المفهوم واألهمية& –العالقة مع بعض المفاهيم االقتصادية
أوالً -:مفهوم االستثمار وأهميته& االقتصادية
قبل البدء بموضوع مادتنا المقررة (االستثمار السياحي ) للمرحلة الدراسية الحالية نتطرق الى االستثمار بصورة عامة والذي يعد المكون الثاني والرئيسي من عناصر الطلب الكلي الفعال المهمة في االقتصاد والمتمثلة بــ -: ( االستهالك -االستثمار – االنفاق الحكومي – صافي التجارة الخارجية ) لقد وردت في االدبيات االقتصادية تعريفات عديدة لالستثمار كل بحسب المجال الذي يبحث فيه حيث يعرف االستثمار بأنه ((عملية توظيف األموال الفائضة في أدوات ومجاالت استثمارية متنوعة بهدف خلق إنتاج جديد أو توسيع اإلنتاج الحالي وزيادة تكوين رأس المال على مستوى االقتصاد والمجتمع أو لتحقيق زيادة فعلية في الثروة )) و يعرف ايضا ً بأنه (( اإلضافة إلى الطاقة اإلنتاجية أو اإلضافة إلى رأس المال او استخدام المدخرات في تكوين الطاقات اإلنتاجية الجديدة الالزمة إلنتاج السلع والخدمات وللحفاظ علــى الطاقات اإلنتاجية القائمة وتوسيعها)) كما و يمكن ان نميز بين مفهومي االستثمار وتكوبن رأس المال فاالستثمار هو التخلي عن اموال يمتلكها الفرد في لحظة زمنية معينة ولفترة من الزمن بقصد الحصول على تدفقات مالية مستقبلية تعوضه عن القيمة الحالية لألموال المستثمرة وكذلك عن النقص المتوقع في قيمتها الشرائية بفعل عامل التضخم ،وعن عامل المخاطرة المرافق للمستقبل الذي يتم فيه تحصيل هذه التدفقات .او هو ذلك الجزء من الدخل غير المستهلك (االدخار) والذي يعاد استخدامه في العمليات االنتاجية بهدف زيادة االنتاج وتوسيعه او المحافظة عليه .او هو االضافة الى قيمة رأس المال الحالي الناجم عن نشاط انتاجي لفترة معينة . اما تكوين رأس المال فيمثل مجموع االموال غير المباشرة والوسيطة والتي من خالل دورات االنتاج وبذل قدر من الوقت تجعل العمل االنساني اكثر انتاجية واقل جهدا. و يحظى موضوع االستثمار بأهمية بالغة من قبل جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية على حد سواء السيما من قبل صناع القرار السياسي واالقتصادي وذلك لما يحققه من فائض اقتصادي يؤدي إلى زيادة الدخل القومي وزيادة معدالت التنمية االقتصادية وتحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية لعموم أفراد المجتمع ، ولالستثمار أهمية كبيرة من شأنه أن يولد آثار ايجابية على مستوى االقتصاد الوطني من خالل توزيع االستثمارات قطاعيا ومكانيا ً ،والذي يؤدي إلى زيادة معدالت الدخل الوطني للبلد وتوليد فرص عمل جديدة والى زيادة اإلنتاج ،حيث تؤدي زيادة معدالت االستثمار إلى زيادة الطاقة اإلنتاجية للبلد وبالتالي زيادة الدخل من خالل عمل مضاعف االستثمار .إضافة إلى دوره البارز في تحريك النشاط االقتصادي كونه المتغير األهم في تحديد معدالت النمو االقتصادية إضافة إلى إسهامه في دعم الميزان التجاري وميزان المدفوعات ودعم عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية ،حيث يقوم االستثمار بدور رئيسي في تحديد مستوى النشاط االقتصادي ويؤدي التغير في االستثمار إلى تغيرات مضاعفة في الدخل الوطني والتوظف كذلك يحدد االستثمار سرعة النمو االقتصادي للمجتمع وذلك ألن اتجاه هذا النمو يرتبط ارتباطا وثيقا بتكوين رأس المال والذي يحدد بدوره االستثمار ،وبالرغم من أهمية االستثمار إال انه الزالت الدول النامية ال تولي األهمية القصوى له بسبب ندرة رأس المال لديها الناجم عن عدة أسباب والمتمثلة بارتفاع معدالت االستهالك ومعدالت النمو السكاني والى انخفاض معدالت نمو الدخل الوطني والى ضعف الوعي االدخاري واالستثماري والى عدم توفر البيئة والمناخ االستثماري المالئم إضافة إلى االستخدام غير الرشيد لرأس المال المتاح .ويمكن بيان أهمية االستثمار من الناحية االقتصادية بمجموعة من النقاط التي تكمن وتتجسد بمجموعة من المكاسب وكاالتي -: -1االستثمار عملية اقتصادية يستخدم لمواجهة الزيادة في الطلب الكلي نتيجة الزيادة في عدد السكان وتحسن الدخل والمستوى المعاشي للسكان وتلبية الحاجات الضرورية وصوالً الى امتالك السلع الكمالية ومن بينها الرحالت السياحية، وهذا يتطلب تحقق المزيد من االستثمارات لزيادة القدرة االنتاجية لسد الحاجة المتزايدة في الطلب الكلي .ولكون االستثمار عنصرا مهما من عناصر الطلب الكلي ففي حالة توقف االستثمار يقل الطلب الكلي ويختل التوازن بين الطلب الكلي والعرض الكلي ،بحيث يصبح هناك فائض في العرض الكلي فيتجه االقتصاد نحو حالة الكساد. -2يعمل االستثمار على زيادة طاقة البلد االنتاجية من خالل انتاجه السلع االنتاجية الجديدة وتطويرها بحيث تكون اكثر كفاءة وانتاجية بمرور الزمن . -3يتمثل االستثمار باإلنفاق على تكوين االصول االنتاجية كالمواد االولية والمكائن، وفي حالة عدم وجود استثمار فال يوجد انتاج او تجديد او صيانة وبالتالي فسوف تندثر المكائن بعد نفاذ عمرها االنتاجي اي دون قدرة انتاجية فتتوقف الحياة االقتصادية اذ ان االستثمار ينقل اقتصاد اي دولة من حالة الركود االقتصادي الى حالة الرخاء االقتصادي. -4يعمل االستثمار على تنشيط االقتصاد القومي ويؤثر بشكل كبير على الدخل القومي الذي هو تابعا ً لالستثمار والعالقة طردية بينهم حيث مع زيادة االستثمار يزداد الدخل والعكس صحيح فضال عن تأثيره على المدخرات التي ستصبح مك ّدسة في البنوك ويصبح سعر الفائدة صفر ويختل التوازنـ في االقتصاد القومي اذ يزداد الطلب على السلع االستهالكية دون انتاج مقابل لها -5يعمل االستثمار على تعظيم ثروة المستثمر وتحقيق المزيد من االرباح وتحقيق الرفاهية االجتماعية ،اضافة الى كونه ضمانة لإلنسان بعد بلوغه سن التقاعد وان ينفق امواله اما عن طريق االستهالك او االدخار واالستثمار. -6يعد االستثمار من اهم العوامل المحددة للتنمية االقتصادية واالساس لعملية التنمية االقتصادية السيما للبلدان النامية التي تسعى للنهوض لتلحق بركب العالم المتقدم من خالل تحقيق المزيد من االستثمارات ،كذلك فأن االستثمار يدعم التجارة الخارجية وميزان المدفوعات ويحقق فوائض في الصادرات تدعم التنمية االقتصادية وتوفر االموال لمزيد من االستثمارات للتطور نحو االفضل -7ان االهمية االقتصادية لالستثمار في المجتمع ال تأتي من خالل االستثمار االنتاجي المادي فقط بل من خالل االثار االجتماعية لالستثمار اذ يوفر المزيد من فرص العمل ومعالجة البطالة ،وفي مجال البحث العلمي والمعرفة والصحة والتعليم، أي في مجال االستثمار في رأس المال البشري وبالتالي يخلص البلد من التقاليد البالية ويصبح اكثر انفتاحا ً من الناحية االجتماعية. ثانياً -:عالقة االستثمار ببعض المفاهيم االقتصادية ان لالستثمار صلة وثيقة بمجموعة من المفاهيم االقتصادية من اهمها-: Income الدخل consumption االستهالك االدخار Saving االقتراض Borrowing يمثل الدخل مجموع عوائد عناصر االنتاج خالل فترة زمنية معينة عادة تكون سنة ويكون على شكل صورة نقدية ،وعناصر االنتاج تتمثل بـ ( االرض وعائدها الريع – راس المال وعائدها الفائدة – العمل وعائده االجر – التنظيم وعائده الربح ) وينقسم الدخل الى االستهالك واالدخار Income= consumption+ Saving حيث يعرف االستهالك بأنه استخدام حجم معين من السلع والخدمات من خالل الطلب المدعوم بقوة شرائية ويعرف االدخار على انه ذلك الفائض من الدخل بعد االنفاق االستهالكي بحيث يوجه الى نوع آخر من االنفاق وهو ما يطلق عليه باالنفاق االستثماري ويعد االدخار من المصادر االساسية لتمويل االستثمارات الالزمة لعملية التنمية االقتصادية اذن فأن الدخل = االستهالك +االستثمار Income= consumption+ Investment وبناءا على ذلك نتوصل الى ان االدخار= االستثمار Saving = Investment وكذلك يمكننا بيان حالة التوازن والالتوازنـ بين عمليتي االستثمار واالقتراض ان للفرد دخالً نقديا ً يحرص على زيادته من اجل تلبية رغباته واحتياجاته وتحقيق اقصى مستوى ممكن من االشباع وذلك ما يتطلب منه استهالك هذا الدخل او جزء منه ،فاذا تساوى دخله مع استهالكه تماما ً حينئذ انه في حالة توازن ،اما اذا لم يتساويا يحقق حالة الال توازن .ونظراً الن االفراد يتفاوتون في دخولهم النقدية كما ان لكل منهم نمطا ً معينا ً في استهالك السلع والخدمات ،فان حالة التوازن هي االستثناء ، وحالة الال توازن هي القاعدة وبالتالي يتولد اما عجز او فائض والذي بدوره تتضح العالقة الوثيقة التي تربط بين عمليتي االستثمار واالقتراض . ففي حالة تساوي الدخل مع االستهالك يكون الفرد في حالة توازن اما اذا لم يتساويا يكون الفرد في حالة الال توازن فاذا كان الدخل اكبر من االستهالك سيولد بدوره فائض وهذا الفائض سيوجه الى االدخار والتي توجه نحو االستثمار اما اذا كان الدخل اقل من االستهالك سيواجه الفرد حالة عجز مما يضطره الى تغطية هذا العجز عن طريق االقتراض والذي يعرف على انه عملية اخذ مبالغ من المال من االفراد والبنوك مقابل التعهد بأعادة هذه المبالغ خالل مدة زمنية معينة بهدف تغطية اوجه االنفاق لعدم كفاية الدخل