Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫الكريم بن الدق‬

‫جليل من يحابي جرم الحياة بمحو جهل اقر عليه‬


‫اتباعه ‪ ،‬فل تندثر الحياة تحت طيات ورق منزه‬
‫تجنيسا بوضع صورة لحد حكام الدولة عليه ‪ ،‬أو‬
‫تحت ما تملك من معادن الجبال بخيثة كانت ام‬
‫ثمينة ‪ ،‬فالطبيعةةل تلقي بال لهذا ‪ ،‬فلن تعطف‬
‫عليك الصحراء لحمل يمناكةدلوا من الذهب ‪ ،‬ولن‬
‫يجدل لك النخيل المنقعر ضفائرة رطبا اذ وضعت‬
‫شيكا تحت جزعه يصرف لحامله ‪ ،‬فلم يرحمنية‬
‫سقيع ليل الصحراء او سعيرةنهارها لحملي رشاشا‬
‫ادافع به عن حدود دولتنا "بلد الرقيد" تيمنا ً بالهدنة‬
‫‪...‬‬
‫كم حقا تمنيتةان تندلعةالحرب مرة اخرى لعبر‬
‫الحدود واقتل الجندي الجالس امامي من "بلد‬
‫‪ ...‬الدق" واغدوا رافعا رأسي بين عشيرتي‬
‫‪ .‬لكن من المحال ان يعبر أحنا الى الخر‬
‫ليس لعظم الحاجز الفلذي الذي يفصل بينناة‪ ،‬فلم‬
‫يفصل بين الدولتين إل بقطع من الخشب غرست‬
‫علي بعد مئة باع من بعضها وربطت جميعا بحبل‬
‫يوازيه رسم علي الرض يفصل الدولتينةحدوديا ‪،‬‬
‫‪ ...‬وينتهي عندهةعمل كل دولة‬
‫ولكن لعظم شروطةالهدنة ‪ ،‬فلم يسمح بعبور‬
‫‪ ...‬انسي او مورد لي من الدولتينةإلى الخر‬
‫كانت الكراهة التي تشتعل في قلبي لهذا الجندي‬
‫تكفي فقط لتدفئ قلبي ‪ ،‬ولكنهاةلم تدفئ جسدي‬
‫‪.‬الرفيع في هذا البرد القارص‬
‫تأملت سماء الصحراء افكر في قوتي ان انتهى ‪.‬‬
‫هل سأنسىةكما تم نسيان هذا الجندي ؟ ‪ ،‬فصوت‬
‫تنهيده من البرد والجوع يملني يقيناةبموته في‬
‫الصباح ‪،‬فقد غاد ثلثة ايام يبحث في الصحراء عما‬
‫يأكله ‪ ،‬استيقظتةعلى صوت عربة الطعام قد‬
‫وصلت إلى جندي بلد الدق ‪ ،‬نظرتةإلى جعبتية‬
‫فلم اجد إل كسيرات من الخبز ولم تصل عربة‬
‫المؤن إلي ‪ ،‬ترآى الي ان اهجم عليهم برشاشية‬
‫واجول ذبحا في اعناقهم لخذ ما يكفينيةمن‬
‫الطعام ولكن كيف لي ان اقطع حبال الهدنة لجل‬
‫‪...‬جوع اصابني‬
‫‪........................‬‬
‫مرت اربعة ايام اخوض فيها على الحدود باحثا عن‬
‫دابة افترسهاةوارتوي من دمائها ‪ ،‬فلم اجد غير‬
‫‪ ....‬سراب يحاكيني بإقتراب نهايتي‬
‫تشققت شفتاي ‪ ،‬وانفجرتةاظافري واصبحت‬
‫ارتجف من صفعات الرياح ليل ‪ ،‬نظرت إلى‬
‫السماء متلحفا الصحراء منتظراةوقوع نهايتيةفي‬
‫هذا الظلمةالقاتم اثر اندثار القمر ‪ ،‬واغمضت‬
‫عيناي فشاهدت امي تضع بعض قطرات الماء في‬
‫فمي وتحتك يدها بي لتدفئنيةإلى ان خضت في‬
‫‪...‬نوم عميق‬
‫استيقظتةمرة اخرى على صوت عربة المؤن‬
‫التي وصلت الى جندي الدق ‪ ...‬ولكن لم اقوى‬
‫لفكر بالستيلء عليها ‪ ...‬ما كنت افكر فيه كيف‬
‫ستلتهمني النسور التي تحوم فوق جسدي الملقى‬
‫في الصحراء ‪ ....‬رحلت عربة المؤن عن الجندي‬
‫‪.....‬تاركة ورائها حياة فرد من ابنائهمة‬
‫اقترب جندي الدق من حبال الهدنة يمد قدمة الى‬
‫مرسم الحدود على الرض ويرسمةخطا جديدا‬
‫يزيح فية حدود دولتنا في ارض الدق متعديا حبال‬
‫الهدنة ومطيل لحدود الرقيدة‪ ،‬ذهب إلى كوخة ثم‬
‫عاد حامل ثلث كسرات من الخبز وكوب ماء‬
‫وقطعة من الفاكهه ووضعهم داخل حدود دولتنا‬
‫الجديدة التي صنعها متعديا على دولتهمة‪ ،‬نظر‬
‫إلي مبتسما واشار الى الطعام ‪ ...‬لم استطع‬
‫التفكيرةفي اي شيئ ‪ ،‬استجمعت طاقتي وخضت‬
‫احبو إلى الطعام ‪ ،‬وهممت آكل كالنعام في‬
‫البادية ‪ ،‬وما ان انهيت طعامي حتى عاد برسمة‬
‫الحدود كما كانت ‪،‬ونظر إلي مبتسما عائدا إلى‬
‫كوخه ‪ .،‬رجعت إلى كوخي افكر فيمنةتمنيت ان‬
‫اقتله ‪ ..‬ينقذ حياتي بلقيمات قد تنجيه من‬
‫‪....‬الموت‬
‫في صباح اليوم التالي اتت عربة مؤن بلد الرقيدة‬
‫إلي ‪ ،‬ومعهم جندي اخر كان مقدرا له اخذ مكاني‬
‫لعتقادهمةموتي ‪ ،‬لكن معجزة بقائي حيا اعطتة‬
‫فرصة للنجاة من جحيم الصحراء ‪ ،‬تحركت عربة‬
‫المؤن تاركة خلفها ما يكفي لبقاء فرد واحد قيد‬
‫الحياة ‪ ...‬تحركت إلى حبال الهدنة راسما حدود‬
‫بلد الدق على حدودنا وواضعا نصف ما املك من‬
‫الطعام في حدودهمة‪ ،‬اشرت الى الجندي الذي‬
‫قد نفذ طعامه فأتي الي مبتسما ليضرم الماء‬
‫على جحيم الحياة في الصحراء بصديقةمن‬
‫‪ .‬العداء‬
‫تزايد السقيع في الصحراء وقطعت حبال الهدنةة‬
‫من الرياح وتطايرتةالخشاب التي صنعت سد‬
‫الحدود وانتهى ما لديناةمن طعام وماء ‪ ..‬اعلنت‬
‫الحياة حربها علينا ‪ ..‬حاضت ترمينا بأعاصيرةمن‬
‫الرمال والجراد ‪ ..‬فأصبحنا نخزن موتى الجراد‬
‫المتبقي من العاصفة لنأكلة ‪ ..‬ادت ندرة المياة‬
‫وبرودة الطقسةإلى جفاف فأجسادنا ‪ ..‬نسى‬
‫الجيشان امرنا فقد مر شهرا نفقد فيه التصال‬
‫‪ .‬معهم‬
‫ادركنا الموت ‪....‬مر خمس واربعون يوما من‬
‫العاصير علمت لنا جمال الحياه ‪ ..‬هدمنا احد‬
‫الكوخين لنصنع بأخشابه نارا ‪ ..‬وعلمنا مخازن‬
‫الصحراء من مأكل ومشرب ‪ ..‬تراءتةلنا كنوز‬
‫الرض رمادا ‪ ..‬هل سنعود إلى ديارنا ؟‬
‫جلسنا يوما امام نار صنعنها من خشب الكوخ ‪،‬‬
‫مرت علينا طائرة من جيوش الدق ترمي‬
‫بمنشورات في الصحراء ‪ ..‬قفزت فالهواء للتقت‬
‫أحدها قبل ان تندلعةالرياح وتهوي بها في غير‬
‫مرسل ‪ ..‬واذ به اعلن للحرب من بلد الدق على‬
‫بلد الرقيدة فنظرتةإلى صديقي ‪ ،‬وخضنا ضاحكين‬
‫‪.....‬‬

You might also like