Professional Documents
Culture Documents
مقال لا تصح الوصية بأكثر من الثلث - ا.د بافيل بافلوفيتش وا.د. ديفيد باورز - ت د. عبد الكريم محمد الوظّاف - مجلة المسار العدد 69 ديسمبر 2022
مقال لا تصح الوصية بأكثر من الثلث - ا.د بافيل بافلوفيتش وا.د. ديفيد باورز - ت د. عبد الكريم محمد الوظّاف - مجلة المسار العدد 69 ديسمبر 2022
L
M
A
S
ﺸ ﺿ ﺮ ﻏ ﺋ ﺐ ﺼ ﺎ ﺸ ﻐ ﺋ ﻄ ﺗ ﺿ ,ﺋ ﺗ ﺧ ﺛ ر ﺲ ﻆ ﻄ ﺮ ﺾ ﺞ ا 6ﺎ ﺮ ا ث و ا 6ﺊ ﺗ ﻌ ث ا 6ﻐ ,ﻈ ﻎ A
R
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد:
rاﺸﺎﺎﺎﺖﻐﺋ ا(ﺳﺛد
رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
al-masar.org
أ .ﻋﻠﻲ ﻣﻐﺮﺑﻲ اﻷﻫﺪل 69
ﻧﺤﻮ ﻣﺮاﺟﻌﮥ ﻣﺴﺆوﻟﮥ
تصدُر عَن:
ﻊﻐﺆﺋ ا&ﺎﺗﺮﻏﺮ
د .محمد أحمد ز بارة اﻗﺣﺎﺮا&ت
د .برنـارد هيكـل لألفراد 27 :دوالرًا أمريكيًّا أو ما يعادلها
للمؤسسات 60 :دوالرًا أمريكيًّا أو ما
د .عبده حمود الشر يف
يعادلها يرجى إضافة أجر البريد 24دوالرًا
د .غبر يال فوم بروك
الشتراكات خارج الواليات املتحدة.
Publication Terms ﺠﻠﺔ+ﺷﺮ وط اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ا
الرسال مقاالتهمC ىڡ ن<رس عىل صفحاتها87 ںى8 7 تدعو »مجلة المسار« الكَّتاب الراغب
:\ىى7Z وفق اال،رىية8 7 النكلCںى العربية أو ا8 7 إىل المجلة بأٍّي من اللغت
، وال مرسًال إىل جهة أخرى،رس من قبل عىل أِّي صورة0❶ أال يكون البحث قد ن
.رى إرسال البحث إىل المجلة تعهًدا بذلكKويعت
1. Research has not been previously published, nor sent
to other publications; sending the research paper to Al-Masar is
considered a commitment and acceptance of this condition.
و \ ]ىڡ حال،رسة أيام0❷ يُشعر أصحاب البحوث الواردة بوصولها إىل المجلة خالل ع
.رسها \ ]ىڡ مكان آخر إال بإذن من المجلة0اعتمادها ال يسمح بن
2. The author of the paper will be notified of its receipt within ten
days. If approved, it may not be published elsewhere without
permission from the chief editor of Al-Masar.
كلمة( ما لم يكن معدًا5000 كلمة وال يقل عن10000) ❸ ال يزيد المقال عن
.رى من عدد0الكk
3. The article, with a minimum of 5,000 words, should not
exceed 10,000 words unless it is properly amenable to be divided
into more than one issue.
ويكون،❹ يتقيد البحث بالقواعد العلمية \ ]ىڡ موضوعه ومنهجه وعرضه ومصادره
.رىقيم المتعارف عليهاv \رىام بعالمات الv مع االل، دقيق التوثيق،سليم اللغة
4. The research must adhere to the scholastic rules in its subject,
methodology, presentation, and sources; it should be sound in
language, accurate in documentation with generally accepted
punctuation and referencing.
وتُرَّقم،❺ تكون الهوامش \ ]ىڡ نهاية الصفحة أو \ ]ىڡ نهاية البحث ال \ ]ىڡ صلبه
.ىى نهاية البحثvبالتسلسل الرقمي عىل التوا]ىل ح
5. Footnotes shall be at the bottom of the page or at the end of
the paper, not within the text, and must be numbered
consecutively.
والعهدة \ ]ىڡ ذلك عىل،❻ أن يكون البحث مطبوًعا ومصحًحا تصحيًحا كامًال
.رى المقاالت عن آراء كَّتابها وال تعكس بال\رصورة رأي المجلة أو المركزK وتع،الكاتب
6. The author of the research takes responsibility in presenting
a fully typed and edited paper. The paper expresses the opinion and
findings of its writer and do not necessarily reflect an endorsement
of the Journal orthe Center.
ويعطى صاحب.❼ يخضع ترتيب البحوث وتنسيقها \ ]ىڡ المجلة العتبارات فنية
.ً \ ]ىڡ حال طبعها ورقيا،رس فيه بحثه0البحث المنشور ثالث نسخ من عدد المجلة الذي ن
7. The placement and sorting of papers in the journal is subject to
technical considerations. The author of the published research is
given three copies of that issue of the journal if it is published in
a printed format.
رىو \ ]ىى أو وسيلة تواصل صالحةv مع بريد إلك،❽ يرفق بالبحث تعريفا موجزا بالكاتب
.للتواصل مع الكاتب
8. A submitted research paper shall include a brief
introduction bio of the author along with an e-mail
or other valid contact information for communication
ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻖ
üمقال للدكتور "ديفيد ستيفان باورز" تضمن دراسة لمسألة »نسخ آي B Aىى الوصية ب E Bںى
النفي واIالثبات« ،تطرق فيه إىل ما أثBرى من جدل حولها ،مبيًنا اتجاهات المذاهب
اIالسالمية EBىڡ ذلك ،وأدلة لكل منهم .وتطرق للحديث عن فقه المBرىاث EBىڡ عرص
النبوة .وختم باستعراض آراء المذاهب EBىڡ الوصية والمBرىاث .كل ذلك EBىڡ بحث
موضوعي أحاط به من مختلف جوانبه.
üعن »مقاصد الwرسيعة ..مرجعية القيم وبوصلة اال xحكام« ،تحدث الدكتور عبد هلِلَف
ىس عن نشأة المدارس المقاصدية وجوانب اختالفها ،وأبرز ما يم E Bرى بعضها عن القي B
بعض ،وكيف تطورت .وهي محاور مهمة لدراسة مقاصد الwرسيعة؛ إذ إن المقاصد
هي حل لكثBرى من القضايا المتشابكة ال B Aىى تدور النصوص EBىڡ فلكها ،وهي روح
الwرسيعة وغايتها ،وبها يتب E Bںى اIالطار العام للwرسيعة ،وتتضح الصورة الشاملة
للتعاليم واال xحكام.
üقدم اال xستاذ أحمد مثEىى ،عرًضا عن حياة وأدب الشاعر إبراهيم صادق الذي ظل
ىس، E
يحاول أن يغادر حارصه إىل المستقبل المنشود ،فتناول الكاتب تاريخه الدرا B
وجانًبا من شعره الشع Bىى ،وكيف كان مدافًعا عن الحقوق والحريات EBىڡ وجه
االستبداد ،مهتًما بتعزيز قيم الوالء الوط B Eىى واIاليمان المطلق بالشعب والثورة،
ومناهضة المناطقية ،والمذهبية ،والعشائرية ،والساللية .لقد توفق الكاتب EBىڡ هذه
الجولة اال xدبية.
üكتب اال xستاذ عBىل مغ ر Bىى اال xهدل ،عن »اليمن ..مفهوم التسمية وداللتها؛ قراءة EBىڡ
الخلفية التاريخية« ،فتناول الصيغة اللفظية لالسم ،ثم تطرق إىل المسمى وارتباطه
بثقافة المكان ،وختم بالحديث عن تطور التسمية عرى التاريخ والثقافات .وهذا
البحث كسائر البحوث ُيختلف عليه ،لكن ذلك موضوع آخر ،ولكن مما ال شك فيه
عندي ،أنها كانت مستوفاة wرسوط البحث والتدقيق.
اﻓ ﺘﺘﺎﺣ ﻴ ﺔ اﻟﻌ ﺪ د
رئيس التحرير
11
❶ اﻟﺤ ﺴ ﻦ ﺑﻦ أﺣ ﻤ ﺪ اﻟﻬ ﻤ ﺪ اﻧﻲ و اﻟﺤ ﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻀ ﺎﺋﻌ ﺔ
23
❷ ﻋ ﻼ ء اﻟﺪ ﻳﻦ ﺧ ﻮ ار ز م ﺷ ﺎه ﺻ ﻮ ر ﻣ ﻦ ﻣ ﻐ ﺎﻣ ﺮ اﺗﻪ و ﺣ ﺮ و ﺑﻪ
! "ا ا%$ﺼﺎل:
ﻇﺰﺮة ﺸﻎ ا+ﺛراﺠﺎت وا+ﺊﺗﻌث ا+ﺴﺎﺑﺼﺋ r
أد+ﺋ ا7+ﻈﻊ وا+ﺎﺔﻌﻏﺞ دراﺠﺋ وﺗﺗﻂﻐﻀ r
ا+ﺊﺳﺛ ا+ﺎﺄرﻏﺚﻎ وآراء وﻄﺜاﻊﺈ ا+ﻔﺼﻋﺎء r
ﺗ ﻘ ﺪ ﻳﻢ
ه ذ ا ا ل مق ا ل ع ب ا ر ة ٌ ع ن أ ح د ف ص و ل ك ت ا ب » ا ل ث ق ا ف ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة . .ا ل س ي ا ق ا ت
عم ِلت في الفترة من سنة 1997في معهد الدراسات المتقدمة في بر ينستون في نيو
جيرسي ،حتى تقاعدها عام ،2014وتوُ فيت عام 2015م.
ن بلغ ار ي ،
وأﺖﺛ ا6ﺿﺎﺗﺊﻐﻆ هو :الأستاذ الدكتور :بافيل بافلوفيتش ،وهو مواط ٌ
د ر ج ة ا ل ب ك ا ل و ر ي و س ف ي ا ل ت أ ر ي خ م ن ك ل ي ة ا ل آ د ا ب ب جا م ع ة ب غ د ا د ع ا م
،1992وعلى درجة الماجستير من جامعة صوفيا عام 1994م ،وعلى
ت،
ضا ،سنة .1998له عدة كتابا ٍ
درجة الدكتوراه من جامعة صوفيا ،أي ً
م ن ها :ك تاب » تك و ين الف ه م الإ س لا م ي للك لا لة في الق ر ن الث اني الهج ر ي
)816-718م(« ).(2015
وا6ﺿﺎﺗﺈ اCﺧﺮ هو :الأستاذ الدكتور ديفيد باورز ،وهو مواطن من كليفلاند
أ ب حا ث ه ا ل حض ا ر ة ا ل إ س ل ا م ي ة و ا ل ت أ ر ي خ و ا ل ش ر ي ع ة ا ل إ س ل ا م ي ة و ا ل ن ص و ص
العر بية الكلاسيكية ،و يركُ ز بحثه على ظهور الإسلام والتأريخ الفقهي
ا ل إ س ل ا م ي .و ه و ا ل م حر ر ا ل م ؤ س س » ل م جل ة ا ل ف ق ه ا ل إ س ل ا م ي و ا ل م ج ت م ع « .ل ه ع د ة
ت ،منها :كتاب »ز يد« ) ،(2014و كتاب »ما كان محمدٍ أبا
ث و م ؤ لف ا ٍ
ب حو ٍ
و م و ا ص ل ة ً ل ت ع ر ي ف ا ل ق ا ر ئ ا ل ع ر ب ي ب ا ل إ ن ت ا ج ا ت ا ل غ ر ب ي ة ف ي ا لد ر ا س ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة
ذ ا ت ا لق ي م ة ا لع ا لي ة؛ أ ق و م ب ت ر ج م ة ه ذ ا ا ل م ق ا ل ،ك و ن ه م م ا ي د خ ل ض م ن ا خ ت ص ا ص ي
ت ) باللغ ة
ا ل ع ا م ف ي ا ل د ر ا س ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة .و ق د تض م ن المق ا ل م ص ط ل ح ا ٍ
الإنجليز ية( ،قلما ت ُستعمل باللغة العر بية؛ بل هي خاصة ٌ بفرٍع علمٍي في دراسة
الحديث ،بدأ يتطور في الأكاديمية الغر بية منذ بضعة عقودٍ فحسب .ونظر ًا لحداثة
هذا الفرع وتسهيل ًا للقارئ الأكاديمي باللغة العر بية؛ فقد اقترح المؤلفان إضافة
قائمة ٍ بسيطة ٍ إلى نهاية المقال؛ تحوي عدد ًا من المصطلحات باللغة الإنجليز ية ،التي
و ا ل أ خ ذ ب ت و ص ي ا ت هم ا و م ل ا ح ظ ا ت ه م ا ،ف إ ن ك ا ن م ن خ ط أ ٍ ف ه و م ن ي ،و إ ن ا س ت ح ق ت
ت ر ج مت ي الر ض ا ؛ ف ذ لك ب ت و ف ي ق م ن ا ل ل ه .
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |152
وكل ما يوُ ّ
ض ع ب ي ن م ع ق و ف ت ي ن ] [ ف ي ا ل مت ن أ و ا ل ه ا م ش ف ه و م ن إ ض ا ف ة أ و ت ع ل ي ق
و ُضعت له إشارة نجمة ٍ )*( متبوعة برقم تسلسلي ،تميزا لها عن تعليقات الأصل.
ا"#ﺎﺮﺟﻃ*
»إن مفهوم الِهجرة المفتوح هو أحد المفاهيم اCالسالمية النادرة ،ال \ 7ىى يمكننا
القول بشكٍل ال لبس فيه بأنها تُعيدنا إىل البدايات«
(ﺗﺮﻏﺤﻐﺎ ﺾﺮون )(1
.1ﻣ ﻘ ﺪ ﻣ ﺔ :
يحتوي القرآن على مجموعتين من الآيات التي ٺتناول موضوع الميراث ،إحداهما
ٺ ت ع ل ق ب ا ل و ص ي ة ،و ا ل أ خ ر ى ٺ ت ع ل ق ب حص ص ا ل م ي ر ا ث .
وت ُشير المجموعة الأولى )آيات الوصية( إلى أن الشخص الذي يفُ كر بموته يتمتع
ب حر ي ة ٍ ك ب ي ر ة ٍ ف ي ت حد ي د ك ي ف ي ة ت و ز ي ع م م ت ل ك ا ت ه ب ع د و ف ا ت ه .و ي أ م ر ا ل ق ر آ ن ُ ا ل م ؤ م ن ي ن
بترك وصية ٍ لآبائهم وأقار بهم )الآية 180من سورة البقرة)* ،((1و ي ُنصح الرجل
ل
الذي يحضره الموت أو يفُ كر فيه أن يترك وصية ً تصل إلى نفقات عاٍم كام ٍ
لإعالة أرملته ،على أن يكون مفهوم ًا أنها ستبقى في بيته خلال تلك الفترة )الآية
) (1كرون ،مفهوم القرن الأول لله ِجرةCrone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” .
.383
ﲔ ﺑِﺎَْﳌﻌﺮو ِ ِ ِ ِ ِ
ف َﺣNﻘﺎ ﴬ َأَﺣَﺪُﻛُﻢ اَْﳌْﻮُت إِْن َﺗَﺮَك َﺧ ْ ًﲑا اْﻟَﻮﺻﱠﻴُﺔ ﻟْﻠَﻮاﻟَﺪْﻳِﻦ َواْﻷَْﻗَﺮﺑِ َ ْ ُ ِ
ﺐ َﻋَﻠْﻴُﻜْﻢ إَذا َﺣ َ َ
) * (1وهيُ﴿ :ﻛﺘ َ
ﲔ﴾.َﻋَﲆ اُْﳌﱠﺘِﻘ َ
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |154
كما يوُ عز القرآنُ إلى المؤمنين بإنشاء الوصية في حضور شهيدين مؤتمنين
ي حذ ر ه م م ن ت غ ي ي ر ا ل و ص ي ة ب ع د
)الآيتين 107-106من سورة المائدة)* ،((3و ُ
التصديق عليها حسب الأصول )الآية 181من سورة البقرة)* .((4وفي حالة
وجود خلاف ،يتم تشجيع الأطراف المتنازعة على تسو ية خلافاتهم )الآية 182
ل م ن الرج ال
وتؤُكد المجموعة الأخرى )آيات الميراث( على حقوق الميراث لك ٍ
ت ح د د ا ل أ ن ص ب ة ا ل ـ ك س ر ي ة ا ل د ق ي ق ة ،ا ل ت ي
والنساء )الآية 8من سورة النساء)* ،((6و ُ
تمُنح للبنت )البنات( الباقية على قيد الحياة ،والوالدين والأخوة وأحد الزوجين
وقد يجادل المرء بأن آيات الوصية وآيات الميراث تمُثل أنظمة بديلة} ،الأولى{:
مجموعة ً من القواعد في حالة ترك الشخص وصية ً أخيرة ً .والأخرى :في حالة عدم
ترك وصية ٍ .ومع ذلك لا يوجد في المصادر الإسلامية ،أو ينم على أن هاتين
المجموعتين من الآيات التي تم النظر إليهما بهذه الطر يقة ،و بدل ًا من ذلك ،تم
دمج هاتين المجموعتين من الآيات في نظاٍم واحدٍ يسعى إلى تحقيق التوازن بين
حر ية الوصية -في شكل وصايا -من ناحية ٍ ،والقواعد الإجبار ية لتقسيم الثروة
ﷲ َﻛﺎَن َﻋِﻠﻴًﲈ ﷲ إِﱠن ا َﱠُﻳﻮِﴆ ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ آَﺑﺎُؤُﻛْﻢ َوَأْﺑﻨَﺎُؤُﻛْﻢ َﻻ َﺗْﺪُروَن َأ ﱡ ُﳞْﻢ َأْﻗَﺮُب َﻟُﻜْﻢ َﻧْﻔًﻌﺎ َﻓِﺮﻳَﻀًﺔ ِﻣَﻦ ا ِﱠ
ﻒ َﻣﺎ َﺗَﺮَك َأْزَواُﺟُﻜْﻢ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﳍ ُﱠﻦ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن َﻛﺎَن َﳍ ُﱠﻦ َوَﻟٌﺪ َﻓَﻠُﻜُﻢ اﻟﱡﺮُﺑُﻊ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛَﻦ َﺣِﻜﻴًﲈ َ #وَﻟُﻜْﻢ ﻧِْﺼ ُ
ﲔ ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َوَﳍ ُﱠﻦ اﻟﱡﺮُﺑُﻊ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛُﺘْﻢ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﻟُﻜْﻢ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن َﻛﺎَن َﻟُﻜْﻢ َوَﻟٌﺪ َﻓَﻠُﻬﱠﻦ ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﻳﻮِﺻ َ
ث َﻛَﻼَﻟًﺔ َأِو اْﻣَﺮَأٌة َوَﻟُﻪ َأٌخ َأْواﻟﱡﺜُﻤُﻦ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛُﺘْﻢ ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﺗﻮُﺻﻮَن ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َوإِْن َﻛﺎَن َرُﺟٌﻞ ُﻳﻮَر ُ
ﺚ ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﻳﻮَﴅ ُأْﺧٌﺖ َﻓِﻠُﻜﱢﻞ واِﺣٍﺪ ِﻣﻨْﻬﲈ اﻟﺴُﺪس َﻓﺈِْن َﻛﺎُﻧﻮا َأْﻛَﺜﺮ ِﻣﻦ َذﻟَِﻚ َﻓﻬﻢ ُﴍَﻛﺎء ِﰲ اﻟﱡﺜُﻠ ِ
ُ ْ َ ُ َ ْ َُ ﱡ ُ َ
ﷲ ُﻳْﻔﺘِﻴُﻜْﻢ ِﰲ ﷲ َﻋِﻠﻴٌﻢ َﺣِﻠﻴٌﻢ﴾ .وﻗﻮﻟﻪَ﴿ :ﻳْﺴَﺘْﻔُﺘﻮَﻧَﻚ ُﻗِﻞ ا ُﱠ ﷲ َوا ُﱠِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َﻏ ْ َﲑ ُﻣَﻀﺎﱟر َوِﺻﱠﻴًﺔ ِﻣَﻦ ا ِﱠ
اْﻟَﻜَﻼَﻟِﺔ إِِن اْﻣُﺮٌؤ َﻫَﻠَﻚ َﻟْﻴَﺲ َﻟُﻪ َوَﻟٌﺪ َوَﻟُﻪ ُأْﺧٌﺖ َﻓَﻠَﻬﺎ ﻧِْﺼ ُ
ﻒ َﻣﺎ َﺗَﺮَك َوُﻫَﻮ َﻳِﺮُﺛَﻬﺎ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﳍ َﺎ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن
ﲔ ا ُﱠ
ﷲ ﲔ َﻓَﻠُﻬَﲈ اﻟﱡﺜُﻠَﺜﺎِن ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮَك َوإِْن َﻛﺎُﻧﻮا إِْﺧَﻮًة ِرَﺟﺎًﻻ َوﻧَِﺴﺎًء َﻓِﻠﻠﱠﺬَﻛِﺮ ِﻣْﺜُﻞ َﺣﱢﻆ اْﻷُْﻧَﺜَﻴ ْ ِ
ﲔ ُﻳَﺒ ﱢ ُ َﻛﺎَﻧَﺘﺎ اْﺛﻨََﺘ ْ ِ
ت ُشير الأحاديث الإسلامية إلى أن النبي محمدٍ نفسه قد حدد العلاقة بين آيات
التركة« .وقد فهُ مت هذه التعليمات على أنها تعني أن الشخص الذي يحضره
وصية ٍ .ومن خلال تحديد الحد الأعلى للوصية بالثلث؛ يؤُكد النبي على أن ما لا
يقل عن ثلثي أي تركة ٍ يقُ َس ّم وفق ًا للأنصبة المحددة في آيات الميراث.
ثاني ًا :و َر َد َ عن النبي أنه قال» :لا وصية لوارث« .وفهُ م هذا التعليم على أنه لا
ي جو ز ل أ ي ش خ ٍ
ص يحصل على نصيب من التركة -وفق ًا لآيات الميراث -أن
ي ت ل ق ى و ص ي ة ً ب ا ل إ ض ا ف ة إ ل ى ت ل ك ا ل حص ة .
وفي الواقع ،يعَ لم فقهاء الإسلام أن القول النبوي »لا وصية لوارث« يعمل
بمثابة مؤشرٍ على نسخ آيتي الوصية )الآيتين 180و 240من سورة البقرة(.
و بهذه الطر يقة ،تم دمج آيات الوصية وآيات الميراث مع ًا لإنشاء نظاٍم وراث ٍي
ت أ ك ي د ص حة ن س ب ة ه ذ ا ا ل ق و ل إ ل ى ا ل ن ب ي أ و ن ف ي ه .و ي م ك ن ت ص ن ي ف ه ؤ ل ا ء ا ل ع ل م ا ء
ت:
الس بع ة في ثلا ث م جمو ع ا ٍ
س َل ّ َ
ط إفت ِخار زمان I. Zamanالضوء على الدور الذي لعبه الز ُهري ،باعتباره ) َ (2
ناقل ًا مبكر ًا ،للروايات المتعلقة بالتقييد بالثلث ،وإن كان ذلك دون استبعاد
إمكانية الأصالة).(3
) (1كولسون ،تأريخ الفقه الإسلامي) Coulson, A History of Islamic Law, 69 ،في تنظيم
مشكلة ٍ تطرحها الأحكام القرآنية نفسها؛ وضع النبي حدًا للإرث عند الثلث( .وراجع :كولسون،
مراسلات.Coulson, “Correspondence" .
) (2باورز" ،الوصية"") Powers, “The Will,” 53،قد يكون قيد الثلث في الواقع قد أدخله محمدٌ
ضا :باورز ،الوصية في الإسلام المبكر Powers,
فيما يتعلق بتشر يع الميراث القرآني"( .وانظر ،أي ً
) “On Bequests in Early Islam,” 199.حجة الأصالة "تقديم تفسير ًا أبسط وأكثر منطقية ً
للبيانات"(.
) (3زمان ،التطور ؛ ;Zaman, “Evolution,” 87–8, 107, 137–8, 146, 152, 191وراجع:
زمان ،علم الرجالZaman, “Science of Rijāl,” 3, 18.
) (4بوسكيه و بلتيير ،الوصية) Bousquet et Peltier, Les Successions, 141–142 .من غير المرجح أن
يكون فقهاء الإسلام في القرن الأول الهجري قد اخترعوا حديث ًا نبو ياً يضع قيود ًا صارمة ً على
تصرفات الوصية(.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |158
شاخت ،(1)J. Schachtور .م .سبايت ،(2)R. M. Speightو باتر يشيا كرون
وفي عام ،1989ص َر ّح باورز بأنه لا يزال مصر ًا على أن التقييد بالثلث قد
جاء به النبي" ،إلى أن يتم تقديم حجة ٍ مقنعة ٍ على النقيض م ِن ذلك").(4
وفيما يلي ن ُطبق هذه الأساليب على الحديث الذي يقُ ال فيه :إن النبي قد قي ّ َد
الوصية بالثلث ،ونركز في هذا المقال على رواية »عمرو بن القاري« ،الذي نفترض
أنه نقل رواية ً م ُركبة ً ،رواها المحُ ّدِث البغدادي »ع َ ّفان بن مسلم )-134
}165هـ782/م{(« .وسنبين ،أن هذه الرواية مبنية ٌ على روايتين سابقين ،على
) (1جوز يف شاخت ،أصول الفقه المحمدي") Schacht, Origins, 202.كان حصر الوصية في
ضا ،شاخت" ،الحداثة
ي"( .انظر ،أي ً
ي أمو ٍ
ل مباشرٍ على تنظي ٍم إدار ٍ
ثلث التركة ...قائم ًا بشك ٍ
والتقليدية".Schacht, “Modernism and Traditionalism".
) (2سبايت" ،الوصية" ") Speight, “The Will,” 265.حكم ما لا يز يد عن الثلث كان من أجل
المصلحة المالية للإمبراطور ية ]الأمو ية["(.
) (3كرون ،القانون الروماني والإقليمي والإسلاميCrone, Roman, Provincial and Islamic Law, 96.
)"لا يعود تقييد الوصية بالثلث إلى النبي نفسه"(.
) (4باورز ،الوصية في الإسلام المبكر Powers, “On Bequests in Early Islam,” 199.
|159 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
الرغم من أن رواية ابن ج ُريج قد ت ُشير إلى أن موضوع دفن سعد بن أبي وقاص
ق ؛ إ ل ا أ ن ن ا ل م ن ت م ك ن م ن ت حد ي د م ص د ر ه ذ ا ا ل م و ض و ع ،أ و إ ث ب ا ت أ ن ه ت م ت د ا و ل ه
س اب ٌ
خ ل ا ل ح ي ا ة ا لن ب ي .
و بناء ً على النتائج التي توصلنا إليها ،وهي -في رأينا -مقنعة ُ؛ فإن باورز مستعدٌ
صد َر َ عن محمد.
– الآن -لسحب حجته السابقة ،والتي مفادها أن تقييد الثلث قد َ
و ه ن ا ن ب د أ ب م ر ا ج ع ة ٍ م و ج ز ة ٍ ل ل د ر ا س ا ت ا ل س ا ب ق ة ح و ل ه ذ ه ا ل حد ي ث ا ل ن ب و ي .
.2ا ﻟ ﺪ ر ا ﺳ ﺎ ت ا ﻟ ﺴ ﺎ ﺑ ﻘ ﺔ :
النقد الشكلي ،Form Criticismفي محاولة ٍ لتحديد الترتيب الزمني الذي تم تداوله
فيه) .(1وقد تجاهل سبايت الأسانيد وق ّدم ،افتراضين حول النص:
الأول :إن السرد بضمير المخاطب أقدم من السرد بضمير المتكلم) .(2والآخر:
) (1يتضمن نقد الشكل التحليل الدقيق للمعايير الرسمية ،مثل طول النص واستخدام الخطاب المباشر
)ضمير المتكلم( والخطاب غير المباشر )ضمير المخُاطب( والمنظور السردي ومستوى وحدة النص
وتماسكه.
) (2سبايت" ،الوصية" Speight, “The Will,” 250.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |160
إن السرد القصير يجب أن يكون أقدم من الرواية ٍ الأطول من النوع نفسه).(1
وفي عام ،1983قام ديفيد ستيفان باورز بتحليل المجموعة نفسها -المكونة
من 19رواية – مجدد ًا -من منظورِ نقد الشكل .واستنتج أن الروايات الأر بع
ا ل ا خ ت ل ا ف ا ت ا ل م ض م و ن ي ة ب ي ن م ح ت و ي ا ت ه ا و م ح ت و ي ا ت ا ل ر و ا ي ا ت ا ل خم س ع ش ر ة ا ل م ت ب ق ي ة .
و ل ف ت ا ل ا ن ت ب ا ه إ ل ى ا ل ا ر ت ب ا ط ا ل ل غ ـ و ي ب ي ن ا ل ر و ا ي ة ا ل خا م س ة م ن م ج م و ع ـ ة س ب ا ي ت
والآية 12من سورة النساء )وهي إحدى آيات الميراث( ،كما أثبت أن حديث
ب لن ز و ل ه ذ ه
ت م ن ا ل أ و ق ا ت -ع ل ى أن ه س ب ٌ
وصية سعد كان ي ُنظر إليه -في وق ٍ
) (1على الرغم من أن سبايت لا يعُ ب ِّر صراحة ً عن القاعدة التي تنص على أن الرواية القصيرة تجب
ح عند طرح مراحل أن تكون أقدم من الرواية الأطول من الحديث نفسه؛ إلا أنه يستخدمها بوضو ٍ
متتالية ٍ في التطور النصي للروايات )ما يسميه التطور "الأفقي" و "العمودي"( )"الوصية" ،وغيرها
“The Will,” 250–3, and passim.
) (2باورز" ،الوصية"; Powers, “The Will,” 42-43وزمان" ،التطور"؛ Zaman,
; “Evolution,” 110 ffوموتزكي" ،التدو ين"Motzki, “Dating,” 213.
) (3لا ينجح عنوان "حديث وصية سعد" في تفسير المحتوى المتنوع للحديث قيد الدراسة هنا ،ولـكننا
نستخدمه كتعبير مناسب عن القضية الفقهية الرئيسة التي يتم تناولها في هذه الروايات.
) (4سبايت" ،الوصية" Speight, “The Will,” 267.
|161 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
وفي عام ،1989قام باورز بتحليل الروايات الـ 15المتواز ية من حديث وصية
سعد .و يوُ عز المخطط -الذي وضعه -بأن سعد بن أبي وق ّاص كان هو الراوي
المشترك ،وأنه نقل القصة إلى سبعة أشخاص -على الأقل -على مدى ثلاثين عام ًا
بين 25و 45هجر ية .ولـكن المخطط م ُضل ِل؛ لأن باورز استخدم عدد ًا محدود ًا
من روايات حديث وصية سعد ،وكان مفرًطا في ثقته بقيمة الأسانيد الفردية.
واستناد ًا إلى هذا الدليل؛ خلص باورز إلى أن تقييد الثلث قد يكون ح ُكم ًا صادر ًا
فعلي ًا عن النبي).(2
ضا ،قدم إفت ِخار زمان أطروحة دكتوراة ،جمع فيها وحلل
وفي عام ،1989أي ً
أكثر من 100رواية متواز ية من حديث وصية سعد )بما في ذلك الـ 19رواية
التي درسها سابق ًا سبايت و باورز() .(3وقد قام بتقسيم الأجزاء المكوِنة لهذه
ت تحليل السند والمتن تشترك في المعنى العام نفسه .وهكذا،
ا ل ر و ايا ت ف ي و ح د ا ِ
كان "زمان" من أوائل العلماء الذين استخدموا التقنية التي أصبحت تعُ رف باسم
ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ) ا ن ظ ر ه ا أ د ن ا ه ( -و إ ن ك ا ن ذ ل ك ب د و ن ا س ت خ د ا م ه ذ ه
ا ل ت س م ي ة .و ق د ت م ك ن " ز م ا ن " م ن ا ل إ ث ب ا ت أ ن ر و ا ي ة ً م ب ك ر ة ً م ن ا ل حد ي ث ق د ن ق ل ه ا
ت م ا في الر بع ال أ خ ير م ن الق ر ن ال أ و ل
و لذ لك ،ق د يت م تأ ر ي خ الر و اية ال أ و ل ى ف ي و ق ٍ
الهج ر ي أو الر بع الأ و ل م ن الق ر ن الثاني الهج ر ي .
في هذا المقال نرُكز اهتمامنا على مجموعة ٍ فرعية ٍ من مجموعة "زمان" ،المكونة من
مئة رواية ٍ .وت ُشكل النصوص السبعة عشر في مجموعتنا فئة ً م ُتمي ّزة ً نسميها» :مجموعة
ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي « .ف ي ح ي ن أ ن ب ا و ر ز و س ب ا ي ت ف حص ا ر و ا ي ة ً و ا ح د ة ً ف ق ط م ن ه ذ ه
ت إض افية ٍ م ن
المجموعة رقم 17في مجموعة سبايت ،وعثر زمان على ست روايا ٍ
الحديث نفسه).(3
ت
و م ع ذ ل ك ،و ف ي ا ل و ق ت ن ف س ه ت جا ه ل ز م ا ن أ و ل م ي ك ن ع ل ى د ر ا ي ة ٍ ب س ت ر و ا ي ا ٍ
ل
ت ق د تك و ن م هم ة ً ف ي ك ٍ
أخرى على الأقل من المجموعة ،وهي تحتوي على متغي ِّرا ٍ
من السند والمتن ،ونحن نقوم بتضمين هذه النصوص الإضافية في مجموعتنا ،في
محاولة للبناء على عمل "زمان؛ ،وتأكيد -وإن كان تأكيدًا مشروًطا -استنتاجاته.
وت رُكز مجموعة الروايات الـ 17في مجموعة عمرو بن القاري على الصحابي سعد
) (1زمان" ،التطور" Zaman, “Evolution” , 52-53, 87-88, 107, 137-138, 146, 152,
191.
) (2المرجع السابق ،ص.146 ،57
) (3المرجع السابق ،ص.176-174 ،80-78
|163 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
بن أبي وق اّ ص )الم ُتوفى بين 50هـ671 -670 /م و 58هـ 678 -677 /م(؛
) (1مرض سعد في سنة 8هـ630/م في مكة ،حيث تلقى ز يارة ً مرضية ً
) (2سؤال أو أكثر طرحه سعد على النبي عن حجم الوصية التي قد يتركها
بع د م و ته.
) (3قلق سعدٍ من الاحتمال أن يموت في مكة ،وهي المدينة التي تركها
مهاجر ًا في سنة 1هـ622/م.
) (4تنبؤ النبي بأن الله سيرفع سعدًا؛ لمآثر مستقبلية ٍ.
أر بع من روايات المجموعة ت َذكر الموضوع الثالث فحسب )قلق سعدٍ من الموت
في مكة( ،وسنتعامل مع هذه الروايات الأر بع باعتبارها جزء ًا من المجموعة
و س ن ق و م ب ت حل ي ل ه ذ ه ا ل ر و ا ي ا ت ا ل س ب ع ة ع ش ر ب ا س ت خ د ا م ن س خ ة ٍ م ع د ل ة ٍ م ن ا ل ت ق ن ي ة
ا ل م ع ر و ف ة ب ا س م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ،و ا ل ت ي ت م ت ط و ي ر ه ا ل د ر ا س ة ا ل ع ل ا ق ة ب ي ن م حت و ي ا ت
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |164
الحديث )المتن( وسلاسل النقل المتعددة )السند() .(1وٺتضمن هذه التقنية رسم
وصلت مؤلفاتهم إلينا ،وشيوخهم؛ وصول ًا إلى مصد ٍر أصل ٍي مزعوٍم .وعند نقطة
أو أكثر يتقاطع فيها السند؛ نجد "شخصية ً رئيسة"ً .وإذا أمكن الإثبات أن شخصية ً
رئيسة ً قد نقَ لت رواية ً محددة ً من الحديث المعني؛ فتعُ تبر إما راو ياً مشترك ًا أو
راو ياً مشترك ًا جزئي ًا.
و ا ل أ س ا ن ي د ف ي ح د ذ ات ه ا ل ا ت ك ف ي ل إ ث ب ا ت م ك ا ن ة ا ل ش خ ص ي ة ا ل ر ئ ي س ة ،ب ل ي ن ب غ ي
) (1أجرى هندر يك كرامرز Hendrik Kramersفي عام ،1953وجوز يف فان إس Josef
ب
،van Essفي عام 1975تحليل ًا مشترك ًا للأسانيد ومتونها للروايات الإسلامية ،ولـكن لأسبا ٍ
ل منهما في طر يقة التحليل هذه دون أن يلحظها أحد )انظر:
مختلفة ٍ فقد مرت مساهمات ك ٍ
موتزكي" ،التأريخ" .( Motzki, “Dating,” 250.الأمر نفسه ينطبق على زمان ،الذي لم ت ُنشر
أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في عام .1989وقد تمت صياغة المبادئ الأساسية لتحليل السند
والمتن في عام 1996م ِن قبِ ل غر يغور شولر ) Gregor Schoelerالطابع والأصالة Character
(und Authentieوهارالد موتزكي ") Harald Motzkiإلى أين تذهب".("Quo Vadis" ،
و يمكن العثور على أوصاف تحليل السند والمتن في :موتزكي" ،مقتل ابن أبي الحقيق"Motzki, ،
; “The Murder of Ibn Abī l-Ḥuqayq,” 174–175وموتزكي" ،التأريخ" Motzki,
“Dating,” 251–252وغورك" ،الايمان بالآخرة والتأريخ والراوي المشترك"Görke, .
“Eschatology, History and the Common Link,” 191ff.
|165 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
في شخصية ٍ رئيسة ٍ لها الصياغة نفسها -كلي ًا أو جزئي ًا -فإن هذه الشخصية الرئيسة
تعُ تبر راو ياً مشترك ًا جزئي ًا للمادة المشتركة ،و بالمثل إذا ) (1كانت المتون )المعُ اد
بناؤها( المنقولة بواسطة عددٍ من الرواة المشتركين الجزئيېن و/أو واحد أو أكثر
من الناقلين المباشر ين) (1على الصياغة نفسها مجدد ًا -كلي ًا أو جزئي ًا -و ) (2تمر عبر
ش خص ي ة ٍ ر ئ ي س ة ٍ أ ق د م ؛ ف ي ت م ا ل ت ع ا م ل م ع ه ذ ه ا ل ش خ ص ي ة ا ل ر ئ ي س ة ا ل أ ق د م ع ل ى أ ن ه ا
الجزئيېن .قد يكون الراوي المشترك مسؤول ًا عن صياغة هذه الروايات الأولية،
أ و ر ب م ا ق د تلق ا ه ا م ن م ص د ر ه ا ل مب اش ر .
ي من هذين
إن مجرد استخدام تحليل السند والمتن ليس بإمكانه تحديد أ ٍ
الاحتمالين من المرجح أن يكون هو الحال ،ولهذا السبب يمُكن للباحث ،الذي
يعمل على تحليل السند والمتن فحسب ،أن يقول القليل أو أن لا يقول شيئ ًا عن
ت
ث دون مستوى الراوي المباشر أو تأريخ تداوله ،ولـكن هناك تقنيا ٍ
محتوى الحدي ٍ
أخرى يمُكن استخدامها لاستعادة هذا التأريخ ،كما سنقترحه في القسم ) (5لاحق ًا.
و أ ي ة م حا و ل ة ٍ ل ق ي ا س ا ل ت ش ا ب ه أ و ا ل ا خ ت ل ا ف ب ي ن ر و ا ي ت ي ن أ و أ ك ث ر م ن ا ل س ر د -م ا
نعتبره معيار ًا شكلي ًا -هي محاولة ذاتية .فعلى سبيل المثال :يستلزم درجة ً عالية ً
) (1نعني بعبارة "الناقلون المباشرون"؛ الرواة الذين ) (1تلقوا الحديث مباشرة ً من الشخصية الرئيسة
ت مصنفاتهم إلى يومنا هذا.
و ) (2الذين تبق ْ
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |166
من الاتفاق النصي بين روايتين أو أكثر من السرد ،من أجل القبول أن هذه
الروايات مشتقة -كلي ًا أو جزئي ًا -من رواية ٍ أولية ٍ مشتركة ٍ ،ولهذا السبب نجد
أنه من الصعب إعادة بناء الصياغة الدقيقة للسرد المتداول م ِن قبِ ل الراوي
المشترك ،أو تحديد ما إذا كانت رواية الراوي المشترك مبني ّة ٌ على سردٍ أقدم.
و يمكن معالجة هذا التحدي عن طر يق الجمع بين المعايير الشكلي ّة لتحليل المتن
و م ع ا ي ي ر أ خ ر ى م ض م و ن ي ة .و ه ذ ا يع ن ي أ نه بع د ال ا نت ها ء م ن ا لت ح ل ي ل ا ل ش ك ل ي لل س ن د
و ا ل م ت ن ؛ ن ل ت ف ت إ ل ى م حت و ى ا ل ر و ا ي ة و ت أ ر ي خ ن ق ل ه ا ،د و ن م س ت و ى ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ،
وفي بحثنا الحالي ،هناك ثلاثة أنواع من المؤشرات :أحدها يتعلق بمعنى كلمة
خلال استكمال تحليلنا للسند والمتن بهذه الأنواع الثلاثة من المؤشرات؛ سنحاول
تحديد الفترة التي تم فيها تداول رواية وصية سعدٍ لأول مرة ٍ ،وصياغتها الأولى،
و التغ ييرات الت ي ط ر أت ع لى تلك الص ياغ ة بمر و ر الو قت .
يرتبط متن الرواية ،الذي نهتم به ،بإسنادٍ عائل ٍي يقُ ال إنه نشأ مع صحابي اسمه
و يكاد لا يعُ رف شيء ٌ عن عمرو بن القاري .ووفق ًا لخليفة بن خ َي ّاط )الم ُتوفى
|167 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
إلى جانب ذلك؛ ي ُضيف علماء الرجال المتأخرون أن عمر ًا نقل رواية وصية
سعد) ،(2وأنه عقب معركة حنين في شوال سنة 8هـ /يناير )كانون الثاني( 630م
عن عمرو بن القاري مأخوذة ٌ من أسانيد ومتون الحديث قيد الدراسة هنا؛ وإلا
د ع و ن ا ا ل آ ن ن ف ح ص ا ل ش خ ص ي ا ت ا لر ئ ي س ة ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي .
م ه م ة ٌ ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ) ا ن ظ ر ا ل ش ك ل . (1و ب ح س ب ا ل س ن د ،ف إ ن ا ب ن
س ع د و ا ب ن ح ن ب ل و أ ح م د ب ن م حمد بن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي أ خ ذ و ا ا ل ر و ا ي ة م ب ا ش ر ة ً ع ن
بن عيسى القاضي فقد نقل روايته البيهقي وابن عساكر .وتشمل مجموعة ع َ ّفان،
أول ًا ،سنقارن روايات ابن سعد وابن حنبل ،وهما ناقلان مباشران .ثم
سنحاول إعادة بناء رواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي .وأخير ًا ،سن ُضيف إلى
ا ل م ق ا ر ن ة ا ل مت و ن م ن ن و ع خ ب ر ا ل و ا ح د ا لت ي ي ح م ل ه ا ا ل س ن د ا ل و ح ي د .
المتن المركب ) (1يلُخص الروايات الكاملة لرواية ع َ ّفان بن مسلم) .(1و يتم
الاستشهاد بالروايات غير المكتملة ،والحديث الغر يب للهيثمي /الب َز ّار ،بشك ٍ
ل
ل.
م نف ص ٍ
المتن المركب )) (1ي ُشير الخط العر يض إلى العناصر المشتركة للسرد ،وت ُشير
) (1نشكر بهنام صادقي على اقتراحه بدمج المتون المتشابهة في متن مركب ،والذي لا يوفر المساحة
ضا ،على نقاط الاتفاق و/أو الاختلاف بين المتون الفردية.
فحسب؛ بل يسلط الضوء ،أي ً
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |170
= 5ال َ ّ
طحاَ وي ← محمد بن علي بن داود البغدادي
المتن المركب:
كلالة ً] ،أ[ 2 ،1فأوصى بمالي ]كله[ 5 ،2أو أتصدق ]به[ 5 ،2 ،1؟" قال ]رسول
ف أ و ص ي ب ث ل ثي ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه ) ص ( [ " :ل ا " [ 2 ،1 2ب ] .قال ] س ع د []" :أ[
.5 ،2 ،1
،1 2ج ] .ق ا ل ] س ع د [ ] " :أ [ ف أ و ص ي ب ش ط ر ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله ) ص ( [ " :لا " [
..
بثلثه ؟" ق ا ل ] ر س و ل الله 5 ،4 ،2 ،1 فأو ص ي [ 4 ،2 ،1 2د ] .قال ] س ع د []" :أ[
|171 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
3أ .قال ]سعد[" :أي رسول الله ]أ ]فـ[ 5ميت أنا[ ] 5 ،1أموت[ ] ،2أصيب[
] 3آمنت[ 4بالدار التي خرجت منها مهاجر ًا؟" قال ]رسول الله )ص([" :إني
3 ]وأن ي ُكاد[ 5 ]في ُنكأ[ 2 ،1 لأرجو أن يرفعك الله ]عز وجل[ ] ،3فينكأ[
دعونا نقُ ارن متون هذين الناقلين المباشر ين مع المتون الأخرى المنسو بة إلى
ع َ ّفان.
يمُكن إعادة بناء رواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي )الم ُتوفى 280هـ-893/
فقد سأل سعد النبي سؤال ًا واحدًا» :أفأوصي بمالي أو أتصدق بثلثه؟«)*.(8
و بحسب ابن عساكر ،فإن سعدًا يسأل أول ًا» :أفأوصي بمالي أو أتصدق به؟«.
و بعد تلقي إجابة سلبية ،يسأل عما إذا أمكن أن يترك ثلث ممتلكاته .فيوُ افق النبي.
و ف ي ك ل ر و ا ي ة أ خ ر ى ف ي م ج م و ع ت ن ا ،ب ا س ت ث ن ا ء ر و ا ي ة ا ل ب ي هق ي ،ي ب د أ س ع د ح د ي ث ه
مع النبي بالسؤال عما إذا أمكن أن يوُ صي بثروته )على الأرجح كلها( .ولهذا
السبب ،فإننا نميل إلى اعتبار حذف البيهقي لهذا السؤال خطأ ً كتابي ًا .وإذا كان
ق
ل د قي ٌ
ا ل أ م ر ك ذ ل ك ،ف إ ن ر و ا ي ة ا ب ن ع س ا ك ر ا ل م ك و ن ة م ن س ؤ ا ل ي ن ،ي ب د و أ ن ه ا ت مث ي ٌ
لرواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ،بصفته الراوي المشترك الجزئي) .(1و يبدو
ب ا ل م حا د ث ة ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي .
ي ُذكر في البنود 2أ – ج ،في ابن سعد وابن حنبل أن سعدًا سأل عما إذا
أمكن أن يوصي بثروته أو يوزعها كصدقة )يفُ ترض أنها كلها أو ثلثيها أو نصفها(،
البندان 2ب و 2ج؛ أي أن سعدًا يسأل عما إذا أمكن أن يوُ صي بثروته كلها،
و بعد تلقي رد سلبي ،يستفسر عن ثلثها؟ في ُجيب النبي :بـ»نعم ،وهذا كثير« .وأما
البند ،3في رواية القاضي فتتطابق – مجدد ًا -مع البند المقابل في ابن سعد وابن
حنبل .إن مستوى الاتفاق بين المتون ،الموجودة في ابن سعد وابن حنبل وأحمد
دعونا نتفحص الآن رواية المروزي والب َز ّار )كما نقلها الهيثمي( وال َ ّ
طحاَ وي
وابن عبد البر ؛ في محاولة لتحديد صيغة و بنية متن ع َ ّفان ،والإجابة على سؤال عما
إ ذ ا ك ا ن ي ت ض م ن ا ل ب ن د ي ن 2ب و 2ج ،ح ي ث يس ت ف س ر س ع د ع ن ثلث و نص ف
م مت ل ك ات ه .
حنبل ،مع استثناءٍ بسيط ،إلا أن البند ،3وهو يتضمن موضوع الهجرة ،غائ ٌ
ب
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |174
عند المروزي) .(1وكان هذا -على الأرجح -حذف ًا متعمدًا ،فالمروزي ي ُسجل رواية
وصية سعد في فصل مخصص للوصايا ،وهو موضوع لا علاقة له بخوف سعد من
الموت في مكة بعد أن تركها مهاجر ًا منها ...يبدو أن المروزي شعر بالحر ية في حذف
ف ر ئ ي س و ح ي د .و ا ل ا خ ت ل ا ف ا ل ر ئ ي س ه و ح ذ ف ا لب ن د 2
و اخ تلا ٍ الط ف يف ة )( 2
ج؛ حيث يسأل سعد النبي عما إذا كان يوُ صي بنصف )شطر( ثروته .ولقد
لاحظنا -بالفعل -أن كلاً من هذه الفقرة والبند 2ب )الثلثين( غائبان في
ا ل ر و ا ي ة ا ل ت ي س جل ه ا أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي .و ي ن م ّ ع د م و ج و د ا ل ب ن د 2ج
طحاَ وي على أن رواية ع َ ّفان بن مسلم ر بما لم ٺتضمن هذا البند ،ولا يزال
في ال َ ّ
يتعيَ ّن تحديد ما إذا كان الأمر كذلك أم لا؛ بناء ً على المقارنة مع الروايات
الأخرى عن طر يق ع َ ّفان.
م ُسنده العديد من الأحاديث التي لا توجد في الـكتب الستة ،التي اعتبرها أهل
ال ُ ّ
س َن ّة فيما بعد قانونية ً) .(1و بعد أكثر من نصف ألفية ٍ ،تم تجميع هذه الأحاديث
التي خارج الـكتب الستة )المعروفة بـالزوائد( في مجموعة ٍ منفصلة ٍ م ِن قبِ ل العال ِم
القاهري نور الدين الهيثمي )الم ُتوفى 807هـ1405/م() .(2و يستشهد الهيثمي هنا
ل من رواية وصية سعد دون تحديد م َن توسط بينه و بين الب َز ّار .ومن الغر يب
ب بد ي ٍ
أن هذه الرواية غير موجودة في نصوص مسند الب َز ّار).(3
1أ .أن رسول الله )ص( ق َدِم َ مكة؛ فخ َل ّف سعدًا حين خرج إلى حنين.
1ب .فلما فرغ من الجعرانة ،معتمر ًا؛ دخل عليه؛ وهو مر يض.
2أ .فقال ]سعد[" :يا رسول الله ،إن لي مال ًا ،وإنما يرثني كلالة ،أفأوصي
2ب .ق ا ل ] س ع د [ " :أفأتص د ق بثلثيه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله [ " :ل ا " .
2ج .ق ا ل ] س ع د [ " :ف ب ش ط ر ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله [ " :ل ا " .
2د .ق ا ل ] س ع د [ " :ف أ ت ص د ق ب ث ل ث ه " ؟ ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه [ " :ن ع م ،و ذ ل ك ك ث ي ر" .
ت منه مهاجر ًا" ،قال ]رسول الله[" :لا ،إني لأرجو أن يرفعك
الذ ي خ ر ج ُ
يقول سعدُ " :أورث كلالة" )"أنا موروث في حالة عدم وجود والد أو
ولد"( .هنا ت ُشير كلمة كلالة إلى الميت ،أي إلى سعدٍ نفسه .وفي المتن،
الذي سجله الهيثمي/الب َز ّار ،يقول سعد :إنما يرثني كلالة )"سأورث م ِن قبِ ل
شخ ٍ
ص غير الوالد أو الولد"( -وهنا ت ُشير كلمة كلالة إلى الورثة أياً كانوا.
.2في البند 1ب عند الهيثمي/الب َز ّار" :فلما فرغ من الجعرانة"؛ بدل ًا من" :فلما
ق َدِم َ من الجعرانة" ،كما هو الحال في الروايات الأخرى من طر يق ع َ ّفان
|177 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
الروايات ،التي تمر عبر ع َ ّفان بن مسلم ،جميعهم لديهم" :وهو و َج ٌع مغلو ٌ
ب".
ف إ ن ا س ت خ د ا م ا ل ف ع ل ﻓ ر غ س م ة ٌ ف ر يد ة م ن س ما ت م ت ن ال ه ي ث م ي .و ف ي م ك ا ن
آخر ،تم العثور على عبارة" :وهو مر يض" ،مجدد ًا ،في مجموعة عمرو بن
.4لا تحتوي الفقرة 2ج ،في رواية الهيثمي/الب َز ّار ،على فعل .هذا الغياب
يمُيزها بوضو ٍ
ح على ُأسس أسلو بية عن البنود المحيطة .ففي نص متجانس
أسلو بي ًا ،يتوقع المرء أن يجد تواز ياً نحو ياً .و ي ُشير هذا التذبذب الأسلو بي
إلى أن البند 2ج لم يكن جزء ًا من الرواية الذي تلقاها الب َز ّار -أو شيخه
أحمد بن محمد بن عبد الله -م ِن ع َ ّفان بن مسلم.
.5تختلف صياغة البند 3أ ،التي سجلها الهيثمي/الب َز ّار ،اختلاف ًا كبير ًا عن
صياغة سائر الروايات عن طر يق ع َ ّفان بن مسلم .ففي بداية البند ،يعُ ب ِّر
سعد عن خوفه من أن ي ُدفن "فيها" )أخاف أن أدفن فيها( ،أي في مكة.
) (1زمان" ،التطور" ،ص) 218رقم ) 219 ،(55رقم ) 220 ،(63رقم ) 222 ،(64رقم 225 ،(73
)رقم ،(88و) 228رقم .(103
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |178
وت ُشير هذه الصياغة إلى تأثير مجموعة الروايات حول "أبناء سعد الثلاثة")،(1
و ا ل ت ي ه ي ج ز ء ٌ م ن م ج م و ع ة أ ك ب ر م ن ا ل ر و ايا ت ح و ل و ص ي ة س ع د .
و يتعلق اختلافان ،من الاختلافات السابقة ،بالمضمون الفقهي (1) :تعر يف
الأخرى التي تلتقي في ع َ ّفان بن مسلم .كيف لنا أن نفسر هذه الظاهرة؟ من
المحُتمل أن الرواية التي سجلها الهيثمي/الب َز ّار لا تنتمي لمجموعة عّ َ ّفان .و ُ
ي حت م ل
ضا أن المتن الأصلي للب َز ّار كان م ُشابه ًا لمتن ع َ ّفان ،ولـكن تم تعديله أثناء انتقاله
أي ً
إ ل ى ا ل ه ي ث م ي .و ل ا ي مك ن ن ا تأ ك ي د أ و ر ف ض أ ي م ن ا ل ا ح ت م ا ل ي ن ع ل ى أ س ا س ا ل أ د ل ة
يمر السند عبر أحمد بن محمد بن عبد الله .وهكذا ،فإن المتن الشاذ الموجود في مجموعة
ط بإسنا ٍد شا ٍذ ،على ح ٍد سواء .و بسبب عدم اليقين الناتج؛ يجب
الهيثمي مرتب ٌ
) (1إن الروايات المنسو بة لأبناء سع ٍد الثلاثة تلُقي الضوء على خوف سع ٍد من الموت في مكة .الجملة:
ت منها ،وهي واحدة ٌ من أكثر عناصر السرد استقرار ًا في
ت أن أموت بالدار التي هاجر ُ
خشي ُ
ت هذه الجملة،
هذه الروايات )زمان" ،التطور" .(Zaman, “Evolution,” 169–171 .وقد أثر ْ
ك ،على صياغة الب َز ّار :أخاف أن أدفن فيها ،أو في الموضع الذي خرج ُ
ت منه مهاجر ًا. بلا ش ٍ
|179 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
َ ﱠ
4 .1 .4اﺑﻦ ﻋ/ﺪ اﻟ 23ﺑﺮوا6ﺔ ﻋﻔﺎن ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ
وصية سعد).(1
1أ .أن رسول الله )ص( ق َدِم َ مكة عام الفتح؛ فخ َل ّف سعدًا مر ي ً
ض ا؛ ح ين
خ ر ج إ ل ى ح ن ين .
1ب .فلماّ ق َدِم َ من الجعرانة ،معتمر ًا؛ دخل عليه؛ وهو وجع مغلوب.
2أ .فقال ]سعد[" :يا رسول الله ،إن لي مال ًا ،وإني أور َث كلالة ً؛ أفأوصي
بمالي كله ،أو أتصدق بمالي كله؟" قال ]رسول الله )ص([" :لا" ،وذكر
ا ل حد ي ث .
ي حد د ا ب ن ع ب د ا ل ب ر أ ن ا ل ل ق ا ء ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي ح د ث ف ي ع ا م ا ل ف ت ح ب ع د د خ و ل
و ُ
محمد مكة لأداء الع ُمرة .هذا التوصيف الزمني ،الذي لا يوجد في الروايات
الأخرى التي نقلها ع َ ّفان بن مسلم ،لا بد أنه قد أضافه إلى متن ع َ ّفان أحد الرجال
ا ل ذ ين ن ق ل و ه إ ل ى ا ب ن ع ب د ا ل ب ر .
و بما أن السند الذي ير بط ابن عبد البر بع َ ّفان لا يتضمن أسم ًا من أسماء الرواة
المتوسطين؛ فمن المستحيل تحديد التسلسل الزمني أو أصل تحديده الزمني.
) (1ابن عبد البر ،التمهيد .377-376 :8 ،قبل الاستشهاد بالبند 2أ ،قال ابن عبد البر :وذﻛر اﻟﺣدﯾث؛
مشير ًا إلى أنه اختصر المتن.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |180
بن القاري .و يمُثل النص المكتوب بخط عر يض في المتن المركب 1العناصر
السردية الأكثر استقرار ًا ،التي يمُكن ر بطها برواية عّ َ ّفان .و يمكن تلخيص هذه
الع ناص ر ع لى النح و ال آ تي :
ض ا ) ا ل ب ن د . (1
-عندما يغُ ادر حنين؛ يترك النبي سعدًا مر ي ً
-عند عودته من الج ِعرانة لأداء فر يضة العمرة؛ يزور النبي سعدًا ،وهو لا
-ي ُشير سعد إلى نفسه على أنه شخص سيموت ،وهو يترك أشخاص آخر ين غير
-يتفاوض سعد مع النبي على نسبة ماله التي يوُ صي بها أو يوُ زعها صدقةً.
-يخشى سعد أن يموت في المكان الذي هاجر منه ،والنبي يعُ بر عن أمله في
-ي أ م ر ا ل ن ب ي ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي أ ن ه إ ذ ا م ا ت س ع د ف ي م ك ة ؛ ف ع ل ي ه د ف ن ه ف ي ا ت جا ه
المد ي نة .
.2تعوق حالات التغاير النصي التالية جهودنا الرامية لإعادة بناء عدة أجزاء ٍ
|181 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
م ن ر و ا ي ة ا ل ر ا و ي ا ل مش ت ر ك ا ل جز ئ ي :
حيث يسأل سعد عما إذا أمكن أن يوُ صي بثلثي ثروته أو نصفها )شطر( .ولا
ي و ج د أ ي م ن ا ل ب ن د ي ن ف ي ر و ا ي ة ا ل ر ا و ي ا ل مش ت ر ك ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى
ا ل ب ن د ي ن ف ي ا ل م ت ن ا ل ذ ي س جل ه ك ٌ
ل م ِن ابن حنبل وابن سعد والمروزي).(1
روايات متأخرة من السرد؛ فر بما لم تكن كلمة "مكة" موجودة ً في رواية ع َ ّفان.
تُ ،أصيب" إلى واحدة .و ي ُشير التشابه بين الشكل الهيكلي للكلمات" :أمو ٌ
ت ،آمن ُ
ت"
أن هذه التعبيرات الثلاثة ،وهي بدائل لشكل هيكلي واحد .قد نستبعد "آمن ُ
على أساس أنه لا معنى له ،في هذا السياق ،وقد نستبعد " ُأصي ُ
ب"؛ على أساس أنه
) (1وفق ًا لزمان ،لم تكن الأسئلة الوسيطة ذات أهمية ٍ مثل النتيجة الشرعية للمفاوضات بين سعد
والنبي )زمان" ،علم الرجال" .(Zaman, “The Science of Rijāl,” 23–24 .وفي حين أن
هذه الملاحظة قد تكون تفسير ًا جائز ًا للتغاير النصي؛ التي لوحظت في قسم المفاوضات ،إلا أنها
لا ت ُساهم في إعادة بناء النص على مستوى الشخصيات الرئيسة.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |182
الأصلي.
-من الواضح أنه في نهاية البند 3أ استخدم ع َ ّفان أحد مشتقات الجذر" :نفع".
-في البند 3ب ي ُشير تكرار الاستخدام وأولو ية الورود إلى أن ع َ ّفان ف َ ّ
ضل:
"فها هنا ادفنه" على "فادفنه ها هنا" ،كما أنه استخدم حرف الجر الظرفي "نحو"،
و اس م ال إ ش ار ة " ه ك ذ ا ".
.2 .4وﻊﻐﺈ ﺑﻆ ﺧﺎ'ﺛ:
يمر سند ع َ ّفان بن مسلم بوهيب بن خالد البصري)156–98هـ–717/716/
آ خ ر م ن ش أ ن ه أ ن ي ق ت ر ح ب أ ن و ه ي ب ه و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي .
)الم ُتوفى 742هـ1341/م( ،الذي يبدو أنه استنتج هذه العلاقة من أدلة الأسانيد
الموجودة في الـكتب الستة) .(2وعلى حد علمنا ،لا يوجد مترجم آخر ي ُشير إلى أن
و ه ي ب ر و ى ع ن ابن ُ
خ ثيم.
ي ) ع ن أبي
خ ث ي م الف اك ه ُ
و بالإضافة إلى وهيب بن خالد ،فقد استشهد بابن ُ
ض ا ،ج ز ء ٌ م ن م جمو ع ة
بشر ← ابن أبي الضيف( وكذلك ابن عبد البر .وهو ،أي ً
ل ك بير ٍ
أسانيد تمر عبر ابن ج ُريج .وسنناقش المجموعة الأخيرة ،والتي تختلف بشك ٍ
عن الروايات التي تمت دراستها حتى الآن في القسم .4 .4وهنا نرُكز على متون
الفاكهي )عبر أبي بشر ← ابن أبي الضيف( وابن عبد البر.
يحددون
خثيم ومتى ش َر َعَ برواية الحديث .ومع ذلك ،فهم ُ
) (1لا يذكر أصحاب التراجم متى ولد ابن ُ
جبير ،ومجاهد بن جبر .و بحسب ما ورد،
طفيل ،وسعيد بن ُ
س على يد ثلاثة علماء :أبو ُ
أنه د َر َ َ
طفيل قد بلغ من العمر ثماني سنوات عندما توفي النبي في 11هـ632/م ،و يقُ ال إنه توفي
كان أبو ُ
حوالي 110هـ729-728/م عن عمر ي ُناهز ) 107الذهبي ،السير .(470-467 :3 ،و ي ُثير طول العمر
جبير في 95هـ714-713/م؛ بينما
طفيل الشكوك حول تأر يخيته .وتوفي سعيد بن ُ
المفترض لأبي ُ
خثيم العلمية بدأت ما
توُ في مجاهد ما بين 100هـ718/م و104هـ722/م .إن اقتراحنا بأن مسيرة ابن ُ
س على
خثيم ،وأنه د َر َ َ
جبير كان أول معلم لابن ُ
بين 90و95هـ يستند إلى افتراض أن سعيد بن ُ
يديه قبل وفاة سعيد بفترة ٍ وجيزة ٍ عام 95هـ.
) (2الم ِزي ،التهذيب .165 :31 ،جمع الم ِزي معجم تراجمه على أساس المعلومات الواردة في أسانيد
الـكتب الستة ومصنفات أخرى )انظر :التهذيب(150-147 :1 ،؛ ولقد تجاهل المصنفات التي يرَ د ُ
فيها الحديث دون السند )المرجع السابق.(151 :1 ،
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |184
المتن المركب ) 2ي ُشير الخط العر يض إلى العناصر المشتركة في الروايات(
خ ثيم
= 1الف اك ه ي ← ابن ُ
خ ثيم
= 2ابن ع بد البر ← ابن ُ
المتن المركب
1أ .أّن ]رسول الله )ص([ ] 1النبي[ 2دﺧل ﻋﻠﻰ ﺳﻌد ﺑن ﻣﺎﻟك ])رض(
يوم الفتح ،وهو بمكة[ ] 1يعوده وهو مر يض[ .2
1ب] .وذلك[ ،2ﺑﻌد ﻣﺎ ]انطلق إلى خيبر ،و [ 1رﺟﻊ ﻣن اﻟﺟﻌراﻧﺔ] ،وعنده
] ف ق س م الغ نائ م ،و ط اف بالبيت ،و س ع ى بين الص ف ا 1
عمرو بن القارّي[،
والمروة[ .2
ن و ر ثت ي [
ن لي مال ًا كثير ًا ،و ]إ ّ
2أ .فقال سعد ]رض([" :1يا رسول الله ،إ ّ
] 1يرثني[ 2كلالة ،أفأتص ّدق بمالي كله؟" قال ]رسول الله )ص([" :لا".
2ب .ﻗ ﺎل ] ﺳ ﻌد [ " ] :أفأتص د ق بش ط ر ه ؟ " [ " ] 1ف بش ط ر ه ؟ "[ 2ﻗ ﺎل ] ر ﺳ و ل ﷲ
)ص ([ » :ﻻ « .
2ج .ﻗ ﺎل ] ﺳ ﻌد [ " ] :أفأتص د ق بثلثه ؟ " [ ] "ف ثلثه ؟ "[ ﻗ ﺎل ] ر ﺳ و ل ﷲ ) ص ( [ :
2 1
ع ُبيد الله بن عياّ ض عن جده عمرو بن القاري ،أنه سمع رسول الله )ص(
إن مات سعد ]بن مالك[ ] ،1بمكة[ 2؛ فادفنه ها هنا" وأشار 2 قال [:
)ص( نحو ]عقبة المدني ّېن[ ] 1طر يق المدينة[ .2
للوهلة الأولى ،ت ُشير الاختلافات بين هذه النصوص إلى أنها لا تشترك في
خ ث ي م .و م ع ذ لك ،ي ك ش ف ا ل ف ح ص ا ل د ق ي ق أ ن ه ا
ك -يفُ ترض أنه ابن ُ
مصد ٍر مشتر ٍ
ض في مركب
ط عر ي ٍ
تشترك في عددٍ م ِن العناصر اللغو ية المهمة )الم ُشار إليها بخ ٍ
المتن (2؛ مما ي ُشير إلى أنها كانت جزء ًا من مجموعة ٍ واحدة ٍ متمي ِّزة ٍ عن مجموعا ٍ
ت
أ خ ر ى م ن ا ل ر و ايا ت ح و ل س ع د .و ف ي ر أ ي ن ا ،ف إ ن ه ذ ه ا لت ش ا ب ها ت ا لل غ و ية ت د ل ع ل ى
خ ث ي م .و س نح او ل الآ ن إع اد ة
ص أول ٍي تداوله ابن ُ
ك ،و ه و ع بار ة ٌ ع ن ن ٍ
ل م ش تر ٍ
أص ٍ
بناء ه ذ ا النص الأ و لي .
و ف ي ا ل ب ن د 1أ ،م ن ا ل ر و ا ي ا ت ا ل ت ي س جل ه ا ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ،ي ق و م ا ل ن ب ي
بز يارة سعدٍ) ،(1وإلا فإن الروايات تختلف من ثلاثة جوانب :في رواية الفاكهي
يوم فتحها ،ولـكنها ) (3لا تذكر مرض سعدٍ .وفي رواية ابن عبد البر ،ي ُذكر
) (1لاحظ أن الفاكهي وابن عبد البر ،كليهما ،يعُ رِ ّفان سعدًا على أنه "ابن مالك"؛ بينما في الروايات
الأخرى من مجموعة عمرو بن القاري يعُ َر ّف باسم "ابن أبي وقاص" .وهذه ليست مشكلة ً :فسعد
بن أبي وق ّاص هو ابن مالك بن وهيب )أو وهب( )هوتنغ" ،سعد بن أبي وقاص ،موسوعة
الإسلام .(Hawting, “Saʿd b. Abī Waqqāṣ,” EI2 .إن تعر يفه على أنه "ابن مالك" يعكس،
خثيم فيما يتعلق باسم سعد.
على الأرجح ،التفضيل الشخصي لابن ُ
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |186
في البند 1ب .وتقترح صياغة الفاكهي بأن فكرة المرض لم تكن جزء ًا من النص
خثيم .وإذا كان الأمر كذلك ،في ُحتمل أن هذا الموضوع ُأضيف
الذ ي نق له ابن ُ
خثيم أثناء ما ي ُسميه سبايت "التطور الأفقي").(1
إلى ر و اية ابن ُ
المرض .وتجدر الإشارة إلى أنه في مجموعة عمرو بن القاري لا يوُ صف سعدٌ
صراحة ً بأنه على وشك الموت .وعلى النقيض من ذلك ،فإن العديد من الروايات
في مجموعة وصية سعدٍ الأكبر ،خاصة ً تلك المنسو بة إلى ابن شهاب الز ُهري ،ت ُشير
إلى أن سعدًا كان على وشك الموت) .(2إن غياب هذا التحديد في مجموعة عمرو
بن القاري ي ُشير إلى ق ِدم موضوع المرض ،و بالتالي احتمالية أنها كانت جزء ًا من
ٺ ت ف ق ا لر و ا ي ا ت ا ل ت ي س جل ه ا ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ع ن ا ب ن ُ
خثيم على نقطة ٍ مهمة ٍ:
ففي البند 2أ ،يسأل سعد النبي :هل يجوز له أن يوزع كل ماله صدقة دون ذك ِر
وصية ٍ .و بعد حوالي 50إلى 100سنة في متن ع َ ّفان بن مسلم؛ نجد إشارة إلى
ك ل م ن ا ل و ص ي ة و ت و ز ي ع ا ل ص د ق ا ت .و ب ما ا ب ن ُ
خ ث ي م ك ا ن من ا ل م ص ا د ر ا ل ت ي ا س ت ن د
إليها ع َ ّفان بن مسلم )انظر الشكل (1؛ فإن هذا ي ُشير إلى أن ع َ ّفان ،أو شيخه
المباشر وهيب بن خالد ،قد أضاف الإشارة إلى الوصية إلى الرواية الذي تلقاها
خثيم).(1
م ن ابن ُ
ومع ذلك ،هناك ثلاثة اعتراضات مهمة على الأطروحة السابقة .أول ًا :يعتمد
ل من ابن عبد البر والفاكهي على إسنادٍ فردي ،ولا يذكر ابن عبد البر أي
ك ٌ
شقت الرواية طر يقها إلى ابن عبد البر والفاكهي .ثاني ًا :يستخدم ابن ُ
خ ثي م م ص ط لح
كلالة ،الذي لعب دور ًا مهم ًا في ظهور علم الفرائض ،ولـكن ليس له علاقة ٌ
مع الشكل المقابل في مجموعة عمرو بن القاري .وقد تساعد مثل هذه المقارنة العلماء على تحديد ما
إذا كانت إحدى الروايتين ،في وصف مرض سعد ،تعتمد على الأخرى ،أو أن كليهما مشتق
من رواية ٍ أولية ٍ أقدم.
) (1عّ َ ّفان بن مسلم -أو وهيب بن خالد -ر بما كان يدور في ذهنه أن الهبة التي يتم تقديمها أثناء
ل
مرض الموت تخضع لقيود الوصية نفسها )انظر :كولسون ،الميراث (Succession, 267.وكبدي ٍ
ف لكلمة "إ يصاء"
ق" هنا كمراد ٍ آخر ،يمُكن أن يكون عّ َ ّفان بن مسلم قد استخدم الفعل "ت َ َ
صد َ َ
)انظر باورز" ،في الوصيةPowers, “On Bequests,” 190, and notes 39–40).
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |188
واضحة ٌ بتوز يع الصدقات .ثالث ًا :في رواية ع َ ّفان بن مسلم ،يذكر سعد الصدقات في
البند 2أ فحسب )"أفأتص ّدق بمالي كله"(؛ بينما أثناء استمرار حديثه مع النبي
إلا عما إذا كان من الممكن أن يوُ صي بثروته .و ي ُشير هذا إلى أن عبارة "أفأتص ّدق
ب ما ل ي ك له " ك ان ت إ ض ا ف ة ً ل ا ح ق ة لر و ا ي ة ا ب ن ُ
خ ثي م.
خثيم ،وهي كلمة كلالة .ففي رواية ع َ ّفان وهناك إشكالية ٌ ،أي ً
ضا ،في نص ابن ُ
بن مسلم )الم ُشار إليها بخط عر يض في المتن المركب ( 1يقول سعد إنه سيموت
ص آخر غير الوالد أو الولد ) ُأور َث كلالة ً(؛ وفي الروايات ،التي
في حالة يرثه شخ ٌ
كلتا العبارتين لهما الآثار القانونية نفسها؛ إلا أنهما ي ُشيران إلى تعر يفين بديلين
للكلالة :ي ُشير أحدهما إلى وضع المتوفى وقت وفاته .وأما الآخر ،فاللفظ ي ُشير إلى
ت بافلوفيتش،
الورثة ،أي أنه مصطلح قرابة يدل على "الأقارب البعيدين" .وأثب َ
مؤخر ًا ،أن التعر يف السابق )"الشخص الذي يموت ولا يترك ولد ًا أو والد ًا"(
َظه َر َ في الحجاز في النصف الأول من القرن الثاني الهجري؛ بينما ظهر الأخير
ن تقر يب ًا).(1
ل متزام ٍ
)"هؤلاء ]الأقارب[ غير الولد والوالد"( في الـكوفة بشك ٍ
و إ ذ ا ك ا ن ب ا ف ل و ف ي ت ش ع ل ى ص و ا ب ؛ ف ي ج ب ع لي ن ا ا ل ا ع ت ن ا ء ب ا ل ت ن ا ق ض ا ل ت ا ل ي .ف ي
حين أن الراوي المشترك الجزئي وهو ع َ ّفان بن مسلم ،الذي كان ناشطًا في بغداد
ا ل م و ق ف ا ل ـ ك و ف ي ) ك م ا أ ف ا د ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ( .و ف ي ح ي ن أ ن ه م ن ا ل مم ك ن أ ن
يكون هذان الموقفان قد تم تناقلهما ذهاباً وإياباً بين الحجاز والعراق)(1؛ فإن أدلة
السند غير كافية ٍ لتحديد التسلسل الزمني لتلك الحركة ذهاباً وإياباً .وحقيقة أن
كلاً من ع َ ّفان بن مسلم والفاكهي وابن عبد البر يعتمد على السند الفردٍي إلى
الراوي الذي غ َي ّر صياغة الراوي المشترك .فمهما كان الأمر؛ يمكننا أن نؤُكد بثقة ٍ
يسأل سعد عما إذا أمكن أن يوُ صي بنصف ثروته )شطر(؟ وفي الأخرى :يسأل
سعد عما إذا أن يوُ صي بثلثي ثروته .وفي البند 2ج ،يتفق هذان الجامعان على أن
سعدًا يسأل عما إذا كان يمكنه الإ يصاء بثلث ثروته؛ على الرغم من اختلاف
صياغتهما لهذا السؤال .و بسبب الاختلاف الجوهري بين البندين 2ب و 2ج في
) (1حول "الروايات المتنقلة"؛ كمعيار لتأريخ الروايات الإسلامية ،انظر :صادقي" ،الروايات
المتنقلة"Sadeghi, “The Travelling Tradition,” 207–213.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |190
الفاكهي وابن عبد البر ،من جهة ٍ ،وع َ ّفان بن مسلم ،من جهة ٍ أخرى؛ فمن المستحيل
خثيم.
إثبات أن الن ُسب المتوسطة )الثلثين ،النصف( كانت جزء ًا من رواية ابن ُ
أما فيما يتعلق بالبند ،3فإن الرواية التي سجلها الفاكهي تشترك في عدة عناصر
مع رواية ع َ ّفان بن مسلم المعُ اد بناؤها )الخط العر يض في المتن المركب .(1ومن
ص
ل خا ٍ
ك .و ي ُلاحظ التشابه بشك ٍ
الواضح أن الروايتين تشتركان في مصد ٍر مشتر ٍ
في النصف الثاني من البند 3أ؛ حيث يعُ رب النبي عن رغبته في أن يرفع الله
سعدًا حتى ينفع بعض الناس و يؤذي آخر ين .وعلى النقيض من ذلك ،فإن البند
الأخرى التي تمت دراستها حتى هذه المرحلة حيث يكون موضوع الدفن جزء ًا
ي خ اص
م ن م جمو ع ة و ص ي ة س ع د ؛ ف ه و ع ن د ابن ع ب د الب ر ر و ا ي ة ٌ م س ت ق ل ة ٌ ب إ س ن ا د ٍ ف ر د ٍ
خثيم ← عبيد الله بن عياّ ض ← والده ← جده عمرو بن القاري .وعلى
به :ابن ُ
البر ؛ فلا يمكننا استبعاد الاحتمال أن يكون ابن عبد البر قد ق َس ّم النص إلى
خ ثيم.
ق س م ي ن ؛ ل أ ن ه ظ ن هم ا ر و ا ي ت ي ن م ن ف ر د ت ي ن ع ل ى ع ه د ا ب ن ُ
.4 .4اﺑﻆ ُﺟﺮﻏﺒ:
المتن المركب ) 3الخط العر يض ي ُشير إلى الأجزاء المشتركة من السرد(.
المتن المركب
إلى 3 ،1 ]الرسول )ص([ ،2بمكة؛ حين ذهب ]النبي )ص([ 3 ،1
1ب .فلماّ رجع ]النبي )ص([ 2؛ قال ]النبي )ص([ 3 ،1لعمرو بن
القارّي" :إن مات؛ فها هنا" ،وأشار ]له[ )] 2ص([ 3إلى طر يق المدينة.
إن افتراضنا أن رواية ع َ ّفان بن مسلم كانت ن ً
صا مركباً؛ يجد الدعم في
م ج م و ع ة ا ل ر و ايا ت ا ل ق ص ي ر ة ا ل ت ي ٺ ت ن ا و ل م ك ا ن د ف ن س ع د ) ا ن ظ ر ا لن ص ف ا ل أ ي م ن
من الشكل .(1إن معظم هذه الروايات القصيرة تمر عبر ابن ج ُريج )الم ُتوفى
150هـ768-767/م( ،وهو شخصية رئيسة ،وكما سنوضح ،فهو الراوي
ا ل م ش ت ر ك .إ ن ا ل ر و ا ي ة ،ا ل ت ي س جل ه ا ع ب د ا ل ر ز ا ق ت ن ص ع ل ى م ا ي ل ي ) ا ن ظ ر ا ل م ت ن
المركب :(3
1أ .إن سعد بن أبي وقاص ،اشتكى ]م ِن مرضه[ خلاف النبي )ص( عن
) (1فور انتصاره على اتحاد قبائل هوازن في وادي حنين في شوال 8هـ /يناير )كانون الثاني(
ض حصار ًا على الطائف ،لـكنه رفع الحصار بعد ذلك بوقت قصير ٍ
630م قيل إن النبي ف رَ َ َ
«
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |192
1ب .فلماّ رجع؛ قال النبي )ص( لعمرو القاري" :إن مات؛ فـ]ادفنه[ ها
والفاكهي) ،(3وهما منفصلان عن ابن ا ل أ ز ر ق ي )( 2 إن المتنين الل ّذين سجلهما
ج ُريج بطبقتين من الرواة ،مطابقان تقر يب ًا للمتن الذي سجله عبد الرزاق الذي
يستشهد بابن ج ُريج مباشرة ً .ومن الممكن أن يكون الأزرقي أو الفاكهي -أو
كليهما -قد نسخ حديث عبد الرزاق مزود ًا إ ياه بسندٍ "مستقل".
ومع ذلك ،فإننا نتردد في رفض سند الأزرقي باعتباره موضوع ًا؛ لأن هناك
خ ث ي م ← ن ا ف ع ب ن س ر ج س ؛ ف إ ن نق ل ا ل أ ز ر ق ي
ينقلان عبر ابن ج ُريج ← ابن ُ
يحتمل
ت أن " .و ُ
يحدد اسم شيخه ،بل يقول" :ح ُدث ُ
ف على ابن ج ُريج الذي لم ُ
م و قو ٌ
أن الأزرقي سعى إلى تجنب غموض ابن سرجس) .(4ومما يزُ عزع هذه الاحتمال
عندما فشلت قواته في اختراق دفاعات المدينة )انظر :بول ف ]ألفورد ت .ولش[" ،محمد"،
موسوعة الإسلامBuhl, F.-[Alford T. Welch], “Muḥammad,” EI2). .
) (1عبد الرزاق ،الم ُصن َف ،577 :3 ،رقم .6728
) (2الأزرقي ،الأخبار.212 :2 ،
) (3الفاكهي ،الأخبار ،65 :4 ،رقم .2387
) (4لم يذكر سوى عدد قليل م ِن كّ ُتاب التراجم ابن سرجس ،و يمكن تلخيص المعلومات التي
قدموها على النحو الآتي :ولد ابن سرجس وعاش في الحجاز ،ونقل الحديث عن الصحابي أبي واقد
خثيم )البخاري ،التاريخ84 :8 ،؛ وابن حنبل ،الع ِلل ،82 :2 ،رقم 1620؛
الليثي ،وكان شيخ ًا لابن ُ
،104 :3رقم 4405؛ وابن أبي حاتم ،الجرح453-452 :8 ،؛ وابن حبان ،الثقات.(468 :5 ،
|193 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
الواقع؛ أن الأزرقي يستشهد بابن سرجس في الرواية التالية مباشرة ً؛ حيث يذكر
ابن سرجس أنه زار الصحابي أبي واقد الليثي )الم ُتوفى 68هـ688-687/م( قبل
ت قصيرٍ من وفاة الأخير في مكة ،مضيف ًا أن أبا واقد د ُفن في "قبور المهاجر ين
وق ٍ
التي بفخ") .(1وفي روايته حول مرض سعد ،فقد حافظ الأزرقي ،على ما يبدو،
على النسخة الأصلية من السند الذي ينتهي بابن ج ُريج الذي نعتبره الراوي المشترك
لم ّا نسميه "موضوع الدفن") .(2ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت الرواية المتعلقة
وتختلف صياغة رواية ابن ج ُريج ،كما هي موجودة عند عبد الرزاق والأزرقي
) (1الأزرقي ،الأخبار .212 :2 ،فخ هو اسم وا ٍد بالقرب من مكة )ياقوت ،معجم البلدان.(237 :4 ،
) (2فيما يتعلق برواية ابن ج ُريج؛ فنحن نفضل "موضوع الدفن" على "الاهتمام باله ِجرة" لسببين(1) :
تلُفت روايته الانتباه إلى مكان دفن سعد (2) .أنها لا تحتوي على أي إشارة إلى مصطلح ِهجرة
هجرَ َ.
أو أي مشتق من الجذر َ
) (3إن روايات فراش الموت هي من السمات الشائعة في القرن الثاني الهجري ،فعلى سبيل المثال،
قيل إن النبي قد أعرب عن رغبته في كتابة وثيقة أثناء المرض الذي مات منه ،كما أن أبا بكر
استخلف عمر ًا خلف ًا له قبل وفاته بفترة ٍ وجيزة ٍ .وتناول عمر عدة قضايا مهمة على فراش موته ،بما
في ذلك الكلالة والاستخلاف )انظر :باورز ،دراسات؛ ;Powers, Studies, 113–123
و باورز ،محمد(Powers, Muḥammad, 243ff..
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |194
المدينة").(1
وفي متن البخاري ،تكون صياغة الفقرة 1ب قر يبة ً جدًا من الفقرة 1ب
ل م ِن عبد الرزاق والأزرقي والفاكهي) .(2ومع ذلك ،ففي البند 1أ ي ُشير
ع ند ك ٍ
البخاري إلى أن اللقاء بين سعد والنبي قد حدث في اليوم نفسه الذي ف ُتحت فيه
ف ع ن د م ا ع ا د الن ب ي إل ى م ك ة بع د ف ش ل ح ص ار ا ل ط ا ئ ف .
مكة بدل ًا من شهرٍ وني ّ ِ ٍ
ضا ،أن للبخاري سندًا جماعي ًا .وفيما يلي خط نقله الرئيس:
ومن الجدير بالذكر ،أي ً
خ ثيم.
]عياّ ض[ ← جده ]عمرو[؛ و .3ابن ج ُريج ← ابن ُ
ق و ل أ ي ش ي ء ٍ ع ن أ ية ا خ ت ل ا ف ا ت ب ي ن ه ا و ب ي ن ب ع ض ه ا ب ع ً
ض ا .و م ن ا ل م حت م ل أ ن
في حين أن اللقاء تم في رواية ابن ج ُريج بعد شهر تقر يب ًا .وسيتم تقديم تفسير بديل
في القسم .2 .5و ي ُشير السند الثالث للبخاري إلى مرحلة ٍ من التطور ؛ حيث
خ ث ي م ،لـك نه لم
اشتمل سند الأزرقي الأصلي ،الذي انتهى بابن ج ُريج ،على ابن ُ
ك ل مو ض و ع ا ل د ف ن .و ف ي ر أ ي ن ا ،
والأزرقي لا تنال من مكانة ابن ج ُريج كرا ٍو مشتر ٍ
إن موضوع الدفن كان رواية ً مستقلة ً تداولها ابن ج ُريج ما بين 100و150هـ.
)انظر نهاية القسم (3 .4؛ تجد الدعم في رواية ٍ قصيرة ٍ نقلها ابن ج ُريج )انظر
القسم (4 .4؛ حيث يوُ ضح النبي أنه إذا مات سعد في مكة؛ وجب دفنه متجه ًا
إلى المدينة المنورة .ولا يوجد ذكر للوصية هنا .و بالمقارنة بالقسم المقابل من رواية
ع َ ّفان بن مسلم المعُ اد بناؤها )انظر ،مجدد ًا ،الخط العر يض في المتن المركب (1؛
فإن موضوع الدفن في رواية ابن ج ُريج أقصر وأبسط من الناحية الأسلو بية .وفي
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |196
البداية ،انتهى إسناد رواية ابن ج ُريج على مستوى ابن ج ُريج نفسه .إلا أنه في
و بناء ً على هذا الدليل ،نستنتج أن ابن ج ُريج نقل رواية ً أدت – لاحق ًا -إلى
ظهور البند 3في رواية وصية سعد والتي تجمع بين موضوع الدفن وقلق سعد
خ ث ي م ه و م ن أ ض ا ف ع ن ص ر ا ل د ف ن إ ل ى ا ل ر و ا ي ة ح و ل ا ل حو ا ر ب ي ن ا ل ن ب ي
يك و ن ابن ُ
وسعد بشأن حجم وصية الأخير) .(1وفي كل الاحتمالات ،فقد تمت إضافة هذا
الموضوع إلى الرواية م ِن قبِ ل ع َ ّفان بن مسلم أو م ِن قبِ ل شيخه وهيب بن خالد.
خ ث ي م ا ل أ ص ل ية ق د ت ض م ن ت ا ل ع ن ا ص ر
4 .4؛ نقترح مبدئي ًا أن تكون رواية ابن ُ
ا ل س ر د ي ة ا ل آ ت ي ة:
ج ع ر انة
.2ق َدِم َ/رجع من ]الـ[ ِ
خثيم )الم ُتوفى 136أو 144هـ( -على الأرجح -أقدم من ابن ج ُريج )الم ُتوفى 150هـ(
) (1كان ابن ُ
بجيل واحد .ولا يوجد دليل على انتقال الحديث بين الاثنين .والم ِزي )التهذيب،(280-279 :15 ،
ضا؛
ح أي ً
خثيم؛ لم يذكر ابن ج ُريج كواح ٍد منها .والعكس صحي ٌ
الذي قدم قائمة طو يلة بمصادر ابن ُ
إذ إن البخاري )التاريخ ،(403-402 :6 ،الذي قدم قائمة ً طو يلة ً بمصادر ابن ج ُريج ،لم يذكر ابن
خثيم.
ُ
|197 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
.3فقال ]سعد[" :يا رسول الله ،إن لي مال ًا ،وإني ورثتي كلالة/يرثني كلالة؛
ب.
1ب .فلماّ ق َدِم َ من الجعرانة معتمر ًا؛ دخل عليه وهو وج ٌع مغلو ٌ
2أ .فقال ]سعد[" :يا رسول الله ،إن لي مال ًا …" ،وذكر حديث الوصية في
الثلث).(1
لا يمكننا قول أي شيء عن وضع ع ُبيد الله لسببين .أول ًا :رواية ابن الأثير
قصيرة ٌ جدًا ،وهي لا ٺتضمن سوى البندين 1أ و 1ب وجزء ًا من البند 2أ
ت ُشبه البنود المقابلة لها عند ابن سعد وابن حنبل )انظر المتن المركب .(1وت ُشير
هذه التشابهات إلى أن ابن الأثير اعتمد على الروايات المدونة في تلك النصوص.
خ ث ي م -و ه و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة ع م ر و ب ن
ثاني ًا :تأريخ السند دون مستوى ابن ُ
القاري المباشر -مشكوك ٌ فيه .كما لوحظ ،فإن معلومات التراجم عن الصحابي
الغامض عمرو بن القاري ضئيلة ٌ )انظر بداية القسم .(4ونحن نعرف القليل عن
ابن عمرو ،عياّ ض :لا يقُ دم كتُ ّاب التراجم أي معلومات باستثناء علاقتهما
ف ك ب ي ر ٌ ب ي ن ن ا ق ل ي ا ل حد ي ث ف ي م ا
العائلية) .(1و بالإضافة إلى ذلك ،هناك اختلا ٌ
يتعلق باسم حفيد عمرو بن القاري :يعُ رِ ّفه 8ناقلين باسم عمرو بن القاري -اسم
جده نفسه)(2؛ و يعُ رِ ّفه ناقلان بأنه ع ُبيد الله بن عياّ ض بن عمرو بن القاري)،(3
وع َ َ ّرفه ابن الأثير بأنه عمرو بن عياّ ض القاري ،و يعُ رِ ّفه البيهقي على أنه عمرو بن
عبد القاري .وأخير ًا ،يذكر السيوطي عمرو بن القاري دون أن يذكر هل يقصد
ك ت ب الت ر ا ج م أ نه ك ان لع م ر و بن الق ار ي ح ف يد ٌ و ا ح د ٌ
الجد أم الحفيد .وتذكر ُ
يعُ رِ ّفونه باسم ع ُبيد الله بن عياّ ض ،وإن كان ذلك دون ر بطه بإحدى روايات
و ص ي ة س ع د ،و ي ب د و أ ن ه م م ر ت ب ك و ن ب ش أ ن س م ا ع ع ب ي د ا ل ل ه ا ل حد ي ث و ن ق ل ه ع ن
أسلافه).(4
) (1يمُكن تلخيص معلومات التراجم حول عياّ ض بن عمرو كالآتي :نقل أحاديث عن أبيه ،ونقل
ابنه ع ُبيد الله عنه أحاديث )البخاري ،التاريخ24 :7 ،؛ وابن أبي حاتم ،الجرح409 :6 ،؛ وابن
حبان ،الثقات.(284-283 :7 ،
) (2الناقلون الثمانية هم :ابن سعد ،وابن حنبل ،والمروزي ،وأبو نعيم ،وابن عبد البر )في تمهيده(،
طحاَ وي ،والهيثمي/الب َز ّار.
وابن عساكر ،وال َ ّ
) (3هذان الناقلان هما :الفاكهي وابن عبد البر )في استذكاره(.
) (4البخاري ،التاريخ393 :5 ،؛ وابن أبي حاتم ،الجرح329 :5 ،؛ والمزي ،التهذيب140-139 :19 ،؛
وابن حجر ،التهذيب .43 :7 ،و ي ُشير البخاري إلى والد ع ُبيد الله ،أعلاه ،باسم عياّ ض القاري ،وإلى
خ له.والد عياّ ض بالقاري ]هكذا![ .ولم يذكر ابن أبي حاتم والد عبيد الله أو جده كشيو ٍ
|199 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
ل ل ل ا ل ت ب ا س ح و ل ا س م ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ا ل حف ي د .و ل ن ف ت ر ض
ق د يك و ن ه ن ا ك ح ٌ
ا ل حو ا ر ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي .و ه ذ ا ي ع ن ي أ ن ه م ح و ل و ا ا س م ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ا ل غ ا م ض إ ل ى
-عياّ ض -بين أسم "أبيه" عمرو بن القاري و "ابنه" عمرو بن القاري .و بسبب
ملابسات الرواية الشفهية؛ كان يعُ رف الحفيد ،في بعض الأحيان ،باسم ع ُبيد
الله بن عياّ ض؛ مما أدى إلى إنشاء را ٍو جديدٍ تمام ًا .وفي الوقت الحاضر ،لا يمكننا
خ ثي م
تحديد م َن يمُكن أن يكون منشئ هذه التغييرات .ومع ذلك ،نعلم أن ابن ُ
كان من قبيلة بني قار َة ،وهو البطن نفس الذي ينتمي إليه عمرو بن القاري).(1
ص م ن بط نه ،و الذ ي ر بما ك ان ع مر و بن
لذلك كان لديه داف ٌع للاستشهاد بشخ ٍ
الق ار ي ال أ ص لي .
خ ثي م،
ب إلى م ر ح لة ابن ُ
إ ن ت ح ل ي ل ن ا ل س ن د و م ت ن ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ي ع و د ب ن ا ف حس ٍ
ج ُريج ،الذي توفي عام 50هـ768-767/م .وهكذا ،فإن تحليل السند والمتن يعود
فحسب إثبات الطابع التأر يخي للسند أو إعادة بناء صياغة الرواية دون مستوى
الراوي المشترك .ومع ذلك ،فيمكن استخدام تقنيات أخرى لاستعادة تأريخ السرد
دون مستوى الراوي المشترك .هناك ثلاثة أنواع من الأدلة التي قد ت ُسلط الضوء على
أقدم تأريخ لمجموعة عمرو بن القاري ،أحدها يتعلق بمعنى كلمة ٍ صعبة ٍ )كلالة(،
والآخر يتعلق بالتزاٍم شرع ٍي )اله ِجرة( ،والثالثة يتعلق بالتنبؤ بمستقبل سعد.
.1 .5ا'ﺿﻘ'ﺋ:
قد يتغير معنى الكلمة بمرور الوقت .وإذا كان الأمر كذلك ،فإن استخدام
كلمة ٍ م ِن هذا القبيل في رواية ،قد يكون بمثابة مؤشرٍ مه ٍم للتسلسل الزمني ،مما
من سورة النساء )ي ُشار إليها فيما يلي بـ الآية 12ب ،من سورة النساء( ،ومرة ً
أخرى في الآية 176من سورة النساء) .(2وت ُشير المصادر إلى أن معنى هذه الكلمة
معناها) .(3ولذلك ،من الجدير بالذكر أن كلمة »كلالة« موجودة في جميع روايات
مجموعة عمرو بن القاري .وفي الرواية الـ ،17م ِن مجموعة سبايت؛ استخدم سعد
) (1لمثال على هذا النوع من التطور الدلالي ،انظر :كر يستوفر ميلشيرت" ،النسخ
القرآني" Christopher Melchert, “Qurʾānic Abrogation,” 75–79..و يرى
ميلشيرت أن فهم "النسخ" في كتابات أبي عبيد )الم ُتوفى 224هـ839/م( والمحاسبي )الم ُتوفى
243هـ (858-857/وابن قتيبة )الم ُتوفى 276هـ889/م( ليس بمستوى التطور النظري نفسه الذي
بلغه الشافعي )الم ُتوفى 204هـ820/م( في رسالته .و يشير هذا إلى أن مفهوم النسخ بصيغته
الحالية في الرسالة قد صيغ بعد نصف قرن ،على الأقل ،من وفاة الشافعي )المرجع السابق،
ص.(96
) (2حول الكلالة ،انظر :باورز" ،إعادة النظر في قانون الميراث الإسلامي"؛ Powers, “The
" ; Islamic Law of Inheritance Reconsideredو باورز ،دراسات Powers,
ضا،
; Studies, 21–52و باورز ،محمد Powers, Muḥammad, 155-224.وانظر ،أي ً
سيلاردو ،المصطلح القرآني كلالة؛ ;Cilardo, The Qurʾānic Term Kalālaبافلوفيتش،
"بعض الأحاديث ال ُ ّ
سن ِّية.Pavlovitch, “Some Sunnī Ḥadīth,” 86-159.
) (3انظر ،على سبيل المثال ،ابن كثير ،التفسير) 460 :1 ،مذكور في باورز ،دراسات؛ Powers,
.(46-47Studies,
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |202
موضوع الوصية«).(1
وفي عام ،2009لفت باورز الانتباه إلى ،BNF 328وهي مخطوطة قرآنية
مؤرخة ٌ على أسس علم البليوغرافيا)* (9وعلم الـكوديكولوجيا)* (10إلى الر بع الثالث
من القرن الأول الهجري) .(2ففي الورقة 10ب من هذه المخطوطة ،هناك دلي ٌ
ل
على التعديل في الآية 12ب من سورة النساء .ووفق ًا لباورز ،فإن الهيكل الأصلي
لكلمة كلالة كان من الممكن أن يكون افتراضي ًا »ك َل ّة« ،مصطلح قرابة ،يدل على
"زوجة الابن" التي كانت جزء ًا من المعجم السامي المشترك .وإذا كان الأمر
كذلك ،فإن القراءة المؤداة لك َل ّة ،والفعل الذي يسبقها مباشرة ً سيكون يوُ رِ ٌ
ث
ك َل ّة ٌ ،أي "تعيين زوجة الابن كوارثة") .(3وفي تأريخ مبكر بعد وفاة النبي في
11هـ632/م ،اقترح باورز أنه تم تغيير الهيكل لكلمة ك َل ّة إلى كلالة ،وتم تغيير
) (1باورز ،الوصية ; Powers, Studies, 51; cf.و باورز ،الدراسات ;Powers, Studies, 50
)* (9البليوغرافيا ،أي :علم الـكتب القديمة.
)* (10الـكوديكولوجيا ،أي علم المخطوطات.
) (2ديروش ،النقل الكتابي للقرآن. Déroche, La Transmission écrite du Coran, 157.
) (3باورز ،محمد.Powers, Muḥammad, 155-196.
|203 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
ك ا ن ت ا ل ر و ا ي ة ا ل ث ا ن و ي ة ا ل من ق ح ة م ن ه ذ ه ا ل ع ب ا ر ة ه ي ا ل ت ي و ا ج ه ه ا م ف س ر و ا ل ق ر آ ن
و ب م ر و ر ا ل و ق ت ،م ن حت ا ل أ م ة ا ل م س ل م ة ا ل م ب ك ر ة ا ل ش ر ع ي ة ل م ح ا و ل ا ت م خت ل ف ة ل ت ع ر ي ف
الكلالة من خلال إسناد تعر يف أو آخر للكلمة إلى أبي بكر أو عمر ؛ حيث بدا
وكأ َ ّ
ن ا ل خل ي ف ت ي ن ا خ ت ل ف ا ح و ل م ع ن ا ه ا .ك ي ف ت ت م إ ز ا ل ة ه ذ ا ا ل ت ن ا ق ض ؟ ك ا ن ت إ ح د ى
ا ل إ س ت ر ا ت ي جي ا ت ه ي ا ل ا ح ت ج ا ج ب ا ل ن ب ي ن ف س ه .و إ ن ن ا ن ف ت ر ض أ ن ه ذ ا ه و ا ل س ب ب ف ي
و بحسب باورز ،فقد تطور فهم الكلالة على مرحلتين :في مجموعة الروايات التي
ظهرت أول ًا )المجموعة أ( لا يعَ رف الخليفة عمر معنى الكلمة ،أو يرفض الـكشف
عنه ،في حين أنه في المجموعة الثانية )المجموعة ب( يقُ دم عمر أو أبو بكر تعار يف
ب ي ن م ا ت م ت د ا و ل ر و ا ي ا ت ا ل م جم و ع ة ب ف ي " ا ل ر ب ع ا ل أ خ ي ر م ن ا ل ق ر ن ا ل أ و ل أ و ا ل ع ق د
الأول من القرن الثاني الهجري") .(2وتم تعديل هذا التسلسل الزمني مؤخر ًا م ِن
ت ب ا س ت خ د ا م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن أ ن ه ذ ي ن ا ل ت ع ر ي ف ي ن
قبِ ل بافلوفيتش ،الذي أثب َ
.2 .5ﻄﻌﺿﻌع ا'ﺛﺸﻆ:
إلى ) (1اله ِجرة من هجرة)(4
ِ افترض سبايت أنه في مجموعة رواياته ت ُشير كلمة
مكة إلى المدينة ) (2خلال حياة النبي) .(5كان هذا الفهم لله ِجرة هو الذي
شكل التسلسل الزمني الذي اقترحه لما أسماه "الاهتمام باله ِجرة" .ومع ذلك ،في
ي :في
عام 1994جادلت كرون بأن مفهوم اله ِجرة خضع لتغييرٍ دلال ٍي جذر ٍ
البدايةكان فرض اله ِجرة مرتبطًا ارتباًطا وثيق ًا بالجهاد ،وظل هذا الفرض سار ياً
طالما استمرت الدولة الأمو ية في التوسع .و بانتهاء الفتوحات في أواخر العصر
الأموي تم استبدال هذا المفهوم للمصطلح بفكرة أن فرضية اله ِجرة قد انقطع
ح "،
بفتح مكة في 8هـ630/م .وتصف كرون الفهم الأول لله ِجرة بأنه "مفتو ٌ
بين قلق سعد بشأن مكان دفنه و بين عودة النبي من معركة حنين وما تلاها من
ح ص ار ال ط ا ئ ف ب ع د ش ه ر م ن ف ت ح م ك ة .و ه ك ذ ا ،م ن ا لو ا ض ح أ ن م ن ص ا غ ه ذ ه
الرواية كان يعمل في إطار الفهم المفتوح لفرض اله ِجرة ،وهذا يعني أنه لم يكن
يعلم ،بعَ د ُ ،أن فرض اله ِجرة قد توقف بعد فتح مكة في 8هـ630/م.
ومن الجدير بالذكر ،أن رواية البخاري استثنائية ٌ )انظر القسم .(4 .4وعلى
) (1كرون ،مفهوم القرن الأول لله ِجرةCrone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” 377-.
380وقبل كرون ،ناقش يوليوس فلهاوزن Julius Wellhausenووالفر يد مادلونغ Wilfred
Madelungوأوري رو بين Uri Rubinوفر يد دونر ،Fred Donnerوآخرون ،الفهم المبكر
المفتوح لله ِجرة .وللاطلاع على ملخص لهذه الدراسة ،انظر :كرون ،مفهوم القرن الأول
لله ِجرة .Crone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” 352-372.وقد رأى علماء سابقون
أن المفهوم المغلق لله ِجرة ،الذي يفُ هم على أنه فرض اله ِجرة من مكة إلى المدينة ،ظهر في عهد
الرسول .وتم تعليق هذا المفهوم المغلق تحت حكم الأمو يين ،وتمت استعادته في عهد العباسيين
الأوائل .وعلى النقيض من ذلك ،جادلت كرون بأن المفهوم المغلق تم تقديمه لأول مرة في عهد
ل للفهم الأصلي المفتوح لله ِجرة ،والذي ظل سار ياً طوال القرن الأول الهجري.
العباسيين كبدي ٍ
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |206
ي حا و ل م و ا ء م ة ا ل ت و ت ر ب ي ن ف ه م ي ن
ه ذ ا ا لت ح د يد ا ل ز م ن ي ،ك ا ن ا ل ب خ ا ر ي -ب ل ا ش ك ُ -
وفي رأيه)* ،(11حدث الانتقال من المفهوم المفتوح إلى المفهوم المغلق في يوم
ي جا د ل ا ل م ر ء ب أ ن ه ع ن د م ا د خ ل ا ل ن ب ي م ك ة ي و م ف ت ح ه ا ك ا ن
فتح م ك ة .و ه ك ذ ا ،قد ُ
فرض اله ِجرة لا يزال ساري المفعول .وهذا من شأنه أن يفُ سر لماذا أمر النبي
حياته المهنية إلى نهاية العصر الأموي و بداية العصر العباسي .وكان بلا شك يعمل
مع الفهم المبكر المفتوح لله ِجرة .وهذا يعني أنه في رأيه لم يكن لفتح مكة أي
تأثيرٍ على الإطلاق على فرض اله ِجرة .ولهذا السبب ،فإن "الحقيقة" أن اللقاء بين
و بما أن الفهم المفتوح لله ِجرة ظل سار ياً حتى الإطاحة بالأمو يين م ِن قبِ ل
العباسيين في 132هـ750/م ،فإن هذا التأريخ يمُثل آخر الفترة التي تم تداول
الاهتمام باله ِجرة في حديث وصية سعد .كما أنه يتماشى مع التسلسل الزمني لدينا
ب ن ا ء ً ع ل ى ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل مت ن .و خ ل ا ل ا لع ق د أ و ا لع ق د ين ا ل أ خ ي ر ين م ن ا لع ص ر
الأموي أو العقد الأول من العصر العباسي قام ابن ج ُريج بتداول رواية تحتوي
ت م ا في النص ف ال أ خ ي ر م ن
على صيغة ٍ مبكرة ٍ من موضوع الدفن) .(1وفي وق ٍ
ا ل ق ر ن ا ل ث ا ن ي ا ل ه ج ر ي ت م ت إ ض ا ف ة ه ذ ا ا ل مو ض و ع إ ل ى ح د ي ث و ص ي ة س ع د ؛ ح ي ث ت م
التعبير صراحة ً عن القلق بشأن اله ِجرة في تصريح سعد بأنه كان يخشى الموت في
و ب حل و ل ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن ا ل ق ر ن ا ل ث ا ل ث ا ل ه ج ر ي ت م ا س ت ب د ا ل ا ل ف ه م ا ل مف ت و ح
لله ِجرة بالفهم المغلق ،أي أن فرض اله ِجرة كان يعُ تقد الآن أنه انقطع بفتح
مكة .وهذا يفُ سر لماذا كان البخاري )الم ُتوفى 256هـ870/م( مهتم ًا بالإثبات أن
اللق اء بين س ع د و النب ي ح د ث في يو م فتح م ك ة نف س ه .
) (1لاحظ أنه في رواية ابن ج ُريج ،فإن النبي هو الذي ي ُدلي ببيان عن سعد الذي لا ي ُنسب إليه
كلام ٌ مباشر .ووفق ًا لـكرون ،فإن نموذج السؤال والجواب في روايات اله ِجرة ،وهو نموذج الحلقة
ط لاهوتية") .مفهوم التدر يسية ،ي ُشير بوضو ٍ
ح إلى أن الناقلين قد استخدموا "التأريخ لطرح نقا ٍ
القرن الأول لله ِجرة.( “The First-Century Concept of Hiǧra,” 373-374.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |208
التسلسل الزمني .فقد نجا سعد من تجر بة الاقتراب من الموت ،وأنجب عدد ًا
ت .ك ما لعب
من الأولاد الذين عاشوا بعده ،و يفُ ترض أنهم ورثوا أي ثروة ٍ تر ُك ْ
دور ًا مهم ًا في بداية التأريخ الإسلامي .وكان عضواً في مجلس الشورى الذي
اختار عثمان كخليفة ٍ ثالث ،و يقُ ال إنه حافظ على موقف محايد في الصراع بين
علي ومعاو ية ،وشارك في غزو العراق -رغم أنه وفق ًا لبعض المصادر منعه
الأول .و بحسب ما ورد فقد توفي بين 50و 58هجر ية ،أي بعد 40إلى 50
عام ًا من تجر بته المفترضة مع الاقتراب من الموت والحوار مع النبي حول حجم
وصيته).(2
بلحظة ٍ مع َي ّنة ٍ في حياته؛ فإن طابعه الشامل والقلق اللاهوتي الأساسي يستحقان
ا ل ا ه ت م ا م .ف ق ر ب ن ه ا ي ة ح ي ا ت ه ف حس ب ك ا ن س ع د ق د ح ق ق م س ت و ى م ن ا ل أ ه م ي ة
حرص المحُدِث ،الذي صاغ المتن ،على عدم التعدي على الحق الإلهي في الضرر
) (1ابن أبي شيبة ،الم ُصن َف ،520 :11 ،رقم 34307؛ وراجع المصدر المذكور ،رقم .34309في
مجموعة عمرو بن القاري ،فإن مرض سعد يوُ فر الخلفية للاهتمام بالوصية .ومع ذلك ،ي ُلاحظ المرء
هنا ،كما في حالة ج ُرح سعد في القادسية ،أن صحة سعد أم ٌر يمنعه من المشاركة في معركة حنين
وحصار الطائف.
) (2هوتنغ ،سعد بن أبو وق ّاص ،موسوعة الإسلام.Hawting, EI2 "Saʿd b. Abī Waqqāṣ" ،
|209 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
والنفع) .(1ونتيجة ً لذلك؛ ي ُصو ّ َر سعد على أنه أداة لتصر يف العدل الإلهي في هذا
العال َم .ومن وجهة نظرنا ،فإن مثل هذا التنبؤ ،المصقول لاهوتي ًا يعود إلى الفترة
ت وفاة سعدٍ إلى ما بين 50و 58هجر ية.
الز م نية الت ي أع ق ب ْ
ولم يتم العثور على عنصر التنبؤ في الرواية التي نقلها ابن ج ُريج )الم ُتوفى
150هـ( ،ولـكنه موجود في الرواية التي نقلها بعَ د ذلك ع َ َفّ ان بن مسلم
) 220 -134هـ(.
ونرى أن الذي أضاف التنبؤ إلى الرواية القصيرة ،التي نقلها ابن ج ُريج والتي
تضمنت الإشارة إلى مرض سعد وتعليمات النبي بدفنه في اتجاه المدينة المنورة،
كان ع َ ّفان -أو ر بما شيخه ،وهيب بن خالد )الم ُتوفى 156هـ(.
ضا أن ع َ ّفان -أو وهيب ،مرة ً أخرى -هو الذي أضاف سؤال سعد
و نرى أي ً
حول مكان دفنه إلى الرواية السابقة من موضوع الدفن .كما أنه استخدم كلمة
ح َو ّ َ
ل موضوع الدفن إلى مصدر الاهتمام باله ِجرة. " م ها ج ر " ،و بذ لك َ
وهذا يعني أن ع َ ّفان أو وهيب هو من أنتج الرواية المركبة التي سجلها الناقلان
ا ل م ب ا ش ر ا ن ا ب ن س ع د و ا ب ن ح ن ب ل ،و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى
الق اض ي .
) (1وعادة ً ما يتم التعبير عن حق الضرر أو النفع في القرآن ،من خلال الفعلين المتضادين :ينفُع/ي َضرّ
الل ّذان يتم توظيفهما بطر يقة ٍ سلبية ٍ ،أي أنه لا يمكن لأح ٍد ولأي شيء ٍ غير الله أن ينفع أو يضر
)الآية 102من سورة البقرة؛ والآية 71من سورة الأنعام؛ والآيتين 18و 106من سورة يونس؛
والآية 66من سورة الأنبياء؛ والآية 55من سورة الفرقان؛ والآية 73من سورة الشعراء(.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |210
خ ث ي م ع ل ى أ ن ه ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة
ب ا س ت خ د ا م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ح د د ن ا ا ب ن ُ
عمرو بن القاري .وهذا يعني أن رواية وصية سعد كانت متداولة ً في النصف
الأول من القرن الثاني الهجري .و باستخدام الأدلة المتعلقة بمعنى كلمة »كلالة«،
والمفهوم الشرعي لله ِجرة والتنبؤ بشأن سعد؛ استعدنا – جزئي ًا -تأريخ هذه الرواية
إ ل ى م ا د و ن م س ت و ى ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك .و ي م ك ن ت ل خ ي ص ن تا ئ ج ت حل ي ل ن ا ع ل ى ا لن ح و
ال آ تي :
.1 .6ا'ﺿﻘ'ﺋ:
ت م ا بع د و فاة النب ي ،و لـك ن
.1ت ُشير أدلة المخطوطة BNF 328إلى أنه في وق ٍ
قبل 75هـ ،تم تغيير كلمةكل ّ َة في الآية 12ب من سورة النساء إلى كلالة ،وهي
.2باستخدام تحليل السند والمتن أثبت بافلوفيتش أن التعر يفات الأولى لكلمة
ك ل ا لة ب د أ ت ف ي ا ل ا ن ت ش ا ر ف ي ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن ا ل ق ر ن ا ل ث ا ن ي ا ل ه ج ر ي ،و ف ي ذ ل ك
ا ل و ق ت ،ح د د م حد ث و ا ل ـ ك و ف ة م ع ن ى ك ل ا ل ة ب ا ل أ ق ا ر ب ا ل ذ ي ن ي ر ث و ن م ن ش خ ٍ
ص ،ليس
ل ه و ل د أ و و ا ل د ع ل ى ق ي د ا ل حي ا ة ) ا ل ك ل ا ل ة :م ا خ ل ا ا ل و ل د و ا ل و ا ل د ( ؛ ب ي ن م ا ح د د
معاصروهم الحجاز يون الكلمة بالم ُتوفى الذي يرثه الأقارب غير الولد وأحد الوالدين
) ا لك ل ا لة :م ن ل ا و لد له و ل ا و ا لد ( .و ي ر د ك ل ا ا ل ت ع ر ي ف ي ن ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن
الق ار ي .
|211 ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ
← والده ← جده( مشكوك ٌ فيه ،ولا يمُثل في نظرنا رواية ً تأر يخية ً حقيقية ً.
خ ثي م ه و الر او ي المش تر ك
.2ب ا س ت خ د ا م ت ح ل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ؛ أ ث ب ت ن ا أ ن ع ب د ا ل ل ه ب ن ُ
و 95هجر ية ،و يقُ ال إنه توفي إما في 136هـ753/م أو 144هـ762-761/م.
خ ث ي م ر و ا ي ة ً ق ا م ف ي ها ا ل ن ب ي ب ز ي ا ر ة
وفي وقت ما بين 95و125هـ ،تداول ابن ُ
سعد .وأشار سعدٌ ،أثناء الحوار بين الرجلين ،إلى أنه يتوقع الموت ،وأنه لم
خ ثيم قد ح د دت
.3ل ا ي م ك ن ن ا أ ن ن ث ب ت ع ل ى و ج ه ا ل ي ق ي ن م ا إ ذ ا ك ا ن ت ر و ا ي ة ا ب ن ُ
ض ا في ذ لك
)أ( تأريخ الحوار ) ،ب( موقعه ،أو )ج( أن سعدًا كان مر ي ً
خ ثيم
ت -الت ي ق د يك و ن ابن ُ
الوقت .كما لا يمكننا تحديد المصادر -إن و ُجد ْ
س م ع م ن ه ا ا ل ر و ا ي ة أ و ا ل ص ي ا غ ة ا لد ق ي ق ة ل ل ر و ا ي ة ا ل أ و ل ي ة ا ل ا ف ت ر ا ض ي ة ا ل ت ي ر ب م ا ك ا ن ت
س لمتنه .
ب مث ا ب ة أ س ا ٍ
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |212
.2في الر بع الأول من القرن الثاني الهجري ،تداول ابن ج ُريج )الم ُتوفى
150هـ768-767/م( رواية ً قصيرة ً أمر فيها النبي عمرو بن القاري فيما إذا
مات سعد بن وق ّاص في مكة فعليه أن ي ُدفنه في اتجاه المدينة المنورة )موضوع
الدفن( .وقد أوضح ابن ج ُريج أن النبي أصدر هذه الأمر بعد شهر من فتح
مكة بعد عودته من الطائف .ومن الواضح أن ابن ج ُريج كان يعمل على
لفرض اله ِجرة بالفهم المغلق للفرض .و بعد ذلك تقرر أن فرض اله ِجرة توقف
مع فتح مكة في 8هـ630/م.
.4ت ُشير المفارقة التأر يخية المفاهيمية في رواية ابن ج ُريج إلى ق ِدمها .فمن المتصور
أن ابن ج ُريج اعتمد على رواية أولية تم تداولها في وقت مبكر ٍ من الر بع الأخير
م ن ا ل ق ر ن ا ل أ و ل ا ل ه ج ر ي .و إ ذ ا ك ا ن ا ل أ م ر ك ذ ل ك ؛ ف إ ن نا غ ي ر ق ا د ر ين ع لى
.4 .6ﻄﻌﺿﻌع ا'ﺎﻈﺊﺂ:
.1في تأريخ غير محدد بعد وفاة سعد ،حوالي 58هـ678–677/م؛ قام شخ ٌ
ص-
لا يمكننا تحديده -بتداول رواية ٍ قصيرة ٍ تنبأ فيه النبي بأن الله سيرفع سعدًا
220هـ( -أو ر بما وهيب بن خالد )الم ُتوفى 156هـ773–772 /م( ،قبله -
رواية ً م ُركبة ً تجمع بين أر بعة مواضيع (1) :مرض سعد بن أبي وق ّاص في
م ك ة (2 ) .س ؤ ا ل أ و أ ك ث ر ط ر ح ه س ع د ع ل ى ا ل ن ب ي ح و ل ح ج م ا ل و ص ي ة ا ل ت ي ق د
يتركها بعد موته )موضوع الوصية( (3) .قلق سعد من احتمال وفاته في
مكة؛ بعد أن غادر المدينة مهاجر ًا)توسع نطاق موضوع ابن ج ُريج في شأن
الدفن( .و ) (4نبوءة النبي أن الله سيرفع سعدًا؛ لينفع بعض الناس و يضر
آخ ر ين .
.2وفي جميع الاحتمالات ،لم يتضمن حديث ع َ ّفان البندين 2ب و 2ج؛
ح ي ث يس أ ل س ع د ا ل ن ب ي ع م ا إ ذ ا ك ا ن ق د ي ت ر ك ث ل ث ي ث ر و ت ه أ و ن ص ف ه ا .
.3انتقلت رواية ع َ ّفان إلى الناقلين المباشر ين ابن سعد وابن حنبل ،والراوي
ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي .و ب ص ر ف ا ل ن ظ ر ع ن ا ل ب ن د ي ن 2ب و
2ج؛ كانت النصوص التي سجلها الناقلان المباشران والراوي الجزئي متطابقة ً.
ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ،و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز |214
ا ل ت ع ل ي م ا ت ا ل ن بو ي ة ب د ف ن س ع د ف ي ا ت ج ا ه ا ل م د ي ن ة ا ل م ن و ر ة ٺ ت ع ا ر ض م ع ف ه م
البخاري أن فرض اله ِجرة قد ُألغي في اليوم الذي تم فيه فتح مكة .وقد تم
ح ل ا ل مش ك لة ع ن ط ر ي ق ت ع د ي ل ا لن ص ؛ ب حي ث ق ا م ب ت حد ي د أ ن ا ل م ح ا د ث ة ب ي ن ا ل ن ب ي
ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ:
.12اﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ،ﻋ mlﺑﻦ اb5ﺴﻦ .ﺗﺎرdﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻣﺸﻖ .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻣﺤﺐ اﻟﺪﻳﻦ أ(ﻲ ﺳﻌﺪ ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﻏﺮاﻣﺔ اﻟﻌﻤﺮوي .ﺑ=>وت :دار اﻟﻔﻜﺮJ1421-1415 ،ـ2000-1995 /م.
.13اﺑﻦ ﻗﺎ’ﻊ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎ® .mﻣ¯6ﻢ اﻟbrﺎﺑﺔ .ﺗﺤﻘﻴﻖ :أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﳌﺼﺮا°ﻲ .ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻐﺮ¦ﺎء
اﻷﺛﺮdﺔ ،ﺗﺄرdﺦ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻏ=> ﻣﺪﱠون.
.14اﺑﻦ ﻛﺜ=> ،أ(ﻲ اﻟﻔﺪاء إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ .اﻟﺘﻔﺴ=> .اﻟﻘﺎJﺮة :دار اﻟﻜﺘﺐ.1970 ،
.15اﺑﻦ Jﺸﺎم ،ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ .ﺳ=>ة اﻟﻨ .•³ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﻘﺎ وآﺧﺮون .اﻟﻘﺎJﺮة :ﻣﻜﺘﺒﺔ
وﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺒﺎ(ﻲ اb5ﻠ.1936 ،•³
.16أﺑﻮ ’ﻌﻴﻢ ،أﺣﻤﺪ اﻷﺻ†µﺎ’ﻲ .ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟbrﺎﺑﺔ .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻋﺎدل ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻌﺰازي .اﻟﺮdﺎض:
دار اﻟﻮﻃﻦJ1419 ،ـ1998/م.
.17اﻷزر® ،mأﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ .أﺧﺒﺎر ﻣﻜﺔ وﻣﺎ ﺟﺮى ﻓ¸†ﺎ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر .ﺗﺤﻘﻴﻖ :رﺷﺪي اﻟﺼﺎº5
ﺑbaﺴﻦ .ﺑ=>وت :دار اﻷﻧﺪﻟﺲJ1403 ،ـ1983/م.3
.18اﻟﺒﺨﺎري ،ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ .اﻟﺘﺎرdﺦ اﻟﻜﺒ=> .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻴﺪ ﺧﺎن .ﺑ=>وت:
دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺗﺄرdﺦ اﻟﻄﺒﻌﺔ ﻏ=> ﻣﺪّون.
.19اﻟžﱠ¼ار ،أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ .اﻟﺒﺤﺮ اﻟّﺰﺧﺎر ،اﳌﻌﺮوف ﺑﻤﺴﻨﺪ اﻟžﱠ¼ار .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻣﺤﻔﻮظ اﻟﺮﺣﻤﻦ
زdﻦ اﻟﺪﻳﻦ .ﺑ=>وت :ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن .اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة :ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم واb5ﻜﻢ،
1988مJ1409/ـ.
.20اﻟﺒ¸†ﻘﻲ ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ اb5ﺴ=ن .اﻟﺴ¾ن اﻟﻜ>žى .ﺣﻴﺪر أﺑﺎد :ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺠﻠﺲ داﺋﺮة اﳌﻌﺎرف
اﻟﻨﻈﺎﻣّﻴﺔJ1355-1344 ،ـ1938-1925 /م.
.21اﻟﺬ ،•³Jﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ .ﺳ=> أﻋﻼم اﻟﻨﺒﻼء .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺎؤوط .ﺑ=>وت :ﻣﺆﺳﺴﺔ
اﻟﺮﺳﺎﻟﺔJ1402 ،ـ1982/م.2
.22اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ،ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أ(ﻲ ﺑﻜﺮ .اﻟﺪر اﳌﻨﺜﻮر mpاﻟﺘﻔﺴ=> ﺑﺎﳌﺄﺛﻮر.
ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ا¿bﺴﻦ اﻟÀ>Fﻲ .اﻟﻘﺎJﺮة :ﻣﺮﻛﺰ َ•6ﺮJ1424 ،ـ2003/م.
ﱠ
.23اﻟﻄَﺤﺎوي ،أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ .ﺷﺮح ﻣﺸÁﻞ اﻵﺛﺎر .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺎؤوط .ﺑ=>وت:
ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔJ1415 ،ـ1994/م.
َ ُ
.24ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺑﻦ ّJﻤﺎم اﻟﺼﻨﻌﺎ’ﻲ .اﳌﺼﻨﻒ .ﺗﺤﻘﻴﻖ :ﺣﺒRﺐ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻷﻋﻈ .•Ãﺑ=>وت:
اﳌﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲJ1403 ،ـ1983/م.2
و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز، ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ |218
دار: ﺑ=>وت.ﺶRJ ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ ﺑﻦ د: ﺗﺤﻘﻴﻖ. أﺧﺒﺎر ﻣﻜﺔ.ﺎقbÅ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إ،•Ä اﻟﻔﺎﻛ.25
.2م1994/ـJ1414 ،ﺪﻳﺜﺔb5†ﻀﺔ اÈ ﻣﻜﺘﺒﺔ وﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟ:ﺧﻀﺮ؛ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ
ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻜﺘﺐ: ﺑ=>وت. أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻠﻔﻲ: ﺗﺤﻘﻴﻖ. اﻟﱡﺴﱠﻨﺔ. ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ، اﳌﺮوزي.26
.م1988/ـJ1408 ،اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺸﺎرœ : ﺗﺤﻘﻴﻖ. أﺳﻤﺎء اﻟﺮﺟﺎلmp …†ﺬﻳﺐ اﻟﻜﻤﺎل.ﺎج ﻳﻮﺳﻒ6Ê5 ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ ا، اِﳌﺰي.27
.2م1983/ـJ1403 ، ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ: ﺑ=>وت.ﻋﱠﻮاد ﻣﻌﺮوف
ﺐ اﻟﺮﺣﻤﻦR ﺣﺒ: ﺗﺤﻘﻴﻖ.ﱠ¼ارž زواﺋﺪ اﻟÌl ﻛﺸﻒ اﻻﺳﺘﺎر ﻋ. ﺑﻦ أ(ﻲ ﺑﻜﺮml ﻋ،•Ã اﻟ‚ﻴﺜ.28
.م1979/ـJ1399 ، ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ: ﺑ=>وت.•Ãاﻷﻋﻈ
.م1977/ـJ1397 ، دار ﺻﺎدر: ﺑ=>وت.ﻢ اﻟﺒﻠﺪان6¯ ﻣ.ﻤﻮيb5 ﻳﺎﻗﻮت ا.29
1971.
37. Crone, Patricia. Roman, Provincial and Islamic Law: The Origins of the Islamic
Patronate. Cambridge: Cambridge University Press, 1987.
38. ———. “The First-Century Concept of Hiǧra.” Arabica 41.3 (1994): 352–87.
39. Déroche, François. La transmission écrite du Coran dans les débuts de l’islam.
Leiden and Boston: Brill, 2009.
40. Görke, Andreas. “Eschatology, History and the Common Link: A Study in
Methodology.”In Method and Theory in the Study of Islamic Origins, edited by
Herbert Berg, 179–208. Leiden and Boston: Brill, 2003.
41. Hawting, Gerald R. “Saʿd b. Abī Waqqāṣ.” Encyclopaedia of Islam. 2nd ed. Leiden:
E.J. Brill, 1960–.
42. Melchert, Christopher. “Qurʾānic Abrogation across the Ninth Century: Shāfiʿī, Abū
ʿUbayd, Muḥāsibī and Ibn Qutaybah.” In Studies in Islamic Legal Theory, edited by
Bernard G. Weiss, 75–98. Leiden, Boston, and Cologne: Brill, 2002.
43. Motzki, Harald. “Quo vadis, Ḥadīṯ-Forschung? Eine kritische Untersuchung von
G.H.A. Juynboll: ‘Nāfiʿ, the mawlā of Ibn ʿUmar, and his position in Muslim
Ḥadīth Literature.’ ” Der Islam 73.1 (1996): 40–80 and 73.2 (1996): 193–231.
44. ———. “The Murder of Ibn Abī l-Ḥuqayq: On the Origin and Reliability of
Some Maghāzī-Reports.” In The Biography of Muḥammad: The Issue of the Sources,
editedby Harald Motzki, 170–239. Leiden, Boston, and Cologne: Brill, 2000.
45. ———. “Dating Muslim Traditions: A Survey.” Arabica 52.2 (2005): 204–53.
46. Pavlovitch Pavel. “Some Sunnī Ḥadīth on the Qurʾānic Term Kalāla: An Attempt
atHistorical Reconstruction.” Islamic Law and Society 19.1–2 (2012): 86–159.
47. Powers, David S. “The Islamic Law of Inheritance Reconsidered: A New Reading
ofQ 4:12b.” Studia Islamica 55 (1982): 61–94.
و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز، ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ |220
48. ———. “The Will of Saʿd b. Abî Waqqâṣ: A Reassessment.” Studia Islamica 58
(1983):33–53.
49. ———. Studies in Qurʾān and Ḥadīth: The Formation of the Islamic Law of
Inheritance. Berkeley: University of California Press, 1986.
50. ———. “On Bequests in Early Islam.” Journal of Near Eastern Studies 48.3
(1989):185–200.
51. ———. Muḥammad is not the Father of Any of Your Men: The Making of
the LastProphet. Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2009.
52. Sadeghi, Behnam. “The Travelling Tradition Test: A Method for Dating Traditions.” Der
Islam 85.2 (2010): 203–42.
53. Schacht, Joseph. The Origins of Muhammadan Jurisprudence. Oxford: Clarendon
Press1950.
54. ———. “Modernism and Traditionalism in A History of Islamic Law by N. J.
Coulson.”Middle Eastern Studies 1 (1965): 388–400.
55. Speight, R. Marston. “The Will of Saʿd b. a. Waqqāṣ: The Growth of a Tradition.”
DerIslam 50.2 (1973): 249–67.
56. Schoeler, Gregor. Charakter und Authentie der muslimischen Überlieferung über
das Leben Mohammeds. Berlin and New York: Walter de Gruyter, 1996.
57. Zaman, Iftikhar. “The Evolution of a Hadith: Transmission, Growth and the Science
of Rijal in a Hadith of Sa‘d B. Abi Waqqas.” PhD diss., University of Chicago, 1989.
58. ———. “The Science of Rijāl as a Method in the Study of Hadiths.” Journal of
Islamic Studies 5.1 (1994): 1–34.
Cultural, Published Triannually by Yemen Heritage & Research Center
al-masar.org