بصره ‪ ،‬وتعلم النحو والعربية على أبيه وغيره من أئمة زمانه ‪.‬‬
‫ً‬
‫وكان يحفظ كل يسمعه من مرة وانتفع كثيرا من كتب آل عمار(‪ »ِّ)2‬أمراء طرابلس الشام ‪ . .‬من عمرهِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقال الشعر وعمره إحدى عشرة سنة ‪ ،‬ودخل بغداد وأقبل عليه السيد املرتض ى (‪ )3‬إقباال عظيما ثم‬
‫جفاه(‪ِّ)4‬‬

‫املعرة أقام ولم يبرح منزله ونسك وسمى نفسه رهن املحبسين ‪ :‬محبس العمي ومحبس املنزل ‪.‬‬ ‫وملا رجع ‪ ،‬إلى ّ‬
‫َّ‬
‫ووفد عليه الطالب واألدباء والرواة واملتفلسفون ‪ ،‬وكاتبه ِّ‬
‫الوزراء والعلماء ‪ ،‬وبقي في منزله مكبـا على التدريس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والتأليف ونظم الشعر ‪ ،‬مقتنعا بعشرات من الدنانير في العام يستغلها من عقار له ‪ ،‬مجتنبا أكل الحيوان وما‬
‫ً‬
‫يخرج منه مدة ‪ 45‬سنة ‪ ،‬مكتفيا بالنبات والفاكهة والدبس (‪ِّ)5‬متعلال بأنه فقير وأنه يرحم الحيوان ‪ .‬وعاش‬
‫ً‬
‫عزبا إلى أن مات سنة ‪ 449‬هـ ‪ .‬باملعرة ‪ ،‬وأوص ى أن يكتب على قبره ‪ِّ:‬‬

‫وما جنيت على أحد‬ ‫هذا جناه أبى َّ‬


‫على‬
‫ً‬
‫وله كثير من الشعر يناقض بعضه بعضا في حقيقة العالم والشرائع واملعبود ‪ ،‬وللناس في اعتقاده أقوال كثيرة ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الناس بعد املتنبي ‪ ،‬ويزيد عليه في الغريب‬ ‫والظاهر أنه كان شاكـا متحيرا‪ .‬وكان أبو العالء املعري أحكم من رأى‬
‫واألخيلة الدقيقة ‪ ،‬والتكلم في الطبائع ووسائل االجتماع وعادات الناس وأخالقهم ‪ ،‬ومكرهم وظلمهم ونظام‬
‫الدول والقوانين والشرائع واألديان ولذا يفضله اإلفرنج ومستعربوهم عليه وهو في هذه األمور معدوم النظير‬
‫ولم ينظم في امللة احد غيره فيها ‪ .‬وشعره في املدائح و املرائي والوصف وبقية أغراض الشعر األدبية أرق من‬
‫شعره في النقد والفلسفة ‪ .‬إال أن أكثر شعره من هذا القبيل ضمنه ديوانه املسمى لزوم ما ال يلزم ‪ ،‬فتقيد فيه‬
‫بقيود حبست أفكاره ونهكت معانيه ‪ ،‬فجاءت ألفاظه فيه غريبة وأساليبه معقدة ‪ ،‬وعندنا أن هذا أمقت‬
‫شذوذ له ‪ ،‬وإال فما للفيلسوف والقيود اللفظية ‪ ،‬وقد كان له في نظم األفكار التي لم تخطر على قلب أحد‬
‫ُ‬
‫سواه غنية وشهادة على براعته وسبقه ‪ ،‬وهلل في خلقه شئون ‪ِّ.‬‬

‫‪ ) 1‬بلدة بني محاة وحاب أضيفت إىل النعمان بن بشري الصحابي ألنه اجتاز هبا فدفن هبا ولداً له ثم أقام هبا‬

‫‪ ) 2‬أسرة استبدوا زمنا بطرابلس الشام وملحقاهتا ومجعوا من الكتب ما ال حيصي فأحرقها الصليبيون عند استيالئهم على طرابلس وأشهر هذه األسرة أبو الطيب‬

‫بن عمار قاضي طرابلس املتوفى سنة ‪ ٤٦٤‬هـ ثم ابن أخيه جالل امللك أبو احلسن بن عمار‬

‫‪ ) 3‬هو السيد الشريف أبو القاسم على بن احلسني أخو الشريف الرضي ‪ .‬وهو صاحب ( أمايل السيد املرتضى ) توفى سنة ‪ ٤3٦‬هـ‪.‬‬

‫‪ ) ٤‬وذلك أنه جرى يوما حبضرة املرتضى ذكر املتنيب فتنقصه فقال املعري وكان يتعصب له لو مل يكن له إال القصيدة التى مطلعها « لك يا منازل يف القلوب منازل »‪،‬‬

‫لكفاه فضال ‪ .‬فغضب املرتضى وأمر ف سحب برجله وأخرج من جملسه وقال ملن حبضرته ‪ :‬أتدرون أي شيء أراد األعمى بذكر هذه القصيدة فإن للمتنيب ما هو‬

‫فهي الشهادة يل بأني كامل‬ ‫أجود منها ومل يذكرها ؟ فقيل ‪ :‬السيد النقيب أعرف فقال ‪ :‬أراد قوله يف هذه القصيدة ‪ :‬واذا اتتك مذميت من ناقص‬

‫‪ ) 5‬هو عسل التمر والفاكهة‬


‫الصفحة ‪ 17‬من ‪35‬‬
‫ومن مراثيه مرثيته املشهورة‪ ،‬ومنها ‪ِّ:‬‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬
‫ن ـ ـ ْـو ُح ب ـ ــاك وال ت َرن ُم شادِِّّ‬ ‫غير ُم ْجد في م ّلتي ْ‬
‫واعتقادي‬ ‫ُ‬

‫ص ْوت َ‬
‫البشير في ّ‬ ‫ـس ب َ‬
‫َ‬ ‫ص ْو ُت ّ‬
‫الن ّ‬ ‫يه َ‬ ‫َ‬
‫وشب ٌ‬
‫كل نادِِّّ‬ ‫عي إذا قيـ‬
‫َ‬ ‫َـنت َعلى َف ْرع ُغ ْ‬ ‫ََ َ ْ ْ ُ ُ َ ُ َ‬
‫صنها امل ّيادِّ‬
‫()‪ِّ6‬‬
‫الح َم َامة ْأم غ ْنـ‬ ‫أبكت تلكم‬
‫فأين ُ‬ ‫ُُ ُ َ‬
‫ور م ْن َعهد عادِِّّ‬
‫الق ُب ُ‬ ‫َب َ‬ ‫ورنا ت ْمأل الر ْحـ‬ ‫صاح َهذي قب‬
‫َ‬

‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬


‫إال م ْن َهذه ْ‬
‫األجسادِِّّ‬ ‫أظ ّن أد َ‬
‫يم الـ أ ْرض‬ ‫الوطء ما‬ ‫خ ّفف‬
‫ُـد َه ـ َـو ُان َ‬
‫اآلباء ْ‬
‫واألجدادِِّّ‬ ‫وإن َق ُد َم َ‬
‫الع ْهـ‬ ‫بيح َبنا ْ‬
‫وق ٌ‬‫َ‬

‫َ‬ ‫ْ ً‬
‫ال اختياال َعلى ُرفات العبادِِّّ‬
‫ً‬
‫اله َواء ُر َويدا‬ ‫اس َط َ‬
‫عت في َ‬ ‫س ْر إن ْ‬

‫احم ْ‬‫ضاحك م ْن َت َز ُ‬
‫َ‬ ‫ُ ّ َ ْ َْ َ َ ً ً‬
‫األضدادِِّّ‬ ‫ص َار ل ْحدا مرارا‬ ‫رب لحد قد‬
‫َ‬
‫في طويل األ ْزمان َواآلباءِِّّ‬ ‫َو َدفين َعلى َبقايا َدفين‬
‫َ‬ ‫الف ْر َق َدينِّ(‪َ )7‬ع ّم ْن َ‬
‫فاسأل َ‬
‫م ْن قبيل وآنسا من بالدِِّّ‬ ‫أح ّسا‬ ‫ْ‬

‫ُ‬
‫َوأنارا مل ْدلج في َس َوادِِّّ‬ ‫َك ْم َ‬
‫أقاما على َزوال َنهار‬
‫ّ‬ ‫ياة َفم ـ ـ ـ ــا ْ‬
‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َج ُب إال م ْن راغب في ا ْزديادِِّّ‬ ‫أعـ‬ ‫ت َع ُب كلها الح‬

‫ساعة امليالدِِّّ‬ ‫ُف ُس ُرور في َ‬ ‫ّإن ُح ْز ًنا في ساعة املَ ْوت ْ‬


‫أض َعا‬
‫ُ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُخل َق ّ‬
‫سـ ـ ـ ُـب َون ُه ْم ّ‬
‫للنفادِِّّ‬ ‫أ ّمة َي ْح َ ِّ‬ ‫فضل ْت‬ ‫للب َقاء‬
‫اس َ‬‫الن ُ‬
‫َ‬
‫ل إلى دار ش ْقـ ــو َة أو َرشادِِّّ‬ ‫ّإنما ُي ْن َق ُلو َن م ْن دار ْ‬
‫أعما‬

‫وهي طويلة ومنها‪ِّ:‬‬

‫‪ ) ٦‬أي إني ال أعرف الفرق بني صوت النعي وصوت البشري كما ال يعرف الناس صوت احلمامة فبعضهم يسميه محامة وبعضهم غناء‬

‫‪ ) 7‬مها جنمان يف بنات نعش الصغرى (الدب االصغر)‬


‫الصفحة ‪ 18‬من ‪35‬‬
‫س َفداع إلى َ‬ ‫ف ّ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضالل َو َهادِِّّ‬ ‫ُ‬ ‫النا‬ ‫بان ْأم ُر اإلله واختل‬
‫ٌ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ّ‬
‫َح َي َو ٌان ُم ْس َت ْح َدث من َجمادِِّّ‬ ‫البرّية فيه‬ ‫والذي حارت‬
‫ُر ب ُك ْون َم ُ‬
‫صير ُه َ‬ ‫ّ ُ ّ ُ َ ْ َ َ ْ‬
‫للفسادِِّّ‬ ‫يس َيغ ْتر‬ ‫واللبيب اللبيب من ل‬

‫ومن قوله املوهم في اللزوميات‪ِّ:‬‬


‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ َ َ ً‬ ‫ضحكنا َو َ‬‫َ‬
‫البسيطة أن َيبكواِّ‬ ‫َو ُح َّق ل ُسكان‬ ‫فاهة‬ ‫كان الضحك منا س‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ُ ٌ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ّ‬
‫عاد ل ُه َس ُ ِّ‬
‫بكِّ‬ ‫جاج َولكن ال ي‬‫ز‬ ‫ت َحط ُمنا األيام حتى كأ َّننا‬

‫ُ‬
‫شرح القصيدة‬

‫‪ ‬املفـــــردات‪:‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ّ‬


‫‪ِّ -1‬‬
‫ُ‬
‫واساه وأدخل السل َّو إلى نفسه‪ِّ.‬‬ ‫تعليال أي‬
‫ِّ‬ ‫علالني‪ :‬من علله‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َنيت‪ :‬من فن َي يفنى أي ‪ :‬زال وانمحى‪ِّ.‬‬
‫َّ‬
‫ومحبة‪ِّ.‬‬ ‫‪ِّ -2‬وداد‪َ :‬م َو َّدة‬
‫ليل‪ُ :‬ر َّب هنا للتكثير‪ُ.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -3‬رب ٍ‬
‫َّ‬
‫الطيلسان‪ :‬الثوب‪ِّ.‬‬
‫َ‬
‫بكسر الواو اسم هيئة من َوقف يقف‪ِّ.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ِّ -4‬وقفة‪:‬‬
‫املتردد أين يذهب ومعنى وقف النجم وقفة الحيران أي‪ :‬طال مكثه وبقاؤه في السماء كأنه في حيرة‬ ‫الحيران ‪ّ :‬‬
‫واملراد طول الليل‪ِّ.‬‬
‫‪-5‬ش ِّغلنا‪ :‬أي حضر ما يشغلنا‪ِّ.‬‬
‫‪ -6‬البدر طفل ‪ :‬أي في أول الشهر وهو هالل فشبهه بالطفلِّ‬
‫وشد ُته ‪ ،‬والحظ التقابل بين البدر والليل فاألول طفل والثاني ٌ‬
‫شاب قو ّي‬ ‫ثور ُته َّ‬ ‫عنفوان‪ُ :‬ع ُنفوان الشباب أي َ‬
‫ِّ‬
‫لهذا يغطي الظالمِّ‬
‫ُ‬
‫جنس من الناس سود األلوان ِِّّ‬ ‫ٌ‬ ‫الزنج‪ :‬بفتح الزاي ويجوز بكسرها ‪:‬‬ ‫‪َّ -7‬‬
‫قالئد‪ :‬جمع قالدة وهي العقد الذي يحيط بالعنقِّ‬
‫جمان‪ :‬جمع ُجمانة وهي اللؤلؤة‪ِّ.‬‬
‫الثريا ‪ :‬مجموعة من النجوم في نصف الكرة السماوية الشمالي متقاربة متراكمة في رأي العين‪ِّ.‬‬ ‫‪َّ -9‬‬

‫الصفحة ‪ 19‬من ‪35‬‬


‫نجم شديد اللمعان في األفق الجنوبي من السماء وهو يض يء بإشراق ووضوح وبياضه يبدوا للعين‬ ‫‪ -11‬س َهيل‪ٌ :‬‬
‫وشبهه ّ‬
‫بحمرة ولذا شبهه بقلب العاشق في خفقانه ّ‬ ‫ً‬
‫مخلوطا ُ‬
‫بخد املحبوب في لونِِّّ‬
‫وجنة‪ :‬أعلى ّ‬
‫الخد‪ِّ.‬‬
‫الح ِّ ّب‪ :‬بكسر الحاء هو الحبيب‪ِّ.‬‬ ‫ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مهيمنا‪ِّ.‬‬
‫ِّ‬ ‫مستبدا‪:‬‬ ‫‪-11‬‬
‫َ‬
‫املعلم‪ :‬ذو العالمة املعروف‪ِّ.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اللمح‪ :‬سرعة َّ‬ ‫َّ‬
‫النظر من ملح َي َلمحِّ‬ ‫‪-12‬‬
‫مقلة‪ :‬هي َ‬
‫العين‪ِّ.‬‬
‫ضرجته‪ :‬سفكت دمه وقتلتهِّ‬ ‫‪َّ -13‬‬
‫َّ‬
‫وتسمى العبور وهي في كوكبة كلب‬ ‫عرى اليمانية‬ ‫الشعريان‪ :‬مثنى شعرى بكسر الشين وفي السماء شعريان‪ :‬الش ِّ‬
‫الجبار وهي املذكورة في القران العظيم في قوله تعالى {وأنه هو رب الشعرى} وكان بعض العرب يعبدها والثانية ‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫الشعرى الشامية التي تسمى الغ َميصاء‪ِّ.‬‬
‫‪-14‬قدماه وراءه‪ :‬يقصد بها كوكبة من النجوم وراء سهيل كأنها قدماه‪ِّ.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ -15‬شاب‪ :‬عراه الشيب‪ِّ.‬‬
‫الد َجى‪ :‬ظالم الليلِّ‬ ‫ُّ‬
‫الزعفران‪ :‬نبات يصبغ بزهره وهي ذات لون أصفر قد يشاب بحمرة ِّ‬
‫‪ ‬املحفوظ‪ُ:‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫كامالِّ‬
‫النص ِّ‬ ‫يحفظ هذا‬
‫‪ ‬األفكار األساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مناجاة األصحابُ‬
‫ب‪ -‬ذكر أيام الشباب واللهو ووصفها ليلة جميلة من لياليه و يكاد الوصف يستغرق معظم هذا النص األدبي‬
‫وقد ركز الشاعر في وصف السماء ونجومها فوصف الليل نفسه ‪ ،‬والبدر و الثريا ‪ ،‬وسهيال وقد أبدع الشاعر‬
‫إبداعا منقطع النظير قل أن نجد مثله ؛ وذلك ألن الشاعر أعمى ال يبصر فكيف استطاع أن يصل بالوصف‬
‫والصورة الشعرية الى هذا املستوى الرفيع ؟!!ُ‬
‫و هناك صور شعرية جميلة وتتشبيهات رائعة منها‪:‬‬
‫‪ -‬املقابلة بين طفولة البدر وشباب الظلماء (بيت ‪ِّ)6‬‬
‫ّ‬
‫(بيت ‪ِّ)7‬‬ ‫‪ -‬تشبه الليلة السوداء بالعروس الزنجية والنجوم بالآلئي‬
‫(بيت ‪ِّ)9‬‬ ‫‪ -‬تشبيه معانقة الهالل والثريا بعناق ّ‬
‫املحبين‬
‫املحب في اضطرابه وخفقانه (بيت‪ِّ)11‬‬ ‫ّ‬ ‫بخد الحبيب في حمرته‪ ،‬وبقلب‬ ‫‪ -‬تشبيه (سهيل) ّ‬
‫شاب أدركه الشيب‪ ،‬وهو ضوء الصبح فصبغ رأسه بالزعفران وهو أصفر ويقصد به‬ ‫الدجى برجل ّ‬ ‫‪ -‬تشبيه ّ‬
‫(بيت ‪ِّ)15‬‬ ‫طلوع الفجر‪.‬‬
‫ّ‬
‫الفنية واأللوان املختلفة‪ُ .‬‬ ‫الحية جعلت القصيدة ممل ُؤة بالحركة‬ ‫وكل هذه الصور ّ‬
‫ُ‬
‫الصفحة ‪ 21‬من ‪35‬‬
‫النص اخلامس (يف حب الوطن) البن الرومي‬
‫التعريف بالشاعر‪:)8( :‬‬
‫الشاعر هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج ّ‬
‫الرومي مولى بني العباس ‪ ،‬املكثر املطبوع ‪ ،‬صاحب النظم‬
‫العجيب ‪ ،‬والتوليد الغريب ‪ ،‬واملعاني املخترعة ‪ ،‬واألهاجي املقذعة ِّ‬

‫ولد ببغداد سنة ‪ 221‬هـ ‪ .‬ونشأ بها وأقام كل حياته فيها‪ ،‬وكان كثير التطير جدا وله فيه أخبار غريبة ‪ ،‬حتى كان‬
‫أصحابه إذا أرادوا أن يعبثوا به أرسلوا إليه من يتطير من اسمه ‪ ،‬فال يخرج من بيته ‪ ،‬ويمتنع من التصرف‬
‫سائر يومه ‪ .‬وكان القاسم بن عبيد هللا وزير املعتز يخاف هجوه وفلتات لسانه ‪ ،‬فيقال إنه دس عليه من أطعمه‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫خشك َنانة (‪)9‬مسمومة فأكلها ‪ ،‬ثم أتى منزله وأقام به أياما ومات سنة ‪ 283‬هـ ‪ .‬ببغداد ‪ ،‬وقيل بل مرض ووصف‬
‫َ‬ ‫له الطبيب دواء فيه ّ‬
‫سم فغلط في مقداره وأكثر منه فمات ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الرومي الشعر في كل غرض وال سيما الوصف والهجاء ‪ ،‬ونبغ في الشعر نبوغا لم يقصر به أبدا عن‬
‫وقال ابن ِّ‬
‫درجة الفحول ‪ ،‬وربما فاق في اختراعه املعاني النادرة أو توليدها من معانى من سبقه بشكل جديد ‪ ،‬ووضعها في‬
‫أحسن قالب وكان إذا اخترع املعنى أو ولده من كالم غيره ال يزال يستقص ى فيه وينظمه بوجوه مختلفة حتى ال‬
‫يدع فيه بقية ؛ وهو ممن جمع صقال اللفظ وإجادة املعنى ‪ .‬ويكفيه فضال أن يكون املتنبي أحد رواة ديوانه‬
‫واآلخذين عنه ‪ .‬وكان يكثر القول في ّ‬
‫مطوالته‪ ،‬فيرذل منها الكثير ‪ ،‬وله ديوان كبير طبع بعضه ‪ ،‬ومن معانيه‬
‫البديعة قوله‪:‬‬

‫وأطل فيه فقد أراد عجاءهِّ‬ ‫وإذا امرؤ مدح امرا لنواله‬

‫عند الورود ملا أطال رشاءهِّ‬ ‫لو لم يقدر فيه بعد املستقى‬

‫وقال يمدح ‪ِّ:‬‬

‫ل آراؤه عند ضيق الحيلِّ‬ ‫كأن مواهبه في املحـ ـ ـ ـ ــو‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫ولو كان سيفا لكان األجلِّ‬ ‫فلو كان غيثا لعم البـالد‬

‫ألغنى النفوس وأغنى األمل‬ ‫ولو كان يغطى على قدرة‬

‫‪ ) 8‬نقلت الرتمجة من كتاب «الوسيط » بتصرُّف يسري‬

‫‪ ) 6‬ترادف ما يسمى اآلن ( بسكويتا )‬


‫الصفحة ‪ 21‬من ‪35‬‬
‫ُ‬

‫وقال‪:‬‬

‫تثنلى إليك عنان كل ودادِّ‬ ‫كم من يد بيضاء قد أسديتها‬

‫سلكت مع األرواح في األجسادِّ‬ ‫ً‬


‫صنائعا أوليتها‬ ‫شكر ُ‬
‫اإلله‬

‫وقوله في صانع رقاق‪ُ:‬‬


‫يدحو(‪ّ )11‬‬ ‫ً‬
‫الرقاقة مثل اللمح بالبصرِّ‬ ‫ما أنس(‪)11‬ال أنس خبازا مررت به‬
‫(‪ِّ)13‬‬
‫َِّ‬
‫قوراء(‪ )12‬كالقمر‬ ‫وبين رؤيتها‬ ‫ما بين رؤيتها في كفة كرة‬
‫ٌ‬
‫في لجة املاء يلقى فيه بالحجرِّ‬ ‫إال بمقدار ما تنداح‪ 14‬دائرة‬

‫وقال في بغداد وقد غاب عنها في بعض أسفاره‪ُ:‬‬

‫ولبست ثوب اللهو وهو جديدِّ‬ ‫بلد صحبت بد الشبيبة والصبا‬

‫وعليه أغصان الشباب تميدِّ‬ ‫فإذا تمثل في الضمير رأيته‬

‫وقال وهو يجود بنفسه ‪ُ:‬‬

‫عجزت موادره عن اإلصدارِّ‬ ‫غلط الطبيب ّ‬


‫على غلطة مورد‬

‫غلط الطبيب إصابة األقدارِّ‬ ‫والناس يلحون الطبيب وإنما‬

‫ويمتاز ابن الرومي بإجادته في كل معنى فله روائع في التشبيه وفي الرثاء و في املدح وفي الغزل وفي الوصف عموما‬
‫‪ ....‬ولهذا فهو أحد فحول الشعر في العصر العباس ي ‪ِّ.‬‬

‫‪( ) 10‬ما) شرطية و(أنس) فعل الشرط و(ال أنس) جوابه واملعنى إن نسيت شيئا ال أنس كذا‬

‫‪ ) 11‬يبسط‬

‫‪ ) 12‬واسعة‬

‫‪ )13‬يف حسن االستدارة والبياض‬

‫‪ )1٤‬تعظم وتنبسط‬
‫الصفحة ‪ 22‬من ‪35‬‬
‫بني يدى القصيدة‬

‫حاول أحد جيران ابن الرومى أن يشترى بيته فرفض ابن الرومى فأخذ بعض جدرانه وأتلفها ليجبره على البيع‬
‫مما اضطر ابن الرومى أن يشكوه إلى والى بغداد بهذه القصيدة التى تدل على مدى حبه لبيته وتعلقه به‪.‬‬

‫غيريِّ له الدهر مالكا‬


‫وأال أرى ِّ‬ ‫ولـي وطــن آلـيـت إال أبـي ــعه‬

‫بصحبة قوم أصبحوا في ظاللـكا‬ ‫مرت به شرخ الشباب منعما‬


‫ع ِّ‬

‫مـآرب قضـاها الشـباب هنـالـكاِّ‬ ‫وحـبـب أوطـان الـرجـال إليهم‬

‫عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا‬ ‫إذا ذكروا اوطانهم ذكرتهم‬

‫لها جسد إن بان غودر هالكا‬ ‫فـقـد ألفـته النـفس حتــى كأنـه‬

‫معاني املفردات‪:‬‬

‫‪ ‬آليت‪ :‬أقسمت‪ * .‬شرخ‪ :‬أول شرخ الشباب أوله ونضارته‪.‬‬


‫‪ ‬ألفته‪ :‬مالت إليه وأحبته النفس‪ * .‬بان‪ :‬بعد وانفصل‪ * .‬غودر‪ :‬ترك‪ * .‬هالك‪ :‬زائل وميت‪.‬‬
‫* مآرب‪ :‬منافع‪ .‬م‪ :‬مأرب‪.‬‬ ‫‪ ‬هالك ج هوالك ج هلكى وهالك‪ * .‬حبب ×كره‪.‬‬
‫َّ‬
‫قضاها‪ :‬أمضاها‪ * .‬الوطن‪ :‬ج أوطان املراد البيت‪ * .‬الدهر‪ :‬ج أدهر الزمن ج دهورِّ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬األفكار األساسية‪ُ :‬‬
‫وهو يتحدث عن الوطن وحب املرء له ِّويحاول فيه الشاعر تعليل هذا‬ ‫هذا النص قطعة من قصيدة‪ِّ .‬‬
‫الحب الذي يجده كل إنسان في نفسه ِّويح ّ ِّ‬
‫سه في شعوره‪ِّ...‬‬
‫في النص ملسات فنية منها‪ُ :‬‬
‫‪ -‬محاولة الشاعر تعليل حب الناس ألوطانهم‪.‬‬
‫‪ -‬ربط مشاعر بين حب الوطن وهو ِّّ‬
‫أعز مكان بفترة الشباب ِّو هي ّ‬
‫أعز زمان‪.‬‬
‫‪ -‬تشبيه الشاعر للوطن واالنسان بالجسد والروح فإذا بان أحدهما عن ِّ‬
‫االخر فذلك املوت!‬
‫املناقشة‪:‬‬

‫س‪ /‬عالم أقسم الشاعر في البيت األول ؟ وما الذي يدل عليه القسم ؟‬
‫فلم مأرب الشباب بالذكر ؟ُ‬‫س‪ /‬مآرب اإلنسان في الحياة ال تنتهى ؛ َ‬
‫س‪/‬إلى أي العصور األدبية ينتمي هذا النص ؟‬
‫س‪/‬ما غرض النص ؟ و ما مدى شيوعه في العصر العباس ي ؟‬
‫س‪/‬ما العاطفة املسيطرة على الشاعر في األبيات ؟‬

‫الصفحة ‪ 25‬من ‪35‬‬


‫س‪/‬تطور شكل القصيدة في العصر العباس ي ‪ ....‬فما مظاهر هذا التطور كما فهمت من النص ؟‬
‫س‪/‬ما مناسبة النص ( سبب األبيات ) ؟ُ‬

‫الصفحة ‪ 24‬من ‪35‬‬


‫ُ َ ْ َ‬
‫النص السادس (للحطيئة)‬
‫أسرة بائسة في صحراء موحشة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ل *** ُِّب َبيد َاء لـم َيع ِّرف ِّب َها َس ِّاكن َرسماُ‬ ‫البط ِّن مر ِّم ٍ ُ‬‫الث َعاصب َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ث‬ ‫ي‬‫او‬
‫‪ .1‬و ِّ‬
‫ط‬
‫س في َها من َش َر َ‬
‫اس ِّت ِّه نع َمىُ‬ ‫َ‬ ‫ؤ‬‫الب‬ ‫ى‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫‪َ .2‬أخي َجف َوة فيه م َن اإلنس َوح َشةُ *** َ‬
‫ي‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زا *** إ َز َ‬ ‫ً‬ ‫‪َ .3‬وأف َر َد في شعب َ‬ ‫َ‬
‫اح تخالهم َبهماُ‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫الث‬‫ث‬ ‫ها‬ ‫اء‬ ‫ُ‬ ‫و‬‫ج‬ ‫ع‬ ‫ِّ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬
‫اة ما اغتذوا خبز َمل ٍُة *** َوال َع َرفوا ِّللب ّ ِّر مذ خ ِّلقوا طعماُ‬ ‫اة ع َر ُ‬
‫‪ .4‬حف ُ‬
‫ضيف وال طعام‬
‫َ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫ََ‬ ‫الظالم َفر َ‬ ‫َ َ َ ً َ َ َ‬
‫ضيفا ُتش َُّم َر َواهت ّما‬ ‫اعهُ *** فل ّما رأى‬ ‫ِّ‬ ‫‪ .5‬رأى شبحا وسط‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .6‬فقال‪َ :‬ه َيا َ َّباه َ‬
‫ى *** ِّب َح ِّق َك ال تح ِّرمه تا الليلة اللحما‬ ‫ضيف وال ِّقر ًُ‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫اذبحني َو َي ِّ ّسر له طعما‬ ‫قال ابنه َملّا َرآه ب َح َير ُة *** َأيا َأ َبت َ‬ ‫‪َ .7‬و َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ٍ‬
‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫وسعنا ذ ّما‬ ‫دم ع َّل الذي طرا *** يظن لنا ماال فيُ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الع‬ ‫ب‬
‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫ذ‬ ‫ِّ‬ ‫عت‬ ‫‪ .8‬وال ت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪َ .9‬ف َر َّ ُوى قليال ث َّم أحُ َُج َم ب َ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ذبح فتاه فقد َه ّما‬ ‫ره ُة *** َوإن ه َو لم َي َ‬
‫ِّ‬
‫صيد مسني‬
‫َ َ‬
‫سح ِّلها نظماُ‬ ‫لف ِّم‬ ‫خ‬
‫َ‬
‫ن‬‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬‫عانةُ *** َقد ِّا َنت َظ َ‬ ‫َ‬
‫عد‬ ‫الب‬ ‫لى‬ ‫‪َ .11‬ف َبينا هما َع َّنت َ‬
‫ع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ساب ن َ‬ ‫املاء َفانُ َ‬
‫طاشا تريد َ‬ ‫ً‬
‫حوها *** على أنه ِّمنها ِّإلى د ِّمها أظماُ‬ ‫‪ِّ .11‬ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ .12‬فأ َ‬
‫مهلها َحتى ت َر َّوت ِّعطاشها *** فأر َس َل فيها ِّمن ِّكنان ِّت ِّه َسهماُ‬
‫َ َ‬ ‫َََ َ ً َ‬
‫حش َسمينةُ *** ق ِّد ِّاكتنزت لحما َوقد ط ِّّبقت شحماُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ .13‬ف َخ َّرت َنحوص ذات َ‬
‫ج‬
‫ٍ‬
‫سعادة وبهجة‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫شرهم ُملا َرأوا ك َلمها َيدمىُ‬ ‫وم ُِّه *** َويا ِّب‬ ‫َ‬
‫‪ .14‬فيا ِّبشره ِّإذ ج َّرها نحو ق ِّ‬
‫ً َ َ‬ ‫راما َقد َقضوا َح َّق َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫غرموا غرما َوقد غ ِّنموا غنماُ‬ ‫ِّ‬ ‫وما‬ ‫***‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫يف‬
‫ِّ‬
‫َ ِّ‬ ‫ض‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫وا‬‫بات‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫‪.15‬‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫شرها أ ّماُ‬
‫يف ِّهم واألم ِّمن ِّب ِّ‬
‫‪ .16‬وبات أبوهم ِّمن بشاش ِّت ِّه أ ُبا *** ِّلض ِّ‬
‫ط ْيئَة) هو جرول أبو مليكة بن أوس بن مالك العبس ي‪ ،‬شاعر مخضرم أدرك ثالث حقب‪ :‬الجاهلية‪،‬‬ ‫(احلُ َ‬
‫ً‬
‫وصدر اإلسالم‪ ،‬والعصر األموي‪ ،‬يراه النقاد األوائل من الشعراء الفحول ال ُـمـجيدين‪ ،‬وكان مولعا بالهجاء‪ ،‬وهجا‬
‫معظم َمن حوله حتى هجا أمه‪ ،‬وهجا نفسه أيضا‪ ،‬ويمكن أن أعده من أوائل الشعراء الذين رسخوا لفن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السخرية‪ ،‬ومع براعته الشعرية كان دميما بخيال قاس ي القلب‪ ،‬والناس تهابه وتتقيه‪ ،‬وشعره مسموع ذائع سريع‬
‫الرواج‪ ،‬وقد سجنه عمر بن الخطاب ‪-‬رض ي هللا عنه‪ -‬لتطاوله على الناس وأعراضهم‪ ،‬فاستعطفه بأبيات‪ ،‬فعفا‬
‫عنه‪ ،‬ويقال إنه اشترى منه أعراض املسلمين بثالثة آالف درهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫الطاويِّ‪ :‬الجائع‪ .‬ثالث‪ :‬أي ثالث ليال‪ .‬عاصب البطن‪ :‬الذي َي ُشد الخ َرق على بطنه ليسكن َ‬
‫جوعه‪ُ .‬م ْرمل‪ :‬فقير‬

‫الصفحة ‪ 23‬من ‪35‬‬


‫ّ‬
‫الر ْسم‪ :‬ما بقي في األرض من آثار الديار ‪.‬الش ْعب‪ :‬الطريق في الجبل‪ .‬األشباح‪ :‬جمع‬ ‫محتاج‪ .‬البيداء‪ :‬الصحراء‪َّ .‬‬
‫الب ْهم‪ :‬جمع َب ْهمة‪ ،‬وهو ولد الضأن‬ ‫َش َبح‪ ،‬وهو ما ال تراه العين بوضوح إما لضآلته‪ ،‬أو لبعده‪ ،‬أو لكونه في الظالم‪َ .‬‬
‫ص َم َت ُمفكرا‪ .‬أحجم‪ :‬تراجع وامتنع‪ُ .‬ب ْر َهة‪ُ :‬‬
‫الب ْر َهة في‬ ‫الع ْدم‪ :‬الفقر ‪َ .‬ر َّوى‪َ :‬‬ ‫واملاعز ‪.‬املَ َّلة‪ :‬الرماد‪َ .‬ت َس َّورِّ‪ :‬وثب وقفز‪ُ .‬‬
‫معاجم اللغة هي الزمان الطويل‪ ،‬وهي هنا في البيت بمعنى الوقت القصير‪ ،‬واستعمال «برهة»ِّبمعنى الوقت‬
‫ض ْت َ‬
‫والحت‪.‬‬ ‫ت‪َ :‬ع َر َ‬ ‫ى‪ :‬طعام‪ ،‬تا الليلة‪ :‬هذه الليلة‪َ .‬ع َّن ْ ِّ‬ ‫القصير من األخطاء الداللية الشائعة‪ .‬هيا‪ :‬حرف نداء‪ .‬ق َر ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الح ُمر الوحشية‪ .‬امل ْس َحل‪ :‬قائد القطيع‪ .‬ت َر َّوت‪ :‬شرَب ْت حتى ا ْرت َو ْت‪ .‬الك َنانة‪َ :‬ج ْع َبة السهام‪.‬‬ ‫العانة‪ :‬القطيع من ُ‬
‫ت‪ :‬امتألت‪ .‬ط ّبقت‪ :‬أي أصبح الشحم فوقها‬
‫ُ َ‬
‫اكتنز ْ ِّ‬
‫الن ُح ْوص‪ :‬األتان الوحشية‪َ .‬‬ ‫ت‪َ :‬س َق َط ْت بعد وقوف‪َّ .‬‬ ‫خ َّر ْ ِّ‬
‫َ‬
‫طبقات‪ ،‬ويعني أنها أتان ضخمة سمينة‪ُ.‬‬
‫شرح معاني األبياتُ‬
‫األول‪ :‬املفردات‪ .1 :‬طاوي ثالث‪ :‬جائع منذ ثالث ليال‪ .2 .‬عاصب البطن‪ :‬رابط بطنه من شدة الجوع‪.‬‬ ‫¯البيت ّ‬
‫الديار بعد تهدمها‪ِّ.‬‬ ‫‪.‬الرسم‪ :‬أثر ّ‬ ‫‪ْ .3‬املُرمل‪ :‬الفقير ّالذي نفذ زاده‪ .4 .‬بيداء‪ :‬صحراء ‪ّ 5‬‬
‫الصحراء املوحشة‬ ‫شدة الجوع ويعيش في هذه ّ‬ ‫الشرح‪َ :‬ف َرب هذه األسرة جائع منذ ليال ثالث‪ ،‬يربط بطنه من ّ‬ ‫ّ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫التي لم َينزل بها أحد‪ ،‬وليس فيها معال ٌم للحياة والعيش‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫¯البيت الثاني‪ :‬املفردات‪.1 :‬أخي جفوة‪ :‬غليظ الطبع‪.2 .‬اإلنس‪ :‬البشر واالستبشار‪ .3 .‬البؤس‪ :‬الش ّدة‪.‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ّ‬
‫‪.4‬الشراسة‪ :‬سوء الطبع والخلق‪ِّ.‬‬
‫غلظة وخشونة إلى ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حد جعله ينعم بهذه الحياة الخشنة‪ُ.‬‬ ‫ِّ‬ ‫الشرح‪ :‬وقد أثرت البيداء في طبعه‪ ،‬فزادته‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫¯البيت الثالث‪ :‬املفردات‪ .1 :‬تف ّر َد‪ :‬انعزل‪ .2 .‬الشعب‪ :‬الطريق في الجبل‪ .3 .‬إزاءها‪ :‬أمامها‪ .4 .‬تخالهم‪:‬‬
‫الضأن واملاعز‪ِّ.‬‬ ‫‪.‬البهم‪ :‬صغار ّ‬ ‫ّ‬
‫تحسبهم‪/‬تظنهم‪َ 5 .‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرح‪ّ :‬أما أسرته فقد أنزلها معه‪ ،‬في هذا املكان القفر‪ .‬امرأته العجوز وأطفاله الثالثة الذين هزلهم الجوع‬
‫الضأن العتاللهم وضعفهم‪ِّ.‬‬ ‫الناظر أنهم من املاعز أو من حمالن ّ‬ ‫فصاروا أشباحا يحسبهم ّ‬
‫ّ‬
‫الحار‪.3 .‬‬ ‫والرماد‬ ‫الرابع‪ :‬املفردات‪ .1 :‬ما اغتذوا‪ :‬لم يأكلوا‪ .2 .‬خبز َم ّلة‪ :‬الخبز ّالذي ينضج على الجمر ّ‬ ‫¯البيت ّ‬
‫الب ِّّر‪ :‬القمح‪ِّ.‬‬ ‫ُ‬
‫النار‪ ،‬وال يدرون طعما للقمح من يوم‬ ‫الشرح‪ :‬وهم ُحفاة األقدام‪ُ ،‬عراة األجسام‪ ،‬لم يذوقوا الخبز ّالذي ُت ْنض ُج ُه ّ‬ ‫ّ‬
‫أن ولدوا‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫¯البيت الخامس‪ :‬املفردات‪ .1 :‬الشبح‪ُ :‬يقصد به صورة انسان غير واضحة املالمح‪ ،‬ألنه يسير في الظالم‪.2 .‬‬
‫ّ َ‬ ‫للسقوط‪ّ 4 .‬‬ ‫‪.‬تصور‪َ :‬ت َو َّه َم‪ ،‬أو مال ّ‬ ‫راعه‪ :‬أخافه‪ّ 3 .‬‬
‫الهم والغ َّم‪ِّ .‬‬ ‫‪.‬اهتم‪ :‬أصابه‬
‫الظالم‪ ،‬فاضطرب وخش ي أن يكون ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشرح‪ :‬رأى االعرابي رب هذه األسرة ً‬ ‫ّ‬
‫لصا أو وحشا‪ّ .‬‬
‫فلما‬ ‫شبحا ُمقبال في‬
‫تبينِّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ألنه لم يجد ما ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫للترحيب به‪ّ ،‬‬ ‫ّ ّ‬
‫يقدمه لضيفه من الطعام‪ِّ.‬‬ ‫لكنه أصابه الهم‬ ‫له أنه ضيف‪ ،‬استعد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫السادس‪ :‬املفردات‪ّ .1 :‬‬ ‫¯البيت ّ‬
‫يسر له‪ :‬هيأ له‪ ،‬حضر له‪.2 .‬الطعم‪ :‬الطعام‪ِّ.‬‬
‫وقدم لحمي‬ ‫ضحي ًة للكرم قائال‪" :‬اذبحني يا أبي ّ‬ ‫ّ‬ ‫نفس ُه‬
‫يقدم َ‬ ‫وهمه‪ ،‬فأسرع إليه ّ‬ ‫الشرح‪ :‬ورآه ابنه في حيرته ّ‬ ‫ّ‬
‫طعاما لضيفك‪ِّ.‬‬

‫الصفحة ‪ 26‬من ‪35‬‬


‫لعل؛بمعنى يجوز أو جائز أو ُم َ‬ ‫ّ‬
‫حت َمل‪.3 .‬طرا‪:‬‬ ‫عل‪ّ :‬‬ ‫لشديد‪َّ .2 .‬‬ ‫‪.‬الع ْدم‪ :‬الفقر ا‬ ‫السابع‪ :‬املفردات‪ُ 1 :‬‬ ‫¯البيت ّ‬
‫ضيفا‪.4 .‬يوسعنا ذما‪ :‬يبالغ في ذمنا‪ِّ.‬‬ ‫أي ّالذي نزل عندنا ً‬ ‫أصلها طرأ؛ ّ‬
‫فيبالغ في ّ‬ ‫نقدمه إليه ُ‬ ‫الضيف ّأننا نملك ماال أو طعاما لم ّ‬ ‫ظن هذا ّ‬ ‫فربما ّ‬ ‫الشرح‪ :‬وال تعتذر بالفقر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ذمنا‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هما‪ :‬أصلها َه ّم أي حاول أن‬ ‫فكر في األمر‪ .2 .‬احجم‪ :‬امتنع وتراجع‪ّ .3 .‬‬ ‫‪.‬روى‪:‬‬‫الثامن‪ :‬املفردات‪ّ 1 :‬‬ ‫¯البيت‬
‫يفعل‪ِّ.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشرح‪ :‬فتحير األب وأخذ يفكر وهو في صراع بين عاطفتين‪ :‬عاطفة األب الحنون املح ّب لولده‪ ،‬وعاطفة العربي‬
‫ً‬ ‫الكريم‪ ،‬وبقي في هذه الحيرة فترة من ّ‬
‫الزمن‪ .‬حتى لقد حاول أن يذبح ابنه فعال استجابة لنداء الكرم لوال تدخل‬
‫لطف هللا في آخر لحظة‪ِّ.‬‬
‫التاسع‪ :‬املفردات‪.1 :‬هيا‪ :‬حرف نداء‪ .2 .‬الق َرى‪ :‬طعام ّ‬ ‫ّ‬
‫الضيف‪.3 .‬تاالليلة‪ :‬هذه الليلة‪ِّ.‬‬ ‫¯البيت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشرح‪ :‬قال اإلعر ّ‬ ‫ّ‬
‫ابي مناديا هللا تعالى‪ :‬ضيف وال طعام! بحقك ال تحرق اللحم في هذه الليلة‪ِّ.‬‬
‫ٌَ‬ ‫َ‬
‫¯البيت العاشر‪ :‬املفردات‪.1 :‬ف َب ْي َن ُاهما‪ :‬فبينما هما (أثناء ذلك)‪َ .2 .‬ع ّنت‪ :‬ظهرت‪.3 .‬عانة‪ :‬قطيع من ُحمر‬
‫ّ‬
‫الوحش‪ ،‬ويرى البعض انه نوع من الغزالن‪.4 .‬انتظمت‪ :‬سارت في انتظام‪ .5 .‬مسحلها‪ :‬قائدها وكبيرها الذي‬
‫يقودها إلى املاء‪ِّ.‬‬
‫ٌّ‬ ‫الشرح‪ :‬وبينما كان الوالد وولده في هذا املأزق الحرج‪ ،‬ظهر على بعد منهم ٌ‬ ‫ّ‬
‫وحشية صغيرة تسير في نظام‬ ‫حمر‬
‫خلف حمار وحش ي كبير يقودها إلى املاء‪ِّ.‬‬
‫¯البيت الحادي عشر‪ :‬املفردات‪.1 :‬انساب‪ :‬سار إليها بهدوء على أطراف أصابعه‪ ،‬من غير أن ُيحدث صوتا‪.‬‬
‫أشد ظمأ‪ِّ.‬‬ ‫‪.2‬أظما‪ّ :‬‬
‫الشرح‪ :‬وقد كانت عطاشا‪ ،‬تبحث عن املاء‪ .‬وكان اإلعرابي ّ‬ ‫ّ‬
‫أشد عطشا إلى دمها منها هي إلى املاء‪ِّ.‬‬
‫ّ‬
‫¯البيت الثاني عشر‪ :‬املفردات‪ .1 :‬أمهلها‪ :‬صبر عليها‪.2 .‬تروت عطاشها‪ :‬شربت وارتوت‪ .3 .‬الكنانة‪ُ :‬جعبة‬
‫السهام‪ِّ.‬‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فيصيب هدفه‪ِّ.‬‬ ‫إنسانيته جعلته يمهل القطيع حتى ترتوي عطاشه ثم يرمي بسهم من كنانته‬ ‫ولكن‬ ‫الشرح‪:‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬املفردات‪ّ 1 :‬‬ ‫ّ‬
‫‪.‬خرت‪ :‬سقطت‪.2 .‬نحوص‪ :‬أتان‪ ،‬وهي أنثى حمار الوحش‪ .3 .‬اكتنزت‪ :‬تراكم‬ ‫¯البيت‬
‫ّ‬ ‫الش ُ‬‫ّ‬ ‫‪.‬ط ّبقت شحما‪ّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫حم وغطاها‪ِّ.‬‬ ‫عمها‬ ‫اللحم عليها‪4 .‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الشرح‪ :‬وتسقط أتان سمينة قد تراك َم لحمها وغطاها شحمها‪ِّ.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬املفردات‪.1 :‬فيا بشره‪ :‬فما أعظم سروره‪.2 .‬كلمها‪ :‬جرحها‪.3 .‬يدمى‪ :‬يسيل دمه‪ِّ.‬‬ ‫¯البيت ّ‬
‫الشرح‪ :‬فيعجب لفرحة اإلعرابي‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ّ‬
‫جر صيده إلى أهله وضيفه‪ .‬ويعجب لفرحتهم كلهم وقد رأوا جرح‬
‫الذبيحة ّ‬ ‫ّ‬
‫السمينة يسيل منه الدم‪ِّ.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫¯البيت الخامس عشر‪ :‬املفردات‪ .1 :‬ما غرموا غرما‪ :‬ما خسروا شيئا‪ .2 .‬وقد غنموا غ ْنما‪ :‬قد كسبوا كثيرا‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫حق ّ‬
‫الشرح‪ :‬وهكذا باتت هذه األسرة سعيدة بقضائها ّ‬ ‫ّ‬
‫الضيف‪ ،‬ولم يخسروا شيئا‪ .‬وقد كسبوا الحمد والثناء‬
‫وحياة الولد‪ِّ.‬‬
‫ُّ‬
‫¯البيت السادس عشر‪ :‬املفردات‪.1 :‬بشاشته‪ :‬فرحته‪ً .2 .‬أبا‪ُ :‬يقصد أنه شعر بكرامة ر ّب العائلة‪.ِّ 3 .‬أما‪:‬‬
‫األم بكرامتها أيضا‪ِّ.‬‬ ‫شعرت ّ‬

‫الصفحة ‪ 27‬من ‪35‬‬


‫ّ‬ ‫يقدم ّ‬ ‫الشرح‪ :‬وبات ّب األسرة ّ‬ ‫ّ‬
‫يحس أنه أب كريم‪ .‬وكذلك األم أظهرت‬ ‫للضيف من الحنان والبشاشة ما جعله‬ ‫ر‬
‫تحس بكرامة وقيمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫األم فعال‪ِّ.‬‬ ‫من الفرحة ما تظهره األم لولدها وما جعلها‬
‫الضيف¬ُ‬ ‫¬قرى ّ‬
‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اشتهر العرب بالكرم‪ ،‬وبالغوا فيه‪ ،‬واعتبروا الضيافة واجبا مقدسا‪ .‬وعرف بين العرب كرماء من أمثال حاتم‬
‫طي"‪ِّ.‬‬‫الطائي‪ّ ،‬الذي ُيضرب به املثل‪" :‬أكرم من حاتم ّ‬ ‫ّ‬
‫ألنها تدور حول‬ ‫نسب هذه القصيدة إلى الحطيئة‪ ،‬وهي من نوع خاص ّقلما نجد لها مثيال في األدب الجاهلي‪ّ ،‬‬ ‫ُوت َ‬
‫ّ‬
‫القصة‪ .‬فهي من الشعر القصص ّي‪ ،‬إال ِّّأنها ليست في ديوان الحطيئة بل ألحقت به في طبعات بعض‬ ‫ّ‬
‫املستشرقين‪ِّ.‬‬
‫¬تحليل القصيدة¬ُ‬
‫ّ‬
‫اشتد به‬ ‫ابيا معدما أصابه الفقر‪ ،‬ولم يذق طعاما منذ ثالث ليال‪ .‬وقد‬ ‫صور الحطيئة في هذه القصيدة إعر ّ‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫ّ‬ ‫الجوع‪ ،‬فعصب بطنه ليخفف من آثاره‪ ،‬وهو يعيش في صحراء موحشة لم َي ْنزل بها أحد‪ .‬وقد ّ‬
‫تميز بغلظ الطبع‪،‬‬
‫ابي يعيش معه‬ ‫بؤسها ً‬
‫نعيما‪ .‬وهذا اإلعر ّ‬ ‫الصحراء فأصبح يرى َ‬ ‫الناس وابتعدوا عنه‪ .‬وراقت له حياة ّ‬ ‫فابتعد عن ّ‬
‫ّ‬
‫أطفاله الثالثة وامرأته العجوز‪ .‬وما أسوأ حال أطفاله؛ الجوع أضناهم فغدوا أشباحا يحسبهم الرائي حمالنا‬
‫النار‪ ،‬وال عرفوا طعم القمح‪ِّ.‬‬ ‫وذلك لهزالهم ومرضهم‪ .‬إنهم ُحفاة ُعراة‪ ،‬لم يغتذوا خبزا أنضجته ّ‬
‫ابي وقسوة طبعه‪ ،‬وما لحق بأطفاله‬ ‫يصور جوع اإلعر ّ‬ ‫عبرة‪ ،‬أن ّ‬ ‫الشاعر بحسن انتقائه األلفاظ املُ ّ‬ ‫ّ‬
‫؟ لقد استطاع‬
‫من هزال جعلهم أشباحا‪ِّ.‬‬
‫ابي أن القادم هو ضيف ّ‬ ‫تحقق اإلعر ّ‬ ‫ثم ّ‬ ‫الدامس ش َب ًحا‪ ،‬فاضطرب وخاف‪ّ .‬‬ ‫َ‬ ‫ابي في الظالم ّ‬ ‫‪.2‬رأى اإلعر ّ‬
‫فتهيأ‬
‫ليقدمه لضيفه‪ .‬فر َ‬ ‫الطعام شيئا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اح يهتف من أعماق قلبه‪ " :‬يا ر ّب‪،‬‬ ‫للقائه‪ ،‬وقد داخله الهم ألنه ال يملك من‬
‫الليلة‪ .‬ويالحظ االبن أباه في ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الل َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫هم وحيرة‪ ،‬فيسرع إليه قائال‪:‬‬ ‫حم في هذه‬ ‫فبحقك ال تحرمه‬ ‫ضيف وال طعام له‪،‬‬
‫يظن لنا ماال‪ّ ،‬‬
‫فيذمنا‬ ‫حق الكرم‪ .‬وال تعتذر بالعدم خشية أن ّ‬ ‫لتقدم طعاما لضيفنا‪ ،‬وتقض ي ّ‬ ‫" يا أبت اذبحني ّ‬
‫فكر األب في كلمات ابنه‪ّ ،‬‬ ‫ّ ّ‬
‫فتردد ووقع بين عاطفتين‪ِّ:‬‬ ‫حيث حل‪.‬‬
‫بحق إكرام ّ‬
‫األبوة‪ :‬انه يحب ابنه فكيف يقدم على ذبحه؟! ب) عاطفة القيام ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ)عاطفة ّ‬
‫الضيف‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫لكنه أخيرا ّ‬ ‫ّ‬
‫قرر ذبح ابنه‪ ،‬وهنا يتدخل القدر‪ِّ.‬‬
‫الشاعر طريق الحوار لكي ينقل ّ‬ ‫ّ‬
‫الصور‪ِّ.‬‬ ‫** لقد سلك‬
‫‪ .3‬وبينما األب وابنه في هذا الوقت الحرج‪ ،‬فإذا بحمار وحش ّي يقود قطيعا من حمر الوحش‪ .‬وكان القطيع في‬
‫لكن اإلعر ّ‬
‫ابي‬ ‫أشد من ظمأ القطيع إلى املاء‪ّ .‬‬ ‫ابي في ظمأ إلى القطيع ليصيد منه‪ ،‬ظمأ ّ‬ ‫لكن اإلعر ّ‬ ‫ظمأ إلى املاء‪ّ ،‬‬
‫ثم رمى بسهم من كنانته‪ ،‬فأصاب هدفه ووقعت أتان سمينة قد‬ ‫رحيم ‪ ،‬أمهل القطيع حتى ترتوي عطاشه‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تراكم لحمها‪ّ ،‬‬
‫وعمها الشحم‪ِّ.‬‬
‫الصيد‪ .‬وهكذا وفت األسرة ّ‬
‫حق‬ ‫يجر صيده‪ ،‬وكم ُس ّر أهله عندما رأوا ّ‬ ‫ابي وهو ّ‬ ‫‪.4‬ما كان أعظم سرور اإلعر ّ‬
‫ّ‬
‫ضيفها‪ ،‬وباتت بعدما غنمت الحمد والثناء على حياة ولدها‪ِّ.‬‬
‫مميزات القصيدة¬ُ‬ ‫¬بعض من ّ‬

‫الصفحة ‪ 28‬من ‪35‬‬


‫ّ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫تمثل ّ‬ ‫ّ‬
‫القصة الثالث؛‬ ‫قصة صيغت في قالب شعري قوي التركيب‪ ،‬رقيق املعاني‪ .‬ول َرأينا فيها مراحل‬ ‫القصيدة‬
‫القصة املسرحية بتأكيدها‬ ‫والنهاية‪ .‬وأثناء َت َمعننا في هذه القصيدة تطالعنا فيها بعض عناصر ّ‬ ‫البداية والوسط ّ‬
‫على مظهر املشهد‪ .‬فهي تحتوي على أربعة مشاهد‪ِّ:‬‬
‫لكن وصفه جاء دقيقا‪ .‬فذكر جوع اإلعر ّ‬
‫ابي‬ ‫ابي وأسرته بإيجاز ّ‬ ‫صور اإلعر ّ‬ ‫األول (األبيات ‪ّ ،)4-1‬‬ ‫ففي املقطع ّ‬
‫مهد ّ‬
‫لقصته‪ِّ.‬‬ ‫وجفاء خلقه‪ ،‬وهزال أطفاله ووصف مسرح الحادثة في تلك الصحراء املقفرة‪ .‬وبهذه األشياء ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر الحادثة‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فبين األزمة التي حلت باألسرة‪ ،‬وبلغ بالحادثة عقدتها‬ ‫وفي املقطع الثاني (األبيات ‪ ،)9-5‬وصف‬
‫بتشوق‪ :‬أسرة فقيرة نزل بها ضيف‪ ،‬وهي‬ ‫الحل ّ‬ ‫طلع إلى ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫السامعين قلوبهم‪ ،‬وتبعث فيهم القلق والت‬ ‫ّالتي تملك على ّ‬
‫األبوة وعاطفة إكرام‬ ‫حائر‪ُ ،‬تصارعه عاطفتان‪ :‬عاطفة ّ‬ ‫ذبح‪.‬لكن األب ٌ‬ ‫ّ‬ ‫فتطوع االبن ُلي‬ ‫ّ‬ ‫قدمه إليه‪،‬‬ ‫ال تملك ما ُت ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الضيف‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫القصة ينتقل إلى‬ ‫وتهم العاطفة الثانية أن تتغلب على األولى‪ .‬وإذ يبلغ الشاعر ذروة النزاع في عقدة‬
‫ّ‬
‫الحل‪ِّ.‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫قطيع من حمر الوحش يبحث‬ ‫وفي املقطع الثالث (األبيات ‪ ،)13-11‬يصف الحطيئة كيف تراءى له على البعد‬
‫وحشيا ُويطعم منه ضيفه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عن املاء‪ .‬فاستطاع أن يصطاد حما ًرا‬
‫الل َذ ْين ّح ّال باألسرة عندما قضت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر قصيدته واصفا ّ‬ ‫ّ‬
‫حق ضيفها‪ .‬وهذا ينعكس في‬ ‫السرور والهناء‬ ‫وأنهى‬
‫األبيات(‪ِّ.)16-14‬‬
‫ّ‬
‫األسلوبية¬ُ‬ ‫¬الخصائص‬
‫التصوير ودقيق املالحظة‪ِّ.‬‬ ‫‪ .1‬الحطيئة في قصيدته ماهر في انتقاء األلفاظ‪ ،‬بارع ّ‬
‫ََ‬ ‫‪ .2‬يظهر في القصيدة ُ‬
‫املستعملة؛ مرمل‪ ،‬بيداء‪ ،‬رسم‪ ،‬شعب‪ ،‬بهم خبز ملة‪ ،‬عانة‬ ‫أثر البيئة واضحا في األلفاظ‬
‫ومسحل‪ِّ...‬‬
‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البيانية‪ :‬وتحديدا أسلوبي التشبيه والكناية‪ِّ:‬‬ ‫املحسنات‬ ‫‪.3‬‬
‫الشاعر هزال األطفال واعتاللهم من شدةّ‬ ‫ّر ّ‬ ‫ّ‬ ‫؟ ّأما التشبيه فهو بجملة‪" :‬تخالهم ً‬ ‫ّ‬
‫بهما" (في البيت الثالث)‪ .‬فصو‬
‫الجوع‪ ،‬بوضعهم في صور حمالن أو ماعز‪ِّ.‬‬
‫السعيدة بعد الفوز بالغنيمة‪" :‬بات أبوهم من‬ ‫جيد لصورة العانة وهي ترد املاء‪ ،‬ومشهد العائلة ّ‬ ‫‪ -‬ويوجد تصوير ّ‬
‫واألم من بشرها ًّأما"‪ِّ...‬‬ ‫بشاشته ًأبا‪ّ ،‬‬
‫؟أما الكنايات فهي عديدة‪ِّ:‬‬ ‫ّ‬
‫فكلها كنايات عن ّ‬ ‫ّ‬
‫شدة الجوع‪ِّ..‬‬ ‫‪ .1‬طاوي ثالث‪ ،‬عاصب البطن‪ ،‬مرمل‪:‬‬
‫الوحشية والخراب‪ِّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫ساكن رسما‪ :‬كناية عن صفتين وهما‬ ‫ٌ‬ ‫‪ .2‬لم يعرف بها‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ .3‬أخي جفوة‪ ،‬وفيه من اإلنس وحشة‪ ،‬ويرى البؤس فيها من شراسته نعمى‪ :‬فهي كنايات ت ّ‬
‫عبر عن الشراسة‬
‫ّ‬
‫وغلظ الطبع‪ِّ.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أسلوبي الطباق والجناس‪ِّ.‬‬ ‫البديعية‪ :‬وتحديدا‬ ‫‪.‬املحسنات‬ ‫‪4‬‬
‫ّ‬
‫؟الطباق هو إيراد كلمتين متناقضتين في املعنى‪ِّ.‬‬
‫ّ‬
‫كما يظهر في البيت الثاني‪ " :‬أخي جفوة من األنس وحشة يرى البؤس من شراسته نعمى"‪ِّ.‬‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مختلف ْين‪ِّ.‬‬ ‫معني ْين‬
‫أن لهما َ‬ ‫مشتقين من نفس األصل بيد ّ ِّ‬ ‫الجناس هو لجوء الشاعر إلى لفظين‬
‫َ‬ ‫كما يظهر في البيت العاشر‪ " :‬فبيناهم ّ‬
‫عنت على البعد عانة قد انتظمت من خلف مسحلها نظما"‪ِّ.‬‬
‫الصفحة ‪ 29‬من ‪35‬‬
‫عنت تعني ظهرت فجأة‪ّ ............‬أما العانة فهي القطيع من ُحمر الوحش‪ِّ.‬‬ ‫ّ‬
‫سيدنا إسماعيل‪ .‬وقد ورد قوله تعالى على لسان إبراهيم‪ :‬قوله تعالى }‪ :‬فلما بلغ‬ ‫وقصة ّ‬ ‫‪ .5‬تأثير القرآن الكريم ّ‬
‫معه السعي قال يا بني إني أرى في املنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء‬
‫هللا من الصابرين {؛ سورة فصلت‪ِّ.‬‬
‫ّ‬
‫التمهيد والتشويق‪ّ ،‬‬ ‫القصصية واضحة في القصيدة‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫تطور األزمة وتعقيدها‪ ،‬وصول العقدة إلى نهايتها‬ ‫‪ .6‬الحبكة‬
‫السرد ورد في أربعة مشاهد في هذه القصيدة‬ ‫القصة‪ .‬وهذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحل العقدة حال سعيدا‪ ،‬وانتهاء‬ ‫الحل‪ّ ،‬‬ ‫وميلها نحو ّ‬
‫على قصرها‪ِّ.‬‬
‫أثر البيئة في النص‪ُ:‬‬
‫‪ - ۱‬جدب البيئة البدوية وقسوة الحياة فيها ‪ِّ.‬‬
‫‪ِّ–ِّ۲‬حب البدوي للعزلة واالنفراد عن الناس والصبر على شظف العيش والشعور بالسعادة على الرغم مما‬
‫يكابد من شقاء ‪ِّ.‬‬
‫‪ - 3‬الكرم صفة أصيلة في البيئة العربية اقتضتها ظروفها القاسية ‪ِّ.‬‬
‫‪ - 4‬اللحم أهم ما يقدم للضيف كما أنه دليل على الكرم ‪ِّ.‬‬
‫‪ –ِّ5‬البيئة تكثر فيها الوحوش ولذلك يمهر البدوي في صيدها ومن أدوات الصيد السهام ‪ِّ.‬‬
‫‪ - 6‬االعتماد في البادية على خبز الشعير أما القمح فطعام املوسرين ومن عاداتهم إنضاج الخبز على الرماد‬
‫الحار أو الجمر «ِّخبز ملة »ِّ‪ِّ.‬‬
‫‪ِّ-ِّ۷‬الخيال منتزع من البيئة كتشبيه األطفال بصغار الغنم واأللفاظ نابعة من البادية مثل «ِّمرمل ببيداء ‪،‬‬
‫رسم ‪ ،‬شعب ‪ ،‬عانة ‪ ،‬مسحل ‪ ،‬خبز ملة ‪ ،‬نحوص»‪ُ.‬‬
‫املناقشة ُ‬
‫القصة وأفراد عائلته من حيث مظهرهم ومعيشتهم‪ِّ.‬‬ ‫ّ‬ ‫األول‪ :‬صف في إسهاب بطل هذه‬ ‫السؤال ّ‬ ‫ّ‬
‫التعابير ّالتي ّ‬
‫تدل‬ ‫عين ّ‬ ‫الثاني‪ :‬لقد ُأصيب األب بصراع نفس ّي شديد على أثر سماعه اقتراح ابنه بذبحه‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫السؤال‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫على هذا الصراع عنده!ِّ‬
‫القصة ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حق الضيافة؟ اشرح!ِّ‬ ‫السؤال الثالث‪ :‬كيف قض ى بطل‬
‫ّ‬ ‫الثالث؛ البداية والوسط ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫السؤال ّ‬ ‫ّ‬
‫والنهاية‪ .‬اذكر البيت الذي يشير إلى‬ ‫الرابع‪ :‬تتوفر في القصيدة مراحل القصة‬
‫ّ‬
‫القصة!ِّ‬ ‫حل العقدة في‬ ‫العقدة‪ ،‬والبيت ّالذي يشير إلى ّ‬
‫ّ‬
‫والضيف؟ِّ‬ ‫شخصية األب‪ ،‬االبن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كل من‬ ‫السؤال الخامس‪ :‬ما هو شعورك إزاء ّ‬ ‫ّ‬
‫َْ ّ‬ ‫السؤال ّ‬ ‫ّ‬
‫السادس‪ :‬لقد أكث َر الشاعر من استعمال الكنايات في القصيدة‪ .‬استخرج ثالثا منها وردت في القصيدة‬
‫واشرحها!ِّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫والرهبة‪ .‬ما هي تلك الكلمات؟ َب ّين دورها في‬ ‫السابع‪ :‬تخللت القصيدة منذ بدايتها كلمات تثير الخوف ّ‬ ‫السؤال ّ‬ ‫ّ‬
‫ابي وعائلته!ِّ‬ ‫حياة اإلعر ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ا ّ‬
‫عناوين أخرى للقصيدة!ِّ‬ ‫لسؤال الثامن‪ :‬اقترح عنوانا أو‬
‫َ‬ ‫‪َ -‬وطاوي َثالث عاصب َ‬
‫بِّبيد َاء لم َيعرف بها ساك ٌن َرسماِّ‬ ‫البطن ُمرملِّ‬

‫الصفحة ‪ 51‬من ‪35‬‬


‫َ َ ُ‬
‫استه نعمىِّ‬ ‫ؤس فيها من شر‬ ‫َيرى ُ‬
‫الب َ‬ ‫َ ٌ‬
‫فوة فيه م َن اإلنس َوحشةِّ‬ ‫َأخي َج َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ً‬ ‫َو َأ َ‬
‫ثالثة أشب ـ ـ ـاح تخـ ـ ـال ُه ُم َبهماِّ‬ ‫فر َد في شعب َع ُجوزا إزاءها‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ّ‬ ‫ٌ ٌ‬
‫للب ّر ُمذ خلقوا طعماِّ‬ ‫عرفوا ُ‬ ‫وال َ‬ ‫اغتذوا خ َبز َملة‬ ‫ُحفاة ُعراة ما‬
‫طاويِّ ‪ -‬مرمل – ملة – بهما ) وجمع ( بيداء ‪ -‬شعب ) ‪ِّ.‬‬
‫(أ)ِّهات مرادف ( ِّ‬
‫(ب) اشرح األبيات بأسلوب أدبى مبينا حالة هذه األسرة وقيمة هذا الوصف في التمهيد للموضوع‪ِّ.‬‬
‫(جـ) عين فيها (كناية ‪ -‬وتشبيها ‪ -‬وطباقا) ووضح كال منها وسر جماله‪ِّ.‬‬
‫(د) وضح مالمح األشخاص التي ظهرت في هذه األبيات ‪ِّ.‬‬
‫(هـ) اكتب من النص ما يدل على( فزع الرجل وحيرته )‪ِّ .‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫‪َ -9‬ف َبينا ُهما َع َّنت َعلى ُ‬
‫سحلها نظماِّ‬ ‫قد ا َنتظ َمت من خلف م‬ ‫البعد عان ِّة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫املاء َفا َ‬
‫نساب َن َ‬ ‫ً‬
‫طاشا ُت ُ‬
‫َعلى أ َّن ُه منـ ـ ـ ـ ـها إلى َدمهـ ـ ـ ـا أظماِّ‬ ‫حوها‬ ‫ريد َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ََ‬
‫فأر َس َل فيها من كنـ ـ ـ ـ ـانته َسه ـ ـماِّ‬ ‫مهلها َح ّتى ت َر َّوت عط ـ ـ ـاشها‬ ‫فأ‬
‫(أ)ِّهات مرادف ( عانة ‪ -‬مسحلها ‪ -‬كنانته ) ومضاد ( عنت ‪-‬أظما)ِّ‬
‫(ب) اشرح األبيات وبين ما فيها من عناصر القصة ‪ ،‬وأثر البيئة ‪ِّ.‬‬
‫(ج) في األبيات نزعة إنسانية وضعها ‪ ،‬وبين داللتها ِّ‬
‫(د) ما نوع الصورة الخيالية في البيت الثاني ؟ وما سر جمالها ؟ ‪ِّ.‬‬
‫(هـ) اكتب من النص ( الحوار بين األب واالبن ) ‪ِّ .‬‬
‫‪ -11‬يرى بعض النقاد أن الشاعر قد تأثر في بعض أجزاء هذه القصة باإلسالم ‪ِّ .‬‬
‫اشرح ذلك واكتب األبيات التي‬
‫تدل على ذلكِّ‬
‫‪ - 11‬انثر هذه القصة بأسلوبك مبينا عناصرها‪ِّ .‬‬
‫‪ -12‬يرى بعض النقاد أن األدب العربي القديم خال من القصة ‪ .‬ناقش هذا الرأي في ضوء دراستك لهذه‬
‫القصيدة ِّ‬
‫شم َر َوا َ‬ ‫ََّ َ َ ً َ‬ ‫الظالم َفر َ‬ ‫َ َ َ ً َ َ َ‬
‫هت ّماِّ‬ ‫ضيفا ِّت َِّّ‬ ‫فلما بدا‬ ‫اع ُِّه‬ ‫‪ -13‬رأى شبحا وسط‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫الليلة اللحماِّ‬ ‫ِّ‬ ‫تحرمه تا‬
‫بحقك‪ ،‬ال ِّ‬ ‫فقال‪ :‬هيا رّباه‪ ،‬ضيف وال قر ًِّ‬
‫ى‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َِّف َ‬
‫أيا أ َبت ا َذبحني َو َي ّسر ل ُه طعماِّ‬ ‫قال ا ُبن ُه ملا َر ُآه ب َِّ‬
‫ح ـ ـ ـ َيرةِّ‬
‫ُ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َوال َت َ‬
‫َِّي ـ ـظِّـن لنا ماال فيوسِّ ـعِّـنا ذ ّماِّ‬ ‫العدم َع َّل الذي طرا‬ ‫عتذر ب ُ‬
‫َ َُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ ّ َ ً ُ َّ َ َ َ ُ َ ً‬
‫تاه ف َقد َه ّماِّ‬ ‫ره ِّة وإِّن هو لم يذبح ف‬ ‫فروى قليال ثم أجحم ب‬
‫( أ) هات مضاد (راعه) ومرادف ( العدم ) ‪ِّ .‬‬
‫(ب) عرض الشاعر أفكاره في األبيات عن طريق الحوار ‪ ،‬وضح ذلك ‪ ،‬وبين أثر ذلك في األسلوبِّ‬
‫(جـ) تمثل األبيات الصراع النفس ي بين عاطفة األب ‪ ،‬وعاطفة الكرم فأين تجد ذلك ؟ وما نهاية هذا الصراع ؟‪ِّ.‬‬
‫(د) ماذا ترى من قيمة معنوية في توالي األساليب اإلنشائية في ( أيا أبت ‪ -‬اذبحني – ِّ‬
‫يسر وال تعتذر )؟ِّ‬
‫(هـ) استخرج محسنا بديعيا من األبيات وبين نوعه وأثره في املعنى‪ِّ .‬‬

‫الصفحة ‪ 51‬من ‪35‬‬


‫ِّ‬
‫ِّ‬

‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫النص السابع‪/‬لقطري بن الفجاءة‬
‫(التعريف بالشاعر ) شاعر خطيب فارس من قبيلة تميم وأحد زعماء الخوارج بايعه أتباعه بالخالفة ‪ ،‬وحارب‬
‫األمويين حتى قتل بطبرستان سنة ‪79‬هـ‪ِّ .‬‬

‫(جو النص)‪ :‬في خالل معركة «ِّصفين»ِّبين علي ومعاوية لجأ األمويون إلى رفع املصاحف على الرماح طالبين‬
‫تحكيم كتاب هللا ‪ ،‬فأدى ذلك إلى ظهور انقسام في جيش ( علي) ‪ ،‬خرج بسببه جماعة ُسموا «ِّالخوارج »ِّ‬
‫وعارضوا العلويين واألمويين ‪ ،‬ثم انقسموا إلى فرق متعددة منها ( األزارقة ) أتباع ابن األزرق ‪ .‬وقد تولى قيادتها‬
‫بعده قطري بن الفجاءة الذي خاض معارك عديدة ضد األمويين ‪ ،‬وهو هنا يصور حالته النفسية في غمرة‬
‫املعركة ويدعو نفسه إلى الصبر والثبات في امليدان‪ِّ .‬‬

‫‪ -‬األفكار األساسية‪ِّ :‬‬

‫(ب) ال قيمة للحياة الذليلةِّ‬ ‫(أ)حث على الصبر والثبات‪.‬‬


‫(الن ـ ـ ـ ّ‬
‫ـص)ُ‬

‫(أ)حث على الصبر والثباتِّ‬


‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يح َك لن تراعيِّ‬ ‫‪ -1‬أقو ُل لها َوقد طا َرت شعاعا م َن األبطال و‬
‫َ َّ َ َ ُ‬
‫قاء َيوم َعلى األ َجل الذي لك لم تطاعيِّ‬ ‫‪َ -2‬فإ َّنك َل ِّو َس َألت َب َ‬
‫َ ً َ َ ُ ُ‬
‫الخلود ب ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً‬
‫ستطاعِِّّ‬ ‫صبرا في َمجال املوت صبرا فمـ ــا نيل‬ ‫‪ -3‬ف‬
‫الخنع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -4‬وال َث ُ‬
‫اليراعِِّّ‬ ‫البقاء بثوب ع ّز ف ُيطوى َعن أخي‬
‫وب َ‬

‫املفـ ـ ـ ــردات‪ُ:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طارت شعاعا ‪ :‬تبددت خوفا ‪ِّ.‬‬ ‫‪ -1‬لها‪ :‬لنفسه ‪.‬‬

‫تراعى ‪ :‬تفزعي ِّ‬ ‫ويحك ‪ :‬عجبا لك ‪.‬‬

‫‪ -2‬األجل‪ :‬غاية العمر ِّ‬

‫أخي الخنع ‪ :‬الذليل ِّ‬ ‫‪ -3‬مجال املوت ‪ :‬ميدان الحرب‬

‫الصفحة ‪ 52‬من ‪35‬‬


‫اليراع ‪ :‬الجبان‪ِّ.‬‬

‫(الشرح ) ‪ِّ :‬‬


‫ً‬
‫أقول لنفس ي عندما أصابها الخوف من شدة القتال بين األبطال عجبا لك أيتها النفس لن تفزعي ولن يخيفك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املوت ‪ -‬فلكل أجل كتاب ولكل عمر غاية محدودة لو طلبت زيادتها يوما واحدا فلن يستجاب لك ‪ -‬فاصبري في‬
‫ً ًّ‬ ‫ً‬
‫وعزا لحرم منه‬ ‫ميدان القتال ألن الخلود في الدنيا مستحيل ‪ ،‬وليس البقاء فيها شرفا ‪ ،‬ألنه لو كان شرفا‬
‫الجبناء ‪ ،‬ولكنه دليل على الجبن والفرار من املوت في ساحة القتال‪ِّ .‬‬
‫َ‬
‫شعاعا »ِّكناية عن شدة الخوف وهي توحي بهول املعركة ‪ .‬وفي البيت الرابع‬ ‫(الصــور)‪ :‬في البيت األول ‪ِّ«ِّ:‬طارت ِّ‬
‫‪ِّ« :‬ثوب البقاء »ِّتشبيه بليغ شبه البقاء بالثوب‪ ،‬وأضاف املشبه به إلى املشبه ووجه الشبه املحافظة في كل‬
‫منهما‪ِّ.‬‬

‫(التعبـ ــير) ‪ - 1‬األلفاظ جزلة تالئم جو املعارك والحماسة مثل ‪ِّ« :‬طارت شعاعا ‪ ،‬األبطال‪ ،‬تراعي ‪ ،‬صبرا ‪ ،‬مجال‬
‫املوت »‪ ،‬وفى التعبير إطناب بالتكرار اللفظي مثل «ِّصبرا صبرا »ِّللتأكيد وبالتكرار املعنوي كما في البيتين الثاني‬
‫والثالثِّ‬
‫ً‬
‫‪ - 2‬من األساليب اإلنشائية «فصبرِّا»ِّأمر غرضه الحث ‪ ،‬وبقية األساليب خبرية للفخر بالشجاعةِّ‬

‫(ب) ال قيمة للحياة الذليلةِّ‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫فداعيهِّ ألهل األرض داعِِّّ‬ ‫غاية ك ّل َح ّي‬ ‫بيل املوت‬ ‫‪ -5‬س‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪َ -6‬و َمن ال ُي َ‬
‫َوتسل ِّْم ُه املنون إلى انقطاعِِّّ‬ ‫عت َبط َيسأم َو َي َهرم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إذا ما ُع َّد من َس َقط املتاعِِّّ‬ ‫‪َ -7‬وما ل َلمرء خ ٌير في َحياة‬
‫املفـ ـ ـ ــردات‪ُ:‬‬

‫داع‪ :‬منادِّ‬ ‫‪ -5‬داعيه‪ :‬سببه‬

‫املنون‪ :‬املوتِّ‬ ‫‪ -6‬يعتبط‪ :‬يموت شابا صحيحا‬

‫‪ -7‬سقط املتاع‪ :‬املهمل الذي ال قيمة لهِّ‬

‫املوت نهاية محتومة لكل حي وال مفر منه واإلنسان يخطو في كل يوم خطوة في ‪ -‬طريق الفناء‬ ‫(الشرح )‪ِّ :‬‬
‫ً‬
‫مستجيبا لنداء املوت – واملوت في الشباب وفى ميدان القتال والشرف خير من حياة طويلة يذوق اإلنسان فيها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طعم امللل ومتاعب الشيخوخة واالنقطاع عن جيله الذي مض ى وتركه وحيدا غريبا ‪ِّ -‬وال قيمة لحياة يصبح‬
‫ً‬
‫اإلنسان فيها متاعا مهمال ال يقدر على ش يء وال يلتفت إليه‪ُ .‬‬

‫الصفحة ‪ 55‬من ‪35‬‬


‫(الص ــور)‪ :‬في البيت الخامس ‪ ( :‬سبيل املوت ) تشبيه ‪ :‬شبه املوت الذي هو نهاية الحياة بطريق البد أن يسلكه‬
‫اإلنسان ‪ ( ،‬داعيه داع ألهل األرض ) استعارة مكنية شبه املوت من مرض وشيخوخة ونحوهما بمناد يدعو‬
‫ً‬
‫الناس جميعا فيستجيبون له وحذف املشبه به ودل عليه بش يء من صفاته وهو ( داع ) بمعنى مناد ‪ .‬وفيها‬
‫تشخيص وإيضاح للفكرة ‪ ،‬وفي البيت السادس ‪ ( :‬تسلمه املنون إلى انقطاع ) كناية عن موت أقرانه وانقضاء‬
‫جيله وهي توحي بمدى ما يعانيه من آالم نفسية ‪ .‬وفي البيت السابع ‪ ( :‬عد من سقط املتاع ) تشبيه ‪ :‬شبه‬
‫اإلنسان الذي ال قيمة له‪ ،‬بسقط املتاع ‪ ،‬وفيه إيماء بالهوان وحقارة الشأنِّ‬

‫(التعبـ ــير)‪ُ:‬‬

‫‪ - 1‬تسيطر على الشاعر عاطفة التضحية في سبيل املبدأ فجاءت ألفاظه وعباراته مالئمة لهذا الجو النفس ي‬
‫مثل ( املوت غاية كل حي ) وقد أكد ذلك بقوله ( داعيه ألهل األرض داع ) وعلل إقدامه على املوت بقوله ‪( :‬‬
‫من ال يعتبط يسأم ويهرم ) ونفر من التمسك بالحياة الذليلة بقوله ‪( :‬عد من سقط املتاع ) ‪ِّ .‬‬

‫(املحسنات البديعة)‪ُ:‬‬

‫‪ -‬الطباق بين (املوت‪ ،‬حي)ِّ‬

‫‪ -‬األساليب في األبيات الثالثة خبرية تجري مجرى الحكم وغرضها النصح واإلرشاد‪.‬‬

‫(التعلي ـ ــق)ُ‬

‫‪ -1‬غرض النص الفخر بالشجاعة والدعوة إلى الحماسة واإلقدام وكان قطري صادقا في التصريح بما يخالج‬
‫نفسه من رهبة القتال ولكنه دفعها إلى الصبر والثبات والحرص على املوت الكريم‪ ،‬فهو خير من الحياة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذليلة وقد سلك في إقناع نفسه مسلكا دينيا في البيت الثاني ‪ ،‬ومسلك البطل الفارس في البيت الرابع ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومسلكا نفسيا في البيت السادس ‪ ،‬والشاعر بذلك يوجه جنوده إلى االقتداء به واالستبسال في ساحة‬
‫ً‬
‫الجهاد ‪ ،‬وليس هذا االتجاه جديدا فبعض الشعراء الفرسان صرحوا في شعرهم بأن نفوسهم راودتهم على‬
‫ً‬
‫التأخر حرصا على الحياة ولكنهم كبحوا هذه النزعة وأقدموا كقوله عروة بن زيد ‪:‬‬
‫لم أج ْد مستأخ ًرِّاِّ َ‬ ‫ً‬
‫أتق َّد ُِّمُ‬ ‫محافظةُإنيُامرؤُِّذو َحفيظةُ ‪ ...‬إذا ْ‬
‫ِّ‬
‫وكقول اآلخر ‪ِّ:‬‬

‫تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد‪ ...‬لنفس ي حياة غير أن أتقدماِّ‬


‫وهذا البيت أجود من بيتي قطري وعروة ‪ ،‬ألن معناه أوضح وأقوى فقد بين سبب تأخره وهو استبقاء الحياة ‪،‬‬
‫ثم قرر أنه أقدم مبينا سبب ذلك وهو الحرص على املجد والخلود بالنصر أو حسن السمعة ‪ِّ.‬‬

‫الصفحة ‪ 54‬من ‪35‬‬


‫‪ -2‬تناولُ الشاعر فكرتين أساسيتين هما ‪ :‬أن األجل محدود ‪ ،‬وأن املوت الكريم خير من الحياة الذليلة ‪،‬‬
‫وكررهما في أكثر من موضع ‪ .‬وقد دعا إلى هذا التكرار طبيعة الحماسة والتوجيه ألتباعه ‪ ،‬وأتبع كل فكرة‬
‫ً‬
‫بالتعليل لها قصدا لإلقناع‪ُ.‬‬

‫‪ -3‬الصور في النص قليلة بعيدة عن اإلغراق في الخيال ولكنها معبرة عن عاطفة صادقةِّ‬

‫‪ -4‬األلفاظ واضحة والعبارات محكمة يشيع فيها جو الحماسة واملوسيقا املالئمة له ِّ‬

‫‪ -5‬شخصية الشاعر متميزة من خالل النص ‪ :‬فهو حكيم مجرب زعيم بطل يرسم ألتباعه طريق املجد ‪،‬‬
‫ً‬
‫صاحب عقيدة يؤمن بها ويضحى من أجلها ‪ ،‬نموذج صادق ألبطال الخوارج الذين شغلوا الحكام قرونا طويلة‬
‫بمعاركهم ‪ِّ.‬‬

‫‪ -6‬الخصائص الفنية لشعر قطري کما تبدو في هذا النص ‪ :‬وضوح املعاني ‪ ،‬وتأثرها بروح اإلسالم وكثرة‬
‫الحكم ‪ ،‬وجزالة األلفاظ ‪ ،‬وقوة العبارات ‪ ،‬وبساطة الصور ‪ ،‬وصدق العاطفة وروعة املوسيقا ‪ِّ.‬‬

‫(أثر البيئة في النص ) ِّ‬

‫‪ - 1‬تأثر الشاعر باإلسالم في دعوته إلى الجهاد واالستشهاد في سبيل العقيدة واستمد أفكاره عن الحياة واملوت‬
‫مما جاء في القرآن الكريم مثل ‪{ :‬كل نفس ذائقة املوت} ‪{ ،‬وكل من عليها فان }‪ ،‬و {فإذا جاء أجلهم ال‬
‫يستأخرون ساعة وال يستقدمون} ‪ِّ..‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬يصور النص لونا من الصراع السياس ي في العصر األموي حيث تتنافس األحزاب من شيعة وخوارج وأمويين‬
‫‪ ،‬كما يصور طبيعة الخوارج وشجاعتهم وإخالصهم ملبادئهم ويا حبذا لو وجهت هذه الطلقات كلها إلى أعداء‬
‫ً‬
‫اإلسالم والعروبة بدال من التناحر الحزبي الذي استهلك الطاقة الحيوية لألمة وأدى بها إلى الضعف فيها‬
‫بعد ‪.‬‬

‫(املناقشـ ــة)ُ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يح َك لن تراعيِّ‬ ‫‪ -1‬أقو ُل لها َوقد طا َرت شعاعا م َن األبطال و‬
‫َ َّ َ َ ُ‬
‫قاء َيوم َعلى األ َجل الذي لك لم تطاعيِّ‬ ‫َفإ َّنك َلو َس َألت َب َ‬
‫َ ً َ َ ُ ُ‬
‫الخلود ب ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً‬
‫ستطاعِِّّ‬ ‫صبرا في َمجال املوت صبرا فمـ ــا نيل‬ ‫ف‬
‫(أ)ِّهاتِّمعنىِّ(ِّشعاعاِّ‪ -‬ويحك ) ومضاد ( تراعي )‪ِّ.‬‬

‫(ب) ما املناسبة التي قال فيها الشاعر هذه األبيات ؟ وإلى أي ش يء دعا نفسه ؟ وكيف أقنع نفسه بما دعاها‬
‫إليه ؟ِّ‬

‫(جـ) في األبيات إطناب وضحه وبين أثره ‪ِّ.‬‬


‫الصفحة ‪ 53‬من ‪35‬‬
‫(د) عين الخبر واإلنشاء فيها – وغرضه ‪ِّ .‬‬

‫(هـ) ( ليس البقاء في الدنيا شرفا ) اكتب من النص ما يعبر عن ذلك ‪ِّ .‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫غاية ك ّل َح ّي فداعيهِّ ألهل األرض داعِِّّ‬ ‫بيل املوت‬ ‫‪ -2‬س‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ََ َ َ‬
‫َو َمن ال يعتبط يسأم ويهرم وتسلمه املنو إلى انقطاعِِّّ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوما ل َلمرء خ ٌير في َحياة إذا ما ُع َّد من َس َقط املتاعِِّّ‬
‫(أ) هات معنى ( يعتبط – املنون – سقط املتاع ) ومضاد ( يسأم )ِّ‬

‫(ب) اشرح األبيات ‪ ،‬وبين رأيك في معانيها ‪ِّ.‬‬

‫(جـ) ما العاطفة املسيطرة على الشاعر في األبيات ؟ وما أثرها في التعبير ؟ ِّ‬

‫(د) عين فيها صورتين واذكر نوع كل منها وسر جمالها ‪ِّ .‬‬

‫‪ -3‬يقول عروة بن زيد ‪ِّ:‬‬


‫لم أج ْد مستأخ ًرِّاِّ َ‬ ‫ً‬
‫أتق َّد ُِّمُ‬ ‫محافظةُإنيُامر ِّؤُذو َحفيظةُ ‪ ...‬إذا ْ‬
‫ِّ‬
‫وكقول اآلخر ‪ِّ:‬‬

‫تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد‪ ...‬لنفس ي حياة غير أن أتقدماِّ‬


‫(أ) اشرح البيتين ‪ِّ .‬‬

‫(ب) هات من قصيدة قطري بيتا يشبهها ووازن بين الثالثةِّ‬

‫‪ - 4‬اكتب مقاال عن األحزاب السياسية في العصر األموي ودور الشعر فيها ‪ِّ.‬‬

‫ِّ‬

‫الصفحة ‪ 56‬من ‪35‬‬


‫ّ‬
‫النـص الثامن ألبي إسحاق اإللبريي‬
‫التعريف بالشاعر‪ :‬هو شاعر اندلس ي مشهور ‪ .‬وأصله من أهل (حصن العقاب)‪ .‬اشتهر وذاع صيته في (غرناطة)‬
‫ّ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫(البيرة )‬
‫ونفي أبو اسحاق بعد ذلك إلى مدينة ِّ‬ ‫اليهودي ‪ِّ .‬‬ ‫خاصة حينما أنكر على ملكها أنه استوزر ابن نغرلة‬
‫وقال شعرا حماسيا في هذه الحادثة فثارت قبيلة َ‬
‫(ص َنهاجة) وهي من قبائل البربر لذلك ‪ ،‬فقتلوا الوزير اليهودي‬
‫‪ِّ.‬‬
‫ّ‬
‫و شعر ابى اسحاق كله حكم ومواعظ ‪ ،‬وترجم له الفقيه أبو عبدهللا بن االبـار في التكملة لكتاب ِّّ‬
‫الصلة وقال‬
‫َّ ٌ‬ ‫فيه ‪ " :‬كان أبو إسحاق من أهل العلم والعمل شاعر ّ‬
‫مدون في الحكم واملواعظ ‪ ،" ...‬وألبي‬ ‫مجودا ‪ .‬وشعره كله‬
‫اسحق تالميذ رووا عنه العلم منهم عبدالواحد بن عيس ى األلبير ّي وأبو حفص األلبيري وتوفي رحمه هللا تعالى ‪-‬‬
‫في نحو ‪461‬هـِّ‬

‫مناسبة القصيدة‪ُ :‬‬


‫ّ‬
‫ِّّ‬
‫التائية ِّوأرسلها إلى ابنه أبي بكر بن إبراهيم يعظه فيها ويحثه على طلب العلم‪ِّ.‬‬ ‫قال أبو إسحاق هذه القصيدة‬

‫أغراض القصيدة وقيمها ‪ُ:‬‬

‫ناولت تائية ابي إسحاق غرضين أساسيين هما‪ِّ:‬‬

‫واالخالص فيهِّ‬
‫‪ -1‬الحث على طلب العلم ِّ‬

‫‪ -2‬تقوى هللا و العمل بطاعته‪ِّ .‬‬

‫توسع ابو اسحق رحمه هللا ‪ -‬في الحث على العلم وبيان فضله وأثره و بیان الزمه من وجوب العمل‬‫وخالل ذلك ّ‬
‫والطاعة ومالزمة العبادة وانحى على نفسه باللوم لتقصيرها‪ِّ.‬‬

‫و تعد قصيدته الوعظية هذه من روائع شعر الرقائق والوعظ في األدب العربي لسهولة ألفاظها وسمو معاينها‬
‫وسالسة أفكارها و انتظامها في نسق واحد ال انحراف فيه ‪ ،‬وكان بعض العلماء واألدباء يوص ي طالبه بحفظها ملا‬
‫فيها من ّ ِّ‬
‫سموِّ‬

‫من نظم أبي إسحاق رحمه هللا‪ِّ:‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت ََ ُمر ل َداتي واح ًدا َب ْع َد واحد ‪ ...‬وأ ْعل ُم أني َب ْع َد ُه ُم غ ْي ُر خالدِّ‬
‫َّ َ ٌ ُْ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ ْ‬
‫وأحمل موتاهم وأشهد دفنهم ‪ ...‬كأني بعيد منهم غير شاهدِّ‬

‫الصفحة ‪ 57‬من ‪35‬‬


‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫فها أنا في علمي بهم وجهالتي ‪ ...‬كمستيقظ يرنو بمقلة راقدِِّّ‬

‫‪ ‬املحفوظ‪ُ:‬‬

‫يحفظ من أول هذه القصيدة خمسة وعشرون بيتاِّ‬

‫ـص)ُ‬ ‫(النـ ـ ـ ـ ّ‬
‫َ‬ ‫َو َتنحتُ(‪ )16‬ج َ‬ ‫َ َ َّ َ ّ‬ ‫َ ُّ (‪)15‬‬
‫سم َك الساعات نحتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫األ‬ ‫ك‬ ‫ـؤاد‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫تف ُ‬
‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫دعوك املَنونُ(‪ )17‬د َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اح أنت أريد أنتاُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫يا‬ ‫ال‬ ‫أ‬ ‫دق‬
‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫ِّ‬ ‫عاء‬ ‫ت‬‫و‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً (‪َ )18‬‬ ‫َأ َ‬
‫أ َب َّت طالقها األكي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاسُ(‪َ )19‬بتاُ‬ ‫در‬ ‫خ‬
‫ِّ ٍ‬ ‫ذات‬ ‫ُ‬
‫رسا‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ر ِّ ِّ‬‫ُّ‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫اك‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ َ (‪َ )21‬‬ ‫َ‬
‫ِّبه ـ ــا َحتى ِّإذا ِّم َّت ِّانت َبهناُ‬ ‫طيط‬‫ك في غ ٍ‬ ‫تنام الدهر ويح ُ‬
‫ّ‬ ‫َمتى ال َت َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫رعويُ(‪َ )21‬عنها َو َحتىُ‬ ‫حتى‬ ‫فكم ذا أنت َمخدوع و ُ‬
‫َ‬
‫فيه َحظ ـ َـك ِّإن َعقلتاُ‬
‫ُّ‬
‫ما‬ ‫لى‬ ‫إ‬ ‫ـبتا‬ ‫ج‬‫َأبا َبكر َد َعوت َك َلو َأ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ً ََ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫مطاعا ِّإن نهيت و ِّإن أمرتاُ‬ ‫ِّإلى ِّع ٍلم تك ـ ـ ــون ِّب ِّه ِّإماما‬
‫ََ‬ ‫َو َ‬
‫ضللتاُ‬ ‫يهديك الطريق ِّإذا‬ ‫(‪)22‬‬
‫َويجلو ما ِّب َعي ِّن َك ِّمن ِّغشاها‬
‫كسوك َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫مال ِّإذا عريتاُ‬ ‫الج َ‬ ‫َو َي‬ ‫ناديك تاجا‬ ‫حمل ِّمنه في‬ ‫و ِّ‬‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬
‫َو َيبقى ذخره ل َك ِّإن ذ َهبتاُ‬ ‫َينال َك نفعه مادمت َح ّيا‬
‫ت ـ ـ ــصيب ِّب ِّه َمق ـ ـ ــا ِّت َل أردتاُ‬ ‫(‪)24‬‬
‫يس َينبو‬ ‫العضب امل َه َّندُ(‪َ )23‬ل َ‬ ‫ه َو َ‬
‫َ َ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬
‫يوجد َحيث كنتاُ‬ ‫الحمل َ‬
‫ِّ‬
‫فيف َ‬ ‫خ‬ ‫صا‬ ‫َوكنزا ال تخاف َعل ِّيه ِّل‬

‫‪) 15‬تفت أي تكسر‬

‫‪) 1٦‬تنحت بفتح احلاء وكسرها أي تربىء‬

‫‪) 17‬املنون‪ :‬هو املوت‬

‫‪ ) 18‬العرس ‪ :‬الزوجة‬

‫‪ ) 19‬االكياس‪ :‬العقالء مجع كيس بتشديد الياء املكسورة‬

‫‪ ) 20‬ويح ‪ :‬كلمة ترحُّم وتوجُّع‬

‫‪ ) 21‬ترعوي أي تكف‬

‫‪ ) 22‬الغشاء بكسر الغني ‪ :‬أي الغطاء‬

‫‪) 23‬املهند‪ :‬السيف املنسوب للهند صناعة وجودة‬

‫‪ ) 2٤‬نبا السيف ‪ :‬اذا مل يعمل يف الضريبة ومل يصبها‬


‫الصفحة ‪ 58‬من ‪35‬‬
‫ًَّ َ‬ ‫َ‬ ‫َيزيد ب َك َ‬
‫َوينق ـ ـ ــص أن ِّب ِّه كفا ش َددتاُ‬ ‫نفاق ِّمنه‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫اإل‬ ‫ة‬ ‫ثر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫َلث ـ ـ ـ ـ ــرت التعـ ــل َم و ِّاجت َهدتاُ‬ ‫فلو قد ذقت ِّمن حلواه ط ُ‬
‫عما‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َوال دني ـ ـ ــا ِّبزخ ـ ــر ِّفها ف ِّتنت ــاُ‬ ‫َولم َيشغل َك َعنه َهوى مطاع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوال َأ َ‬
‫(‪ُ)27‬‬
‫َوال ِّخ ـ ـ ــدرُ(‪ِّ )26‬بزينتها ك ِّلفتا‬ ‫(‪)25‬‬
‫لهاك َعنه أنيق َر ٍ ُ‬
‫وض‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يس ِّبأن ط ِّعمت َو ِّأن ش ِّربتاُ‬ ‫ول‬ ‫الروح ُأرواح املعاني‬ ‫ِّ‬ ‫قوت‬ ‫ف‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َفواظبه َ‬
‫ف ِّإن أعطاكه الله انتفعتاُ‬ ‫فيه‬‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫د‬ ‫الج‬ ‫ب‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫و‬ ‫ِّ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال الناس ِّإنك قد علمتاُ‬ ‫َو َ‬ ‫باع‬ ‫ٍ‬ ‫فيه ط ــو َل‬ ‫و ِّإن أعطيت ِّ‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َفال َت َ‬
‫وبيخ َُع ِّلمت ف َهل َع ِّملتا؟‬ ‫ت‬ ‫ب‬ ‫نه‬ ‫الله َ‬
‫ع‬ ‫ِّ‬ ‫ؤال‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫أم‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ (‪َ َ َ ٍ َ ِّ )29( ً ّ َ َ )28‬‬ ‫َ‬
‫وليس ِّبأن يقال لقد رؤستاُ‬ ‫ف َرأس ال ِّع ِّلم تقوىُ الل ِّه حق ُا‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َوأفضل َث َ‬
‫ساء ِّة قد ل ِّبستاُ‬ ‫ترى ثوب َِّ‬
‫اإل‬ ‫اإلحسان لكــن‬ ‫وبك ِّ‬ ‫َ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬
‫ِّإذا ما(‪ )31‬لم ي ِّفدك ال ِّعلم خيرا فخير ِّمنه أن لو قد ج ِّهلتاُ‬
‫َ‬
‫فليت َك ث َّم ليت َك ما ف ِّهمتاُ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫هاو‬ ‫م‬‫لقاك َفهم َك في َ‬ ‫َوإن َأ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َس َتجني من ثمار َ‬
‫جز َجهال َوتصغر في العيو ِّن ِّإذا كبرتاُ‬ ‫الع‬
‫ِّ ِّ ِّ َ ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫توجد ِّإن َع ِّلمت َوقد ف ِّقدتاُ‬ ‫َو َ‬ ‫باق‬
‫وتفقد ِّإن ج ِّهلت وأنت ٍ‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ولتي َل َك َب َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫حين إذا حقا بهـا يوما عمل ــتاُ‬ ‫عد ٍ ُ‬ ‫َوتذكر ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طام(‪ )31‬قد جمعتاُ‬ ‫إن أهملتها ونبذت نصحا َو ِّملت إلى ح ٍ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وف َت َع ُّ‬ ‫َ َ‬
‫دامة ِّإن ن ِّدمتاُ‬ ‫الن َ‬ ‫َوما تغني‬ ‫ض ِّمن ن َد ٍم َعليها‬ ‫فس‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ َ‬
‫يك َوقد َسفلتا‬ ‫قد ِّارتفعوا عل‬ ‫(‪)32‬‬
‫حب َك في َس ٍُ‬
‫ماء‬ ‫ص َ‬ ‫رت َ‬ ‫ِّإذا أبص‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َفراجعها َو َدع َع َ‬
‫طء(‪ )33‬تد ِّرك ما طلبتاُ‬ ‫فما ِّبالب ُِّ‬ ‫نك اله َوينا‬ ‫ِّ‬

‫‪) 25‬أي حسن روض‬

‫‪ ) 2٦‬بكسر اخلاء أي السرت واجلارية خمدرة إذا لزمت اخلدر‬

‫‪ ) 27‬كلف بكذا أي أولع به‬

‫‪ ) 28‬التقوى‪ :‬امتثال أوامر اهلل تعاىل واجتناب نواهيه‬

‫‪ ) 29‬رأس العلم ‪ :‬أصله‬

‫‪ ) 30‬ما زائدة للنظم‬

‫‪) 31‬احلطام بضم أوله ‪ :‬الدنيا واملال‬

‫‪ ) 32‬مساء‪ :‬أي علو وارتفاع‬

‫‪) 33‬أي التأخر فاجلد يف اجلد واحلرمان يف الكسل‬


‫الصفحة ‪ 59‬من ‪35‬‬
‫يس املال ِّإال ما َع ِّلمتا‬
‫(‪ُ)35‬‬ ‫ّ‬ ‫َف َل َ‬ ‫مال َك َو ِّاله َعنه‬ ‫وال تختل ِّب ِّ‬
‫(‪)34‬‬ ‫َ َ‬
‫َ ََّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫راق له تأتاُ‬ ‫ولو ملك ال ِّع ِّ‬ ‫غن‬‫الناس م ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫جاه ٍل في‬ ‫وليس ِّل ِّ‬
‫ً ََ‬ ‫َ‬
‫نك(‪َ )37‬يوما ِّإن كتمتاُ‬ ‫َويكتب َع َ ُ‬ ‫(‪)36‬‬
‫نك ِّعلم َك في َم ٍُ‬
‫الء‬ ‫َس َينطق َع َ‬
‫ِّ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فس َك قد َه َدمتاُ‬ ‫هل ن‬ ‫ِّإذا ِّبالج ِّ‬ ‫شييد املباني‬ ‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫غنيك‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫و‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َج َعلت املال فوق ال ِّع ِّلم جهال لعم ـ ـ ــرك في القضي ِّة ماعدلتاُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َو َب َينهما ب َن ّ‬
‫َستعل ـ ـ ـمه ِّإذا ط َه قـ ـ َـرأتاُ‬ ‫(‪)38‬‬
‫حي َبون‬ ‫ِّ‬ ‫الو‬ ‫ص َ‬
‫ِّ ِّ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ألنت ل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ني ل َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َلئن َر َف َ‬
‫لمك قد رفعتا‬ ‫ِّ‬ ‫ع‬ ‫ِّ‬ ‫واء‬ ‫ِّ‬ ‫مال‬
‫ٍ‬ ‫واء‬ ‫ِّ‬ ‫الغ‬ ‫ع‬ ‫ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫الحشايا(‪َ َ َ )39‬‬ ‫َ‬ ‫ني َعلى َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫واك ِّب قد َجلستاُ‬ ‫ألنت على الك ِّ‬ ‫الغ ُّ‬ ‫لئن جلس‬
‫ناه َج التقوى َر ِّكبتاُ‬
‫َ‬ ‫مات(‪َ َ )41‬ألنـ ـ َ ُ َ‬ ‫ياد م َس َّو ٍ ُ‬ ‫َوإن َرك َب الج َ‬
‫ـت م ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫فت َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫فت َّ‬ ‫َ‬ ‫َو َ‬
‫ضضتا؟ُ‬ ‫الحك ِّم ِّا‬ ‫كر ِّمن ِّ‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ـواني‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الغ‬ ‫بكار‬ ‫أ‬ ‫ض‬ ‫ا‬‫ِّ‬ ‫هما‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫يس َيض ُّر َ‬ ‫َو َل َ‬
‫اإلقتارُ(‪ )41‬شيئا ِّإذا ما أنت ربك قد عرفتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ك‬
‫(‪َ َ َ )42‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـاء طاع ِّت ِّه أنختاُ‬ ‫ِّإذا ِّب ِّفن ـ ُِّ‬ ‫ميل‬
‫فماذا ِّعنده لك ِّمن ج ٍ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عرضت َعنه فقد خ ِّسرتاُ‬ ‫ف ِّإن أ‬ ‫قابل ِّبالقبو ِّل لنصح ق ـ ــولي‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلله ِّب ِّه َرِّبحتاُ‬ ‫و ِّإن راعيته قوال و ِّفعال وتاجرت ِّ‬
‫قب ُة(‪َ )43‬وتس ُّر َوقتاُ‬
‫ًَ َ‬
‫تسوؤ َك ح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يست َه ِّذ ِّه الدنيا ِّبش ٍيء‬ ‫َف َل َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ (‪َ َ )44‬‬ ‫ََ‬
‫ك(‪ِّ )45‬إن َحلمتاُ‬ ‫لم َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫ك أو‬ ‫غايتها ِّإذا ف ُك َّرت في ـ ـ ــها كفي ِّئ ُ‬ ‫َو َ‬

‫‪) 3٤‬اختال خمتال‪ :‬اذا تكرب‬

‫‪) 35‬أي انه سائر اىل الزوال وال يبقى اال صاحل االعمال " وما املال واألهلون اال ودائع‪....‬وال بد يومًا ان ترد الودائع"‬

‫‪ ) 3٦‬هم القوم ميألون اجملالس والصدر والعيون‬

‫‪) 37‬أي يكتب عليك‬

‫‪ ) 38‬أي فرق‪ ،‬قال تعاىل {وقل رب زدني علما} حيث امر اهلل نبيه صلى اهلل عليه وسلم باالزدياد من العلم ومل يأمره باالزدياد من املال‬

‫‪ ) 39‬الفراش احملشو‬

‫‪ ) ٤0‬مسومات‪ :‬مجع مسومة املرعية و املعلمة‬

‫‪) ٤1‬االقتار‪ :‬الفقر وضيق املعيشة‬

‫‪) ٤2‬الفناء‪ :‬بكسر الفاء ومجعه أفنية وفناء الدار ما امتد من جوانبها‬

‫‪) ٤3‬احلقبة‪ :‬بكسر احلاء وسكون القاف واحدة احلقب وهي السنون‬

‫‪ ) ٤٤‬كفيئك‪ :‬كظلك وهو ما نسخ الشمس والظل ما نسخت الشمس‬

‫‪ ) ٤5‬احللم ‪ :‬بضم احلاء وهو ما يراه النائم يف نومه‬


‫الصفحة ‪ 41‬من ‪35‬‬
‫ََ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫س ِّجنت ِّبها وأنت لها م ِّح ٌّب فكيف ت ِّح ُّب ما ِّ‬
‫(‪)46‬؟‬
‫فيه س ِّجنتا‬
‫َ‬ ‫طعم م َ‬ ‫َس َت َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫نك ما فيها ط ِّعمتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ريب‬ ‫وتط ِّعمك الطعام وعن ق ٍ‬
‫ََ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫الب َسها خلعتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫م‬‫َوتكس ى إن َ‬
‫َ ِّ‬ ‫يابا‬ ‫ث‬‫ِّ‬ ‫ها‬ ‫ل‬ ‫ست‬ ‫ب‬ ‫ل‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ى‬ ‫عر‬ ‫ت‬ ‫و‬
‫َ‬
‫كأن َك ال تراد ِّبما ش ِّهدتاُ‬
‫َ َّ‬
‫فن ِّخ ٍ ّل‬ ‫شهد ك َّل َيوم َد َ‬ ‫َو َت َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّلتعب َرها(‪ )47‬ف ِّج َُّد(‪ِّ )48‬ملا خ ِّلقتاُ‬ ‫َولم تخلق ِّلتعمرها َول ِّكن‬
‫َ َ‬
‫مر دي ِّن َك ما ِّاستطعتاُ‬ ‫صن َأ َ‬ ‫َو َح ّ‬ ‫َ َ َ ً‬
‫دما‬ ‫ه‬ ‫نت‬ ‫أ‬ ‫دها‬ ‫ز‬ ‫ف‬
‫َ َ‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َوال َت َ‬
‫(‪ُ)49‬‬
‫ِّإذا ما أنت في أخراك فزتا‬ ‫حزن َعلى ما فات ِّمنها‬
‫ِّم َن الفاني ِّإذا الباقي ح ِّرمتاُ‬
‫َ‬
‫يس ِّبنا ِّف ٍع ما ِّنلت فيها‬ ‫َف َل َ‬
‫وف َتبكي إن َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ضحك َم َ‬ ‫َوال َت َ‬
‫ض ِّحكتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬
‫ِّ‬ ‫ف‬ ‫يوما‬ ‫هاء‬
‫ِّ‬ ‫ف‬ ‫الس‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ُوما تدري أتفدى أم غ ِّللتاُ‬ ‫َومن ل َك السرور َوأنت َرهن‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫الت َ‬ ‫َ َ (‪َ َ ّ َ )51‬‬
‫ؤال ِّإذا َسألتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫الس‬ ‫في‬ ‫ص‬ ‫خل‬
‫ِّ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫فيها‬ ‫وفيق‬ ‫وسل ِّمن رِّبك‬
‫َ ّ (‪ُ)51‬‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫ناد ِّإذا َس َجدت له ِّاع ِّترافا ِّبما ناداه ذو النو ِّن بن متى‬ ‫و ِّ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ ً‬
‫(‪ُ)52‬‬
‫بابه ل َك ِّإن ق َرعتا‬ ‫بابه قرعا َعساه سيفتح‬ ‫َوال ِّزم‬
‫َ َ (‪ُ)54‬‬ ‫ذك َر في َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً (‪)53‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ماء ِّإذا ذكرتا‬ ‫ِّ‬ ‫الس‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫أبا‬ ‫د‬ ‫ض‬‫ِّ‬ ‫ر‬‫األ‬ ‫في‬ ‫ه‬‫كر‬ ‫ذ‬‫و ِّ ِّ‬
‫ر‬ ‫ث‬‫ك‬ ‫أ‬

‫‪) ٤٦‬فإن الدنيا سجن املؤمن وجنة الكافر‬

‫‪ ) ٤7‬أي لتمر عليها‪ ،‬ورجل عابر سبيل‪ :‬مار طريق‬

‫‪ ) ٤8‬أي اجتهد ملا خلقت له قال تعاىل { وما خلقت اجلن واالنس اال ليعبدون} وهو امر من جد جيد بكسر اجليم وضمها يف املضارع واالمر أيضا‪ ،‬وقال تعاىل‬

‫{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقني} أي املوت‬

‫‪) ٤9‬قال الشاعر‪:‬‬

‫فما فاته منها فليس بضائر‬ ‫إذا أبقت الدنيا على املرء دينه‬

‫‪) 50‬قال الشاعر‪:‬‬

‫وسل ربا كرمياً ذا هبات‬ ‫ترفع عن سؤال اخللق طرا‬

‫تراها ال حمالة ذاهبات‬ ‫ودع زهرات دنياك اللواتي‬

‫‪) 51‬هو سيدنا يونس بن متّى عليه السالم ونداؤه ( ال اله اال انت سبحانك اني كنت من الظاملني) فينبغي النداء هبا عند السجود فإن اقرب ما يكون العبد من ربه‬

‫وهو ساجد‪.‬‬

‫‪) 52‬فخليق مبدمن القرع لألبواب أن يلج ويدخل فأدم القرع لباب اهلل تعاىل‬

‫‪ ) 53‬أي دواما حتى يكون ذلك الشأن منك والعادة فإن الذكر منشور الوالية‬

‫‪) 5٤‬قال تعاىل‪ { :‬فاذكروني اذكركم } وقال عليه الصالة والسالم عن ربه تبارك وتعاىل ( من ذكرني يف نفسه ذكرته يف نفسي ومن ذكرني يف مأل ذكرته يف مأل خري‬
‫الصفحة ‪ 41‬من ‪35‬‬
‫ََّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫غير قد َدفنتاُ‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫رك‬ ‫ك‬ ‫ِّ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫امتهال‬ ‫فيه‬
‫ِّ‬ ‫با‬ ‫الص‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫وال‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لفعل َك قد نظرتاُ‬ ‫صحك لو ِّ‬ ‫وقل يا ناصحي بل أنت أولى ِّبن ِّ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬
‫هر َك قد قطعتاُ‬ ‫فريط د‬ ‫فريط لوما و ِّبالت ِّ‬ ‫تق ِّطعني على الت ِّ‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حال َك حيث ِّشختاُ‬ ‫وما تدري ِّب ِّ‬ ‫َوفي ِّصغري تخ ّ ِّوفني املن ـ ــايا‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عد ش ِّيب َك قد نكثتاُ‬ ‫الصبا أهدى َسبيال فما لك ب‬ ‫ِّ‬ ‫ع‬‫نت َم َ‬ ‫وك‬
‫َ ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حر الخطايا كما قد خضته َحتى غ ِّرقتاُ‬ ‫َوها أنا لم أخض ب‬
‫ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫شرب حُ َم ّي ًُا(‪ )55‬أ ّم َ‬ ‫َو َلم َأ َ‬
‫فر َوأنت ش ِّر َبتها َحتى َس ِّكرتاُ‬ ‫د‬
‫ِّ ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫نشأ ب َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫فيه وما ِّانتفعتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫أت‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫نت‬ ‫أ‬‫و‬ ‫فع‬ ‫ن‬ ‫فيه‬ ‫ٍ ِّ‬ ‫صر‬ ‫ع‬ ‫ِّ‬ ‫ولم أ‬
‫ََ َ ََ َ‬ ‫ََ َ‬
‫فيه َو ِّانتهكتاُ‬ ‫فيه ظلم وأنت حللت ِّ‬ ‫واد ِّ‬ ‫ولم أحلل ِّب ٍ‬
‫يت ب َمن َ‬ ‫ً ََ ََ َ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ص ِّحبتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫د‬ ‫قت‬ ‫ا‬‫ِّ‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫با‬ ‫ك‬ ‫ِّ‬ ‫عالما‬ ‫أ‬ ‫بت‬ ‫صاح‬ ‫د‬ ‫لق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بهك املشيب فما ِّانتبهتاُ‬ ‫الكتاب فلم ت ِّجبه ون‬ ‫وناداك ِّ‬
‫َ َ ََّ‬
‫قبح ِّمنه شيخ قد تفتاُ‬ ‫التصابي(‪َ )56‬و َأ َ‬ ‫َ‬
‫َويقبح ِّبالفتى ِّفعل‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫لعيب َفه َِّي َأ َ‬ ‫فس َك ذ َّم ال َتذمم سواها َ‬ ‫َو َن َ‬
‫جدر َمن ذ َممتاُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُّ َ (‪َ َ َ ّ )57‬‬
‫فنيد ِّمني ولو كنت اللبيب ملا نطقتاُ‬ ‫وأنت أحق ِّبالت ُِّ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ‬ ‫َ َ‬
‫يناك خوفا ِّلذ ِّنب َك لم أقل ل َك قد أ ِّمنتاُ‬ ‫ولو َبكت الدما ع‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫مان َوأنت َعبد أ ِّمرت فما ِّائت َمرت َوال أطعتاُ‬ ‫ومن لك ِّب ِّ‬ ‫األ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫نوب َولست تخش ى ِّل َج ِّهل َك أن ت ِّخف ِّإذا و ِّزنتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫الذ‬ ‫ن‬ ‫لت م َ‬
‫ثق ِّ‬
‫رحمه َو َن َ‬ ‫َو َت َ‬ ‫َ‬
‫فس َك ما َر ِّحمتاُ‬ ‫شفق ِّللم ِّص ِّّر َعلى املعاص ي‬ ‫وت ِّ‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ (‪َ َ َ َ َ َ َ َ )59( َ َ َ َ َ )58‬‬
‫صلت ملا َر َجعتاُ‬ ‫لعمرك لو و‬ ‫رجعت القهقرىُ وخبطت عشوا‬
‫َ ً َ‬ ‫يت َرَّب َك دو َن َذنب َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ساب ِّإذا َهلكتاُ‬ ‫الح‬
‫ِّ‬ ‫شت‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫نو‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫ولو واف‬
‫قوم ِّبما َح َملتاُ‬ ‫مك في َع َمل َُو َلكن َعسير َأن َت َ‬ ‫َو َلم َيظل َ‬
‫ٍ ِّ‬
‫َ ّ‬ ‫رت املَناز َ‬ ‫َ ً ََ َ َ‬ ‫ئت َي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فيه شتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫وم الحشر فردا وأبص‬ ‫َولو قد ِّج‬
‫ك(‪َ )61‬قد َأ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ََ َ َ َ َ َ‬
‫ضعتاُ‬ ‫فا(‪َ )61‬على ما في َحيا ِّت َ ُ‬ ‫فيه ل َه ُ‬ ‫ألعظمت الندامة ِّ‬

‫‪ ) 55‬احلميا‪ :‬اخلمر‪ ،‬والدفر ‪ :‬الننت ومنه قيل الدنيا ام دفر‬

‫‪ ) 5٦‬امليل‪ :‬إىل اجلهل والفتوة‬

‫‪ ) 57‬التفنيد‪ :‬اللوم وتضعيف الرأي‬

‫‪ ) 58‬الرجوع اىل اخللف‬

‫‪ ) 59‬العشواء‪ :‬الناقة اليت ال تبصر أمامها فهي ختبط كل شيء وركب فالن العشواء اذا خبط امره على غري بصرية وفالن خابط عشواء‪.‬‬
‫الصفحة ‪ 42‬من ‪35‬‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُّ َ َ (‪َّ َ َ )62‬‬
‫ف َهال عمن َج َهن َم قد ف َُررتاُ‬ ‫قيه‬ ‫جير وتت ِّ‬ ‫ت ِّفر ِّمن اله ُِّ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ديد ِّبها لذبتاُ‬ ‫َولو كنت الح‬ ‫هونها َعذابا‬ ‫َولست تطيق أ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يس كما ِّاحت َسبت َوال ظننتاُ‬ ‫ول‬ ‫وال تنكر ف ِّإ َّن األم ـ ـ َـر ِّجـ ـ ـ ٌّـد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ‬
‫َوأكثـ ـ ـ َـره َومعـ ــظ َمه َسترتاُ‬ ‫كر كشفت أق َّل َعيبي‬ ‫أبا ب ٍ‬
‫ص َدقتاُ‬ ‫َوضاعفها َفإ َّن َك َقد َ‬ ‫َ‬
‫ئت َّفي ِّم َن املخازي‬ ‫َ‬
‫فقل ما ِّش‬
‫َ‬
‫ِّ َ ِّ‬
‫َ َّ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫باطنه كأن َك قد َم َدحتاُ‬ ‫ِّب ِّ‬ ‫رط ِّعلمي‬ ‫ومهما ِّعبتني ف ِّل ِّ‬
‫ف‬ ‫ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫املحبوب َمقتاُ‬ ‫َ‬ ‫ورث‬ ‫عظيم ي ِّ‬ ‫عاي َب فه َِّي عار‬ ‫فال ترض امل ِّ‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ويبدله َمكان الفو ِّق تحتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫جيه ِّم َن الث َرّيا‬ ‫َ‬
‫وتهوي ِّبالو ِّ‬
‫جعل َك الق َ‬ ‫َ‬ ‫َو َت َ‬ ‫َكما الطاعات تبدل َك َ‬
‫ريب َو ِّإن َبعدتاُ‬ ‫الدراري‬
‫الب َّر فيها َحيث شئتاُ‬ ‫وتلقي َ‬ ‫ً‬
‫نك في الدنيا َجميال‬ ‫َو َتنشر َع َ‬
‫َ َ‬ ‫الح َ‬ ‫َو َتجني َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫مد فيما قد غ َرستاُ‬ ‫ناك َبها عـ ــزيزا‬ ‫وتمش ي في م ِّ‬
‫َ َ‬ ‫ست َث َ‬ ‫َ َ َّ َ‬ ‫نت اَلن َلم ت َ‬ ‫ََ َ‬
‫وب َك مذ نشأتاُ‬ ‫وال دن‬ ‫عيب‬
‫ِّ ٍ‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫عر‬ ‫وأ‬
‫َ َ (‪ُ)63‬‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فيه َوال خببتا‬ ‫وال أوضعت ِّ‬ ‫زور‬
‫ِّ ٍ‬ ‫ميدان‬ ‫في‬ ‫قت‬ ‫َوال ساب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫الص ِّإذا ن ِّشبتاُ‬ ‫و َمن لك ِّبالخ ِّ‬
‫(‪)64‬‬
‫ف ِّإن لم تنأ َعنه ن ِّشبت ُِّ‬
‫فيه‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ّ‬ ‫ّ‬
‫بل ذ ِّل َك ما طهرتاُ‬ ‫كق‬ ‫كأن ُ‬ ‫نك َحتى‬ ‫دنس ما تطهر ِّم‬ ‫ت ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوكيف ل َك الفكاك َوقد أ ِّسرتاُ‬ ‫ثاق‬ ‫و ِّصرت أسير ذ ِّنبك في و ٍ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َ َ (‪ُ)67‬‬
‫راغ َُم(‪َ )66‬والسبنتا‬ ‫كما تخش ى الض ِّ‬ ‫خش ِّمنهم‬ ‫ك(‪َ )65‬و ِّا َ‬ ‫نس َ ُ‬ ‫فخف أبناء ِّج ِّ‬

‫‪ ) ٦0‬هلف من باب فهم‪ :‬حزن وحتسر‬

‫‪ ) ٦1‬وحياة اإلنسان مع عمره‪ ،‬وعمره رأس ماله الذي ينبغي أن حيرص عليه فال يضيعه قال بعض أهل الذوق والفهم‪:‬‬

‫واهلل ما عمرك من أول بوم ولدت بل عمرك من أول يوم عرفت اهلل تعاىل فعليك أيها األخ باحملافظة على البقية من العمر فما هي واهلل اال صبابة يسرية جعلنا اهلل واياك‬

‫ممن طال عمره وحسن عمله‬

‫‪ ) ٦2‬اهلجري ‪ :‬اشتداد احلر يف نصف النهار‬

‫‪ ) ٦3‬هو من اخلبب ‪ :‬ضرب من العدو‬

‫‪ ) ٦٤‬أي علقت فيه أي مبيدان الزور‬

‫‪ ) ٦5‬أي من صحبتهم فإهنم إن كانوا من أهل الدنيا جروك إليها وال تصحب من ال ينهضك حاله وال يدلك على اهلل مقاله‪ ،‬ومما ينسب لإلمام احملدث احلميدي‪:‬‬

‫سوى اإلكثار من قيل وقال‬ ‫لقاء الناس ليس يفيد شيئاً‬

‫ألخذ العلم أو إصالح حال‬ ‫فأقلل من لقاء الناس إال‬

‫‪ ) ٦٦‬الضراغم مجع ضرغم بكسر الضاد األسد‪.‬‬


‫الصفحة ‪ 45‬من ‪35‬‬
‫َ‬ ‫َوخالطهم َوزايلهم حذارًا َ‬
‫كالسامر َّيُ(‪ِّ )68‬إذا ِّملستاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َوإن َجهلوا َع َل َ‬
‫يك فقل َسالما ل َعل َك َسوف تسلم ِّإن فعلتاُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫مان تنال ال ِّعصم ِّإال ِّإن ع ِّصمتاُ‬ ‫ومن لك ِّبالسالم ِّة في ز ٍ‬
‫َ‬ ‫َوال َت َل َبث ب َح ّي فيه َ‬
‫لب(‪ِّ )69‬إال ِّإن ك ِّّبلتاُ‬ ‫ضيم يميت الق َ ُ‬ ‫ِّ ٍ ِّ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬
‫َوغ ِّّرب فالتغ ُّرب فيه خير وش ِّرق ِّإن بريقك قد ش ِّرقتاُ‬
‫ً ََ‬
‫(‪ُ)71‬‬
‫فليس الزهد في الدنيا خموال ألنت بها األمير اذا َز َهدتا‬
‫ً َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ َق َ َ‬
‫مير تكون فيها سم ّوا َو ِّاف ِّتخارا كنت أنتاُ‬ ‫ولو فو األ ِّ‬
‫َ‬
‫السالم ف َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫قد َس ِّلمتاُ‬ ‫ِّ‬
‫جت منها إلى دار َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّفإن فرقتها وخر‬
‫ََ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫فس َك قد أ َهنتاُ‬ ‫إلكرام فن‬‫ٍ‬ ‫نها‬ ‫م‬ ‫و ِّإن كرمتها ونظ ِّ‬
‫رت‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫يات َك َفه َِّي أ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فضل ما ِّامتثلتاُ‬ ‫َج َمعت ل َك النصا ِّئ َح ف ِّامت ِّثلها ح‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ َّ‬
‫البطال ِّة قد أطلتاُ‬ ‫فيه ِّألن َك في‬ ‫وطولت ال ِّعتاب و ِّزدت ِّ‬
‫َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وال يغررك ِّبتقصيري َو َسهويُ(‪َ )71‬وخذ ِّب َو ِّص َّيتي ل َك ِّإن َرشدتاُ‬
‫ًَ ّ‬ ‫كانت َق َ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫بل ذا ِّمئة َو ِّستاُ‬ ‫َوقد أر َدفتها تسعا ِّحسانا و‬
‫الكريمة ما ذ ِّكرتاُ‬ ‫الرسل َربي وعترته‬ ‫تمام‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وصل على ِّ‬ ‫ِّ‬

‫‪ ) ٦7‬والسبنتا بفتح السني اجلريء والنمر جبمع على سبانت‬

‫‪ ) ٦8‬السامري كان من قبيلة من بين إسرائيل يعبدون البقر فاخرج هلم عجال جسدا له خوار وأضلهم بذلك فجوزي يف الدنيا بأن أمر سيدنا موسى عليه السالم بين‬

‫إسرائيل اال خيالطوه وال يقربوه وكان اذا مسه أحد محا مجيعا فتحامى الناس وحتاموه وكان يصيح ال مساس‬

‫‪ ) ٦9‬الضيم‪ :‬الظلم‪ ،‬وانتقاص احلق ‪ ،‬ميت القلب‪ :‬ينزعه‬

‫‪ ) 70‬الزهد ‪ :‬ترك ماال حيتاج اليه من الدنيا وان كان حالال واالقتصار على الكفاية والورع ترك الشبهات‬

‫‪ ) 71‬هذا شأن العارفني باهلل تعاىل أرباب القلوب الطاهرة الصافية ينظرون اىل انفسهم مبنظار احلقارة التقصري ولذلك نفعت مواعظهم وسرت اىل القلوب فإن كل كالم‬

‫يربز فعلية كسوة القلب الذي منه برز رزقنا اهلل حبهم وجعلنا من حزهبم ومأل قلوبنا من معارفهم وعلومهم النافعة‪.‬‬

‫وقد مت هذا التعليق على يد الفقري حسن حممد املشاط كان اهلل له وبلغه أمله وصل اهلل على سيدنا حممد وآله وصحبه والتابعني هلم بإحسان وسلم تسليما كثريا‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬


‫الصفحة ‪ 44‬من ‪35‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النص التاسع لزهري بن أبي سلمى‬
‫‪ 13‬ق‪ .‬هـ ‪ 619ُ /‬مُ‬

‫زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح بن قرط بن الحارث بن مازنُ ‪ ،‬املزني أو املزيني ‪.‬‬
‫َ َ‬
‫‪ ‬ولد في بالد غطفان بنواحي املدينة املنورة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) وهو من قبيلة‬
‫تزوج ّ‬
‫مرتين‪ .‬في‬ ‫مزينة وكان بنو عبد هللا بن غطفان جيرانهم وكذلك بنو مرة من غطفان ‪.‬ومن غطفان ّ‬
‫َ‬ ‫األولى ّ‬
‫بكبشة بنت ّ‬
‫عمار‬ ‫تزوج أ َّم أوفى‪ ،‬وبعد طالقه أم أوفى بسبب موت أوالده منها‪ ،‬اقترن زهير‬
‫الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وب َجير‪ ،‬والبارز في سيرة زهير وأخباره ّ‬
‫تأصله في‬
‫الشاعرية‪ :‬فقد ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر‪ ،‬ولزهير أختان هما الخنساء‬
‫ً‬
‫وسلمى وكانتا أيضا شاعرتين‪ ،‬وأورث زهير شاعريته البنيه كعب وب َجير‪ ،‬والعديد من أحفاده وأبناء‬
‫حفدته‪ ،‬فمن أحفاده وحفيده عقبة املضرب بن كعب بن زهير وسعيد الشاعران‪ ،‬ومن أبناء الحفدة‬
‫ّ‬
‫املضرب‪ُ.‬‬ ‫ّ‬
‫والعوام ابنا عقبة‬ ‫الشعراء عمرو بن سعيد‬

‫كان عمر بن الخطاب شديد اإلعجاب بزهير‪ ،‬أكد هذا ابن عباس إذ قال‪ :‬خرجت مع عمر بن‬ ‫‪‬‬

‫الخطاب في أول غزوة غزاها فقال لي‪ :‬أنشدني لشاعر الشعراء‪ ،‬قلت‪" :‬ومن هو يا أمير املؤمنين؟"‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬ابن أبي سلمى‪ ،‬قلت‪ :‬وبم صار كذلك؟ قال‪ :‬ال يتبع حواش ي الكالم وال يعاضل في املنطق‪ ،‬وال‬
‫ً‬
‫أحدا إال بما فيه"‪ّ ،‬‬
‫وأيد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان‪،‬‬ ‫يقول إال ما يعرف وال يمتدح‬
‫وآخرون‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫واتفقوا على أن زهيرا صاحب "أمدح بيت‪ ،‬وأصدق بيت‪ ،‬وأبين بيت‪".‬‬ ‫‪‬‬

‫*فاألمدح قوله‪ُ:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫تراه إذا ما جئته م َت َه ِّلال *** كأنك تعطيه الذي أنت سائلهُ‬

‫*واألصدق قوله‪ُ:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعل ِّمُ‬
‫ٍ‬ ‫ومهما تكن عند امر ٍئ من‬

‫*وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق‪ُ:‬‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحق مقطعه ثالث *** يمين أو نفار أو جالءُُ‬ ‫فإن‬

‫الصفحة ‪ 43‬من ‪35‬‬


‫األغراض الشعرية التي برز فيها‬

‫املدح‪ :‬قام بمدح هرم بن سنان بسبب قيامه هو والحارث بن عوف بالصلح ووقف القتال بين‬ ‫‪‬‬

‫قبيلتي عبس وذبيان‪ ،‬وهرم بن سنان هو أحد أسياد قبيلة غطفان وتميز بعطائه الكثير ومنزلته‬
‫ّ‬ ‫العالية‪ّ ،‬‬
‫وتميز مدحه بعدم املبالغة وامليل إلى ّ‬
‫الصدق وعدم التملق‪.‬‬

‫الرثاء‪ :‬وهو أحد أغراض الشعر التي استخدمها في رثاء هرم بن سنان‪ ،‬فبدون مبالغة رثاه بعاطفة‬ ‫‪‬‬

‫تعبر بصدق عن حبه لسيده ومن أشهر أبياته التي قالها في رثاء هرم بن سنان‪:‬‬

‫إن الركاب لتبتغي ذا مرة *** بجنوب نخل إذا الشهور أحلت‬

‫ينعين خير الناس عند شديدة *** عظمت مصيبته هناك وجلت‬

‫الوصف‪ :‬عاش هذا الشاعر في بيئة يغلب عليها طبع البداوة ا ُألصيلة فقد كان يتغنى ويجيد وصف‬ ‫‪‬‬

‫اإلبل والخيول واألطالل والصيد والحرب‪ ،‬فقد أنشأ معلقة خاصة يتكلم بها عن الحرب وعن‬
‫مآسيها‪.‬‬

‫الحكمة‪ :‬حسن اإليجاز وحذف فضول الكالم وحشوه؛ بحيث يضع اللفظ اليسير املعنى الغزير‪1‬‬ ‫‪‬‬

‫خصائص وسمات شعره‬

‫من يسمع الشعر الذي يكتبه ويلقيه هذا الشاعر سيتخلص منه الفصاحة وكثرة املعاني وأفكاره‬ ‫‪‬‬

‫الهادئة مع رزانة وجزالة األلفاظ‪ ،‬وكان يتميز بأسلوبه املتين وسهولة تركيب الكلمات‪ ،‬فاملستمع‬
‫يفهم ما يسمعه وال يتعقد بما يسمعه‪ ،‬فهو يبتعد عن حشو الكلمات‪ ،‬فكلماته صادقة نابعة من‬
‫عاطفة صادقة‪ ،‬ويغلب على شعره الحكمة واملثل الذي تأثر بحكمة وفراسة هذا الشاعر‪.‬‬

‫كان يطلق على قصائده الحوليات أي من حول إلى حول يعني سنوية‪ ،‬فهو يكتب الشعر في شهر‬ ‫‪‬‬

‫ويهذبه في سنة‪ ،‬وهذا ما يميزه بخلو أشعاره من األخطاء ومتانة كلماته‪.‬‬

‫ُ‬
‫َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ثمانين َحوال ال أبا ل َك َيسأ ِّ ُمُ‬ ‫ياة َو َمن َي ِّعشُ‬ ‫‪ُ .1‬‬
‫َ‬
‫س ِّئمت تكاليف الح ِّ‬
‫سئمتُ ‪:‬مللت ‪ ،‬ضجرت × اشتقت ‪ ،‬شغفتُُُ ‪-‬تكاليف ‪ :‬مشقات ‪ ،‬شدائد ‪ ،‬أعباء م تكلفة‪-‬‬

‫الصفحة ‪ 46‬من ‪35‬‬


‫ً‬
‫عاما ج أحوال ‪ -‬ال أبا لك ‪ :‬تعبير يراد به‬ ‫الحياة ‪ :‬العيش ‪ ،‬البقاء ج الحيوات ‪ ،‬مادتها( ‪ :‬ح ي ي ‪) -‬حوال ‪ُ :‬‬
‫يكُ ‪ -‬يسأمُ ‪:‬يمل‬ ‫يقو َ ُ‬
‫التنبيه واإلعالم ‪ ،‬وحدك ‪ ،‬وقد يحمل معنى املدح أي ُال كافل لك إال نفسك فال أب ّ‬
‫‪ ،‬يضيق × يشتاق ‪ ،‬يهفو‪ُ.‬‬
‫الشـرح‪:‬‬
‫ً‬
‫قائال‪:‬‬
‫يتحدث الشاعر عن تجربته وخبرته في الحياة ُ‬
‫مل الكبر والبقاء في هذه‬ ‫عمر وعاش ثمانين سنة َّ‬ ‫‪1 -‬لقد مللت مشاق الحياة وشدائدها وتعبها ‪ ،‬ومن ّ‬
‫الدنيا ال محالة‪.‬‬
‫ّ‬
‫س‪ : 1‬ما الذي مله الشاعر ؟ وملاذا ؟ أو ما سبب ملل وسئم الشاعر ؟ وملاذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬مل الشاعر الحياة الطويلة‪.‬‬
‫‪-‬ألنها مليئة باملتاعب واملشاق واملطالب الكثيرة ‪ ،‬وفيها فقدان لألهل واألحباب واختفاؤهم عنا باملوت‪.‬‬
‫التذوقُ‪ُ :‬‬
‫(سئمت تكاليف الحياة ‪) :‬كناية عن شدة الضيق وامللل واملعاناة من مشقات الحياة ‪ ،‬وسر جمال الكناية‬
‫ً‬
‫‪ :‬اإلتيان باملعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‪ُ.‬‬
‫(تكاليف الحياة ‪) :‬استعارة مكنية حيث صور الحياة بإنسان يكلف ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التشخيص ‪،‬‬
‫وتوحي بمدى التعب وامللل واملعاناة عند الشيخ الكبير‪ُ.‬‬
‫(تكاليف ‪) :‬جمع يدل على كثرة الشدائد واملشاق التي تحيط باإلنسان طوال عمره وترهقه‪ُ.‬‬
‫س‪ : 1‬أيهما أدق داللة على املعنى املراد فيما يلي( ‪ :‬سئمت تكاليف الحياة )أم( سئمت الحياة )؟ وملاذا ؟‬
‫جـ ‪ :‬سئمت تكاليف الحياة أجمل ؛ ألن الحياة ال تمل حتى تمل مشقاتها ومتاعبها‪ُ.‬‬
‫(سئمت تكاليف الحياة ‪) :‬أسلوب خبري للتقرير أي تقرير ضجر وملل الشيخ الكبير من طول الحياة‪ُ.‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫وال ‪) :‬كناية عن كبر السن ‪ ،‬وتعليل ملا قبلها( إطناب بالتعليل )‪ ،‬وأسلوب شرط‬ ‫( َو َمن َي ِّعش ثمانين َح ُ‬
‫للتقرير‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫ي لفظا إنشائي معنى غرضه ‪ :‬املدح أو الدعاء ‪ ..‬الدعاء الستمالة السامع‬ ‫ك ‪) :‬أسلوب خبر ُ‬ ‫(ال أبا ل َ ُ‬
‫‪ ُ،‬وجملة إطناب باالعتراض ‪ :‬للتنبيه‪.‬‬
‫(يسأم ‪) :‬نتيجة ‪ ،‬فنتيجة طول الحياة الشعور بالضيق والسأم‪ُ .‬‬
‫(سئمت ‪ -‬يسأم ‪) :‬إطناب بالتكرار ؛ لتأكيد املعنى أي امللل من الحياة الطويلة‪ُ .‬‬
‫في البيت األولُ التفات باالنتقال من ضمير املتكلم( سئمتُ أنا )إلى ضمير الغائب( يعش هو )‪ ،‬وهو يحرك‬
‫الذهن ‪ ،‬ويثير االنتباه ‪.‬‬
‫َ‬
‫خطئ ي َع َّمر ف َي َهر ِّ ُمُ‬ ‫تمته َو َ‬ ‫َرَأيت املنايا خبط ع َ‬
‫شواء َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ص‬‫ِّ‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫م‬ ‫‪ُ .2‬‬
‫املنايا ‪:‬جمع منية‪ ،‬وهي املوت‪ .‬و خبط عشواء ‪:‬أي تخبط خبط العشواء و هي الناقة التي ال تبصر ما‬
‫أمامها ليال‪ ،‬فمن أصابته املنايا أهلكته‪ ،‬ومن أخطأته يطل عمره فيبلغ الهرم‪ُ.‬‬
‫صور لنا موقفه من املوت ورؤيته له وتصوره له‪ ،‬فهو يرى َّ‬
‫أن املوت مثل الناقة العمياء التي ال ترى‪ ،‬فهي‬ ‫َّ‬
‫تسير في الطرقات‪ ،‬فمن تصبه وتصدمه فقد وافته املنية وفني ومات‪ ،‬ومن أخطأته وتجاوزته فقد نجا‬

‫الصفحة ‪ 47‬من ‪35‬‬


‫من املوت وطال عمره وبلغ مرحلة الكبر والهرم‪ ،‬ومع جمال التصوير وروعة التشبيه والتعبير إال أننا ال‬
‫يمكن أن نغض النظر عن املخالفة الشرعية في هذه الرؤية‪ ،‬فاملوت ليس يخبط خبط العشواء ويصيب‬
‫اإلنسان صدفة ودون علم هللا املسبق‪ ،‬بل هو قدر من أقدار هللا جل جالله‪ ،‬ولكل نفس أجل مقدر ويوم‬
‫محدد قد كتبه هللا في اللوح املحفوظ كما قال جل وعال في كتابه الكريم‪ُ.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫تم يشت ِّ ُمُ‬ ‫َي ِّفره َو َمن ال َيت ِّق الش‬ ‫رض ِّ ُهُ‬ ‫ومن يجع ِّل املعروف ِّمن دو ِّن ِّع ِّ‬ ‫‪ُ .3‬‬
‫غن َعنه َوي َ‬ ‫َ‬
‫على قومه يست َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ذم ِّ ُم‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ضل ُِّهُ‬ ‫ضل فيبخل ِّبف ِّ‬ ‫ومن يك ذا ف ٍ‬ ‫‪ُ .4‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫َوإن َير َق أس َب َ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الس َم ِّاء ِّبسل ِّ ُم‬ ‫اب َّ‬
‫ِّ‬ ‫اب املن َايا َينلنهُُ‬ ‫ومن هاب أسب‬ ‫‪ُ .5‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َيكن َحمده ذ ّما َعلي ِّه َو َيند ِّ ُم‬ ‫َو َمن َيج َع ِّل املعروف في غي ِّر أه ِّل ُِّهُ‬ ‫‪ُ .6‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ًّ َ َ‬ ‫َ‬
‫َو َمن لم يك ّ ِّرم نفُ َسه لم يك َّر ِّ ُمُ‬ ‫ص ِّديقه ُ‬ ‫َو َمن َيغت ِّرب َيح ِّسب عدوا‬ ‫‪ُ .7‬‬
‫اللغوياتُ‬
‫يصير × ينزع ‪ -‬املعروف ‪ :‬اإلحسان ‪ ،‬الخير ‪ ،‬الفضل ‪ ،‬الجميل ‪،‬‬ ‫يجعل ‪ :‬يضع ‪ ،‬يصنع ‪ ،‬يفعل ‪ّ ،‬‬
‫الصنيعة × املنكر ‪ -‬منُدون عرضه ‪ :‬أي لحماية شرفه ‪ -‬عرضه ‪ :‬شرفه ج أعراض ‪ -‬يفره ‪ :‬يصونه ‪ ،‬يحميه‬
‫يضيعه ‪ -‬يتق ‪ :‬يتجنب ‪ ،‬يتحاش ى × يواجه ‪ -‬الشتم ‪ :‬السب × املدح ‪ُ.‬‬ ‫‪ ،‬يحفظه × يبدده ‪ّ ،‬‬
‫يك ‪ :‬يكن ‪ ،‬يصبح ‪ -‬ذا ‪ :‬صاحب ج ذووُ ‪ -‬فضل ‪ :‬خير وزيادة × نقصان ج فضول ‪ ،‬أفضال ‪ -‬يبخل ‪ :‬يضن ‪،‬‬
‫يقتر ‪ ،‬يشح ‪ ،‬تجمد يده عن العطاء × يجود ‪ ،‬يسخو ‪ -‬يستغن ‪ :‬يتخلى عنه ‪ ،‬يترك ‪ ،‬يتجنب × يحتاج إليه‪-‬‬
‫يذمم ‪ :‬يعاب × يمدح‬
‫هاب ‪ :‬خاف ‪ ،‬حذر × أمن ‪ -‬أسباب ‪ :‬عوامل ‪ ،‬طرقُ ‪ -‬املنايا ‪ :‬املوت م املنية ‪ -‬ينلنه ‪ :‬يحصلن عليه ‪،‬‬
‫واملقصود ‪ :‬يصبنه ‪ -‬يرقُ ‪ :‬يصعد × يهبط ‪ -‬أسباب السماء ‪ :‬أي الصعود واالرتقاء إليها ‪ -‬سلم ‪ :‬وسيلة‬
‫للصعود والهبوط ج ساللم وسالليم–‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قدحا × مدحا ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ذما ‪ :‬هجاء ‪،‬‬ ‫أهله ‪ :‬أي املستحقين له ج أهاليه ‪ -‬حمده ‪ :‬شكره ‪ ،‬ثناؤه × جحوده ‪ ،‬ذمه ‪ُ -‬‬
‫ثناء ‪ -‬يندم ‪ :‬يأسف ‪ ،‬يتحسر × يفرح‪ُ.‬‬
‫ً‬ ‫ًَ‬
‫خصما ج أعداء ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يغترب ‪ :‬يبتعد عن وطنه ‪ ،‬يفارقُ × يالزم ويقيم ‪ -‬يحسب ‪ :‬يظن × يتأكد ‪ -‬عدوا ًُ ‪:‬‬
‫عدى ج ج أعادي ‪ -‬يكرم ‪ :‬يصون ويحفظ ‪ ،‬ينزه × يهين ‪ -‬نفسه ‪ :‬ذاته ج نفوس ‪ ،‬أنفس‪ُ .‬‬

‫فروق لغوية‪:‬‬

‫‪ .‬س‪ : 1‬حدد الفرق بين الفضل والعدل‬

‫ج‪ :‬الفرق بين الفضل والعدل‬

‫الفضل هو الزيادة في خصلة من خصال الخير أو ‪ :‬هو اإلحسان بال علة‪.‬‬


‫فمن بذل معروفه ‪ .‬إعطاء كل ذي حق ما يساوي حقه دون زيادة أو نقصان‪ .‬هو اإلنصاف أو هو ‪ :‬العدل ‪-‬‬
‫وإحسانه لآلخرين ‪ ،‬فقد صان عرضه وشرفه ‪ ،‬ومن بخل بالخير واملعروف تعرض للذم والشتم من‬

‫الصفحة ‪ 48‬من ‪35‬‬


‫ومن كان ذا فضل ومال ‪ ُ،‬فبخل به ومنعه عن الناس ‪ ،‬فإنهم يستغنون عنه ويذمونه بسبب بخله الناس‬
‫‪.‬هذا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أما من خاف املوت ‪ ،‬فحتما سيناله ‪ ،‬ولم يفد خوفه نفعا ‪ ،‬ولو أراد الصعود إلى السماء فرارا منه فال‬
‫‪ .‬مفر أو مهرب من املوت‬
‫ً‬
‫ومن أحسن إلى من لم يكن أهال لإلحسان إليه واالمتنان عليه لم يشكره ويمدح خيره عليه ‪ ،‬بل جحد‬
‫فضله ‪ ،‬وعندئذ يندم املحسن على ما قدم من إحسان ملن ال يستحقه‬
‫ً‬
‫يجربهم ‪ ،‬كما‬
‫ومن سافر واغترب عن وطنه قد يغتر بالناس ويحسب األعداء أصدقاء منخدعا ؛ ألنه لم ُ‬
‫أن من ال يحافظ على كرامته بتجنب الدنايا والبعد عن الصغائر لم يكرمه الناس بل وسمح لغيره أن‬
‫يذله ويستصغر شأنه‪.‬‬

‫ق‬
‫التذو ُ‬

‫ومن يجعل املعروف من دون عرضه) ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور العرض بش يء مادي يحمى ‪ ،‬وصور‬
‫املعروف بحاجز أو درع يحمي العرض ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التجسيم ‪ ،‬وتوحي الصورة بأثر املعروف‬
‫‪ .‬الطيب في حماية اإلنسان ‪ ،‬و كلمة املعروف جاءت معرفة ؛ لتفيد التعظيم والعموم‬
‫‪ .‬يفره) ‪ :‬استعارة مكنية صور العرض بش يء مادي يوفر ويحفظ ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التجسيم(‬
‫‪ .‬يفره) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها(‬
‫يتق الشتم) ‪ :‬استعارة مكنية يصور الشتم بإنسان يتقيه ويتحاشاه الناس ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪( :‬‬
‫‪ .‬التشخيص‬
‫ومن ال يتق الشتم يشتم) ‪ :‬تعليل ملا قبله وأسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (‬
‫‪() .‬يشتم) إن تحقق الشرط (ال يتق الشتم)‬
‫‪ .‬يشتم) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ‪ ،‬وإيجاز بحذف الفاعل عن طريق بناء الفعل للمجهولُ(‬
‫َو َمن َيك ذا فضل فيبخل ‪ ..‬يستغن عنه) ‪ :‬أسلوب شرط يفيد التأكيد أي التأكيد على حدوث الجواب (‬
‫‪( .‬يستغن عنه) إن تحقق الشرط ( َيك ذا فضل فيبخل) ‪ ،‬وفضل جاءت نكرة للتعظيم‬
‫‪َ ) .‬يكُ) ‪ :‬إيجاز بحذف حرف النون ‪ ،‬وأصلها (يكن(‬
‫يبخل بفضله) ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور الفضل بمال يبخل به ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التجسيم ‪( ،‬‬
‫وتوحي بأهمية العطاء في العالقات اإلنسانية ‪ ،‬ويجوز أن تكون الصورة كناية عن سوء الطبع واألنانية‬
‫‪ ، .‬والبيت حكمة صادقة‬
‫‪ .‬ذا فضل ‪ -‬يبخل) ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز املعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد(‬
‫على قومه) ‪ :‬اإلضافة تفيد التخصيص ‪ ،‬وهذا يدل على سوء طبعه وحقارته ؛ فبخله على أقرب الناس (‬
‫‪ .‬إليه‬
‫يستغن عنه ويذمم) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ‪ ،‬والعطف يدل على تنوع ردود الناس السلبية تجاه اإلنسان (‬
‫الصفحة ‪ 49‬من ‪35‬‬
‫‪ .‬البخيل ‪ ،‬وللداللة على قبح ما قام به‬
‫يستغن عنه ويذمم) ‪ :‬كناية عن الكراهية والنفور من البخيل ‪ ،‬وسر جمال الكناية ‪ :‬اإلتيان باملعنى (‬
‫ً‬
‫‪ .‬مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‬
‫هاب أسباب املنايا) ‪ :‬استعارة مكنية صور أسباب املوت بوحش نخش ى مواجهته ‪ ،‬وسر جمال الصورة (‬
‫‪ :‬التجسيم ‪ ،‬وتوحي بشدة أثر املوت املفزع على اإلنسان ‪ ،‬والتعبير بالجمع في (أسباب) ؛ ليدل على تعدد‬
‫‪ .‬وتنوع أسباب املوت‬
‫‪ .‬هاب) ‪ :‬توحي بشدة الخوف والذعر(‬
‫َّ َ َ‬
‫ينلنه) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ؛ فاملوت (املنايا) سيأتيه ال محالة ‪ ،‬وال تنس قول هللا تعالى ‪( :‬قل ِّإن املوت (‬
‫َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ال ِّذي ت ِّف ُّرون ِّمنه ف ِّإنه مال ِّقيكم ‪[ )..‬الجمعة ‪ -‬من اَلية ‪ ، ]8‬وقوله ‪ (:‬أينما تكونوا يدرككم املوت ولو‬
‫‪] .‬كنتم في بروج مشيدة ) [ النساء ‪78 :‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ماء ِّبسل ِّ ُم) ‪ :‬إيجاز بحذف جواب الشرط ‪ ،‬وتقديره ‪ " :‬فسيناله املوت(‬ ‫ِّ‬ ‫الس‬ ‫سباب‬ ‫أ‬ ‫‪ " .‬إن يرق‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫ـماء ِّبسل ِّ ُم) ‪ :‬كناية عن الرغبة الشديدة في الهروب من املوت مع استحالة ذلك ‪ ،‬وسر (‬ ‫الس ِّ‬ ‫سباب َّ‬ ‫َ‬ ‫َيرق أ‬
‫ً‬
‫‪ .‬جمال الكناية ‪ :‬اإلتيان باملعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫ماء ِّبسل ِّ ُم) ‪ :‬استعارة مكنية صور السماء بمنزل له سلم نصعد عليه ‪ ،‬وسر جمال (‬ ‫الس ِّ‬ ‫سباب َّ‬ ‫َ‬ ‫َيرق أ‬
‫‪ .‬الصورة ‪ :‬التجسيم‬
‫َّ‬
‫سل ِّم) ‪ :‬استعارة تصريحية تصور الوسائل التي سيتخذها للفرار من املوت بالسلم ‪ ،‬وسر جمال (‬
‫‪ .‬الصورة ‪ :‬التجسيم والتوضيح‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َومن َيج َع ِّل املعروف ِّفي غي ِّر أه ِّل ُِّه) ‪ :‬كناية عن التصرف السيئ ‪ ،‬وسر جمال الكناية ‪ :‬اإلتيان باملعنى (‬
‫ً‬
‫مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ‪ ،‬ويجوز أن تكون استعارة مكنية ‪ ،‬فيها تصوير للمعروف بش يء‬
‫‪.‬مادي يوضع في غير مكانه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َومن َيج َع ِّل املعروف ِّفي غي ِّر أه ِّل ُِّه ‪ : )..‬أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب إن تحقق الشرط ‪ ،‬و (‬
‫‪ .‬كلمة املعروف جاءت معرفة ؛ لتفيد التعظيم والعموم‬
‫َ ً َ‬
‫َيكن َحمـده ذما َعلي ِّه ويندم) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ‪ ،‬وتشبيه حيث يشبه الحمد مع من ال يستحق بالذم (‬
‫‪ .‬والندم ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التوضيح ‪ ،‬ويندم نتيجة ملا قبلها‬
‫َ ً‬
‫ما) ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز املعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد(‬ ‫‪َ .‬حمده ‪ -‬ذ ُ‬
‫صديقهُ) ‪ :‬أسلوب شرط لبيان أن الجزاء من جنس العمل(‬
‫َ ًّ َ َ‬
‫حسب عدوا‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫‪ُ .‬ومن يغت ِّرب ي ِّ‬
‫َ ًّ َ َ‬ ‫َ‬
‫صديقهُ) ‪ :‬تشبيه بليغ حيث شبه العدو بالصديق ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪ :‬التوضيح ‪( ،‬‬ ‫حسب عدوا‬ ‫ُي ِّ‬
‫‪.‬وتوحي بالرؤية الخاطئة‬
‫ً‬
‫‪َ .‬عد ّوُا) ‪ :‬جاءت نكرة للتحقير(‬
‫َ ًّ َ َ‬ ‫َ‬
‫صديقهُ) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ‪ ،‬ويحسب توحي بالشك والخطأ في الفهم وبقلة الخبرة(‬ ‫حسب عدوا‬ ‫‪ .‬ي ِّ‬
‫َ ًّ َ َ‬
‫صديقهُ) ‪ :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز املعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد(‬ ‫‪ .‬عدوا ‪-‬‬
‫َ‬
‫َو َمن ال يك ّرم ن َ‬ ‫َ‬
‫فسهُ) ‪ :‬استعارة مكنية حيث صور النفس بإنسان يمنع تكريمه ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪( :‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ .‬التشخيص ‪ ،‬وتوحي بعدم تقدير اإلنسان لذاته‬
‫الصفحة ‪ 31‬من ‪35‬‬
‫تنس ‪ :‬بناء الفعل (‬ ‫ال ي َك َّرم) ‪ :‬نتيجة ملا قبلها ‪ ،‬وبني الفعل للمجهول ؛ ليفيد العموم والشمول ‪( .‬ال َ‬
‫ِّ‬
‫‪).‬للمجهول إيجاز بالحذف‬
‫تذكر ‪ :‬أي أسلوب شرط يفيد التقرير والتأكيد والجزء الثاني فيه (جواب الشرط) عالقته بالجزء األول‬
‫(جملة الشرط) نتيجة ‪ ،‬واعتمد الشاعر على أسلوب الشرط في كثير من أبياته ؛ للتشويق ألنه يجعل‬
‫ً‬
‫‪ .‬القارئ دائما ينتظر الجواب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس تعل ِّ ُمُ‬ ‫ِّإن خالها تخفى على الن ِّ‬ ‫َو َمه َما تكن ِّعند ام ِّر ٍئ ِّمن خ ِّليق ٍُةُ‬ ‫‪ُ .8‬‬
‫اللحم َو َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الد ِّم ُ‬ ‫ِّ‬ ‫بق ِّإال صورة‬ ‫فلم ت‬ ‫ِّلسان الفتى ِّنصف َو ِّنصف فؤادهُ‬ ‫‪ُ .9‬‬
‫ئ ‪ :‬إنسان ج رجال ‪ -‬خليقة ‪ :‬طبيعة ‪ ،‬مكرمة ‪ ،‬صفة ‪ ،‬خلق ج خالئق ‪ -‬خالها ‪ :‬ظنها ‪ ،‬حسبها ‪،‬‬ ‫امر ُ‬
‫تصورها × تيقن ‪ -‬تخفى ‪ :‬تستر × تعلن ‪ ،‬تظهر ‪ -‬تعلم ‪ :‬تظهر وتعرف × تجهل ‪ -‬لسانُالفتى ‪ :‬أي كالمه‬
‫وحديثه ج ألسنة ‪ ،‬ألسن ‪ ،‬لسن ‪ -‬الفتى ‪ :‬الشاب القوي ج فتيان ‪ ،‬فتية ‪ -‬فؤاده ‪ :‬قلبه‬
‫يبق ‪ :‬يستمر ويدم × يزول َ ُ‬
‫ويفن ‪ -‬صورة ‪ :‬شكل‪ُ .‬‬ ‫‪ ،‬واملقصود فكره ج أفئدة ‪ُ َ -‬‬
‫إن طبيعة اإلنسان وسجيته التي جبل عليها( خلق عليها )البد أن تظهر للناس مهما حاول صاحبها‬
‫إخفاءها ‪ .‬فالصفات الخلقية عند أي إنسان ال تخفى وتنكشف للناس من خالل تعامله وأفعاله‪ُ .‬‬
‫َ‬
‫والناس بما يدور على ألسنتهم وما يكمن في قلوبهم من أفكار ومشاعر ‪ ،‬فاملرء بأصغريه ‪ :‬قلبه ولسانه‪ُ.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫مر ٍئ ِّمن خليق ٍ ُة ‪..) :‬أسلوب شرط للتأكيد على حدوث الجواب إن تحقق الشرط ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ا‬‫ِّ‬ ‫ند‬ ‫ع‬
‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫(ومهما‬
‫وجاءت( امرئ وخليقة )نكرتين للعموم والشمولُ‪ُ .‬‬
‫َ َ َ َ‬
‫الناس ‪) :‬استعارة مكنية تصور الخليقة بش يء مادي يخفى ‪ ،‬وسر جمال الصورة ‪:‬‬ ‫ِّ ُ‬ ‫(خليق ٍُة تخفى َعلى‬
‫التجسيم‪.‬‬
‫َ َ َ‬
‫الناس ‪) :‬إطناب باالعتراض للشك‪ُ .‬‬ ‫ِّ ُ‬ ‫( َو ِّإن خالها تخفى َعلى‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫(تخفى ‪ -‬تعل ِّ ُم ‪) :‬محسن بديعي ‪ /‬طباق يبرز املعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد‪ُ .‬‬
‫ََ‬
‫( ِّل َسان الفتى ‪) :‬لسان مجاز مرسل عن الكالم ‪ ،‬عالقته ‪ :‬اَللية ‪ ،‬وسر جمال املجاز الدقة واإليجاز‪ُ .‬‬
‫( ِّنصــف فؤاده ‪) :‬أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة( نصف )على املبتدأ املعرفة( فؤاده )؛ للتأكيد‬
‫والتخصيص‪.‬‬
‫(البيت العاشر ‪) :‬كناية عن أهمية اللسان( الكالم )والقلب والعاطفة في استمرار الحياة ‪ ،‬وسر‬
‫ً‬
‫جمال الكناية ‪ :‬اإلتيان باملعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم‪ُ .‬‬
‫َ َّ‬ ‫ََ‬
‫والد ِّ ُم ‪) :‬أسلوب قصر عن طريق النفي‬ ‫اللحم َّ‬
‫ِّ‬ ‫( فلمُ َيب َق إال صورة‬
‫بـ(لم )واالستثناء بـ(إال )للتخصيص والتوكيد‪ُ .‬‬
‫اللح ُم َّ‬ ‫َ َّ‬
‫والد ِّ ُم ‪) :‬تشبيه حيث صور اللحم والدم بالصورة ‪ ،‬وسر الجمال الصورة ‪ :‬التوضيح‪ُ .‬‬ ‫ِّ‬ ‫(صورةُ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِّإلى مط َم ِّئ ِّن ال ِّب ّ ِّر ال َيت َجم ِّ ُ‬
‫جم‬ ‫وف ال يذ َمم َومن يهد قلبهُُ‬ ‫ومن ي ِّ‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫‪.11‬‬
‫يوف ‪ :‬وفيت بالعهد أفي به ‪ .‬يتجمجم‪ :‬يخفي كالمه وال يبينهُ‬
‫يقول‪ :‬ومن أوفى بعهده لم يلحقه ذم‪ ،‬ومن هدي قلبه إلى بر يطمئن القلب إلى حسنه ويسكن إلى وقوعه‬
‫موقعه‪ ،‬لم يتردد ويتلكأ في إسدائه وإيالئه‪ُ.‬‬

‫الصفحة ‪ 31‬من ‪35‬‬


‫ّ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫لمُ‬
‫اس يظ ِّ ُ‬‫ظلم الن‬ ‫َ‬
‫يهدم ومن ال ي ِّ‬ ‫ومن لم َيذد َعن َحو ِّض ِّه ِّب ِّس ِّال ُِّ‬
‫حهُ‬ ‫ُ‬ ‫‪.11‬‬
‫الكف َّ‬‫ُّ‬
‫والردع‪ُ.‬‬ ‫يذد ‪ :‬الذود‪:‬‬
‫ّ‬
‫يقول‪ :‬ومن ال يكف أعداءه عن حوضه بسالحه هدم حوضه‪ ،‬ومن كف عن ظلم الناس ظلمه الناس‪،‬‬
‫يعني ومن لم َيح ِّم حريمه استبيح واستعار الحوض للحريم‪ُ.‬‬
‫ُ‬

‫املناقشة‪:‬‬

‫ً‬
‫‪ – ۱‬وصف عمر رض ي هللا عنه زهيرا بأنه كان ال يعاضل في الكالم وال يمدح الرجل إال بما فيه ‪ .‬التقط من أبيات‬
‫َّ‬
‫زهير ما يوضح هاتين الخاصتين واشرحها ‪( .‬يعاضل ُيداخل ويتكلف )ِّ‬

‫‪ - ۲‬ما معنى قول النقاد ‪ :‬أشعر الشعراء زهير إذا رغب ؟ِّ‬

‫‪ - 3‬ملاذا أحب املسلمون شعر زهير ؟ استشهد بش يء من كالمه ِّ‬

‫‪ - 4‬تنوعت عاطفة زهير حسب مقاطع القصيدة ‪ ،‬بين ألوان عواطفه على حسب تلك املقاطعِّ‬

‫‪ –5‬تتجلى في املعلقة أربعة أخالق من شخصية زهير ‪ .‬فما هي ؟ِّ‬

‫‪ - 6‬في البيت التاسع مدح ودعاء وحكمة ‪ .‬وضحها‪ِّ .‬‬

‫‪ -7‬أيهما أسهل وأرق ‪ :‬ألفاظ امرئ القيس أم الفاظ زهير ؟ وملاذا ؟ وهل ترى أنت أن االرتجال في الشعر أحسن‬
‫أم الروية والتنقيح ؟ِّ‬

‫‪ -8‬في أبيات زهير ما يبين أنه كان من الحنفاء املؤمنين باهلل واليوم اآلخر استشهد على هذا بكالمه ‪ِّ.‬‬

‫ِّ‬

‫ُ‬

‫الصفحة ‪ 32‬من ‪35‬‬


‫الفه ـ ـ ـ ـ ــرسِّ‬
‫املدخل‪ِّ)2(......................................................................................................................................‬‬

‫النص األول‪ :‬للمقنع الكندي‪ِّ)4(.......................................................................................................‬‬

‫النص الثاني‪ :‬ألبي تمام‪ِّ)12(...................................................................................................................‬‬

‫النص الثالث‪ :‬للشاعرة األندلسية حمدونة‪ِّ)15(..................................................................................‬‬

‫النص الرابع‪ :‬ألبي عالء املعري‪ِّ)16(..........................................................................................................‬‬

‫النص الخامس‪ :‬البن الرومي‪ِّ)21(............................................................................................................‬‬

‫النص السادس‪ :‬للحطيئة‪ِّ)25(.................................................................................................................‬‬

‫النص السابع‪ :‬لقطري بن الفجاءة‪ِّ)32(...................................................................................................‬‬

‫النص الثامن‪ :‬ألبي إسحاق اإللبيري‪ِّ)37(.................................................................................................‬‬

‫النص التاسع‪ :‬لزهير بن ابي ُسلمى‪ِّ)45(...................................................................................................‬‬

‫شاركت يف إعادة كتابة هذه املذكرة وترتيبها‪ :‬الطالبة مارية فهد الشمري‬

‫ُ‬

‫ِّ‬

‫الصفحة ‪ 35‬من ‪35‬‬

You might also like