Professional Documents
Culture Documents
حماية المبلغين عن جرائم الفساد في القانون الجزائري
حماية المبلغين عن جرائم الفساد في القانون الجزائري
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
تاريخ قبول المقال 2020-05-15 :تاريخ نشر المقال2020-06-03: تاريخ ارسال المقال2020-04-07 :
الملخص:
نتناول في هذه الورقة البحثية اإلطار القانوني الذي يحكم مسالة التبليغ عن جرائم الفساد في الجزائر وذلك من
أ أ أ
خالل حصر الطر والتدابير التي اتخذتها الجزائر في هذا الصدد ،والتي نجدها تتلخص في إطارين ،اإلطار الول يتالف
أ
من مجموعة ضمانات منها ضمان حظر الكشف عن هوية الشهود والمبلغين والخبراء و تغيير اماكن إقامتهم كما يتضمن
ضمان اعتماد الوسائل الحديثة لإلدلء بالشهادة أاو التبليغ عن جرائم الفساد ،وإطار ثان يشمل مجموعة من الدوافع ذات
أ
الوصف الجزائي أاهمها تدابير تشديد العقاب على بعض الشخاص الذين يمتنعون عن التبليغ عن جرائم الفساد وذلك
أ
نظرا لصفاتهم ومراكزهم ،ودافع اخر مضمونه اإلعفاء من العقوبة او تخفيضها لمن يتعاونون مع العدالة في هذا الصدد.
أ
الكلمات المفتاحية :مكافحة الفساد ،التبليغ ،المبلغين ،العقوبة ،العذار المعفية،
Abstract:
in this paper, we discuss the legal framework governing the reporting of corruption crimes in
Algeria, by limiting the frameworks and measures taken by Algeria in this regard, which are
summarized in two frameworks. It also includes ensuring that modern methods of testimony or
reporting of corruption are adopted, A second framework includes a set of motives with a criminal
description, the most important of which are measures to intensify the punishment of some persons
who fail to report crimes of corruption due to their qualities and status, and another motive is the
exemption or reduction of punishment for those who cooperate with justice in this regard.
KEY WORDS: reporting of corruption crimes, Reporting, whistleblower, punishment, exempted
excuses,
104
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
مقدمة:
يعد موضوع حماية الشهود والمبلغين من الموضوعات ُالمستحدثة ،والتي ارتبط الحديث عنها ّ
بتطور مفهوم الجريمة بصفة عامة وجريمة الفساد بصفة خاصة بعد أان أاخذت في العصر الحديث ً
منحى
خطي ًرا ،وحيث يلعب التبليغ عن الجـرائم والشهادة على مرتكبيها والخبرة دو ًرا مهما في مواجهتها من
خالل معاونة أاجهزة العدالـة الجنائية في إثبات جريمتهم وإدانتهم ،ونظرا لخطورة مرتكبي الجرائم ،ومـا
قـد يتعرض له الشهود من ترهيب أاو تهديد قد يصل إلى حد العتداء والقتـل إلثنـائهم عـن معاونة العدالة،
لذلك بات لز ًاما على رجال العدالة الجنائية في كافة الدول الهتمام بتـوفير الحماية القانونية الالزمة
لحثهم وتشجيعهم على التعاون مع أاجهزة العدالة الجنائية في الحد من هذه الظاهرة لهؤلء أالشخاص ّ
الخطيرة .
وللمبلغين دوار جوهريا في كشف الفساد والحتيال وسوء اإلدارة وغيرها من العتداءات التي تهدد
الصحة والسالمة العامة ،والنزاهة المالية ،وحقوق اإلنسان ،والبيئة والقانون ،باإلبالغ عن معلومات
أ
عن مثل هذه الجرائم ،فقد ساعد المبلغون في إنقاذ أارواح ل حصر لها ومليارات الدولرات من الموال
العامة ،وفي الغالب يقدم المبلغون على مخاطرة كبيرة ،فقد يفصلون من أاعمالهم ،أاو يحاكمون ،أاو
يوضعون على قوائم سوداء ،أاو يعتقلون وفي بعض الحالت يتعرضون لالعتداء أاو القتل ،وتقديرا لدورهم
في محاربة الفساد ،تعهدت العديد من الدول بسن قوانين لحماية المبلغين عبر التفاقيات الدولية،
وتطبق الكـثير من الحكومات و المؤسسات والمنظمات غير الربحية في أانحاء العالم إجراءات حماية
المبلغين ،ولكن من الضروري أان توفر هذه السياسات قنوات متاحة للمبلغين لإلبالغ بمعلوماتهم لها،
وتحمي المبلغين من كافة أاشكال اإلنتقام ،وتضمن أان المعلومات التي يبلغون عنها يمكن أان تستخدم
أ
في القيام بإصالحات ضرورية للمساعدة في ضمان ان يحصل المبلغون على الحماية المالئمة وفرص
اإلفصاح(.)1
والجزائر إحدى البلدان التي واجهة و تواجه ظاهرة الفساد على اختالف مجالتها ،وذلك من خالل
أ
مجموعة من التدابير تمليها الحاجة للمحافظة على أامنها القتصادي والجتماعي بالدرجة الولى ،كما
أ
تلزمها بها القواعد الدولية من خالل انضمامها إلى المعاهدات والتفاقيات ذات الصلة ،وتعد مسالة
أ أ أ
حماية المبلغين احد اهم هذه التدابير المشار إليها ،ومن هنا يمكن ان نطرح اإلشكالية التالية:
ما هي الضمانات والدوافع التي يقرها المشرع الجزائري للمبلغين عن جرائم الفساد؟
( )1المبادئ الدولية لقانون حماية المبلغين ،الممارسات القانونية الفضلى لحماية المبلغين الداخليين ودعم التبليغ الداخلي من أاجل
المصلحة العامة ،ص( ،)03منظمة الشفافية الدولية ،أالت موبيت 10959 96برلين أالمانيا. ISBN: 978-3-943497-42-7.
105
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية نعرض الموضوع في خطة كالسيكية ،تتالف من مبحثين كل منهما
بمطلبين:
أ
المبحث الول :ضمانات حماية المبلغين عن الفساد.
أ
-المطلب الول :حظر الكشف عن هوية الشهود والمبلغين والخبراء و تغيير أاماكن إقامتهم
-المطلب الثاني :اعتماد الوسائل الحديثة لإلدلء بالشهادة أاو التبليغ عن جرائم الفساد
المبحث الثاني :دوافع التبليغ عن جرائم الفساد
أ
-المطلب الول :تدابير تشديد العقاب
-المطلب الثاني :تدابير اإلعفاء من العقوبة أاو تخفيضها
أ
المبحث الول :ضمانات حماية المبلغين عن جرائم الفساد
يكـفل المشرع الجزائري للمبلغين مجموعة من الضمانات ،تتمثل في اإلجراءات والتدابير العملية
بقصد الحفاظ على أامنهم وسالمتهم ،وقد تتغير اإلجراءات من حيث الصرامة حسب طبيعة الجريمة
وخطورة المجرم وتتفاوت حسب المرحلة التي تمر بها الدعوى الجزائية ،فما يتخذ من إجراءات في مرحلة
التحقيق ل يتطابق بالضرورة مع ما يتخذ في مرحلة المحاكمة(.)2
وتتمثل هذه الضمانات في التدابير اإلجرائية الخاصة بحماية المبلغين في حظر الكشف عن هويتهم
وتغيير أاماكن إقامتهم ( مطلب أاول) واعتماد الوسائل الحديثة لإلدلء بالشهادة (مطلب ثان).
أ أ
المطلب الول :حظر الكشف عن هوية الشهود والمبلغين والخبراء وتغيير اماكن اقامتهم
من أاهم ال ليات المستحدثة لحماية المبلغين نجد إجراء حظر الكشف عن هويتهم أ(اول) ،و تغيير
أاماكن إقامتهم (ثانيا).
أ
اول :حظر الكشف عن هوية الشهود و المبلغين والخبراء
أ
بالعودة إلى أاحكام اتفاقية المم المتحدة لمكافحة الفساد والتي كانت الجزائر قد انضمت إليها
سنة 2004نجد أانها تنص على حظر الكشف عن هوية الشهود و المبلغين والخبراء ،وذلك بموجب
( )2حال محمد سليـم زودة ،الشاهد في الدعوى الجزائية ،دراسة مقارنة ،أاطروحة لنيل الدكـتوراة ،كلية الحقوق ،جامعة دمشق 2008،
،سوريا ،ص(.)449
106
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ أ
الفقرة الولى من المادة 32التي جاءت بما يلي« :إرساء إجراءات لتوفير الحماية الجسدية لولئك
أ أ
الشخاص كالقيام مثال بالقدر الالزم والممكن عمليا بتغيير اماكن إقامتهم والسماح عند القتضاء بعدم
أ أ
إفشاء المعلومات المتعلقة بهويتهم واماكن تواجدهم او قيود على إفشاءها» .
أ
كما أالزمت المادة 33من التفاقية بان تنظر كل دولة طـرف في أان تدخل في صلب نظامها القانوني
أ أ
الداخلي تدابير مناسبة لتوفير الحماية من أاي معاملة ل مسوغ لها لي شخص يقوم ،بحسن نية ولسباب
أ أ
وجيهة ،بإبالغ السلطات المختصة باي وقائع تتعلق بافعال مجرمة وفقا لهذه التفاقية.
وكذلك جاء في المادة 14من التفاقية العربية لمكافحة الفساد تحت عنوان حماية المبلغين والشهود
والخبراء والضحايا مايلي:
"توفر الدولة الطرف الحماية القانونية الالزمة للمبلغين والشهود والخبراء والضحايا الذين يدلون
أ أ
بشهادة تتعلق بافعال تجرمها هذه التفاقية وتشمل هذه الحماية أاقاربهم والشخاص وثيقي الصلة بهم،
من أاي انتقام أاو ترهيب محتمل ،ومن وسائل هذه الحماية:
1.توفير الحماية لهم في أاماكن إقامتهم .
2.عدم إفشاء المعلومات المتعلقة بهويتهم أواماكن تواجدهم .
أ
3.أان يدلي المبلغون والشهود والخبراء والضحايا باقوالهم على نحو يكـفل سالمتهم مثل اإلدلء بالشهادة
عبر استخدام تقنية التصالت .
أ أ أ أ
4.اتخاذ اإلجراءات العقابية بحق كل من افشى معلومات متعلقة بهوية او باماكن تواجد المبلغين او
الشهود أاو الخبراء أاو الضحايا.
أ
وتنفيذا لتفاقية المم المتحدة لمكافحة الفساد التي صادقت الجزائر عليها بموجب المرسوم الرائسي
128/04المؤرخ في 19افريل 2004تم إعداد قانون خاص للكشف عن جرائم الفساد و الحد منه( )3وهو
ما تم تجسيده في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم ،)4(01/06ودائما مع غرض مجارات المشرع
الجزائري للقواعد الدولية في هذا الصدد بموجب التزامات النضمام الى هذه التفاقيات ،تم تنصيب
أ
خلية(الخلية الدائمة لمتابعة تطبيق اتفاقية المم المتحدة لمكافحة الفساد) بموجب تعليمة الوزير
( )3ناجي بن حسين،الفساد أاسبابه أاثار ه و إستراتيجية مكافحته إشارة لحالة الجزائر ،مجلة القتصاد و المجتمع ،عدد 4،كلية الحقوق،
الجزائر ،2007،ص(.)34
( )4قانون رقم ، 01/06مؤرخ في فبراير ، 2006يتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحيه ،جريدة رسمية ،عدد ، 14صادرة في 2مارس
2006م .
107
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ أ
الول رقم 608المؤرخة في 15اوت 2010وهي تعمل بشكل دائم على التنسيق بين مختلف القطاعات
فيما يخص متابعة تنفيذ التوصيات المنبثة عن عملية استعراض الجزائر وجمع المعلومات على
الممارسات الفضلى في هذا اإلطار ،وقد سجلت الخلية المعلومات التية:
فيما يخص حماية الشهود والخبراء والضحايا والمبلغين تم تعديل قانون اإلجراءات الجزائية
أ
بموجب المر رقم 02/15المؤرخ في 2015/07/23بإدراج فصل سادس بعنوان " حماية الشهود
والخبراء والضحايا"
أ
يقر هذا الفصل الجديد للفئة المذكورة إذا كانت حياتهم أاو سالمتهم أاو مصالحهم الساسية معرضة
لتهديد خطير بسبب المعلومات التي يمكنهم تقديمها للقضاء في قضايا محددة والتي من بينها الفساد،
تدابير حماية إجرائية أواخرى غير إجرائية يمكن اتخاذها قبل مباشرة المتابعات الجزائية وفي أاية مرحلة
من اإلجراءات القضائية.
غير اإلجرائية :نص المشرع الجزائري على هذا اإلجراء بموجب المادة 65مكرر 20من قانون اإلجراءات
الجزائية المعدل والمتمم(،)5
( )5المادة 65مكرر 20من أامر رقم ،155/66مؤرخ في 8يونيو ، 1966يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،معدل ومتمم ،بموجب أالمر
22/06المؤرخ في 20ديسمبر .2006
108
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ أ
-حفظ الهوية والعنوان الحقيقيان للشاهد او الخبير او المبلغ في ملف خاص يملكه إما وكيل
أ
الجمهورية او قاضي التحقيق حسب كل حالة.
أ
ثانيا :تغيير اماكن اقامة الشهود و المبلغين و الخبراء
أ
منح المشرع الجزائري للمبلغين تدبيرا إجرائيا يتمثل في تغير أامكان إقامتهم( ،)6حتى وان تعلق المر
أ
بسجين فإنه يوضع في جناح يتوفر على حماية خاصة ،حيث يعد هذا اإلجراء ال كـثر ضمانا للحفاظ على
سالمتهم الجسدية والنفسية ،فإذا دعت الضرورة يجوز للجهات المختصة بترحيل الشهود إلى بالد
أاجنبية عن البلد المنتمين له ضمانا لسالمتهم من كافة العتداءات الناتجة عن مرتكبي جرائم الفساد،
ويتخذ هذا التدبير قبل مباشرة المتابعة الجزائية وفي أاي مرحلة من اإلجراءات القضائية ،ويتم ذلك إما
تلقائيا من قبل السلطة المختصة أاو بطلب من الشخص المعني ،ويقوم وكيل الجمهورية بالتشاور مع
السلطات المختصة لتخاذ التدابير المناسبة قصد ضمان الحماية الفعالة ويؤول هذا الختصاص لقاضي
التحقيق بمجرد فتح تحقيق قضائي(.)7
المطلب الثاني :اعتماد الوسائل الحديثة للدلء بالشهادة
أ
جاء في البند الثاني من المادة 32من اتفاقية المم المتحدة لمكافحة الفساد أانه يتوجب على الدول
أ أ أ
الطراف توفير قواعد خاصة بالدلة تتيح للشهود والخبراء والمبلغين أان يدلوا باقوالهم على نحو يكـفل
أ أ
سالمة اولئك الشخاص ،كالسماح مثال باإلدلء بالشهادة باستخدام تكنولوجيا التصالت ،مثل
وصالت الفيديو أاو غيرها من الوسائل المالئمة.
أ
وتطالب الفقرة ( )18من المادة ( )18من اتفاقية المم المتحـدة لمكافحـة الجريمـة المنظمة والفقرة
أ أ
( )18من المادة ( )46من اتفاقية المم المتحدة لمكافحـة الفسـاد الـدول الطراف باستخدام تشريعات
داخلية تسمح بعقد جلسات استماع عن طريق الفيديو أاو مـن خال ل استخدام وسائل تكنولوجية أاخرى
أ
كالجهزة والبرمجيات الخاصة بتمويـه الصـورة والصوت ،لمنع كشف هوية الشاهد للمتهم والجمهور،
وقد حاول المشرع الجزائري مسايرة هذا المطلب من خالل نصه اعتماد الوسائل الحديثة لإلدلء
أ أ أ
بالشهادة حيث اجاز لجهات الحكم "سماع الشاهد تلقائيا او بطلب من الطراف ،سماع الشاهد مخفي
أ
( )6المادة 65مكرر 20من امر رقم ،155/66مرجع سابق .
( )7الحاج علي بدر الدين ،الحاج علي بدر الدين ،جرائم الفساد واليات مكافحتها في التشريع الجزائري ،أاطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكـتوراه في العلوم ،تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تلمسان ،2016 ،ص (.)275
109
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
الهوية عن طريق اعتماد وسائل حديثة ومتطورة تسمح بكـتمان هويتهم بما في ذلك سماعهم عن طريق
أ
المحادثة المرئية عن بعد ،التي تمنع التعرف على اصواتهم وصورهم"(.)8
أ أ
ومن ابرز هذه التقنيات التي يمكن ان يستفاد منها تقنية التصال عن بعد (التصال المرئي المسموع
)Video Conferenceأاو الدوائر التليفزيونيـة المغلقـة ،وتسجيل الشهادات واإلفادات عبر تقنية
الفيديو ،أاو الشهادة عن طريق الهـاتف ،واسـتخدام السواتر إلخفاء الشاهد عن نظر المتهمين ،حيث
أ
تستهدف اإلجراءات السابقة توفير الحماية المنية والنفسية الالزمة للشهود والمتعاونين مع العدالة
أ أ
وتمكينهم من اإلدلء بشهادتهم ،دون أان يترتب على ذلك تاثرهم باجواء المحاكمة أاو تعطيل
مصـالحهم ،أاو تعرضـهم لخطـر الجماعات اإلجرامية المنظمة ،ول شك أان استخدام مثل هذه التقنيات
الحديثة يكـفل حمايـة الشهود والمتعاونين مع العدالة ،وإن كانت القاعدة أان المحاكمة الجنائيـة تقـوم
مبدا شفوية المرافعة والذي يتطلب ضرورة انعقاد جلسات المحاكمة في نطـاق جغرافي واحد على أاساس أ
بحضور المتهم وغيره من أاطراف الخصومة الجنائية والشهود ،بحيث يتمكن كل منهم من سماع
المناقشات والمشاركة في اإلجراءات في مواجهة الطرف الخر أوامـام هيئة المحكمة بالجلسة ،ت ً
حقيقا
أ
لمبدا المواجهة بين الطراف( ،)9ومن أابرز التقنيات المعمول بها تقنية التصال المرئي المسموع(.)10
أ
أ
ويعرف جانب من الفقه الجنائي( )11تقنية (الفيديو كونفرانس) بانها وسيلة لالتصال المرئي المسموع
لجتماع شخصين أاو عدة أاشـخاص فـي أاماكن مختلفة ،سواء في داخل دولة واحدة أام بين عدة دول،
أ
يستطيعون المشاركة فـي اجتماع بالمناقشة بصورة إيجابية وفعالة تمكن جميع الطراف من رؤية
الخرين وسماعهم والحديث معهم في الوقت ذاته ،سواء تعلق أالمر بجلسـات التحكـيم الدولية امأ
بإجراءات نظر قضية ،ويمكن في إطار اإلجراءات الجنائيـة سـماع أاقوال الشهود والخبراء ،وفي بعض
أ
الحيان المتهم عبر هذه التقنية(.)12
( )8المادة 65مكرر 27من أامر رقم ،155/66مؤرخ في 8يونيو ، 1966يتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
أ
وفقا للقواعد العامة التي تخضع لها الشهادة ،يلتزم كل شخص دعي للحضور أامام جهة التحقيق البتدائي أاو المحكمة ،بالحضور لتادية
(ً )9
أ أ
الشهادة ،بل يجوز للسلطة المختصة ان تصدر ام ًرا بضبطه وإحضاره ،ويعتبر اإلخالل بهذا الواجب جريمة (م ،117م 279من قانون
اإلجراءات الجنائية المصري).
أ
( ) 10رامي متولي عبد الوهاب ابراهيم ،حماية الشهود في القانون الجنائي ،مجلة الفكر الشرطي المجلد الرابع والعشرون ،العدد95اكـتوبر
،2015ص()109
أ
( ) 11عادل يحيــى ،التحقيق والمحاكمة الجنائي عن بعد -دراسة تحليلية تاصيلية لتقنية الـ ،Video Conferenceدار النهضة العربية،
2006م ،ص (.)25
( )12رامي متولي عبد الوهاب ابراهيم ،مرجع سابق ،ص()109
110
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ
ويلـزم لتطبيـق تقنيـة الفيـديو كونفرانس تجهيز قاعة المحكمة والماكن المختلفة التي يوجد فيهـا
أ أ أ
الطـراف بكاميرات فيديو لنقل الصورة ،حيث يظهر الطراف المتواجدون في تلك الماكن عبر شاشة
أ أ
امام المحكمة ،وتوفير شبكة اتصالت بين هذه الماكن ذات تقنية العالية لضـمان استمرارية عرض
أ الصورة وسماع أالقوال الشفهية بشكل منتظم ودون انقطـاعً ،
فضال عن وجود الجهزة اإللكـترونية
المشغلة لهذا النظام(. )13
ومن التشريعات المقارنة التي أاخذت بتطبيق تقنية الفيديو كونفرانس في مجال سماع شهادة الشهود
أ
القانون اإليطالي والمريكي والفرنسي واإلنجليزي ،حيث أاخذ القانون اإليطالي بهذه التقنية بمقتضى
المرسوم بقانون رقم ( )306لسنة 1992م ،والمعدل بالقانون رقم ( )356لسنة 1992م ،والذي أاجاز
أ سماع إفادات الشهود والمتعاونين مع العدالة شفهيا ّ
ضد عصابات المافيا من الماكن السرية التي
يتواجدون فيها ،وقد تم التوسع في تطبيق هذه التقنية بمقتضى القانون رقم ( )11الصادر في
أ
1998/01/07بشان قواعد المشاركة في الدعوى الجنائية عن بعد في اإلجراءات الجنائية ،والذي أاجاز
يضا أاثناء التحقيق أاو المحاكمة معهم بينما
استخدام هذه التقنية في سماع أاقوال المتهمين الخطرين أا ً
أاصدرت إحدى وثالثون ولية أامريكية قوانين أاتاحت من خاللها إمكانية التصال بين قاعة المحكمة
أواماكن أاخرى لسماع شهادات أاو أاقوال الشهود ،أاو المجني عليهم شفهيا عبر استخدام تقنية التصال
أ
المرئي المسموع ،كما قضت المحكمة العليا المريكية في أاحد أاحكامها أان مطلب المواجهة المباشرة
ً
مضمونا على إطالقه ،ومن الممكن استثنائه إن كان هناك ضرورة معينة بين المتهم والشاهدة ليس ًّ
حقا
وإن إجراءات سماع أاحد الشهود في مواجهة المتهم عبر استخدام وسيلة التصال السمعي في القضيةّ ،
()14
المرئي ،يكون معه المتهم قد توافر له كافة الحقوق والضمانات القانونية .
و أاخذت بعض التشريعات المقارنة بنظام تسجيل شهادة الشهود على شرائط فيديو ،دون أان يكون
حاض ًرا في مكان الجلسة ،ومن بين تلك التي عرفت هذا النظام القانون بولونيا (م 184من قانون
اإلجراءات الجنائية البولوني) ،والقانون النمساوي والبريطاني(.)15
111
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
المبحث الثاني :دوافع التبليغ عن جرائم الفساد(التدابير الجزائية)
مع تميز جرائم الفساد بصعوبة كشفها بالنظر إلى كونها جرائم معقدة وتستخدم في إخفائها وسائل
أ
متطورة ،كان جهد السلطات العامة في تحقيقها وتعقب مرتكبيها ومحاكمتهم وإقامة الدليل عليهم امرا
أ أ
عسيرا ،المر الذي استوجب طرقا ووسائل إضافية للتصدي لهذه النشطة ،ولهذا ينبغي أال تقتصر
مكافحة جرائم الفساد على مجرد تشديد العقاب ،وإنما يجب أان تتم المكافحة عن طريق استحداث
أانظمة الكشف عن الجريمة بوضع اليات قانونية للتحفيز الكشف عن جرائم الفساد واإلبالغ عنها(.)16
أ
المطلب الول :التدابير العقابية
أ
يجب حماية للشهود والمبلغين فغالبا ما يخضع هؤلء لترهيب من بعض الشخاص بالنظر لصفاتهم
أ أ
وبحكم مناصبهم مما جعل المشرع يفرض عقوبات مغلظة ضدهم من شانها أان توفر نوعا من الطمانينة
لدى المقبلين على التبليغ ،كما تولد رهبة لدى المعرضين عنه.
أ
اول :تجريم العتداء على الشهود و الخبراء و المبلغين
أ
حرص المشرع على حماية الشهود و عدم التاثير عليهم معنويا فجرم إغرائهم بموجب المادة 236من
قانون العقوبات ،كما يلي « :كل من استعمل الوعود أاو العطايا أاو الهدايا أاو الضغط أاو التهديد أاو التعدي
أ
أاو المناورة أاو التحايل لحمل الغير على اإلدلء باقوال أاو بإدعاءات كاذبة أاو على إعطاء شهادة كاذبة
أ
وذلك في أاية مادة و في أاية حالة...... ،سواء أانتجت هذه الفعال اثارها او لم تنتجه ،ويعاقب بالحبس
أ أ
أ
من سنة إلي ثالث سنوات و بغرامة من 500الي2000دج أاو باحدي هاتين العقوبتين ما لم يعتبر الفعل
أ
اشتراكا في إحدى الجرائم الشد المنصوص عليها فيالمواد235،233و.» 232
أ أ
نجد أايضا المشرع بموجب المادة 45من قانون رقم 06-01جرم المساس باي شكل من الشكال ضد
أ
الشهود أاو الخبراء أاو الضحايا أاو المبلغين أاو أافراد عائالتهم و سائر الشخاص وثيقي الصلة بهم ،مما يفهم
انه أاقر حماية لهذه الفئة من كل أاشكال اإلهانة فينبغي لجميع من يحضر للمحاكمة أان يحترم الشاهد أاو
المبلغ أوان يتجنب توجيه أاي إساءة أاو إهانة لفظية إليه ،وعلى القاضي صيانة كرامة الشهود والمحافظة
(. )17
عليهم و معاقبة كل من يمس بسالمتهم
( )16سفيرة طالب ،إجراءات اعتراض االمر سالت و تسجيل أالصوات و التقاط الصور في التشريع الجزائري وضمانات احترام حقوق و
حريات المشتبه فيهم ،مذكرة لنيل شهادة لماا ستر في الحقوق ،تخصص قانون جنائي و علوم جنائية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية،
جامعة أاكلي محند أاولحاج ،البويرة ،2016 ،ص(.)06
( )17حال محمد سليم زودة ،مرجع سابق ،ص(.)403
112
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
ثانيا :التشدید بسبب المهنة
خص المشرع الجزائري بعض الجرائم بعقوبات صارمة ،لما تمثله من اعتداء على المصالح وخدمة
أ الوطن والمواطنین على حد سواء ّ
خاصة إذا ارتكبت هذه الجرائم من قبل بعض الشخاص الذین تتحقق
فیهم صفات معینة ،فینص المشرع على ظروف تؤدي إلى تشدید العقاب على الشخص أاو الفاعل الذي
یقدم على ارتكاب جریمة ،منها تلك المتعلقة بالمنصب الذي یشغله أاي الموظف العمومي ،وذلك ما
تجليه (المادة 47من قانون مكافحة الفساد)" :يعاقب بالحبس من ستة أاشهر إلى خمسة سنوات
وبغرامة من 50.000دج الى 500.000دج ،كل شخص يعلم بحكم مهنته أاو وظيفته الدائمة أاو المؤقتة
بوقوع جريمة أاو أاكـثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ولم يبلغ السلطات العمومية المختصة
في الوقت المالئم".
أ
كما يعمد المشرع إلى وضع جزاء أاكـثر تشديد لبعض الشخاص بصفاتهم لحساسية مناصبهم وهو ما
يتضح من خالل ما نصت علیه المادة 48من قانون مكافحة الفساد( ، )18أانه في حالة ارتكابها من طرف
أ
الجاني الذي یشغل منصب قاضي ،أاو موظف في الدولة ،وكذا الشخاص المعینون بموجب مرسوم
رائسي ،أاو ضباط عمومیون أاو أاعون الشرطة القضائیة أاو یشغل منصب أامین الضبط والتي نصت على
(. )19
عقوبة السجن من 10سنوات إلى 20سنة وبنفس الغرامة المقررة للجریمة
المطلب الثاني :تدابير العفاء من العقاب وتخفيفه كمحفز للكشف عن جرائم الفساد
على اعتبارات صعوبة جرائم الفساد واعتبارات صعوبة الوقوف عليها كان البحث والتحقيق والتعقب
حول مرتكبيها ومحاكمتهم وإقامة الدليل عليهم أامرا عسيرا ،لهذا ينبغي أال تقتصر مكافحة جرائم
أ
الفساد(الرشوة ،الختالس ،استغالل النفوذ )...على مجرد تشديد العقاب ،وإنما يجب ان تتم المكافحة
عن طريق إحداث نظام للكشف عن الجريمة ،ومن أاجل مكافحة الفساد يجب إتباع سياسة التحفيز
للكشف عن الجريمة واإلبالغ عنها( )20ويتخذ التحفيز لإلبالغ عن جرائم الفساد عدة صور منها اإلعفاء من
( )18قانون رقم 15-11مؤرخ 02غشت سنة 2011یعدل ویتم القانون رقم 06-01الجريدة رسمية ،عدد 44المؤرخ في 21محرم عام 1427
الموافق 20فبرایر سنة 2006والمتعلق بالوقایة من الفساد ومكافحته.
أ أ
( )19منصور رحماني ،القانون الجنائي للمال والعمال ،الجزء الول ،دون طبعة ،دار العلوم للنشر والتوزیع ،عنابة ،2012 ،ص (.)82
( )20هارون نورة ،جريمة الرشوة في التشريع الجزائري ،دراسة علي ضوء اتفاقية أالمم المتحدة لمكافحة الف أ
ـساد،اطروحة لنيل شهادة
الدكـتوراه في العلوم ،تخصص قانون كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ، 2017،ص(. )361
113
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ أ
العقاب او تخفيفه وهذا بالنسبة للمشاركين في الجريمة و هو ما دعت إليه اتفاقية المم المتحدة لمكافحة
الفساد(. )21
وقد نص المشرع الجزائري على نظام اإلعفاء من العقوبة وتخفيفها( )22بموجب المادة 01/52من قانون
أ أ
العقوبات( ،)23تحت عنوان "العذار القانونية" كما يلي«:العذار القانونية هي حالت محددة في القانون
على سبيل الحصر يترتب عليها مع قيام الجريمة والمسؤولية إما عدم عقاب المتهم إذ كانت أاعذارا معفية
وإما تخفيف العقوبة إذا كانت مخففة» .
أ
كما نص القانون 01/06المتعلق بمكافحة الفساد في المادة 49على أانه « :يستفيد من العذار
المعفية من العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات كل من ارتكب أاو شارك في جريمة أاو اكـثر
أ
من الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون ،وقام قبل مباشرة إجراءات المتابعة بإبالغ السلطات
اإلدارية أاو القضائية أاو الجهات المعنية أاي الجريمة وساعد على معرفة مرتكبها ،عدا الحالة المنصوص
عليها في الفقرة أاعاله ،تخفض العقوبة إلى النصف بالنسبة لكل شخص ارتكب أاو شارك في إحدى
الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون والذي بعد مباشرة إجراءات المتابعة ،ساعد في القبض على
أ
شخص أاو أاكـثر من الشخاص الضالعين في ارتكابها» ،ويتضح من خالل هذا النص أان المشرع نص
أ
على نوعين من العذار القان ونية هما اإلعفاء من العقاب وتخفيض العقوبة.
أ
اول :العفاء من العقوبات محفز للكشف عن جرائم الفساد
وفقا للمادة 01/49من قانون مكافحة الفساد( ،)24يعفي من العقاب الفاعل أاو الشريك في إحدى
جرائم الفساد أاو أاكـثر والذي بلغ السلطات اإلدارية أاو القضائية أاو الجهات المعنية عن الجريمة وساعد
في الكشف عن هوية المتورطين فيها ،ونظام اإلعفاء من العقوبات يمحو المسؤولية القانونية عن الجاني
أ
رغم ثبوت إدانته ومن ثم ل يعفى الجاني من العقاب بسبب انعدام الخطا وإنما لعتبارات وثيقة الصلة
بالسياسة الجنائية وبالمنفعة الجتماعية ،وهذا ما يميز اإلعفاء من العقوبة عن موانع المسؤولية الذي
114
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
( )25 أ أ
لنعدام الخطا الجزائي ،كما في حالة الجنون او اإلكراه على ارتكاب الجريمة ،وفي ما يلي شروط
أ
اإلعفاء من العقاب وما يترتب عليه من اثر.
.1شروط العفاء من العقاب
يشترط لالستفادة من العذر المعفي من العقاب عدة شروط محددة تتمثل في ضرورة اإلبالغ عن
الجريمة من قبل المساهمين فيها قبل مباشرة إجراءات المتابعة أامام الجهات المختصة ،أوان يؤدى
اإلبالغ إلى معرفة مرتكبي الجريمة .
أا -أان يتم اإلبالغ قبل مباشرة إجراءات المتابعة :تستوجب المادة 01/49من قانون مكافحة
الفساد( ،)26أان يتم اإلبالغ قبل مباشرة إجراءات المتابعة أاي قبل تحريك النيابة العامة للدعوى
أ
العمومية ،وبمفهوم المخالفة متى ثبت أان السلطات العامة كانت على علم بامر وقوعها ،فإن
الجاني ل يستفيد من اإلعفاء(.)27
ب -أان يساهم اإلبالغ في معرفة مرتكبي جرائم الفساد .
كما استلزم المشرع الجزائري لالستفادة من العذر المعفي من العقاب توافر شرط اخر اضافة الى شرط
البالغ وهو المساعدة في معرفة المتورطين في ارتكابها من جهة أاخري في حين كان يستحسن لو اكـتفى
بتوافر شرط واحد لالستفادة من العذر المعفي من العقاب إذ في ذلك تفعيل لنظام مكافحة جرائم
الفساد(.)28
أ
ويجب أان يكون اإلبالغ عن جرائم الفساد تفصيليا مطابقا للحقيقة صادقا صادرا من صاحبه ،فالخبار
أ
او العتراف المعجل الذي ل يتضمن تفصيالت الجريمة وبيان ظروف ارتكابها ل يفيد السلطات ،بل قد
أ
يؤدي إلى تضليلها وبالتالي ل يصلح ان يكون سببا لإلعفاء من العقاب ،لالنتفاء علته وهي تقديم خدمة
أ أ
للمجتمع( ،)29كما يجب ان يتضمن اإلبالغ عن جرائم الفساد جميع عناصر الجريمة و ظروفها والدلة
أ
( )25بوسقيعة احسن ،الوجي ز في القانون الجزائي العام ،مرجع سابق ،ص ( .)280
( )26المادة /49فقرة 01من قانــون رقم ،155/66مؤرخ في 8يونيو ، 1966يتضــمن قانــون اإلج ـراءات الجزائيـ ــة ،معدل و متمم ،مرجع
سابق.
أ
( )27حاحة عبد العالي ،ال ليـات القانوني ــة لمكافحة الفساد اإلداري فـ ــي الجزائر ،اطروح ــة مقدمة لني ــل شه ــادة الدكـتــوراه ،تخص ــص
قانون عــام ،كل ــية الحقوق والعلــوم السياسية ،قس ــم الحقوق ،جامعة محمـد خيضر ،بسكرة ،2013ص(. )335
( )28هارون نورة ،مرجع سابق ،ص(.)362
( )29محمد زكي أابو عامر ،قانون العقوبات ،القسم الخاص ،الطبعة الثانية ،مصر(اإلسكندرية) ،1989 ،ص مرجع سابق ،ص(.)103
115
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ
عليها ،لن البالغ الذي ل يتضمن هذه العناصر والظروف ل يعتمد عليه حيث ل يفيد شيائ في إثبات
أ
الجريمة ،ومنه ليصلح ان يكون سببا لإلعفاء من العقوبة .
يترتب طبقا للقواعد العامة في قانون العقوبات على ثبوت العذر المعفي من العقاب الحكم باإلعفاء
أ
من العقاب وليس الحكم بالبراءة ،ومع ذلك يجوز للقاضي في حالة اإلعفاء أان يطبق تدابير المن المعفى
عنه(. )30
أ أ
ت -يجب ان يتم البلغ امام الجهات المختصة :يقصد بذلك البوح واإلخبار عن جرائم الفساد إلى
أ
السلطات المختصة التي يهمها أامر اكـتشاف الجريمة ومالحقة مرتكبيها وجمع الدلة ضدهم،
أ
ويشترط أان تكون السلطات المختصة على جهل بوقوع الجريمة ،لذلك تنتفي فائدة الخبار إذا
أ
كانت هذه الخرة قد علمت بوقائع الفساد ،ويكون عديم الثر ومنه ل يستحق الجاني اإلعفاء من
العقاب( ، )31والسلطات المختصة التي لديها صالحيات اكـتشاف جرائم الفساد هم رجال الضبطية
القضائية النيابة العامة ،قضاة التحقيق ،كما يجوز اإلبالغ عن الجريمة أامام الجهة اإلدارية التي
()32
يتبعها الموظف
أ
.2اثار العذار المعفية
أ
للعذر المعفي من العقاب طابعا إلزاما حيث يتوجب على القاضي الخذ به متى ثبت توافره ،ويترتب
أ
على ثبوت العذر المعفي من العقاب الحكم باإلعفاء من العقوبة وليس بالبراءة لن هذه الخيرة ل تكون
إل في حالة عدم وجود الجريمة أاو عدم قيام المسؤولية ،كما في حالة الدفاع الشرعي كسبب إلباحة
الفعل أاو الجنون كموانع المسؤولية( ،)33و يعد اإلعفاء من العقاب أامر وجوبي مما يعني أان القاضي ليس
أ
مدعو ا لعمال سلطته التقديرية ،بل هو ملزم بذلك متى توافرت شروط اإلعفاء(.)34
أ أ
كما يقتضي المر كذلك العفاء من العقاب الوظيفي فتتم حماية الفراد من كافة أاشكال النتقام ،أاو
الضرر ،أاو التمييز في محل العمل بشكل مرتبط باإلفصاح أاو ناجم عنه ،ويشمل هذا كل أانواع الضرر
أ أ
بما فيها الفصل ،والوضع تحت المراقبة والعقوبات الوظيفية الخرى ،والنقل التاديبي؛ والمضايقات
( )30المادة /52فقرة 2من أامر رقم ، 66- 156مؤرخ في 8يونيو ، 1996يتضمن قانون العقوبات ،معدل ومتمم ،مرجع سابق.
( )31محمد زكي أابو عامر ،مرجع سابق ،ص(. )398
( )32هارون نورة ،مرجع سابق ،ص(.)366
( )33بوسقيعة أاحسن ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،مرجع سابق ،ص(.) 280
( )34هارون نورة ،مرجع سابق ،ص(.)358
116
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ أ
المستمرة ،وتقليل الواجبات او خفض ساعات العمل ،والحرمان من الترقيات او التدريب ،وفقد المكانة
( .)35 أ أ
والمميزات ،والتهديدات باي من هذه الفعال
ثانيا :التخفيف من العقاب محفز للكشف عن جرائم الفساد
نص المشرع الجزائري إلى جانب اإلعفاء من العقاب على ظرف مخفف لجرائم الفساد وذلك بموجب
المادة 2/49من القانون رقم 01.06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته كما يلي..." :تخفض العقوبة
إلى النصف بالنسبة لكل شخص ارتكب أاو شارك في إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون
أ
والذي بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض على شخص أاو أاكـثر من الشخاص الضالعين في
ارتكابها ".
.1شروط التخفيف من العقاب
جعل المشرع الجزائري من المساعدة التي يتقدم بها الجاني لمعرفة مرتكب الجريمة قبل مباشرة
إجراءات المتابعة أاي قبل تحريك الدعوى العمومية ظرفا معفيا من العقاب ،في حين إذا كانت المساعدة
في القبض على مرتكب الجريمة بعد مباشرة إجراءات المتابعة فإن هذه المساعدة جعل منها ظرفا مخففا
لعقوبة جرائم الفساد إلى النصف(.)36
تبقى مرحلة ما بعد مباشرة إجراءات المتابعة في التخفيف من العقوبة إلى النصف مفتوحة إلى أان
تستنفذ طرق الطعن ،ومنه يستفيد المبلغ عن إحدى جرائم الفساد إذا سلم نفسه أاو قبض عليه وساهم
أاو ساعد بعد تحريك الدعوى العمومية من طرف النيابة العامة في القبض على المتورطين في ارتكاب
هذه الجرائم(.)37
أ
.2اثر التخفيف من العقاب
يستفيد من العذر المخفف من العقاب كل من ساهم في ارتكاب الجريمة سواء كان مساهما
أ أ أ أ
اصليا(فاعال او محرضا) او مساهما تبعيا (شريكا) ،وهذا متى توافرت شروط ذلك ،اما فيما يخص
( ) )35منظمة الشفافية الدولية ،المبادئ الدولية لقانون حماية المبلغين ،الممارسات القانونية الفضلى لحماية المبلغين الداخليين
أ
ودعم التبليغ الداخلي من اجل المصلحة العامة ،مرجع سابق ،ص( ) 08
( )36الشواربي عبد الحميد ،الظروف المشددة والمخففة للعقاب ،دون طبعة ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1986ص( .)66
()37هارون نورة ،مرجع سابق ،ص(.)358
117
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ
طبيعة التخفيف من العقاب فهو وجوبي حيث ان القاضي ليس مخير ا بين اإلعفاء وعدم اإلعفاء بل ملزما
أ
بذلك ،ومن تم يعتبر اإلعفاء من العقاب ،بمثابة فتح باب التوبة الجدية امام المتهم(.)38
أ أ أ أ
اي ان العذار المخففة ملزمة للقاضي متى توافرت عناصرها وتحققت شروطها ،يوجب على المحكمة ان
أ
تاخذ بها أوان تخفض العقوبة ،بالقدر الذي يحدده القانون وإل كان الحكم معيبا( ،)39ويمكن القول أان
أ
العذار المخففة تتميز بجملة من الخصائص أاهمها الشرعية بمعني أان المشرع وحده دون غيره من يحدد
أ أ
العذار المخففة ،مبينا في ذلك شروط كل عذر والوقائع التي يجب توافرها ،كما أان العذار المخففة
تتميز أايضا بخاصية اإللزام فالقاضي ملزم بالتخفيف من العقاب عندما يشير القانون صراحة إلى ذلك
أ أ
باإلضافة إلى خصائصها الخرى كالتاثير على العقوبة وتميزها بالطابع الستثنائي الشخصي(.)40
خاتمة:
من خالل ما تقدم يالحظ السلطات العمومية في الجزائر حاولت بدء معركـتها مع الفساد بالتكاتف
مع المجتمع الدولي (مصادقتها على التفاقية الدولية لمكافحة الفساد لسنة ) 2004لتسن بعد ذلك
القانون 01/06المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،وتتبع ذلك بإصالحات لفتة لقانون اإلجراءات
الجزائية ،والصفقات العمومية ،ناهيك عن استحداث إطار مؤسساتي واع للمراقبة والتحري عن جرائم
الفساد ،ومع القدر الذي يمكن أان يرتبه اإلطار القانوني والمؤسساتي من فعالية وإنفاذ إل أانه يبقى
التفاوت بين ثورة النصوص والحصيلة العملية المتدنية لمكافحة الفساد في الجزائر من المفارقات
الغريبة أان هذه المساعي لم تتمخض إل عن واقع مغاير مؤداه زيادة وتيرة الفساد واتساع رقعته،
أ ّ
وتذيل الجزائر المراتب الخيرة في مؤشرات الفساد العالمي ،عام (2018المرتبة 112من 180دولة )،
ولعل مرد ذلك لغياب اإلرادة السياسية باإلضافة إلى محدودية سلطة القضاء ،مما يستوجب إعادة النظر
في هذه الجوانب وخير دليل على ذلك أانه منذ بداية الحراك الشعبي فيفري 2019إلى غاية اليوم هناك
الف القضايا التي أاثيرت حول الفساد على الرغم من أان القوانين تقريبا هي ذاتها.
( )38بوسقيعة أاحسن ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ج ،2.جرائم الفساد ،جرائم المال أ
والعمال،ـ جرائم التزوي ر،ـمرجع سابق،
ص.)73(.
أ أ
( )39سعيدة بودية الجوهر ،اثار العذار والظروف القانونية على العقوبة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون العام ،تخصص قانون
جنائي و علوم جنائية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم القانون العام ،جامعة محمد أاولحاج ،البويرة ،2016،ص(.)17
( )40المادة 1/49من قانون رقم ،06- 01مؤرخ في 20فبراير ، 2006يتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ،معدل و متمم ،مرجع.
سابق.
118
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
قائمة المراجع:
الك تب:
أ
عادل يحيــى ،التحقيق والمحاكمة الجنائي عن بعد -دراسة تحليلية تاصيلية لتقنية الـ،Video Conference -
دون طبعة ،دار النهضة العربية. 2006 ،
أ أ
منصور رحماني ،القانون الجنائي للمال والعمال ،الجزء الول ،دون طبعة ،دار العلوم للنشر والتوزیع، -
عنابة.2012 ،
بوسقيعة أاحسن ،الوجيز في القانون الجزائي العام ،الطبعة العاشرة ،دار هومة ،الجزائر.2011 ، -
محمد زكي أابو عامر ،قانون العقوبات ،القسم الخاص ،الطبعة الثانية ،مصر(اإلسكندرية) .1989 ،الشواربي عبد -
الحميد ،الظروف المشددة والمخففة للعقاب ،دون طبعة ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية .1986
أ
-بوسقيعة أاحسن ،الوجيز في القانون الجزائي الخاص ،ج ،2.جرائم الفساد ،جرائم المال والعمال،ـ جرائم
التزوير ،دون طبعة ،دون سنة نشر.
- PRADEL (J.): Les systèmes pénaux a l’épreuve du crime organise, R.I.D.P, 1998,.
الرسائل :
-الحاج علي بدر الدين ،الحاج علي بدر الدين ،جرائم الفساد واليات مكافحتها في التشريع الجزائري ،أاطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكـتوراه في العلوم ،تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
تلمسان.2016 ،
-حال محمد سليـم زودة ،الشاهد في الدعوى الجزائية ،دراسة مقارنة ،أاطروحة لنيل الدكـتوراة ،كلية الحقوق،
جامعة دمشق ، 2008،سوريا.
أ
-هارون نورة ،جريمة الرشوة في التشريع الجزائري ،دراسة علي ضوء اتفاقية المم المتحدة لمكافحة
الف أ
ـساد،اطروحة لنيل شهادة الدكـتوراه في العلوم ،تخصص قانون كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة
مولود معمري ،تيزي وزو. 2017،
-حاحة عبد العالي ،ال ليـات القانوني ــة لمكافحة الفساد اإلداري فـ ــي الجزائر ،أاطروح ــة مقدمة لني ــل شه ــادة
الدكـتــوراه ،تخص ــص قانون عــام ،كل ــية الحقوق والعلــوم السياسية ،قس ــم الحقوق ،جامعة محمـد خيضر،
بسكرة.2013
أ أ
-سعيدة بودية الجوهر ،اثار العذار والظروف القانونية على العقوبة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون
العام ،تخصص قانون جنائي و علوم جنائية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم القانون العام ،جامعة
محمد أاولحاج ،البويرة .2016،
119
مجلة الدراسات القانونيةJournal OF LEGAL STUDIES-
مجلة علمية دولية سداسية محكمة صادرة عن مخبر السيادة والعولمة – جامعة يحي ى فارس بالمدية (الجزائر)
ISSN 2437-0304
EISSN: 2602-5108
رقم اإليداع القانوني2015- 3039 :
ص120 -104 : السنة :جوان-2020شوال 1441ه العدد02 : المجلد06 :
أ
-سفيرة طالب ،إجراءات اعتراض المر سالت و تسجيل الصوات و التقاط الصور في التشريع الجزائري وضمانات
احترام حقوق و حريات المشتبه فيهم ،مذكرة لنيل شهادة لماستر في الحقوق ،تخصص قانون جنائي ،كلية
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أاكلي محند أاولحاج ،البويرة.2016 ،
المجلت:
-منظمة الشفافية الدولية ،المبادئ الدولية لقانون حماية المبلغين ،الممارسات القانونية الفضلى لحماية
المبلغين الداخليين ودعم التبليغ الداخلي من أاجل المصلحة العامة ،ص( ،)03أالت موبيت 10959 96برلين
أالمانيا. ISBN: 978-3-943497-42-7.
-ناجي بن حسين،الفساد أاسبابه أاثار ه و إستراتيجية مكافحته إشارة لحالة الجزائر ،مجلة القتصاد و المجتمع ،
عدد 4،كلية الحقوق ،الجزائر ،2007،ص34.
-رامي متولي عبد الوهاب ابراهيم ،حماية الشهود في القانون الجنائي ،مجلة الفكر الشرطي المجلد الرابع
والعشرون ،العدد 95أاكـتوبر ،2015ص()109
القوانين:
-قانون رقم 15-11مؤرخ 02غشت سنة 2011یعدل ویتم القانون رقم 06-01الجريدة رسمية ،عدد 44المؤرخ في
21محرم عام 1427الموافق 20فبرایر سنة 2006والمتعلق بالوقایة من الفساد ومكافحته.
-أامر رقم ،156/66مؤرخ في 8يونيو ،1966يتضمن قانون العقوبات ،جريدة رسمية ،عدد ، 49صادرة بتاريخ
11جوان ،1966المعدل والمتمم.
-قانون رقم ، 01/06مؤرخ في فبراير ، 2006يتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحيه ،جريدة رسمية ،عدد ، 14
صادرة في 2مارس 2006م.
120