Professional Documents
Culture Documents
تقرير تلخيص كتاب الحضارة لحسين مؤنس final
تقرير تلخيص كتاب الحضارة لحسين مؤنس final
بيانات الطالب:
ساجد بن شريف كوريمانييل
خريف 2022 الفصل الدراس ي: اسم الطالب:
باتييل
برنامج التعليم العام البرنامج الدراس ي: 220200072 الرقم الجامعي:
معلومات املساق:
GE 140 رقم املساق: الحضارة اإلسالمية اسم املساق:
َُ
د .سعيد أحمد املش َّرفي اسم املحاضر:
معلومات أداة التقييم:
تقرير التلخيص اسم التقييم:
ال نعم
ّ ً هل هذا نشاط جماعي؟
إذا كان هذا التقديم نشاطا جماعيا ،يجب على كل طالب إرفاق نموذجه الخاص املوقع
10- 15صفحة عدد صفحات التقييم:
تاريخ التسليم الفعلي: ،2022/12/18 تاريخ االستحقاق:
يجب تقديم جميع األعمال بحلول تاريخ استحقاقها .عندما يستدعى التمديد ،يجب على الطالب أن يتقدم بطلب رسمي للتسليم املتأخر،
سيتم خفض العالمات للتسليم املتأخر وفقا لسياسة التقييم الجامعي.
تاريخ التسليم الجديد: نعم هل ّ
تم قبول التمديد؟
يرجى مالحظة أن احتفاظ الطالب بنسخته من التقييم من مسؤوليته.
إقرارالطالب:
أمتلك نسخة احتياطية عن هذا التقييم إذا ضاع األصل أو تلف. ✓
✓ أقرأنه لم يتم نسخ أي جزء من هذا التقييم من عمل أي طالب آخرأو من أي مصدرآخر ،باستثناء ما تم التصريح به داخل
التقييم ،و ٌأ ّ
قركذلك أن التقريرلم تتم كتابته او إنتاجه بواسطة أي شخص آخرما لم يكن التعاون مسموحا به من محاضر
املساق.
أدرك أن هذا العمل سيتم تقييمه وفحصه بواسطة مدقق لالنتحال ،و أفهم عو اقب هذا االنتهاك األكاديمي ،أقربأنني سأخضع ✓
لألنظمة التأديبية في حال ثبوت صفة االنتحال.
1
﷽
المقدمة:
الحمد هلل وأشهد أن ال إله إال هللا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فهذا تلخيص لفصول مختارة من كتاب "الحضارة :دراسات في أصول وعوامل
قيامها وتطورها" للدكتور حسين مؤنس
أهمية العمل:
تلخيص الكتب واألبحاث تعين على استيعابها واالحتفاظ بها ومذاكرتها في أسرع
وقت وأقل جهد؛ خاصة الكتب ذات فائدة معرفية عالية .ومنها الكتاب المختار لهذا
العمل وهو بحث مركز في أسس وعوامل الحضارات اإلنسانية .وقد تناول المؤلف
فيها أهم المؤثرات في الحضارات القديمة والحديثة وأسباب قيامها وتطورها ونقد
األفكار السائدة في هذه الجوانب نقدا علميا دقيقا .فهذه األهمية لألصل هو سبب اختيار
هذه الفصول لتلخيص أفكارها.
الشكر والتقدير:
أشكر إدارة قسم الدراسات اإلسالمية في جامعة جميرا على تهيئة البيئة الصالحة
لطلب العلم عموم وعلى توفير هذا المساق الجميل وهو المدخل إلى الحضارة
اإلسالمية بما فيه هذا المهمة اإلبداعية .ثم أشكر فضيلة أستاذنا د .سعيد بن أحمد حياة
المشرفي حفظه هللا على محاضراته القيمة وإرشاداته الثمينة في كتابة البحوث وال
أنسى جميل زمالئي تجاه أخيهم بالنصائح واإلرشادات تقبل هللا من الجميع وجزاهم
خير الجزاء
طريقة التلخيص:
بعد القراءة الفاحصة لخصت المادة إلى خمس محتواها تقريبا مع إبقاء عناوين
الفصول كما هي توضيحا للمقاصد العامة لكل فصل .وقدمت بمقدمة وأضفت خاتمة
مختصرة.
2
الحضارة :الحقيقة والجوهر.
الحضارة بشكل عام هي ثمرة كل جهد يقوم به اإلنسان لتحسين ظروف حياته
سواء كان هذا المجهود المبذول مقصودا أو غير مقصود وسواء كان هذه الثمرة مادية
أو معنوية .وتتكون هذه الحضارة اإلنسانية بإضافة الزمن إلى جهد اإلنسان ألن
االكتشافات واالبتكارات ال تكمل دفعة واحدة بل تحتاج إلى تجارب متكررة حتى
يتوصل اإلنسان إلى ثمارها ومنافعها ويتأكد منها وهذه المعرفة التي تتجلى لكل شيء
يصنعه اإلنسان مع مرور الزمن يمسى بالقيمة التراكمية أو .cumulative value
وأيضا ال تتم دراسة الحضارات إال بدراسات التاريخ الذي هو ظرف هذه الحضارة.
وعلى سبيل المثال ال يمكن دراسة الحضارة المصرية وأحوالها وتغيراتها إال إذا
عرفنا تاريخها .وهذه األمور تدل على ارتباط الحضارة بالتاريخ.
وقد أنكر بعض العلماء هذا االرتباط نتيجة أصلهم أن الحرف والصناعات وحي
وإلهام حيث إن أول نجار ألهمه هللا النجارة وأو طباخ أوحي إليه طريقة الطبخ وهكذا.
وهذا هو الفكر الذي بينه أبو محمد ابن حزم رحمه هللا في كتابه "مراتب العلوم".
واستدل أصحاب هذا الرأي بأن الحيوانات ال تزال تزاول أعمالها على الطريقة
الواحدة التي ألهمتها .لكن نسي هؤالء على جاللتهم أن اإلنسان يختلف عن بقية
الحيوانات بميزة العقل.
والعقل مختلف عن الدماغ أو الذهن الذي يشرك فيه مع سائر الحيوانات والذهن
والدماغ ال يتحكم في الغرائز وإنما يتحكم فيها ما يكتسبه الذهن من القدرات العقلية.
والعقل مكتسب بإعمال الذهن لتأمل المحسوسات واكتشاف الروابط بينها .ومن هنا
نستطيع أن نقول أن كلمة "العقل" أدل على معناها من كلمة mindباإلنجليزية .ألن
األولى تدل داللة مباشرة على التحكم وأما الثانية فال تدل إال على تذكر األمور التي
هي وظيفة واحدة من عدة وظائف تقوم بها الذهن البشري.
فالخالصة أن العقل البشري الذي جمع بين قبول التطور والبناء المتميز من حيث
تميز الدماغ وتعقد لفائف أعصابه يميزه عن سائر الحيوانات ويؤهله الكتساب مهارات
مختلفة عن مهاراتها البهيمية .وهذا العقل له دور كبير في صناعة الحضارات .ولذلك
نجد المجتمعات البدائية التي لم تتقدم في سلم الحضارة إال خطوات أولية؛ يفقدون
ع قوال متطورة قادرة على النشاط المتميز .وبهذا نستطيع أن نلخص أن الزمان أو
التاريخ والعقل أو التفكير هما األساسان األوليان لكل حضارة إنسانية.
3
الحضارة واإلنسان
اختلفت آراء المؤرخين في عمر اإلنسان والذي اختاره المؤرخ الشهير آرنولد
توينبي هو أنه عمر اإلنسان على هذه البسيطة هو 300000عام بينما نجد أقدم هياكل
بشرية مكتشفة عمرها ال يعدو 49000عام .وهذه المرحلة من التاريخ يعرف بأنه
وقت انحسار الثلج العظيم الذي اكتسح العالم وقضى على الكائنات الحية ثم انحسر
إلى النصف األعلى من شمال الكرة األرضية مخلفا وراءه مجموعات بشرية في
مناطق ك :فرنسا وشبه جزيرة أبيريا وطنجة وروديسيا وإندونيسيا .وهذا يدل على
أن الجنس البشري كان موجودا قبل هذه المرحلة ثم حصل الثلج العظيم وبعد انحساره
انشر الجنس البشري في المناطق المذكورة مرة أخرى.
وكانت النظرة السائدة حول وجود اإلنسان إلى وقت قريب هي نظرة التطور
والتي تقول إن اإلنسان تنحدر من جنس البشريات التي هي في نفسها تشمل جنسي
القردة العليا primatesواإلنسان .homosapeansلكن قلت الثقة في هذه النظرية
في اآلونة األخيرة بين األوساط العلمية .ألن الفجوة بين اإلنسان وبين القردة العليا
أوسع من أن تغطى بما يفترضونه من الحلقة المفقودة .بل إن التشابه بين القردة وبين
كثير من األجناس الدنيا أكثر مما بينه وبين اإلنسان.
وأيضا مما يضعف جانب هذه النظرية تجاه وجود البشر على األرض أن خطوط
األنساب بين فصائل الحيوانات غير ثابتة .بل يدخل عليها عماء األحياء تعديالت
كثيرة بين كل فينة وأخرى .وخالصة القول أن القول بتطور النوع البشري غير مقبول
علميا ويظل نظرية تفقد األدلة والبراهين!
5
خصائص اإلنسان البدنية
مهما اختلفت األ جناس فإن البشر يشتركون في خصائص كثيرة منها خصائص
جسمية وأخرى ذهنية .وهي التي مكنته من مراقبة ما تدور حوله واكتشاف األشياء
النافعة منها .ومن أوائل ما اكتشفه من األشياء النافعة النار وبعض المعادن .ثم واصل
سيره نحو صناعة بعض األشياء بنفسه مثل اآلالت المعدنية وأواني الفخار وما
شابهها .وهذه االبتكار في ذاتها صار أكبر عوانا لإلنسان لمزيد من مراقبة البيئة
وابتكارات وإبداعات الحقة متسلسلة.
وبهذا التسلسل بين التفكير واالكتشافات واإلبداع استطاع اإلنسان أن يحقق له
إطارا حضاريا ماديا واجتماعيا قبل نهاية العصرالبرونزي األول وتكونت في حياة
اإلنسان قبيلة متماسكة وكانت هي القاعدة الصلبة التي قامت عليه ما تعاقبت من التقدم
المدني الحضاري.
ومن هذه الخصائص البدنية التي مكانتها من تكوين اإلطار الحضاري على
اختالف مستوياته ومرتبه :القدرة على االنتصاب التي حررت أيديه لالستخدام الحر
وشكل يديه التي تتمكن من السيطرة الكاملة على األشياء والشكل الخاص إلصبعه
اإلبهام وبهذه الميزة في يده صار مختلفا عن بقية الحيوانات فيمسك ويرمي ويصيد
ويفعل ما يشاء بيديه ولهذه األهمية المتميزة ليد اإلنسان تكونت كلمة manipulate
بمعنى التغيير في الللغة اإلنكليزية وهي مشتقة من كلمة manuالالتينية بمعنى اليد.
وبسبب التعاون بين الذهن واليد حقق اإلنسان قفزته الحضارية األولى.
ومن الخصائص الجسمية في اإلنسان أيضا الشفتان واللسان التي يمكنه من
إصدار أصوات مختلفة وهذه األصوات سميت حروفا ثم تكونت منها كلمات وجمل.
وقد ورد ذكر هذه الخصائص في القرآن وامتن هللا بها على اإلنسان .قال هللا ﷻ:
1
ﱩﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﱨ
1
الكهف.37 :
6
وقال :ﱩ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﱨ 2وقال :ﱩ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
2
االنفطار.8-6 :
3
البلد.10-8 :
7
بينما نظن أن الطفل الصغير ذا سبع سنوات ال يعلم أشياء كثيرة وهو يتلقى من
والديه معلومات كثيرة ويختزنها ليظهرها لما يكبر .وهذه التجارب المبكرة تخزن في
العقل الباطن أو ما يمسى ب:ما تحت الوعي .وكثيرا ما تظهر في االنحرافات السلوكية
آثار هذا المخزون المبكر .قد بالغ عالم النفس سيغمند فرويد أن يقول إن الولد يولد
بمخزون من المعلومات لكن قلت الثقة في هذه النظرية مؤخرا واتفقوا على أن الطفل
يظل يتعلم من تجاربه وتصرفات من حوله من عمر صغير جدا كالثانية أو الثالثة.
والمجتمع يؤثر في الطفل بأمره ونهيه حتى يقلده الطفل في كل شيء .ولما يبلغ ما
بين التاسعة والثانية عشرة من العمر ال يكاد يجهل شيئا من حضارة قومه .وأيضا يتعلم
من اللعب مع كل شيء يجده أمامه ثم يتطور لعبه إلى ألعاب منظمة ثم إلى محاورات
مع أهله ومدرسيه في سن الخامسة .وأيضا يمتاز طفل اإلنسان بخياله الواسع وهو
يتحدث مع لعبه كما يتحدث مع شخص ويصدق القصص الخرافية التي يسمعها .وهذه
كلها ينمي فيها قدرات ذهنية متميزة.
وتتم هذا النمو الجسمي والذهني في الطفل في عشر سنوات أو أكثر بقليل .أما
الحيوانات فكل هذه العمليات تتم فيها في أشهر ألن نموها فقط نمو أجساد وغرائز.
والغرائز تتم نموها خالل أشهر ثم تتوقف ويستمر الجسم في النمو.
وهذه الصفات التي في الطفل هو الذي يكبر في اإلنسان وتجعله قائدا حضاريا.
فالطفل الذي يتميز بالخيال يصبح فنانا أو أديبا بتهذيب خياله الطفولية بخلطه بشيء
من الواقعية والتنظيم الفكري لما يكبر .وهكذا الطفل الذي تمير بالبحث عن كل جديد
يجده ويفكر في كل مجهول عنده هو الذي يكبر فيصبح عالم الطبيعة والعلوم التجريبية
وقد يكون هذا االبتكار في التدمير كما كان حال جنكيز خان وأمثاله بابتكاره األسلحة
الهدامة وطرق تعذيب البشر.
8
الحضارة والبيئة الجغرافية
هناك نظرية تقول إن البيئة الجغرافية هي التي تحدد مستوى الحضارة الناشئة فيها.
ويواصلون القول بأن الجول المعتدل المناخ يحفز للعمل والبيئات الحارة تثبط عنها.
وفسروا هذه النظرية ومنطقيا بأن الجو الحار ال يطلب كساء أو دارا تكلف جهدا وأمواال
أما البيئة المعتدلة والباردة يحتم بناء ديار وأكسية وطعام دافئ فيحتاج سكانها إلى عمل
دؤوب لتوفير هذه األشياء لبقائهم .وأصل هذه النظرية موجودة في فلسفة اليونان وقد
ذكرها الطبيب اليوناني أبقراط في بعض رسائله الطبية واقتبس منها توينبي بعض
الفقرات .وأيضا مع األسف أيد هذه الفكرة المؤرخ اإلسالمي ابن خلدون غفر هللا له.
وقد قسم هؤالء أنحاء العالم إلى أقسام وحددوا طبائع سكان كل ناحية من هذه النواحي
على أساس موقعها الجغرافي ومناخها.
لكن هناك ظواهر حضارية كثيرة تبطل هذه النظرية من أهمها حضارة العرب
العظيم التي ترعرعت في أقحل الصحاري الموجودة على وجه األرض .ومع ذلك
نشأت فيهم أفصح اللغات وأبلغ األدب وأجمل األخالق .وهذا يؤكد لنا أن البيئة
الجغرافية وإن كانت تؤثر في نشأة الحضارات وتطورها إال أن أثرها ليست حتمية.
وقد ناقش توينبي هذه الفكرة مناقشة دقيقة مبنية على األسس العلمية اإلحصائية
ونتيجتها أن ما توهمه مفكرو القرون الوسطى من تأثير البيشة على الحضارات إنما
هي مجرد تأثر بالظروف وليس تأثيرا للبيئة الجغرافية أو المناخ وقد أقام على هذه
النتيجة عدة حجج ومقارنات بين بيئات متشابهة اختلفت حضاراتها .ومن تلك األمثلة
العديدة مثال الحضارات النهرية .فقد نشأت حضارات عمالقة على ضفاف النيل
والدجلة والفرات في مصر والعراق ولكن لم تنشأ حضارة تذكر على ضفة نهر
الكولورادو في الواليات األمريكية إال بعد أن احتله المهاجرون األوروبيون.
9
األجناس والحضارة
تقدم األنسان في مراتب الحضارة مرت بمراحل فكانت في البداية قبائل بدائية ثم
بعد دهر طويل اكتشفوا آالت معدنية بعد عملية تجارب واكتشافات طويلة مرت
باكتشاف النار ثم الفخار وأمثالها ثم بعد زمن طويل استخدموا هذه اآلالت واألواني
الفخارية وبدأت القبائل أول خطوة في الحياة المستقرة وهي الزراعة.
وقد مثل الباحث سان سيمون وغيره التقدم الحضاري بمثال جبل فقالوا هذه
المجموعات البشرية البدائية تقف تحت سفح جبل والجبل رمز للحضارة .ومن القبائل
واألجناس من يتقدم ومنهم من ال يتقدم أساسا ومنهم من يتقدم ثم يتوقف لوجود معوقات.
ثم قد يواصل السير وقد ال يواصل .وبعض هذه األجناس غير صالحة لصعود جبل
الحضارة عند بعض هؤالء الباحثين .وبعضهم يحمل هذا الفكر السخيف المخالف للواقع
والمنطق إلى يومنا هذا خاصة الشعب األمريكي واألوربي .وكان هذا الفكر سائدا عند
كثير من األمم القديمة أيضا.
وكان الرومان واليونان وبراهمة الهند وأهل الصين كلهم يرون أنفسهم الجنس
المثالي القادر على التحضر الكامل ومن عداهم همجا .وكان األلمان يعتقدون أن جنسهم
اآلري الذي تشتبه لغتها بلغة شمال الهند وفارس جنس كامل وكانوا يسعون إلى التوسع
على نطاق واسع .ولشدة هذا الوهم بفضل الجنس خوف األمريكيين من هجرة الشعوب
األجنبية غير آجلو ساكسن واأللمان وبالد شمال أوروبا إلى الواليات األمريكية
المتحدة.
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن العرب كانوا قبل اإلسالم يرون أنفسهم أفضل جنس
على األرض لكن نقلهم الدين اإلسالمي من هذا الوهم الجاهلي إلى حقيقة اشتراك جنس
البشر في تكريم الخالق سبحانه .وذلك بمثل قول هللا تعالى :ﱩ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
4
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﱨ
وقد هدم عالم التاريخ توينبي نظرية تفضيل األجناس بطريقته الفذة مع أدلة
اإلحصائيات الدقيقة فنسفها من أساسها .وقد بين أن الجنس األبيض نفسه ينقسم إلى
أقسام وإذا اعتبرنا كال منها على حدة نكاد نقول أنه ال فضل ألحد من هذه األجناس
4
الحجرات.13 :
10
على األجناس البشرية األخرى وبين أن من األجناس البيض من ال سهم له في رحلة
الحضارة وكذلك من األجناس السود مثل الدراويدية الهندية من أسس حضارات
عظيمة.
11
مقياس الحضارة
هل للحضارة مقياس .نعم يمكن أن يقاس مستوى الحضارة بميزان إذا نظرنا إلى
دافع الحضارة .فدافعها هو رغبة اإلنسان في تحسين ظروف حياته ماديا ومعنويا وهذا
التحسن ال يتأتى إال بقدر من األمان واالطمئنان والكفاية والتفاهم والتعاون والمحبة
بين األفراد .وليس المقياس هو المقياس المادي الصرف .ألن التقدم المادي إنما يراد
وسيلة إلى االستقرار المعنوي .وبالتالي نقول :إن البالد الفقيرة ماديا قد تكون أرقى
حضارة لما تتمتع بها من المقاييس الحضارية المعنوية المذكورة .والعكس صحيح
كحال الرومانيين قديما .كان عندهم تقدم هائل في الناحية المادية .أما الناحية المعنوية
فقد دمرها االستبداد اإلمبراطوري الغاشم.
صراع الحضارات
كان المصريون مولعون بصناعة أواني الفخار وكانت قد انتشرت في بالل يونان
وبالد آسيا الصغرى وغيرها .ويعتبر انتشار منتجات كل حضارة بين الحضارات
األخرى انتصارا لتلك الحضارة .وكانت الحضارات تتسابق في ميدان الصناعات كما
تتسابق في ميادين الحروب .واشتدت هذه الصراعات والمنافسات بعد صناعة السفن
التي تعبر البحار إلى البالد البعيدة .وكان انتشار منتجات كل حضارة يخلفه انتشار
ثقافته في البالدة القابلة لمنتجاتها.
ومن صور انتشار الحضارات انتشار اللغات .فإن اللغات المتكاملة في نحوها
وصرفها وكتابتها تنتشر وتغلب على اللغات الناقصة .وإذا انتشرت انتشر معها
الحضارة ذات الصلة ألن اللغة ليست فقط حروفا .بل تحمل آدابا وأفكارا .وأقرب مثال
على انتشار اللغة ثم غزوها للغات األخرى ما جرى مع اللغة العربية .فإنها لما كانت
عربت البالدلغة القرآن والحديث انتشرت مع انتشار اإلسالم وفتوحاته للعالم .حتى ُ
بكاملها ونُسيت لغاتها األصلية كمصر والعراق وغيرها .وكانت اللغة العربية على
وشك تعريب البالد اإليرانية لكن من جراء الفتن التي حصلت هناك انسحب العرب
إلى العراق فتوقف انتشار العربية في إيران لكن مع ذلك تركت اللغة العربية أثرا عميقا
في اللغة الفارسية من حيث حروفها وقواعدها وعروضها.
12
وكان بعض الحضارات القديمة قد حاولت بث لغاتها في العالم كما فعل اإلغريق
ولكن اختلطت اللغة الهيلينية مع اللغات المحلية في البالد التي غزاها اإلسكندر بدون
أن تستقل بالسيطرة .وكذلك الرومان حاولوا نشر اللغة الالتينية في البالد التي غزوها
لكن بقيت الالتينية لغة المعسكرات الرومانية ولم تصبح اللغة السائدة في الشعب
المغلوب .وإنما انتشرت اللغة الالتينية فيما بعد عندما تبناها الكنيسة المسيحية ومع ذلك
لم تعدُ عن كونها لغة دين وكنيسة.
أما العربية فتكفل بنشرها القرآن الكريم والسنة النبوية دون أن يحتاج العرب إلى
حركة منظمة في كل البالد التي فتحوها حتى وصلت ما وراء المحيط األطلسي في
األندلس والمغرب وتونس.
13
الغزو الحضاري والحضارة العالمية
وال زالت الشعوب والحضارات تتنافس فيما بينها ومن أكبر أسلحتها اللغة .فعلى
سبيل المثال الشعوب األلمانية واليابانية مع تقدمها في كثير من المعارف والصناعات
لم تمتد سيطرتها على الحضارات العالمية بسبب صعوبة في لغتها.
وفي عصرنا الحاضر غالب الغزو الحضاري اقتصادي صناعي .ولذلك نجد
انتشارا واسعا وغزوا منظما من الحضارة الغربية على الحضارات األخرى بفضل ما
لديهم من التقدم العلمي والتقني في هذا العصر.
التاريخ والحضارة
كان علم التاريخ في القرون القديمة والوسطى مجرد سرد لألحداث وقص للوقائع
وسير للعظماء من الملوك واألدباء .ولم يكن المؤرخون يحققون من مصداقية القصص
واألخبار ألن مقصودهم منها كان االعتبار والتسلية .وإنما تطور علم التاريخ إلى علم
له أصوله وقواعده عند الغربيين في أواخر القرن السابع عشر الميالدي .فبعد ذلك
أصبح المؤرخ يدرس التاريخ وال يقتصر على سرد القصص .بل يدرسها ويحللها
ويكتشف التحوالت الحضارية في التاريخ .وهذا التحول األساسي في علم التاريخ ساعد
كثيرا في دراسات الحضارة اإلنسانية في العصر الحديث.
أما في اإلسالم ،فإن علم التاريخ كان ثابت األركان وواضح المعالم منذ بدايته
الرتباطه بعلم الحديث .وكان األخباريون ينقدون أسانيد التاريخ بقواعد المحدثين .ولكن
شاب هذا العلم عند المسلمين اإلسرائيليات المقتبسة من كتب التفسير والتي هي مأخوذة
أصالة من مسلمة أهل الكتاب في عصري الصحابة والتابعين.
ونتيجة للتقدم الكبير في علم التاريخ صار الباحثون العصريون من متابعة سير
اإلنسان بمراحل الحضارة على مر الزمن .من يومه الذي كان فيه فردا مشردا إلى أن
اجتمع مع بني جنسه فصار قبيلة بدوية ثم بدأ يواصل مسيرة حضارته بفض قامته
المنتصبة التي مكنته من تحرير يديه .ثم اكتشف النار فجأة مصادفة لكثرة ما كانت
تحصل في الماضي البعيد من نيران الغابات وانفجار البراكين .ولما استفاد من النار
إضاءة وإحراق بعض البهائم ووجد في اللحم المحترق ليونة بدأ يصطحب معه شعلة
14
من النار الطبيعية .ثم ربما رأى بعض األحجار والخشب تحتك ببعضها وتشتعل نارا
فوجد بذلك طريقا إلشعال النار بنفسه.
ثم لما وقع النار على األرض وجد الطين يتجمد ففكر في أواني الفخار .ومن ثم بدأ
يتطور إلى أن وصل حيث وصلت الحضارة اإلنسانية في هذا العصر المنفجر علميا
وماديا.
الخاتمة:
وهذه هي خالصة قصة كفاح اإلنسان على وجه األرض لتكون هذا الكوكب صالحا
لحياة كريمة وعيشة سعيدة .تصفحتها تصفحا سريعا من خالل عدة فصول من كتاب
د .حسين مؤنس :الحضارة – دراسات في أصول وعوامل قيامها وتطورها .وقد تطرق
لبعض النظريات الباطلة فيما يؤثر في الحضارات اإلنسانية وفندها تفنيدا علميا.
وأرجو أن يكون فيه فائدة لي أوال ولمن قرأه ثانيا في استحضار محاور هذه المادة
المهمة.
وأتمنى من الباحثين واألكاديميين العرب والمسلمين عموما أن يبذلوا مزيدا من
الجهد في البحث والتنقيب عن جوانب القوة في الحضارة اإلسالمية وأسباب ازدهارها
في زمن قوتها وانتشارها وميزاتها التي تميزت بها وعن أسباب تقلصها ويدرسوا هذه
القضايا بعين االعتبار واالتعاظ وينشروا توصياتهم في المجاالت العلمية والدورية
مشاركة منهم لدراسة هذا اإلنسان العجيب المزود بقوى متميزة وبرا بحضارتهم التي
غذتهم بكل جميل.
وأختتم هذه األسطر المتواضعة بتكرار الشكر لفضيلة األستاذ د .سعيد بن أحمد
حياة المشرفي لمحاضراته وتوجيهاته.
والحمد هلل أوال وآخرا وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
15
فهرس المحتويات
المقدمة2 .................................................................................:
الحضارة :الحقيقة والجوهر3 .......................................................... .
الحضارة واإلنسان 4 .....................................................................
نقد نظرية التفاوت الحضاري بين أجناس البشر 4 ....................................
خصائص اإلنسان البدنية 6 ..............................................................
طول مدة الطفولة عند اإلنسان وأثره في التكوين الذهني 7 ..........................
الحضارة والبيئة الجغرافية 9 ............................................................
األجناس والحضارة 10...................................................................
الحضارة ظاهرة إنسانية 11..............................................................
مقياس الحضارة12.......................................................................
صراع الحضارات 12.....................................................................
الغزو الحضاري المنظم 13...............................................................
الغزو الحضاري والحضارة العالمية 14.................................................
التاريخ والحضارة14.....................................................................
الخاتمة15................................................................................ :
فهرس المحتويات 16.....................................................................
16