Download as txt, pdf, or txt
Download as txt, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫نشأة السالالت البشرية‬

‫البد من التساؤل أوال ً كيف نشأت الساللة؟ ومع اإلقرار بأن ‪ the races of mankind،‬قبل الحديث عن السالالت البشرية‬
‫اإلنسان وحيد النشأة‪ ،‬بمعنى أنه نشأ من أب واحد‪ ،‬وهذا يعني أنه كان يتصف بصفات جسمانية متماثلة‪ ،‬ومهما كثر عدده في هذه‬
‫الحال فاليجوز القول إن الساللة قد وجدت‪ ،‬ألن معنى كلمة الساللة تعني‪« :‬مجموعة من الناس متماثلة في صفاتها الجسمانية»‪،‬‬
‫أو متشابهة في هذه الصفات على األقل‪ ،‬ومن ثم فهي تتميز بهذه الصفات من المجموعات األخرى من الناس‪ .‬فكيف ظهرت‬
‫الساللة إذاً؟‬

‫زادت أعداد اإلنسان بعد خلقه‪ ،‬فانتشر في جهات كثيرة من العالم‪ ،‬ومادام قد انتشر في بيئات طبيعية مختلفة‪ ،‬فالبد لكل مجموعة‬
‫تستقر في بيئة من البيئات‪ ،‬أن تكتسب صفات جسمانية تتالءم معها‪ .‬لكن تلك المجموعة لم يستقر بها المقام في بيئة واحدة‪،‬‬
‫فحدث نتيجة ذلك أن اختلطت تلك المجموعة ذات الصفات الجسمانية المعينة بمجموعات أخرى ذات صفات أخرى‪ ،‬فصار في‬
‫‪.‬المكان الواحد جماعات ذات صفات جسمانية مختلفة‬

‫هذا النوع من االختالط هو النوع البسيط الذي لم يتعد إقامة الناس مع بعضهم‪ ،‬ثم حدث بعد هذا اختالط آخر‪ ،‬وهو االختالط‬
‫بالزواج‪ ،‬فأصبحت الصفات الجسمانية تختلط مع بعضها اختالطا ً كليا ً‪ ،‬وتدخل هنا عامل جديد هو عامل الوراثة‪ ،‬فالنسل يحمل عادة‬
‫صفات األبوين‪ ،‬ومعنى األبوين هنا ليس األبوين المباشرين وحسب‪ ،‬وإنما يحمل صفات من األجداد‪ ،‬سواء أكانت عن طريق األب أم‬
‫‪.‬عن طريق األم‬

‫‪.‬خالصة هذا‪ ،‬أن عوامل ثالثة قد تدخلت في إنتاج ما يسمى الساللة أو الجنس أو العرق‬

‫‪.‬العامل األول‪ :‬الخلق الذي ك َّون الساللة أو الجنس‬

‫‪.‬العامل الثاني‪ :‬الهجرة التي سبّبت االختالط البسيط‬

‫‪.‬العامل الثالث‪ :‬الوراثة التي سبّبت اختالطا ً معقدا ً بالتناسل‬

‫وكان من الممكن أن يظل تمييز األفراد من بعضهم سهال ً لوال العامل الثالث الشديد التعقيد‪ ،‬والذي لم يتوصل الباحثون إلى فهم أثره‬
‫‪.‬إال بعد دراسات طويلة [ر‪ .‬الوراثة (علم ـ)]‬

‫هذه هي العوامل التي أدت إلى ظهور الساللة أو الجنس‪ ،‬وتعريف الساللة إذا ً هو‪« :‬مجموعة من الناس تتشابه في صفاتها‬
‫‪».‬الجسمانية‪ ،‬وتختلف هذه الصفات عن المجموعات األخرى‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الصفات الثقافية‪ ،‬كمصنوعات اإلنسان ولغته ودينه التدخل إطالقا ً في حساب الباحث عند تصنيف الناس إلى‬
‫سالالت؛ فليس هناك ما يسمى بالساللة اإلنكليزية والساللة المصرية‪ ،‬وليس هناك ما يسمى بالساللة اإلسالمية والساللة المسيحية‪.‬‬
‫فكل هذه الصفات ثقافية عرضية‪ ،‬قد يغيرها اإلنسان بين يوم وليلة‪ ،‬أما الصفات الجسمانية التي تُتَخذ مقياسا ً لتصنيف الناس إلى‬
‫سالالت‪ ،‬فهي صفات قد تبدو ثابتة‪ ،‬ال تتغير مهما غير اإلنسان من بيئات طبيعية‪ ،‬ولكن الطفرات الوراثية[ر] ـ على قلتهاـ يمكن‬
‫‪.‬آن تحدث تغيرات مهمة في صفات الناس والمجموعات البشرية‬

‫يتخذ الباحثون عددا ً من الصفات مقياسا ً لتصنيف الناس إلى سالالت أو أجناس‪ ،‬وأغلبها صفات ظاهرة‪ ،‬يمكن مشاهدتها‪ ،‬وإدراكها بنظر‬
‫‪.‬اإلنسان إليها‪ ،‬ومنها‪ ،‬لون البشرة والعيون وطول القامة وشكل الشعر ومالمح الوجه وغيرها‬

‫ومن هذه الصفات ما يحتاج إلى مقاييس‪ ،‬مثل شكل الرأس‪ .‬وإن كانت ال تصلح صفة واحدة من هذه الصفات التخاذها مقياسا ً‪ ،‬فلو‬
‫قُسم الناس بمقتضى لون البشرة إلى أبيض وأسود وأصفر‪ ،‬لتبين أنها تشمل طوال القامة وقصارها‪ ،‬عراض الرأس وطوالها‪ .‬وكذلك إذا‬
‫أخذ طول القامة مقياسا ً لوجد أن طوال القامة يضمون فيما بينهم ألوانا ً مختلفة‪ ،‬وكذلك الحال عند قصار القامة‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن‬
‫الصفات الجسمانية اختلطت في الوقت الحاضر اختالطا ً كبيراً‪ ،‬حتى أمكن القول إنه من المستحيل رؤية ساللة أو عرق نقي في‬
‫الوقت الحاضر‪ ،‬ويعبر عن هذا بعض الكتاب بأن كلمة ساللة أو عرق ليس لها في الحقيقة معنى إال في ذهن الباحث‪ ،‬أما في‬
‫الطبيعة فإن هذه الكلمة ال وجود لها‪ ،‬اللهم إال في أماكن العزلة التي يهيمن عليها أثر الوراثة‪ ،‬لعدم اختالط الناس بعضهم ببعض‪،‬‬
‫وفي هذه األماكن فقط تُ رى بعض الصفات الجسمانية النقية‪ ،‬وأماكن العزلة هي تلك األماكن التي يرغب الناس عن سكناها مثل‪،‬‬
‫‪.‬المناطق الجبلية ومناطق المستنقعات ومناطق الغابات الكثيفة والمناطق الفقيرة (مناطق الجوع)‬

‫وفيما يأتي إحدى المحاوالت في تصنيف الناس إلى سالالت وفق بعض الصفات الجسمانية‪ ،‬وتبين قيمة كل صفة من هذه الصفات‪،‬‬
‫‪.‬ومدى اعتماد الباحثين عليها في التصنيف‬

‫الخصائص المميزة للسالالت البشرية‬


‫لون البشرة‬
‫هي صفة ظاهرة‪ ،‬تسترعي انتباه اإلنسان حينما ينظر إلى شخص من األشخاص‪ ،‬واللون ينشأ من حبيبات صبغية خاصة في أعمق‬
‫طبقات البشرة‪ ،‬فإذا زادت هذه الحبيبات مال اللون إلى السمرة‪ ،‬وإذا نقصت مال اللون إلى البياض‪ .‬وهنا يختلف الباحثون في‬
‫نشأة اللون‪ ،‬فبعضهم يرى أن اللون ينشأ نتيجة البيئة الطبيعة؛ فالذي يسكن في البيئات الحارة يكتسب اللون األسود‪ ،‬والذي يسكن‬
‫في البيئات الباردة يكتسب اللون األبيض‪ .‬وهناك رأي آخر يرى أن اللون ينشأ من تلقاء نفسه‪ ،‬وأنه منذ بداية األمر وجد فيه أفراد‬
‫بيض وأفراد سود‪ ،‬ثم تفرق اإلنسان في جهات األرض المختلفة‪ ،‬فسكن أقطارا ً متفاوتة في درجة حرارتها‪ ،‬فالمجموعات التي سكنت‬
‫َّ‬
‫فقل وجود بعضها وازداد بعضها اآلخر‪ ،‬مثل انتشار آصحاب اللون األسود‬ ‫المناطق ذات البيئات القاسية تعرضت لعامل البقاء لألصلح‪،‬‬
‫‪.‬في المناطق الحارة‬

‫ويصنف العلماء اإلنسان في الوقت الحاضر إلى ثالثة أصناف من حيث لون البشرة‪ :‬أصحاب البشرة البيضاء‪ ،‬وأصحاب البشرة‬
‫الصفراء‪ ،‬وأصحاب البشرة السوداء‪ ،‬وبالنظر إلى خريطة العالم‪ ،‬يتضح أن لون البشرة يتدرج نحو السمرة مع االتجاه جنوبا ً‪ ،‬فتزداد‬
‫المادة الملونة في هذا االتجاه‪ ،‬فهي أقل ما تكون في شمالي أوربا‪ ،‬حيث البشرة البيضاء‪ ،‬ثم تزداد السمرة في جنوبي أوربا وحوض‬
‫تبدى اللون األسود في المنطقة االستوائية وتحت االستوائية‪ .‬ومعنى هذا أن‬ ‫ّ‬ ‫البحر المتوسط‪ ،‬ثم تأخذ المادة الملونة في االزدياد حتى‬
‫توزيع اللون يتواءم مع خطوط العرض‪ ،‬ومن المعروف أن األقاليم المناخية تتوافق أيضا ً مع خطوط العرض‪ ،‬ولعل هذا يشير إلى أن‬
‫الرأي الذي يربط اللون بالمناخ رأي صحيح إلى حد كبير‪ ،‬وهذا االرتباط بين اللون والمناخ اليتمثل تماما ً في نصف الكرة الجنوبي‪،‬‬
‫كما أنه اليتمثل تماما ً في الدنيا الجديدة (أمريكا وأوقيانوسيا)‪ .‬أما أنه ال يتمثل في نصف الكرة الجنوبي أتم التمثيل‪ ،‬فربما كان‬
‫مرجعه إلى أن معظم المساحة في هذا النصف ماء‪ ،‬وأما أنه اليتمثل عام ًة في الدنيا الجديدة‪ ،‬فمرجعه إلى أن معظم سكان الدنيا‬
‫‪.‬الجديدة من المهاجرين‬

‫وعند دراسة السالالت الجنسية البد من النظر إلى السكان األصليين في األقاليم‪ ،‬وليس إلى الهجرات الحديثة‪ ،‬وفيما عدا هذا‪ ،‬تظهر‬
‫بعض العيوب في ربط لون البشرة بالمناخ‪ ،‬فهناك جهات في الوقت الحاضر متشابهة من الناحية المناخية‪ ،‬ومثال ذلك المنطقة‬
‫االستوائية في كل من أمريكا الجنوبية وإفريقيا وجزر الهند الشرقية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فقد لوحظ أن لون البشرة لسكان األمازون يشبه لون‬
‫القرفة‪ ،‬ولون البشرة أسود لدى سكان حوض الكونغو‪ ،‬وأصفر لدى سكان بورنيو‪ ،‬وهذا يعني وجود ثالثة ألوان في بيئة مناخية واحدة‪.‬‬
‫وللرد على هذا يجب النظر إلى أصل هؤالء السكان‪ ،‬هل هم يقطنون في هذه المناطق منذ أزمنة بعيدة‪ ،‬أم أن هجراتهم إليها قد‬ ‫ّ‬
‫تمت حديثا ً؛ فسكان حوض األمازون هم من الهنود الحمر الذين وصلوا إلى هذا اإلقليم في وقت متأخر‪ ،‬أي إنهم اكتسبوا ألوانهم في‬
‫‪.‬بيئة أخرى تتناسب مع هذا اللون‪ ،‬ثم هاجروا إلى هذا اإلقليم بعد أن ثبت عندهم هذا اللون‬

‫‪.‬أما سكان بورنيو فأصلهم مغول هاجروا إلى جزر الهند الشرقية من الشمال‬

‫وهناك مثال آخر يسوقه بعضهم ضد النظرية القائلة بارتباط المناخ بالبيئة‪ ،‬يجسده السكان األصليون ألستراليا وتسمانيا؛ إذ يميل لون‬
‫بشرتهم إلى السواد‪ ،‬على الرغم من أن العروض التي يقيمون فيها عروض متوسطة بين ‪ْ 35‬ـ ‪ ْ 42‬جنوب خط االستواء‪ ،‬بل إن‬
‫‪.‬تسمانيا تقع على عروض أكثر بعدا ً عن خط االستواء من أستراليا وسكانها أكثر سوادا ً من سكان أستراليا‬

‫يُرد على هذا‪ ،‬بأن سكان تسمانيا وأستراليا هم من أصل واحد‪ ،‬كانوا ينتشرون في تلك المنطقة‪ ،‬حينما كانت تسمانيا ماتزال جزءا ً‬
‫من القارة األصلية‪ ،‬ثم انفصلت تسمانيا عن أستراليا‪ ،‬وبطبيعة الحال البد من أن يكون لون التسمانيين هو اللون األساسي لهذه‬
‫‪.‬الساللة الجنسية‪ ،‬ألنها منطقة عزلة‪ ،‬أما لون األستراليين فقد تأثر باالختالط‪ ،‬فأستراليا لم تفقد صالتها بجنوب شرقي آسيا‬

‫طول القامة‬
‫من المسلم به أن بعض الشعوب يتصف بطول القامة‪ ،‬وأن بعضها اآلخر يتصف بقصرها‪ ،‬وقد يكون في حالة قزمية‪ .‬وإذا كان هناك‬
‫تفاوت في طول القامة في أفراد الشعب الواحد‪ ،‬إال أنه ليس هناك أقزام في الشعوب الطويلة القامة‪ ،‬إال إذا كان ذلك حالة مرضية‪،‬‬
‫كذلك ليس هناك طوال القامة بين األقزام‪ .‬وقد اصطلح الباحثون على عدة مقاييس لطول القامة‪ ،‬تراوح بين األقزام واألفراد الفارعي‬
‫‪.‬الطول‬

‫وثمة تساؤل بعد ذلك عن أسباب اختالف الناس في طول قامتهم؟‬

‫يبدو أن طول القامة مرتبط بعدة أمور‪ ،‬أهمها‪ :‬المورثات التي يمتلكونها‪ ،‬والمناطق التي يقطنونها‪ ،‬هل هي مكشوفة أم غير مكشوفة؟‬
‫ومن أمثلة المكشوفة مناطق السهول والسهوب‪ ،‬ومن المناطق غير المكشوفة مناطق الغابات الكثيفة؛ ففي األولى الهواء الطلق والضوء‪،‬‬
‫وفي الثانية يسود الظالم وضيق المكان الذي يعيش فيه الناس‪ .‬ومن المالحظ أن البيئة المكشوفة تنتج القامة الطويلة‪ ،‬وغير‬
‫‪.‬المكشوفة تساعد على انتشار القامة القصيرة‬

‫تركت ‪ Kasai،‬وهي جماعة قزمية تقطن قرب نهر كاساي ‪ Batwa،‬وقد لوحظ أن إحدى جماعات حوض الكونغو المسماة باتوا‬
‫سكنى الغابة منذ عدة أجيال‪ ،‬ومارست حرفة الزراعة وحياة االستقرار‪ ،‬فاستطالت قامة هذه الجماعة‪ ،‬وأصبحت فوق مستوى القزم‬
‫وقد علل هذا بأن أشعة الشمس والهواء الطلق والحياة ‪ Bushongo.‬العادي بكثير‪ ،‬ولو أنها لم تصل إلى قامة جيرانها البوشنغو‬
‫المنظمة كانت العوامل الرئيسة في هذا التغير‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك أيضا ً األسكيمو في الشمال‪ ،‬فإن قسوة البرودة عندهم‪،‬‬
‫‪.‬واضطرارهم إلى التكدس في مساكنهم معظم أيام السنة‪ ،‬جعلت قامتهم تميل إلى القصر‬

‫أما المثال الثاني‪ ،‬وهو ارتباط طول القامة بالموارد الغذائية فهو ليس بخاف على أحد بأن نمو الجسم يتأثر بمقدار المادة الغذائية‬
‫في فرنسا‪ ،‬كانوا يميلون إلى القصر‪ ،‬وهذا ‪ Limousin‬التي يتناولها اإلنسان‪ ،‬وقد الحظ علماء اإلنسان أن سكان مقاطعة ليموزان‬
‫يرجع إلى الفقر الشديد الذي كانت تعانيه تلك المقاطعة‪ ،‬ولوحظ كذلك أن العائالت التي تركت هذه المقاطعة ولجأت إلى مقاطعات‬
‫أخرى أحسن حاال ً‪ ،‬فإن القامة‪ ،‬بعد أجيال عديدة‪ ،‬أخذت في الطول‪ ،‬والخالصة من هذا أن قصر القامة ليست صفة أصيلة عند‬
‫‪.‬سكان تلك المقاطعة‪ ،‬وإنما هي صفة عارضة‪ ،‬سببتها الظروف التي كانت عليها البيئة المحلية‬

‫والعامل الثالث‪ :‬هو تأخر سن البلوغ‪ ،‬وأوضح األمثلة عن ذلك‪ ،‬سكان المناطق الباردة والمعتدلة في غربي أوربا‪ ،‬فقامة السكان في‬
‫تلك البالد تميل إلى الطول‪ ،‬ومرد ذلك إلى تأخر سن البلوغ عند تلك الجماعات‪ ،‬مما يعطي الجسم فرصة أكبر للنمو‪ ،‬إذ تميل‬
‫‪.‬الصفات الجسمية إلى الثبات بعد سن البلوغ‬

‫شكل الرأس‬
‫يعد شكل الرأس من الصفات التصنيفية المهمة‪ ،‬ألنها من الصفات التي يمكن مالحظتها بالمشاهدة إضافة إلى إمكان قياسها بدقة؛ إذ‬
‫إنها ال تتأثر بالبيئة الطبيعية‪ .‬فحينما ي ُنظر إلى الرأس من األعلى‪ ،‬تظهر بعض الرؤوس عريضة‪ ،‬ويعبر عن هذه العالقة بين مقدار‬
‫طول الرأس وبين مقدار عرضها بالنسبة الرأسية‪ ،‬وتقاس أبعاد الرأس بوساطة آلة خاصة شبه الفرجار‪ ،‬وهي من اآلالت الشائعة عند‬
‫‪.‬علماء اإلنسان‬

‫‪:‬تقسم الرؤوس أو الجماجم إلى المجموعات الثالث اآلتية‬

‫‪%.‬رؤوس أو جماجم طويلة‪ ،‬إذا نقصت النسبة عن ‪75‬‬


‫‪%.‬رؤوس أو جماجم متوسطة‪ ،‬إذا كانت النسبة بين ‪ 75‬و‪80‬‬
‫‪%.‬رؤوس أو جماجم عريضة‪ ،‬إذا زادت النسبة على ‪80‬‬
‫ويرى الباحثون أن النسبة الرأسية ال تفيد كثيرا ً في تقسيم النوع البشري إلى سالالت كبرى‪ ،‬ألن السالالت الكبرى الموجودة حاليا ً‪،‬‬
‫يوجد بينها اختالفات شديدة في شكل الرأس‪ ،‬ولكن شكل الرأس يفيد في دراسة تكوين السالالت الجنسية الصغرى؛ ومثال ذلك أن‬
‫‪.‬الساللة القوقازية ليست متماثلة في شكل رأسها‪ ،‬بل فيها الطويل والمتوسط والعريض‬

‫وقد لوحظ أن اإلنسان عموما ً يسير تدريجيا ً نحو عرض الرأس‪ ،‬وهذا ما تأكد من مقارنة السالالت الحديثة بالقديمة‪ ،‬فقد كانت‬
‫‪.‬الجماجم البليستوسينية تقريبا ً تمتاز بضيقها‪ ،‬ثم أخذت في العرض في أواخر العصر الجيولوجي‬

‫وهناك صفات أخرى‪ ،‬تجدر اإلشارة إليها‪ ،‬ي ُذكر منها شكل الوجه‪ ،‬الذي يتوافق عادة مع شكل الرأس‪ ،‬وشكل األنف الذي يقسم عادة‬
‫إلى عريض ومتوسط وضيق‪ ،‬فكل ساللة من سالالت العالم‪ .‬تتصف بشكل خاص من أشكال األنف‪ ،‬فالقوقازيون ضيقو األنف‪ ،‬والزنوج‬
‫‪.‬عراض األنوف‪ ،‬والمغوليون متوسطو األنوف‬

‫وكذلك شكل العين‪ ،‬وتقسم العيون عادة إلى عيون عالية أو كبيرة‪،‬وعيون متوسطة وعيون منخفضة أو صغيرة‪ ،‬ومن الجماعات ذات‬
‫العيون العالية الهنود الحمر وسكان جزر جاوة وبولينيزيا‪ ،‬ومن الجماعات ذات العيون المتوسطة األوربيون بصفة عامة وسكان شمالي‬
‫إفريقيا وغربي آسيا‪ ،‬ومن الجماعات ذات العيون المنخفضة التسمانيون واألستراليون األصليون والهوتنتوت والباسك‪ .‬وهناك شكل شاذ‬
‫من أشكال العين‪ ،‬هو الذي يمتاز به اآلسيويون الصفر‪ ،‬والشعوب الخليطة المشتقة منهم‪ ،‬وتسمى هذه العيون بالعين المغولية‪ ،‬وفتحة‬
‫هذه العين تكون مائلة‪ ،‬والزاوية الخارجية أعلى من الزاوية الداخلية‪ ،‬وشكل فتحة العين كمثلث غير متساوي األضالع‪ ،‬وهي أضيق‬
‫‪.‬من العين العادية‪ ،‬وتسمى أيضا ً بالعين المائلة‪ ،‬أضف إلى ذلك ألوان العيون المختلفة وصفات عدة أخرى‬

‫المجموعات الكبرى للسالالت‬


‫ربما كان تقسيم شعوب العالم إلى سالالت بمقتضى صفة واحدة‪ ،‬كشكل األنف أو لون البشرة هو أسهل التقسيمات‪ ،‬ولكن مثل هذا‬
‫التقسيم غير مقبول‪ ،‬ألنه يهمل الصفات األخرى‪ ،‬ولذلك كان أفضل التقسيمات ما يراعي أكبر عدد ممكن من الصفات‪ ،‬والسيما‬
‫الصفات الرئيسة‪ ،‬وال بأس من التجاوز عن بعض الصفات الثانوية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا التقسيم األفضل الذي يقوم على أكبر عدد من‬
‫‪.‬الصفات ستتخلف عنه جماعات يتعذر إدماجها في أي ساللة من السالالت‬

‫‪:‬وبناء على ذلك‪ ،‬يمكن تقسيم العالم إلى ثالث مجموعات جنسية كبرى‪ ،‬هي‬

‫‪.‬مجموعة القوقازيين‬
‫‪.‬مجموعة الزنوج‬
‫‪.‬مجموعة المغول‬
‫وينضوي تحت هذه المجموعات الثالث نحو ‪ %99‬من سكان العالم‪ ،‬أما النسبة الباقية وهي ‪ ،%1‬فيحوم الشك حول نسبتها إلى أي‬
‫من هذه المجموعات‪ ،‬ولذلك يفضل الباحثون وضعها في مجموعة خاصة تسمى «مجموعة المذبذبين» الذين ال ينتمون إلى أي‬
‫واألستراليون األصليون والبولينيزيون الذين يبدو أنهم ‪ Ainu‬مجموعة‪ ،‬ومن أمثلة الجماعات التي تدخل تحت هذه المجموعة األينو‬
‫‪.‬نتيجة اختالط بين سالالت من المجموعات السابقة‬

‫مجموعة السالالت القوقازية‬


‫‪:‬من أربعة أجناس‪ ،‬وهي ‪ Homo caucasicus‬تتكون المجموعة القوقازية‬

‫‪.‬الجنس النوردي‬
‫‪.‬الجنس األلبي‬
‫‪.‬جنس البحر المتوسط‬
‫‪.‬جنس الهندوس‬
‫األجناس الثالثة األولى تشغل ثالثة نطاقات أفقية‪ ،‬من الغرب إلى الشرق‪ ،‬بالقارة األوربية‪ ،‬وتزداد فيها سمرة البشرة والعين والشعر‬
‫‪.‬وقصر القامة من الشمال إلى الجنوب؛ أي من الجنس النوردي في الشمال إلى جنس البحر المتوسط في الجنوب‬

‫وليس معنى هذا‪ ،‬أن الجنس الذي يحتل النطاق األوسط‪ ،‬وهو الجنس األلبي‪ ،‬يمثل حالة انتقال بين الجنس النوردي في الشمال‬
‫وجنس البحر المتوسط في الجنوب‪ ،‬وذلك ألن الجنس األلبي عريض الرأس‪ ،‬وهي صفة التوجد في الجنسين اآلخرين‪ ،‬فكال الجنسين‬
‫‪.‬النوردي والبحر المتوسط طويل الرأس‬

‫أما الجنس الرابع من المجموعة القوقازية‪ ،‬وهو جنس الهندوس فهو ضيق الرأس شديد سمرة البشرة ال يختلف كثيرا ً عن جنس‬
‫الشعب الشرقية من مجموعة األجناس القوقازية‬
‫ُ‬ ‫‪.‬البحر المتوسط‪ ،‬وهو يكون أقصى‬

‫والصفات العامة للمجموعة القوقازية هي الشعر المموج والبشرة التي تراوح بين البياض والسمرة‪ ،‬أما الرأس ففيها الطويل والمتوسط‬
‫والعريض‪ ،‬والفك غير بارز‪ ،‬وعظام الخدين غير بارزة‪ ،‬واألنف ضيق والعين مستقيمة واألسنان صغيرة‪ ،‬والقامة تراوح بين المتوسط وفوق‬
‫‪.‬المتوسط‬

‫مجموعة األجناس المغولية‬


‫‪:‬إلى ثالث شعب‪ ،‬وهي ‪ Homo mongolicus‬تنقسم مجموعة األجناس المغولية‬

‫‪.‬المغول األصليون بشرقي آسيا‬


‫‪.‬مغول الماليو وجزر الهند الشرقية‬
‫‪.‬الهنود الحمر بأمريكا‬
‫والفروق بين هذه الشعب الثالث طفيفة‪ ،‬وتعد الشعبة األولى أحدث صورة للجنس المغولي‪ ،‬تتمثل فيها أظهر صفات هذا الجنس‪،‬‬
‫وهي العين المغولية أو العين المائلة‪ ،‬أما الصورة القديمة للجنس المغولي‪ ،‬فهي التي يمثلها اليوم مغول الماليو وهنود أمريكا‪ .‬ويعد‬
‫‪.‬األسكيمو شعبة من مغول أمريكا‬

‫والصفات العامة للجنس المغولي هي الشعر المستقيم والبشرة الصفراء والرأس العريضة والفك المتوسط البروز وعظام الخدين البارزة‬
‫‪.‬واألنف المتوسط العرض والقامة المتوسطة (نحو ‪160‬سم)‬

‫مجموعة األجناس الزنجية‬


‫‪:‬شعبتين رئيسيتين‪ ،‬هما ‪ Homo aethiopicus‬تضم مجموعة األجناس الزنجية‬

‫الزنوج في إفريقيا وبابوا ونيوغينيا ومالنيزيا‪]1[.‬‬


‫‪.‬األقزام‬
‫والصفات العامة لمجموعة األجناس الزنجية هي الشعر المجعد والبشرة السوداء والرأس بين الطويلة والعريضة والفك البارز وعظام‬
‫الخدين غير بارزة واألنف شديد العرض والعين واسعة واألسنان كبيرة‪ ،‬تختلف الشعبتان في طول القامة‪ ،‬فالشعبة األولى ذات قامة‬
‫فوق المتوسط نحو ‪175‬سم والشعبة الثانية التتجاوز قامتها ‪150‬سم‪ ،‬ويكون الرأس عند األقزام أميل إلى العرض بصفة عامة منها‬
‫‪.‬عند الزنوج‬

‫ومن المالحظ أن القرابة وثيقة بين زنوج إفريقيا وزنوج بابوا وميالنيزيا مع أن المحيط الهندي يفصل بينهم‪ .‬ولعل أهم تشابه بين‬
‫‪.‬اإلفريقي والميالنيزي األنف المسطح‪ ،‬إال ّ أن شفتي البابواني والميالنيزي أقل غلظة من شفتي اإلفريقي األطول قامة منهما‬

‫أما الشعبة الثانية من مجموعة األجناس الزنجية‪ ،‬فهي تضم جماعة غربية في إفريقيا االستوائية‪ ،‬وجماعة شرقية في جزر الفيلبيين‬
‫‪.‬وأندامان وشبه جزيرة الماليو ونيو غينيا‪ ،‬ويفصل بين الجماعتين المحيط الهندي أيضا ً‬

You might also like