Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 81

‫‪A‬‬

‫‪L‬‬
‫‪M‬‬
‫‪A‬‬
‫‪S‬‬
‫ﺸ ﺿ ﺮ ﻏ ﺋ ﺐ ﺼ ﺎ ﺸ ﻐ ﺋ ﻄ ﺗ ﺿ ‪ ,‬ﺋ ﺗ ﺧ ﺛ ر ﺲ ﻆ ﻄ ﺮ ﺾ ﺞ ا ‪ 6‬ﺎ ﺮ ا ث و ا ‪ 6‬ﺊ ﺗ ﻌ ث ا‪ 6‬ﻐ ‪ ,‬ﻈ ﻎ‬ ‫‪A‬‬
‫‪R‬‬
‫ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد‪:‬‬

‫‪ r‬اﺸﺎﺎﺎﺖﻐﺋ ا(ﺳﺛد‬
‫رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫أ‪ .‬زﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻮزﻳﺮ‬

‫أ‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﺮﻳﺤﻲ‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ﺑﺎﻓﻴﻞ ﺑﺎﻓﻠﻮﻓﻴﺘﺶ‪ ،‬وأ‪ .‬د‪ .‬دﻳﻔﻴﺪ ﺳﺘﻴﻔﺎن ﺑﺎورز‬

‫أ‪ .‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺸﺎﻣﻲ‬

‫‪al-masar.org‬‬
‫أ‪ .‬ﻋﻠﻲ ﻣﻐﺮﺑﻲ اﻷﻫﺪل‬ ‫‪69‬‬
‫ﻧﺤﻮ ﻣﺮاﺟﻌﮥ ﻣﺴﺆوﻟﮥ‬

‫تصدُر عَن‪:‬‬

‫رﺋﻐﺟ ا&ﺎﺗﺮﻏﺮ‬ ‫مَركَز التّراثِ وَالبُحوثِ اليَمَني‬


‫ز ﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻮ ز ﻳﺮ‬ ‫اجلمهورية اليمنية ‪ -‬صنعاء‬

‫ﻄﺛﻏﺮ ا&ﺎﺗﺮﻏﺮ‬ ‫‪mjltalmsar@gmail.com‬‬


‫ﻣﺤﻤﺪ &ﺤ(' ﻋﺰان‬
‫‪www.al-masar.org‬‬

‫ﻊﻐﺆﺋ ا&ﺎﺗﺮﻏﺮ‬
‫د‪ .‬محمد أحمد ز بارة‬ ‫اﻗﺣﺎﺮا&ت‬
‫د‪ .‬برنـارد هيكـل‬ ‫لألفراد‪ 27 :‬دوالرًا أمريكيًّا أو ما يعادلها‬
‫للمؤسسات‪ 60 :‬دوالرًا أمريكيًّا أو ما‬
‫د‪ .‬عبده حمود الشر يف‬
‫يعادلها يرجى إضافة أجر البريد ‪ 24‬دوالرًا‬
‫د‪ .‬غبر يال فوم بروك‬
‫الشتراكات خارج الواليات املتحدة‪.‬‬
Publication Terms ‫ﺠﻠﺔ‬+‫ﺷﺮ وط اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ ا‬

‫الرسال مقاالتهم‬C ‫ىڡ ن<رس عىل صفحاتها‬87 ‫ںى‬8 7 ‫تدعو »مجلة المسار« الكَّتاب الراغب‬
:‫\ىى‬7Z ‫ وفق اال‬،‫رىية‬8 7 ‫النكل‬C‫ںى العربية أو ا‬8 7 ‫إىل المجلة بأٍّي من اللغت‬

،‫ وال مرسًال إىل جهة أخرى‬،‫رس من قبل عىل أِّي صورة‬0‫❶ أال يكون البحث قد ن‬
.‫رى إرسال البحث إىل المجلة تعهًدا بذلك‬K‫ويعت‬
1. Research has not been previously published, nor sent
to other publications; sending the research paper to Al-Masar is
considered a commitment and acceptance of this condition.
‫ و \ ]ىڡ حال‬،‫رسة أيام‬0‫❷ يُشعر أصحاب البحوث الواردة بوصولها إىل المجلة خالل ع‬
.‫رسها \ ]ىڡ مكان آخر إال بإذن من المجلة‬0‫اعتمادها ال يسمح بن‬
2. The author of the paper will be notified of its receipt within ten
days. If approved, it may not be published elsewhere without
permission from the chief editor of Al-Masar.
‫ كلمة( ما لم يكن معدًا‬5000 ‫ كلمة وال يقل عن‬10000) ‫❸ ال يزيد المقال عن‬
.‫رى من عدد‬0‫الك‬k
3. The article, with a minimum of 5,000 words, should not
exceed 10,000 words unless it is properly amenable to be divided
into more than one issue.
‫ ويكون‬،‫❹ يتقيد البحث بالقواعد العلمية \ ]ىڡ موضوعه ومنهجه وعرضه ومصادره‬
.‫رىقيم المتعارف عليها‬v‫ \رىام بعالمات ال‬v ‫ مع االل‬،‫ دقيق التوثيق‬،‫سليم اللغة‬
4. The research must adhere to the scholastic rules in its subject,
methodology, presentation, and sources; it should be sound in
language, accurate in documentation with generally accepted
punctuation and referencing.

‫ وتُرَّقم‬،‫❺ تكون الهوامش \ ]ىڡ نهاية الصفحة أو \ ]ىڡ نهاية البحث ال \ ]ىڡ صلبه‬
.‫ىى نهاية البحث‬v‫بالتسلسل الرقمي عىل التوا]ىل ح‬
5. Footnotes shall be at the bottom of the page or at the end of
the paper, not within the text, and must be numbered
consecutively.
‫ والعهدة \ ]ىڡ ذلك عىل‬،‫❻ أن يكون البحث مطبوًعا ومصحًحا تصحيًحا كامًال‬
.‫رى المقاالت عن آراء كَّتابها وال تعكس بال\رصورة رأي المجلة أو المركز‬K‫ وتع‬،‫الكاتب‬
6. The author of the research takes responsibility in presenting
a fully typed and edited paper. The paper expresses the opinion and
findings of its writer and do not necessarily reflect an endorsement
of the Journal orthe Center.
‫ ويعطى صاحب‬.‫❼ يخضع ترتيب البحوث وتنسيقها \ ]ىڡ المجلة العتبارات فنية‬
.ً‫ \ ]ىڡ حال طبعها ورقيا‬،‫رس فيه بحثه‬0‫البحث المنشور ثالث نسخ من عدد المجلة الذي ن‬
7. The placement and sorting of papers in the journal is subject to
technical considerations. The author of the published research is
given three copies of that issue of the journal if it is published in
a printed format.
‫رىو \ ]ىى أو وسيلة تواصل صالحة‬v‫ مع بريد إلك‬،‫❽ يرفق بالبحث تعريفا موجزا بالكاتب‬
.‫للتواصل مع الكاتب‬
8. A submitted research paper shall include a brief
introduction bio of the author along with an e-mail
or other valid contact information for communication
‫ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎﺑﻖ‬

‫‪ ü‬مقال للدكتور "ديفيد ستيفان باورز" تضمن دراسة لمسألة »نسخ آي ‪B A‬ىى الوصية ب ‪E B‬ںى‬
‫النفي وا‪I‬الثبات«‪ ،‬تطرق فيه إىل ما أث‪B‬رى من جدل حولها‪ ،‬مبيًنا اتجاهات المذاهب‬
‫ا‪I‬السالمية ‪EB‬ىڡ ذلك‪ ،‬وأدلة لكل منهم‪ .‬وتطرق للحديث عن فقه الم‪B‬رىاث ‪EB‬ىڡ عرص‬
‫النبوة‪ .‬وختم باستعراض آراء المذاهب ‪EB‬ىڡ الوصية والم‪B‬رىاث‪ .‬كل ذلك ‪EB‬ىڡ بحث‬
‫موضوعي أحاط به من مختلف جوانبه‪.‬‬
‫‪ ü‬عن »مقاصد ال‪w‬رسيعة‪ ..‬مرجعية القيم وبوصلة اال ‪x‬حكام«‪ ،‬تحدث الدكتور عبد هلِلَف‬
‫ىس عن نشأة المدارس المقاصدية وجوانب اختالفها‪ ،‬وأبرز ما يم ‪E B‬رى بعضها عن‬ ‫القي ‪B‬‬
‫بعض‪ ،‬وكيف تطورت‪ .‬وهي محاور مهمة لدراسة مقاصد ال‪w‬رسيعة؛ إذ إن المقاصد‬
‫هي حل لكث‪B‬رى من القضايا المتشابكة ال ‪B A‬ىى تدور النصوص ‪EB‬ىڡ فلكها‪ ،‬وهي روح‬
‫ال‪w‬رسيعة وغايتها‪ ،‬وبها يتب ‪E B‬ںى ا‪I‬الطار العام لل‪w‬رسيعة‪ ،‬وتتضح الصورة الشاملة‬
‫للتعاليم واال ‪x‬حكام‪.‬‬
‫‪ ü‬قدم اال ‪x‬ستاذ أحمد مث‪E‬ىى‪ ،‬عرًضا عن حياة وأدب الشاعر إبراهيم صادق الذي ظل‬
‫ىس‪،‬‬ ‫‪E‬‬
‫يحاول أن يغادر حارصه إىل المستقبل المنشود‪ ،‬فتناول الكاتب تاريخه الدرا ‪B‬‬
‫وجانًبا من شعره الشع “ ‪B‬ىى‪ ،‬وكيف كان مدافًعا عن الحقوق والحريات ‪EB‬ىڡ وجه‬
‫االستبداد‪ ،‬مهتًما بتعزيز قيم الوالء الوط ‪B E‬ىى وا‪I‬اليمان المطلق بالشعب والثورة‪،‬‬
‫ومناهضة المناطقية‪ ،‬والمذهبية‪ ،‬والعشائرية‪ ،‬والساللية‪ .‬لقد توفق الكاتب ‪EB‬ىڡ هذه‬
‫الجولة اال ‪x‬دبية‪.‬‬
‫‪ ü‬كتب اال ‪x‬ستاذ ع‪B‬ىل مغ “ر ‪B‬ىى اال ‪x‬هدل‪ ،‬عن »اليمن‪ ..‬مفهوم التسمية وداللتها؛ قراءة ‪EB‬ىڡ‬
‫الخلفية التاريخية«‪ ،‬فتناول الصيغة اللفظية لالسم‪ ،‬ثم تطرق إىل المسمى وارتباطه‬
‫بثقافة المكان‪ ،‬وختم بالحديث عن تطور التسمية ع“رى التاريخ والثقافات‪ .‬وهذا‬
‫البحث كسائر البحوث ُيختلف عليه‪ ،‬لكن ذلك موضوع آخر‪ ،‬ولكن مما ال شك فيه‬
‫عندي‪ ،‬أنها كانت مستوفاة ‪w‬رسوط البحث والتدقيق‪.‬‬
‫اﻓ ﺘﺘﺎﺣ ﻴ ﺔ اﻟﻌ ﺪ د‬

‫رئيس التحرير‬
‫‪11‬‬
‫❶ اﻟﺤ ﺴ ﻦ ﺑﻦ أﺣ ﻤ ﺪ اﻟﻬ ﻤ ﺪ اﻧﻲ و اﻟﺤ ﻘ ﺎﺋﻖ اﻟﻀ ﺎﺋﻌ ﺔ‬

‫أ‪ .‬زيد بن علي الوزير‬

‫‪23‬‬
‫❷ ﻋ ﻼ ء اﻟﺪ ﻳﻦ ﺧ ﻮ ار ز م ﺷ ﺎه ﺻ ﻮ ر ﻣ ﻦ ﻣ ﻐ ﺎﻣ ﺮ اﺗﻪ و ﺣ ﺮ و ﺑﻪ‬

‫د‪ .‬عبد ال يحيى السريحي‬


‫‪115‬‬
‫❸ ﻻ ﺗﺼ ﺢ اﻟﻮ ﺻ ﻴﺔ ﺑﺄﻛ ﺜﺮ ﻣ ﻦ ﺛﻠﺚ اﻟﺘ ﺮ ﻛ ﺔ‬

‫أ‪.‬د‪ /‬بافيل بافلوفيتش‪ ,‬وأ‪ .‬د‪ /‬ديفيد ستيفان باورز‬


‫‪149‬‬
‫❹ اﻟﺤ ﺮ ﻛ ﺔ اﻟﺪ اﺧ ﻠ ﻴ ﺔ ﻟﻸ ﺣ ﺪ اث اﻟﺘ ﺎر ﻳﺨ ﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻗ ﺼ ﺺ اﻟﻘ ﺮ آن‬

‫أ‪ .‬خالد محمد الشامي‬


‫‪221‬‬
‫❺ اﻟﻠﻬ ﺠ ﺔ اﻟﺘﻬ ﺎﻣ ﻴﺔ ﻓ ﻲ ﻣ ﻔ ﺮد ات اﻟﻘ ﺮ آن اﻟﻜ ﺮ ﻳﻢ‬

‫أ‪ .‬علي مغربي األهدل‬


‫‪245‬‬
‫❸‬
‫? أ‪.‬د‪ /‬ﺑﺎﻓﻴﻞ ﺑﺎﻓﻠﻮﻓﻴ‪A‬ﺶ‬
‫? أ‪ .‬د‪ /‬دﻳﻔﻴﺪ ﺳ‪A‬ﻴﻔﺎن ﺑﺎورز‬

‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا‪%‬ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا‪%‬ﺑﻂﺚ‬


‫ﺗﺤﻠﻴﻞ ا'ﺘﻦ واﻹﺳﻨﺎد وﻣﻨﺎﻫﺞ أﺧﺮى‬

‫ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪:‬‬

‫د‪ .‬عبد الكرمي الوّظاف‬

‫! "ا ا‪%$‬ﺼﺎل‪:‬‬
‫ﻇﺰﺮة ﺸﻎ ا‪+‬ﺛراﺠﺎت وا‪+‬ﺊﺗﻌث ا‪+‬ﺴﺎﺑﺼﺋ‬ ‫‪r‬‬
‫أد‪+‬ﺋ ا‪7+‬ﻈﻊ وا‪+‬ﺎﺔﻌﻏﺞ دراﺠﺋ وﺗﺗﻂﻐﻀ‬ ‫‪r‬‬
‫ا‪+‬ﺊﺳﺛ ا‪+‬ﺎﺄرﻏﺚﻎ وآراء وﻄﺜاﻊﺈ ا‪+‬ﻔﺼﻋﺎء‬ ‫‪r‬‬

‫ا"ﺴﻈﺋ )‪ (23‬ا"ﺳﺛد )‪ (69‬دﻏﺴ*ﺊﺮ ‪2022‬م‬ ‫‪al-masar.org‬‬


‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|150‬‬

‫ﺗ ﻘ ﺪ ﻳﻢ‬

‫ه ذ ا ا ل مق ا ل ع ب ا ر ة ٌ ع ن أ ح د ف ص و ل ك ت ا ب » ا ل ث ق ا ف ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة ‪ . .‬ا ل س ي ا ق ا ت‬

‫الإسلامية ‪ ،«Islamic Cultures, Islamic Contexts‬الصادر عام ‪ 2014‬عن‬

‫ت نشرت ع َلى ش َرف الأستاذة الدكتورة‪ :‬باتر يشيا‬


‫د ا ر بر ي ل ‪ .‬و ه و ع ب ا ر ة ع ن م ق ا ل ا ٍ‬

‫كرون ‪ .Patricia Crone‬وهي مستشرقة ع ُرفت بأنها مؤرخة للدين الإسلامي‪،‬‬

‫عم ِلت في الفترة من سنة ‪ 1997‬في معهد الدراسات المتقدمة في بر ينستون في نيو‬
‫جيرسي‪ ،‬حتى تقاعدها عام ‪ ،2014‬وتوُ فيت عام ‪2015‬م‪.‬‬

‫ن بلغ ار ي ‪،‬‬
‫وأﺖﺛ ا‪6‬ﺿﺎﺗﺊﻐﻆ هو‪ :‬الأستاذ الدكتور‪ :‬بافيل بافلوفيتش‪ ،‬وهو مواط ٌ‬

‫محاضر ٌ في التأريخ العر بي واللغة العر بية في مركز اللغات والحضارات‬

‫الشرقية بجامعة صوفيا‪" ،‬القديس كليمنت أوخر يدسكي"‪ .‬حصل على‬

‫د ر ج ة ا ل ب ك ا ل و ر ي و س ف ي ا ل ت أ ر ي خ م ن ك ل ي ة ا ل آ د ا ب ب جا م ع ة ب غ د ا د ع ا م‬
‫‪ ،1992‬وعلى درجة الماجستير من جامعة صوفيا عام ‪1994‬م‪ ،‬وعلى‬

‫ت‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬سنة ‪ .1998‬له عدة كتابا ٍ‬
‫درجة الدكتوراه من جامعة صوفيا‪ ،‬أي ً‬

‫م ن ها‪ :‬ك تاب » تك و ين الف ه م الإ س لا م ي للك لا لة في الق ر ن الث اني الهج ر ي‬
‫)‪816-718‬م(« )‪.(2015‬‬

‫وا‪6‬ﺿﺎﺗﺈ ا‪C‬ﺧﺮ هو‪ :‬الأستاذ الدكتور ديفيد باورز‪ ،‬وهو مواطن من كليفلاند‬

‫بأوهايو‪ .‬حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بر ينستون عام ‪،1979‬‬

‫و بدأ التدر يس في »جامعةكورنيل« في العام نفسه‪ .‬يعمل أستاذ ًا في قسم‬


‫|‪151‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫الشرق الأدنى‪ ،‬وأستاذ ًا مساعدًا في كلية الحقوق في كورنيل‪ .‬ٺتناول‬

‫أ ب حا ث ه ا ل حض ا ر ة ا ل إ س ل ا م ي ة و ا ل ت أ ر ي خ و ا ل ش ر ي ع ة ا ل إ س ل ا م ي ة و ا ل ن ص و ص‬
‫العر بية الكلاسيكية‪ ،‬و يركُ ز بحثه على ظهور الإسلام والتأريخ الفقهي‬

‫ا ل إ س ل ا م ي ‪ .‬و ه و ا ل م حر ر ا ل م ؤ س س » ل م جل ة ا ل ف ق ه ا ل إ س ل ا م ي و ا ل م ج ت م ع « ‪ .‬ل ه ع د ة‬

‫ت‪ ،‬منها‪ :‬كتاب »ز يد« )‪ ،(2014‬و كتاب »ما كان محمدٍ أبا‬
‫ث و م ؤ لف ا ٍ‬
‫ب حو ٍ‬

‫أحدٍ من رجالـكم« )‪ ،(2009‬وكتاب »إقامة العدل في الإسلام‪ ...‬القضاة‬


‫وأحكامهم« )‪ ،(2005‬وغيرها‪.‬‬

‫و م و ا ص ل ة ً ل ت ع ر ي ف ا ل ق ا ر ئ ا ل ع ر ب ي ب ا ل إ ن ت ا ج ا ت ا ل غ ر ب ي ة ف ي ا لد ر ا س ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة‬

‫ذ ا ت ا لق ي م ة ا لع ا لي ة؛ أ ق و م ب ت ر ج م ة ه ذ ا ا ل م ق ا ل ‪ ،‬ك و ن ه م م ا ي د خ ل ض م ن ا خ ت ص ا ص ي‬
‫ت ) باللغ ة‬
‫ا ل ع ا م ف ي ا ل د ر ا س ا ت ا ل إ س ل ا م ي ة ‪ .‬و ق د تض م ن المق ا ل م ص ط ل ح ا ٍ‬

‫الإنجليز ية(‪ ،‬قلما ت ُستعمل باللغة العر بية؛ بل هي خاصة ٌ بفرٍع علمٍي في دراسة‬

‫الحديث‪ ،‬بدأ يتطور في الأكاديمية الغر بية منذ بضعة عقودٍ فحسب‪ .‬ونظر ًا لحداثة‬

‫هذا الفرع وتسهيل ًا للقارئ الأكاديمي باللغة العر بية؛ فقد اقترح المؤلفان إضافة‬

‫قائمة ٍ بسيطة ٍ إلى نهاية المقال؛ تحوي عدد ًا من المصطلحات باللغة الإنجليز ية‪ ،‬التي‬

‫ت م اس تخ د ام ها في المق ال ال أ ص لي ‪ ،‬و ترج مت ها إلى اللغ ة الع ر بية‪.‬‬


‫وفي عملي هذا‪ ،‬تم التنسيق مع كاتبي المقال وعرض مسودة الترجمة عليهما‪،‬‬

‫و ا ل أ خ ذ ب ت و ص ي ا ت هم ا و م ل ا ح ظ ا ت ه م ا ‪ ،‬ف إ ن ك ا ن م ن خ ط أ ٍ ف ه و م ن ي ‪ ،‬و إ ن ا س ت ح ق ت‬

‫ت ر ج مت ي الر ض ا ؛ ف ذ لك ب ت و ف ي ق م ن ا ل ل ه ‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|152‬‬

‫وكل ما يوُ ّ‬
‫ض ع ب ي ن م ع ق و ف ت ي ن ] [ ف ي ا ل مت ن أ و ا ل ه ا م ش ف ه و م ن إ ض ا ف ة أ و ت ع ل ي ق‬

‫المؤلفين في النصوص المقتبسة‪ ،‬وما كان من إضافاتي أو تعليقاتي في المتن؛ فقد‬

‫ب أو توضيٍح في الهامش؛ فقد‬


‫و ض ع ته بين ح اص ر تين } { ‪ .‬و م ا ك ان م ن تع ق ي ٍ‬

‫و ُضعت له إشارة نجمة ٍ )*( متبوعة برقم تسلسلي‪ ،‬تميزا لها عن تعليقات الأصل‪.‬‬

‫ا"‪#‬ﺎﺮﺟﻃ*‬

‫* ا"‪ #‬ﺎ ﺮ ﺟ ﻃ ‪:‬‬

‫]عبد الكريم محمد عبد هلِلَف الوظاف أكاديمي يم ‪8 7‬ىى حاصل‬


‫عىل درجة الدكتورا‪ ،‬من جامعة صنعاء ‪78‬ىڡ الفقه ا‪L‬السالمي‬
‫المقارن )تخصص دقيق(‪ ،‬دراسات ا‪L‬السالمية )تخصص‬
‫عام(‪ .‬وقد ساعد حصوله درجة البكالوريوس ‪78‬ىڡ ال^رىجمة من‬
‫جامعة صنعاء عىل قدراته ‪78‬ىڡ ترجمة هذا المقال ومقاالٍت‬
‫وكتٍب أخرى[‪.‬‬
‫|‪153‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫»إن مفهوم الِهجرة المفتوح هو أحد المفاهيم ا‪C‬السالمية النادرة‪ ،‬ال \ ‪7‬ىى يمكننا‬
‫القول بشكٍل ال لبس فيه بأنها تُعيدنا إىل البدايات«‬
‫(ﺗﺮﻏﺤﻐﺎ ﺾﺮون )‪(1‬‬

‫‪ .1‬ﻣ ﻘ ﺪ ﻣ ﺔ ‪:‬‬

‫يحتوي القرآن على مجموعتين من الآيات التي ٺتناول موضوع الميراث‪ ،‬إحداهما‬

‫ٺ ت ع ل ق ب ا ل و ص ي ة ‪ ،‬و ا ل أ خ ر ى ٺ ت ع ل ق ب حص ص ا ل م ي ر ا ث ‪.‬‬

‫وت ُشير المجموعة الأولى )آيات الوصية( إلى أن الشخص الذي يفُ كر بموته يتمتع‬

‫ب حر ي ة ٍ ك ب ي ر ة ٍ ف ي ت حد ي د ك ي ف ي ة ت و ز ي ع م م ت ل ك ا ت ه ب ع د و ف ا ت ه ‪ .‬و ي أ م ر ا ل ق ر آ ن ُ ا ل م ؤ م ن ي ن‬

‫بترك وصية ٍ لآبائهم وأقار بهم )الآية ‪ 180‬من سورة البقرة)*‪ ،((1‬و ي ُنصح الرجل‬

‫ل‬
‫الذي يحضره الموت أو يفُ كر فيه أن يترك وصية ً تصل إلى نفقات عاٍم كام ٍ‬
‫لإعالة أرملته‪ ،‬على أن يكون مفهوم ًا أنها ستبقى في بيته خلال تلك الفترة )الآية‬

‫)‪ (1‬كرون‪ ،‬مفهوم القرن الأول لله ِجرة‪Crone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” .‬‬
‫‪.383‬‬
‫ﲔ ﺑِﺎَْﳌﻌﺮو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َﺣ‪N‬ﻘﺎ‬ ‫ﴬ َأَﺣَﺪُﻛُﻢ اَْﳌْﻮُت إِْن َﺗَﺮَك َﺧ ْ ًﲑا اْﻟَﻮﺻﱠﻴُﺔ ﻟْﻠَﻮاﻟَﺪْﻳِﻦ َواْﻷَْﻗَﺮﺑِ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ﺐ َﻋَﻠْﻴُﻜْﻢ إَذا َﺣ َ َ‬
‫) *‪ (1‬وهي‪ُ﴿ :‬ﻛﺘ َ‬
‫ﲔ﴾‪.‬‬‫َﻋَﲆ اُْﳌﱠﺘِﻘ َ‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|154‬‬

‫‪ 240‬من سورة البقرة)*‪.((2‬‬

‫كما يوُ عز القرآنُ إلى المؤمنين بإنشاء الوصية في حضور شهيدين مؤتمنين‬

‫ي حذ ر ه م م ن ت غ ي ي ر ا ل و ص ي ة ب ع د‬
‫)الآيتين ‪ 107-106‬من سورة المائدة)*‪ ،((3‬و ُ‬

‫التصديق عليها حسب الأصول )الآية ‪ 181‬من سورة البقرة)*‪ .((4‬وفي حالة‬

‫وجود خلاف‪ ،‬يتم تشجيع الأطراف المتنازعة على تسو ية خلافاتهم )الآية ‪182‬‬

‫من سورة البقرة)*‪.((5‬‬

‫ل م ن الرج ال‬
‫وتؤُكد المجموعة الأخرى )آيات الميراث( على حقوق الميراث لك ٍ‬
‫ت ح د د ا ل أ ن ص ب ة ا ل ـ ك س ر ي ة ا ل د ق ي ق ة‪ ،‬ا ل ت ي‬
‫والنساء )الآية ‪ 8‬من سورة النساء)*‪ ،((6‬و ُ‬

‫ﳊْﻮِل َﻏ ْ َﲑ إِْﺧَﺮاٍج‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫)*‪ (2‬وهي‪َ﴿ :‬واﱠﻟﺬﻳَﻦ ُﻳَﺘَﻮﱠﻓْﻮَن ﻣﻨُْﻜْﻢ َوَﻳَﺬُروَن َأْزَواًﺟﺎ َوﺻﱠﻴًﺔ ﻷَْزَواﺟِﻬْﻢ َﻣَﺘﺎًﻋﺎ إَِﱃ ا ْ َ‬
‫ﷲ َﻋِﺰﻳٌﺰ َﺣِﻜﻴٌﻢ﴾‪.‬‬ ‫َﻓﺈِْن َﺧﺮﺟﻦ َﻓَﻼ ﺟﻨَﺎح َﻋَﻠﻴُﻜﻢ ِﰲ ﻣﺎ َﻓﻌْﻠﻦ ِﰲ َأْﻧُﻔِﺴِﻬﻦ ِﻣﻦ ﻣﻌﺮو ٍ‬
‫ف َوا ُﱠ‬ ‫ﱠ ْ َ ُْ‬ ‫ُ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ﲔ اْﻟَﻮِﺻﱠﻴِﺔ اْﺛﻨَﺎِن َذَوا‬ ‫ﴬ َأَﺣَﺪُﻛُﻢ اَْﳌْﻮُت ِﺣ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫)*‪ (3‬وهما قوله‪َ﴿ :‬ﻳﺎ َأ ﱡ َﳞﺎ اﱠﻟﺬﻳَﻦ آَﻣﻨُﻮا َﺷَﻬﺎَدُة َﺑْﻴﻨُﻜْﻢ إَذا َﺣ َ َ‬
‫ت َ ْﲢﺒُِﺴﻮَﳖَُﲈ ِﻣْﻦ‬ ‫ض َﻓَﺄﺻﺎﺑْﺘُﻜﻢ ﻣِﺼﻴﺒُﺔ اَْﳌﻮ ِ‬
‫ﴐْﺑُﺘْﻢ ِﰲ اْﻷَْر ِ َ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َﻋْﺪل ﻣﻨُْﻜْﻢ َأْو آَﺧَﺮان ﻣْﻦ َﻏْﲑُﻛْﻢ إْن َأْﻧُﺘْﻢ َ َ‬
‫ﷲ إِِن اْرَﺗْﺒُﺘْﻢ َﻻ َﻧْﺸ َ ِﱰي ﺑِِﻪ َﺛَﻤﻨًﺎ َوَﻟْﻮ َﻛﺎَن َذا ُﻗْﺮَﺑﻰ َوَﻻ َﻧْﻜُﺘُﻢ َﺷَﻬﺎَدَة ا ِﱠ‬
‫ﷲ إِﱠﻧﺎ إًِذا‬ ‫َﺑْﻌِﺪ اﻟﱠﺼَﻼِة َﻓُﻴْﻘِﺴَﲈِن ﺑِﺎ ِﱠ‬
‫ﲔ‪َ .‬ﻓﺈِْن ُﻋﺜَِﺮ َﻋَﲆ َأﱠﳖَُﲈ اْﺳَﺘَﺤﱠﻘﺎ إِْﺛًﲈ َﻓﺂَﺧَﺮاِن َﻳُﻘﻮَﻣﺎِن َﻣَﻘﺎَﻣُﻬَﲈ ِﻣَﻦ اﱠﻟِﺬﻳَﻦ اْﺳَﺘَﺤﱠﻖ َﻋَﻠْﻴِﻬُﻢ‬ ‫َﳌَِﻦ اْﻵﺛِِﻤ َ‬
‫ﲔ﴾‪.‬‬ ‫ﷲ َﻟَﺸَﻬﺎَدُﺗﻨَﺎ َأَﺣﱡﻖ ِﻣْﻦ َﺷَﻬﺎَدِﲥَِﲈ َوَﻣﺎ اْﻋَﺘَﺪْﻳﻨَﺎ إِﱠﻧﺎ إًِذا َﳌَِﻦ اﻟﱠﻈﺎﳌِ َ‬ ‫اْﻷَْوَﻟَﻴﺎِن َﻓُﻴْﻘِﺴَﲈِن ﺑِﺎ ِﱠ‬
‫ﷲ َﺳِﻤﻴٌﻊ َﻋِﻠﻴٌﻢ﴾‪.‬‬ ‫)*‪ (4‬وهي قوله‪َ﴿ :‬ﻓَﻤْﻦ َﺑﱠﺪَﻟُﻪ َﺑْﻌَﺪَﻣﺎ َﺳِﻤَﻌُﻪ َﻓﺈِﱠﻧَﲈ إِْﺛُﻤُﻪ َﻋَﲆ اﱠﻟِﺬﻳَﻦ ُﻳَﺒﱢﺪُﻟﻮَﻧُﻪ إِﱠن ا َﱠ‬
‫ﷲ َﻏُﻔﻮٌر َرِﺣﻴٌﻢ﴾‪.‬‬ ‫ص َﺟﻨًَﻔﺎ َأْو إِْﺛًﲈ َﻓَﺄْﺻَﻠَﺢ َﺑْﻴﻨَُﻬْﻢ َﻓَﻼ إِْﺛَﻢ َﻋَﻠْﻴِﻪ إِﱠن ا َﱠ‬
‫ف ِﻣْﻦ ُﻣﻮ ٍ‬‫)*‪ (5‬وهي‪َ﴿ :‬ﻓَﻤْﻦ َﺧﺎ َ‬
‫ﲔ َﻓﺎْرُزُﻗﻮُﻫْﻢ ِﻣﻨُْﻪ َوُﻗﻮُﻟﻮا َﳍ ُْﻢ َﻗْﻮًﻻ‬ ‫ﴬ اْﻟِﻘْﺴَﻤَﺔ ُأوُﻟﻮ اْﻟُﻘْﺮَﺑﻰ َواْﻟَﻴَﺘﺎَﻣﻰ َواَْﳌَﺴﺎِﻛ ُ‬ ‫ِ‬
‫)*‪ (6‬وهي‪َ﴿ :‬وإَذا َﺣ َ َ‬
‫َﻣْﻌُﺮوًﻓﺎ﴾‪.‬‬
‫|‪155‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫تمُنح للبنت )البنات( الباقية على قيد الحياة‪ ،‬والوالدين والأخوة وأحد الزوجين‬

‫)الآيات ‪ 176 ،12-11‬من سورة النساء)*‪.((7‬‬

‫وقد يجادل المرء بأن آيات الوصية وآيات الميراث تمُثل أنظمة بديلة‪} ،‬الأولى{‪:‬‬

‫مجموعة ً من القواعد في حالة ترك الشخص وصية ً أخيرة ً‪ .‬والأخرى‪ :‬في حالة عدم‬

‫ترك وصية ٍ‪ .‬ومع ذلك لا يوجد في المصادر الإسلامية‪ ،‬أو ينم على أن هاتين‬

‫المجموعتين من الآيات التي تم النظر إليهما بهذه الطر يقة‪ ،‬و بدل ًا من ذلك‪ ،‬تم‬

‫دمج هاتين المجموعتين من الآيات في نظاٍم واحدٍ يسعى إلى تحقيق التوازن بين‬

‫حر ية الوصية ‪ -‬في شكل وصايا ‪ -‬من ناحية ٍ‪ ،‬والقواعد الإجبار ية لتقسيم الثروة‬

‫ﲔ‬‫ﲔ َﻓﺈِْن ُﻛﱠﻦ ﻧَِﺴﺎًء َﻓْﻮَق اْﺛﻨََﺘ ْ ِ‬


‫ﷲ ِﰲ َأْوَﻻِدُﻛْﻢ ﻟِﻠﱠﺬَﻛِﺮ ِﻣْﺜُﻞ َﺣﱢﻆ اْﻷُْﻧَﺜَﻴ ْ ِ‬
‫)*‪ (7‬وهما قوله تعالى‪ُ﴿ :‬ﻳﻮِﺻﻴُﻜُﻢ ا ُﱠ‬
‫ﻒ َوِﻷََﺑَﻮْﻳِﻪ ﻟُِﻜﱢﻞ َواِﺣٍﺪ ِﻣﻨُْﻬَﲈ اﻟﱡﺴُﺪُس ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮَك إِْن َﻛﺎَن‬ ‫َﻓَﻠُﻬﱠﻦ ُﺛُﻠَﺜﺎ َﻣﺎ َﺗَﺮَك َوإِْن َﻛﺎَﻧْﺖ َواِﺣَﺪًة َﻓَﻠَﻬﺎ اﻟﻨﱢْﺼ ُ‬
‫ﻸﱢﻣِﻪ اﻟﱡﺴُﺪُس ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ‬ ‫ﻸﱢﻣِﻪ اﻟﱡﺜُﻠُﺚ َﻓﺈِْن َﻛﺎَن َﻟُﻪ إِْﺧَﻮٌة َﻓ ِ ُ‬‫َﻟُﻪ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﻟُﻪ َوَﻟٌﺪ َوَوِرَﺛُﻪ َأَﺑَﻮاُه َﻓ ِ ُ‬

‫ﷲ َﻛﺎَن َﻋِﻠﻴًﲈ‬ ‫ﷲ إِﱠن ا َﱠ‬‫ُﻳﻮِﴆ ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ آَﺑﺎُؤُﻛْﻢ َوَأْﺑﻨَﺎُؤُﻛْﻢ َﻻ َﺗْﺪُروَن َأ ﱡ ُﳞْﻢ َأْﻗَﺮُب َﻟُﻜْﻢ َﻧْﻔًﻌﺎ َﻓِﺮﻳَﻀًﺔ ِﻣَﻦ ا ِﱠ‬
‫ﻒ َﻣﺎ َﺗَﺮَك َأْزَواُﺟُﻜْﻢ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﳍ ُﱠﻦ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن َﻛﺎَن َﳍ ُﱠﻦ َوَﻟٌﺪ َﻓَﻠُﻜُﻢ اﻟﱡﺮُﺑُﻊ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛَﻦ‬ ‫َﺣِﻜﻴًﲈ ‪َ #‬وَﻟُﻜْﻢ ﻧِْﺼ ُ‬
‫ﲔ ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َوَﳍ ُﱠﻦ اﻟﱡﺮُﺑُﻊ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛُﺘْﻢ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﻟُﻜْﻢ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن َﻛﺎَن َﻟُﻜْﻢ َوَﻟٌﺪ َﻓَﻠُﻬﱠﻦ‬ ‫ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﻳﻮِﺻ َ‬
‫ث َﻛَﻼَﻟًﺔ َأِو اْﻣَﺮَأٌة َوَﻟُﻪ َأٌخ َأْو‬‫اﻟﱡﺜُﻤُﻦ ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮْﻛُﺘْﻢ ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﺗﻮُﺻﻮَن ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َوإِْن َﻛﺎَن َرُﺟٌﻞ ُﻳﻮَر ُ‬
‫ﺚ ِﻣْﻦ َﺑْﻌِﺪ َوِﺻﱠﻴٍﺔ ُﻳﻮَﴅ‬ ‫ُأْﺧٌﺖ َﻓِﻠُﻜﱢﻞ واِﺣٍﺪ ِﻣﻨْﻬﲈ اﻟﺴُﺪس َﻓﺈِْن َﻛﺎُﻧﻮا َأْﻛَﺜﺮ ِﻣﻦ َذﻟَِﻚ َﻓﻬﻢ ُﴍَﻛﺎء ِﰲ اﻟﱡﺜُﻠ ِ‬
‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ ﱡ ُ‬ ‫َ‬
‫ﷲ ُﻳْﻔﺘِﻴُﻜْﻢ ِﰲ‬ ‫ﷲ َﻋِﻠﻴٌﻢ َﺣِﻠﻴٌﻢ﴾‪ .‬وﻗﻮﻟﻪ‪َ﴿ :‬ﻳْﺴَﺘْﻔُﺘﻮَﻧَﻚ ُﻗِﻞ ا ُﱠ‬ ‫ﷲ َوا ُﱠ‬‫ِ َﲠﺎ َأْو َدْﻳٍﻦ َﻏ ْ َﲑ ُﻣَﻀﺎﱟر َوِﺻﱠﻴًﺔ ِﻣَﻦ ا ِﱠ‬
‫اْﻟَﻜَﻼَﻟِﺔ إِِن اْﻣُﺮٌؤ َﻫَﻠَﻚ َﻟْﻴَﺲ َﻟُﻪ َوَﻟٌﺪ َوَﻟُﻪ ُأْﺧٌﺖ َﻓَﻠَﻬﺎ ﻧِْﺼ ُ‬
‫ﻒ َﻣﺎ َﺗَﺮَك َوُﻫَﻮ َﻳِﺮُﺛَﻬﺎ إِْن َﱂ ْ َﻳُﻜْﻦ َﳍ َﺎ َوَﻟٌﺪ َﻓﺈِْن‬
‫ﲔ ا ُﱠ‬
‫ﷲ‬ ‫ﲔ َﻓَﻠُﻬَﲈ اﻟﱡﺜُﻠَﺜﺎِن ِﳑ ﱠﺎ َﺗَﺮَك َوإِْن َﻛﺎُﻧﻮا إِْﺧَﻮًة ِرَﺟﺎًﻻ َوﻧَِﺴﺎًء َﻓِﻠﻠﱠﺬَﻛِﺮ ِﻣْﺜُﻞ َﺣﱢﻆ اْﻷُْﻧَﺜَﻴ ْ ِ‬
‫ﲔ ُﻳَﺒ ﱢ ُ‬ ‫َﻛﺎَﻧَﺘﺎ اْﺛﻨََﺘ ْ ِ‬

‫ﳾٍء َﻋِﻠﻴٌﻢ﴾‪.‬‬ ‫ﷲ ﺑُِﻜﱢﻞ َ ْ‬‫َﻟُﻜْﻢ َأْن َﺗِﻀﱡﻠﻮا َوا ُﱠ‬


‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|156‬‬

‫ص ج زئية ٍ م ن الميراث ‪ -‬م ن ناح ية ٍ أخ رى ‪.‬‬


‫‪ -‬في ش ك ل ح ص ٍ‬

‫ت ُشير الأحاديث الإسلامية إلى أن النبي محمدٍ نفسه قد حدد العلاقة بين آيات‬

‫الو ص ية و آيات المير اث ‪.‬‬

‫أول ًا‪ :‬يقُ ال عن النبي إنه أصدر تعليما ٍ‬


‫ت مفادها‪» :‬لا تجوز الوصية بأكثر من ثلث‬

‫التركة«‪ .‬وقد فهُ مت هذه التعليمات على أنها تعني أن الشخص الذي يحضره‬

‫الموت أو يفُ كر فيه لا يجوز له التصرف في أكثر من ثلث ثروته‪/‬ثروتها في شكل‬

‫وصية ٍ‪ .‬ومن خلال تحديد الحد الأعلى للوصية بالثلث؛ يؤُكد النبي على أن ما لا‬
‫يقل عن ثلثي أي تركة ٍ يقُ َس ّم وفق ًا للأنصبة المحددة في آيات الميراث‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬و َر َد َ عن النبي أنه قال‪» :‬لا وصية لوارث«‪ .‬وفهُ م هذا التعليم على أنه لا‬

‫ي جو ز ل أ ي ش خ ٍ‬
‫ص يحصل على نصيب من التركة ‪ -‬وفق ًا لآيات الميراث ‪ -‬أن‬

‫ي ت ل ق ى و ص ي ة ً ب ا ل إ ض ا ف ة إ ل ى ت ل ك ا ل حص ة ‪.‬‬

‫وفي الواقع‪ ،‬يعَ لم فقهاء الإسلام أن القول النبوي »لا وصية لوارث« يعمل‬

‫بمثابة مؤشرٍ على نسخ آيتي الوصية )الآيتين ‪ 180‬و‪ 240‬من سورة البقرة(‪.‬‬

‫و بهذه الطر يقة‪ ،‬تم دمج آيات الوصية وآيات الميراث مع ًا لإنشاء نظاٍم وراث ٍي‬

‫ل؛ أصبح يعُ رف باسم علم الفرائض أي "علم الأسهم"‪.‬‬


‫و اح د ٍ ش ام ٍ‬
‫اللذين يقوم عليهما علم الفرائض وهو‪:‬‬ ‫بأول الركنين‬

‫»لا تصح الوصية بأكثر من ثلث التركة«‪.‬‬


‫وعلى مدى السنوات الثمانين الماضية‪ ،‬حاول سبعة علماء ‪ -‬على الأقل‪ -‬إما‬
‫|‪157‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ت أ ك ي د ص حة ن س ب ة ه ذ ا ا ل ق و ل إ ل ى ا ل ن ب ي أ و ن ف ي ه ‪ .‬و ي م ك ن ت ص ن ي ف ه ؤ ل ا ء ا ل ع ل م ا ء‬
‫ت‪:‬‬
‫الس بع ة في ثلا ث م جمو ع ا ٍ‬

‫ل من نو يل جاي كولسن ‪ (1)N .J. Coulson‬وديفيد ستيفان باورز‬


‫) ‪ (1‬ذ ه ب ك ٌ‬

‫ب مختلفة ٍ‪ -‬إلى أن النبي نفسه هو‬


‫‪ (2)D. S. Powers‬على حدٍ سواء ‪ -‬ولو لأسبا ٍ‬

‫ا ل ذ ي و ض ع ال حد ال أ ق ص ى للو ص ايا ع ند الثلث ‪.‬‬

‫س َل ّ َ‬
‫ط إفت ِخار زمان ‪ I. Zaman‬الضوء على الدور الذي لعبه الز ُهري‪ ،‬باعتباره‬ ‫) ‪َ (2‬‬

‫ناقل ًا مبكر ًا‪ ،‬للروايات المتعلقة بالتقييد بالثلث‪ ،‬وإن كان ذلك دون استبعاد‬

‫إمكانية الأصالة)‪.(3‬‬

‫ل من جورج هنري بوسكيه ‪ ،(4)G.-H. Bousquet‬وجوز يف‬


‫) ‪ (3‬ا ف ت ر ض ك ٌ‬

‫)‪ (1‬كولسون‪ ،‬تأريخ الفقه الإسلامي‪) Coulson, A History of Islamic Law, 69 ،‬في تنظيم‬
‫مشكلة ٍ تطرحها الأحكام القرآنية نفسها؛ وضع النبي حدًا للإرث عند الثلث(‪ .‬وراجع‪ :‬كولسون‪،‬‬
‫مراسلات‪.Coulson, “Correspondence" .‬‬
‫)‪ (2‬باورز‪" ،‬الوصية"‪") Powers, “The Will,” 53،‬قد يكون قيد الثلث في الواقع قد أدخله محمدٌ‬
‫ضا‪ :‬باورز‪ ،‬الوصية في الإسلام المبكر ‪Powers,‬‬
‫فيما يتعلق بتشر يع الميراث القرآني"(‪ .‬وانظر‪ ،‬أي ً‬
‫‪) “On Bequests in Early Islam,” 199.‬حجة الأصالة "تقديم تفسير ًا أبسط وأكثر منطقية ً‬
‫للبيانات"(‪.‬‬
‫)‪ (3‬زمان‪ ،‬التطور ؛ ‪ ;Zaman, “Evolution,” 87–8, 107, 137–8, 146, 152, 191‬وراجع‪:‬‬
‫زمان‪ ،‬علم الرجال‪Zaman, “Science of Rijāl,” 3, 18.‬‬
‫)‪ (4‬بوسكيه و بلتيير‪ ،‬الوصية‪) Bousquet et Peltier, Les Successions, 141–142 .‬من غير المرجح أن‬
‫يكون فقهاء الإسلام في القرن الأول الهجري قد اخترعوا حديث ًا نبو ياً يضع قيود ًا صارمة ً على‬
‫تصرفات الوصية(‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|158‬‬

‫شاخت ‪ ،(1)J. Schacht‬ور‪ .‬م‪ .‬سبايت ‪ ،(2)R. M. Speight‬و باتر يشيا كرون‬

‫‪ -(3)P. Crone‬مجدد ًا ‪ -‬ولأسبا ٍ‬


‫ب م خت ل ف ة أ ن ا ل ن ب ي ن ف س ه ل م ي ن ط ق ب ه ذ ه ا ل ع ب ا ر ة ‪.‬‬

‫وفي عام ‪ ،1989‬ص َر ّح باورز بأنه لا يزال مصر ًا على أن التقييد بالثلث قد‬

‫جاء به النبي‪" ،‬إلى أن يتم تقديم حجة ٍ مقنعة ٍ على النقيض م ِن ذلك")‪.(4‬‬

‫ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬ط َو ّر العلماء تقنيا ٍ‬


‫ت ت س م ح ف ي ب ع ض ا ل حا ل ا ت ب ت ح د ي د ا ل م ك ا ن‬

‫والزمان وم َن قام ‪ -‬لأول مرة ٍ ‪ -‬بنشر رواية مع َي ّنة‪.‬‬

‫وفيما يلي ن ُطبق هذه الأساليب على الحديث الذي يقُ ال فيه‪ :‬إن النبي قد قي ّ َد‬

‫الوصية بالثلث‪ ،‬ونركز في هذا المقال على رواية »عمرو بن القاري«‪ ،‬الذي نفترض‬

‫أنه نقل رواية ً م ُركبة ً‪ ،‬رواها المحُ ّدِث البغدادي »ع َ ّفان بن مسلم )‪-134‬‬

‫‪220‬هـ‪835-751/‬م(«‪ ،‬أو ر بما بواسطة شيخه »وهيب بن خالد )الم ُتوفى‬

‫}‪165‬هـ‪782/‬م{(«‪ .‬وسنبين‪ ،‬أن هذه الرواية مبنية ٌ على روايتين سابقين‪ ،‬على‬

‫الأقل‪ ،‬تم تداولهما م ِن قبِ ل المك َي ّين‪» :‬عبد الله بن ُ‬


‫خثيم )الم ُتوفى ‪136‬هـ‪753/‬م‬

‫)‪ (1‬جوز يف شاخت‪ ،‬أصول الفقه المحمدي‪") Schacht, Origins, 202.‬كان حصر الوصية في‬
‫ضا‪ ،‬شاخت‪" ،‬الحداثة‬
‫ي"(‪ .‬انظر‪ ،‬أي ً‬
‫ي أمو ٍ‬
‫ل مباشرٍ على تنظي ٍم إدار ٍ‬
‫ثلث التركة‪ ...‬قائم ًا بشك ٍ‬
‫والتقليدية"‪.Schacht, “Modernism and Traditionalism".‬‬
‫)‪ (2‬سبايت‪" ،‬الوصية" ‪") Speight, “The Will,” 265.‬حكم ما لا يز يد عن الثلث كان من أجل‬
‫المصلحة المالية للإمبراطور ية ]الأمو ية["(‪.‬‬
‫)‪ (3‬كرون‪ ،‬القانون الروماني والإقليمي والإسلامي‪Crone, Roman, Provincial and Islamic Law, 96.‬‬
‫)"لا يعود تقييد الوصية بالثلث إلى النبي نفسه"(‪.‬‬
‫)‪ (4‬باورز‪ ،‬الوصية في الإسلام المبكر ‪Powers, “On Bequests in Early Islam,” 199.‬‬
‫|‪159‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫أو ‪144‬هـ‪762-761/‬م(«‪ ،‬و»ابن ج ُريج )الم ُتوفى ‪150‬هـ‪768-767/‬م(«‪ .‬وعلى‬

‫الرغم من أن رواية ابن ج ُريج قد ت ُشير إلى أن موضوع دفن سعد بن أبي وقاص‬

‫ق ؛ إ ل ا أ ن ن ا ل م ن ت م ك ن م ن ت حد ي د م ص د ر ه ذ ا ا ل م و ض و ع ‪ ،‬أ و إ ث ب ا ت أ ن ه ت م ت د ا و ل ه‬
‫س اب ٌ‬

‫خ ل ا ل ح ي ا ة ا لن ب ي ‪.‬‬

‫و بناء ً على النتائج التي توصلنا إليها‪ ،‬وهي ‪ -‬في رأينا‪ -‬مقنعة ُ؛ فإن باورز مستعدٌ‬
‫صد َر َ عن محمد‪.‬‬
‫– الآن‪ -‬لسحب حجته السابقة‪ ،‬والتي مفادها أن تقييد الثلث قد َ‬
‫و ه ن ا ن ب د أ ب م ر ا ج ع ة ٍ م و ج ز ة ٍ ل ل د ر ا س ا ت ا ل س ا ب ق ة ح و ل ه ذ ه ا ل حد ي ث ا ل ن ب و ي ‪.‬‬

‫‪ .2‬ا ﻟ ﺪ ر ا ﺳ ﺎ ت ا ﻟ ﺴ ﺎ ﺑ ﻘ ﺔ ‪:‬‬

‫و َر َد َ حد الثلث في الحديث الذي ينصح فيه النبي ُ الصحابي َ »سعد بن أبي‬


‫وق ّاص« بأن لا تز يد وصيته عن ثلث ماله‪ .‬وقد قام ر‪ .‬إم‪ .‬سبايت ‪ -‬في عام‬

‫‪ -1973‬بتحليل ‪ 19‬رواية ٍ متواز ية ٍ من هذا الحديث‪ ،‬وط َب ّق عليها مبادئ مفهوم‬

‫النقد الشكلي ‪ ،Form Criticism‬في محاولة ٍ لتحديد الترتيب الزمني الذي تم تداوله‬
‫فيه)‪ .(1‬وقد تجاهل سبايت الأسانيد وق ّدم‪ ،‬افتراضين حول النص‪:‬‬

‫الأول‪ :‬إن السرد بضمير المخاطب أقدم من السرد بضمير المتكلم)‪ .(2‬والآخر‪:‬‬

‫)‪ (1‬يتضمن نقد الشكل التحليل الدقيق للمعايير الرسمية‪ ،‬مثل طول النص واستخدام الخطاب المباشر‬
‫)ضمير المتكلم( والخطاب غير المباشر )ضمير المخُاطب( والمنظور السردي ومستوى وحدة النص‬
‫وتماسكه‪.‬‬
‫)‪ (2‬سبايت‪" ،‬الوصية" ‪Speight, “The Will,” 250.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|160‬‬

‫إن السرد القصير يجب أن يكون أقدم من الرواية ٍ الأطول من النوع نفسه)‪.(1‬‬

‫ل)‪ .(2‬ومهما يكون الأمر‪ ،‬فقد خلص سبايت إلى‬


‫وكلا الافتراضين موضع تساؤ ٍ‬
‫ت ما‪ ،‬خلال العصر الأموي")‪.(4‬‬
‫أن روايات وصية سعد)‪ (3‬قد تم تداولها "في وق ٍ‬

‫وفي عام ‪ ،1983‬قام ديفيد ستيفان باورز بتحليل المجموعة نفسها ‪ -‬المكونة‬

‫من ‪ 19‬رواية – مجدد ًا ‪ -‬من منظورِ نقد الشكل‪ .‬واستنتج أن الروايات الأر بع‬

‫ا ل أ و ل ى ‪ ،‬ف ي م ج م و ع ة س ب ا ي ت ‪ ،‬ل ا ت ن ت م ي ‪ -‬ف ي ا ل و ا ق ع ‪ -‬إ ل ى ذ لك ا ل ز م ن ‪ ،‬ب س ب ب‬

‫ا ل ا خ ت ل ا ف ا ت ا ل م ض م و ن ي ة ب ي ن م ح ت و ي ا ت ه ا و م ح ت و ي ا ت ا ل ر و ا ي ا ت ا ل خم س ع ش ر ة ا ل م ت ب ق ي ة ‪.‬‬

‫و ل ف ت ا ل ا ن ت ب ا ه إ ل ى ا ل ا ر ت ب ا ط ا ل ل غ ـ و ي ب ي ن ا ل ر و ا ي ة ا ل خا م س ة م ن م ج م و ع ـ ة س ب ا ي ت‬

‫والآية ‪ 12‬من سورة النساء )وهي إحدى آيات الميراث(‪ ،‬كما أثبت أن حديث‬

‫ب لن ز و ل ه ذ ه‬
‫ت م ن ا ل أ و ق ا ت ‪ -‬ع ل ى أن ه س ب ٌ‬
‫وصية سعد كان ي ُنظر إليه ‪ -‬في وق ٍ‬

‫ا ل آ ي ة ‪ .‬و ا س ت ن ت ج ب ا و ر ز أ ن ت ق ي ي د ا ل ث ل ث ؛ ق د يك و ن ‪ -‬ف ي ا ل و ا ق ع ‪ -‬ق د أ د خ له م حمد ٌ ف ي م ا‬

‫)‪ (1‬على الرغم من أن سبايت لا يعُ ب ِّر صراحة ً عن القاعدة التي تنص على أن الرواية القصيرة تجب‬
‫ح عند طرح مراحل‬ ‫أن تكون أقدم من الرواية الأطول من الحديث نفسه؛ إلا أنه يستخدمها بوضو ٍ‬

‫متتالية ٍ في التطور النصي للروايات )ما يسميه التطور "الأفقي" و "العمودي"( )"الوصية"‪ ،‬وغيرها‬
‫‪“The Will,” 250–3, and passim.‬‬
‫)‪ (2‬باورز‪" ،‬الوصية";‪ Powers, “The Will,” 42-43‬وزمان‪" ،‬التطور"؛ ‪Zaman,‬‬
‫;‪ “Evolution,” 110 ff‬وموتزكي‪" ،‬التدو ين"‪Motzki, “Dating,” 213.‬‬
‫)‪ (3‬لا ينجح عنوان "حديث وصية سعد" في تفسير المحتوى المتنوع للحديث قيد الدراسة هنا‪ ،‬ولـكننا‬
‫نستخدمه كتعبير مناسب عن القضية الفقهية الرئيسة التي يتم تناولها في هذه الروايات‪.‬‬
‫)‪ (4‬سبايت‪" ،‬الوصية" ‪Speight, “The Will,” 267.‬‬
‫|‪161‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫يتعلق بتشر يع الميراث القرآني")‪.(1‬‬

‫وفي عام ‪ ،1989‬قام باورز بتحليل الروايات الـ ‪ 15‬المتواز ية من حديث وصية‬

‫سعد‪ .‬و يوُ عز المخطط ‪ -‬الذي وضعه‪ -‬بأن سعد بن أبي وق ّاص كان هو الراوي‬

‫المشترك‪ ،‬وأنه نقل القصة إلى سبعة أشخاص ‪ -‬على الأقل‪ -‬على مدى ثلاثين عام ًا‬

‫بين ‪ 25‬و‪ 45‬هجر ية‪ .‬ولـكن المخطط م ُضل ِل؛ لأن باورز استخدم عدد ًا محدود ًا‬
‫من روايات حديث وصية سعد‪ ،‬وكان مفرًطا في ثقته بقيمة الأسانيد الفردية‪.‬‬

‫واستناد ًا إلى هذا الدليل؛ خلص باورز إلى أن تقييد الثلث قد يكون ح ُكم ًا صادر ًا‬

‫فعلي ًا عن النبي)‪.(2‬‬
‫ضا‪ ،‬قدم إفت ِخار زمان أطروحة دكتوراة‪ ،‬جمع فيها وحلل‬
‫وفي عام ‪ ،1989‬أي ً‬

‫أكثر من ‪ 100‬رواية متواز ية من حديث وصية سعد )بما في ذلك الـ ‪ 19‬رواية‬

‫التي درسها سابق ًا سبايت و باورز()‪ .(3‬وقد قام بتقسيم الأجزاء المكوِنة لهذه‬
‫ت تحليل السند والمتن تشترك في المعنى العام نفسه‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫ا ل ر و ايا ت ف ي و ح د ا ِ‬

‫كان "زمان" من أوائل العلماء الذين استخدموا التقنية التي أصبحت تعُ رف باسم‬

‫ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ) ا ن ظ ر ه ا أ د ن ا ه ( ‪ -‬و إ ن ك ا ن ذ ل ك ب د و ن ا س ت خ د ا م ه ذ ه‬
‫ا ل ت س م ي ة ‪ .‬و ق د ت م ك ن " ز م ا ن " م ن ا ل إ ث ب ا ت أ ن ر و ا ي ة ً م ب ك ر ة ً م ن ا ل حد ي ث ق د ن ق ل ه ا‬

‫)‪ (1‬باورز‪" ،‬الوصية"‪Powers, “The Will,” 53.‬‬


‫)‪ (2‬باورز‪" ،‬الوصية في الإسلام المبكر"‪Powers, “On Bequests,” 193–197.‬‬
‫ص لنتائج أطروحة زمان‪،‬‬
‫)‪ (3‬زمان‪" ،‬التطور"‪ . Zaman, “Evolution,”،‬وللاطلاع على ملخ ٍ‬
‫انظر‪ :‬زمان‪" ،‬علم الرجال"‪.“Science of Rijāl.” .‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|162‬‬

‫الز ُهري )ت‪124‬هـ‪742 /‬م()‪ ،(1‬وسفيان الثوري )ت‪161‬هـ‪778 /‬م()‪،(2‬‬

‫ت م ا في الر بع ال أ خ ير م ن الق ر ن ال أ و ل‬
‫و لذ لك ‪ ،‬ق د يت م تأ ر ي خ الر و اية ال أ و ل ى ف ي و ق ٍ‬
‫الهج ر ي أو الر بع الأ و ل م ن الق ر ن الثاني الهج ر ي ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ﺗﺤ ﻠ ﻴﻞ اﻟﺴ ﻨ ﺪ و ا‪ :‬ﺘﻦ ‪:‬‬

‫في هذا المقال نرُكز اهتمامنا على مجموعة ٍ فرعية ٍ من مجموعة "زمان"‪ ،‬المكونة من‬

‫مئة رواية ٍ‪ .‬وت ُشكل النصوص السبعة عشر في مجموعتنا فئة ً م ُتمي ّزة ً نسميها‪» :‬مجموعة‬
‫ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي « ‪ .‬ف ي ح ي ن أ ن ب ا و ر ز و س ب ا ي ت ف حص ا ر و ا ي ة ً و ا ح د ة ً ف ق ط م ن ه ذ ه‬

‫ت إض افية ٍ م ن‬
‫المجموعة رقم ‪ 17‬في مجموعة سبايت‪ ،‬وعثر زمان على ست روايا ٍ‬

‫الحديث نفسه)‪.(3‬‬

‫ت‬
‫و م ع ذ ل ك ‪ ،‬و ف ي ا ل و ق ت ن ف س ه ت جا ه ل ز م ا ن أ و ل م ي ك ن ع ل ى د ر ا ي ة ٍ ب س ت ر و ا ي ا ٍ‬

‫ل‬
‫ت ق د تك و ن م هم ة ً ف ي ك ٍ‬
‫أخرى على الأقل من المجموعة‪ ،‬وهي تحتوي على متغي ِّرا ٍ‬

‫من السند والمتن‪ ،‬ونحن نقوم بتضمين هذه النصوص الإضافية في مجموعتنا‪ ،‬في‬

‫محاولة للبناء على عمل "زمان؛‪ ،‬وتأكيد ‪ -‬وإن كان تأكيدًا مشروًطا ‪ -‬استنتاجاته‪.‬‬

‫وت رُكز مجموعة الروايات الـ ‪ 17‬في مجموعة عمرو بن القاري على الصحابي سعد‬

‫)‪ (1‬زمان‪" ،‬التطور" ‪Zaman, “Evolution” , 52-53, 87-88, 107, 137-138, 146, 152,‬‬
‫‪191.‬‬
‫)‪ (2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.146 ،57‬‬
‫)‪ (3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.176-174 ،80-78‬‬
‫|‪163‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫بن أبي وق اّ ص )الم ُتوفى بين ‪50‬هـ‪671 -670 /‬م و ‪58‬هـ ‪678 -677 /‬م(؛‬

‫ثلاث عشرة من تلك الروايات تجمع بين موضوعين أو أكثر من المواضيع‬

‫الأر بعة التالية‪:‬‬

‫)‪ (1‬مرض سعد في سنة ‪8‬هـ‪630/‬م في مكة‪ ،‬حيث تلقى ز يارة ً مرضية ً‬

‫م ن النب ي م حمد ‪.‬‬

‫)‪ (2‬سؤال أو أكثر طرحه سعد على النبي عن حجم الوصية التي قد يتركها‬

‫بع د م و ته‪.‬‬

‫)‪ (3‬قلق سعدٍ من الاحتمال أن يموت في مكة‪ ،‬وهي المدينة التي تركها‬
‫مهاجر ًا في سنة ‪1‬هـ‪622/‬م‪.‬‬

‫)‪ (4‬تنبؤ النبي بأن الله سيرفع سعدًا؛ لمآثر مستقبلية ٍ‪.‬‬

‫أر بع من روايات المجموعة ت َذكر الموضوع الثالث فحسب )قلق سعدٍ من الموت‬
‫في مكة(‪ ،‬وسنتعامل مع هذه الروايات الأر بع باعتبارها جزء ًا من المجموعة‬

‫ال أ ك بر لس ببين ‪:‬‬

‫)‪ (1‬تطابق إسنادها جزئي ًا مع أسانيد الروايات الـ ‪ 13‬الأخرى‪.‬‬


‫)‪ (2‬تركيز المتن على موضوٍع موجودٍ في معظم المتون الـ ‪ 13‬الأخرى‪.‬‬

‫و س ن ق و م ب ت حل ي ل ه ذ ه ا ل ر و ا ي ا ت ا ل س ب ع ة ع ش ر ب ا س ت خ د ا م ن س خ ة ٍ م ع د ل ة ٍ م ن ا ل ت ق ن ي ة‬

‫ا ل م ع ر و ف ة ب ا س م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ‪ ،‬و ا ل ت ي ت م ت ط و ي ر ه ا ل د ر ا س ة ا ل ع ل ا ق ة ب ي ن م حت و ي ا ت‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|164‬‬

‫الحديث )المتن( وسلاسل النقل المتعددة )السند()‪ .(1‬وٺتضمن هذه التقنية رسم‬

‫ط بيان ٍي كشبكة ٍ من الروابط التعاقبية بين ناقلي الحديث‪ ،‬الذين‬


‫ا ل أ س ا ن ي د ف ي م خط ٍ‬

‫وصلت مؤلفاتهم إلينا‪ ،‬وشيوخهم؛ وصول ًا إلى مصد ٍر أصل ٍي مزعوٍم‪ .‬وعند نقطة‬

‫أو أكثر يتقاطع فيها السند؛ نجد "شخصية ً رئيسة"ً ‪ .‬وإذا أمكن الإثبات أن شخصية ً‬

‫رئيسة ً قد نقَ لت رواية ً محددة ً من الحديث المعني؛ فتعُ تبر إما راو ياً مشترك ًا أو‬
‫راو ياً مشترك ًا جزئي ًا‪.‬‬

‫و ا ل أ س ا ن ي د ف ي ح د ذ ات ه ا ل ا ت ك ف ي ل إ ث ب ا ت م ك ا ن ة ا ل ش خ ص ي ة ا ل ر ئ ي س ة ‪ ،‬ب ل ي ن ب غ ي‬

‫ض ا أن يأ خ ذ في ال ا ع تبار أد لة المتن ‪ ،‬و س نق و م بذ لك م ن خ لا ل م ق ار نة‬


‫ع لى المر ء أي ً‬
‫ن من الروايات‪ ،‬التي ٺتقارب في شخصية ٍ واحدة ٍ‪ ،‬بدء ًا من‬
‫أ ك ب ر ِ ع د د ٍ م مك ٍ‬
‫ا ل ر و ا ي ا ت ا ل م حف و ظ ة ف ي ا ل م جم و ع ا ت ا ل م ب ك ر ة ا ل م ت ب ق ي ة ‪ ،‬و إ ذ ا ك ا ن ت ا ل م ت و ن ا ل ت ي ٺ ت ق ا ر ب‬

‫)‪ (1‬أجرى هندر يك كرامرز ‪ Hendrik Kramers‬في عام ‪ ،1953‬وجوز يف فان إس ‪Josef‬‬
‫ب‬
‫‪ ،van Ess‬في عام ‪ 1975‬تحليل ًا مشترك ًا للأسانيد ومتونها للروايات الإسلامية‪ ،‬ولـكن لأسبا ٍ‬
‫ل منهما في طر يقة التحليل هذه دون أن يلحظها أحد )انظر‪:‬‬
‫مختلفة ٍ فقد مرت مساهمات ك ٍ‬
‫موتزكي‪" ،‬التأريخ"‪ .( Motzki, “Dating,” 250.‬الأمر نفسه ينطبق على زمان‪ ،‬الذي لم ت ُنشر‬
‫أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في عام ‪ .1989‬وقد تمت صياغة المبادئ الأساسية لتحليل السند‬
‫والمتن في عام ‪ 1996‬م ِن قبِ ل غر يغور شولر ‪) Gregor Schoeler‬الطابع والأصالة ‪Character‬‬
‫‪ (und Authentie‬وهارالد موتزكي ‪") Harald Motzki‬إلى أين تذهب"‪.("Quo Vadis" ،‬‬
‫و يمكن العثور على أوصاف تحليل السند والمتن في‪ :‬موتزكي‪" ،‬مقتل ابن أبي الحقيق"‪Motzki, ،‬‬
‫;‪ “The Murder of Ibn Abī l-Ḥuqayq,” 174–175‬وموتزكي‪" ،‬التأريخ" ‪Motzki,‬‬
‫‪ “Dating,” 251–252‬وغورك‪" ،‬الايمان بالآخرة والتأريخ والراوي المشترك"‪Görke, .‬‬
‫‪“Eschatology, History and the Common Link,” 191ff.‬‬
‫|‪165‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫في شخصية ٍ رئيسة ٍ لها الصياغة نفسها ‪ -‬كلي ًا أو جزئي ًا ‪ -‬فإن هذه الشخصية الرئيسة‬

‫تعُ تبر راو ياً مشترك ًا جزئي ًا للمادة المشتركة‪ ،‬و بالمثل إذا )‪ (1‬كانت المتون )المعُ اد‬

‫بناؤها( المنقولة بواسطة عددٍ من الرواة المشتركين الجزئيېن و‪/‬أو واحد أو أكثر‬

‫من الناقلين المباشر ين)‪ (1‬على الصياغة نفسها مجدد ًا ‪-‬كلي ًا أو جزئي ًا‪ -‬و )‪ (2‬تمر عبر‬

‫ش خص ي ة ٍ ر ئ ي س ة ٍ أ ق د م ؛ ف ي ت م ا ل ت ع ا م ل م ع ه ذ ه ا ل ش خ ص ي ة ا ل ر ئ ي س ة ا ل أ ق د م ع ل ى أ ن ه ا‬

‫ي المشترك للمجموعة كلها‪ .‬ونعني بالراوي المشترك أول شخ ٍ‬


‫ص ينقل رواية ً‬ ‫الر او ٍ‬
‫أولية ً من السرد الذي قمنا بإعادة بنائه من خلال مقارنة متون الرواة المشتركين‬

‫الجزئيېن‪ .‬قد يكون الراوي المشترك مسؤول ًا عن صياغة هذه الروايات الأولية‪،‬‬
‫أ و ر ب م ا ق د تلق ا ه ا م ن م ص د ر ه ا ل مب اش ر ‪.‬‬

‫ي من هذين‬
‫إن مجرد استخدام تحليل السند والمتن ليس بإمكانه تحديد أ ٍ‬
‫الاحتمالين من المرجح أن يكون هو الحال‪ ،‬ولهذا السبب يمُكن للباحث‪ ،‬الذي‬
‫يعمل على تحليل السند والمتن فحسب‪ ،‬أن يقول القليل أو أن لا يقول شيئ ًا عن‬

‫ت‬
‫ث دون مستوى الراوي المباشر أو تأريخ تداوله‪ ،‬ولـكن هناك تقنيا ٍ‬
‫محتوى الحدي ٍ‬

‫أخرى يمُكن استخدامها لاستعادة هذا التأريخ‪ ،‬كما سنقترحه في القسم )‪ (5‬لاحق ًا‪.‬‬
‫و أ ي ة م حا و ل ة ٍ ل ق ي ا س ا ل ت ش ا ب ه أ و ا ل ا خ ت ل ا ف ب ي ن ر و ا ي ت ي ن أ و أ ك ث ر م ن ا ل س ر د ‪ -‬م ا‬

‫نعتبره معيار ًا شكلي ًا ‪ -‬هي محاولة ذاتية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ :‬يستلزم درجة ً عالية ً‬

‫)‪ (1‬نعني بعبارة "الناقلون المباشرون"؛ الرواة الذين )‪ (1‬تلقوا الحديث مباشرة ً من الشخصية الرئيسة‬
‫ت مصنفاتهم إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫و )‪ (2‬الذين تبق ْ‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|166‬‬

‫من الاتفاق النصي بين روايتين أو أكثر من السرد‪ ،‬من أجل القبول أن هذه‬

‫الروايات مشتقة ‪ -‬كلي ًا أو جزئي ًا ‪ -‬من رواية ٍ أولية ٍ مشتركة ٍ‪ ،‬ولهذا السبب نجد‬

‫أنه من الصعب إعادة بناء الصياغة الدقيقة للسرد المتداول م ِن قبِ ل الراوي‬

‫المشترك‪ ،‬أو تحديد ما إذا كانت رواية الراوي المشترك مبني ّة ٌ على سردٍ أقدم‪.‬‬

‫و يمكن معالجة هذا التحدي عن طر يق الجمع بين المعايير الشكلي ّة لتحليل المتن‬

‫و م ع ا ي ي ر أ خ ر ى م ض م و ن ي ة‪ .‬و ه ذ ا يع ن ي أ نه بع د ال ا نت ها ء م ن ا لت ح ل ي ل ا ل ش ك ل ي لل س ن د‬

‫و ا ل م ت ن ؛ ن ل ت ف ت إ ل ى م حت و ى ا ل ر و ا ي ة و ت أ ر ي خ ن ق ل ه ا ‪ ،‬د و ن م س ت و ى ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ‪،‬‬

‫ت مضمونية في السرد قد توُ فر أدلة ً حول تأر يخه المبكر‪.‬‬


‫بحث ًا عن مؤشرا ٍ‬

‫وفي بحثنا الحالي‪ ،‬هناك ثلاثة أنواع من المؤشرات‪ :‬أحدها يتعلق بمعنى كلمة‬

‫ص ع بة ‪ ،‬و آخ ر ي تع ل ق بالتغ يير في ف ه م ال ا لتز ام الش ر ع ي ‪ ،‬و الثالث ي تع ل ق بالتنبؤ ‪ .‬و م ن‬

‫خلال استكمال تحليلنا للسند والمتن بهذه الأنواع الثلاثة من المؤشرات؛ سنحاول‬

‫تحديد الفترة التي تم فيها تداول رواية وصية سعدٍ لأول مرة ٍ‪ ،‬وصياغتها الأولى‪،‬‬
‫و التغ ييرات الت ي ط ر أت ع لى تلك الص ياغ ة بمر و ر الو قت ‪.‬‬

‫‪ 4‬اﻟﺴ ﻨ ﺪ اﻟﻌ ﺎﺋ ﻠ ﻲ ﻟﻌ ﻤ ﺮ و ﺑ ﻦ اﻟ ﻘ ﺎر ي ‪:‬‬

‫يرتبط متن الرواية‪ ،‬الذي نهتم به‪ ،‬بإسنادٍ عائل ٍي يقُ ال إنه نشأ مع صحابي اسمه‬

‫عمرو بن القاري )انظر الشكل ‪.(1‬‬

‫و يكاد لا يعُ رف شيء ٌ عن عمرو بن القاري‪ .‬ووفق ًا لخليفة بن خ َي ّاط )الم ُتوفى‬
‫|‪167‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪240‬هـ‪854/‬م(‪ ،‬فقد كان أحد الصحابة الذين رووا الأحاديث عن النبي)‪،(1‬‬

‫إلى جانب ذلك؛ ي ُضيف علماء الرجال المتأخرون أن عمر ًا نقل رواية وصية‬

‫سعد)‪ ،(2‬وأنه عقب معركة حنين في شوال سنة ‪8‬هـ‪ /‬يناير )كانون الثاني( ‪630‬م‬

‫ن ي ُسمى الج ِعرانة)‪ .(3‬و يبدو أن المعلومات‬


‫ل له ا ل ن ب ي ت و ز ي ع ا ل غ ن ي م ة ف ي م ك ا ٍ‬
‫أوك َ َ‬

‫عن عمرو بن القاري مأخوذة ٌ من أسانيد ومتون الحديث قيد الدراسة هنا؛ وإلا‬

‫فإن علماء الرجال لا يعرفون شيئ ًا عن هذا الصحابي‪.‬‬

‫د ع و ن ا ا ل آ ن ن ف ح ص ا ل ش خ ص ي ا ت ا لر ئ ي س ة ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن خياط‪ ،‬الطبقات‪ ،‬ص‪.34‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬البخاري‪ ،‬التاريخ‪311 :6 ،‬؛ وابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح‪271-270 :6 ،‬؛ وابن قانع‪ ،‬المعجم‪،‬‬
‫‪.221-220 :2‬‬
‫)‪ (3‬حدد ابن هشام الشخص الذي أوكل إليه النبي توز يع الغنيمة على أنه مسعود بن عمرو الغفاري‬
‫)سيرة النبي‪ .(459 :2 ،‬ونظر ًا لأن هذا الصحابي المفترض هو شخصية ٌ غير معروفة ٍ تمام ًا؛ فإننا‬
‫نظن في أن الغفاري هو تحر يف لكلمة القاري‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|168‬‬
‫|‪169‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪َ .1 .4‬ﺲﱠﻔﺎن ﺑﻆ ﻄﺴﻂﻃ‬


‫الراوي البصري ع َ ّفان بن مسلم الص َ ّفار )‪220-134‬هـ( هو شخصية ٌ رئيسة ٌ‬

‫م ه م ة ٌ ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ) ا ن ظ ر ا ل ش ك ل ‪ . (1‬و ب ح س ب ا ل س ن د ‪ ،‬ف إ ن ا ب ن‬

‫س ع د و ا ب ن ح ن ب ل و أ ح م د ب ن م حمد بن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي أ خ ذ و ا ا ل ر و ا ي ة م ب ا ش ر ة ً ع ن‬

‫ع َ ّفان‪ .‬ونقل رواية ابن حنبل ك ٌ‬


‫ل م ن أ ب ي ن ع ي م و ا ل س ي و ط ي ‪ .‬و أم ا أ ح م د ب ن م حمد‬

‫بن عيسى القاضي فقد نقل روايته البيهقي وابن عساكر‪ .‬وتشمل مجموعة ع َ ّفان‪،‬‬

‫ضا‪ ،‬أحاديث المروزي والب َز ّار )كما ذكره الهيثمي( وال َ ّ‬


‫طحاَ وي وابن عبد البر‪،‬‬ ‫أي ً‬

‫وكلها مرتبطة ٌ بسندٍ وحيدٍ‪.‬‬

‫أول ًا‪ ،‬سنقارن روايات ابن سعد وابن حنبل‪ ،‬وهما ناقلان مباشران‪ .‬ثم‬

‫سنحاول إعادة بناء رواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي‪ .‬وأخير ًا‪ ،‬سن ُضيف إلى‬

‫ا ل م ق ا ر ن ة ا ل مت و ن م ن ن و ع خ ب ر ا ل و ا ح د ا لت ي ي ح م ل ه ا ا ل س ن د ا ل و ح ي د ‪.‬‬

‫المتن المركب )‪ (1‬يلُخص الروايات الكاملة لرواية ع َ ّفان بن مسلم)‪ .(1‬و يتم‬

‫الاستشهاد بالروايات غير المكتملة‪ ،‬والحديث الغر يب للهيثمي‪ /‬الب َز ّار‪ ،‬بشك ٍ‬
‫ل‬

‫ل‪.‬‬
‫م نف ص ٍ‬
‫المتن المركب )‪) (1‬ي ُشير الخط العر يض إلى العناصر المشتركة للسرد‪ ،‬وت ُشير‬

‫الأرقام المكتو بة بخط مرتفع إلى الروايات الفردية المرقمة أدناه(‪.‬‬

‫)‪ (1‬نشكر بهنام صادقي على اقتراحه بدمج المتون المتشابهة في متن مركب‪ ،‬والذي لا يوفر المساحة‬
‫ضا‪ ،‬على نقاط الاتفاق و‪/‬أو الاختلاف بين المتون الفردية‪.‬‬
‫فحسب؛ بل يسلط الضوء‪ ،‬أي ً‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|170‬‬

‫الروايات المتضمنة في المتن المركب ‪:1‬‬

‫‪ = 1‬ابن سعد ← ع َ ّفان بن مسلم‬

‫‪ = 2‬أحمد بن حنبل ← ع َ ّفان بن مسلم‬

‫‪ = 3‬البيهقي ← أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ← ع َ ّفان بن مسلم‬

‫‪ = 4‬ابن عساكر ← أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ← ع َ ّفان بن مسلم‬

‫‪ = 5‬ال َ ّ‬
‫طحاَ وي ← محمد بن علي بن داود البغدادي‬

‫المتن المركب‪:‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬أن رسول الله )ص( ق َدِم َ ]مكة[ ‪ ،5 ،4‬و َخ َل ّف سعدًا مر ي ً‬


‫ض ا؛ ح ي ث خ رج‬

‫إلى ح نين ‪.‬‬

‫جعرانة‪ ،‬معتمر ًا؛ دخل عليه؛ وهو وجع مغلوب‪.‬‬


‫‪ 1‬ب‪ .‬فلماّ َق َدِم َ من ]الـ[ ‪ِ 5 ،3 ،1‬‬

‫رسول ال َل ّه‪ ،‬إن لي مال ًا‪ ،‬وإني أور َ ُ‬


‫ث‬ ‫‪3‬‬ ‫] لـ[‬ ‫‪5 ،4 ،2 ،1‬‬ ‫‪ 2‬أ‪ .‬ف ق ا ل ] س ع د [ ‪ ] " :‬يا[‬

‫كلالة ً‪] ،‬أ[ ‪ 2 ،1‬فأوصى بمالي ]كله[ ‪ 5 ،2‬أو أتصدق ]به[ ‪5 ،2 ،1‬؟" قال ]رسول‬

‫الله )ص([‪" :‬لا"[ ‪.5 ،4 ،2 ،1‬‬

‫ف أ و ص ي ب ث ل ثي ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه ) ص ( [ ‪ " :‬ل ا " [‬ ‫‪2 ،1‬‬ ‫‪ 2‬ب ‪ ] .‬قال ] س ع د [‪]" :‬أ[‬

‫‪.5 ،2 ،1‬‬
‫‪،1‬‬ ‫‪ 2‬ج ‪ ] .‬ق ا ل ] س ع د [ ‪ ] " :‬أ [ ف أ و ص ي ب ش ط ر ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله ) ص ( [ ‪" :‬لا " [‬

‫‪..‬‬
‫بثلثه ؟" ق ا ل ] ر س و ل الله‬ ‫‪5 ،4 ،2 ،1‬‬ ‫فأو ص ي [‬ ‫‪4 ،2 ،1‬‬ ‫‪ 2‬د ‪] .‬قال ] س ع د [‪]" :‬أ[‬
‫|‪171‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫)ص([‪" :‬نعم‪ ،‬و]ذلك[ ‪] 1‬ذاك[ ‪ 5 ،4 ،3 ،2‬كثير" ]أو كبير"‪.1 [.‬‬

‫‪ 3‬أ‪ .‬قال ]سعد[‪" :‬أي رسول الله ]أ ]فـ[ ‪ 5‬ميت أنا[ ‪] 5 ،1‬أموت[ ‪] ،2‬أصيب[‬

‫‪] 3‬آمنت[ ‪ 4‬بالدار التي خرجت منها مهاجر ًا؟" قال ]رسول الله )ص([‪" :‬إني‬
‫‪3‬‬ ‫]وأن ي ُكاد[‬ ‫‪5‬‬ ‫]في ُنكأ[‬ ‫‪2 ،1‬‬ ‫لأرجو أن يرفعك الله ]عز وجل[ ‪] ،3‬فينكأ[‬

‫بك أقوام‪] ،‬و ينتفع[ ‪] 4 ،3 ،1‬ينفع[ ‪] 4 ،3 ،1‬ي ُنفع[ ‪ 5‬بك آخرون‪.‬‬


‫‪،3 ،2 ،1‬‬ ‫‪ 3‬ب ‪ .‬يا ع مر و بن الق ار ي ‪ ،‬إن م ات س ع د بع د ي ؛ ] ف ه اه ن ا ] ف ـ[ ‪ 2‬اد فنه [‬

‫‪] 4‬فادفنه ها هنا[ ‪] 5‬يعني[ ‪] 5‬نحو[ ‪] 5 ،3 ،2 ،1‬عن[ ‪ 4‬طر يق المدينة"‪ .‬وأشار‬

‫بيده ]هكذا[ ‪.5 ،3 ،2 ،1‬‬


‫إن الروايات‪ ،‬الموجودة لدى ابن سعد)‪ (1‬وأحمد بن حنبل)‪ (2‬متطابقة ُ تقر يب ًا‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬فمن المحتمل أن كليهما يشتركان في ع َ ّفان بن مسلم كمصد ٍر مشتر ٍ‬


‫ك‪.‬‬

‫دعونا نقُ ارن متون هذين الناقلين المباشر ين مع المتون الأخرى المنسو بة إلى‬
‫ع َ ّفان‪.‬‬

‫يمُكن إعادة بناء رواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي )الم ُتوفى ‪280‬هـ‪-893/‬‬

‫)انظر‪ :‬المتن المركب ‪ .(1‬إن‬ ‫عساكر)‪(4‬‬ ‫و ابن‬ ‫البيهقي)‪(3‬‬ ‫‪8 9 4‬م ( م ن م ج م و ع ت ي‬

‫)‪ (1‬ابن سعد‪ ،‬الطبقات‪.135 :3 ،‬‬


‫)‪ (2‬ابن حنبل‪ ،‬المسند‪ ،125 :27 ،‬رقم ‪ .16584‬وتم الاستشهاد برواية ابن حنبل‪ ،‬بالكامل‪ ،‬م ِن قبِ ل‬
‫أبي نعيم )معرفة الصحابة‪ ،(1995-1994 :3 ،‬وجزئي ًا وصية سعد فحسب م ِن قبِ ل السيوطي )الدر‬
‫المنثور‪.(155 :5 ،‬‬
‫)‪ (3‬البيهقي‪ ،‬السنن الـكبرى‪.19-18 :9 ،‬‬
‫)‪ (4‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪.337-336 :20 ،‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|172‬‬

‫ا ل ا خ ت ل ا ف ا ل ر ئ ي س ب ي ن ا ل ر و اي تي ن ي ك م ن ف ي ا ل ب ن د ي ن ‪ 2‬أ و ‪ 2‬د ‪ .‬و ب حس ب ا لب ي هق ي ‪،‬‬

‫فقد سأل سعد النبي سؤال ًا واحدًا‪» :‬أفأوصي بمالي أو أتصدق بثلثه؟«)*‪.(8‬‬

‫و بحسب ابن عساكر‪ ،‬فإن سعدًا يسأل أول ًا‪» :‬أفأوصي بمالي أو أتصدق به؟«‪.‬‬

‫و بعد تلقي إجابة سلبية‪ ،‬يسأل عما إذا أمكن أن يترك ثلث ممتلكاته‪ .‬فيوُ افق النبي‪.‬‬

‫و ف ي ك ل ر و ا ي ة أ خ ر ى ف ي م ج م و ع ت ن ا ‪ ،‬ب ا س ت ث ن ا ء ر و ا ي ة ا ل ب ي هق ي ‪ ،‬ي ب د أ س ع د ح د ي ث ه‬
‫مع النبي بالسؤال عما إذا أمكن أن يوُ صي بثروته )على الأرجح كلها(‪ .‬ولهذا‬

‫السبب‪ ،‬فإننا نميل إلى اعتبار حذف البيهقي لهذا السؤال خطأ ً كتابي ًا‪ .‬وإذا كان‬

‫ق‬
‫ل د قي ٌ‬
‫ا ل أ م ر ك ذ ل ك ‪ ،‬ف إ ن ر و ا ي ة ا ب ن ع س ا ك ر ا ل م ك و ن ة م ن س ؤ ا ل ي ن ‪ ،‬ي ب د و أ ن ه ا ت مث ي ٌ‬

‫لرواية أحمد بن محمد بن عيسى القاضي‪ ،‬بصفته الراوي المشترك الجزئي)‪ .(1‬و يبدو‬

‫أ ن ه ذ ه ا ل ر و ا ية ل م ت ض م ا ل ب ن د ي ن ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج ‪.‬‬

‫إ ن أ ه م ف ر ق ب ي ن ر و ا ي ا ت ن ا ‪ -‬ا ل م ع ا د ب ن ا ؤ ه ا ل ر و ا ي ة أ ح م د ب ن م حمد بن ع ي س ى الق ا ض ي ‪،‬‬

‫م ن ج ه ة ‪ ،‬و ا ل ر و ايا ت ا ل م و ج و د ة ف ي ا ب ن س ع د و ا ب ن ح ن ب ل ‪ ،‬م ن ج ه ة أ خ ر ى ‪ -‬ي ت ع ل ق‬

‫ب ا ل م حا د ث ة ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي ‪.‬‬

‫)*‪ (8‬لم أقف عليها‪.‬‬


‫)‪ (1‬أضاف المحقق المجهول للطبعة الأولى من البيهقي‪ .‬السنن الـكبرى )حيدر أباد‪-1344 ،‬‬
‫ضا أسئلة سعد‬
‫‪1355‬هـ‪1938-1925/‬م(‪ ،‬بين قوسين‪ ،‬ليس مجرد الإشارة إلى "مالي كله"‪ ،‬ولـكن أي ً‬
‫حوالي ثلثي ونصف ماله‪ .‬ولم يحدد هو‪ ،‬ولا محمد عبد القادر عطاء‪ ،‬محقق طبعة ‪) 2003‬بيروت‪:‬‬
‫دار الـكتب العلمية(‪ ،‬ما إذا كان التعديل مبني ًا على مخطوطة أخرى أم على رواية أخرى تنتمي‬
‫إلى عائلة السند والمتن نفسه‪ .‬ولهذا السبب لا ينبغي اعتبار التعديل جزء ًا من نص البيهقي الأصلي‪.‬‬
‫|‪173‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ي ُذكر في البنود ‪ 2‬أ – ج‪ ،‬في ابن سعد وابن حنبل أن سعدًا سأل عما إذا‬

‫أمكن أن يوصي بثروته أو يوزعها كصدقة )يفُ ترض أنها كلها أو ثلثيها أو نصفها(‪،‬‬

‫ع ل ى ا ل ت و ا لي ‪ .‬و ف ي ك ل ح ا لة ‪ ،‬ي ق و ل ا ل ن ب ي ‪ » :‬ل ا « ‪ .‬و ل ـ ك ن ف ي ر و ا ي ة ا ل ق ا ض ي ؛ ي غ ي ب‬

‫البندان ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج؛ أي أن سعدًا يسأل عما إذا أمكن أن يوُ صي بثروته كلها‪،‬‬

‫و بعد تلقي رد سلبي‪ ،‬يستفسر عن ثلثها؟ في ُجيب النبي‪ :‬بـ»نعم‪ ،‬وهذا كثير«‪ .‬وأما‬

‫البند ‪ ،3‬في رواية القاضي فتتطابق – مجدد ًا ‪ -‬مع البند المقابل في ابن سعد وابن‬

‫حنبل‪ .‬إن مستوى الاتفاق بين المتون‪ ،‬الموجودة في ابن سعد وابن حنبل وأحمد‬

‫ي نقله إليهم ع َ ّفان‬


‫بن محمد بن عيسى القاضي‪ ،‬ت ُشير إلى أنها تشترك في سرد ٍأساس ٍ‬
‫بن م س لم‪.‬‬

‫دعونا نتفحص الآن رواية المروزي والب َز ّار )كما نقلها الهيثمي( وال َ ّ‬
‫طحاَ وي‬

‫وابن عبد البر ؛ في محاولة لتحديد صيغة و بنية متن ع َ ّفان‪ ،‬والإجابة على سؤال عما‬
‫إ ذ ا ك ا ن ي ت ض م ن ا ل ب ن د ي ن ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج ‪ ،‬ح ي ث يس ت ف س ر س ع د ع ن ثلث و نص ف‬

‫م مت ل ك ات ه ‪.‬‬

‫‪ 1 .1 .4‬ا'‪2‬ﺮوزي )ا'ُ‪2‬ﺎﻌﺸ[ ‪294‬ﻊـ‪907-906/‬م( ﺲﻆ ﻄﺗ‪2‬ﺛ‬


‫ﺑﻆ ﻏﺗﻐ[ ﺲﻆ َﺲﱠﻔﺎن ﺑﻆ ﻄﺴﻂﻃ‬
‫البندان ‪ 1‬و ‪ ،2‬من هذا المتن‪ ،‬متطابقان مع البنود المقابلة في ابن سعد وابن‬

‫حنبل‪ ،‬مع استثناءٍ بسيط‪ ،‬إلا أن البند ‪ ،3‬وهو يتضمن موضوع الهجرة‪ ،‬غائ ٌ‬
‫ب‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|174‬‬

‫عند المروزي)‪ .(1‬وكان هذا ‪ -‬على الأرجح ‪ -‬حذف ًا متعمدًا‪ ،‬فالمروزي ي ُسجل رواية‬

‫وصية سعد في فصل مخصص للوصايا‪ ،‬وهو موضوع لا علاقة له بخوف سعد من‬

‫الموت في مكة بعد أن تركها مهاجر ًا منها‪ ...‬يبدو أن المروزي شعر بالحر ية في حذف‬

‫بند من رواية وصية سعد‪ ،‬اعتبره غير ذي صلة باهتمامه المباشر‪.‬‬

‫‪ 2 .1 .4‬اﻟﱠﻄَﺤﺎوي )اﻟُﻤﺘﻮﻓﻰ ‪321‬ﻫـ‪933/‬م( ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ‬


‫داود اﻟﺒﻐﺪادي )اﻟُﻤﺘﻮﻓﻰ ‪280‬ﻫـ‪894-893/‬م(‬
‫المتن مطابق لذلك الموجود عند ابن سعد وابن حنبل مع بعض الاختلافات‬

‫ف ر ئ ي س و ح ي د ‪ .‬و ا ل ا خ ت ل ا ف ا ل ر ئ ي س ه و ح ذ ف ا لب ن د ‪2‬‬
‫و اخ تلا ٍ‬ ‫الط ف يف ة )‪( 2‬‬

‫ج؛ حيث يسأل سعد النبي عما إذا كان يوُ صي بنصف )شطر( ثروته‪ .‬ولقد‬

‫لاحظنا ‪-‬بالفعل‪ -‬أن كلاً من هذه الفقرة والبند ‪ 2‬ب )الثلثين( غائبان في‬

‫ا ل ر و ا ي ة ا ل ت ي س جل ه ا أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي ‪ .‬و ي ن م ّ ع د م و ج و د ا ل ب ن د ‪ 2‬ج‬

‫طحاَ وي على أن رواية ع َ ّفان بن مسلم ر بما لم ٺتضمن هذا البند‪ ،‬ولا يزال‬
‫في ال َ ّ‬

‫يتعيَ ّن تحديد ما إذا كان الأمر كذلك أم لا؛ بناء ً على المقارنة مع الروايات‬

‫الأخرى عن طر يق ع َ ّفان‪.‬‬

‫)‪ (1‬المروزي‪ ،‬ال ُ ّ‬


‫سن ّ َة‪ ،‬ص‪ ،75‬رقم ‪ .261‬وهنا شرع النبي في مداهمة خيبر‪ .‬ومن الواضح أن الناسخ‬
‫اللاحق استبدل خطًأ ً خيبر ًا بحنينٍ‪ .‬فهيكل الكلمتين من حيث الشكل متطابقان تقر يب ًا‪.‬‬
‫)‪ (2‬ال َ ّ‬
‫طحاَ وي‪ ،‬شرح مشكل الأثار‪ ،221 :13 ،‬رقم ‪.5223‬‬
‫|‪175‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ 3 .1 .4‬اﻟﻬﻴﺜﻤﻲ )اﻟُﻤﺘﻮﻓﻰ ‪807‬ﻫـ‪1405-1404/‬م( ← اﻟﺒﺰ ﱠار‬


‫)اﻟُﻤﺘﻮﻓﻰ ‪292‬ﻫـ‪905-904/‬م( ← أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ‬
‫ﷲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ← َﻋﱠﻔﺎن ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ي ُسجل العلامة البصري أحمد بن عمرو الب َز ّار )الم ُتوفى عام ‪292‬هـ‪905/‬م( في‬

‫م ُسنده العديد من الأحاديث التي لا توجد في الـكتب الستة‪ ،‬التي اعتبرها أهل‬

‫ال ُ ّ‬
‫س َن ّة فيما بعد قانونية ً)‪ .(1‬و بعد أكثر من نصف ألفية ٍ‪ ،‬تم تجميع هذه الأحاديث‬

‫التي خارج الـكتب الستة )المعروفة بـالزوائد( في مجموعة ٍ منفصلة ٍ م ِن قبِ ل العال ِم‬

‫القاهري نور الدين الهيثمي )الم ُتوفى ‪807‬هـ‪1405/‬م()‪ .(2‬و يستشهد الهيثمي هنا‬
‫ل من رواية وصية سعد دون تحديد م َن توسط بينه و بين الب َز ّار‪ .‬ومن الغر يب‬
‫ب بد ي ٍ‬
‫أن هذه الرواية غير موجودة في نصوص مسند الب َز ّار)‪.(3‬‬
‫‪ 1‬أ‪ .‬أن رسول الله )ص( ق َدِم َ مكة؛ فخ َل ّف سعدًا حين خرج إلى حنين‪.‬‬
‫‪ 1‬ب‪ .‬فلما فرغ من الجعرانة‪ ،‬معتمر ًا؛ دخل عليه؛ وهو مر يض‪.‬‬

‫س ُ َن ّة مصنفات الحديث للبخاري‬


‫)‪ (1‬بحلول نهاية القرن الرابع الهجري‪/‬العاشر الميلادي‪ ،‬اعتبر أهل ال ّ‬
‫ومسلم وأبي داود والنسائي على أنها مصنفات قانونية‪ .‬وفي القرن التالي‪ُ ،‬أضيف سنن الترمذي‬
‫وابن ماجة إلى قائمة المصنفات القانونية‪ ،‬والتي أصبحت تعُ رف باسم "الـكتب الستة" )حول عملية‬
‫التقديس ‪ ،canonization‬انظر‪ :‬براون‪ ،‬الحديث‪.(Brown, Hadith, 38–39 .‬‬
‫)‪ (2‬الهيثمي‪ ،‬الـكشف‪ ،140 :2 ،‬رقم ‪.1383‬‬
‫)‪ (3‬على أن غياب هذه الرواية في مسند الب َز ّار ينم ّ إلى أن الهيثمي إما عمل بنسخة ٍ مختلفة ٍ من هذا‬
‫ص آخر ٍ‪ .‬ومطلوب مز ي ٍد من العمل على العلاقة بين كتاب الـكشف‬
‫النص أو وجد الرواية في ن ٍ‬
‫للهيثمي ومسند الب َز ّار‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|176‬‬

‫‪ 2‬أ‪ .‬فقال ]سعد[‪" :‬يا رسول الله‪ ،‬إن لي مال ًا‪ ،‬وإنما يرثني كلالة‪ ،‬أفأوصي‬

‫ب ما ل ي ك له أ و أ ت ص د ق ب ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه [ ‪ " :‬ل ا " ‪.‬‬

‫‪ 2‬ب ‪ .‬ق ا ل ] س ع د [ ‪ " :‬أفأتص د ق بثلثيه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله [ ‪ " :‬ل ا " ‪.‬‬

‫‪ 2‬ج ‪ .‬ق ا ل ] س ع د [ ‪ " :‬ف ب ش ط ر ه ؟ " ق ا ل ] ر س و ل الله [ ‪ " :‬ل ا " ‪.‬‬

‫‪ 2‬د ‪ .‬ق ا ل ] س ع د [ ‪ " :‬ف أ ت ص د ق ب ث ل ث ه " ؟ ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه [ ‪ " :‬ن ع م ‪ ،‬و ذ ل ك ك ث ي ر" ‪.‬‬

‫‪ 3‬أ‪ .‬ق ا ل ] س ع د [ ‪ " :‬إني ‪ ،‬يا ر س و ل الله ‪ ،‬أخ اف أن أد ف ن ف ي ها ‪ ،‬أو في المو ض ع‬

‫ت منه مهاجر ًا"‪ ،‬قال ]رسول الله[‪" :‬لا‪ ،‬إني لأرجو أن يرفعك‬
‫الذ ي خ ر ج ُ‬

‫ا ل ل ه " ‪ ،‬ي ع ن ي ‪ " :‬ف ي ن ف ع ب ك أ ق و ا م ‪ ،‬و ي ض ر ب ك آ خ ر و ن ‪ ،‬ي ا ع م ر و! " ‪.‬‬

‫‪ 3‬ب ‪ " .‬إ ن م ا ت س ع د ه ه ن ا ؛ ف ا د ف ن ه ن حو ط ر يق المد ي نة " ‪ ،‬و أ ش ا ر ب ي د ه ه ك ذ ا ‪.‬‬


‫وتختلف الرواية‪ ،‬التي نقلها الهيثمي‪/‬الب َز ّار‪ ،‬في عدة نوا ٍ‬
‫ح ع ن ا ل ر و ايا ت ا ل أ خ ر ى‬

‫المنقولة برواية ع َ ّفان بن مسلم‪:‬‬

‫‪ .1‬الاختلاف الأبرز يتعلق بكلمة كلالة‪ .‬ففي الروايات‪ ،‬المذكورة أعلاه‪،‬‬

‫يقول سعد‪ُ " :‬أورث كلالة" )"أنا موروث في حالة عدم وجود والد أو‬

‫ولد"(‪ .‬هنا ت ُشير كلمة كلالة إلى الميت‪ ،‬أي إلى سعدٍ نفسه‪ .‬وفي المتن‪،‬‬

‫الذي سجله الهيثمي‪/‬الب َز ّار‪ ،‬يقول سعد‪ :‬إنما يرثني كلالة )"سأورث م ِن قبِ ل‬

‫شخ ٍ‬
‫ص غير الوالد أو الولد"( ‪ -‬وهنا ت ُشير كلمة كلالة إلى الورثة أياً كانوا‪.‬‬

‫‪ .2‬في البند ‪ 1‬ب عند الهيثمي‪/‬الب َز ّار‪" :‬فلما فرغ من الجعرانة"؛ بدل ًا من‪" :‬فلما‬
‫ق َدِم َ من الجعرانة"‪ ،‬كما هو الحال في الروايات الأخرى من طر يق ع َ ّفان‬
‫|‪177‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ب ن م س ل م ‪ .‬و ف ي ا ل ب ن د ن ف س ه لد ى ا ل ه ي ث م ي ‪ " :‬و ه و م ر ي ض " ‪ ،‬ب ي ن م ا ف ي س ا ئ ر‬

‫الروايات‪ ،‬التي تمر عبر ع َ ّفان بن مسلم‪ ،‬جميعهم لديهم‪" :‬وهو و َج ٌع مغلو ٌ‬
‫ب"‪.‬‬

‫ف إ ن ا س ت خ د ا م ا ل ف ع ل ﻓ ر غ س م ة ٌ ف ر يد ة م ن س ما ت م ت ن ال ه ي ث م ي ‪ .‬و ف ي م ك ا ن‬

‫آخر‪ ،‬تم العثور على عبارة‪" :‬وهو مر يض"‪ ،‬مجدد ًا‪ ،‬في مجموعة عمرو بن‬

‫القاري و‪ 6‬مرات في مجموعة وصية سعد الأكبر حجم ًا)‪.(1‬‬

‫‪ .3‬في البندين ‪ 2‬ب و ‪ 2‬د‪ ،‬استخدم الهيثمي‪/‬الب َز ّار الفعل‪ ":‬ت َص َ ّد َ‬


‫ق" بدل ًا من‬

‫الف ع ل ‪" :‬أو ص ى "‪.‬‬

‫‪ .4‬لا تحتوي الفقرة ‪ 2‬ج‪ ،‬في رواية الهيثمي‪/‬الب َز ّار‪ ،‬على فعل‪ .‬هذا الغياب‬
‫يمُيزها بوضو ٍ‬
‫ح على ُأسس أسلو بية عن البنود المحيطة‪ .‬ففي نص متجانس‬

‫أسلو بي ًا‪ ،‬يتوقع المرء أن يجد تواز ياً نحو ياً ‪ .‬و ي ُشير هذا التذبذب الأسلو بي‬

‫إلى أن البند ‪ 2‬ج لم يكن جزء ًا من الرواية الذي تلقاها الب َز ّار ‪ -‬أو شيخه‬
‫أحمد بن محمد بن عبد الله ‪ -‬م ِن ع َ ّفان بن مسلم‪.‬‬

‫‪ .5‬تختلف صياغة البند ‪ 3‬أ‪ ،‬التي سجلها الهيثمي‪/‬الب َز ّار‪ ،‬اختلاف ًا كبير ًا عن‬

‫صياغة سائر الروايات عن طر يق ع َ ّفان بن مسلم‪ .‬ففي بداية البند‪ ،‬يعُ ب ِّر‬
‫سعد عن خوفه من أن ي ُدفن "فيها" )أخاف أن أدفن فيها(‪ ،‬أي في مكة‪.‬‬

‫)‪ (1‬زمان‪" ،‬التطور"‪ ،‬ص‪) 218‬رقم ‪) 219 ،(55‬رقم ‪) 220 ،(63‬رقم ‪) 222 ،(64‬رقم ‪225 ،(73‬‬
‫)رقم ‪ ،(88‬و‪) 228‬رقم ‪.(103‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|178‬‬

‫وت ُشير هذه الصياغة إلى تأثير مجموعة الروايات حول "أبناء سعد الثلاثة")‪،(1‬‬

‫و ا ل ت ي ه ي ج ز ء ٌ م ن م ج م و ع ة أ ك ب ر م ن ا ل ر و ايا ت ح و ل و ص ي ة س ع د ‪.‬‬
‫و يتعلق اختلافان‪ ،‬من الاختلافات السابقة‪ ،‬بالمضمون الفقهي‪ (1) :‬تعر يف‬

‫الكلالة و )‪ (2‬الصدقات مقابل الوصايا‪ ،‬أما البنود الأخرى‪ ،‬فهي اختلافا ٌ‬


‫ت‬

‫نصية ٌ أقل أهمية ً في الجمل الفردية للمتن‪.‬‬

‫كِل هذه الاختلافات مجتمعة ً انحراف ًا شاذ ًا عن الأنماط السردية في المتون‬


‫وت ُش ّ‬

‫الأخرى التي تلتقي في ع َ ّفان بن مسلم‪ .‬كيف لنا أن نفسر هذه الظاهرة؟ من‬

‫المحُتمل أن الرواية التي سجلها الهيثمي‪/‬الب َز ّار لا تنتمي لمجموعة عّ َ ّفان‪ .‬و ُ‬
‫ي حت م ل‬

‫ضا أن المتن الأصلي للب َز ّار كان م ُشابه ًا لمتن ع َ ّفان‪ ،‬ولـكن تم تعديله أثناء انتقاله‬
‫أي ً‬

‫إ ل ى ا ل ه ي ث م ي ‪ .‬و ل ا ي مك ن ن ا تأ ك ي د أ و ر ف ض أ ي م ن ا ل ا ح ت م ا ل ي ن ع ل ى أ س ا س ا ل أ د ل ة‬

‫المو ج و د ة في ال أ س انيد ‪.‬‬


‫ولم يحدد الهيثمي المصدر الذي تلقى منه رواية الب َزّار‪ .‬ودون مستوى الب َزّار‪،‬‬

‫يمر السند عبر أحمد بن محمد بن عبد الله‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن المتن الشاذ الموجود في مجموعة‬

‫ط بإسنا ٍد شا ٍذ‪ ،‬على ح ٍد سواء‪ .‬و بسبب عدم اليقين الناتج؛ يجب‬
‫الهيثمي مرتب ٌ‬

‫ل على محتو يات رواية ع َ ّفان بن مسلم‪.‬‬


‫استبعاد الرواية التي سجلها الهيثمي كدلي ٍ‬

‫)‪ (1‬إن الروايات المنسو بة لأبناء سع ٍد الثلاثة تلُقي الضوء على خوف سع ٍد من الموت في مكة‪ .‬الجملة‪:‬‬
‫ت منها‪ ،‬وهي واحدة ٌ من أكثر عناصر السرد استقرار ًا في‬
‫ت أن أموت بالدار التي هاجر ُ‬
‫خشي ُ‬
‫ت هذه الجملة‪،‬‬
‫هذه الروايات )زمان‪" ،‬التطور"‪ .(Zaman, “Evolution,” 169–171 .‬وقد أثر ْ‬
‫ك‪ ،‬على صياغة الب َز ّار‪ :‬أخاف أن أدفن فيها‪ ،‬أو في الموضع الذي خرج ُ‬
‫ت منه مهاجر ًا‪.‬‬ ‫بلا ش ٍ‬
‫|‪179‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬
‫َ ﱠ‬
‫‪ 4 .1 .4‬اﺑﻦ ﻋ‪/‬ﺪ اﻟ‪ 23‬ﺑﺮوا‪6‬ﺔ ﻋﻔﺎن ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ‬

‫ل ا ي تض م ن نص ر و ا ي ة ابن ع بد البر س و ى البنو د ‪ 1‬أ و ‪ 1‬ب و ‪ 2‬أ م ن ر و ا ي ة‬

‫وصية سعد)‪.(1‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬أن رسول الله )ص( ق َدِم َ مكة عام الفتح؛ فخ َل ّف سعدًا مر ي ً‬
‫ض ا؛ ح ين‬

‫خ ر ج إ ل ى ح ن ين ‪.‬‬

‫‪ 1‬ب‪ .‬فلماّ ق َدِم َ من الجعرانة‪ ،‬معتمر ًا؛ دخل عليه؛ وهو وجع مغلوب‪.‬‬

‫‪ 2‬أ‪ .‬فقال ]سعد[‪" :‬يا رسول الله‪ ،‬إن لي مال ًا‪ ،‬وإني أور َث كلالة ً؛ أفأوصي‬

‫بمالي كله‪ ،‬أو أتصدق بمالي كله؟" قال ]رسول الله )ص([‪" :‬لا"‪ ،‬وذكر‬

‫ا ل حد ي ث ‪.‬‬

‫ي حد د ا ب ن ع ب د ا ل ب ر أ ن ا ل ل ق ا ء ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي ح د ث ف ي ع ا م ا ل ف ت ح ب ع د د خ و ل‬
‫و ُ‬
‫محمد مكة لأداء الع ُمرة‪ .‬هذا التوصيف الزمني‪ ،‬الذي لا يوجد في الروايات‬

‫الأخرى التي نقلها ع َ ّفان بن مسلم‪ ،‬لا بد أنه قد أضافه إلى متن ع َ ّفان أحد الرجال‬

‫ا ل ذ ين ن ق ل و ه إ ل ى ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ‪.‬‬

‫و بما أن السند الذي ير بط ابن عبد البر بع َ ّفان لا يتضمن أسم ًا من أسماء الرواة‬
‫المتوسطين؛ فمن المستحيل تحديد التسلسل الزمني أو أصل تحديده الزمني‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‪ .377-376 :8 ،‬قبل الاستشهاد بالبند ‪ 2‬أ‪ ،‬قال ابن عبد البر‪ :‬وذﻛر اﻟﺣدﯾث؛‬
‫مشير ًا إلى أنه اختصر المتن‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|180‬‬

‫‪ 5 .1 .4‬ﺧﻼﺻﺔ‪ :‬ر واﻳﺔ َﻋﱠﻔﺎن ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ‬


‫إذا استبعدنا من تحليلنا الرواية الشاذة للهيثمي‪/‬الب َز ّار ؛ في ُمكننا قول ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬إن ع َ ّفان بن مسلم هو إما را ٍو مشترك أو را ٍو مشتر ٍ‬


‫ك ج ز ئ ي ف ي م جمو ع ة ع مر و‬

‫بن القاري‪ .‬و يمُثل النص المكتوب بخط عر يض في المتن المركب ‪ 1‬العناصر‬

‫السردية الأكثر استقرار ًا‪ ،‬التي يمُكن ر بطها برواية عّ َ ّفان‪ .‬و يمكن تلخيص هذه‬
‫الع ناص ر ع لى النح و ال آ تي ‪:‬‬

‫ض ا ) ا ل ب ن د ‪. (1‬‬
‫‪ -‬عندما يغُ ادر حنين؛ يترك النبي سعدًا مر ي ً‬

‫‪ -‬عند عودته من الج ِعرانة لأداء فر يضة العمرة؛ يزور النبي سعدًا‪ ،‬وهو لا‬

‫ضا و يخشى الموت )البند ‪.(2‬‬


‫يز ال م ر ي ً‬

‫‪ -‬ي ُشير سعد إلى نفسه على أنه شخص سيموت‪ ،‬وهو يترك أشخاص آخر ين غير‬

‫الوالدين أو الأبناء كورثة ٍ له ) ُأور َث كلالة ً( )البند ‪ 2‬أ(‪.‬‬

‫‪ -‬يتفاوض سعد مع النبي على نسبة ماله التي يوُ صي بها أو يوُ زعها صدقة‪ً.‬‬

‫و يوُ افق النبي على الثلث )البندان ‪ 2‬أ و ‪ 2‬د(‪.‬‬

‫‪ -‬يخشى سعد أن يموت في المكان الذي هاجر منه‪ ،‬والنبي يعُ بر عن أمله في‬

‫أن يرفع الله سعدًا )بند ‪ 3‬أ(‪.‬‬

‫‪ -‬ي أ م ر ا ل ن ب ي ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي أ ن ه إ ذ ا م ا ت س ع د ف ي م ك ة ؛ ف ع ل ي ه د ف ن ه ف ي ا ت جا ه‬

‫المد ي نة ‪.‬‬
‫‪ .2‬تعوق حالات التغاير النصي التالية جهودنا الرامية لإعادة بناء عدة أجزاء ٍ‬
‫|‪181‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫م ن ر و ا ي ة ا ل ر ا و ي ا ل مش ت ر ك ا ل جز ئ ي ‪:‬‬

‫‪ -‬ليس من الواضح ما إذا كان نص ع َ ّفان قد تضمن البندين ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج؛‬

‫حيث يسأل سعد عما إذا أمكن أن يوُ صي بثلثي ثروته أو نصفها )شطر(‪ .‬ولا‬

‫ي و ج د أ ي م ن ا ل ب ن د ي ن ف ي ر و ا ي ة ا ل ر ا و ي ا ل مش ت ر ك ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى‬

‫القاضي‪ .‬كما أن البند ‪ 2‬ج ليس جزء ًا من متن ال َ ّ‬


‫طحاَ وي‪ .‬وقد تم تضمين كلا‬

‫ا ل ب ن د ي ن ف ي ا ل م ت ن ا ل ذ ي س جل ه ك ٌ‬
‫ل م ِن ابن حنبل وابن سعد والمروزي)‪.(1‬‬

‫‪ -‬في البند ‪ 1‬أ‪ ،‬أد خ ل ال َ ّ‬


‫طحاَ وي وابن عساكر اسم مكة‪ .‬ونظر ًا لأن هذه‬

‫روايات متأخرة من السرد؛ فر بما لم تكن كلمة "مكة" موجودة ً في رواية ع َ ّفان‪.‬‬

‫‪ -‬في البند ‪ 3‬أ‪ ،‬تم استخدام أر بعة تعبيرا ٍ‬


‫ت مختلفة ٍ لوصف خوف سعد من‬

‫ت‪ُ ،‬أصيب‪ ،‬وآمن ُ‬


‫ت"؛ تستخدم مرة‬ ‫ت أنا"؛ مرتين‪" ،‬أمو ٌ‬
‫الموت في مكة‪" :‬أمي ٌ‬

‫ت‪ُ ،‬أصيب" إلى‬ ‫واحدة‪ .‬و ي ُشير التشابه بين الشكل الهيكلي للكلمات‪" :‬أمو ٌ‬
‫ت ‪ ،‬آمن ُ‬
‫ت"‬
‫أن هذه التعبيرات الثلاثة‪ ،‬وهي بدائل لشكل هيكلي واحد‪ .‬قد نستبعد "آمن ُ‬

‫على أساس أنه لا معنى له‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬وقد نستبعد " ُأصي ُ‬
‫ب"؛ على أساس أنه‬

‫ت" كالشكل الأصلي المحتمل‪ .‬ومن‬


‫قد يعني الج ُرح وليس الموت‪ .‬وهذا يترك "مي ٌ‬
‫ت أنا"‪.‬‬
‫ت القراءة المسُ هّلة للجملة الأغرب نحو ياً ‪" :‬أمي ٌ‬
‫المحتمل أن يكون أمو ٌ‬

‫)‪ (1‬وفق ًا لزمان‪ ،‬لم تكن الأسئلة الوسيطة ذات أهمية ٍ مثل النتيجة الشرعية للمفاوضات بين سعد‬
‫والنبي )زمان‪" ،‬علم الرجال"‪ .(Zaman, “The Science of Rijāl,” 23–24 .‬وفي حين أن‬
‫هذه الملاحظة قد تكون تفسير ًا جائز ًا للتغاير النصي؛ التي لوحظت في قسم المفاوضات‪ ،‬إلا أنها‬
‫لا ت ُساهم في إعادة بناء النص على مستوى الشخصيات الرئيسة‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|182‬‬

‫ل ف ي ر د ا ل ن ب ي ع ل ى س ع د ف ي ا ل ب ن د ‪ .3‬ف ن ج د ‪ " :‬ي َنك أ "‬


‫‪ -‬و ي ُلا ح ظ تغ اير ٌ م ما ث ٌ‬

‫ف ي ر و ا يتي ن ؛ ب ي ن م ا ن جد ف ي ا ل ر و ا ي ا ت ا ل أ خ ر ى " ي ُنك أ ‪ ،‬ي ُك اد ‪ ،‬ي ُص ا ب " ‪ .‬و يت حد‬

‫تك رار ال ا س تخ د ام و أو لو ية ال و ر و د للإ ش ار ة إل ى أ ن الف ع ل " ي َنك أ " ه و الش ك ل‬

‫الأصلي‪.‬‬

‫‪ -‬من الواضح أنه في نهاية البند ‪ 3‬أ استخدم ع َ ّفان أحد مشتقات الجذر‪" :‬نفع"‪.‬‬

‫ف م ن ا ل م س ت ح ي ل ت حد ي د م ا إ ذ ا ك ا ن ه ذ ا ا ل م ش ت ق ه و " ي ن ف ع أ و ي ن ت ف ع " ‪.‬‬

‫‪ -‬في البند ‪ 3‬ب ي ُشير تكرار الاستخدام وأولو ية الورود إلى أن ع َ ّفان ف َ ّ‬
‫ضل‪:‬‬

‫"فها هنا ادفنه" على "فادفنه ها هنا"‪ ،‬كما أنه استخدم حرف الجر الظرفي "نحو"‪،‬‬

‫و اس م ال إ ش ار ة " ه ك ذ ا "‪.‬‬

‫‪ .2 .4‬وﻊﻐﺈ ﺑﻆ ﺧﺎ'ﺛ‪:‬‬
‫يمر سند ع َ ّفان بن مسلم بوهيب بن خالد البصري)‪156–98‬هـ‪–717/716/‬‬

‫‪773/772‬م(‪ .‬وعّ َ ّفان هو الراوي الوحيد عن وهيب؛ حيث لا يوجد خط نق ٍ‬


‫ل‬

‫آ خ ر م ن ش أ ن ه أ ن ي ق ت ر ح ب أ ن و ه ي ب ه و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ‪.‬‬

‫‪ .3 .4‬ﺲﺊﺛ ا‪ s‬ﺑﻆ ﺲﺑ‪2‬ﺎن ﺑﻆ ُﺧﺑﻐﻃ ا'ﺼﺎري‪:‬‬


‫خثيم )الم ُتوفى حوالي‬
‫ي م ر س ن د و ه ي ب ب ن خ ا لد ا ل ب ص ر ي ب ع ب د ا ل ل ه ب ن ع ث م ا ن ب ن ُ‬

‫‪136‬هـ‪753/‬م أو ‪144‬هـ‪762-761/‬م(‪ ،‬وهو مكي‪ ،‬بدأت حياته المهنية العلمية‬


‫|‪183‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ -‬على الأرجح ‪ -‬في فترة ما بين ‪ 90‬و‪95‬هـ)‪.(1‬‬

‫خثيم‪ ،‬هو الم ِزي‬


‫المتر ج م الو ح يد ‪ ،‬الذ ي أش ار إلى أن و ه يب نق ل ع ن ابن ُ‬

‫)الم ُتوفى ‪742‬هـ‪1341/‬م(‪ ،‬الذي يبدو أنه استنتج هذه العلاقة من أدلة الأسانيد‬

‫الموجودة في الـكتب الستة)‪ .(2‬وعلى حد علمنا‪ ،‬لا يوجد مترجم آخر ي ُشير إلى أن‬

‫و ه ي ب ر و ى ع ن ابن ُ‬
‫خ ثيم‪.‬‬

‫ي ) ع ن أبي‬
‫خ ث ي م الف اك ه ُ‬
‫و بالإضافة إلى وهيب بن خالد‪ ،‬فقد استشهد بابن ُ‬

‫ض ا ‪ ،‬ج ز ء ٌ م ن م جمو ع ة‬
‫بشر ← ابن أبي الضيف( وكذلك ابن عبد البر‪ .‬وهو‪ ،‬أي ً‬

‫ل ك بير ٍ‬
‫أسانيد تمر عبر ابن ج ُريج‪ .‬وسنناقش المجموعة الأخيرة‪ ،‬والتي تختلف بشك ٍ‬
‫عن الروايات التي تمت دراستها حتى الآن في القسم ‪ .4 .4‬وهنا نرُكز على متون‬

‫الفاكهي )عبر أبي بشر ← ابن أبي الضيف( وابن عبد البر‪.‬‬

‫يحددون‬
‫خثيم ومتى ش َر َعَ برواية الحديث‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهم ُ‬
‫)‪ (1‬لا يذكر أصحاب التراجم متى ولد ابن ُ‬
‫جبير‪ ،‬ومجاهد بن جبر‪ .‬و بحسب ما ورد‪،‬‬
‫طفيل‪ ،‬وسعيد بن ُ‬
‫س على يد ثلاثة علماء‪ :‬أبو ُ‬
‫أنه د َر َ َ‬
‫طفيل قد بلغ من العمر ثماني سنوات عندما توفي النبي في ‪11‬هـ‪632/‬م‪ ،‬و يقُ ال إنه توفي‬
‫كان أبو ُ‬
‫حوالي ‪110‬هـ‪729-728/‬م عن عمر ي ُناهز ‪) 107‬الذهبي‪ ،‬السير‪ .(470-467 :3 ،‬و ي ُثير طول العمر‬
‫جبير في ‪95‬هـ‪714-713/‬م؛ بينما‬
‫طفيل الشكوك حول تأر يخيته‪ .‬وتوفي سعيد بن ُ‬
‫المفترض لأبي ُ‬
‫خثيم العلمية بدأت ما‬
‫توُ في مجاهد ما بين ‪100‬هـ‪718/‬م و‪104‬هـ‪722/‬م‪ .‬إن اقتراحنا بأن مسيرة ابن ُ‬
‫س على‬
‫خثيم‪ ،‬وأنه د َر َ َ‬
‫جبير كان أول معلم لابن ُ‬
‫بين ‪ 90‬و‪95‬هـ يستند إلى افتراض أن سعيد بن ُ‬
‫يديه قبل وفاة سعيد بفترة ٍ وجيزة ٍ عام ‪95‬هـ‪.‬‬
‫)‪ (2‬الم ِزي‪ ،‬التهذيب‪ .165 :31 ،‬جمع الم ِزي معجم تراجمه على أساس المعلومات الواردة في أسانيد‬
‫الـكتب الستة ومصنفات أخرى )انظر‪ :‬التهذيب‪(150-147 :1 ،‬؛ ولقد تجاهل المصنفات التي يرَ د ُ‬
‫فيها الحديث دون السند )المرجع السابق‪.(151 :1 ،‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|184‬‬

‫المتن المركب ‪) 2‬ي ُشير الخط العر يض إلى العناصر المشتركة في الروايات(‬

‫الروايات المتضمنة في المتن المركب ‪2‬‬

‫خ ثيم‬
‫‪ = 1‬الف اك ه ي ← ابن ُ‬

‫خ ثيم‬
‫‪ = 2‬ابن ع بد البر ← ابن ُ‬

‫المتن المركب‬
‫‪ 1‬أ‪ .‬أّن ]رسول الله )ص([ ‪] 1‬النبي[ ‪ 2‬دﺧل ﻋﻠﻰ ﺳﻌد ﺑن ﻣﺎﻟك ])رض(‬
‫يوم الفتح‪ ،‬وهو بمكة[ ‪] 1‬يعوده وهو مر يض[ ‪.2‬‬
‫‪ 1‬ب‪] .‬وذلك[ ‪ ،2‬ﺑﻌد ﻣﺎ ]انطلق إلى خيبر‪ ،‬و [ ‪ 1‬رﺟﻊ ﻣن اﻟﺟﻌراﻧﺔ‪] ،‬وعنده‬
‫] ف ق س م الغ نائ م‪ ،‬و ط اف بالبيت ‪ ،‬و س ع ى بين الص ف ا‬ ‫‪1‬‬
‫عمرو بن القارّي[‪،‬‬
‫والمروة[ ‪.2‬‬
‫ن و ر ثت ي [‬
‫ن لي مال ًا كثير ًا‪ ،‬و ]إ ّ‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬فقال سعد ]رض([‪" :1‬يا رسول الله‪ ،‬إ ّ‬
‫‪] 1‬يرثني[ ‪ 2‬كلالة‪ ،‬أفأتص ّدق بمالي كله؟" قال ]رسول الله )ص([‪" :‬لا"‪.‬‬
‫‪ 2‬ب ‪ .‬ﻗ ﺎل ] ﺳ ﻌد [ ‪ " ] :‬أفأتص د ق بش ط ر ه ؟ " [ ‪" ] 1‬ف بش ط ر ه ؟ "[ ‪ 2‬ﻗ ﺎل ] ر ﺳ و ل ﷲ‬
‫)ص ([ ‪ » :‬ﻻ « ‪.‬‬
‫‪ 2‬ج ‪ .‬ﻗ ﺎل ] ﺳ ﻌد [ ‪ " ] :‬أفأتص د ق بثلثه ؟ " [ ] "ف ثلثه ؟ "[ ﻗ ﺎل ] ر ﺳ و ل ﷲ ) ص ( [ ‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫» ﻧ ﻌ م « ‪ ] .‬ق ا ل ] ر س و ل ا ل ل ه [ [ ‪ ] :1‬و ذ ل ك [ ‪ 2‬ﻛ ﺛ ﯾ ر " ‪.‬‬


‫‪ 3‬أ‪ ] .‬ث م ج ه ش إليه س ع د ) ر ض ( ‪ ،‬ف ق ا ل ‪ " :‬يا ر س و ل الله ‪ ،‬أم و ت بالأ ر ض‬
‫ت منها؛ من الشرك‪ ،‬مهاجر ًا؟" قال ]رسول الله[ )ص(‪" :‬إن ّي‬
‫الت ي خ ر ج ُ‬
‫لأرجو أن يرفعك الله‪ ،‬فينكأ بك أقوام ًا‪ ،‬و يرفع بك آخر ين[ ‪.1‬‬
‫خ ثي م ع ن‬
‫] و ع ن أبي ع بد الله بن ع ثم ان بن ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 3‬ب‪] .‬يا عمرو بن القارّي[‬
‫|‪185‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ع ُبيد الله بن عياّ ض عن جده عمرو بن القاري‪ ،‬أنه سمع رسول الله )ص(‬
‫إن مات سعد ]بن مالك[ ‪] ،1‬بمكة[ ‪2‬؛ فادفنه ها هنا" وأشار‬ ‫‪2‬‬ ‫قال ‪[:‬‬
‫)ص( نحو ]عقبة المدني ّېن[ ‪] 1‬طر يق المدينة[ ‪.2‬‬

‫للوهلة الأولى‪ ،‬ت ُشير الاختلافات بين هذه النصوص إلى أنها لا تشترك في‬
‫خ ث ي م ‪ .‬و م ع ذ لك ‪ ،‬ي ك ش ف ا ل ف ح ص ا ل د ق ي ق أ ن ه ا‬
‫ك ‪ -‬يفُ ترض أنه ابن ُ‬
‫مصد ٍر مشتر ٍ‬

‫ض في مركب‬
‫ط عر ي ٍ‬
‫تشترك في عددٍ م ِن العناصر اللغو ية المهمة )الم ُشار إليها بخ ٍ‬

‫المتن ‪(2‬؛ مما ي ُشير إلى أنها كانت جزء ًا من مجموعة ٍ واحدة ٍ متمي ِّزة ٍ عن مجموعا ٍ‬
‫ت‬
‫أ خ ر ى م ن ا ل ر و ايا ت ح و ل س ع د ‪ .‬و ف ي ر أ ي ن ا ‪ ،‬ف إ ن ه ذ ه ا لت ش ا ب ها ت ا لل غ و ية ت د ل ع ل ى‬

‫خ ث ي م‪ .‬و س نح او ل الآ ن إع اد ة‬
‫ص أول ٍي تداوله ابن ُ‬
‫ك ‪ ،‬و ه و ع بار ة ٌ ع ن ن ٍ‬
‫ل م ش تر ٍ‬
‫أص ٍ‬
‫بناء ه ذ ا النص الأ و لي ‪.‬‬
‫و ف ي ا ل ب ن د ‪ 1‬أ ‪ ،‬م ن ا ل ر و ا ي ا ت ا ل ت ي س جل ه ا ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ‪ ،‬ي ق و م ا ل ن ب ي‬

‫بز يارة سعدٍ)‪ ،(1‬وإلا فإن الروايات تختلف من ثلاثة جوانب‪ :‬في رواية الفاكهي‬

‫خثيم؛ تتم الز يارة )‪ (1‬في مكة )‪(2‬‬


‫عبر أبي بشر ← ابن أبي الضيف ← ابن ُ‬

‫يوم فتحها‪ ،‬ولـكنها )‪ (3‬لا تذكر مرض سعدٍ‪ .‬وفي رواية ابن عبد البر‪ ،‬ي ُذكر‬

‫يحدد وقت الحديث أو مكانه‪ ،‬وهو ما ي ُشار إليه ضمني ًا‬


‫م ر ض س ع د ٍ‪ ،‬و ل ـ ك ن ل ا ُ‬

‫)‪ (1‬لاحظ أن الفاكهي وابن عبد البر‪ ،‬كليهما‪ ،‬يعُ رِ ّفان سعدًا على أنه "ابن مالك"؛ بينما في الروايات‬
‫الأخرى من مجموعة عمرو بن القاري يعُ َر ّف باسم "ابن أبي وقاص"‪ .‬وهذه ليست مشكلة ً‪ :‬فسعد‬
‫بن أبي وق ّاص هو ابن مالك بن وهيب )أو وهب( )هوتنغ‪" ،‬سعد بن أبي وقاص‪ ،‬موسوعة‬
‫الإسلام‪ .(Hawting, “Saʿd b. Abī Waqqāṣ,” EI2 .‬إن تعر يفه على أنه "ابن مالك" يعكس‪،‬‬
‫خثيم فيما يتعلق باسم سعد‪.‬‬
‫على الأرجح‪ ،‬التفضيل الشخصي لابن ُ‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|186‬‬

‫في البند ‪ 1‬ب‪ .‬وتقترح صياغة الفاكهي بأن فكرة المرض لم تكن جزء ًا من النص‬

‫خثيم‪ .‬وإذا كان الأمر كذلك‪ ،‬في ُحتمل أن هذا الموضوع ُأضيف‬
‫الذ ي نق له ابن ُ‬
‫خثيم أثناء ما ي ُسميه سبايت "التطور الأفقي")‪.(1‬‬
‫إلى ر و اية ابن ُ‬

‫خثيم قد اشتملت على موضوع‬


‫و م ع ذ ل ك ‪ ،‬م ن ا ل مم ك ن أ ن ت ك و ن ر و ا ي ة ا ب ن ُ‬

‫المرض‪ .‬وتجدر الإشارة إلى أنه في مجموعة عمرو بن القاري لا يوُ صف سعدٌ‬

‫صراحة ً بأنه على وشك الموت‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن العديد من الروايات‬

‫في مجموعة وصية سعدٍ الأكبر‪ ،‬خاصة ً تلك المنسو بة إلى ابن شهاب الز ُهري‪ ،‬ت ُشير‬

‫إلى أن سعدًا كان على وشك الموت)‪ .(2‬إن غياب هذا التحديد في مجموعة عمرو‬

‫بن القاري ي ُشير إلى ق ِدم موضوع المرض‪ ،‬و بالتالي احتمالية أنها كانت جزء ًا من‬

‫خثيم الذي كان معاصر ًا للز ُهري)‪.(3‬‬


‫الر و اية المبك رة الت ي نق له ا ابن ُ‬

‫)‪ (1‬سبيت‪" ،‬الوصية"‪Speight, “The Will,” 251–252.‬‬


‫ب )يعاني و يتغلب عليه‬
‫)‪ (2‬روايات عمرو بن القاري عادة ً ما تصف سعدًا بأنه وجٌع مغلو ٌ‬
‫]مرضه[(‪ ،‬إلا أنها لا تذكر أنه على وشك الموت‪ .‬ومقارنة مع روايات زمان ‪45–1‬‬
‫)"التطور"‪ – ("Evolution", 199–215.‬المنسو بة إلى الز ُهري ‪ -‬ت ُبېن أن ‪ 25‬منها )رقم ‪-14 ،12-1‬‬
‫ت‪ /‬أشفى على الموت( ‪ ،‬في حين‬ ‫‪ 40-38 ،22‬و ‪ (42‬تصف سعدًا بأنه على وشك الموت )أشفي ُ‬
‫أن ‪ 14‬منها )رقم ‪ (36-23‬يعر ّف بوضو ٍ‬
‫ح حالته الصحية على أنها خطيرة ٌ )اشتد َ به المرض(‪.‬‬
‫)‪ (3‬لاحظ أنه في البند ‪ 1‬أ لابن عبد البر أن لديه‪ :‬دخل يعوده وهو مر يض‪) .‬انظر‪ :‬المتن المركب‬
‫‪ .(2‬وفعل ع َاد َ )"ز يارة مرضية"(‪ ،‬الذي لم يرد في الروايات الأخرى من مجموعة عمرو بن القاري‪،‬‬
‫كثير ٌ من الأحيان ما ي ُستخدم في الروايات عن الز ُهري )انظر‪ ،‬مجدد ًا‪ ،45-1 ،‬عند زمان(‪ .‬ولا‬
‫تسمح لنا حدود الدراسة الحالية بإعادة بناء صياغة موضوع المرض في مجموعة الزهري أو مقارنتها‬
‫«‬
‫|‪187‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ٺ ت ف ق ا لر و ا ي ا ت ا ل ت ي س جل ه ا ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ع ن ا ب ن ُ‬
‫خثيم على نقطة ٍ مهمة ٍ‪:‬‬

‫ففي البند ‪ 2‬أ‪ ،‬يسأل سعد النبي‪ :‬هل يجوز له أن يوزع كل ماله صدقة دون ذك ِر‬

‫وصية ٍ‪ .‬و بعد حوالي ‪ 50‬إلى ‪ 100‬سنة في متن ع َ ّفان بن مسلم؛ نجد إشارة إلى‬

‫ك ل م ن ا ل و ص ي ة و ت و ز ي ع ا ل ص د ق ا ت ‪ .‬و ب ما ا ب ن ُ‬
‫خ ث ي م ك ا ن من ا ل م ص ا د ر ا ل ت ي ا س ت ن د‬

‫إليها ع َ ّفان بن مسلم )انظر الشكل ‪(1‬؛ فإن هذا ي ُشير إلى أن ع َ ّفان‪ ،‬أو شيخه‬

‫المباشر وهيب بن خالد‪ ،‬قد أضاف الإشارة إلى الوصية إلى الرواية الذي تلقاها‬

‫خثيم)‪.(1‬‬
‫م ن ابن ُ‬

‫ومع ذلك‪ ،‬هناك ثلاثة اعتراضات مهمة على الأطروحة السابقة‪ .‬أول ًا‪ :‬يعتمد‬

‫ل من ابن عبد البر والفاكهي على إسنادٍ فردي‪ ،‬ولا يذكر ابن عبد البر أي‬
‫ك ٌ‬

‫خثيم )انظر الشكل ‪ .(1‬لذلك‪ ،‬من الممكن أن ما بدأ‬


‫ط بينه و بين ابن ُ‬
‫ل وس ي ٍ‬
‫ناق ٍ‬
‫خ ث ي م ؛ ق د تغ ي ر إل ى تو ز يع الص د ق ا ت ؛ ح ي ث‬
‫ك إش ار ة ٍ إلى الو ص ية ‪ ،‬في نص ابن ُ‬

‫شقت الرواية طر يقها إلى ابن عبد البر والفاكهي‪ .‬ثاني ًا‪ :‬يستخدم ابن ُ‬
‫خ ثي م م ص ط لح‬

‫كلالة‪ ،‬الذي لعب دور ًا مهم ًا في ظهور علم الفرائض‪ ،‬ولـكن ليس له علاقة ٌ‬

‫مع الشكل المقابل في مجموعة عمرو بن القاري‪ .‬وقد تساعد مثل هذه المقارنة العلماء على تحديد ما‬
‫إذا كانت إحدى الروايتين‪ ،‬في وصف مرض سعد‪ ،‬تعتمد على الأخرى‪ ،‬أو أن كليهما مشتق‬
‫من رواية ٍ أولية ٍ أقدم‪.‬‬
‫)‪ (1‬عّ َ ّفان بن مسلم ‪ -‬أو وهيب بن خالد ‪ -‬ر بما كان يدور في ذهنه أن الهبة التي يتم تقديمها أثناء‬
‫ل‬
‫مرض الموت تخضع لقيود الوصية نفسها )انظر‪ :‬كولسون‪ ،‬الميراث‪ (Succession, 267.‬وكبدي ٍ‬
‫ف لكلمة "إ يصاء"‬
‫ق" هنا كمراد ٍ‬ ‫آخر‪ ،‬يمُكن أن يكون عّ َ ّفان بن مسلم قد استخدم الفعل "ت َ َ‬
‫صد َ َ‬
‫)انظر باورز‪" ،‬في الوصية‪Powers, “On Bequests,” 190, and notes 39–40).‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|188‬‬

‫واضحة ٌ بتوز يع الصدقات‪ .‬ثالث ًا‪ :‬في رواية ع َ ّفان بن مسلم‪ ،‬يذكر سعد الصدقات في‬

‫البند ‪ 2‬أ فحسب )"أفأتص ّدق بمالي كله"(؛ بينما أثناء استمرار حديثه مع النبي‬
‫إلا عما إذا كان من الممكن أن يوُ صي بثروته‪ .‬و ي ُشير هذا إلى أن عبارة "أفأتص ّدق‬

‫ب ما ل ي ك له " ك ان ت إ ض ا ف ة ً ل ا ح ق ة لر و ا ي ة ا ب ن ُ‬
‫خ ثي م‪.‬‬

‫خثيم‪ ،‬وهي كلمة كلالة‪ .‬ففي رواية ع َ ّفان‬ ‫وهناك إشكالية ٌ‪ ،‬أي ً‬
‫ضا‪ ،‬في نص ابن ُ‬

‫بن مسلم )الم ُشار إليها بخط عر يض في المتن المركب ‪ ( 1‬يقول سعد إنه سيموت‬

‫ص آخر غير الوالد أو الولد ) ُأور َث كلالة ً(؛ وفي الروايات‪ ،‬التي‬
‫في حالة يرثه شخ ٌ‬

‫سجلها الفاكهي وابن عبد البر عن ابن ُ‬


‫خثيم )المتن المركب ‪(2‬؛ يذكر سعد أن ورثته‬
‫سيكونون أشخا ً‬
‫صا غير الوالدين أو الولد )ورثتي‪/‬يرثني كلالة(‪ .‬وعلى الرغم من أن‬

‫كلتا العبارتين لهما الآثار القانونية نفسها؛ إلا أنهما ي ُشيران إلى تعر يفين بديلين‬

‫للكلالة‪ :‬ي ُشير أحدهما إلى وضع المتوفى وقت وفاته‪ .‬وأما الآخر‪ ،‬فاللفظ ي ُشير إلى‬
‫ت بافلوفيتش‪،‬‬
‫الورثة‪ ،‬أي أنه مصطلح قرابة يدل على "الأقارب البعيدين"‪ .‬وأثب َ‬

‫مؤخر ًا‪ ،‬أن التعر يف السابق )"الشخص الذي يموت ولا يترك ولد ًا أو والد ًا"(‬

‫َظه َر َ في الحجاز في النصف الأول من القرن الثاني الهجري؛ بينما ظهر الأخير‬

‫ن تقر يب ًا)‪.(1‬‬
‫ل متزام ٍ‬
‫)"هؤلاء ]الأقارب[ غير الولد والوالد"( في الـكوفة بشك ٍ‬
‫و إ ذ ا ك ا ن ب ا ف ل و ف ي ت ش ع ل ى ص و ا ب ؛ ف ي ج ب ع لي ن ا ا ل ا ع ت ن ا ء ب ا ل ت ن ا ق ض ا ل ت ا ل ي ‪ .‬ف ي‬

‫)‪ (1‬بافلوفيتش‪" ،‬بعض الأحاديث ال ُ ّ‬


‫سن ِّية ‪Pavlovitch, “Some Sunnī Ḥadīth,” 107–16,‬‬
‫‪129–37, 157.‬‬
‫|‪189‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫حين أن الراوي المشترك الجزئي وهو ع َ ّفان بن مسلم‪ ،‬الذي كان ناشطًا في بغداد‬

‫ع َب ّر عن الموقف الحجازي‪ ،‬وع َب ّر ابن ُ‬


‫خ ثي م‪ ،‬الذ ي ك ان يع يش في م ك ة المك رم ة ‪ ،‬ع ن‬

‫ا ل م و ق ف ا ل ـ ك و ف ي ) ك م ا أ ف ا د ا ل ف ا ك ه ي و ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ( ‪ .‬و ف ي ح ي ن أ ن ه م ن ا ل مم ك ن أ ن‬

‫يكون هذان الموقفان قد تم تناقلهما ذهاباً وإياباً بين الحجاز والعراق)‪(1‬؛ فإن أدلة‬

‫السند غير كافية ٍ لتحديد التسلسل الزمني لتلك الحركة ذهاباً وإياباً ‪ .‬وحقيقة أن‬
‫كلاً من ع َ ّفان بن مسلم والفاكهي وابن عبد البر يعتمد على السند الفردٍي إلى‬

‫خثيم للكلالة وتحديد‬


‫خ ث ي م ؛ م ما ي جع ل م ن ا لص ع ب إ ع ا د ة ب نا ء ت ع ر يف ا ب ن ُ‬
‫ابن ُ‬

‫الراوي الذي غ َي ّر صياغة الراوي المشترك‪ .‬فمهما كان الأمر؛ يمكننا أن نؤُكد بثقة ٍ‬

‫خثيم كلمةكلالة‪ ،‬و )‪ (2‬على الرغم من أن هذه الكلمة‬


‫م ا ي ل ي ‪ (1 ) :‬ا س ت خ د م ا ب ن ُ‬

‫لها حق ًا دلالتان مختلفتان في الروايات المختلفة من الحديث؛ فإن الصلب القانوني‬

‫للمصطلح هو نفسه على ما يبدو‪.‬‬


‫ولدى الفاكهي وابن عبد البر روايتان مختلفتان من البند ‪ 2‬ب‪ :‬ففي الأولى‪،‬‬

‫يسأل سعد عما إذا أمكن أن يوُ صي بنصف ثروته )شطر(؟ وفي الأخرى‪ :‬يسأل‬

‫سعد عما إذا أن يوُ صي بثلثي ثروته‪ .‬وفي البند ‪ 2‬ج‪ ،‬يتفق هذان الجامعان على أن‬
‫سعدًا يسأل عما إذا كان يمكنه الإ يصاء بثلث ثروته؛ على الرغم من اختلاف‬

‫صياغتهما لهذا السؤال‪ .‬و بسبب الاختلاف الجوهري بين البندين ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج في‬

‫)‪ (1‬حول "الروايات المتنقلة"؛ كمعيار لتأريخ الروايات الإسلامية‪ ،‬انظر‪ :‬صادقي‪" ،‬الروايات‬
‫المتنقلة"‪Sadeghi, “The Travelling Tradition,” 207–213.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|190‬‬

‫الفاكهي وابن عبد البر‪ ،‬من جهة ٍ‪ ،‬وع َ ّفان بن مسلم‪ ،‬من جهة ٍ أخرى؛ فمن المستحيل‬

‫خثيم‪.‬‬
‫إثبات أن الن ُسب المتوسطة )الثلثين‪ ،‬النصف( كانت جزء ًا من رواية ابن ُ‬

‫أما فيما يتعلق بالبند ‪ ،3‬فإن الرواية التي سجلها الفاكهي تشترك في عدة عناصر‬

‫مع رواية ع َ ّفان بن مسلم المعُ اد بناؤها )الخط العر يض في المتن المركب ‪ .(1‬ومن‬

‫ص‬
‫ل خا ٍ‬
‫ك‪ .‬و ي ُلاحظ التشابه بشك ٍ‬
‫الواضح أن الروايتين تشتركان في مصد ٍر مشتر ٍ‬

‫في النصف الثاني من البند ‪ 3‬أ؛ حيث يعُ رب النبي عن رغبته في أن يرفع الله‬

‫سعدًا حتى ينفع بعض الناس و يؤذي آخر ين‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬فإن البند‬

‫خثيم استثنائي ٌ‪ :‬فخلاف ًا للروايات‬


‫‪ 3‬ب م ن ر و ا ي ة ا ب ن ع ب د ا ل ب ر ع ن ط ر يق ا ب ن ُ‬

‫الأخرى التي تمت دراستها حتى هذه المرحلة حيث يكون موضوع الدفن جزء ًا‬

‫ي خ اص‬
‫م ن م جمو ع ة و ص ي ة س ع د ؛ ف ه و ع ن د ابن ع ب د الب ر ر و ا ي ة ٌ م س ت ق ل ة ٌ ب إ س ن ا د ٍ ف ر د ٍ‬
‫خثيم ← عبيد الله بن عياّ ض ← والده ← جده عمرو بن القاري‪ .‬وعلى‬
‫به ‪ :‬ابن ُ‬

‫ق للسند المرتبط برواية وصية سعد عند ابن عبد‬


‫الر غ م م ن أن ه ذ ا الس ند م ط اب ٌ‬

‫البر ؛ فلا يمكننا استبعاد الاحتمال أن يكون ابن عبد البر قد ق َس ّم النص إلى‬

‫خ ثيم‪.‬‬
‫ق س م ي ن ؛ ل أ ن ه ظ ن هم ا ر و ا ي ت ي ن م ن ف ر د ت ي ن ع ل ى ع ه د ا ب ن ُ‬

‫‪ .4 .4‬اﺑﻆ ُﺟﺮﻏﺒ‪:‬‬
‫المتن المركب ‪) 3‬الخط العر يض ي ُشير إلى الأجزاء المشتركة من السرد(‪.‬‬

‫الروايات المتضمنة في المتن المركب ‪:3‬‬


‫‪ = 1‬عبد الرزاق ← ابن ج ُريج‬
‫|‪191‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ = 2‬الأزرقي ← جده ← مسلم بن خالد ← ابن ج ُريج‬

‫جعشم ← ابن ج ُريج‬


‫‪ = 3‬ا ل ف ا ك ه ي ← م ي م و ن ب ن ا ل حك م ← م ح م د ب ن ُ‬

‫المتن المركب‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬إن س ع د بن أبي و قاص ] ر ض [ ‪ 3‬اش تك ى خ لا ف ] النب ي ) ص ( [‬

‫إلى‬ ‫‪3 ،1‬‬ ‫]الرسول )ص([ ‪ ،2‬بمكة؛ حين ذهب ]النبي )ص([‬ ‫‪3 ،1‬‬

‫الط ائف ‪.‬‬

‫‪ 1‬ب‪ .‬فلماّ رجع ]النبي )ص([ ‪2‬؛ قال ]النبي )ص([ ‪ 3 ،1‬لعمرو بن‬

‫القارّي‪" :‬إن مات؛ فها هنا"‪ ،‬وأشار ]له[ ‪)] 2‬ص([ ‪ 3‬إلى طر يق المدينة‪.‬‬
‫إن افتراضنا أن رواية ع َ ّفان بن مسلم كانت ن ً‬
‫صا مركباً؛ يجد الدعم في‬

‫م ج م و ع ة ا ل ر و ايا ت ا ل ق ص ي ر ة ا ل ت ي ٺ ت ن ا و ل م ك ا ن د ف ن س ع د ) ا ن ظ ر ا لن ص ف ا ل أ ي م ن‬

‫من الشكل ‪ .(1‬إن معظم هذه الروايات القصيرة تمر عبر ابن ج ُريج )الم ُتوفى‬
‫‪150‬هـ‪768-767/‬م(‪ ،‬وهو شخصية رئيسة‪ ،‬وكما سنوضح‪ ،‬فهو الراوي‬

‫ا ل م ش ت ر ك ‪ .‬إ ن ا ل ر و ا ي ة ‪ ،‬ا ل ت ي س جل ه ا ع ب د ا ل ر ز ا ق ت ن ص ع ل ى م ا ي ل ي ) ا ن ظ ر ا ل م ت ن‬

‫المركب ‪:(3‬‬
‫‪ 1‬أ‪ .‬إن سعد بن أبي وقاص‪ ،‬اشتكى ]م ِن مرضه[ خلاف النبي )ص( عن‬

‫مكة؛ حين ذهب النبي إلى ]غزاة[ الطائف)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬فور انتصاره على اتحاد قبائل هوازن في وادي حنين في شوال ‪8‬هـ‪ /‬يناير )كانون الثاني(‬
‫ض حصار ًا على الطائف‪ ،‬لـكنه رفع الحصار بعد ذلك بوقت قصير ٍ‬
‫‪630‬م قيل إن النبي ف رَ َ َ‬
‫«‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|192‬‬

‫‪ 1‬ب‪ .‬فلماّ رجع؛ قال النبي )ص( لعمرو القاري‪" :‬إن مات؛ فـ]ادفنه[ ها‬

‫هنا"‪ ،‬وأشار إلى طر يق المدينة)‪.(1‬‬

‫والفاكهي)‪ ،(3‬وهما منفصلان عن ابن‬ ‫ا ل أ ز ر ق ي )‪( 2‬‬ ‫إن المتنين الل ّذين سجلهما‬

‫ج ُريج بطبقتين من الرواة‪ ،‬مطابقان تقر يب ًا للمتن الذي سجله عبد الرزاق الذي‬

‫يستشهد بابن ج ُريج مباشرة ً‪ .‬ومن الممكن أن يكون الأزرقي أو الفاكهي ‪ -‬أو‬

‫كليهما ‪ -‬قد نسخ حديث عبد الرزاق مزود ًا إ ياه بسندٍ "مستقل"‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإننا نتردد في رفض سند الأزرقي باعتباره موضوع ًا؛ لأن هناك‬

‫ن بينه و بين الأ س انيد الأ خ رى ‪ .‬و في ح ين أن ع بد الرز اق و الف اك ه ي‬


‫فرق ًا ذا شأ ٍ‬

‫خ ث ي م ← ن ا ف ع ب ن س ر ج س ؛ ف إ ن نق ل ا ل أ ز ر ق ي‬
‫ينقلان عبر ابن ج ُريج ← ابن ُ‬

‫يحتمل‬
‫ت أن "‪ .‬و ُ‬
‫يحدد اسم شيخه‪ ،‬بل يقول‪" :‬ح ُدث ُ‬
‫ف على ابن ج ُريج الذي لم ُ‬
‫م و قو ٌ‬

‫أن الأزرقي سعى إلى تجنب غموض ابن سرجس)‪ .(4‬ومما يزُ عزع هذه الاحتمال‬

‫عندما فشلت قواته في اختراق دفاعات المدينة )انظر‪ :‬بول ف ]ألفورد ت‪ .‬ولش[‪" ،‬محمد"‪،‬‬
‫موسوعة الإسلام‪Buhl, F.-[Alford T. Welch], “Muḥammad,” EI2). .‬‬
‫)‪ (1‬عبد الرزاق‪ ،‬الم ُصن َف‪ ،577 :3 ،‬رقم ‪.6728‬‬
‫)‪ (2‬الأزرقي‪ ،‬الأخبار‪.212 :2 ،‬‬
‫)‪ (3‬الفاكهي‪ ،‬الأخبار‪ ،65 :4 ،‬رقم ‪.2387‬‬
‫)‪ (4‬لم يذكر سوى عدد قليل م ِن كّ ُتاب التراجم ابن سرجس‪ ،‬و يمكن تلخيص المعلومات التي‬
‫قدموها على النحو الآتي‪ :‬ولد ابن سرجس وعاش في الحجاز‪ ،‬ونقل الحديث عن الصحابي أبي واقد‬
‫خثيم )البخاري‪ ،‬التاريخ‪84 :8 ،‬؛ وابن حنبل‪ ،‬الع ِلل‪ ،82 :2 ،‬رقم ‪1620‬؛‬
‫الليثي‪ ،‬وكان شيخ ًا لابن ُ‬
‫‪ ،104 :3‬رقم ‪4405‬؛ وابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح‪453-452 :8 ،‬؛ وابن حبان‪ ،‬الثقات‪.(468 :5 ،‬‬
‫|‪193‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫الواقع؛ أن الأزرقي يستشهد بابن سرجس في الرواية التالية مباشرة ً؛ حيث يذكر‬

‫ابن سرجس أنه زار الصحابي أبي واقد الليثي )الم ُتوفى ‪68‬هـ‪688-687/‬م( قبل‬

‫ت قصيرٍ من وفاة الأخير في مكة‪ ،‬مضيف ًا أن أبا واقد د ُفن في "قبور المهاجر ين‬
‫وق ٍ‬

‫التي بفخ")‪ .(1‬وفي روايته حول مرض سعد‪ ،‬فقد حافظ الأزرقي‪ ،‬على ما يبدو‪،‬‬

‫على النسخة الأصلية من السند الذي ينتهي بابن ج ُريج الذي نعتبره الراوي المشترك‬
‫لم ّا نسميه "موضوع الدفن")‪ .(2‬ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت الرواية المتعلقة‬

‫ج لرواية ابن ج ُريج حول مرض سعد‬


‫بمرض أبي واقد الليثي الأخير بمثابة نموذ ٍ‬
‫الأخير‪ ،‬أو كل الأمر عكس ذلك)‪ .(3‬إن انقطاع السند بين ابن ج ُريج وسعد‬
‫ي ُشير‪ :‬إما إلى ق ِدم الرواية أو محاولة لإخفاء مصدرها‪ .‬وفي كلتي الحالتين؛ تم‬

‫خثيم ونافع بن سرجس‪.‬‬


‫تحسين هذا السند المعلول لاحق ًا بإدخال اسمي ابن ُ‬

‫وتختلف صياغة رواية ابن ج ُريج‪ ،‬كما هي موجودة عند عبد الرزاق والأزرقي‬

‫)‪ (1‬الأزرقي‪ ،‬الأخبار‪ .212 :2 ،‬فخ هو اسم وا ٍد بالقرب من مكة )ياقوت‪ ،‬معجم البلدان‪.(237 :4 ،‬‬
‫)‪ (2‬فيما يتعلق برواية ابن ج ُريج؛ فنحن نفضل "موضوع الدفن" على "الاهتمام باله ِجرة" لسببين‪(1) :‬‬
‫تلُفت روايته الانتباه إلى مكان دفن سعد‪ (2) .‬أنها لا تحتوي على أي إشارة إلى مصطلح ِهجرة‬
‫هجرَ ‪َ.‬‬
‫أو أي مشتق من الجذر َ‬
‫)‪ (3‬إن روايات فراش الموت هي من السمات الشائعة في القرن الثاني الهجري‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫قيل إن النبي قد أعرب عن رغبته في كتابة وثيقة أثناء المرض الذي مات منه‪ ،‬كما أن أبا بكر‬
‫استخلف عمر ًا خلف ًا له قبل وفاته بفترة ٍ وجيزة ٍ‪ .‬وتناول عمر عدة قضايا مهمة على فراش موته‪ ،‬بما‬
‫في ذلك الكلالة والاستخلاف )انظر‪ :‬باورز‪ ،‬دراسات؛ ;‪Powers, Studies, 113–123‬‬
‫و باورز‪ ،‬محمد‪(Powers, Muḥammad, 243ff..‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|194‬‬

‫والفاكهي )المتن المركب ‪ ،(3‬عن صياغة البخاري )الم ُتوفى ‪256‬هـ‪870/‬م(‪:‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬أن النبي ) ص ( د خ ل ع لى س ع د يو م الف تح ‪.‬‬

‫‪ 1‬ب ‪ .‬ف ق ا ل ‪ " :‬ي ا ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ! إ ن م ا ت س ع د ؛ ف ا د ف ن ه ن حو ط ر يق‬

‫المدينة")‪.(1‬‬

‫وفي متن البخاري‪ ،‬تكون صياغة الفقرة ‪ 1‬ب قر يبة ً جدًا من الفقرة ‪ 1‬ب‬

‫ل م ِن عبد الرزاق والأزرقي والفاكهي)‪ .(2‬ومع ذلك‪ ،‬ففي البند ‪ 1‬أ ي ُشير‬
‫ع ند ك ٍ‬
‫البخاري إلى أن اللقاء بين سعد والنبي قد حدث في اليوم نفسه الذي ف ُتحت فيه‬

‫ف ع ن د م ا ع ا د الن ب ي إل ى م ك ة بع د ف ش ل ح ص ار ا ل ط ا ئ ف ‪.‬‬
‫مكة بدل ًا من شهرٍ وني ّ ِ ٍ‬

‫ضا‪ ،‬أن للبخاري سندًا جماعي ًا‪ .‬وفيما يلي خط نقله الرئيس‪:‬‬
‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أي ً‬

‫خثيم ← عبيد الله بن عياّ ض بن عمرو ← أبوه‬


‫‪ .1‬القاسم بن يحيى ← ابن ُ‬

‫]عياّ ض[ ← جده ]عمرو[‪.‬‬

‫و يتبع ذلك‪ .2 :‬محمد بن يز يد ← عبيد الله بن عياّ ض بن عمرو ← أبوه‬

‫خ ثيم‪.‬‬
‫]عياّ ض[ ← جده ]عمرو[؛ و ‪ .3‬ابن ج ُريج ← ابن ُ‬

‫)‪ (1‬البخاري‪ ،‬التاريخ‪.311 :6 ،‬‬


‫)‪ (2‬لاحظ أنه في البند ‪ 1‬ب تمت صياغة تصريح النبي باعتباره خطاباً مباشر ًا في رواية البخاري‬
‫)"يا عمرو بن القاري! ادفنه نحو طر يق المدينة"(‪ ،‬ولـكن كمزيج من الخطاب المباشر وغير المباشر‬
‫عند عبد الرزاق والأزرقي والفاكهي )"يا عمرو بن القاري! إذا مات‪ ،‬فها هنا" ‪ -‬وأشار في اتجاه‬
‫ل صر ٍيح )سعد( في الروايات الثلاثة الأخيرة وإغفال الفعل )"دفن"(‬
‫المدينة(‪ .‬إن عدم وجود فاع ٍ‬
‫وعدم التجانس الأسلو بي )مزيج من الخطاب المباشر وغير المباشر( كلها ت ُشير إلى أن هذه الروايات‬
‫أقدم م ِن رواية البخاري‪.‬‬
‫|‪195‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫وعلى الرغم من أن البخاري ي ُصرح بأن هذه الأسانيد مرتبطة بروايات‬

‫ض ا؛ ف لا يمك ننا التأك د ع لى أن ها م تط ابق ة في الو اقع‪ ،‬و لا يمك ننا‬


‫م تش اب هة م ع بع ض ه ا بع ً‬

‫ق و ل أ ي ش ي ء ٍ ع ن أ ية ا خ ت ل ا ف ا ت ب ي ن ه ا و ب ي ن ب ع ض ه ا ب ع ً‬
‫ض ا ‪ .‬و م ن ا ل م حت م ل أ ن‬

‫ا ل ب خ ا ر ي ل م ي ن ت ب ه إ ل ى أ ن ا ل ل ق ا ء ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي ‪ ،‬ف ي ر و ا ي ت ه ‪ ،‬ق د ت م " ي و م ا ل ف ت ح "‪،‬‬

‫في حين أن اللقاء تم في رواية ابن ج ُريج بعد شهر تقر يب ًا‪ .‬وسيتم تقديم تفسير بديل‬
‫في القسم ‪ .2 .5‬و ي ُشير السند الثالث للبخاري إلى مرحلة ٍ من التطور ؛ حيث‬

‫خ ث ي م ‪ ،‬لـك نه لم‬
‫اشتمل سند الأزرقي الأصلي‪ ،‬الذي انتهى بابن ج ُريج‪ ،‬على ابن ُ‬

‫يشمل‪ ،‬بعَ د ُ‪ ،‬الشخصية الغامضة‪ :‬ابن سرجس‪.‬‬


‫إ ن ا ل ا خ ت ل ا ف ا ت ا ل م ض م و ن ي ة ب ي ن ر و ا ي ة ا ل ب خ ا ر ي و ر و ا ي ة ع ب د الر ز ا ق و ا ل ف ا ك ه ي‬

‫ك ل مو ض و ع ا ل د ف ن ‪ .‬و ف ي ر أ ي ن ا ‪،‬‬
‫والأزرقي لا تنال من مكانة ابن ج ُريج كرا ٍو مشتر ٍ‬
‫إن موضوع الدفن كان رواية ً مستقلة ً تداولها ابن ج ُريج ما بين ‪ 100‬و‪150‬هـ‪.‬‬

‫‪ .5 .4‬ا'‪2‬ﺎﻆ اﻓﺦﻂﻎ ﻗﺑﻆ ُﺧﺑﻐﻃ‪:‬‬


‫خ ثي م لم ٺ تض م ن م و ض و ع الد ف ن‬
‫إن فر ض يتنا الق ائلة بأ ن الرو اية الت ي نق له ا ابن ُ‬

‫)انظر نهاية القسم ‪(3 .4‬؛ تجد الدعم في رواية ٍ قصيرة ٍ نقلها ابن ج ُريج )انظر‬
‫القسم ‪(4 .4‬؛ حيث يوُ ضح النبي أنه إذا مات سعد في مكة؛ وجب دفنه متجه ًا‬

‫إلى المدينة المنورة‪ .‬ولا يوجد ذكر للوصية هنا‪ .‬و بالمقارنة بالقسم المقابل من رواية‬

‫ع َ ّفان بن مسلم المعُ اد بناؤها )انظر‪ ،‬مجدد ًا‪ ،‬الخط العر يض في المتن المركب ‪(1‬؛‬

‫فإن موضوع الدفن في رواية ابن ج ُريج أقصر وأبسط من الناحية الأسلو بية‪ .‬وفي‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|196‬‬

‫البداية‪ ،‬انتهى إسناد رواية ابن ج ُريج على مستوى ابن ج ُريج نفسه‪ .‬إلا أنه في‬

‫ق ُأضيف الاسمان‪ :‬ابن ُ‬


‫خ ثي م و نافع بن س ر ج س إلى م ا د و ن م س ت و ا ه ‪.‬‬ ‫ت لاح ٍ‬
‫وق ٍ‬

‫و بناء ً على هذا الدليل‪ ،‬نستنتج أن ابن ج ُريج نقل رواية ً أدت – لاحق ًا ‪ -‬إلى‬

‫ظهور البند ‪ 3‬في رواية وصية سعد والتي تجمع بين موضوع الدفن وقلق سعد‬

‫الصريح من الموت في مكة بعد أن تركها مهاجر ًا‪.‬‬

‫خثيم وابن ج ُريج كانا من المكيين؛ فمن غير المرجح أن‬


‫و ع لى الر غ م م ن أن ابن ُ‬

‫خ ث ي م ه و م ن أ ض ا ف ع ن ص ر ا ل د ف ن إ ل ى ا ل ر و ا ي ة ح و ل ا ل حو ا ر ب ي ن ا ل ن ب ي‬
‫يك و ن ابن ُ‬

‫وسعد بشأن حجم وصية الأخير)‪ .(1‬وفي كل الاحتمالات‪ ،‬فقد تمت إضافة هذا‬

‫الموضوع إلى الرواية م ِن قبِ ل ع َ ّفان بن مسلم أو م ِن قبِ ل شيخه وهيب بن خالد‪.‬‬

‫خثيم في القسم ‪ 3 .4‬ورواية ابن ج ُريج‪ ،‬في القسم‬


‫و ب ن ا ء ً ع ل ى ت حل ي ل ن ا ل ر و ا ي ة ا ب ن ُ‬

‫خ ث ي م ا ل أ ص ل ية ق د ت ض م ن ت ا ل ع ن ا ص ر‬
‫‪4 .4‬؛ نقترح مبدئي ًا أن تكون رواية ابن ُ‬

‫ا ل س ر د ي ة ا ل آ ت ي ة‪:‬‬

‫‪ .1‬أن رسول الله‪/‬النبي )ص( دخل على سعد بن أبي وقاص‬

‫ج ع ر انة‬
‫‪ .2‬ق َدِم َ‪/‬رجع من ]الـ[ ِ‬

‫خثيم )الم ُتوفى ‪ 136‬أو ‪144‬هـ( ‪ -‬على الأرجح ‪ -‬أقدم من ابن ج ُريج )الم ُتوفى ‪150‬هـ(‬
‫)‪ (1‬كان ابن ُ‬
‫بجيل واحد‪ .‬ولا يوجد دليل على انتقال الحديث بين الاثنين‪ .‬والم ِزي )التهذيب‪،(280-279 :15 ،‬‬
‫ضا؛‬
‫ح أي ً‬
‫خثيم؛ لم يذكر ابن ج ُريج كواح ٍد منها‪ .‬والعكس صحي ٌ‬
‫الذي قدم قائمة طو يلة بمصادر ابن ُ‬
‫إذ إن البخاري )التاريخ‪ ،(403-402 :6 ،‬الذي قدم قائمة ً طو يلة ً بمصادر ابن ج ُريج‪ ،‬لم يذكر ابن‬
‫خثيم‪.‬‬
‫ُ‬
‫|‪197‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ .3‬فقال ]سعد[‪" :‬يا رسول الله‪ ،‬إن لي مال ًا‪ ،‬وإني ورثتي كلالة‪/‬يرثني كلالة؛‬

‫أفأو ص ي بمالي ك له ؟ " قال ] ر س و ل الله [ ‪" :‬لا ‪" .‬‬


‫‪ .4‬قال ]سعد[‪" :‬ثلثه؟" قال ]رسول الله[‪" :‬نعم‪ ،‬كثير"‪.‬‬

‫‪ .6 .4‬ﺲﺊﻐﺛ ا‪ s‬ﺑﻆ ﺲّﻐﺎض ﺑﻆ ﺲ‪2‬ﺮو ﺑﻆ ا'ﺼﺎري‪:‬‬


‫يذكر ابن الأثير )الم ُتوفى ‪630‬هـ‪1233/‬م( إسناد ًا فردياً يتصل مباشرة ً بعبيد‬

‫الله بن عياّ ض بن عمرو بن القاري )الشكل ‪:(1‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬أن رسول الله ق َدِم َ مكة‪ ،‬وخ َل ّف سعدًا مر ي ً‬


‫ض ا ؛ ح ي ن خ ر ج إ ل ى ح ن ين ‪.‬‬

‫ب‪.‬‬
‫‪ 1‬ب‪ .‬فلماّ ق َدِم َ من الجعرانة معتمر ًا؛ دخل عليه وهو وج ٌع مغلو ٌ‬

‫‪ 2‬أ‪ .‬فقال ]سعد[‪" :‬يا رسول الله‪ ،‬إن لي مال ًا …"‪ ،‬وذكر حديث الوصية في‬

‫الثلث)‪.(1‬‬

‫لا يمكننا قول أي شيء عن وضع ع ُبيد الله لسببين‪ .‬أول ًا‪ :‬رواية ابن الأثير‬

‫قصيرة ٌ جدًا‪ ،‬وهي لا ٺتضمن سوى البندين ‪ 1‬أ و ‪ 1‬ب وجزء ًا من البند ‪ 2‬أ‬

‫ضا(‪ .‬وتجدر الإشارة‪ ،‬إلى أن هذه البنود الثلاثة‬


‫) ر ب ما يك و ن ق د ا خ ت ص ر ا لس ن د أ ي ً‬

‫ت ُشبه البنود المقابلة لها عند ابن سعد وابن حنبل )انظر المتن المركب ‪ .(1‬وت ُشير‬
‫هذه التشابهات إلى أن ابن الأثير اعتمد على الروايات المدونة في تلك النصوص‪.‬‬

‫خ ث ي م ‪ -‬و ه و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة ع م ر و ب ن‬
‫ثاني ًا‪ :‬تأريخ السند دون مستوى ابن ُ‬

‫القاري المباشر ‪ -‬مشكوك ٌ فيه‪ .‬كما لوحظ‪ ،‬فإن معلومات التراجم عن الصحابي‬

‫)‪ (1‬ابن الأثير‪ُ ،‬أسد الغابة‪.237 :4 ،‬‬


‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|198‬‬

‫الغامض عمرو بن القاري ضئيلة ٌ )انظر بداية القسم ‪ .(4‬ونحن نعرف القليل عن‬

‫ابن عمرو‪ ،‬عياّ ض‪ :‬لا يقُ دم كتُ ّاب التراجم أي معلومات باستثناء علاقتهما‬

‫ف ك ب ي ر ٌ ب ي ن ن ا ق ل ي ا ل حد ي ث ف ي م ا‬
‫العائلية)‪ .(1‬و بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك اختلا ٌ‬

‫يتعلق باسم حفيد عمرو بن القاري‪ :‬يعُ رِ ّفه ‪ 8‬ناقلين باسم عمرو بن القاري ‪ -‬اسم‬

‫جده نفسه)‪(2‬؛ و يعُ رِ ّفه ناقلان بأنه ع ُبيد الله بن عياّ ض بن عمرو بن القاري)‪،(3‬‬

‫وع َ َ ّرفه ابن الأثير بأنه عمرو بن عياّ ض القاري‪ ،‬و يعُ رِ ّفه البيهقي على أنه عمرو بن‬

‫عبد القاري‪ .‬وأخير ًا‪ ،‬يذكر السيوطي عمرو بن القاري دون أن يذكر هل يقصد‬

‫ك ت ب الت ر ا ج م أ نه ك ان لع م ر و بن الق ار ي ح ف يد ٌ و ا ح د ٌ‬
‫الجد أم الحفيد‪ .‬وتذكر ُ‬

‫يعُ رِ ّفونه باسم ع ُبيد الله بن عياّ ض‪ ،‬وإن كان ذلك دون ر بطه بإحدى روايات‬

‫و ص ي ة س ع د ‪ ،‬و ي ب د و أ ن ه م م ر ت ب ك و ن ب ش أ ن س م ا ع ع ب ي د ا ل ل ه ا ل حد ي ث و ن ق ل ه ع ن‬

‫أسلافه)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬يمُكن تلخيص معلومات التراجم حول عياّ ض بن عمرو كالآتي‪ :‬نقل أحاديث عن أبيه‪ ،‬ونقل‬
‫ابنه ع ُبيد الله عنه أحاديث )البخاري‪ ،‬التاريخ‪24 :7 ،‬؛ وابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح‪409 :6 ،‬؛ وابن‬
‫حبان‪ ،‬الثقات‪.(284-283 :7 ،‬‬
‫)‪ (2‬الناقلون الثمانية هم‪ :‬ابن سعد‪ ،‬وابن حنبل‪ ،‬والمروزي‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬وابن عبد البر )في تمهيده(‪،‬‬
‫طحاَ وي‪ ،‬والهيثمي‪/‬الب َز ّار‪.‬‬
‫وابن عساكر‪ ،‬وال َ ّ‬
‫)‪ (3‬هذان الناقلان هما‪ :‬الفاكهي وابن عبد البر )في استذكاره(‪.‬‬
‫)‪ (4‬البخاري‪ ،‬التاريخ‪393 :5 ،‬؛ وابن أبي حاتم‪ ،‬الجرح‪329 :5 ،‬؛ والمزي‪ ،‬التهذيب‪140-139 :19 ،‬؛‬
‫وابن حجر‪ ،‬التهذيب‪ .43 :7 ،‬و ي ُشير البخاري إلى والد ع ُبيد الله‪ ،‬أعلاه‪ ،‬باسم عياّ ض القاري‪ ،‬وإلى‬
‫خ له‪.‬‬‫والد عياّ ض بالقاري ]هكذا![‪ .‬ولم يذكر ابن أبي حاتم والد عبيد الله أو جده كشيو ٍ‬
‫|‪199‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ل ل ل ا ل ت ب ا س ح و ل ا س م ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ا ل حف ي د ‪ .‬و ل ن ف ت ر ض‬
‫ق د يك و ن ه ن ا ك ح ٌ‬

‫خ ثي م ك ان ه ناك‪ ،‬في البد اية‪ ،‬ش خ ٌ‬


‫ص و ا ح د ف حس ب ف ي ا ل س ن د ‪ ،‬و ه و‬ ‫أ ن ه ت حت ا ب ن ُ‬
‫عمرو بن القاري‪ .‬ولنفترض كذلك أن لم يعُ تقد أن هذا عمرو بن القاري كان‬

‫صحابي ًا أو شهيدًا مباشر ًا على الحوار بين سعد والنبي‪.‬‬

‫ل معيَ ّن للنبي؛ بدأ‬


‫و ب م ر و ر ا ل و ق ت ‪ ،‬و م ع ت ز ا ي د أ ه م ي ة ا ل ش ه ا د ة ا ل مب ا ش ر ة ل ق و ٍ‬
‫المحُدِثون في التعرف على عمرو بن القاري باعتباره صحابي شهد ‪ -‬في الواقع ‪-‬‬

‫ا ل حو ا ر ب ي ن س ع د و ا ل ن ب ي ‪ .‬و ه ذ ا ي ع ن ي أ ن ه م ح و ل و ا ا س م ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ا ل غ ا م ض إ ل ى‬

‫ض با ل ا س م نف س ه ‪ .‬و للت م ي ي ز بين ع مر و بن الق ار ي ا ل ذ ي ك ا ن م ص د ر ا ب ن‬


‫صحاب ٍي غام ٍ‬
‫خثيم وعمر بن القاري الصحابي؛ ابتدع َ المحدِثون ابن ًا للصحابي‪ ،‬الذي د ُرج اسمه‬
‫ُ‬

‫‪ -‬عياّ ض ‪ -‬بين أسم "أبيه" عمرو بن القاري و "ابنه" عمرو بن القاري‪ .‬و بسبب‬

‫ملابسات الرواية الشفهية؛ كان يعُ رف الحفيد‪ ،‬في بعض الأحيان‪ ،‬باسم ع ُبيد‬

‫الله بن عياّ ض؛ مما أدى إلى إنشاء را ٍو جديدٍ تمام ًا‪ .‬وفي الوقت الحاضر‪ ،‬لا يمكننا‬

‫خ ثي م‬
‫تحديد م َن يمُكن أن يكون منشئ هذه التغييرات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نعلم أن ابن ُ‬

‫كان من قبيلة بني قار َة‪ ،‬وهو البطن نفس الذي ينتمي إليه عمرو بن القاري)‪.(1‬‬
‫ص م ن بط نه ‪ ،‬و الذ ي ر بما ك ان ع مر و بن‬
‫لذلك كان لديه داف ٌع للاستشهاد بشخ ٍ‬

‫الق ار ي ال أ ص لي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن سعد‪ ،‬الطبقات‪.49 :8 ،‬‬


‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|200‬‬

‫‪ 5‬ﻣ ﺎ ر و اء ﺗ ﺤ ﻠ ﻴ ﻞ اﻟﺴ ﻨ ﺪ و ا‪ :‬ﺘﻦ ‪:‬‬

‫خ ثي م‪،‬‬
‫ب إلى م ر ح لة ابن ُ‬
‫إ ن ت ح ل ي ل ن ا ل س ن د و م ت ن ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ي ع و د ب ن ا ف حس ٍ‬

‫الذي توفي حوالي ‪136‬هـ‪754/‬م أو في ‪140‬هـ‪757/‬م)‪ .(1‬و بالمثل‪ ،‬فإن دراستنا‬


‫ل م و ض و ع ا ل د ف ن ب ا س ت خ د ا م ت ح ل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ت ع و د ب ن ا ف حس ب إ ل ى م ر ح ل ة ا ب ن‬

‫ج ُريج‪ ،‬الذي توفي عام ‪50‬هـ‪768-767/‬م‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن تحليل السند والمتن يعود‬

‫بنا إلى الر بع الثاني م ن الق ر ن الثاني الهج ر ي ‪.‬‬


‫وكما لوحظ في نهاية القسم ‪ ،3‬ليس من الممكن باستخدام تحليل السند والمتن‬

‫فحسب إثبات الطابع التأر يخي للسند أو إعادة بناء صياغة الرواية دون مستوى‬

‫الراوي المشترك‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فيمكن استخدام تقنيات أخرى لاستعادة تأريخ السرد‬
‫دون مستوى الراوي المشترك‪ .‬هناك ثلاثة أنواع من الأدلة التي قد ت ُسلط الضوء على‬

‫أقدم تأريخ لمجموعة عمرو بن القاري‪ ،‬أحدها يتعلق بمعنى كلمة ٍ صعبة ٍ )كلالة(‪،‬‬
‫والآخر يتعلق بالتزاٍم شرع ٍي )اله ِجرة(‪ ،‬والثالثة يتعلق بالتنبؤ بمستقبل سعد‪.‬‬

‫‪ .1 .5‬ا'ﺿﻘ'ﺋ‪:‬‬
‫قد يتغير معنى الكلمة بمرور الوقت‪ .‬وإذا كان الأمر كذلك‪ ،‬فإن استخدام‬

‫كلمة ٍ م ِن هذا القبيل في رواية‪ ،‬قد يكون بمثابة مؤشرٍ مه ٍم للتسلسل الزمني‪ ،‬مما‬

‫خثيم الذي قيل إنه توفي حوالي ‪136‬هـ‪753/‬م أو‬


‫)‪ (1‬لا يعَ رف كت ّاب التراجم سوى القليل عن ابن ُ‬
‫في ‪144‬هـ‪762-761/‬م‪ .‬ولم يذكر أحد من ك ُ َت ّاب التراجم‪ ،‬الذين عاشوا في القرنين الثالث والرابع‬
‫خثيم‪.‬‬
‫الهجري‪ ،‬ع ُبيد الله بن عياّ ض بن عمرو بن القاري كأحد شيوخ ابن ُ‬
‫|‪201‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫يجعل من الممكن تحديد الفترة العامة التي تم فيها تداول الرواية)‪.(1‬‬

‫و َر َد َت كلمة كلالة مرتين في القرآن‪ :‬مرة في النصف الأخير من الآية ‪12‬‬

‫من سورة النساء )ي ُشار إليها فيما يلي بـ الآية ‪ 12‬ب‪ ،‬من سورة النساء(‪ ،‬ومرة ً‬

‫أخرى في الآية ‪ 176‬من سورة النساء)‪ .(2‬وت ُشير المصادر إلى أن معنى هذه الكلمة‬

‫ظ‪ ،‬وقد ٍر من الاختلاف ليس بقلي ٍ‬


‫ل خ ل ا ل ا لق ر ن‬ ‫ك م لح و ٍ‬
‫ك ان م و ض ع ار تبا ٍ‬
‫الذي أعقب وفاة النبي‪ ،‬ومضى وقت طو يل قبل التوصل إلى إجماٍع حول‬

‫معناها)‪ .(3‬ولذلك‪ ،‬من الجدير بالذكر أن كلمة »كلالة« موجودة في جميع روايات‬

‫مجموعة عمرو بن القاري‪ .‬وفي الرواية الـ ‪ ،17‬م ِن مجموعة سبايت؛ استخدم سعد‬

‫)‪ (1‬لمثال على هذا النوع من التطور الدلالي‪ ،‬انظر‪ :‬كر يستوفر ميلشيرت‪" ،‬النسخ‬
‫القرآني"‪ Christopher Melchert, “Qurʾānic Abrogation,” 75–79..‬و يرى‬
‫ميلشيرت أن فهم "النسخ" في كتابات أبي عبيد )الم ُتوفى ‪224‬هـ‪839/‬م( والمحاسبي )الم ُتوفى‬
‫‪243‬هـ‪ (858-857/‬وابن قتيبة )الم ُتوفى ‪276‬هـ‪889/‬م( ليس بمستوى التطور النظري نفسه الذي‬
‫بلغه الشافعي )الم ُتوفى ‪204‬هـ‪820/‬م( في رسالته‪ .‬و يشير هذا إلى أن مفهوم النسخ بصيغته‬
‫الحالية في الرسالة قد صيغ بعد نصف قرن‪ ،‬على الأقل‪ ،‬من وفاة الشافعي )المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.(96‬‬
‫)‪ (2‬حول الكلالة‪ ،‬انظر‪ :‬باورز‪" ،‬إعادة النظر في قانون الميراث الإسلامي"؛ ‪Powers, “The‬‬
‫"‪ ; Islamic Law of Inheritance Reconsidered‬و باورز‪ ،‬دراسات ‪Powers,‬‬
‫ضا‪،‬‬
‫;‪ Studies, 21–52‬و باورز‪ ،‬محمد‪ Powers, Muḥammad, 155-224.‬وانظر‪ ،‬أي ً‬
‫سيلاردو‪ ،‬المصطلح القرآني كلالة؛‪ ;Cilardo, The Qurʾānic Term Kalāla‬بافلوفيتش‪،‬‬
‫"بعض الأحاديث ال ُ ّ‬
‫سن ِّية‪.Pavlovitch, “Some Sunnī Ḥadīth,” 86-159.‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ابن كثير‪ ،‬التفسير‪) 460 :1 ،‬مذكور في باورز‪ ،‬دراسات؛ ‪Powers,‬‬
‫‪.(46-47Studies,‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|202‬‬

‫ث ك َلاَ ل َة ً( في الآية ‪12‬‬ ‫التعبير‪ُ » :‬أور َث كلالة ً« الذي يرتبط‪ ،‬بوضو ٍ‬


‫ح‪ ،‬بـ )يوُ ر َ ُ‬

‫ب من سورة النساء ‪ -‬كما لاحظه باورز في عام ‪ .1983‬ولهذا السبب استنتج‬


‫باورز في ذلك الوقت أن الرواية الـ‪ 17‬هي »صيغة ٌ مبكرة ٌ؛ بل ر بما الأقدم من‬

‫موضوع الوصية«)‪.(1‬‬

‫وفي عام ‪ ،2009‬لفت باورز الانتباه إلى ‪ ،BNF 328‬وهي مخطوطة قرآنية‬

‫مؤرخة ٌ على أسس علم البليوغرافيا)*‪ (9‬وعلم الـكوديكولوجيا)*‪ (10‬إلى الر بع الثالث‬

‫من القرن الأول الهجري)‪ .(2‬ففي الورقة ‪10‬ب من هذه المخطوطة‪ ،‬هناك دلي ٌ‬
‫ل‬

‫على التعديل في الآية ‪ 12‬ب من سورة النساء‪ .‬ووفق ًا لباورز‪ ،‬فإن الهيكل الأصلي‬
‫لكلمة كلالة كان من الممكن أن يكون افتراضي ًا »ك َل ّة«‪ ،‬مصطلح قرابة‪ ،‬يدل على‬

‫"زوجة الابن" التي كانت جزء ًا من المعجم السامي المشترك‪ .‬وإذا كان الأمر‬

‫كذلك‪ ،‬فإن القراءة المؤداة لك َل ّة‪ ،‬والفعل الذي يسبقها مباشرة ً سيكون يوُ رِ ٌ‬
‫ث‬

‫ك َل ّة ٌ‪ ،‬أي "تعيين زوجة الابن كوارثة")‪ .(3‬وفي تأريخ مبكر بعد وفاة النبي في‬

‫‪11‬هـ‪632/‬م‪ ،‬اقترح باورز أنه تم تغيير الهيكل لكلمة ك َل ّة إلى كلالة‪ ،‬وتم تغيير‬

‫القراءة المؤداة للعبارة المعنية إلى يوُ ر َث كلالة‪ً.‬‬

‫)‪ (1‬باورز‪ ،‬الوصية ;‪ Powers, Studies, 51; cf.‬و باورز‪ ،‬الدراسات ;‪Powers, Studies, 50‬‬
‫)*‪ (9‬البليوغرافيا‪ ،‬أي‪ :‬علم الـكتب القديمة‪.‬‬
‫)*‪ (10‬الـكوديكولوجيا‪ ،‬أي علم المخطوطات‪.‬‬
‫)‪ (2‬ديروش‪ ،‬النقل الكتابي للقرآن‪. Déroche, La Transmission écrite du Coran, 157.‬‬
‫)‪ (3‬باورز‪ ،‬محمد‪.Powers, Muḥammad, 155-196.‬‬
‫|‪203‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ك ا ن ت ا ل ر و ا ي ة ا ل ث ا ن و ي ة ا ل من ق ح ة م ن ه ذ ه ا ل ع ب ا ر ة ه ي ا ل ت ي و ا ج ه ه ا م ف س ر و ا ل ق ر آ ن‬

‫ال أ و ائل ‪ ،‬الذ ين تك بد و ا ‪ -‬ل أ س ب ا ب م ف ه و م ة ٍ ‪ -‬ص ع و بة ً م لح و ظ ة ً ف ي ف ه م ه ا ‪ .‬ك ا ن ت‬


‫ص‪ ،‬وهي كلمة ٌ لا نظير لها في أي لغة ٍ سامية ٍ‬
‫ل خا ٍ‬
‫كلمة كلالة إشكالية ً بشك ٍ‬
‫أخرى‪ .‬واستناد ًا ‪ -‬فحسب ‪ -‬إلى استخدام هذه الكلمة في سياقها القرآني؛ يقُ ال‬

‫طرحت م ِن قبِ ل الصحابة والتابعين المعُ م َر ين‪.‬‬


‫إن ا لتع ار يف ال ا ف تراض ية ُ‬

‫و ب م ر و ر ا ل و ق ت ‪ ،‬م ن حت ا ل أ م ة ا ل م س ل م ة ا ل م ب ك ر ة ا ل ش ر ع ي ة ل م ح ا و ل ا ت م خت ل ف ة ل ت ع ر ي ف‬

‫الكلالة من خلال إسناد تعر يف أو آخر للكلمة إلى أبي بكر أو عمر ؛ حيث بدا‬

‫وكأ َ ّ‬
‫ن ا ل خل ي ف ت ي ن ا خ ت ل ف ا ح و ل م ع ن ا ه ا ‪ .‬ك ي ف ت ت م إ ز ا ل ة ه ذ ا ا ل ت ن ا ق ض ؟ ك ا ن ت إ ح د ى‬

‫ا ل إ س ت ر ا ت ي جي ا ت ه ي ا ل ا ح ت ج ا ج ب ا ل ن ب ي ن ف س ه ‪ .‬و إ ن ن ا ن ف ت ر ض أ ن ه ذ ا ه و ا ل س ب ب ف ي‬

‫تضمين عبارات ُأور َ ُ‬


‫ث ك ل ا لة ً ) " س أ م و ت ‪ ،‬و ل م أ ت ر ك ا ل و ا ل د و ا ل و ل د " ( و ي ر ث ن ي ك ل ا ل ة‬

‫) " ا ل أ ش خا ص غ ي ر ا ل و ا ل د أ و ا ل و ل د س ي ر ث و ن م ن ي " ( ‪ .‬ت م إ ي ر ا د ه ا ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن‬


‫القاري‪ .‬فمن تداول هذه الرواية؛ م َنح لهذه الكلمة الجديدة ومعناها في القرآن‬

‫الحجة النبو ية بجعل سعدٍ ينطق بهذه الكلمات في حضرة النبي‪.‬‬

‫و بحسب باورز‪ ،‬فقد تطور فهم الكلالة على مرحلتين‪ :‬في مجموعة الروايات التي‬
‫ظهرت أول ًا )المجموعة أ( لا يعَ رف الخليفة عمر معنى الكلمة‪ ،‬أو يرفض الـكشف‬

‫عنه‪ ،‬في حين أنه في المجموعة الثانية )المجموعة ب( يقُ دم عمر أو أبو بكر تعار يف‬

‫ضا ‪ -‬للكلمة‪ .‬ووفق ًا لباورز‪ ،‬تم تداول‬


‫م حد د ة ٍ ‪ -‬و ل ـ ك ن غ ي ر م ت س ق ة م ع ب ع ض ه ا ب ع ً‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|204‬‬

‫روايات المجموعة أ في وقت ما "في النصف الأخير من القرن الأول الهجري")‪،(1‬‬

‫ب ي ن م ا ت م ت د ا و ل ر و ا ي ا ت ا ل م جم و ع ة ب ف ي " ا ل ر ب ع ا ل أ خ ي ر م ن ا ل ق ر ن ا ل أ و ل أ و ا ل ع ق د‬
‫الأول من القرن الثاني الهجري")‪ .(2‬وتم تعديل هذا التسلسل الزمني مؤخر ًا م ِن‬

‫ت ب ا س ت خ د ا م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن أ ن ه ذ ي ن ا ل ت ع ر ي ف ي ن‬
‫قبِ ل بافلوفيتش‪ ،‬الذي أثب َ‬

‫ا ل م ت ن ا ف س ي ن لل ك ل ا ل ة ظ ه ر ا ف ي ا ل حجا ز و ا ل ـ ك و ف ة ‪ ،‬ع ل ى ا ل ت و ا ل ي ‪ ،‬ف ي ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن‬


‫القرن الثاني الهجري)‪.(3‬‬

‫‪ .2 .5‬ﻄﻌﺿﻌع ا'ﺛﺸﻆ‪:‬‬
‫إلى )‪ (1‬اله ِجرة من‬ ‫هجرة)‪(4‬‬
‫ِ‬ ‫افترض سبايت أنه في مجموعة رواياته ت ُشير كلمة‬
‫مكة إلى المدينة )‪ (2‬خلال حياة النبي)‪ .(5‬كان هذا الفهم لله ِجرة هو الذي‬

‫شكل التسلسل الزمني الذي اقترحه لما أسماه "الاهتمام باله ِجرة"‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في‬

‫)‪ (1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.219‬‬


‫)‪ (2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫)‪ (3‬بافلوفيتش‪" ،‬بعض الأحاديث ال ُ ّ‬
‫سن ِّية ‪Pavlovitch, “Some Sunnī Ḥadīth,” 107–116,‬‬
‫‪129–137, 157.‬‬
‫)‪ (4‬في مجموعة سبايت‪ ،‬تم ذكر مصطلح اله ِجرة في الرواية رقم ‪) 18‬سبايت‪" ،‬الوصية" ‪Speight,‬‬
‫‪ .(“The Will,” 264‬وفي مجموعتنا‪ ،‬المكونة من سبعة عشر رواية‪ ،‬ت ُشير الروايات الأر بع التي‬
‫نقلها ابن ج ُريج إلى مكان دفن سعد دون ذكر اله ِجرة؛ بينما في الروايات الثلاثة عشر المتبقية؛ فإن‬
‫ت‪ ...‬مهاجر ًا"‪ ،‬حتى لو لم يتم استخدام‬ ‫ح‪ ،‬في كلمات سعد "خرج ُ‬ ‫فكرة اله ِجرة متضمنة ً‪ ،‬بوضو ٍ‬

‫مصطلح اله ِجرة‪.‬‬


‫)‪ (5‬سبايت‪" ،‬الوصية" ‪ Speight, “The Will,” 225, 267‬وراجع زمان‪" ،‬التطور"‪Zaman, .‬‬
‫‪“Evolution,” 18–19, 154–5, 183–4, 187.‬‬
‫|‪205‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ي ‪ :‬في‬
‫عام ‪ 1994‬جادلت كرون بأن مفهوم اله ِجرة خضع لتغييرٍ دلال ٍي جذر ٍ‬
‫البدايةكان فرض اله ِجرة مرتبطًا ارتباًطا وثيق ًا بالجهاد‪ ،‬وظل هذا الفرض سار ياً‬

‫طالما استمرت الدولة الأمو ية في التوسع‪ .‬و بانتهاء الفتوحات في أواخر العصر‬

‫الأموي تم استبدال هذا المفهوم للمصطلح بفكرة أن فرضية اله ِجرة قد انقطع‬

‫ح "‪،‬‬
‫بفتح مكة في ‪8‬هـ‪630/‬م‪ .‬وتصف كرون الفهم الأول لله ِجرة بأنه "مفتو ٌ‬

‫ق")‪ .(1‬وتر بط الروايات الموجودة في مجموعتنا ‪ -‬كاستثناء ٍ وحيدٍ ‪-‬‬


‫و الأ خ ير "م غ ل ٌ‬

‫بين قلق سعد بشأن مكان دفنه و بين عودة النبي من معركة حنين وما تلاها من‬

‫ح ص ار ال ط ا ئ ف ب ع د ش ه ر م ن ف ت ح م ك ة ‪ .‬و ه ك ذ ا ‪ ،‬م ن ا لو ا ض ح أ ن م ن ص ا غ ه ذ ه‬

‫الرواية كان يعمل في إطار الفهم المفتوح لفرض اله ِجرة‪ ،‬وهذا يعني أنه لم يكن‬

‫يعلم‪ ،‬بعَ د ُ‪ ،‬أن فرض اله ِجرة قد توقف بعد فتح مكة في ‪8‬هـ‪630/‬م‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬أن رواية البخاري استثنائية ٌ )انظر القسم ‪ .(4 .4‬وعلى‬

‫)‪ (1‬كرون‪ ،‬مفهوم القرن الأول لله ِجرة‪Crone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” 377-.‬‬
‫‪ 380‬وقبل كرون‪ ،‬ناقش يوليوس فلهاوزن ‪ Julius Wellhausen‬ووالفر يد مادلونغ ‪Wilfred‬‬
‫‪ Madelung‬وأوري رو بين ‪ Uri Rubin‬وفر يد دونر ‪ ،Fred Donner‬وآخرون‪ ،‬الفهم المبكر‬
‫المفتوح لله ِجرة‪ .‬وللاطلاع على ملخص لهذه الدراسة‪ ،‬انظر‪ :‬كرون‪ ،‬مفهوم القرن الأول‬
‫لله ِجرة‪ .Crone, “The First-Century Concept of Hiǧra,” 352-372.‬وقد رأى علماء سابقون‬
‫أن المفهوم المغلق لله ِجرة‪ ،‬الذي يفُ هم على أنه فرض اله ِجرة من مكة إلى المدينة‪ ،‬ظهر في عهد‬
‫الرسول‪ .‬وتم تعليق هذا المفهوم المغلق تحت حكم الأمو يين‪ ،‬وتمت استعادته في عهد العباسيين‬
‫الأوائل‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬جادلت كرون بأن المفهوم المغلق تم تقديمه لأول مرة في عهد‬
‫ل للفهم الأصلي المفتوح لله ِجرة‪ ،‬والذي ظل سار ياً طوال القرن الأول الهجري‪.‬‬
‫العباسيين كبدي ٍ‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|206‬‬

‫ن ق ي ض ك ل ا ل ر و ا ي ا ت ا ل أ خ ر ى ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن ا ل ق ا ر ي ‪ ،‬ف إ ن ا ل ب ن د ‪ 1‬أ ي نص‬

‫ع لى أن اللق اء بين س ع د و النب ي ح د ث في يو م فتح م ك ة نف س ه ‪ .‬و م ن خ لا ل تق د ي م‬

‫ي حا و ل م و ا ء م ة ا ل ت و ت ر ب ي ن ف ه م ي ن‬
‫ه ذ ا ا لت ح د يد ا ل ز م ن ي ‪ ،‬ك ا ن ا ل ب خ ا ر ي ‪ -‬ب ل ا ش ك ‪ُ -‬‬

‫مختلفين جدًا لله ِجرة؛ أحدهما مفتوح‪ ،‬والآخر مغلق‪.‬‬

‫وفي رأيه)*‪ ،(11‬حدث الانتقال من المفهوم المفتوح إلى المفهوم المغلق في يوم‬
‫ي جا د ل ا ل م ر ء ب أ ن ه ع ن د م ا د خ ل ا ل ن ب ي م ك ة ي و م ف ت ح ه ا ك ا ن‬
‫فتح م ك ة‪ .‬و ه ك ذ ا‪ ،‬قد ُ‬

‫فرض اله ِجرة لا يزال ساري المفعول‪ .‬وهذا من شأنه أن يفُ سر لماذا أمر النبي‬

‫ع مر و بن الق ار ي بد ف ن س ع د با ت جاه المد ي نة المن و ر ة ‪ .‬و ف ي و ق ت ل ا ح ق م ن ذ ل ك‬


‫ل حاسم في وقت ما بعد لقاء النبي مع سعد ‪ُ -‬ألغي فرض اله ِجرة)‪.(1‬‬
‫اليو م ‪ -‬و بش ك ٍ‬
‫وكان ابن ج ُريج نشيطًا في النصف الأول من القرن الثاني‪ ،‬و بالتالي امتدت‬

‫حياته المهنية إلى نهاية العصر الأموي و بداية العصر العباسي‪ .‬وكان بلا شك يعمل‬
‫مع الفهم المبكر المفتوح لله ِجرة‪ .‬وهذا يعني أنه في رأيه لم يكن لفتح مكة أي‬

‫تأثيرٍ على الإطلاق على فرض اله ِجرة‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬فإن "الحقيقة" أن اللقاء بين‬

‫س ع د و النب ي قد ح د ث بع د ش ه ر و اح د م ن فتح م ك ة لم تك ن إش ك الية ‪.‬‬

‫و بما أن الفهم المفتوح لله ِجرة ظل سار ياً حتى الإطاحة بالأمو يين م ِن قبِ ل‬

‫)*‪ (11‬أي‪ :‬البخاري‪.‬‬


‫)‪ (1‬بالنسبة للروايات المبكرة التي تنص على إلغاء فرض اله ِجرة في يوم فتح مكة‪ ،‬انظر‪ :‬عبد الرزاق‬
‫)الم ُتوفى ‪211‬هـ‪827/‬م( )الم ُصن َف‪ ،309 :5 ،‬رقم ‪(9713‬؛ وابن أبي شيبة )الم ُتوفى ‪235‬هـ‪849/‬م(‬
‫)الم ُصن َف‪ ،402 :13 ،‬رقم ‪.(37928‬‬
‫|‪207‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫العباسيين في ‪132‬هـ‪750/‬م‪ ،‬فإن هذا التأريخ يمُثل آخر الفترة التي تم تداول‬

‫الاهتمام باله ِجرة في حديث وصية سعد‪ .‬كما أنه يتماشى مع التسلسل الزمني لدينا‬

‫ب ن ا ء ً ع ل ى ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل مت ن ‪ .‬و خ ل ا ل ا لع ق د أ و ا لع ق د ين ا ل أ خ ي ر ين م ن ا لع ص ر‬

‫الأموي أو العقد الأول من العصر العباسي قام ابن ج ُريج بتداول رواية تحتوي‬

‫ت م ا في النص ف ال أ خ ي ر م ن‬
‫على صيغة ٍ مبكرة ٍ من موضوع الدفن)‪ .(1‬وفي وق ٍ‬

‫ا ل ق ر ن ا ل ث ا ن ي ا ل ه ج ر ي ت م ت إ ض ا ف ة ه ذ ا ا ل مو ض و ع إ ل ى ح د ي ث و ص ي ة س ع د ؛ ح ي ث ت م‬

‫التعبير صراحة ً عن القلق بشأن اله ِجرة في تصريح سعد بأنه كان يخشى الموت في‬

‫مكة بعد أن تركها مهاجر ًا‪.‬‬

‫و ب حل و ل ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن ا ل ق ر ن ا ل ث ا ل ث ا ل ه ج ر ي ت م ا س ت ب د ا ل ا ل ف ه م ا ل مف ت و ح‬

‫لله ِجرة بالفهم المغلق‪ ،‬أي أن فرض اله ِجرة كان يعُ تقد الآن أنه انقطع بفتح‬

‫مكة‪ .‬وهذا يفُ سر لماذا كان البخاري )الم ُتوفى ‪256‬هـ‪870/‬م( مهتم ًا بالإثبات أن‬
‫اللق اء بين س ع د و النب ي ح د ث في يو م فتح م ك ة نف س ه ‪.‬‬

‫‪ .3 .5‬ا'ﺎﻈﺊﺂ ا'ﻈﺊﻌي ﺑﺤﺄن ﻄﺴﺎﺼﺊﻀ ﺠﺳﺛ‪:‬‬


‫في البند ‪ 3‬أ م ِن وصية سعد أعرب النبي عن رغبته في أن يرفع الله سعد ًا‬
‫حتى ينفع بعض الناس و يؤُ ذي آخر ين‪ .‬و يقُ دم هذا التنبؤ دليل ًا آخر ًا حول‬

‫)‪ (1‬لاحظ أنه في رواية ابن ج ُريج‪ ،‬فإن النبي هو الذي ي ُدلي ببيان عن سعد الذي لا ي ُنسب إليه‬
‫كلام ٌ مباشر‪ .‬ووفق ًا لـكرون‪ ،‬فإن نموذج السؤال والجواب في روايات اله ِجرة‪ ،‬وهو نموذج الحلقة‬
‫ط لاهوتية"‪) .‬مفهوم‬ ‫التدر يسية‪ ،‬ي ُشير بوضو ٍ‬
‫ح إلى أن الناقلين قد استخدموا "التأريخ لطرح نقا ٍ‬
‫القرن الأول لله ِجرة‪.( “The First-Century Concept of Hiǧra,” 373-374.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|208‬‬

‫التسلسل الزمني‪ .‬فقد نجا سعد من تجر بة الاقتراب من الموت‪ ،‬وأنجب عدد ًا‬

‫ت ‪ .‬ك ما لعب‬
‫من الأولاد الذين عاشوا بعده‪ ،‬و يفُ ترض أنهم ورثوا أي ثروة ٍ تر ُك ْ‬

‫دور ًا مهم ًا في بداية التأريخ الإسلامي‪ .‬وكان عضواً في مجلس الشورى الذي‬

‫اختار عثمان كخليفة ٍ ثالث‪ ،‬و يقُ ال إنه حافظ على موقف محايد في الصراع بين‬

‫علي ومعاو ية‪ ،‬وشارك في غزو العراق ‪ -‬رغم أنه وفق ًا لبعض المصادر منعه‬

‫ق م ِن القتال في القادسية)‪ - (1‬وم َص ّر َ الـكوفة‪ ،‬وشغل منصب واليها‬


‫ح في سا ٍ‬
‫جر ٌ‬

‫الأول‪ .‬و بحسب ما ورد فقد توفي بين ‪ 50‬و‪ 58‬هجر ية‪ ،‬أي بعد ‪ 40‬إلى ‪50‬‬

‫عام ًا من تجر بته المفترضة مع الاقتراب من الموت والحوار مع النبي حول حجم‬
‫وصيته)‪.(2‬‬

‫ض جدًا؛ بحيث لا يمكن ر بطه‬


‫و ع لى الر غ م م ن أن التنبؤ بمس تق بل س ع د غ ام ٌ‬

‫بلحظة ٍ مع َي ّنة ٍ في حياته؛ فإن طابعه الشامل والقلق اللاهوتي الأساسي يستحقان‬

‫ا ل ا ه ت م ا م ‪ .‬ف ق ر ب ن ه ا ي ة ح ي ا ت ه ف حس ب ك ا ن س ع د ق د ح ق ق م س ت و ى م ن ا ل أ ه م ي ة‬

‫ال ا ج تم اع ية ك ان م ن ش أنه أن يمنح ه الق د ر ة ع لى إ يذ اء ال آ خ ر ين أو م نف ع ت هم ‪ .‬و ق د‬

‫حرص المحُدِث‪ ،‬الذي صاغ المتن‪ ،‬على عدم التعدي على الحق الإلهي في الضرر‬

‫)‪ (1‬ابن أبي شيبة‪ ،‬الم ُصن َف‪ ،520 :11 ،‬رقم ‪34307‬؛ وراجع المصدر المذكور‪ ،‬رقم ‪ .34309‬في‬
‫مجموعة عمرو بن القاري‪ ،‬فإن مرض سعد يوُ فر الخلفية للاهتمام بالوصية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ي ُلاحظ المرء‬
‫هنا‪ ،‬كما في حالة ج ُرح سعد في القادسية‪ ،‬أن صحة سعد أم ٌر يمنعه من المشاركة في معركة حنين‬
‫وحصار الطائف‪.‬‬
‫)‪ (2‬هوتنغ‪ ،‬سعد بن أبو وق ّاص‪ ،‬موسوعة الإسلام‪.Hawting, EI2 "Saʿd b. Abī Waqqāṣ" ،‬‬
‫|‪209‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫والنفع)‪ .(1‬ونتيجة ً لذلك؛ ي ُصو ّ َر سعد على أنه أداة لتصر يف العدل الإلهي في هذا‬

‫العال َم‪ .‬ومن وجهة نظرنا‪ ،‬فإن مثل هذا التنبؤ‪ ،‬المصقول لاهوتي ًا يعود إلى الفترة‬
‫ت وفاة سعدٍ إلى ما بين ‪ 50‬و‪ 58‬هجر ية‪.‬‬
‫الز م نية الت ي أع ق ب ْ‬

‫ولم يتم العثور على عنصر التنبؤ في الرواية التي نقلها ابن ج ُريج )الم ُتوفى‬

‫‪150‬هـ(‪ ،‬ولـكنه موجود في الرواية التي نقلها بعَ د ذلك ع َ َفّ ان بن مسلم‬

‫) ‪220 -134‬هـ(‪.‬‬

‫ونرى أن الذي أضاف التنبؤ إلى الرواية القصيرة‪ ،‬التي نقلها ابن ج ُريج والتي‬

‫تضمنت الإشارة إلى مرض سعد وتعليمات النبي بدفنه في اتجاه المدينة المنورة‪،‬‬
‫كان ع َ ّفان ‪ -‬أو ر بما شيخه‪ ،‬وهيب بن خالد )الم ُتوفى ‪156‬هـ(‪.‬‬

‫ضا أن ع َ ّفان ‪ -‬أو وهيب‪ ،‬مرة ً أخرى ‪ -‬هو الذي أضاف سؤال سعد‬
‫و نرى أي ً‬

‫حول مكان دفنه إلى الرواية السابقة من موضوع الدفن‪ .‬كما أنه استخدم كلمة‬
‫ح َو ّ َ‬
‫ل موضوع الدفن إلى مصدر الاهتمام باله ِجرة‪.‬‬ ‫" م ها ج ر " ‪ ،‬و بذ لك َ‬

‫وهذا يعني أن ع َ ّفان أو وهيب هو من أنتج الرواية المركبة التي سجلها الناقلان‬

‫ا ل م ب ا ش ر ا ن ا ب ن س ع د و ا ب ن ح ن ب ل ‪ ،‬و ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى‬
‫الق اض ي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬وعادة ً ما يتم التعبير عن حق الضرر أو النفع في القرآن‪ ،‬من خلال الفعلين المتضادين‪ :‬ينفُع‪/‬ي َضرّ‬
‫الل ّذان يتم توظيفهما بطر يقة ٍ سلبية ٍ‪ ،‬أي أنه لا يمكن لأح ٍد ولأي شيء ٍ غير الله أن ينفع أو يضر‬
‫)الآية ‪ 102‬من سورة البقرة؛ والآية ‪ 71‬من سورة الأنعام؛ والآيتين ‪18‬و‪ 106‬من سورة يونس؛‬
‫والآية ‪ 66‬من سورة الأنبياء؛ والآية ‪ 55‬من سورة الفرقان؛ والآية ‪ 73‬من سورة الشعراء(‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|210‬‬

‫‪ 6‬ﻣ ﻠ ﺨ ﺺ و ﺧ ﺎ ﺗ ﻤ ﺔ ‪ :‬ﺗ ﺄر ﻳ ﺦ ﻣ ﺠ ﻤ ﻮﻋ ﺔ ﻋ ﻤ ﺮ و ﺑ ﻦ اﻟ ﻘ ﺎر ي ‪:‬‬

‫خ ث ي م ع ل ى أ ن ه ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ل م جم و ع ة‬
‫ب ا س ت خ د ا م ت حل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ح د د ن ا ا ب ن ُ‬

‫عمرو بن القاري‪ .‬وهذا يعني أن رواية وصية سعد كانت متداولة ً في النصف‬
‫الأول من القرن الثاني الهجري‪ .‬و باستخدام الأدلة المتعلقة بمعنى كلمة »كلالة«‪،‬‬

‫والمفهوم الشرعي لله ِجرة والتنبؤ بشأن سعد؛ استعدنا – جزئي ًا ‪ -‬تأريخ هذه الرواية‬

‫إ ل ى م ا د و ن م س ت و ى ا ل ر ا و ي ا ل م ش ت ر ك ‪ .‬و ي م ك ن ت ل خ ي ص ن تا ئ ج ت حل ي ل ن ا ع ل ى ا لن ح و‬
‫ال آ تي ‪:‬‬

‫‪ .1 .6‬ا'ﺿﻘ'ﺋ‪:‬‬
‫ت م ا بع د و فاة النب ي ‪ ،‬و لـك ن‬
‫‪ .1‬ت ُشير أدلة المخطوطة ‪ BNF 328‬إلى أنه في وق ٍ‬
‫قبل ‪75‬هـ‪ ،‬تم تغيير كلمةكل ّ َة في الآية ‪ 12‬ب من سورة النساء إلى كلالة‪ ،‬وهي‬

‫كلمة لا نظير لها؛ أثارت مخيلة المسلمين الأوائل‪.‬‬

‫‪ .2‬باستخدام تحليل السند والمتن أثبت بافلوفيتش أن التعر يفات الأولى لكلمة‬
‫ك ل ا لة ب د أ ت ف ي ا ل ا ن ت ش ا ر ف ي ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن ا ل ق ر ن ا ل ث ا ن ي ا ل ه ج ر ي ‪ ،‬و ف ي ذ ل ك‬

‫ا ل و ق ت ‪ ،‬ح د د م حد ث و ا ل ـ ك و ف ة م ع ن ى ك ل ا ل ة ب ا ل أ ق ا ر ب ا ل ذ ي ن ي ر ث و ن م ن ش خ ٍ‬
‫ص ‪ ،‬ليس‬

‫ل ه و ل د أ و و ا ل د ع ل ى ق ي د ا ل حي ا ة ) ا ل ك ل ا ل ة ‪ :‬م ا خ ل ا ا ل و ل د و ا ل و ا ل د ( ؛ ب ي ن م ا ح د د‬

‫معاصروهم الحجاز يون الكلمة بالم ُتوفى الذي يرثه الأقارب غير الولد وأحد الوالدين‬

‫) ا لك ل ا لة ‪ :‬م ن ل ا و لد له و ل ا و ا لد ( ‪ .‬و ي ر د ك ل ا ا ل ت ع ر ي ف ي ن ف ي م ج م و ع ة ع م ر و ب ن‬
‫الق ار ي ‪.‬‬
‫|‪211‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ .2 .6‬ا'ﺮاوي ا'‪2‬ﺤﺎﺮك '‪2‬ﺔ‪2‬ﻌﺲﺋ ﺲ‪2‬ﺮو ﺑﻆ ا'ﺼﺎري‪:‬‬


‫خثيم )ع ُبيد الله بن عياّ ض بن عمرو بن القاري‬
‫‪ .1‬إ ن ا ل إ س ن ا د ا ل م ن ف ر د ت ح ت ا ب ن ُ‬

‫← والده ← جده( مشكوك ٌ فيه‪ ،‬ولا يمُثل في نظرنا رواية ً تأر يخية ً حقيقية ً‪.‬‬

‫خ ثي م ه و الر او ي المش تر ك‬
‫‪ .2‬ب ا س ت خ د ا م ت ح ل ي ل ا ل س ن د و ا ل م ت ن ؛ أ ث ب ت ن ا أ ن ع ب د ا ل ل ه ب ن ُ‬

‫خثيم العلمية بين ‪90‬‬


‫لمجموعة عمرو بن القاري‪ .‬وكما لوحظ؛ بدأت مسيرة ابن ُ‬

‫و‪ 95‬هجر ية‪ ،‬و يقُ ال إنه توفي إما في ‪136‬هـ‪753/‬م أو ‪144‬هـ‪762-761/‬م‪.‬‬

‫خ ث ي م ر و ا ي ة ً ق ا م ف ي ها ا ل ن ب ي ب ز ي ا ر ة‬
‫وفي وقت ما بين ‪ 95‬و‪125‬هـ‪ ،‬تداول ابن ُ‬

‫سعد‪ .‬وأشار سعدٌ‪ ،‬أثناء الحوار بين الرجلين‪ ،‬إلى أنه يتوقع الموت‪ ،‬وأنه لم‬

‫يترك أحد الوالدين أو الأبناء )مستخدم ًا عبارة ُأور َ ُ‬


‫ث كلالة ً(‪ ،‬وسأل عما إذا‬

‫ك ا ن ي م ك ن ه ا ل إ ي ص ا ء بك ل م ا ل ه ؛ ) ق ا ل ا ل ن ب ي ‪ " :‬ل ا " ( ‪ ،‬أ و ث ل ث م ا ل ه ؛ ) ق ا ل ا ل ن ب ي ‪:‬‬

‫"نعم "( )انظر نهاية القسم ‪.(5 .4‬‬

‫خ ثيم قد ح د دت‬
‫‪ .3‬ل ا ي م ك ن ن ا أ ن ن ث ب ت ع ل ى و ج ه ا ل ي ق ي ن م ا إ ذ ا ك ا ن ت ر و ا ي ة ا ب ن ُ‬

‫ض ا في ذ لك‬
‫)أ( تأريخ الحوار ‪) ،‬ب( موقعه‪ ،‬أو )ج( أن سعدًا كان مر ي ً‬

‫خ ثيم‬
‫ت ‪ -‬الت ي ق د يك و ن ابن ُ‬
‫الوقت‪ .‬كما لا يمكننا تحديد المصادر ‪ -‬إن و ُجد ْ‬

‫س م ع م ن ه ا ا ل ر و ا ي ة أ و ا ل ص ي ا غ ة ا لد ق ي ق ة ل ل ر و ا ي ة ا ل أ و ل ي ة ا ل ا ف ت ر ا ض ي ة ا ل ت ي ر ب م ا ك ا ن ت‬

‫س لمتنه ‪.‬‬
‫ب مث ا ب ة أ س ا ٍ‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|212‬‬

‫‪ .3 .6‬ﻄﻌﺿﻌع ا'ﺛﺸﻆ‪ ،‬واﻗﻊﺎ‪2‬ﺎم ﺑﺎ'ِﻋﺔﺮة‪:‬‬

‫‪ .1‬خلال العصر الأموي )‪132-41‬هـ‪750-661/‬م(‪ ،‬كان يفُ هم فرض اله ِجرة‬


‫ط ب ف ر ض ا ل جه ا د ‪.‬‬
‫ع لى أنه التزام م س تم ر ٌ م ر ت ب ٌ‬

‫‪ .2‬في الر بع الأول من القرن الثاني الهجري‪ ،‬تداول ابن ج ُريج )الم ُتوفى‬

‫‪150‬هـ‪768-767/‬م( رواية ً قصيرة ً أمر فيها النبي عمرو بن القاري فيما إذا‬
‫مات سعد بن وق ّاص في مكة فعليه أن ي ُدفنه في اتجاه المدينة المنورة )موضوع‬

‫الدفن(‪ .‬وقد أوضح ابن ج ُريج أن النبي أصدر هذه الأمر بعد شهر من فتح‬

‫مكة بعد عودته من الطائف‪ .‬ومن الواضح أن ابن ج ُريج كان يعمل على‬

‫افتراض أن فرض اله ِجرة قد استمر حتى بعد فتح مكة‪.‬‬

‫‪ .3‬بحلول نهاية العصر الأموي )‪132‬هـ‪750/‬م( تم استبدال الفهم المفتوح‬

‫لفرض اله ِجرة بالفهم المغلق للفرض‪ .‬و بعد ذلك تقرر أن فرض اله ِجرة توقف‬
‫مع فتح مكة في ‪8‬هـ‪630/‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬ت ُشير المفارقة التأر يخية المفاهيمية في رواية ابن ج ُريج إلى ق ِدمها‪ .‬فمن المتصور‬

‫أن ابن ج ُريج اعتمد على رواية أولية تم تداولها في وقت مبكر ٍ من الر بع الأخير‬
‫م ن ا ل ق ر ن ا ل أ و ل ا ل ه ج ر ي ‪ .‬و إ ذ ا ك ا ن ا ل أ م ر ك ذ ل ك ؛ ف إ ن نا غ ي ر ق ا د ر ين ع لى‬

‫تحديد مصدر ابن ج ُريج أو مصادره‪.‬‬


‫|‪213‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ .4 .6‬ﻄﻌﺿﻌع ا'ﺎﻈﺊﺂ‪:‬‬
‫‪ .1‬في تأريخ غير محدد بعد وفاة سعد‪ ،‬حوالي ‪58‬هـ‪678–677/‬م؛ قام شخ ٌ‬
‫ص‪-‬‬

‫لا يمكننا تحديده ‪ -‬بتداول رواية ٍ قصيرة ٍ تنبأ فيه النبي بأن الله سيرفع سعدًا‬

‫حتى ينفع بعض الناس و يؤُ ذي آخر ين‪.‬‬

‫‪ .5 .6‬رواﻏﺋ َﺲﱠﻔﺎن ا'ُ‪2‬ﺮﺾﺊﺋ‪:‬‬


‫‪ .1‬في النصف الأخير من القرن الثاني الهجري‪ ،‬تداول ع َ ّفان بن مسلم )‪-134‬‬

‫‪220‬هـ( ‪ -‬أو ر بما وهيب بن خالد )الم ُتوفى ‪156‬هـ‪773–772 /‬م(‪ ،‬قبله ‪-‬‬

‫رواية ً م ُركبة ً تجمع بين أر بعة مواضيع‪ (1) :‬مرض سعد بن أبي وق ّاص في‬

‫م ك ة ‪ (2 ) .‬س ؤ ا ل أ و أ ك ث ر ط ر ح ه س ع د ع ل ى ا ل ن ب ي ح و ل ح ج م ا ل و ص ي ة ا ل ت ي ق د‬

‫يتركها بعد موته )موضوع الوصية(‪ (3) .‬قلق سعد من احتمال وفاته في‬

‫مكة؛ بعد أن غادر المدينة مهاجر ًا)توسع نطاق موضوع ابن ج ُريج في شأن‬
‫الدفن(‪ .‬و )‪ (4‬نبوءة النبي أن الله سيرفع سعدًا؛ لينفع بعض الناس و يضر‬

‫آخ ر ين ‪.‬‬

‫‪ .2‬وفي جميع الاحتمالات‪ ،‬لم يتضمن حديث ع َ ّفان البندين ‪ 2‬ب و ‪ 2‬ج؛‬

‫ح ي ث يس أ ل س ع د ا ل ن ب ي ع م ا إ ذ ا ك ا ن ق د ي ت ر ك ث ل ث ي ث ر و ت ه أ و ن ص ف ه ا ‪.‬‬

‫‪ .3‬انتقلت رواية ع َ ّفان إلى الناقلين المباشر ين ابن سعد وابن حنبل‪ ،‬والراوي‬

‫ا ل جز ئ ي أ ح م د ب ن م ح م د ب ن ع ي س ى ا ل ق ا ض ي ‪ .‬و ب ص ر ف ا ل ن ظ ر ع ن ا ل ب ن د ي ن ‪ 2‬ب و‬

‫‪ 2‬ج؛ كانت النصوص التي سجلها الناقلان المباشران والراوي الجزئي متطابقة ً‪.‬‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|214‬‬

‫‪" .6 .6‬ﺲﺎم ا'ﻔﺎﺢ"‪:‬‬


‫‪ .1‬ف ي ا ل ن ص ف ا ل أ و ل م ن ا ل ق ر ن ا ل ث ا ل ث ا ل ه ج ر ي ا ن ز ع ج ا ل ب خ ا ر ي م ن أ ن أ م ر ا ل ن ب ي‬
‫بضرورة دفن سعد في اتجاه المدينة قد صدر بعد شهر من فتح مكة‪ .‬وكانت‬

‫ا ل ت ع ل ي م ا ت ا ل ن بو ي ة ب د ف ن س ع د ف ي ا ت ج ا ه ا ل م د ي ن ة ا ل م ن و ر ة ٺ ت ع ا ر ض م ع ف ه م‬

‫البخاري أن فرض اله ِجرة قد ُألغي في اليوم الذي تم فيه فتح مكة‪ .‬وقد تم‬

‫ح ل ا ل مش ك لة ع ن ط ر ي ق ت ع د ي ل ا لن ص ؛ ب حي ث ق ا م ب ت حد ي د أ ن ا ل م ح ا د ث ة ب ي ن ا ل ن ب ي‬

‫و س ع د ح د ث ت ف ي ي و م ف ت ح م ك ة نف س ه ‪ .‬و نر ى أن البخ ار ي نف س ه ه و الذ ي ق ام‬

‫بتع د يل النص ‪.‬‬


‫‪ .2‬ب ح ل و ل م ن ت ص ف ا ل ق ر ن ا ل ث ا ل ث ا ل ه ج ر ي ‪ ،‬ا س ت ق ر ن ص ر و ا ي ة و ص ي ة س ع د ‪،‬‬

‫وانتهت ‪ 150‬عام ًا من التطو ير النصي‪.‬‬

‫ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﻳﺮ‪:‬‬

‫ع ل ى ق ر اء ته الد ق ي ق ة و الن ق د ية لل ر و اية ‪،‬‬ ‫نشكر بهنام صادقي ‪Behnam Sadeghi‬‬


‫ق ب ل ال أ خ ي ر ة ‪ ،‬م ن ه ذ ا ا ل م ق ا ل ‪.‬‬
‫|‪215‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫ﻗ ﺎ ﺋ ﻤ ﺔ ﺑ ﺎ ‪ :‬ﺼ ﻄ ﻠ ﺤ ﺎ ت ا ﻟ ﺨ ﺎ ﺻ ﺔ ﺑﺘ ﺤ ﻠ ﻴ ﻞ اﻟ ﺴ ﻨ ﺪ و ا ‪ :‬ﺘ ﻦ و ﻧ ﻘ ﺪ اﻟ ﺸ ﻜ ﻞ ‪:‬‬


‫‪Burial motif‬‬ ‫م و ض و ع الد ف ن‬
‫‪Common Link‬‬ ‫راٍو مشترك‬
‫مجموعة أحاديث )مثل ًا مجموعة ‪Ḥadīth cluster (e.g., the ʿAmr b. al-‬‬
‫)‪Qārī cluster‬‬
‫ع مر و بن الق ار ي (‬
‫‪Hijra concern‬‬ ‫الاه تم ام بالهج رة‬
‫‪Isnād-cum-matn analysis‬‬ ‫تحليل السند والمتن‬
‫‪Key figure‬‬ ‫ش خص ي ة ر ئ ي س ة‬
‫‪Partial Common Link‬‬ ‫راٍو مشترك جزئي‬
‫‪Single strand isnād‬‬ ‫الاس ناد الف رد ي‬
‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ ‪ ،‬و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬ ‫‪|216‬‬

‫ﻗ ﺎﺋ ﻤ ﺔ ﺑ ﺎ ‪ :‬ﺼ ﺎ د ر و ا‪ :‬ﺮ اﺟ ﻊ ‪:‬‬

‫أوًﻗ‪ :‬ا'‪2‬ﺧﺎدر وا'‪2‬ﺮاﺟﻊ ﺑﺎ'ﻂﺶﺋ ا'ﺳﺮﺑﻐﺋ‪:‬‬


‫‪ .1‬اﺑﻦ أ(ﻲ ﺣﺎﺗﻢ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‪ .‬ا‪65‬ﺮح واﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬دار إﺣﻴﺎء اﻟ‪>F‬اث اﻟﻌﺮ(ﻲ‪،‬‬
‫‪J1373‬ـ‪1953/‬م‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .2‬اﺑﻦ أ(ﻲ ﺷ‪R‬ﺒﺔ‪ ،‬أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬اﳌﺼﻨﻒ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ا‪65‬ﻤﻌﺔ‬
‫وﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﺑﺮا‪J‬ﻴﻢ اﻟ‪ba‬ﻴﺪان‪ .‬اﻟﺮ‪d‬ﺎض‪ :‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺮﺷﺪ ﻧﺎﺷﺮون‪.2004 ،‬‬
‫ُ‬
‫‪ .3‬اﺑﻦ اﻷﺛ=>‪ ،‬ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﻋ‪ ml‬ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬أﺳﺪ اﻟﻐﺎﺑﺔ ‪ mp‬ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟ‪br‬ﺎﺑﺔ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻋ‪ ml‬ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﻣﻌﻮض وﻋﺎدل أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻮﺟﻮد‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪J1415 ،‬ـ‪1994/‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬اﺑﻦ ﺣﺒﺎن‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﻛﺘﺎب اﻟﺜﻘﺎت‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻴﺪ ﺧﺎن‪ .‬ﺣﻴﺪر أﺑﺎد‪ :‬ﻣﻄﺒﻌﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ داﺋﺮة اﳌﻌﺎرف اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ‪J1373 ،‬ـ‪1973/‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬اﺑﻦ •‪6‬ﺮ‪ ،‬ﺷ‚ﺎب اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋ‪†… .ml‬ﺬﻳﺐ اﻟˆ†ﺬﻳﺐ‪ .‬ﺣﻴﺪر أﺑﺎد‪ :‬ﻣﺠﻠﺲ‬
‫داﺋﺮة اﳌﻌﺎرف اﻟﻨﻈﺎﻣّﻴﺔ‪J1325 ،‬ـ‪1907/‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬اﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ‪ ،‬أﺣﻤﺪ‪ .‬اﻟِﻌﻠﻞ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺮﺟﺎل‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬و•‪ •Ž‬ﷲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎس‪ .‬اﻟﺮ‪d‬ﺎض‪ :‬دار‬
‫ا‪‘5‬ﺎ’ﻲ‪J1422 ،‬ـ‪2001/‬م‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ .——— .7‬اﳌﺴﻨﺪ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺎؤوط وﻋﺎدل ﻣﺮﺷﺪ‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪،‬‬
‫‪J1421-1415‬ـ‪2001-1995 /‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬اﺑﻦ ﺧﻴﺎط‪ ،‬ﺧﻠﻴﻔﺔ‪ .‬اﻟﻄﺒﻘﺎت‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬أﻛﺮم ﺿﻴﺎء اﻟﻌﻤﺮي‪œ .‬ﻐﺪاد‪ :‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺎ’ﻲ‪،‬‬
‫‪J1387‬ـ‪1967/‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬اﺑﻦ ﺳﻌﺪ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﻛﺘﺎب اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻜﺒ=>‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻋ‪ ml‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ‪ .‬اﻟﻘﺎ‪J‬ﺮة‪ :‬ا‪‘5‬ﺎﻧ•‪،m‬‬
‫‪J1421‬ـ‪2001/‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬اﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟ‪ ،>ž‬ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ‪ .‬اﻻﺳ ﻴﻌﺎب ‪ mp‬أﺳﻤﺎء اﻷ¡‪b‬ﺎب‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬دار اﻟﻔﻜﺮ‪،‬‬
‫‪J1427-1426‬ـ‪ /‬م‪.2006‬‬
‫‪ .——— .11‬اﻟﺘﻤ‚ﻴﺪ ﳌﺎ ‪ mp‬اﳌﻮﻃﺄ ِﻣﻦ اﳌﻌﺎ’ﻲ واﻷﺳﺎﻧﻴﺪ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ‬
‫اﻟﻌﻠﻮي‪ ،‬وﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺒ=> اﻟﺒﻜﺮي وآﺧﺮون‪ .‬اﻟﺮ¦ﺎط‪ :‬ﻣﺪﻳﺮ‪d‬ﺔ اﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪،‬‬
‫‪J1412-1387‬ـ‪1992-1967/‬م‪.‬‬
‫|‪217‬‬ ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

‫‪ .12‬اﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ‪ ،‬ﻋ‪ ml‬ﺑﻦ ا‪b5‬ﺴﻦ‪ .‬ﺗﺎر‪d‬ﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻣﺸﻖ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺤﺐ اﻟﺪﻳﻦ أ(ﻲ ﺳﻌﺪ ﻋﻤﺮ‬
‫ﺑﻦ ﻏﺮاﻣﺔ اﻟﻌﻤﺮوي‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬دار اﻟﻔﻜﺮ‪J1421-1415 ،‬ـ‪2000-1995 /‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬اﺑﻦ ﻗﺎ’ﻊ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎ®‪ .m‬ﻣ¯‪6‬ﻢ اﻟ‪br‬ﺎﺑﺔ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﳌﺼﺮا‪°‬ﻲ‪ .‬ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻐﺮ¦ﺎء‬
‫اﻷﺛﺮ‪d‬ﺔ‪ ،‬ﺗﺄر‪d‬ﺦ اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻏ=> ﻣﺪﱠون‪.‬‬
‫‪ .14‬اﺑﻦ ﻛﺜ=>‪ ،‬أ(ﻲ اﻟﻔﺪاء إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‪ .‬اﻟﺘﻔﺴ=>‪ .‬اﻟﻘﺎ‪J‬ﺮة‪ :‬دار اﻟﻜﺘﺐ‪.1970 ،‬‬
‫‪ .15‬اﺑﻦ ‪J‬ﺸﺎم‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ‪ .‬ﺳ=>ة اﻟﻨ‪ .•³‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﻘﺎ وآﺧﺮون‪ .‬اﻟﻘﺎ‪J‬ﺮة‪ :‬ﻣﻜﺘﺒﺔ‬
‫وﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺒﺎ(ﻲ ا‪b5‬ﻠ‪.1936 ،•³‬‬
‫‪ .16‬أﺑﻮ ’ﻌﻴﻢ‪ ،‬أﺣﻤﺪ اﻷﺻ‪†µ‬ﺎ’ﻲ‪ .‬ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟ‪br‬ﺎﺑﺔ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻋﺎدل ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻌﺰازي‪ .‬اﻟﺮ‪d‬ﺎض‪:‬‬
‫دار اﻟﻮﻃﻦ‪J1419 ،‬ـ‪1998/‬م‪.‬‬
‫‪ .17‬اﻷزر®‪ ،m‬أﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬أﺧﺒﺎر ﻣﻜﺔ وﻣﺎ ﺟﺮى ﻓ¸†ﺎ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬رﺷﺪي اﻟﺼﺎ‪º5‬‬
‫ﺑ‪ba‬ﺴﻦ‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬دار اﻷﻧﺪﻟﺲ‪J1403 ،‬ـ‪1983/‬م‪.3‬‬
‫‪ .18‬اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‪ .‬اﻟﺘﺎر‪d‬ﺦ اﻟﻜﺒ=>‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻴﺪ ﺧﺎن‪ .‬ﺑ=>وت‪:‬‬
‫دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺄر‪d‬ﺦ اﻟﻄﺒﻌﺔ ﻏ=> ﻣﺪّون‪.‬‬
‫‪ .19‬اﻟ‪ž‬ﱠ¼ار‪ ،‬أﺑﻮ ﺑﻜﺮ أﺣﻤﺪ‪ .‬اﻟﺒﺤﺮ اﻟّﺰﺧﺎر‪ ،‬اﳌﻌﺮوف ﺑﻤﺴﻨﺪ اﻟ‪ž‬ﱠ¼ار‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻣﺤﻔﻮظ اﻟﺮﺣﻤﻦ‬
‫ز‪d‬ﻦ اﻟﺪﻳﻦ‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻠﻮم اﻟﻘﺮآن‪ .‬اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة‪ :‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم وا‪b5‬ﻜﻢ‪،‬‬
‫‪1988‬م‪J1409/‬ـ‪.‬‬
‫‪ .20‬اﻟﺒ¸†ﻘﻲ‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ا‪b5‬ﺴ=ن‪ .‬اﻟﺴ¾ن اﻟﻜ‪>ž‬ى‪ .‬ﺣﻴﺪر أﺑﺎد‪ :‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺠﻠﺲ داﺋﺮة اﳌﻌﺎرف‬
‫اﻟﻨﻈﺎﻣّﻴﺔ‪J1355-1344 ،‬ـ‪1938-1925 /‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬اﻟﺬ‪ ،•³J‬ﺷﻤﺲ اﻟﺪﻳﻦ‪ .‬ﺳ=> أﻋﻼم اﻟﻨﺒﻼء‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺎؤوط‪ .‬ﺑ=>وت‪ :‬ﻣﺆﺳﺴﺔ‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪J1402 ،‬ـ‪1982/‬م‪.2‬‬
‫‪ .22‬اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ‪ ،‬ﺟﻼل اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ أ(ﻲ ﺑﻜﺮ‪ .‬اﻟﺪر اﳌﻨﺜﻮر ‪ mp‬اﻟﺘﻔﺴ=> ﺑﺎﳌﺄﺛﻮر‪.‬‬
‫ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ا¿‪b‬ﺴﻦ اﻟ‪À>F‬ﻲ‪ .‬اﻟﻘﺎ‪J‬ﺮة‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ َ•‪6‬ﺮ‪J1424 ،‬ـ‪2003/‬م‪.‬‬
‫ﱠ‬
‫‪ .23‬اﻟﻄَﺤﺎوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ‪ .‬ﺷﺮح ﻣﺸ‪Á‬ﻞ اﻵﺛﺎر‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺎؤوط‪ .‬ﺑ=>وت‪:‬‬
‫ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪J1415 ،‬ـ‪1994/‬م‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .24‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺑﻦ ‪ّJ‬ﻤﺎم اﻟﺼﻨﻌﺎ’ﻲ‪ .‬اﳌﺼﻨﻒ‪ .‬ﺗﺤﻘﻴﻖ‪ :‬ﺣﺒ‪R‬ﺐ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻷﻋﻈ‪ .•Ã‬ﺑ=>وت‪:‬‬
‫اﳌﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪J1403 ،‬ـ‪1983/‬م‪.2‬‬
‫ و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬، ‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ‬ |218

‫ دار‬:‫ ﺑ=>وت‬.‫ﺶ‬RJ‫ ﻋﺒﺪ اﳌﻠﻚ ﺑﻦ د‬:‫ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬.‫ أﺧﺒﺎر ﻣﻜﺔ‬.‫ﺎق‬bÅ‫ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ إ‬،•Ä‫ اﻟﻔﺎﻛ‬.25
.2‫م‬1994/‫ـ‬J1414 ،‫ﺪﻳﺜﺔ‬b5‫†ﻀﺔ ا‬È‫ ﻣﻜﺘﺒﺔ وﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟ‬:‫ﺧﻀﺮ؛ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ‬
‫ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻜﺘﺐ‬:‫ ﺑ=>وت‬.‫ أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻠﻔﻲ‬:‫ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬.‫ اﻟﱡﺴﱠﻨﺔ‬.‫ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ‬،‫ اﳌﺮوزي‬.26
.‫م‬1988/‫ـ‬J1408 ،‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﺸﺎر‬œ :‫ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬.‫ أﺳﻤﺎء اﻟﺮﺟﺎل‬mp ‫ …†ﺬﻳﺐ اﻟﻜﻤﺎل‬.‫ﺎج ﻳﻮﺳﻒ‬6Ê5‫ ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻮ ا‬،‫ اِﳌﺰي‬.27
.2‫م‬1983/‫ـ‬J1403 ،‫ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬:‫ ﺑ=>وت‬.‫ﻋﱠﻮاد ﻣﻌﺮوف‬
‫ﺐ اﻟﺮﺣﻤﻦ‬R‫ ﺣﺒ‬:‫ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬.‫ﱠ¼ار‬ž‫ زواﺋﺪ اﻟ‬Ìl‫ ﻛﺸﻒ اﻻﺳﺘﺎر ﻋ‬.‫ ﺑﻦ أ(ﻲ ﺑﻜﺮ‬ml‫ ﻋ‬،•Ã‫ اﻟ‚ﻴﺜ‬.28
.‫م‬1979/‫ـ‬J1399 ،‫ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‬:‫ ﺑ=>وت‬.•Ã‫اﻷﻋﻈ‬
.‫م‬1977/‫ـ‬J1397 ،‫ دار ﺻﺎدر‬:‫ ﺑ=>وت‬.‫ﻢ اﻟﺒﻠﺪان‬6¯‫ ﻣ‬.‫ﻤﻮي‬b5‫ ﻳﺎﻗﻮت ا‬.29

:‫ﺮاﺟﻊ ﺑﺎ'ﻂﺶﺎت اﻓﺧﺮى‬2'‫ﺧﺎدر وا‬2'‫ ا‬:‫ﺐﺎﻇًﻐﺎ‬


30. Bousquet, G.-H., and F. Peltier. Les successions agnatiques mitigées: Etude comparé
du régime successoral en droit germanique et en droit musulman. L’Institut
d’Etudes Orientales de la Faculté des Lettres d’Alger, 1. Paris: Librairie Orientaliste
Paul Geuthner, 1935.
31. Brown, Jonathan A. C. Hadith: Muhammad’s Legacy in the Medieval and Modern
World. Oxford: Oneworld, 2009.
32. Buhl, Franz-[Alford T. Welch]. “Muḥammad.” Encyclopaedia of Islam. 2nd ed.
Leiden: E.J. Brill, 1960–.
33. Cilardo, Agostino. The Qurʾānic Term Kalāla: Studies in Arabic Language and
Poetry, Ḥadīṯ, Tafsīr and Fiqh. Journal of Arabic and Islamic Studies Monograph
Series 2. Edinburgh: Edinburgh University Press, 2004.
34. Coulson, Noel J. A History of Islamic Law. Edinburgh: Edinburgh University Press,
1964.
35. ———. “Correspondence.” Middle Eastern Studies 3 (1967): 195–203.
36. ———. Succession in the Muslim Family. Cambridge: Cambridge University Press,
219| ‫ﻗ ﺗﺧﺢ ا&ﻌﺦﻐﺋ ﺑﺄﺾﺑﺮ ﻄﻆ ا&ﺑﻂﺚ‬

1971.
37. Crone, Patricia. Roman, Provincial and Islamic Law: The Origins of the Islamic
Patronate. Cambridge: Cambridge University Press, 1987.
38. ———. “The First-Century Concept of Hiǧra.” Arabica 41.3 (1994): 352–87.
39. Déroche, François. La transmission écrite du Coran dans les débuts de l’islam.
Leiden and Boston: Brill, 2009.
40. Görke, Andreas. “Eschatology, History and the Common Link: A Study in
Methodology.”In Method and Theory in the Study of Islamic Origins, edited by
Herbert Berg, 179–208. Leiden and Boston: Brill, 2003.
41. Hawting, Gerald R. “Saʿd b. Abī Waqqāṣ.” Encyclopaedia of Islam. 2nd ed. Leiden:
E.J. Brill, 1960–.
42. Melchert, Christopher. “Qurʾānic Abrogation across the Ninth Century: Shāfiʿī, Abū
ʿUbayd, Muḥāsibī and Ibn Qutaybah.” In Studies in Islamic Legal Theory, edited by
Bernard G. Weiss, 75–98. Leiden, Boston, and Cologne: Brill, 2002.
43. Motzki, Harald. “Quo vadis, Ḥadīṯ-Forschung? Eine kritische Untersuchung von
G.H.A. Juynboll: ‘Nāfiʿ, the mawlā of Ibn ʿUmar, and his position in Muslim
Ḥadīth Literature.’ ” Der Islam 73.1 (1996): 40–80 and 73.2 (1996): 193–231.
44. ———. “The Murder of Ibn Abī l-Ḥuqayq: On the Origin and Reliability of
Some Maghāzī-Reports.” In The Biography of Muḥammad: The Issue of the Sources,
editedby Harald Motzki, 170–239. Leiden, Boston, and Cologne: Brill, 2000.
45. ———. “Dating Muslim Traditions: A Survey.” Arabica 52.2 (2005): 204–53.
46. Pavlovitch Pavel. “Some Sunnī Ḥadīth on the Qurʾānic Term Kalāla: An Attempt
atHistorical Reconstruction.” Islamic Law and Society 19.1–2 (2012): 86–159.
47. Powers, David S. “The Islamic Law of Inheritance Reconsidered: A New Reading
ofQ 4:12b.” Studia Islamica 55 (1982): 61–94.
‫ و د ﻏﻔ ﻐﺛ ﺑ ﺎ و رز‬، ‫ﺑ ﺎﺸ ﻐﻀ ﺑ ﺎﺸ ﻂﻌ ﺸ ﻐ ﺎﺢ‬ |220

48. ———. “The Will of Saʿd b. Abî Waqqâṣ: A Reassessment.” Studia Islamica 58
(1983):33–53.
49. ———. Studies in Qurʾān and Ḥadīth: The Formation of the Islamic Law of
Inheritance. Berkeley: University of California Press, 1986.
50. ———. “On Bequests in Early Islam.” Journal of Near Eastern Studies 48.3
(1989):185–200.
51. ———. Muḥammad is not the Father of Any of Your Men: The Making of
the LastProphet. Philadelphia: University of Pennsylvania Press, 2009.
52. Sadeghi, Behnam. “The Travelling Tradition Test: A Method for Dating Traditions.” Der
Islam 85.2 (2010): 203–42.
53. Schacht, Joseph. The Origins of Muhammadan Jurisprudence. Oxford: Clarendon
Press1950.
54. ———. “Modernism and Traditionalism in A History of Islamic Law by N. J.
Coulson.”Middle Eastern Studies 1 (1965): 388–400.
55. Speight, R. Marston. “The Will of Saʿd b. a. Waqqāṣ: The Growth of a Tradition.”
DerIslam 50.2 (1973): 249–67.
56. Schoeler, Gregor. Charakter und Authentie der muslimischen Überlieferung über
das Leben Mohammeds. Berlin and New York: Walter de Gruyter, 1996.
57. Zaman, Iftikhar. “The Evolution of a Hadith: Transmission, Growth and the Science
of Rijal in a Hadith of Sa‘d B. Abi Waqqas.” PhD diss., University of Chicago, 1989.
58. ———. “The Science of Rijāl as a Method in the Study of Hadiths.” Journal of
Islamic Studies 5.1 (1994): 1–34.
Cultural, Published Triannually by Yemen Heritage & Research Center

al-masar.org

You might also like