Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 84

‫تتقدم موؤ�ش�شة محمود دروي�ص بخال�ص �شكرها‬

‫اإلى عائلة ال�شاعر محمود دروي�ص‬


‫لمنحها حقوق الطبع لكامل اأعماله الخالدة‬
‫المحتويات‬
‫‪7‬‬ ‫�إلى القارئ ‬
‫‪9‬‬ ‫والء ‬
‫‪10‬‬ ‫ن�شيد ما ‬
‫‪12‬‬ ‫عن �إن�سان ‬
‫‪14‬‬ ‫�أمل ‬
‫‪16‬‬ ‫مرثية ‬
‫‪18‬‬ ‫وعاد ‪ ..‬في كفن ‬
‫‪25‬‬ ‫الموت في الغابة ‬
‫‪27‬‬ ‫ثالث �صور ‬
‫‪30‬‬ ‫الموعد الأول ‬
‫‪32‬‬ ‫�أغنية ‬
‫‪34‬‬ ‫ر�سالة من المنفى ‬
‫‪42‬‬ ‫عن ال�صمود ‬
‫‪44‬‬ ‫؟ ‬
‫‪46‬‬ ‫عن الأمنيات ‬
‫‪48‬‬ ‫�سونا ‬
‫‪50‬‬ ‫الكلمة ‬
‫‪51‬‬ ‫البكاء ‬
‫‪54‬‬ ‫الرباط ‬
‫‪56‬‬ ‫عن ال�شعر ‬
‫‪59‬‬ ‫الحزن والغ�ضب ‬
‫‪63‬‬ ‫�أجمل حب ‬
‫‪65‬‬ ‫رباعيات ‬
‫‪69‬‬ ‫لوركا ‬
‫‪72‬‬ ‫حنين �إلى ال�ضوء ‬
‫‪74‬‬ ‫بطاقة هوية ‬
‫�أوراق الزيتون ‪7‬‬

‫�إلى القارئ‬

‫الزنبقات ال�سو ُد في قلبي‬


‫ُ‬
‫اللهب‬
‫ْ‬ ‫وفي َ�ش َفتي ‪...‬‬ ‫ ‬
‫غاب جئتِني‬ ‫من �أي ٍ‬
‫الغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫كل �صلبا ِن‬‫يا َّ‬ ‫ ‬

‫بايعت �أحزاني ‪..‬‬


‫ُ‬
‫وال�س َغ ْب‬
‫و�صافحت الت�شر َد ّ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫غ�ضب يدي ‪..‬‬
‫ٌ‬
‫غ�ضب فمي ‪..‬‬
‫ٌ‬
‫غ�ضب!‬
‫ْ‬ ‫ع�صير من‬
‫ٌ‬ ‫ودماء �أوردتي‬
‫ُ‬
‫يا قارئي!‬
‫الهم�س!‬
‫َ‬ ‫ترج مني‬
‫ال ُ‬ ‫ ‬
‫‪ 8‬محمود دروي�ش‬

‫الطرب‬
‫ْ‬ ‫ترج‬
‫ال ُّ‬ ‫ ‬

‫هذا عذابي ‪..‬‬


‫�ضرب ٌة في الرمل طائ�ش ٌة‬ ‫ ‬
‫و�أُخرى في ُّ‬
‫ال�س ُح ْب!‬ ‫ ‬
‫غا�ضب‬
‫ٌ‬ ‫ح�سبي ب�أني‬
‫والنار �أو ُلها غَ َ�ض ْب!‬
‫ُ‬
‫�أوراق الزيتون ‪9‬‬

‫والء‬

‫َ‬
‫�صوتك في قلبي و�أوردتي‬ ‫حملت‬
‫ُ‬
‫فارقت معركتي‬
‫َ‬ ‫فما عليك �إذا‬
‫أطعمت للريح �أبياتي وزخرفها‬
‫ُ‬ ‫�‬
‫�إن لم تكن ك�سيوف النار ‪ ..‬قافيتي!‬
‫ِ‬
‫بالحرف ‪� ..‬إما ميت ًا َع َدم ًا‬ ‫�آمنت‬
‫لعدوي َ‬
‫حبل م�شنقتي‬ ‫�أو نا�صب ًا ّ‬
‫�آمنت بالحرف ناراً ‪ ..‬ال ي�ضير �إذا‬
‫كنت الرما َد �أنا ‪� ..‬أو كان طاغيتي!‬
‫ُ‬
‫�سقطت ‪ ..‬وكفي رافع علمي‬
‫ُ‬ ‫ف�إن‬
‫�سيكتب النا�س فوق القبر‪:‬‬
‫ُ‬
‫«لم َي ُم ِ‬
‫ت»‬ ‫ ‬
‫‪ 10‬محمود دروي�ش‬

‫ن�شيد ما‬

‫واليدان‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫�شفاهك‪،‬‬ ‫َع َ�س ٌل‬
‫ك�أ�سا خمور ‪..‬‬ ‫ ‬
‫للآخرين ‪..‬‬ ‫ ‬

‫*‬
‫ال�سنديان‬
‫ْ‬ ‫وحر�ش‬
‫ُ‬ ‫الدوح مروح ٌة‪،‬‬
‫م�شط �صغير‬ ‫ ‬
‫للآخرين ‪..‬‬ ‫ ‬
‫وحرير �صد ِرك‪ ،‬والندى‪ ،‬وال‬
‫أقحوان‬
‫ْ‬
‫فر�ش وثير‬ ‫ ‬
‫للآخرين ‪..‬‬ ‫ ‬

‫*‬
‫�أوراق الزيتون ‪11‬‬

‫�ساهد‬
‫ْ‬ ‫و�أنا على �أ�سوارك ال�سوداء‬
‫المواقد!‬
‫ْ‬ ‫أع�صاب‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الرمال �أنا ‪ ..‬و�‬ ‫َع َط ُ‬
‫�ش‬
‫أبواب دوني؟‬
‫يو�صد ال َ‬
‫ُ‬ ‫من‬
‫�أي طاغية ومار ْد!!‬
‫ِ‬
‫�شهدك ‪..‬‬ ‫�س�أحب‬
‫ال�شهد ُي�سكب في ك�ؤو�س الآخرين‬
‫َ‬ ‫رغم �أن‬
‫يا نحل ًة‬
‫اليا�سمين!‬
‫ْ‬ ‫لت �إ ّال �شفاه‬
‫ما َق َّب ْ‬ ‫ ‬
‫‪ 12‬محمود دروي�ش‬

‫عن �إن�سان‬

‫و�ضعوا على فمه ال�سال�سلْ‬


‫ربطوا يديه ب�صخرة الموتى‪،‬‬
‫وقالوا‪� :‬أنت قاتلْ !‬ ‫ ‬
‫*‬
‫والبيارق‬
‫ْ‬ ‫والمالب�س‪،‬‬
‫َ‬ ‫طعام ُه‪،‬‬
‫�أخذوا َ‬
‫ورموه في زنزانة الموتى‪،‬‬
‫�سارق!‬
‫ْ‬ ‫وقالوا‪� :‬أنت‬ ‫ ‬

‫المرافئ‬
‫ْ‬ ‫طردوه من كل‬
‫�أخذوا حبيبته ال�صغيرة‪،‬‬
‫الجئ!‬
‫ْ‬ ‫ثم قالوا‪� :‬أنت‬ ‫ ‬
‫*‬
‫�أوراق الزيتون ‪13‬‬

‫يا دامي العينين‪ ،‬والكفين!‬


‫�إن الليل زائلْ‬
‫ال غرف ُة التوقيف باقي ٌة‬
‫وال َز َر ُد ال�سال�سلْ !‬
‫نيرون مات‪ ،‬ولم تمت روما ‪...‬‬
‫بعينيها تقاتلْ !‬
‫وحبوب �سنبلةٍ تموت‬
‫ُ‬
‫�ستملأُ الوادي �سنابلْ ‪!..‬‬
‫‪ 14‬محمود دروي�ش‬

‫�أمل‬

‫ما زال في �صحونكم بقية من الع�سلْ‬


‫ردوا الذباب عن �صحونكم‬
‫لتحفظوا الع�سلْ !‬ ‫ ‬

‫*‬
‫العنب‬
‫ْ‬ ‫ما زال في كرومكم عناقيد من‬
‫ردوا بنات �آوى‬
‫يا حار�سي الكروم‬
‫العنب ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫لين�ضج‬ ‫ ‬

‫*‬
‫وباب‬
‫ْ‬ ‫ما زال في بيوتكم ح�صير ٌة ‪..‬‬
‫�سدوا طريق الريح عن �صغاركم‬
‫�أوراق الزيتون ‪15‬‬

‫ليرقد الأطفال‬
‫أبواب‬
‫قار�س ‪ ..‬فلتغلقوا ال ْ‬
‫ٌ‬ ‫الريح بر ٌد‬
‫*‬
‫دماء‬
‫ما زال في قلوبكم ْ‬
‫ال ت�سفحوها �أيها الآباء ‪..‬‬
‫ف�إن في �أح�شائكم جنين ‪..‬‬
‫*‬
‫حطب‬
‫ْ‬ ‫ما زال في موقدكم‬
‫اللهب ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫وقهو ٌة ‪ ..‬وحزم ٌة من‬
‫‪ 16‬محمود دروي�ش‬

‫مرثية‬

‫َ‬
‫جرحك يا �أبي‬ ‫لملمت‬
‫ُ‬
‫برمو�ش �أ�شعاري‬ ‫ ‬
‫فبكت عيون النا�س‬
‫من حزني ‪ ..‬ومن ناري‬ ‫ ‬
‫وغم�ست خبزي في التراب ‪..‬‬
‫وما التم�ست �شهامة الجا ِر!‬ ‫ ‬
‫وزرعت �أزهاري‬
‫في تربةٍ َّ‬
‫�صماء عارية‬
‫بال غيم ‪ ...‬و�أمطا ِر‬ ‫ ‬
‫فترقرقت لما نذرت لها‬
‫ْ‬
‫جرح ًا بكى برمو�ش �أ�شعاري!‬ ‫ ‬
‫عفواً �أبي!‬
‫�أوراق الزيتون ‪17‬‬

‫قلبي موائدهم‬ ‫ ‬
‫وتمزقي ‪ ..‬وتي ُّتمي العاري!‬
‫ُّ‬ ‫ ‬
‫ما حيلة ال�شعراء يا �أبتي‬
‫أورثت �أقداري‬
‫غير الذي � َ‬ ‫ ‬
‫�إن ي�شرب الب�ؤ�ساء من قدحي‬
‫لن ي�س�ألوا‬ ‫ ‬
‫خمري الجاري!‬
‫َ‬ ‫من �أي كرم‬ ‫ ‬
‫‪ 18‬محمود دروي�ش‬

‫وعاد ‪ ..‬في كفن‬

‫‪-1-‬‬
‫يحكون في بالدنا‬
‫يحكون في َ�ش َج ْن‬ ‫ ‬
‫عن �صاحبي الذي م�ضى‬
‫كفن‬
‫وعاد في ْ‬ ‫ ‬

‫*‬
‫كان ا�سمه ‪...‬‬
‫ال تذكروا ا�سم ْه!‬
‫خ ّلوه في قلوبنا ‪..‬‬
‫ال تدعوا الكلم ْه‬
‫ت�ضيع في الهواء‪ ،‬كالرماد ‪..‬‬
‫�أوراق الزيتون ‪19‬‬

‫خلوه جرح ًا راعف ًا ‪ ..‬ال يعرف ال�ضماد‬


‫طريقه �إليه ‪..‬‬ ‫ ‬
‫�أخاف يا �أحبتي ‪� ..‬أخاف يا �أيتام ‪..‬‬
‫�أخاف �أن نن�ساه بين زحمة الأ�سماء‬
‫�أخاف �أن يذوب في زوابع ال�شتاء!‬
‫�أخاف �أن تنام في قلوبنا‬
‫جراحنا ‪..‬‬
‫ �أخاف �أن تنام!!‬

‫‪-2-‬‬
‫العمر ‪ُ ...‬ع ْم ُر برع ٍم ال يذكر المطر ‪..‬‬
‫ُ‬
‫لم يبك تحت �شرفة القمر‬ ‫ ‬
‫لم يوقف ال�ساعات بال�سهر ‪..‬‬ ‫ ‬
‫ٍ‬
‫حائط يداه ‪..‬‬ ‫وما تداعت عند‬ ‫ ‬
‫ولم ت�سافر خلف خيط �شهوةٍ ‪ ..‬عيناه!‬ ‫ ‬
‫ولم ُي َق ِّبل حلو ًة ‪..‬‬
‫لم يعرف الغزل‬ ‫ ‬
‫�ضيعه الأمل‬
‫غير �أغاني مطرب َّ‬
‫‪ 20‬محمود دروي�ش‬

‫ولم يقل لحلوة‪ :‬اهلل!‬ ‫ ‬


‫ �إ ّال مرتين!‬
‫لم تلتفت �إليه ‪ ..‬ما �أعطته �إ ّال طرف عين‬
‫كان الفتى �صغيرا ‪..‬‬
‫فغاب عن طريقها‬
‫ولم يفكر بالهوى كثيرا ‪!..‬‬

‫‪-3-‬‬
‫يحكون في بالدنا‬
‫يحكون في �شجن‬ ‫ ‬
‫عن �صاحبي الذي م�ضى‬
‫وعاد في كفن‬ ‫ ‬
‫ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب‬
‫لأمه‪ :‬الوداع!‬
‫ما قال للأحباب ‪ ..‬للأ�صحاب‪:‬‬
‫موعدنا غداً!‬
‫ولم ي�ضع ر�سالة ‪ ..‬كعادة الم�سافرين‬
‫�سكت الظنون‬
‫ُ‬ ‫عائد ‪ ..‬و ُت‬
‫تقول‪� :‬إني ٌ‬
‫�أوراق الزيتون ‪21‬‬

‫ولم َي ُخ َّط كلم ًة ‪..‬‬


‫ُت�ضيء َ‬
‫ليل �أمه التي ‪..‬‬
‫تخاطب ال�سماء والأ�شياء‪،‬‬
‫تقول‪ :‬يا و�سادة ال�سرير!‬
‫يا حقيبة الثياب!‬
‫يا ليل! يا نجوم! يا �إله! يا �سحاب!‪:‬‬
‫�أما ر�أيتم �شارداً ‪ ..‬عيناه نجمتان؟‬
‫يداه �س ّلتان من ريحان‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫و�صدره و�سادة النجوم والقمر‬ ‫ ‬
‫و�شعره �أرجوح ٌة للريح والزهر!‬ ‫ ‬
‫ �أما ر�أيتم �شارداً‬
‫م�سافراً ال يح�سن ال�سفر!‬ ‫ ‬
‫زوادة‪ ،‬من يطعم الفتى‬
‫راح بال َّ‬ ‫ ‬
‫ �إن جاع في طريقه؟‬
‫من يرحم الغريب؟‬ ‫ ‬
‫قلبي عليه من غوائل الدروب!‬ ‫ ‬
‫قلبي عليك يا فتى ‪ ..‬يا ولداه!‬ ‫ ‬
‫‪ 22‬محمود دروي�ش‬

‫قولوا لها‪ ،‬يا ليل! يا نجوم!‬


‫يا دروب! يا �سحاب!‬
‫قولوا لها‪ :‬لن تحملي الجواب‬
‫فالجرح فوق الدمع ‪ ..‬فوق الحزن والعذاب!‬
‫لن تحملي ‪ ..‬لن ت�صبري كثيراً‬
‫لأنه ‪..‬‬
‫لأنه مات‪ ،‬ولم يزل �صغيرا!‬

‫‪-4-‬‬
‫يا �أمه!‬
‫ال تقلعي الدموع من جذورها!‬
‫للدمع يا والدتي جذور‪،‬‬
‫تخاطب الم�ساء كل يوم ‪..‬‬
‫تقول‪ :‬يا قافلة الم�ساء!‬
‫من �أين تعبرين؟‬
‫حين َ�س َّدها الم�سافرون‬
‫دروب الموت ‪َ ..‬‬‫ُ‬ ‫غ�ص ْت‬
‫َّ‬
‫وقفت لحظتين‬ ‫ِ‬ ‫ُ�س َّد ْت دروب الحزن ‪ ..‬لو‬
‫لحظتين!‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪23‬‬

‫لتم�سحي الجبين والعينين‬


‫وتحملي من دمعنا تذكار‬
‫لمن ق�ضوا من قبلنا ‪� ..‬أحبابنا المهاجرين‬
‫يا �أمه!‬
‫ال تقلعي الدموع من جذورها‬
‫خ ّلي ببئر القلب دمعتين!‬
‫فقد يموت في غد �أبوه ‪� ..‬أو �أخوه‬
‫ �أو �صديقه �أنا‬
‫خلي لنا ‪..‬‬
‫للميتين في غد لو دمعتين ‪ ...‬دمعتين!‬

‫‪-5-‬‬
‫يحكون في بالدنا عن �صاحبي الكثيرا‬
‫ِ‬
‫الر�صا�ص في وجناته‬ ‫حرائق‬
‫ُ‬
‫و�صدره ‪ ..‬ووجهه ‪..‬‬
‫ال ت�شرحوا الأمور!‬
‫�أنا ر�أيت جرحه‬
‫حدقت في �أبعاده كثيرا ‪..‬‬
‫ّ‬
‫‪ 24‬محمود دروي�ش‬

‫«قلبي على �أطفالنا»‬


‫وكل �أُم تح�ضن ال�سريرا!‬
‫يا �أ�صدقاء الراحل البعيد‬
‫ال ت�س�ألوا‪ :‬متى يعود‬
‫ال ت�س�ألوا كثيرا‬
‫بل ا�س�ألوا‪ :‬متى‬
‫ي�ستيقظ الرجال!‬
‫�أوراق الزيتون ‪25‬‬

‫الموت في الغابة‬

‫نامي!‬
‫فعين اهلل نائم ٌة‬
‫أ�سراب ال�شحاري ِر‬
‫ُ‬ ‫عنا ‪ ..‬و�‬
‫وال�سنديان ُة ‪ ..‬والطريق هنا‬
‫أجفان م�صدو ِر‬
‫فتو�سدي � َ‬
‫خمدت‬
‫ْ‬ ‫وثالث ع�شر َة نجم ًة‬
‫َ‬
‫في ِ‬
‫درب �أوها ِم المقادي ِر‬
‫همدت‬
‫ْ‬ ‫ال�شيء! ق�ص ُة طفلة‬
‫ال �شيء يوحي �صمت تفكي ِر‬
‫�صاحب ُه‬
‫ُ‬ ‫جرح �صغير ‪ ..‬مات‬
‫ٌ‬
‫فطواه ليل كالأ�ساطي ِر‬ ‫ ‬
‫أنفا�س مزرعةٍ‬
‫تاريخه ‪ُ � ..‬‬
‫‪ 26‬محمود دروي�ش‬

‫كف �شري ِر‬ ‫ت�سطو عليها ُّ‬


‫كانت‪ ،‬فال نقرات قبرةٍ‬
‫َّ‬
‫بقيت‪ ،‬وال �صيحات ناطو ِر‬
‫وغ�صون زيتو ٍن مقد�س ٌة‬
‫ُ‬
‫ذبلت عليها قطرة النو ِر!‬
‫غناء �أ�سى‬
‫�شيء ي�ستدعي َ‬
‫ال َ‬
‫فالموت �أكبر من مزاميري ‪..‬‬
‫نامي ‪ ..‬عيون اهلل نائمة‬
‫أ�سراب ال�شحاري ِر‬
‫ُ‬ ‫عنا‪ ،‬و�‬
‫ِ‬
‫جرحك زهر ٌة ذبلت!‬ ‫و�ضما ُد‬
‫ٍ‬
‫م�سرب في ال�سفح مهجو ِر‬ ‫في‬
‫لكن عين �أخيك �ساهر ٌة‬
‫َّ‬
‫خلف ال�ضباب‪ ،‬ووح�شة ال�سو ِر‬
‫وف�ؤاده ملقى على ج�سد‬
‫ينهد كال ِ‬
‫أطالل ‪ ..‬م�صدو ِر‬ ‫ُّ‬
‫ويداه مم�سكتان في َل َه ٍ‬
‫ف‬
‫بترابه ‪ ..‬رغم الأعا�صي ِر! ‪..‬‬
‫�أوراق الزيتون ‪27‬‬

‫ثالث �صور‬

‫‪-1-‬‬
‫كان القمر‬
‫كعهده – منذ ولدنا – باردا‬
‫الحزن في جبينه مرقرق ‪..‬‬
‫روافدا ‪ ..‬روافدا‬
‫قرب �سياج قرية‬
‫خر حزين ًا‬
‫َّ‬
‫�شاردا ‪..‬‬

‫‪-2-‬‬
‫كان حبيبي‬
‫كعهده – منذ التقينا – �ساهما‬
‫‪ 28‬محمود دروي�ش‬

‫الغيم في عيونه‬
‫يزرع �أُ ْفق ًا غائما ‪..‬‬
‫والنار في �شفاهه‬
‫تقول لي مالحما ‪..‬‬
‫ولم يزل في ليله يقر�أ �شعراً حالما‬
‫ي�س�ألني هدية ‪..‬‬
‫وبيت �شعر ‪ ..‬ناعما!‬

‫‪-3-‬‬
‫كان �أبي‬
‫حم ً‬
‫ال متاعبا‬ ‫كعهده‪ُ ،‬م َّ‬
‫الرغيف �أينما م�ضى ‪..‬‬
‫َ‬ ‫يطارد‬
‫لأجله ‪ ..‬ي�صارع الثعالبا‬
‫وي�صنع الأطفال ‪..‬‬
‫والتراب ‪..‬‬
‫والكواكبا ‪..‬‬
‫�أخي ال�صغير اهتر�أت‬
‫ثيابه ‪ ..‬فعا َتبا‬
‫�أوراق الزيتون ‪29‬‬

‫و�أختي الكبرى ا�شترت جواربا!‬


‫وكل من في بيتنا يقدم المطالبا‬
‫ووالدي – كعهده –‬
‫ي�سترجع المناقبا‬
‫ويفتل ال�شواربا!‬
‫وي�ص َن ُع الأطفال ‪..‬‬
‫والتراب ‪..‬‬
‫والكواكبا!‬
‫‪ 30‬محمود دروي�ش‬

‫الموعد الأول‬

‫�شد ْت على يدي‬


‫َّ‬
‫وو�شو�شتني كلمتين‬
‫أعز ما ملكته طوال يوم‪:‬‬
‫� َّ‬
‫«�سنلتقي غداً»‬
‫ول َّفها الطريق‪.‬‬

‫*‬
‫حلقت ذقني مرتين!‬
‫ُ‬
‫م�سحت نعلي مرتين‬
‫�أخذت ثوب �صاحبي ‪ ..‬وليرتين ‪..‬‬
‫لأ�شتري حلوى لها‪ ،‬وقهوة مع الحليب! ‪..‬‬

‫*‬
‫�أوراق الزيتون ‪31‬‬

‫وحدي على المقعد‬


‫والعا�شقون يب�سمون ‪..‬‬
‫وخافقي يقول‪:‬‬
‫ونحن �سوف نبت�سم!‬
‫*‬
‫لعلها قادمة على الطريق ‪..‬‬
‫لعلها �سهت‪.‬‬
‫لعلها ‪ ..‬لعلها‬
‫ولم تزل دقيقتان!‬
‫*‬
‫الن�صف بعد الرابع ْه‬
‫مر‬
‫الن�صف ّ‬
‫و�ساعة ‪ ..‬و�ساعتان‬
‫وامتدت الظالل‬
‫وعدت‬
‫ْ‬ ‫ولم تجئ من‬
‫في الن�صف بعد الرابع ْه‬
‫‪ 32‬محمود دروي�ش‬

‫�أغنية‬

‫ِ‬
‫للبيت‬ ‫وحين �أعود‬
‫وحيداً فارغاً‪� ،‬إ ّال من الوحده‬
‫يداي بغير �أمتعةٍ‪ ،‬وقلبي دونما ورده‬
‫فقد وزعت ورداتي‬
‫على الب�ؤ�ساء منذ ال�صبح ‪ ..‬ورداتي‬
‫ِ‬
‫للبيت‬ ‫و�صارعت الذئاب‪ ،‬وعدت‬
‫ِ‬
‫البيت‬ ‫بال ر َّنات �ضحك ِة حلو ِة‬
‫بغير حفيف قبلتها‬
‫بغير رفيف لم�ستها‬
‫بغير �س�ؤالها عني‪ ،‬وعن �أخبار م�أ�ساتي‬
‫وحيداً �أ�صنع القهوه‬
‫وحيداً �أ�شرب القهوه‬
‫�أوراق الزيتون ‪33‬‬

‫ف�أخ�سر من حياتي‬
‫ �أخ�سر الن�شوه‬
‫رفاقي ها هنا الم�صباح والأ�شعار‪ ،‬والوحده‬
‫وبع�ض �سجائر ‪ ..‬وجرائد كالليلِ م�سو َّده‬
‫ِ‬
‫للبيت‬ ‫وحين �أعود‬
‫ِ‬
‫البيت‬ ‫�أح�س بوح�شة‬
‫و�أخ�سر من حياتي كل ورداتي‬
‫و�سر النبع ‪ ..‬نب ِع ال�ضوء في �أعماق م�أ�ساتي‬
‫َّ‬
‫و�أختزن العذاب لأنني وحدي‬
‫ِ‬
‫كفيك‬ ‫بدون حنان‬
‫ِ‬
‫عينيك! ‪..‬‬ ‫بدون ربيع‬
‫‪ 34‬محمود دروي�ش‬

‫ر�سالة من المنفى‬

‫‪-1-‬‬
‫تحي ًة ‪ ..‬وقبل ًة‬
‫بعد‬
‫ولي�س عندي ما �أقول ْ‬
‫من �أين �أبتدي؟ ‪ ..‬و�أين �أنتهي؟‪.‬‬
‫حد‬
‫ودورة الزمان دون ْ‬
‫وكل ما في غربتي‬
‫ياب�س‪َ ،‬و َو ْج ْد‬
‫رغيف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫زوادةٌ‪ ،‬فيها‬
‫ودفتر يحمل عني بع�ض ما حملت‬ ‫ٌ‬
‫حقد‬
‫ب�صقت في �صفحاته ما �ضاق بي من ْ‬
‫ُ‬
‫من �أين �أبتدي؟‬
‫غد‬
‫وكل ما قيل ومل يقال بعد ْ‬
‫�أوراق الزيتون ‪35‬‬

‫ال ينتهي ب�ضمةٍ ‪� ...‬أو لم�سةٍ من ْ‬


‫يد‬
‫الغريب للديار‬
‫َ‬ ‫رجع‬
‫ال ُي ُ‬
‫ال ُي ُ‬
‫نزل الأمطار‬
‫الري�ش على‬
‫َ‬ ‫ينبت‬
‫ال ُ‬
‫جناح طير �ضائع ‪ّْ ..‬‬
‫منهد‬
‫من �أين �أبتدي‬
‫وبعد ‪..‬‬
‫تحي ًة ‪ ..‬وقبل ًة ‪ْ ..‬‬

‫‪-2-‬‬
‫بخير‬
‫�أقول للمذياع ‪ ..‬قل لها �أنا ْ‬
‫�أقول للع�صفو ِر‬
‫طير‬
‫� ْإن �صادفتها يا ْ‬
‫ال تن�سني‪ ،‬وقلْ ‪ْ :‬‬
‫بخير‬
‫�أنا بخير‬
‫�أنا بخير‬
‫ما زال في عيني ب�صر!‬
‫ما زال في ال�سماء قمر!‬
‫وثوبي العتيق‪ ،‬حتى الآن‪ ،‬ما اندثر‬
‫‪ 36‬محمود دروي�ش‬

‫تمزقت �أطراف ُه‬


‫لكنني رتقت ُه ‪ ..‬ولم يزل بخير‬
‫�شاب ًا جاوز الع�شرين‬
‫و�صرت ّ‬
‫ت�صوريني ‪� ..‬صرت في الع�شرين‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫كال�شباب يا ُ�أماه‬ ‫و�صرت‬
‫ُ�أواجه الحياه‬
‫العبء كما الرجال يحملون‬
‫َ‬ ‫و�أحمل‬
‫و�أ�شتغل‬
‫في مطعم ‪ ..‬و� ُ‬
‫أغ�سل ال�صحون‪.‬‬ ‫ ‬
‫و�أ�صنع القهوة للزبون‬
‫و ُ�أل�صق الب�سمات فوق وجهي الحزين‬
‫ليفرح الزبون‬

‫‪-3-‬‬
‫�أنا بخير‬
‫قد �صرت في الع�شرين‬
‫و�صرت كال�شباب يا �أُماه‬
‫�أُدخن التبغ‪ ،‬و�أتكي على الجدار‬
‫�أوراق الزيتون ‪37‬‬

‫�أقول للحلوة‪� :‬آه‬


‫كما يقول الآخرون‬
‫«يا �إخوتي؛ ما �أطيب البنات‪،‬‬
‫ت�صوروا كم ُم َّرة هي الحياة‬
‫بدونهن ‪ُ ..‬م َّرة هي الحياة»‪.‬‬
‫وقال �صاحبي‪« :‬هل عندكم رغيف؟‬
‫يا �إخوتي؛ ما قيمة الإن�سان‬
‫� ْإن نام كل ليلةٍ ‪ ..‬جوعان؟»‬
‫�أنا بخير‬
‫�أنا بخير‬
‫عندي رغيف �أ�سمر‬
‫و�س ّلة �صغيرة من الخ�ضار‬

‫‪-4-‬‬
‫�سمعت في المذياع‬
‫تحية الم�شردين ‪ ..‬للم�شردين‬
‫قال الجميع‪ :‬كلنا بخير‬
‫أحد حزين؛‬
‫ال � ٌ‬
‫‪ 38‬محمود دروي�ش‬

‫فكيف حال والدي؟‬


‫�ألم يزل كعهده‪ ،‬يحب ذكر اهلل‬
‫والأبناء ‪ ..‬والتراب ‪ ..‬والزيتون؟‬ ‫ ‬
‫وكيف حال �إخوتي‬
‫هل �أ�صبحوا موظفين؟‬
‫�سمعت يوم ًا والدي يقول‪:‬‬
‫�سي�صبحون كلهم معلمين ‪..‬‬
‫�سمعته يقول‪:‬‬
‫(�أجوع حتى �أ�شتري لهم كتاب)‬
‫ال �أحد في قريتي يفك حرف ًا في خطاب‬
‫وكيف حال �أُختنا‬
‫هل كبرت ‪ ..‬وجاءها ُخ ّطاب؟‬
‫وكيف حال جدتي‬
‫�ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟‬
‫تدعو لنا ‪..‬‬
‫بالخير ‪ ..‬وال�شباب ‪ ..‬والثواب!‬
‫وكيف حال بيتنا‬
‫�أوراق الزيتون ‪39‬‬

‫والع ْت َب ِة المل�ساء ‪ ..‬والوجاق ‪ ..‬والأبواب؟‬


‫�سمعت في المذياع‬
‫ر�سائل الم�شردين ‪ ..‬للم�شردين‬
‫جميعهم بخير!‬
‫لكنني حزين ‪..‬‬
‫تكاد �أن ت�أكلني الظنون‬
‫لم يحمل المذياع عنكم خبراً ‪..‬‬
‫ولو حزين‬ ‫ ‬
‫ولو حزين‬ ‫ ‬

‫‪-5-‬‬
‫اح‬
‫جائع �س ّف ْ‬
‫ٌ‬ ‫ذئب‬
‫الليل – يا � ّأماه – ٌ‬
‫يطارد الغريب �أينما م�ضى ‪..‬‬
‫أ�شباح‬
‫ويفتح الآفاق لل ْ‬ ‫ ‬
‫الرياح‬
‫ْ‬ ‫وغاب ُة ال�صف�صاف لم تزل تعانق‬
‫ماذا جنينا نحن يا �أُماه؟‬
‫حتى نموت مرتين‬
‫فمرة نموت في الحياة‬
‫‪ 40‬محمود دروي�ش‬

‫ومرة نموت عند الموت!‬


‫هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء؟‬
‫وهد ج�سمي الداء!‬
‫مر�ضت ليل ًة ‪َّ ..‬‬
‫ُ‬ ‫هبي‬
‫هل يذكر الم�ساء‬
‫مهاجراً �أتى هنا ‪ ..‬ولم يعد �إلى الوطن؟‬
‫هل يذكر الم�ساء‬
‫مهاجراً مات بال كفن؟‬
‫يا غابة ال�صف�صاف! هل �ستذكرين‬
‫�أن الذي َر َم ْوه تحت ظلك الحزين‬
‫ت – �إن�سان؟‬‫ــ ك� ّأي �شيء َمي ٍ‬
‫ِّ‬
‫هل تذكرين �أنني �إن�سان‬
‫وتحفظين جثتي من �سطوة الغربان؟‬
‫�أماه يا �أماه‪.‬‬
‫لمن كتبت هذه الأوراق‬
‫�أي بريد ذاهب يحملها؟‬
‫ُ�س َّدت طريق البر والبحار والآفاق ‪..‬‬
‫و�أنت يا � ّأماه‬
‫�أوراق الزيتون ‪41‬‬

‫ووالدي‪ ،‬و�إخوتي‪ ،‬والأهل‪ ،‬والرفاق ‪..‬‬


‫لعلكم �أحياء‬
‫لعلكم �أموات‬
‫لعلكم مثلي بال عنوان‬
‫ما قيمة الإن�سان‬
‫بال وطن‬
‫بال َع َل ْم‬
‫ودونما عنوان‬
‫ما قيمة الإن�سان؟‬
‫‪ 42‬محمود دروي�ش‬

‫عن ال�صمود‬

‫‪-1-‬‬
‫غار�س ُه‬
‫َ‬ ‫يذكر الزيتون‬
‫ُ‬ ‫لو‬
‫ل�صار الزيت دمعا!‬
‫يا حكمة الأجداد‬
‫لو من لحمنا نعطيك درعا!‬
‫لكن �سهل الريح‪،‬‬
‫َّ‬
‫ال يعطي عبيد الريح زرعا!‬
‫�إ ّنا �سنقلع بالرمو�ش‬
‫أحزان ‪ ..‬قلعا!‬ ‫َ‬
‫ال�شوك وال َ‬
‫إالم نحمل عارنا و�صليبنا!‬
‫و� َ‬
‫والكون ي�سعى ‪..‬‬
‫ُ‬
‫�أوراق الزيتون ‪43‬‬

‫�سنظل في الزيتون ُخ�ضر َت ُه‪،‬‬


‫َ‬
‫وحول ال ِ‬
‫أر�ض درعا!!‬

‫‪-2-‬‬
‫نحب الور َد‪،‬‬
‫�إ ّنا ُّ‬
‫أكثر‬
‫القمح � ْ‬
‫َ‬ ‫نحب‬
‫لك ّنا ُّ‬ ‫ ‬
‫ونحب عطر الورد‪،‬‬
‫ُّ‬
‫أطهر‬
‫لكن ال�سنابل منه � ْ‬ ‫ ‬
‫فاحموا �سنابلكم من الإع�صار‬
‫الم�س َّم ْر‬
‫بال�صدر َ‬
‫هاتوا ال�سياج من ال�صدور ‪..‬‬
‫يك�سر؟؟‬
‫ْ‬ ‫من ال�صدور؛ فكيف‬
‫�إقب�ض على عنق ال�سنابل‬
‫خنجر!‬
‫ْ‬ ‫عانقت‬
‫َ‬ ‫مثلما‬ ‫ ‬
‫الأر�ض‪ ،‬والفالح‪ ،‬والإ�صرار‪،‬‬
‫تقهر ‪..‬‬
‫قل لي‪ :‬كيف ْ‬ ‫ ‬
‫هذي الأقانيم الثالثة‪،‬‬
‫تقهر؟‬
‫كيف ْ‬ ‫ ‬
‫‪ 44‬محمود دروي�ش‬

‫؟‬

‫عيناك يا �صديقتي العجوز‪ ،‬يا �صديقتي المراهقه‬


‫عيناك �شحاذان في ليل الزوايا الخانقه‬
‫ال ي�ضحك الرجاء فيهما‪ ،‬وال تنام ال�صاعقه‬
‫لم يبق �شيء عندنا ‪� ..‬إ ّال الدموع الغارقه‬
‫قولي‪ :‬متى �ست�ضحكين مرة‪ ،‬و�إن تكن منافقه؟!‬

‫*‬
‫كفاك يا �صديقتي ذئبان جائعان‬
‫م�صي بقايا دمنا‪ ،‬وبعدنا الطوفان‬
‫ّ‬
‫و�إن �سبغت مرةً‪ ،‬ال تتركي الجثمان‬
‫و�إن �سئمت بعدها‪ ،‬فعندك الديدان‬
‫�إ ّنا ُخلِ ْقنا غلط ًة ‪ ..‬في غفلة من الزمان‬
‫�أوراق الزيتون ‪45‬‬

‫و�أنت يا �صديقتي العجوز ‪ ..‬يا �صديقتي المراهقه‬


‫كوني على �أ�شالئنا‪ ،‬كالزنبقات العابقه!‬
‫*‬
‫الغاب يا �صديقتي يك ِّفن الأ�سرار‬
‫تهرب الأخبار‬
‫وحولنا الأ�شجار ال ِّ‬
‫وال�شم�س عند بابنا معمية الأنوار‬
‫وا�شية‪ ،‬لكنها ال تعبر الأ�سوار‬
‫ �إن الحياة خلفنا غريبة منافقه‬
‫فابني على عظامنا دار ُعالك ال�شاهقه‬
‫*‬
‫أ�سمع يا �صديقتي ما يهتف الأعداء‬
‫� ُ‬
‫�أ�سمعهم من فجوة في خيمة ال�سماء‪:‬‬
‫«يا ويل من تنف�ست رئاته الهواء‬
‫من رئة م�سروقةٍ! ‪..‬‬
‫يا َ‬
‫ويل َم ْن �شرابه دماء!‬
‫ومن بنى حديقة ‪ ..‬ترابها �أ�شالء‬
‫يا ويله من وردها الم�سموم»!!‬ ‫ ‬
‫‪ 46‬محمود دروي�ش‬

‫عن الأمنيات‬

‫ال تقل لي‪:‬‬


‫الجزائر‬
‫ْ‬ ‫بائع خبز في‬
‫ليتني ُ‬ ‫ ‬
‫ لأغ ّني مع ثائر!‬
‫ال تقل لي‪:‬‬
‫اليمن‬
‫ْ‬ ‫موا�ش في‬
‫ٍ‬ ‫ليتني راعي‬ ‫ ‬
‫ لأغ ّني النتفا�ضات الزمن!‬
‫ال تقل لي‪:‬‬
‫ليتني عامل مقهى في ه َفانا‬ ‫ ‬
‫ لأغ ّني النت�صارات الحزانى!‬
‫ال تقل لي‪:‬‬
‫�صغير‬
‫ْ‬ ‫حما ًال‬
‫ليتني �أعمل في � ْأ�س َوان ّ‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪47‬‬

‫ لأغ ّني لل�صخور‬

‫*‬
‫يا �صديقي!‬
‫لن ي�صب النيل في الفولغا‬
‫وال الكونغو‪ ،‬وال الأردن‪ ،‬في نهر الفرات!‬
‫كل نهر‪ ،‬وله نبع ‪ ..‬ومجرى ‪ ..‬وحياة!‬
‫يا �صديقي! ‪� ..‬أر�ضنا لي�ست بعاقر‬
‫كل �أر�ض‪ ،‬ولها ميالدها‬
‫كل فجر‪ ،‬وله موعد ثائر!‬
‫‪ 48‬محمود دروي�ش‬

‫�سونا‬

‫الم�شاع‬
‫ْ‬ ‫ال�صفراء ‪ ...‬وال�شفة‬
‫ُ‬ ‫أزهارها‬
‫� ُ‬
‫و�سريرها الع�شرون مهترئ الغطاء‬
‫نامت على الإ�سفلت‪ ،‬ال �أحد يبيع ‪ ...‬وال يباع‬
‫وتقي�أت �س�أم المدينة‪ ،‬فالطريق‬
‫عار من الأ�ضواء ‪..‬‬
‫والمت�سولين على الن�ساء‬ ‫ ‬
‫نامت على الإ�سفلت‪ ،‬ال �أحد يبيع ‪ ...‬وال يباع!‬
‫يا بائع الأزهار! �إغمد في ف�ؤادي‬
‫زهر ًة �صفراء تنبت في الوحول!‬
‫هذا �أوان الخوف‪ ،‬ال �أحد �سيفهم ما �أقول‬
‫ٍ‬
‫موم�س ‪ ..‬كانت تتاجر في بالدي‬ ‫�أحكي لكم عن‬
‫بالفتية المت�سولين على الن�ساء‬
‫�أوراق الزيتون ‪49‬‬

‫�أزهارها �صفراء‪ ،‬نهداها م�شاع‬


‫و�سريرها الع�شرون مهترئ الغطاء‬
‫هذي بالد الخوف‪ ،‬ال �أحد �سيفهم ما �أقول‬
‫�إ ّال الذين ر�أوا �سحاب الوحل ‪ ...‬يمطر في بالدي!‬
‫يا بائع الأزهار! �إغمد في ف�ؤادي‬
‫زهر الوحول ‪ ...‬ع�ساي �أب�صق‬
‫ما ي�ضيق به ف�ؤادي‬
‫‪ 50‬محمود دروي�ش‬

‫الكلمة‬

‫محروم‬
‫ٌ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫ال�شاعر‬
‫دم ال�صحراء يغلي في ن�شي ِد ْه‬
‫ُ‬
‫العطا�ش‬
‫ْ‬ ‫وقوافل النوق‬
‫�أبداً ت�سافر في حدو ِد ْه‬
‫والحلوة ال�سمراء في �صدف البحار!‬

‫محروم‬
‫ٌ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫ال�شاعر‬
‫تعود �أن يموت ب�سيف �صمت ْه‬
‫َّ‬
‫�ألقى على عينيه كل ال�سر‬
‫قال‪ :‬غداً �ستفهمها عيوني‬
‫و�أنا تركت لك الكالم على عيوني‬
‫ِ‬
‫فهمت!‬ ‫لكن‪ِ � ،‬‬
‫أظنك ما‬ ‫ْ‬
‫�أوراق الزيتون ‪51‬‬

‫البكاء‬

‫ٍ‬
‫�شوق �إلى ح�ض ٍن فقد ُت ْه‬ ‫لي�س من‬
‫لي�س من ذكرى لتمثال ك�سرته‬
‫لي�س من حز ٍن على طفل دفنته‬
‫ �أنا �أبكي!‬
‫*‬
‫وملح‬
‫ُ‬ ‫�أنا �أدري �أن دمع العين خذالن ‪...‬‬
‫�أنا �أدري‪،‬‬
‫يلح‬
‫وبكاء اللحن ما زال ُّ‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫ال َت ُر ّ�شي من مناديلك عطراً‬
‫ل�ست �أ�صحو‬
‫ل�ست �أ�صحو ‪ُ ...‬‬‫ُ‬
‫قلبي ‪ ...‬يبكي!‬
‫ودعي َ‬ ‫ ‬
‫*‬
‫‪ 52‬محمود دروي�ش‬

‫تغز‬
‫�شوكة في القلب ما زالت ُّ‬
‫ينز‬ ‫ٍ‬
‫قطرات ‪ ...‬لم يزل جرحي ُّ‬ ‫ٍ‬
‫قطرات ‪...‬‬
‫�أين زر الورد؟‬
‫هل في الدم ورد؟‬ ‫ ‬
‫يا عزاء الميتين!‬
‫وعز!‬
‫هل لنا مجد ُّ‬ ‫ ‬
‫قلبي يبكي!‬
‫ �أتركي َ‬
‫*‬
‫خبئي عن �أذُني هذي الخرافات الرتيب ْه‬‫ِّ‬
‫�أنا �أدرى منك بالإن�سان ‪ ...‬بالأر�ض الغريب ْه‬
‫ِ‬
‫رايات م�أ�ساتي الخ�ضيب ْه‬ ‫أبع ُمهري ‪ ...‬وال‬
‫لم � ْ‬
‫ال�صخر وداء الحب ‪...‬‬
‫َ‬ ‫ولأني �أحمل‬
‫وال�شم�س الغريب ْه‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫ �أنا �أبكي!‬
‫*‬
‫مبكر‬
‫ْ‬ ‫�أنا �أم�ضي قبل ميعادي ‪...‬‬
‫عمرنا �أ�ضيق منا‪،‬‬
‫�أوراق الزيتون ‪53‬‬

‫أ�صغر‬
‫عمرنا �أ�صغر ‪ْ � ...‬‬
‫�صحيح‪ُ ،‬يثمر الموت حيا ًة‬
‫ٌ‬ ‫هل‬
‫أثمر‬
‫هل �س� ْ‬ ‫ ‬
‫في ي ِد الجائع خبزاً‪ ،‬في فم الأطفال َّ‬
‫�سك ْر؟‬
‫ �أنا �أبكي!‬
‫‪ 54‬محمود دروي�ش‬

‫الرباط‬

‫نفترق‬
‫ْ‬ ‫لن‬
‫�أمامنا البِحار‪ ،‬والغابات‬
‫نفترق؟‬
‫ْ‬ ‫فكيف‬
‫َ‬ ‫وراءنا‪.‬‬
‫يا �صاحبي! يا �أ�سود العينينِ‬
‫نفترق!‬
‫ْ‬ ‫خذني! كيف‬
‫ولي�س لي �سواك!‬

‫*‬
‫ْ‬
‫مقلتيك‬ ‫�سئمت‬
‫ُ‬ ‫لعلني‬
‫أبد!‬
‫يا ظامئ ًا �إلى ال ْ‬
‫لعلني �أخاف من ْ‬
‫يديك‬
‫أبد!‬
‫يا قا�سي ًا ‪� ..‬إلى ال ْ‬
‫�أوراق الزيتون ‪55‬‬

‫أحد‬
‫لكنني‪ ،‬بال � ْ‬
‫أحد!‬
‫بال � ْ‬ ‫ ‬
‫نفترق؟‬
‫ْ‬ ‫فكيف‬ ‫ ‬
‫*‬
‫يا �أجمل الوحو�ش! يا �صديقي‬
‫ما بيننا �سوى النفاق‬
‫ِ‬
‫والخوف من متاعب الطريق‬
‫البحر من �أمامنا‪.‬‬
‫ُ‬
‫والغاب من ورائنا‪،‬‬
‫ُ‬
‫نفترق؟‬
‫ْ‬ ‫فكيف‬ ‫ ‬
‫‪ 56‬محمود دروي�ش‬

‫عن ال�شعر‬

‫‪-1-‬‬
‫� ِ‬
‫أم�س‪ ،‬غَ َّن ْينا لنج ٍم فوق غيم ْه‬
‫وانغم�سنا في البكاء!‬
‫�أم�س‪ ،‬عاتبنا الدوالي‪ ،‬والقمر‬
‫والليالي والقدر‪،‬‬
‫وتوددنا الن�ساء!‬
‫ي�سكر‬
‫ْ‬ ‫والخ ّي ُام‬
‫دقت ال�ساعة‪َ ،‬‬
‫الم َخ َّد ْر‬‫وعلى وقع �أغانيه ُ‬
‫قد ظللنا ب�ؤ�ساء!‬
‫يا رفاقي ال�شعراء!‬
‫جديده‬
‫ْ‬ ‫نحن في دنيا‬
‫�أوراق الزيتون ‪57‬‬

‫ق�صيده‬
‫ْ‬ ‫يكتب‬
‫ْ‬ ‫مات من فات‪ ،‬فمن‬
‫والذرة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الريح‬
‫ِ‬ ‫في زما ِن‬
‫يخلق �أَ ْ‬
‫نبياء!‬ ‫ْ‬

‫‪-2-‬‬
‫ق�صائدنا‪ ،‬بال لون‬
‫ِ‬
‫�صوت!‬ ‫بال طع ٍم ‪ ...‬بال‬
‫بيت!‬ ‫الم�صباح من ٍ‬
‫بيت �إلى ِ‬ ‫َ‬ ‫�إذا لم تحمل‬
‫(الب َ�سطا) معانيها‬
‫و�إن لم يفهم ُ‬
‫ف�أولى �أن ُن َذ ّريها‬
‫ِ‬
‫لل�صمت!!‬ ‫نحن ‪...‬‬
‫ونخلد ُ‬
‫َ‬

‫‪-3-‬‬
‫أ�شعار‬
‫لو كانت هذي ال ْ‬
‫كادح‬
‫ْ‬ ‫�إزمي ً‬
‫ال في قب�ضة‬
‫كافح!‬
‫قنبلة في كف ُم ْ‬
‫أ�شعار!‬
‫لو كانت هذي ال ْ‬
‫*‬
‫‪ 58‬محمود دروي�ش‬

‫الكلمات‬
‫ْ‬ ‫لو كانت هذي‬
‫فالح‬
‫محراث ًا بين َي َد ْي ْ‬
‫مفتاح!‬
‫ْ‬ ‫وقمي�ص ًا ‪� ...‬أو باب ًا ‪� ...‬أو‬
‫الكلمات‬
‫ْ‬ ‫لو كانت هذي‬
‫*‬
‫� َأح ُد ال�شعراء يقول‪:‬‬
‫لو َ�س َّرت �أ�شعاري خالّني‬
‫و�أغاظت �أعدائي‬
‫ف�أنا �شاعر ‪..‬‬ ‫ ‬
‫و�أنا ‪� ..‬س�أقول!‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪59‬‬

‫الحزن والغ�ضب‬

‫طرب‬ ‫َ‬
‫�شفتيك ال ُي ْ‬ ‫ال�صوت في‬
‫ُ‬
‫غلب‬
‫والنار في رئتيك ال ُت ْ‬
‫أبيك على حذاء مهاج ٍر ُي ْ‬
‫�صلب‬ ‫و�أبو � َ‬
‫حلب‬
‫ونهدها ُي ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫�سواك‪،‬‬ ‫و�شفاهها ُتعطي‬
‫ُ‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فعالم ال‬

‫‪-1-‬‬
‫طريق الليلِ ‪ ،‬من حا ٍن لحا ِن‬
‫ِ‬ ‫�أم�س التقينا في‬
‫ِ‬
‫حاملتان‬ ‫َ‬
‫�شفتاك‬
‫ِ‬
‫ال�سنديان‬ ‫كل �أنينِ ِ‬
‫غاب‬ ‫َّ‬
‫الخم�سين‬
‫َ‬ ‫ورويت لي للمر ِة‬
‫َ‬
‫حب فالنةٍ‪ ،‬وهوى فال ِن‬
‫َّ‬
‫‪ 60‬محمود دروي�ش‬

‫وزجاجة الكونياك‪،‬‬
‫والخيام‪ ،‬وال�سيف اليماني!‬
‫ّ‬
‫المفتوح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جرحك‬ ‫تخد ُر‬
‫عبث ًا ِّ‬
‫عربد ُة القناني!‬ ‫ ‬
‫كنار الليلِ جامح َة الأماني!‬
‫طوع يا َ‬
‫عبث ًا ُت ِّ‬
‫بنيت من الأغاني!‬ ‫َ‬
‫�شفتيك ‪ ...‬تهدم ما َ‬ ‫الريح في‬
‫ُ‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فعالم ال‬

‫‪-2-‬‬
‫لتعي�ش!‬
‫َ‬ ‫ابت�سم‬
‫ْ‬ ‫قالوا‪:‬‬
‫للطريق‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫عيونك‬ ‫فابت�سمت‬
‫ْ‬
‫الحريق‬
‫ْ‬ ‫عيناك من ٍ‬
‫قلب ُي َر ِّمده‬ ‫َ‬ ‫وتبر� ْأت‬
‫َّ‬
‫رفيق!‬
‫�سعيد يا ْ‬
‫ٌ‬ ‫وحلفت لي‪� :‬إني‬
‫َ‬
‫الرقيق‪:‬‬
‫ْ‬ ‫وقر�أت فل�سفة ابت�سامات‬
‫الر�شيق!‬
‫ْ‬ ‫الخمر‪ ،‬والخ�ضراء‪ ،‬والج�سد‬
‫َ‬
‫بخمرك‪،‬‬ ‫أيت دمي‬
‫ف�إذا ر� َ‬
‫رفيق؟؟‬
‫كيف ت�شرب يا ْ‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪61‬‬

‫‪-3-‬‬
‫القرية الأطالل‪،‬‬
‫واليباب‬
‫ْ‬ ‫والناطور‪ ،‬والأر�ض‬
‫وجذوع زيتوناتكم ‪...‬‬
‫غراب!‬
‫ْ‬ ‫�أع�شا�ش ُبو ٍم �أو‬
‫المحراث هذا العام؟‬
‫َ‬ ‫من َه َّي�أ‬
‫التراب‬
‫ْ‬ ‫ربى‬ ‫من ّ‬
‫أين � َ‬
‫أبوك؟‬ ‫أخوك ‪َ � ..‬‬‫يا �أنت! ‪� ..‬أين � َ‬
‫�سراب!‬
‫ْ‬ ‫�إنهما‬
‫جئت؟ ‪� ..‬أمن جدا ٍر؟‬ ‫من �أين َ‬
‫ال�سحاب؟‬
‫ْ‬ ‫هبطت من‬ ‫َ‬ ‫�أم‬
‫�أ ُترى ت�صون كرامة الموتى‪،‬‬
‫باب؟‬ ‫وتطرق في ختام الليل ْ‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫وعالم ال‬
‫َ‬
‫‪-4-‬‬
‫�أتحبها؟‬
‫�أحببت قبلك‪،‬‬
‫وارتجفت على جدائلها الظليل ْه‬
‫ُ‬
‫‪ 62‬محمود دروي�ش‬

‫كانت جميل ْه‬


‫لكنها رق�صت على قبري‪ ،‬و�أيامي القليل ْه‬
‫وتخا�صرت والآخرين ‪ ...‬بحلبة الرق�ص الطويل ْه‬
‫التاريخ‬
‫َ‬ ‫نعاتب‬
‫ُ‬ ‫و�أنا و�أنت‪،‬‬
‫والع َل َم الذي فقد الرجول ْه‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫َمن نحن؟‬
‫ال�شوارع‬
‫ِ‬ ‫دع َن َز َق‬
‫يرتوي من ذل رايتنا القتيل ْه‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فعالم ال‬

‫‪-5-‬‬
‫ال�صباح‬
‫ْ‬ ‫�إ ّنا حملنا الحزن �أعوام ًا وما طلع‬
‫نار ُت ْخ ِم ُد ال ُ‬
‫أيام �شهو َتها‪،‬‬ ‫والحزن ٌ‬
‫الرياح‬
‫ْ‬ ‫وتوقظها‬
‫عندك‪ ،‬كيف ُت ِ‬
‫لج ُمها؟‬ ‫َ‬ ‫والريح‬
‫�سالح‬
‫ْ‬ ‫وما َ‬
‫لك من‬
‫الريح والنيرا ِن ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫�إلاّ ُ‬
‫لقاء‬
‫في وط ٍن ُم ْ‬
‫باح؟!‬
‫�أوراق الزيتون ‪63‬‬

‫�أجمل حب‬

‫�صخره‬
‫ْ‬ ‫كما ينبت الع�شب بين مفا�صل‬
‫ُوجدنا غريبين يوما‬
‫وكانت �سماء الربيع ت�ؤلف نجم ًا ‪ ...‬ونجما‬
‫وكنت أ��ؤلف فقرة حب ‪..‬‬
‫ِ‬
‫لعينيك ‪ ..‬غنيتها!‬
‫ِ‬
‫عيناك �أني انتظرت طويال‬ ‫أتعلم‬
‫� ُ‬
‫طائر‬
‫ال�صيف ْ‬
‫َ‬ ‫انتظر‬
‫َ‬ ‫كما‬
‫المهاجر‬
‫ْ‬ ‫ونمت ‪ ..‬كنوم‬
‫ُ‬
‫لت�صحو عين ‪ ..‬طويال‬
‫َ‬ ‫فعين تنام‪،‬‬
‫ٌ‬
‫وتبكي على �أختها‪،‬‬
‫حبيبان نحن‪� ،‬إلى �أن ينام القمر‬
‫ونعلم �أن العناق‪ ،‬و�أن القبل‬
‫‪ 64‬محمود دروي�ش‬

‫طعام ليالي الغزل‬


‫و�أن ال�صباح ينادي خطاي لكي ت�ستمر‬
‫على الدرب يوم ًا جديداً!‬
‫بقربي ك ّف ًا بكف‬
‫َ‬ ‫�صديقان نحن‪ ،‬ف�سيري‬
‫مع ًاَ‪ ،‬ن�صنع الخبز والأغنيات‬
‫لماذا ن�سائل هذا الطريق ‪ ..‬لأي م�صير‬
‫ي�سير بنا؟‬
‫ومن �أين لملم �أقدامنا؟‬
‫فح�سبي‪ ،‬وح�سبك �أ ّنا ن�سير ‪...‬‬
‫معاً‪ ،‬للأبد‬
‫لماذا نفت�ش عن �أُغنيات البكاء‬
‫بديوان �شعر قديم؟‬
‫ون�س�أل‪ :‬يا حبنا! هل تدوم؟‬
‫حبك ُح َّب القوافل واح َة ع�شب وماء‬ ‫�أُ ِ‬
‫وحب الفقير الرغيف!‬
‫كما ينبت الع�شب بين مفا�صل �صخره‬
‫وجدنا غريبين يوما‬
‫ونبقى رفيقين دوما‪.‬‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪65‬‬

‫رباعيات‬

‫وطني! لم يعطني حبي َل ْك‬


‫غير �أخ�شاب �صليبي!‬
‫ْ‬
‫أجملك!‬
‫وطني‪ ،‬يا وطني‪ ،‬ما �‬
‫خذ عيوني‪ ،‬خذ ف�ؤادي‪ ،‬خذ ‪ ..‬حبيبي!‬

‫*‬
‫أحبائي �أُغ ّني‬ ‫ِ‬
‫في توابيت � َّ‬
‫ال�صغار‬
‫ْ‬ ‫أحبائي‬
‫أراجيح � َّ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫عائد لي‪ ،‬فانتظرني‬
‫َد ُم َج ِّدي ٌ‬
‫� ِآخ ُر الليلِ ْ‬
‫نهار! ‪..‬‬

‫*‬
‫الزنابق‬ ‫عطر‬ ‫ِّ‬
‫ال�سكينِ لن َ‬
‫ْ‬ ‫يفهمها ُ‬ ‫�شهو ُة‬
‫‪ 66‬محمود دروي�ش‬

‫ينام ‪..‬‬
‫وحبيبي ال ْ‬
‫م�شانق‬
‫ْ‬ ‫منبر �أ�شعاري‬
‫وليكن ُ‬ ‫ْ‬ ‫�س�أُغني‪،‬‬
‫�سالم ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫وعلى النا�س‬

‫*‬
‫قلب‬ ‫ُ‬
‫يحفظ ُه عن ظهر ْ‬ ‫أجمل الأ�شعا ِر ما‬
‫� ُ‬
‫قارئ ‪..‬‬
‫كل ْ‬ ‫ُّ‬
‫أنا�شيد َك ُ�ش ْ‬
‫رب‬ ‫النا�س � َ‬‫ب ُ‬ ‫ي�شر ِ‬
‫ف�إذا لم َ‬
‫خاطئ ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫وحدي‬
‫َ‬ ‫قلْ ‪� ،‬أنا‬

‫*‬
‫ربما �أذكر فر�ساناً‪ ،‬وليلى َب َد ِو َّي ْه‬
‫ِ‬
‫�شم�س‬ ‫وق في مغ ِرب‬ ‫ورعا ًة يحلِبون ال ّن َ‬
‫الجاهلي ْه‬
‫َّ‬ ‫الع�صور‬
‫َ‬ ‫تمنيت‬
‫ُ‬ ‫يا بالدي‪ ،‬ما‬
‫َف َغ ِدي‪ُ � ،‬‬
‫أف�ضل من يومي و�أم�سي!!‬

‫*‬
‫ممرا‬ ‫المن�سي ما َ‬
‫زال ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ال�شائك‬ ‫الممر‬
‫ُّ‬
‫عام‬ ‫الخطى في ِ‬
‫ذات ْ‬ ‫و�ست�أتيه ُ‬
‫�أوراق الزيتون ‪67‬‬

‫عم َر دهرا‬
‫يكبر �أحفاد الذي َّ‬
‫عندما ُ‬
‫الظالم ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫أنياب‬
‫ال�صخر‪ ،‬و� َ‬
‫َ‬ ‫يقلع‬
‫ُ‬
‫*‬
‫ِ‬
‫البرتقال‬ ‫عيون‬
‫َ‬ ‫القيت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ثقوب ال�سجنِ‬ ‫من‬
‫ِ‬
‫الرحيب‬ ‫وعناق البح ِر وال ِ‬
‫أفق‬ ‫َ‬
‫ا�شتد �سوا ُد الحزن في �إحدى الليالي‬
‫ف�إذا َّ‬
‫ِ‬
‫بجمال الليلِ ‪ ،‬في َ�شع ِر حبيبي!!‬ ‫أتعزى‬
‫� َّ‬
‫*‬
‫الكف‪ ،‬ونم�شي‬
‫ِّ‬ ‫الكف على‬
‫َُّ‬ ‫َ‬
‫ي�ضغط‬ ‫ُح ُّبنا � ْأن‬
‫الرغيف ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫و�إذا جعنا تقا�سمنا‬
‫ِ‬
‫أحميك برم�شي‬ ‫في ليالي البر ِد �‬
‫ْ‬
‫تطوف!!‬ ‫وب�أ�شعا ٍر على ال�شم�س‬

‫*‬
‫الم�ساء‬
‫ْ‬ ‫أجمل الأ�شياءِ �أن ن�شرب �شاي ًا في‬
‫� ُ‬
‫وعن ال ِ‬
‫أطفال نحكي ‪..‬‬
‫فاء‬
‫وغد ال نلتقي فيه َخ ْ‬
‫‪ 68‬محمود دروي�ش‬

‫َو ِم َن ال ِ‬
‫أفراح‪ ،‬نبكي!!‬
‫*‬
‫ق�صائد‬
‫ْ‬ ‫ال �أُريد الموت‪ ،‬ما دامت على الأر�ض‬
‫تنام!‬
‫وعيون ال ْ‬
‫ف�إذا جاء‪ ،‬ولن ي�أتي ب�إذن‪ ،‬لن �أُ ْ‬
‫عاند‬
‫الختام‬
‫ْ‬ ‫بل �س�أرجوه‪ ،‬لكي �أرثي‬
‫*‬
‫أنام‬
‫لم �أجد �أين � ْ‬
‫ال �سرير �أرتمي في �ضفتي ْه‬
‫ال�سالم‪:‬‬
‫ْ‬ ‫موم�س مرت وقالت دون �أن تلقي‬
‫�شئت ‪ ..‬ع�شرين جني ْه!!‬
‫�سيدي! �إن َ‬
‫�أوراق الزيتون ‪69‬‬

‫لوركا‬

‫عفو زهر الدم‪ ،‬يا لوركا‪ ،‬و�شم�س في ْ‬


‫يديك‬ ‫َ‬
‫و�صليب يرتدي نار ق�صيده‪.‬‬
‫يحجون �إليك‬
‫�أجمل الفر�سان في الليل ‪ّ ...‬‬
‫ب�شهيد ‪ ..‬و�شهيده‬

‫*‬
‫هكذا ال�شاعر‪ ،‬زلزال ‪ ..‬و�إع�صار مياه‬
‫ورياح‪� ،‬إن ز�أر‬
‫يهم�س ال�شارع لل�شارع‪ ،‬قد مرت خطاه‬
‫فتطاير يا حجر!‬

‫*‬
‫هكذا ال�شاعر‪ ،‬مو�سيقى‪ ،‬وترتيل �صاله‬
‫‪ 70‬محمود دروي�ش‬

‫هم�س‬
‫ْ‬ ‫ون�سيم‪� ،‬إن‬
‫ي�أخذ الح�سناء في لين �إله!‬
‫وله الأقمار ع�ش‪� ،‬إن جل�س!‬

‫*‬
‫لم تزل �إ�سبانيا �أتع�س �أُمّ‬
‫�أرخت ال�شعر على �أكتافها‬
‫المدلهم‬
‫ّ‬ ‫وعلى �أغ�صان زيتون الم�ساء‬
‫علقت �أ�سيافها!‬

‫*‬
‫عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات‬
‫ويغني في الخفاء‬
‫وب�أ�شعارك يا لوركا‪ ،‬يلم ال�صدقات‬
‫من عيون الب�ؤ�ساء!‬

‫*‬
‫العيون ال�سود في �إ�سبانيا‪ ،‬تنظر �شزرا‬
‫أبكم‬
‫وحديث الحب � ْ‬
‫�أوراق الزيتون ‪71‬‬

‫يحفر ال�شاعر في كفيه قبرا‬


‫�إن تكلم!‬

‫*‬
‫ن�سي الن�سيان �أن يم�شي على �ضوء دمك‬
‫أزهار القمر‬
‫فاكت�ست بالدم � ُ‬
‫ٌ‬
‫حرف من فمك‬ ‫�أنبل الأ�سياف ‪...‬‬
‫عن �أنا�شيد الغجر!‬

‫*‬
‫�آخر الأخبار من مدريد‪� ،‬أن الجرح قال‪:‬‬
‫�شبع ال�صابر �صبرا!‬
‫وزهر البرتقال‬
‫ُ‬ ‫�أعدموا غوليان في الليل‪،‬‬
‫لم يزل ين�شر عطرا‪.‬‬

‫*‬
‫�أجمل الأخبار من مدريد‪،‬‬
‫ما ي�أتي غدا‬
‫‪ 72‬محمود دروي�ش‬

‫حنين �إلى ال�ضوء‬

‫النهار‬
‫ْ‬ ‫النا�س لو �سرنا على �ضوء‬
‫ماذا يثير َ‬
‫وحملت ِ‬
‫عنك حقيبة اليد ‪ ...‬والمظل ْه‬ ‫ُ‬
‫و�أخذت ثغرك عند زاوية الجدار‬
‫وقطفت قبله!‬
‫عيناك!‬
‫تنع�سان!‬
‫ْ‬ ‫�أحلم �أن �أرى عينيك يوم ًا‬
‫ِ‬
‫�شم�س‬ ‫ف�أرى هدوء البحر عند �شروق‬
‫�شفتاك!‬
‫تقبالن‬
‫�أحلم �أن �أرى �شفتيك حين ِّ‬
‫ف�أرى ا�شتعال ال�شم�س في ميالد عر�س!‬
‫ِ‬
‫أوقدت عندي �شمعتين‬ ‫ماذا يغيظ الليل‪ ،‬لو �‬
‫ال�شعاع‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫وجهك حين يغ�سله‬ ‫ور�أيت‬
‫�أوراق الزيتون ‪73‬‬

‫ور�أيت نهر العاج‪ ،‬يحر�سه رخام الزورقين‬


‫ال للر�ضاع!‬ ‫ف�أعود طف ً‬
‫ِ‬
‫مقلتيك‬ ‫من بئر م�أ�ساتي ‪�ُ ...‬أنادي‬
‫كي تحمال خمر ال�ضياء �إلى عروقي‬
‫ماذا يثير النا�س لو �ألقيت ر�أ�سي في يديك‬
‫وطويت خ�صرك في الطريق!!‬ ‫ ‬
‫‪ 74‬محمود دروي�ش‬

‫بطاقة هوية‬

‫َ�س ِّجلْ !‬
‫�أنا عربي‬
‫ألف‬
‫خم�سون � ْ‬
‫َ‬ ‫ورقم بطاقتي‬
‫ُ‬
‫و�أطفالي ثماني ٌة‬
‫�صيف!‬
‫ْ‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫وتا�س ُعهم ‪� ...‬سي�أتي َ‬
‫غ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فهلْ َت‬

‫*‬
‫�سجل!‬
‫�أنا عربي‬
‫محجر‬ ‫الكدح في‬
‫ِ‬ ‫أعمل مع ِ‬
‫رفاق‬ ‫و� ُ‬
‫ْ‬
‫و�أطفالي ثماني ٌة‬
‫�أوراق الزيتون ‪75‬‬

‫رغيف الخب ِز‪،‬‬


‫َ‬ ‫لهم‬ ‫� ُّ‬
‫أ�سل ْ‬
‫والدفتر‬
‫ْ‬ ‫أثواب‬
‫وال َ‬
‫من ال�صخر ‪..‬‬
‫ال�ص َد ِ‬
‫قات من باب ِ ْك‬ ‫أتو�س ُل َّ‬
‫وال � َّ‬
‫أ�صغر‬
‫وال � ْ‬
‫أمام ِ‬
‫بالط �أعتابك‬ ‫� َ‬ ‫ ‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فهل‬ ‫ ‬
‫*‬
‫�سجل!‬
‫�أنا عربي‬
‫ب‬‫إ�سم بال َل َق ِ‬‫�أَنا � ٌ‬
‫ور في بال ٍد ُك ُّل ما فيها‬ ‫َ�ص ُب ٌ‬
‫ِ‬
‫الغ�ضب‬ ‫يعي�ش ب َف ْور ِة‬
‫ُ‬
‫جذوري‪..‬‬ ‫ ‬
‫ر�ست‬
‫ْ‬ ‫قبل ميال ِد الزما ِن‬ ‫َ‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫الحقب‬ ‫َ‬
‫وقبل تف ُّت ِح‬ ‫ ‬
‫ال�سر ِو والزيتو ِن‬ ‫َ‬
‫وقبل ّ‬ ‫ ‬
‫‪ 76‬محمود دروي�ش‬

‫ِ‬
‫الع�شب‬ ‫ترعرع‬
‫ِ‬ ‫‪َ ..‬‬
‫وقبل‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫المحراث‬ ‫�أبي‪ ...‬من �أُ�سر ِة‬
‫ال من �سادةٍ ُن ُج ِ‬
‫ب‬ ‫ ‬
‫كان فالح ًا‬‫وجدي َ‬‫ّ‬
‫ِ‬
‫ن�سب!‬ ‫ح�سب‪ ..‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫بال‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫قبل قراء ِة‬
‫�س َ‬‫ُي َعلمني �شموخ ال َن ْف ِ‬
‫كوخ ناطو ٍر‬
‫وبيتي‪ُ ،‬‬ ‫ ‬
‫ِ‬
‫والق�صب‬ ‫من الأعوا ِد‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫ر�ضيك منزلتي؟‬ ‫فهل ُت‬ ‫ ‬
‫إ�سم بال ِ‬
‫لقب!‬ ‫ �أنا � ٌ‬
‫*‬
‫َ�س ِّجلْ !‬
‫�أنا عربي‬
‫فحمي‬
‫ُّ‬ ‫ولون ال�شع ِر‪..‬‬
‫ُ‬
‫ولون العينِ ‪ُّ ..‬‬
‫بني‬ ‫ُ‬
‫وميزاتي‪:‬‬
‫فوق كوفِ َّي ْه‬ ‫ٌ‬
‫عقال َ‬ ‫على ر�أ�سي‬ ‫ ‬
‫�أوراق الزيتون ‪77‬‬

‫وكفي �صلب ٌة كال�صخ ِر‪...‬‬


‫تخم�ش من يالم�سها‬
‫ُ‬ ‫ ‬
‫وعنواني‪:‬‬
‫من�سي ْه‬
‫َّ‬ ‫ �أنا من قريةٍ عزالء‪...‬‬
‫�شوارعها بال �أ�سماء‬ ‫ ‬
‫والمحجر‬
‫ْ‬ ‫وكل رجالها‪ ...‬في الحقلِ‬ ‫ ‬
‫تغ�ضب؟‬
‫ْ‬ ‫فهل‬ ‫ ‬
‫*‬
‫�سجل‬
‫�أنا عربي‬
‫لبت كروم �أجدادي‬
‫ُ�س ُ‬
‫أفلحها‬
‫كنت � ُ‬
‫و�أر�ض ًا ُ‬ ‫ ‬
‫وجميع �أوالدي‬
‫ُ‬ ‫ �أنا‬
‫ِّ‬
‫ولكل �أحفادي‬ ‫ولم تترك لنا‪..‬‬ ‫ ‬
‫�سوى هذي ال�صخور‪..‬‬ ‫ ‬
‫فهل �ست� ُ‬
‫أخذها‬ ‫ ‬
‫حكومتكم ‪ ...‬كما قيال!؟‬
‫ْ‬ ‫ ‬
‫‪ 78‬محمود دروي�ش‬

‫إذن!‬
‫� ْ‬
‫أ�س ال�صفح ِة الأولى‬
‫�سجل‪ ..‬بر� ِ‬
‫ِّ‬ ‫ ‬
‫النا�س‬
‫أكره َ‬
‫ �أنا ال � ُ‬
‫وال �أ�سطو على �أحد‬ ‫ ‬
‫جعت‬
‫ُ‬ ‫ولك ّني‪� ...‬إذا ما‬
‫لحم مغت�صبي‬
‫آكل َ‬ ‫ � ُ‬
‫حذا ِر‪ ...‬حذا ِر‪ ...‬من جوعي‬
‫ومن غ�ضبي!!‬ ‫ ‬

You might also like