Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 124

‫ومضات مهدوية‬

‫‪1‬‬
‫سيرةُ اإلمام المهدي "عليه السالم"‬

‫ورئيس دولة‪ ،‬ومدير مؤسسة‪ ،‬سيرةٌ ُمعينة يتبّعها في حياته العلمية‬


‫ِ‬ ‫وزعيم طائفة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫لكل قائ ِد أمة‪،‬‬
‫إن ِ‬‫َّ‬
‫والعملية‪ ،‬بل أن لِ ُك ِل شاعر وأديب وكاتب سيرةٌ في حياته ومجاله العملي يتبعها ويمضي عليها وقد‬
‫ُ‬
‫وتختلف هذه السيرة من‬ ‫تتغير وفقًا للظروف وما يطرأ ُ عليه من الضغوطات والمشاكل وغيرها‪،‬‬
‫شخصيّة ألخرى وحسب منصبها ومكانتها وأهميتها‪ ،‬كما تختلف من حيث مرجعيتها وتبعيتها‬
‫ومرتكزاتها‪ ،‬فاألنبياء عليهم السالم سيرتهم تختلف عن قادة األمم وزعماء الطوائف وغيرهم كون‬
‫األخيرة دنيوية ليست تابعة للسماء أذ يطرء عليها الخطأ والصواب‪ ،‬بينما األنبياء واألولياء سيرتهم‬
‫معصومة بما تعني الكلمةُ من معنى‪.‬‬
‫ْ‬
‫نزلت عليهم كتُب من هللا تعالى فيها األوامر وما يجب عليهم أن‬ ‫فاألنبياء واألوصياء (عليهم السالم)‬
‫يفعلوه وما يجب عليهم أن يتركوه وال تأخذهم في تطبيق ما في الكتاب لومةُ الئم‪ ،‬كما ورد في األثر‬
‫الشريف أن كتابًا نزل على نبيّنا مح ّمد (صلى هللا عليه وآله) عليه اثنا عشر خات ًما فيه الوصية‬
‫واألوامر‪:‬‬
‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪:‬‬ ‫ي ع َْن أَ ِبي ِه ع َْن َج ِّد ِه ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫هللا اَ ْل ُع َم ِر ِّ‬
‫� ع َْن ُم َح َّم ِد ب ِْن أَحْ َم َد ْب ِن ُع َب ْي ِد َ َّ ِ‬
‫صيَّتُكَ إِلَى‬ ‫ال يَا ُم َح َّم ُد هَ ِذ ِه َو ِ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه ِكتَابا ً قَ ْب َل َوفَاتِ ِه فَقَ َ‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫هللا َع َّز َو َج َّل أَ ْن َز َل َعلَى نَبِيِّ ِه َ‬ ‫إِ َّن َ َّ َ‬
‫ك قَا َل َو َما اَلنُّ َجبَةُ يَا َج ْب َرئِي ُل فَقَا َل َعلِ ُّي ب ُْن أَبِي طَالِب َو ُو ْل ُدهُ َعلَ ْي ِه ُم اَل َّسالَ ُم َو َكانَ َعلَى‬ ‫اَلنُّ َجبَ ِة ِم ْن أَ ْهلِ َ‬
‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َو أَ َم َرهُ أَ ْن‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه إِلَى أَ ِم ِ‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫ب َخ َواتِي ُم ِم ْن َذهَب فَ َدفَ َعهُ اَلنَّبِ ُّي َ‬ ‫اَ ْل ِكتَا ِ‬
‫ك أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َخاتَما ً َو َع ِم َل ِب َما فِي ِه ثُ َّم َدفَ َعهُ إِلَى‬ ‫ك َخاتَما ً ِم ْنهُ َو يَ ْع َم َل ِب َما فِي ِه فَفَ َّ‬ ‫يَفُ َّ‬
‫ك َخاتَما ً‬ ‫ك َخاتَما ً َو َع ِم َل بِ َما فِي ِه ثُ َّم َدفَ َعهُ إِلَى اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَفَ َّ‬ ‫اِ ْبنِ ِه اَ ْل َح َس ِن َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَفَ َّ‬
‫فَ َو َج َد فِي ِه أَ ِن اُ ْخرُجْ بِقَوْ م إِلَى اَل َّشهَا َد ِة فَالَ َشهَا َدةَ لَهُ ْم إِالَّ َم َعكَ َو اِ ْش ِر نَ ْف َسكَ ِ َّّلِلِ َع َّز َو َج َّل فَفَ َع َل ثُ َّم َدفَ َعهُ‬
‫ت َو اِ ْل َز ْم َم ْن ِزلَكَ « َو‬ ‫ط ِر ْق َو اُصْ ُم ْ‬ ‫ك َخاتَما ً فَ َو َج َد فِي ِه أَ ْن أَ ْ‬ ‫إِلَى َعلِ ِّي ْب ِن اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه َما اَل َّسالَ ُم فَفَ َّ‬
‫ك َخاتَما ً فَ َو َج َد فِي ِه‬ ‫ين» فَفَ َع َل ثُ َّم َدفَ َعهُ إِلَى اِ ْبنِ ِه ُم َح َّم ِد ب ِْن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَفَ َّ‬ ‫ك اَ ْليَقِ ُ‬‫ك َح ّٰتّى يَأْتِيَ َ‬ ‫ا ُ ْعبُ ْد َربَّ َ‬
‫يل ِألَ َحد َعلَ ْيكَ فَفَ َع َل ثُ َّم َدفَ َعهُ إِلَى‬ ‫هللا َع َّز َو َج َّل فَإِنَّهُ الَ َس ِب َ‬ ‫اس َو أَ ْفتِ ِه ْم َو الَ تَ َخافَ َّن إِالَّ َ َّ َ‬ ‫ث اَلنَّ َ‬ ‫َح ِّد ِ‬
‫ك‬ ‫ص ِّد ْق آبَا َء َ‬ ‫ك َو َ‬ ‫اس َو أَ ْفتِ ِه ْم َو ا ُ ْن ُشرْ ُعلُو َم أَ ْه ِل َب ْيتِ َ‬ ‫ث اَلنَّ َ‬ ‫ك َخاتَما ً فَ َو َج َد فِي ِه َح ِّد ِ‬ ‫اِ ْبنِ ِه َج ْعفَر فَفَ َّ‬
‫ت فِي ِحرْ ز َو أَ َمان فَفَ َع َل ثُ َّم َدفَ َعهُ إِلَى اِ ْبنِ ِه ُمو َسى َعلَ ْي ِه‬ ‫هللاَ َع َّز َو َج َّل َو أَ ْن َ‬ ‫اَلصَّالِ ِحينَ َو الَ تَ َخافَ َّن إِالَّ َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه‪.‬‬ ‫صلَّى َ َّ‬
‫ي َ‬ ‫ك إِلَى قِيَ ِام اَ ْل َم ْه ِد ِّ‬ ‫ك يَ ْدفَ ُعهُ ُمو َسى إِلَى اَلَّ ِذي بَ ْع َدهُ ثُ َّم َك َذلِ َ‬ ‫اَل َّسالَ ُم َو َك َذلِ َ‬

‫📗الکافي ج ‪/۱‬ص‪.۲۸۰‬‬

‫ُ‬
‫والحديث واض ٌح جدًا ال يحتا ُج إلى مزي ِد بيان وإيضاح‪ ،‬ولكن المشكلة أن الشيعة في زم ِن ُك ِّل‬
‫معصوم ال تفقهُ هذا الحديث فنراهم يعترضون على األيمة الطاهرين ويأمرونهم! نعم يقولون‬

‫‪2‬‬
‫لهم مثالً لماذا ال تخرجون على السطان كما فعل الحسين بن علي؟ وقد أصبح لديكم مئات‬
‫األنصار! ؟ وهكذا ترهات سخيفة تصدر عن ضعاف النفوس وقاصري العقول والمعرفة بسادة‬
‫وحجج هللا تعالى‪ ،‬وإالَّ فاألم ُر أوضح من الشمس في رابعة النهار فلكل معصوم خاتم يفضه‬
‫ِ‬ ‫الغيب‬
‫ويعمل بما فيه من تعليمات وتوجيهات إلهية فالمعصوم ال يتحرك خطوةً من غير تأييد السماء وإذن‬
‫هللا تعالى‪.‬‬
‫ونحن اليوم في زمن الغيبة الطويلة(الكبرى) وإمامنا الصاحب المهدي )صلوات هللا عليه) لديه‬
‫خاتمه الخاص ب ِه وسيعمل ويسير في شيعته والناس أجمع بما فيه وما يريده هللا تعالى ال غير‪.‬‬
‫ُوا نُو َر‬ ‫إن لسير ِة صاحب الزمان وق ٌع شديد في قلوب المنافقين والجُهال المشركين (ي ُِري ُدونَ أَن ي ْ‬
‫ُطفِـ ْ‬ ‫َّ‬
‫ال أَن يُتِ َّم نُو َر ۥهُ َولَوْ َك ِرهَ ْٱل ّٰ َكفِرُونَ ) يُت َّمه وينشره ويهيمنهُ على جميع العالم‪،‬‬ ‫ٱّلِلِ بِأ َ ْف ّٰ َو ِه ِه ْم َويَأْبَى َّ‬
‫ٱّلِلُ إِ َّ ٓ‬ ‫َّ‬
‫فالحجة (عليه السالم) سيرته تختلف عن جميع األنبياء واألوصياء كونه الخاتم والمكلف بملئ‬
‫األرض عدالً وقسطًا بعدما ملئت ظل ًما وجورًا‪ ،‬وبعدما انتشر فيها الفسق والفجور والفساد وعبادة‬
‫الشيطان وتحريف القرآن وطمس معالم الدين وتعطيل األحكام اإللهية‪ ،‬سيأتي غضبانًا أسفًا كالنجم‬
‫الثاقب في الليلة الظلماء‪ ،‬ليصول على دولة الباطل الصوالت الحيدرية ولينشر الراية المحمدية التي‬
‫سيخضع لها من في المشرقين والمغربين رغم آنفهم‪.‬‬
‫سيسي ُر بالعباد سيرةً تجعل العبادة ّلِل خالصةً وتجعل النفوس تطهُر وتعود لبارئها وترتفع العاهات‬
‫المخاض‬
‫ِ‬ ‫واألمراض النفسية التي نخرت بجسد األرض والتي عاثت بها فسادًا وأوصلتها لمرحل ِة‬
‫العسير والذي بدأنا نتلمسهُ في هذه السنوات‪ ،‬المخاضُ الذي سيجعل العيش على األرض مستحيالً‬
‫لما حدث ويحدث فيها من تغيير للفطرة السليمة والتجاوز على حرمات هللا تعالى وإخراب للطبيعة‬
‫ومحاولة السيطرة عليها‪.‬‬
‫ُ‬
‫أحاديث كثيرة تُبين وتوضح السيرة التي سيتبعها صاحبُ الزمان (صلوات هللا عليه) في‬ ‫وردت‬
‫دولته المباركة‪ ،‬وفي أهم الكتب الجامعة ألخبار الغيبة والظهور‪:‬‬
‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬سأ َ ْلتُهُ ع َْن‬
‫هللا ب ُْن َعطَاء اَ ْل َم ِّك ُّي ع َْن َشيْخ ِمنَ اَ ْلفُقَهَا ِء يَ ْعنِي أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫� عن ع ْب ُد َ َّ ِ‬
‫ِسي َر ِة اَ ْل َم ْه ِديِّ َك ْيفَ ِسي َرتُهُ؟‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه يَ ْه ِد ُم َما َكانَ قَ ْبلَهُ َك َما هَ َد َم َرسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫هللاِ َ‬‫صنَ َع َرسُو ُل َ َّ‬ ‫فَقَا َل يَصْ نَ ُع َك َما َ‬
‫َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه أَ ْم َر اَ ْل َجا ِهلِيَّ ِة َو يَ ْستَأْنِ ُ‬
‫ف اَ ْ ِإل ْسالَ َم َج ِديداً‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج‪/۱‬ص‪.۲۳۰‬‬

‫ت إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم بِأ َ ِّ‬


‫ي‬ ‫ت أَبَا َج ْعفَر اَ ْلبَاقِ َر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَقُ ْل ُ‬
‫هللاِ ْب ِن َعطَاء قَا َل‪َ :‬سأ َ ْل ُ‬
‫� ع َْن َع ْب ِد َ َّ‬
‫ِسي َرة يَ ِسي ُر فِي اَلنَّ ِ‬
‫اس؟‬

‫‪3‬‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه َو يَ ْستَأْنِ ُ‬
‫ف اَ ْ ِإل ْسالَ َم َج ِديداً‪.‬‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫صنَ َع َرسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫فَقَا َل‪ :‬يَ ْه ِد ُم َما قَ ْبلَهُ َك َما َ‬

‫📗الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۲‬‬

‫بيان‪ :‬معنى الحديثين الشريفين أن رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) هدم ما كان قبلهُ من أمور‬
‫الجاهليِّة وأحكامها العرفية والقبلية التي سار عليها الناس في شؤونات حياتهم قبل بزوغ فجر‬
‫ْ‬
‫وبسطت يدها‬ ‫ْ‬
‫بانت معالمها‬ ‫الرسالة المح ّمدية وبدأ بتطبيق الشريعة اإلسالمية السمحاء تدريجيًا حتى‬
‫على جميع مفاصل الحياة‪ ،‬كذلك صاحب الزمان (عليه السالم) عندما يظهر سيهد ُم ما كان قبله من‬
‫البدع واإلنحرافات واألفكار المنحرفة التي دخلت اإلسالم وص ّدقها المسلمون‪ ،‬وكذلك التأويالت‬
‫الباطلة ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتفسير القرآن بالرأي‪ ،‬والفتاوى الناصبية التي صدرت عن‬
‫علماء المسلمين‪ ،‬والعادات والتقاليد واألعراف التي التزمها الناس وتركوا شريعة السماء‪ ،‬وغيرها‬
‫الكثير سيهدمها صاحب األمر بأجمعها ويستأنف اإلسالم بأحكامه المختلفة جديدًا ناصع البياض‬
‫واضحًا بيّنًا لمن كان لهُ قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد‪.‬‬

‫صالِ ٌح ِمنَ اَلصَّالِ ِحينَ َس ِّم ِه لِي أ ُ ِري ُد اَ ْلقَائِ َم‬ ‫� ع َْن ُز َرا َرةَ ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫ت لَهُ َ‬
‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم؟ فَقَا َل‪ :‬اِ ْس ُمهُ اِ ْس ِمي‪.‬‬
‫ت‪:‬‬ ‫يرتِ ِه‪ .‬قُ ْل ُ‬
‫ات يَا ُز َرا َرةُ َما يَ ِسي ُر بِ ِس َ‬ ‫ات هَ ْيهَ َ‬‫ال‪ :‬هَ ْيهَ َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه؟ قَ َ‬‫صلَّى َّ‬ ‫ت أَيَ ِسي ُر بِ ِسي َر ِة ُم َح َّمد َ‬ ‫قُ ْل ُ‬
‫اس َواَ ْلقَائِ ُم‬
‫ف اَلنَّ َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َسا َر فِي أ ُ َّمتِ ِه بِ ْال َمنِّ َكانَ يَتَأَلَّ ُ‬
‫صلَّى َ َّ‬ ‫ُول َ َّ ِ‬
‫هللا َ‬ ‫ك لِ َم؟ قَا َل‪ :‬إِ َّن َرس َ‬ ‫ت فِدَا َ‬ ‫ُج ِع ْل ُ‬
‫يب أَ َحداً َو ْي ٌل ِل َم ْن نَا َواهُ‪.‬‬
‫ب اَلَّ ِذي َم َعهُ أَ ْن يَ ِسي َر بِ ْالقَ ْت ِل َوالَ يَ ْستَتِ َ‬ ‫ك أ ُ ِم َر فِي اَ ْل ِكتَا ِ‬
‫يَ ِسي ُر بِ ْالقَ ْت ِل بِ َذا َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۱‬‬

‫بالناس سيرةَ ٍّ‬


‫من‬ ‫ِ‬ ‫إن معنى الحديث الشريف أن رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) سار‬ ‫� بيان‪َّ :‬‬
‫ورحمة فلم يكن يجهز على الجريح‪ ،‬وكان يطلق سراح األسرى ويكرمهم ويعتني بهم ويوصي‬
‫المسلمين برعايتهم‪ ،‬حتى أنه دخل في معاهدة مع اليهود وأخرجهم من المدينة من دون قتال ث ّم من‬
‫الجزيرة العربية كلها وسيرتهُ مشرقة واضحة للجميع‪ ،‬وربما أحد أسباب ذلك أن الدعوة ال زالت‬
‫في باكورتها فإذا سار بهم سيرةً عسيرة فيها نقمة وليست رحمة لنفروا عنه وتركوا الدين وعادوا‬
‫ٌ‬
‫تكليف وأم ٌر إلهي يسير وفقه وحسب‬ ‫إلى الجاهليّة وعبادة أصنامها‪ ،‬ولكن كما ذكرت أن النبي لديه‬
‫ما مكتوبٌ في خاتمه الشريف‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أما صاحب الزمان (عليه السالم) سيسي ُر بخالف سيرة رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) كما نصّ‬
‫الحديث الشريف‪ ،‬سيسي ُر بالقتل! ربما يتعجب القارئ العزيز من هذا الكالم‪ ،‬ولكنه ح ٌ‬
‫ق ال ريب فيه‪،‬‬
‫واإلمام الصادق أكد أن اإلمام مأمو ٌر بذلك وهذا نصُ كتاب السماء وأمرها فال محيص عن تطبيقه‪.‬‬

‫لماذا القتل؟ ومن سيقتل؟‬


‫ال بُ َّد أن نعرف أمراً مهما ً جدًا وهو أن الدين قد حرّفوه‪ ،‬والحقوق قد ضيعوها‪ ،‬والعترة قد قتلوها‪،‬‬
‫والقرآن قد درسوه‪ ،‬والخالفة قد غصبوها‪ ،‬ومقامات األيمة قد انتحلوها‪ ،‬ضاعت الصالة وانتهكت‬
‫الحرمات‪ ،‬وفضّت الفروج حرا ًما‪ ،‬وعاثوا في األرض فسادًا‪ ،‬ولم يبق شيئًا إالَّ وخرّبوه‪.‬‬
‫فعندما يظهر صاحب الزمان سيج د هذه األمور بأجمعها أمام ناظريه بل أكثر مما وصفت وذكرت‬
‫فالخطب عظيم‪ ،‬والتحريف كبير‪ ،‬والتيه والضالل عجيبٌ غريب في المجتمع البشري!‬
‫ستخرج الجموع الغفيرة من النواصب والمرجئة والتيارات المنحرفة لمواجهة اإلمام لقتاله! حينئذ‬
‫سينشر راية رسول هللا ويجرّد سيفهُ ذي الفقار ليُطه ّر األرض من األرجاس والكفار والمشكرين‪.‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم في رواية طويلة نأخذ منها موضع الشاهد‪ ...:‬قَا َل‬ ‫صير قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫ون َعلَ ْي ِه قَ ِميصُ َرس ِ‬
‫ُول‬ ‫هللا َعلَى هَ َذا اَ ْل َخ ْل ِ‬
‫ق يَ ُك ُ‬ ‫ب َ َّ ِ‬ ‫ض ِ‬‫يَا أَبَا ُم َح َّمد إِنَّهُ يَ ْخ ُر ُج َموْ تُوراً غَضْ بَانَ أَ ِسفا ً لِ َغ َ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ‬ ‫هللا َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه اَلَّ ِذي َعلَ ْي ِه َيوْ َم أُحُد َو ِع َما َمتُهُ اَل َّس َحابُ َو ِدرْ ُعهُ ِدرْ ُع َر ُس ِ‬
‫ول َ َّ ِ‬ ‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫َ َّ‬
‫ار يُ َج ِّر ُد اَل َّس ْيفَ َعلَى عَاتِقِ ِه‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه ُذو اَ ْلفَقَ ِ‬‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫ْف َرسُو ِل َ َّ‬ ‫َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه اَلسَّابِ َغةُ َو َس ْيفُهُ َسي ُ‬
‫ثَ َمانِيَةَ أَ ْشهُر يَ ْقتُ ُل هَرْ جا ً فَأ َ َّو ُل َما يَ ْبدَأُ ِببَنِي َش ْيبَةَ فَيَ ْقطَ ُع أَ ْي ِديَهُ ْم َو يُ َعلِّقُهَا فِي اَ ْل َك ْعبَ ِة َو يُنَا ِدي ُمنَا ِدي ِه‬
‫او ُل قُ َريْشا ً فَالَ يَأْ ُخ ُذ ِم ْنهَا إِالَّ اَل َّس ْيفَ َو الَ يُ ْع ِطيهَا إِالَّ اَل َّس ْيفَ ‪...‬الخ‬ ‫ق َ َّ‬
‫هللاِ ثُ َّم يَتَنَ َ‬ ‫هَ ُؤالَ ِء ُسرَّا ُ‬

‫📗الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۰۷‬‬

‫فاّلِل تعالى قد غضب على هذا الخلق المنكوس القاتل لألنبياء واألوصياء‪ ،‬المحرّف لشرايع السماء‪،‬‬
‫سيأتي صاحب األمر طالبًا بثأر أبآئه وأجداد ِه‪ ،‬سيأتي ُمحييًا معالم هذا الدين بعدما حرّفوه وأبعدوا‬
‫الناس عنه‪ ،‬وبطبيعة الناس ال تريد هذا‪ ،‬تريد البقاء على ضاللها وشركها وكفرها فستخرج‬
‫وتحارب اإلمام وهو روحي فداه لن يرحمهم إلنّهم ليسوا على ضالل بل هم كفرة معاندين قد قامت‬
‫عليهم الحجج‪ ،‬والكالم هنا عن المسلمين تحديدًا‪ ،‬إلن الملل األخرى لم تقم عليهم الحجة‪ ،‬بل أن‬
‫النصارى سيدخلون أفواجًا لإلسالم بالتالي سينصرون اإلمام روحي فداه‪ ،‬شعب العالم الغربي في‬
‫زماننا اليوم عندما يظهر اإلمام سيدخلون اإلسالم وسينصرونه وخل ٌ‬
‫ق كثي ٌر منهم جدًا‪ ،‬فالمسيح‬

‫‪5‬‬
‫سينزل ويقيم عليهم الحجة وهم بعد ذلك سيؤمنون به قطعًا‪ ،‬كما ان اإلمام سيحاجج أهل كل شريعة‬
‫بكتابها‪.‬‬

‫ت‬ ‫هللا قَ ْد أَ ْعيَ ْتنِي‪ ،‬فَقُ ْل ُ‬


‫ب َ َّ ِ‬‫ال لِ َي اَ ْل َحجَّا ُج بِأ َ َّن آيَةً فِي ِكتَا ِ‬ ‫� ع َْن أَبِي َح ْم َزةَ ع َْن َشه ِْر ْب ِن َحوْ َشب قَا َل‪ :‬قَ َ‬
‫هللاِ إِنِّي َألَ ُمرُّ‬ ‫ب إِ ّٰالّ لَي ُْؤ ِمنَ َّن بِ ِه قَ ْب َل َموْ تِ ِه » َو َ َّ‬
‫أَيُّهَا اَ ْألَ ِمي ُر أَيَّةُ آيَة ِه َي فَقَا َل قَوْ لُهُ« َوإِ ْن ِم ْن أَ ْه ِل اَ ْل ِك ّٰتا ِ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ك َشفَتَ ْي ِه َحتَّى يَ ْخ ُمدَ‪ ،‬فَقُ ْل ُ‬ ‫ي َو اَلنَّصْ َرانِ ِّي فَيُضْ َربُ ُعنُقُهُ ثُ َّم أَرْ ُمقُهُ بِ َع ْينِي‪ ،‬فَ َما أَ َراهُ يُ َح ِّر ُ‬ ‫بِ ْاليَهُو ِد ِّ‬
‫ت‪ :‬إِ َّن ِعي َسى يَ ْن ِز ُل قَ ْب َل يَوْ ِم اَ ْلقِيَا َم ِة إِلَى‬ ‫ت‪ ،‬قَا َل‪َ :‬ك ْيفَ هُ َو؟ قُ ْل ُ‬ ‫ْس َعلَى َما تَأ َ َّو ْل َ‬ ‫هللاُ اَ ْألَ ِمي َر لَي َ‬
‫أَصْ لَ َح َ َّ‬
‫ي‪ ،‬قَا َل‬ ‫صلِّي َخ ْلفَ اَ ْل َم ْه ِد ِّ‬ ‫ي َو الَ نَصْ َرانِ ٍّي إِالَّ آ َمنَ بِ ِه قَ ْب َل َموْ تِ ِه َويُ َ‬ ‫اَل ُّد ْنيَا‪ ،‬فَالَ يَ ْبقَى أَ ْه ُل ِملَّ ِة يَهُو ِد ٍّ‬
‫ت‪َ :‬ح َّدثَنِي بِ ِه ُم َح َّم ُد ب ُْن َعلِ ِّي ب ِْن اَ ْل ُح َس ْي ِن ْب ِن َعلِ ِّي ب ِْن أَ ِبي‬ ‫ت بِ ِه؟ فَقُ ْل ُ‬ ‫ك هَ َذا َو ِم ْن أَ ْينَ ِج ْئ َ‬ ‫ك أَنَّى لَ َ‬ ‫َو ْي َح َ‬
‫صافِيَة‪.‬‬ ‫هللا ِم ْن َعيْن َ‬ ‫ت ِبهَا َو َ َّ ِ‬ ‫طَالِب َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ ،‬فَقَا َل ِج ْئ َ‬

‫📗تفسير القمي ج‪/،۱‬ص‪.۱۵۸‬‬

‫� عن المفضل بن عمر عن اإلمام الصادق (عليه السالم) في رواية طويلة يتحدث فيها عن‬
‫ظ ْه َره ُ‬ ‫صاحب الزمان وظهوره وغيبته وما يتعلق بها إلى أن يقول‪َ :‬و َسيِّ ُدنَا اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ُم ْسنِ ٌد َ‬
‫يث أَالَ‬ ‫ق أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى آ َد َم َو ِشيث فَهَا أَنَا َذا آ َد ُم َو ِش ٌ‬ ‫إِلَى اَ ْل َك ْعبَ ِة َويَقُو ُل يَا َم ْع َش َر اَ ْل َخالَئِ ِ‬
‫َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن َي ْنظُ َر إِلَى نُوح َو َولَ ِد ِه َسام فَهَا أَنَا َذا نُو ٌح َو َسا ٌم أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى إِ ْب َرا ِهي َم َو‬
‫إِ ْس َما ِعي َل فَهَا أَنَا َذا إِ ْب َرا ِهي ُم َو إِ ْس َما ِعي ُل أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى ُمو َسى َو يُو َش َع فَهَا أَنَا َذا ُمو َسى‬
‫ُون أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن‬ ‫َو يُو َش ُع أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى ِعي َسى َو َش ْمعُونَ فَهَا أَنَا َذا ِعي َسى َو َش ْمع ُ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َو أَ ِمي ُر‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه َما فَهَا أَنَا َذا ُم َح َّم ٌد َ‬ ‫ات َ َّ‬
‫صلَ َو ُ‬‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َ‬ ‫يَ ْنظُ َر إِلَى ُم َح َّمد َوأَ ِم ِ‬
‫اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى اَ ْل َح َس ِن َو اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه َما ال َّسالَ ُم فَهَا أَنَا َذا اَ ْل َح َس ُن‬
‫َو اَ ْل ُح َسي ُْن أَالَ َو َم ْن أَ َرا َد أَ ْن يَ ْنظُ َر إِلَى اَ ْألَئِ َّم ِة ِم ْن ُو ْل ِد اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَهَا أَنَا َذا اَ ْألَئِ َّمةُ َعلَ ْي ِه ُم‬
‫ب َو اَلصُّ حُفَ‬ ‫ال َّسالَ ُم أَ ِجيبُوا إِلَى َمسْأَلَتِي فَإِنِّي أُنَبِّئُ ُك ْم بِ َما نُبِّ ْئتُ ْم ِب ِه َو َما لَ ْم تُنَبَّئُوا بِ ِه َو َم ْن َكانَ يَ ْق َرأ ُ اَ ْل ُكتُ َ‬
‫هللاُ َعلَى آ َد َم َو ِشيث َعلَ ْي ِه َما ال َّسالَ ُم َويَقُو ُل أ ُ َّمةُ آ َد َم َو‬ ‫ُف اَلَّتِي أَ ْن َزلَهَا َ َّ‬ ‫ئ بِالصُّ ح ِ‬ ‫فَ ْليَ ْس َم ْع ِمنِّي‪ ،‬ثُ َّم َي ْبتَ ِد ُ‬
‫ُف َحقّا ً َولَقَ ْد أَ َرانَا َما لَ ْم نَ ُك ْن نَ ْعلَ ُمهُ فِيهَا َو َما َكانَ َخفِ َي َعلَ ْينَا َو َما َكانَ‬ ‫هللاِ ِه َي اَلصُّ ح ُ‬ ‫هللا هَ ِذ ِه َو َ َّ‬
‫ِشيث ِهبَ ِة َ َّ ِ‬
‫صحُفَ إِ ْب َرا ِهي َم َو اَلتَّوْ َراةَ َو اَ ْ ِإل ْن ِجي َل َواَل َّزبُو َر‬ ‫صحُفَ نُوح َو ُ‬ ‫أ ُ ْسقِطَ ِم ْنهَا َو بُ ِّد َل َوحُرِّ فَ ثُ َّم يَ ْق َرأ ُ ُ‬
‫ُف نُوح َوإِ ْب َرا ِهي َم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َحقّا ً َو َما أ ُ ْسقِ َ‬
‫ط‬ ‫صح ُ‬ ‫هللا ُ‬ ‫فَيَقُو ُل أَ ْه ُل اَلتَّوْ َرا ِة َو اَ ْ ِإل ْن ِجي ِل َواَل َّزب ِ‬
‫ُور هَ ِذ ِه َو َ َّ ِ‬
‫اف َما‬ ‫هللا اَلتَّوْ َراةُ اَ ْل َجا ِم َعةُ َو اَل َّزبُو ُر اَلتَّا ُّم َو اَ ْ ِإل ْن ِجي ُل اَ ْل َكا ِم ُل َوإِنَّهَا أَضْ َع ُ‬ ‫ِم ْنهَا َوبُ ِّد َل َو ُحرِّفَ ِم ْنهَا هَ ِذ ِه َو َ َّ ِ‬
‫صلَّى‬ ‫هللاُ َعلَى ُم َح َّمد َ‬ ‫آن َحقّا ً اَلَّ ِذي أَ ْن َزلَهُ َ َّ‬ ‫قَ َر ْأنَا ِم ْنهَا ‪ -‬ثُ َّم يَ ْتلُو اَ ْلقُرْ آنَ فَيَقُو ُل اَ ْل ُم ْسلِ ُمونَ هَ َذا َو َ َّ ِ‬
‫هللا اَ ْلقُرْ ُ‬
‫ط ِم ْنهُ َو ُحرِّفَ َو بُ ِّد َل‪....‬الخ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه َو َما أ ُ ْسقِ َ‬
‫َّ‬

‫📗مختصر البصائر ج ‪/۱‬ص‪.۴۳۳‬‬

‫‪6‬‬
‫هذا حال غير المسلمين‪ ،‬فعندما يقيم اإلمام عليهم الحجج وكذلك المسيح (عليه السالم) سيؤمنون‬
‫بهم‪ ،‬بينما العرب سيقاتلونه قتاالً كبي ًرا‪ ،‬وأنصار اإلمام من العرب كما تقول الرواية قلة قليلة‪ُ ،‬‬
‫نحن‬
‫ال ننكر أن اليهود وغيرهم سيقاتلون اإلمام فالسفياني وأن كان عربيًّا لكن يقف في ظهره اليهود‬
‫والروم كما تقول الرواية بل هو سيتنصّر ويعلّق في عنقه الصليب‪ ،‬ولكن حديثنا عن الناس بشكل‬
‫عام وليس عن أولياء الشيطان الذين أعدهم أبليس منذ خروجه من الجنة وهو يجهزهم ويجيّش بهم‬
‫ليوم الوقت المعلوم فهؤالء أمرهم منتهي وقتلهم حت ٌم ال شك فيه‪.‬‬

‫ب ِم ْن أَ ْمر قَ ِد‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَقُولُ‪َ :‬و ْي ٌل لِطُ َغا ِة اَ ْل َع َر ِ‬
‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� َع ِن اِ ْب ِن أَبِي يَ ْعفُور قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ف هَ َذا‬ ‫ص ُ‬ ‫هللا إِ َّن َم ْن يَ ِ‬ ‫ت‪َ :‬و َ َّ ِ‬‫ب؟ قَا َل‪ :‬نَفَ ٌر يَ ِسي ٌر‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫ك َك ْم َم َع اَ ْلقَائِ ِم ِمنَ اَ ْل َع َر ِ‬ ‫ت فِدَا َ‬‫ت‪ُ :‬ج ِع ْل ُ‬ ‫ب‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫اِ ْقتَ َر َ‬
‫ق‬ ‫اس ِم ْن أَ ْن يُ َم َّحصُوا َو يُ َميَّ ُزوا َو يُغَرْ بَلُوا َويُ ْستَ ْخ َر ُج فِي اَ ْل ِغرْ بَا ِل َخ ْل ٌ‬ ‫اَ ْألَ ْم َر ِم ْنهُ ْم لَ َكثِي ٌر‪ ،‬قَا َل‪ :‬الَ بُ َّد لِلنَّ ِ‬
‫َك ِثيرٌ‪.‬‬

‫📗 الکافي ج ‪/۱‬ص‪.۳۷۰‬‬

‫صحي ٌح أن العرب اآلن أعدادهم بالماليين وكذا الشيعة والمسلمين بشكل عام ولكن هؤالء كما تقول‬
‫الرواية اآلنفة سيمحصون ويميزون ويغربلون حتى ال يبقى إالَّ األندر فاألندر أي المؤمنون‬
‫نوح النبي في دعوته المباركة‪.‬‬
‫المخلصون فقط كما حدث مع ِ‬

‫� في رواية طويلة عن مهزم األسدي عن اإلمام الصادق عليه السالم يعدد فيها صفات شيعتهم‬
‫نأخذ منها موضع الشاهد‪:‬‬
‫صوْ تُهُ َس ْم َعهُ َو الَ‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪ :‬يَا ِم ْه َز ُم ِشي َعتُنَا َم ْن الَ يَ ْع ُدو َ‬ ‫ي قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ‬ ‫ع َْن ِم ْه َزم اَ ْألَ َس ِد ِّ‬
‫ص ُم لَنَا قَالِيا ً إِ ْن لَقِ َي ُم ْؤ ِمنا ً أَ ْك َر َمهُ َو‬ ‫شَحْ نَا ُؤهُ بَ َدنَهُ َو الَ يَ ْمتَ ِد ُح بِنَا ُم ْعلِنا ً َو الَ يُ َجالِسُ لَنَا َعائِبا ً َو الَ يُ َخا ِ‬
‫ك فَ َك ْيفَ أَصْ نَ ُع ِبهَ ُؤالَ ِء اَ ْل ُمتَ َشيِّ َع ِة؟قَا َل‪ :‬فِي ِه ُم اَلتَّ ْميِي ُز َوفِي ِه ُم‬ ‫ت فِدَا َ‬ ‫ت‪ُ :‬ج ِع ْل ُ‬ ‫إِ ْن لَقِ َي َجا ِهالً هَ َج َرهُ‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫ف يُبَ ِّد ُدهُ ْم ِشي َعتُنَا َم ْن الَ‬ ‫ون يَ ْقتُلُهُ ْم َو اِ ْختِالَ ٌ‬ ‫اَلتَّ ْب ِدي ُل َوفِي ِه ُم اَلتَّ ْم ِحيصُ تَأْتِي َعلَ ْي ِه ْم ِسنُونَ تُ ْفنِي ِه ْم َو طَا ُع ٌ‬
‫ات جُوعاً‪....‬الخ‬ ‫ب َو الَ يَسْأ َ ُل َع ُد َّونَا َو إِ ْن َم َ‬ ‫ط َم َع اَ ْل ُغ َرا ِ‬
‫ط َم ُع َ‬ ‫ب َو الَ يَ ْ‬ ‫يَ ِهرُّ ه َِري َر اَ ْل َك ْل ِ‬

‫📗الکافي ج ‪/۲‬ص‪.۲۳۸‬‬

‫‪7‬‬
‫صار واضحًا اآلن لماذا القتل ومن هم الذين سيقتلهم اإلمام‪ ،‬الذين سيقفون بوجه الدولة المهدوية‬
‫والذين سيخرجون لقتاله من جميع الملل والنحل وال سيما العرب كما م ّر في الحديث الشريف‪ ،‬أما‬
‫المسالمون الذين ال ينصبون العداء وال يحاربونه فلن يقتلهم بل سيعرض عليهم اإلسالم المحمدي‬
‫الصحيح ليدخلوا فيه‪.‬‬

‫بقي ذيل الحديث المتقدم والذي يقول أن اإلمام ال يستتيبُ احدًا أي ال يقبل توبة أحد‪ ،‬وأعتقد أن‬
‫الوجه في هذا الخبر هو للمعاندين العارفين بحق اإلمام ومن هو‪ ،‬كما فعل أسالفهم من بني أمية‬
‫والعباس عليهم لعائن هللا فهؤالء ال توبة لهم مطلقًا ألنّهم ليسوا على ضالل‪ ،‬كذلك المسلمين الذين‬
‫لم يؤمنوا بالمهدي رغم الحجج واألدلة والبراهين الواضحة المقامة عليهم قبل ظهوره الشريف‪.‬‬
‫أما بقية الملل كالنصارى واليهود اذا جاؤوا تائبين ومتبرأين من شرايعهم ال ُمحرّفة فلماذا ال يقبل‬
‫توبتهم؟ باب التوبة بشكل نهائي سيغلق عندما تخرج الشمس من مغربها وعلى الجميع‪ ،‬أما في بداية‬
‫الظهور فسيبقى مفتوحًا للجميع عدا ما ذكرت وهللا أعلم بما سيفعله اإلمام وهو معصو ٌم ال ريب في‬
‫أفعاله مطلقًا وعلينا التسليم والخضوع‪.‬‬

‫هللاِ َع َّز َو َجلَّ‪ ( :‬يَوْ َم يَأْتِي‬ ‫هللاِ َع َل ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬فِي قَوْ ِل َ َّ‬ ‫� ع َْن َعلِ ِّي ْب ِن ِرئَاب ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ات هُ ُم اَ ْألَ ِئ َّمةُ َو‬
‫ت ِم ْن قَ ْب ُل ) فَقَا َل َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬اَ ْآليَ ُ‬ ‫ت َربِّكَ ّٰال َي ْنفَ ُع نَ ْفسا ً إِيمّٰ انُ ّٰها لَ ْم تَ ُك ْن آ َمنَ ْ‬‫بَعْضُ آ ّٰيا ِ‬
‫ت ِم ْن قَ ْب ِل قِيَا ِم ِه بِال َّسي ِ‬
‫ْف َو‬ ‫اَ ْآليَةُ اَ ْل ُم ْنتَظَ َرةُ اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَيَوْ َمئِذ ّٰال يَ ْنفَ ُع نَ ْفسا ً إِيمّٰ انُ ّٰها لَ ْم تَ ُك ْن آ َمنَ ْ‬
‫ت بِ َم ْن تَقَ َّد َمهُ ِم ْن آبَائِ ِه َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم‪.‬‬ ‫إِ ْن آ َمنَ ْ‬

‫📗کمال الدين وتمام النعمة ج ‪ /۲‬ص‪.۳۳۶‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل إِ َّن َعلِيّا ً َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬كانَ لِي أَ ْن أَ ْقتُ َل اَ ْل ُم َولِّ َي َوأُجْ ِه َز‬
‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ُرحُوا لَ ْم يُ ْقتَلُوا َواَ ْلقَائِ ُم لَهُ أَ ْن يَ ْقتُ َل اَ ْل ُم َولِّ َي‬
‫ك لِ ْل َعاقِبَ ِة ِم ْن أَصْ َحابِي إِ ْن ج ِ‬ ‫ت َذلِ َ‬‫يح َولَ ِكنِّي تَ َر ْك ُ‬ ‫َعلَى اَ ْل َج ِر ِ‬
‫َويُجْ ِه َز َعلَى اَ ْل َج ِر ِ‬
‫يح‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۱‬‬

‫� بيان‪ :‬عندما وقعت الحروب التي خاضها أمير المؤمنين (عليه السالم) ضد المشركين والكافرين‬
‫ي الذي يف ّر من ساحة الحرب والسبب في ذلك يوضحه‬ ‫لم يُجهز على الجريحْ ولم يتبع المولّي أ ّ‬
‫الحديث اآلتي بشكل جل ّي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َجالِسا ً فَ َسأَلَهُ اَ ْل ُم َعلَّى‬
‫ت ِع ْن َد أَ ِبي َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫َّاع اَ ْألَ ْن َما ِط قَا َل‪ُ :‬ك ْن ُ‬ ‫� َع ِن اَ ْل َح َس ِن ْب ِن هَارُونَ بَي ِ‬
‫ك أَ َّن َعلِيّا ً َسا َر بِ ْال َمنِّ‬ ‫ف ِسي َر ِة َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم؟ فَقَا َل نَ َع ْم َو َذا َ‬ ‫ب ُْن ُخنَيْس أَيَ ِسي ُر اَ ْلقَائِ ُم إِ َذا قَا َم بِ ِخالَ ِ‬
‫ْف َواَل َّسب ِْي َو َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫ُظهَ ُر َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن بَ ْع ِد ِه َوأَ َّن اَ ْلقَائِ َم إِ َذا قَا َم َسا َر فِي ِه ْم بِال َّسي ِ‬ ‫َواَ ْلكَفِّ ِألَنَّهُ َعلِ َم أَ َّن ِشي َعتَهُ َسي ْ‬
‫أَنَّهُ َي ْعلَ ُم أَ َّن ِشي َعتَهُ لَ ْم ي ْ‬
‫ُظ َهرْ َعلَ ْي ِه ْم ِم ْن َب ْع ِد ِه أَبَداً‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۲‬‬

‫أي أن أمير المؤمنين فعل ذلك خوفًا منه على أصحابه إلنهُ يعلم يقينًا أنه لو أجهز على الجريح وتبع‬
‫ال ُمولّي سيفعلون مع أصحابه ذلك بل أشد سيقتلونهم في كل مكان يجدونهم فيه وهذا ما حدث فعالً‬
‫فأصحاب األمير وكذا صحابة رسول هللا الشيعة المخلصين والتابعين وغيرهم قد قتلوهم قتالً فضيعًا‬
‫ولو تعود وتقرأ التأريخ عزيزي القارئ لرأيت العجب العجاب من المجازر التي ارتكبها األمويون‬
‫كواقعة الحرة التي راح ضحيتها أكثر من عشرة اآلف صحابي وتابعي وفضّت فيها أكثر من ألف‬
‫عذراء!‬
‫بينما صاحب الزمان لهُ أن يُجهز على الجريح أي يقتله وكذا المولّي الفار إلنه لن يظهر على‬
‫أصحابه أحد بل هو سيقيم دولة العدل اإللهي وهو من سيحكمها ويقتل أبليس ويرتفع الش ّر من‬
‫األرض فال خوف على أصحابه حينئذ وال هم يحزنون‪.‬‬

‫ْت أَبَا َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُولُ‪ :‬لَوْ يَ ْعلَ ُم اَلنَّاسُ َما يَصْ نَ ُع اَ ْلقَائِ ُم إِ َذا‬ ‫� ع َْن ُم َح َّم ِد ْب ِن ُم ْسلِم قَا َل َس ِمع ُ‬
‫اس أَ َما إِنَّهُ الَ يَ ْبدَأ ُ إِالَّ بِقُ َريْش فَالَ يَأْ ُخ ُذ ِم ْنهَا إِالَّ اَل َّس ْيفَ‬
‫َخ َر َج َألَ َحبَّ أَ ْكثَ ُرهُ ْم أَالَّ يَ َروْ هُ ِم َّما يَ ْقتُ ُل ِمنَ اَلنَّ ِ‬
‫آل ُم َح َّمد َولَوْ َكانَ ِم ْن آ ِل ُم َح َّمد لَ َر ِح َم‪.‬‬ ‫ْس هَ َذا ِم ْن ِ‬ ‫اس لَي َ‬‫ْطيهَا إِالَّ اَل َّس ْيفَ َحتَّى يَقُو َل َك ِثي ٌر ِمنَ اَلنَّ ِ‬ ‫َوالَ يُع ِ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۳‬‬

‫ب يان‪ :‬قريش قبيلة من أهم القبائل في الجزيرة العربية ينتمي إليها رسولنا األكرم وأهل بيته صلوات‬
‫هللا عليهم‪ ،‬وهي قبيلة كنانية كبيرة تنتمي إليها الكثير من البطون والبيوتات العربية في وقتنا‬
‫الحاضر‪ ،‬وينتمي إليها األمويون والعباسيون والجبت والطاغوت زرق وزريق‪ ،‬فرعون وهامان‬
‫الذين غصبوا الخالفة العلوية وغيرهم الكثير‪ ،‬وأكثرهم في وقتنا الحالي نواصب‪ ،‬وهم أل ُّد أعداء‬
‫اإلمام (عليه السالم) وهم قتلة سيد الشهداء وجميع أهل البيت بل قتلة رسول هللا‪ ،‬وس ّراق البيت‬
‫الحرام ومحرّفي الدين‪ ،‬فعندما يظهر اإلمام سيقفون بوجهه‬

‫‪9‬‬
‫ويحاربونه كما يفعلون اليوم مع شيعتهم‪ ،‬فدول الخليج قاطبةً ناصبية بامتياز وسيف الحجة سيفنيهم‬
‫عن بكر ِة أبيهم‪ ،‬وسيقتصُ منهم ثأرًا ألجداده ال سيما سيد الشهداء أبو األحرار الحسين صلوات هللا‬
‫عليه‪.‬‬
‫قد يتبادر إلى ذهن القارئ العزيز سؤاالً‪ ،‬وهو‪ :‬أن قتلة اإلمام الحسين قد قتلهم المختار وال أثر لهم‬
‫في يومنا الحاضر فمن الذين سيقتلهم اإلمام ثأرًا آلبائه؟‬

‫أقول‪ :‬الروايات صريحة واضحة إذ تقول لو أن رجالً قُتل في المشرق فرضي بقتله رج ٌل في‬
‫ك في قتل الذي في المشرق‪ ،‬وهؤالء العرب قد رضوا بفعال‬ ‫المغرب لكان الذي في المغرب شري ٌ‬
‫آبائهم بل يفتخرون بذلك حتى قال قائ ٌل منهم سنُقاتل اليهود كما قاتل يزيد الحسين بن علي! إضافةً‬
‫ألفعالهم الكبيرة في تحريف الدين ونصب العداء لشيعة أهل البيت وسفكهم الدم الحرام وغيرها‬
‫الكثير ستجعل اإلمام يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر فال يدع وت ًرا آلل مح ّمد إالَّ وقتله حتى‬
‫يرضي هللا ع ّز وجل‪.‬‬

‫سالَ ُم‬ ‫ضا َعلَ ْي ِه ال َّ‬‫ت ِألَبِي اَ ْل َح َس ِن َعلِ ِّي ب ِْن ُمو َسى اَل ِّر َ‬ ‫ي قَا َل‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫صالِح اَ ْلهَ َر ِو ِّ‬‫� ع َْن َع ْب ِد اَل َّسالَ ِم ْب ِن َ‬
‫ق َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل إِ َذا َخ َر َج اَ ْلقَائِ ُم قَتَ َل‬ ‫ي ع َِن اَلصَّا ِد ِ‬ ‫هللاِ َما تَقُو ُل فِي َح ِديث ر ُِو َ‬ ‫يَا اِ ْبنَ َرسُو ِل َّ‬
‫هللا َع َّز َو‬ ‫ت فَقَوْ ُل َ َّ ِ‬ ‫ك فَقُ ْل ُ‬ ‫ال آبَا ِئهَا فَقَا َل َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم هُ َو َك َذ ِل َ‬ ‫ي قَتَلَ ِة اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم بِفِ َع ِ‬ ‫ار َّ‬‫َذ َر ِ‬
‫يع أَ ْق َوالِ ِه لَ ِك َّن‬ ‫هللاُ فِي َج ِم ِ‬ ‫ق َ َّ‬ ‫رى َما َم ْعنَاهُ فَقَا َل َ‬
‫ص َد َ‬ ‫از َرةٌ ِو ْز َر أ ُ ْخ ّٰ‬ ‫َج َّل َو ّٰال تَ ِز ُر ّٰو ِ‬
‫ض َي َشيْئا ً َكانَ َك َم ْن أَتَاهُ َو لَوْ أَ َّن‬ ‫ضوْ نَ أَ ْف َعا َل آبَائِ ِه ْم َو يَ ْفتَ ِخرُونَ ِبهَا َو َم ْن َر ِ‬ ‫ي قَتَلَ ِة اَ ْل ُح َس ْي ِن يَرْ َ‬ ‫َذ َر ِ‬
‫ار َّ‬
‫ك اَ ْلقَاتِ ِل َو إِنَّ َما‬‫هللاِ َش ِري َ‬ ‫ضي ِع ْن َد َ َّ‬ ‫ب لَ َكانَ اَلرَّا ِ‬ ‫ض َي بِقَ ْتلِ ِه َر ُج ٌل فِي اَ ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫ق فَ َر ِ‬ ‫َر ُجالً قُتِ َل فِي اَ ْل َم ْش ِر ِ‬
‫ي َش ْيء يَ ْبدَأ ُ اَ ْلقَائِ ُم فِي ِه ْم إِ َذا قَا َم قَا َل‬ ‫ت لَهُ بِأ َ ِّ‬ ‫ال فَقُ ْل ُ‬ ‫ضاهُ ْم بِفِ ْع ِل آبَائِ ِه ْم قَ َ‬ ‫يَ ْقتُلُهُ ُم اَ ْلقَائِ ُم إِ َذا َخ َر َج لِ ِر َ‬
‫هللاِ َع َّز َو َجلَّ‪.‬‬ ‫ت َ َّ‬ ‫ق بَ ْي ِ‬‫يَ ْبدَأُ بِبَنِي َش ْيبَةَ َو يَ ْقطَ ُع أَ ْي ِديَهُ ْم ِألَنَّهُ ْم ُسرَّا ُ‬

‫📗 علل الشرايع ج ‪/۱‬ص‪.۲۲۹‬‬

‫ولو قتل اإلمام جميع أهل األرض ثأرًا للدماء التي سقطت على نعل سيد الشهداء لم يكن مسرفًا‬
‫فكيف بما فعلوه بجسده الشريف وما فعلوه بعياله من‪!........‬‬

‫‪10‬‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فِي قَوْ لِ ِه تَ َعالَى‪َ -‬و َم ْن قُ ِت َل‬ ‫ت ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن ُم َح َّم ِد ْب ِن ِسنَان ع َْن َرجُل قَا َل‪َ :‬سأ َ ْل ُ‬
‫ك قَائِ ُم آ ِل ُم َح َّمد يَ ْخ ُر ُج‬ ‫ف فِي اَ ْلقَ ْت ِل إِنَّهُ ّٰكانَ َم ْنصُوراً قَا َل َذلِ َ‬ ‫ْر ْ‬ ‫ظلُوما ً فَقَ ْد َج َع ْل ّٰنا لِ َولِيِّ ِه س ُْل ّٰطانا ً فَ ّٰ‬
‫ال يُس ِ‬ ‫َم ْ‬
‫ف فِي اَ ْلقَ ْت ِل لَ ْم‬ ‫ْرفا ً َو قَوْ لُهُ فَ ّٰ‬
‫ْر ْ‬ ‫ال يُس ِ‬ ‫ض لَ ْم يَ ُك ْن ُمس ِ‬ ‫فَيَ ْقتُ ُل بِد َِم اَ ْل ُح َسي ِْن َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَلَوْ قَتَ َل أَ ْه َل اَ ْألَرْ ِ‬
‫ي قَتَلَ ِة اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه‬‫ار َّ‬‫هللاِ َذ َر ِ‬ ‫ون َس َرفا ً ثُ َّم قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَ ْقتُ ُل َو َ َّ‬ ‫يَ ُك ْن لِيَصْ نَ َع َشيْئا ً يَ ُك ُ‬
‫اَل َّسالَ ُم بِفَ َعا ِل آبَائِهَا‪.‬‬

‫📗 کامل الزيارات ج ‪/۱‬ص‪.۶۳‬‬

‫ك َولَ َعنَ هللاُ ا ُ َمةً ظَلَ َمتكَ َولَ َعنَ هللاُ ا ُ َمةً َس ِمعت بـِذلك‬‫ونقرأ في الزيارات الشريفة‪ " :‬فـَلَعـَنَ هللاُ اُ َمةً قَتـَلَتـ َ‬
‫ضيَت بـه" ونقرأ " لَ َعنَ هللاُ اُ َّمةً قَتَلَ ْت ُك ْم بِاالَيْدي َو االَ ْلس ُِن " ونقرأ "اَللّـهُ َّم ْال َع ْن أَ َّو َل ظَالِم ظَلَ َم َح َّ‬
‫ق‬ ‫فَ َر ِ‬
‫ت ْال ُح َس ْينَ (عليه السالم)‬ ‫صابَةَ الَّتي َجاهَ َد ِ‬ ‫ُم َح َّمد َوآ ِل ُم َح َّمد َوآ ِخ َر تَابِع لَهُ َعلَى ذلِكَ‪ ،‬اَللّـهُ َّم ْال َع ِن ْال ِع َ‬
‫ت عَلى قَ ْتلِ ِه‪ ،‬اَللّـهُ َّم ْال َع ْنهُ ْم َج ِميعاً"‬
‫ت َوتابَ َع ْ‬
‫ت َوبايَ َع ْ‬
‫َوشايَ َع ْ‬

‫سيقتل اإلمام ُك َّل عدو ّلِل تعالى حتى ترتفع راية اإلسالم وحتى يُعبد هللا جهرًا في جميع أنحاء‬
‫المعمورة بال خوف وال وجل‪.‬‬

‫ق لِي ْ‬
‫ُظ ِه َرهُ ‪َ .‬علَى اَلدِّي ِن ُكلِّ ِه‬ ‫ين اَ ْل َح ِّ‬ ‫� عن الصّادق عليه السّالم‪« :‬هُ َو اَلَّ ِذي أَرْ َس َل َرسُولَهُ بِ ْاله ّٰ‬
‫ُدى َو ِد ِ‬
‫هللا ما نزل تأويلها بعد‪ ،‬و ال ينزل تأويلها حتّى يخرج القائم عليه‬ ‫َو لَوْ َك ِرهَ اَ ْل ُم ْش ِر ُكونَ » قال‪« :‬و ّ‬
‫باّلِل العظيم و ال مشرك باإلمام إالّ كره خروجه‬ ‫السّالم فإذا خرج القائم عليه السالم لم يبق كافر ّ‬
‫حتّى (أن) لو كان كافرًا أو مشرك في بطن صخرة لقالت‪ :‬يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني و‬
‫اقتله»‪.‬‬

‫📗نوادر األخبار فيما يتعلق بأصول الدين ج ‪/۱‬ص‪.۲۶۶‬‬

‫ومدة قتال اإلمام س تستمر ثمانية أشهر حتى يرضى هللا تعالى ثم تبدأ مرحلة الحكم والرفاه والنعيم‬
‫وظهور الجنة المهدوية‪.‬‬

‫ب هَ َذا اَ ْألَ ْم ِر ُسنَّةً ِم ْن ُمو َسى‪،‬‬ ‫صا ِح ِ‬ ‫ْت أَبَا َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَقُولُ‪ :‬فِي َ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫صير قَا َل‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬فَأ َ َّما ِم ْن ُمو َسى‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫َو ُسنَّةً ِم ْن ِعي َسى‪َ ،‬و ُسنَّةً ِم ْن يُوسُفَ ‪َ ،‬و ُسنَّةً ِم ْن ُم َح َّمد َ‬
‫ف يَتَ َرقَّبُ ‪َ ،‬و أَ َّما ِم ْن ِعي َسى فَيُقَا ُل فِي ِه َما قِي َل فِي ِعي َسى‪َ ،‬و أَ َّما ِم ْن يُوسُفَ فَال ِّسجْ ُن َو اَ ْل َغ ْيبَةُ‪َ ،‬و‬ ‫فَ َخائِ ٌ‬

‫‪11‬‬
‫ار ِه‪ ،‬ثُ َّم يَ َ‬
‫ض ُع َس ْيفَهُ َعلَى عَاتِ ِق ِه‬ ‫ين آثَ ِ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه َو َسلَّ َم فَ ْالقِيَا ُم بِ ِس َ‬
‫يرتِ ِه َو تَ ْبيِ ُ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫أَ َّما ِم ْن ُم َح َّمد َ‬
‫ض َي؟ قَا َل‪ :‬ي ُْلقِي فِي‬ ‫ت‪َ :‬و َك ْيفَ يَ ْعلَ ُم أَ َّن َ َّ َ‬
‫هللا َر ِ‬ ‫هللاُ قُ ْل ُ‬
‫ضى َ َّ‬‫هللا َحتَّى يَرْ َ‬ ‫ثَ َمانِيَةَ أَ ْشهُر فَالَ يَ َزا ُل يَ ْقتُ ُل أَ ْعدَا َء َ َّ ِ‬
‫قَ ْلبِ ِه اَلرَّحْ َمةَ‪.‬‬

‫📗 إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات ج ‪/۵‬ص‪.۸۳‬‬

‫صير قَا َل قَا َل أَبُو َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬يَقُو ُم اَ ْلقَائِ ُم بِأ َ ْمر َج ِديد َو ِكتَاب َج ِديد َو قَ َ‬
‫ضاء‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫ْس َشأْنُهُ إِالَّ اَل َّس ْيفَ الَ يَ ْستَتِيبُ أَ َحداً َو الَ يَأْ ُخ ُذهُ فِي َ َّ‬
‫هللاِ لَوْ َمةُ الَئِم‪.‬‬ ‫َج ِديد َعلَى اَ ْل َع َر ِ‬
‫ب َش ِدي ٌد لَي َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۳‬‬

‫بيان‪ :‬للغيبة الطويلة قوانين وأحكام خاصّة بها‪ ،‬عندما يظهر اإلمام (عليه السالم) ستبدأ مرحلة‬
‫جديدة وقوانين مختلفة ويظهر التأويل الباطني للقرآن الكريم وبقية األحكام الشرعية‪ ،‬واألمر الجديد‬
‫وكذا الكتاب والقضاء ال يعني أن اإلمام سينسخ ما موجود من أحكام شرعية في وقتنا الحاضر‪ ،‬بل‬
‫المقصود هو األحكام اإلسالمية التي كانت في الكتاب لكن تعطّلت قليالً قليالً على م ّر الدهور‬
‫واألعوام وتركها المسلمون جهالً بها أو ذاهالً عنها‪ ،‬فهذه األحكام بمرور الوقت قد اندرست ولم يبق‬
‫ض َوال ُّسنَ ِن؟‬‫لها أيّة أثر‪ ،‬فاألمام سيحييها‪ ،‬كما نقرأ في الدعاء الشريف‪ " :‬أَ ْينَ ال ُم َّد َخ ُر لِتَجْ ِدي ِد الفَرائِ ِ‬
‫ب َو ُح ُدو ِد ِه؟ أَ ْينَ ُمحْ يِي َمعالِ ِم الدِّي ِن‬ ‫أَ ْينَ ال ُمتَ َخيَّ ُر ِإلعا َد ِة ال ِملَّ ِة َوال َّش ِري َع ِة؟ أَ ْينَ ال ُم َؤ َّم ُل ِإلحْ يا ِء ال ِكتا ِ‬
‫َوأَ ْهلِ ِه؟"‬

‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َدعَا اَلنَّ َ‬
‫اس إِلَى‬ ‫� َوع َْن ُم َح َّم ِد ب ِْن َعجْ الَنَ ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ض َّل َع ْنهُ اَ ْل ُج ْمهُورُ‪َ ،‬و إِنَّ َما ُس ِّم َي اَ ْلقَائِ ُم َم ْه ِديّا ً ِألَنَّهُ يُ ْهدَى إِلَى‬‫اَ ْ ِإل ْسالَ ِم َج ِديداً‪َ ،‬و هَدَاهُ ْم إِلَى أَ ْمر قَ ْد َدثَ َر فَ َ‬
‫أَ ْمر َمضْ لُول َع ْنهُ‪َ ،‬و ُس ِّم َي اَ ْلقَائِ َم لِقِيَا ِم ِه بِ ْال َحقِّ‪.‬‬

‫📗 إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات ج ‪۵‬ص‪.۱۸۰‬‬

‫أما قضاء اإلمام فسيكون من دون بيّنة وهذا قضا ُء دا ُود (عليه السالم)‪:‬‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ :‬سيَأْتِي فِي َم ْس ِج ِد ُك ْم ثَالَثُ ِمائَة َو ثَالَثَةَ َع َش َر‬ ‫ب قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن أَبَا ِن ْب ِن تَ ْغلِ َ‬
‫ُوف َم ْكتُوبٌ َعلَى‬ ‫َر ُجالً َي ْع ِني َم ْس ِج َد َم َّكةَ َي ْعلَ ُم أَ ْه ُل َم َّكةَ أَنَّهُ لَ ْم يَلِ ْدهُ ْم آبَا ُؤهُ ْم َو الَ أَجْ دَا ُدهُ ْم َعلَ ْي ِه ُم اَل ُّسي ُ‬

‫‪12‬‬
‫ك َو تَ َعالَى ِريحا ً فَتُنَا ِدي ِب ُك ِّل َواد هَ َذا اَ ْل َم ْه ِديُّ يَ ْق ِ‬
‫ضي‬ ‫ث َ َّ‬
‫هللاُ تَبَا َر َ‬ ‫ُك ِّل َسيْف َكلِ َمةٌ تَ ْفتَ ُح أَ ْلفَ َكلِ َمة فَيَ ْب َع ُ‬
‫ضا ِء دَا ُو َد َو ُسلَ ْي َمانَ َعلَ ْي ِه َما اَل َّسالَ ُم َو الَ ي ُِري ُد َعلَ ْي ِه بَيِّنَةً‪.‬‬
‫بِقَ َ‬

‫📗 کمال الدين و تمام النعمة ج ‪/۲‬ص‪.۶۷۱‬‬

‫فال يحتاج إلى شهود لكي تثبت أدانة المتهم بل إن اإلمام بفصل الخطاب‪ ،‬بعلمه اللّدني الشريف‪،‬‬
‫بمعرفته بما تضمر القلوب والنفوس سيحكم بين الناس‪.‬‬

‫هللاِ ب ُْن َعجْ الَنَ ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬


‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُم آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم‬ ‫� َر َوى َع ْب ُد َ َّ‬
‫هللاُ تَ َعالَى فَ َيحْ ُك ُم بِ ِع ْل ِم ِه َو ي ُْخبِ ُر ُك َّل قَوْ م ِب َما‬‫اس بِ ُح ْك ِم دَا ُو َد الَ يَحْ تَا ُج إِلَى َبيِّنَة ي ُْل ِه ُمهُ َ َّ‬ ‫َح َك َم َب ْينَ اَلنَّ ِ‬
‫ك َآل ّٰيات لِ ْل ُمتَ َو ِّس ِمينَ‬‫هللاُ ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالَى‪( :‬إِ َّن فِي ّٰذلِ َ‬ ‫ف َولِيَّهُ ِم ْن َع ُد ِّو ِه بِالتَّ َوس ُِّم قَا َل َ َّ‬ ‫طنُوهُ َو يَع ِ‬
‫ْر ُ‬ ‫اِ ْستَ ْب َ‬
‫` َوإِنَّ ّٰها لَبِ َس ِبيل ُمقِيم)‪.‬‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد ج ‪/۲‬ص‪.۳۸۶‬‬

‫وهذا ما سيعارضهُ الكثير الكثير من الناس حتى أنهم ليكذبونه!‬


‫� في رواية طويلة عن اإلمام الباقر (عليه السالم) يتحدث فيها عن غيبة اإلمام وظهوره وعالماته‬
‫ت‪ :‬قُ َريْشٌ ا ُ ْخ ُرجُوا بِنَا إِلَى هَ ِذ ِه‬ ‫وما سيفعله إلى أن يقول‪.....:‬ثُ َّم يُحْ ِد ُ‬
‫ث َحدَثا ً فَإ ِ َذا هُ َو فَ َع َل َذلِكَ ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫هللاِ أَ ْن لَوْ َكانَ ُم َح َّم ِديّا ً َما فَ َع َل‪َ ،‬و لَوْ َكانَ َعلَ ِويّا ً َما فَ َع َل‪َ ،‬ولَوْ َكانَ فَا ِط ِميّا ً َما فَ َع َل‪ ،‬فَ َي ْمنَ ُحه ُ‬
‫اَلطَّا ِغيَ ِة‪ ،‬فَ َو َ َّ‬
‫هللاُ أَ ْكتَافَهُ ْم‪،‬‬
‫َ َّ‬

‫ق َحتَّى يَ ْن ِز َل اَل ُّش ْق َرةَ فَيَ ْبلُ ُغهُ أَنَّهُ ْم قَ ْد قَتَلُوا عَا ِملَهُ فَيَرْ ِج ُع إِلَ ْي ِه ْم‬ ‫فَيَ ْقتُ ُل اَ ْل ُمقَاتِلَةَ َو يَ ْس ِبي اَل ُّذ ِّريَّةَ‪ ،‬ثُ َّم يَ ْن َ‬
‫طل ِ ُ‬
‫هللا َو ُسنَّ ِة نَبِيِّ ِه َواَ ْل َوالَيَ ِة‬
‫ب َ َّ ِ‬‫اس إِلَى ِكتَا ِ‬ ‫ق يَ ْد ُعو اَلنَّ َ‬ ‫س قَ ْت ُل اَ ْل َح َّر ِة إِلَ ْيهَا بِ َش ْيء‪ ،‬ثُ َّم يَ ْن َ‬
‫طل ِ ُ‬ ‫فَيَ ْقتُلُهُ ْم َم ْقتَلَةً لَ ْي َ‬
‫لِ َعلِ ِّي ْب ِن أَ ِبي طَالِب َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َواَ ْلبَ َرا َء ِة ِم ْن َع ُد ِّو ِه‪َ ،‬حتَّى إِ َذا بَلَ َغ إِلَى اَلثَّ ْعلَبِيَّ ِة قَا َم إِلَ ْي ِه َر ُج ٌل ِم ْن‬
‫ب هَ َذا اَ ْألَ ْم ِر‪ ،‬فَيَقُولُ‪ :‬يَا هَ َذا َما‬ ‫صا ِح َ‬‫اس بِبَ َدنِ ِه َو أَ ْش َج ِع ِه ْم بِقَ ْلبِ ِه‪َ ،‬ما َخالَ َ‬ ‫ب أَبِي ِه َوهُ َو ِم ْن أَ َش ِّد اَلنَّ ِ‬ ‫ص ُْل ِ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه أَ ْم بِ َما َذا؟ فَيَقُو ُل‬‫صلَّى َ َّ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫اس إِجْ فَا َل اَلنَّ َع ِم أَفَبِ َعهْد ِم ْن َرسُو ِل َ َّ‬ ‫ك لَتُجْ فِ ُل اَلنَّ َ‬ ‫تَصْ نَ ُع فَ َو َ َّ‬
‫هللاِ إِنَّ َ‬
‫هللاِ لَتَ ْس ُكنَ َّن أَوْ َألَضْ ِربَ َّن اَلَّ ِذي فِي ِه َع ْينَاكَ ‪ ،‬فَيَقُو ُل لَهُ اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪:‬‬ ‫اَ ْل َموْ لَى اَلَّ ِذي َولِ ُّي اَ ْلبَ ْي َع ِة‪َ :‬و َ َّ‬
‫ت لِي يَا فُالَ ُن اَ ْل َع ْي َبةَ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو آلِ ِه‪ ،‬هَا ِ‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫هللاِ َ‬‫هللاِ إِ َّن َم ِعي َعهْداً ِم ْن َرسُو ِل َ َّ‬ ‫ت يَا فُالَ ُن‪ ،‬إِي َو َ َّ‬ ‫ا ُ ْس ُك ْ‬
‫هللا ُ‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه‪ ،‬فَيَقُولُ‪َ :‬ج َعلَنِ َي َ َّ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫هللا َ‬ ‫أَوْ اَلطَّ ْيبَةَ أَوْ اَل ِّز ْنفِلِي َجةَ فَ َيأْتِي ِه بِهَا فَيَ ْق َر ُؤهُ اَ ْل َع ْه َد ِم ْن َرس ِ‬
‫ُول َ َّ ِ‬
‫ك َج ِّد ْد لَنَا بَ ْي َعةً‪،‬‬ ‫ْطي ِه َر ْأ َسهُ فَيُقَبِّلُهُ بَ ْينَ َع ْينَ ْي ِه ثُ َّم يَقُولُ‪َ :‬ج َعلَنِ َي َ َّ‬
‫هللاُ فِدَا َ‬ ‫ك أَ ْع ِطنِي َر ْأ َسكَ أُقَب ِّْلهُ فَيُع ِ‬ ‫فِدَا َ‬
‫فَيُ َج ِّد ُد لَهُ ْم بَ ْي َعةً‪....‬الخ‬

‫‪13‬‬
‫📗 التفسير (للعياشي) ج ‪/۲‬ص‪.۵۶‬‬

‫عجيبٌ هذا الخبر! قريش تسمي اإلمام طاغية! إلنه وضع فيهم السيف ليفنيهم عن بكرة أبيهم لذلك‬
‫قالوا لو كان علويًا ما فعل لو كان فاطميًا ما فعل! ويخرجون لقتاله حتى أنهم ليقتلون عامله أي‬
‫حاكمه ال ُمنصّب من قبله على مكة أو المدينة‪ ،‬فيعود إليهم فيقتلهم‪ ،‬واألمر الخطير هو اعتراض هذا‬
‫الشخص الذي تقول الرواية أنه علوي من ذرية رسول هللا قوي في بدنه وشجاع في قلبه ما خال‬
‫ي صلبٌ في إيمانه لدرجة كبيرة جدًل‪ ،‬فيعترض ويقول لإلمام ذلك القول المثير‬ ‫القائم! أي هو قو ّ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو‬ ‫اس إِجْ فَا َل اَلنَّ َع ِم أَفَبِ َعهْد ِم ْن َرسُو ِل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫ك لَتُجْ فِ ُل اَلنَّ َ‬ ‫لألنتباه‪ :‬يَا هَ َذا َما تَصْ نَ ُع فَ َو َ َّ‬
‫هللاِ إِنَّ َ‬
‫آلِ ِه أَ ْم بِ َما َذا؟‬
‫وأعتقد أن هذا الشخص يعرف حق المعرفة أمر اإلمام ولماذا يفعل ذلك ولكنه قال هكذا لكي يكشف‬
‫للناس وألصحاب اإلمام وأنصاره العهد المعهود من رسول هللا للقائم ودلي ُل هذا في ذيل الحديث‬
‫أعاله أذ اإلمام لم يعاقبه بل قبّل الرجل رأسه الشريف وطلب منه تجديد البيعة‪ ،‬وقد م ّر الكالم في‬
‫موضوع العهد‪.‬‬
‫ومثا ٌل على قضاء اإلمام (عليه السالم) الحديث اآلتي‪:‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬بَ ْينَا اَل َّر ُج ُل َعلَى‬
‫ْض ِر َجالِ ِه ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن َس ْعدَانَ ْب ِن ُم ْسلِم ع َْن بَع ِ‬
‫ب ُعنُقِ ِه فَالَ يَ ْبقَى فِي اَ ْل َخافِقَ ْي ِن‬
‫ضرْ ِ‬ ‫س اَ ْلقَائِ ِم يَأْ ُم ُرهُ َو يَ ْنهَاهُ إِ ْذ قَا َل أَ ِديرُوهُ فَيُ ِديرُونَهُ إِلَى قُ َّدا ِم ِه فَيَأْ ُم ُر بِ َ‬ ‫ْ‬
‫َرأ ِ‬
‫َش ْي ٌء إِالَّ َخافَهُ‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۹‬‬

‫وال ندري ماذا فعل هذا الرجل لكي يقتله اإلمام ولكنه حت ًما علم بما في نفسه من جُرم‪ ،‬وربما يريد‬
‫اإلمام بهذه الطريقة من الحكم أن يلفت األنظار لكيفية قضاءه وأنه يحكم بالتوسم وبال بينة‪.‬‬
‫ب َو‬‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬إِ َذا َخ َر َج اَ ْلقَائِ ُم لَ ْم يَ ُك ْن بَ ْينَهُ َو بَ ْينَ اَ ْل َع َر ِ‬
‫صير ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫هللاِ َما لِبَا ُسهُ إِالَّ اَ ْل َغلِيظُ َو‬
‫ُوج اَ ْلقَائِ ِم َو َ َّ‬ ‫ْ‬
‫ْف َما يَأ ُخ ُذ ِم ْنهَا إِالَّ اَل َّس ْيفَ َو َما يَ ْستَ ْع ِجلُونَ ِب ُخر ِ‬ ‫قُ َريْش إِالَّ اَل َّسي ُ‬
‫ت ِظلِّ اَل َّسي ِ‬
‫ْف‪.‬‬ ‫ت تَحْ َ‬‫ْف َواَ ْل َموْ ُ‬ ‫ط َعا ُمهُ إِالَّ اَل َّش ِعي ُر اَ ْل َج ِشبُ َو َما هُ َو إِالَّ اَل َّسي ُ‬
‫َما َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۴‬‬

‫‪14‬‬
‫سه ُ‬ ‫ُوج اَ ْلقَائِ ِم فَ َو َ َّ‬
‫هللاِ َما لِبَا ُ‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬ما تَ ْستَ ْع ِجلُونَ بِ ُخر ِ‬
‫صير ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫ت ِظ ِّل اَل َّسي ِ‬
‫ْف‪.‬‬ ‫ْف َواَ ْل َموْ ُ‬
‫ت تَحْ َ‬ ‫إِالَّ اَ ْل َغلِيظُ َو الَ طَ َعا ُمهُ إِالَّ اَ ْل َج ِشبُ َو َما هُ َو إِالَّ اَل َّسي ُ‬

‫📗الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۳‬‬

‫إن في هذين الخبرين إشارةٌ لطعام ولباس اإلمام فهو اإلمام الوحيد الذي سيكون في لباسه‬ ‫بيان‪ّ :‬‬
‫وأكله متأسيًا بأمير المؤمنين عليه السالم يأكل الجشب كالخبز اليابس والزيت والملح وغيره ولباسه‬
‫الخشن الغليظ‪ ،‬وهذا عه ٌد يأخذه على أصحابه عندما يظهر‪ ،‬وال يعني ذلك أن بقية المعصومين لم‬
‫يكونوا هكذا بل هو في القائم أظهر وأكثر من سائر األيمة الطاهرين‪.‬‬

‫أعتقد أن سيرة اإلمام أصبحت واضحةً ال غبار عليها‪ ،‬ولكن الموضوع بحاجة لقراءة متأنية ودقيقة‬
‫وتفكير ملي قبل كيل التهم على األخبار الشريفة‪ ،‬كما أن سيرة اإلمام ال تقتصر على ذلك بل ستكون‬
‫فيها جنبة الرفاه والنعيم والحياة المثالية إذ ستُظهر األرض كنوزها وسينتشر األمن ويقام العدل‬
‫وينتهي الظلم والجور وترعى الشاة مع السباع إذ ستتغير الطباع وتخرج المرأة من العراق إلى‬
‫الشام وال أحد يتعرض لها فاألمان موجود دام أمان هللا قد ظهر ونشر رايته وبسط يده‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫آيات وأفعال اإلمام المهدي "عليه السالم"‬

‫تط ّرقنا في مقالة سابقة لسير ِة اإلمام المهدي (عليه السالم) وفصّلنا القول فيه مستندين لما لدينا من‬
‫أحاديث شريفة واردة عن أهل البيت (صلوات هللا عليهم) توضح وتبين سيرة اإلمام‪ ،‬في هذه المقالة‬
‫سنتطرق لموضوع آخر هو ُمك ّمل للمقالة السابقة‪ ،‬وهو اآليات واألفعال الخاصة باإلمام والتي‬
‫ذكرتها األخبار الشريفة‪.‬‬
‫إذ ستصدر عن اإلمام الحجة عجّل هللا فرجه الشريف عدة آيات وسيقوم بعدة أفعال بعضها ملفت‬
‫لالنتباه وكلها ملفتة وبعضها معجز ومبين لعظمته وقدرته وواليته التكوينية وما لديه من مواريث‬
‫األنبياء واألوصياء صلوات هللا عليهم أجمعين‪.‬‬

‫� َح َّد َثنَا أَبُو اَ ْل َجارُو ِد ِز َيا ُد ب ُْن اَ ْل ُم ْن ِذ ِر قَا َل قَا َل أَبُو َج ْعفَر ُم َح َّم ُد ب ُْن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬إِ َذا ظَهَ َر اَ ْلقَائِ ُم‬
‫صاهُ ثُ َّم يَأْ ُم ُر‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َو َخاتَ ِم ُسلَ ْي َمانَ َو َح َج ِر ُمو َسى َو َع َ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫هللاِ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ظَهَ َر بِ َرايَ ِة َرسُو ِل َ َّ‬
‫ط َعاما ً َوالَ َش َرابا ً َوالَ َعلَفا ً‪ ،‬فَيَقُو ُل أَصْ َحابُهُ إِنَّهُ ي ُِري ُد أَ ْن يَ ْقتُلَنَا‬ ‫ُمنَا ِديَهُ فَيُنَا ِدي أَالَ الَ يَحْ ِملَ َّن َر ُج ٌل ِم ْن ُك ْم َ‬
‫ش! فَيَ ِسي ُر َويَ ِسيرُونَ َم َعهُ فَأ َ َّو ُل َم ْن ِزل يَ ْن ِزلُهُ يَضْ ِربُ اَ ْل َح َج َر فَ َي ْنبُ ُع ِم ْنهُ‬ ‫ُوع َواَ ْل َعطَ ِ‬
‫َويَ ْقتُ َل َد َوابَّنَا ِمنَ اَ ْلج ِ‬
‫ف فَيَأْ ُكلُونَ َويَ ْش َربُونَ َو َد َوابَّهُ ْم َحتَّى يَ ْن ِزلُوا اَلنَّ َجفَ بِ َ‬
‫ظه ِْر اَ ْل ُكوفَ ِة‪.‬‬ ‫طَ َعا ٌم َو َش َرابٌ َو َعلَ ٌ‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۸‬‬

‫بيان‪ :‬تشير هذه الرواية لمواريث األنبياء التي سيُخرجها صاحب األمر عليه السالم حينما يظهر‬
‫وأولها راية رسول هللا صلى هللا عليه وآله التي آخر مرة نُ ِش ْ‬
‫رت فيه هو في حربُ الجمل بين الحق‬
‫والباطل والمؤمنين والمشركين! وكذا سيخرج اإلمام خاتم سليمان وحجر موسى وعصاه‪ ،‬وغيرها‬
‫من المواريث كعمامة رسول هللا وسيف ِه ودرعه وحمار ِه وقميصه والكتب والصحف المقدسة‪ ،‬ولكن‬
‫نحن والرواية المتقدمة وما فيها من مواريث مذكورة‪ ،‬فهذه بأجمعها ستكون لها فعاليات خارجة عن‬ ‫ُ‬
‫كعصي أشجارنا بل هي عصا خالصة‬‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫ليست عصا عادية‬ ‫نطاق تصورنا وفكرنا‪ ،‬فالعصا الموسوية‬
‫ِ‬
‫من الجن ِة كما ورد في الخبر الشريف وفيه طاقة هائلة وكذلك الحجر‪:‬‬

‫صا ُمو َسى‬ ‫هللا ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم) يَقُو ُل‪َ « :‬كا َن ْ‬
‫ت َع َ‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫هللا ْب ِن ِسنَان‪ ،‬قَا َل‪َ :‬س ِمع ُ‬ ‫� ع َْن َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫يب آس ِمنَ اَ ْل َجنَّ ِة‪ ،‬أَتَاهُ بِ ِه َجب َْرئِي ُل ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم) لَ َّما تَ َو َّجهَ تِ ْلقَا َء َم ْد َينَ »‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫قَ ِ‬

‫‪16‬‬
‫📙البرهان في تفسير القرآن ج ‪ ،۴‬ص ‪.۲۶۴‬‬

‫وهي متوارثة عند األنبياء حتى وصلت لأليمة الطاهرين صلوات هللا عليهم‪ ،‬بل هي أ ُ ِع ْ‬
‫دت للحجة‬
‫القائم عجل هللا فرجه الشريف‪:‬‬

‫ت‬ ‫صا َر ْ‬ ‫صا ُمو َسى ِآل َد َم‪ ،‬فَ َ‬ ‫ت َع َ‬ ‫ْض‪ ،‬ع َْن أَبِي َج ْعفَر ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم)‪ ،‬قَا َل‪َ « :‬كانَ ْ‬ ‫� ف َع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن اَ ْلفَي ِ‬
‫ت إِلَى ُمو َسى ب ِْن ِع ْم َرانَ ‪َ ،‬و إِنَّهَا لَ ِع ْن َدنَا‪َ ،‬و إِ َّن َع ْه ِدي ِبهَا آنِفاً‪َ ،‬و ِه َي َخضْ َرا ُء‬ ‫صا َر ْ‬ ‫إِلَى ُش َعيْب‪ ،‬ثُ َّم َ‬
‫ت لِقَا ِئ ِمنَا ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم)‪ ،‬يَصْ نَ ُع‬‫ت‪ ،‬أ ُ ِع َّد ْ‬ ‫ق إِ َذا ا ُ ْستُ ْن ِطقَ ْ‬
‫َت ِم ْن َش َج َرتِهَا‪َ ،‬و إِنَّهَا لَتَ ْن ِط ُ‬ ‫َك َه ْيئَتِهَا ِحينَ اُ ْنتُ ِزع ْ‬
‫ف َما يَأْفِ ُكونَ ‪َ ،‬و تَصْ نَ ُع َما تُ ْؤ َم ُر بِ ِه‪،‬‬ ‫ع َو تَ ْلقَ ُ‬ ‫بِهَا َما َكانَ يَصْ نَ ُع بِهَا ُمو َسى ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم)‪َ ،‬و إِنَّهَا لَتَرُو ُ‬
‫ض‪َ ،‬و اَ ْألُ ْخ َرى فِي اَل َّس ْق ِ‬ ‫ْ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ف َما يَأفِ ُكونَ ‪ ،‬يُ ْفتَ ُح لَهَا ُش ْعبَتَا ِن‪ :‬إِحْ دَاهُ َما فِي اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ت تَ ْلقَ ُ‬
‫ْث أَ ْقبَلَ ْ‬
‫إِنَّهَا َحي ُ‬
‫ف َما يَأْفِ ُكونَ بِلِ َسانِهَا»‪.‬‬ ‫َو َب ْينَهُ َما أَرْ بَعُونَ ِذ َراعاً‪ ،‬تَ ْلقَ ُ‬

‫📙 البرهان في تفسير القرآن ج ‪ ،۳‬ص ‪.۷۵۹‬‬

‫إذن كما قلت هذه العصا وهذا الحجر فيهما طاقة وقوى عجيبة وكبيرة جدًا‪ ،‬في خبر أورده السيد‬
‫نعمة هللا الجزائري (رحمه هللا ) في كتابه النور المبين في قصص األنبياء والمرسلين ج‬
‫‪/۱‬ص‪ ،۲۲۹‬يذكر جانبًا من األفعال التي تصدر عن هذه العصا‪ ،‬نذكر مقطعًا منه إتما ًما للفائدة‪.‬‬
‫ق‬ ‫اث َو قِي َل ِعلِّي ٌ‬ ‫هللاُ َوقِي َل ِغيَ ٌ‬ ‫يل اِ ْس ُمهَا َما َشا َء َ َّ‬ ‫صا فَقِ َ‬ ‫الحديث طويل إلى أن يقول‪َ :‬واُ ْختُلِفَ فِي اِس ِْم اَ ْل َع َ‬
‫ان َو ِمحْ َج ٌن فِي أَصْ ِل‬ ‫صا ُمو َسى ُش ْعبَتَ ِ‬ ‫ت فِيهَا فَقَا َل أَ ْه ُل اَ ْل ِع ْل ِم َكانَ لِ َع َ‬ ‫آربُ اَلَّتِي َكانَ ْ‬ ‫صفَاتُهَا َو اَ ْل َم ِ‬ ‫َو أَ َّما ِ‬
‫ضي ُء ُش ْع َبتَاهَا ِم ْن‬ ‫ان َح ِديد فِي أَ ْسفَلِهَا فَ َكانَ ُمو َسى إِ َذا د ََخ َل َمفَا َزةً لَ ْيالً َو لَ ْم يَ ُك ْن قَ َم ٌر تُ ِ‬ ‫اَل ُّش ْعبَتَي ِْن َو ِسنَ ُ‬
‫صي ُر فِي َر ْأ ِسهَا‬ ‫ْر اَ ْلبِ ْئ ِر َو تَ ِ‬
‫ت تَ ْمتَ ُّد إِلَى قَع ِ‬ ‫ص ِر ِه َو َكانَ إِ َذا أَ ْع َو َزهُ اَ ْل َما ُء أَ ْدالَهَا فِي اَ ْلبِ ْئ ِر فَ َج َعلَ ْ‬ ‫نُور َم َّد بَ َ‬
‫صاهُ فَيَ ْخ ُر ُج َما يَأْ ُك ُل يَوْ َمهُ َو َكانَ إِ َذا‬ ‫ض ِب َع َ‬ ‫ب اَ ْألَرْ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫اج إِلَى اَلطَّ َع ِام َ‬ ‫ِش ْبهُ اَل َّد ْل ِو َو يَ ْستَقِي َو إِ َذا اِحْ تَ َ‬
‫ك اَل َّش َج َر ِة اَلَّتِي اِ ْشتَهَى ُمو َسى‬ ‫ان تِ ْل َ‬
‫ص ُ‬‫ت أَ ْغ َ‬ ‫صنَ ْ‬
‫ض فَتَ َغ َّ‬ ‫اِ ْشتَهَى فَا ِكهَةً ِمنَ اَ ْلفَ َوا ِك ِه َغ َر َزهَا فِي اَ ْألَرْ ِ‬
‫ظهَ ُر َعلَى‬ ‫صاهُ ِمنَ اَللَّوْ ِز َو َكانَ إِ َذا قَاتَ َل َع ُد َّوهُ يَ ْ‬ ‫ت لَهُ ِم ْن َسا َعتِهَا‪َ .‬و يُقَا ُل َكانَ َع َ‬ ‫فِا َ ِكهَتَهَا َو أَ ْث َم َر ْ‬
‫ب اَ ْل َو ِع ِر اَ ْل ُمرْ تَقَى فَيُ ْف َر ُج َو إِ َذا أَ َرا َد‬ ‫ص ْع ِ‬‫ضالَ ِن َو َكانَ يَضْ ِربُ ِبهَا َعلَى اَ ْل َجبَ ِل اَل َّ‬ ‫ُش ْعبَتِهَا تِنِّينَا ِن يَتَنَا َ‬
‫ق يَ ْم ِشي فِي ِه َو َكانَ يَ ْش َربُ أَحْ يَانا ً ِم ْن إِحْ دَى‬ ‫ض َربَهَا َو بَدَا لَهُ طَ ِري ٌ‬ ‫ار ِبالَ َسفِينَة َ‬ ‫ُعبُو َر نَهَر ِمنَ اَ ْألَ ْنهَ ِ‬
‫ضع َشا َء‬ ‫ي َموْ ِ‬ ‫اَل ُّش ْعبَتَ ْي ِن اَللَّبَنَ َو ِمنَ اَ ْألُ ْخ َرى اَ ْل َع َس َل َو َكانَ إِ َذا أَ ْعيَا فِي طَ ِريقِ ِه يَرْ َكبُهَا فَتَحْ ِملُهُ إِلَى أَ ِّ‬
‫اج ُمو َسى إِلَى‬ ‫يق َو تُقَاتِ ُل أَ ْعدَا َءهُ َو إِ َذا اِحْ تَ َ‬ ‫ت تَ ُدلُّهُ َعلَى اَلطَّ ِر ِ‬ ‫ك ِرجْ ل َو َكانَ ْ‬ ‫ِم ْن َغي ِْر َر ْكض َو الَ تَحْ ِري ِ‬
‫صا َو‬ ‫ت اَ ْل َع َ‬‫يق فِي ِه لُصُوصٌ تَ َكلَّ َم ُ‬ ‫َّب ِم ْنهَا ثَوْ بُهُ َو إِ َذا َكانَ فِي طَ ِر ِ‬ ‫طي َ‬ ‫ِطيب فَا َح ِم ْنهَا اَلطِّيبُ َحتَّى يَتَ َ‬
‫ت َوإِ َذا‬ ‫ت َو اَ ْل َح َش َرا ِ‬ ‫ب َك َذا َو َكانَ َيهُشُّ ِبهَا َعلَى َغنَ ِم ِه َو يُدَافِ ُع بِهَا اَل ِّسبَا َع َو اَ ْل َحيَّا ِ‬ ‫تَقُو ُل لَهُ ُخ ْذ بِ َجا ِن ِ‬

‫‪17‬‬
‫ط َعا َمهُ َو ِسقَا َءهُ‪َ .‬و قَا َل‬ ‫ق َعلَ ْيهَا َجهَا َزهُ َو َمتَا َعهُ َو ِم ْخالَتَهُ َو ِك َسا َءهُ َو َ‬ ‫ض َعهَا َعلَى عَاتِقِ ِه َو عَلَّ َ‬ ‫َسافَ َر َو َ‬
‫ق‬ ‫ت َم ْف َر َ‬ ‫ُش َعيْبٌ لِ ُمو َسى ِحينَ َز َّو َجهُ اِ ْبنَتَهُ َو َسلَّ َم إِلَ ْي ِه أَ ْغنَا َمهُ يَرْ عَاهَا اِ ْذهَبْ ِبهَ ِذ ِه اَ ْألَ ْغنَ ِام فَإ ِ َذا بَلَ ْغ َ‬
‫ك‬ ‫َظيما ً أَ ْخ َشى َعلَ ْي َ‬ ‫ك َوإِ َّن اَ ْل َك َألَ بِهَا أَ ْكثَ ُر فَإ ِ َّن فِيهَا تِنِّينا ً ع ِ‬ ‫ك َو الَ تَأْ ُخ ْذ َعلَى يَ ِمينِ َ‬ ‫ار َ‬‫يق فَ ُخ ْذ َعلَى يَ َس ِ‬ ‫اَلطَّ ِر ِ‬
‫ين فَاجْ تَهَ َد‬ ‫ات اَ ْليَ ِم ِ‬
‫ت اَ ْألَ ْغنَا ُم َذ َ‬ ‫ق اَلطَّ ِريقَ ْي ِن أَ َخ َذ ِ‬ ‫َب ُمو َسى بِ ْ َ‬
‫األ ْغنَ ِام فَلَ َّما بَلَ َغ َم ْف َر َ‬ ‫َو َعلَى اَ ْألَ ْغنَ ِام ِم ْنهُ فَ َذه َ‬
‫ت اَل ِّش َما ِل فَلَ ْم تُ ِط ْعهُ فَنَا َم ُمو َسى َو اَ ْألَ ْغنَا ُم تَرْ عَى فَإ ِ َذا بِالتِّنِّي ِن قَ ْد َجا َء‬ ‫ُمو َسى َعلَى أَ ْن يَصْ ِرفَهَا إِلَى َذا ِ‬
‫ب ُمو َسى َو ِه َي دَا ِميَةٌ فَلَ َّما اِ ْستَ ْيقَظَ ُمو َسى‬ ‫ت َعلَى َج ْن ِ‬ ‫ت فَا ْستَ ْلقَ ْ‬ ‫صا ُمو َسى فَ َحا َربَ ْتهُ فَقَتَلَ ْتهُ َو أَتَ ْ‬ ‫ت َع َ‬ ‫فَقَا َم ْ‬
‫آربُ ُمو َسى‬ ‫صا ِ َّ ِ‬
‫ّلِل قُ ْد َرةً‪ .‬فَهَ ِذ ِه َم ِ‬ ‫ك اَ ْل َع َ‬ ‫صا دَا ِميَةً َو اَلتِّنِّينَ َم ْقتُوالً فَ َعلِ َم أَ َّن فِي تِ ْل َ‬ ‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َرأَى اَ ْل َع َ‬
‫ون ِمنَ‬ ‫ت َعصًا فَأ َ َّما إِ َذا أَ ْلقَاهَا ُمو َسى َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَيَ َرى أَنَّهَا تَ ْنقَلِبُ َحيَّةً َكأ َ ْعظَ ِم َما يَ ُك ُ‬ ‫فِيهَا إِ َذا َكانَ ْ‬
‫ار يَهُبُّ ِم ْن فِيهَا‬ ‫اَلتَّنَانِي ِن َسوْ دَا َء ُم ْدلَ ِه َّمةً تَ ِدبُّ َعلَى أَرْ بَ ِع قَ َوائِ َم َو لَهَا اِ ْثنَا َع َش َر نَابا ً يَ ْخ ُر ُج ِم ْنهَا لَهَبُ اَلنَّ ِ‬
‫ك‬ ‫ين اَ ْل َحيَّ ِة َو َذلِ َ‬
‫ان َو ِخفَّ ِة اَ ْل َجانِّ َو لِ ِ‬ ‫ون ِفي ِعظَ ِم اَلثُّ ْعبَ ِ‬ ‫ت تَ ُك ُ‬ ‫صيبُ َشيْئا ً إِالَّ أَحْ َرقَهُ َو َكانَ ْ‬ ‫ِري ُح اَل َّس ُم ِ‬
‫وم الَ يُ ِ‬
‫آخ َر فَإ ِ ّٰذا ِه َي َحيَّةٌ‬ ‫ضع َ‬ ‫ين َو فِي َموْ ِ‬ ‫ان ُم ِب ٌ‬ ‫ضع فَإ ِ ّٰذا ِه َي ثُ ْع ّٰب ٌ‬ ‫ْث قَا َل فِي َموْ ِ‬ ‫ق لِنَصِّ اَ ْلقُرْ آ ِن َحي ُ‬ ‫ُم َوافِ ٌ‬
‫لى فِرْ عَوْ نَ ‪.‬‬ ‫ْعى فَقَا َل لَهُ اِ ْذهَبْ إِ ّٰ‬ ‫تَس ّٰ‬

‫صا بتوفير الطعام والشراب لإلمام‬ ‫لقد أصبحت الرواية المتقدمة واضحةً فالحجر سيكون مخت ًّ‬
‫وأصحابه وهذه من اآليات العظيمة والتي ال يتحملها ضعيف القلب وقليل اإليمان والبصيرة‪ ،‬لذلك‬
‫سيُفتن أصحاب اإلمام ويعترضون بكل وقاحة على أمره روحي فداه وهذا يدل على عدم تسليمهم‬
‫المطلق له صلوات هللا عليه! ولفظة الدواب في الرواية المتقدمة هي عامة بمعنى أن الدابة هي‬
‫وسيلة نقل بحسب زمان الظهور فال ندري هل ستكون سيارات كما في زماننا أم أنها ستكون أشياء‬
‫أخرى متطورة متناسبة مع قوانين الظهور الشريف وأحواله والعلوم التي ستخرج حينها‪ ،‬أم ستكون‬
‫خيول‪ُ ،‬كل شيء وارد ومحتمل‪.‬‬

‫� ع َْن أَبِي اَ ْل َجارُو ِد ع َْن أَبِي َج ْعفَر ُم َح َّم ِد ب ِْن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬إِ َذا َخ َر َج اَ ْلقَائِ ُم ِم ْن َم َّكةَ‬
‫يُنَا ِدي ُمنَا ِدي ِه أَالَ الَ يَحْ ِملَ َّن أَ َح ٌد طَ َعاما ً َوالَ َش َرابا ً َويَحْ ِم ُل َم َعهُ َح َج َر ُمو َسى ْب ِن ِع ْم َرانَ َوهُ َو ِو ْق ُر بَ ِعير‬
‫ت َد َوابُّهُ ْم َحتَّى‬ ‫ُون فَ َم ْن َكانَ َجا ِئعا ً َشبِ َع َو َم ْن َكانَ ظَ ْمآنَ َر ِو َ‬
‫ي َو َر ِويَ ْ‬ ‫ت ِم ْنهُ ُعي ٌ‬ ‫فَالَ يَ ْن ِز ُل َم ْن ِزالً إِالَّ نَبَ َع ْ‬
‫يَ ْن ِزلُوا اَلنَّ َجفَ ِم ْن ظَه ِْر اَ ْل ُكوفَ ِة‪.‬‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۸‬‬

‫سيكون مخت ًّ‬


‫صا بتوفير الطعام‬ ‫ُ‬ ‫ضا تدل على ما تقدم فالحجر الموسوي‬ ‫بيان‪ :‬هذه الرواية أي ً‬
‫والشراب‪ ،‬كما أن النبي موسى عليه السالم كان يحمله معه عند مصاحبته لبني اسرائيل كذلك‬
‫سيفعل الحجة‪ ،‬وتعبّر الرواية عنه بوقر بعير‪ ،‬والوقر هو تعبي ٌر عن ثقل في الشيء‪ ،‬فوقر بعير أي‬

‫‪18‬‬
‫الحمل الذي يوضع على ظهر البعير‪ ،‬وهذا الحجر ثقي ٌل وكبير‪ ،‬وحينما ينزل اإلمام وأصحابه في‬
‫منزل أي مكان معين ستنبع منه عيون وهي إثنتا عشرة عينًا على عدد اسباط بني اسرائيل‪ ،‬وهذه‬
‫العيون بعضها خاص بالطعام والبعض اآلخر خاص بالشراب‪ ،‬وهذا ليس ببعيد أو كبير على قدر ِة‬
‫تحت أمر ِه وواليته الشريفة‪ ،‬وكما نقرأ في‬‫َ‬ ‫هللا تعالى ووالية اإلمام التكوينية‪ ،‬فجميع ما في العوالم‬
‫زيارة الجامعة الكبيرة هذا النصّ الدقيق العميق‪ّ :‬‬
‫وذل ُك َّل شيء لك ْم‪.‬‬

‫� ع َْن ُح ْم َرانَ ْب ِن أَ ْعيَنَ ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬كأَنَّ ِني بِ ِدي ِن ُك ْم هَ َذا الَ يَ َزا ُل ُمتَ َخضْ ِخضا ً‬
‫ْطي ُك ْم فِي اَل َّسنَ ِة َعطَا َء ْي ِن َو يَرْ ُزقُ ُك ْم فِي‬‫ت فَيُع ِ‬ ‫يَ ْف َحصُ بِ َد ِم ِه ثُ َّم الَ يَ ُر ُّدهُ َعلَ ْي ُك ْم إِالَّ َر ُج ٌل ِمنَّا أَ ْه َل اَ ْلبَ ْي ِ‬
‫ب َ َّ‬
‫هللاِ تَ َعالَى‬ ‫ضي فِي بَ ْيتِهَا بِ ِكتَا ِ‬ ‫اَل َّشه ِْر ِر ْزقَ ْي ِن َوتُ ْؤتَوْ نَ اَ ْل ِح ْك َمةَ فِي َز َمانِ ِه َحتَّى إِ َّن اَ ْل َمرْ أَةَ لَتَ ْق ِ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه‪.‬‬ ‫َو ُسنَّ ِة َرسُو ِل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۸‬‬

‫بيان‪ :‬في الخبر الشريف عدة نكات مهمة ودقيقة‪ ،‬وهي أن هذا الدين من ُذ وقوع الغيبة إلى زمن‬
‫الظهور الشريف يعاني من اإلنحرافات والويالت ففي كل حقبة زمنية تظهر الكثير من التيارات‬
‫الفكرية الدينية التي تفسر الدين كيف ما شائت وكيف ما أرادت وبحسب ما تقتضيه مصالحها! كذلك‬
‫الجهل بأبسط القواعد واألسس الدينية العقدية الفكرية والفقهية واألخالقية وعند جميع الناس‪ ،‬إضافةً‬
‫لإلرهاب الفكري والعقدي الذي ظهر في المجتمعات بأسم الدين و ُسفِ َك ْ‬
‫ت فيه الدماء البريئة في‬
‫مختلف أنحاء األرض‪ ،‬فلو راجعنا جميع الفرق واألحزاب والتيارات لوجدناها تنتمي لمذهب معين‬
‫ولدين معين‪ ،‬لذلك سيبقى الدين يُعاني من هذه المشكلة حتى يظهر اإلمام صلوات هللا عليه فيُظهر‬
‫الدين الحقيقي الخالص الكامل الذي ال نقص فيه وال تحريف‪ ،‬وعبّر اإلمام عن الدين بالمقتول‬
‫المضرج بالدم‪ .‬والمتخضخض أي المتحرك غير المستقر على شيء‪.‬‬
‫النكتة األخرى وهي أن دولة اإلمام عجّل هللا فرجهُ الشريف ستكون مبنية على قواعد وقوانين راقية‬
‫جدًا ومختلفة تما ًما ع ّما نعرفهُ في وقتنا الحاضر‪ ،‬تشير الرواية إلى أن اإلمام سيُعطي في الشهر‬
‫ي مقابل! وإن كان‬‫عطاءين ربما هذا العطاء يكون كالراتب في زماننا لكن الفرق أنهُ م ّرتين وبال أ ِّ‬
‫هنالك مقابل فهو التسليم والطاعة لإلمام روحي فداه‪ ،‬كما أن اإلمام سيعطي في السنة عطاءين! ربما‬
‫هذه كسوة سنوية فكم هو كري ٌم عاد ٌل صاحب األمر‪ ،‬وأكثر مما نتصور حتى يصل الحال بالمؤمن‬
‫أال يجد أحدًا يُعطيه زكاته! لماذا؟ إلن الجميع يعيش في رفاهيةً ورغد وال يوجد محتاج فقير بل‬
‫الجميع أغنياء‪ ،‬فاألرض ستخرج كنوزها المذخورة للحجة صلوات هللا عليه كما في األخبار‬
‫الشريفة‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫� في رواية طويلة عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله يذكر فيها ذا القرنين وما فعلهُ إلى أن يقول‪:‬‬
‫ض َو غَرْ بَهَا َحتَّى الَ يَ ْبقَى َم ْنهَ ٌل َوالَ‬ ‫ق اَ ْألَرْ ِ‬ ‫هللاَ َسيُجْ ِري ُسنَّتَهُ فِي اَ ْلقَائِ ِم ِم ْن ُو ْل ِدي‪َ ،‬ويُ ْبلِ ُغهُ شَرْ َ‬ ‫إِ َّن َ َّ‬
‫ض َو َم َعا ِدنَهَا‪...‬الخ‬‫هللاُ لَهُ ُكنُو َز اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ض ٌع ِم ْن َسه ِْل أَوْ َجبَل َو ِطئَهُ ُذو اَ ْلقَرْ نَ ْي ِن إِالَّ َو ِطئَهُ‪َ ،‬و ي ْ‬
‫ُظ ِه ُر َ َّ‬ ‫َموْ ِ‬

‫📙 إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات ج ‪ ،۵‬ص ‪.۹۶‬‬

‫وغير ِه من األخبار التي تد ّل على هذا األمر أي أن األرض ستخرج كنوزها للحجة عليه السالم‪.‬‬
‫أما النكتة األخيرة في الرواية المتقدمة فهي الحكمة إذ ستتفجر ينابيعها في قلوب العباد‪ ،‬وسيؤتونها‬
‫في الظهور الشريف بحيث ال حاجة حينئذ إليٍّ أحد مطلقًا غير صاحب األمر عليه السالم‪ ،‬فكل‬
‫مؤمن يعرف أحكامه وتعاليم دينه فالجميع علماء وحكماء‪ ،‬حتى أن المرأة تكون قاضية شرعية في‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وآله‪ ،‬وهذا يدل على‬‫َ‬ ‫بيتها أي تقضي بين مشكلتين‪ ،‬وفق‬
‫تكامل العقول وظهور العلم الحقيقي بأكمل ِه‪.‬‬

‫ب هَ َذا اَ ْألَ ْم ِر بَيْتا ً يُقَا ُل لَهُ بَي ُ‬


‫ْت‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن لِ َ‬
‫صا ِح ِ‬ ‫� َع ِن اَ ْل ُمفَض َِّل قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ُطفَأ ُ‪.‬‬
‫ْف الَ ي ْ‬
‫اَ ْل َح ْم ِد فِي ِه ِس َرا ٌج يَ ْزهَ ُر ُم ْن ُذ يَوْ َم ُولِ َد إِلَى يَوْ م يَقُو ُم بِال َّسي ِ‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪ ،۱‬ص ‪.۲۳۹‬‬

‫بيان‪ :‬هذه الرواية تشير إلى مكان سكن اإلمام عجّل هللا فرجه الشريف في زمن الغيبة وهو بيت‬
‫الحمد والسرا ُج الزاهر هو عجيبٌ في أمر ِه ربما يكون شيئًا مختلفًا ع ّما نعرفهُ‪ ،‬كعصا موسى‬
‫وحجره‪ ،‬إلنه لو كان عاديًا لما بقي زاهرًا طيلة الغيبة وال ندري متى تنتهي! وربما هو نفسه‬
‫المذكور في رواية أخرى التي تقول‪ :‬ونعم المنزل بطيبة‪ ،‬وربما هو في المدينة المنورة فطيبة‬
‫بيت في السماء أو البرزخ كما ذكرت‬ ‫الطيبة هي تسمية أطلقت على المدينة المنورة‪ ،‬وربما هو ٌ‬
‫رواية الوالدة الشريفة لإلمام حينما ولد جاءت المالئكة فأخذته إلى السماء حفاظًا عليه من كيد‬
‫األعداء‪ ،‬وربما أيضًا هو في جنة آدم األرضية ويعضد هذا القول هو جريان سنن األنبياء في القائم‬
‫من ضمنهم آدم عليه السالم فهو قد سكن الجنة‪ ،‬وهللا العالم بحقيقة البيت أين ومما هو‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬بَ ْينَا اَل َّر ُج ُل َع َلى‬
‫ْض ِر َجالِ ِه ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن َس ْعدَانَ ْب ِن ُم ْسلِم ع َْن بَع ِ‬
‫ب ُعنُقِ ِه فَالَ َي ْبقَى فِي اَ ْل َخافِقَ ْي ِن‬
‫ضرْ ِ‬ ‫س اَ ْلقَائِ ِم يَأْ ُم ُرهُ َو يَ ْنهَاهُ إِ ْذ قَا َل أَ ِديرُوهُ فَيُ ِديرُونَهُ إِلَى قُ َّدا ِم ِه فَيَأْ ُم ُر بِ َ‬ ‫ْ‬
‫َرأ ِ‬
‫َش ْي ٌء إِالَّ َخافَهُ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۳۹‬‬

‫ُ‬
‫ذكرت في المقال السابق الخاص بسيرة اإلمام عليه السالم أنه سيحكم بحكم النبي داود عليه‬ ‫بيان‪:‬‬
‫السالم القائم على البينة وبعلمه اللّدني الشريف وبالتوسم‪ ،‬ومرّت الرواية الدالة على ذلك نذكر‬
‫واحدة منها‪:‬‬

‫هللاِ ب ُْن َعجْ الَنَ ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬


‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُم آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم‬ ‫� َر َوى َع ْب ُد َ َّ‬
‫هللاُ تَ َعالَى فَ َيحْ ُك ُم بِ ِع ْل ِم ِه َو ي ُْخبِ ُر ُك َّل قَوْ م ِب َما‬‫اس بِ ُح ْك ِم دَا ُو َد الَ يَحْ تَا ُج إِلَى َبيِّنَة ي ُْل ِه ُمهُ َ َّ‬ ‫َح َك َم َب ْينَ اَلنَّ ِ‬
‫ك َآل ّٰيات لِ ْل ُمتَ َو ِّس ِمينَ‬‫هللاُ ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالَى‪( :‬إِ َّن فِي ّٰذلِ َ‬ ‫ف َولِيَّهُ ِم ْن َع ُد ِّو ِه بِالتَّ َوس ُِّم قَا َل َ َّ‬ ‫ْر ُ‬ ‫طنُوهُ َويَع ِ‬ ‫اِ ْستَ ْب َ‬
‫` َوإِنَّ ّٰها لَبِ َس ِبيل ُمقِيم)‪.‬‬

‫📙 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد ج ‪/۲‬ص‪.۳۸۶‬‬

‫واإلمام عليه السالم يأمر بضرب عنق هذا الرجل ربما لفعل أس ّرهُ في نفس ِه‪ ،‬أو ربما هو عاص‬
‫وفعل ذلك أمام الملئ لكي يبين ويوضح لهم طريقة حكمه وما سيفعلهُ‪ ،‬لذلك ذيل الرواية دقيق جدًا أذ‬
‫ئ إالَّ خافه! فهو سيظهر غضبانًا أ ِسفا‪.‬‬
‫يقول‪ :‬فال يبقى في الخافقين شي ٌ‬

‫ومضات سريعة على أفعال وآيات ستظهر على يد اإلمام صلوات هللا عليه‪ ،‬وإالَّ فالموضوع‬
‫ٌ‬ ‫هذه‬
‫يحتا ُج تفصيالً أكثر لكثرة الروايات ولضخامة حجم اآليات واألفعال‪ ،‬والتي ستقود البشرية نحو‬
‫السعادة المطلقة والرفاهية العظيمة‪ ،‬فدولة العدل إذا بسطت يدها ونشرت رايتها‪ ،‬ورفعت شعارها‪،‬‬
‫ستنفتح العوالم عليها وستعود األرض كما خلقها هللا تعالى وستتغير الطباع وتذهب الشحناء‬
‫والبغضاء والكفر والشرك وجميع األمراض النفسية ببركة اإلمام عجّل هللا تعالى فرجه الشريف‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التكليف الشرعي عند تحقق عالمات الظهور‪.‬‬
‫ُ‬

‫يُعد المشروع المهدوي األخطر من نوعه في عالمنا المعاصر إذ من خالله ستت ُّم عمليةُ إزالة جميع‬
‫الفيروسات والجراثيم الحاكمة والمهيمنة على األرض بأنظمتها الفاسدة وقوانينها الجائرة‪ ،‬لذلك نجد‬
‫الحرب الضروس على ُكلِّ ما ُ‬
‫يمت بصلة لهذا المشروع العظيم‪ ،‬فترى التجهيل ال ُمتعمد المنتشر في‬
‫ربوع األرض‪ ،‬ونشر الفساد بشتى أنواعه‪ ،‬وصناعة الشخصيات الشيطانية التي أخذت على عاتقها‬
‫تحريف الدين وزج الشباب في متاهات الدنيا ودهاليز الحياة المريرة‪ ،‬فتجدهم يشككون بأبسط‬
‫الثوابت الدينية والمعتقدات اإلسالمية الشيعية‪ ،‬إضافةً للماكنة اإلعالمية الخطيرة التي يستخدمها‬
‫إبليس لغرض تغيير اتجاه البوصلة الشيعية فمن نصرة القائم إلى نصرة المدعين والدجالين‬
‫والشياطين عليهم لعائن هللا تعالى‪.‬‬

‫تُعتبر الفترة التي تسبق الظهور الشريف في يوم العاشر من المحرم الحرام من أشد الفترات على‬
‫المنتظرين وسائر المؤمنين‪ ،‬إذ ستكون مليئة باألحداث والفتن والتيه والضالل‪ ،‬فضالً عن كثرة‬
‫الرايات المتصارعة والمدعية الوالء لصاحب الزمان عجّل هللا تعالى فرجهُ الشريف‪ ،‬مما ينبغي‬
‫معرفة التكليف الشرعي للمنتظرين في حال ِة تحقق العالمات الحتمية الخاصة قُبيل الظهور الشريف‬
‫بعدة أشهر ال سيّما السفياني واليماني والصيحة من السماء!‬

‫إن العالمات الحتمية بمثاب ِة صك األمان لعموم المؤمنين إذ من خاللها سيعرفون التوقيت الذي‬ ‫َّ‬
‫سيظهر به إمام زمانهم المظلوم‪ ،‬ومن خاللها سيعرفون نهاية فترة الغيبة وقوانينها‪ ،‬وبداية فترة‬
‫جديدة وقوانين جديدة خاصة بزمن الظهور الشريف‪.‬‬

‫والعالمات الحتمية كما تقسمها الروايات الشريفة هي خمسُ عالمات أساسية ومفصلية‪:‬‬
‫‪ -۱‬الصيحة من السماء‪.‬‬
‫‪ -۲‬اليماني‪.‬‬
‫‪ -۳‬السفياني‪.‬‬
‫‪ -٤‬قتل النفس الزكية‪.‬‬
‫‪ -٥‬الخسف بالبيداء‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وقبل أن نلج في صلب موضوعنا سنقدم مقدمة بسيطة عن العالمات الحتمية لكي تكون الصورة‬
‫واضحة ومكتملة بعض الشيء عند القارئ الكريم‪.‬‬

‫ت اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪ :‬اَ ْليَ َمانِ ُّي ِمنَ اَ ْليَ َم ِن‪،‬‬
‫� عن أمير المؤمنين عليه السالم أنه قال‪َ :‬خ ْم َسةٌ ِم ْن َعالَ َما ِ‬
‫ْف بِ ْالبَ ْيدَا ِء‪َ ،‬وقَ ْت ُل اَلنَّ ْف ِ‬
‫س اَل َّز ِكيَّ ِة‪.‬‬ ‫َواَل ُّس ْفيَانِ ُّي‪َ ،‬واَ ْل ُمنَا ِدي يُنَا ِدي بِال َّس َما ِء‪َ ،‬و َخس ٌ‬

‫📗 عيون الحکم والمواعظ‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲٤٤‬‬

‫ق َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬خ ْمسٌ قَ ْب َل قِيَ ِام اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم اَ ْليَ َمانِ ُّي َواَل ُّس ْفيَانِ ُّي‬ ‫هللاِ اَلصَّا ِد ِ‬‫� وع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ْف بِ ْالبَ ْيدَا ِء َوقَ ْت ُل اَلنَّ ْف ِ‬
‫س اَل َّز ِكيَّ ِة‪.‬‬ ‫َواَ ْل ُمنَا ِدي يُنَا ِدي ِمنَ اَل َّس َما ِء َو َخس ٌ‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦٤۹‬‬

‫وهذه العالمات حتمية ال بُ َّد من تحققها وقد يضاف إليها خروج الخراساني القترانه بخروج‬
‫السفياني واليماني في وقت واحد‪:‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ُ :‬خرُو ُج اَلثَّالَثَ ِة‪ :‬اَ ْل ُخ َرا َسانِ ِّي‪َ ،‬واَل ُّس ْفيَانِ ِّي‪َ ،‬واَ ْليَ َمانِ ِّي فِي َسنَة‬
‫� ف َع ْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ْس ِفيهَا َرايَةٌ بِأ َ ْهدَى ِم ْن َرايَ ِة اَ ْليَ َما ِن ِّي يَ ْه ِدي إِلَى اَ ْل َح ِّ‬
‫َوا ِحدَة فِي َشهْر َوا ِحد فِي يَوْ م َوا ِحد َولَي َ‬

‫📗 الغيبة (للطوسي)ج‪/۱‬ص‪.٤٤٦‬‬

‫كذلك قد يضاف إلى هذه العالمات عالمتان مهمتان لم تكونا منذ هبوط آدم عليه السالم‪ ،‬وهما‬
‫كسوف الشمس وخسوف القمر في غير أوانهما! أي أن المتعارف فلكيًا هو خسوف القمر في‬
‫منتصف الشهر بينما يحدث كسوف الشمس في نهاية الشهر‪ ،‬ولكن في سنة الظهور سيحدث العكس‬
‫تما ًما أي الكسوف في منتصف الشهر والخسوف في نهايته!‬

‫� ف َع ْن ثَ ْعلَبَةَ اَ ْألَ ْز ِديِّ قَا َل قَا َل أَبُو َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬آيَتَا ِن تَ ُكونَا ِن َق ْب َل اَ ْلقَائِ ِم ُكس ُ‬
‫ُوف اَل َّش ْم ِ‬
‫س‬
‫ف اَل َّش ْمسُ فِي آ ِخ ِر‬ ‫ُول َ َّ‬
‫هللاِ تَ ْن َك ِس ُ‬ ‫ضانَ َواَ ْلقَ َم ِر فِي آ ِخ ِر ِه‪ ،‬قَا َل قُ ْل ُ‬
‫ت‪ :‬يَا اِ ْبنَ َرس ِ‬ ‫ف ِم ْن َشه ِْر َر َم َ‬ ‫فِي اَلنِّصْ ِ‬

‫‪23‬‬
‫ان لَ ْم تَ ُكونَا ُم ْن ُذ هَبَ َ‬
‫ط‬ ‫ف! فَقَا َل أَبُو َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬أَنَا أَ ْعلَ ُم بِ َما قُ ْل ُ‬
‫ت إِنَّهُ َما آيَتَ ِ‬ ‫اَل َّشه ِْر َواَ ْلقَ َم ُر فِي اَلنِّصْ ِ‬
‫آ َد ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪.‬‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۳۷٤‬‬

‫والحديث واضح كون هاتين اآليتين لم تكونا منذ هبوط آدم عليه السالم‪ ،‬وبهذه القرينة قلت أنها من‬
‫العالمات الحتمية التي ال بُ َّد أن تحدث!‬
‫كذلك هنالك عالمة حتمية ذكرتها الروايات الشريفة ولكن لم تحتسب من ضمن العالمات الحتمية‬
‫وال أدري لماذا!! فالمعصوم يقول حتمية والناس تقول غير ذلك!!‬

‫وم‪َ ،‬و ُخرُو ُج اَل ُّس ْفيَانِ ِّي ِفي‬ ‫َّاس ِمنَ اَ ْل َمحْ تُ ِ‬
‫ف بَنِي اَ ْل َعب ِ‬ ‫� فعن اإلمام الصادق َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬اِ ْختِالَ ُ‬
‫وم يُنَا ِدي ُمنَاد ِمنَ‬ ‫وم‪َ ،‬واَلنِّدَاء ِمنَ اَ ْل َمحْ تُ ِ‬ ‫س اَل َّز ِكيَّ ِة ِمنَ اَ ْل َمحْ تُ ِ‬ ‫وم‪َ ،‬وقَ ْت ُل اَلنَّ ْف ِ‬ ‫َشه ِْر َر َجب ِمنَ اَ ْل َمحْ تُ ِ‬
‫ق فِي َعلِ ٍّي َو ِشي َعتِ ِه ثُ َّم يُنَا ِدي إِ ْبلِيسُ اَ ْل َم ْلع ُ‬
‫ُون‬ ‫ار يَ ْس َم ُعهُ ُكلُّ قَوْ م بِأ َ ْل ِسنَتِ ِه ْم أَالَ إِ َّن اَ ْل َح َّ‬
‫اَل َّس َما ِء فِي أَ َّو ِل اَلنَّهَ ِ‬
‫ك يَرْ تَابُ اَ ْل ُم ْب ِطلُونَ ‪.‬‬ ‫ق فِي ُع ْث َمانَ َو ِشي َعتِ ِه فَ ِع ْن َد َذلِ َ‬ ‫ض أَالَ إِ َّن اَ ْل َح َّ‬
‫ار ِمنَ اَ ْألَرْ ِ‬ ‫فِي آ ِخ ِر اَلنَّهَ ِ‬
‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۳‬ص‪.۱۱٦۱‬‬

‫فيكون لدينا تس ُع عالمات حتمية قبل الظهور الشريف وسنوضحها بشكل مقتضب‪:‬‬
‫اختالف بني العباس‪ :‬يُعد اختالف بني العباس من العالمات الحتمية التي تبشر بقرب حدوث‬ ‫ُ‬ ‫‪-۱‬‬
‫العالمات الحتمية األخرى ال سيّما العالمات الخمسة القطعية وأولها خروج السفياني وما سيرافقه‬
‫من أحداث جسيمة‪ ،‬وبني العباس هؤالء هم من يحكمون العراق في الوقت الحالي! فالحكم المرواني‬
‫الصدامي الثاني قد انتهى وولّى‪ ،‬ثم جاءنا الحكم العباسي الملعون‪ ،‬وسمي بالعباسي ألن جذور الفكر‬
‫والقواعد والقوانين واألفعال والممارسة التي تصدر منه شبيهة بأفعال بني العباس األوائل الذين‬
‫قتلوا أهل البيت عليهم السالم في ُك ِّل ِمصر‪ ،‬وحاربوهم في ُك ِّل بقاع العالم‪ ،‬واختالفهم قد حدث عدة‬
‫مرات‪ ،‬والواقع خير شاهد ودليل على ذلك!‬

‫ضا ع َْن آبَائِ ِه َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم قَا َل قَا َل َعلِ ُّي ب ُْن اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ :‬كأَنِّي بِ ْالقُص ِ‬
‫ُور‪،‬‬ ‫� ف َع ِن اإلمام اَل ِّر َ‬
‫ت َحوْ َل قَب ِْر ِه‪ ،‬فَالَ تَ ْذهَبُ اَ ْ َ‬
‫أليَّا ُم‬ ‫اق قَ ْد ُحفَّ ْ‬ ‫َت َحوْ َل قَب ِْر اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ ،‬و َكأَنِّي بِا ْألَ ْس َو ِ‬ ‫َوقَ ْد ُشيِّد ْ‬
‫اع ُم ْل ِك بَنِي َمرْ َوانَ ‪.‬‬ ‫ك ِع ْن َد اِ ْنقِطَ ِ‬‫اق َو َذلِ َ‬ ‫َواَللَّيَالِي َحتَّى يُ َسا َر إِلَ ْي ِه ِمنَ اَ ْآلفَ ِ‬

‫‪24‬‬
‫📗 صحيفة اإلمام الرضا عليه السالم‪/‬ص‪.۷۷‬‬

‫ت َحوْ َل قبر الحسين عليه السالم‪ ،‬وسارت إليه الناس‬ ‫واألَ ْس َو ِ‬


‫اق قَ ْد ُحفَّ ْ‬ ‫َت‪ْ ،‬‬
‫وها هي القصور قد ُشيِّد ْ‬
‫من جميع اآلفاق‪ ،‬ولم يكن ذلك إالَّ بعد زوال الملك المرواني الصدامي المجرم‪ ،‬وهذا يعني دخولنا‬
‫بالحكم العباسي الثاني!‬

‫َلي‪ ،‬لَوْ أَ َّن أَ ْه َل السَّماوا ِ‬


‫ت‬ ‫� عن اإلمام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السالم أنّه قال‪ :‬يا ع ُّ‬
‫ت لهُ‪ :‬يا سيدي‬ ‫ُّفياني‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫ُج الس ُّ‬ ‫ت األرضُ بِ ِدمائِ ِه ْم َحتَّى يَ ْخر َ‬ ‫ّاس لَ ُسقِيَ ِ‬
‫ض َخ َرجوا علَى بَني ال َعب ِ‬ ‫واألرْ ِ‬
‫ّاس َم ْك ٌر َو ِخ َد ٌ‬
‫ع‪،‬‬ ‫ك بَني ال َعب ِ‬ ‫ق هُنَ ْيئَةً‪ ،‬ثُ َّم َرفَ َع َر ْأ َسهُ وقال‪ُ :‬م ْل ُ‬ ‫ط َر َ‬ ‫توم؟ قال‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬ثُ َّم أَ ْ‬ ‫أ ْم ُرهُ ِمنَ ال َمحْ ِ‬
‫ُقال‪ :‬ما َم َّر بِ ِه شيء‪.‬‬ ‫ق ِم ْنهُ شيء‪ ،‬ثُ َّم يَتَ َج َّد ُد َحتَّى ي َ‬ ‫َويَ ْذهَبُ َحتَّى يُقا َل‪ :‬لَ ْم يَ ْب َ‬

‫📗 غيبة النعماني‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۳۲۲‬‬

‫والذي يتابع ساحة األحداث سيرى الدفاع المستميت من قبل بني العباس عن ملكهم فما أن يخرج‬
‫عليه أحد حتى قتلوه وسفكوا دمه بكل برود رغم انتحالهم لمودة أهل البيت عليهم السالم ظاهرًا‬
‫ولكنهم في الحقيقة شياطين اإلنس‪ ،‬ورؤوس الضالل واالنحراف‪ ،‬وهم سبب الجهل والتجهيل‬
‫بصاحب الزمان عليه السالم‪.‬‬

‫َّاس يُ ْس ٌر الَ ُع ْس َر فِي ِه لَ ِو اِجْ تَ َم َع َعلَ ْي ِه ُم‬ ‫ك بَنِي اَ ْل َعب ِ‬ ‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ُ :‬م ْل ُ‬ ‫� وع َْن أَ ِم ِ‬
‫ضا َرة ِم ْن ُم ْل ِك ِه ْم َحتَّى‬ ‫ان لَ ْن ي ُِزيلُوهُ َوالَ يَ َزالُونَ فِي َغ َ‬ ‫ك َواَل َّد ْيلَ ُم َواَل ِّس ْن ُد َواَ ْل ِه ْن ُد َواَ ْلبَرْ بَ ُر َواَلطَّ ْيلَ َس ُ‬
‫اَلتُّرْ ُ‬
‫ْث بَدَأَ ُم ْل ُكهُ ْم الَ َي ُمرُّ بِ َم ِدينَة‬‫هللاُ َعلَ ْي ِه ْم ِع ْلجا ً َي ْخ ُر ُج ِم ْن َحي ُ‬ ‫يَ ِش َّذ َع ْنهُ ْم َم َوالِي ِه ْم َوأَصْ َحابُ دَوْ لَ ِت ِه ْم َويُ َسلِّطُ َ َّ‬
‫ظفَ َر‬ ‫ك َحتَّى يَ ْ‬ ‫إِالَّ فَتَ َحهَا َوالَ تُرْ فَ ُع لَهُ َرايَةٌ إِالَّ هَ َّدهَا َوالَ نِ ْع َمةٌ إِالَّ أَ َزالَهَا اَ ْل َو ْي ُل لِ َم ْن نَا َواهُ فَالَ يَ َزا ُل َك َذلِ َ‬
‫ق َويَ ْع َم ُل بِ ِه‪.‬‬‫ويَ ْدفَ َع بِظَفَ ِر ِه إِلَى َرجُل ِم ْن ِع ْت َرتِي يَقُو ُل بِ ْال َح ِّ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٤۹‬‬
‫والعلج هو الرجل الشديد‪.‬‬

‫� وع َْن أَ ِبي بَ ْكر اَ ْل َحضْ َر ِم ِّي ع َْن أَبِي َج ْعفَر اَ ْلبَاقِ ِر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ َس ِم َعهُ يَقُو ُل‪ :‬الَ بُ َّد أَ ْن يَ ْملِكَ بَنُو‬
‫ت أَ ْم ُرهُ ْم َخ َر َج َعلَ ْي ِه ُم اَ ْل ُخ َرا َسانِ ُّي واَل ُّس ْفيَانِ ُّي هَ َذا ِمنَ اَ ْل َم ْش ِر ِ‬
‫ق َوهَ َذا‬ ‫اَ ْل َعب ِ‬
‫َّاس فَإ ِ َذا َملَ ُكوا َواِ ْختَلَفُوا َوتَ َشتَّ َ‬

‫‪25‬‬
‫ان إِلَى اَ ْل ُكوفَ ِة َكفَ َر َس ْي ِرهَان هَ َذا ِم ْن هَاهُنَا َوهَ َذا ِم ْن هَاهُنَا َحتَّى يَ ُكونَ هَالَ ُكهُ ْم َعلَى‬ ‫ب يَ ْستَبِقَ ِ‬‫ِمنَ اَ ْل َم ْغ ِر ِ‬
‫أَ ْي ِدي ِه َما أَ َما إِنَّهُ َما الَ يُ ْبقُونَ ِم ْنهُ ْم أَ َحداً أَبَداً‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٥۹‬‬

‫ك الدماء‪ ،‬اسمه عثمان‬‫‪ -۲‬السفياني‪ :‬وهو شخصية شيطانية أموية صرفة ال ه ّم لها غير القتل وسف ِ‬
‫بن عنبسة‪ ،‬والسفياني نسبًا النتمائه للشجرة الخبيثة أبو سفيان ونسله النجس‪ ،‬وهو يعد فخر الصناعة‬
‫الغربية اليهودية والنصرانية بالتحديد إذ سيخرج معلقًا في عنقه الصليب‪ ،‬وسيكون متوح ًشا ألبعد‬
‫الحدود وله صفات جسدية خاصة تذكرها األحاديث الشريف‪:‬‬

‫ْت اَل ُّس ْفيَانِ َّي لَ َرأَي َ‬


‫ْت‬ ‫ق َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬إِنَّكَ لَوْ َرأَي َ‬ ‫� ف َع ْن ُع َم َر ب ِْن يَ ِزي َد قَا َل‪ :‬قَا َل لِي أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫هللا اَلصَّا ِد ُ‬
‫ق يَقُو ُل يَا َربِّ ثَأْ ِري ثَأْ ِري ثُ َّم اَلنَّا َر‪َ ،‬وقَ ْد بَلَ َغ ِم ْن ُخ ْبثِ ِه أَنَّهُ يَ ْدفِ ُن أ ُ َّم َولَد‬ ‫اس أَ ْشقَ َر أَحْ َم َر أَ ْز َر َ‬ ‫ث اَلنَّ ِ‬ ‫أَ ْخبَ َ‬
‫لَهُ َو ِه َي َحيَّةٌ َم َخافَةَ أَ ْن تَ ُد َّل َعلَ ْي ِه‪.‬‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦٥۱‬‬

‫هللا قَ ُّ‬
‫ط َولَ ْم يَ َر َم َّكةَ‬ ‫� وع َْن أَ ِبي َج ْعفَر اَ ْلبَاقِ ِر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬اَل ُّس ْفيَانِ ُّي أَحْ َم ُر أَ ْشقَ ُر أَ ْز َر ُ‬
‫ق لَ ْم َي ْعبُ ِد َ َّ َ‬
‫اري َواَلنَّا َر‪.‬‬
‫اري َواَلنَّا َر يَا َربِّ ثَ ِ‬ ‫ط يَقُو ُل يَا َربِّ ثَ ِ‬ ‫َوالَ اَ ْل َم ِدينَةَ قَ ُّ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۰٦‬‬

‫� وفي خبر يرويه الشيخ الطوسي في غيبته‪ :‬يُ ْق ِب ُل اَل ُّس ْفيَانِ ُّي ِم ْن بِالَ ِد اَلرُّ ِ‬
‫وم ُمتَنَصِّراً فِي ُعنُقِ ِه‬
‫صا ِحبُ اَ ْلقَوْ ِم‪.‬‬
‫صلِيبٌ َوهُ َو َ‬
‫َ‬

‫📗 الغيبة (للطوسي) ج‪/۱‬ص‪.٤٦۲‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل أَ ِبي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه‬
‫ال أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫� وع َْن ُع َم َر ب ِْن أ ُ َذ ْينَةَ قَا َل قَ َ‬
‫ض ْخ ُم اَ ْلهَا َم ِة‪،‬‬ ‫س‪َ ،‬وهُو َر ُج ٌل َر ْب َعةٌ‪َ ،‬وحْ شُ اَ ْل َوجْ ِه‪َ ،‬‬ ‫ال َّسالَ ُم‪ :‬يَ ْخ ُر ُج اِب ُْن آ ِكلَ ِة اَ ْألَ ْكبَا ِد ِمنَ اَ ْل َوا ِدي اَ ْليَابِ ِ‬
‫ان َوأَبُوهُ َع ْنبَ َسةُ َوهُ َو ِم ْن ُو ْل ِد أَبِي ُس ْفيَانَ َحتَّى‬ ‫َريٍّ ‪ ،‬إِ َذا َرأَ ْيتَهُ َح ِس ْبتَهُ أَ ْع َو َر‪ ،‬اِ ْس ُمهُ ُع ْث َم ُ‬ ‫بِ َوجْ ِه ِه أَثَ ُر ُجد ِ‬
‫ي َعلَى ِم ْنبَ ِرهَا‪.‬‬ ‫ات قَ َرار َو َم ِعين فَيَ ْستَ ِو َ‬ ‫يَأْتِ َي أَرْ ضا ً َذ َ‬

‫‪26‬‬
‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦٥۱‬‬

‫وأشقر ربما يكون لون شعره أشقرًا‪ ،‬وأحمر ربما هو أثر الجدري في وجهه‪ ،‬والجدري مرض‬
‫معروف مشهور بين المختصين والمطلعين‪ ،‬أما أزرق فلربما يكون ذلك لونًا لعينيه! وهو من نسل‬
‫آكلة األكباد هند عليها لعائن هللا هذه المرأة الفاجرة الفاسقة‪ ،‬ويبلغ من شدة خبثه وجرمه أنه سيقتل‬
‫زوجته دفنًا وهي حيّة خشية أن تخبر اآلخرين عنه!! سيخرج من الوادي اليابس المعروف حاليًا‬
‫بوادي الريان والذي يقع شمال مدينة عجلون األردنية ( التي تبعد حوالي ‪ ۱٥۰‬كم عن العاصمة‬
‫السورية دمشق ) وإلى جنوب غرب مدينة إربد في شمال المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬وتمتد مساحته‬
‫حتى منطقة حوران عند أذرعات (درعـا) في منطقة الحدود السورية األردنية‪ ،‬ويمتاز وادي الريان‬
‫بتنوع تضاريسه حيث يحتوي على جبال ووديان وسهول وقيعان‪ ،‬ومن أهم ميزاته غزارة مياهه‬
‫وانتشار عيون الماء فيه‪ ،‬كما فيه مراقد لعدة شخصيات دينية كالصحابة وغيرهم‪ ،‬حتى يأتي منبر‬
‫دمشق بعد حروب طاحنة فيصعده مخاطبًا شياطينه! وقيل أن الملك عبدهللا الثاني بن الحسين قام‬
‫بتغيير اسمه من اليابس إلى الريان الذي يصف طبيعته الجميلة‪.‬‬

‫‪ -۳‬اليماني‪ :‬وهو شخصية مؤمنة توالي أهل البيت عليهم السالم وصفتها الروايات بأنها أهدى‬
‫الرايات في سنة الظهور ألنها تدعو لصاحب الزمان عجّل هللا تعالى فرجهُ الشريف حص ًرا وليس‬
‫لغيره‪ ،‬ولم تفصح األخبار الشريفة ع ّما يتعلق بهذه الشخصية المباركة إذ يجد المطلع التكتم الواضح‬
‫عن أكثر التفاصيل الخاصة بها‪ ،‬فجل ما ذكرته هو لقبه‪ ،‬وأنه يخرج في شهر رجب يوافق بخروجه‬
‫السفياني والخراساني‪ ،‬كذلك أنه سيخرج من اليمن وال يجوز االلتواء على رايته أي معاداته وعدم‬
‫نصرته!‬

‫� ف َع ْن أَ ِبي َج ْعفَر ُم َح َّم ِد ب ِْن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل في خبر‪ ......:‬قَا َل َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ُخرُو ُج‬
‫اَل ُّس ْفيَانِ ِّي‪َ ،‬واَ ْليَ َمانِ ِّي‪َ ،‬واَ ْل ُخ َرا َسانِ ِّي‪ ،‬فِي َسنَة َوا ِحدَة فِي َشهْر َوا ِحد فِي يَوْ م َوا ِحد‪ ،‬نِظَا ٌم َكنِظَ ِام اَ ْل َخ َر ِز‬
‫ت َرايَةٌ أَ ْهدَى ِم ْن‬ ‫ْس فِي اَلرَّايَا ِ‬ ‫ون اَ ْلبَأْسُ ِم ْن ُك ِّل َوجْ ه َو ْي ٌل لِ َم ْن نَا َواهُ ْم َولَي َ‬ ‫ضهُ بَعْضا ً فَيَ ُك ُ‬ ‫يَ ْتبَ ُع بَ ْع ُ‬
‫ح َعلَى اَلنَّ ِ‬
‫اس‬ ‫صا ِح ِب ُك ْم فَإ ِ َذا َخ َر َج اَ ْليَ َما ِن ُّي َح َّر َم َب ْي َع اَل ِّسالَ ِ‬ ‫ألنَّهُ يَ ْد ُعو إِلَى َ‬ ‫َرايَ ِة اَ ْليَ َما ِن ِّي ِه َي َرايَةُ هُدًى ِ َ‬
‫ي َعلَ ْي ِه فَ َم ْن‬‫َو ُك ِّل ُم ْسلِم‪َ ،‬وإِ َذا َخ َر َج اَ ْليَ َمانِ ُّي فَا ْنهَضْ إِلَ ْي ِه فَإ ِ َّن َرايَتَهُ َرايَةُ هُدًى‪ ،‬والَ يَ ِحلُّ لِ ُم ْسلِم أَ ْن يَ ْلتَ ِو َ‬
‫لى طَ ِريق ُم ْستَقِيم‪.‬‬ ‫ق َوإِ ّٰ‬ ‫ار ِألَنَّهُ يَ ْد ُعو إِلَى اَ ْل َح ِّ‬
‫ك فَهُ َو ِم ْن أَ ْه ِل اَلنَّ ِ‬‫فَ َع َل َذلِ َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٥۳‬‬

‫‪27‬‬
‫وموضوع تحريم بيع السالح غير واضح في الرواية الشريفة فال أدري ما المقصود على وجه الدقة‬
‫بذلك‪ ،‬ربما يكون سبب التحريم لكي ال يفرّط المنتظر بسالحه لينصر به إمام زمانه‪ ،‬ولربما سيكون‬
‫بسبب قلة األسلحة ونفادها وشدة الطلب عليها فترتفع أسعارها فتحصل شحة بها! ولربما يكون‬
‫لسبب أن نصرة اإلمام المهدي عليه السالم تتطلب عدة وعدد أي أسلحة وجنود‪ ،‬وفي حال توفر‬
‫الجنود وعدم توفر األسلحة ستحدث مشكلة وخلل في توازن القوة العسكرية لذلك يصدر األمر‬
‫بتحريم بيع السالح لكي ال يفرط بها المسلمين المنتظرين‪ ،‬فيتم جمعه من الذين يمتلكونه طبعًا من‬
‫الموالين والمنتظرين وتوزيعه فيما بينهم‪ ،‬وهذه كلها احتماالت وهللا العالم بحقيقة األمر‪.‬‬

‫‪ -٤‬الخراساني‪ :‬لقد تحدثت عنه سابقا ً في مقالة مستقلة‪ ،‬وسأُعرض عن ذكره هنا لمقتضيات‬
‫التقية!!!!!‬

‫‪ -٥‬الصيحة من السماء‪ :‬وهي صيحةٌ فريدة من نوعها تكون بمثابة اإلعالن عن انتهاء فترة الغيبة‬
‫وقوانينها‪ ،‬واإلذن ببداية فترة جديدة وقوانين جديدة خاصة بزمن الظهور الشريف‪ ،‬وستكون بصوت‬
‫الملك األعظم أمين الوحي جبريل عليه السالم‪ ،‬وستحدث في الثالث والعشرين من شهر رمضان‬
‫المبارك سنة الظهور ليلة الجمعة‪ ،‬وربما سيكون الخطاب الجبرئيلي طويالً نوعًا يستمر ألكثر من‬
‫ساعة لما فيه من تعليمات وإرشادات لعموم المنتظرين‪ ،‬وفي الوقت ذاته ستحدث صيحة إبليسية‬
‫أخرى في آخر النهار بعد صيحة جبريل عليه السالم‪ ،‬والذي سيميّز بين الصيحتين هو من كان‬
‫يروي حديث المعصومين عليهم السالم‪ ،‬ومطلع على هذه العقايد الحقة ومص ّدق بها! وسيسمعها‬
‫جميع الخلق كالًّ بلسانه الذي يتكلم به أي لغته! حتى الحيتان في البحار وجميع ما خلقه هللا على‬
‫كوكب األرض!‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬يُنَا ِدي ُمنَاد ِمنَ اَل َّس َما ِء إِ َّن فُالَنا ً هُ َو‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬
‫� ف َع ْن ُز َرا َرةَ ْب ِن أَ ْعيَنَ قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ي بَ ْع َد هَ َذا؟ فَقَا َل‪ :‬إِ َّن‬ ‫ت‪ :‬فَ َم ْن يُقَاتِ ُل اَ ْل َم ْه ِد َّ‬ ‫اَ ْألَ ِميرُ‪َ ،‬ويُنَا ِدي ُمنَاد إِ َّن َعلِيّا ً َو ِشي َعتَهُ هُ ُم اَ ْلفَائِ ُزونَ ‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫ق ِمنَ‬‫ف اَلصَّا ِد َ‬ ‫ْر ُ‬ ‫ت‪ :‬فَ َم ْن َيع ِ‬ ‫اَل َّش ْيطَانَ يُنَا ِدي إِ َّن فُالَنا ً َو ِشي َعتَهُ هُ ُم اَ ْلفَائِ ُزونَ لِ َرجُل ِم ْن بَ ِني أ ُ َميَّةَ! قُ ْل ُ‬
‫ون قَ ْب َل أَ ْن يَ ُكونَ َويَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ْم هُ ُم‬ ‫ْرفُهُ اَلَّ ِذينَ َكانُوا يَرْ وُونَ َح ِديثَنَا َويَقُولُونَ إِنَّهُ يَ ُك ُ‬ ‫ب؟ قَا َل‪ :‬يَع ِ‬‫اَ ْل َكا ِذ ِ‬
‫اَ ْل ُم ِحقُّونَ اَلصَّا ِدقُونَ ‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٦٤‬‬

‫وهنالك رواية تصرح بأن الشيطان سينادي باسم عثمان عليه لعائن هللا‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫يث قَوْ لَهُ‪ :‬يُنَا ِدي ُمنَاد أَالَ إِ َّن فُالَنَ ْبنَ فُالَن‬
‫� ف َع ْن دَا ُو َد ْب ِن فَرْ قَد قَا َل‪َ :‬س ِم َع َر ُج ٌل ِمنَ اَ ْل ِعجْ لِيَّ ِة هَ َذا اَ ْل َح ِد َ‬
‫ار أَالَ إِ َّن ُع ْث َمانَ َو ِشي َعتَهُ هُ ُم اَ ْلفَائِ ُزونَ ‪...‬‬
‫ار َويُنَا ِدي آ ِخ َر اَلنَّهَ ِ‬ ‫َو ِشي َعتَهُ هُ ُم اَ ْلفَائِ ُزونَ أَ َّو َل اَلنَّهَ ِ‬
‫📗الکافي‪/‬ج‪/۸‬ص‪.۲۰۹‬‬
‫وربما المقصود بعثمان هو عثمان بن عنبسة عليه لعائن هللا أي السفياني الملعون‪.‬‬

‫ت‪َ :‬خاصُّ‬ ‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬يُنَا ِدي ُمنَاد بِاس ِْم اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫� وع َْن ُز َرا َرةَ ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ف اَ ْلقَائِ َم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َوقَ ْد نُو ِد َ‬
‫ي بِا ْس ِم ِه؟‬ ‫ت‪ :‬فَ َم ْن يُ َخالِ ُ‬ ‫أَوْ عَام؟ قَا َل‪ :‬عَام يَ ْس َم ُع ُكلُّ قَوْ م بِلِ َسانِ ِه ْم! قُ ْل ُ‬
‫ك اَلنَّ َ‬
‫اس‪.‬‬ ‫ي فِي آ ِخ ِر اَللَّ ْي ِل َويُ َش ِّك َ‬ ‫قَا َل ‪ :‬الَ يَ َد ُعهُ ْم إِ ْبلِيسُ َحتَّى يُنَا ِد َ‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦٥۰‬‬

‫والرواية اآلتية ستوضح عالمة الصيحة وآثارها العظيمة في نفوس المؤمنين‪:‬‬


‫ون إِالَّ‬ ‫ص ْي َحةُ الَ تَ ُك ُ‬ ‫صير ع َْن أَبِي َج ْعفَر ُم َح َّم ِد ب ِْن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ ...:‬ثُ َّم قَا َل اَل َّ‬ ‫� وع َْن أَ ِبي بَ ِ‬
‫ص ْي َحةُ َجب َْرئِي َل َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم إِلَى هَ َذا‬ ‫ص ْي َحةُ فِي ِه ِه َي َ‬ ‫هللاِ َواَل َّ‬ ‫ضانَ َش ْه ُر َ َّ‬ ‫ضانَ ِألَ َّن َش ْه َر َر َم َ‬ ‫فِي َشه ِْر َر َم َ‬
‫ب الَ‬ ‫ق َو َم ْن بِ ْال َم ْغ ِر ِ‬ ‫ق ثُ َّم قَا َل‪ :‬يُنَا ِدي ُمنَاد ِمنَ اَل َّس َما ِء بِاس ِْم اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَيَ ْس َم ُع َم ْن ِب ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫اَ ْل َخ ْل ِ‬
‫هللاُ‬‫ت فَ َر ِح َم َ َّ‬ ‫صوْ ِ‬‫ك اَل َّ‬ ‫يَ ْبقَى َراقِ ٌد إِالَّ اِ ْستَ ْيقَظَ َوالَ قَائِ ٌم إِالَّ قَ َع َد َوالَ قَا ِع ٌد إِالَّ قَا َم َعلَى ِرجْ لَ ْي ِه فَ ِزعا ً ِم ْن َذلِ َ‬
‫وح اَ ْألَ ِمي ِن َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪،‬‬ ‫ت َجب َْرئِي َل اَلرُّ ِ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫ت اَ ْألَ َّو َل هُ َو َ‬ ‫صوْ َ‬ ‫اب فَإ ِ َّن اَل َّ‬ ‫ت فَأ َ َج َ‬‫صوْ ِ‬ ‫ك اَل َّ‬ ‫َم ِن اِ ْعتَبَ َر بِ َذلِ َ‬
‫ضانَ فِي لَ ْيلَ ِة ُج ُم َعة لَ ْيلَ ِة ثَالَث َو ِع ْش ِرينَ فَالَ تَ ُش ُّكوا‬ ‫ت فِي َشه ِْر َر َم َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫ون اَل َّ‬‫ثُ َّم قَا َل َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬يَ ُك ُ‬
‫ظلُوما ً‬ ‫يس يُنَا ِدي أَالَ إِ َّن فُالَنا ً قُتِ َل َم ْ‬ ‫ُون إِ ْبلِ َ‬ ‫ت اَ ْل َم ْلع ِ‬‫صوْ ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ك َواِ ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا‪َ ،‬وفِي آ ِخ ِر اَلنَّهَ ِ‬ ‫فِي َذلِ َ‬
‫ت فِي‬ ‫صوْ َ‬ ‫ار‪ ،‬فَإ ِ َذا َس ِم ْعتُ ُم اَل َّ‬ ‫ك ُمتَ َحيِّر قَ ْد َه َوى فِي اَلنَّ ِ‬ ‫ك اَ ْليَوْ ِم ِم ْن َشا ٍّ‬ ‫اس َويَ ْف ِتنَهُ ْم فَ َك ْم فِي َذلِ َ‬ ‫ك اَلنَّ َ‬ ‫لِيُ َش ِّك َ‬
‫ك أَنَّهُ يُنَا ِدي بِاس ِْم اَ ْلقَائِ ِم َواِس ِْم أَبِي ِه َحتَّى‬ ‫يل َو َعالَ َمةُ َذلِ َ‬ ‫ت َجب َْرئِ َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫ضانَ فَالَ تَ ُش ُّكوا فِي ِه أَنَّهُ َ‬ ‫َشه ِْر َر َم َ‬
‫صوْ تَ ْي ِن قَ ْب َل‬ ‫ُوج‪َ ،‬وقَا َل‪ :‬الَ بُ َّد ِم ْن هَ َذ ْي ِن اَل َّ‬ ‫تَ ْس َم َعهُ اَ ْل َع ْذ َرا ُء فِي ِخ ْد ِرهَا فَتُ َحرِّضُ أَبَاهَا َوأَ َخاهَا َعلَى اَ ْل ُخر ِ‬
‫ب هَ َذا اَ ْألَ ْم ِر َواِس ِْم‬ ‫صا ِح ِ‬ ‫ت َجب َْرئِي َل بِاس ِْم َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫صوْ ت ِمنَ اَل َّس َما ِء َوهُ َو َ‬ ‫ُوج اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َ‬ ‫ُخر ِ‬
‫ظلُوما ً ي ُِري ُد‬ ‫ين يُنَا ِدي بِاس ِْم فُالَن أَنَّهُ قُتِ َل َم ْ‬ ‫يس اَللَّ ِع ِ‬‫ت إِ ْبلِ َ‬ ‫صوْ ُ‬ ‫ض َوهُ َو َ‬ ‫ت اَلثَّانِي ِمنَ اَ ْألَرْ ِ‬ ‫صوْ ِ‬ ‫أَبِي ِه‪َ ،‬واَل َّ‬
‫ير أَ ْن تُ ْفتَنُوا بِ ِه‪.‬‬ ‫ت اَ ْألَ َّو َل َوإِيَّا ُك ْم َواَ ْألَ ِخ َ‬
‫صوْ َ‬‫ك اَ ْلفِ ْتنَةَ فَاتَّبِعُوا اَل َّ‬ ‫بِ َذلِ َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٥۳‬‬

‫‪٦‬و‪ -۷‬خسوف وكسوف خالف العادة‪ :‬وهما آيتان لم تكونا منذ هبوط آدم عليه السالم‪ ،‬فيهما رحمة‬
‫للمؤمنين‪ ،‬وعذابًا للكافرين‪ ،‬وربما ستحدث نتيجة التغير الذي سيطرأ على األرض نتيجة النجم‬

‫‪29‬‬
‫الموعود الذي سيمرُّ باألرض فتبطئ من دورانها ليخلّف بذلك عدة آثار مبحوثة في مظانها‪،‬‬
‫ويمكن لمن يطلع بشكل ُمعمق حول هذا الموضوع ربطه بعلم الفيزياء وما يتعلّق به‪.‬‬

‫‪ -۸‬قتل النفس الزكية‪ :‬وهي شخصية مؤمنة تقية تتخذ دور السفارة بين اإلمام المهدي عليه السالم‬
‫وأهل مكة‪ ،‬والنفس الزكية ينتمي في نسبه الشريف إلمامنا الحسن المجتبى عليه السالم واسمه محمد‬
‫بن الحسن النفس الزكية‪ ،‬يحمل رسالة اإلمام عليه السالم وما فيها من إبالغات وإنذارات‬
‫واحتجاجات وبيان مظلومية إلى أهل مكة فيقومون بقتله بين الركن والمقام مما يؤدي لغضب اإلمام‬
‫عليهم فيأتيهم فيقتل منهم مقتلة عظيمة! ويظهر اإلمام المهدي عليه السالم بعد مقتل النفس الزكية‬
‫بخمس عشرة ليلة فهو سيُقتل في الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة المبارك‪ ،‬واإلمام سيظهر‬
‫في العاشر من المحرم المحرام يوم السبت‪ ،‬ذلك اليوم الذي قتلوا فيه سيد الشهداء عليه السالم!‬

‫ق َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬لَي َ‬


‫ْس بَ ْينَ قِيَ ِام‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫هللا اَلصَّا ِد َ‬ ‫صالِح َموْ لَى بَنِي اَ ْل َع ْذ َرا ِء قَا َل َس ِمع ُ‬ ‫� ف َع ْن َ‬
‫س َع ْش َرةَ لَ ْيلَةً‪.‬‬ ‫قَائِ ِم آ ِل ُم َح َّمد َوبَ ْينَ قَ ْت ِل اَلنَّ ْف ِ‬
‫س اَل َّز ِكيَّ ِة إِالَّ َخ ْم َ‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦٤۹‬‬

‫ي أَنَّهُ َس ِم َع أَبَاهُ يَقُو ُل‪ :‬اَلنَّ ْفسُ اَل َّز ِكيَّةُ ُغالَ ٌم ِم ْن ِ‬
‫آل ُم َح َّمد اِ ْس ُمهُ ُم َح َّم ُد‬ ‫�وع َْن ُس ْفيَانَ ْب ِن إِ ْب َرا ِهي َم اَ ْل َج ِر ِ‬
‫ير ِّ‬
‫ص ٌر‪.‬‬ ‫ض نَا ِ‬ ‫ق لَهُ ْم فِي اَل َّس َما ِء عَا ِذ ٌر َوالَ فِي اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ب ُْن اَ ْل َح َس ِن يُ ْقتَ ُل بِالَ جُرْ م َوالَ َذ ْنب فَإ ِ َذا قَتَلُوهُ لَ ْم يَ ْب َ‬
‫اس ِمنَ اَ ْل ُكحْ ِل إِ َذا َخ َر ُجوا بَ َكى لَهُ ُم‬
‫ق فِي أَ ْعي ُِن اَلنَّ ِ‬ ‫َصبَة لَهُ ْم أَ َد َّ‬
‫هللاُ قَائِ َم آ ِل ُم َح َّمد فِي ع َ‬ ‫ث َ َّ‬‫فَ ِع ْن َد َذلِكَ يَ ْب َع ُ‬
‫اربَهَا أَالَ َوهُ ُم اَ ْل ُم ْؤ ِمنُونَ َحقًّا أَالَ‬
‫ض َو َم َغ ِ‬ ‫ق اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ار َ‬‫هللاُ لَهُ ْم َم َش ِ‬ ‫اَلنَّاسُ الَ يَ َروْ نَ إِالَّ أَنَّهُ ْم يَ ْختَ ِطفُونَ يَ ْفتَ ُح َ َّ‬
‫إِ َّن َخي َْر اَ ْل ِجهَا ِد فِي آ ِخ ِر اَل َّز َما ِن‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للطوسي)ج‪/۱‬ص‪.٤٦٤‬‬

‫أما مضمون الرسالة أو الكتاب الذي يرسله اإلمام المهدي عليه السالم ألهل مكة فتوضحه الرواية‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫صير ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فِي َح ِديث طَ ِويل نأخذ منه موضع الشاهد إِلَى أَ ْن قَا َل‪:‬‬ ‫� عن أَبِي بَ ِ‬
‫يَقُو ُل اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ِألَصْ َحابِ ِه يَا قَوْ ِم إِ َّن أَ ْه َل َم َّكةَ الَ ي ُِري ُدونَنِي َولَ ِكنِّي ُمرْ ِس ٌل إِلَ ْي ِه ْم ِألَحْ تَ َّج َعلَ ْي ِه ْم‬
‫ض إِلَى أَ ْه ِل َم َّكةَ فَقُلْ ‪:‬‬ ‫بِ َما َي ْنبَ ِغي لِ ِم ْثلِي أَ ْن َيحْ تَ َّج َعلَ ْي ِه ْم فَيَ ْد ُعو َر ُجالً ِم ْن أَصْ َحابِ ِه فَيَقُو ُل لَهُ‪ :‬اِ ْم ِ‬
‫ت اَلرَّحْ َم ِة َو َم ْع ِد ُن اَل ِّر َسالَ ِة َواَ ْل ِخالَفَ ِة‬
‫يَا أَ ْه َل َم َّكةَ أَنَا َرسُو ُل فُالَن إِلَ ْي ُك ْم َوهُ َو يَقُو ُل لَ ُك ْم ‪ :‬إِنَّا أَ ْه ُل بَ ْي ِ‬

‫‪30‬‬
‫َونَحْ ُن ُذ ِّريَّةُ ُم َح َّمد َو ُسالَلَةُ اَلنَّبِيِّينَ َوإِنَّا قَ ْد ظُلِ ْمنَا َواُضْ طُ ِه ْدنَا َوقُ ِهرْ نَا َواُ ْبتُ َّز ِمنَّا َحقُّنَا ُم ْن ُذ قُبِ َ‬
‫ض نَبِ ُّينَا إِلَى‬
‫صرُونَا فَإ ِ َذا تَ َكلَّ َم هَ َذا اَ ْلفَتَى بِهَ َذا اَ ْل َكالَ ِم أَتَوْ ا إِلَ ْي ِه فَ َذبَحُوهُ بَ ْينَ اَلرُّ ْك ِن‬
‫ص ُر ُك ْم فَا ْن ُ‬ ‫يَوْ ِمنَا هَ َذا فَنَحْ ُن نَ ْستَ ْن ِ‬
‫ك اَ ْ ِإل َما َم قَا َل‪ِ :‬ألَصْ َحابِ ِه أَالَ أَ ْخبَرْ تُ ُك ْم أَ َّن أَ ْه َل َم َّكةَ الَ‬ ‫َواَ ْل َمقَ ِام َو ِه َي اَلنَّ ْفسُ اَل َّز ِكيَّةُ فَإ ِ َذا بَلَ َغ َذلِ َ‬
‫ي ُِري ُدونَنَا!!‬

‫📗 بحار األنوار‪/‬ج‪/٥۲‬ص‪.۳۰۷‬‬

‫ٌ‬
‫خسف يقع بجيش السفياني الملعون في منطقة البيداء الواقعة بين مكة‬ ‫‪ -۹‬الخسف بالبيداء‪ :‬وهو‬
‫والمدينة‪ ،‬وسيهلك فيه جميع الجيش المبعوث من قبل السفياني إلى مكة المكرمة وال يفلت منه غير‬
‫نفرين وفي رواية ثالثة نفر يحول هللا رؤوسهم إلى أقفيتهم! والذي يُستشف من الروايات الشريفة أن‬
‫الخسف سيقع في التاسع من ربيع األول بعد الظهور الشريف‪.‬‬

‫ال قَا َل أَبُو َج ْعفَر ُم َح َّم ُد ب ُْن َعلِ ٍّي اَ ْلبَاقِ ُر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم في خبر طويل‬ ‫� ف َع ْن َجابِ ِر ْب ِن يَ ِزي َد اَ ْل ُج ْعفِ ِّي قَ َ‬
‫ث َجيْشا ً‬ ‫ي قَ ْد َخ َر َج(من المدينة) إِلَى َم َّكةَ فَ َي ْب َع ُ‬ ‫ْش اَل ُّس ْفيَا ِن ِّي أَ َّن اَ ْل َم ْه ِد َّ‬
‫إلى أن يقول‪ ....:‬فَ َي ْبلُ ُغ أَ ِمي َر َجي ِ‬
‫َعلَى أَثَ ِر ِه فَالَ يُ ْد ِر ُكهُ َحتَّى يَ ْد ُخ َل َم َّكةَ ّٰخائِفا ً يَتَ َرقَّبُ َعلَى ُسنَّ ِة ُمو َسى ْب ِن ِع ْم َرانَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل فَيَ ْن ِز ُل‬
‫ت ِم ْنهُ ْم إِالَّ‬ ‫ف ِب ِه ْم فَالَ يُ ْفلِ ُ‬ ‫ْش اَل ُّس ْفيَانِ ِّي اَ ْلبَ ْيدَا َء فَيُنَا ِدي ُمنَاد ِمنَ اَل َّس َما ِء يَا بَ ْيدَا ُء أَبِي ِدي اَ ْلقَوْ َم فَيَ ْخ ِس ُ‬ ‫أَ ِمي ُر َجي ِ‬
‫ت هَ ِذ ِه اَ ْآليَةُ‪ّٰ ( -‬يا أَيُّهَا اَلَّ ِذينَ أُوتُوا‬ ‫هللاُ ُوجُوهَهُ ْم إِلَى أَ ْقفِيَ ِت ِه ْم َوهُ ْم ِم ْن َك ْلب َو ِفي ِه ْم نَ َزلَ ْ‬ ‫ثَالَثَةُ نَفَر يُ َح ِّو ُل َ َّ‬
‫ار ّٰها)‪.‬‬‫َلى أَ ْد ّٰب ِ‬
‫س ُوجُوها ً فَنَ ُر َّد ّٰها ع ّٰ‬ ‫ط ِم َ‬ ‫صدِّقا ً لِمّٰ ا َم َع ُك ْم ِم ْن قَب ِْل أَ ْن نَ ْ‬ ‫اب آ ِمنُوا بِمّٰ ا نَ َّز ْل ّٰنا ُم َ‬‫اَ ْل ِك ّٰت َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲۷۹‬‬

‫ون بَ ْينَ أَ ْه ِل اَ ْل َم ْش ِر ِ‬
‫ق‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َذ َك َر فِ ْتنَةً َت ُك ُ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫ي َ‬ ‫ي ع َْن ُح َذ ْيفَةَ ْب ِن اَ ْليَ َما ِن‪ :‬أَ َّن اَلنَّبِ َّ‬ ‫� َور ُِو َ‬
‫ق‬‫ك َحتَّى يَ ْن ِز َل ِد َم ْش َ‬ ‫س فِي فَوْ ِر َذلِ َ‬ ‫ك يَ ْخ ُر ُج َعلَ ْي ِه ُم اَل ُّس ْفيَانِ ُّي ِمنَ اَ ْل َوا ِدي اَ ْليَابِ ِ‬ ‫ب قَا َل فَبَ ْينَا هُ ْم َك َذلِ َ‬ ‫َواَ ْل َم ْغ ِر ِ‬
‫ق َوآ َخ َر إِلَى اَ ْل َم ِدينَ ِة‪َ ....‬و َيحُلُّ اَ ْل َجيْشُ اَلثَّا ِني بِ ْال َم ِدينَ ِة فَ َي ْنتَ ِهبُونَهَا ثَالَثَةَ‬ ‫ث َج ْي َش ْي ِن َجيْشا ً إِلَى اَ ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫فَيَ ْب َع ُ‬
‫يل فَيَقُو ُل‪ :‬يَا َجب َْرئِي ُل‬ ‫هللاُ َجب َْرئِ َ‬‫ث َ َّ‬ ‫أَيَّام بِلَيَالِيهَا ثُ َّم يَ ْخ ُرجُونَ ُمتَ َوجِّ ِهينَ إِلَى َم َّكةَ َحتَّى إِ َذا َكانُوا بِ ْالبَ ْيدَا ِء بَ َع َ‬
‫ت ِم ْنهَا إِالَّ َر ُجالَ ِن ِم ْن ُجهَ ْينَةَ‬ ‫هللاُ بِ ِه ْم ِع ْن َدهَا َوالَ يُ ْفلِ ُ‬‫ف َ َّ‬ ‫ضرْ بَةً يَ ْخ ِس ُ‬ ‫اِ ْذهَبْ فَأَبِ ْدهُ ْم فَيَضْ ِربُهَا ِب ِرجْ لِ ِه َ‬
‫رى إِ ْذ فَ ِز ُعوا إِلَى آ ِخ ِرهَا‪.‬‬ ‫ك قَوْ لُهُ‪َ :‬ولَوْ تَ ّٰ‬ ‫ين ‪ -‬فَ َذلِ َ‬ ‫ك َجا َء اَ ْلقَوْ ُل َو ِع ْن َد ُجهَ ْينَةَ اَ ْل َخبَ ُر اَ ْليَقِ ُ‬ ‫فَلِ َذلِ َ‬

‫📗 بحار األنوار‪/٥۲/‬ص‪.۱۸٦‬‬

‫‪31‬‬
‫ظهَ َر اَ ْل َم ْه ِديُّ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم بِ َم َّكةَ َما بَ ْينَ‬
‫�وعن اإلمام الباقر صلوات ربي وسالمه عليه أنه قال‪ :‬إِ َذا َ‬
‫ث‬‫اق بَ َع َ‬‫ب اَ ْل َك ْعبَ ِة فَنَادَى َج ْب َرائِي ُل َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َواِجْ تَ َم َع إِلَ ْي ِه أَصْ َحابُهُ ِمنَ اَ ْآلفَ ِ‬ ‫اَ ْل َح َج ِر اَ ْألَ ْس َو ِد َوبَا ِ‬
‫اَل ُّس ْفيَانِ ُّي أَ ْكثَ َر ِم ْن ِع ْش ِرينَ أَ ْلفَ َرجُل يَقُولُونَ الَ َحا َجةَ لَنَا فِي بَنِي َعلِ ٍّي‪ ،‬فَإ ِ َذا بَلَ ُغوا إِلَى اَ ْلبَ ْيدَا ِء َخ َسفَ‬
‫ف أَ َح ُدهُ َما إِلَى اَل ُّس ْفيَا ِن ِّي َواَ ْآل َخ ُر َي ْخ ُر ُج إِلَى َم َّكةَ‬ ‫ض فَالَ يَ ْبقَى إِالَّ َر ُجالَ ِن ِم ْنهُ ْم َي ْن َ‬
‫ص ِر ُ‬ ‫هللاُ ِب ِه ُم اَ ْألَرْ َ‬‫َ َّ‬
‫اس بِ َحا ِل َع ْس َك ِر اَل ُّس ْفيَانِ ِّي‪.‬‬
‫ض ِع َوجْ هَ ْي ِه َما ي ُْخبِ َرا ِن اَلنَّ َ‬
‫صا َر قَفَاهُ َما إِلَى َموْ ِ‬ ‫َوقَ ْد َ‬

‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۹۲٦‬‬

‫� وعن اإلمام الصادق عليه السالم في حديث طويل إلى أن يقول‪ ....:‬ثُ َّم يَ ْ‬
‫ظهَ ُر ال ُّس ْفيَانِ ُّي َويَ ِسي ُر‬
‫اق فَي ُْخ ِربُهُ‪َ ،‬وي ُْخ ِربُ ال َّزوْ َرا َء َويَ ْت ُر ُكهُ َما َج َّما َء‪َ ،‬وي ُْخ ِربُ ْال ُكوفَةَ َو ْال َم ِدينَةَ َوتَر ُ‬
‫ُوث‬ ‫َج ْي ُشهُ إِلَى ْال ِع َر ِ‬
‫صلَّى َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه‪.‬‬ ‫بِ َغالُهُ ْم فِي َم ْس ِج ِد َرسُو ِل َّ‬
‫هللاِ َ‬
‫َّب ال ُّد ْنيَا‪ ،‬ثُ َّم يَ ْخ ُر ُج إِلَى ْالبَ ْيدَا ِء ي ُِري ُد َم َّكةَ‬ ‫ف َرجُل‪َ ،‬ب ْع َد أَ ْن َخر َ‬ ‫َو َجيْشُ ال ُّس ْفيَانِ ِّي يَوْ َمئِذ ثَ َالثُ ِمائَ ِة أَ ْل ِ‬
‫صائِ ٌح‪ :‬يَا بَ ْيدَا ُء أَبِي ِدي فَتَ ْبتَلِ ُعهُ ُم ْاألَرْ ضُ‬ ‫صا َح بِ ِه ْم َ‬
‫َّس بِهَا‪َ ،‬‬ ‫صا َر بِ ْالبَ ْيدَا ِء َو َعر َ‬ ‫ت‪ ،‬فَلَ َّما َ‬‫اب ْالبَ ْي ِ‬ ‫َو َخ َر َ‬
‫ض إِلَى ْال َم ْه ِد ِّ‬
‫ي‬ ‫ك فَي َُح ِّو ُل ُوجُوهَهُ َما إِلَى َو َرائِ ِه َما َويَقُو ُل‪ :‬يَا بَ ِشي ُر ا ْم ِ‬ ‫بِ َخ ْيلِ ِه ْم فَيَ ْبقَى ْاثنَا ِن‪ ،‬فَيَ ْن ِز ُل َملَ ٌ‬
‫ي عليه‬ ‫ُور ْال َم ْه ِد ِّ‬
‫ض إِلَى ال ُّس ْفيَانِ ِّي فَ َع ِّر ْفهُ ِبظُه ِ‬‫ْش ال ُّس ْفيَانِ ِّي‪َ ،‬وقَا َل لِلَّ ِذي ا ْس ُمهُ نَ ِذي ٌر‪ :‬ا ْم ِ‬
‫ك َجي ِ‬ ‫َوبَ ِّشرْ هُ ِبهَ َال ِ‬
‫ي آ ِل ُم َح َّمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬ ‫السالم َم ْه ِد ِّ‬
‫ت‪ ،‬فَلَ ْم‬ ‫ْش ال ُّس ْفيَانِ ِّي‪َ ،‬وإِ َّن ْاألَرْ ِ‬
‫ض ا ْنفَ َج َر ْ‬ ‫ي عليه السالم َويُ َع ِّرفُهُ ِبهَ َال ِك َجي ِ‬ ‫ضي ُمبَ ِّشراً إِلَى ْال َم ْه ِد ِّ‬ ‫فَيَ ْم ِ‬
‫ات َم َس َح ْال َم ْه ِديُّ عليه السالم َعلَى َوجْ ِه ِه َويَ ُر ُّدهُ َخ ْلقا ً َس ِويّاً‪َ ،‬ويُبَايِ ُعه ُ‬‫ْش ِعقَا ُل نَاقَة‪ ،‬فَإ ِ َذا بَ َ‬ ‫ق ِمنَ ْال َجي ِ‬ ‫يَ ْب َ‬
‫َويَ ُك ُ‬
‫ون َم َعهُ‪.‬‬

‫📗مختصر بصائر الدرجات‪/‬ص‪.٤۲۱‬‬

‫هذه مقدمة مقتضبة وبسيطة لعالمات الظهور الحتمية والتي ال بُ َّد من تحققها‪ ،‬وهي رتيبة الحدوث‬
‫أي تحدث واحدة بعد أخرى نظام كنظام الخرز فالخرزة الثانية لن تسقط حتى تسقط قبلها الخرزة‬
‫األولى وهكذا‪ ،‬فلن يخرج السفياني واليماني إال بعد حصول الصيحة في السما ِء‪ ،‬والخسوف بالبيداء‬
‫لن يحدث حتى يحدث قبله قتل النفس الزكية‪.‬‬
‫وهنالك عالمات عامة أخرى غير حتمية لم نذكرها اختصارًا‪ ،‬إضافةً أن المهم والذي عليه مدار‬
‫التكليف والعمل هو العالمات الحتمية حصرًا كونها قريبة من ظهور اإلمام عليه السالم فال يفصلها‬
‫عن يوم العاشر من المحرم إالَّ بضعة أشهر معدودة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫واآلن سنلج في صلب الموضوع لكي نعرف ما هو تكليفنا الشرعي عند تحقق عالمات الظهور‬
‫الحتمية ال سيّما السفياني!‬

‫يُالحظ المطلع على أحاديث الظهور الشريف أمر أهل البيت عليهم السالم بلزوم األرض وعدم‬
‫االنخراط في صفوف الحركات التي تخرج قبل ظهور اإلمام المهدي عليه السالم‪ ،‬وبغض النظر‬
‫عن المسميات والعناوين التي ترفعها هذه الجهات وهي من الكثرة بمكان‪ ،‬لذلك فإن التكليف‬
‫الشرعي هو هو بعينه عندما تتحقق العالمات الحتمية فلزوم البيت في بادئ األمر هو األسلم لجميع‬
‫المنتظرين حتى يفهموا األحداث بشكل جيد فيضعون الخطة الالزم للوصول إلمام زمانهم بكل‬
‫ٌ‬
‫اختالف بين تكليف النساء والرجال‪ ،‬فقد أمر أهل البيت عليهم السالم رجال الشيعة‬ ‫سالم! وهنالك‬
‫بالقدوم إلى مكة المكرمة أو تغييب الوجوه عن السفياني لكي ال يقتلهم أو الذهاب إلى مناطق آمنة‬
‫كمدينة قم المقدسة وغيرها‪ ،‬أما النساء فتكليفهن لزوم البيت وعدم الخروج مهما حصل حتى يظهر‬
‫صاحب الزمان عليه السالم فتشرق الشمس على ربوع األرض‪ ،‬وال بأس عليهن من خطر‬
‫السفياني وغيره إنما هو يطلب الرجال لكي يقتلهم‪ ،‬تدبر معي في الحديث اآلتي لتفقه الموضوع‬
‫أكثر‪:‬‬

‫هللاَ َواِ ْستَ ِعينُوا َعلَى َما أَ ْنتُ ْم‬ ‫ْت أَبَا َج ْعفَر اَ ْلبَاقِ َر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬اِتَّقُوا َ َّ‬ ‫� ع َْن ُم َح َّم ِد ْب ِن ُم ْسلِم قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ون أَ َح ُد ُك ْم اِ ْغ ِتبَاطا ً ِب َما هُ َو فِي ِه ِمنَ اَلدِّي ِن لَوْ قَ ْد‬ ‫هللاِ فَإ ِ َّن أَ َش َّد َما يَ ُك ُ‬ ‫ع َواَ ِالجْ ِتهَا ِد فِي طَا َع ِة َ َّ‬ ‫َعلَ ْي ِه بِ ْال َو َر ِ‬
‫ك اَ ْل َح ِّد َع َرفَ أَنَّهُ قَ ِد اِ ْستَ ْقبَ َل اَلنَّ ِعي َم‬ ‫صا َر فِي َذلِ َ‬ ‫ت اَل ُّد ْنيَا َع ْنهُ فَإ ِ َذا َ‬ ‫صا َر فِي َح ِّد اَ ْآل ِخ َر ِة َواِ ْنقَطَ َع ِ‬ ‫َ‬
‫ق َوأَ َّن َم ْن‬ ‫اف َوأَ ْيقَنَ أَ َّن اَلَّ ِذي َكانَ َعلَ ْي ِه هُ َو اَ ْل َح ُّ‬ ‫هللاِ َواَ ْلبُ ْش َرى بِ ْال َجنَّ ِة َوأَ ِمنَ ِم َّما َكانَ يَ َخ ُ‬ ‫َواَ ْل َك َرا َمةَ ِمنَ َ َّ‬
‫ك فَأ َ ْب ِشرُوا ثُ َّم أَ ْب ِشرُوا بِالَّ ِذي تُ ِري ُدونَ ألَ ْستُ ْم تَ َروْ نَ أَ ْعدَا َء ُك ْم يَ ْقتَتِلُونَ فِي‬ ‫اطل َوأَنَّهُ هَالِ ٌ‬ ‫َخالَفَ ِدينَهُ َعلَى بَ ِ‬
‫ضهُ ْم َبعْضا ً َعلَى اَل ُّد ْنيَا ُدونَ ُك ْم َوأَ ْنتُ ْم فِي بُيُو ِت ُك ْم آ ِمنُونَ فِي ُع ْزلَة َع ْنهُ ْم َو َكفَى‬ ‫هللاِ َويَ ْقتُ ُل َب ْع ُ‬ ‫صي َ َّ‬ ‫َم َعا ِ‬
‫ق لَوْ قَ ْد َخ َر َج لَ َم َك ْثتُ ْم َشهْراً أَوْ‬ ‫ت لَ ُك ْم َم َع أَ َّن اَ ْلفَا ِس َ‬‫بِال ُّس ْفيَانِ ِّي نَقِ َمةً لَ ُك ْم ِم ْن َع ُد ِّو ُك ْم َوهُ َو ِمنَ اَ ْل َعالَ َما ِ‬
‫َش ْه َري ِْن بَ ْع َد ُخرُو ِج ِه لَ ْم يَ ُك ْن َعلَ ْي ُك ْم بَأْسٌ َحتَّى يَ ْقتُ َل َخ ْلقا ً َكثِيراً ُدونَ ُك ْم‪ ،‬فَقَا َل لَهُ بَعْضُ أَصْ َحابِ ِه‪ :‬فَ َك ْيفَ‬
‫ال إِ َذا َكانَ َذلِكَ؟‪ .‬قَا َل َيتَ َغيَّبُ اَل ِّر َجا ُل ِم ْن ُك ْم َع ْنهُ فَإ ِ َّن َحنَقَهُ َو َش َرهَهُ إِنَّ َما ِه َي َعلَى ِشي َع ِتنَا‬ ‫نَصْ نَ ُع بِ ْال ِعيَ ِ‬
‫هللاُ تَ َعالَى‪ ،‬قِي َل‪ :‬فَإِلَى أَ ْينَ َم ْخ َر ُج اَل ِّر َجا ِل َويَ ْه ُربُونَ ِم ْنهُ؟‬ ‫ْس َعلَ ْي ِه َّن بَأْسٌ إِ ْن َشا َء َ َّ‬ ‫َوأَ َّما اَلنِّ َسا ُء فَلَي َ‬
‫ْض اَ ْلب ُْلدَا ِن‪ ،‬ثُ َّم قَا َل‪َ :‬ما‬ ‫ُج يَ ْخرُجْ إِلَى اَ ْل َم ِدينَ ِة أَوْ إِلَى َم َّكةَ أَوْ إِلَى بَع ِ‬ ‫فَقَا َل َم ْن أَ َرا َد ِم ْنهُ ْم أَ ْن يَ ْخر َ‬
‫ق إِلَ ْيهَا َولَ ِك ْن َعلَ ْي ُك ْم ِب َم َّكةَ فَإِنَّهَا َمجْ َم ُع ُك ْم َوإِنَّ َما فِ ْتنَتُهُ َح ْم ُل‬ ‫ص ُد َجيْشُ اَ ْلفَا ِس ِ‬ ‫تَصْ نَعُونَ بِ ْال َم ِدينَ ِة َوإِنَّ َما يَ ْق ِ‬
‫اِ ْم َرأَة تِ ْس َعةُ أَ ْشهُر َوالَ يَجُو ُزهَا إِ ْن َشا َء َ َّ‬
‫هللاُ‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۰۰‬‬

‫‪33‬‬
‫وفي الرواية الشريفة عدة توجيهات ونكات دقيقة نوجزها بالنقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -۱‬إن الشيعة الموالين ألهل البيت عليهم السالم هم الفائزون في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫‪ -۲‬ضرورة استغالل الفرص المتاحة في الوقت الحاضر وفي كل وقت يرى فيه الشيعي األمن‬
‫ساكن جالس في بيته وآمن‪ ،‬فال بُ َّد من استغالل هذا الوضع‬
‫ٌ‬ ‫والسالم النفسي‪ ،‬فال خطر يحدق به وهو‬
‫لكسب العلم والرزق الحالل وتطوير النفس‪ ،‬واالهتمام بشؤون اإلخوان‪ ،‬ومساعدة المحتاجين منهم‪،‬‬
‫وإغاثة الملهوفين المظلومين‪ ،‬كذلك ال بُ َّد من استغالل هذا الوضع بعقد المجالس اإليمانية فيما بينهم‬
‫ورواية حديث أهل البيت عليهم السالم ودرايته ودراسته والتكاتف والعطف واللطف ببعضهم‬
‫وإحياء أمر أهل البيت عليهم السالم‪.‬‬

‫‪ -۳‬سيكون السفياني الملعون نقمة على أعداء الشيعة في بادئ األمر طالبًا بذلك مودتهم والتقرب‬
‫منهم لكي يقفوا معه فينصرونه! نعم فهذا ما سيفعله بالضبط إذ سيرفع الشعارات اإلسالمية‪،‬‬
‫واالنتماء ألهل البيت عليهم السالم‪ ،‬فيغتر به سفهاء الشيعة وقادتهم مما يدفعهم للوقوف معه‬
‫ونصرته‪ ،‬وبعدما يستحكم األمور ينقلب عليهم فيقتلهم شر قتلة!‬

‫‪ -٤‬عندما يخرج السفياني سيبقى الشيعة في أمن وأمان لمدة شهرين‪ ،‬فهو سيخرج في شهر رجب‬
‫وهذا يعني أن الشيعة ستبقى آمنة في دورها إلى ما بعد شهر رمضان المبارك‪.‬‬

‫‪ -٥‬سيقتل السفياني خلقًا كثير من غير الشيعة‪ ،‬إذ ستكون هنالك صراعات دموية بينه وبين الرايات‬
‫المرفوعة في الشام مما يدفعه إلكثار القتل حتى يسيطر على األوضاع فيتصدر المشهد وتبايعه‬
‫القبايل ومن يدور في فلكه الشيطاني‪.‬‬

‫‪ -٦‬إن اله َّم األول للسفياني هو قت ُل رجال الشيعة لكي ال ينصروا إمام زمانهم ال سيّما شيعة العراق‬
‫كونهم النواة األولى واللبنة األساسية والموطن الذي سيحكم العالم بأسره‪ ،‬لذلك سيفعل جيشه‬
‫المشؤوم المجازر الكبرى في نجف الكوفة!‬

‫‪34‬‬
‫‪ -۷‬أمر اإلمام عليه السالم بتغيب الوجوه عن جيش السفياني والذهاب لبلدان آمنة أو البقاء في‬
‫المدينة نفسها التي يسكنها الشيعي إن كان يأمن فيها على نفسه! وذكر على سبيل المثال مكة‬
‫والمدينة إالَّ أنه لم ينصح بالذهاب للمدينة المنورة ألن جيش السفياني سيذهب إليها فيعيث بها فسادًا‪،‬‬
‫إنما وجه األنظار نحو مكة المكرمة إذ سيكون الميعاد فيها وظهور وخروج اإلمام منها!‬

‫‪ -۸‬ليس على النساء بأسٌ إن شاء هللا تعالى من السفياني وغيره إن التزمن بيوتهن ولم يخرجن‬
‫فيخالفن كالم اإلمام عليه السالم‪ ،‬وإن كانت المدن التي يسكنّها غير آمنة فال بأس بالذهاب لمكان‬
‫آمن بشرط عدم الخروج والكشف عن النفس أمام المأل ليعرف بذلك العدو هويتهن الشيعية مع‬
‫ضرورة ممارسة التقية الشديدة في تلكم الظروف الحرجة! عل ًما أن الحديث لم يذكر أن النساء لن‬
‫يقتلهن السفياني أو جيشه بل ما تذكره أن همة الملعون في الدرجة األولى هو الرجال إذ سيقتلهم‬
‫أينما وجدهم بينما النساء فكما هو معروف في سيرة الشياطين أنهم يأسرونهن ويستبيحونهن وهذا ما‬
‫موجود على طول الخط وهو ما ذكره الباري في محكم كتابه الكريم‪َ ( :‬وإِذ أَ َ‬
‫نجينَا ُكم ِمن آ ِل فِرعَونَ‬
‫ب يُقَتِّلُونَ أَبنَا َء ُكم َويَستَحيُونَ نِ َسا َء ُكم َوفِي َذلِ ُكم بَ َال ٌء ِمن َربِّ ُكم ع ِ‬
‫َظي ٌم )‬ ‫يَسُو ُمونَ ُكم سُو َء ال َع َذا ِ‬
‫(األعراف‪ .)۱٤۱ :‬ولكني أعتقد في حالة تغييب الوجوه والفرار من بطش جيش السفياني الملعون‬
‫أمان للعيال إن شاء هللا تعالى ال سيّما عند لزوم البيت وعدم الخروج ومخالفة المعصوم عليه‬ ‫ٌ‬
‫السالم‪ ،‬وال ننسى أن اليماني والخراساني سيأتون بجيوشهم الجرارة لدحر جيش السفياني في الكوفة‬
‫المقدسة وسيبقون فيها حتى قدوم اإلمام المهدي عليه السالم إلى العراق‪ ،‬ويمكن االلتحاق بركب‬
‫اليماني حينما يقدم وقد تقدمت الرواية في ذلك‪ ،‬وال بُ َّد من تشخيص اليماني بشكل صحيح أي‬
‫معرفته أنه هو هذا اليماني المقصود في الروايات الشريفة لكي يلتحق المؤمن بركبه‪ ،‬فهنالك أمر في‬
‫الروايات المتقدمة بنصرته إذ يقول المعصوم عليه السالم‪ :‬إذا خرج اليماني فانهض إليه!‬

‫‪ -۹‬ستستمر فتنة السفياني لمدة تسعة أشهر وهي حمل امرأة‪ ،‬وفي روايات أخرى أن فترة حكمه‬
‫خمسة عشر شهرًا‪ ،‬ستة أشهر قتال‪ ،‬وتسعة أشهر يحكم فيها‪ ،‬حتى يقتله صاحب الزمان عليه‬
‫السالم‪.‬‬

‫هذه ملخصات موجزة لما في الرواية الشريفة‪ ،‬والذي يتدبر مليًّا سيعرف عدة أمور أخرى ال تخفى‬
‫على حاذق الفهم‪ ،‬لبيب الفكر‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬اَل ُّس ْفيَانِ ُّي الَ بُ َّد ِم ْنهُ َوال يَ ْخ ُر ُج إِالَّ فِي َر َجب‪ ،‬فَقَا َل لَهُ َر ُج ٌل‪:‬‬
‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫هللا إِ َذا َخ َر َج فَ َما َحالُنَا؟ قَا َل‪ :‬إِ َذا َكانَ َذلِكَ فَإِلَ ْينَا‪.‬‬ ‫يَا أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬

‫‪35‬‬
‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۰۲‬‬

‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬


‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َذا َخ َر َج اَل ُّس ْفيَانِ ُّي‬ ‫س ْب ِن أَ ِبي يَ ْعفُور(الكوفي) قَا َل َس ِمع ُ‬ ‫� ع َْن يُونُ َ‬
‫صعْب َو َذلُول‪.‬‬ ‫ك فَأْتُونَا َعلَى ُك ِّل َ‬ ‫ث َجيْشا ً إِلَ ْينَا َو َجيْشا ً إِلَ ْي ُك ْم فَإ ِ َذا َكانَ َك َذلِ َ‬
‫يَ ْب َع ُ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۰٦‬‬

‫ََ في الحديثين نكتة دقيقة جدًا وهي عندما يخرج السفياني ينبغي على الشيعي أن يذهب ألهل البيت‬
‫عليهم السالم! والتعبير في الحديث بإلينا أي تعالوا إلى مكة فهنالك مجمع المنتظرين‪ ،‬وهنالك‬
‫االنطالقة األولى لدولة العدل اإللهي‪ ،‬وهنالك ستتم البيعة‪ ،‬وهنالك سنرى وجه هللا ونوره األقدس‪،‬‬
‫فعندما يكون الذهاب لمكة المكرمة متاحًا للمنتظرين يجب عليهم التوجه إليها لنصرة إمامهم‪ ،‬أما في‬
‫حالة عدم القدرة على ذلك لوجود الموانع كغلق الحدود والمطاردة من قبل الشياطين وجنودهم فهنا‬
‫يجب على المنتظرين تغييب وجوههم وممارسة التقية الشديدة‪.‬‬

‫ك‬ ‫هللاِ َوحْ َدهُ الَ َش ِري َ‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬


‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَقُو ُل‪َ :‬علَ ْي ُك ْم بِتَ ْق َوى َ َّ‬ ‫يص ْب ِن اَ ْلقَا ِس ِم قَا َل َس ِمع ُ‬ ‫� ع َْن ِع ِ‬
‫ون لَهُ اَ ْل َغنَ ُم فِيهَا اَلرَّا ِعي فَإ ِ َذا َو َج َد َر ُجالً هُ َو أَ ْعلَ ُم ِب َغنَ ِم ِه ِمنَ‬ ‫هللاِ إِ َّن اَل َّرج َُل لَيَ ُك ُ‬ ‫لَهُ َوا ُ ْنظُرُوا ِألَ ْنفُ ِس ُك ْم فَ َو َ َّ‬
‫ت‬ ‫هللا لَوْ َكانَ ْ‬ ‫ك اَل َّرج ُِل اَلَّ ِذي هُ َو أَ ْعلَ ُم بِ َغنَ ِم ِه ِمنَ اَلَّ ِذي َكانَ فِيهَا َو َ َّ ِ‬ ‫اَلَّ ِذي هُ َو فِيهَا ي ُْخ ِر ُجهُ َويَ ِجي ُء بِ َذلِ َ‬
‫ت اَ ْألُ ْخ َرى بَاقِيَةً فَ َع ِم َل َعلَى َما قَ ِد اِ ْستَبَانَ لَهَا َولَ ِك ْن لَه ُ‬ ‫ِألَ َح ِد ُك ْم نَ ْف َسا ِن يُقَا ِت ُل بِ َوا ِحدَة يُ َجرِّبُ بِهَا ثُ َّم َكانَ ِ‬
‫ت اَلتَّوْ بَةُ فَأ َ ْنتُ ْم أَ َح ُّق أَ ْن تَ ْختَارُوا ِألَ ْنفُ ِس ُك ْم إِ ْن أَتَا ُك ْم آت ِمنَّا فَا ْنظُرُوا‬ ‫هللا َذهَبَ ِ‬ ‫ت فَقَ ْد َو َ َّ ِ‬ ‫نَ ْفسٌ َوا ِح َدةٌ إِ َذا َذهَبَ ْ‬
‫ص ُدوقا ً َولَ ْم يَ ْد ُع ُك ْم إِلَى نَ ْف ِس ِه‬ ‫ي َش ْيء تَ ْخ ُرجُونَ ؟ َوالَ تَقُولُوا َخ َر َج َز ْي ٌد فَإ ِ َّن َزيْداً َكانَ عَالِما ً َو َكانَ َ‬ ‫َعلَى أَ ِّ‬
‫ضا ِم ْن آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم اَل َّسالَ ُم َولَوْ ظَهَ َر لَ َوفَى ِب َما َدعَا ُك ْم إِلَ ْي ِه إِنَّ َما َخ َر َج إِلَى‬ ‫إِنَّ َما َدعَا ُك ْم إِلَى اَل ِّر َ‬
‫ضا ِم ْن آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم‬ ‫ي َش ْيء يَ ْد ُعو ُك ْم إِلَى اَل ِّر َ‬ ‫ار ُج ِمنَّا اَ ْليَوْ َم إِلَى أَ ِّ‬ ‫ضهُ فَ ْال َخ ِ‬ ‫س ُْلطَان ُمجْ تَ ِمع لِيَ ْنقُ َ‬
‫ات‬ ‫ت اَلرَّايَ ُ‬ ‫ْس َم َعهُ أَ َح ٌد َوهُ َو إِ َذا َكانَ ِ‬ ‫صينَا اَ ْليَوْ َم َولَي َ‬
‫ضى بِ ِه َوهُ َو يَ ْع ِ‬ ‫اَل َّسالَ ُم؟ فَنَحْ ُن نُ ْش ِه ُد ُك ْم أَنَّا لَ ْسنَا نَرْ َ‬
‫صا ِحبُ ُك ْم إِالَّ َم ِن اِجْ تَ َمعُوا‬ ‫هللا َما َ‬ ‫اط َمةَ َم َعهُ فَ َو َ َّ ِ‬
‫ت بَنُو فَ ِ‬ ‫َواَ ْألَ ْل ِويَةُ أَجْ َد ُر أَ ْن الَ يَ ْس َم َع ِمنَّا إِالَّ َم َع َم ِن اِجْ تَ َم َع ْ‬
‫ض ْي َر َوإِ ْن‬ ‫هللاِ َع َّز َو َج َّل َوإِ ْن أَحْ بَ ْبتُ ْم أَ ْن تَتَأ َ َّخرُوا إِلَى َش ْعبَانَ فَالَ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه إِ َذا َكانَ َر َجبٌ فَأ َ ْقبِلُوا َعلَى اِس ِْم َ َّ‬
‫ك أَ ْن يَ ُكونَ أَ ْق َوى لَ ُك ْم َو َكفَا ُك ْم بِال ُّس ْفيَانِ ِّي َعالَ َمةً‪.‬‬ ‫أَحْ بَ ْبتُ ْم أَ ْن تَصُو ُموا فِي أَهَالِي ُك ْم فَلَ َع َّل َذلِ َ‬

‫📗 الکافي‪/‬ج‪/۸‬ص‪.۲٦٤‬‬

‫كذلك في هذه الرواية عدة نكات مهمة وخطرة نشير إليها بشكل موجز‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -۱‬أمر أهل البيت عليهم السالم الدائم بتقوى هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ -۲‬عدم زج النفس في الهالك‪ ،‬فهي نفس واحدة‪ ،‬فال بُ َّد أن يحافظ عليها المؤمن لينصر بها إمام‬
‫زمانه‪.‬‬
‫‪ -۳‬بطالن وضالل جميع الحركات والرايات التي تُرفع قبل قيام القائم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ -٤‬عدم جواز اتباع الحركات الحادثة والخارجة في زمن الغيبة الطويلة او الكبرى حتى وإن كانت‬
‫تحمل عناوين وشعارات باسم أهل البيت عليهم السالم‪.‬‬
‫‪ -٥‬جميع الجهات التي تخرج باسم أهل البيت عليهم السالم هي عاصية لهم‪ ،‬وغير راضين عنها‪،‬‬
‫وتخالف أوامرهم الشريفة‪ ،‬فهي على ضالل وفي ضالل‪.‬‬
‫‪ -٦‬االجتماع فقط على من يجتمع عليه بنو فاطمة وهو صاحب الزمان عليه السالم وميعاده في مكة‬
‫المكرمة‪.‬‬
‫‪ -۷‬عندما يخرج السفياني الملعون فالشيعي مخيّر إما يُقبل على اسم هللا تعالى أي صاحب الزمان‬
‫عليه السالم إذ سيظهر في مكة المكرمة‪ ،‬أو ينتظر لشهر شعبان‪ ،‬أو يبقى لما بعد شهر رمضان‬
‫فيصوم عند أهله وبعد ذلك يلتحق بركب المنتظرين وهو ما يرجوه اإلمام عليه السالم فهو أقوى‬
‫للبدن وأنفع للمنتظرين‪.‬‬

‫� وع َْن أَبِي َخالِد اَ ْل َكابُلِ ِّي ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬كأَنِّي بِقَوْ م قَ ْد َخ َرجُوا بِ ْال َم ْش ِر ِ‬
‫ق‬
‫ضعُوا ُسيُوفَهُ ْم َعلَى َع َواتِقِ ِه ْم‬ ‫ك َو َ‬ ‫طوْ نَهُ فَإ ِ َذا َرأَوْ ا َذلِ َ‬
‫طلُبُونَهُ فَالَ يُ ْع َ‬ ‫طوْ نَهُ ثُ َّم يَ ْ‬
‫ق فَالَ يُ ْع َ‬ ‫طلُبُونَ اَ ْل َح َّ‬‫يَ ْ‬
‫صا ِح ِب ُك ْم قَ ْتالَهُ ْم ُشهَدَا ُء أَ َما إِنِّي لَوْ‬
‫طوْ نَ َما َسأَلُوهُ فَالَ يَ ْقبَلُونَهُ َحتَّى يَقُو ُموا َوالَ َي ْدفَعُونَهَا إِالَّ إِلَى َ‬ ‫فَيُ ْع َ‬
‫ب هَ َذا اَ ْألَ ْمر‪.‬‬
‫صا ِح ِ‬‫ْت نَ ْف ِسي لِ َ‬ ‫ك الَ ْستَ ْبقَي ُ‬ ‫ت َذلِ َ‬‫أَ ْد َر ْك ُ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲۷۳‬‬

‫وفي هذه الرواية نكتة دقيقة جدًا‪ ،‬فج َّو الرواية يُشعر بأن هؤالء القوم الذين سيحملون السيوف على‬
‫عواتقهم سيأتون من المشرق‪ ،‬وهذا يذكرنا براية الخراساني الذي سيأتي من المشرق‪ ،‬فإذا قلنا أن‬
‫هؤالء القوم هم أصحاب الخراساني وأنصاره فهذا يعني األفضل واألسلم عدم االنخراط في‬
‫صفوفهم رغم أن قتالهم شهداء بتصريح الرواية المتقدمة وربما يكونوا شهداء ألنهم موالون‬
‫مستضعفون ال يريدون غير حقهم ونيتهم سليمة في المطالبة بحقوقهم‪ ،‬ولكن اإلمام الباقر عليه‬
‫السالم فضّل البقاء والحفاظ على النفس لنصرة القائم عليه السالم‪ ،‬أما إذا قلنا بأن هؤالء القوم غير‬

‫‪37‬‬
‫الخراساني أي هم شيعة مستضعفون يطلبون حقوقهم فال يعطونها حتى يحملوا السيوف على‬
‫عواتقهم فيعطون حقوقهم ويبقون على هذه الحالة حتى يسلموا الراية لصاحب الزمان عجل هللا‬
‫تعالى فرجهُ الشريف‪ .‬فنترك فهم المطلب للقارئ اللبيب إذ تكفيه إشارة اإلمام من أنه لو أدرك هذا‬
‫األمر الستبقى نفسه لصاحب الزمان عليه السالم‪ ،‬لذلك فالتكليف الشرعي حينها هو األستبقاء على‬
‫النفس والحفاظ عليها من أجل نصرة اإلمام المهدي عليه السالم‪.‬‬

‫هذه مجموعة من التكاليف البينة والواضحة في عموم الروايات الشريفة‪ ،‬وإن كانت تحتا ُج تفصيالً‬
‫أكثر وتوضيحًا أعمق‪ ،‬ولكن المقام كما قلنا مقام إيجاز والبحث مقتضب وهو إشارات سريعة‬
‫لمضامين عشرات األحاديث الشريفة‪،‬‬
‫نسأل هللا أن يعجّل الفرج ويسهل المخرج لسيدنا وموالنا صاحب الزمان عليه السالم‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫آثار الدولة المهدوية‬

‫يُعد التغيير في المجتمعات البشرية من األهداف والغايات التي تسعى إليها ُمختلف القوى في دول‬
‫االستكبار العالمي! والتغيير ليس نحو األفضل كما يُفهم من هذا المصطلح بل التغيير نحو األسوء!‬
‫وقد يستغرب البعضُ من هذا الكالم ولكنها الحقيقة الحقة التي ال يُنكرها أدنى مطلع على واقع‬
‫المجتمع العالمي وما يدور في كواليس المؤامرات والمخططات ال ُمعدة لذلك‪ ،‬حتى أصبح السيناريو‬
‫كامالً وجاه ًزا ودخل حيز التنفي ُذ من ُذ أمد بعيد وها نحن اليوم نرى نتائجه وآثاره البيّنة الواضحة‬
‫كالشمس في رابعة النهار! فالشذوذ الجنسي على سبيل المثال وضع السيناريو الخاص به منذ عقود‬
‫وبدأت الخطة بتنفيذه وفي السنوات األخيرة المنصرمة رأينا نتائجه ف ُشرِّعت القوانين ووضعت‬
‫القواعد والضوابط الخاص بهذه الفئة الشاذة عن الفطرة اإلنسانية حتى أصبحت جنسًا مستقالً كما‬
‫يزعمون‪ ،‬له حقوق يُطالب بها رؤوساء الدول وقادة وحكام سفهاء شياطين!‬

‫ساس هدف معين وغاية واضحة وصريحة! فلو‬ ‫ِ‬ ‫إن قيام أي حركة في أي بقعة من العالم يكون على أ‬ ‫َّ‬
‫نظرنا مثالً للفكر الماسوني المسيطر على العالم لوجدناه يهدف إلى قيادة العالم بأسره من خالل‬
‫توحيده بقيادة واحدة تأخذ بزمام ذلك وتتفرّد بالسلطة والهيمنة والسيطرة على الجميع بال استثنا ِء أي‬
‫أحد‪ ،‬وهذا الفك ُر لم يأتي من فراغ إنما هو إمتداد لجذور عقائدية وتاريخية موغلة في القدم‪ ،‬فاليهود‬
‫أدق مفاصل الحياة فهم من يمتلكون أكبر المؤسسات اإلعالمية‬ ‫في وقتنا الحاضر يسيطرون على ِ‬
‫والتجارية واإلقتصادية والعلمية والتقنية والطبية وغيرها‪ ،‬وهم أصحاب رؤوس األموال الطائلة‬
‫المهيمنة على الجميع‪ ،‬فبيدهم حجر الطاولة إذا صح التعبير‪ ،‬فيسقطون دول وينشؤون أخرى‪،‬‬
‫يقتلون ويسفكون الدماء‪ ،‬يصادرون الثروات وينهبونها في وضح النهار وليس أمام أصحابها سوى‬
‫الخضوع والخنوع والتسليم والطاعة العمياء!! فهم يعتقدون بأنهم الشعب الذي أختاره وفضله هللا‬
‫على الجميع! لذلك فإن قيام أي حركة ُ‬
‫تقف بالض ِّد منهم ستقمع وستقتل وستصفى جسديًا فال يبقى لها‬
‫من باقية وهذا الكالم ليس تهويالً إعالميًا وتخويفًا عاطفيًا إنما هو حقايق موجودة على أرض الواقع‬
‫وبعضها يجري في الكواليس من دون أن ينتبه عليها عامة الناس إنما يعرفه من يبحث ويدقق فيقرأ‬
‫الساحة العالمية بعين البصيرة الثقابة‪.‬‬

‫يُعد المشروع المهدوي األر ُ‬


‫ق الذي يُسيطر على عقول اليهود وجميع قوى اإلستكبار العالمي‪ ،‬فهو‬
‫ع السماوي األوحد الذي سي ُ‬
‫ُهيمن على جميع األرض فيوحد العالم بقيادة إلهية واحدة تأخذ‬ ‫المشرو ُ‬
‫على عاتقها إدارة البالد‪ ،‬وتقسيم الحقوق بالعدل بين العباد‪ ،‬ونشر األمان والسالم‪ ،‬ورفع راية‬

‫‪39‬‬
‫ُ‬
‫فسيف ذو الفقار متعطشٌ إلرضاء‬ ‫التوحيد في أفق السماء فال يُعبد حينها غير هللا تعالى‪ ،‬ومن أبى‬
‫الحق تعالى!‬

‫َّ‬
‫إن قيام دولة العدل اإللهي سيُرتب آثارًا كبيرة وكثيرة على جميع المستويات إذ ستأتي لتكتسح جميع‬
‫القوى المتواجدة في هذه المعمورة! فال تبقي لهم من باقية حتى يدخل العدل جوف بيوتهم رغم‬
‫أنوفهم! ألن األرض ستص ُل لحالة يُرثى لها حتى تمرض من كثرة الفساد واإلفساد والتالعب‬
‫بطبيعتها! فال يبقى حل إالَّ ظهور المنقذ العالمي الذي سيقلب الطاولة على إبليس وأعوانه شياطين‬
‫اإلنس والجن! ويمكن أن نتلمس هذه اآلثار والنتايج التي ستظهر جليةً واضحةً لنا من خالل التدبر‬
‫في نصوص األحاديث المهدوية‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن قَائِ َمنَا إِ َذا قَا َم اِ ْستَ ْقبَ َل ِم ْن َج ْه ِل‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬‫ض ْي ِل ْب ِن يَ َسار قَا َل َس ِمع ُ‬ ‫� َع ِن اَ ْلفُ َ‬
‫ت‪َ :‬و َك ْيفَ َذاكَ؟ قَا َل‪ :‬إِ َّن‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه ِم ْن ُجهَّا ِل اَ ْل َجا ِهلِيَّ ِة‪ ،‬قُ ْل ُ‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫اس أَ َش َّد ِم َّما اِ ْستَ ْقبَلَهُ َرسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫اَلنَّ ِ‬
‫ب‬ ‫ور َواَ ْل ِعيدَانَ َواَ ْل ُخ ُش َ‬ ‫اس َوهُ ْم يَ ْعبُ ُدونَ اَ ْل ِح َجا َرةَ َواَلصُّ ُخ َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه أَتَى اَلنَّ َ‬‫صلَّى َ َّ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ُول َ َّ‬
‫َرس َ‬
‫هللاِ يَحْ تَجُّ َعلَ ْي ِه بِ ِه ثُ َّم قَا َل أَ َما َو َ َّ ِ‬
‫هللا‬ ‫اب َ َّ‬ ‫اس َو ُكلُّهُ ْم َيتَأ َ َّو ُل َعلَ ْي ِه ِكتَ َ‬ ‫اَ ْل َم ْنحُوتَةَ َوإِ َّن قَائِ َمنَا إِ َذا قَا َم أَتَى اَلنَّ َ‬
‫لَيَ ْد ُخلَ َّن َعلَ ْي ِه ْم َع ْدلُهُ َجوْ فَ بُيُوتِ ِه ْم َك َما يَ ْد ُخ ُل اَ ْل َحرُّ َواَ ْلقُرُّ ‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲۹٦‬‬

‫ومن خالل هذه الرواية يمكن أن نضع تسلسل لألثار التي ستظهر بعد الظهور وقيام الدولة المهدوية‬
‫العالمية‪.‬‬

‫‪ -۱‬نهاية الجور ودولة الباطل‪:‬‬


‫إن قيام الدولة المهدوية سيُطيح بجميع األنظمة والقوانين الوضعية المعمول بها في مختلف أرجاء‬
‫العالم‪ ،‬مما يدفع قوى اإلستكبار العالمي لخوض حرب ضروس مع صاحب الزمان عليه السالم‬
‫بقيادة وكيلهم األقذر السفياني لعنة هللا عليه‪ ،‬والمنتصر األوحد الذي سيخرج من هذه الحرب هو‬
‫الحق الحقيق وجه هللا المضيئ ونوره األقدس الحجة بن الحسن المهدي عليه السالم وجيشه الجرار‬
‫من مختلف المخلوقات المؤمنة‪ ،‬وبما أن دولة‬

‫‪40‬‬
‫العدل اإللهي ستأخذ على عاتقها تطهير األرض من جميع الفيروسات الفكرية والجراثيم الوضعية‬
‫ت فعل كبيرة من قبل شياطين اإلنس إذ سيُهدد ذلك مصالحها وأمنها وما‬ ‫فإن ذلك سيؤدي إلى ردا ِ‬
‫تمتلكه من رؤوس أموال وسلطة وقوة عسكرية وغيرها‪ ،‬ولكن مهما كانت ردة الفعل أو ردات‬
‫باعتبار العالم فيه عدة قوى متصارعة في ما بينها فإن اإلمام سيقضي عليها لكي تصفو األجواء‬
‫وتخلو الساحة أمام قيام الحق ونشر العدل وهيمنته على الوجود بأسره‪ ،‬حتى يُعبد هللا تعالى في ُك ِّل‬
‫بقعة من األرض! وهذا من اآلثار األولية التي سينجلي الغبار عنها ويُزاح ستارها في بدايات‬
‫الظهور الشريف‪.‬‬

‫� ف َع ْن َع ْب ِد اَ ْألَ ْعلَى اَ ْل َجبَلِ ِّي [اَ ْل َحلَبِ ِّي] قَا َل‪ :‬قَا َل أَبُو َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ ...:‬والَ َت ْبقَى أَرْ ضٌ إِالَّ نُو ِد َ‬
‫ي‬
‫هللاِ‪َ ،‬وهُ َو قَوْ لُهُ‪َ « :‬ولَهُ أَ ْسلَ َم َم ْن ِفي‬
‫هللاُ َوحْ َدهُ الَ َش ِريكَ لَهُ َوأَ َّن ُم َح َّمداً َرسُو ُل َ َّ‬ ‫فِيهَا َشهَا َدةُ أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ َ َّ‬
‫طوْ عا ً َو َكرْ ها ً َوإِلَ ْي ِه يُرْ َجعُونَ »‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫ت َواَ ْألَرْ ِ‬ ‫اَلسَّمّٰ ّٰاوا ِ‬

‫📗 التفسير (للعياشي)ج‪/۲‬ص‪.٥٦‬‬

‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬هُ َو اَلَّ ِذي أَرْ َس َل َرسُولَهُ بِ ْاله ّٰ‬
‫ُدى‬ ‫� وع َْن َعبَايَةَ ْب ِن ِر ْب ِع ٍّي أَنَّهُ َس ِم َع أَ ِم َ‬
‫ك بَ ْع َد َكالَّ َواَلَّ ِذي نَ ْف ِسي بِيَ ِد ِه َحتَّى الَ‬ ‫ُظ ِه َرهُ َعلَى اَلدِّي ِن ُكلِّ ِه َولَوْ َك ِرهَ اَ ْل ُم ْش ِر ُكونَ أَ َ‬
‫ظهَ َر َذلِ َ‬ ‫ق لِي ْ‬ ‫ين اَ ْل َح ِّ‬
‫َو ِد ِ‬
‫هللاُ َوأَ َّن ُم َح َّمداً َرسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ بُ ْك َرةً َو َع ِشيّا ً‪.‬‬ ‫ي ِفي َها بِ َشهَا َد ِة أَ ْن الَ إِلَهَ إِالَّ َ َّ‬ ‫يَ ْبقَى قَرْ يَةٌ إِالَّ َونُو ِد َ‬

‫📗 تأويل اآليات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٦٦۳‬‬

‫فلك أن تتصور توحد العالم بقيادة إلهية واحدة وبدين واحد! فالجميع يعبد هللا تعالى بالدين اإلسالمي‬
‫الحنيف‪ ،‬وال مخالف لهم في ذلك إالَّ من شذ وندر من الفرق أو الديانات األخرى الذين سيؤمنون‬
‫الحقًا‪ ،‬ولكن بشكل عام فإن الناس سيؤمنون فيدخلون اإلسالم‪ ،‬ولك أن تتصور ردات الفعل التي‬
‫سيالقيها اإلمام نتيجة دعوته لهذا األمر‪ ،‬ونتيجة مطالبته بحقه فاألرض ومن عليها هي ملكه مل ًكا‬
‫صرفًا ال يجوز ألحد ان يتصرف بها من دون إذنه‪ ،‬ولم يبحها إالَّ لشيعته! كما أن اإلمام عليه السالم‬
‫سيقضي على الشر وسيُزهق الباطل وسيقتل إبليس وينشر األمن واألمان!‬

‫يس َو ْقتا ً‬
‫هللاِ تَ َعالَى إِ ْبلِ َ‬ ‫ق ْب ِن َع َّمار قَا َل‪َ :‬سأ َ ْلتُهُ يَ ْع ِني َز ْينَ اَ ْل َعابِ ِدينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ع َْن إِ ْنظَ ِ‬
‫ار َ َّ‬ ‫� فعن إِ ْس َحا َ‬
‫ت اَ ْل َم ْعلُو ُم يَوْ ُم‬
‫وم) قَا َل‪ :‬اَ ْل َو ْق ُ‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫لى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬‫َم ْعلُوما ً َذ َك َرهُ فِي ِكتَابِ ِه‪ ( :‬قَا َل فَإِنَّكَ ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ إِ ّٰ‬
‫هللاُ َكانَ فِي َم ْس ِج ِد اَ ْل ُكوفَ ِة َو َجا َء إِ ْبلِيسُ َحتَّى يَجْ ثُو َعلَى ُر ْكبَتَ ْي ِه فَيَقُو ُل‪ :‬يَا‬ ‫قِيَ ِام اَ ْلقَائِ ِم فَإ ِ َذا بَ َعثَهُ َ َّ‬
‫وم ُم ْنتَهَى أَ َجلِ ِه‪.‬‬‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫ك يَوْ ُم اَ ْل َو ْق ِ‬
‫ص َيتِ ِه فَيَضْ ِربُ ُعنُقَهُ فَ َذلِ َ‬ ‫َو ْيالَ ْه ِم ْن هَ َذا اَ ْل َيوْ ِم فَيَأْ ُخ ُذ بِنَا ِ‬

‫‪41‬‬
‫📗منتخب األنوار المضيّة‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲۰۳‬‬

‫يس‪:‬‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ع َْن قَوْ ِل إِ ْبلِ َ‬ ‫ت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬ ‫ق ب ِْن َع َّمار قَا َل‪َ :‬سأ َ ْل ُ‬ ‫ب ب ِْن َج ِميع َموْ لَى إِ ْس َحا َ‬ ‫� وع َْن َو ْه ِ‬
‫وم» قَا َل لَهُ َو ْهبٌ ‪:‬‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫لى َيوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬ ‫ال فَإِنَّكَ ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ إِ ّٰ‬ ‫لى يَوْ ِم يُ ْب َعثُونَ ّٰق َ‬ ‫« َربِّ فَأ َ ْن ِظرْ ِني إِ ّٰ‬
‫ظ َرهُ إِلَى يَوْ ِم‬ ‫هللا أَ ْن َ‬
‫اس؟! إِ َّن َ َّ َ‬ ‫هللاُ فِي ِه اَلنَّ َ‬ ‫ث َ َّ‬ ‫ت فِدَاكَ أَيُّ يَوْ م هُ َو؟ قَا َل‪ :‬يَا َو ْهبُ أَتَحْ َسبُ أَنَّهُ يَوْ َم يَ ْب َع ُ‬ ‫ُج ِع ْل ُ‬
‫هللاُ قَائِ َمنَا َكانَ فِي َم ْس ِج ِد اَ ْل ُكوفَ ِة َو َجا َء إِ ْبلِيسُ َحتَّى يَجْ ثُو بَ ْينَ يَ َد ْي ِه َعلَى‬ ‫ث َ َّ‬‫ث فِي ِه قَائِ ُمنَا فَإ ِ َذا بَ َع َ‬ ‫يُ ْب َع ُ‬
‫ت اَ ْل َم ْعلُو ُم‪.‬‬
‫ك اَ ْليَوْ ُم هُ َو اَ ْل َو ْق ُ‬‫صيَتِ ِه فَيَضْ ِربُ ُعنُقَهُ فَ َذلِ َ‬ ‫ُر ْكبَتَ ْي ِه فَيَقُو ُل‪ :‬يَا َو ْيلَهُ ِم ْن هَ َذا اَ ْليَوْ ِم فَيَأْ ُخ ُذ ِبنَا ِ‬

‫📗التفسير (للعياشي)ج‪/۲‬ص‪.۲٤۲‬‬

‫فالحظ وتدبر في هذين الخبرين كيف سيقضي اإلمام عليه السالم على الش ِّر الكامل المتمثل بإبليس‬
‫لعنه هللا تعالى‪ ،‬فال يُبقي له من باقية‪ ،‬تدبر معي في النص التالي فهو يُعطينا تصور أكبر عن‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫يس‬‫ُف إِ ْد ِر َ‬ ‫صح ِ‬ ‫ت فِي ُ‬ ‫ب َس ْع ِد اَل ُّسعُو ِد‪ :‬أَنِّي َو َج ْد ُ‬ ‫هللاُ رُو َحهُ فِي ِكتَا ِ‬ ‫س َ َّ‬ ‫طا ُوس قَ َّد َ‬ ‫� يقول اَل َّسيِّ ُد اِب ُْن َ‬
‫لى يَوْ ِم يُ ْب َعثُونَ قَا َل الَ‬ ‫هللا لَهُ ّٰقا َل َربِّ فَأ َ ْن ِظرْ نِي إِ ّٰ‬ ‫ب َ َّ ِ‬
‫يس َو َج َوا ِ‬ ‫اَلنَّبِ ِّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ِع ْن َد ِذ ْك ِر ُس َؤا ِل إِ ْبلِ َ‬
‫ك اَ ْليَوْ َم‬‫ض َذلِ َ‬ ‫ت أَ ْن أُطَهِّ َر اَ ْألَرْ َ‬ ‫ْت َو َحتَ ْم ُ‬ ‫ضي ُ‬ ‫وم فَإِنَّهُ يَوْ ٌم قَ َ‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫لى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬
‫ك ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ إِ ّٰ‬ ‫َولَ ِكنَّ َ‬
‫ان َو َح َشوْ تُهَا‬ ‫ت قُلُو َبهُ ْم لِ ْ ِ‬
‫إلي َم ِ‬ ‫ت ِعبَاداً لِي اِ ْمتَ َح ْن ُ‬ ‫ك اَ ْل َو ْق ِ‬ ‫ْت لِ َذلِ َ‬ ‫صي َواِ ْنتَ َخب ُ‬ ‫ك َواَ ْل َم َعا ِ‬ ‫ِمنَ اَ ْل ُك ْف ِر َواَل ِّشرْ ِ‬
‫لز ْه ِد فِي‬ ‫ار َواَلتُّقَى َواَ ُّ‬ ‫صب ِْر َواَ ْل َوقَ ِ‬ ‫ق َواَ ْل ِح ْل ِم َواَل َّ‬
‫ص ْد ِ‬ ‫وع َواَل ِّ‬ ‫ص َواَ ْليَقِي ِن َواَلتَّ ْق َوى َواَ ْل ُخ ُش ِ‬ ‫ع َواَ ْ ِإل ْخالَ ِ‬ ‫بِ ْال َو َر ِ‬
‫ض َوأ ُ َم ِّك ُن لَهُ ْم ِدينَهُ ُم‬ ‫س َواَ ْلقَ َم ِر َوأَ ْستَ ْخلِفُهُ ْم فِي اَ ْألَرْ ِ‬ ‫اَل ُّد ْنيَا َواَل َّر ْغبَ ِة فِي َما ِع ْن ِدي َوأَجْ َعلُهُ ْم ُدعَاةَ اَل َّش ْم ِ‬
‫َّالةَ لِ َو ْقتِهَا َوي ُْؤتُونَ اَل َّز ّٰكاةَ ِل ِحينِ َها‬ ‫ض ْيتُهُ لَهُ ْم ثُ َّم َي ْعبُ ُدونَ ِني ّٰال يُ ْش ِر ُكونَ بِي َشيْئا ً يُقِي ُمونَ اَلص ّٰ‬ ‫اَلَّ ِذي اِرْ تَ َ‬
‫ض فَالَ يَضُرُّ َش ْي ٌء‬ ‫ان اَ ْألَ َمانَةَ َعلَى اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ك اَل َّز َم ِ‬ ‫ُوف َويَ ْنهَوْ نَ ع َِن اَ ْل ُم ْن َك ِر َوأ ُ ْلقِي فِي تِ ْل َ‬ ‫َويَأْ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ع‬‫ضهُ ْم بَعْضا ً َوأ ُ ْن ِز ُ‬ ‫اس فَالَ ي ُْؤ ِذي بَ ْع ُ‬ ‫ون اَ ْلهَ َوا ُّم َواَ ْل َم َوا ِشي بَ ْينَ اَلنَّ ِ‬ ‫اف َش ْي ٌء ِم ْن َش ْيء ثُ َّم تَ ُك ُ‬ ‫َشيْئا ً َوالَ يَ َخ ُ‬
‫ُح َمةَ ُك ِّل ِذي ُح َمة ِمنَ اَ ْلهَ َوا ِّم َو َغي ِْرهَا َوأ ُ ْذ ِهبُ َس َّم‬

‫ُ‬
‫ارهَا‬ ‫ض َوتَ ْزهَ ُر اَ ْألَرْ ضُ بِ ُح ْس ِن نَبَاتِهَا َوتُ ْخ ِر ُج ُك َّل ثِ َم ِ‬ ‫ُكلِّ َما يَ ْل َد ُغ َوأ ْن ِز ُل بَ َر َكات ِمنَ اَل َّس َما ِء َواَ ْألَرْ ِ‬
‫َوأَ ْن َوا َع ِطيبِهَا َوأ ُ ْلقِي اَلر َّْأفَةَ َواَلرَّحْ َمةَ بَ ْينَهُ ْم فَيَتَ َوا َسوْ نَ َويَ ْقتَ ِس ُمونَ بِالس َِّويَّ ِة فَيَ ْستَ ْغنِي اَ ْلفَقِي ُر َوالَ يَ ْعلُو‬
‫ق َوبِ ِه َي ْع ِدلُونَ َو َيحْ ُك ُمونَ‬ ‫ص ِغي ُر اَ ْل َك ِبي َر َويَ ِدينُونَ بِ ْال َح ِّ‬ ‫ضهُ ْم َبعْضا ً َويَرْ َح ُم اَ ْل َك ِبي ُر اَل َّ‬
‫ص ِغي َر َويُ َوقِّ ُر اَل َّ‬ ‫بَ ْع ُ‬
‫ت لَهُ ْم نَبِيّا ً ُمصْ طَفًى َوأَ ِمينا ً ُمرْ تَضًى فَ َج َع ْلتُهُ لَهُ ْم نَبِيّا ً َو َرسُوالً َو َج َع ْلتُهُ ْم لَهُ أَوْ لِيَا َء‬ ‫ك أَوْ لِيَائِي اِ ْختَرْ ُ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫ت َح َج ْبتُهُ فِي ِع ْل ِم َغ ْيبِي َوالَ بُ َّد‬ ‫ك َو ْق ٌ‬‫ضى َذلِ َ‬ ‫صاراً تِ ْلكَ أ ُ َّمةٌ اِ ْختَرْ تُهَا لِنَ ِبي َِّي اَ ْل ُمصْ طَفَى َوأَ ِمينِ َي اَ ْل ُمرْ تَ َ‬
‫َوأَ ْن َ‬

‫‪42‬‬
‫أَنَّهُ َواقِ ٌع أُبِي ُدكَ يَوْ َمئِذ َو َخ ْيلَكَ َو َر ِجلَكَ َو ُجنُودَكَ أَجْ َم ِعينَ فَ ْاذهَبْ فَإِنَّكَ ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ `إِ ّٰ‬
‫لى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬
‫ت‬
‫اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫وم‪.‬‬

‫📗 سعد السعود‪/‬ص‪.۳۲‬‬

‫والخب ُر دقي ٌ‬
‫ق وفيه عدة نكات مهمة وخطيرة نشير لبعضها‪:‬‬
‫إن يوم الوقت المعلوم الذي أنظر هللا تعالى إليه إبليس أي جعل عقابه وحسابه إلى ذلك اليوم‪ ،‬هو‬ ‫‪َّ -۱‬‬
‫يوم القائم عليه السالم يوم يخرج فيقيم دولته فيقتل إبليس لعنه هللا‪.‬‬
‫‪ -۲‬يوم القائم عليه السالم هو اليوم الذي اختاره هللا تعالى لتطهير األرض من الشرك والكفر والدنس‬
‫وجميع الخطايا‪.‬‬
‫‪ -۳‬إختار هللا تعالى لذلك اليوم عبادًا صالحين فيهم الخير والبركة‪ ،‬والصالح والتقوى‪ ،‬يرثون‬
‫األرض ويأخذون على عاتقهم إحياءها بعد موتها‪ ،‬وعمارتها ونشر التوحيد الخالص فيها‪.‬‬
‫‪ -٤‬إنتشار األمن واألمان ببركة الحجة عليه السالم وبإذن هللا تعالى حتى ال يخاف أح ٌد من أحد فال‬
‫اإلنسان يخاف الحيوان المفترس وال الحيوان يخاف اإلنسان‪ ،‬فينتشر األمان في جميع العالم بشكل‬
‫كبير جدًا‪.‬‬
‫ُ‬
‫حدوث تغيير وظيفي كبير في الحيوانات حتى تتحول معه المفترسة إلى أليفة‪ ،‬وتخالط الناس في‬ ‫‪-٥‬‬
‫أزقتها ودورها فال تهابها وال تخاف من ضررها! فتصبح الحية بال سم قاتل‪ ،‬وتذهب حمة الحيوان‬
‫المفترس فال يؤذي! فلك أن تتصور األسد وهو يأكل العشب بدالً من اللحم!؟ وسيأتي الكالم عن هذا‬
‫الموضوع بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ -٦‬ظهور بركات األرض المخفية‪ ،‬فتطيب تربتها وتخرج زرعها الطيب‪ ،‬وتعطي األشجار ثمارها‬
‫بشكل وفير جدًا وبكافة أنواعه!‬
‫‪ -۷‬تآلف الناس وانتشار الرحمة في ما بينهم فال يبقى فقي ٌر وال تمييز طبق ٍّي‪ ،‬وال غني على حساب‬
‫فقراء آخرين فال يكون المال دولةً بينهم بل سيوزع بشكل عادل فيُعطى ِل ُك ِّل ذي حق حقه‪ ،‬وال يرتف ُع‬
‫بعضهم على بعض‪ ،‬فيعاملون بشكل متساو في جميع الحقوق والثروات!‬
‫الشرَ المتجسد بإبليس اللعين وسائر أشياعه‪ ،‬فال يبقى جيشٌ وال ناص ٌر‬
‫ِ‬ ‫‪ -۸‬سيُبيد هللا تعالى جميع‬
‫معين إلبليس من الجنِّ واإلنس إالَّ وأباده الحق على أيدي عباده الصالحين!‬
‫ٌ‬ ‫وال‬

‫‪43‬‬
‫هذه مجموعة من النكات الدقيقة التي استخرجتها من الخبر المتقدم‪ ،‬والذي يتدبر مليًّا سيعرف عدة‬
‫أمور دقيقة غير ما ذكرت‪.‬‬

‫إن ما يُستشف من مجموع الروايات الشريفة الخاصة بالغيبة والظهور هو أن قتل إبليس في دولة‬
‫القائم عليه السالم ليس نهائيًا بل سيكون مرحليًا فقط بمعنى أن اإلمام سيقتله فيُعطّل ويشل جميع‬
‫حركاته فال يُبقي له من باقية‪ ،‬ولكن إبليس اللعين سيرجع مرةً أخرى في دولة آل محمد العظمى‬
‫ليقود المعركة الكونية الكبرى بين الخير والشر‪ ،‬وهناك سيُقتل بشكل نهائي على يد رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله!‬

‫ك‬ ‫لى يَوْ ِم يُ ْب َعثُونَ ّٰقا َل فَإِنَّ َ‬


‫ك َو تَ َعالَى «فَأ َ ْن ِظرْ نِي إِ ّٰ‬ ‫هللاِ تَبَا َر َ‬‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬فِي قَوْ ِل َ َّ‬ ‫� ف َع ْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه‬ ‫وم َيوْ ٌم يَ ْذبَ ُحهُ َرسُو ُل َ َّ ِ‬
‫هللا َ‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫وم» قَا َل َيوْ ُم اَ ْل َو ْق ِ‬‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬ ‫لى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬‫ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ إِ ّٰ‬
‫ت اَ ْل َم ْق ِد ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫َوآلِ ِه َعلَى اَلص َّْخ َر ِة اَلَّتِي فِي بَ ْي ِ‬

‫📗 تفسير القمي‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۲٤٥‬‬

‫وفي خبر آخر غير هذا فإن رسول هللا صلى هللا عليه وآله سيطعنه بحربة من نور مما يعني تعدد‬
‫رجعات إبليس اللعين بالتالي كلما رجع كلما قُتِل! وأتركك عزيزي القارئ لتتدبر في النص التالي‬
‫لتغنم منه عل ًما كثيرًا وفقهًا عظي ًما!‬

‫يس قَا َل‪:‬‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن إِ ْبلِ َ‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن َع ْب ِد اَ ْل َك ِر ِيم ْب ِن َع ْمرو اَ ْل َخ ْث َع ِم ِّي‪ ،‬قَا َل‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫وم‪ ،‬فَإ ِ َذا‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫لى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬‫ك ِمنَ اَ ْل ُم ْنظَ ِرينَ ‪ .‬إِ ّٰ‬ ‫ك َعلَ ْي ِه‪ ،‬فَقَا َل‪ :‬فَإِنَّ َ‬ ‫هللاُ َذلِ َ‬ ‫لى يَوْ ِم يُ ْب َعثُونَ فَأَبَى َ َّ‬ ‫أَ ْن ِظرْ ِني إِ ّٰ‬
‫ت‬‫هللاُ آ َد َم إِلَى يَوْ ِم اَ ْل َو ْق ِ‬ ‫ق َ َّ‬‫يع أَ ْشيَا ِع ِه ُم ْن ُذ َخلَ َ‬ ‫هللاُ فِي َج ِم ِ‬ ‫وم ظَهَ َر إِ ْبلِيسُ لَ َعنَهُ َ َّ‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫َكانَ يَوْ ُم اَ ْل َو ْق ِ‬
‫ات؟ قَا َل‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬إِنَّهَا‬ ‫ت‪َ :‬وإِنَّهَا لَ َك َّر ٌ‬ ‫هللا َعلَ ْي ِه‪ .‬فَقُ ْل ُ‬
‫ات َ َّ ِ‬‫صلَ َو ُ‬ ‫وم‪َ ،‬و ِه َي آ ِخ ُر َكرَّة يَ ُكرُّ هَا أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َ‬ ‫اَ ْل َم ْعلُ ِ‬
‫هللاُ َع َّز َو َج َّل‬ ‫َّات‪َ ،‬ما ِم ْن إِ َمام فِي قَرْ ن إِالَّ َو َي ُكرُّ َم َعهُ اَ ْلبَرُّ َواَ ْلفَا ِج ُر فِي َد ْه ِر ِه َحتَّى يُ ِدي َل َ َّ‬ ‫َّات َو َكر ٌ‬ ‫لَ َكر ٌ‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه فِي أَصْ َحابِ ِه‪،‬‬ ‫ات َ َّ‬ ‫صلَ َو ُ‬‫وم َك َّر أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َ‬ ‫ت اَ ْل َم ْعلُ ِ‬‫اَ ْل ُم ْؤ ِمنَ ِمنَ اَ ْل َكافِ ِر‪ .‬فَإ ِ َذا َكانَ يَوْ ُم اَ ْل َو ْق ِ‬
‫ت‪ ،‬يُقَا ُل لَهَا‪ :‬اَل َّروْ َحا ُء قَ ِريبٌ‬ ‫ضي اَ ْلفُ َرا ِ‬ ‫ون ِميقَاتُهُ ْم فِي أَرْ ض ِم ْن أَ َرا ِ‬ ‫َو َجا َء إِ ْبلِيسُ فِي أَصْ َحابِ ِه‪َ ،‬ويَ ُك ُ‬
‫هللاُ َع َّز َو َج َّل اَ ْل َعالَ ِمينَ ‪ ،‬فَ َكأَنِّي أَ ْنظُ ُر إِلَى أَصْ َحا ِ‬
‫ب‬ ‫ِم ْن ُكوفَتِ ُك ْم‪ ،‬فَيَ ْقتَتِلُونَ قِتَاالً لَ ْم يُ ْقتَتَلْ ِم ْثلُهُ ُم ْن ُذ َخلَ َ‬
‫ق َ َّ‬
‫هللا َعلَ ْي ِه قَ ْد َر َجعُوا إِلَى َخ ْلفِ ِه ُم اَ ْلقَ ْهقَ َرى ِمائَةَ قَدَم‪َ ،‬و َكأَنِّي أَ ْنظُ ُر إِلَ ْي ِه ْم َوقَ ْد‬ ‫ات َ َّ ِ‬
‫صلَ َو ُ‬‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َ‬ ‫َعلِ ٍّي أَ ِم ِ‬
‫الئِ َكةُ‬ ‫ك يَ ْهبِطُ اَ ْل َجبَّا ُر َع َّز َو َج َّل فِي ظُلَل ِمنَ اَ ْل َغمّٰ ِام َواَ ْل َم ّٰ‬ ‫ت‪ .‬فَ ِع ْن َد َذلِ َ‬ ‫ت بَعْضُ أَرْ ُجلِ ِه ْم فِي اَ ْلفُ َرا ِ‬ ‫َوقَ َع ْ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه أَ َما َمهُ ِبيَ ِد ِه َحرْ بَةٌ ِم ْن نُور‪ ،‬فَإ ِ َذا نَظَ َر إِلَ ْي ِه إِ ْبلِيسُ َر َج َع‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫ض َي اَ ْألَ ْم ُر‪َ ،‬رسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫َوقُ ِ‬

‫‪44‬‬
‫رى مّٰ ا ّٰال‬ ‫ت؟ فَيَقُو ُل‪ :‬إِنِّي أَ ّٰ‬ ‫اَ ْلقَ ْهقَ َرى نَا ِكصا ً َعلَى َعقِبَ ْي ِه‪ ،‬فَيَقُولُونَ لَهُ أَصْ َحابُهُ‪ :‬أَ ْينَ تُ ِري ُد َوقَ ْد ظَفِرْ َ‬
‫ط ْعنَةً بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه‪،‬‬ ‫ط ُعنُهُ َ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه فَيَ ْ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫اف َ ّٰ ّ‬
‫هللاَ َربَّ اَ ْل ّٰعالَ ِمينَ فَيَ ْل َحقُهُ اَلنَّ ِب ُّي َ‬ ‫تَ َروْ نَ ‪ ...‬إِنِّي أَ ّٰخ ُ‬
‫ك أَ ِمي ُر‬ ‫ك بِ ِه َشيْئا ً‪َ .‬ويَ ْملِ ُ‬ ‫هللاُ َع َّز َو َج َّل َوالَ يُ ْش َر ُ‬ ‫ك يُ ْعبَ ُد َ َّ‬‫يع أَ ْشيَا ِع ِه‪ ،‬فَ ِع ْن َد َذلِ َ‬
‫ك َج ِم ِ‬ ‫ون هَالَ ُكهُ َوهَالَ ُ‬ ‫فَيَ ُك ُ‬
‫اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم أَرْ بَعا ً َو أَرْ َب ِعينَ أَ ْلفَ َسنَة‪َ ،‬حتَّى يَلِ َد اَل َّر ُج ُل ِم ْن ِشي َع ِة َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم أَ ْلفَ َولَد‬
‫ظهَ ُر اَ ْل َجنَّتَا ِن اَ ْل ُم ْدهَا َّمتَا ِن ِع ْن َد َم ْس ِج ِد اَ ْل ُكوفَ ِة َو َما َحوْ لَهُ‬ ‫ك تَ ْ‬
‫ِم ْن ص ُْلبِ ِه َذ َكراً‪ ،‬فِي ُك ِّل َسنَة َذ َكراً‪َ ،‬و ِع ْن َد َذلِ َ‬
‫بِ َما َشا َء َ َّ‬
‫هللا‪.‬‬

‫📗 مختصر بصائر الدرجات‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۱۱٥‬‬

‫والنصُ بحاجة لشرح مفصل ليس هنا محله وهو واض ٌح بشكل عام‪ .‬إن صاحب الزمان عليه السالم‬
‫كما قلنا سيحكم العالم بأسره فدولته عامة شاملة لجميع أصقاع المعمورة‪ ،‬فيفتح البلدان‪ ،‬وينشر‬
‫العدل‪ ،‬ويبعث جنده لِ ُك ِّل أقاليم األرض ليفتحوها وليرفعوا فيها راية التوحيد الخالص‪ ،‬وليقضوا على‬
‫الباطل والش ِّر المتواجد فيها!‬

‫ث فِي أَقَالِ ِيم‬ ‫� ف َع ْن ُم َح َّم ِد ْب ِن َج ْعفَ ِر ْب ِن ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ع َْن أَبِي ِه َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم بَ َع َ‬
‫ضا َء فِي ِه‬‫ف اَ ْلقَ َ‬‫ْر ُ‬‫ك فَإ ِ َذا َو َر َد َعلَ ْيكَ أَ ْم ٌر الَ تَ ْفهَ ُمهُ َوالَ تَع ِ‬ ‫ض فِي ُك ِّل إِ ْقلِيم َر ُجالً يَقُو ُل َع ْه ُدكَ فِي َكفِّ َ‬ ‫اَ ْألَرْ ِ‬
‫يج َكتَبُوا َعلَى‬ ‫ث ُج ْنداً إِلَى اَ ْلقُ ْسطَ ْن ِطينِيَّ ِة فَإ ِ َذا بَلَ ُغوا اَ ْل َخلِ َ‬ ‫ك َواِ ْع َملْ بِ َما فِيهَا! قَا َل َو َي ْب َع ُ‬ ‫فَا ْنظُرْ إِلَى َكفِّ َ‬
‫أَ ْقدَا ِم ِه ْم َشيْئا ً َو َم َشوْ ا َعلَى اَ ْل َما ِء فَإ ِ َذا نَظَ َر إِلَ ْي ِه ُم اَلرُّ و ُم يَ ْم ُشونَ َعلَى اَ ْل َما ِء قَالُوا هَ ُؤالَ ِء أَصْ َحابُهُ‬
‫اب اَ ْل َم ِدينَ ِة فَيَ ْد ُخلُونَهَا فَيَحْ ُك ُمونَ فِيهَا َما‬ ‫ك يَ ْفتَحُونَ لَهُ ْم أَ ْب َو َ‬ ‫يَ ْم ُشونَ َعلَى اَ ْل َما ِء فَ َك ْيفَ هُ َو فَ ِع ْن َد َذلِ َ‬
‫يَ َشاءُونَ ‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۱۹‬‬

‫وبذلك ُكل ِه ستنتهي دولة الباطل وسيرتفع الشر‪ ،‬وستقوم دولة الحق ناشرةً الخير والعدل‪ ،‬فيتنعم عباد‬
‫هللا الصالحين باألرض وخيراتها حتى قيام الساعة‪.‬‬

‫‪ -٢‬اإلسالم الجديد‪:‬‬
‫غ فجره! فيُزيح الستار عن حقيقة الدين اإلسالمي الحنيف األصيل الذي طالته‬ ‫وهو ثاني أثر سيبز ُ‬
‫ُ‬
‫الدين الخالص النابع من ساقية أهل البيت‬ ‫أيدي التحريف والتالعب! واألمر الذي قد ُدثر أعتقد هو‬
‫عليهم السالم‪ ،‬والذي ض ّل عنه الجمهور أي عامة الناس ممن يشهدون بالشهادتي ِن وممن ضحك‬

‫‪45‬‬
‫عليهم الشيطان من الموالين الذين انحرفوا عن جادة الصواب فاغترفوا أمور دينهم من العيون‬
‫ق والدين الصحيح إالَّ من تمسك بالثقلين اللذين وصى بهما‬ ‫الكدرة! ففي وقتنا الحاضر ليس على الح ِّ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم في عدة مواطن من حياته الشريفة بقوله "إِنِّي‬
‫ض َو ِع ْت َرتِي أَ ْه َل بَ ْي ِتي‬
‫هللاِ َح ْب ٌل َم ْم ُدو ٌد َما َب ْينَ اَل َّس َما ِء إِلَى اَ ْألَرْ ِ‬
‫اب َ َّ‬‫ك فِي ُك ُم اَلثَّقَلَ ْي ِن َخلِيفَتَي ِْن ِكتَ َ‬
‫ار ٌ‬
‫تَ ِ‬
‫ض"‪ .‬أما عامة الناس فهم على الضالل وفي الضالل وال‬ ‫ي اَ ْل َحوْ َ‬‫َوإِنَّهُ َما لَ ْن يَ ْفتَ ِرقَا َحتَّى يَ ِردَا َعلَ َّ‬
‫يعبدون غير أهوائهم وشياطينهم‪ ،‬وسمي المهدي مهديًا ألنه كما يقول اإلمام عليه السالم يهدي إلى‬
‫أمر قد ض َّل عنه عامة الناس وهي الوالية الحقيقية ألمير المؤمنين عليه السالم وما يتعلّق بشؤونها‪.‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َدعَا اَلنَّ َ‬
‫اس إِلَى اَ ْ ِإل ْسالَ ِم َج ِديداً َوهَدَاهُ ْم‬ ‫� ف َع ْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ضلُّوا َع ْنه ُ‬ ‫ض َّل َع ْنهُ اَ ْل ُج ْمهُورُ‪َ ،‬وإِنَّ َما ُس ِّم َي اَ ْلقَائِ ُم َم ْه ِديّا ً ِألَنَّهُ يَ ْه ِدي إِلَى أَ ْمر قَ ْد َ‬ ‫إِلَى أَ ْمر قَ ْد ُدثِ َر فَ َ‬
‫َو ُس ِّم َي بِ ْالقَائِ ِم لِقِيَا ِم ِه بِ ْال َح ِّ‬
‫ق‪.‬‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۳۸۳‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َجا َء بِأ َ ْمر َج ِديد َك َما َدعَا َرسُو ُل‬
‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه فِي بُ ُد ِّو اَ ْ ِإل ْسالَ ِم إِلَى أَ ْمر َج ِديد‪.‬‬
‫صلَّى َ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫هللاِ َ‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۳۸٤‬‬

‫� ع َْن أَبِي َج ْعفَر ُم َح َّم ِد ْب ِن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ ...:‬إِ َذا َخ َر َج (القائم) يَقُو ُم بِأ َ ْمر َج ِديد َو ِكتَاب‬
‫ب َش ِدي ٌد‪.‬‬ ‫ضاء َج ِديد َعلَى اَ ْل َع َر ِ‬ ‫َج ِديد و ُسنَّة َج ِديدَة َوقَ َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲٥۳‬‬

‫واألمر الجديد وكذلك اإلسالم الجديد ال يعني أن اإلمام سيأتي بغير هذا الدين الموجود حاليًا بل يعني‬
‫أنه كما م َّر في الحديث األول سيزيح الستار عن حقيقة الدين اإلسالمي‪ ،‬عن حقيقة األحكام غير‬
‫المعمول بها في الوقت الحالي‪ ،‬وسيُظهر الحقيقة المغيبة عن المسلمين والتي تخص دينهم وشريعتهم‬
‫وسائر المعتقدات التي أمر هللا تعالى باإليمان بها وباإلنصياع لما فيها من أوامر! أما القضاء الجديد‬
‫فإن اإلمام عليه السالم سيحكم وسيقضي بقضاء داود عليه السالم والذي ال يسأل فيه عن بينة إنما‬
‫بعلم التوسم والمعرفة الباطنية بما في نفوس المحكومين سيحكم وسيقضي بينهم‪ ،‬لذلك ستحدث‬

‫‪46‬‬
‫اإلعتراضات الكبيرة على صاحب األمر من قبل أقرب المقربين إليه بسبب هذا الحكم وخطورته‬
‫وعظمة شأنه!‬

‫ب‬ ‫ض َر َ‬ ‫ضايَا يُ ْن ِك ُرهَا َبعْضُ أَصْ َحابِ ِه ِم َّم ْن قَ ْد َ‬ ‫ضي اَ ْلقَائِ ُم بِقَ َ‬ ‫� ف َع ْن أَ ِبي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬يَ ْق ِ‬
‫ضي اَلثَّانِيَةَ فَيُ ْن ِك ُرهَا قَوْ ٌم‬ ‫ضا ُء آ َد َم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَيُقَ ِّد ُمهُ ْم فَيَضْ ِربُ أَ ْعنَاقَهُ ْم‪ ،‬ثُ َّم يَ ْق ِ‬ ‫ْف‪َ ،‬وهُ َو قَ َ‬ ‫قُ َّدا َمهُ بِال َّسي ِ‬
‫ضا ُء دَا ُو َد َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪ ،‬فَيُقَ ِّد ُمهُ ْم فَيَضْ ِربُ أَ ْعنَاقَهُ ْم‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫ْف َوهُ َو قَ َ‬ ‫ب قُ َّدا َمهُ بِال َّسي ِ‬ ‫ض َر َ‬ ‫آ َخرُونَ ِم َّم ْن قَ ْد َ‬
‫ضا ُء إِ ْب َرا ِهي َم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪،‬‬ ‫ْف َوهُ َو قَ َ‬ ‫ب قُ َّدا َمهُ بِال َّسي ِ‬
‫ض َر َ‬ ‫ضي اَلثَّالِثَةَ فَيُ ْن ِك ُرهَا قَوْ ٌم آ َخرُونَ ِم َّم ْن قَ ْد َ‬ ‫يَ ْق ِ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َو َسلَّ َم فَالَ يُ ْن ِك ُرهَا‬
‫صلَّى َ َّ‬‫ضا ُء ُم َح َّمد َ‬ ‫ضي اَلرَّابِ َعةَ َوهُ َو قَ َ‬ ‫فَيُقَ ِّد ُمهُ ْم فَيَضْ ِربُ أَ ْعنَاقَهُ ْم‪ ،‬ثُ َّم يَ ْق ِ‬
‫َعلَ ْي ِه أَ َح ٌد‪.‬‬

‫📗 بحار األنوار‪/‬ج‪/٥۲‬ص‪.۳۸۹‬‬

‫هللا ب ُْن َعجْ الَنَ ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬


‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُم آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم‬ ‫ور َوى َع ْب ُد َ َّ ِ‬‫� َ‬
‫هللاُ تَ َعالَى فَ َيحْ ُك ُم ِب ِع ْل ِم ِه َوي ُْخبِ ُر ُك َّل قَوْ م بِ َما‬ ‫اس بِ ُح ْك ِم دَا ُو َد الَ َيحْ تَا ُج إِلَى َبيِّنَة ي ُْل ِه ُمهُ َ َّ‬ ‫َح َك َم َب ْينَ اَلنَّ ِ‬
‫ك َآل ّٰيات لِ ْل ُمتَ َو ِّس ِمينَ‬‫هللاُ ُس ْب َحانَهُ َوتَ َعالَى‪( :‬إِ َّن فِي ّٰذلِ َ‬ ‫ف َولِيَّهُ ِم ْن َع ُد ِّو ِه بِالتَّ َوس ُِّم قَا َل َ َّ‬ ‫ْر ُ‬ ‫طنُوهُ َويَع ِ‬ ‫اِ ْستَ ْب َ‬
‫` َوإِنَّ ّٰها لَبِ َس ِبيل ُمقِيم)‪.‬‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد ج ‪/۲‬ص‪.۳۸٦‬‬

‫أما الكتاب الجديد فهو القرآن الكريم إذ سيُخرج اإلمام عليه السالم المصحف الذي كتبه أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم بخط يده الشريفة وكما أنزله هللا سبحانه وتعالى وهو نفس القرآن الموجود‬
‫عندنا حاليًا فال يختلف إالَّ في بعض األمور أي أن الكتاب الجديد هو القرآن غير المحرف والمرتب‬
‫كما أنزله هللا تعالى على قلب المصطفى صلى هللا عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫ب فَ َسا ِطيطَ لِ َم ْن يُ َعلِّ ُم‬ ‫ض َر َ‬ ‫� ف َع ْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُم آ ِل ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ُم اَل َّسالَ ُم َ‬
‫ف فِي ِه‬ ‫ون َعلَى َم ْن َحفِظَهُ اَ ْليَوْ َم ِألَنَّهُ يُ َخالِ ُ‬ ‫هللاُ َج َّل َجالَلُهُ فَأَصْ َعبُ َما يَ ُك ُ‬ ‫اس اَ ْلقُرْ آنَ َعلَى َما أَ ْن َز َل َ َّ‬ ‫اَلنَّ َ‬
‫اَلتَّأْلِيفَ ‪.‬‬

‫📗 اإلرشاد في معرفة حجج هللا على العباد‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۳۸٦‬‬

‫‪47‬‬
‫فكما يُصرح الحديث الشريف بأن القرآن الجديد الذي سيأتي به صاحب الزمان عليه السالم هو‬
‫يختلف عن هذا الموجود عندنا من حيث الترتيب والتأليف والتجميع‪ ،‬فالسور سيختلف ترتيبها‬
‫وكذلك اآليات المحذوفة وعدد األجزاء وغيرها كلها ستختلف وسيكون تا ًما صحيحًا خالصًا ال نقص‬
‫فيه وبعبارة مختصرة هو القرآن الحقيقي الذي لم تطله أيدي التحريف‪.‬‬

‫‪ -٣‬العدل اإللهي‪:‬‬
‫من اآلثار التي ستميز الدولة المهدوية هي العدل اإللهي الذي سيع ُّم جميع أصقاع األرض حتى ال‬
‫يبقى محتاجٌ‪ ،‬وال واضع زكاة مكانًا لينفق فيه زكاته!‬

‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه اَ ْل ُح َس ْينَ َسيِّداً َو َسي ُْخ ِر ُج‬


‫صلَّى َّ‬ ‫� ف َع ْن أَبِي اَ ْل َح َس ِن َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬س َّمى اَلنَّبِ ُّي َ‬
‫ت َجوْ راً‪.‬‬ ‫ض َع ْدالً َك َما ُملِئَ ْ‬ ‫هللاُ ِم ْن ص ُْلبِ ِه َر ُجالً اِ ْس ُمهُ اِ ْس ُم نَ ِبيِّ ُك ْم يَ ْم َألُ اَ ْألَرْ َ‬
‫َ َّ‬

‫📗 الصراط المستقيم إلی مستحقی التقديم‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۲۲٤‬‬

‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه قَا َل وهو يتحدث عن أوصياءه الطاهرين‪ :‬تَا ِس ُعهُ ُم اَ ْلقَائِ ُم اَلَّ ِذي‬ ‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاِ َ‬ ‫� وع َْن َرسُو ُل َ َّ‬
‫ض نُوراً بَ ْع َد ظُ ْل َمتِهَا‪َ ،‬و َع ْدالً بَ ْع َد َجوْ ِرهَا‪َ ،‬و ِع ْلما ً بَ ْع َد َج ْهلِهَا‪.‬‬
‫ألرْ َ‬ ‫يَ ْم َألُ َ َّ‬
‫هللاُ َع َّز َو َج َّل بِ ِه اَ ْ َ‬

‫📗کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲٥۹‬‬

‫فالعدل اإللهي سيكون ميزةً أساسيةً في دولة صاحب الزمان عليه السالم‪ ،‬هذه الدولة التي انتظرها‬
‫جميع األنبياء والمرسلين واألوصياء والصالحين والصديقين‪ ،‬ستكون نعي ًما ال مثيل له وعدالً عا ًما‬
‫ال نهاية له‪.‬‬

‫ض‬ ‫هللاِ َع َّز َو َج َّل «يُحْ ِي اَ ْألَرْ َ‬ ‫َّاج ع َْن أَ ِبي إِ ْب َرا ِهي َم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪ :‬فِيقَوْ ِل َ َّ‬
‫� ع َْن َع ْب ِد اَلرَّحْ َم ِن ب ِْن اَ ْل َحج ِ‬
‫هللاُ ِر َجاالً فَيُحْ يُونَ اَ ْل َع ْد َل فَتُحْ يَا اَ ْألَرْ ضُ ِ ِإلحْ يَا ِء‬ ‫ث َ َّ‬ ‫ْس يُحْ ِييهَا بِ ْالقَ ْ‬
‫ط ِر َولَ ِك ْن يَ ْب َع ُ‬ ‫بَ ْع َد َموْ تِ ّٰها » قَا َل‪ :‬لَي َ‬
‫ط ِر أَرْ بَ ِعينَ َ‬
‫صبَاحا ً‪.‬‬ ‫ض ِمنَ اَ ْلقَ ْ‬‫ّلِل أَ ْنفَ ُع فِي اَ ْألَرْ ِ‬
‫اَ ْل َع ْد ِل َو َ ِإلقَا َمةُ اَ ْل َح ِّد ِ َّ ِ‬

‫📗 الکافي‪/‬ج‪/۷‬ص‪.۱۷٤‬‬

‫‪48‬‬
‫فأرضنا ستموت حت ًما بالظلم والجور واإلفساد المتفشي في ربوعها وجميع بحارها‪ ،‬لذلك ال بُ َّد من‬
‫محيي لها‪ ،‬ال بُ َّد من طاقة إلهية كبيرة تعيد نشاطها وحيويتها‪ ،‬وهذا ما سيفعله صاحب الزمان عليه‬
‫السالم سيُحيها من جديد بالحق والعدل والخير والبركة والتطهير من كل الجراثيم‪.‬‬

‫ضا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم في حديث طويل إلى أن يقول‪ :‬فَإ ِ َذا َخ َر َج أَ ْش َرقَ ِ‬
‫ت‬ ‫� وعن َعلِ ُّي ب ُْن ُمو َسى اَل ِّر َ‬
‫اس‪ ،‬فَالَ يَ ْ‬
‫ظلِ ُم أَ َح ٌد أَ َحداً‪.‬‬ ‫ض َع ِمي َزانَ اَ ْل َع ْد ِل َب ْينَ اَلنَّ ِ‬ ‫اَ ْألَرْ ضُ بِنُ ِ‬
‫ور ِه َو َو َ‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۳۷۱‬‬

‫فال ظلم في دولة القائم عليه السالم وال محتاج وال فقر وال مسكنة وال أي حُزن بل فرح وسرور‬
‫وغنى وثروة ال ح َّد لها‪.‬‬

‫ث ِفي‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه‪ :‬أُبَ ِّش ُر ُك ْم بِ ْال َم ْه ِديِّ يُ ْب َع ُ‬


‫صلَّى َ َّ‬ ‫ي قَا َل قَا َل َرسُو ُل َ َّ ِ‬
‫هللا َ‬ ‫� وع َْن أَبِي َس ِعيد اَ ْل ُخ ْد ِر ِّ‬
‫ضى‬ ‫ت ظُ ْلما ً َو َجوْ راً يَرْ َ‬ ‫ض قِسْطا ً َو َع ْدالً َك َما ُملِئَ ْ‬ ‫اس َو َزالَ ِز َل فَيَ ْم َألُ اَ ْ َ‬
‫ألرْ َ‬ ‫أ َّمتِي َعلَى اِ ْختِالَف ِمنَ اَلنَّ ِ‬
‫ُ‬
‫ص َحاحاً؟ قَا َل‪ :‬اَلس َِّويَّةَ بَ ْينَ‬ ‫ص َحاحاً‪ ،‬فَقَا َل لَهُ َر ُج ٌل‪َ :‬و َما ِ‬ ‫ض يُقَ ِّس ُم اَ ْل َما َل ِ‬‫َع ْنهُ َسا ِك ُن اَل َّس َما ِء َو َسا ِك ُن اَ ْألَرْ ِ‬
‫اَلنَّاس‪.‬‬

‫📗 بحار األنوار‪/‬ج‪/٥۱‬ص‪.۸۱‬‬

‫الحظ عزيزي القارئ الكريم قول رسولنا األكرم صلى هللا عليه وآله‪ ،‬أن اإلمام سيُقسِّم األموال بين‬
‫الناس بالسوية فال محاباة في ذلك وال ظلم وال تمييز‪ ،‬وال تفضيل فئة على حساب فئة أخرى‪ ،‬حتى‬
‫يرضى عنه ساكن السماء واألرض‪ ،‬فسبحان هللا ربِّ المهدي العظيم!‬

‫ق‬‫ال‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُمنَا فَإِنَّهُ يَ ْق ِس ُم بِالس َِّويَّ ِة َويَ ْع ِد ُل فِي َخ ْل ِ‬ ‫� وع َْن أَ ِبي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فِي َح ِديث قَ َ‬
‫هللاَ‪َ ،‬وإِنَّ َما ُس ِّم َي‬‫صى َ َّ‬ ‫صاهُ فَقَ ْد َع َ‬ ‫هللا‪َ ،‬و َم ْن َع َ‬ ‫اَلرَّحْ َم ِن اَ ْلبَرِّ ِم ْنهُ ْم َواَ ْلفَا ِج ِر‪ ،‬فَ َم ْن أَطَا َعهُ فَقَ ْد أَطَا َع َ َّ َ‬
‫هللاِ ِم ْن َغار بِأ َ ْنطَا ِكيَّةَ‪ ،‬فَيَحْ ُك ُم بَ ْينَ أَ ْه ِل‬ ‫اَ ْل َم ْه ِديُّ ِألَنَّهُ يُ ْهدَى ِألَ ْمر َخفِ ٍّي يَ ْستَ ْخ ِر ُج اَلتَّوْ َراةَ َو َسائِ َر ُكتُ ِ‬
‫ب َ َّ‬
‫ُور بِال َّزب ُِور‪َ ،‬و َب ْينَ أَ ْه ِل اَ ْلفُرْ قَا ِن بِ ْالفُرْ قَا ِن‪،‬‬‫يل َو َب ْينَ أَ ْه ِل اَل َّزب ِ‬ ‫اَلتَّوْ َرا ِة بِالتَّوْ َرا ِة‪َ ،‬و َب ْينَ أَ ْه ِل اَ ْ ِإل ْن ِجي ِل بِ ْ ِ‬
‫اإل ْن ِج ِ‬
‫اس‪ :‬تَ َعالَوْ ا إِلَى َما قَ َ‬
‫ط ْعتُ ُم فِي ِه‬ ‫ظه ِْرهَا‪ ،‬فَيَقُو ُل لِلنَّ ِ‬ ‫َوتُجْ َم ُع إِلَ ْي ِه أَ ْم َوا ُل اَل ُّد ْنيَا ُكلِّهَا َما ِفي بَا ِط ِن اَ ْألَرْ ِ‬
‫ض َو َ‬
‫ْطي َشيْئا ً لَ ْم يُ ْع ِط ِه أَ َح ٌد َكانَ قَ ْبلَهُ‪.‬‬ ‫هللا‪َ ،‬ويُع ِ‬ ‫اَ ْألَرْ َحا َم َو َسفِ ْكتُ ْم فِي ِه اَل ِّد َما َء‪َ ،‬و َر ِك ْبتُ ُم فِي ِه َم َح ِ‬
‫ار َم َ َّ ِ‬

‫‪49‬‬
‫📗 إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات‪/‬ج‪/٥‬ص‪.۱۱٥‬‬

‫والذي يتدبر في الخبر الشريف سيعرف جيدًا مستوى العدل اإللهي الذي سيتحقق على يدي صاحب‬
‫الزمان عليه السالم حتى ينادي اإلمام في الناس بعدما تجتمع إليه أموال الدنيا كلها حتى التي كانت‬
‫مخزونة في باطن األرض ستخرج له‪ ،‬يناديهم فيقول لهم‪ :‬تَ َعالَوْ ا إِلَى َما قَطَ ْعتُ ُم فِي ِه اَ ْألَرْ َحا َم َو َسفِ ْكتُ ْم‬
‫هللاِ‪ .‬وفي ذيل الحديث عبارة جدًا دقيقة تدل على عظمة الكرم‬ ‫ار َم َ َّ‬
‫فِي ِه اَل ِّد َما َء‪َ ،‬و َر ِك ْبتُ ُم فِي ِه َم َح ِ‬
‫ْطي َشيْئا ً لَ ْم يُ ْع ِط ِه أَ َح ٌد َكانَ قَ ْبلَهُ‪ .‬فالعطاء والكرم الذي سيعطيه صاحب الزمان‬ ‫المهدوي وهي‪َ :‬ويُع ِ‬
‫عليه السالم لجميع الناس لم يعطه احدًا من قبل وال مثيل له على اإلطالق‪.‬‬

‫هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬قَا َل‪ :‬تُنَ َّع ُم أ ُ َّمتِي فِي َز َم ِن اَ ْل َم ْه ِديِّ نِ ْع َمةً‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫ي َع ِن اَلنَّبِ ِّي َ‬ ‫� وع َْن أَبِي َس ِعيد اَ ْل ُخ ْد ِر ِّ‬
‫ت إِالَّ أَ ْخ َر َج ْتهُ‪،‬‬ ‫ع اَ ْألَرْ ضُ َشيْئا ً ِمنَ اَلنَّبَا ِ‬ ‫ط‪ ،‬تُرْ ِس ُل اَل َّس َما ُء َعلَ ْي ِه ْم ِم ْد َراراً‪َ ،‬والَ تَ َد ُ‬ ‫لَ ْم يُنَ َّع ُموا ِم ْثلَهَا قَ ُّ‬
‫َواَ ْل َما ُل ُك ُدوسٌ ‪ ،‬يَقُو ُم اَل َّر ُج ُل يَقُو ُل‪ :‬يَا َم ْه ِديُّ أَ ْع ِطنِي‪ ،‬فَيَقُو ُل‪ُ :‬خ ْذ‪.‬‬

‫📗 التشريف بالمنن في التعريف بالفتن‪/‬ج‪۱‬ص‪.۱٤۹‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬الَ تَ ْذهَبُ اَل ُّد ْنيَا َحتَّى يَ ْخر َ‬
‫ُج َر ُج ٌل ِمنِّي‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ال َس ِمع ُ‬‫� وع َْن أَبَان قَ َ‬
‫َر ُج ٌل يَحْ ُك ُم بِ ُح ُكو َم ِة آ ِل دَا ُو َد َوالَ يَسْأ َ ُل ع َْن بَيِّنَة يُع ِ‬
‫ْطي ُك َّل نَ ْفس ُح ْك َمهَا‪.‬‬

‫📗بصائر الدرجات‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲٥۸‬‬
‫فيُعطي لِ ُك ِّل ذي حق حقه وحكمه‪ ،‬ويقضي بالسوية‪ ،‬ويزيد بالعطيّة‪ ،‬ويرحم البريّة‪ ،‬ويغفر لمن أذنب‬
‫فتاب واستغفر‬

‫ُ‬
‫األمان والتطور واالزدهار العلمي‪:‬‬ ‫‪-٤‬‬
‫يُعد موضوع األمن واألمان الشغل الشاغل لجميع األنظمة األمنية في العالم‪ ،‬فتجد مختلف الجهات‬
‫الحكومية تسعى جاهدةً لتحقيق ذلك في بلدانها‪ ،‬فتستخدم التقنيات الخاصة بمختلفها من األجهزة‬
‫األمنية الحديثة وحتى أجهزة المراقبة والتفتيش وغيرها‪ ،‬وتختلف في ما بينها فمن جهاز أمن ٍّي‬
‫ط مسيرة أو تجمع يحدث‪ ،‬وذلك يعتمد بشكل‬ ‫رصين إلى جهاز أمني ركيك فاشل ال يضبط أمن أبس َ‬
‫أساس ٍّي على الجهد اإلستخباراتي بالدرجة األولى ثم يأتي بعدها ما يتعلّق بذلك من أجهزة وعناصر‬

‫‪50‬‬
‫وغيرها‪ ،‬ومهما تضافرت الجهود وتطورت األجهزة ال نج ُد أمنًا وأمانًا تا ًما مطلقًا بل ُكلّها بشكل‬
‫نسبي تحدث فيها بعض الخروقات بين الحين واآلخر‪ ،‬ولكن األمان المنشود الذي لن تحدث فيه أية‬ ‫ٍّ‬
‫خروقات على اإلطالق والذي تنتظره جميع البشرية هو األمان في دولة العدل اإللهي‪ ،‬ذلك األمان‬
‫الذي سيص ُل لمرحلة متقدمة جدًا حتى تتغير فيه طباع السباع وسائر الحيوانات فيرعى األسد مع‬
‫الشا ِة‪ ،‬ويلعب الصبيان بالحيّاة فال تؤذيهم‪ ،‬وتخرج المرأة من العراق إلى الشام لوحدها ال أحد‬
‫يتعرضُ لها! بل سيتقدم وسيتطور ُكلُّ شيء في الدولة المهدوية حتى تصل العلوم لمراحل متقدمة‪،‬‬
‫فتتفجر ينابيع الحكمة وينتشر العلم في ُكلِّ مكان حتى تفتي المرأة وهي في بيتها فتكون فقيهةً عالمةً‬
‫ال تحتا ًج أحدًا يعلمها مسائلها الشرعية وعقائدها الدينية‪ ،‬وتزدهر األرض‪ ،‬وتخرج كنوزها‪ ،‬وينبت‬
‫زرعها‪ ،‬وتطيب تربتها‪ ،‬حتى تفرح ألن أصحاب القائم عليه السالم يمشون على ظهرها!‬

‫� فعن اإلمام الحسن المجتبى عن أبيه أمير المؤمنين عليهما السالم في حديث إلى أن يقول‪َ :‬ي ْم َألُ‬
‫ين لَهُ َعرْ ضُ اَ ْلبِالَ ِد َوطُولُهَا َحتَّى الَ يَ ْبقَى َكافِ ٌر إِالَّ آ َمنَ َوالَ‬ ‫ض َع ْدالً َوقِسْطا ً َونُوراً َوبُرْ هَانا ً يَ ِد ُ‬‫اَ ْألَرْ َ‬
‫ظهَ ُر لَه ُ‬ ‫ع َوتُ ْخ ِر ُج اَ ْألَرْ ضُ نَ ْبتَهَا َوتُ ْن ِز ُل اَل َّس َما ُء بَ َر َكتَهَا َوتَ ْ‬
‫صلَ َح َوتَصْ طَلِ ُح فِي ُم ْل ِك ِه اَل ِّسبَا ُ‬
‫طَالِ ٌح إِالَّ َ‬
‫اَ ْل ُكنُو ُز‪.‬‬

‫📗االحتجاج‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۲۹۰‬‬

‫ك بِ ِه َشيْئاً‪َ ،‬و َحتَّى‬ ‫هللاُ َوالَ يُ ْش َر َ‬ ‫هللا َحتَّى يُ َو َّح َد َ َّ‬ ‫� وع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬يُقَاتِلُونَ َو َ َّ ِ‬
‫ض بَ ْذ َرهَا‪،‬‬ ‫هللاُ ِمنَ اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ب َوالَ يَ ْنهَاهَا أَ َح ٌد‪َ ،‬وي ُْخ ِر َج َ َّ‬ ‫ق تُ ِري ُد اَ ْل َم ْغ ِر َ‬
‫ض ِعيفَةُ ِمنَ اَ ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ُج اَ ْل َعجُو ُز ال َّ‬ ‫تَ ْخر َ‬
‫ط َرهَا‪َ ،‬وي ُْخ ِر َج اَلنَّاسُ َخ َرا َجهُ ْم َعلَى ِرقَابِ ِه ْم إِلَى اَ ْل َم ْه ِديِّ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪َ ،‬ويُ َو ِّس ُع َ َّ‬
‫هللاُ‬ ‫َويُ ْن َز َل ِمنَ اَل َّس َما ِء قَ ْ‬
‫َعلَى ِشي َع ِتنَا َولَوْ الَهُ َما يُ ْد ِر ُكهُ ْم [يُ ْن ِج ُز لَهُ ْم]‪ِ .‬منَ اَل َّس َعا َد ِة لَبَ َغوْ ا‪.‬‬

‫📗 تفسير العياشي‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٥٦‬‬

‫وأدنى تدبر في هذين الخبرين سيُعرّفنا على حجم اإلزدهار والتطور واألمن الذي ستنعم به الدولة‬
‫المهدوية!‬

‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ‬
‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل َح َّدثَنِي أَبِي ع َْن َجدِّي ع َْن آبَائِ ِه َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم‪ :‬أَ َّن أَ ِم َ‬
‫� وع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم عَلَّ َم أَصْ َحابَهُ فِي َمجْ لِس َوا ِحد أَرْ بَ َع ِمائَ ِة بَاب ِم َّما يُصْ لِ ُح لِ ْل ُم ْسلِ ِم فِي ِدينِ ِه َو ُد ْنيَاهُ قَا َل َعلَ ْي ِه‬
‫ت اَل َّشحْ نَا ُء ِم ْن‬ ‫ت اَ ْألَرْ ضُ نَبَاتَهَا َولَ َذهَبَ ِ‬ ‫ت اَل َّس َما ُء قَ ْ‬
‫ط َرهَا َو َألَ ْخ َر َج ِ‬ ‫ال َّسالَ ُم‪ :‬لَوْ قَ ْد قَا َم قَائِ ُمنَا َألَ ْن َزلَ ِ‬

‫‪51‬‬
‫ع َواَ ْلبَهَائِ ُم َحتَّى تَ ْم ِش َي اَ ْل َمرْ أَةُ َب ْينَ اَ ْل ِع َر ِ‬
‫اق إِلَى اَل َّش ِام الَ تَ َ‬
‫ض ُع قَ َد َم ْيهَا‬ ‫ب اَ ْل ِعبَا ِد َواِصْ طَلَ َح ِ‬
‫ت اَل ِّسبَا ُ‬ ‫قُلُو ِ‬
‫ت َو َعلَى َر ْأ ِسهَا ِزينَتُهَا الَ يُهَيِّ ُجهَا َسبُ ٌع َوالَ تَ َخافُهُ‪.‬‬ ‫إِالَّ َعلَى اَلنَّبَا ِ‬

‫📗 الخصال‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦۱۰‬‬

‫وفي هذا الحديث عدة نكات دقيقة جدًا نوجزها بالنقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -۱‬ستنزل السماء قطرها بعد جفاف وانقطاع للمطر ولمدة طويلة‪.‬‬
‫‪ -۲‬ستخرج األرض نباتها الطيب الصالح لألكل وغيره بعد فساد كبير سيع ُّم نبات األرض بشكل‬
‫عام‪.‬‬
‫‪ -۳‬اجتماع القلوب على أمر واحد وذهاب الشحناء والبغضاء منها حتى تتفق وتتآلف في ما بينها‪.‬‬
‫حدوث تغيير كبير على الوظائف الحيوية والعضوية الخاصة بالحيوانات فيتحول المفترس إلى‬ ‫ُ‬ ‫‪-٤‬‬
‫أليف كاألسد الذي سيرعى مع الغنم والحيّة التي سيلعب بها الطفل فال تؤذيه!‬
‫ي فيها‪.‬‬
‫بيئي كبير يجع ُل األرض خضرا َء ال صحار َ‬ ‫ُ‬
‫حدوث تغيير ٍّ‬ ‫‪-٥‬‬
‫‪ -٦‬إنتشا ُر األمن واألمان لدرجة ال تخطر على قلب بشر‪ ،‬فتخرج المرأة من بلد إلى آخر لوحدها من‬
‫دون أن يتعرّض لها أحد فيسرقها أو يؤذيها‪.‬‬

‫� ورد في خطبة المخزون عن أمير المؤمنين عليه السالم أنه قال‪َ :‬فتَ ْستَ ْب ِش ُر اَ ْألَرْ ضُ بِ ْال َع ْد ِل‪،‬‬
‫ط َرهَا‪َ ،‬واَل َّش َج ُر ثَ َم َرهَا‪َ ،‬واَ ْألَرْ ضُ نَبَاتَهَا‪َ ،‬وتَتَ َزي َُّن اَ ْألَرْ ضُ ِألَ ْهلِهَا‪َ ،‬وتَأْ َم ُن اَ ْل ُوحُوشُ‬ ‫ْطي اَل َّس َما ُء قَ ْ‬ ‫َوتُع ِ‬
‫ب اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ اَ ْل ِع ْل َم‪ ،‬فَالَ يَحْ تَا ُج ُم ْؤ ِم ٌن إِلَى َما‬ ‫ف فِي قُلُو ِ‬ ‫ض َكأ َ ْن َعا ِم ِه ْم‪َ ،‬ويُ ْق َذ ُ‬
‫ُق اَ ْألَرْ ِ‬ ‫َحتَّى تَرْ تَ ِع َي فِي طُر ِ‬
‫وزهَا‬ ‫هللاُ ُكالًّ ِم ْن َس َعتِ ِه‪َ .‬وتُ ْخ ِر ُج لَهُ ُم اَ ْألَرْ ضُ ُكنُ َ‬ ‫ِع ْن َد أَ ِخي ِه ِمنَ اَ ْل ِع ْل ِم‪ ،‬فَيَوْ َمئِذ تَأْ ِوي ُل هَ ِذ ِه اَ ْآليَ ِة‪ :‬يُ ْغ ِن َ ّٰ ّ‬
‫َويَقُو ُل اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم ُكلُوا َواِ ْش َربُوا هَنِيئا ً ِبمّٰ ا أَ ْسلَ ْفتُ ْم فِي اَ ْألَ ّٰيّ ِام اَ ْل ّٰخالِيَ ِة فَ ْال ُم ْسلِ ُمونَ يَوْ َمئِذ أَ ْه ُل‬
‫صفًّا فَالَ يَ ْقبَ ُل‬ ‫صفًّا َ‬
‫ك َ‬ ‫ب لِلدِّي ِن‪ ،‬أ ُ ِذنَ لَهُ ْم فِي اَ ْل َكالَ ِم فَيَوْ َمئِذ تَأْ ِوي ُل هَ ِذ ِه اَ ْآليَ ِة‪َ ( :‬و ّٰجا َء َربُّكَ َو اَ ْل َملَ ُ‬ ‫ص َوا ِ‬ ‫اَل َّ‬
‫ِّين اَ ْل ّٰخالِصُ ‪ ،‬فَيَوْ َمئِذ تَأْ ِوي ُل هَ ِذ ِه اَ ْآليَ ِة‪ :‬أَ َو لَ ْم يَ َروْ ا أَ ّٰنّا نَسُو ُ‬ ‫ّٰ‬
‫ق اَ ْلمّٰ ا َء إِلَى‬ ‫ّلِل اَلد ُ‬‫ق أَ ّٰال ِ ّ ِ‬ ‫هللاُ يَوْ َمئِذ إِالَّ ِدينَهُ اَ ْل َح َّ‬
‫َ َّ‬
‫تى ّٰه َذا اَ ْلفَ ْت ُح‬
‫صرُونَ ‪َ .‬ويَقُولُونَ َم ّٰ‬ ‫ُز فَنُ ْخ ِر ُج ِب ِه زَرْ عا ً تَأْ ُك ُل ِم ْنهُ أَ ْن ّٰعا ُمهُ ْم َو أَ ْنفُ ُسهُ ْم أَ فَ ّٰال يُ ْب ِ‬ ‫ض اَ ْل ُجر ِ‬‫اَ ْألَرْ ِ‬
‫ح ّٰال يَ ْنفَ ُع اَلَّ ِذينَ َكفَرُوا إِيمّٰ انُهُ ْم َو ّٰال هُ ْم يُ ْنظَرُونَ ‪` .‬فَأ َ ْع ِرضْ َع ْنهُ ْم َواِ ْنتَ ِظرْ‬ ‫صا ِدقِينَ ‪ .‬قُلْ يَوْ َم اَ ْلفَ ْت ِ‬ ‫إِ ْن ُك ْنتُ ْم ّٰ‬
‫إِنَّهُ ْم ُم ْنتَ ِظرُونَ )‪.‬‬

‫📗 مختصر بصائر الدرجات‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤٦۳‬‬

‫‪52‬‬
‫الحظ دقة الكالم‪ ،‬فاألرض ستستبش ُر بالعدل المهدوي‪ ،‬وستعطي السماء قطرها الكثير وخيرها‬
‫الوفير‪ ،‬وكذا الشجر بما فيها من ثمار‪ ،‬حتى يقذف الحجة عليه السالم العلم في قلوب شيعته فال‬
‫يحتا ُج أحدًا ألحد آخر في جميع تفاصيل الشريعة المقدسة! وال غرابة في كالم أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم فهم أبواب العلم وخزنته وبيدهم مقاليد األمور وجميع النفوس واألرواح والعقول وبقدرتهم‬
‫تغييرها وتبديلها وتحسينها وتطويرها حتى لو شائوا لغيّروا جنس اإلنسان نفسه فال يعجزهم وال‬
‫يصعب عليهم شي ٌء مهما كان وعظم‪ ،‬فهم مظاهر قدرة هللا تعالى ومحال فعله! وهنالك قصة لطيفة‬
‫ننقلها للفائدة‪.‬‬

‫ك لَتَ ْق َرأ ُ اَ ْلقُرْ آنَ فَتُحْ ِس ُن قِ َرا َءتَهُ فَ َعلَى َم ْن‬ ‫ان إِنَّ َ‬
‫ت يَا َزا َذ ُ‬‫اف ع َْن َزا َذانَ أَبِي َع ْمرو‪ :‬قُ ْل ُ‬ ‫� َر َوى َس ْع ٌد اَ ْل َخفَّ ُ‬
‫ق َح َس ٌن‬ ‫ت؟ فَتَبَ َّس َم ثُ َّم قَا َل إِ َّن أَ ِمي َر اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َم َّر بِي َوأَنَا أ ُ ْن ِش ُد اَل ِّش ْع َر َو َكانَ لِي ُخلُ ٌ‬ ‫قَ َر ْأ َ‬
‫هللاِ َما أَ ْق َرأ ُ ِم ْنهُ إِالَّ بِقَ ْد ِر َما‬
‫ت‪َ :‬و َك ْيفَ لِي بِ ْالقُرْ آ ِن فَ َو َ َّ‬ ‫ان هَالَّ بِ ْالقُرْ آ ِن؟ قُ ْل ُ‬ ‫صوْ ِتي فَقَا َل‪ :‬يَا َزا َذ ُ‬ ‫فَأ َ ْع َجبَهُ َ‬
‫ت َما يَقُو ُل ثُ َّم قَا َل لِي‬ ‫ت ِم ْنهُ فَتَ َكلَّ َم فِي أ ُ ُذنِي بِ َكالَم َما َع َر ْفتُهُ َوالَ َعلِ ْم ُ‬ ‫صلِّي بِ ِه؟ قَا َل‪ :‬فَا ْد ُن ِمنِّي فَ َدنَوْ ُ‬ ‫أُ َ‬
‫ت اَ ْلقُرْ آنَ بِإ ِ ْع َرابِ ِه َوهَ ْم ِز ِه َو َما‬ ‫ظ ُ‬ ‫ت قَ َد ِمي ِم ْن ِع ْن ِد ِه َحتَّى َحفِ ْ‬ ‫هللاِ َما َزالَ ْ‬ ‫ك فَتَفَ َل فِي فِ َّي فَ َو َ َّ‬ ‫اِ ْفتَحْ فَا َ‬
‫صةَ َزا َذانَ َعلَى أَ ِبي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه‬ ‫ت قِ َّ‬ ‫صصْ ُ‬ ‫ال َس ْع ٌد فَقَ َ‬‫ت أَ ْن أَسْأ َ َل َع ْنهُ أَ َحداً بَ ْع َد َموْ قِفِي َذلِكَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اِحْ تَجْ ُ‬
‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َدعَا لِ َزا َذانَ بِا ِالس ِْم اَ ْألَ ْعظَ ِم اَلَّ ِذي الَ يُ َر ُّد‪.‬‬‫ان إِ َّن أَ ِم َ‬
‫ق َزا َذ ُ‬ ‫ص َد َ‬ ‫ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬‬

‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۱‬ص‪..۱۹٥‬‬

‫واألحاديث بهذا المعنى والمضمون كثيرة جدًا‪ ،‬فصاحب األمر عليه السالم سيفع ُل أكثر من ذلك إذ‬
‫سيُخرج خمسة وعشرين حرفًا من العلم‪ ،‬وهي تمام العلم وكماله وهنا يعجز القلم عن وصف هذا‬
‫األمر وجماليته وعظمته وشدة اإلبداع اإللهي فيه‪ ،‬فلك أن تتصور حجم التطور والتقدم الذي‬
‫سيحدث!!‬

‫� ع َْن ُح ْم َرانَ ْب ِن أَ ْعيَنَ ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬كأَنَّ ِني بِ ِدي ِن ُك ْم هَ َذا الَ يَ َزا ُل ُمتَ َخضْ ِخضا ً‬
‫ت فَيُ ْع ِطي ُك ْم فِي اَل َّسنَ ِة َعطَا َء ْي ِن َويَرْ ُزقُ ُك ْم فِي‬‫يَ ْف َحصُ بِ َد ِم ِه ثُ َّم الَ يَ ُر ُّدهُ َعلَ ْي ُك ْم إِالَّ َر ُج ٌل ِمنَّا أَ ْه َل اَ ْلبَ ْي ِ‬
‫ب َ َّ‬
‫هللاِ تَ َعالَى َو ُسنَّ ِة‬ ‫ضي فِي بَ ْيتِهَا ِب ِكتَا ِ‬ ‫اَل َّشه ِْر ِر ْزقَي ِْن َوتُ ْؤتَوْ نَ اَ ْل ِح ْك َمةَ فِي َز َمانِ ِه َحتَّى إِ َّن اَ ْل َمرْ أَةَ لَتَ ْق ِ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه‪.‬‬ ‫هللاِ َ‬ ‫َرسُو ِل َ َّ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۲۳۸‬‬

‫‪53‬‬
‫ُؤوس اَ ْل ِعبَا ِد‬
‫ِ‬ ‫� ع َْن أَبِي َخالِد اَ ْل َكابُلِ ِّي ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم قَائِ ُمنَا َو َ‬
‫ض َع يَ َدهُ َعلَى ر‬
‫فَ َج َم َع بِهَا ُعقُولَهُ ْم َوأَ ْك َم َل بِهَا أَ ْخالَقَهُ ْم‪.‬‬

‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۸٤۰‬‬

‫وفي هذين الحديثين عدة نكات مهمة نشير لبعضها‪:‬‬


‫‪ -۱‬سيبقى الدين اإلسالمي معرضًا للتحريفات المختلفة من قبل عدة جهات خارجية وداخلية فال‬
‫يُرجعه ألصله ولحقيقته إالَّ صاحب الزمان عليه السالم‪ ،‬لذلك شبهه اإلمام بالمقتول المضرّج بالدم‬
‫حين يجود بنفسه فيتحرك ويفحص برجله ويده وسائر أعضائه األرض‪.‬‬
‫‪ -۲‬سيُعطي اإلمام المهدي عليه السالم في السنة عطاءين وكأنها إشارة أو كناية عن الكسوة‬
‫السنوية‪ ،‬وكذلك يعطي في الشهر رزقين وكأنه كذلك تعبير عن الراتب المعاشي‪.‬‬
‫‪ -۳‬سيؤتى المؤمن الحكمة المهدوية حتى ال يحتاج ألحد يعلمه أمور دينه‪.‬‬
‫‪ -٤‬ستصل المرأة لمرحلة عالية من الفقاهة في الدين حتى تقضي في بيتها بكتاب هللا وسنة رسوله‬
‫صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫‪ -٥‬سيُك ّمل اإلمام المهدي عليه السالم بواليته التكوينية وروحانيته الملكوتية وقدرته اإللهية عقول‬
‫العباد وأخالقهم‪.‬‬

‫دور تعليم القرآن للناس كما أنزله هللا تعالى على قلب المصطفى صلى‬
‫ِ‬ ‫بل األمر سيصل إلى تأسيس‬
‫هللا عليه وآله وسيتولى هذه العملية الشيعة المخلصين رضوان هللا عليهم أجمعين‪.‬‬

‫ال قَا َل أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ :‬كأَنِّي أَ ْنظُ ُر إِلَى ِشي َعتِنَا بِ َم ْس ِج ِد اَ ْل ُكوفَ ِة قَ ْد‬ ‫� ف َع ْن َحبَّةَ اَ ْلع َُرنِ ِّي قَ َ‬
‫اس اَ ْلقُرْ آنَ َك َما أ ُ ْن ِز َل أَ َما إِ َّن قَائِ َمنَا إِ َذا قَا َم َك َس َرهُ َو َس َّوى ِق ْبلَتَهُ‪.‬‬ ‫ض َربُوا اَ ْلفَ َسا ِطي َ‬
‫ط يُ َعلِّ ُمونَ اَلنَّ َ‬ ‫َ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۱۷‬‬

‫كما ذكرنا في بداية األثر الشريف الذي سيحدث بعد قيام الدولة المهدوية من أن السباع ستصطلح‬
‫فيحدث تغيير في تركيبها العضوي والوظيفي!‬

‫‪54‬‬
‫� فقد نقل السيد المرعشي رحمه هللا في كتابه إحقاق الحق خبرًا إلى أن يقول‪ ،‬وتَرْ عَى ال َّشاة ُ‬
‫ب َال تَضُرُّ هُ ْم َش ْيئًا‪َ ،‬ويَ ْز َر ُ‬
‫ع‬ ‫ت َو ْال َعقَ ِ‬
‫ار ِ‬ ‫ان بِ ْال َحيَّا ِ‬ ‫َوال ِّذ ْئبُ فِي َز َمانِ ِه فِي َم َكان َوا ِحد‪َ ،‬وتَ ْل َعبُ ال ِّ‬
‫ص ْبيَ ُ‬
‫ان ُم ًّدا فَي ُْخ ِر ُج لَهُ َس ْب َع ِمائَ ِة ُم ٍّد‪َ ،‬ويُرْ فَ ُع ال ِّربَا َوال ِّزنَا َو ُشرْ بُ ْال َخ ْم ِر‪َ ،‬وتَطُو ُل ْاألَ ْع َما ُر َوتُ َؤ َّدى‬ ‫اإل ْن َس ُ‬ ‫ِْ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َو َسلَّ َم‪َ ،‬محْ بُوبٌ ‪ -‬يَ ْع ِني‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫ك ْاألَ ْش َرا ُر َو َال َي ْبقَى َم ْن يُ ْب ِغضُ آ َل ُم َح َّمد َ‬ ‫ْاألَ َمانَةُ َوتُ ْهلَ ُ‬
‫ْ‬ ‫قي ْ‬
‫س نِ ْس َوة‬ ‫هللاُ بِ ِه ْالفِ ْتنَةَ ْال َع ْميَا َء َوتَأ َم ُن ْاألَرْ ضُ َحتَّى إِ َّن ْال َمرْ أَةَ تَحُجُّ فِي َخ ْم ِ‬
‫ئ َّ‬ ‫ُطفِ ُ‬ ‫ي ‪ -‬فِي ْال َخ َالئِ ِ‬ ‫ْال َم ْه ِد َّ‬
‫هللا‪َ ،‬م ْكتُوبٌ فِي َش َعائِ ِر ْاألَ ْن ِبيَا ِء َما فِي ُح ْك ِم ِه ظُ ْل ٌم َو َال َعيْبٌ ‪.‬‬ ‫َما َم َعه َُّن َر ُج ٌل َو َال يَ َخ ْفنَ َش ْيئًا إِ َّال َّ َ‬

‫📗 شرح إحقاق الحق‪/‬السيد المرعشي‪/‬ج‪/۲۹‬ص‪.٦۱٦‬‬

‫والخب ُر واض ٌح وجلي ال يحتا ُج مزيدًا من البيان‪ ،‬فهو ي ُ‬


‫ُثبت بشكل قاطع أن األمن واألمان واإلزدهار‬
‫العلمي سيصل إلى ذروته في دولة اإلمام المهدي عليه السالم‪ ،‬حتى يتعجب الناس من العطاء‬
‫الجزيل والكرم الكبير الذي سينتشر في جميع أصقاع األرض‪ ،‬واألمر ال يقتصر على الكتب الشيعية‬
‫التي ذكرت هذه التغيرات الكبيرة بل تعدته حتى لكتب النصارى فاإلنجيل يصرح بهذا األمر وكذا‬
‫كتب المخالفين! ولننقل اآلن خبرًا آخر ثم نُعرج على ِ‬
‫ذكر ما ورد في الكتاب المقدس‪.‬‬

‫ات يَوْ م ُخ ْ‬
‫طبَةً‪ ،‬فَ َكانَ آ ِخ َر‬ ‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َذ َ‬ ‫� ع َْن أَ ِبي أ ُ َما َمةَ اَ ْلبَا ِهلِ ِّي‪ ،‬قَا َل‪َ :‬خ َ‬
‫طبَنَا َرسُو ُل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬
‫ُخ ْ‬
‫طبَتِ ِه‪َ ،‬و َذ َك َر َما َح َّدثَهُ ْم َع ِن اَل َّدجَّا ِل‪.‬‬

‫صالَ ِة نَ َز َل‬ ‫ص ِّل اَلصُّ ْب َح‪ ،‬فَإ ِ َذا َكبَّ َر َو َد َخ َل فِي اَل َّ‬ ‫صالِحٌ‪ ،‬فَيُقَا ُل لَهُ‪َ :‬‬ ‫اس يَوْ َمئِذ َر ُج ٌل َ‬ ‫ثُ َّم قَا َل‪َ :‬وإِ َما ُم اَلنَّ ِ‬
‫ك اَل َّر ُج ُل َع َرفَهُ‪ ،‬فَيَرْ ِج ُع يَ ْم ِشي اَ ْلقَ ْهقَ َرى لِيَتَقَ َّد َم ِعي َسى ب ُْن َمرْ يَ َم َعلَ ْي ِه َما‬ ‫ِعي َسى ب ُْن َمرْ يَ َم‪ ،‬فَإ ِ َذا َرآهُ َذلِ َ‬
‫صلِّي ِعي َسى َو َرا َءهُ‪،‬‬ ‫صالَةُ فَيُ َ‬ ‫ك اَل َّ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ص ِّل فَإِنَّ َما أُقِي َم ْ‬
‫ض ُع ِعي َسى يَ َدهُ بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه‪ ،‬فَيَقُو ُل لَهُ‪َ :‬‬ ‫اَل َّسالَ ُم‪ ،‬فَيَ َ‬
‫ْف ُم َحلًّى‪ ،‬فَإ ِ َذا نَظَ َر إِلَى‬ ‫ي ُذو َساج َو َسي ٌ‬ ‫اب َو َم َع اَل َّدجَّا ِل يَوْ َمئِذ َس ْبعُونَ أَ ْلفَ يَهُو ِد ٍّ‬ ‫ثُ َّم يَقُو ُل‪ :‬فَيَ ْفتَحُونَ اَ ْلبَ َ‬
‫َارباً‪ ،‬فَيَقُو ُل ِعي َسى‪ :‬إِ َّن لِي‬ ‫ار أَ ِو اَلثَّ ْل ُج فِي اَ ْل َما ِء‪ ،‬ثُ َّم يَ ْخ ُر ُج ه ِ‬ ‫صاصُ فِي اَلنَّ ِ‬ ‫اب َك َما يَ ُذوبُ اَل َّر َ‬ ‫ِعي َسى َذ َ‬
‫ارى‬ ‫هللاُ َيتَ َو َ‬‫ق َ َّ‬
‫ب اَللُّ ِّد اَل َّشرْ قِ ِّي فَيَ ْقتُلُهُ َوالَ َي ْبقَى َش ْي ٌء ِم َّما َخلَ َ‬ ‫ضرْ بَةً لَ ْن تَفُوتَ ِني ِب َها‪ ،‬فَيُ ْد ِر ُكهُ ِع ْن َد بَا ِ‬ ‫ك َ‬ ‫فِي َ‬
‫هللاِ اَ ْل ُم ْسلِ َم هَ َذا َكافِ ٌر‬
‫ك اَل َّش ْي َء الَ َش َج ٌر َوالَ َح َج ٌر َوالَ دَابَّةٌ إِالَّ قَا َل‪ :‬يَا َع ْب َد َ َّ‬ ‫ق َ َّ‬
‫هللاُ َذلِ َ‬ ‫ط َ‬‫بِ ِه يَهُو ِدي إِالَّ أَ ْن َ‬
‫ون ِعي َسى فِي أ ُ َّمتِي َح َكما ً َع ْدالً َوإِ َماما ً ُم ْق ِسطاً‪،‬‬ ‫ق‪ ،‬ويَ ُك ُ‬ ‫فَا ْقتُ ْلهُ‪ ،‬إِالَّ اَ ْلغَرْ قَ َدةَ فَإِنَّهَا ِم ْن َش َج ِر ِه ْم َوالَ تَ ْن ِط ُ‬
‫ص َدقَةَ َوالَ يَ ْس َعى َعلَى َشاة‪َ ،‬والَ تَ ْبقَى بَقَ َرةٌ‪،‬‬ ‫ك اَل َّ‬ ‫ض ُع اَ ْل ِج ْزيَةَ َويَ ْت ُر ُ‬ ‫ير َويَ َ‬ ‫يب َويَ ْقتُ ُل اَ ْل ِخ ْن ِز َ‬‫صل ِ َ‬ ‫ق اَل َّ‬ ‫فَيَ ُد ُّ‬
‫ش فَالَ يَضُرُّ هُ‪،‬‬ ‫َوتُرْ فَ ُع اَل َّشحْ نَا ُء َواَلتَّبَا ُغضُ ‪َ ،‬وتُ ْن َز ُع ُح َمةُ ُك ِّل دَابَّة َحتَّى يُ ْد ِخ َل اَ ْل َولِي ُد يَ َدهُ فِي فَ ِم اَ ْل َحنَ ِ‬
‫ون اَل ِّذ ْئبُ فِي اَ ْل َغنَ ِم َكأَنَّهُ َك ْلبُهَا‪،‬‬ ‫ون فِي اَ ْ ِإلبِ ِل َكأَنَّهُ َك ْلبُهَا‪َ ،‬ويَ ُك ُ‬ ‫َوتَ ْلقَى اَ ْل َولِي َدةُ اَ ْألَ َس َد فَالَ يَضُرُّ هَا‪َ ،‬ويَ ُك ُ‬
‫ون اَ ْألَرْ ضُ‬ ‫إل ْسالَ ِم‪َ ،‬وتَ ُك ُ‬ ‫ك إِالَّ ِ َّ ِ‬
‫ّلِل َولِ ْ ِ‬ ‫ون اَ ْل ُم ْل ُ‬‫َوتُ ْم َألُ اَ ْألَرْ ضُ ِمنَ اَ ْ ِإل ْسالَ ِم‪َ ،‬ويُ ْسلَبُ اَ ْل ُكفَّا ُر ُم ْل َكهُ ْم‪َ ،‬والَ يَ ُك ُ‬

‫‪55‬‬
‫ت َعلَى َع ْه ِد آ َد َم‪ ،‬يَجْ تَ ِم ُع اَلنَّفَ ُر َعلَى اَ ْلقِثَّا ِء فَتُ ْشبِ ُعهُ ْم‪َ ،‬ويَجْ تَ ِم ُع اَلنَّفَ ُر‬ ‫ت نَبَاتَهَا َك َما َكانَ ْ‬‫ض ِة تُ ْنبِ ُ‬‫ور اَ ْلفِ َّ‬‫َكفَاثُ ِ‬
‫ون اَ ْلفَ َرسُ بِ ُد َر ْي ِه َمات‪.‬‬
‫َعلَى اَلرُّ َّمانَ ِة فَتُ ْشبِ ُعهُ ْم‪َ ،‬ويَ ُك ُ‬

‫📗 التشريف بالمنن في التعريف بالفتن‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲۹۸‬‬

‫والحديث يرسم لنا لوحة متكاملة عن األزدهار والتطور العلمي في عصر الظهور الشريف‪ ،‬وفي‬ ‫ُ‬
‫دولة القائم عليه السالم‪ ،‬ف ُكلُّ شيء سيتغير وسيتطور وبطرق وخاصيات ومميزات ال نفقهها وغير‬
‫مألوفة في زماننا والسبب ببساطة أن البشرية لحد اآلن لم تصل للنضج الكامل الذي يؤهلها إلستقبال‬
‫ولتحمل العلم كله‪ ،‬ولكن عندما يظهر اإلمام ويُك ّمل العقول ستكون قادرةً على تحمل العلم كله‬
‫فتخرج عجائب صنع هللا في أرضه وخلقه!‬
‫أما ما ورد في الكتاب المقدس فهو النص التالي والذي ينجسم ويتفق ويتوافق مع مضامين‬
‫النصوص المتقدمة‪.‬‬

‫ُت ُغصْ ٌن ِم ْن أُصُولِ ِه‪َ ،‬ويَحُلُّ َعلَ ْي ِه رُو ُح الرَّبِّ ‪ ،‬رُو ُح‬ ‫ع يَسَّى‪َ ،‬ويَ ْنب ُ‬ ‫ضيبٌ ِم ْن ِج ْذ ِ‬ ‫� يقول‪َ :‬ويَ ْخ ُر ُج قَ ِ‬
‫ون فِي َم َخافَ ِة الرَّبِّ ‪،‬‬ ‫ْرفَ ِة َو َم َخافَ ِة الرَّبِّ ‪َ .‬ولَ َّذتُهُ تَ ُك ُ‬ ‫ْال ِح ْك َم ِة َو ْالفَه ِْم‪ ،‬رُو ُح ْال َم ُشو َر ِة َو ْالقُ َّو ِة‪ ،‬رُو ُح ْال َمع ِ‬
‫ين‪َ ،‬ويَحْ ُك ُم‬ ‫ضي بِ ْال َع ْد ِل لِ ْل َم َسا ِك ِ‬ ‫ب َس ْم ِع أ ُ ُذنَ ْي ِه‪ ،‬بَلْ يَ ْق ِ‬ ‫ب نَظَ ِر َع ْينَ ْي ِه‪َ ،‬والَ يَحْ ُك ُم بِ َح َس ِ‬ ‫ضي ِب َح َس ِ‬ ‫فَالَ يَ ْق ِ‬
‫ون‬‫ق بِنَ ْف َخ ِة َشفَتَ ْي ِه‪َ .‬ويَ ُك ُ‬ ‫يت ْال ُمنَافِ َ‬ ‫ب فَ ِم ِه‪َ ،‬ويُ ِم ُ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ض بِقَ ِ‬‫ض‪َ ،‬ويَضْ ِربُ األَرْ َ‬ ‫اف لِبَائِ ِسي األَرْ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫بِا ِإل ْن َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ُوف‪َ ،‬ويَرْ بُضُ النَّ ِم ُر َم َع ْال َج ْد ِ‬ ‫ْالبِرُّ ِم ْنطَقَهَ َم ْتنَ ْي ِه‪َ ،‬واألَ َمانَةُ ِم ْنطَقَةَ َح ْق َو ْي ِه‪.‬فَيَ ْس ُك ُن ال ِّذ ْئبُ َم َع ْال َخر ِ‬
‫ص ِغي ٌر يَسُوقُهَا‪َ .‬و ْالبَقَ َرةُ َوال ُّدبَّةُ تَرْ َعيَا ِن‪ .‬تَرْ بُضُ أَوْ الَ ُدهُ َما‬ ‫ص ِبي َ‬ ‫َو ْال ِعجْ ُل َوال ِّش ْب ُل َو ْال ُم َس َّم ُن َمعًا‪َ ،‬و َ‬
‫صلِّ‪َ ،‬ويَ ُم ُّد ْالفَ ِطي ُم يَ َدهُ َعلَى جُحْ ِر‬ ‫ب ال ِّ‬‫ضي ُع َعلَى َس َر ِ‬ ‫َمعًا‪َ ،‬واألَ َس ُد َك ْالبَقَ ِر يَأْ ُك ُل تِ ْبنًا‪َ .‬ويَ ْل َعبُ ال َّر ِ‬
‫ْرفَ ِة الرَّبِّ َك َما‬ ‫ئ ِم ْن َمع ِ‬ ‫ض تَ ْمتَلِ ُ‬ ‫األُ ْف ُع َوا ِن‪ .‬الَ يَسُو ُؤونَ َوالَ يُ ْف ِس ُدونَ فِي ُك ِّل َجبَ ِل قُ ْد ِسي‪ ،‬ألَ َّن األَرْ َ‬
‫طلُبُ األُ َم ُم‪،‬‬ ‫ب‪ ،‬إِيَّاهُ تَ ْ‬ ‫ك ْاليَوْ ِم أَ َّن أَصْ َل يَسَّى ْالقَائِ َم َرايَةً لِل ُّشعُو ِ‬ ‫ون فِي ذلِ َ‬ ‫تُ َغطِّي ْال ِميَاهُ ْالبَحْ َر‪َ .‬و َي ُك ُ‬
‫ون َم َحلُّهُ َمجْ دًا‪.‬‬ ‫َو َي ُك ُ‬

‫📗 سفر إشعيا‪/‬إصحاح ‪.۱۱‬‬

‫ويسى في نصوص أخرى جاء بلفظ آخر وهو (إبن اإلنسان) والمقصود به صاحب الزمان عليه‬
‫السالم‪ ،‬فالكالم هو الكالم في جميع الشرايع‪ ،‬فاألرض ستمرُّ بمرحل ِة مخاض عسير حتى يَفسد فيها‬
‫ُك َّل شيء‪ ،‬وبعد ذلك ستتغير وتتبدل وتتطور وتُع ّمر على يد القائم عليه السالم‪ ،‬وهذا األثر سيكشف‬
‫لنا مدى تطور العلم‪ ،‬بل سيُعرفنا بشكل واقعي وحقيقي ما هي قدرة هللا تعالى!!‬

‫‪56‬‬
‫وفي بعض االحاديث عجائب أمور‪ ،‬وعظائم قدرة‪ ،‬وإبداع صُنع وخلق‪ ،‬وتطور حياة‪ ،‬وفيها من‬
‫النكات الدقيقة الشيء الكثير‪ ،‬نذكر بعضًا منها بحسب ما يسمح به المقام‪:‬‬
‫‪ -۱‬ستكون للمؤمن في دولة القائم عليه السالم والية تكوينية كبيرة تمكنه من التحكم بالظواهر‬
‫والمخلوقات وهي شعا ٌ‬
‫ع من والية اإلمام عليه السالم‪.‬‬
‫‪ -۲‬يستغني العباد بنور اإلمام المهدي عليه السالم عن ضوء الشمس والقمر وسائر أجهزة اإلضاءة!‬
‫‪ -۳‬تغير طباع الحيوانات كما ذكرنا آنفًا‪ ،‬وارتفاع جميع العاهات واآلثام والمعاصي‪.‬‬
‫‪ -٤‬انتهاء الوسوسة الشيطانية وكذا جميع األمراض النفسية‪.‬‬
‫ُ‬
‫حدوث تغيير بيئي كبير جدًا لدرجة إرتفاع الشوك من الشجر! وربما يكون هذا من خالل‬ ‫‪-٥‬‬
‫تغييرات فسيولوجية في تركيب النبات ووظائفه الحيوية!‬
‫‪ -٦‬حدوث تغيير وتطور في خواصِّ المواد الكيميائية بشكل عام‪ ،‬فالقماش سيتطور لتكون فيه‬
‫خاصية تغير اللون والزيادة والنقصان في الطول!‬
‫‪ -۷‬انفتاح العوالم األخرى على عالمنا األرضي ال سيّما عالم المالئكة‪ ،‬وتعايشهم مع المؤمنين‪.‬‬
‫‪ -۸‬القضاء التام على جميع الكفار أينما وجدوا حتى لو اختبئوا خلف الصخور لنطقت كاشفةً عن‬
‫مكانهم!‬
‫‪ -۹‬اجتماع المؤمنين في موطنهم األصلي وسكنهم فيها‪ ،‬وهي الكوفة المقدسة‪.‬‬

‫إلى غيرها من النكات الكثيرة والدقيقة يعرفها المتدبر طويالً في الخبر الشريف‪ ،‬وجميع ما سيحدث‬
‫ليس بمستغرب وإن كنا نحن ال نألفه ونستغرب منه في وقتنا الحاضر ولكن في وقت الظهور‬
‫الشريف ووقت حدوث هذه األمور سيكون األمر طبيعيًا جدًا ألن العلم سينزل بكله بعد ظهور القائم‬
‫عليه السالم!‬

‫ت اَ ْألَرْ ضُ‬ ‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن قَائِ َمنَا إِ َذا قَا َم أَ ْش َرقَ ِ‬
‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫� ع َْن ُمفَض َِّل ب ِْن ُع َم َر قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ف َذ َكر الَ يُولَ ُد فِي ِه ْم أ ُ ْنثَى َويُ ْبنَى فِي‬ ‫ور َربِّ ّٰها َواِ ْستَ ْغنَى اَلنَّاسُ َويُ َع َّم ُر اَل َّر ُج ُل فِي ُم ْل ِك ِه َحتَّى يُولَ َد لَهُ أَ ْل ُ‬ ‫بِنُ ِ‬
‫ُوت اَ ْل ُكوفَ ِة بِنَهَ ِر َكرْ بَالَ ِء َوبِ ْال ِحي َر ِة َحتَّى يَ ْخ ُر َج اَل َّر ُج ُل يَوْ َم‬ ‫ص ُل بُي ُ‬ ‫ف بَاب َوتَتَّ ِ‬ ‫ظَه ِْر اَ ْل ُكوفَ ِة َم ْس ِج ٌد لَهُ أَ ْل ُ‬
‫اَ ْل ُج ُم َع ِة َعلَى بَ ْغلَة َس ْف َوا َء ي ُِري ُد اَ ْل ُج ُم َعةَ فَالَ يُ ْد ِر ُكهَا‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للطوسي)ج‪/۱‬ص‪.٤٦۷‬‬

‫‪57‬‬
‫والذي أستشفه من الحديث الشريف أن التطور العمراني والحضاري والطبي وغيره سيصل‬
‫لذروته‪ ،‬حتى ال تبقى بقعة إالَّ و ُع ِّمرت وبُني فيها بيت ومسجد لعبادة الواحد القهار!‬

‫� ع َْن رسو ُل هللاِ صلى هللا عليه وآله أنه قال في خبر يتحدث فيه عن القائم عليه السالم إلى أن‬
‫ت ْاألَرْ ضُ‬ ‫ارهَا َوتُ َم ُّد ْاألَ ْنهَا ُر َوتُفِيضُ ْال ُعي ُ‬
‫ُون َوتُ ْنبِ ُ‬ ‫ارهَا َو ْال ِحيتَ ُ‬
‫ان فِی ِب َح ِ‬ ‫الطيُو ُر فِی أَوْ َک ِ‬
‫يقول‪ :‬وتُ ْف ِر ُخ ُّ‬
‫ض ْعفَ أ ُ ُکلِهَا‪.‬‬
‫ِ‬

‫📗 االختصاص‪/‬ص‪.۲۲۱‬‬

‫و ُك َّل هذه التغيرات والتطورات ستحصل ببركة وجود اإلمام المهدي عليه السالم في األرض‪ ،‬فكم‬
‫نحن محرومون من خيراته ونعمة وجوده بيننا ظاهرًا مبسوط اليد!‬

‫ع األمراض وتطور الطب‪:‬‬


‫‪ -٥‬إرتفا ُ‬
‫ع األمراض والعاهات وانتشار‬ ‫من اآلثار العظيمة التي ستظهر في دولة العدل اإللهي هي إرتفا ُ‬
‫الصحة والعافية والتطور الطبي والعلمي بشكل ال مثيل له‪ ،‬فلم يسبق أن حصل مثله إطالقًا‪ ،‬فال‬
‫يبقى مريض وال ذو عاهة إالَّ تعافى ببركة صاحب الزمان عليه السالم‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم ع َْن أَبِي ِه ع َْن َعلِ ِّي ْب ِن اَ ْل ُح َس ْي ِن َعلَ ْي ِه َما ال َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪ :‬إِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم‬ ‫� ف َع ْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫هللاُ ع َْن ُك ِّل ُم ْؤ ِمن اَ ْل َعاهَةَ َو َر َّد إِلَ ْي ِه قُ َّوتَهُ‪.‬‬ ‫أَ ْذه َ‬
‫َب َ َّ‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۱۷‬‬

‫� ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪َ « :‬م ْن أَ ْد َركَ قَائِ َم أَ ْه ِل بَ ْيتِي ِم ْن ِذي عَاهَة بَ ِر َ‬
‫ئ‪َ ،‬و ِم ْن ِذي َ‬
‫ضعْف‬
‫قَ ِو َ‬
‫ي‪.‬‬

‫📗 مختصر بصائر الدرجات ‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۳۱۹‬‬

‫‪58‬‬
‫وفي هذين الحديثين تصريح واضح جدًا على ارتفاع األمراض من األرض‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإن‬
‫هللا سيعيد للمؤمن قوته والتي تعادل قوة أربعين رجالً‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم وهو يتحدث ع ّما سيحدث عند قدوم القائم عليه السالم إلى النجف‬ ‫� فعن أَبي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ار قَ ْلبُهُ أَ َش َّد ِم ْن ُزبَ ِر اَ ْل َح ِدي ِد َوأ ُ ْع ِط َي قُ َّوةَ‬
‫ص َ‬‫ق ُم ْؤ ِم ٌن إِالَّ َ‬
‫األشرف حينما ينشر رايته العظمى‪ :‬لَ ْم يَ ْب َ‬
‫أَرْ بَ ِعينَ َر ُجالً‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۱۰‬‬

‫سابق عهدها‪ ،‬حتى يعيش الرجل لمدة ألف‬


‫ِ‬ ‫فاألجسام ستكون أقوى وأرق وأشف مما كانت عليه في‬
‫سنة ال يتأثر وال يتغير! وبعد كل ذلك ستطيع المؤمنين جميع المخلوقات حتى أن األرض لتفخر‬
‫بمشيهم عليها!‬

‫ب اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َوقَ ْد‬


‫� ف َع ْن َجابِ ِر ْب ِن يَ ِزي َد ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬كأَنِّي بِأَصْ َحا ِ‬
‫طلُبُ‬ ‫ض َو ِسبَا ُع اَلطَّي ِْر يَ ْ‬ ‫ْس ِم ْن َش ْيء إِالَّ َوهُ َو ُم ِطي ٌع لَهُ ْم َحتَّى ِسبَا ُع اَ ْألَرْ ِ‬
‫أَ َحاطُوا بِ َما بَ ْينَ اَ ْل َخافِقَ ْي ِن فَلَي َ‬
‫ب اَ ْلقَائِ ِم‬
‫ض َوتَقُو ُل َم َّر بِ َي اَ ْليَوْ َم َر ُج ٌل ِم ْن أَصْ َحا ِ‬
‫ضاهُ ْم فِي ُك ِّل َش ْيء َحتَّى تَ ْف َخ ُر اَ ْألَرْ ضُ َعلَى اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ِر َ‬
‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَم‪.‬‬

‫📗 کمال الدين وتمام النعمة‪/‬ج‪/۲‬ص‪.٦۷۳‬‬

‫فبقوة أجسامهم وأيمانهم سيحيطون بما بين الخافقين فال يبقى أح ٌد إالَّ وهو يطلب رضاهم والوصال‬
‫بهم!‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪َ :‬ويُ َع َّم ُر اَل َّر ُج ُل فِي ُم ْل ِك ِه َحتَّى‬
‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ض ُل ب ُْن ُع َم َر قَا َل َس ِمع ُ‬ ‫� َر َوى اَ ْل ُمفَ َّ‬
‫ف َذ َكر الَ تُولَ ُد فِي ِه ْم أ ُ ْنثَى‪.‬‬‫يُولَ َد لَهُ أَ ْل ُ‬

‫📗 الغيبة (للطوسي)ج‪/۱‬ص‪.٤٦۷‬‬

‫‪59‬‬
‫وهذا المقطع من الحديث الشريف يدل على أن خصوبة الرجال ستكون كبيرة‪ ،‬والطب متطور‪،‬‬
‫والحياة طبيعية جدًا لدرج ِة أن الرجل يُعمر وينجب فيها من البنين ما شاء هللا تعالى من دون أن‬
‫يمرض أو يُصاب بعاهة معينة!‬
‫وسيحدث أكثر من ذلك تطورًا وتقد ًما كلما زاد عمر الدولة المهدوية ال سيّما في بدايات الرجعة‬
‫الشريفة!‬

‫هللاُ إِلَ ْي ِه َملَكا ً يَ ْم َس ُح ع َْن‬ ‫� ف َع ْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬والَ يَ ْبقَى َر ُج ٌل ِم ْن ِشي َعتِنَا إِالَّ أَ ْن َز َل َ َّ‬
‫ض أَ ْع َمى َوالَ ُم ْق َع ٌد َوالَ‬ ‫اب َويُ َع ِّرفُهُ أَ ْز َوا َجهُ َو َم ْن ِزلَتَهُ فِي اَ ْل َجنَّ ِة َوالَ يَ ْبقَى َعلَى َوجْ ِه اَ ْألَرْ ِ‬ ‫َوجْ ِه ِه اَلتُّ َر َ‬
‫ض َحتَّى إِ َّن‬ ‫ت َولَيَ ْن ِزلَ َّن اَ ْلبَ َر َكةُ ِمنَ اَل َّس َما ِء إِلَى اَ ْألَرْ ِ‬ ‫هللاُ َع ْنهُ بَالَ َءهُ بِنَا أَ ْه َل اَ ْلبَ ْي ِ‬‫ُم ْبتَلًى إِالَّ َك َشفَ َ َّ‬
‫ْف فِي‬ ‫صي ِ‬ ‫ْف َوثَ َم َرةَ اَل َّ‬ ‫صي ِ‬ ‫هللاُ فِيهَا ِمنَ اَلثَّ َم َر ِة َولَتَأْ ُكلَ َّن ثَ َم َرةَ اَل ِّشتَا ِء فِي اَل َّ‬ ‫ف بِ َما ي ُِري ُد َ َّ‬ ‫ص ُ‬ ‫اَل َّش َج َرةَ لَتَ ْق ِ‬
‫رى آ َمنُوا َواِتَّقَوْ ا لَفَتَحْ ّٰنا َعلَ ْي ِه ْم بَ َر ّٰكات ِمنَ اَلسَّمّٰ ا ِء َواَ ْألَرْ ِ‬
‫ض‬ ‫ك قَوْ لُهُ تَ َعالَى‪َ ( :‬ولَوْ أَ َّن أَ ْه َل اَ ْلقُ ّٰ‬ ‫اَل ِّشتَا ِء َو َذلِ َ‬
‫هللا لَيَهَبُ لِ ِشي َع ِتنَا َك َرا َمةً الَ َي ْخفَى َعلَ ْي ِه ْم َش ْي ٌء فِي‬ ‫َو ّٰل ِك ْن َك َّذبُوا فَأ َ َخ ْذ ّٰناهُ ْم بِمّٰ ا ّٰكانُوا َي ْك ِسبُونَ ) ثُ َّم إِ َّن َ َّ َ‬
‫ض َو َما َكانَ فِيهَا َحتَّى إِ َّن اَل َّرج َُل ِم ْنهُ ْم ي ُِري ُد أَ ْن يَ ْعلَ َم ِع ْل َم أَ ْه ِل بَ ْيتِ ِه فَي ُْخبِ َرهُ ْم بِ ِع ْل ِم َما يَ ْع َملُونَ ‪.‬‬ ‫اَ ْألَرْ ِ‬
‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۲۷۳‬‬

‫وهذا التغيير والتطور في شتى مناحي الحياة سيزداد كلما تقدمنا وتوغلنا في المستقبل الزاهر! حتى‬
‫تظهر الجنتان المدهامتان من ظهر الكوفة المقدسة‪.‬‬

‫اإلنفتاح على العوالم األخرى‪:‬‬


‫ُ‬ ‫‪-٦‬‬
‫إن دولة القائم عليه السالم وحكومته ال تقتصر على األرض وما فيها فقط بل ستشمل جميع العوالم‬
‫األخرى من المالئكة والجنِّ وسكان الكواكب والمدن األخرى كجابلقا وجابرسا وهما مدينتان واحدة‬
‫في شرق األرض وأخرى في غربها‪ ،‬ومركزية القيادة واإلدارة ستكون في الكوفة المقدسة فهي‬
‫عاصمة الدولة المهدوية‪.‬‬

‫أما سكان المدن والعوالم أو الكواكب األخرى فإنهم سينصرون القائم عليه السالم في حروبه مع‬
‫الشر المتمثل بقوى اإلستكبار العالمي‪ ،‬وسيفتح بهم البلدان تلوى البلدان!‬

‫‪60‬‬
‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َّن ِ َّّلِلِ َم ِدينَةً َخ ْلفَ اَ ْلبَحْ ِر َس َعتُهَا َم ِسي َرةَ‬ ‫� ع َْن ِه َشام اَ ْل َج َوالِيقِ ِّي ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫يس نَ ْلقَاهُ ْم فِي ُك ِّل‬ ‫ق إِ ْبلِ َ‬ ‫يس َوالَ يَ ْعلَ ُمونَ َخ ْل َ‬ ‫ط َوالَ يَ ْع ِرفُونَ إِ ْبلِ َ‬ ‫هللاَ قَ ُّ‬‫أَرْ بَ ِعينَ يَوْ ما ً فِيهَا قَوْ ٌم لَ ْم يَ ْعصُوا َ َّ‬
‫ظهَ َر َوفِي ِه ْم ِعبَا َدة ٌ‬ ‫ِحين فَيَسْأَلُونَّا َع َّما يَحْ تَاجُونَ إِلَ ْي ِه َويَسْأَلُونَّا اَل ُّدعَا َء فَنُ َعلِّ ُمهُ ْم َويَسْأَلُونَّا ع َْن قَائِ ِمنَا َحتَّى يَ ْ‬
‫اع ِمائَةُ فَرْ َسخ لَهُ ْم تَ ْق ِديسٌ َواِجْ ِتهَا ٌد َش ِدي ٌد‬ ‫اع إِلَى اَ ْل ِمصْ َر ِ‬ ‫َواِجْ ِتهَا ٌد َش ِدي ٌد َولِ َم ِدينَتِ ِه ْم أَ ْب َوابٌ َما بَ ْينَ اَ ْل ِمصْ َر ِ‬
‫ط َعا ُمهُ ُم اَلتَّ ْسبِي ُح‬ ‫صلِّي اَل َّر ُج ُل ِم ْنهُ ْم َشهْراً الَ يَرْ فَ ُع َر ْأ َسهُ ِم ْن ُسجُو ِد ِه َ‬ ‫لَوْ َرأَ ْيتُ ُموهُ ْم الَحْ تَقَرْ تُ ْم َع َملَ ُك ْم يُ َ‬
‫ور إِ َذا َرأَوْ ا ِمنَّا َوا ِحداً لَ َحسُوهُ َواِجْ تَ َمعُوا إِلَ ْي ِه َوأَ َخ ُذوا ِم ْن أَثَ ِر ِه‬ ‫ق َو ُوجُوهُهُ ْم ُم ْش ِرقَةٌ بِالنُّ ِ‬ ‫َولِبَا ُسهُ ُم اَ ْل َو َر ُ‬
‫ضعُوا‬ ‫ف فِي ِه ْم َج َما َعةٌ لَ ْم يَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِّيح اَ ْل َعا ِ‬
‫ي اَلر ِ‬ ‫صلُّوا أَ َش َّد ِم ْن د َِو ِّ‬ ‫ض يَتَبَ َّر ُكونَ بِ ِه لَهُ ْم د َِوي إِ َذا َ‬ ‫إِلَى اَ ْألَرْ ِ‬
‫ْت‬ ‫ف َسنَة إِ َذا َرأَ ْيتَهُ ْم َرأَي َ‬ ‫اَل ِّسالَ َح ُم ْن ُذ َكانُوا يَ ْنتَ ِظرُونَ قَائِ َمنَا يَ ْد ُعونَ أَ ْن ي ُِريَهُ ْم إِيَّاهُ َو ُع ُم ُر أَ َح ِد ِه ْم أَ ْل ُ‬
‫ك ِم ْن َس َخط يَتَ َعاهَ ُدونَ َسا َعةً اَلَّتِي‬ ‫ظنُّوا أَ َّن َذلِ َ‬ ‫ب َما يُقَرِّ بُهُ ْم إِلَ ْي ِه إِ َذا ُح ِب ْسنَا َ‬ ‫اَ ْل ُخ ُشو َع َواَ ِال ْستِ َكانَةَ َوطَلَ َ‬
‫هللا َك َما عَلَّ ْمنَاهُ ْم َوإِ َّن فِي َما نُ َعلِّ ُمهُ ْم َما لَوْ تُلِ َي‬ ‫اب َ َّ ِ‬ ‫نَأْتِي ِه ْم فِيهَا « ّٰال يَسْأ َ ُمونَ » َو« ّٰال يَ ْفتُرُونَ » يَ ْتلُونَ ِكتَ َ‬
‫ْرفُونَهُ فَإ ِ َذا‬ ‫اس لَ َكفَرُوا بِ ِه َو َألَ ْن َكرُوهُ يَسْأَلُونَنَا َع ِن اَل َّش ْي ِء إِ َذا َو َر َد َعلَ ْي ِه ْم ِمنَ اَ ْلقُرْ آ ِن َوالَ يَع ِ‬ ‫َعلَى اَلنَّ ِ‬
‫ول اَ ْلبَقَا ِء َوأَ ْن الَ يَ ْفقِ ُدونَا َويَ ْعلَ ُمونَ أَ َّن‬ ‫هللاَ طُ َ‬ ‫ص ُدو ُرهُ ْم لِ َما يَ ْس َمعُونَ ِمنَّا َويَسْأَلُوا َ َّ‬ ‫ت ُ‬ ‫أَ ْخبَرْ نَاهُ ْم بِ ِه اِ ْن َش َر َح ْ‬
‫اب اَل ِّسالَ ِ‬
‫ح‬ ‫َظي َمةٌ َولَهُ ْم َخرْ َجةٌ َم َع اَ ْ ِإل َم ِام إِ َذا قَا ُموا يَ ْس ِبقُونَ فِيهَا أَصْ َح َ‬ ‫اَ ْل ِمنَّةَ ِمنَ َ َّ‬
‫هللاِ َعلَ ْي ِه ْم فِي َما نُ َعلِّ ُمهُ ِّم ع ِ‬
‫َّان َوإِ َذا َرأَى َشاب ِم ْنهُ ُم اَ ْل َك ْه َل‬ ‫ص ُر بِ ِه لِ ِدي ِن ِه ْم فِي ِه ْم ُكهُو ٌل َو َشب ٌ‬ ‫هللاَ أَ ْن َيجْ َعلَهُ ْم ِم َّم ْن يَ ْنتَ ِ‬ ‫ِم ْنهُ ْم َويَ ْد ُعونَ َ َّ‬
‫ْث ي ُِري ُد اَ ْ ِإل َما ُم‬ ‫ق إِلَى َحي ُ‬ ‫ق هُ ْم أَ ْعلَ ُم بِ ِه ِمنَ اَ ْل َخ ْل ِ‬ ‫س بَ ْينَ يَ َد ْي ِه ِج ْل َسةَ اَ ْل َع ْب ِد الَ يَقُو ُم َحتَّى يَأْ ُم َرهُ لَهُ ْم طَ ِري ٌ‬ ‫َجلَ َ‬
‫فَإ ِ َذا أَ َم َرهُ ُم اَ ْ ِإل َما ُم بِأ َ ْمر قَا ُموا أَبَداً َحتَّى يَ ُكونَ هُ َو اَلَّ ِذي يَأْ ُم ُرهُ ْم بِ َغي ِْر ِه لَوْ أَنَّهُ ْم َو َر ُدوا َعلَى َما بَ ْينَ‬
‫ُوف ِم ْن َح ِديد‬ ‫ق َألَ ْفنَوْ هُ ْم فِي َساعَة َوا ِحدَة الَ َي ْختَلُّ اَ ْل َح ِدي ُد فِي ِه ْم َولَهُ ْم ُسي ٌ‬ ‫ب ِمنَ اَ ْل َخ ْل ِ‬ ‫ق َواَ ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫اَ ْل َم ْش ِر ِ‬
‫صلَهُ َي ْغ ُزو ِب ِه ُم اَ ْ ِإل َما ُم اَ ْل ِه ْن َد َواَل َّد ْيلَ َم‬ ‫ب أَ َح ُدهُ ْم بِ َس ْيفِ ِه َج َبالً لَقَ َّدهُ َحتَّى يَ ْف ِ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َغي ِْر هَ َذا اَ ْل َح ِدي ِد لَوْ َ‬
‫ق‬‫ك َواَلرُّ و َم َوبَرْ بَ َر َو َما بَ ْينَ َجابَرْ َسا إِلَى َجابَ ْلقَا َوهُ َما َم ِدينَتَا ِن َوا ِح َدةٌ بِ ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫َوالكرك[اَ ْل ُكرْ َد] َواَلتُّرْ َ‬
‫صلَّى‬ ‫ار بِ ُم َح َّمد َ‬ ‫هللاِ َوإِلَى اَ ْ ِإل ْسالَ ِم َوإِلَى اَ ْ ِإل ْق َر ِ‬ ‫ب الَ يَأْتُونَ َعلَى أَ ْه ِل ِدين إِالَّ َدعَوْ هُ ْم إِلَى َ َّ‬ ‫َوأ ُ ْخ َرى بِ ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ب َو َما ُدونَ اَ ْل َج َب ِل أَ َح ٌد إِالَّ أَقَ َّر‪.‬‬ ‫ق َواَ ْل َم ْغ ِر ِ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َو َم ْن لَ ْم يُ ْسلِ ْم قَتَلُوهُ َحتَّى الَ َي ْبقَى َب ْينَ اَ ْل َم ْش ِر ِ‬ ‫َ َّ‬

‫📗 بصائر الدرجات‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤۹۰‬‬

‫والذي يبدو أن هذه المدن في واقع وحال مختلف تما ًما عن واقعنا وحالنا األرضي فال وقتهم كوقتنا‬
‫وال مكانهم كمكاننا وال تكليفهم كتكليفنا بل ُكلُّ شيء مختلف في ما بيننا‪ ،‬وهم يفوقون بني اإلنسان‬
‫في عبادتهم وقدراتهم وقوتهم حتى يوكل إليهم اإلمام المهدي عليه السالم مهمة فتح البلدان‬
‫األوروبية واألفريقية واألسيوية وغيرها‪ ،‬وهؤالء سيخرجون وسيظهرون للعل ِن عندما يظهر‬
‫لنشر العدل والحق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صاحب األمر عليه السالم ويخرج بالسيف‬

‫وأكثر من هذا سيحدث حتى يصل االنفتاح على العوالم لمرحلة التجول والتنقل في ما بينها!‬

‫‪61‬‬
‫لذلُو َل َو َذ َخ َر‬ ‫� ف َع ْن َسوْ َرةَ ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َّن َذا اَ ْلقَرْ نَ ْي ِن قَ ْد ُخيِّ َر اَل َّس َحابَي ِْن فَ ْ‬
‫اختَا َر اَ َّ‬
‫ق‬‫صا ِعقَةٌ أَوْ بَرْ ٌ‬ ‫ال‪َ :‬ما َكانَ ِم ْن َس َحاب فِي ِه َر ْع ٌد َو َ‬ ‫صعْبُ ؟ قَ َ‬ ‫ت‪َ :‬و َما اَل َّ‬ ‫ْب‪ ،‬قَا َل قُ ْل ُ‬ ‫صع َ‬ ‫صا ِحبِ ُك ُم اَل َّ‬‫لِ َ‬
‫ضينَ‬‫ت اَل َّسب ِْع َواَ ْألَ َر ِ‬
‫ب اَل َّس َما َوا ِ‬ ‫ب أَ ْسبَا ِ‬ ‫اب َويَرْ قَى فِي اَ ْألَ ْسبَا ِ‬ ‫صا ِحبُ ُك ْم يَرْ َكبَهُ أَ َما إِنَّهُ َسيَرْ َكبُ اَل َّس َح َ‬ ‫فَ َ‬
‫اَل َّسب ِْع َخ ْمسٌ َع َوا ِم ُر َواِ ْثنَا ِن َخ َرابَا ِن‪.‬‬

‫📗 بصائر الدرجات‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤۰۹‬‬

‫فالذي أفهمه من نصِّ الحديث أن اإلمام سيتنقل بين هذه العوالم السماوية وكذلك األرضية وربما‬
‫ستكون بواقع موازي لواقعنا أي مختلف في الوقت كما هو الحال في عالم الجن والمالئكة!‬

‫هذه بعضُ آثار ستظه ُر في الدولة المهدوية وهي غيضٌ من فيض بركات صاحب الزمان عليه‬
‫السالم وخيراته الكثيرة‪ ،‬ومزايا دولته العظيمة‪ ،‬والتطور العلمي والحضاري والثقافي واإلجتماعي‬
‫جلي بعد الظهور الشريف إن كتب هللا لنا‬
‫ٍّ‬ ‫واإلقتصادي والسياسي الكبير الذي سنتلمس آثاره بشكل‬
‫عمرًا وتوفيقًا للعيش والتنعم والتملك في دولة العدل اإللهي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫قباب اإلمام المهدي عليه السالم‬

‫إن المتتبع للقضايا المفصلية في تاريخ البشرية سيُالحظ تفرّدها ببعض األمور الخاصة التي تميّزها‬
‫عن غيرها من الحوادث والوقايع الماضية والحاضرة وحتى المستقبلية‪ ،‬فمثالً هنالك العديد من‬
‫الحاالت التي تعرّض فيها األنبياء والمرسلين والصالحين للظلم على أيدي أممهم ولكن الظلم الذي‬
‫وقع على أهل البيت عليهم السالم ال مثيل له فهم قد تفرّدوا بالظلم الواقع عليهم! كما أن جميع األيمة‬
‫الطاهرين عليهم السالم قد ظُلِموا ولكن ال مثيل لظالمة أمير المؤمنين عليه السالم حتى ورد أنه‬
‫عليهم السالم أكبر مظلوم في التاريخ بأسره! كذلك صاحب الزمان عليه السالم قد تفرّد بظلمه‬
‫العجيب عن بقية األيمة الطاهرين عليهم السالم‪ ،‬وهذا يعني تفرّد البعض وتميزه بأمر معين دون‬
‫اآلخرين‪ ،‬والمسألة ال تقف عند هذا الحد أو تقتصر على هذا األمر بل هنالك قضايا عجيبة ومفجعة‬
‫كمصيبة كربالء وما حدث فيها فقد تميّزت عن غيرها من المصايب والمفاجع والمجازر إذا جاز‬
‫التعبير‪.‬‬

‫إ َّن المشروع المهدوي مشروع السماوات واألرضين قد تفرّد وتميّز بعدة قضايا لم تجري في غيره‪،‬‬
‫فالمشروع برمته عجيبٌ وعظيم وخطير في أدق تفاصيله وأبسط موضوعاته‪ ،‬إذ يجد المتأمل‬
‫والمتابع للروايات المهدوية واآليات القرآنية الخاصة ب ِه العديد من النكات الدقيقة والخاصة باألمور‬
‫المستقبلية واالكتشافات العلمية‪ ،‬فعلى سبيل المثال لو تأمل الباحث في موضوع العلم بعد الظهور‬
‫لوجد أنه سيصل إلى عجايب العلوم وغوامض األسرار وخبايا المعارف اإللهية‪ ،‬فج ّل ما لدينا في‬
‫الوقت الحاضر حرفان من العلم بينما بعد الظهور سيخرج اإلمام المهدي عليه السالم خمسة‬
‫وعشرين حرفًا من العلم ليكتمل بذلك العلم اإللهي المحدود بحدود البشرية والعوالم المادية الدنيوية‪.‬‬

‫ت بِ ِه اَلرُّ ُس ُل‬‫هللا َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬اَ ْل ِع ْل ُم َس ْب َعةٌ َو ِع ْشرُونَ َحرْ فا ً‪ ،‬فَ َج ِمي ُع َما َجا َء ْ‬ ‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ف اَلنَّاسُ َحتَّى اَ ْليَوْ ِم َغ ْي َر اَ ْل َحرْ فَ ْي ِن‪ ،‬فَإ ِ َذا قَا َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم أَ ْخ َر َج اَ ْل َخ ْم َسةَ‬ ‫َحرْ فَا ِن‪ ،‬فَلَ ْم يَع ِ‬
‫ْر ِ‬
‫ض َّم إِلَ ْيهَا اَ ْل َحرْ فَ ْي ِن َحتَّى يَبُثَّهَا َس ْب َعةً َو ِع ْش ِرينَ َحرْ فا ً‪.‬‬‫اس‪َ ،‬و َ‬ ‫َواَ ْل ِع ْش ِرينَ َحرْ فا ً فَبَثَّهَا فِي اَلنَّ ِ‬
‫📗 مختصر البصائر‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۳۲۰‬‬

‫ومن ضمن ما تفرّد به المشروع المهدوي هو وسائل النقل التي سيستخدمها اإلمام المهدي عليه‬
‫السالم في تنقالته بين البلدان والمدن الكبيرة في حروب ِه وفي ساير شؤونه المقدسة‪ ،‬فقد ورد في‬

‫‪63‬‬
‫روايات أهل البيت عليهم السالم ما يدعوا الباحث الفذ إلى التأمل الطويل في هذا الموضوع المهم‪،‬‬
‫الجدير بالبحث والتأمل كون مادته دسمة وعميقة تكشف لنا بعض أسرار المستقبل المهدوي!‬

‫إن ما لفت نظري وجعلني أكتب هذا البحث هو الروايات التي تشير لقدوم اإلمام المهدي عليه السالم‬
‫من مكة إلى العراق‪ ،‬فتساءلت مع نفسي كيف سيأتي؟ ما هي الوسيلة التي ستنقله من مكة المكرمة‬
‫إلى العراق؟ فتذكرت أني قد قرأت في روايات الغيبة والظهور ما يشير لذلك بشكل واضح وجلي‬
‫بيّن ال غبار عليه‪ ،‬ولكن المبهم فيها هو ماهية هذه الوسايل! وتأمل معي في الخبرين اآلتيين‪:‬‬

‫� ع َْن أَبِي َح ْم َزةَ‪َ ،‬ع ْن أَبِي َج ْعفَر ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم)‪ ،‬قَا َل‪ « :‬يَا أَبَا َح ْم َزةَ‪َ ،‬كأَنِّي بِقَائِ ِم أَ ْه ِل بَ ْيتِي قَ ْد َعالَ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه)‪ ،‬فَإ ِ َذا نَ َش َرهَا اِ ْن َحطَّ ْ‬
‫ت َعلَ ْي ِه‬ ‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاِ ( َ‬‫ق نَ َجفِ ُك ْم‪ ،‬نَ َش َر َرايَةَ َرسُو ِل َ َّ‬‫نَ َجفَ ُك ْم‪ ،‬فَإ ِ َذا َعالَ فَوْ َ‬
‫از ٌل فِي قِبَاب ِم ْن نُور‪ِ ،‬حينَ َي ْن ِز ُل ِبظَه ِْر‬ ‫ال أَبُو َج ْعفَر ( َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم)‪ « :‬إِنَّهُ نَ ِ‬ ‫َمالَ ِئ َكةُ بَ ْدر »‪َ .‬وقَ َ‬
‫وم يَوْ َم يُو َس ُم‬ ‫ض َي اَ ْألَ ْم ُر‪ :‬فَه َُو اَ ْل َو ْس ُم َعلَى اَ ْل ُخرْ طُ ِ‬ ‫ُوق‪ ،‬فَهَ َذا ِحينَ يَ ْن ِزلُ‪َ ،‬وأَ َّما قُ ِ‬ ‫اَ ْل ُكوفَ ِة َعلَى اَ ْلفَار ِ‬
‫اَ ْل َكافِ ُر»‪.‬‬

‫📗 البرهان في تفسير القرآن‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤٤۹‬‬

‫ض َي اَ ْألَ ْم ُر‬ ‫هللا تَ َعالَى « فِي ظُلَل ِمنَ اَ ْل َغمّٰ ِام َواَ ْل َم ّٰ‬
‫ال ِئ َكةُ َوقُ ِ‬ ‫� عن أَبي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬فِي قَوْ ِل َ َّ ِ‬
‫ظه ِْر اَ ْل ُكوفَ ِة فَهَ َذا ِحينَ يَ ْن ِز ُل‪.‬‬ ‫» قَا َل‪ :‬يَ ْن ِز ُل فِي َسب ِْع قِبَاب ِم ْن نُور الَ يُ ْعلَ ُم فِي أَيِّهَا‪ ،‬هُ َو ِحينَ يَ ْن ِز ُل فِي َ‬

‫📗 تفسير العياشي‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۱۰۳‬‬

‫الفذ المتأمل في هذين الخبرين سيجد المسألة واضحة جدًا أال وهي نوعيّة مركبات اإلمام‬ ‫فالباحث ّ‬
‫المهدي عليه السالم التي سيأتي بها من مكة المكرمة إلى العراق وتحديدًا الكوفة المقدسة‪ ،‬ولكن‬
‫المثير لالنتباه أن هذه القِباب ستكون من نور‪ ،‬فلك أن تتصور عظمتها ورهبتها وخطرها على‬
‫إبليس اللعين! وربما القِبة بكسر القاف تختلف عن القُبة بضم القاف ألن الثاني تعني بنا ٌء مستدي ٌر‬
‫مق َّوس مج َّوف يُعقَ ُد باآل ُج ِّر ونحوه‪ ،‬وهو ما موجود اآلن فوق األضرحة المقدسة والمساجد المعظمة‬
‫وغيرها من األبنية‬
‫المعمارية‪ ،‬وكذلك لها معان لغوية متغايرة فيما بينها‪ ،‬كما تطلق على القُبّة السَّماويَّة والتي تعني قُبّة‬
‫وهميّة ذات امتداد ال نهائ ّي‪ ،‬مرك ُزها األرض‪ ،‬وعليها تقع النجوم والكواكب واألجرام السّماويّة‪،‬‬
‫وغيرها من المعاني‪ ،‬بينما قِباب بكسر القاف تختلف بشكل ُكلِّ ٍّي عن القُبة‪ ،‬فيقال في اللغة معن ًى لها‬

‫‪64‬‬
‫الكرش إِلى جنبها‪ ،‬ال يخرج منها الفَرْ ث أبدًا! وربما تكون‬
‫ِ‬ ‫ذات أطباق أَ َ‬
‫سفل‬ ‫أن القِبَةُ من الشاة‪ :‬هَنَةٌ ُ‬
‫بذات المعنى نفسه وربما تختلف‪.‬‬

‫لقد وردت في روايات أهل البيت عليهم السالم لفظة "القِباب" في عدة موضوعات مختلفة‪ ،‬مرة‬
‫يُراد بها هذه القُبة المستديرة المبنية من الجص واآلجر فوق األبنية واألضرحة المقدسة وغيرها‪،‬‬
‫ومرة يُراد بها وسيلة نقل! وأخرى يُراد بها الدورة الزمانية لحقبة معينة! وسأعرض بين يديكم‬
‫نماذج منها ليس إالَّ فهي أكثر من أن تروى في هذا البحث المقتضب‪:‬‬

‫ض ثُ َّم تَ َكلَّ َم‬‫ض َعهُ َعلَى اَ ْألَرْ ِ‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فِي َح ِديث طَ ِويل‪ :‬أَنَّهُ َخلَ َع َخاتَ َمهُ َو َو َ‬ ‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ت فَإ ِ َذا نَحْ ُن ِببَحْ ر َعجَّاج فِي َو َس ِط ِه َسفِينَةٌ َخضْ َرا ُء ِم ْن َزبَرْ َجد‬ ‫ض َواِ ْنفَ َر َج ْ‬ ‫َت اَ ْألَرْ ِ‬ ‫ص َدع ْ‬ ‫بِ َش ْيء فَا ْن َ‬
‫َار َخضْ َرا َء ثُ َّم تَ َكلَّ َم بِ َكالَم فَثَا َر َما ُء اَ ْلبَحْ ِر َواِرْ تَفَ َع َم َع‬
‫ضا َء َحوْ لَهَا د ِ‬ ‫ض َر فِي َو َس ِطهَا قُبَّةٌ ِم ْن ُدرَّة بَ ْي َ‬ ‫أَ ْخ َ‬
‫ت َحتَّى‬ ‫يري بِقُ ْد َر ِة َ َّ‬
‫هللاِ فَ َسا َر ْ‬ ‫اَل َّسفِينَ ِة‪ ،‬فَقَا َل لَنَا‪ :‬ا ُ ْد ُخلُوهَا فَ َد َخ ْلنَا اَ ْلقُبَّةَ اَلَّتِي فِي اَل َّسفِينَ ِة ثُ َّم قَا َل لَهَا‪ِ :‬س ِ‬
‫ق‬ ‫َظي َمة َوإِ َذا فِيهَا قِبَابٌ إِلَى أَ ْن قَا َل‪ :‬ثُ َّم أَوْ َمى ِبيَ ِد ِه َوتَ َكلَّ َم بِ َكالَم َوإِ َذا نَحْ ُن فَوْ َ‬ ‫اِ ْنتَهَ ْينَا إِلَى َج ِزي َرة ع ِ‬
‫ص ْدعا ً‬ ‫ض َب ْينَ يَ َد ْي ِه فَلَ ْم أَ َر فِيهَا َ‬‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َوأَ ْخ َر َج َخاتَ َمهُ َو َختَ َم اَ ْألَرْ َ‬
‫ض فِي َم ْن ِز ِل أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫اَ ْألَرْ ِ‬
‫َوالَ فُرْ َجةً‪.‬‬

‫📗 إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات‪/‬ج‪٤‬ص‪.۱۹۹‬‬

‫فالذي أفهمه من منطوق هذا الخبر الشريف أن القِباب هي البناء المستدير أي كما هو حاليًا في‬
‫النجف وكربالء وساير المراقد المقدسة‪ ،‬وقد تختلف هذه القباب فيما بينها من حيث شدة االستدارة‬
‫المكون لها كقبة دائرية!‬

‫سالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬د ََخ َل َرسُو ُل َ َّ‬


‫هللاِ‬ ‫ْت أَ ِمي َر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلِ َّي ْبنَ أَبِي طَالِب َعلَ ْي ِه ال َّ‬ ‫� َع ِن اِ ْب ِن َعبَّاس قَا َل َس ِمع ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ك يَا بُنَيَّ ِة؟ قَالَ ْ‬ ‫ال لَهَا‪َ :‬ما َح َزنَ ِ‬ ‫اط َمةَ َعلَ ْيهَا ال َّسالَ ُم َو ِه َي َح ِزينَةٌ فَقَ َ‬ ‫ات يَوْ م َعلَى فَ ِ‬ ‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه َذ َ‬ ‫صلَّى َ َّ‬ ‫َ‬
‫َظي ٌم َولَ ِك ْن قَ ْد أَ ْخبَ َرنِي‬ ‫اس ُع َراةً يَوْ َم اَ ْلقِيَا َم ِة! قَا َل‪ :‬يَا بُنَيَّ ِة إِنَّهُ لَيَوْ ٌم ع ِ‬ ‫ت اَ ْل َمحْ َش َر َو ُوقُوفَ اَلنَّ ِ‬ ‫ت َذ َكرْ َ‬ ‫يَا أَبَ ِ‬
‫ق] َع ْنهُ اَ ْألَرْ ضُ يَوْ َم اَ ْلقِيَا َم ِة أَنَا‬ ‫هللاِ َع َّز َو َج َّل أَنَّهُ قَا َل‪ :‬أَ َّو ُل َم ْن تَ ْن َش ُّق [يَ ْن َش ُّ‬
‫َجب َْرئِي ُل [ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم] َع ِن َ َّ‬
‫ك َجب َْرئِي َل فِي َس ْب ِعينَ أَ ْلفَ‬ ‫ث َ َّ‬
‫هللاُ إِلَ ْي ِ‬ ‫ك َعلِ ُّي ب ُْن أَبِي طَالِب [ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم] ثُ َّم يَ ْب َع ُ‬ ‫ثُ َّم وأَبِي إِ ْب َرا ِهي ُم ثُ َّم بَ ْعلُ ِ‬
‫ف ِع ْن َد َر ْأ َس ِ‬
‫ك‬ ‫ث ُحلَل ِم ْن نُور فَيَقِ ُ‬ ‫يك إِ ْس َرافِي ُل ِبثَالَ ِ‬ ‫َملَك فَيَضْ ِربُ َعلَى قَب ِْر ِك َس ْب َع قِبَاب ِم ْن نُور ثُ َّم يَأْتِ ِ‬
‫ك [فَتَقُو ِمينَ ]‪ ...‬الخ‬ ‫ك يَا فَا ِط َمةُ اِ ْبنَةَ ُم َح َّمد قُو ِمي إِلَى َمحْ َش ِر ِ‬ ‫فَيُنَا ِدي ِ‬

‫📗 تفسير فرات الکوفي‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤٤٤‬‬

‫‪65‬‬
‫كذلك في هذا الخبر إشارة واضحة لمعنى القباب فهي البناء المستدير كما في قواميس اللغة‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ال يعني بالضرورة أن تكون هذه القباب المتكونة من صرافة النور أن تكون بهذه الكيفية‬
‫المفهومة عندنا فربما لها أشكال وهيئات مختلفة تما ًما‪ ،‬ولكننا حسب اللغة والمنطوق الواضح في‬
‫الحديث قلنا أنها البناء المستدير المتعارف عليه بين عامة الناس‪.‬‬

‫ك هَ ِذ ِه‬ ‫ت فِدَا َ‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم فَقَا َل لَهُ‪ُ :‬ج ِع ْل ُ‬


‫صالِح قَا َل‪ :‬د ََخ َل َر ُج ٌل َعلَى أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� ع َْن َعجْ الَنَ أَبِي َ‬
‫قُبَّةُ آ َد َم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم؟ قَا َل‪ :‬نَ َع ْم َو ِ َّّلِلِ قِبَابٌ َكثِي َرةٌ أَالَ إِ َّن َخ ْلفَ َم ْغ ِر ِب ُك ْم هَ َذا تِ ْس َعةٌ َوثَالَثُونَ َم ْغ ِربا ً أَرْ ضا ً‬
‫ق آ َد ُم أَ ْم لَ ْم‬
‫هللاَ َع َّز َو َج َّل طَرْ فَةَ َعيْن َما يَ ْدرُونَ ُخلِ َ‬ ‫ور ِه لَ ْم يَ ْعصُوا َ َّ‬
‫ضيئُونَ ِبنُ ِ‬ ‫ضا َء َم ْملُ َّوةً َخ ْلقا ً يَ ْستَ ِ‬ ‫بَ ْي َ‬
‫ي ُْخلَ ْق يَ ْب َرءُونَ ِم ْن فُالَن َوفُالَن‪.‬‬

‫📗 الکافي‪/‬ج‪/۸‬ص‪.۲۳۱‬‬

‫المعنى المفهوم من المنطوق الشريف لهذا الحديث العظيم هو أن القبة المتواجدون فيها حاليًا تسمى‬
‫قبة آدم أي الحقبة الزمنية منذ نزول آدم عليه السالم إلى يوم القيامة‪ ،‬لذلك السائل يسأل هذه قبة آدم‬
‫عليه السالم؟ فجاءه الجواب بنعم‪ ،‬وّلِل تعالى قباب كثيرة أي عوالم مختلفة ومتنوعة وبحقبها‬
‫الزمكانية المتعددة والمختلفة والمتنوعة‪.‬‬

‫� ونقل في األثر الشريف من معاجز أبي الحسن الهادي عليه السالم‪ِ :‬م ْن ُم ْع ِج َزاتِ ِه أَ َّن قُبُو َر اَ ْل ُخلَفَا ِء‬
‫صى َويُ ْنقَى ِم ْنهَا ُك َّل يَوْ م‬ ‫ُور َما الَ يُحْ َ‬ ‫لطي ِ‬ ‫يش َواَ ُّ‬ ‫ق اَ ْل َخفَافِ ِ‬ ‫َّاس بِ ُس َّر َم ْن َرأَى َعلَ ْيهَا ِم ْن ُزرْ ِ‬
‫ِم ْن بَنِي اَ ْل َعب ِ‬
‫س قُبَّ ِة اَ ْل َع ْس َك ِريَّ ْي ِن َوالَ َعلَى قِبَا ِ‬ ‫ْ‬
‫ب َم َشا ِه ِد‬ ‫ون اَ ْلقُبُو ُر َم ْملُو َءةً ُزرْ قا ً َوالَ يُ َرى َعلَى َرأ ِ‬ ‫َو ِمنَ اَ ْل َغ ِد تَ ُك ُ‬
‫ُور ِه ْم إِ ْلهَاما ً لِ ْل َحيَ َوانَا ِ‬
‫ت إِجْ الَالً لَهُ ْم‪.‬‬ ‫طيْر فَضْ الً َعلَى قُب ِ‬ ‫ق َ‬ ‫آبَائِ ِه َما َعلَ ْي ِه ُم ال َّسالَ ُم ُزرْ ُ‬

‫📗 الخرائج والجرائح‪/‬ج‪/۱‬ص‪.٤٥۳‬‬

‫يت ُخضْ ر‬ ‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َذا َكانَ يَوْ ُم اَ ْلقِي َم ِة أَ ْق َب َل َس ْب ُع قِبَاب ِم ْن نُور َي َواقِ َ‬ ‫� عن أَبي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ب اَ ْل َجنَّ ِة‪ ،‬فَيَطَّلِ ُع‬‫ف بِ ِه أَ ْه ُل َد ْه ِر ِه بَرُّ هَا َوفَا ِج ُرهَا َحتَّى يَقِفُونَ بِبَا ِ‬ ‫َوبِيض‪ ،‬فِي ُكلِّ قُبَّة إِ َما ُم َد ْه ِر ِه قَ ْد اِحْ تَ َّ‬
‫صا ِحبُ قُبَّة اِطِّالَ َعةً فَيُ َميِّ ُز أَ ْه َل َوالَيَتِ ِه َو َع ُد ِّو ِه ثُ َّم يُ ْقبِ ُل َعلَى َع ُد ِّو ِه فَيَقُو ُل‪ :‬أَ ْنتُ ْم « اَلَّ ِذينَ أَ ْق َس ْمتُ ْم ّٰال‬ ‫أَ َّولَهَا َ‬
‫ف َعلَ ْي ُك ْم » اَ ْل َيوْ َم [يَقُولُهُ] ِألَصْ َحا ِب ِه فَيَ ْس َو ُّد َوجْ هُ اَلظَّالِ ِم فَيُ َميِّ ُز‬ ‫هللاُ ِب َرحْ َمة ا ُ ْد ُخلُوا اَ ْل َجنَّةَ ّٰال َخوْ ٌ‬ ‫يَ ّٰنالُهُ ُم َ ّٰ ّ‬
‫لظّالِ ِمينَ » فَإ ِ َذا نَظَ َر أَ ْه ُل قُبَّة اَلثَّانِيَ ِة إِلَى‬ ‫أَصْ حابهُ إلَى اَ ْلجنَّة وهُم يقُولُونَ ‪ « :‬ربَّ ّٰنا ّٰال تَجْ ع ْل ّٰنا مع اَ ْلقَوْ م اَ ّٰ‬
‫ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ َ ْ َ‬ ‫َ َ ِ‬

‫‪66‬‬
‫قِلَّ ِة َم ْن يَ ْد ُخ ُل اَ ْل َجنَّةَ َو َك ْث َر ِة َم ْن يَ ْد ُخ ُل اَلنَّا َر َخافُوا أَ ْن الَ يَ ْد ُخلُوهَا‪َ ،‬و َذلِ َ‬
‫ك قَوْ لُهُ‪ « :‬لَ ْم يَ ْد ُخلُو ّٰها َوهُ ْم‬
‫ط َمعُونَ »‪.‬‬ ‫يَ ْ‬

‫📗 تفسير العياشي‪/‬ج‪/۲‬ص‪.۱۸‬‬

‫أما في هذه الرواية فاألمر مختلف‪ ،‬فهي تصرّح بقدوم سب ُع قباب من نور في يوم القيامة أي أنها‬
‫مركبات مختلفة تما ًما ع ّما نعرفه‪ ،‬سيكون فيها سبع أيمة من أيمة أهل البيت عليهم السالم! والسؤال‬
‫الذي يطرح نفسه هاهنا هو هل توجد مركبات من النور الصرف في يوم القيامة؟! وسؤال آخر يُثار‬
‫أيضًا وهو هل قباب النور المذكورة في الحديث أعاله هي‬
‫مركبات من النور أم أنها مخلوق نوراني بهيئة مركبة أي دابة يركب عليها المعصوم عليه السالم!؟‬
‫وسؤا ٌل ثالث وهو هل قباب النور هذه نفسها قباب المهدي عليه السالم التي سيأتي راكبًا عليها عندما‬
‫يأتي العراق قاد ًما من مكة المكرمة فيهبط في الكوفة المقدسة أم أنها مختلفة!؟ هذه األسئلة ينبغي‬
‫على الباحث المتأمل الساعي لمعرفة إمام زمانه أن يدقق فيها ويبحث عن أجوبتها!‬
‫وأضافت الرواية بأن هذه القباب يواقيت خضر وبيض‪ ،‬أي المادة المتكونة منها القباب السبعة ربما‬
‫ب َشفّ ٌ‬
‫اف ُم ْشربٌ بِال ُح ْم َر ِة‬ ‫األحجار وال َجوا ِه ِر ال َك ِري َم ِة‪ ،‬لَوْ نُهُ في الغالِ ِ‬
‫ِ‬ ‫وت نَوْ ٌع ِمن‬ ‫هي الياقوت! والياقُ ُ‬
‫فار ِسي ُمعرَّبٌ ‪،‬‬ ‫الزرقَ ِة أَو الصُّ ْف َرة‪ ،‬وأَجْ َو ُدهُ األَحْ َم ُر الرُّ ّمانِ ُّي‪ ،‬ويُقا ُل له‪ :‬البَ ْه َرمانِ ّي‪ .‬ويُقال‪ :‬هو ِ‬
‫أو ُّ‬
‫يت‪ ،‬وهو من األحجار الموجودة في الجنة‪ ،‬وقد زين‬ ‫والوا ِح َدةُ‪ :‬ياقُوتَةٌ‪ ،‬والجمع‪ :‬يَواقِ ُ‬
‫ِ‬ ‫وهو فا ُعول‪،‬‬
‫هللا جدرانها بهذا الحجر وغيره‪ ،‬كما يُستحب التختم به!‬
‫ويمكن أن نستشف من خالل التأمل في هذه األخبار الشريفة أن القِباب تتكون من عدة طبقات‬
‫ُمحاطةً بهالة من نور‪ ،‬يرى الناظر إليها ذلك واضحًا جليًّا ال غبار عليه أي يرى النور والشعاع‬
‫القوي الصادر منها حتى يتخيل له أنها كتلة من نور فقط! وهذا النور قطعًا سيكون وسيلةً دفاعية أو‬
‫هجومية أو له عالقة وسبب كبير في سرعة المركبة! لذلك سيتفاجئ بها األعداء ويصابون بالحيرة‬
‫والذهول تجاه التقنية المهدوية المتقدمة ع ّما وصلوا إليه بعشرات إن لم تكن مئات السنين الضوئية!‬

‫وهنا نطرح عدة اسئلة حول هذا الموضوع‪ ،‬وهي‪ :‬متى صُنعت هذه المركبات؟ ومن صنعها؟‬
‫ومتى؟ وكيف؟ وأين كانت مخبئة طيلة هذه الفترة التي استغرقها ظهور اإلمام المهدي عليه السالم‬
‫حتى يوم خروجه وقدومه نحو العراق؟ هذه األسئلة تحتاج أجوبة مدعومة بالشواهد واألدلة ولكن‬
‫المؤسف ال نملك أي شيء من أجوبتها فكل ما يمكن قوله هللا وإمام زماننا أعلم بأمرها!‬
‫والتعبير في الرواية المتقدمة من أن اإلمام سينزل في النجف فهي تشير بوضوح لقدومه من السماء‬
‫أي أن هذه القباب ستكون طائرة‪ ،‬ويمكن تقريب الصورة للذهن من خالل األطباق الطائرة المنتشرة‬

‫‪67‬‬
‫في مسلسالت الكرتون وغيرها من أفالم السينما‪ ،‬ولكن القباب المهدوية ستكون إعجوبة العصر‪،‬‬
‫ومن ضمن اإلبداع المهدوي المميز‪ ،‬لذلك نجد أن حرب اإلمام المهدي عليه السالم لن تستمر أكثر‬
‫من ثمانية أشهر كما صرحت بذلك جملة من األخبار الشريفة‪.‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل في خبر طويل إلى أن يقول‪ :‬يَا أَبَا ُم َح َّمد إِنَّه ُ‬ ‫صير قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫� ف َع ْن أَبِي بَ ِ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه‬ ‫هللاِ َ‬ ‫ون َعلَ ْي ِه قَ ِميصُ َرسُو ِل َ َّ‬
‫ق يَ ُك ُ‬ ‫هللاِ َعلَى هَ َذا اَ ْل َخ ْل ِ‬
‫ب َ َّ‬‫ض ِ‬ ‫يَ ْخ ُر ُج َموْ تُوراً َغضْ بَانَ أَ ِسفا ً لِ َغ َ‬
‫صلَّى َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه اَلسَّابِ َغة ُ‬ ‫َوآلِ ِه اَلَّ ِذي َعلَ ْي ِه َيوْ َم أُحُد َو ِع َما َمتُهُ اَل َّس َحابُ َو ِدرْ ُعهُ ِدرْ ُع َرسُو ِل َ َّ‬
‫هللاِ َ‬
‫ار يُ َج ِّر ُد اَل َّس ْيفَ َعلَى عَاتِقِ ِه ثَ َمانِيَةَ أَ ْشهُر يَ ْقتُ ُل‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه ُذو اَ ْلفَقَ ِ‬ ‫صلَّى َ َّ‬‫هللاِ َ‬‫ْف َرسُو ِل َ َّ‬‫َو َس ْيفُهُ َسي ُ‬
‫هَرْ جا ً‪.‬‬

‫📗 الغيبة (للنعماني)ج‪/۱‬ص‪.۳۰۷‬‬

‫وهذا يعني سرعة فرض السيطرة على جميع أصقاع األرض من خالل ما يملكه اإلمام روحي فداه‬
‫من أسلحة متطورة‪ ،‬وتقنيات متقدمة‪ ،‬ووالية تكوينية يستطيع من خاللها الهيمنة وبسط يده على‬
‫جميع الخلق في طرفة عين! ورجال قلوبهم كزبر الحديد أعطاهم هللا تعالى قوة أربعين رجالً!‬

‫كما أن الرواية أشارت لتكتيك أمني عالي جدًا وهو مجهولية تواجد اإلمام في أي قبة من هذه القباب‬
‫السبعة! وهذا التكتيك يشعرنا بالخطر الكبير الذي سيتعرض له اإلمام في بداية الظهور الشريف ال‬
‫سيّما من أهل مكة المكرمة فهم سيهرعون لقتله عندما يخطب خطبته المعروفة! كما أن السفياني‬
‫وأعوانه األنجاس سيسعون جاهدين بتخطيط إبليس اللعين لقتله بأي طريقة كانت‪ ،‬مما يدفع العقول‬
‫المدبرة في قيادة جيش الغضب المهدوي إلى أخذ الحيطة والحذر للحفاظ على سالمة اإلمام المهدي‬
‫عليه السالم‪ ،‬ونحن نقول هذا الكالم أخ ًذا باألسباب الطبيعية وما عليه ظاهر الناس وإالَّ فإن اإلمام‬
‫سيكون محاطًا بجيوش النور وهم أركان العرش وحملته‬ ‫ُ‬ ‫سيكون محفوظًا بالحفظ اإللهي! كما أنه‬
‫جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل وأعوانهم‪ ،‬وساير المؤمنين من الجن واإلنس خصوصًا‬
‫الخضر عليه السالم!‬

‫يستوف حقه في البحث والتنقيب والتأمل‪ ،‬ألن المعطيات قليلة‪ ،‬وليس بأيدينا أكثر‬
‫ِ‬ ‫إن الموضوع لم‬
‫من عنوان المركبات التي سيركبها اإلمام المهدي عليه السالم‪ ،‬ونوع المادة التي قلنا لربما ستكون‬
‫من الياقوت ولكن هل لك أن تتصور مركبة مصنوعة من حجر الياقوت!؟ إذ علمنا كما مر‬
‫صالبةً بعد الماس‪ ،‬ويتركب من أكسيد‬ ‫أن الياقوت َح َج ٌر من األَحجار الكريمة‪ ،‬وهو أَكثر المعادن َ‬

‫‪68‬‬
‫الزرقة أَو الصُّ فرة‪ ،‬ويستعمل للزينة بشكل‬
‫األَل ُمنيوم‪ ،‬ولونُهُ في الغالب شفّاف مشربٌ بالحمرة أَو ُّ‬
‫كبير جدًا‪ ،‬وال أدري هل فعالً يمكن صنع مركبة طائرة أو متحركةٌ أرضية منه؟ وربما ال تكون‬
‫المادة األساسية الخام الداخلة في صناعة المركبات هي الياقوت لربما سيكون جز ًءا من ساير‬
‫المكونات لهذه القباب‪ ،‬أو سيكون الياقوت الزينة التي ستُزين بها قباب النور المهدوية وهللا العالم‬
‫بحقيقة األمر‪.‬‬

‫نسأل هللا أن يوفقنا لمعرفة ماهية هذه القباب‪ ،‬وما هي صفاتها وأشكالها ومكوناتها‪ ،‬ونسأله تعجيل‬
‫الفرج وتسهيل المخرج إلمام الزمان عليه السالم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫جيش الغضب المهدوي‬
‫ُ‬

‫جيشٌ عالي الصفات‪ ،‬راس ٌخ في ال ُمعتقدات‪ ،‬مذخو ٌر لل ُملِمات‪ ،‬خاص بالمهمات‪ ،‬رجا ٌل قلوبهم ك ُز ِ‬
‫بر‬
‫ق وال تحيد‪ ،‬شبابٌ ِسنّهم بل في ِه من عَه ِدهم جديد‪ ،‬يسكنون بُلدانًا ُمختلفةً‬ ‫الحديد‪ ،‬ال تزي ُغ عن الح ِّ‬
‫ولكنّهم حين اجتماعهم كأنّهم من أ ٍّم واحدة قد ولدتهم‪ِ ،‬عدتهم معروفةٌ ثالثمائة وبضعة عشر‪ ،‬وعقدهم‬
‫ُ‬
‫رهبان بالليل‬ ‫عشرةُ اآلف وقد يزيدون‪ ،‬يَه ّدون الجبال ه ًّدا‪ ،‬قوةُ أحدهم تُعاد ُل قوة أربعينَ رجالً‪،‬‬
‫ب‪ ،‬طعامهم جشبٌ لباسه ْم‬ ‫ليوث بالنهار‪ ،‬يسيرون في السحاب‪ ،‬على خيو ِل بلق‪ ،‬ومن النور قبا ِ‬ ‫ٌ‬
‫األنظار هم في غياب‪ ،‬يجتمعونَ في ليلة شاهرين سيوفهم فهم رجا ُل الصِّعاب‪ ،‬ليسوا‬ ‫ِ‬ ‫خشن‪ ،‬وعن‬ ‫ٌ‬
‫ي النحل‪ُّ ،‬زها ٌد ُعبّا ٌد عارفون‬ ‫واألعجمي‪ ،‬لهم في ليلهم دوي كدو ِّ‬
‫ُّ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫من طائفة واحدة فيهم‬
‫ألقاليم األرض‪ ،‬يمس ُح إمامهم‬
‫ِ‬ ‫للقوم وق ّوا ٌد للجيوش‪ ،‬وأصحابٌ لأللوي ِة ووزرا ٌء‬
‫ِ‬ ‫ُمتفقهون علماء سادةٌ‬
‫على صدورهم وبين أكتفاهم فيقو ُل لهم انطلقوا واحك ُموا األرض ومن أشكل علي ِه أم ٌر فلينظر في‬
‫كفِّ يد ِه فإنّهُ يج ُد القضاء جاه ًزا!‬

‫إن أصحاب القائم عجّل هللا فرجه الشريف رجا ٌل من خير ِة الرجال قد مدحتهم الروايات بكثرة لهم‬ ‫َّ‬
‫صفات وأفعا ٌل خاصة‪ ،‬هم جيش الغضب اإللهي المهدوي الذين سينصرون خليفة هللا ويكونون‬ ‫ٌ‬
‫أعوانًا لهُ على بس ِط يد ِه على األرض ونشر العدل والقسط في جميع أنحائها حتى ال يُعبد أح ٌد غير‬
‫ب زماننا وول ِّي‬
‫هللا تبارك وتعالى‪ ،‬عدتهم عدة أصحاب بدر‪ ،‬ولهذا العد ِد سر ال يعلمهُ غير صاح ِ‬
‫ٌ‬
‫روايات عدة تتكلم عن الثالثمائة والثالثة عشر وكذلك عن العقد أو الحلقة وهم‬ ‫نعمتنا وأمرنا‪ ،‬وردت‬
‫عشرةُ اآلف أو اثنا عشر‪ ،‬سأذك ُر الروايات التي تتكلم بصورة مباشرة عن هذه العدة من األنصار‬
‫تار ًكا الروايات التي تتكلم عن عدة أمور غير األنصار وليس تركي إيّاها إعراضًا عنها أو رفضًا‬
‫فعال ديني وليس هذا من معتقدي‪ ،‬فكالمهم نور وأمرهم رشد‪ ،‬وحديثهم‬ ‫ِ‬ ‫لها حاشا ّ‬
‫وكال فليس هذا من‬
‫حياة القلوب‪ ،‬بل تركي لها ألنها تتحدث عن موضوعات متعددة لذلك سأقتصر على ذكر ما يصب‬
‫في صلب موضوعنا‪.‬‬

‫ير اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َعلَ ْي ِه‬


‫َّب ْبنَ نَ َجبَةَ قَا َل‪َ :‬وقَ ْد َجا َء َر ُج ٌل إِلَى أَ ِم ِ‬ ‫ال َح َّدثَنِي َم ْن َرأَى اَ ْل ُم َسي َ‬ ‫� ع َْن َجابِر قَ َ‬
‫ال َّسالَ ُم َو َم َعهُ َر ُج ٌل يُقَا ُل لَهُ اِب ُْن اَل َّسوْ دَا ِء فَقَا َل لَهُ يَا أَ ِمي َر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ إِ َّن هَ َذا يَ ْك ِذبُ َعلَى َ َّ‬
‫هللاِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ط َو َل يَقُو ُل َما َذا‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ض َوأَ ْ‬ ‫ك‪ ،‬فَقَا َل أَ ِمي ُر اَ ْل ُم ْؤ ِم ِنينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬لَقَ ْد أَ ْع َر َ‬
‫َو َعلَى َرسُولِ ِه َويَ ْستَ ْش ِه ُد َ‬
‫يف‬‫ع اَ ْل َخ ِر ِ‬‫ع َكقَ َز ِ‬ ‫ك قَوْ ٌم يَأْتُونَ فِي آ ِخ ِر اَل َّز َما ِن قَ َز ٌ‬ ‫ب‪ ،‬فَقَا َل‪َ :‬خ ِّل َسبِي َل اَل َّر ُج ِل أُولَ ِئ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ْش اَ ْل َغ َ‬
‫يَ ْذ ُك ُر َجي َ‬

‫‪70‬‬
‫ف أَ ِمي َرهُ ْم َواِ ْس َمهُ َو ُمنَا َخ‬‫هللاِ إِنِّي َألَ ْع ِر ُ‬ ‫َواَل َّر ُج ُل َواَل ِّرجْ الَ ِن َواَلثَّالَثَةُ ِم ْن ُك ِّل قَبِيلَة َحتَّى يَ ْبلُ َغ تِ ْس َعةً أَ َما َو َ َّ‬
‫ك َر ُج ٌل ِم ْن ُذ ِّريَّتِي يَ ْبقُ ُر اَ ْل َح ِد َ‬
‫يث بَ ْقراً‪.‬‬ ‫ض َوهُ َو يَقُو ُل بَاقِراً بَاقِراً بَاقِراً ثُ َّم قَا َل َذلِ َ‬ ‫ِر َكابِ ِه ْم‪ .‬ثُ َّم نَهَ َ‬

‫📙الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۱‬‬

‫ث ب ُْن‬ ‫ت َعلَى َعلِ ٍّي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فِي َحا َجة لِي فَ َجا َء اِب ُْن اَ ْل َك َّوا ِء َو َشبَ ُ‬ ‫ف ب ِْن قَيْس قَا َل‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫� َع ِن اَ ْألَحْ نَ ِ‬
‫ت بِ ْال َحا َج ِة‪ ،‬قَا َل‬ ‫ت بَد َْأ َ‬ ‫ك أَ ْن َ‬‫ت فَأْ َذ ْن لَهُ َما فَإِنَّ َ‬ ‫ِرب ِْع ٍّي فَا ْستَأْ َذنَا َعلَ ْي ِه فَقَا َل لِي َعلِي َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬إِ ْن ِش ْئ َ‬
‫ي بِ َحرُو َرا َء؟ قَاالَ‪:‬‬ ‫ت‪ :‬يَا أَ ِمي َر اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ فَأْ َذ ْن لَهُ َما فَلَ َّما َد َخالَ قَا َل‪َ :‬ما َح َملَ ُك َما َعلَى أَ ْن َخ َرجْ تُ َما َعلَ َّ‬ ‫قُ ْل ُ‬
‫ضبُ َحتَّى يَ ُكونَ‬ ‫ون اَ ْل َغ َ‬
‫ضبٌ أَ َويَ ُك ُ‬ ‫ب‪ ،‬قَا َل‪َ :‬وي َْح ُك َما َوهَلْ فِي ِوالَيَتِي َغ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ْش اَ ْل َغ َ‬
‫أَحْ بَ ْبنَا أَ ْن نَ ُكونَ ِم ْن َجي ِ‬
‫يف ِمنَ اَ ْلقَبَائِ ِل َما بَ ْينَ اَ ْل َوا ِح ِد َواَ ِال ْثنَ ْي ِن َواَلثَّالَثَ ِة‬ ‫ع اَ ْل َخ ِر ِ‬ ‫ِمنَ اَ ْلبَالَ ِء َك َذا َو َك َذا ثُ َّم َيجْ تَ ِمعُونَ قَ َزعا ً َكقَ َز ِ‬
‫َواَ ْألَرْ َب َع ِة َواَ ْل َخ ْم َس ِة َواَل ِّستَّ ِة َواَل َّس ْب َع ِة َواَلثَّ َما ِنيَ ِة َواَلتِّ ْس َع ِة َواَ ْل َع َش َر ِة‪.‬‬

‫📙الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۲‬‬

‫لجيش الغضب‪ ،‬وهم بتعبير أمير المؤمنين (عليه‬ ‫ِ‬ ‫▫�بيان‪ :‬في هذين الحديثين ذك ٌر صري ٌح واض ٌح‬
‫نبي آخر الزمان أو من ُذ‬‫النبي فهو ُّ‬
‫ِّ‬ ‫السالم) قو ٌم يأتون في آخر الزمان‪ ،‬وآخ ُر الزمان هو من ُذ والد ِة‬
‫فالمعني هو أصحاب القائم الثالثمائة والثالثة‬
‫ُّ‬ ‫والد ِة إمام زماننا صلوات هللا عليه‪ ،‬وعلى كال القولين‬
‫كقزع الخريف‪ ،‬أي‬
‫ِ‬ ‫عشر وكذلك العقد والراجعين من األموات وسيأتينا تفصي ُل ذلك‪ ،‬يجتمعون قزعًا‬
‫ق وسري ٌع في اجتماع بعضه إلى بعض‬ ‫كقطع السحاب المتفرق في فصل الخريف فهو متفر ٌ‬
‫فالخريف بداية الشتاء والسحاب يكون فيه غير مطبق وال متراكم‪ ،‬وهؤالء األنصار يكونون من عدة‬
‫بلدان وكذا من عدة قبائل فلم يجمعهم بل ٌد واحد ولم يلدهم رح ٌم واحد‪ ،‬بل من عدة بلدان وأرحام‪،‬‬
‫ولكن بلدهم األم الذي سيجمعهم هو مكة ورحمهم األصل هو الوالية‪ ،‬لذلك سيجتمعون في ليلة‬
‫واحدة في مكة المكرمة‪.‬‬

‫� عن إمامنا َزي ُْن اَ ْل َعابِ ِدينَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم أنهُ قال‪ :‬اَ ْل َم ْفقُو ُدونَ ع َْن فُر ِ‬
‫ُش ِه ْم ثَالَثُ ِمائَة َوثَالَثَةَ َع َش َر َر ُجالً‬
‫ت بِ ُك ُم َ ّٰ ّ‬
‫هللاُ َج ِميعا ً) َوهُ ْم‬ ‫هللاِ تَ َعالَى‪( :‬أَ ْينَ مّٰ ا تَ ُكونُوا يَأْ ِ‬
‫ِع َّدةَ أَ ْه ِل بَ ْدر فَيُصْ بِحُونَ بِ َم َّكةَ َوهُ َو قَوْ ُل َ َّ‬
‫أَصْ َحابُ اَ ْلقَائِ ِم‪.‬‬

‫📙 الخرائج و الجرائح ج ‪/۳‬ص‪.۱۱۵۶‬‬

‫‪71‬‬
‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬فِي قَوْ لِ ِه تَ َعالَى‪َ ( -‬ولَئِ ْن أَ َّخرْ ّٰنا َع ْنهُ ُم‬ ‫يز ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ق ْب ِن َع ْب ِد اَ ْل َع ِز ِ‬
‫� ع َْن إِ ْس َحا َ‬
‫لى أ ُ َّمة َم ْع ُدودَة) قَا َل‪ :‬اَ ْل َع َذابُ ُخرُو ُج اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َواَ ْألُ َّمةُ اَ ْل َم ْع ُدو َدةُ ِع َّدةُ أَ ْه ِل بَ ْدر‬ ‫اب إِ ّٰ‬ ‫اَ ْل َع ّٰذ َ‬
‫َوأَصْ َحابُهُ‪.‬‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۲۴۱‬‬

‫قلت في بادئ الكالم أن هذا الجيش أمةٌ معدودة وعددهم ثالثمائة وثالثة عشر عدة أهل‬ ‫▫�بيان‪ :‬كما ُ‬
‫بدر‪ ،‬وهم من بلدان متفرقة يجتمعون في ليلة العاشر من شهرم محرم سنة الظهور على غير ميعاد‬
‫ويأتون بعد ِة طرق منهم من يُفقد من فراشه وهو نائ ٌم ليالً فيصبح في بيت هللا الحرام ومنهم من يأتي‬
‫عن طريق السحاب وربما هذا التعبير كناية عن الطائرة في زماننا وهللا العالم بحقيقة األمر‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬إِ َذا أ ُ ِذنَ اَ ْ ِإل َما ُم َدعَا َ َّ‬
‫هللاَ بِا ْس ِم ِه اَ ْل ِع ْب َرا ِن ِّي‬ ‫ض ِل ْب ِن ُع َم َر قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ‬ ‫� َع ِن اَ ْل ُمفَ َّ‬
‫يف فَهُ ْم أَصْ َحابُ اَ ْألَ ْل ِويَ ِة ِم ْنهُ ْم َم ْن يُ ْفقَ ُد‬ ‫ع اَ ْل َخ ِر ِ‬ ‫ص َحابَتُهُ اَلثَّالَثُ ِمائَ ِة َوثَالَثَةَ َع َش َر قَ َز ٌع َكقَ َز ِ‬ ‫ت لَهُ َ‬ ‫فَأُتِي َح ْ‬
‫ف بِا ْس ِم ِه َواِس ِْم أَبِي ِه َو ِح ْل َيتِ ِه‬ ‫ب نَهَاراً يُع َْر ُ‬ ‫ِم ْن فِ َرا ِش ِه لَ ْيالً فَيُصْ بِ ُح ِب َم َّكةَ َو ِم ْنهُ ْم َم ْن يُ َرى يَ ِسي ُر فِي اَل َّس َحا ِ‬
‫ب نَهَاراً َوهُ ُم اَ ْل َم ْفقُو ُدونَ َوفِي ِه ْم‬ ‫ظ ُم إِي َمانا ً؟ قَا َل‪ :‬اَلَّ ِذي يَ ِسي ُر فِي اَل َّس َحا ِ‬ ‫ت فِدَاكَ أَيُّهُ ْم أَ ْع َ‬
‫ت‪ُ :‬ج ِع ْل ُ‬ ‫َونَ َسبِ ِه‪ ،‬قُ ْل ُ‬
‫هللاُ َج ِميعا ً)‪.‬‬‫ت ِب ُك ُم َ ّٰ ّ‬
‫ت هَ ِذ ِه اَ ْآليَةُ‪( :‬أَ ْينَ مّٰ ا تَ ُكونُوا يَأْ ِ‬ ‫نَ َزلَ ْ‬

‫📙الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۲‬‬

‫ت َم َع َج ْعفَ ِر ْب ِن ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فِي َم ْس ِجد بِ َم َّكةَ َو هُ َو آ ِخ ٌذ ِبيَ ِدي فَقَا َل‬ ‫ب قَا َل‪ُ :‬ك ْن ُ‬ ‫� ع َْن أَبَا ِن ْب ِن تَ ْغلِ َ‬
‫ان َسيَأْ ِتي َ َّ‬
‫هللاُ ِبثَالَ ِث ِمائَة َوثَالَثَةَ َع َش َر َر ُجالً فِي َم ْس ِج ِد ُك ْم هَ َذا يَ ْعلَ ُم أَ ْه ُل َم َّكةَ أَنَّهُ لَ ْم ي ُْخلَ ْق آبَا ُؤهُ ْم َوالَ‬ ‫يَا أَبَ ُ‬
‫ُوف َم ْكتُوبٌ َعلَى ُكلِّ َسيْف اِ ْس ُم اَل َّر ُج ِل َواِ ْس ُم أَبِي ِه َو ِح ْليَتُهُ َونَ َسبُهُ ثُ َّم يَأْ ُم ُر‬ ‫أَجْ دَا ُدهُ ْم بَ ْع ُد َعلَ ْي ِه ُم اَل ُّسي ُ‬
‫ضا ِء دَا ُو َد َو ُسلَ ْي َمانَ الَ يَسْأ َ ُل َعلَى َذلِ َ‬
‫ك بَيِّنَةً‪.‬‬ ‫ضي بِقَ َ‬ ‫ُمنَا ِديا ً فَيُنَا ِدي هَ َذا اَ ْل َم ْه ِديُّ يَ ْق ِ‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۳‬‬

‫اإلذن من هللا تعالى‬ ‫ُ‬ ‫▫�بيان‪ :‬في الحديثين المتقدمين عدة نقاط مهمة‪ ،‬منها أن اإلمام عندما يأتيه‬
‫بالظهور سيدعوه باسمه العبراني وال أدري ما هو هذا االسم على وجه الحقيقة‪ ،‬فاسم هللا بالعبرانية‬
‫هو "يهوه" حسب ما موجود في سفر الخروج في اإلصحاح الثالث اآلية الخامسة عشر هكذا تقول‪:‬‬
‫ق َوالَهُ يَ ْعقُ َ‬
‫وب‬ ‫َوقَا َل هللاُ ايْضا لِ ُمو َسى‪ :‬هَ َك َذا تَقُو ُل لِبَنِي ا ْس َرائِي َل‪ :‬يَ ْه َو ْه الَهُ ابَائِ ُك ْم الَهُ ا ْب َرا ِهي َم َوالَهُ ا ْس َحا َ‬
‫ارْ َسلَنِي الَ ْي ُك ْم‪ .‬هَ َذا ا ْس ِمي الَى االبَ ِد َوهَ َذا ِذ ْك ِري الَى دَوْ ر فَدَوْ ر‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫هذا ما منشور في النت بهذا اللفظ "يهوه" وعلى عدة صفحات منها نصرانية‪ ،‬ولكن عندما ُعدت‬
‫للكتاب المتوفر في مكتبة أحد اإلخوة والذي يضم بين دفتيه التوراة واإلنجيل والمزامير وصحف‬
‫األنبياء‪ ،‬لم أجد في المصدر المذكور أعاله لفظة "يهوه" بل وجدتها بنفس المفردات ولكن بدالً من‬
‫"يهوه" مكتوب "هللا" فهل ت ّم تحريفها!؟ هللا العالم‪ ،‬وعلى أي ِة حال ليس مه ًما هذا األمر‪ ،‬فاسم هللا‬
‫العبراني يبدو أنه خاص باإلمام عجّل هللا فرجه الشريف‪ ،‬وهؤالء هم أصحاب األلوية واللواء هو‬
‫وحدة عسكرية تتألف من عدة كتائب وتضم عدة اآلف من المقاتلين‪ ،‬إذن فالثالثمائة والثالثة عشر‬
‫هم قادة الجيش وكذلك األقاليم كما سيأتي في الخبر‪ ،‬كما تشير هاتين الروايتين لما تقدم من كالم‬
‫حول كيفية مجيء جيش الغضب وحضوره لمكة فهم كما قلت قسمان قسم يُفقد من فراشه وقسم‬
‫يسي ُر في السحاب وكذلك هم قسمان قسم معروف بصفته وشخصيته ونسبه واسم أبيه وهؤالء هم‬
‫السائرون في السحاب وربما هذا التعبير يُراد منه كما قلت السفر عبر الطائرة بالتالي يكون المسافر‬
‫معروف من خالل "جواز السفر" والذي يشتمل على البيانات الشخصية للمسافر فبذلك هم‬
‫معروفون بصفاتهم الشخصية وأسماء آبائهم وأنسابهم‪ ،‬أما القسم الثاني فهم المفقودون عن فرشهم‬
‫وهؤالء غير معروفين بشخوصهم‪ ،‬واألعظم منزلةً وإيمانًا السائرين في السحاب وربما وهللا‬
‫العالم هؤالء أعظم من غيرهم كونهم يعرفون وقت ظهور اإلمام عجّل هللا فرجه الشريف بدليل‬
‫توجههم نحو مكة قبل الظهور بينما القسم اآلخر هو يُفقد عن فراشه وهذا يعني عدم علمه بوقت‬
‫الظهور أو لم يصله إشعار خاص بذلك بينما وصل ألصحاب السحاب‪.‬‬
‫في الرواية الثانية إشارة مهمة لسالحهم فهؤالء األصحاب عندما يأتون لمكة يكونون مجهزين‬
‫باألسلحة وعلى كل سالح اسم صاحب ِه وكذا اسم ابيه وصفته ونسبه‪ ،‬وربما التعبير بالسيف كناية‬
‫بأن األوضاع ستكون مضطربةً‬ ‫عن السالح مهما اختلف نوعهُ في زمن الظهور‪ ،‬والحديث يُشعر َّ‬
‫جدًا وإالَّ كيف يستطيع هؤالء دخول مكة وهم يحملون األسلحة‪.‬‬
‫إذن ال بُ َّد من أوضاع مضطربة ال أمن وال سلطة فيها وهذا ما أشارت إليه عشرات األحاديث التي‬
‫تتكلم عن أحداث الظهور وما سيجري في ذلك الوقت‪ ،‬وربما تكون األسلحة من مكة نفسها أي‬
‫مخبئة في مكان خاص بها‪ ،‬ولو أن ما ورد في الرواية أن أسلحة اثنا عشر مقاتالً ودروعهم‬
‫سيخرجها اإلمام من ظهر الكوفة ليقاتلوا بها أهل الكوفة المشركين الخوارج على إمام زمانهم‪.‬‬

‫� ع َْن أَبِي اَ ْل َجارُو ِد ع َْن أَبِي َج ْعفَر اَ ْلبَاقِ ِر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬أَصْ َحابُ اَ ْلقَائِ ِم ثَالَثُ ِمائَة َوثَالَثَةَ َع َش َر‬
‫ضهُ ْم‬‫ف بِا ْس ِم ِه َواِس ِْم أَ ِبي ِه َونَ َسبِ ِه َو ِح ْليَتِ ِه َوبَ ْع ُ‬
‫ب نَهَاراً يُ ْع َر ُ‬ ‫َر ُجالً أَوْ الَ ُد اَ ْل َع َج ِم بَ ْع ُ‬
‫ضهُ ْم يُحْ َم ُل فِي اَل َّس َحا ِ‬
‫نَائِ ٌم َعلَى فِ َرا ِش ِه فَيُ َوافِي ِه ِفي َم َّكةَ َعلَى َغي ِْر ِمي َعاد‪.‬‬

‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۵‬‬

‫‪73‬‬
‫▫�بيان‪ :‬يشير الحديث الشريف لقوميات الثالثمائة والثالثة عشر فهم ليسوا من العرب فقط بل من‬
‫عدة قوميات بداللة قول اإلمام أنهم من أوالد " العجم" والعجم ليس المقصود بهم الفرس الذين‬
‫يقطنون في إيران بل المراد بالعجم جميع الذين ينطقون بغير اللغة العربية‪ ،‬فالهندي المسلم الشيعي‬
‫هو أعجمي كون أصله ليس عربيًّا وهكذا ينطبق القول على بقية الناس‪.‬‬

‫اب اَ ْلقَائِ ِم َشبَابٌ‬


‫ْت َعلِيّا ً َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن أَصْ َح َ‬ ‫ال َس ِمع ُ‬ ‫� ع َْن أَبِي تحيى[تِحْ ي] ُح َكي ِْم ب ِْن َسعْد قَ َ‬
‫ح فِي اَل َّزا ِد َوأَقَلُّ اَل َّزا ِد اَ ْل ِم ْل ُح‪.‬‬ ‫الَ ُكهُو َل ِفي ِه ْم إِالَّ َك ْال ُكحْ ِل فِي اَ ْل َعي ِْن أَوْ َك ْال ِم ْل ِ‬
‫📙الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص ‪.۳۱۵‬‬

‫فإن أصحاب القائم شبابٌ ال كهول فيهم والكهول هم ما بين‬ ‫ُ‬


‫ذكرت في بادئ الكالم َّ‬ ‫▫�بيان‪ :‬كما‬
‫ق جدًا‪ ،‬كالملح في الطعام وأقل ما في‬ ‫الثالثين إلى األربعين‪ ،‬وعددهم قليل جدًا وتعبير اإلمام دقي ٌ‬
‫الطعام هو الملح كذلك أصحاب اإلمام أكثرهم شباب والكهول قلة جدًا وهذا داف ٌع وحاف ٌز للشباب‬
‫المؤمن أن يجتهد في عبادة هللا تعالى وفي معرفته بإمام زمانه لعلّهُ يكون من هؤالء األصحاب‪.‬‬

‫� ع َْن َعلِ ِّي ْب ِن أَبِي َح ْم َزةَ قَا َل قَا َل أَبُو َع ْب ِد َ َّ‬


‫هللاِ َج ْعفَ ُر ب ُْن ُم َح َّمد َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪ :‬بَ ْينَا َشبَابُ اَل ِّشي َع ِة َعلَى‬
‫صا ِح ِب ِه ْم فِي لَ ْيلَة َوا ِحدَة َعلَى َغي ِْر ِمي َعاد فَيُصْ بِحُونَ بِ َم َّكةَ‪.‬‬ ‫ُور ُسطُو ِح ِه ْم ِنيَا ٌم إِ ْذ تَ َوافَوْ ا إِلَى َ‬
‫ظُه ِ‬
‫📙 الغيبة (للنعماني) ج ‪/۱‬ص‪.۳۱۶‬‬

‫▫�بيان‪ :‬تشي ُر هذه الرواية إشارةٌ دقيقة فأصحاب القائم كما قلنا شبابٌ ال كهول فيهم إالَّ كالملح في‬
‫الطعام‪ ،‬وبينما هم نائمين على سطوح دورهم يتوافون إلمامهم وهؤالء هم القسم المفقود من فراش ِه‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الظهور سيكون في فصل الصيف أذ ستكون درجة الحرارة مرتفعة كما في خبر عن‬
‫اإلمام الرضا عليه السالم‪ ،‬واجتماعهم في وقت واحد وهي ليلة الجمعة قبل الظهور بيوم وربما‬
‫يجتمعون في ليلة الظهور نفسها أي ستكون لهم عدة اجتماعات مع اإلمام ولكن اإلجتماع األول‬
‫سيكون في ليلة الجمعة‪.‬‬

‫ب هَ َذا‬ ‫صا ِح َ‬ ‫سالَ ُم) يَقُو ُل‪ :‬إِ َّن َ‬ ‫ْت أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫هللا ( َعلَ ْي ِه اَل َّ‬ ‫� ع َْن ُسلَ ْي َمانَ ْب ِن هَارُونَ اَ ْل ِعجْ لِ ِّي‪ ،‬قَا َل‪َ :‬س ِمع ُ‬
‫هللاُ [لَهُ] بِأ َصْ َحا ِب ِه‪َ ،‬وهُ ُم اَلَّ ِذينَ قَا َل َ َّ‬
‫هللاُ َع َّز‬ ‫َب اَلنَّاسُ َج ِميعا ً أَتَى َ َّ‬
‫اَ ْألَ ْم ِر َمحْ فُوظٌ لَهُ [أَصْ َحابُهُ]‪ ،‬لَوْ َذه َ‬

‫‪74‬‬
‫َو َج َّل‪ :‬فَإ ِ ْن يَ ْكفُرْ بِ ّٰها ّٰه ُؤ ّٰال ِء فَقَ ْد َو َّك ْل ّٰنا بِ ّٰها قَوْ ما ً لَ ْيسُوا بِ ّٰها بِ ّٰكافِ ِرينَ ‪َ ،‬وهُ ُم اَلَّ ِذينَ قَا َل َ َّ‬
‫هللاُ َع َّز َو َج َّل‬
‫فِي ِه ْم‪( :‬فَ َسوْ فَ يَأْتِي َ ّٰ ّ‬
‫هللاُ ِبقَوْ م ي ُِحبُّهُ ْم َو يُ ِحبُّونَهُ أَ ِذلَّة َعلَى اَ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ أَ ِع َّزة َعلَى اَ ْل ّٰكافِ ِرينَ )‪.‬‬

‫📙 البرهان في تفسير القرآن ج ‪/۲‬ص‪.۳۱۴‬‬

‫▫�بيان‪ :‬أصحاب القائم عليه السالم عدة معدودة محفوظة قد أعدهم وجهزهم هللا تعالى واختبرهم‬
‫في عالم الذر‪،‬‬
‫فلو لم يبقى من الناس أح ٌد ألتى هللا تعالى بأصحابه لكي ينصروه على الباطل ولكي يحكموا تحت‬
‫يده المباركة‪.‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َك ْم يَ ْخ ُر ُج َم َع اَ ْلقَائِ ِم‬


‫صير قَا َل‪َ :‬سأ َ َل َر ُج ٌل ِم ْن أَ ْه ِل اَ ْل ُكوفَ ِة أَبَا َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم؟ فَإِنَّهُ ْم يَقُولُونَ إِنَّهُ َي ْخ ُر ُج َم َعهُ ِم ْث ُل ِع َّد ِة أَ ْه ِل بَ ْدر ثَالَثُ ِمائَة َوثَالَثَةَ َع َش َر َر ُجالً‪ ،‬قَا َل‪َ :‬و َما‬
‫ون أُولُو اَ ْلقُ َّو ِة أَقَ َّل ِم ْن َع َش َر ِة آالَف‪.‬‬
‫يَ ْخ ُر ُج إِالَّ فِي أُولِي قُ َّوة َو َما تَ ُك ُ‬

‫📙کمال الدين وتمام النعمة ج ‪/۲‬ص‪.۶۵۴‬‬

‫▫�بيان‪ :‬في الرواية إشارة مهمة لقوة أصحاب القائم عليه السالم وعدد جيش ِه في بداية الظهور‬
‫الشريف وهم عشرة اآلف والتي تعبّر عنهم رواية أخرى بأنهم "الحلقة" أو العقد‪ ،‬فاإلمام سيظهر‬
‫في مكة ويبقى فيها مع أصحابه الثالثمائة والثالثة عشر ولن يقوم ويخرج ليقاتل حتى يكتمل العقد او‬
‫الحلقة وهم عشرة اآلف مقاتل رجا ٌل ال يهابون الموت وال يخافون شيئًا‪.‬‬

‫ب فَإ ِ َذا‬ ‫هللا َع َّز َو َج َّل ي ُْلقِي فِي قُلُو ِ‬


‫ب ِشي َع ِتنَا اَلرُّ ْع َ‬ ‫� َوع َْن َجابِر ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َّن َ َّ َ‬
‫ضى ِم ْن ِسنَان‪.‬‬ ‫ظهَ َر َم ْه ِد ُّينَا َكانَ اَل َّر ُج ُل أَجْ َرأَ ِم ْن لَيْث َوأ ْم َ‬
‫قَا َم قَائِ ُمنَا َو َ‬

‫📙کشف الغمة في معرفة األئمة ج ‪/۲‬ص‪.۱۳۳‬‬

‫▫�بيان‪ :‬وهذه الرواية توضح ما تقدم من كالم حول قوة أصحاب القائم فاّلِل تعالى سيلقي الرعب‬
‫في قلوب شيعة اإلمام الذين سينصرونه ويقومون معه والرعب أي ستكون قلوبهم قوية ال رحمة وال‬
‫وخارجي على اإلمام‪ ،‬وتكون جرأتهم أجرأ من الليث أي األسد‬ ‫ٍّ‬ ‫رأفة فيها على كافر ومشرك‬
‫ُسن عليه السكين وغيره بتعبير آخر هي آلة حا ّدة دقيقة ّ‬
‫لسن السيوف‪.‬‬ ‫والسنان هو كل ما ي َّ‬

‫‪75‬‬
‫هللا ب ِْن َش ِريك اَ ْل َعا ِم ِريِّ ‪َ ،‬علَ ْي ِه‬ ‫� ع َْن َعلِ ِّي ب ِْن اَ ْل ُم ِغي َر ِة ع َْن أَبِي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬كأَنِّي بِ َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ت‪ ،‬فِي أَرْ بَ َع ِة آالَف‬ ‫ف اَ ْل َجبَ ِل بَ ْينَ يَ َديْ قَائِ ِمنَا أَ ْه َل اَ ْلبَ ْي ِ‬ ‫ِع َما َمةٌ َسوْ دَا ُء ُذ َؤابَتَاهَا بَ ْينَ َكتِفَ ْي ِه ُمصْ ِعداً فِي لِحْ ِ‬
‫يُ َكبِّرُونَ َويُ َك ِّررُونَ ‪.‬‬

‫📙رجال الكشي ج‪/۲‬ص‪.٤۸۱‬‬

‫▫�بيان‪ :‬في الخبر المتقدم داللةٌ على رجعة بعض أصحاب األيمة الطاهرين لنصرة الحجة القائم‬
‫عجّل هللا فرجه الشريف‪.‬‬
‫عبد هللا بن شريك بن عدي العامري هو أبو المحجل كان(رضي هللا عنه) من أصحاب اإلمام زين‬
‫العابدين واإلمام الباقر واإلمام الصادق(عليهم السالم)‪ ،‬يقول اإلمام الكاظم(عليه السالم)‪«:‬إذا كان‬
‫يوم القيامة نادى مناد‪ :‬أين حواري مح ّمد بن عبد هللا رسول هللا(صلى هللا عليه وآله) الذين لم‬
‫ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر…‪.‬‬
‫ث ّم ينادي المنادي‪ :‬أين حواري مح ّمد بن علي وحواري جعفر بن مح ّمد؟ فيقوم عبد هللا بن شريك‬
‫العامري…فهؤالء المتح ّورة أ ّول السابقين‪ ،‬وأ ّول المقرّبين‪ ،‬وأ ّول المتح ّورين من التابعين‪ .‬فهذا‬
‫الرجل من خيرة أصحاب األيمة وسيحظى بالرجعة لنصرة المهدي عليه السالم‪ ،‬فيكرُّ على أعداء‬
‫اإلمام في أربعة اآلف فارس ويكبرّون بنصرهم وفتحهم البلدان‪.‬‬

‫ق َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪َ :‬ي ْخ ُر ُج َم َع اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم ِم ْن‬
‫ال اَلصَّا ِد ُ‬ ‫ض ِة اَ ْل َوا ِع ِظينَ لِ ْل ُمفِي ِد َر ِح َمهُ َ َّ‬
‫هللاُ قَ َ‬ ‫� فِي َروْ َ‬
‫ظَه ِْر اَ ْل َك ْعبَ ِة َس ْب َعةٌ َو ِع ْشرُونَ َر ُجالً‪َ ،‬خ ْم َسةَ َع َش َر ِم ْن قَوْ ِم ُمو َسى َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم‪ ،‬اَلَّ ِذينَ َكانُوا يَ ْه ُدونَ‬
‫اريُّ ‪َ ،‬و ِم ْقدَا ُد َو َمالِ ٌ‬
‫ك‬ ‫ص ِ‬ ‫ْف‪َ ،‬ويُو َش ُع ب ُْن نُون َوأَبَا ُد َجانَةَ اَ ْألَ ْن َ‬ ‫ق وبِ ِه يَ ْع ِدلُونَ ‪َ ،‬و َس ْب َعةٌ ِم ْن أَ ْه ِل اَ ْل َكه ِ‬ ‫بِ ْال َح ِّ‬
‫صاراً َو ُح َّكاما ً‪.‬‬ ‫اَ ْألَ ْشتَ ُر‪ ،‬فَيَ ُكونُونَ بَ ْينَ يَ َد ْي ِه أَ ْن َ‬

‫📙تفسير نور الثقلين ج ‪/۳‬ص‪.۲۵۲‬‬

‫▫�بيان‪ :‬تذكر الرواية طائفة أخرى من الراجعين لنصرة القائم عليه السالم‪ ،‬وهم سبعةٌ وعشرون‬
‫رجالً من خيرة الرجال وأتقاهم وأفضلهم وأقواهم‪ ،‬والكالم عنهم طوي ٌل جدًا لمن أحب المزيد‬
‫فليراجع رجال الكشي‪ ،‬وغيره من الكتب كالبرهان والبحار والكافي الشريف‪ ،‬هؤالء سيكونون‬
‫بنصِّ الرواية أنصارًا وحكا ًما‪ ،‬وربما هؤالء من غير الثالثمائة والثالثة عشر أي هذه األعداد خارج‬

‫‪76‬‬
‫العدة المعدودة بل هم قيادات قوى الخير مدخرة ومحددة ولها تجارب حرب وعسكرة سابقة وفيها‬
‫مميزات خاصة لذلك سيرجعون في بداية الظهور الشريف‪.‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬لَهُ َك ْن ٌز بِالطَّالَقَا ِن َما هُ َو بِ َذهَب َوالَ‬ ‫ضي ِْل ْب ِن يَ َسار ع َْن أَ ِبي َع ْب ِد َ َّ ِ‬ ‫� عن اَ ْلفُ َ‬
‫هللا أَ َش ُّد ِمنَ‬ ‫ت َو ِر َجا ٌل َكأ َ َّن قُلُوبَهُ ْم ُزبَ ُر اَ ْل َح ِدي ِد الَ يَ ُشوبُهَا َشك فِي َذا ِ‬
‫ت َ َّ ِ‬ ‫فِضَّة َو َرايَةٌ لَ ْم تُ ْنشَرْ ُم ْن ُذ طُ ِويَ ْ‬
‫ص ُدونَ بِ َرايَاتِ ِه ْم بَ ْل َدةً إِالَّ َخ َّربُوهَا َكأ َ َّن َعلَى ُخيُولِ ِه ُم اَ ْل ِع ْقبَانَ‬ ‫اَ ْل َح َج ِر لَوْ َح َملُوا َعلَى اَ ْل ِجبَا ِل َألَ َزالُوهَا الَ يَ ْق ِ‬
‫ك اَ ْلبَ َر َكةَ َو َي ُحفُّونَ بِ ِه يَقُونَهُ بِأَ ْنفُ ِس ِه ْم فِي اَ ْل ُحرُو ِ‬
‫ب‬ ‫طلُبُونَ بِ َذلِ َ‬ ‫يَتَ َم َّسحُونَ بِ َسرْ ج اَ ْ ِإل َم ِام َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َي ْ‬
‫ِ‬
‫ي اَلنَّحْ ِل يَبِيتُونَ قِيَاما ً َعلَى‬ ‫صالَتِ ِه ْم َكد َِو ِّ‬‫َويَ ْكفُونَهُ َما ي ُِري ُد فِي ِه ْم ِر َجا ٌل الَ يَنَا ُمونَ اَللَّ ْي َل لَهُ ْم د َِوي فِي َ‬
‫ط َو ُع لَهُ ِمنَ اَ ْألَ َم ِة لِ َسيِّ ِدهَا‬ ‫ار هُ ْم أَ ْ‬ ‫ُوث بِالنَّهَ ِ‬ ‫ان بِاللَّ ْي ِل لُي ٌ‬ ‫ط َرافِ ِه ْم َو يُصْ بِحُونَ َعلَى ُخيُولِ ِه ْم ُر ْهبَ ٌ‬ ‫أَ ْ‬
‫هللاِ ُم ْشفِقُونَ يَ ْد ُعونَ بِال َّشهَا َد ِة َويَتَ َمنَّوْ نَ أَ ْن يُ ْقتَلُوا فِي‬ ‫يح َكأ َ َّن قُلُوبَهُ ُم اَ ْلقَنَا ِدي ُل َوهُ ْم ِم ْن َخ ْشيَ ِة َ َّ‬ ‫صابِ ِ‬ ‫َك ْال َم َ‬
‫ت اَ ْل ُح َس ْي ِن إِ َذا َسارُوا يَ ِسي ُر اَلرُّ ْعبُ أَ َما َمهُ ْم َم ِسي َرةَ َشهْر يَ ْم ُشونَ إِلَى اَ ْل َموْ لَى‬ ‫هللا ِش َعا ُرهُ ْم يَا لَثَا َرا ِ‬ ‫يل َ َّ ِ‬
‫َسبِ ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫هللاُ إِ َما َم اَ ْل َح ِّ‬
‫ص ُر َ َّ‬‫إِرْ َساالً بِ ِه ْم يَ ْن ُ‬

‫📙 بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة األطهار عليهم السالم ج ‪/۵۲‬ص ‪.۳۰۷‬‬

‫▫�بيان‪ :‬تتحدث هذه الرواية عن أصحاب القائم عليه السالم الذين سيخرجون من أرض طالقان‬
‫وتعبّر عنهم بالكنز!! وهنالك مدينتان بهذا األسم األولى تقع بين تركمانستان وأفغانستان وتبعد عن‬
‫مزار الشريف األفغاني حوالي ‪ ۲۰‬كيلو مترًا شماالً‪ ،‬أما الثانية فتقع في إيران شمال غرب طهران‬
‫على بعد ‪ ۷٥‬كيلو مترًا شمال غرب‪ ،‬والرواية واضحة في حديثها عن الصفات التي يتحلى بها‬
‫هؤالء األصحاب‪ ،‬وشعارهم يا لثارات الحُسين ألن اإلمام يخرج طالبًا بأثره الشريف‪ ،‬والتعبير‬
‫بالرعب ربما كناية عن الحرب النفسية وطاعتهم كبيرة لإلمام صلوات هللا عليه وقوتهم جبّارة‪.‬‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ :‬ما َكانَ قَوْ ُل لُوط َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم لِقَوْ لِ ِه‪( :‬لَوْ أَ َّن‬ ‫ال أَبُو َع ْب ِد َ َّ‬
‫ال قَ َ‬‫صير قَ َ‬ ‫� ع َْن أَبِي بَ ِ‬
‫لى ُر ْكن َش ِديد) إِالَّ تَ َمنِّيا ً لِقُ َّو ِة اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َوالَ َذ َك َر إِالَّ ِش َّدةَ أَصْ َحابِ ِه َوإِ َّن‬ ‫آوي إِ ّٰ‬ ‫لِي ِب ُك ْم قُ َّوةً أَوْ ِ‬
‫اَل َّر ُج َل ِم ْنهُ ْم لَيُ ْعطَى قُ َّوةَ أَرْ بَ ِعينَ َر ُجالً َوإِ َّن قَ ْلبَهُ َألَ َش ُّد ِم ْن ُزبَ ِر اَ ْل َح ِدي ِد َولَوْ َمرُّ وا بِ ِجبَا ِل اَ ْل َح ِدي ِد لَقَلَعُوهَا‬
‫هللاُ َع َّز َو َج َّل‪.‬‬ ‫ضى َ َّ‬‫َوالَ يَ ُكفُّونَ ُسيُوفَهُ ْم َحتَّى يَرْ َ‬

‫📙کمال الدين وتمام النعمة ج ‪/۲‬ص‪.۶۷۳‬‬

‫ب اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َوقَ ْد أَ َحاطُوا‬


‫� ع َْن َجابِ ِر ْب ِن يَ ِزي َد ع َْن أَ ِبي َج ْعفَر َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪َ :‬كأَنِّي بِأَصْ َحا ِ‬
‫طلُبُ ِر َ‬
‫ضاهُ ْم‬ ‫ع اَلطَّي ِْر َي ْ‬ ‫ض َو ِسبَا ُ‬ ‫ْس ِم ْن َش ْيء إِالَّ َوهُ َو ُم ِطي ٌع لَهُ ْم َحتَّى ِسبَا ُع اَ ْألَرْ ِ‬‫بِ َما بَ ْينَ اَ ْل َخافِقَي ِْن فَلَي َ‬

‫‪77‬‬
‫ب اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه‬
‫ض َوتَقُو ُل َم َّر ِب َي اَ ْليَوْ َم َر ُج ٌل ِم ْن أَصْ َحا ِ‬
‫فِي ُكلِّ َش ْيء َحتَّى تَ ْف َخ ُر اَ ْألَرْ ضُ َعلَى اَ ْألَرْ ِ‬
‫ال َّسالَ ُم‪.‬‬

‫📙کمال الدين وتمام النعمة ج ‪/۲‬ص‪.۶۷۳‬‬

‫▫�بيان‪ :‬صار واضحًا اآلن الكالم المتقدم حول جيش الغضب المهدوي فهؤالء رجا ٌل ال يضاهيهم‬
‫في القوة والشجاعة والتقوى أحد‪ ،‬فقهاء‪ ،‬نجباء‪ ،‬حلماء‪ ،‬علماء‪ ،‬وقضاة في دولة العدل اإللهي ينصر‬
‫هللا بهم القائم عليه السالم‪ ،‬ولكنهم رغم جميع الصفات المتقدمة متفاوتين في درجات إيمانهم‬
‫ومنازلهم وصالبة يقينهم فقد ورد في خبرين أنهم سيهربون من اإلمام في الكوفة بعدما يقرأ عليها‬
‫كتابًا!‬

‫هللاِ َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬كأَنِّي بِ ْالقَائِ ِم َعلَ ْي ِه اَل َّسالَ ُم َعلَى ِم ْنبَ ِر اَ ْل ُكوفَ ِة َعلَ ْي ِه قَبَا ٌء‬
‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ‬
‫ال‬‫اس فَيُجْ فِلُونَ َع ْنهُ إِجْ فَ َ‬ ‫فَي ُْخ ِر ُج ِم ْن َو َريَا ِن قَبَائِ ِه ِكتَابا ً َم ْختُوما ً ِب َخاتَم ِم ْن َذهَب فَيَفُ ُّكهُ فَيَ ْق َر ُؤهُ َعلَى اَلنَّ ِ‬
‫ق إِالَّ اَلنُّقَبَا ُء فَيَتَ َكلَّ ُم ِب َكالَم فَالَ يَ ْل َحقُونَ َم ْل َجأ ً َحتَّى يَرْ ِجعُوا إِلَ ْي ِه َوإِنِّي َألَ ْع ِر ُ‬
‫ف اَ ْل َكالَ َم اَلَّ ِذي‬ ‫اَ ْل َغنَ ِم فَلَ ْم يَ ْب َ‬
‫يَتَ َكلَّ ُم بِ ِه‪.‬‬

‫📙 الکافي ج ‪/۸‬ص‪.۱۶۷‬‬

‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم‪َ :‬كأَنِّي أَ ْنظُ ُر إِلَى اَ ْلقَائِ ِم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َعلَى‬ ‫ال أَبُو َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ض ِل ب ِْن ُع َم َر قَا َل قَ َ‬ ‫� ع َِن اَ ْل ُمفَ َّ‬
‫ِم ْنبَ ِر اَ ْل ُكوفَ ِة َو َحوْ لَهُ أَصْ َحابُهُ ثَالَثُ ِمائَة َوثَالَثَةَ َع َش َر َر ُجالً ِع َّدةُ أَ ْه ِل بَ ْدر َوهُ ْم أَصْ َحابُ اَ ْألَ ْل ِويَ ِة َوهُ ْم‬
‫ض ِه َعلَى َخ ْلقِ ِه َحتَّى يَ ْستَ ْخ ِر َج ِم ْن قَبَائِ ِه ِكتَابا ً َم ْختُوما ً بِ َخاتَم ِم ْن َذهَب َع ْه ٌد َم ْعهُو ٌد ِم ْن‬ ‫هللاِ فِي أَرْ ِ‬ ‫ُح َّكا ُم َ َّ‬
‫هللاُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه فَيُجْ فِلُونَ َع ْنهُ إِجْ فَا َل اَ ْل َغنَ ِم اَ ْلبُ ْك ِم فَالَ يَ ْبقَى ِم ْنهُ ْم إِالَّ اَ ْل َو ِزي ُر َوأَ َح َد َع َش َر‬
‫صلَّى َ َّ‬ ‫هللاِ َ‬ ‫َرسُو ِل َ َّ‬
‫ض َوالَ يَ ِج ُدونَ َع ْنهُ َم ْذهَبا ً‬ ‫نَقِيبا ً َك َما بَقَوْ ا َم َع ُمو َسى ْب ِن ِع ْم َرانَ َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم فَيَجُولُونَ فِي اَ ْألَرْ ِ‬
‫ف اَ ْل َكالَ َم اَلَّ ِذي يَقُولُهُ لَهُ ْم فَ َي ْكفُرُونَ ِب ِه‪.‬‬ ‫هللاِ إِنِّي َألَ ْع ِر ُ‬ ‫فَيَرْ ِجعُونَ إِلَ ْي ِه َو َ َّ‬

‫📙 کمال الدين و تمام النعمة ج ‪/۲‬ص‪.۶۷۲‬‬

‫ففي هذين الخبرين داللةٌ واضحة على تفاوت منازل اصحاب القائم وإالَّ لماذا يجفلون عنه عندما‬
‫يقرأ عليهم الكتاب؟! والجفل أي نفر وشرد‪ .‬وهنا تُطرح عدة اسئلة وهي ما هو الكتاب؟ وعلى ماذا‬
‫يشتمل؟ ول َم يهرب أنصار الحجة‪ ،‬وقد مرّت علينا الروايات التي تمدحهم كثيرًا ولهم صفات إيمانية‬
‫دقيقة وعميقة!؟ بالحقيقة ال أدري ماذا يوجد في الكتاب‪ ،‬احتمل الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين‬

‫‪78‬‬
‫احتماالً حول مضمون الكتاب وهو أن اإلمام سيغير القبلة من الكعبة إلى كربالء! وال يوجد دليل‬
‫روائي على كالم الصدوق هذا ربما كان لديه ولم يصلنا‪ ،‬وربما في الكتاب أوامر من رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله لصاحب الزمان عليه السالم األوامر ربما لتمهيد الطريق لرجعة سيد الشهداء‬
‫عليه السالم‪ ،‬وهللا العالم بحقيقة األمر‪ ،‬وعلى أي ِة حال يبقى موضوع الكتاب مبه ًما غير معروف‪.‬‬
‫إذن الثالثمائة والثالثة عشر رغم ايمانهم وتسليمهم للحجة عليه السالم لن يتحملوا محتوى الكتاب‬
‫الذي سيقرأه اإلمام عليهم في مسجد الكوفة‪ ،‬وال يبقى معه إالَّ وزيره وربما هو الخضر عليه السالم‬
‫وأحد عشر نقيبًا فهؤالء راسخون ُمسلّمون لسيدهم‪.‬‬
‫ورغم هروبهم من اإلمام سيعودون إليه ويجددون البيعة ألنهم أنصارهُ وأعوانهُ‪.‬‬
‫فهؤالء سيفتنون كما افتتن أصحاب طالوت بالنهر وستجري عليهم اختبارات كثيرة وكبيرة وإذا بقى‬
‫مع اإلمام فقط النقباء كما في الخبرين المتقدمين ففي مكة لن يبقى معه أحد كلهم سيهربون‪ ،‬قال‬
‫ب النَّاسُ أَن يُ ْت َر ُكوا أَن يَقُولُوا آ َمنَّا َوهُ ْم َال يُ ْفتَنُونَ ‪َ ،‬ولَقَ ْد فَتَنَّا الَّ ِذينَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم فَلَيَ ْعلَ َم َّن َّ‬
‫هللاُ‬ ‫تعالى‪( :‬أَ َح ِس َ‬
‫ص َدقُوا َولَ َي ْعلَ َم َّن ْال َكا ِذبِينَ ) العنكبوت ‪۲‬و‪ ،۳‬فهي فتنةٌ عظيمةٌ جدًا‪.‬‬ ‫الَّ ِذينَ َ‬

‫ط اَلَّ ِذي‬ ‫ب أَ ْن يَ ْك ِس َر اَ ْل َحائِ َ‬ ‫هللا َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم قَا َل‪ :‬إِ َذا قَ ِد َم اَ ْلقَائِ ُم َعلَ ْي ِه ال َّسالَ ُم َوثَ َ‬ ‫� ع َْن أَبِي َع ْب ِد َ َّ ِ‬
‫ق‬ ‫ول اَلنَّاسُ إِنَّ َما َذا لِ َذا فَيَتَفَ َّر ُ‬ ‫ق َو ُر ُعوداً َحتَّى يَقُ َ‬ ‫ص َوا ِع َ‬ ‫هللاُ تَ َعالَى ِريحا ً َش ِدي َدةً َو َ‬ ‫َعلَى اَ ْلقَب ِْر فَيَ ْب َع ُ‬
‫ث َ َّ‬
‫ون أَ َّو َل َم ْن يَضْ ِربُ بِ ْال ِم ْع َو ِل ثُ َّم يَرْ ِج ُع إِلَ ْي ِه‬ ‫أَصْ َحابُهُ َع ْنهُ َحتَّى الَ يَ ْبقَى َم َعهُ أَ َح ٌد فَيَأْ ُخ ُذ اَ ْل ِمع َْو َل ِبيَ ِد ِه فَ َي ُك ُ‬
‫ض ِه ْم َعلَى بَعْض بِقَ ْد ِر َس ْبقِ ِه ْم إِلَ ْي ِه‬ ‫ك اَ ْليَوْ َم فَضْ ُل بَ ْع ِ‬ ‫ون َذلِ َ‬‫أَصْ َحابُهُ إِ َذا َرأَوْ هُ يَضْ ِربُ اَ ْل ِم ْع َو َل بِيَ ِد ِه فَيَ ُك ُ‬
‫طبَي ِْن فَيَ ْل َعنُهُ َما َويَتَبَرَّأ ُ ِم ْنهُ َما َو يَصْ لِبُهُ َما ثُ َّم يُ ْن ِزلُهُ َما َويُحْ ِرقُهُ َما‬ ‫ض ْي ِن َر ْ‬ ‫ط ثُ َّم ي ُْخ ِر ُجهُ َما َغ َّ‬ ‫فَيَ ْه ِد ُمونَ اَ ْل َحائِ َ‬
‫ثُ َّم ي ُْذ ِري ِه َما فِي اَلر ِ‬
‫ِّيح‪.‬‬

‫📙 بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئمة األطهار عليهم السالم ج ‪/۵۲‬ص‪.۳۸۶‬‬

‫بل سيعترضون عليه في عدة منازل ينزلونها في مسيرهم من مكة للكوفة وسيشكون في ما سيفعله‬
‫وسيعترض عليه من أصحابه من هو راس ٌخ في اإليمان صلب العقيدة قوي في دينه!! نعم وأكثر مما‬
‫نتصور فأمر اإلمام وأفعاله عظيمة ومهولة ومخيفة بما تعني الكلمة من معنى‪.‬‬
‫ونقول يا بقية هللا ارحمنا والطف بنا‪.‬‬
‫طبعًا هذه األمور ستجري في بداية الظهور وأثناء الحروب والمعارك ولكن بعدما تستتب األمور‬
‫لصاحب الزمان عليه السالم ويبسط يده وينشر اإلسالم في كل مكان ستنطبق عليهم الصفات التي‬
‫ذكرتها الروايات المتقدمة‪ ،‬وربما تصدر منهم هذه األفعال لكونهم ال يعرفون الغاية والسبب الذي‬
‫سيفعل اإلمام من أجله الفعل الكذائي كما في قصة موسى والخضر عليهما السالم فموسى رغم انه‬

‫‪79‬‬
‫نبي اعترض على الخضر حينما قتل الغالم وكسر السفينة وبنى الجدار فهؤالء من هذا القبيل وهللا‬
‫العالم بحقيقة األمر‪.‬‬

‫جمي ُع هؤالء من العدة المعدودة للحلقة أي العشرة آالف إلى الراجعين من النساء والرجال لنصرة‬
‫القائم يمثلون جيش الغضب المهدوي الذين سيفت ُح بهم البلدان ويقيم دولة العدل اإللهي ويرسلهم‬
‫األرض وغربها‪ ،‬وربما يكون جيش الغضب فقط الثالثمائة والثالثة عشر كفرقة‬‫ِ‬ ‫حكا ًما في شرق‬
‫عسكرية خاصة توكل لها المهمات الصعبة كما في زماننا ولكنني أعتقد بما قلت آنفًا أي جميع‬
‫هؤالء هم من يمثلون جيش الغضب‪ ،‬عل ًما هنالك جيش آخر أيضًا يُطلق عليه جيش الغضب وهو‬
‫الجيش الحسيني في الرجعة المباركة سيكون أقوى من هؤالء في ُكل شيء فأصحاب اإلمام الحسين‬
‫عليه السالم ال يعلو على فضلهم وعظمتهم أحد‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫سالح اإلمام المهدي عليه السالم‬

‫تمهيد‪ :‬روح العالم المهدي عليه السالم‪:‬‬


‫‪............................‬‬

‫ال أدعي إحاطتي بهذا الموضوع ولكن ال بأس أن نشر عليه إشرافا ً‪ ...‬وقد يكون غريبا بعض ما‬
‫يطرح‪.‬‬
‫يقال إن األجساد ال استقامة وال دوام لها وال فعاليات تقوم بها أعضاءها وال حياة وال أمر اال بوجود‬
‫العنصر الخامس من عناصر الكون أال وهو الروح‪ ،‬فهي المحرك النابض للجسد بالحياة بالعطاء‬
‫وهي التي تغذيه بما يصلحه من أوامر وما يقيه من أضرار بل ما يوحى إليه من أسس ستكون نوايا‬
‫وإرادات ومشاعر بل أودع فيها كيف تستغل االستغالل األمثل طاقات الوجود‪ ،‬ومن خالل رحلة‬
‫طويلة من التجارب والمحاكات بل ما يوحى إليها من علوم ومعارف بل ال بصيرة وحكمتها وال‬
‫سمع وال نظر إال بها‪ ،‬فهي نقطة النظام التي يودع بها تلك العلوم وحكمة وإدارة كله بالروح‪...‬‬

‫دولة العدل اإللهي كنظام بقيادتها بربّانها األكبر صاحب األمر المهدي عليه السالم هما روح العالم‪،‬‬
‫فالعالم كله جسد وهو روحه النابضة بالحق ونظام عدله كدولة وحكومة هو روح العالم في إدارته‪.‬‬
‫والوجه المشرق النابض بعظيم منائح هللا تعالى كوظيفة‪ ،‬بإرساء دعام العدل والسالم ونقل البشرية‬
‫والخالئق إلى حضارة علمية عملية واقعية‪ ...‬وإزالة تراكمات وراثة إبليس وجنده من علوم‬
‫وواقعياتها المظلمة‪..‬‬
‫نحن وما توصلنا له اآلن في أقصاه في كل مجاالت الحياة ما هي اال أزبال بل جيفة منتنة محرم‬
‫تناولها لوال االضطرار بسبب سيادة حكومة إبليس كما قال تعالى {إِنَّ َما َح َّر َم َعلَ ْي ُك ُم ْال َم ْيتَةَ َوال َّد َم‬
‫هللا َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم‬ ‫ير َو َما أ ُ ِه َّل ِب ِه لِ َغي ِْر ّ‬
‫هللاِ فَ َم ِن اضْ طُ َّر َغ ْي َر بَاغ َوالَ عَاد فَال إِ ْث َم َعلَ ْي ِه إِ َّن ّ َ‬ ‫َولَحْ َم ْال ِخ ِ‬
‫نز ِ‬
‫}البقرة‪۱۷۳‬‬
‫نعم يؤدي نتاجها الى الموت واألوبئة والى التشوهات الخنزيرية في كل مجاالت الحياة لكونها‬
‫أسس ْ‬
‫وإن ادعت التحضر فهي أسس لم تؤخذ من منبعها الحقيقي هللا تعالى ومن انتجبهم ( وما أهل‬
‫به لغير هللا )‬
‫هكذا هي روح إبليس اللعين المظلم ونتاجه المقيت في عالم اليوم‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المهدي عليه السالم من أعظم وأخطر تلكم الشخصيات التي دارت حول رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ ،‬بل دارت في فلكه باعتبار عدة أمور‪:‬‬
‫أوال‪ :‬وريث النبوات جميعا والمب ّشر به وبرسالته اإلسالم والعدل لدى الكل‪ ،‬في إعادة النظام‬
‫االسالمي في ربوع الوسيطة وتفعيل منجزاته وربط العالم كل العالم بخط الخلود األبدي الذي‬
‫سيضمن لها بناء حضارة الكون‪.‬‬
‫فالمهدي هو رسول هللا ورسول الرسول النبي األمي للعالم‪ ،‬نعم أن الرسالة لم تختم ‪ ،‬لكنما ختمت‬
‫هللاِ َو َخاتَ َم النَّبِيِّينَ َو َكانَ َّ‬
‫هللاُ‬ ‫النبوة باألمي محمد النبي صلوات ربي عليه آاله كما قال تعالى‪َّ { :‬رسُو َل َّ‬
‫بِ ُك ِّل َش ْيء َعلِيما ً }األحزاب‪٤۰‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنه عليه السالم النور المبشر به والمأمور إتباعه‪ ..‬وذكره لدى كل األمم وهذا ما أشار اليه‬
‫الكتاب العزيز بقوله‬
‫ي الَّ ِذي َي ِج ُدونَهُ َم ْكتُوبا ً ِعن َدهُ ْم فِي التَّوْ َرا ِة َوا ِإل ْن ِجي ِل‪ ..‬فَالَّ ِذينَ آ َمنُ ْ‬
‫وا‬ ‫{الَّ ِذينَ يَتَّبِعُونَ ال َّرسُو َل النَّبِ َّي األُ ِّم َّ‬
‫ك هُ ُم ْال ُم ْفلِحُونَ }األعراف‪۱٥۷‬‬ ‫نز َل َم َعهُ أُوْ لَـئِ َ‬‫ور الَّ ِذ َ ُ‬
‫يأ ِ‬ ‫صرُوهُ َواتَّبَع ْ‬
‫ُوا النُّ َ‬ ‫بِ ِه َو َع َّزرُوهُ َونَ َ‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم في قول هللا عز و جل‪ ":‬واتبعوا النور الذي انزل معه " قال‪ :‬النور في‬
‫هذا الموضع أمير المؤمنين واألئمة عليهم السالم )‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن السماء ذخرته للوعد اآلخر في اآلخرة ولتنفيذ مواعيدها ‪ ،‬فكل قيادات السماء ممن سبقه‬
‫سيكون أعضاد وأعوان له حتى آبائه األطهار صلوات ربي عليهم جميعا ممهدون له‪....‬‬
‫هللاِ َوالَّ ِذينَ َم َعهُ أَ ِش َّداء َعلَى‬
‫ولذلك قال تعالى في حقه ومن معه ووعدهم الصالح { ُّم َح َّم ٌد َّرسُو ُل َّ‬
‫هللاِ َو ِرضْ َوانا ً ِسي َماهُ ْم فِي ُوجُو ِه ِهم ِّم ْن أَثَ ِر‬ ‫ْال ُكفَّ ِ‬
‫ار ُر َح َماء بَ ْينَهُ ْم تَ َراهُ ْم ُر َّكعا ً ُسجَّداً يَ ْبتَ ُغونَ فَضْ الً ِّمنَ َّ‬
‫اإلن ِجي ِل َك َزرْ ع أَ ْخ َر َج َش ْ‬
‫طأَهُ فَآ َز َرهُ فَا ْستَ ْغلَظَ فَا ْستَ َوى َعلَى‬ ‫ك َمثَلُهُ ْم فِي التَّوْ َرا ِة َو َمثَلُهُ ْم فِي ْ ِ‬ ‫ال ُّسجُو ِد َذلِ َ‬
‫ت ِم ْنهُم َّم ْغفِ َرةً َوأَجْ را ً‬ ‫الزرَّا َع لِ َي ِغيظَ بِ ِه ُم ْال ُكفَّا َر َو َع َد َّ‬
‫هللاُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬ ‫سُوقِ ِه يُ ْع ِجبُ ُّ‬
‫َع ِظيما ً }الفتح‪۲۹‬‬

‫الحقيقة التي يجب أن تقال‪ :‬إن البشرية ال تستطيع إدارة نفسها بنفسها مهما أوتيت من قوة وعلوم‬
‫فمصيرها االختالف والتناحر وااللتجاء للظلم والتعالي والتكبر بعضها على البعض اآلخر‪ ،‬والواقع‬
‫خير دليل فضال عن تأريخ األمم السابقة؛‬

‫‪82‬‬
‫فالبد من عقل يديرها‪ ،‬ويبصر لها أسس النظام األمثل‪ ،‬والبد لها من قلب فيه من الوحي ما يسددها‪،‬‬
‫ويهدي واقعها ويفك االشتباك بينها‪ ...‬والبد لها من بصيرة تنهض بها في إدارة شؤون الخالئق‬
‫وتعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬وهذا ال يؤتي ثماره إال بوجود من هو حامل لتلك المواصفات‪...‬‬
‫إنه أمر هللا وخليفته والقائم بدين هللا المهدي من آل محمد األطهار ابن الحسن العسكري صلوات هللا‬
‫عليهم جميعا ‪ ،‬سيد الكون وباني حضارتها الخالدة وأمر هللا‪.‬‬
‫ما أشوقنا الى زمان حضوره بيننا ومنجزاته فينا‪.‬‬
‫فالسالم عليه أبد اآلبدين‬
‫( اللهم و ص ّل على ولي أمرك القائم المؤمل‪ ،‬والعدل المنتظر‪ ،‬واحففه بمالئكتك المقربين‪ ،‬وأيده‬
‫بروح القدس يا رب العالمين‪.‬‬
‫اللهم اجعله الداعي إلى كتابك و القائم بدينك استخلفه في األرض كما استخلفت الذين من قبله مكن له‬
‫دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك ال يشرك بك شيئا‪.‬‬
‫اللهم أعزه و أعزز به و انصره و انتصر به و انصره نصرا عزيزا و افتح له فتحا مبينا يسيرا‬
‫واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا‪.‬‬
‫اللهم أظهر به دينك و سنة نبيك حتى ال يستخفي بشي ء من الحق مخافة أحد من الخلق‪.‬‬
‫اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها اإلسالم و أهله و تذل بها النفاق و أهله و تجعلنا فيها‬
‫من الدعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدنيا و اآلخرة )‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬إن كل المخلوقات من إنس وجان وسموات وأرضين وكواكب وجبال وحيوانات …‬
‫والمنظومات الشمسية والمجرّات والجمادات والبحار والنباتات كلها تعيش ببركة إمام الزمان‪.‬‬
‫فكما النواة اذا سُلبت من الذرة تنهار هذه الذرة‪ ،‬وكما المنطومة الشمسية اذا سُلبت منها‬
‫الشمس تنهار هذه المنظومة بطرفة عين‪ ،‬فهو ج ّل جالله لن يغفل عن ذرة صغيرة وجعل‬
‫لها نواة ــ قُطُب ــ ألنها ال تستمر بدونه‪..‬‬
‫فهل يُعقَل ان َيغفَل عن هذه الخالئق فال يُو ِجد لها قُطُب الذي بوجو ِد ِه توجد الخالئق‬
‫وبانعدامه تنعدم الخالئق فاذا فُقِ َد طرفة عين لن يبقى لهذا العالم أي أثر‪..‬‬
‫فهو عليه السالم قُطب رحى الكون‪..‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬اإلمام المهدي عليه السالم بل أهل البيت جميعا ال يقاسون بأحد من الخالئق مطلقا و ال‬
‫يعدمون ابدا لقوله تعالى (كل شي هالك اال وجهه ) فلربما تعدم الخالئق ولكن المهدي وأهل بيته‬
‫األطهار ال يعدمون أبداً‪ ،‬فاإلمام المهدي يقرن بأمر هللا ومقام هللا لكونه أمر هللا وحجته‪ ،‬فعالم‬
‫اإلمكان يدور حول نفسه وال ُمحرك له هو روح العالم المهدي عليه السالم‪ ،‬وليس كما قالت بعض‬
‫الفالسفة الصوفية بأنه قطب الرحى‪ ،‬وإنما هو الروح المحركة للعالم وأنه جنس خاص من‬
‫المخلوقات خارج حدود عالم اإلمكان‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫سالح اإلمام المهدي عليه السالم‬

‫‪..............‬الحلقة ‪.............1‬‬
‫ال أدعي اإلحاطة بالموضوع بتفاصيله‪ ،‬ولكن تنبع رؤيتي للموضوع من قراءتي القرآنية‪.‬‬
‫نعلم جيدا أن اإلمام المهدي ع هو خليفة هللا في أرضه وسمائه وخليفة أولياء هللا ممن سبق فإمكانياته‬
‫عليه السالم بتمكين هللا له ‪ ،‬وله ما لغيره من األولياء من إمكانات ‪.‬‬
‫وهو بعد صاحب الزمان واألمر اإللهي وبيده قيادة مشروع العدل اإللهي وتنفيذه باألرض والسماء‪،‬‬
‫فتلك األوصاف القرآنية كآليات استعملت من قبل هللا وأوليائه مع المجتمعات المختلفة هي ستتوفر له‬
‫باألصالة ‪ ..‬وهذا ليس غريبا لمن يعتقد بمن اصطفاهم هللا تعالى‪.‬‬

‫السؤال الرئيسي هل لإلمام المهدي عليه السالم من أسلحة ذكرتها آيات الكتاب العزيز‪ ،‬وهبتها له‬
‫السماء من أجل انتصاره وتحقيق وعد هللا في األرض والسماء ويستطيع بها ومن خاللها تنفيذ‬
‫أهدافه؟‬
‫فما أقصده من سالح هنا هي تلك االستعدادات الذاتية له عليه السالم وكذا ما أمدته السماء من‬
‫إمكانات أرضية وسماوية من جنود وعلوم‪ .‬ولربما طبقت هذه العلوم في وقت سابق من الحضارات‬
‫أو لم تطبق سيحدثها اإلمام المهدي عليه السالم وينشرها بين البشر ليتم تطبيقها‪.‬‬

‫وما أقصده من االنتصار هنا‪ ،‬ليس على الكافرين إبليس ومؤسسته وقومه ومن معه من رجاالت‬
‫الظلم واإلفساد ‪ ،‬بل أيضا يشمل تنفيذ وتحقيق وعده مع المؤمنين به وما يمنحهم من مؤهالت‬
‫يشاركونه في تحقق وعده في إعادة نظام خط الخلود والبناء العادل في ربوع البسيطة ‪ ،‬مع العلم أنه‬
‫خليفة هللا في أرضه وسمائه‪ ...‬وإن كان تركيزي في هذه الحلقة على عنصر المواجهة مع التيار‬
‫المادي‪...‬‬

‫مالحظة‪ :‬ما أورده من أسلحة وعدد إنما أمر عليها في ذكرها فقط‪ ،‬أما تفاصيلها ال يعلمها اال هللا‬
‫واإلمام المهدي عليه السالم‪.‬‬

‫تعالوا معي في هذه الرحلة الموجزة‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫السالح األول‪ :‬الحجارة من سجيل‬
‫وهي من أخطر أسلحة المواجهة لدى دول العدل اإللهي‪ ..‬سالح حسم شديد القوة‬
‫تلك الحجارة السجيلية ( القنابل ) ممكن أن ترمى من قبل طيور أو طائرات أو رجّالة‪ ،‬أما فاعليتها‬
‫فهي تجعل جسد من يصيبه كالتبن اليابس المتهرئ الذي تراه جسد مرمي لكن بمجرد ما تلمسه‬
‫يتفتت إلى تراب‪...‬‬
‫ومن مواصفات تلك الحجارة أنها مسومة تلحق من تصيبه وال تصيب أي أحد آخر وكأنها تحمل‬
‫شفرة ذلك الشخص ومعدودة للظالمين‪..‬‬
‫ومن مواصفاتها أنها ممكن أن تقصف بعد أسلحة أخرى كاالنقالب والصيحة وترمى من السماء‬
‫ومن اآلالت االرضية‬
‫وقد اُستعمل هذا السالح في التأريخ مرتين في أخطر المواقف لحسم اخطر جهات التيار المادي‬
‫زمن منقلبات لوط عليه السالم وفي زمن رسول هللا صلى هللا عليه وآله في تدمير تحالف أصحاب‬
‫الفيل‪.‬‬
‫قال تعالى‪ ( :‬فَلَ َّما َجاء أَ ْم ُرنَا َج َع ْلنَا عَالِيَهَا َسافِلَهَا َوأَ ْمطَرْ نَا َعلَ ْيهَا ِح َجا َرةً ِّمن ِسجِّ يل َّمنضُود{‪}۸۲‬‬
‫ك َو َما ِه َي ِمنَ الظَّالِ ِمينَ ِب َب ِعيد{‪}۸۳‬‬ ‫ُّم َس َّو َمةً ِعن َد َربِّ َ‬

‫السالح الثاني‪ :‬الرعب في القلوب‪..‬‬


‫وهو نوع من الترددات يقذفها اإلمام عليه السالم في قلوب الكافرين به فتنتج االنهزام الداخلي مهما‬
‫يكن التحصينات التي لديهم‪ ،‬مما تؤدي إلى الفوضى الضخمة وبالنتيجة يحصل انهيار الجبهات‬
‫المادية والمعنوية‪.‬‬

‫اّلِلِ َما لَ ْم يُنَ ِّزلْ بِ ِه س ُْلطَانا ً َو َمأْ َواهُ ُم النَّا ُر َو ِب ْئ َ‬


‫س‬ ‫ب بِ َما أَ ْش َر ُك ْ‬
‫وا بِ ّ‬ ‫ب الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬
‫ُوا الرُّ ْع َ‬ ‫{ َسنُ ْلقِي فِي قُلُو ِ‬
‫َم ْث َوى الظَّالِ ِمينَ }آل عمران‪۱٥‬‬
‫ب ي ُْخ ِربُونَ بُيُوتَهُم بِأ َ ْي ِدي ِه ْم َوأَ ْي ِدي ْال ُم ْؤ ِمنِينَ‬
‫ْث لَ ْم يَحْ تَ ِسبُوا َوقَ َذفَ فِي قُلُوبِ ِه ُم الرُّ ْع َ‬ ‫( فَأَتَاهُ ُم َّ‬
‫هللاُ ِم ْن َحي ُ‬
‫ار }الحشر‪۲‬‬ ‫ص ِ‬ ‫فَا ْعتَبِرُوا يَا أُولِي ْاألَ ْب َ‬
‫وتكوين تلك الترددات والتي هي طاقات منطلقة على شكل مقذوفات موجية ال يتأثر بها المؤمنون‬
‫للطاقات اإليمانية التي تحصنهم‪...‬‬

‫السالح الثالث‪ :‬سالح الظالم أو السالح السالب للنور‪ ،‬ويصيب الذين كفروا دون المؤمنين‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ومن نتائج من يسقط عليه هذا السالح يصاب بالصمم والبكم والعمى ‪ ،‬وذلك النقطاع الوصالت‬
‫العصبية في أداء مهامها ولك أن تتصور ما يصيب من يقود الجيوش المفسدة اذا أصيب بهذا السالح‬
‫ور ِه ْم َوتَ َر َكهُ ْم فِي ظُلُ َمات‬ ‫َب ّ‬
‫هللاُ بِنُ ِ‬ ‫ض ْ‬
‫اءت َما َحوْ لَهُ َذه َ‬ ‫قال تعالى ( َمثَلُهُ ْم َك َمثَ ِل الَّ ِذي ا ْستَوْ قَ َد نَاراً فَلَ َّما أَ َ‬
‫ي فَهُ ْم الَ يَرْ ِجعُونَ {‪ }۱۸‬البقرة‪.‬‬ ‫صرُونَ {‪ }۱۷‬صُم بُ ْك ٌم ُع ْم ٌ‬ ‫الَّ يُ ْب ِ‬
‫وقال عز من قائل كمثال يضربه ألثر هذا السالح‪{( :‬أَوْ َكظُلُ َمات فِي بَحْ ر لُّ ِّج ٍّي يَ ْغ َشاهُ َموْ ٌج ِّمن فَوْ ِق ِه‬
‫هللاُ لَهُ‬‫ق بَعْض إِ َذا أَ ْخ َر َج يَ َدهُ لَ ْم يَ َك ْد يَ َراهَا َو َمن لَّ ْم يَجْ َع ِل َّ‬
‫ضهَا فَوْ َ‬ ‫َموْ ٌج ِّمن فَوْ قِ ِه َس َحابٌ ظُلُ َم ٌ‬
‫ات بَ ْع ُ‬
‫نُوراً فَ َما لَهُ ِمن ُّنور }النور‪٤۰‬‬
‫والكثير من اآليات تشير الى هذا السالح الخطير وآثاره المختلفة في أجساد وأنفس من يستعمل‬
‫ضده‪.‬‬

‫السالح الرابع‪ :‬سالح الموت األكبر واألصغر‪...‬‬


‫وهو سلب القدرة على إدارة األجساد بالكامل وفصلها تماما أو جزئيا فيؤدي إلى الموت أو النعاس‬
‫وا يُ ْد ِرك ُّك ُم ْال َموْ ُ‬
‫ت‬ ‫أو النوم‪ ..‬ولربما تتدخل أسلحة أخرى إلحداث ذلك األثر قال تعالى‪{ :‬أَ ْينَ َما تَ ُكونُ ْ‬
‫َولَوْ ُكنتُ ْم فِي بُرُوج ُّم َشيَّدَة }النساء‪۷۸‬‬
‫اس أَ َمنَةً ِّم ْنهُ }األنفال‪۱۱‬‬
‫ا ُستعمل الموت األصغر كأمنة للذين آمنوا {إِ ْذ يُ َغ ِّشي ُك ُم ال ُّن َع َ‬

‫السالح الخامس‪ :‬سالح الصاعقة ‪...‬‬


‫ومن نتائجه الرجفة‪ ،‬وهو أحد أسباب السالح الثالث‪ ،‬ولكنه يفرق عنه أنه يتتبع األفراد ويحدث فيهم‬
‫من األضرار الضخمة في أجسادهم‪ ..‬ولربما يفعل فعل الموت بفصل ارتباط الروح باالجساد‪...‬‬
‫وتختلف أنواع الصعق باختالف األفراد بين المالئكة والجن واإلنس والمؤمنين والكافرين وفيه‬
‫تفصيل طويل‪...‬‬

‫صا ِعقَةً ِّم ْث َل َ‬


‫صا ِعقَ ِة عَاد َوثَ ُمو َد }فصلت‪۱۳‬‬ ‫{فَإ ِ ْن أَ ْع َرضُوا فَقُلْ أَن َذرْ تُ ُك ْم َ‬
‫َار ِه ْم‬ ‫نت ِمنَ ْال ُمرْ َسلِينَ {‪ }۷۷‬فَأ َ َخ َذ ْتهُ ُم الرَّجْ فَةُ فَأَصْ بَح ْ‬
‫ُوا فِي د ِ‬ ‫صالِ ُح ا ْئتِنَا ِب َما تَ ِع ُدنَا إِن ُك َ‬
‫(يَا َ‬
‫َجاثِ ِمينَ {‪ }۷۸‬االعراف‬

‫السالح السادس‪ :‬سالح الراجفة والرادفة‪...‬‬

‫‪87‬‬
‫وهذا يفعل فعله في القلوب وينهي وجود األفراد لكن يوقظ أرواحهم ليبصروا نتائج أفعالهم والدمار‬
‫الذي حصل‪ ..‬ومن قدرات هذا السالح إعادتهم بعد إهالكهم‬

‫ُف الرَّا ِجفَةُ{‪ }٦‬تَ ْتبَ ُعهَا الرَّا ِدفَةُ{‪ }۷‬قُلُوبٌ يَوْ َمئِذ َوا ِجفَةٌ{‪ }۸‬أَ ْب َ‬
‫صا ُرهَا َخا ِش َعةٌ{‪ }۹‬يَقُولُونَ‬ ‫(يَوْ َم تَرْ ج ُ‬
‫أَئِنَّا لَ َمرْ ُدو ُدونَ فِي ْال َحافِ َر ِة{‪ }۱۰‬أَئِ َذا ُكنَّا ِعظَاما ً نَّ ِخ َرةً{‪ }۱۱‬قَالُوا تِ ْلكَ إِذاً َك َّرةٌ َخا ِس َرةٌ{‪/ }۱۲‬‬
‫النازعات‬

‫السالح السابع‪ :‬األسلحة المائية‪...‬‬


‫والتي تستعمل المياه كأساس في مقاتلة األعداء‪ ...‬فمثال تغيير نوعية المياه وجعلها غير صالحة‬
‫لالستعمال بتحويل تركيبته إما إلى أجاج حتى مياه السماء واألرض أو دم ‪ ،‬أو فقدان المياه الحلوة‬
‫بغورها في األرض ‪ ،‬أو بالطوفان أو إرسال الرياح على البحار والعواصف إلغراق الظالمين‪..‬‬
‫قال تعالى‪ :‬لَوْ نَ َشاء َج َع ْلنَاهُ أ ُ َجاجا ً فَلَوْ َال تَ ْش ُكرُونَ {‪ }۷۰‬الواقعة‬
‫ُوا َو َكانُ ْ‬
‫وا قَوْ ما ً‬ ‫صالَت فَا ْستَ ْكبَر ْ‬ ‫الطوفَانَ َو ْال َج َرا َد َو ْالقُ َّم َل َوال َّ‬
‫ضفَا ِد َع َوال َّد َم آيَات ُّمفَ َّ‬ ‫{فَأَرْ َس ْلنَا َعلَ ْي ِه ُم ُّ‬
‫ُّمجْ ِر ِمينَ }األعراف‪۱۳۳‬‬
‫وان كان الجراد والقمل والضفادع من االسلحة األخرى الخطيرة التي تؤدي مفعولها في نشر‬
‫األوبئة وإهالك المزروعات‬
‫ض ُعيُونا ً فَ ْالتَقَى ْال َماء َعلَى أَ ْمر‬
‫اب ال َّس َماء ِب َماء ُّم ْنهَ ِمر{‪َ }۱۱‬وفَجَّرْ نَا ْاألَرْ َ‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬فَفَتَحْ نَا أَ ْب َو َ‬
‫قَ ْد قُ ِد َر{‪ }۱۲‬القمر‬
‫والجدب وفقدان المياه الصالحة للحياة ‪ ،‬وهذا سالح خطير جدا من نتائجه أن منابع المياه الجلية‬
‫والجوفية تنسحب من الظهور وتنتهي بسبب ثقل المياه وفقدان مغناطيسية االرض والمؤثرات‬
‫الكونية السماوية كالنجم الطارق وغيره من األسباب قال تعالى‪{ :‬قُلْ أَ َرأَ ْيتُ ْم إِ ْن أَصْ بَ َح َما ُؤ ُك ْم َغوْ را ً‬
‫فَ َمن يَأْتِي ُكم ِب َماء َّم ِعين }الملك‪۳۰‬‬

‫السالح الثامن‪ :‬سالح البرد‬


‫والبرد وهو الجليد المتناثر النازل من السماء وبعضه يكون ذا أشكال خطيرة ومؤذية لكبرها وهذا‬
‫ما يحصل في جبال السماء من هذا البرد { َويُنَ ِّز ُل ِمنَ ال َّس َما ِء ِمن ِجبَال فِيهَا ِمن بَ َرد فَي ِ‬
‫ُصيبُ بِ ِه َمن‬
‫ار }النور‪٤۳‬‬ ‫ص ِ‬ ‫يَ َشا ُء َويَصْ ِرفُهُ عَن َّمن يَ َشا ُء يَ َكا ُد َسنَا بَرْ قِ ِه يَ ْذهَبُ بِ ْاألَ ْب َ‬

‫‪88‬‬
‫وهذا ما يصيب البالد والعباد ويؤدي الى انخفاض درجات الحرارة وتدمير الممتلكات النباتية‬
‫والحيوانية واالنسان ويشل الحركة‪.‬‬
‫وهذا غير الريح الصرصر العاتية‪....‬‬

‫السالح التاسع‪ :‬عصاة موسى عليه السالم‬


‫وما أدراك ماهي وما تفعله من مهام خطيرة جدا؛ فهي من األسلحة الفاعلة الخطيرة وهي من‬
‫ممتلكات دولة العدل االلهي وخليفة هللا وليس ألحد الحق بتفعيلها‪ ،‬ولذلك ذخرت لإلمام المهدي عليه‬
‫السالم‪ ،‬وأبسط مهامها هي التحول الى هيئات وأشكال متعددة ‪ ،‬وشق البحار والمحيطات وتكوين‬
‫األمواج العالية وكثير كثير من المهام الخطيرة‪.‬‬

‫السالح العاشر‪ :‬سالح السد ( التخفي )‬


‫ومقتضى هذا السالح إحاطة األفراد بتلكم الموجات التي تحيطهم والتي تحدث أثرها في عدم‬
‫اإلبصار ‪ ،‬ولذلك يتحرك المهدي وجيوشه دون أن ترى من قبل أجهزة العدو أو أبصارهم بل ممكن‬
‫أن يتم التسلل داخل مراكز األعداء الحساسة دون إبصارهم لتنفيذ المهام المختلفة‪.‬‬

‫قال تعالى‪َ { :‬و َج َع ْلنَا ِمن بَ ْي ِن أَ ْي ِدي ِه ْم َس ّداً َو ِم ْن َخ ْلفِ ِه ْم َس ّداً فَأ َ ْغ َش ْينَاهُ ْم فَهُ ْم الَ يُ ْب ِ‬
‫صرُونَ }يس‪۹‬‬
‫وهذا السالح من أخطر أسلحة دولة العدل اإللهي وخاص بها حيث يتم التنقل في أبعاد خاصة‬
‫وضمن ترددات وبتسارعات عالية جدا وهو من عناصر المفاجئة لجيش اإلمام المهدي عليه السالم‪.‬‬

‫السالح الحادي عشر‪ :‬سالح النقل اآلني في لحظة زمنية قبل ارتداد الطرف‪..‬‬
‫االنتقال في زمان = صفر في أي مكان من الكون‪.‬‬
‫وهذا السالح ممكن استعماله في نقل األفراد والجيوش والمعدات باللحظة اآلنية فتكون صاعقة على‬
‫أعداء اإلمام المهدي عليه السالم وعنصر مفاجئة خطير بحيث ممكن أن يؤدي األفراد مهامهم ثم‬
‫ينسحبون بلحظة من الزمن ( قبل أن يرتد الطرف ) دون إصابتهم‪ ...‬وهذا السالح ممكن استعماله‬
‫في نقل معدات األعداء وأجهزتهم الحساسة وتعطيلها بل ممكن أن يعمل عمله في تغيير معادالت‬
‫أنظمة األعداء االلكترونية والصواريخ وإنهاء آثارها‪...‬‬
‫ب الَّ ِذينَ‬ ‫هللاُ َس ِكينَتَهُ َعلَى َرسُولِ ِه َو َعلَى ْال ُم ْؤ ِمنِينَ َوأَ َ‬
‫نز َل ُجنُوداً لَّ ْم تَ َروْ هَا َو َّ‬
‫عذ َ‬ ‫قال تعالى‪{ :‬ثُ َّم أَنَز َل ّ‬
‫ك َج َزاء ْال َكافِ ِرينَ }التوبة‪۲٦‬‬ ‫َكفَر ْ‬
‫ُوا َو َذلِ َ‬

‫‪89‬‬
‫وقال تعالى‪ ( :‬قَا َل يَا أَ ُّيهَا ال َم َألُ أَيُّ ُك ْم يَأْتِينِي بِ َعرْ ِشهَا قَ ْب َل أَن يَأْتُونِي ُم ْسلِ ِمينَ {‪ ...}۳۸‬قَا َل الَّ ِذي ِعن َده ُ‬
‫ك فَلَ َّما َرآهُ ُم ْستَقِ ّراً ِعن َدهُ قَا َل هَ َذا ِمن فَضْ ِل َربِّي‬ ‫ك بِ ِه قَ ْب َل أَن يَرْ تَ َّد إِلَ ْي َ‬
‫ك طَرْ فُ َ‬ ‫ب أَنَا آتِي َ‬‫ِع ْل ٌم ِّمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫لِيَ ْبلُ َونِي أَأَ ْش ُك ُر أَ ْم أَ ْكفُ ُر َو َمن َش َك َر فَإِنَّ َما يَ ْش ُك ُر لِنَ ْف ِس ِه َو َمن َكفَ َر فَإ ِ َّن َربِّي َغنِي َك ِري ٌم{‪ ) }٤۰‬النمل‪...‬‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫‪ -۱‬انظر الى األحداث العالمية وما يحصل من اقتراب الطارق وآثاره من زالزل و براكين و‬
‫اصطدام األمم والجوع والفوضى التي تعم البشرية كلها و االحتراب الشديد على مناطق الموارد و‬
‫الطاقة‪..‬كل ذلك مؤشرات حاجة الوضع العالمي الى وجود المنقذ و عدم قدرة البشرية على إدارة‬
‫نفسها فال بد أن تتدخل السماء بحلولها من خالل المنقذ العالمي المهدي عليه السالم‪.‬‬
‫‪ -۲‬قد ذكرت في مقدمة مقالي ارتباط المهدي باّلِل كخليفة و بقادة السماء عليهم السالم وأنه ممثل‬
‫عن السماء بتلك اإلمكانيات التي ذكرتها آيات القرآن فيما أحدثته السماء في األمم السابقة‪ ،‬وما‬
‫استعمل من أسلحة فتستطيع ان تسحب كل ذلك الى االمام المهدي عليه السالم‪.‬‬
‫‪ -۳‬إن قلت‪:‬‬
‫اإلمام المهدي عليه السالم اليحتاج الى رعب فهو كجده رسول هللا رحيم بالناس‪ ،‬ودعاء المعصوم‬
‫عليه السالم واضح أنه حتى تسكنه أرضك طوعا وليس كرها بالسالح‪ ،‬فال سالح عند االمام يقاتل‬
‫به غير سالح اإليمان والرحمة وتطبيق دين هللا تعالى في إنصاف المظلومين‬
‫قلت‪ :‬من قال لك أن رسول هللا صلى هللا عليه وآله لم يشتد على الظالمين والمنافقين والمفسدين و‬
‫الكافرين أليست آيات هللا بين يديك في القرآن تتلوها منها قوله تعالى ( اشداء على الكفار رحماء‬
‫بينهم ) اليس أُلقي الرعب في نفوس الظالمين بآيات قرآنية ذكرتها بالمقال اعاله وقد استشهدت‬
‫بروايات من اهل البيت عليهم السالم في مسيرة الرعب بين يديه شهر کامل‪.....‬‬
‫فإذاً انت ال تأخذ بكتاب هللا وال تأخذ بأحاديث اهل البيت عليهم السالم فمن أين مصدر آرائك؟!‬
‫‪ -٤‬إن اإلمام المهدي عليه السالم في وطئته على الكرسي شديد على كل من في السماوات وما في‬
‫األرض لذلك قال هللا تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي ال يجليها‬
‫لوقتها إال هو ثقلت في السماوات واألرض ال تأتيكم إال بغتة يسألونك كأنك خفي عنها قل إنما علمها‬
‫عند هللا ولكن أكثر الناس ال يعلمون ) االعراف ‪ ،۱۸۷‬والساعة في كتاب هللا إشارة الى المهدي‬
‫عليه السالم واألحداث التي قبله والمصاحبة له؛ ولذلك دولة العدل االلهي لها مصادر القوة المرعبة‬
‫التي ال تستطيعها جميع الكائنات و كلها تستغيث أن تمنح على يديها السالم‪.‬‬
‫‪ -٥‬كل ما وصلت اليه البشرية بواقعها من تقنيات و ما حلّق خيالها العلمي ال يصل إلى عشر معشار‬
‫من واحد من منجزات و تقنيات دولة العدل االلهي المدخرة و المستورة عن العالمين لكونها دولة‬

‫‪90‬‬
‫هللا‪ ،‬وهي منذ القدم وإلى اآلن وإلى المنتهى‪ ،‬فكيف لنا أن نتصور لمنجزاتها الضخمة وهي‬
‫المسيطرة على من في األرض والسماء‪.‬‬
‫‪ -٦‬إن قلت‪ :‬هل اإلمام المهدي رسول؟‬
‫قلت‪ :‬النبوة ختمت لكنما الرسل مستمرة ولربما الرياح رسل وااليات الكونية واالرضية رسل هللا‬
‫والموت هو رسول هللا إلينا‪،‬لربما الفرد الناصح رسول ايضا و ربما المواقف الجيدة وااليجابية‬
‫رسل و كذا دروس الحياة السلبية ايضا رسل لنحذر لئال نقع فيها‪ ،‬فاالمام المهدي عليه السالم هو‬
‫أبرز تلك الرسل من هللا إلينا‪.‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫ً‬
‫زشال مبشرين ومنذرين لئال يكون للناس على هللا حجة بعد الرسل وكان هللا عزيزا حكيما ) النساء‬ ‫(‬
‫‪.۲٥‬‬
‫إن قلت‪ :‬المقصود من هذه اآلية هم األنبياء المرسلون وآخر األنبياء هو محمد صلى هللا عليه وآله‪،‬‬
‫أما مابقي من النذر في عصرنا هذا أال وهو القرآن والسنة‪ ،‬أما بالنسبة لإلمام المهدي فهو رجل‬
‫سيحكم بما أنزل هللا بعد أن يهيأه هللا بأمره وّلِل العلم وحده؟‬
‫قلت‪ :‬إذن نحن متفقين بأنه صاحب رسالة‪.‬‬
‫إن قلت‪ :‬يعني االمام المهدي عليه السالم هو نفسه رسول هللا صلى هللا عليه وآله؟‬
‫قلت‪ :‬رسول هللا صلى هللا عليه وآله هو قائد االمام المهدي عليه السالم‪ ،‬والمهدي عليه السالم على‬
‫منهج رسول هللا ومبادئه وهما عليهما السالم نور هللا وكل له وظيفته و تفصيل ذلك ليس في هذا‬
‫المحل‪.‬‬
‫‪ -۷‬االمام المهدي عليه السالم ظهوره ليس مرتبطا ً بأصحابه ممن تربوا تربية طبيعية و صقلتهم‬
‫االيام واألحداث ولو كانوا كذلك لما كانت رجعة الكثير من األولياء معه كإدريس و شيث و أصحاب‬
‫الكهف والسيد المسيح وغيرهم كثير جدا وكذلك شراكة المالئكة معه كجبريل عليه السالم و شراكة‬
‫الروح القدس واالرواح االخرى الثانية في عالمها و شراكة الجن الصالحين معه‪ ،‬ولما كان هو‬
‫صلوات هللا عليه مع كل هذا االقتدار‪.‬فما الذي يمنعه من الظهور مع تلك االمكانيات الضخمة؟؟؟؟‬
‫الجواب‪ :‬يمنعه أمر واحد فقط وهو األمر الصادر من هللا باإلذن له بالقيام هذا فقط ما يمنعه بمعنى‬
‫إقامة اليوم المعلوم‪....‬أما انه ينتظر الفئات الصالحة أن تتربى طبيعيا فال قيمة له‪.‬‬
‫وهنالك أمر آخر‪ ،‬وهو أن المعجزة ما هي إال عبارة عن وسائل ضمن القوانين الطبيعية هو ليس‬
‫خروج عن الطبيعة ووسائلها‪ ،‬فإحياء الموتى او شق البحار او السيطرة على الرياح او نقل االشياء‬

‫‪91‬‬
‫بالتسارع الفوق ضوئي هذه كلها وسائل طبيعية ولكن ضمن حدود علوم متطورة ال يملكها التيار‬
‫المادي و يملكها التيار اإللهي‪.‬‬
‫وهنالك أمر اخر مما يؤسف ان يطرح بشأنه من قبل ناس يكتبون عنه ان اإلمام المهدي عليه السالم‬
‫يرتقي بالبشرية ضمن الحدود الطبيعية وهذا محال ال يحصل مطلقا لكون هذه الحدود الطبيعية‬
‫ملوثة بعلوم الشيطان الوهمية مضافا إلى أن البشرية كلها ممنوعة من االرتقاء في العلوم الحقيقية‬
‫نتيجة للهبوط‪ ،‬فيعمل اإلمام المهدي عليه السالم على رفع تلك االستعدادات العلمية و تفعيلها واقعا‬
‫بعد إزالة آثار الشيطان على االفئدة و القلوب فيرتقي الفرد العادي بشكل ملفت للنظر ساعات وأيام‬
‫بحصائل ما لو أنفق الف سنة في عصر الشيطان لن يستحصلها وهذا من تصحيح الموسوعة‬
‫للصدر‪ ،‬والموضوع اكبر مما ذكرته لك‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫سالح اإلمام المهدي عليه السالم‬

‫‪..............‬الحلقة ‪............٢‬‬
‫قد يستغرب البعض من ورود هذا الكم من األسلحة لدى اإلمام المهدي عليه السالم‪ ،‬أو قد يستشكل‬
‫على عدم وجودها‪..‬‬
‫وقد يتصورها من الخيال العلمي أو يتصور أن المهدي عليه السالم ودولته بإمكانياتها تأتي ضمن‬
‫الظروف الطبيعية التي يتصورها ذهنيته التي ال تزيد على ما اطلع عليه من تجارب وما قرأه من‬
‫كتب وفلسفات حول اليوم الموعود يوم الدين‬
‫الجواب‪ :‬وبحسب ما أعتقد أن دولة العدل اإللهي تم إنشاءها منذ بداية الخلق ‪ ،‬وأن وجود الكائنات‬
‫ت عبثا‪ ...‬وإنما كانت صُنعت بعلوم وتقنيات أفرادها األوائل‬
‫المتطورة أو التطور التكاملي فيها لم يأ ِ‬
‫وشراكة الجن واإلنس والمالئكة وغيرها من المخلوقات األخرى‪.‬‬
‫تلكم الحضارة التي بدأ إنشاؤها منذ مئات ماليين بل مليارات من األعوام التي لدينا ‪ ،‬فيقينا أن‬
‫هندسة تكوين كل فرد من أفراد الكون والكون نفسه ‪ ،‬أودع في مكتبة علوم تلك الدولة اإللهية العادلة‬
‫في األرض والسماء‪ ،‬وقد شهد القائد المهدي عليه السالم ذلك كله‪ ...‬لكونه القائم في أمر هذا اإلنشاء‬
‫وإعادة تطوير تكوينه واستمراريته في دوامه‪.‬‬

‫(إِنَّا ُك َّل َش ْيء َخلَ ْقنَاهُ ِبقَدَر{‪َ }٤۹‬و َما أَ ْم ُرنَا إِ َّال َوا ِح َدةٌ َكلَ ْمح بِ ْالبَ َ‬
‫ص ِر{‪َ ......}٥۰‬و ُكلُّ َش ْيء فَ َعلُوهُ فِي‬
‫ص ِغير َو َك ِبير ُم ْستَطَ ٌر{‪ ) }٥۳‬القمر‬ ‫الزب ُِر{‪َ }٥۲‬و ُكلُّ َ‬ ‫ُّ‬

‫ب َك َما بَد َْأنَا أَ َّو َل َخ ْلق ُّن ِعي ُدهُ َو ْعداً َعلَ ْينَا إِنَّا ُكنَّا فَا ِعلِينَ‬ ‫{يَوْ َم نَ ْ‬
‫ط ِوي ال َّس َماء َكطَ ِّي ال ِّس ِجلِّ لِ ْل ُكتُ ِ‬
‫}األنبياء‪۱۰٤‬‬
‫فكل سالح امتلكه أولياء هللا أو يسرته لهم السماء لتمكينهم في كل زمان‪ ،‬كل ذلك من إنشاء‬
‫ومنجزات دولة العدل اإللهي وإبرازاً آلثارها المهيمنة به على الخالئق األرضية السماوية حتى‬
‫الجنان والنيران‪...‬‬
‫بل أن تلكم الحضارات التي نفتخر بإنشائها في شرق األرض وغربها عبر االزمنة ماهي إال نتائج‬
‫أضعها في خانة تلك المنجزات‪ ..‬للمؤسسة العادلة في كل دهر من الدهور وتد ّخل قادتها األوائل‬
‫محمد وآل محمد صلوات هللا عليهم‪.‬‬
‫بل أن التيار الشيطاني اللقيط حاول والزال يحاول استنساخ تلك التجارب ويبحث بشكل محموم‬
‫لمعرفة كنوز تلك العلوم وإعمال تفعيلها في الواقع مع وضع لمساته اللعينة بحسب سننه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أكتفي بهذه اإلجابة الموجزة‪.‬‬
‫ولنبدأ رحلتنا الثانية مع أسلحة اإلمام المهدي عليه السالم ودولته العادلة ونستمر بالترقيم كما ورد‬
‫في الحلقة األولى‪:‬‬

‫السالح الثاني عشر‪ :‬سالح العلم‪...‬‬


‫كل نهضة سماوية البد وأن تأتي بنتائجها الواقعية لتنهض حضارة اإلنسان وشركائه في الكون وأن‬
‫تكون على مستوى عال من العلوم التطبيقية‪....‬‬
‫في ميزان القوى أن الدولة التي تمتلك علوم أكثر سيكون لها شأن أقوى وتدبير أكبر وحصانة أدق‪...‬‬
‫وهذا ما يرعب األعداء ويجعلهم تحت قبضة العدل اإللهي‪ ،‬والموضوع طويل في تفصيله ليس‬
‫محله اآلن‪.‬‬

‫اإلمام المهدي ع ما هي حصته منها؟‬


‫حينما يظهر سيخرج لنا بإذن هللا أضعاف مضاعفة من العلوم النافعة والتقنيات واألجهزة المتطورة‪.‬‬
‫فلقد جاء مؤشرات زمانه وإسهاماته العظيمة في كل مجاالت واقع العلوم الكونية‪ ،‬فعن أبي عبد هللا‬
‫الصادق (ع) أنه قال‪ ( :‬العلم سبعة وعشرون جزءاً‪ ،‬فجميع ما جاءت به الرسل جزءان‪ ،‬فلم يعرف‬
‫الناس حتى اليوم غير الجزئين‪ ،‬فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءاً فبثها في الناس‪ ،‬وضم‬
‫إليها الجزئين حتى يبثها سبعة وعشرين جزءا )‪.‬‬
‫وطبعا هذا ال يستطاع من دون اإلمام المهدي عليه السالم‪ ....‬وال يمكن تصورها اآلن‪ ،‬بل ال يمكن‬
‫ذلك مطلقا لكونها من خصوصيات تلكم الدولة العظيمة دولة هللا‪ ...‬وتحت هذا البند تدخل كل‬
‫صناعات االسلحة الكونية التي ذكرتها والتي سأذكرها‪...‬‬

‫السالح الثالث عشر‪ :‬الريح بمختلف أنواعها ومختلف فعالياتها‬


‫وتكاد أن تكون من أخطر األسلحة السلمية والحربية ذات القوة القاهرة العالية السيطرة‪ ،‬والتي ال‬
‫يستطيعها إال أولياء السماء كسليمان عليه السالم وذو القرنين عليه السالم في بعض جوانبها‪ ،‬بل‬
‫هي من مختصات اإلمام المهدي عليه السالم‪ ،‬وتمكينه عليها كلها بكامل قدراتها‪...‬‬

‫‪94‬‬
‫والريح هذه من جنس الروح أي فوق اآلثار المادية وتحدث آثارها في عالم المادة‪ ...‬وهي تؤمر‬
‫فتأتمر ( أما كيفية آمريتها وإحداثها تلك الفعاليات المختلفة ليس بحثنا) ولها فعاليات مختلفة ذكرتها‬
‫آيات الكتاب العزيز‪..‬‬
‫في آيات الكتاب العزيز أنواع ذكرت ( الريح الطيبة‪ ،‬والريح العاصف‪ ،‬والريح العاصفة ‪ ،‬والريح‬
‫القاصف‪ ،‬والريح التي غدوها شهر ورواحها شهر‪ ،‬والريح الرخاء {فَ َس َّخرْ نَا لَهُ الرِّي َح تَجْ ِري بِأَ ْم ِر ِه‬
‫اب }ص‪۳٦‬‬ ‫ص َ‬‫ْث أَ َ‬
‫ُر َخاء َحي ُ‬

‫والريح الساكن‪ ،‬والريح الصر ‪ ،‬والريح الصرصر العاتية ‪ ،‬والريح العقيم { َوفِي عَاد إِ ْذ أَرْ َس ْلنَا‬
‫ِّيح ْال َعقِي َم{‪َ }٤۱‬ما تَ َذ ُر ِمن َش ْيء أَتَ ْ‬
‫ت َعلَ ْي ِه إِ َّال َج َعلَ ْتهُ َكال َّر ِم ِيم{‪}}٤۲‬الذاريات‪...‬‬ ‫َعلَ ْي ِه ُم الر َ‬
‫وهي كما تشمل آثارها األجواء تشمل األفراد بتش ّخص خاص‪ ،‬فكل فرد له ريحه الخاصة به في‬
‫جسده تميزه وتحمل مواصفاته ومزاياه النورية أو الظلمانية فتكون بصمة له على مثل ريح يوسف‬
‫ت ْال ِعي ُر قَا َل أَبُوهُ ْم إِنِّي َألَ ِج ُد ِري َح يُوسُفَ لَوْ الَ أَن تُفَنِّ ُدو ِن }يوسف‪۹٤‬‬
‫صل َ ِ‬
‫{ َولَ َّما فَ َ‬
‫وتستعمل سلميا للنقل العالي بتسارعاته مع الحفاظ على الشيء المنقول كاألشياء المادية‬
‫والمعلوماتية ‪...‬‬
‫عن أبي عبد هللا (ع) قال‪( :‬ويبعث هللا الريح من كل واد تقول هذا المهدي يحكم بحكم داوود وال‬
‫يريد بينة )‬

‫السالح الرابع والخامس عشر‪ :‬األسلحة التي تصيب القلوب‪..‬‬


‫وهي من األسلحة الماورائية وال يستعملها إال هللا تعالى ووليه األعظم المهدي عليه السالم‪...‬‬
‫من أخطر االسلحة والذي يفعل فعله في األفراد بإغالق القلب‪ ،‬وعدم استقبال واردات الروح‬
‫والواردات االخرى من اآلخرين‪ ،‬ونتائجه جداً وخيمة من فقدان المعلومات‪ ،‬وإنهاء أدوارهم‬
‫ووظائفهم بأنفسهم‪ ،‬والتخاذل‪ ،‬والنكوص وهو نوع من تغيير الخلقة القلبية بهندسة تكوينه الفوتونية‬
‫وانطمار طاقاته ونتيجته انطمار وظيفة االستقبال الريحي أو الروحي فيه‪.‬‬
‫وهذا السالح يصيب االفراد ضمن مواصفات مخصوصة كالمتكبرين المتجبرين بغير الحق‪ ،‬وإال‬
‫المؤمنون في حصانة منه‪...‬نستجيرباّلِل تعالى منه‪ ( ...‬إِنَّ َما ال َّسبِي ُل َعلَى الَّ ِذينَ يَ ْستَأْ ِذنُونَ َ‬
‫ك َوهُ ْم أَ ْغنِيَاء‬
‫طبَ َع ّ‬
‫هللاُ َعلَى قُلُو ِب ِه ْم فَهُ ْم الَ َي ْعلَ ُمونَ }التوبة‪....۹۳‬‬ ‫وا َم َع ْال َخ َوالِ ِ‬
‫ف َو َ‬ ‫ُوا بِأَن يَ ُكونُ ْ‬
‫َرض ْ‬

‫هللاُ‬ ‫ك يَ ْ‬
‫طبَ ُع َّ‬ ‫هللا ِب َغي ِْر س ُْلطَان أَتَاهُ ْم َكبُ َر َم ْقتا ً ِعن َد َّ ِ‬
‫هللا َو ِعن َد الَّ ِذينَ آ َمنُوا َك َذلِ َ‬ ‫ت َّ ِ‬
‫{الَّ ِذينَ يُ َجا ِدلُونَ فِي آيَا ِ‬
‫ب ُمتَ َكبِّر َجبَّار }غافر‪۳٥‬‬ ‫َعلَى ُك ِّل قَ ْل ِ‬

‫‪95‬‬
‫ومن األسلحة التي تصيب القلب وما تحدثه فيه من آثار مختلفة ( أكنة إلى رين إلى قسوة إلى غلف‬
‫إلى ارتياب إلى عصر القلوب إلى ارتفاعها من محلها في الصدر بالحناجر إلى العمى)‪ ،‬وأترككم‬
‫مع هذه اآليات‪:‬‬
‫{ َو ِم ْنهُم َّمن يَ ْستَ ِم ُع إِلَ ْيكَ َو َج َع ْلنَا َعلَى قُلُو ِب ِه ْم أَ ِكنَّةً أَن يَ ْفقَهُوهُ َوفِي آ َذانِ ِه ْم َو ْقراً َوإِن يَ َروْ ْا ُك َّل آيَة الَّ‬
‫ُوا إِ ْن هَ َذا إِالَّ أَ َسا ِطي ُر األَ َّولِينَ }األنعام‪۲٥‬‬ ‫ك يُ َجا ِدلُونَكَ يَقُو ُل الَّ ِذينَ َكفَر ْ‬ ‫وا ِبهَا َحتَّى إِ َذا َجآ ُؤو َ‬ ‫ي ُْؤ ِمنُ ْ‬
‫ان َما َكانُ ْ‬
‫وا يَ ْع َملُونَ }األنعام‪٤۳‬‬ ‫ت قُلُوبُهُ ْم َو َزيَّنَ لَهُ ُم ال َّش ْيطَ ُ‬
‫وا َولَـ ِكن قَ َس ْ‬ ‫{فَلَوْ ال إِ ْذ َجاءهُ ْم بَأْ ُسنَا تَ َ‬
‫ض َّر ُع ْ‬

‫السالح السادس والسابع عشر‪ :‬الزلنا في األسلحة التي تغير الهيئة التركيبة في‬
‫األجساد ( سالح المسخ والطمس والوقر واسوداد الوجوه والختم على األفواه )‪..‬‬
‫وهو من أخطر االسلحة الطاقية التي ت ّغير الهيئة التركيبية العامة لإلنسان أو بعض أجزائه فتفقده‬
‫الوظيفة‪ ..‬والتفصيل أتركه للقارئ الكريم‪...‬‬
‫ُوا َع ْنهُ قُ ْلنَا لَهُ ْم ُكونُ ْ‬
‫وا قِ َر َدةً َخا ِسئِينَ }األعراف‪۱٦٦‬‬ ‫{فَلَ َّما َعتَوْ ْا عَن َّما نُه ْ‬

‫ضيّا ً َو َال يَرْ ِجعُونَ }يس‪٦۷‬‬


‫{ َولَوْ نَ َشاء لَ َم َس ْخنَاهُ ْم َعلَى َم َكانَتِ ِه ْم فَ َما ا ْستَطَا ُعوا ُم ِ‬
‫ض ْيفِ ِه فَطَ َم ْسنَا أَ ْعيُنَهُ ْم فَ ُذوقُوا َع َذابِي َونُ ُذ ِر }القمر‪۳۷‬‬
‫{ َولَقَ ْد َرا َو ُدوهُ عَن َ‬
‫ت يَدَاهُ إِنَّا َج َع ْلنَا َعلَى قُلُو ِب ِه ْم أَ ِكنَّةً أَن‬ ‫ت َربِّ ِه فَأ َ ْع َر َ‬
‫ض َع ْنهَا َونَ ِس َي َما قَ َّد َم ْ‬ ‫{ َو َم ْن أَ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم َّمن ُذ ِّك َر بِآ َيا ِ‬
‫يَ ْفقَهُوهُ َوفِي آ َذانِ ِه ْم َو ْقراً َوإِن تَ ْد ُعهُ ْم إِلَى ْالهُدَى فَلَن يَ ْهتَ ُدوا إِذاً أَبَداً }الكهف‪٥۷‬‬

‫وا ْال َع َذ َ‬
‫اب بِ َما‬ ‫ت ُوجُوهُهُ ْم أَ ْكفَرْ تُم بَ ْع َد إِي َمانِ ُك ْم فَ ُذوقُ ْ‬
‫{يَوْ َم تَ ْبيَضُّ ُوجُوهٌ َوتَس َْو ُّد ُوجُوهٌ فَأ َ َّما الَّ ِذينَ ا ْس َو َّد ْ‬
‫ُك ْنتُ ْم تَ ْكفُرُونَ }آل عمران‪۱۰٦‬‬
‫{ ْاليَوْ َم نَ ْختِ ُم َعلَى أَ ْف َوا ِه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمنَا أَ ْي ِدي ِه ْم َوتَ ْشهَ ُد أَرْ ُجلُهُ ْم بِ َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ } يس‪ ٦٥‬لكون أفعال‬
‫األفراد تسجل في األيدي واألرجل وال حاجة إلى بيانات االلسن‪ ،‬ولظالم أرواحهم وانعكاس تلكم‬
‫الظلمانية على وجوههم‪.‬‬
‫وهناك أسلحة أخرى ذكرتها نصوص الكتاب العزيز وروايات أهل البيت عليهم السالم كل لها‬
‫شراكتها في وعد هللا العظيم واختصاصاتها إلعادة النظام األمثل وإعمار االرض والسماء والعوالم‬
‫وقيادتها‪...‬‬
‫مثل سالح االمام المهدي الخاص وذو الفقار وراية رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ ،‬وسالح‬
‫االقتصاد‪ ،‬وكما تشترك معه أسلحة اخرى مثل المراكب النورانية كقباب ولها من التقنيات العالية‬
‫التي ال تستطيعها أي تقنية أرضية للتيار المادي‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ومن أسلحة االمام المهدي عليه السالم سالح المالئكة بكل اصنافهم وما لديهم من قدرات متفوقة‬
‫وعالية جدا ‪ ،‬وسالح الجن الذين هم من أنصاره‪ ،‬وسالح المؤمنين ممن معه على مختلف أطيافهم‬
‫منهم الراجعون من أولياء هللا عليهم السالم وأعظمهم أمه الزهراء عليها السالم وجده المصطفى‬
‫وجده علي عليهما وآلهما السالم والحسنان وأهل بيته االطهار صلوات ربي عليهم وشيث وإدريس‬
‫وموسى وعيسى وأهل الكهف وغيرهم كثير صلوات ربي عليهم ‪ ،‬ومن المدخرين له ومنهم‬
‫المنظرين للوثوب معه ومنهم المؤمنين المولودين في زمانه ( وفي ذلك تفصيل طويل جدا ألطيافهم‬
‫وما يمتلكونه لنصرة دولة العدل االلهي )‪.‬‬
‫ومن اسلحة االمام المهدي عليه السالم االرض وما تحتوي من كنوز وما تفعله من مقذوفات‬
‫وزالزل وخسوفات بل حتى أفرادها كالنبات والحيوان والحشر والطير ومكنونات السماء وما‬
‫تحتوي من موجودات كالشمس والقمر والنجوم كالطارق والشهب وأبواب السماء ودوابها والنور‬
‫وعوالمه والظلمة ومادتها وعالمها بل عوالمها بل حتى األرواح وبرازخها ومن في الجنان والنيران‬
‫من أفراد وشراكتها في إقامة عدل هللا االعظم في االرض والسماء‪...‬وغيرها كثير لقوله تعالى‬
‫طوْ عا ً َو َكرْ ها ً َوإِلَ ْي ِه يُرْ َجعُونَ }آل‬ ‫ت َواألَرْ ِ‬
‫ض َ‬ ‫هللاِ يَ ْب ُغونَ َولَهُ أَ ْسلَ َم َمن فِي ال َّس َما َوا ِ‬
‫{أَفَ َغ ْي َر ِدي ِن ّ‬
‫عمران‪۸۳‬‬
‫والكثير الكثير مما تركت تفصيله والمرور عليه في ذكره‪.‬‬

‫‪ -‬إن قلت‪ :‬ولكن حسب الفهم الوارد عن السيد محمد صادق الصدر في موسوعته أن اإلمام بأبي هو‬
‫وأمي يسير باألسباب الطبيعية‪ .‬ولو أن بعض ماذكرته طبيعي لكن البعض في خانة اإلعجاز ولو‬
‫أبيحت المعجزة فالرسول األعظم صلوات هللا وسالمه عليه وآله يكون أولى بذلك؟‬

‫‪ -‬قلت‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وآله سيكون موجوداً مع اإلمام المهدي عليه السالم بكل تلك‬
‫االستعدادات التي تُستغرب من حصوله منه لكونه مدينة العلم االلهي‪.‬‬
‫وهنالك أمر يجب أن تلتفت إليه في الفترة ما بين الهبوط بزمان أبينا آدم الى اليوم المعلوم أو اليوم‬
‫الموعود أن أسلحة دولة العدل اإللهي و علومها لم يستعمل منها إال القليل وعلى حد تعبير أهل‬
‫البيت عليهم السالم علمان فقط والسبب في ذلك ليبقى الصراع متوازنا ً بين التيار اإللهي والتيار‬
‫المادي الشيطاني لكنما بعد اليوم المعلوم واإلذن بقيام الساعة فكال!!! بل ستستعمل أقوى األسلحة‬
‫إلزالة التيار المادي الشيطاني وآثاره المقيتة‪.‬‬
‫أما ما طرحه السيد الصدر فهو يتناغم مع النظرية المادية آنذاك والفهم العقلي الذي يتناسب مع تلك‬
‫المرحلة ولو قرأنا كتاب هللا بنحو التفحص والتمعن لوجدنا الكثير الكثير وما استغربنا مثل هكذا‬
‫أفكار‪..‬‬

‫‪97‬‬
‫ومما يجب أن نلتفت إليه أن تلك العلوم التي تمتلكها دولة العدل االلهي و قيادتها مصدران‪:‬‬
‫اوالا‪ :‬هللا سبحانه وتعالى بما اختصه من علوم‪.‬‬
‫وثانيا ا‪ :‬التجارب الضخمة في تطبيق تلك العلوم وعلى مدى تاريخ تلك الدولة اإللهية منذ بدايتها في‬
‫القدم‪.‬‬
‫ولنا أن نتصور حجم تلك العلوم المدخرة التي تفوق ما اُنجزت وطُرحت بساحة الحضارات التي من‬
‫الممكن إسقاط النظر عليها في العالم‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫متفرقات وجدانية‪:‬‬

‫‪-1‬غيبة الحق‪:‬‬
‫عن اإلمـام ابي عبدهللا الصـادق (ع)‪ " :‬لتدمعن عليه ‪-‬اي القائم‪ -‬عيون المؤمنـيـن‪ ،‬ولتكفؤن كما تكفأ‬
‫السفن في امواج البحر فال ينجو إال من اخذ هللا ميثاقه وكتب في قلبه اإليمان وأيده بروح منه "‪.‬‬
‫قد يسأل سائل ‪ /‬هل إن الذين ينجيهم هللا في الغيبة لهم خصوصية تميزهم عن باقي الخلق؟!‬
‫ج‪ /‬ليست هناك أي خصوصية او تمييز عن باقي الخلق كما ورد عنهم (عليهم السالم) " ليس بين‬
‫هللا وبين أحد من خلقه قرابة "‪ ،‬إنما الذي جعل لهذه الثلة القليلة النجاة من الفتن هي العمل على‬
‫تحصين أنفسهم من خالل العمل على معرفة أمامهم‪ ،‬فعن اإلمـام الباقر (ع)‪ " :‬ال يقبل عمل إال‬
‫بمعرفة‪ ،‬وال معرفة إال بعمل‪ ،‬ومن عرف دلته معرفته على العمل‪ ،‬ومن لم يعرف فال عمل له "‪.‬‬
‫وإن هذه المعرفة ال تتحقق إال بالرجوع لمعارف العترة (عليهم السالم) والتمسك بها وعدم التفريط‬
‫في حقها‪ ،‬فعن األمـام الصـادق (ع)‪ " :‬أ ُ ِمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وإن‬
‫صاموا وصلوا وشهدوا أن ال اله إال هللا وجعلوا في انفسهم أن ال يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين "‪.‬‬

‫📌 وإن العامل األساس والمهم في النجاة بعصر الغيبة هي لزوم " الكتاب والعترة " و " الصبر‬
‫على انتظاره "‪.‬‬
‫ٌ‬
‫امتحان عظيم قد جعله هللا (جل وعال) لخلقه ليبلوهم أيهم احسن‬ ‫فغيبة اإلمـام (عج)‪ :‬هي عبارة عن‬
‫عمآل؟!‪.‬‬
‫وقد رسم لنا َرسول هللا (ص) دائرةً لها منها ٌج قيم للنجاح بذلك االمتحان وهي " كتاب هللا وعترتي‬
‫"‪ ،‬كما يفعل المدرس مع تالمذته حين يضع لهم ملزمة معينة فيها ما ينفعهم للنجاح بامتحانهم‪ ،‬وقد‬
‫شدد المعصومين (صلوات هللا وسالمه عليهم) بعدم الخروج عن إطار تلك الدائرة المقدسة لكيالٓ‬
‫تهبط أعمالنا ويكون سعينا ضالالً وعبادتنا منحرفة‪ ،‬وإن هذا االمتحان يحتاج الى دراسة جادة‬
‫تتبلور في محورين أساسيين وهي‪:‬‬
‫‪ -۱‬طاعة هللا‬
‫‪ -۲‬معرفة اإلمـام‬

‫‪99‬‬
‫فقد ورد عن اإلمـام الصـادق (ع) في قوله تعالى " يؤتَي الحك َمة َم ْن يَ َشاء َو َم ْن يَؤتَى الح َكم ْة فَقَد‬
‫أ َوت ّي َخيراً َكثيّرآ "‪ ،‬فقال (ع)‪ :‬الحكمة هي طاعة هللا ومعرفة اإلمـام‪.‬‬
‫وهذه الدراسة ال تتحقق إال بالتمسك بالمنهاج األول وهو " كتاب هللا وعترتي "‪ ،‬فمن دون هذا‬
‫المنهج تكون المعرفة خاطئة‪ ،‬وهذا المنهج هو أمرهم (صلوات هللا وسالمه عليهم) الذي يضل من‬
‫عدل عنه‪ ،‬كما ورد عن اإلمـام الكـاظم (ع)‪ " :‬الَبد لصاحب هذا األمر من غيبة حتى يرجع عن هذا‬
‫األمر من كان يقول بِه انما هي محنة من هللا (عزوجل) امتحن بها خلقه "‪.‬‬
‫وقد شدد اإلمـام الحجة (عج) على طلب المعرفة من هذا المنهج حصراً دون غيره‪ ،‬فمن استبدل‬
‫بغير هذا المنهج فقد هلك ألنه الحق كما وصفه أمير المؤمنـيـن (ع) " ال تزلوا عن الحق وأهله فإنه‬
‫من استبدل بنا أهل البيت هلك وفاتته الدنيا واآلخرة "‪.‬‬
‫وهذا المنهج يتكامل بمعرفة اإلمـام (عج)‪ ،‬فقد قال اإلمـام الباقر (ع) " ذروة األمر وسنامه ومفتاحه‬
‫وباب األشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة لإلمام بعد معرفته "‪ ،‬فطاعة هللا هي طاعة‬
‫اإلمـام كما جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة " من اطاعكم فقد أطاع هللا "‪ ،‬وهذه المنظومة المعرفية‬
‫الكاملة هي أشبه بالنظام الهندسي الصارم فال يمكن العبث بأي قاعدة من قواعده ألن ذلك سيشكل‬
‫خلالً في المنظور الذي تتمحور به‪.‬‬
‫اما الصبر على الغيبة‪ :‬فقد أوصى المعصومون (عليهم السالم) بالصبر على انتظاره (عج)‪ ،‬ولزوم‬
‫علومهم واحاديثهم الشريفة فهي باب النجاة من الضاللة‪ ،‬فعلى المخلصين من الشيعة العمل على‬
‫ذلك فإن هذا من سماتهم‪ ،‬فقد قال اإلمـام الصـادق (ع) " أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن‬
‫أخذتم بها رشدتم ونجوتم وان تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وانا بنجاتكم زعيم "‪ ،‬وكذلك ورد‬
‫عنه (ع) ايضا ً " انا صبر وشيعتنا اصبر منا وذلك انا نصبر على ما نعلم وصبروا بما ال يعلمون "‪.‬‬
‫وفي الختام قد روى الشيخ النعماني (رحمه هللا) باسناده عن عبد هللا بن سنان قال‪:‬‬
‫دخلت أنا وأبي على أبي عبد هللا عليه السالم فقال‪ :‬كيف أنتم إذا صرتم في حال ال ترون فيها إمام‬
‫ى‪ ،‬وال َعلَما ً يرى‪ ،‬فال ينجو من تلك الحيرة ّاال َم ْن دعا بدعاء الغريق‪.‬‬
‫هد ً‬
‫فقال أبي‪ :‬هذا وهللا البالء‪ ،‬فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟!‬
‫قال‪ :‬إذا كان ذلك ـ ولن تدركه ـ فتمسّكوا بما في أيديكم حتى يتّضح لكم األمر‪.‬‬
‫وهذا التأكيد المستمر منهم (عليهم السالم) على التمسك بما في أيدينا وهو " كتاب هللا وحديثهم "‬
‫ليس عبثا ً واعتباطا ً‪ ،‬بل هو الباب األعظم في حصولنا على تلك الميزة والخصوصية اإللهية ‪-‬التي‬
‫ذكرتها أعاله�👆‪ -‬وهي " قبول الميثاق‪ ،‬ثبات اإليمان في القلب‪ ،‬التأييد بروح هللا "‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -٢‬الصــراط المستقيـــم‪:‬‬
‫لفظة قرآنية قد عبر عنها الكثير من جهلة المفسرين على إنها معنى مجازي ومترادف قرآنيا ً‪ ،‬وقد‬
‫فسروه الى عدة تفسيرات وبأوجه متعددة‪.‬‬
‫وقد وردت هذه اللفظة كما هو معلوم في اول سورة من القرآن وهي الفاتحة " ام الكتاب " والتي ال‬
‫تكون الصالة اال بها وهي خالصة القرآن بصيغة الدعاء حيث من بعد التحميد واإلقرار ّلِل‬
‫(عزوجل) بالعبودية نقول‪ " :‬إهَ ِدنّا ال ِّ‬
‫ص َراط ال ُمستَقيّ ْم " وهنا تعتبر االية القطب المركزي وجوهر‬
‫الفاتحة حيث إن العبادة واإلستعانة ال تتحقق إال بسلوك الصراط‪ ،‬ثم إن القرآن يقر بإنها نعمة لمن‬
‫تمسك بها وغضب وضاللة لمن تركها‪.‬‬
‫ولو تدبرنا أكثر لوجدنا إن هذه النعمة قد جاءت متممة ومكملة للدين " اليَو ْم أك َم ْ‬
‫لت لَ ُك ْم دَينَ ُك ْم‬
‫يت لَ ُك ْم اإل َسالّ ْم دَينّا "‪.‬‬
‫ض ُ‬‫ت َعلَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتي َو َر ِ‬
‫وأت َم َم ُ‬

‫ثم يصرح القرآن عن الصراط ولكن بذكر اسم صاحبها (كما في قراءة العترة) حيث قال تعالى "‬
‫غويَنَهُ ْم أ َج َمعيّن (‪َ )۳۹‬إالّ ِعبَاد ْ‬
‫َك ِم ْنهُ ْم ال ُم َخلَصي ّْن‬ ‫َرب ّي ِب ْما أ َغ َويتَ ْني َأل َزينَ ْن لَهُ ْم فَ ّي اآلرضْ َ‬
‫وأل ِ‬
‫ص َراطُ عَلـِي ُمستَقيّ ْم (‪.")٤۱‬‬‫ال ه َّذا ِ‬ ‫(‪ )٤۰‬قَ َ‬
‫امـا في القراءات األخرى فقد تم التالعب في المعنى البالغي لآلية حيث صيروها الى عدة الفاظ‬
‫لحجب اسمه (ع) فتارةً بتنوين الفتح واُخرى بتنوين الضم وقد تمزق اللفظ بينهما!!‬
‫ولكن اآليات التي قبلها تنافي المعنى الذي ذكره القوم في قراءاتهم المتعددة‪ ،‬فلو أراد المعنى أن‬
‫ي " بدالً من " عَلـ َّي " ألن القرآن ابلغ المقال‬
‫يستقيم كما تروم اليه ذائقتهم لكان اولى أن يقال " إل َّ‬
‫وال يعقل أن يختل فيه المعنى‪.‬‬
‫ومن الذين يقرأون بتلك القراءة المختله بالغيا ً‪ :‬الحسن البصري‪ ،‬الضحاك‪ ،‬ابن سيرين‪ ،‬ابو رجاء‪،‬‬
‫مجاهد‪ ،‬قتادة‪..‬الخ‪ ،‬والعجيب من ذلك إن األمة تسمح بقراءة هؤالء وقد رفضوا قراءة العترة (عليهم‬
‫السالم) حتى بجعلها اسوةً مع باقي القراءات!‪.‬‬
‫والروايات متعددة ومطابقة لكتاب هللا من مجاميعنا الحديثية ومن مجاميع القوم من المخالفين ايضا ً‬
‫سنذكر جزء منها‪:‬‬
‫▪️روايـات شيعة اهل البيت (عليهم السالم)‪:‬‬

‫📌علي بن الحسيـن عن ابيه (ع) قال‪ :‬قام عمر بن الخطاب الى النبي (ص) فقال‪ :‬إنك ال تزال تقول‬
‫لعلي‪ :‬انت مني بمنزلة هارون من موسى وقد ذكر هللا هارون في القرآن ولم يذكر عليا ً؟ فقال النبي‬
‫(ص)‪ :‬يا غليظ يا اعرابي أنك ما تسمع ما يقول " قال هذا صراط علي مستقيم "‪.‬‬

‫📌عن اإلمام الصادق (ع) في معنى (الصراط)‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫هو امير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي‬
‫حكيم" وهو أمير المؤمنين في أم الكتاب ‪-‬أي الفاتحة‪.-‬‬
‫وايضا عنه (ع) في قوله تعالى "صراط الذين أنعمت عليهم"‪ :‬يعني محمدا وذريته عليهم السالم‪.‬‬

‫📌وعن رسول هللا (ص) في قوله تعالى "صراط الذين أنعمت عليهم" قال‪ :‬شيعة علي الذين أنعمت‬
‫عليهم بوالية علي بن أبي طالب لم يغضب عليهم ولم يضلوا‪.‬‬

‫▪️روايـات المخالفـين‪:‬‬

‫📌صحيح البخاري ‪ -‬الجزء ( ‪ - ) ٥‬رقم الصفحة ( ‪) ۲۲۰‬‬

‫ص َراطٌ َعلَ َّ‬


‫ى ُم ْستَقِي ٌم ) الحق يرجع إلى هللا وعليه طريقه‪.‬‬ ‫‪ ( -‬سورة الحجر )‪ :‬وقال مجاهد‪ِ ( :‬‬

‫📌الحاكم الحسكاني ‪ -‬شواهد التنزيل ‪ -‬الجزء ( ‪ - ) ۱‬رقم الصفحة ( ‪ - ) ٥۸‬رقم الحديث ( ‪) ۸۸‬‬

‫‪ -‬أخبرنا‪ :‬أبو الحسن المعاذي بقراءتي عليه من أصله‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‪ :‬أبو جعفر محمد بن علي الفقيه‬
‫قال‪ :‬حدثنا‪ :‬أحمد بن الحسن القطان قال‪ :‬حدثنا‪ :‬عبد الرحمان بن أبي حاتم قال‪ :‬حدثنا‪ :‬هارون بن‬
‫إسحاق قال‪ :‬حدثني‪ :‬عبدة بن سليمان قال‪ :‬حدثنا‪ :‬كامل بن العالء قال‪ :‬حدثنا‪ :‬حبيب بن أبي ثابت‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبير‪ ،‬عن إبن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا (ص) لعلي بن أبي طالب (ع)‪ :‬أنت الطريق‬
‫الواضح وأنت الصراط المستقيم‪ ،‬وأنت يعقوب المؤمنين‪.‬‬

‫📌الحاكم الحسكاني ‪ -‬شواهد التنزيل ‪ -‬الجزء ( ‪ - ) ۱‬رقم الصفحة ( ‪ - ) ٥۸‬رقم الحديث ( ‪) ۹۰‬‬

‫‪ -‬أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المعمري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‪ :‬أبو جعفر محمد بن علي بن‬
‫الحسين الفقيه قال‪ :‬حدثنا‪ :‬أبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‪ :‬سعد بن عبد هللا‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫العباس بن معروف‪ ،‬عن الحسين بن زيد‪ ،‬عن اليعقوبي‪ ،‬عن عيسى بن عبد هللا العلوي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أبي جعفر الباقر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‪ :‬من سره أن يجوز على‬
‫الصراط كالريح العاصف ويلج الجنة بغير حساب فليتول ولي ووصيي وصاحبي وخليفتي على‬
‫أهلي علي بن أبي طالب‪ ،‬ومن سره أن يلج النار فليترك واليته فوعزة ربي وجالله إنه لباب هللا‬
‫الذي ال يؤتى إالّ منه‪ ،‬وأنه الصراط المستقيم وأنه الذي يسأل هللا عن واليته يوم القيامة‪.‬‬

‫📌الحاكم الحسكاني ‪ -‬شواهد التنزيل ‪ -‬الجزء ( ‪ - ) ۱‬رقم الصفحة ( ‪ - ) ٦۱‬رقم الحديث ( ‪) ۹٥‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬حدثنا‪ :‬إبراهيم بن محمد بن فارس‪ ،‬عن محمد بن عبد هللا‪ ،‬عن محمد بن بكير بن عبد هللا‬
‫الواسطي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬حدثني أبو بصير‪ ،‬عن أبي عبد هللا قال‪ :‬الصراط الذي قال إبليس‪ :‬ألقعدن‬
‫لهم صراط على المستقيم‪ ( ،‬األعراف‪ ) ۱٦ :‬فهو علي (ع)‪.‬‬

‫📌الحاكم الحسكاني ‪ -‬شواهد التنزيل ‪ -‬الجزء ( ‪ - ) ۱‬رقم الصفحة ( ‪ - ) ٦۱‬رقم الحديث ( ‪) ۹٥‬‬

‫‪ -‬حدثني أبو بكر النجار عنه قال‪ :‬حدثنا‪ :‬أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الحسني‬
‫قال‪ :‬حدثنا‪ :‬فرات بن إبراهيم الكوفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسين بن سعيد قال‪ :‬حدثنا‪ :‬عبد الرحمان بن‬
‫سراج قال‪ :‬حدثنا‪ :‬يحيى بن مساور‪ ،‬عن إسماعيل بن‪ ،‬عن سالم بن المستنير الجعفي قال‪ :‬دخلت‬
‫على أبي جعفر ‪ -‬يعني الباقر ‪ -‬فقلت‪ :‬جعلني هللا فداك إني أكره أن أشق عليك فإن أذنت لي أسألك؟‪،‬‬
‫فقال‪ :‬سلني عما شئت‪ ،‬فقلت‪ :‬أسألك عن القرآن؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬قول هللا تعالى في كتابه‪ :‬هذا‬
‫صراط علي مستقيم‪ ( ،‬الحجر‪ ،) ٤۱ :‬قال‪ :‬صراط علي بن أبي طالب‪ ،‬فقلت‪ :‬صراط علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬فقال‪ :‬صراط على بن أبي طالب‪.‬‬
‫‪---------------------‬‬
‫ومن ثم إننا عندما نقرأ جميع زيارات امير المؤمنين (ع) المذكورة في كامل الزيارات او مفاتيح‬
‫ص َر ْ‬
‫اط ال ُم َستقيَ ْم "‪.‬‬ ‫الجنان بجميع مناسباتها نقوم بالسالم على امامنا بهذه اللفظة " ال َس َال ُم َعلَيّك أَيُّهَا ال ِ‬
‫ص َر ْ‬
‫اط ال ُمستَقيّم يَ ْ‬
‫ابن النَبَأ‬ ‫وايضا ً عندما نقرأ دعاء الندبة إلمامنا الحجة (عج) نجد لفظة " يَ ْ‬
‫ابن ال ِ‬
‫ص َر ْ‬
‫اط‬ ‫ال َعظيّم يَابنَ َم ْن هَ ّو ف ّي أ ُم ْال ِكتَاب لَد ّ‬
‫ى هللاُ عَل ٌي َح ِكي ْم "‪ ،‬وهنا ايضا ً نخاطب امامنا بابن ال ِ‬
‫المستقيم وابن النبأ العظيم وهي الفاظ خصصها هللا بجده أمير المؤمنين (ع)‪.‬‬
‫فاإلمـام المعصـوم هو الكيان اإلعجازي الذي تكونت باسمه تلك التفاصيل المخصوصة في ذاته من‬
‫قبل هللا (عزوجل)‪.‬‬

‫■ أيضا ً يقول إمامنا الصادق "صلوات هللا عليه"‪:‬‬


‫إن ّلِل ع ّز وج ّل ألف عالم‪ ،‬ك ّل عالم منهم أكثر ِمن سبع سماوات وسبع أرضين‪ ،‬ما يرى ك ّل عالم‬‫( ّ‬
‫أن ّلِل عالما ً غير عالمهم‪ ،‬وأنا ال ُحجّة عليهم)‬
‫منهم ّ‬

‫[تفسير البرهان‪ :‬ج‪]۱‬‬


‫أن اإلمام المعصوم حجّة على ُكل تلك العوالم التي ال نعرف عنها شيئا ً‪..‬‬
‫ي ّ‬‫أ ّ‬

‫‪103‬‬
‫ُ‬
‫سألت أبا عبد هللا عن فقال‪:‬‬ ‫■ ويقول ال ُمفّضل بن عمر‪:‬‬
‫(هو الطريق إلى معرفة هللا ع ّز وجل‪ .‬وهُما صراطان‪ :‬صراطٌ الدنيا‪ ،‬وصراطٌ في اآلخرة‪،‬‬
‫فأ ّما الصراط الذي في الدنيا فهو اإلمام ال ُمفترض الطاعة‪َ ،‬من عرفه في الدنيا واقتدى بهُداه م ّر على‬
‫الصراط الذى هو جسْر جهنم في اآلخرة‪ ،‬و َمن لم يعرفه في الدنيا زلّت قدمهُ عن الصراط في‬
‫اآلخرة‪ ،‬فتر ّدى في نار جهنم)‬
‫[تفسير البرهان‪ :‬ج‪]۱‬‬

‫🔸 فالصراط المستقيم هو عنوان خاص باإلمام المعصوم على مر القرون والعصور واألزمنة‬
‫فحين نتحدث عنه في زماننا هذا فإنه الحجة بن الحسن إمام زماننا (عج) 🔸‪.‬‬
‫روي عن سيدي وموالي اإلمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) في حديث طويل‪ ،‬الى أن‬
‫قال‪:‬‬
‫صارْ ‪.‬‬ ‫ورهّا للِعالَّم وهَ ّي فَ ْي األُفق بِ َح ّ‬
‫يث الّ تَنَالهّا األيَد َّ‬
‫ي واألب َ‬ ‫" اإل َما ْم َكال َشمسّ الطَالِعةّ ال ُمجللَةّ بِنَ ِ‬
‫وأجوا ّز‬
‫ى َ‬ ‫ي فَ ْي َغيا ِهبْ الدَج َّ‬
‫ا ِإل َما ّم البَد ّر ال ُمن ٓير‪ ،‬وال ِسراجْ ال َزا ِه ّر‪ ،‬والنَو ّر ال َسا ِط ْع‪ ،‬والنَج ُم الهَا َد ّ‬
‫َان والقِفَا ّر‪ ،‬ولُ َجج ال ِب َحار "‬
‫البُلد ّ‬

‫📚 الكافي ‪/‬ج‪/۱‬ص‪.۲۰۰‬‬
‫السال ّم َعلَيك أَيُها الشهَاب الموقَد فَ ْي الليَلةّ الظَلماء‪.‬‬

‫‪ -٣‬سيدي يا قائم آل محمد‪:‬‬


‫أتحسبون أنكم تتقربون إليه فال يطهركم مما تحتويه قلوبكم من أدران؟!‬
‫أم تحسبون أنكم تطلبون الدرجات العُال فال ينزع عنكم ردا َء الدنيا ليلبسكم رداء اآلخرة؟!‬
‫أ َوتظنون أنكم حين تناجونَهُ بالدموع ال يرأَ ُ‬
‫ف بحالكم!‬
‫أم تظنون أن قلوبكم المنكسرة ال تحيطها رحمته؟!‬
‫ك يحيطكم بمحبته‪..‬‬
‫بل هو حين ذلِ َ‬

‫‪104‬‬
‫لكنه كـ مث ِل حا ِل األ ِّم في تربي ِة ولدها تقسو عليه ليصلح حاله وهي تئّ ُن في داخلها ألما ً وحنانا ً‬
‫عليه!‪..‬‬
‫القرب إلي ِه يأتي بمج ّر ِد الكالم؟‬
‫َ‬ ‫أتحسبونَ ّ‬
‫أن‬
‫أم ّ‬
‫أن السبي َل للوصو ِل هيّن دونَ مطبات؟!‬
‫ق الرحلةَ إلى الملكوت؟!‬ ‫أم ّ‬
‫أن المعرا َج ال تعترضُه الزواب ُع التي تعي ُ‬

‫ك البابُ الذي يفت ُح مصراعي ِه على أسنّ ِة العرش أتظنونَ أنّهُ يسم ُح لك ِّل الواصلينَ بالولوج؟!‬
‫وذل َ‬
‫أَستقفونَ عند تل َ‬
‫ك الناحية على جنب أم ستسارعونَ لتكونوا في مقدم ِة المسافرين؟!‬
‫ك األحما ُل التي جئتم بها معكم لتستعينوا بها في رحلتكم سيتوجبُّ عليكم أن تتركوها! وتنبذوها!‬
‫وتل َ‬
‫أستحملونَ طريقا ً بال زاد!‬
‫ورحلةً بال متاع؟!‬
‫هل وصلتم لذلك اليقين الذي يجعل هللا هو زادكم ومتاعكم ومتوكلكم ومرافقكم؟!‬
‫أستستطيعونَ أن تتحملوا وحدة الطريق ووحشة المسير؟!‬
‫فهل أصبحتم على بصيرة تجعلكم تستوحشون من المخلوقين وتأنسون بالخالق؟!‬
‫فتجدونَ في وحدتكم متعةً وأُنسا ً يخفى عن الباقين؟!‬
‫أتحسبون أنكم تقولوا آمنا وأنتم ال تفتنون؟!‬
‫أم تحسبون أنكم سترافقون الرخاء والرغد والهناء؟!‬
‫ت هناء؟!‬
‫فهل صرتم ترون في البالءا ِ‬
‫وهل صرتم ال ترونَ من مصائب الدنيا إال جميالً؟!‬
‫بعين الرضا؟!‬
‫ِ‬ ‫وهل صرتم تنظرونَ للحز ِن‬
‫وعين قلوبكم هل أبصرت ذلك الجمال وتلك الحياة التي تجعل الدنيا في عيونكم رحلةً ستنتهي مهما‬
‫ُ‬
‫تكن لتصلوا مبتغاكم ومقصدكم؟!‬
‫لهو أكب ُر بالء‪..‬‬ ‫ّ‬
‫إن ما تهوى نفوسكم َ‬
‫وما تعشقُهُ قلوبكم له َو ُ‬
‫عين الحز ِن والشدة!‬
‫ك قربانا ً لتصلوا إليه؟!‪......‬‬
‫فهل تمكنتم أن تجعلوا ذل َ‬

‫‪105‬‬
‫فمتى ما أقبلتم أقبل عليكم‪ ..‬ومتى ما توجهتم أخذكم إليه‪......‬‬

‫‪ -4‬سيدي يا قائم آل محمد‪:‬‬


‫ك أينَ ما َ‬
‫كنت؛ ال تخاف‪...." ..‬‬ ‫" أنا مع َ‬
‫سيدي‪،‬‬
‫ا ُحضرني فالخوف يملؤني ويرهقني‬
‫سيدي من لي غيرك أرتجيه يا س َكني‬
‫هذه الدنيا حرمتني أمانها وسلبتني إحسانها‪ ،‬وأين أجد األمان إال عندك‪،‬‬
‫ومن يحسن لي سواك؟!‬
‫ال تتركني‪،‬‬
‫تنهش قلبي وتقتل روحي وتسلبني األمل والحياة‬
‫َ‬ ‫فالدنيا عزمت على أن‬
‫ُ‬
‫عزمت على الوصول إليك ألحيا‬ ‫وأنا‬
‫فالحياة مالم تكن فيها الحياة فيها عندي‬
‫سيدي أدرك روحا ً بحاجة؛‬
‫وقلبا ً أضناه ألمه وجرحه يرتجي َ‬
‫ك يا بلس َم القلوب‪..‬‬
‫يامهدي قلبي المنكسر‬
‫أدركني سيدي!!!!!‬

‫‪106‬‬
‫سلسلة روحانيات‬

‫ُ‬
‫حيث سكنها‬ ‫مجموعة من الكلمات ترتبت لتترجم لغة العشق في القلوب التي رحلت عن الدنيا لتص َل‬
‫ت صدق وخشوع‪..‬‬ ‫ومبعثها‪ ..‬لتصل ّلِل في لحظا ِ‬

‫"‪"1‬‬
‫" نظرة في قلب اإلمام الحسين عليه السالم‪.."..‬‬

‫غير راغب بالحياة‪ ،‬م َع أنَّك ترو ُم الحياة!‬


‫َ‬ ‫شي ٌء غريب‪ ،‬في أن تكونَ‬
‫فر ٌ‬
‫ق بينَ الحياتين‪،،‬‬
‫ظال ٌم هاهُنا ونو ٌر هاهُناك!!‬
‫النور بينَ ثنايا الظالم!‬
‫ِ‬ ‫ك يغشيها ذلك الحجاب الذي يمنعها من رؤي ِة‬ ‫رغ َم َّ‬
‫أن عيني َ‬
‫ت الموت!!‬ ‫َ‬
‫تحت ُمخلفا ِ‬ ‫ك الحياةَ‬
‫وتستدر َ‬
‫ِ‬
‫ك بصيرةً تنظُ ُر بوضوح‪ ،‬لكنّها دوما ً ما كانت في غفلة وسُبات!‬ ‫إال ّ‬
‫أن هنا َ‬
‫غامضةٌ هي عندما تسوقُ َ‬
‫ك إلى دنيا أشبهُ بالوهم‪،‬‬
‫ُ‬
‫تبحث عن عي ِن الحقيق ِة بين ك ِّل هذا السراب!‬ ‫ئ‬
‫وأنت ال تفت ُ‬
‫ُ‬
‫تبحث وال ت ِجد!‬
‫تكون مخطئا ً بزمانية ومكاني ِة البحث!‬
‫ُ‬ ‫وربما‬
‫َ‬
‫لوجدت الحقيقة!‬ ‫العميق دا ِخلَ َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫الجوف‬
‫ِ‬ ‫نظرت قليالً في ذلِ َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ولربما لو‬
‫َ‬
‫ولوجدت الطريق!‬ ‫َ‬
‫وألبصرت الحق‪،‬‬ ‫َ‬
‫لرأيت النو‪،‬‬
‫تهب رو َحكَ ّلِل‪ ،‬دونَ أن تنت ِظ َر شيئا ً بالمقابل؛ فهكذا يكون العشق‪ ،‬وهكذا يصب ُح الفنا ُء خلود‪،‬‬
‫أن َ‬
‫ُ‬
‫الموت إلى حياة‪..‬‬ ‫ويحو ُل‬
‫فالجنةُ هاهنا َ‬
‫ك التزا ُل تنتظر!‪..‬‬

‫‪107‬‬
‫لنهرب منه!‬
‫َ‬ ‫ت دونَ أن نعلم‪ ،‬وكلُّ ظَنّنا أننا نسعى لنحيا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ونحن هاهنا ال نزا ُل نسعى خلفَ المو ِ‬
‫ذلك القدر الذي البُ َّد أن يأت َي يوما ً!‪..‬‬
‫فنراه‪،،‬‬
‫ص َل على شئ أبداً‪.........‬‬
‫ك حينها أننا أضعنا الكثير‪ ،‬دون أن نح ُ‬
‫لندر َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫نحن وهللا؟! وكيفَ أصبحنا عنه؟!‬ ‫فأينَ‬
‫ى بيننا؟!‬
‫وأيُّ مد ً‬
‫وهو أقربُ إلينا من حب ِل الوريد!‬
‫فيا تُرى كم واحد ِمنّا قد انقط َع وري ُدهُ؟!‬
‫ب الوهم؟؟!!‬
‫وهو ال يزا ُل في غيا ِه ِ‬

‫"‪" 2‬‬
‫" ليلة الحادي عشر‪.."..‬‬

‫هاهي ظلمة الليل أسدلت ستائرها على أرض الطفوف‪،‬‬


‫ترى أي حال وأي كيف؟!‬
‫في تلك الرمضاء الموحشة وتحت سوادها الحالك‪ ،‬غلب األنين على السكون‪،‬‬
‫حتى ضج السكون ببكائه مواسيا ً ما خلفته كربالء من قلوب قرحها هول المصيبة‪..‬‬
‫في هذه الليلة همسات زينب تجرح الوجود‪،‬‬
‫يتنقل صداها من كون إلى كون حتى أبكت السماوات في عالها‪،‬‬
‫" حسييين‪ ..‬حسييييين‪ ..‬حبيبي يااحسين‪"..‬‬
‫تهمسها وهي تعض على جرحها‪ ،‬تكابر على حزن فؤادها‪ ،‬راضية بقضاء رسمته السماء لها‪،‬‬
‫محتسبة بذلك عند ربها جزاء ثواب اآلخرة‪..‬‬
‫ذهبت تتمشى وقد أحناها ثقل نهار الطف؛‬

‫‪108‬‬
‫لتحصد الدموع التي زرعها رجال هللا‪ ،‬متقربة بها من هللا‪..‬‬
‫حتى وصلت إلى فرات ما روى قلبها سوى بالحزن‪،‬‬
‫وهي تعيد مع نفسها ُجمالً من العتاب كانت قد رتبتها لتترنم بها مع من تهوى عتابه‪،‬‬
‫ال عتاب عداء‪ ،‬كان في قلبها عتاب رثاء‪ ،‬عتاب شوق وفقد‪ ،‬عتاب حب وحزن‪....‬‬
‫أنهكها األلم وانهارت قواها فما عادت تحملها قدماها‪ ،‬وهي تخطو ببسم هللا تجر أذيالها‪،‬‬
‫نادته وقد أقعدها ذلك الجسد المقطع المضرج بالدماء‪ ،‬لكنه ماخفي عنها!!!!!‬
‫وكيف يخفى على روحها قمر ما أخفت نوره غمائم الكدر!!‬
‫نادته‪:‬‬
‫" يابدر سماواتي‪ ،‬ياكافل وجودي‪ ،‬ألن تنهض معي؟!‬
‫أما تسمعني؟‬
‫ماعاد بي من طاقة للكالم فهل يصلك همس أنيني؟!‬
‫أتتركني؟‬
‫اآلن والليل يستر خدري‪،‬‬
‫فكيف إذا أظهر النهار للعيان ظاللي؟!‬
‫أتذكر قنديال كان يطفئه والدي عند مروري؟‬
‫أيرضيك مسيري والشمس تصهر خطوتي؟!‬
‫ألن تنهض معي!‬
‫ما تعودت منك الجفاء‪،‬‬
‫فلم ال ترد علي ندائي؟!‬
‫أتسقط على صدرك دمعتي فال تنتفض لتقتل الكون ألنه أبكاني؟!‬
‫سأحمل عنك ما كنت به مكلفا؛‬
‫أستترك زينب تحمل ثقال ينهك داللها؟‬
‫سأودعك وأترك الروح تهيم معك‪،‬‬

‫‪109‬‬
‫فيا روحي ما أصنع بك دون خليلَ ِ‬
‫يك؟!‬
‫سأرحل دونكما‪..‬‬
‫حسيين‪ ..‬عباااس‪..‬‬
‫على من أبكي وعلى من أئن؟‬
‫وقد سرقت مني الطفوف كل الوجود "‪.....‬‬

‫وابتدأت مسيرة اإلباء والشموخ‪،‬‬


‫حاملة معها حزن ثكالى وأيتام لو حملته الجبال الرواسي النهارت من هول الفجيعة‪.........‬‬
‫على الدنيا بعدك العفا يا أبا عبد هللا‪..‬‬
‫ساعد هللا قلبك يا موالي يا صاحب الزمان‪.....‬‬

‫"‪"٣‬‬

‫♡ دعونا نجلس هاهنا بهدوء؛‬


‫الفجر يُ ِطلُّ علينا بر ّوية شيئا ً فشيئا ً‬
‫ِ‬ ‫نراقبُ من بعيد نو َر‬
‫علّهُ يص َحبُ معهُ ذلك الفرج الذي ننتظر!‬
‫ارفعوا نظركم إلى السماء‪ ،‬في لحظتكم هذه؛ و تن َّوروا‪..‬‬
‫فال تعودوا منها بظالم الزا َل يم ُك ُ‬
‫ث في صدوركم!‪..‬‬
‫ارحلوا بعيداً وهاجروا دنياكم‪..‬‬
‫فلتَ ُكن تلك التذك َرةُ بال عودة‪،‬‬
‫ك الجنان ال تطيبُ العودةُ منه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫فالهيمان في تل َ‬
‫وهناك‪ ،‬عند الكوثر‪..‬‬
‫اِغرفوا منه لترتووا بعضا ً من رحيقِ ِه في سبي ِل االنتظار‪..‬‬

‫‪110‬‬
‫ب‪..‬‬
‫ق القر ِ‬
‫ارتشفوا منهُ رحي َ‬
‫عبق الوصال‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ق بعد‬ ‫انتهلوا فال ظمأ َ بعد عذ ِ‬
‫ب اللقاء‪ ،‬وال اختنا َ‬
‫َ‬
‫موت عن َد الظهور‪ ،‬فالقلبُ يحيا من شذى االنتظار‪..‬‬ ‫وال‬
‫هَديَا ً يست ِم ُّد منه هُدا َ‬
‫ك يا مهدي‪......‬‬

‫"‪"4‬‬
‫♡ لحظة_تأمل‬

‫مازلنا الى اآلن لم نحقق اإلخالص‪،‬‬


‫مازلنا إلى اآلن لم نتطهر من كل شيء‪،‬‬
‫وال زالت بعض آثار للدنيا في قلوبنا لم تُجلى جيداً‪....‬‬
‫نعم‪ ،‬فالوصو ُل صعبٌ جداً‪،‬‬
‫وهو حينَ يختا ُر يريدهُ خالصا ً!‬

‫فانظروا إلى قلوبكم حينَ ت َّدعونَ العشق‬


‫أنفسكم حينَ تطلبُ الوصال‬
‫وانظروا إلى ِ‬
‫ك ّل شيء هو اختبار لكم‪،‬‬
‫قدر إيمانكم‪..‬‬
‫وامتحانكم يأتي على ِ‬
‫مادا َمت أنظاركم إلى اآلن لم تتع ّد إطار الكونية المحدودة‪،‬‬
‫وأبصاركم لم تخترق الحجب‪..‬‬
‫فال تطلبوا الوصول وأنتم ال زلتم تقبعون في تلك القوقع ِة الدنيوية‪....‬‬
‫أيحسبُ الناسُ أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون؟!‬

‫‪111‬‬
‫فما حسبتم وأدركتم؟‬
‫وما ظننتم بأنفسكم خيراً بل جهلتم!‬
‫وليس اإلخالصُ فيما تتوقعون!‬
‫ق أمامكم طوي ٌل جداً‪،‬‬
‫الزا َل الطري ُ‬
‫ك المراتبُ ال زالت تبع ُد عنكم بُع َد السماوات عن األرض‪....‬‬
‫وتل َ‬
‫بمقدار حبة من خردل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فما دمتُم تنظرونَ للدنيا ولو‬
‫فلن يكشف لكم الغيب ولن تعلموا ماذا هناك‪،‬‬
‫ولن تصلوا إلي ِه أبداً‪.....‬‬
‫فاالنتظار يحتا ُج قلبا ً سليما ً‪..‬‬
‫والسعي يحتا ُج قلبا ً خالصا ً‪..‬‬
‫والوصول يحتا ُج قلبا ً طاهراً من كل ما يتعلق بالدنيا ليعبر إلى اآلخرة‪.......‬‬
‫فانظروا كيف تكونون؟!‪....‬‬

‫"‪"5‬‬
‫♡ لحظة_تأمل‬
‫" عشق أم؟!‪" ..‬‬

‫عندما اقترب الموت‪،‬‬


‫رأيناه ض ّج من فزعه الجوارح‪ ،‬وارتجف من الهلع!‬
‫واضطربت الجوان ُح وهو يستشع ُر آخر لحظات له في هذا الجسد البالي الفاني!‪..‬‬

‫فعال َم كلُّ هذا؟!‬

‫‪112‬‬
‫ُ‬
‫الموت خطوةً تقربنا لذلك الحبيب؟‬ ‫أوليس‬

‫أوليس الرحي ُل من الدنيا مسافةً نقطعها في الرحل ِة للملكو ِ‬


‫ت تقربنا للوصول؟!‬
‫ُ‬
‫الموت وسيلةَ انتقال ليأخذنا نحو الحيا ِة الحقيقية التي نبتغيها قرب المعشوق؟!‬ ‫أوليس‬

‫الخوف فطرةٌ ام اكتساب؟‬


‫ُ‬ ‫فهل هذا‬
‫ُ‬
‫تخاف بل تطمئن‪..‬‬ ‫فإن الفطرةَ التي ُجبِلَت على الشوق ولهف ِة اللقاء ال‬
‫ق وابتعا ٌد وقسوةُ قلب واهترا ُء نفس غفلت في دنياها عن‬
‫أما االكتساب فهو ذنوبٌ ومعاصي وعقو ٌ‬
‫حُبّ بارئِها!‬
‫العشق معاج َز وكرامات‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ب ّ‬
‫أن في‬ ‫ال ع َج َ‬
‫يتوقف عن َد ح ٍّد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يعرف المستحيل‪ ،‬وال‬ ‫ق أبداً ال‬
‫فالعاش ُ‬

‫وال يمن ُعهُ حاج ٌز وال ي ّر ّدهُ ظرف‪..‬‬


‫الوصال شي ٌء مهما بلَغت صعوبته‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بل وال يُثني ِه عن‬
‫يعرف الكرامةَ وال يطلبُ الرفعة‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ال‬
‫وإن كانَ ُج ّل ما يبتغي ِه العبودية!‬
‫ببعض أنواعها ملكيةٌ للمعشوق وطاعةٌ وتبعيةٌ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫وهي‬
‫فالمحبُّ لمن يُ ِحبُّ مجيبُ ‪ ..‬وال ُم ِحبُّ لمن يُ ِحبُّ مطي ُع‬
‫ك‪،،‬‬
‫دونَ أن يرى ودون أن يدر َ‬
‫يتيقن ّ‬
‫بأن معشوقه لن يقو َدهُ إلى ظالم وال إلى ألم‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫وكأنّهُ‬
‫فكيفَ بمن معشوقه هللا؟!‬
‫فوق كلِّ هذا فهو يمن ُح الكرامة والرفعة‪ ،‬واللطف والرأفة‪ ،‬والتحنن والمن‪ ،‬والسكينةُ واألمن‪..‬‬
‫ِ‬
‫كيفَ بعاشق يترّد ُّد من لقا ِء معشوقِ ِه!‬
‫فأيُّ عشق هذا وأيُّ عبودية وأيُّ شوق!‬
‫ك القرب والوصال والعرو ِة الوثقى التي ال تنقط ُع‬
‫ق طع َم الحُبِّ قابله الرضا ث َّم يُمنِ ُح بعد ذل َ‬
‫فمن ذا َ‬
‫أبداً‪..‬‬

‫‪113‬‬
‫هو من قا َل سبحانه‪:‬‬
‫األبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أش ُّد شوقا ً "‪..‬‬
‫ِ‬ ‫" زا َد شو ُ‬
‫ق‬
‫ى ونوراً وروحانية‪..‬‬
‫القلب هد ً‬
‫َ‬ ‫وما بينَ عشقِ ِه العلوي والعشق السفلي ارتبطَت قُدسيّةٌ تمن ُح‬
‫تحت ظلّه‪..‬‬
‫َ‬ ‫وط ٌن في القلو ِ‬
‫ب الصادقة النقية‪ ،‬وهو يجمعُها بمشيئتِ ِه لتحيا‬ ‫ّ‬
‫إن هللاَ ُمتِ ِ‬
‫ك القلوبُ التي يعطيها من كراماتِ ِه فترى وتبص ُر ما خلفَ ال ُحجُب‪..‬‬
‫تل َ‬
‫ت الغفلة والنسيان‪.....‬‬
‫غاب عن الغارقينَ في سبا ِ‬
‫َ‬ ‫ك ما‬
‫لتدر َ‬
‫" والذينَ آمنوا أَ َش ُّد حُبا ً ّلِل‪...."..‬‬

‫"‪"٦‬‬

‫♡ يا َمن أنرتي ل َي الطريق‪ ،‬وختمتي على قلبي بالهداية؛‬


‫النور في ظلمة الحياة‪،‬‬
‫َ‬ ‫و جعلتيني أبص ُر‬
‫ُ‬
‫حيث ينب ُع وح ُي الربِّ لمن يهفو قلبه إليه ويبتغيه‪،‬‬ ‫ووهبتني اإللها َم من‬

‫وألبستِني ردا َء العف ِة والطهر لترضي عني وتجعلي قلبي خالصا ً ل ِ‬


‫ك‪..‬‬
‫طريق النور والسعي‬
‫ِ‬ ‫حبيبةَ قلبي وأو ّل خطوة في‬
‫ك أماهُ يازهراء القلوب‬
‫عذب وصال ِ‬
‫َ‬ ‫ال تحرمينا‬
‫عنك‬
‫ِ‬ ‫سبل الحياة فنبتع َد‬
‫ال تتركينا نغفل ونتيهُ في ِ‬
‫اغمرينا بذلك الحنان الذي يغني عن كل شيء‬
‫نار الخوف من كل شيء‬
‫واألمان الذي يطفئ َ‬
‫والنور الذي يضيء العتمة في كل شيء‪.....‬‬

‫نور رب العالمين 🌸‬
‫ك أيتها الصديقة الطاهرة يا مشكاةَ ِ‬
‫السالم علي ِ‬

‫"‪"7‬‬

‫‪114‬‬
‫ق الفؤا ُد دونَ أن يعلَ َم ما يقول‪،‬‬
‫وحسبُنا إن نط َ‬
‫ك الخبايا شؤون!!‪..‬‬
‫إن ّلِلِ في تل َ‬
‫ب ما يملؤهُ!‬ ‫ُّ‬
‫ويبث في القل ِ‬ ‫للروح أحيانا ً ما يحيطُها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إنّه يرس ُل‬
‫ُ‬
‫ستكون االستجابة!‬ ‫فيا ترى كيفَ‬
‫إننا دونَ أن نعل َم ننط ُ‬
‫ق بما ال نفهم!‬
‫أو نظُ ُّن أننا نفهم!‬
‫بعين اليقين!‬
‫ِ‬ ‫فقد ال نص ُل لليقين‪ ..‬فكيفَ‬

‫إننا نطلبُ منهُ أن يمنحنا ما في ِه رضاه‪،‬‬


‫فهل جعلنا مقياسا ً لذل َ‬
‫ك الرضا؟!‬
‫وهل رسمنا له د َر َجات لنرتقي حتى نبلُ َغ القمةَ فنبص َر بوضوح!‬
‫نفس نقطتها ما تزال!‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫فنظن أننا وصلنا في حي ِن أن أقدامنا في‬ ‫أم تركناها تتيهُ وتُد َم ُج داخلنا‬
‫ال تترك رو َحكَ تسبقُ َ‬
‫ك وال تدع قدماكَ تستبطئُك!‬
‫ُكن دائما ً على تنبه لما أنت فيه‪،‬‬

‫فالغفلةُ ليست من سما ِ‬


‫ت العاشقين‪..‬‬
‫ق ال يغف ُل عن معشوقِ ِه وإن غفَت عيناهُ فقلبُهُ يبقى دائما ً ُمتفَتِح‪..‬‬
‫والعاش ُ‬

‫طاقات تحتا ُج دوما ً أن تتح َر َ‬


‫ك وتنشط‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫للروح‬
‫ِ‬
‫يعوض مكانهُ شيء!‬
‫َ‬ ‫وإن تُ ِركت عبثا ً فستحو ُل إلى طاقات سلبية تستهلِ ُ‬
‫ك النو َر دونَ أن‬
‫فال يبقى إال الظالم!‪..‬‬
‫ك قلبا ً مظلما ً خاويا ً بارداً‪..‬‬
‫فاحذر أن تملِ َ‬
‫ك إال الموت!‪..‬‬
‫فليس يعنيه ذل ِ‬
‫َ‬
‫األنفاس في الدنيا‪،‬‬
‫َ‬ ‫والحياةُ معناها أكب ُر من أن نأخ َذ‬

‫‪115‬‬
‫فالحياةُ للعاشقين‪،‬‬
‫للمسافرين في رحلة الملكوت‪،‬‬
‫المعشوق تمرُّ بالموت‪،،‬‬
‫ِ‬ ‫قرب‬
‫َ‬
‫ذلك الذي يعتبرونهُ محطةَ حياة أخرى بشكل آخر ليصلوا لما يرومون‪..‬‬
‫بعشق هللا دائما ً وأبداً‪..‬‬
‫ِ‬ ‫يموت أبداً‪َ ،،‬‬
‫فهو ينبضُ‬ ‫ُ‬ ‫قلبُ المؤمن ال‬

‫"‪"8‬‬
‫ب صاحب الزمان‬
‫ما نراه ال يسرُّ قلوبنا فكيف بقل ِ‬
‫ك يا أختي‬
‫نصيحة ل ِ‬

‫ك ولو كان ال يملك قوت يومه!‬


‫تعل ّمي أن من يحبك سيطرق باب ِ‬
‫تعلمي أن من يحبك ال يرضى أن تعيشا لحظة حرام واحدة مهما صغرت فستبقى محرمة!‬
‫يحبك ال يرضى أن تكوني دميةً متزينة بكل زينتها ليتباهى بها ويتفاخر ولو في نفسه‬
‫ِ‬ ‫تعلمي أن من‬
‫فيقول حبيبتي جميلة أمام الناس!‬
‫ك أمام من هبَّ ودبّ !‬ ‫تعلمي أن من يحبك يو ُّد لو أنه يخفيك فال يرا ِ‬
‫ك أحد‪ ،‬ال أن يعرض ِ‬
‫ك إلى طاعة هللا ال إلى معصيته!‬
‫ك سيقود ِ‬
‫تعلمي أن من يحب ِ‬
‫تعلمي يا عزيزتي أن الحب ليس بتلك الكلمات وال بتلك النظرات وال الجلسات وال الخلوات!‬
‫فالحب ال يعرف الرذائل!‬
‫وال يعرف المعاصي!‬
‫إنما هي من تتلبس بلباسه وتتزين برداء الحب لتغوي ضعاف النفوس فيقعوا في شراكه المميتة دون‬
‫أن يدركوا إال بعد فوات األوان!‬
‫نعم هي مميتةٌ للروح والقلب والعقل!‬
‫فهي كريح صرصر ال تبقي وال تذر!‬
‫ك‪..‬‬
‫عفتك‪ ..‬ستفقدين نقائ ِ‬
‫ِ‬ ‫ك‪ ..‬ستفقدين‬
‫ستفقدين طهر ِ‬

‫‪116‬‬
‫ك فال تنتهكي حرمة حياءها وال تفقدي تلك النعم!‬
‫ك الطاهرة التي وهبها هللا سبحانه ل ِ‬
‫ستفقدين نفس ِ‬
‫وإال ستكونين كزجاجة مكسورة حتى بعد إصالحها يبقى فيها أثر الكسر‪،،‬‬
‫وهو تلك البقع السوداء التي تلوث نقاءك وصفاءك!!‬
‫ك يرضى بكل هذا؟!‬
‫فهل من يدعي الحب ل ِ‬
‫ك ويترك التسويفَ وزيف الكالم؟‬ ‫يرض فلم ال يطر ُ‬
‫ق باب ِ‬ ‫َ‬ ‫فإن رض َي فأيُّ حب هذا؟ وإن لم‬
‫كل شيء بينكما‪،،‬‬
‫كل كلمة ونظرة وخلوة ومسكة يد فهي محرمة وهللا يسكب غضبه ومقته عليكما ويسلب توفيقه!‬
‫والبعض قد يتعدين الحدود أكثر فتبيح من نفسها ما يهتز له العرش والسماوات!‬
‫أختاه‪ ،،‬عزيزتي‪،،‬‬
‫ك‬
‫ك‪ ،‬خافي هللا في نفس ِ‬
‫خافي هللا في نفس ِ‬
‫فعال َم هذا التهتك والفعل الحرام!‬
‫فيك أبداً!‬
‫ت لم تخافي هللا فال تنتظري منه أن يخاف هللا ِ‬
‫إن أن ِ‬
‫ك هللا سبحانه جوهرةٌ ثمينة‪ ،‬ال يتمكن أن ينالها أح ٌد إال إن كان يستحقها ويملك ثمنها!‬
‫خلق ِ‬
‫فلم تجعلين نفسك رخيصةً ومبتذلة؟!‬

‫"‪"9‬‬
‫موالتي يا زهراء‪:‬‬

‫♡ هي س ٌر ُمذ ُخلِ َ‬
‫ق نورها قبل أن يكون الخلق‪،‬‬
‫فـخلق هللا سبحانه عباداً ليجعل سره بينهم‪،،‬‬
‫لم ي ُِرد لهذا الس ِّر أن يبقى في السماوات؛‬
‫فهي أقل ما تكون قُدسا ً يهوي الكون تحت أقدامها‪،،‬‬
‫ويتطهر من أثر خطواتها‪..‬‬
‫أراد تفسيرها فجعل لها والداً حبيبا ً له‪،‬‬

‫‪117‬‬
‫وزوجا ً وصيا ً أميراً لعباده وسيداً لسكان جنته‪،،‬‬
‫وخلق من نورها ريحانتين يزيد ح ُ‬
‫ُسن أحدهما على اآلخر‪،،‬‬
‫ولكنه لم يزدها إال تعقيداً وغموضا ً!‬
‫فأصبح لها س ٌر آخر يمتد من القلوب ويتصل بالسماوات‪،،‬‬
‫فأي زهراء هي؟!‬
‫كلما اجتهدنا لمعرفتها زدنا بعدا عن أن نفقَهَ فقط معنى اسمها‪،‬‬
‫فكيف نفقَهُ ما هي ومن هي؟!‬
‫هي س ُر هللا سبحانه الذي يأبى أن يُظ ِه َرهُ لخلقِ ِه‪،،‬‬
‫فال في حياتها وال بعد استشهادها عرفنا من تكون وأين تكون!‬
‫وكأنها عادت ألول مبعث ُخلقت فيه‪،‬‬
‫فلم يبق لها أث ٌر في أرضنا هذه!‬
‫وكأنها أشد طهراً وقداسة من أن نطأها نحن!‬
‫وربما لو كان لها أث ٌر لتغير كل شيء؟‬
‫ف ِسرُّ هللا ما إن يُك َشف ينتهي كل شيء‪،،‬‬
‫فال يعود هناك ما نبحث عنه!‬
‫فما نبحث عنه قد ظهر‪،‬‬
‫و ُك ِشفَ لنا ذلك السر الذي أخفته ظلمات الدنيا‪،،‬‬
‫لكنه لم يزل نوراً يشرق في صدورنا‬
‫يهدينا الطريق‪.....‬‬

‫" ‪" 10‬‬


‫♡ إن هللا تعالى يهبُ للعب ِد أحيانا ً كل الظروف المالئمة والمحيط المناسب الذي يساعده على التقرب‬
‫إليه والتوفق للعبادة وااللتزام بأوامره‪ ،‬دون أي عوائق وصعوبات وموانع تقف في طريقه!‬

‫‪118‬‬
‫لكن في المقابل نجد التململ والتهرب من قبل العبد بحجج واهية كثيرة أكثرها شيوعا ً هي عدم‬
‫القناعة!‬
‫وأنه مازال يحتاج للبحث والتعمق ليزداد قناعةً اكثر وليعبد هللا ال عن عمى بل بوضوح وإدراك؟!‬
‫الكالم في منطقه سليم‪ ،‬لكنه في غير محله السليم!‬
‫فشأنه شأن من يدس السم بالعسل! ويخلط الملح بالسكر‪..‬‬
‫الكثير من النعم التي يمتلكها غيره‪،‬‬
‫َ‬ ‫سلب هللا سبحانه منه‬
‫َ‬ ‫ك عب ٌد‬ ‫ُ‬
‫يكون هنا َ‬ ‫على جانب آخر‬
‫واشتد عليه المحيط والبالء لكنه يجاهد ويجاهد ويسعى ليص َل إلى حيث الكمال اإللهي‪،‬‬
‫منقطعا ً عن كل ما يدور حوله‪ ،‬تاركا ً خلفه انتقادات وعذاب‪..‬‬
‫تراهُ كلما يزداد البالء يزداد صالبةً وصبراً وقربا ً وإيمانا ً‪..‬‬
‫نعم‪ ،‬فهم من يحبهم هللا أصحاب البالءات والقلوب المنكسرة التي تنقطع إليه وترحل إلى قربه‬
‫وتطمئن بوجوده وتسكن عنده‪.....‬‬
‫فكيف يكون الحسابُ لذاك؟ وكم يكون الثوابُ لهذا؟!‬
‫احذروا نعما ً تتكاثر عندكم فتجهلونها وال تحفظون ما أنعم هللا عليكم‪..‬‬
‫والحمد ّلِل الذي ال يأخذ إال ليعطي أضعافا ً‪.....‬‬
‫يسلبُ منا أحيانا ً ما يخصُّ الدنيا ليهبنا من ما ي ُخصُّ اآلخرة‪..‬‬
‫كنوز ما يملِ ُ‬
‫ك البشر ويتباهون به‪....‬‬ ‫َ‬ ‫ك نعمةٌ تفوق‬
‫فتل َ‬

‫" ‪" 11‬‬


‫♡ " لقا ُء عشق‪" ..‬‬

‫حين يأخذ الشوق ذلك الفؤاد فيسلبه الراحة‪،‬‬


‫فلكم يكون بحاجة للوصال مع الحبيب‪..‬‬
‫أن تعشقه يعني أنك لن تهنأ حتى تالقيه‬

‫‪119‬‬
‫كم تع ّد الساعات لتص َل إلى ذلك الليل الذي يهدأ فيه الكون لتض ّج الروح إلى معشوقها لهفةً ورغبة‪..‬‬
‫حينما تذرف الدموع من شدة لهيب ذلك العشق والشوق الذي يحرقك فال تنطفئ ناره إال حين‬
‫المناجاة‬
‫وبذلك الحديث الالهوتي في صالة العبودية‬
‫ذلك الليل الذي يحفظ للعاشقين خلواتهم‪ ،‬ويسترها بدجاه‪،‬‬
‫يوص ُل مابينَ حبيب وحبيبه بعروة من نور مدادها السماوات واألرض؛‬
‫ب إلى لُبِّ العرش‪....‬‬
‫من لُبِّ القل ِ‬
‫ك سبيالً إال المناجاة ليتقرّب‪،‬‬
‫ما للمقا ِل أن يصفَ حال من يهي ُم بعشقه ال يدر ُ‬

‫عطر معشو ِق ِه نفحةً تغم ُرهُ فتحيي ِه وتروي قلبه من ظمأ ِ النوى وصحراء حياته‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ليرتجي من‬
‫إنّهُ يحبُّ عبده فيبتلي ِه ليسم َع دعائه‪،‬‬
‫فلكم يعش ُ‬
‫ق صوته حين الدعاء‪..‬‬
‫أعذب ذلك العشق‪..‬‬
‫َ‬ ‫ياا هللا ما‬
‫ليستأنس بعذوبة القيام مابين يدي معشوقه‬
‫َ‬ ‫وما أحالهُ ذلك الشوق وهو يسلبُ العاشق لذة النوم‬
‫ومحبوبه وأنيسه‪..‬‬
‫ي نوم هذا وموع ُد اللقا ِء حان!‬
‫فأ ّ‬
‫ق هذه؟!‬ ‫ك ّ‬
‫لذةٌ تفو ُ‬ ‫أهنا َ‬
‫" والذين آمنوا أش ُّد ُحبَّا ً ّلِل‪.." ..‬‬
‫" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا ً وطمعا ً ومما رزقناهم ينفقون‪.." ..‬‬

‫" ‪" 12‬‬


‫♡ في وقت األذان‪..‬‬
‫هو‪:‬‬
‫كان يستمع االغاني‪ ،‬التلفاز على قناة فاسدة‪ ،‬يلبس مالبس الغرب‪ ،‬االنترنت على مواقع اللهو‪،‬‬
‫وجهه كأنه وجه فتاة وكأنه ترك رجولته عند الحالق‪ ،‬يتكلم مع هذي وتلك‪...‬‬

‫‪120‬‬
‫هي‪:‬‬
‫السماعات في اذنيها التسمع من يناديها فقد انشغلت بترديد االلحان منطربة بكلمات الشيطان‪ ،‬ليس‬
‫في تلفازها قناة يذكر هللا فيها‪ ،‬تلبس ما اليسمن وال يغني عن جوع وكأنها نسيت حياءها وعفتها مع‬
‫اول صيحات الموضة بدعوى التقدم والتحضر‪ ،‬تتكلم مع الشباب في االنترنت‪ ،‬تزين وجهها بكل‬
‫انواع المستحضرات‪...‬‬
‫وإذا بالباب يطرق؛ من على الباب؟‬
‫الطارق‪ :‬أنا رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)!!!‬

‫هو‪:‬‬
‫يقف مصدوما ماذا يفعل؟! كيف يقابل الرسول؟! يسرع ليغير القناة يبحث عن قناة دينية‪ ،‬يريد ان‬
‫يمسح محادثاته الفاسدة‪ ،‬يريد تغيير ما يلبس‪ ،‬يبحث عن سجادة الصالة او تربة يسجد عليها‬
‫اوسبحة‪ ،‬ماذا يفعل؟!‬
‫أيترك رسول هللا واقفا على الباب!!!‬
‫كيف يقابله بوجهه هذا؟!‬

‫هي‪:‬‬
‫تأخذها الصدمة ماذا تفعل؟! كيف تقابل الرسول؟! تطفئ االغاني‪ ،‬التعرف قناة دينية‪ ،‬كل ما في‬
‫حاسوبها مواقع الهية ومحادثات فاسدة واصدقاء سوء‪ ،‬تريد ان تمسح وجهها‪ ،‬تبحث عن شئ تلبسه‬
‫لتستر نفسها ولكنها التملك ما تتستر به‪ ،‬تبحث عن سجادة صالة اوتربة تسجد عليها او سبحة‪ ،‬ماذا‬
‫تفعل؟! أتترك رسول هللا واقفا على الباب!!!‬
‫كيف تقابله بهذا المظهر؟!‬
‫تخيل االن لو انك في هذا الموقف!!‬
‫كيف ستقابل الرسول (صلى هللا عليه واله)؟! ماذا ستقول له؟!‬
‫هل انت مستعد لهذا اللقاء أم انك ستتركه واقفا على الباب؟؟!!!‬

‫‪121‬‬
‫كيف بك لو وجدت نفسك واقفا بين يدي هللا سبحانه؟! يوم الينفع مال والبنون إال من اتى هللا بقلب‬
‫سليم‪..‬‬
‫يوم التملك وقتا لتغير ماعملت؛ وال لتعتذر عما سلف واقترفت‪..‬‬
‫فلنسارع الى التوبة في ايامنا القليلة هذه ولنستغلها بطاعة هللا والتكفير عما سلف من خطايانا‪...‬‬
‫التقل سأتوب غدا والتؤجل توبتك واستغفارك فإن هذا من وساوس الشيطان لينسيك ماهداك هللا‬
‫اليه‪..‬‬
‫فهل ترضى بأن تكون ناصرا للشيطان؟!! نعوذ باّلِل‪..‬‬
‫اللهم ارزقنا التوبة والرضا منك يا غفور يا رحيم‪ ..‬وارزقنا شفاعة محمد وآل محمد صلواتك عليهم‬
‫يوم النشور‪...‬‬
‫اللهم صل على محمد وال محمد وع ّجل فرج القائم المنتظر‪..‬‬

‫" ‪" 13‬‬


‫♡ يا موالي‪..‬‬
‫ك حين أراه؛‬
‫وأرا َ‬
‫ضرُني همساتُ َ‬
‫ك في كلماتِه‪..‬‬ ‫وتح ُ‬
‫سيدي؛‬
‫صلني بك‪..‬‬ ‫ُدلَّني على من يَ ُّدلني عليك‪ ،‬و ِ‬
‫صلني ب َمن يَ ِ‬
‫يا مولى العاشقين يا صاحب الزمان‪.‬‬

‫" ‪" 14‬‬


‫♡ " أينَ الطريق؟!‪" ..‬‬
‫ها أنا ذا أتهيّأ ُ للحساب؛‬

‫أنفُضُ عن َكتف َّ‬


‫ي غبا َر الذنوب!‬
‫بالكوثر ليطهُ َر قلبي وتنقى روحي؟!‬
‫ِ‬ ‫فهل أراني سأغتس ُل‬

‫‪122‬‬
‫ُ‬
‫حيث البقع ِة المباركة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الزلت أحاو ُل الوصو َل إلى‬
‫ُ‬
‫حيث التي ال يمسُّها إال المطهرون!‬ ‫إلى‬
‫ُ‬
‫ولست أصل!‬ ‫ُ‬
‫سعيت‬ ‫فكم‬
‫وصلت وتع ّديتُها لعمى قلبي!‬
‫ُ‬ ‫وربما‬
‫شوائب توقف حيويةَ خطواتي الباحث ِة‬
‫َ‬ ‫الزلت أحتا ُج هوا ًء نقيّا ً يتر ّش ُح في رئتي ليصلَني دون‬
‫ُ‬ ‫ربما‬
‫ينبوع الخلود!‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫وأظُ ُّن أنّها ال زالت تقتُ ُل الطه َر ليحيا الدنس‬
‫ولتشب َع غرائ َز الخبث والنفس األ ّمارة!‬
‫ك ما يشا ُء من طريق وهو ُّ‬
‫يظ ُّن بأنّهُ على صراط مستقيم!!‪..‬‬ ‫كلُّ شيء صا َر يسلُ ُ‬
‫أه َي لعنةٌ حلّت بنا؟‬
‫ك األمان هُناك؟!‬ ‫أم رحمةٌ لِندركَ مدى صعوب ِة الوصول فنشتا ُ‬
‫ق لذل َ‬
‫ُ‬
‫ونحن ال زلنا نهي ُم من واد إلى واد؛‬
‫نتخبَّطُ مابينَ جُدرا ِن الظالم‬
‫مرض الغفلة واإلدبار!‬
‫َ‬ ‫وتخترقُنا بكتريا ال َش ّ‬
‫ك لتورثنا‬
‫بالنفوس التي تسي ُر بالنور‬
‫ِ‬ ‫أرى أننا الزلنا ننخد ُ‬
‫ع‬
‫وهي ال تزا ُل عمياء!!‬
‫ك التي تسي ُر في الظالم‪،‬‬
‫ولكم نتيهُ عن تل َ‬
‫وباطنها نو ٌر يبص ُر ويستدرك!‬
‫الحياةُ تسلبُ منا اليقين‪،‬‬
‫فطوبى لمن استيقن ورأى‬
‫وطوبى لمن تهيّأ َ لرحلته‪،‬‬
‫َ‬
‫تحت قدميه‬ ‫البئر الذي‬
‫ِ‬ ‫وطوبى لمن سا َر وتنبّهَ لذل َ‬
‫ك‬
‫تغور ب ِه األرض‪،‬‬
‫َ‬ ‫لئال‬

‫‪123‬‬
‫ُ‬
‫حيث ال مف َّر وال عودة‪..‬‬ ‫فتأخذه إلى‬
‫و في حي ِن أنّنا ال نزا ُل هاهُنا؛‬
‫فـ الجنَّةُ هاهُناك‪ ..‬التزا ُل تنتظر!‪....‬‬

‫‪124‬‬

You might also like