Professional Documents
Culture Documents
Rapport Annuel - 2021 VF
Rapport Annuel - 2021 VF
Rapport Annuel - 2021 VF
التقرير السنوي
للمجلس األعلى للحسابات
برسم سنة 2021
التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات
برسم سنة 2021
إن املحاكم املالية ،بمكونيها املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات ،وتفعيال ملهامها
الدستورية املتمثلة في تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية واملحاسبة ،تحرص كل
الحرص على ممارسة كافة اختصاصاتها وفق منهجية شمولية ومتوازنة ،تسعى من خاللها إلى تكريس
ثقافة التدبير املرتكز على النتائج وأثره على حياة املواطن كمعيار لتقييم مدى نجاعة البرامج واملشاريع
العمومية املعتمدة ،مع تفعيل املبدأ الدستوري القائم على ربط املسؤولية باملحاسبة.
وهكذا ،وفي إطار التأسيس ملرحلة جديدة ضمن مسار تطور الرقابة العليا على املالية العمومية ببالدنا،
فقد اعتمد املجلس ،خالل سنة ،2021توجهات استراتيجية جديدة للمحاكم املالية ،تتمحور حول
ب رمجة األعمال الرقابية وتوحيد املعايير واملناهج املعتمدة في هذا املجال ،وكذا إعداد ونشر النتائج التي
تسفر عنها واعتماد سياسة عقابية خاصة بهذه املحاكم وتفعيل الجسور ما بين مختلف االختصاصات
القضائية وغير القضائية ،فضال عن إرساء ثقافة االنفتاح على املحيط الخارجي.
جزءا من مهامها الرقابية ،خالل سنة ،2021لتقييم وقد كان طبيعيا أن تخصص املحاكم املالية ً
مجموعة من التدابير والجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية خالل فترة الجائحة ولتسليط الضوء
على تداعياتها على بعض املجاالت الحيوية ذات البعد الجهوي واملحلي ،مثل الصحة والتعليم والسياحة
وكذا تدبير الجماعات الترابية.
وفي إطار تنزيل مضامين التوجهات االستراتيجية الجديدة ،فقد تم إعداد برنامج أعمال املحاكم املالية
برسم سنة 2022وفق رؤية جديدة تستجيب النشغاالت وانتظارات األطراف املعنية والفاعلين
االقتصاديين والرأي العام واملواطنين ،من خالل مقاربة تعتمد على تحليل املخاطر وعلى منهاج يضمن
استقاللية وموضوعية وحياد املحاكم املالية .كما تم أيضا ،وألول مرة ،اعتماد برنامج متعدد السنوات
برسم الفترة 2026-2022يتضمن أهم املواضيع الرقابية التي ستنصب حولها أعمال املحاكم املالية
خالل الخمس سنوات القادمة ،دون الخالل بشرط املرونة الالزمة للمالءمة مع الشكاليات والرهانات
القائمة أو املستجدة مع الحرص على تتبع البرامج واملشاريع العمومية الكبرى ومدى تنزيلها على املستوى
الترابي.
بالضافة إلى ذلك ،شرعت املحاكم املالية ،سنة ،2022في تتبع تنفيذ الصالحات الكبرى املهيكلة التي
انخرطت فيها بالدنا ،خاصة تلك املرتبطة بإصالح املالية العمومية وتعميم التغطية الصحية واالستثمار
لقد قام املجلس بإطالق ورش مهم لصالح الطار القانوني للمحاكم املالية ،ذلك أن القانون الحالي يعود
لسنة .2002ويروم هذا الصالح مالءمة مقتضياته مع التحوالت التي عرفتها مجموعة من الجوانب ذات
الصلة باملالية العمومية ،من جهة ،وجعل املساطر املتبعة من طرف املحاكم املالية أكثر استجابة ملعايير
الفعالية والنجاعة ،وأكثر قدرة لالستجابة النتظارات األطراف ذات العالقة ،من جهة أخرى.
وال يمكن لهذا الصالح أن يبلغ مقاصده إال بالتوازي مع إعادة النظر في نظام مسؤولية املدبرين
العموميين ،محاسبين وآمرين بالصرف ومراقبين وموظفين ،بما يتيح تحقيق التوازن بين مسؤولياتهم
ويؤسس لرساء وظيفة ردع تركز على أكثر املمارسات إضرارا بوضعية األجهزة العمومية وعلى الخالل
بواجب تقديم الحساب وعلى غياب املوثوقية عن الوثائق املقدمة وعلى عدم الوفاء بااللتزامات التعاقدية
املضمنة في اتفاقيات الشراكة املبرمة.
ويعتبر إرساء سياسة عقابية مسألة ضرورية لتأمين نجاعة املساطر املعتمدة حاليا أمام املحاكم املالية
السيما في ميدان التأديب املتعلق بامليزانية والشؤون املالية بما يكفل تفادي تحريك قضايا دون أثر
ملموس ،أي قضايا تتعلق بمخالفات لم تترتب عنها أي خسارة أو ضرر ،أو تلك التي يمكن معالجتها من
خالل توصيات أو مذكرات استعجالية للرئيس األول.
وألن املجلس األعلى للحسابات يضطلع أيضا بدور مهم في السهام في محاربة الفساد ،الذي يعتبر آفة
متعددة املظاهر واالنعكاسات ،فقد باشر مجموعة من الجراءات واألعمال التحضيرية من أجل تمكينه
من ممارسة االختصاص املتعلق بمراقبة التصاريح الجبارية باملمتلكات ،الذي شرع في أجرأته سنة
،2022وذلك وفق منهجية تعتمد على تحليل املخاطر وتستند إلى أسس ومعايير موضوعية.
تطبيقا ملقتضيات الفصل 148من دستور اململكة لسنة ،2011واملادة 100من القانون رقم 62.99
املتعلق بمدونة املحاكم املالية ،يتضمن هذا التقرير السنوي بيانا عن أعمال املجلس األعلى للحسابات
واملجالس الجهوية للحسابات برسم سنة .2021
ويشمل هذا التقرير السنوي ثمانية فصول ،وهي:
• الفصل األول ،مخصص لألنشطة القضائية للمحاكم املالية ،حيث يقدم بيانا عن هذه
األنشطة والحصائيات ذات الصلة وخالصة ألهم املبادئ والقواعد املكرسة في األحكام
والقرارات الصادرة عن املحاكم املالية في هذا املجال؛
• الفصل الثاني ،يستعرض ،وألول مرة ،خالصات حول تقدم أوراش الصالحات الكبرى ذات
الصلة باملالية العمومية ،واالستثمار ،والجبايات ،والحماية االجتماعية ،واملؤسسات واملقاوالت
العمومية؛
• الفصل الثالث ،يهم مراقبة التسيير وتقييم البرامج واملشاريع ،حيث تم إنجاز 200مهمة رقابية
من طرف املحاكم املالية ،منها 24أنجزت على صعيد غرف املجلس األعلى للحسابات ،غالبيتها
( 20مهمة) تكتس ي طابعا موضوعاتيا ،و 176مهمة على مستوى املجالس الجهوية للحسابات
االثنتي عشرة .وعلى هذا األساس ،وتم تثمين مخرجات هذه املهمات الرقابية من أجل إعداد 28
خالصة ألبرز املالحظات والتوصيات تأخذ بعين االعتبار أجوبة األجهزة املعنية و تضمينها بهذا
همت القطاعات املالية ،وقطاعات الفصل .وتتعلق هذه امللخصات بمواضيع متنوعة ،حيث ّ
الصحة والتربية والتكوين والتعليم العالي وكذا القطاعات النتاجية والدارية والثقافية،
بالضافة إلى مواضيع ذات بعد ترابي .وتتضمن هذه الخالصات بعض الجوانب املرتبطة باألزمة
الصحية وآثارها على بعض املجاالت؛
• الفصل الرابع ،يتطرق ألهم خالصات عمليات تتبع التوصيات ،على مستوى التفاعل واألثر،
من طرف غرف املجلس األعلى للحسابات واملجالس الجهوية للحسابات مع تخصيص جزء من
هذا الفصل لتتبع التوصيات املرتبطة بتدبير العانات املمنوحة للجمعيات من طرف القطاعات
الحكومية؛
• الفصل الخامس ،يقدم ملخصا لتقرير املجلس حول تنفيذ قانون املالية لسنة ،2020والذي
سبق للمجلس أن وجهه إلى البرملان بتاريخ 21يوليوز ،2022طبقا ملقتضيات املادة 66من
القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون املالية الصادر بتاريخ 18يونيو 2015؛
• الفصل السادس ،يهم االختصاص املرتبط بالتصريح الجباري باملمتلكات؛
• الفصل السابع ،يتطرق الختصاصات املحاكم املالية املرتبطة بمراقبة حسابات األحزاب
السياسية وفحص النفقات املتعلقة بالعمليات االنتخابية؛
على مستوى تدبير املوارد املالية والبشرية وتنمية القدرات ونظم املعلومات والتعاون ،فضال عن
أنشطة كتابة الضبط لدى هذه املحاكم.
ينقسم هذا التقرير السنوي إلى ثمانية فصول ،بحيث يتضمن كل فصل بيانا عن أنشطة المحاكم المالية
(المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات) بشأن االختصاصات المنوطة بها.
وهكذا ،وبالنسبة للفصل األول المرتبط باالختصاصات القضائية ،أي التدقيق والبت في الحسابات،
بما في ذلك التسيير بحكم الواقع ،والتأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،فيشمل إحصائيات
حول أنشطة المحاكم المالية بشأن هذين االختصاصين من جهة ،وأهم القواعد والمبادئ المستنبطة
من خالل األحكام والقرارات الصادرة عنها في هذا اإلطار .وتشكل هذه القواعد مرجعا يمكن
للمدبرين العموميين ،كل حسب موقعه وصفته ،االستفادة منها من أجل تفادي نفس الممارسات التي
كانت موضوع األحكام والقرارات الصادرة ،كما قد تساهم هذه القواعد في تفسير وتوضيح بعض
المقتضيات ذات الصلة بالتدبير المالي والمحاسباتي لألجهزة العمومية.
أما الفصل الثالث المخصص لمراقبة التسيير ،بما في ذلك تقييم البرامج والمشاريع ،فيتضمن 28
خالصة أعدتها غرف المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية للحسابات انطالقا من مهمات
رقابية منجزة ،والتي كانت -أي الخالصات -موضوع مسطرة تواجهية مع كل األجهزة التي لها
عالقة بموضوعها .في هذا السياق ،تجدر اإلشارة إلى ما يلي:
• تشتمل كل خالصة على مالحظات وتوصيات المحاكم المالية ،كما حرص المجلس ،إعماال
لمقتضيات المادتين 99و 100من مدونة المحاكم المالية ،على إدماج األجوبة المتوصل بها
في قلب خالصاته ،بحيث تم أخذها بعين االعتبار في إطار صياغة المالحظات والتوصيات،
أو إدراج مقتطفات من هذه األجوبة مباشرة بعد المالحظات المطابقة لها والتعليق عليها عند
االقتضاء؛
• قد يتم حذف بعض عناصر اإلجابة في الحاالت التالية:
✓ إذا تم أخذها باالعتبار في صياغة مالحظات المجلس ،بحيث تصبح هذه
العناصر ،بعد ذلك ،غير ذات موضوع،
✓ إذا كانت ترتبط بمسؤولية أطراف أخرى غير تلك المعنية مباشرة بمالحظات
وتوصيات المحاكم المالية،
✓ إذا كانت غير مرتبطة بموضوع المالحظات أو التوصيات الواردة في الخالصة؛
• إن القراءة المتوازنة للخالصات المضمنة في هذا التقرير من طرف مستعمليه تقتضي األخذ
بعين االعتبار العناصر الواردة في األجوبة المتوصل بها؛
• إن المالحظات التي تم إدراجها في هذه الخالصات تتعلق بصفة حصرية بتلك المرتبطة
بالتدبير ،أما المالحظات التي قد تتضمن أفعاال يشكل موضوعها مخالفات لقواعد قانونية،
ومن شأنها إثارة مسؤولية بعض المدبرين والمسيرين ،فيتم تضمينها في تقارير منفصلة من
أجل تحريك المتابعات التي قد تفضي إلى عقوبات تأديبية إدارية ،أو عقوبات في مجال
أوال .تعزيز وظيفتي الردع الخاص والعام في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية
في إطار التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،تعاقب المحاكم المالية كل مسؤول أو موظف
أو عون بأحد األجهزة الخاضعة الختصاصها في هذا المجال ،في حالة ارتكابه إلحدى المخالفات
المنصوص عليها في المواد 54و 55و 56من مدونة المحاكم المالية ،وبعد متابعته من طرف النيابة
العامة ،سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا ،والمحددة
في المادتين 57و 138من هذه المدونة ،وذلك من خالل إصدار أحكام وقرارات إما بعدم المؤاخذة،
في حالة عدم ثبوت ارتكاب المتابع المعني لمخالفة مستوجبة للمسؤولية ،أو بالحكم عليه بالغرامة
المناسبة حسب ظروف ومالبسات الفعل المرتكب يحدد مبلغها حسب خطورة وتكرار المخالفة على
أال يقل هذا المبلغ عن ألف 1000درهم عن كل مخالفة ومن غير أن يتجاوز مجموع مبلغ الغرامة
عن كل مخالفة أجرته السنوية الصافية التي كان يتقاضاها المعني باألمر عند تاريخ ارتكاب المخالفة،
وذلك طبقا للمادة 66من مدونة المحاكم المالية .وباإلضافة إلى الغرامة ،وإذا ما ترتبت عن المخالفة
المرتكبة خسارة للجهاز العام المعني ،تحكم المحكمة المالية بإرجاع األموال المطابقة من رأسمال
وفوائد.
وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في إطارها
النيابة العامة سلطة المتابعة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات الصادرة عن السلطات المؤهلة
قانونا لذلك .وتتسم المسطرة القضائية المعمول بها في إطار هذا االختصاص بطابع ادعائي تتولى في
إطارها النيابة العامة لدى المحاكم المالية سلطة المتابعة سواء من تلقاء نفسها أو بناء على الطلبات
الصادرة عن السلطات المؤهلة قانونا ،والمحددة في المادتين 57و 138من مدونة المحاكم المالية.
وباعتبارها طرفا رئيسيا في دعوى التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ،تتولى النيابة العامة
تتبع التحقيق في القضايا الرائجة بما يضمن إنجازه داخل آجال معقولة وفي ظروف مناسبة .كما تضع
مستنتجاتها على التقارير المتضمنة لنتائج التحقيق ويعتبر حضورها إلزاميا في جلسات الحكم .كما
يحق لها الطعن باالستئناف والنقض في األحكام والقرارات التي تصدرها المحاكم المالية في إطار
هذا االختصاص.
تنظر المحاكم المالية في قضايا التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية ابتدائيا من طرف غرفة
التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية بالنسبة للمجلس األعلى للحسابات فيما يتعلق بمسؤولي
وموظفي وأعوان األجهزة العمومية الوطنية ،وهي مرافق الدولة والمؤسسات العمومية والشركات
أو المقاوالت التي تملك فيها الدولة أو المؤسسات العمومية على انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر
أو غير مباشر ،أغلبية األسهم في الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار ،وكذا تلك التي تملك
فيها الدولة أو المؤسسات العمومية بصفة مشتركة مع الجماعات الترابية أغلبية األسهم في الرأسمال
أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار.
في حين تتولى المجالس الجهوية للحسابات النظر في القضايا المتعلقة بالمخالفات المرتكبة من طرف
مسؤولي وموظفي وأعوان الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية التابعة لهذه الجماعات
والمجموعات ،وكذا كل الشركات أو المقاوالت التي تملك فيها الجماعات الترابية أو المجموعات أو
الهيئات على انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشر أغلبية األسهم في الرأسمال أو
سلطة مرجحة في اتخاذ القرار ،وذلك في حدود النفوذ الترابي لكل مجلس جهوي للحسابات.
يحرص المجلس األعلى للحسابات على تتبع تنزيل أوراش اإلصالحات الكبرى ببالدنا ،حيث جعله
ضمن أولوياته الرئيسية في انسجام مع مهامه الدستورية المتمثلة في تدعيم وحماية قيم الحكامة الجيدة
والشفافية والمحاسبة ،وتفعيال أيضا لتوجهاته االستراتيجية برسم الفترة 2026-2022والتي تروم
أساسا الرفع من القيمة المضافة ألعمال المحاكم المالية ،بما ينعكس على تجويد التدبير العمومي في
مختلف تجلياته.
وفي هذا السياق ،يتضمن هذا التقرير السنوي نتائج مهمات تتبع تنزيل أوراش اإلصالح المتعلقة بما
يلي:
-المالية العمومية؛
-منظومة الحماية االجتماعية؛
-االستثمار؛
-المنظومة الجبائية؛
-المؤسسات والمقاوالت العمومية.
أكدت رئاسة الحكومة في معرض جوابها أن هذه األوراش تعد من أولويات الحكومة وأنها عازمة على
اإلسراع في تنزيلها تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية واستجابة النتظارات المواطنات والمواطنين والفاعلين
االقتصاديين واالجتماعيين.
وقد تم إدراج تعقيبات رئاسة الحكومة وكذا القطاعات الوزارية المعنية في صلب المالحظات المتعلقة
بكل ورش على حدة ،كما هو مفصل أسفله.
أرسى القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون المالية ،الذي صدر سنة ،2015مقاربة جديدة لتدبير
المالية العمومية ،وفق منهجية تدرجية ،قوامها االنتقال من تدبير قائم على الوسائل إلى تدبير جديد
منصب حول النتائج ويسعى إلى تكريس مبادئ تدبير حديث للمالية العمومية.
ولهذه الغاية ،تضمن القانون التنظيمي المذكور مجموعة من المقتضيات الرامية إلى إرساء أنماط
جديدة لتدبير المالية العمومية ،ترتكز أساسا على تقوية نجاعة أداء التدبير العمومي وتعزيز الشفافية
وكذا تكريس مبدأ المحاسبة.
وفي هذا السياق ،حرص المجلس األعلى للحسابات ،بصفته الهيئة العليا لمراقبة المالية العمومية
بالمملكة ،وتفعيال لتوجهاته االستراتيجية برسم الفترة ،2026-2022على تتبع تنفيذ اإلصالحات
التي أقرها القانون التنظيمي رقم ،130.13سواء في إطار ممارسة مختلف االختصاصات المنوطة
به ،أو من خالل آليات أخرى تمثلت أساسا في:
-تعزيز آليات التعاون مع وزارة االقتصاد والمالية من خالل توقيع بروتوكول تفاهم في
يوليوز 2021؛
-عقد اجتماعات موسعة مع مسؤولي تسع مديريات تابعة لوزارة االقتصاد والمالية،
ومعنية بصفة مباشرة بهذه اإلصالحات.
وقد أولى المجلس عناية خاصة ألربعة مرتكزات أساسية تندرج ضمن هذا الورش اإلصالحي،
والمرتبطة بالتصديق على حسابات الدولة ،وإرساء التدبير المبني على نجاعة األداء ،ورقمنة حسابات
الدولة ونزع الطابع المادي عنها ،وتكريس مبدأ المحاسبة.
وقد تبين في هذا الصدد ،أن األطراف المعنية ،وخاصة وزارة االقتصاد والمالية ،قد اتخذت مجموعة
من التدابير الرامية إلى تنزيل اإلصالحات المرتبطة بهذه المرتكزات األربعة ،غير أن بعض
التحديات مازالت قائمة ،وهو ما يستدعي مواصلة الجهود ومباشرة إجراءات ضرورية أخرى
الستكمال عملية التنزيل.
بخصوص ورش إصالح المالية العمومية ،أشارت رئاسة الحكومة أن القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون
المالية يشكل إطارا تشريعيا يرسخ التدابير المتخذة في المجال المالي والمحاسباتي .وأضافت أنه يعد إصالحا
جذريا لمنظومة تدبير المالية العمومية يروم تكريس التدبير المبني على النتائج وتوسيع صالحيات المدبرين
مقرونة بالمساءلة والمحاسبة ،مما يقتضي توفير الظروف المالئمة لتنزيله بأكبر قدر من الفعالية والنجاعة.
إال أنه بعد مضي خمس سنوات على التنزيل التدريجي لمختلف مقتضيات هذا القانون التنظيمي (الميزانية
المهيكلة حول البرامج ،والبرمجة الميزانياتية لثالث سنوات ،وتقرير نجاعة األداء ،إلخ ،).أبانت الممارسة
على ضرورة سن مقتضيات جديدة يتم بموجبها تعزيز المكتسبات وتحقيق األهداف المرجوة من اإلصالح،
وذلك بتشاور مع مختلف األطراف المعنية.
.1التصديق على حسابات الدولة
يكتسي التصديق على حسابات الدولة طابعا استراتيجيا ،من حيث كونه مدخال أساسيا من أجل تعزيز
الشفافية وتجويد المعطيات المالية والمحاسبية ،فضال عن إسهامه في تكريس مبدأ المحاسبة ،مع ما
يترتب عن كل ذلك من آثار ت ُ ْس ِّهم في تحديث تدبير القطاع العمومي .كما تولي المؤسسات المالية
الدولية والشركاء والمستثمرون ووكاالت التصنيف أهمية خاصة لعملية التصديق على الحسابات
العامة.
وتعتبر عملية التصديق على حسابات الدولة عملية مركبة ،وهو ما يفسر أن عدد البلدان التي اعتمدت
هذه اآللية على المستوى الدولي لم يتجاوز 30بلدا ،وعلى المستوى القاري ثالث دول.
.3رقمنة الحسابات
في إطار تنفيذ ورش رقمنة العمليات المرتبطة بتدبير المالية العمومية ،اتخذت وزارة االقتصاد
والمالية مجموعة من التدابير وأحرزت تقدما مهما على هذا المستوى ،يحتاج مزيدا من الدعم
والتعزيز .وهكذا ،فقد طورت الوزارة عدة أنظمة معلوماتية تستغل حاليا في تدبير مداخيل ونفقات
الميزانية العامة ،ومن بينها على سبيل المثال النظام الضريبي المندمج ( )SITوبرنامج ))BADR
الذي تستعمله إدارة الجمارك ،والميزانية اإللكترونية ( ،)E-budgetونظاما التدبير المندمج للنفقات
( )GIDوللمداخيل ( )GIRونظام المعلومات الخاص بمخطط حسابات الدولة (.)PCE-SI
وقد مكنت هذه األنظمة المعلوماتية من تحديث عمليات تدبير الميزانية العامة ،كما أنها ساهمت،
بالنسبة لبعض أصناف المحاسبين العموميين ،من رقمنة الحسابات التي يدلون بها إلى المجلس ،ولو
بصفة جزئية .غير أن بعض التحديات ما زالت قائمة ،مما يستدعي تجاوزها من أجل بلوغ األهداف
المتوخاة.
فمن جهة ،يسجل أن األنظمة المعتمدة ال تتيح رقمنة شاملة لجميع الوثائق منذ بدء عملية إعدادها إلى
غاية توثيقها ،وذلك إما بسبب عدم تغطية الرقمنة لجميع جوانب التدبير أو بسبب عدم تالؤم األنظمة
المعلوماتية فيما بينها ،مما يجعل عمليات تبادل المعلومات بينها غير سلسة بما فيه الكفاية وال تتم
بصفة آلية.
عرف تدعيم الحماية االجتماعية ببالدنا تطورا ملحوظا على مدى العقدين األخيرين ،حيث تم إطالق
العديد من البرامج التي تهدف إلى تنمية وتعزيز الرأسمال البشري ومكافحة الفقر وتحقيق اإلنصاف
والعدالة االجتماعية .ومن أهم هذه البرامج التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ونظام المساعدة
الطبية ،وإصالح بعض أنظمة التقاعد .كما تم إحراز تقدم كبير في مجال الحماية االجتماعية ،من
خالل:
-مضاعفة عدد المستفيدين من برنامج التأمين اإلجباري األساسي عن المرض ما بين
سنتي 2006و ،2021حيث ارتفع من 5,1مليون إلى حوالي 11مليون مستفيد؛
-تزايد عدد السكان المشمولين بنظام المساعدة الطبية بشكل ملحوظ منذ تعميمه سنة
،2012حيث تجاوز 11مليون منخرط سنة 2019؛
-ارتفاع نسبة المستفيدين من التقاعد ،حيث انتقلت من %33سنة 2011إلى %42سنة
( 2019بفضل تطور عدد العاملين بالقطاع الخاص أساسا).
.1الحماية االجتماعية :ورش طموح
على الرغم من التطور الهام الذي عرفته الحماية االجتماعية ،فإنها ال تزال تمثل تحديا يتعين مواجهته
سواء من حيث نطاقها أو مضمونها أو تمويلها وحكامتها.
وهكذا ،فإن المعدل اإلجمالي للتغطية الصحية للسكان لم يتجاوز %69مع نهاية ،2019منهم %31
برسم نظام المساعدة الطبية ،و %29فيما يخص نظام التأمين اإلجباري األساسي عن المرض و%9
فيما يتعلق ببعض األنظمة الخاصة (تعاضدية القوات المسلحة الملكية والصناديق الداخلية و/أو التأمين
الخاص وأنظمة األئمة والشيوخ والمقدمين ،إلخ .).وبالتالي فإن ما يناهز %31من الساكنة ال تشملهم
أي تغطية صحية .كما أن نظام المساعدة الطبية ،ال يوفر سوى تغطية محدودة ،لكونه يقتصر على
مؤسسات العرض الصحي التابعة للقطاع العام ،وكذا نظرا لضعف بل وغياب بعض الخدمات على
مستوى هذه المؤسسات.
أما بالنسبة للتقاعد ،فلم يتجاوز معدل تغطية الساكنة النشيطة نسبة % 42مع نهاية سنة ،2019
وبالتالي فإن ما يقارب % 58من الساكنة النشيطة ال يستفيدون من أي تغطية في هذا المجال.
ونتيجة لذلك ،ال يستفيد جزء كبير من السكان من أية تغطية سواء للتقاعد أو في المجال الصحي،
ومن ضمنهم أساسا األشخاص النشيطون غير األجراء (أصحاب المهن الحرة والتجار وغيرهم).
باإلضافة إلى ذلك ،فإن غياب نظام فعال بمعايير ناجعة الختيار الساكنة المستهدفة ،غالبا ما يحول
دون إعمال التدابير والبرامج االجتماعية لفائدة الفئات المعنية وبصفة ناجعة.
وقد شكلت التعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب عيد العرش ،لسنة ،2020وكذا الخطاب
الذي ألقاه جاللته في افتتاح السنة التشريعية في أكتوبر من نفس السنة ،نقطة تحول كبرى ،حيث دعا
جاللة الملك إلى تعميم الحماية االجتماعية وحدد مكونات هذا المشروع اإلصالحي الطموح وخطة
إنجازه.
كما أوصت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد باعتماد مقاربة إرادية ،بهدف تأمين قاعدة متينة
للحماية االجتماعية تعزز المقومات الكفيلة بمواجهة اآلفات االجتماعية وإدماج الفئات الهشة وتجسد
التضامن بين المواطنين وفقا لمبادئ المساهمات العادلة.
يكتسي إصالح االستثمار أهمية قصوى من أجل خلق دينامية اقتصادية منتجة للقيمة المضافة ولفرص
الشغل .ووعيا منها بهذه األهمية ،تعتبر السلطات العمومية تنمية االستثمار من بين أولوياتها
االستراتيجية ،وذلك من خالل تحسين جاذبية المملكة وتعبئة رافعات التحفيز على االستثمار وتعزيز
ثقة المستثمرين المغاربة واألجانب.
وتستدعي التطورات الراهنة ،جراء تداعيات جائحة كوفيد 19والتحديات الناتجة عن الظرفية العالمية
المتسمة بالتضخم وما يستلزم ذلك من تحوالت لمواكبة الخيارات االقتصادية وإعادة تموضع سالسل
القيمة و تحديد األولويات االستراتيجية ،اعتماد إطار استراتيجي مندمج لالستثمار ،وتعزيز اإلطار
المؤسساتي ،وتسريع إصالح اإلطار التشريعي لتحفيز االستثمار ،ومتابعة تنزيل األوراش الهيكلية
المتعلقة بتحسين مناخ األعمال من أجل اغتنام الفرص التي يتيحها هذا السياق الجديد.
بخصوص هذا الورش ،أوضحت رئاسة الحكومة في جوابها ،أن الحكومة ،وباإلضافة إلى اإلصالحات
االستراتيجية والهيكلية التي باشرتها في هذا اإلطار ،تقوم حاليا ،بالتنسيق مع جميع الفاعلين من القطاعين
العام والخاص ،بإعداد خارطة طريق جديدة لتحسين مناخ األعمال في أفق .2026وستشمل خارطة الطريق
هذه جيال جديدا من اإلصالحات المتعلقة بالمجاالت التالية :تبسيط ورقمنة اإلجراءات اإلدارية ،وتحسين
الولوج إلى العقار والمناطق الصناعية ،وتطوير أدوات جديدة للحصول على التمويل ،وتحسين الولوج إلى
الطلبيات العمومية من أجل جعلها رافعة للتنمية االقتصادية وتعزيز االبتكار وثقافة ريادة األعمال.
.1اإلطار المرجعي
حددت الخطب السامية لجاللة الملك وكذا تقرير النموذج التنموي الجديد والبرامج الحكومية،
التوجهات االستراتيجية إلصالح االستثمار .في هذا الصدد ،أعطى صاحب الجاللة توجيهاته السامية
لتحديد اإلصالحات ذات األولوية لتطوير االستثمار .كما أكد جاللته في خطابه أمام البرلمان بتاريخ
14أكتوبر ،2022على أن يعطي الميثاق الوطني الجديد لالستثمار دفعة ملموسة لجاذبية المغرب
لالستثمارات الخاصة ،الوطنية واألجنبية ،وأن تقوم المراكز الجهوية لالستثمار باإلشراف الشامل
على عملية االستثمار .ودعا جاللته إلى ضرورة ترجمة التزامات كل األطراف ،من حكومة وقطاع
خاص وقطاع بنكي ،في تعاقد وطني لالستثمار ،وذلك بهدف تعبئة 550مليار درهم من االستثمارات،
وخلق 500ألف منصب شغل ،في الفترة بين 2022و.2026
وفي نفس السياق ،تجدر اإلشارة إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد لسنة ،2021في محوره
االستراتيجي األول ،حول التحول القتصاد منتج ومتنوع قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل
ذات جودة ،اقترح اعتماد خارطـة طريـق مبنيـة علـى خمس خيـارات اسـتراتيجية وهـي :تأميـن
المبـادرة المقاوالتية؛ توجيــه الفاعليــن االقتصاديين إلى األنشطة المنتجة؛ تخفيـض تكاليـف عوامــل
اإلنتاج؛ وضــع إطــار ماكرو-اقتصــادي فــي خدمــة التنميــة؛ وبــروز االقتصاد االجتماعي.
باإلضافة إلى ذلك ،أولى البرنامج الحكومي 2026-2021أهمية كبيرة لتحديات التنمية وتشجيع
االستثمار ،وعرض في محوره الثاني المتعلق بمواكبة تحول االقتصاد الوطني" ،من أجل خلق فرص
شغل للجميع" ،العديد من اإلجراءات لتعزيز االستثمار والتخفيف من آثار األزمة االقتصادية الناجمة
عن جائحة "كوفيد ."19
.2أهداف اإلصالح
يتمثل الهدف االستراتيجي الرئيسي إلصالح منظومة االستثمار ،والذي أشار إليه النموذج التنموي
الجديد ،في تعبئة أكبر لالستثمار الخاص مقابل االستثمار العمومي ،بغية رفع مساهمته في الجهد
االستثماري اإلجمالي من الثلث ،المسجل حاليا ،إلى الثلثين بحلول سنة .2035ويكرس هذا الهدف
أوضحت رئاسة الحكومة أنها قد عقدت اجتماعا ،ترأسه السيد رئيس الحكومة ،مع جميع المراكز الجهوية
لالستثمار ،خصص لدراسة التدابير الالزمة لتحفيز اإلنعاش االقتصادي وتسهيل عملية االستثمار وتمكين هذه
المراكز من االضطالع بمهامها وتثمين العمل المهم الذي قامت به هذه المراكز خالل العامين الماضيين،
خاصة بعد اإلصالح العميق لهذه المراكز تنفيذا لتعليمات جاللة الملك محمد السادس نصره هللا.
ومن جهتها ،أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أن المنهجية المعتمدة
لتصميم ميثاق االستثمار الجديد ،مكنت من وضع إطار تحفيزي شامل لدعم وتعزيز االستثمار .كما أن هذا
الميثاق الجديد يشمل كل االستثمارات ،باختالف حجمها ،فضال عن كونه موجه لجميع المستثمرين المغاربة
واألجانب ،وفي جميع جهات المملكة.
وأضافت هذه الوزارة أن الميثاق الجديد يجلب ابتكارا هاما ويعزز الدور المحوري الذي أريد للمراكز الجهوية
لالستثمار من أجل اإلشراف الشامل على مشاريع االستثمار .حيت تم تفويض على المستوى الترابي ،في إطار
نظام الدعم األساسي ،عملية اإلعداد والمصادقة والتوقيع على اتفاقيات االستثمار ،إذا كان المبلغ اإلجمالي
للمشروع المعني يقل عن عتبة تحدد بنص تنظيمي.
أشارت الوزارة المكلفة باالستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية إلى أنه أصبح من الضروري تكييف
وتحديث اإلطار المرجعي لتعبئة وتدبير العقار ،باعتباره أحد الروافع االستراتيجية لتعزيز الجاذبية وتحسين
مناخ األعمال واالستجابة للتحديات في مجال االستثمار.
.5التوصيات
على ضوء ما سبق ،يوصي المجلس بما يلي:
-اعتماد استراتيجية وطنية لالستثمار من أجل تنزيل رسمي ،وبشكل منهجي ،للتوجيهات
الملكية وألهداف النموذج التنموي الجديد المتعلقة بتحفيز االستثمار الخاص ،مع تحديد
خطة تنفيذها على المستويين القطاعي والترابي.
-إجراء تحليل لمهام مختلف الفاعلين المؤسسيين المسؤولين عن االستثمار من أجل تحديد
مجاالت التحسين وااللتقائية في تدخالتهم ،بهدف تحقيق تكامل أفضل والمزيد من
الترشيد؛
-تبسيط اإلجراء اإلداري لالستثمار من خالل تكريس دور المراكز الجهوية لالستثمار
كإطار موحد للمعالجة اإلدارية لعملية االستثمار من بدايتها إلى نهايتها ومن خالل تسريع
وتيرة إنجاز اإلصالحات المتعلقة بهذه المراكز؛
-وضع خطة عمل حكومية في مجال تحسين مناخ األعمال بهدف تحديد اإلجراءات ذات
األولوية وتسريع تنفيذها.
كما يرى المجلس أن التنفيذ الناجح لهذا الورش االستراتيجي يستلزم انخراط جميع األطراف ذات
الصلة والفاعلين المعنيين السيما الوزارة المكلفة باالستثمار.
يندرج اإلصالح الجبائي في إطار تعزيز المكاسب والتوجيهات التي كرسها دستور سنة 2011
والتعليمات الملكية السامية .وهكذا ،فقد نص الدستور في الفصلين 39و 40على مبدأ المساواة أمام
الضرائب من حيث تحمل الجميع للتكاليف العمومية كل على قدر استطاعته .كما أن صاحب الجاللة
أكد في أكثر من مناسبة على أهمية القيام بإصالح ضريبي وتعزيزه بميثاق جديد ومحفز لالستثمار.
وقد شكل اإلصالح الجبائي موضوع القانون اإلطار رقم 69.19الصادر بتاريخ 26يوليو ،2021
الذي يحدد التوجهات واألهداف وآليات وكيفيات التنزيل .وقد تم إعداد هذا القانون اإلطار على ضوء
التوصيات الصادرة عن المناظرة الوطنية حول الجبايات التي نظمت في 2019وكذا توصيات
التقرير حول النموذج التنموي الجديد لسنة .2021
.1أهداف اإلصالح
يسعى القانون اإلطار رقم 69.19المتعلق باإلصالح الجبائي إلى إرساء نظام جبائي فعال ومنصف
ومتوازن ومنتج ،يمكن من تعبئة اإلمكانات الضريبية الالزمة لتمويل السياسات العمومية التي تتمحور
حول التنمية االقتصادية واإلدماج والتماسك االجتماعيين.
وقد خلص القانون اإلطار المذكور إلى أنه بعد مرور ما يزيد عن ثالثة عقود عن اإلصالح الضريبي
لسنة ،1984الذي أسفر عن اإلرساء التدريجي للضرائب الثالثة الرئيسية المشكلة للنظام الجبائي
الوطني (الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على الشركات والضريبة العامة على الدخل)،
أصبح من الضروري "معالجة النقائص المرصودة" ومالءمة هذا النظام مع التطورات االقتصادية
واالجتماعية وكذا مع المعايير الجديدة للحكامة الجيدة.
ففي إطار رؤية متكاملة للنظام الجبائي ،يضم القانون اإلطار:
-جبايات الجماعات الترابية بهدف تبسيطها ومالءمتها وتوحيدها مع ضرائب الدولة؛
-الرسوم شبه الضريبية وكذا الواجبات والرسوم المستخلصة لفائدة الدولة والتي ستكون
قواعد تحديد وعائها وتحصيلها موضوع تبسيط وترشيد.
كما تناول القانون اإلطار كذلك العالقة بين الملزمين واإلدارة الجبائية من خالل تعزيز ضمان
حقوقهما على حد سواء ،وتعزيز عالقة الثقة بين الطرفين ومتابعة تحسين جودة الخدمة المقدمة من
طرف اإلدارة لفائدة الملزمين .باإلضافة إلى ذلك ،حدد القانون اإلطار أجل خمس سنوات ابتداء من
تاريخ نشره ألجل التنزيل التدريجي للتدابير ذات األولوية المنصوص عليها .وبذلك يشكل هذا القانون
اإلطار حاليا مرجعا للسياسة الجبائية للدولة.
أكدت رئاسة الحكومة على انكباب الحكومة من خالل قانون المالية برسم سنة 2022ومشروع قانون المالية
لسنة 2023على تسريع اإلصالح الجبائي عبر إدخال مجموعة من التدابير واإلجراءات الضريبية المقترحة
في القانون-اإلطار ،والتي همت أساسا إصالح الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل.
وفي نفس السياق ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية كذلك على التزام المديرية العامة للضرائب الدائم والمسؤول
بتنزيل ورش اإلصالح بدءا بالتدابير ذات األولوية كما هي محددة بمقتضى أحكام المادة 19من القانون اإلطار
رقم 69.19المتعلق باإلصالح الجبائي .كما أشارت الوزارة أن تنزيل كثير من التدابير يتطلب عدة مشاورات
مع بعض القطاعات قد تطول قبل التوصل إلى انخراط من قبلهم من أجل تنزيل سليم وأن واجب ضمان توازن
المالية العمومية تفرض بعض التدابير المواكبة من أجل تفادي بعض االنعكاسات الفورية على المداخيل
واإلخالل بالتوازن.
أعطى صاحب الجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا ،بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء بتاريخ 10
أكتوبر ،2018تعليماته السامية لوزير االقتصاد والمالية التخاذ التدابير الضرورية قصد وفاء عدد
من المؤسسات والمقاوالت العمومية ،التي تعاني من صعوبات مالية ،بالتزاماتها وأداء ما تراكم
بذمتها من متأخرات.
كما شدد جاللته بمناسبة خطاب العرش ،في 29يوليو ،2020على ضرورة اإلسراع بإطالق إصالح
عميق للقطاع العام ،وأمر بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة
أداء المؤسسات والمقاوالت العمومية وصندوق االستثمار االستراتيجي .1وعالوة على ذلك ،دعا
جاللة الملك ،خالل الخطاب الذي ألقاه في 9أكتوبر 2020بمناسبة افتتاح الدورة األولى من السنة
التشريعية الخامسة ،إلى القيام بمراجعة جوهرية ومتوازنة لقطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية.
وتجدر اإلشارة ،إلى أن تقرير النموذج التنموي الجديد ،المقدم إلى صاحب الجاللة في 25مايو
،2021أوصى بجعل تحويل قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية محركا للتنمية االقتصادية
ورافعة رئيسية إلنعاش االقتصاد بعد األزمة الصحية لكوفيد .19كما ساهم المجلس األعلى
للحسابات ،من خالل التقرير الذي أصدره سنة 2016بعنوان "قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية
بالمغرب :العمق االستراتيجي والحكامة" ،في إطالق دينامية اإلصالح.
وفي سنة ،2021تم نشر القانونين المؤسسين لهذا إلصالح بالجريدة الرسمية .ويتعلق األمر بالقانون-
اإلطار رقم 50.21المتعلق بإصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية والقانون رقم 82.20المتعلق
بإحداث الوكالة الوطنية للتدبير االستراتيجي لمساهمات الدولة وتتبع نجاعة أداء المؤسسات
والمقاوالت العمومية .2كما تم إحداث صندوق محمد السادس لالستثمار ،في نهاية سنة ،2020
بموجب القانون رقم 76.20المؤرخ في 31دجنبر ،2020والذي يهدف إلى دعم تنفيذ خطة إنعاش
االقتصاد الوطني للتخفيف من اآلثار السلبية لألزمة الصحية لكوفيد .19
وفي هذا اإلطار ،كرس البرنامج الحكومي 2026-2021التزام الحكومة بتنزيل اإلصالح الشامل
للمؤسسات والمقاوالت العمومية ،وتسريع تفعيل الوكالة الوطنية وصندوق محمد السادس لالستثمار.
.1أهداف اإلصالح
يشمل إصالح المؤسسات والمقاوالت العمومية ثالثة مكونات رئيسية ،تتجلى في إنجاز عمليات إعادة
الهيكلة ووضع النصوص التشريعية والتنظيمية المنصوص عليها في القانون-اإلطار رقم 50.21
وتفعيل كل من الوكالة الوطنية وصندوق محمد السادس لالستثمار.
وقد تم وضع تدابير ملموسة ومحددة ،تتطلب مبادرات تشريعية أو تنظيمية أو تشغيلية إضافية،
بموجب القوانين المذكورة أعاله ،السيما تحديث اإلطار القانوني الذي يؤطر إحداث وحكامة
المؤسسات والمقاوالت العمومية ،وتنفيذ برامج إعادة الهيكلة ،ومراجعة المراقبة المالية للدولة على
هذه المؤسسات ،وإعداد سياسة مساهمات الدولة وإبرام عقود-برامج متعددة السنوات بين الدولة
والمؤسسات والمقاوالت العمومية.
في إطار تعقيبها ،ذ ّكرت رئاسة الحكومة بأهمية وأهداف اإلصالح ،حيث أكدت أن الحكومة تعطي أهمية
قصوى لتنزيل ورش إصالح هذا القطاع ،وكذا تسريع تنزيل أوراش مهيكلة ،بهدف تحقيق اإلقالع االقتصادي
وتحسين جودة الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين .وفي هذا الصدد ،تسهر الحكومة على تنفيذ التوجيهات
ويتبين من خالل الجدول السابق ،أن المجالس الجهوية للحسابات خصصت ،خالل سنة ،2021غالبية
مهماتها الرقابية لمراقبة تسيير الجماعات الترابية وهيئاتها ،وذلك بالنظر إلى أن هذه األجهزة تمثل
الحصة الكبرى من األجهزة الخاضعة لمراقبة هذه المجالس .وهكذا ،فقد برمجت هذه األخيرة 155
مهمة رقابية تتعلق بالجماعات الترابية وهيئاتها ،أي ما يعادل %78من إجمالي المهمات المبرمجة
برسم سنة ،2021أنجزت منها 143مهمة ،وهو ما يمثل نسبة إنجاز تفوق .%92
وفضال عن ذلك ،برمجت المجالس الجهوية للحسابات خالل سنة 2021ما مجموعه 13مهمة أفقية،
أنجزت جميعها .وهي مهام يبرمجها كل مجلس جهوي للحسابات على حدة ،يتناول من خاللها محورا
واحدا من محاور التدبير الذي تتم مراقبته على مستوى عينة من جماعات الجهة المعنية كما يمكن،
في بعض الحاالت ،االقتصار على عينة من جماعات عمالة واحدة أو إقليم واحد .وتراعى في برمجة
هذه المهام األفقية المخاطر التي ينطوي عليها محور المراقبة أو ما يكتسيه من أهمية آنية أو
استراتيجية سواء بالنسبة للمواطن أو بالنسبة للتنمية الترابية بشكل عام .وقد همت المهام األفقية
المنجزة خالل سنة 2021ما مجموعه 225جهازا ،وانصبت حول مجاالت الماء ،والتخطيط
االستراتيجي ،وفضاءات االستقبال الصناعي ،والنقل الحضري ،وبعض المرافق العمومية المحلية
األخرى كالمحطات الطرقية والمجازر ،فضال عن تدبير العماالت واألقاليم ومجموعات الجماعات
الترابية ومؤسسات التعاون ،وكذا تقديم اإلعانات للجمعيات وتدبير عقود واتفاقات القانون العادي.
وباإلضافة إلى هذه المهمات الرقابية ،وفي إطار تكريس آليات التعاون بين مختلف مكونات المحاكم
المالية ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات فيما بينها مهام موضوعاتية ،كما ساهمت ،وإعماال
لمقتضيات المادة 158من مدونة المحاكم المالية ،في تنفيذ مهام رقابية تندرج مواضيعها ضمن
اختصاصات غرف المجلس األعلى للحسابات.
وهكذا ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات ،خالل سنة 2021خمس ( )05مهمات موضوعاتية ذات
صلة بالتنمية الترابية ،شاركت فيها كل المجالس ،وتمحورت مواضيعها حول تدبير الجهات ،خاصة
في جوانبها المرتبطة بتدبير النفقات والتخطيط االستراتيجي وتدبير الشراكات واتفاقيات التعاون،
وتدبير مرفق النقل المدرسي في الوسط القروي ،وتدبير مشاتل المقاولين الشباب ،كما تناولت مهمتان
موضوعاتيتان ،تباعا ،بعض أوجه تدبير الجماعات في الوسط القروي وتأثير األزمة الصحية على
تدبير الجماعات الترابية.
بعد سنة ،2020التي اتسمت بآثار األزمة الصحية ،شهدت المالية العمومية انتعاشا نسبيا خالل سنة
،2021حيث سجلت المؤشرات الرئيسية المتعلقة بالمالية العامة تحسنا يعزى أساسا إلى األداء الجيد
للمداخيل ،ال سيما في شقها الضريبي.
إال أن هذا االنتعاش يواجه حاليا ظرفية صعبة تتسم بالشكوك التي يشهدها االقتصاد العالمي والوطني.
وقد أدى السياق الجيوسياسي الذي يعرف ارتفاع األسعار الدولية للمواد األساسية وزيادة ضغط
التضخم ،فضال عن آثار الجفاف ،إلى خفض التوقعات اإليجابية لالنتعاش التي سادت سنة .2021
ونتيجة لذلك ،من المتوقع أن تواجه المالية العمومية تحديات كبيرة تتميز بزيادة النفقات الناتجة عن
دعم أسعار المواد االستهالكية ،وارتفاع المطالب برفع األجور في الوظيفة العمومية ،وكذا متطلبات
اإلصالحات التي يتم إنجازها على مستوى المنظومة الصحية ومنظومة التعليم والحماية االجتماعية،
زيادة على ضرورة الحفاظ على دينامية الدولة في مجال االستثمار العمومي .وتأتي هذه التحديات في
سياق مطبوع بتغير شروط التمويل في ارتباط بزيادة نسب الفائدة تحت تأثير الضغوط التضخمية.
هذا باإلضافة إلى بعض المخاطر المتعلقة بالتزامات الدولة الضمنية المرتبطة بالحالة الحرجة
لمنظومة التقاعد.
وفي مقابل الضغوط الناتجة عن النفقات ،قد تواجه تعبئة المداخيل بعض اإلكراهات .فعلى الرغم من
األداء المهم الذي سجلته المداخيل الضريبية خالل سنة ،2021والذي استمر في سنة ،2022فإن
هذه الدينامية من المرجح أن تشهد بعض التراجع نظرا لتباطؤ النمو .كما أن الموارد غير الضريبية،
التي تتكون أساسا من مساهمات المؤسسات والشركات العمومية وموارد الخوصصة ،قد ال تكفي
لمواجهة ارتفاع النفقات ،وبالتالي قد تشكل عامال من شأنه أن يحد من طموح العودة التدريجية إلى
توازن الميزانية لما قبل األزمة.
باإلضافة إلى ذلك ،فالتمويل من خالل اللجوء إلى المديونية ،الذي اتسم بمنحى تصاعدي على مدى
العقد الماضي والذي زاد في سنة 2020تحت تأثير األزمة الصحية ،من شأنه أن يحد من هوامش
التمويل بشروط مواتية .فعلى الرغم من أن سنة 2021شهدت انخفاضا مهما في نسبة دين الخزينة
من %72,2إلى %68,9من الناتج الداخلي اإلجمالي مقارنة بسنة ،2020إال أن حجم الدين استمر
في االرتفاع مما يجعل العودة إلى وضع ما قبل األزمة الصحية ( %60,3من الناتج الداخلي اإلجمالي
في عام )2019صعب التحقيق على المدى المتوسط .كما أن شروط التمويل على الصعيدين الداخلي
والدولي ،والتي ظلت مواتية لفترة طويلة ،من المتوقع أن تشهد تغيرا ،ال سيما فيما يتعلق بأسعار
الفائدة ،وهو ما تبينه الوضعية الراهنة والتوقعات المستقبلية التي تتجه نحو الزيادة في هذه األسعار،
مع ما سيكون لذلك من تأثير على كلفة الدين.
ارتباطا بهذه االكراهات ،فإن المجلس ،إذ يسجل عزم الحكومة استرداد الهوامش الميزانياتية كما تم
اإلعالن عنه في مشروع قانون المالية لسنة 2023وفي وثيقة البرمجة الميزانياتية للسنوات الثالث
،2025-2023يركز على أهمية االستمرار والتعجيل في اإلصالحات التي تم الشروع فيها على
مستوى المالية العمومية وكذلك على مستوى المشاريع المهيكلة األخرى ،وال سيما تلك المتعلقة
بالمؤسسات والمقاوالت العمومية والحماية االجتماعية وقطاع المياه واالنتقال الطاقي.
ومن جهة أخرى ونظرا لما تشكله الحسابات الخصوصية للخزينة من نسبة مهمة داخل ميزانية الدولة
على مستوى المداخيل والنفقات ونظرا كذلك لتعدد هذه الحسابات وتراكم أرصدتها ،فإنها تستدعي
اهتماما خاصا من أجل ترشيد عددها وحصتها في ميزانية الدولة وإعادة النظر في التوازن بين
مداخيلها ونفقاتها وهو ما دعا إليه المجلس في تقاريره السابقة خاصة تلك المتعلقة بتنفيذ قانون المالية.
قامت بالدنا ببذل مجهود مهم في مجال االستثمار خالل السنوات العشر األخيرة بمعدل سنوي أقصاه
و %33من الناتج الداخلي الخام ،وذلك بمساهمة القطاع الخاص .وقد همت هذه االستثمارات ،أساسا،
المشاريع المهيكلة الكبرى للبنيات التحتية ،واستراتيجيات التنمية القطاعية وبرامج التنمية الحضرية
المندمجة .بيد أن أثر هذا المجهود ظل محدودا نسبيا من حيث مساهمته في النمو االقتصادي وتحسين
اإلنتاجية وكذلك على مستوى تأثيره غير المباشر على االستثمار.
وتضع هذه المجهودات المتواصلة في مجال االستثمار العمومي بالدنا ضمن الدول ذات نسب
االستثمار المرتفعة ،غير أنها ال تترجم على مستوى األداء االقتصادي الذي يظل غير كاف نسبيا،
مقارنة مع بعض الدول التي تحقق مستويات نمو مماثلة أو قريبة من تلك التي يحققها المغرب
وبمجهود أقل أهمية على مستوى استثمارها العمومي.
وبالتالي ،تطرح إشكالية نجاعة االستثمار العمومي والعوامل التي تعرقل تحسينه وتطويره .وترتبط
بعض هذه العوامل ،من جهة ،ببنية وتركيبة وطبيعة االستثمارات نفسها ،من حيث جودتها وجدواها،
والتي ال تمكن من تثمين وتحسين الثروات الوطنية ،ومن جهة أخرى ،بالنقائص التي تعتري مختلف
مراحل تدبير مشاريع االستثمار انطالقا من تحديد االحتياجات إلى التتبع والتقييم مرورا بمرحلتي
التخطيط والتنفيذ.
وقد تطرقت مهمة المراقبة التي قام بها المجلس األعلى للحسابات إلى نفقات االستثمار المدرجة في
ميزانية الدولة نظرا للتطور المتزايد الذي حققته خالل السنوات األخيرة ،مقارنة بتلك التي تم تنفيذها
من قبل األجهزة العمومية األخرى .فخالل الفترة الممتدة ما بين 2010و ،2020بلغت االستثمارات
العمومية 3المنجزة معدال سنويا يقارب 219,91مليار درهم ،تم إنجاز %62منها على مستوى
ميزانية الدولة و %32من طرف المؤسسات والمقاوالت العمومية و %6من قبل الجماعات الترابية.
وخالل نفس الفترة ،بلغت نفقات االستثمار المنجزة 4والمدرجة في ميزانية الدولة ،في المتوسط ،ما
يقارب 136,25مليار درهم ،حيث ارتفعت من ما مجموعه 99,61مليار درهم في سنة 2010إلى
233,88مليار درهم برسم سنة ،2020بزيادة بلغت نسبتها .%135وقد تحملت الميزانية العامة
للدولة في المتوسط نسبة %43,62من هذه االستثمارات مقابل %55,8للحسابات الخصوصية
للخزينة و %0,58لمصالح الدولة المسيرة بطريقة مستقلة.
وضمن ميزانية الدولة ،تم التركيز ،بصفة خاصة ،على نفقات االستثمار المدرجة بالميزانية العامة
نظرا للصعوبات العملية التي تطرحها طريقة تقديم التوقعات المتعلقة بنفقات الحسابات الخصوصية
للخزينة وتنفيذها وطبيعة العمليات المدرجة في هذه الحسابات ،والتي يتم االحتفاظ بها ألكثر من سنة
بدون تحديد سنتها المالية األصلية ،باإلضافة إلى صعوبة إعادة تشكيل واحتساب أرصدتها.
وقد تم تحليل نفقات االستثمار المدرجة في الميزانية العامة للدولة ،خالل الفترة الممتدة من 2010
إلى ،2020من خالل عينة متكونة من ستة قطاعات وزارية نفذت ما يفوق %64من النفقات
اإلجمالية لالستثمار .ويتعلق األمر بوزارة االقتصاد والمالية (بالنسبة للتكاليف المشتركة لالستثمار)
وقطاعات الفالحة ،والتجهيز والنقل ،والصحة ،والشباب والرياضة ،والطاقة والمعادن.
3المصدر :قوانين التصفية ،والتقارير المرفقة بمشاريع قوانين المالية المتعلقة بالمؤسسات والمقاوالت العمومية ،والبيانات اإلحصائية للمالية
المحلية المنجزة من طرف الخزينة العامة للمملكة.
4المصدر :قوانين التصفية.
تعتبر الهيئة المغربية لسوق الرساميل ( )AMMCالهيئة المشرفة على سوق الرساميل التي نتجت
عن تحول مجلس القيم المنقولة ( ،)CDVMوهي شخص معنوي عمومي يتمتع باالستقالل المالي.
وقد شرعت في مزاولة نشاطها في فبراير ،2016بعد دخول القانون رقم 43.12المتعلق بالهيئة
المغربية لسوق الرساميل حيز التنفيذ ،حيث حدد مهامها فيما يلي:
-التأكد من حماية االدخار الموظف في األدوات المالية؛
-السهر على المساواة في التعامل مع المكتتبين والشفافية ونزاهة سوق الرساميل وعلى إخبار
المستثمرين؛
-التأكد من حسن سير سوق الرساميل والسهر على تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية؛
-السهر على مراقبة نشاط مختلف الهيئات واألشخاص الخاضعين لمراقبتها؛
-التأكد من احترام األشخاص والهيئات الخاضعين لمراقبتها لألحكام التشريعية والتنظيمية
المتعلقة بمكافحة غسل األموال؛
-المساهمة في النهوض بالتربية المالية للمدخرين؛
-مساعدة الحكومة في تنظيم سوق الرساميل.
يتولى تدبير الهيئة رئيس وتتكون أجهزتها من مجلس إدارة ومجلس تأديبي.
وركزت مهمة المجلس األعلى للحسابات على تقييم أداء الهيئة في االضطالع بمهامها الرئيسية،
المتعلقة أساسا بإصدار االعتمادات والمراقبة وإنجاز التحقيقات وتطبيق العقوبات والتربية المالية
والتطوير التنظيمي .كما شملت تقييم تدبير الموارد التي خصصتها الهيئة لتفعيل هيكلتها الجديدة.
أوال .على مستوى ممارسة مهام الهيئة
.1إصدار االعتمادات والتأشيرات
تتوزع االعتمادات التي تصدرها الهيئة بين التأشير على العمليات المالية واعتماد األدوات المالية
باإلضافة إلى اعتماد المتدخلين.
أ .التأشير على العمليات المالية
نظام تقنين مالي في طور االستجابة للمعايير الدولية
تتأثر جودة مراقبة المعلومات المالية بضعف تقنين مستقل للمدققين الخارجيين ،باإلضافة إلى عدم
تأطير وتفعيل تدبير المخاطر بشكل كامل .كما أن المعايير المستعملة لتقييم المعلومات المالية تفتقر
إلى الدقة في غياب دالئل عملية تتعلق بالعمليات المالية.
وقد أوضحت الهيئة المغربية لسوق الرساميل أنه قد تم تحيين وتفعيل هذا النظام بواسطة الدورية رقم 03/19
في يوليوز ،2019مضيفة أنه قد تمت مؤخرا تكملة هذه اإلجراءات بالتعديل األخير للقانون المتعلق بشركات
المساهمة الذي يرمي بشكل خاص إلى تمتين نظام حماية المستثمرين.
أدوات عمل محدودة
يتم التأشير على العمليات المالية في غياب مساطر محينة ودالئل للتحليل باإلضافة إلى اعتماد نظام
معلوماتي غير مالئم.
أشارت الهيئة إلى أنها بصدد إتمام تحيين المساطر وأدوات العمل ،والذي شرع فيه فور تفعيل النظام الجديد
لدعوة الجمهور لالكتتاب على إثر نشر الدورية رقم .03/19
تشكل الموارد البشرية الصحية أساس أي منظومة صحية والمحرك الرئيسي لنجاعتها وتطويرها
وإصالحها .وقد حددت منظمة الصحة العالمية عتبة كثافة العاملين الصحيين في 4,45عامال صحيا
لكل ألف نسمة ،وذلك لتوفير تغطية مالئمة للساكنة فيما يخص العالجات األساسية ،ال سيما منها
الضرورية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة .ويبقى مستوى التغطية في المغرب منخفضا
مقارنة بهذه العتبة ،حيث ال يتجاوز معدل التغطية 1,64عامال صحيا لكل ألف نسمة ،مع وجود
تباينات بين مختلف الجهات.
ويشكل مهنيو الصحة التابعون للوزارة المكلفة بالصحة مكونا أساسيا في منظومة العالجات الوطنية
وإحدى الرافعات لتحقيق تغطية جيدة للسكان .ففي سنة ،2021بلغ عدد موظفي الوزارة
53.478موظفا ،من بينهم 49.612موظفا في وضعية القيام بالوظيفة في مختلف الهياكل التابعة
لـلوزارة ،موزعة بين 9.422إطارا طبيا و 30.199إطارا ممرضا و 9.991إطارا إداريا وتقنيا.
وقد تم تحقيق إنجازات مهمة ،خالل العقد الماضي ،فيما يخص تطوير عرض العالجات الصحية
لضمان ولوج الساكنة للرعاية الصحية سواء على مستوى البنيات التحتية أو التغطية الصحية ،وذلك
من خالل إنشاء مرافق صحية جديدة وتعميم التغطية الصحية .غير أن تحقيق هذه الدينامية يستدعي
توفير األطر الطبية والتمريضية الضرورية من حيث العدد ومالءمتها مع احتياجات الساكنة،
باإلضافة إلى إدارتها بشكل يمكن من توقع تطوراتها المستقبلية.
وفي هذا الصدد ،أفادت وزارة الصحة والحماية االجتماعية أن تحقيق هذه الدينامية يتم في حدود اإلمكانيات
المتوفرة من المناصب المالية المتاحة ،والخريجين المتوفرين في سوق الشغل ،وبتنسيق مع مختلف القطاعات
الوزارية ذات الصلة.
وتهدف مهمة المراقبة التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات التأكد من أن الوضعية الراهنة لألطر
الصحية للوزارة تمكن من االستجابة بشكل فعال لالحتياجات الحالية والمستقبلية للساكنة .وقد شملت
المهمة الفترة الممتدة ما بين سنتي 2010و.2021
أوال .لمحة عامة عن كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني
تطور طفيف نحو تحسين كثافة العاملين الصحيين
انتقل عدد األطباء على المستوى الوطني من 19.444طبيبا ،موزعة بين 11.510طبيبا في القطاع
العام و 7.934طبيبا في القطاع الخاص ،سنة ،2011إلى 25.575طبيبا ،موزعة بين 11.953
طبيبا في القطاع العام و 13.622طبيبا في القطاع الخاص ،سنة .2020أما فيما يخص الممرضين
وتقنيي الصحة (في القطاع العام) فقد انتقل عددهم من 29.025إلى 33.837ممرضا وتقني صحة
خالل نفس الفترة.
وبذلك ،لم تشهد كثافة العاملين الصحيين لكل 10.000نسمة تحسنا ملحوظا خالل العقد الماضي،
حيث ارتفع المعدل من 15,1سنة 2011إلى 16,4سنة ،2020بزيادة طفيفة قدرها 1,3نقطة
( .)+%9ويرجع هذا التطور بشكل رئيسي إلى زيادة كثافة األطباء التي ارتفعت من 6,1إلى 7,1
خالل نفس الفترة ،نظرا الرتفاع كثافة أطباء القطاع الخاص من 2,5إلى 3,8وعلى عكس ذلك،
تراجعت كثافة أطباء القطاع العام من 3,6إلى 3,3خالل نفس الفترة.
وقد عزت الوزارة تراجع كثافة أطباء القطاع العام لعدم جاذبية القطاع خصوصا بالنسبة لألطباء العامين.
ضرورة التخفيف من الفوارق الجهوية
رغم التطور الطفيف الذي عرفته كثافة العاملين الصحيين على المستوى الوطني ،خالل الفترة الممتدة
من 2011إلى ،2020فإن هذا التحسن لم يسجل بشكل متكافئ بين مختلف الجهات .إذ شهدت هذه
طبقا لمقتضيات المادة 7من القانون رقم 17.04بمثابة مدونة األدوية والصيدلة يخضع كل دواء
مصنع أو مستورد إلذن مسلم من طرف وزارة الصحة ،قبل تسويقه أو توزيعه .كما يخضع إجراء
اإلذن بالعرض في السوق لمقتضيات المرسوم رقم 2.14.841الصادر في 5أغسطس 2015
المتعلق باإلذن بعرض األدوية المعدة لالستعمال البشري في السوق .حيث يتم إصدار اإلذن بالعرض
في السوق من قبل الوزارة المكلفة بالصحة بعد استطالع رأي اللجنة الوطنية لإلذن بعرض األدوية
في السوق ،بالنسبة لألدوية األصلية ،أو لجنة دراسات التكافئ الحيوي ،في حالة األدوية الجنيسة.
وبعد الحصول على اإلذن بالعرض في السوق ،يتعين على المؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية تقديم
طلب تحديد سعر الدواء المرخص له .ويحدد المرسوم رقم 2.13.852الصادر في
18ديسمبر ،2013شروط وكيفيات تحديد سعر بيع األدوية المصنعة محليا أو المستوردة .وبمجرد
تحديد سعر بيع الدواء للعموم ،يمكن للمؤسسة الصيدلية الصناعية المعنية إيداع طلب إدراج الدواء
ضمن قائمة األدوية المقبول إرجاع مصاريفها برسم التأمين اإلجباري عن المرض ،على مستوى
الوكالة الوطنية للتأمين الصحي ،وذلك تطبيقا لمقتضيات المادة 8من المرسوم رقم 2.05.733
الصادر في 18يوليو 2005بتطبيق القانون رقم 65.00بمثابة مدونة التغطية الصحية األساسية.
وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر
بيع األدوية بهدف التأكد من أن هذه العمليات تضمن توافر أدوية عالية الجودة وتمكن من تسهيل
الولوج إليها اقتصاديا .وشملت المهمة الفترة الزمنية الممتدة ما بين 2014و.2021
وشملت مهمة المراقبة الجوانب المرتبطة باإلطار العام لعمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة
وتحديد سعر بيع األدوية والنظام المعلوماتي المرتبط بها وبتوافر وجودة األدوية وبتحديد ومراجعة
أسعار بيعها.
أوال .اإلطار العام والنظام المعلوماتي
تعيق عمليات اإلذن بالعرض في السوق ومراقبة وتحديد سعر بيع األدوية بعض النقائص ذات الصلة
باإلطارين القانوني واالستراتيجي ،وكذلك غياب نظام معلوماتي مندمج.
.1اإلطار القانوني
ضرورة استكمال اإلطار القانوني المنظم لعمليات اإلذن بالعرض
يقتضي تنفيذ جميع مقتضيات القانون رقم 17.04المتعلق بمدونة األدوية والصيدلة والمرسوم رقم
2.14.841المتعلق باإلذن بعرض األدوية ،سالفي الذكر ،اعتماد مجموعة من النصوص التطبيقية.
غير أن عشرة ( )10نصوص لم يتم إخراجها بعد إلى حيز الوجود ،وتهم على الخصوص ( )1كيفيات
إيداع طلبات الحصول على التأشيرة الصحية وشهادة البيع الحر وشهادة إثبات احترام المؤسسة
لقواعد حسن إنجاز الصنع ( )2وشروط منح تأشيرة اإلشهار ( )3وتعريف محتوى الوثيقة التقنية
المشتركة لتسجيل األدوية ( )4وتحديد األنواع المختلفة من التعديالت الجوهرية والثانوية المتعلقة
بعناصر ملف طلب اإلذن بالعرض في السوق والشروط الواجب توافرها والمستندات الواجب تقديمها
للقيام بها والتعديالت التي قد تؤدي إلى تحديث هذا اإلذن.
وقد أفادت الوزارة أن خمسة من هذه النصوص التطبيقية تمت صياغتها وأنها في طور الدراسة مع األمانة
العامة للحكومة.
مقتضيات تنظيمية بحاجة للتوضيح
تتسم بعض المقتضيات الواردة في النصوص التنظيمية المؤطرة لقطاع األدوية ،والسيما تلك المتعلقة
بالمخزون االحتياطي لألدوية وتحديد سعر البيع للعموم ،بعدم وضوحها .ففيما يخص اإلطار المتعلق
7البنك الدولي2019،
تتعدد عوامل نجاعة النظام الصحي ،ولعل من أهمها ،فعالية نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر
والذي يهدف إلى تقليص المخاطر بغية االستجابة والتصدي لها في الوقت المناسب .لذلك ،تم اتخاذ
مجموعة من التدابير لدعم نظام المراقبة الصحية ،كتفعيل المراقبة القائمة على تتبع مؤشرات
األمراض ذات األولوية ،والعمل على تفعيل نظام مراقبة يتيح جمع وتحليل اإلشارات واألحداث
الصحية غير العادية ،والتي قد تشكل حالة طوارئ صحية عامة .ولدعم هذا النظام ،تم وضع إطار
قانوني ،بشكل تدريجي يتكون أساسا من المرسوم الملكي رقم 554.65بتاريخ 17ربيع األول 1387
( 26يونيو )1967الذي يحدد قائمة األمراض التي يجب اإلبالغ عنها وطرق اإلبالغ وما إلى ذلك،
باإلضافة الى المراسيم والدوريات والقرارات الوزارية ذات الصلة .كما حث البرنامجان الحكوميان
برسم الفترة 2016-2012والفترة ،2021-2016على إحداث نظام مراقبة صحية فعال ،وعلى
تعزيز كل من األمن الصحي ،ووسائل المراقبة والوقاية من المخاطر وحاالت الطوارئ ،فضال عن
وسائل المراقبة الصحية على مستوى الحدود.
وقد قام المجلس األعلى للحسابات بمراقبة تدبير نظام اإلنذار المبكر وتقليص وتدبير المخاطر للتأكد
من مدى قدرة النظام الصحي على مواجهة األزمات الصحية ،وذلك على ضوء تداعيات جائحة
كوفيد.19-
أوال .نظام اإلنذار المبكر
.1اإلطار القانوني واالستراتيجي لنظام اإلنذار المبكر
ضرورة إرساء قانون متعلق بالصحة العامة
على الرغم من أن المخطط االستراتيجي لوزارة الصحة للفترة 2016-2012يتضمن ضمن أهدافه
إعداد مشروع قانون حول الصحة العامة والمراقبة واألمن الصحي ،فإنه لم تتم بعد المصادقة عليه.
الحاجة إلى تحيين وتكميل اإلطار القانوني
لم يتم استكمال اإلطار القانوني الحالي ،حيث ال يتضمن ،على سبيل المثال ،خاصيات المراقبة
الصحية الفعالة .كما أن معظم النصوص القانونية لم يتم تحيينها لتتماشى مع التغيرات الصحية ،على
الصعيدين الوطني والدولي ،خاصة كل ما يتعلق باألوبئة حديثة الظهور واللوائح الصحية الدولية.
االستراتيجيات ومخططات العمل المتعلقة بنظام اإلنذار ومراقبة الصحة العامة
ركز المخططان الحكوميان ( 2016-2012و )2021-2016وكذلك استراتيجيات الوزارة المكلفة
بالصحة ( 2016-2012و"الصحة )"2025على ضرورة إحداث نظام فعال لليقظة وتعزيز األمن
الصحي .وقد أُظهر التقدم المحرز في تنفيذ هذه االستراتيجيات خاصة فيما يتعلق بإحداث وتطوير
نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر ،أن العديد من اإلجراءات والتدابير المخططة تعرف تأخرا
من حيث تنفيذها .ويتعلق األمر ،على سبيل المثال ،بتحيين دليل معايير المراقبة الوبائية وتنزيل
استراتيجية وطنية للمراقبة واألمن الصحي وكذلك تطوير شبكة المختبرات الطبية.
تم وضع البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم من قبل وزارة الصحة والرعاية
االجتماعية منذ عام ،1996بهدف الحد من خطورة ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته والعجز والوفيات
المبكرة المرتبطة به .وتشرف على تدبير هذا البرنامج مصلحة أمراض القلب والشرايين بقسم
األمراض غير المتنقلة بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض.
وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية حول البرنامج تطرقت إلى اإلجراءات واألنشطة
المبرمجة واآلليات المعتمدة والوسائل المرصودة في إطار هذا البرنامج وكذا إلى مستوى تحقيق
أهدافه المتمثلة في التحكم في الوضع الصحي المرتبط بارتفاع ضغط الدم.
وقد ركزت المهمة الرقابية ،التي شملت الفترة ما بين سنتي 2010و ،2020على أهم المصالح
المركزية بوزارة الصحة والحماية االجتماعية المتدخلة في تنزيل البرنامج وعلى عينة من المديريات
الجهوية والمندوبيات اإلقليمية والمراكز الصحية.
أوال .تأطير البرنامج وحكامته
الحاجة إلى تعزيز تأطير البرنامج من حيث مستهدفيه وموارده وأهدافه وأنشطته
ومؤشرات تتبعه
يفتقر البرنامج إلى التأطير الكافي في ظل غياب وثيقة مرجعية ورسمية تحدد بدقة الفئات المستهدفة
وأهداف البرنامج ومكوناته وأنشطته والوسائل المرصودة له ،وكذا مؤشرات تتبع وتقييم إنجاز أهدافه.
وأفادت الوزارة أنه من ناحية تأطير البرنامج ،يغطي دليل برنامج الوقاية ومكافحة ارتفاع ضغط الدم ،الذي
تم تطويره في عام 2012وتم تحديثه في عام ،2020جميع الجوانب السريرية واإلدارية والتنظيمية للبرنامج
من السياق إلى المراقبة /التقييم .باإلضافة إلى ذلك ،فقد تم توزيع الدورية الوزارية الصادرة في 8مايو
،2012والتي تم تطويرها ونشرها بمناسبة اليوم العالمي الرتفاع ضغط الدم ،هذه الدورية تصف بوضوح
رؤية االستراتيجية الوطنية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومكافحته وكذلك السكان المستهدفين من البرنامج.
ويوضح المجلس ،بهذا الصدد ،أن مشروع الدليل المشار اليه لم يتم اعتماده بعد .أما الدورية المذكورة
فهي تتعلق بتنظيم حملة وطنية للتحسيس والكشف عن ارتفاع ضغط الدم.
فعلى مستوى تحديد السكان المستهدفين ،ال يتم تحيين المسوح الوطنية بانتظام ،والتي تقدر نسبة وعدد
األشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم .عالوة على ذلك ،يعتبر عدم تأسيس نظام لالستهداف واحدا
من العوامل التي حالت دون تحقيق أهداف البرنامج وترشيد استعمال موارده من حيث تغطية حاجيات
مرضى ارتفاع ضغط الدم من األدوية ،السيما بالنسبة للمرضى في وضعية فقر أو هشاشة.
أما على مستوى تحديد األهداف والمؤشرات ،فإن مؤشرات التتبع المعتمدة ال تشمل جميع أهداف
البرنامج .فعلى سبيل المثال ،ال يتم تتبع ورصد المضاعفات الناجمة عن حاالت اإلصابة بارتفاع
ضغط الدم بالدقة الكافية ،علما أن البرنامج أدرجها ضمن أهدافه الرئيسية .كذلك ،تم تحديد مؤشر
تتبع الهدف المتعلق بالرفع من عدد الحاالت الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا بصفة غير متجانسة
خالل الفترة المشمولة بالمهمة الرقابية ،حيث حدد في نسبة %10للفترة من 2011إلى 2019وفي
%5ابتداء من سنة ،2020بينما أشارت المشاريع السنوية ألداء الوزارة الى نسبة تناهز .%4
وفي ظل عدم تخصيص اعتمادات مالية للبرنامج على وجه التحديد ،يتم إنجاز الطلبيات المرتبطة
باألدوية واقتناء األجهزة والمعدات المتعلقة بالتكفل بمرضى ارتفاع ضغط الدم عبر استخدام بنود
مختلفة من ميزانية الوزارة ،مما يصعب معه مهمة تحديد الموارد المعبأة لفائدة البرنامج.
8الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة الذي تمت زيارته بتاريخ 3أكتوبر 2022
مثل العاملون في قطاع التربية الوطنية خالل سنة ،2021حوالي %33من مجموع العاملين بالوظيفة
العمومية ،حيث بلغ عددهم ،315.954منهم 213.954تابعين للوزارة بنسبة بلغت %68
و 102.000تم توظيفهم من طرف األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وهو ما يمثل %32من
العاملين في القطاع .ويتكون العاملون بقطاع التربية الوطنية ،باإلضافة إلى األطر المشتركة بين
مختلفة الوزارات ،من خمس هيئات ،تضم كل واحدة عدة أطر .أما بالنسبة للميزانية المرصودة لهذا
القطاع خالل سنة ،2022فقد ناهزت 63مليار درهم ،مثلت فيها نفقات الموظفين أكثر من %71
أي مبلغ إجمالي ناهز 45مليار درهم.
وقد همت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس األعلى للحسابات بهذا الخصوص ،توزيع هذه الموارد
البشرية واإلطار القانوني وكذا الجوانب المتعلقة بإعادة انتشار أطر هيئة التدريس وتقييم هذه الهيئة،
فضال عن البنيات التنظيمية ومنظومة المعلومات.
أوال .توزيع متباين للموارد البشرية
بلغ عدد موظفي قطاع التربية الوطنية سنة ،2021ما يناهز 315.954موظفا .ويشكل األساتذة
% 90بما مجموعه 283.612مدرسا ،من بينهم %54بالسلك االبتدائي و %27بالثانوي اإلعدادي
و %15بالسلك الثانوي التأهيلي .باإلضافة إلى 31.837موظفا مكونا من أطر إدارية وأطر أخرى.
وقد عرف عدد األساتذة التابعين لوزارة التربية الوطنية انخفاضا بما مجموعه 44.630أستاذا ما
بين السنة الدراسية 2018-2017والسنة الدراسية ،2022-2021أي بنسبة .%16في حين عرف
عدد األساتذة أطر األكاديميات ارتفاعا ملحوظا ،حيث انتقل عددهم من 35000أستاذا سنة 2017
إلى 100000سنة 2021أي بنسبة ارتفاع بلغت .%185
أما بالنسبة لتوزيع عدد األساتذة حسب األكاديميات في الموسم الدراسي ،2021-2020فقد احتلت
جهة "الدار البيضاء سطات" الصدارة ب 41.009أستاذا ،تتبعها جهة "مراكش -اسفي"
ب 36485أستاذا ثم جهة "فاس-مكناس" ب 33.038أستاذا ،ثم جهة "الرباط-سال-القنيطرة "
ب 29.399أستاذا.
أما بحسب أهمية التالميذ المسجلين ،فتحتل أكاديمية جهة "الدار البيضاء-سطات" المرتبة األولى من
حيث عدد المسجلين بحوالي 1,13مليون تلميذا أي بنسبة %17,5من العدد اإلجمالي للتالميذ
المسجلين ،وتليها "أكاديمية جهة مراكش أسفي" بحوالي 947.567تلميذا مسجال ثم أكاديمية جهة
"الرباط سال القنيطرة" ب 819.428تلميذا.
التأطير البيداغوجي للتالميذ :تباين بين األسالك وبين الجهات
يعتبر مؤشر التأطير البيداغوجي للتالميذ (عدد التالميذ بالنسبة لكل أستاذ) أحد أهم المؤشرات
المستعملة لتقييم التوزيع المتوازن للموارد البشرية ،وقد سجل تحسن في هذا المؤشر على الصعيد
الوطني ،حيث انتقل من 28تلميذا لكل أستاذ برسم السنة الدراسية 2017-2016إلى 25تلميذا لكل
أستاذ برسم السنة الدراسية .2021-2020غير أن هذا المؤشر يعرف تباينا مهما بين األسالك
واألكاديميات والعماالت واألقاليم.
وهكذا ،فقد بلغ المعدل الوطني لهذا المؤشر 19تلميذا لكل أستاذ بالنسبة للسلك الثانوي التأهيلي برسم
السنة الدراسية ،2021-2020مع تسجيل أعلى مستوى على صعيد األكاديمية الجهوية لكلميم-واد
نون بنسبة 14تلميذا ،مقابل 21تلميذا بالنسبة ألكاديمية الدار البيضاء-سطات وأكاديمية مراكش-
أسفي.
تعتبر أطر هيئة التدريس الركيزة األساسية للنهوض بالمنظومة التربوية وتطوير مردوديتها .كما
تعتبر مهنة التدريس مهنة قائمة بذاتها تستوجب من مزاولها التوفر على تكوين أساس يضمن اكتسابه
تأهيال تربويا ومهنيا ،وعلى تكوين مستمر من أجل الرفع من قدراته وتحيين مداركه .وقد ركزت
المحطات اإلصالحية التي عرفتها المنظومة التربوية ،منذ الميثاق الوطني إلى غاية اعتماد القانون
اإلطار ،على أهمية التكوين ،وسعت إلى تحسين جودته من خالل جعله إلزاميا قبل ولوج المهنة،
وكذلك بعد تولي مهمة التدريس عن طريق اعتماد تكوين مستمر مدى الحياة المهنية وإدراجه ضمن
عناصر تقييم األداء والترقي المهني.
ورغم ما حظي به التكوين من اهتمام ،من خالل اإلصالحات التي شملته ،والمجهودات المبذولة من
أجل تطويره ،فإن تنظيم التكوين األساس تعتريه عدة نقائص ال تسمح بتقديم تأهيل تربوي ومهني
كاف وقادر على جعل األساتذة المتدربين يكتسبون جميع الكفايات الالزمة قبل تولي مهمة التدريس.
و األمر نفسه يتعلق بالتكوين المستمر الذي يعرف مجموعة من النقائص تحول دون مساهمته الفعالة
في تطوير القدرات المهنية لهيئة التدريس.
ومن أجل تشخيص واقع التكوين وكيفية تنظيمه وأثره على النتائج المحققة ،أنجز المجلس األعلى
للحسابات مهمة رقابية من أجل تقييم منظومة التكوين األساس والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس
المعتمدة من طرف قطاع التربية الوطنية ،وذلك خالل الفترة الممتدة من 2016إلى .2021
أوال .حكامة التكوين
يتدخل في عملية تكوين أطر هيئة التدريس كل من الوزارة واألكاديميات الجهوية والمراكز الجهوية
لمهن التربية والتكوين .وتشوب حكامة التكوين على المستوى الجهوي عدة نقائص تتجلى فيما يلي:
المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين :وضعية في حاجة للتوضيح
تعاني المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من وضعية إدارية وتنظيمية وتدبيرية غير واضحة
من حيث التبعية إلى األكاديميات أو الوزارة الوصية .وجدير بالذكر أن عدم توضيح المرسوم رقم
،2.11.672المحدث للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ،للوضعية القانونية والتنظيمية لهذه
المراكز أثر سلبا على إرساء حكامة جيدة لمنظومة التكوين.
وفي معرض جوابها ،أوضحت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة أن أحكام القانون رقم ،07.00
القاضي بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،هي التي يجب أن تعتمد أوال في تأطير عالقة المراكز
الجهوية باألكاديميات الجهوية .كما أشارت أن المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أدلى برأيه
بخصوص مشروع القانون التعديلي للقانون سالف الذكر ،حيث اقترح فيه ضرورة الربط الواضح بين المراكز
الجهوية واألكاديميات الجهوية ،لما سيحققه من نجاعة في تدبير التكوين األساس والمهني ،وبناء تصور واضح
ومندمج ألدوار ومسؤوليات هذه المكونات على الصعيد الجهوي.
ضرورة تعزيز التنسيق بين المراكز واألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين
نص المرسوم رقم 2.11.672على أنه يجب تحديد آليات التنسيق بين المراكز الجهوية لمهن التربية
والتكوين واألكاديميات الجهوية بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتعليم المدرسي ،إال أنه لم يتم تحديد
هذه اآلليات وظل هذا التنسيق بين الطرفين محدودا ،مما ينعكس سلبا على ضبط وتنظيم عملية
التداريب الميدانية ،خالل السنة التكوينية األولى ،إضافة إلى صعوبات مسجلة على مستوى تتبع
األساتذة المكونين للمتدربين في وضعية تحمل كلي للقسم ،خالل السنة التكوينية الثانية.
28 9يوما بالنسبة لفوج دورة نونبر ،2016و 144ساعة بالنسبة لفوج دورة يونيو ،2017و 6أشهر بالنسبة لفوج دورة يناير .2018
يعتبر النقل المدرسي ،وال سيما بالوسط القروي ،عامال مؤثرا في الحياة المدرسية والعملية التعليمية
الموجَّه إلى تذليل بعض المعيقاتالرتباطه بمردوديتها ،إذ يدخل ضمن آليات الدعم االجتماعي َ
السوسيو – اقتصادية والجغرافية التي تحول دون تمدرس األطفال المنحدرين من أسر معوزة؛
وبالتالي المساهمة في تعزيز تكافئ الفرص في الولوج إلى التعليم اإللزامي ،وتقليص الهدر المدرسي
واالنقطاع المبكر عن الدراسة خصوصا في صفوف الفتيات.
واستحضارا لهذه األهمية ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات لجهات الشرق ،وطنجة -تطوان -
الحسيمة ،وفاس -مكناس ،وسوس -ماسة برسم سنتي 2020و ،2021مهمات رقابية حول النقل
المدرسي في الوسط القروي ،شملت نفوذ 273جماعة موزعة على 11عمالة وإقليما ،10وقد شملت
هذه المهمات على الخصوص حكامة المرفق المرتبطة أساسا بتنسيق تدخالت مختلف األطراف
المعنية بتدبيره من جهة ،والتسيير االعتيادي للمرفق ومدى تلبيته لحاجيات المرتفقين ،من جهة أخرى.
أوال .حكامة مرفق النقل المدرسي بالمجال القروي
.1اإلطار المؤسساتي للنقل المدرسي
تتجلى أهم المالحظات المسجلة فيما يلي.
ضرورة تنسيق جهود مختلف المتدخلين في تدبير مرفق النقل المدرسي
يتميز تدبير مرفق النقل المدرسي بالوسط القروي بتدخل عدة أطراف ،في مقدمتها الجماعات
وجمعيات المجتمع المدني؛ باإلضافة إلى الجهات والعماالت واألقاليم والمديريات اإلقليمية لوزارة
التربية الوطنية والتكوين المهني ،والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .وتبقى طبيعة وحدود تدخالت
هذه األطراف غير منسجمة وضعيفة التنسيق.
وفي هذا الصدد ،فإن العماالت واألقاليم ،صاحبة االختصاص األصلي بموجب المادة 79من القانون
التنظيمي رقم 112.14المتعلق بالعماالت واألقاليم ،ال تضطلع بدورها في تعبئة الجهود وتنسيق
تدخالت مختلف األطراف الفاعلة بهذا المرفق بما يكفل الرفع من أدائه ،وضمان استمرارية الخدمة
المقدمة للمرتفقين ،حيث يقتصر دورها على اقتناء بعض حافالت النقل المدرسي وتوزيعها على
الجماعات.
وإجماال ،فإن تدبير هذا المرفق ال يتم وفق رؤية واضحة كفيلة بتحسين نجاعته وفعاليته وضمان
استدامته .ويساهم في غياب هذه الرؤية لدى العماالت واألقاليم تأخر أو عدم إعداد برنامج التنمية
المنصوص عليه في المادة 80من القانون رقم 112.14سالف الذكر (أقاليم الحسيمة وتارودانت
وفجيج)؛ باإلضافة إلى عدم تفعيل آليات التعاضد والتعاون بين الجماعات المتواجدة بترابها (شركات
التنمية المحلية ،مؤسسات التعاون بين الجماعات ،ومجموعات الجماعات الترابية.)... ،
وقد أوضحت وزارة الداخلية أنه ،سعيا للرفع من مؤشرات التمدرس خصوصا في صفوف الفتيات بالعالم
القروي ،قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالل الفترة الممتدة من 2005إلى ،2021باقتناء حوالي
2.900حافلة للنقل المدرسي ،بمعدل حافلة لكل 50تلميذ وتلميذة .غير أن تدبير هذا المرفق بالوسط القروي
يواجه مجموعة من التحديات ،أهمها غياب نموذج للتدبير يحدد اإلطار المؤسساتي والمالي ،مما يترتب عنه
ضعف التنسيق بين مختلف الفاعلين ويشكل عائقا لضمان جودة واستدامة خدمة النقل المدرسي .وألجل ذلك،
10يتعلق األمر بعمالة وجدة -أنكاد وأقاليم بركان والناضور والدريوش وتاوريرت وجرادة وجرسيف وفجيج والحسيمة وموالي يعقوب
وتارودانت.
على إثر تفشي جائحة "كوفيد ،"19-سارعت كل الدول التي تبنت الحجر الصحي الشامل إلى إغالق
مؤسساتها التعليمية باعتبارها مراكز تجمعات بشرية تشكل مجاال خصبا النتشار العدوى .وقد مس
اإلغالق حوالي 1,6مليار تلميذ وطالب في أكثر من 190بلدا في كل القارات .كما شمل اإلغالق
%94من الساكنة المتمدرسة عالميا و %99من البلدان ذات الدخل الضعيف وبلدان الشريحة الدنيا،
ذات الدخل المتوسط .وقبل اإلعالن عن حالة الطوارئ واتخاذ السلطات المغربية لقرار الحجر
الصحي 12بتاريخ 24مارس ،2020بادرت الوزارة المكلفة بقطاع التعليم إلى اإلعالن عن إغالق
المدارس وأرفقت هذا اإلجراء بقرار آخر يتمثل في اإلبقاء على سير هذا المرفق وضمان
"االستمرارية البيداغوجية" وذلك باعتماد نمط التعليم عن بعد بداية من 16مارس .2020
لكن ،وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية
المرفق العام ،فقد رافقت تنفيذه مجموعة من الصعوبات والتحديات (قانونية وبشرية ومادية )...كان
لها األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي كانت متباينة على مستويات عدة.
وقد شملت مهمة تقييم نمط "التعليم المدرسي عن بعد" عدة جوانب ،تتعلق بمكانة التعليم عن بعد في
المنظومة الوطنية للتعليم ،ونجاعة العرض المدرسي ،وحصيلة عملية التعليم عن بعد باإلضافة إلى
تدبير اآلليات والموارد المستعملة في هذه المرحلة.
أوال .التعليم المدرسي عن بعد في إطار المنظومة الوطنية للتعليم
خطة "التعليم عن بعد" :أمام األزمة البد من إيجاد الحلول
أمام األزمة الصحية الطارئة ،وفي غياب تجربة سابقة أو تأطير قانوني حول نمط التعليم عن بعد،
سارعت السلطات الوصية إلى اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المتتالية إلرساء نمط التعليم عن بعد
والتحضير واإلعداد لضمان تطبيقه على مستوى مجموع التراب الوطني .كما ساهمت هذه اإلجراءات
في تحديد األشخاص المسؤولين عن تنفيذه والموارد الواجب تعبئتها وأشكال التواصل المزمع
اعتمادها .وقد استندت وزارة التربية الوطنية والتعليم األولي والرياضة في تفعيل نمط التعليم عن بعد
على المكتسبات المحققة في إطار برنامج تعميم تكنولوجيات اإلعالم واالتصال بالمؤسسات التعليمية
"جيني" ،الذي انطلق سنة .2005
وقد برزت مجموعة من اإلكراهات التي أثرت سلبا على نجاح العملية ومتابعة التالميذ لدروسهم.
فالمجهود المرتبط بعملية إنتاج الموارد الرقمية لم يصل ،بالشكل المطلوب ،إلى جميع التالميذ بسبب
محدودية اإلمكانيات والمعدات التكنولوجية (حواسيب ،هواتف ،انترنيت ،)...فضال عن محدودية
المساعدة والتأطير من طرف أولياء األمور .فالمصالح الوزارية سخرت كافة جهودها لعملية إنتاج
الموارد الرقمية ،دون إيالء العناية الالزمة لجانب مهم ضمن هذه العملية ،والمتمثل في مدى وصول
هذا المجهود إلى التلميذ ومدى االستفادة منه.
باإلضافة الى ذلك ،وبالنظر إلى غياب نص قانوني بشأن مسألة تفعيل االستمرارية البيداغوجية من
طرف األساتذة ،فإن العملية أخذت طابعا تطوعيا صرفا ،حيث لم ينخرط بعض األساتذة فيها ،معللين
ذلك ،على الخصوص ،بعدم التوفر على حاسوب أو هاتف وظيفي أو شبكة إنترنيت أو لحرصهم على
حماية معطياتهم الشخصية أو لعدم االقتناع بأهداف التعليم عن بعد .وفي هذا الصدد ،قدر تقرير،
أنجزه المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،13نسبة األساتذة الذين لم ينخرطوا في عملية
12المرسوم بقانون رقم 2.20.292صادر في 28من رجب 23( 1441مارس )2020يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية
وإجراءات اإلعالن عنها ،والمرسوم رقم 2.20.293.صادر في 29من رجب 24( 1441مارس )2020بإعالن حالة الطوارئ الصحية
بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا-كوفيد .19
13الصادر بتاريخ 2021/11/12
فرض الطابع االستعجالي للوضعية الوبائية الناجمة عن تفشي جائحة "كوفيد ،"19-اتخاذ العديد من
اإلجراءات من طرف الوزارة المكلفة بالتعليم العالي والجامعات من أجل ضمان استمرارية التعليم.
وهكذا ،تم اعتماد قرار بتبني التعليم العالي عن بعد منذ 16مارس .2020
وبالرغم من المجهودات التي قامت بها الوزارة لتطبيق هذا النمط والحفاظ على استمرارية المرفق
العام ،فقد رافقت تنفيذه مجموعة من الصعوبات واإلكراهات (قانونية وبشرية ومادية ،)...كان لها
األثر المباشر على النتائج التي تم تحقيقها والتي كانت متباينة على مستويات عدة ،كنسبة الطلبة الذين
تمكنوا من تتبع الدروس واألعمال التوجيهية والتطبيقية ونسبة األساتذة الذين استفادوا من التكوين في
مجال التعليم عن بعد.
أوال .نمط "التعليم العالي عن بعد" قبل جائحة "كوفيد "19
شملت مراقبة اإلجراءات واألعمال المتعلقة بالتعليم العالي عن بعد ،خالل فترة ما قبل جائحة
"كوفيد ،"19-الجوانب القانونية واالستراتيجية والتنظيمية والعملية.
إصدار متأخر لإلطار القانوني المنظم لنمط التعليم العالي عن بعد
عرفت النصوص القانونية المنظمة لنمط التعليم العالي عن بعد تأخرا في إصدارها .إذ أن القرارات
الوزارية بالمصادقة على دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية ،لم تتضمن مقتضيات تخص التعليم
العالي عن بعد إال خالل سنة ،2014وذلك بشكل محدود .أما بخصوص القانون اإلطار رقم 51.17
المتعلق بنظام التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي ،والذي تضمن بعض المقتضيات المتعلقة
بالتعليم العالي عن بعد ،فلم يدخل حيز التنفيذ إال خالل شهر غشت ،2019أي بضعة أشهر فقط قبيل
األزمة الصحية ،في حين أن المرسوم رقم 2.20.474المتعلق بالتعليم العالي عن بعد ،وهو نص
تطبيقي لهذا القانون اإلطار ،لم يصدر إال في شتنبر .2021
وبالتالي ،فلم يكن التعليم العالي عن بعد يستند ،قبل الجائحة ،على أساس قانوني على الرغم من أن
الميثاق الوطني للتربية والتكوين فتح إمكانية استخدام التقنيات الجديدة للمعلومات واالتصال في التعليم
العالي منذ سنة .1999
إطار قانوني محدود النطاق
في الوقت الذي أصبحت بعض المسالك تدرس كليا عن بعد ،بل وأصبحت الجامعات االفتراضية أمرا
واقعا على المستوى الدولي ،ما زال اإلطار القانوني الحالي ببالدنا ال يسمح بتدريس وحدة دراسية
كليا عن بعد ،حيث ال يمكن تدريس سوى جزء منها عن بعد .ذلك أن دفاتر الضوابط البيداغوجية
الوطنية ،الصادرة سنة ،2014نصت على إمكانية التدريس عن بعد لجزء من الوحدة فقط ،مما يحول
دون إمكانية توفير وحدات تدرس كليا عن بعد.
وقد أشارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار إلى أن توجهها يروم تنويع طرق وأنماط التدريس
وضمان تطوير التعليم عن بعد تدريجيا ،وأن اعتماد تدريس المسالك كليا عن بعد هو خطوة مستقبلية سيتم
اتخاذها على إثر تطبيق ونجاح النمط الهجين (التدريس حضوريا /عن بعد) .كما أكدت أن اإلصالح
البيداغوجي الجديد سيخص مراجعة دفاتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لجميع الشهادات الوطنية بهدف
إدراج امكانية تدريس المسالك %100عن بعد.
ضرورة وضع استراتيجية واضحة لتنفيذ خطط عمل تطوير التعليم عن بعد
شكل تطوير التكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي جزءا من مشاريع خطتي العمل األخيرتين
" "2016 - 2013و" "2021 - 2017لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،وذلك بهدف تحسين
عرض التعليم العالي.
17تم االعتماد على استبيانين من أجل تجميع معلومات حول التعليم العالي عن بعد .االستبيان األول وجه إلى األساتذة (تم الحصول على
1.505جواب) والثاني إلى الطلبة (تم الحصول على 30.560جواب).
18بلغ عدد الطلبة الذين أجابوا عن االستبيان الموجه من طرف المجلس 30.625طالبا.
19بلغ عدد الطال ب الذين أجابوا على سؤال االستبيان المتعلق بإنجاز األعمال التطبيقية عن بعد خالل فترة الجائحة والذين ينتمون إلى مسالك
علمية 10.204طالب.
اعتمد المغرب منظومة للتكوين المهني الفالحي من أجل تلبية المتطلبات واالحتياجات النوعية والكمية
لسوق الشغل ودمج اليد العاملة القروية والرفع من مستواها ،بما يُحقق تنمية هذا القطاع وتطوير
القدرة التنافسية للمقاوالت الفالحية ووحدات اإلنتاج .وقد عرفت منظومة التكوين العديد من
اإلصالحات التي تروم تطويرها لمواجهة التحديات الرئيسية التي ت ُعيق مواكبة تحوالت القطاع
الفالحي.
وتتكون منظومة التكوين المهني الفالحي من سبع ( )07ثانويات فالحية تُوفر تعليما تقنيا وأربع
وخمسين ( )54مؤسسة للتكوين الفالحي .وت ُتيح هذه المؤسسات التكوين في ثمانية عشر ( )18مسلكا
لتكوين التقنيين المتخصصين وستة ( )06مسالك لتكوين التقنيين واثني عشر ( )12مسلكا لتكوين
العمال ال ُمؤ َّهلين ،باإلضافة إلى التكوين بالتدرج في عشرين ( )20حرفة .كما يُم ِّ ّكن التعليم التقني من
منح شهادة البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية مسلك العلوم الزراعية أو البكالوريا المهنية تخصص
"تسيير الضيعة الفالحية".
وكمعدل سنوي ،خالل الفترة َ ،2020-2011م َّكنت هذه المنظومة من تكوين ما يُناهز 2.000خريجا
للتكوين المهني بالتناوب (تقني متخصص وتقني وعامل مؤهل) و 3.300خريجا للتكوين المهني
بالتدرج و 192تلميذا حاصال على شهادة البكالوريا.
وتقوم هذه المؤسسات بمهام التكوين األساسي في المجاالت المرتبطة بالقطاع الفالحي ،والتكوين
المستمر للفالحين ومهنيي القطاع ،وإعداد الشباب خاصة بنات وأبناء الفالحين لالندماج في الحياة
المهنية الفالحية .كما ت ُساهم هذه المؤسسات في أنشطة البحث والدراسات المتعلقة بمجاالت التكوين
التي تسهر عليها.
أوال .اإلطار االستراتيجي والحكامة
.1االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين
ضرورة إدماج جميع المتدخلين في االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين
اقتصر تنزيل االستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الفالحيين ،التي تم اعتمادها انطالقا من سنة
،2013على التكوين والبحث الفالحيين اللذين توفرهما المصالح التابعة للوزارة المكلفة بقطاع
ضعف الفالحة ،دون أن يشمل ما يُقدمه باقي المتدخلين العموميين والخواص في هذا المجال نتج عنه ُ
انخراطهم في تنفيذ هذه االستراتيجية.
بهذا الخصوص ،أكدت الوزارة المكلفة بقطاع الفالحة ،من خالل جوابها ،أنها قامت باستشارة جميع الفاعلين
المعنيين خالل إعداد االستراتيجية.
وتجدر اإلشارة إلى أن مجموعة من الفاعلين العموميين والخواص يُوفرون تكوينا في العديد من
المسالك الفالحية ،خاصة في مجال الصناعة الغذائية ،كما هو الشأن بالنسبة لمكتب التكوين المهني
وإنعاش الشغل الذي قَدَّم ،خالل سنة 14 ،2021تكوينا أساسيا في الميدان الفالحي .كما يُساهم النسيج
الجمعوي في هذه المهمة ،وذلك من خالل إحداث "الدور األسرية القروية" التي تهدف إلى مواكبة
الشباب القروي من خالل تمكينهم من تكوين بالتدرج يُؤهلهم لولوج المجال المهني الفالحي .هذا
التنوع في العرض من حيث التكوين في الميدان الفالحي يستدعي إشراك باقي ال ُمتدخلين في جميع
مراحل إعداد وتنفيذ االستراتيجيات المتعلقة بالتكوين ،والحرص على ضمان االلتقائية والتكامل في
هذا المجال.
تساهم مؤسسات التعليم العتيق في تحصين المجتمع المغربي ،والحفاظ على ثوابته الدينية وهويته
التاريخية والحضارية ،وذلك ،من خالل إرساء نظام تعليمي يتسم بالوسطية واالعتدال والتسامح
واحترام اآلخر.
ويتم تدبير برامج التعليم العتيق العمومي من طرف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،التي تشرف
أيضا على المؤسسات الخاصة للتعليم العتيق ،سواء كانت تابعة ألشخاص ذاتيين أو معنويين .وتتكون
أسالك التعليم العتيق من خمسة أطوار تبتدئ بالتعليم األولي على مستوى الكتاتيب القرآنية ،يليها
التعليم االبتدائي واإلعدادي والثانوي على مستوى المدارس العتيقة العمومية والخاصة ،ثم التعليم
العتيق النهائي لنيل شهادة العالمية .وتستغرق الدراسة في كل طور ،نفس المدة الدراسية المماثلة لها
بمختلف أسالك التعليم العمومي العادي.
وقد بلغ عدد مدارس التعليم العتيق ،وفق االحصائيات الصادرة عن وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية خالل سنة ،2021ما مجموعه 294مدرسة ،فيما بلغ عدد الكتاتيب القرآنية التقليدية
ومراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تشرف عليها المجالس العلمية المحلية ،حوالي 12.943كتابا.
وبلغ عدد المتمدرسين في مدارس التعليم العتيق 36.661متمدرسا خالل نفس السنة ،كما بلغ عدد
المتمدرسين بالكتاتيب القرآنية 419.855متمدرسا.
وتجدر اإلشارة إلى قيام الوزارة ،منذ انطالق الموسم الدراسي 2016/2015بتأسيس فضاءات للتعليم
األولي ،لفائدة الفئة العمرية ( 5-4سنوات) .أطلقت عليها اسم "كتاب قرآني للتعليم األولى" ،يجمع
بين خصوصية الكتاب القرآني التقليدي وبين مواصفات مؤسسة التعليم األولي الحديثة.
ويعتمد تمويل تسيير منظومة التعليم العتيق على ثالثة مصادر أساسية ،وهي الميزانية العامة للوزارة،
والحساب الخصوصي لتسيير برنامج محو األمية بالمساجد وتأهيل التعليم العتيق ،وميزانية تسيير
األوقاف العامة .وقد بلغ متوسط اعتمادات التسيير المفتوحة خالل الفترة الممتدة من سنة 2014إلى
سنة ،2021حوالي 253مليون درهم في السنة ،تم رصد %90من مجموع مبالغها ،لتعويض
العاملين في مؤسسات التعليم العتيق ومنح التالميذ .كما رصدت خالل نفس الفترة اعتمادات لالستثمار
بلغت في المتوسط 70مليون درهم في السنة.
وقد انصبت مهمة تقييم منظومة التعليم العتيق بالمغرب أساسا حول التخطيط والتنسيق التربوي
وتدبير المكونات األساسية والشؤون التربوية للمنظومة وإعداد الخريطة المدرسية والمراقبة والتأطير
التربوي واإلداري باإلضافة لتدبير مشاريع بناء وتأهيل المؤسسات التعليمية.
أوال .التخطيط والتنسيق التربوي لمنظومة التعليم العتيق
عرفت منظومة التعليم العتيق عملية إصالح تدريجي ،انطلقت منذ سنة ،2000أي بعد صدور الميثاق
الوطني للتربية والتكوين .حيث كان هذا النمط من التعليم يقتصر على تحفيظ القرآن الكريم ،وتلقين
العلوم الشرعية بالكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة بطريقة مستقلة عن المنظومة الوطنية للتربية
والتكوين .وتفعيال لمقتضيات الميثاق الوطني ،سالف الذكر ،وال سيما الفقرة 88منه ،صدر القانون
رقم 13.01في شأن التعليم العتيق بتاريخ 29يناير ،2002كما قامت وزارة األوقاف والشؤون
اإلسالمية ،بإعداد استراتيجية تربوية في سنة ،2006كان الهدف المتوخى منها التأهيل التدريجي
لهذه المنظومة .وقد ارتكزت هذه االستراتيجية في تنفيذها على تبني ثالثة برامج عمل خالل الفترات
2010-2006و 2016-2012و .2021-2017وفي هذا اإلطار ،تم الوقوف على المالحظات التالية.
يساهم قطاع السياحة في تنمية االقتصاد الوطني ،حيث قُدِّّرت مساهمته بنسبة %7من الناتج الداخلي
الخام سنة ،2019و َم َّكن من توفير 565ألف فرصة عمل مباشرة ،ومن تحقيق مداخيل
ناهزت 123,8مليار درهم خالل نفس السنة.
وقد واجه قطاع السياحة ،على امتداد العقدين الماضيين ،عدة أحداث ظرفية أثرت على أدائه ،إالَّ أن
األزمة الصحية الحالية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد كوفيد 19-أدخلت القطاع في وضعية
غير مسبوقة بسبب تداعياتها ،مما أثر على المنظومة السياحية بأكملها كما هو الحال في جميع أنحاء
العالم.
ولمواجهة آثار الجائحة على هذا القطاع ،اتخذت السلطات العمومية عدة إجراءات وتدابير ،لعل أهمها
التوقيع على عقد البرنامج بين الدولة والقطاع الخاص ،في 6غشت ،2020المتعلق بدعم وإنعاش
قطاع السياحة الذي يغطي الفترة .2022- 2020
وقد أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة موضوعاتية حول قطاع السياحة في مواجهة األزمة
الصحية الناجمة عن "كوفيد ،"19-سعى من خاللها إلى الوقوف على مدى تأثر القطاع بالجائحة
ونجاعة اإلجراءات المتخذة من طرف مختلف الفاعلين.
أوال .تأثير األزمة الصحية "كوفيد "19-على قطاع السياحة
ضرورة تعزيز حكامة وتدبير القطاع السياحي ال سيما فيما يخص التنسيق والرصد
واليقظة
قبل جائحة "كوفيد ،"19-كانت السلطات العمومية قد اعتمدت استراتيجية التنمية السياحية "رؤية
ض ِّ ّمنَت في عقد البرنامج الوطني 2020-2010الذي حدد مجموعة من األهداف، ،"2020والتي ُ
من بينها تنويع العرض وتعزيز االستثمار في المجال السياحي وإحداث هيئات للحكامة ،وترسيخ
مكانة قطاع السياحة كإحدى ركائز التنمية االقتصادية واالجتماعية ،من خالل إحداث مناصب شغل
صة السياحة في الناتج الداخلي الخام .وقد عرف تنفيذ هذا العقد بعض
وح َّ
جديدة والرفع من مداخيل ِّ
النقائص.
ولعل أهم هذه النقائص عدم إحداث بعض الهيئات المنصوص عليها في عقد البرنامج الوطني،
كالمجلس الوطني للسياحة ووكاالت للتنمية السياحية على مستوى الوجهات السياحية الثمانية لت ُح َّل
َم َح َّل المجالس الجهوية والمجالس اإلقليمية للسياحة .وتجدر اإلشارة إلى أنه في غياب إحداث هذه
الوكاالت ،تم االتفاق مع الفاعلين على المستوى الجهوي على إنشاء شركات للتنمية الجهوية للسياحة،
كما هو الشأن بالنسبة لشركة التنمية الجهوية للسياحة لسوس-ماسة.
وقد أفادت الوزارة المكلفة بالسياحة في جوابها أن غياب هياكل الحكامة المنصوص عليها في إطار رؤية
ض ِّع إطار تنسيقي مع
2020لم يمنع قطاع السياحة من إدارة ومتابعة أوراش القطاع والمشاريع الترابيةَ ،و َو ْ
القطاعين العام والخاص بهدف المواكبة والتنسيق وتقييم تنفيذ الرؤية وتتبع اإلنجازات.
وبخصوص نظام القيادة واليقظة الحالي ،فإنه ال يستجيب بشكل كافٍ الحتياجات مختلف المتدخلين
في القطاع السياحي على المدى المتوسط والمدى البعيد .ذلك أن مرصد السياحة لم يعد ُمفَعَّال منذ
،2016علما أن إحداثه جاء ليكون بمثابة أداة لليقظة والرصد والتحليل وآلية تساعد على اتخاذ القرار
عن طريق تقديم نظرة شاملة عن النشاط السياحي ومراقبة االقتصاد السياحي الوطني وتوجيه وتشجيع
التنمية السياحية .ويعود انعقاد آخر جمعية عمومية عادية إلى 23أبريل 2015وآخر مجلس إدارة
للمرصد إلى 28دجنبر .2015
اعتمدت وزارة الفالحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات نظام التجميع الفالحي
كنموذج لتنظيم وتثمين سالسل اإلنتاج ،وكأحد أسس مخطط المغرب األخضر .وتَ ْك ُمن الغاية من
اختيار هذا النموذج في محاولة تجاوز اإلكراهات المرتبطة بتجزيء الضيعات الفالحية وتيسير
الولوج لتقنيات اإلنتاج الحديثة والتمويل والتسويق .وقد حدد هذا المخطط هدف إنجاز 286مشروعا
للتجميع الفالحي تهم 377.365فالحا باستثمار إجمالي يقدر بمبلغ 46.476مليون درهم بحلول سنة
.2020
وفي هذا الصدد ،ركزت المهمة الرقابية التي أنجزها المجلس على الجوانب المتعلقة بالتخطيط
والحكامة والشروط المؤطرة للتجميع وكذا حصيلة المنجزات ذات الصلة.
أوال .فيما يخص التخطيط والحكامة والشروط المؤطرة للتجميع
تحيين المخططات الفالحية الجهوية دون إجراء تعديالت على عقود البرامج الموقعة
مع الجمعيات
يُعد التجميع الفالحي أحد أهم محاور المخططات الفالحية الجهوية وكذا عقود البرامج المبرمة مع
المنظمات المهنية الممثلة لمختلف سالسل اإلنتاج ،غير أنه بالرجوع إلى االلتزامات الواردة فيها،
لُوحظ غياب التناسق والتكامل فيما بينها بخصوص بعض األهداف المسطرة.
واستنادا إلى حصيلة األهداف الرئيسية المنصوص عليها في المخططات الفالحية الجهوية ال ُم َحينة
سنة ،2015تبين أن هذه األهداف ال تتطابق مع االلتزامات المنصوص عليها في إطار عقود البرامج
لسالسل االنتاج المعنية .فعلى سبيل المثال ،بخصوص عقدي البرنامج المتعلقين بسلسلتي الحبوب
والزيتون عن الفترة ،2020-2009تم إنجاز 120و 170مشروعا على التوالي ،في حين تم حصرها
في 33و 43مشروعا ضمن األهداف المسطرة في المخططين الفالحيين الجهويين المرتبطين بهاتين
السلسلتين المعتمدين سنة .2015كما تجدر اإلشارة إلى أنه في سنة ،2015تمت مراجعة عدد
مشاريع التجميع الفالحي التي كانت مبرمجة سنة 2009باعتماد 286مشروعا دون إجراء تعديالت
على عقود البرامج الموقعة مع الجمعيات المهنية المعنية.
وقد ترتبت عن هذه الوضعية مجموعة من الصعوبات تتعلق ،من جهة ،بتتبع االلتزامات المنصوص
عليها في عقود البرامج المذكورة على المستوى الجهوي ،ومن جهة أخرى بالتنسيق مع الجمعيات
المهنية.
وأفادت الوزارة المكلفة بالفالحة في جوابها أنه تم تحديد ما مجموعه 961مشروعا كهدف بالنسبة للمشاريع
المنتجة (الدعامة األولى) دون التمييز بين المشاريع الفردية ومشاريع التجميع .وفي بعض عقود البرامج (كما
هو الحال بالنسبة لسلسلتي الزيتون والحبوب) وبعض المخططات الفالحية الجهوية ،تم دمج المشاريع الفردية
في مشاريع التجميع في إطار الدعامة األولى .غير أنه اتضح وجوب التفرقة بين هذين النوعين من المشاريع
على مستوى المخططات الجهوية المحينة حيث تم تحديد 286مشروعا للتجميع الفالحي و 724مشروعا
لالستثمارات الفردية.
كما أنه في إطار استراتيجية الجيل األخضر ،2030-2020ستأخذ عقود البرامج الجديدة بعين االعتبار
األهداف المسطرة على مستوى المخططات الفالحية الجهوية المعدة من طرف كل جهة مع إشراك وطيد
للتنظيمات البيمهنية.
آليات وأدوات تتبع وتقييم نظام التجميع بحاجة للتعزيز
تم إسناد مهمة تتبع وتقييم مشاريع التجميع لوكالة التنمية الفالحية وللمديريات الجهوية للفالحةَ .إّل
أنه سجل غياب آليات واضحة لتتبع مؤشرات األداء المتعلقة بإنجاز مختلف مشاريع التجميع ،خاصة
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس الوزارة المكلفة بالفالحة بما يلي:
-اتخاذ التدابير الالزمة للتغلب على اإلكراهات التي تعيق نجاح التجميع الفالحي ،خاصة
تلك المتعلقة بالتحويل والتسويق (الوسطاء وأسواق الجملة والبحث عن أسواق جديدة
محتملة)؛
أفادت الوزارة ،بهذا الخصوص ،أنه سيتم في إطار االستراتيجية الجديدة للجيل األخضر تنظيم وتطوير مسالك
التسويق.
جمعين في إطار عقود التجميع.
جمع والم ِّ
-توفير عوامل تعزيز الثقة والتعاون بين الم ِّ
أكدت الوزارة أنه من أجل تعزيز مناخ الثقة بين المج ِّ ّمع والمج َّمعين ،ستقوم الدولة في إطار استراتيجية الجيل
األخضر 2030-2020بمواكبة وثيقة لمشاريع التجميع وذلك باألخذ بعين االعتبار خصوصيات كل منطقة
وكل سلسلة.
يشكل تحفيز التشغيل الذاتي وتشجيع إنشاء المقاوالت ،مع توفير شروط استدامتها وإنتاجها للثروة،
أولوية في السياسات االقتصادية واالجتماعية للدولة .في هذا اإلطار ،وسعيا منها إلى إحداث مزيد
من مناصب الشغل ،وضعت السلطات العمومية برامج تتضمن مجموعة من التدابير الرامية إلى
تشجيع المقاولين الشباب حاملي المشاريع.
ومن بين هذه اإلجراءات إحداث "صندوق النهوض بتشغيل الشباب" سنة ،1994والذي يخصص
جزء من موارده لتمويل "البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت" الهادف إلى إحداث فضاءات مؤقتة
الحتضان األنشطة المهنية المزاولة من طرف الشباب ،تمكنهم من اكتراء محالت مهنية بأثمنة
تفضيلية مع توفير الخدمات والتجهيزات األساسية والمواكبة والتتبع .وقد حددت أهداف هذا البرنامج
ومؤشراته األساسية في إنشاء 4.000مقاولة وإحداث 40.000منصب شغل وتحقيق استثمارات
خاصة بقيمة ملياري درهم ،إلى جانب تقليص معدل فشل المقاوالت المنشأة حديثا.
وقد ركزت المهمة الموضوعاتية المنجزة في هذا اإلطار من طرف المجالس الجهوية للحسابات،
بشراكة مع المجلس األعلى للحسابات ،على تقييم الحصيلة المالية والتشغيلية للبرنامج المذكور
ومراقبة مدى فعالية أجهزة حكامته وتحديد العوائق التي تعترض نجاعته.
أوالً .الحصيلة المالية والتشغيلية لبرنامج مشاتل المقاوالت
في إطار البرنامج الوطني لمشاتل المقاوالت ،تم استهداف إنجاز 36مشتال في مجموع جهات
المملكة ،بناء على اتفاقيات شراكة موقعة بين السلطة الحكومية المكلفة بالصناعة والتجارة
والجماعات الترابية المحتضنة لهذه المشاتل ،باإلضافة إلى شركاء آخرين كوكالة إنعاش وتنمية
الشمال (بالنسبة للمشاتل المبرمجة ضمن نفوذها الترابي) .غير أنه وحتى متم شهر مايو ،2022لم
يتم إنجاز إال سبعة وعشرين ( )27مشتال منها ،كلفت نفقات فعلية بلغت 281.852.924,83درهما،
تم تمويلها عبر تحويالت صندوق النهوض بتشغيل الشباب لصالح الشركاء في حدود مبلغ 154,66
مليون درهم ،صرف منها ما يناهز 139,28مليون درهم ،وهو ما يمثل حوالي %49من الكلفة
اإلجمالية للمشاتل المنجزة .في حين تمت تعبئة المبالغ المتبقية بنسب متفاوتة بين باقي الشركاء ،حيث
تمت تعبئة %27منها من طرف الجماعات الترابية المعنية (وهو ما يعادل مبلغ 76.390.873,36
درهما) و %13من طرف وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال (وهو ما يعادل مبلغ 35.349.787,87
درهما) ،فيما تم تمويل %7من هذه الكلفة من طرف صندوق الحسن الثاني للتنمية االقتصادية
واالجتماعية و %4من طرف شركاء آخرين.
الحصيلة التشغيلية للبرنامج :حصيلة محدودة
ضعت تحت تصرف جهات أخرى الستغاللها ألغراض عمومية أخرى (مشتل باستثناء ثالثة مشاتل ُو ِّ
الراشيدية ومشتل الفنيدق ومشتل الزمامرة) ،فإن تشخيص الوضعية التشغيلية لباقي المشاتل المنجزة
أبانت على مجموعة من الصعوبات؛ ذلك أنه من بين المشاتل المنجزة (البالغ عددها 27مشتال) ،لم
يتم ،إلى غاية شهر مايو ،2022تشغيل واستغالل خمسة ( )05مشاتل على الرغم من االنتهاء من
إنجازها منذ فترات بعيدة ،كلفت استثمارات عمومية تقدر بحوالي 34,36مليون درهم دون تحقيق
األثر اإليجابي المتوخى .وتتوزع هذه المشاتل غير المشغلة بين جهة فاس –مكناس (مشتالن ،كلف
إنجازهما أكثر من 11,27مليون درهم) وجهة الدار البيضاء –سطات (مشتل واحد ،كلف إنجازه
مبلغ 7,75مليون درهم) وجهة درعة–تافياللت (مشتل واحد ،كلف إنجازه مبلغ 7,40مليون درهم
وجهة سوس –ماسة (مشتل واحد ،كلف إنجازه مبلغ 7,94مليون درهم).
يعتبر تحفيز االستثمارات وجلبها أولوية بالنسبة لبالدنا ،باعتبارها رافعة أساسية لتنمية االقتصاد
الوطني وإحداث فرص الشغل ،المباشرة منها وغير المباشرة.
ويشكل إحداث فضاءات مالئمة لالستقبال الصناعي (مناطق صناعية ،مجمعات صناعية ،مناطق
األنشطة االقتصادية )...شرطا الزما لجلب االستثمارات ،ومدخال أساسيا لتطوير البنية التحتية
الصناعية ومواكبة االستثمار الصناعي .لذلك ،ما فتئت السلطات الحكومية تولي هذا الجانب أولوية
خاصة ،من خالل مجموعة من التدابير واإلجراءات المتخذة في إطار مخططات استراتيجية قطاعية،
وال سيما المخطط الوطني لتهيئة المناطق الصناعية ومخطط اإلقالع الصناعي والميثاق الوطني
لإلقالع الصناعي.
كما تعتبر الجماعات الترابية فاعال رئيسيا في تحفيز االستثمار بالنظر لالختصاصات المخولة لها في
هذا اإلطار .ذلك أن المادة 82من القانون التنظيمي رقم 111.14أناطت بالجهات اختصاصا ذاتيا
في مجال التنمية االقتصادية ،والذي يشمل باألساس توطين وتنظيم مناطق لألنشطة االقتصادية بالجهة
وجذب االستثمار .كما خولت المادة 87من القانون التنظيمي رقم 113.14الجماعات اختصاصات
مشتركة مع الدولة ألجل القيام باألعمال الالزمة إلنعاش وتشجيع االستثمارات.
وبالنظر للمؤهالت االقتصادية التي تتوفر عليها جهة الدار البيضاء-سطات ،فقد اتخذت السلطات
الحكومية والجماعات الترابية المعنية عدة تدابير من أجل تطوير بنيتها الصناعية التحتية من خالل
إحداث عدة فضاءات لالستقبال الصناعي .وفي هذا السياق ،أنجز المجلس الجهوي للحسابات لجهة
الدار البيضاء-سطات مهمة رقابية انصبت باألساس حول الوضعية الراهنة لهذه الفضاءات
وخصائصها والتحديات المرتبطة بإحداثها.
أوال .فضاءات االستقبال الصناعي بالجهة :الوضعية الراهنة والخصائص
تعتبر جهة الدار البيضاء – سطات القطب الصناعي األول ببالدنا ،حيث تساهم بحوالي %44من
الناتج المحلي اإلجمالي الصناعي للمغرب ،أي أكثر من 73مليار درهم ،وتحتضن ما يزيد عن
3.000وحدة صناعية مهيكلة ،وهو ما يعادل حوالي %40من الوحدات المكونة للنسيج الصناعي
ببالدنا ،كما تضم الجهة %24من فضاءات االستقبال الصناعي على المستوى الوطني.
وتت سم الوضعية الراهنة لهذه الفضاءات بانخراط محدود للجماعات الترابية في تهيئة فضاءات
االستقبال الصناعي وبرمجة وتنفيذ المشاريع ذات الصلة ،فضال عن عدم كفاية التدابير المتخذة من
أجل توفير تجهيزات وخدمات مالئمة على مستوى الفضاءات الموجودة ،وضعف في التثمين.
.1انخراط الجماعات الترابية في توفير فضاءات االستقبال الصناعي :تدابير غير كافية
رغم الدور المهم المنوط بها في تشجيع االستثمار ،فإن الجماعات الترابية لجهة الدار البيضاء-سطات
لم تتخذ ما يكفي من اإلجراءات من أجل توفير فضاءات لالستقبال الصناعي ،إن على مستوى
التخطيط أو على مستوى تنفيذ بعض المشاريع المقررة ذات الصلة بهذا الميدان.
وتعتبر وزارة الداخلية أن انخراط الجماعات الترابية من عدمه فيما يخص فضاءات االستقبال الصناعي ،يجب
تقييمه منذ تخويلها االختصاص في إطار القوانين التنظيمية لسنة ،2015وأن ضعف التثمين وعدم كفاية
التدابير المتخذة من أجل توفير خدمات وتجهيزات مالئمة ال يجب إرجاعه فقط لضعف انخراط الجماعات
الترابية.
يتوفر المغرب على مؤهالت قادرة على جعل العمل الثقافي رافعة أساسية من رافعات التنمية الشاملة،
ويشكل التراث الثقافي المادي والالمادي أحد أهم مكوناته .لذلك ،ارتكز المخطط التنفيذي للبرنامج
الحكومي في قطاع الثقافة للفترة ،2021- 2017على عدة محاور من أهمها )1( :إعداد استراتيجية
ثقافية وطنية )2( ،والحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه )3( ،وإعمال سياسة القرب الثقافي)4( ،
وإرساء أسس الصناعة الثقافية.
في هذا اإلطار ،يقوم عدة متدخلين ،كالقطاعات الوزارية والجماعات الترابية وبعض المؤسسات
العمومية ،برصد وسائل مهمة للعمل الثقافي .فخالل الفترة الممتدة من 2016إلى ،2020بلغت
االعتمادات المخصصة من الميزانية العامة لقطاع الثقافة حوالي 4,75مليار درهم ،من بينها 2,68
مليار درهم همت مجال االستثمار ( .)%56كما بلغت مبالغ الدعم المخصص للمشاريع الفنية والثقافية
ما مجموعه 245,80مليون درهم ،تم رصدها من "الصندوق الوطني للعمل الثقافي" ،خالل نفس
الفترة.
في نفس السياق ،تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تطوير المهن الثقافية من خالل اإلشراف
على تسيير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ،والذي تراوحت االعتمادات السنوية
المخصصة له ما بين 2,24و 2,72مليون درهم ،والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما
الذي يعتبر مرفقا للدولة مسيرا بصورة مستقلة بواسطة ميزانية تتراوح ما بين 13,26و14,56
مليون درهم.
واستحضارا ألهمية العمل الثقافي في تحقيق التنمية الشاملة ،ومن أجل تحسين المجهودات المبذولة
لالرتقاء بالعمل الثقافي ،أنجز المجلس األعلى للحسابات مهمة رقابية همت الجوانب المتعلقة بتدبير
البنيات األساسية الثقافية ودعم المشاريع الفنية والثقافية ،باإلضافة إلى مراقبة تسيير المعهد العالي
لمهن السمعي البصري والسينما والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
تتمثل أهم المالحظات المنبثقة عن هذه المهمة الرقابية وأبرز التوصيات الصادرة عن المجلس فيما
يلي.
أوال .اإلطار االستراتيجي لقطاع الثقافة :خارطة طريق للنهوض بالعمل الثقافي
تتطلب تنمية القطاع الثقافي وجود برامج عمل منبثقة عن استراتيجية مندمجة تأخذ بعين االعتبار،
عند بلورتها وتنزيلها ،احتياجات المواطنين ومختلف المتدخلين في القطاع الثقافي على الصعيدين
الوطني والجهوي ،السيما القطاعات الوزارية (الثقافة والتعليم والسياحة والصناعة التقليدية والشؤون
اإلسالمية ،إلخ) ،والجماعات الترابية والمجتمع المدني وكذا المؤسسات العمومية المعنية.
وفي هذا اإلطار ،أنيطت بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة المتعلقة بالتراث
والتنمية الثقافية والفنية ،كما تنص على ذلك المادة األولى من المرسوم رقم 2-06-328الصادر في
10نوفمبر 2006بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة الثقافة .وتتولى الوزارة لهذه الغاية توحيد
التوجهات وتنسيق األعمال الهادفة إلى تقوية النسيج الثقافي الوطني واستخدام الوسائل الكفيلة بضمان
ازدهاره.
الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية لضمان التقائية وتكامل مكونات القطاع الثقافي
حدد المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي في قطاع الثقافة ،المعتمد سنة ،2017أجل سنتين كحد
أقصى إلعداد استراتيجية وطنية للثقافة ،إال أن هذا الهدف لم يتم تحقيقه بعد.
21تجدر اإلشارة إلى أن الوزارة لم تعلن عن طلبات العروض المتعلقة بدعم المشاريع الفنية والثقافية سنة .2021
يخضع تدبير الموروث الثقافي للقانون رقم 22.80الصادر بتاريخ 25دجنبر 1980المتعلق
بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات ،كما تم
تغييره وتتميمه.
وتناط بالوزارة المكلفة بالثقافة مهمة السهر على حماية التراث المعماري واألثري واإلثنوغرافي
والمتحفي ومختلف الثروات الفنية الوطنية والحفاظ عليها وترميمها وتعدادها والتعريف بها .ولهذه
الغاية ،تتولى مديرية التراث الثقافي برمجة األبحاث األثرية وتنظيم ومراقبة أوراش الحفريات
وتجميع وصيانة التراث المتحفي وحمايته وإعداد الوثائق الالزمة للقيام بجرد هذا التراث والقيام
بأعمال التنشيط المتعلقة به.
وقد بلغت الموارد المخصصة ،من الميزانية العامة للدولة ،لتدبير المباني والمواقع التاريخية حوالي
35,24مليون درهم (دون احتساب نفقات الموظفين) ،وهوما يشكل نسبة %0,31من الميزانية
المخصصة للوزارة المكلفة بالثقافة خالل الفترة من 2016إلى .2021كما بلغت النفقات المرصودة
من قبل "الصندوق الوطني للعمل الثقافي" لصيانة هذه المواقع والمباني التاريخية ،حوالي
10,40مليون درهم سنويا ،بحيث بلغت النفقات اإلجمالية المنجزة خالل الفترة الممتدة من 2015
إلى 222019حوالي 52مليون درهم .بينما بلغ متوسط الموارد المتأتية من استغالل هذه المواقع
والمباني حوالي 56,23مليون درهم في السنة ،أي ما يعادل مداخيل إجمالية لفائدة الصندوق سالف
الذكر قدرها 281,15مليون درهم خالل نفس الفترة .وتجدر اإلشارة ،إلى أن هذه المداخيل قد سجلت
ارتفاعا ملحوظا على إثر مراجعة تعريفة زيارة المعالم التاريخية خالل سنة ،2018إذ انتقلت من
15,84مليون درهم في سنة 2017إلى 163,56مليون درهم في سنة .2019
وقد تمحورت مهمة مراقبة تدبير المباني والمواقع التاريخية حول تحديد هذا التراث الثقافي وحمايته
والمحافظة عليه واإلجراءات المتخذة من أجل تثمينه االقتصادي والسياحي.
.1الحاجة لتحيين النصوص التشريعية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه
وتثمينه
يحظى التراث الثقافي الوطني بالحماية وفقا لمقتضيات القانون رقم 22.80المتعلق بالمحافظة على
المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات والقانون رقم 19.05
الصادر بتاريخ 15يونيو 2006القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم 22.80سالف الذكر .وقد أعدت
الوزارة المكلفة بالثقافة مشروع قانون يتعلق بحماية التراث الثقافي والمحافظة عليه وتثمينه .إال أن
هذا المشروع اليزال قيد الدراسة منذ إعداده سنة .2018
في هذا الصدد ،تجدر اإلشارة إلى أن مذكرة تقديم هذا المشروع تنص على أن "مسألة مصير اإلرث
الوطني الثقافي تطرح بإلحاح شديد أمام عدم مواكبة النصوص التشريعية للتطورات الراهنة
وانحصارها في البعد "المعماري" للتراث بينما تمتد القواعد المعيارية الحالية ،المعترف بها عالميا،
لتشمل الجوانب غير المادية للتراث وكذا المرتبطة بالجماعات وحاملي المدارك والمهارات والجوانب
المرتبطة بالمناظر الطبيعية الثقافية" .لذلك ،فإن تحيين النصوص التشريعية سيساهم ،من جهة ،في
تعزيز و مالءمة اإلطار القانوني الوطني المتعلق بحماية وتثمين التراث الثقافي الوطني مع المعايير
الدولية ،بتوافق مع االلتزامات الدولية المصادق عليها من قبل المغرب ،ومن جهة أخرى ،في إدماج
المفاهيم الجديدة المعترف بها دوليا فيما يتعلق بالتراث الثقافي ،وخاصة إحداث وحماية "المجموعات
22التقارير حول الحسابات الخصوصية للخزينة المصاحبة لمشروع قانون المالية برسم السنوات من 2016إلى .2020
تتولى وزارة االقتصاد والمالية ،من خالل مديرية أمالك الدولة تدبير ملك الدولة الخاص ومن ضمنه
العقارات المخصصة للقطاعات الوزارية .وتشمل هذه األمالك العقارية ،على وجه الخصوص،
أراضي عارية مخصصة لتشييد المباني اإلدارية ومباني إدارية مخصصة للمرافق العامة ومساكن
إدارية.
وتضع مديرية أمالك الدولة رهن إشارة القطاعات الوزارية عقارات الدولة الالزمة لقيامها بمهامها
عن طريق تخصيص األراضي والمباني اإلدارية .وتتولى هذه القطاعات تدبير العقارات المخصصة
لها وفقا لمواردها والمعايير التي تراها مناسبة من حيث البناء والتهيئة واالستغالل والصيانة والتجهيز
والحراسة.
وقد بلغت المساحة اإلجمالية للمباني اإلدارية والعقارات التابعة للملك الخاص للدولة ،حسب
إحصائيات مديرية أمالك الدولة في سنة ،2020ما مجموعه 90.186هكتارا ووصل عددها إلى
12.454وحدة عقارية .بينما بلغ عدد العقارات المكتراة من لدن الدولة لفائدة القطاعات الوزارية
المخصصة لالستخدام اإلداري حوالي 100مبنى بين سنتي 2017و.2019
وبلغت النفقات العقارية ،برسم سنة ،2020حوالي 5.968مليون درهم ،منها 5.367مليون درهم
كنفقات استثمار ،و 601مليون درهم كنفقات تسيير منها 234مليون درهم كنفقات خاصة باألكرية
اإلدارية.
أوال .بشأن أهمية وضع استراتيجية خاصة بعقارات الدولة المخصصة للقطاعات الوزارية
يقصد بوضع "استراتيجية بشأن العقارات المستغلة من قبل القطاعات الوزارية" تسطير أهداف محددة
تندرج ضمن سياسة عقارية للدولة بغية ترشيد كلفة الوظيفة العقارية للدولة من خالل وضع معايير
الستغالل عقالني للمساحات ،وتثمين المباني اإلدارية .ويستوجب ذلك وضع إطار مناسب القتنائها
وتفويتها واستئجارها ،ووضع معايير بشأن توفير البنايات المناسبة لمرتفقي اإلدارة العمومية
والموظفين على حد سواء ،وإحداث أجهزة وهيئات من أجل ضمان القيادة والحكامة الجيدة لهذه
العقارات وإصدار اآلراء والتوصيات المناسبة لتطويرها.
الحاجة إلى وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية
في إطار تدبير األصول العقارية المخصصة للقطاعات الوزارية ،تم تزويد هذه األخيرة بتوجيهات
تهدف ،في مجملها ،إلى ترشيد تدبير المباني اإلدارية ومختلف التخصيصات واالقتناءات والتفويتات
العقارية للدولة بواسطة دوريات ورسائل إلى القطاعات الوزارية صادرة عن رئيس الحكومة والوزير
المكلف باالقتصاد والمالية.
بيد أن هذه التوجيهات ال تندرج في إطار سياسة رسمية واضحة ومتناسقة ومشتركة بين الوزارات
والمؤسسات المستفيدة من التخصيصات العقارية للدولة .وبالتالي ،يمارس تدبير المباني اإلدارية
للدولة المخصصة للقطاعات الوزارية في غياب إطار مرجعي قائم على أساس معايير الستعمال
المساحات العقارية المخصصة لإلدارات العمومية ومعايير واضحة لتخصيصها واقتناءها وتفويتها
وكذا استئجارها.
في تعقيبها ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية على أن مسألة وضع سياسة رسمية بشأن المباني اإلدارية ،ال
تتعلق فقط بمديرية أمالك الدولة وإنما تهم العديد من المتدخلين في هذا المجال ،بما فيهم القطاعات الحكومية
المكلفة بالتعمير واإلسكان والداخلية واألحباس والجماعات الترابية ،...وذلك باعتبارها مسألة وطنية تقتضي
يُم ِّ ّكن نظام مراقبة الولوج من تنظيم حركة األشخاص داخل المباني والمرافق .وت ُتيح هذه اآللية ضبط
عمليتي الدخول إلى مكان العمل والخروج منه واحتساب مدة العمل وضمان حماية األشخاص
والممتلكات.
وقد تم اعتماد هذا النظام في اإلدارات العمومية إثر صدور منشور رئيس الحكومة رقم 2012/26
بتاريخ 15نونبر 2012بشأن التغيب غير المشروع عن العمل .ونظرا لعدم تحقيق كل النتائج
المرجوة من التدابير المتعلقة بالتصدي للتغيب غير المشروع الواردة في منشور سابق (رقم 2005/8
بتاريخ 11مايو ،)2005فقد أقر منشور سنة 2012إجراءات جديدة من بينها تزويد اإلدارات
بالوسائل التكنولوجية الحديثة لضبط الحضور ،وذلك لما ت ُوفره هذه الوسائل من ميزات تتمثل أساسا
في نجاعتها في التصدي لظاهرة التغيب غير المشروع من خالل توفير بيانات حديثة وإعداد تقارير
حول التغيب في حينه واتباع المساطر اإلدارية عند االقتضاء.
وفي هذا اإلطار ،يعتبر تدبير الموارد البشرية واحترام مواقيت العمل من العناصر األساسية لتحسين
كفاءة اإلدارة وتجويد تدبير النفقات العمومية ،خاصة وأن أجور موظفي الدولة ت ُشكل أهم نفقة في
الميزانية العامة حيث بلغت ما يناهز 140,46مليار درهم سنة ،2021وأن عدد الموظفين وصل
إلى ما مجموعه 570.769موظفا مدنيا خالل نفس السنة.
وقد شملت مهمة المراقبة 21قطاعا وزاريا يتوفر على أنظمة مراقبة الولوج قدرت كلفة إنجازها
بأكثر من 45مليون درهم ،23وانصبت أساسا حول تقييم الجوانب المتعلقة بتثبيت واستخدام هذه
األنظمة ودورها في تحسين تدبير الموارد البشرية في سياق يتميز بتغيرات عميقة لمفهوم أوقات
العمل والحضور ،ال سيما مع بروز آليات جديدة للعمل عن بعد.
أوال .فيما يخص الحكامة واإلطار القانوني
يعتمد نجاح وفعالية أنظمة مراقبة الولوج ،خاصة في شقها المرتبط بضبط الحضور ،على إرساء
إطار قانوني واستراتيجي وحكامة فعالة.
إدراج تدبير الزمن اإلداري في الخطط االستراتيجية لإلصالح اإلداري
لم يحظ تدبير الزمن اإلداري باألهمية المطلوبة في الخطط االستراتيجية المتعلقة باإلصالح اإلداري
قبل .2018فقد باشرت السلطات الحكومية المعنية ،منذ تسعينيات القرن الماضي ،مجموعة من
التدابير الرامية إلى إصالح اإلدارة ،وذلك من خالل خطط استراتيجية كبرى تجسدت ،على
الخصوص ،في ميثاق اإلدارة الجيدة سنة ،1998وبرنامج دعم إصالح اإلدارة العمومية لسنة .2003
وعلى الرغم من أن الخطط المذكورة تناولت الجانب المتعلق بتدبير الموارد البشرية في اإلدارة
العمومية ،فإنها لم تدمج تدبير الزمن اإلداري وأنظمة مراقبة الولوج كآليات لضبط مدة عمل
الموظفين.24
ورغم اإلجراءات النوعية التي أتى بها منشور رئيس الحكومة المذكور أعاله ،والذي أ َّكد على تثبيت
أنظمة مراقبة الولوج وعلى ضرورة تدبير الحضور ،فلم يتم تضمين اعتماد هذه األنظمة في إطار
استراتيجي إال بعد مرور خمس سنوات من خالل الخطة الوطنية إلصالح اإلدارة (.)2021-2018
ولم يسمح هذا التأخير لإلدارات العمومية بتبني رؤية استراتيجية مشتركة ومتكاملة ،قادرة على توحيد
المقاربة فيما يخص أنظمة مراقبة الولوج واعتمادها في إطار تدبير متكامل للموارد البشرية.
23اعتمدت بعض اإلدارات هذا النظام قبل صدور منشور رئيس الحكومة ألسباب تتعلق بشكل أساسي بضمان األمن والسالمة.
24تقرير المجلس األعلى للحسابات المتعلق بتقييم نظام اإلدارة العمومية – دجنبر .2017
ثانيا .فيما يخص تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج وتدبيرها
.1تجهيز اإلدارات العمومية بأنظمة مراقبة الولوج
ضرورة تسريع تعميم أنظمة مراقبة الولوج على مختلف اإلدارات العمومية
قامت 10قطاعات وزارية من أصل 21باقتناء نظام مراقبة الولوج قبل إصدار منشور سنة 2012
المذكور أعاله وقامت بتجديده لتلبية متطلباتها؛ فيما سجلت أربع قطاعات وزارية أخرى تأخرا في
ذلك ،تراوح ما بين سنتين وخمس سنوات عن إصدار منشور رئيس الحكومة .وفي المقابل ،فإن ثالثة
قطاعات وزارية غير مجهزة بأنظمة مراقبة الولوج.
وفيما يتعلق بالتجهيزات والحلول المعلوماتية المعتمدة ،فهي تتسم بتنوع كبير بين القطاعات الوزارية
من حيث النوع والبرمجة والسعة وإمكانيات التطوير المستقبلي للخصائص المتاحة .ويعكس هذا
التنوع غياب رؤية موحدة بين مختلف القطاعات الوزارية فيما يتعلق بتدبير الحضور ووقت العمل،
وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى بروز صعوبات عند ربط أنظمة مراقبة الولوج بنظام المعلومات
المتعلق بتدبير الموارد البشرية الذي يوجد قيد اإلنجاز بالنظر لغياب دراسة الجدوى.
بناء على ما سبق ،يوصي المجلس األعلى للحسابات الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة
باالنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة ،وبتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية ،بما يلي:
-دمج أنظمة مراقبة الولوج في التصميم المديري لنظم المعلومات واحترام التوجيهات
الوطنية الخاصة بأمن نظم المعلومات فيما يتعلق بأمن أنظمة مراقبة الولوج؛
-التقيد بمتطلبات حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والقواعد المرتبطة بها ،والسهر
على تكوين وتدريب الموظفين في هذا المجال وتعيين مسؤولين عن معالجة المعطيات
ذات الطابع الشخصي.
تسبب حوادث السير سنويا بالمغرب ما يقرب من 3.500حالة وفاة و 12.000إصابة خطيرة ،أي
بمعدل عشر حاالت وفاة و 33إصابة خطيرة يوميا .وللحد من هذه الوضعية ،اتخذت عدة إجراءات
من بينها اعتماد نظام لمراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة ،من خالل وضع
أجهزة تكنولوجية مخصصة لضبط ومراقبة وإثبات المخالفات ،كما تنص على ذلك المادة 197من
مدونة السير على الطرق.
ويتكون األسطول الوطني للرادارات الثابتة( ،إلى غاية شهر مارس ،)2022من 113رادارا مشغال
و 552رادارا من الجيل الجديد في طور التركيب ،تم اقتناؤها خالل سنة ،2018بمبلغ إجمالي قدره
276مليون درهم ،باإلضافة إلى مصاريف صيانتها بمبلغ 11,5مليون درهم .ويسهر على عمليات
رصد ومعالجة المخالفات عدة متدخلين ،وهم الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ووزارة النقل
واللوجستيك ووزارة العدل والنيابة العامة والمحاكم االبتدائية والخزينة العامة للمملكة وبريد المغرب.
ومن أجل تسهيل عملية تبادل المعلومات ،يستغل هؤالء المتدخلون أنظمة معلوماتية لمعالجة رسائل
المخالفات وتبليغها للمعنيين باألمر ،وتحصيل الغرامات التصالحية والجزافية وتدبير الشكايات
واإلبالغ عن المخالفين ،وعند االقتضاء إحالة المحاضر على المحاكم المختصة.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذا النظام اآللي قد مكن من معالجة أكثر من 17,1مليون رسالة مخالفة نتج
عنها 8,5مليون محضر ،خالل الفترة ،2021-2015منها 1,07مليون رسالة تمت تسويتها في
المرحلة الودية (أي بنسبة %12,5من المحاضر التي تمت معالجتها) ،و 1,63مليون مخالفة في
طور التحرير ،فيما تمت إحالة 5,8مليون محضر مخالفة على القضاء.
أوال .اإلطار العام لنظام مراقبة ومعالجة المخالفات الملتقطة بواسطة الرادارات الثابتة
أدرج المغرب السالمة الطرقية ضمن أولوياته الوطنية ،من خالل تبني استراتيجية وطنية للسالمة
الطرقية تروم الحد من المنحى التصاعدي لحوادث السير ،باإلضافة إلحداث لجنة مشتركة بين
الوزارات ولجنة دائمة ولجان جهوية للسالمة الطرقية ،فضال عن اعتماد القانون رقم 52.05الخاص
بمدونة السير على الطرق ،والذي دخل حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر .2010وتعتبر المعاينة والمعالجة
اآللية للمخالفات من بين أهم وسائل السالمة الطرقية التي نصت عليها المدونة واالستراتيجية الوطنية.
في هذا اإلطار ،تم تسجيل المالحظات التالية:
الحاجة لتحيين االستراتيجية الوطنية للسالمة الطرقية وفق أهداف الخطة العالمية
للسالمة الطرقية ()2030-2021
اعتمدت الحكومة استراتيجية وطنية للسالمة الطرقية ،تغطي الفترة ،2026-2017تهدف إلى تنمية
سلوكيات مسؤولة وطرقات أكثر أمانا .وقد حددت هذه االستراتيجية هدفا كميا يتجلى في تقليص عدد
القتلى ضحايا حوادث السير إلى %50في أفق ،2026أي إلى أقل من 1.900قتيال على الطرقات
في سنة 2026مع عدم تجاوز 3.000قتيال في سنة .2020ولتنفيذ هذه االستراتيجية ،تم وضع
خطط عمل تقوم على خمسة مرتكزات ،وهي :تدبير السالمة الطرقية ،وطرق أكثر أمانا ،ومركبات
أكثر أمانا ،وسلوك أكثر أمانا من مستعملي الطريق ،واستجابة أكثر تفاعلية لما بعد الحادثة .كما تم
تحديد مؤشرات بينية ،مثل إنشاء الوكالة الوطنية للسالمة الطرقية ،واعتماد خطة جهوية للسالمة
الطرقية ،ومؤشرات متعلقة بالتغييرات في سلوك مستعملي الطريق.
ورغم أن السنة المرجعية إلعداد االستراتيجية الوطنية هي ،2015لم يتم الشروع في تنفيذها سوى
في سنة ،2017وهو ما يعني عدم تزامن تنزيلها مع األجندة المنصوص عليها في خطتي العمل
25اعتمدت الجمعية العامة لألمم المتحدة ،في مارس ،2010الخطة العالمية للسالمة الطرقية برسم الفترة .2020-2011وكان الهدف
المنشود من هذه الخطة هو تقليص الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور في جميع أنحاء العالم بحلول ،2020وذلك من أجل إنقاذ
خمسة ماليين شخص وتفادي 50مليون إصابة خطيرة ،واقتصاد 5000مليار دوالر أمريكي.
26أعلن القرار رقم 74/299الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة "عقد العمل من أجل السالمة على الطرق "2030-2021بهدف
خفض عدد الوفيات واإلصابات الناجمة عن حوادث المرور على األقل ب %50خالل الفترة المذكورة.
27المادة 222من قانون مدونة السير على الطرق كما تم تغييره وتعديله بالمادة األولى من القانون رقم 116.14الصادر بتنفيذه الظهير
الشريف رقم 1.16.106بتاريخ 13شوال 18( 1437يوليو .)2016
أدى انتشار جائحة كوفيد 19إلى انعكاسات متعددة على المستويات الصحية واالجتماعية واالقتصادية
بأغلب دول العالم ،مما حذا بها إلى اتخاذ مجموعة من التدابير واإلجراءات االحترازية بهدف وقف
انتشار هذه الجائحة ،مع مراعاة ضمان استمرار الدورة االقتصادية وتقديم الخدمات العمومية
األساسية قدر اإلمكان .وقد كان لهذه اإلجراءات ،التي تتجلى أساسا في إعالن حالة الطوارئ الصحية
والحجر الصحي ووقف عدد من األنشطة االقتصادية ،تداعيات بالغة األهمية.
وفي بالدنا ،عملت السلطات العمومية منذ بداية الجائحة ،على وضع خطط وآليات من أجل حكامة
فعالة لتدبير هذه األزمة وآثارها المتعددة .وفي هذا اإلطار ،قامت بتعبئة شاملة لمواجهة اآلثار الصحية
واالقتصادية واالجتماعية ،ووضع أجهزة حكامة خاصة بتدبير األزمة ،إضافة إلى مالءمة الترسانة
القانونية والتنظيمية بما يتماشى مع الظرفية التي فرضتها طبيعة الجائحة.
وقد انكبت المحاكم المالية ،من خالل إنجاز مهمة موضوعاتية بتنسيق بين المجالس الجهوية
للحسابات ،على تقييم أثر هذه الجائحة على الجماعات الترابية ،حيث شملت المهمة الجهات االثنتي
عشرة للمملكة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة .وقد حددت هذه المهمة كأهداف رئيسية لها تقييم
تأثير الجائحة على مختلف أوجه تدبير هذه األجهزة ،بما في ذلك ماليتها ،وكذا تقييم المجهودات
المبذولة من طرفها في هذا السياق ،خاصة وأن الجماعات الترابية مدعوة إلى تعزيز حضورها
وتدخالتها بشكل يستجيب النتظارات الساكنة.
أوال .على مستوى آثار الجائحة على الجماعات الترابية
.1تدبير المرافق العمومية المحلية من قبل الجماعات
يعد تدبير المرافق العمومية المحلية اختصاصا ذاتيا للجماعات ،تقوم من خالله بتقديم خدمات القرب
لفائدة المواطنين .غير أن فترة الطوارئ الصحية ،عرفت تدخل السلطات الحكومية المختصة والسلطة
المحلية في التدبير اليومي لهذه المرافق ،في حين بقي دور الجماعات محدودا خالل هذه الفترة .وفي
هذا اإلطار ،تم العمل على إصدار مجموعة من القرارات والدوريات والبالغات سواء على المستوى
المركزي أو على مستوى الواليات والعماالت تقضي بتأطير ومواكبة تدبير المرافق خالل هذه الفترة،
سواء من حيث استمرارية العمل أو إغالق البعض منها وكيفية استئنافها وكذلك كيفية تدبير التداعيات
المالية السلبية المترتبة عن إعالن حالة الطوارئ الصحية على مستغلي المرافق ،وذلك طبقا لما تمليه
دوريتا وزير الداخلية عدد 11252بتاريخ 6غشت 2020و 1098بتاريخ 26يناير .2021
وقد عرفت المداخيل المالية المتأتية من المرافق المحلية المشار لها في الرسم البياني أسفله تأثرا
واضحا بظروف الجائحة ،إذ سجلت ميزانيات عينة الجماعات 28انخفاضا بحوالي 119مليون درهم،
حيث شكلت المداخيل المفوتة عن استغالل األسواق األسبوعية لوحدها نسبة %50من مجموع
المداخيل المزمع تحصيلها .وعموما ،فإن األسواق بمختلف أنواعها استأثرت بالنصيب األكبر بما
يناهز 74مليون درهم ،أي بنسبة % 62من مجموع المداخيل المفوتة .وتتمثل باقي المرافق األكثر
تأثرا بالجائحة في المجازر ( )%12والمحطات الطرقية ( )%11والمرائب ( )%8والمسابح (.)%4
وتتعلق هذه المداخيل المفوتة أساسا إما بفقدان مباشر للموارد المتأتية من هذه المرافق في حالة التدبير
المباشر ،أو واجبات مالية لم يتم أداؤها بعد ،أو إعفاءات/تخفيضات للمبالغ الواجب أداؤها تم
28لم تتمكن جميع الجماعات من تقدير المداخيل المفوتة عليها بسبب تداعيات الجائحة.
30تتشكل العينة من 286جماعة ترابية ،تضم الجهات االثنتي عشرة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة.
31جهات الدار البيضاء – سطات ومراكش – آسفي ودرعة – تافياللت وسوس – ماسة وكلميم واد نون.
32فائض الجزء األول من الميزانية المحول إلى الجزء الثاني منها.
286 36جماعة ترابية ،تضم الجهات االثنتي عشرة و 69عمالة وإقليم و 205جماعة.
69 37عمالة وإقليما.
205 38جماعة.
أولت التشريعات ذات الصلة بالالمركزية ،وخاصة القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات،
مكانة محورية للجهة في التخطيط الترابي ،وذلك باعتبارها رافعة للتنمية الجهوية المندمجة
والمستدامة وإطارا اللتقائية الخطط القطاعية وبرامج التنمية الترابية .كما خولت لها مجموعة من
االختصاصات المتنوعة التي تهدف إلى تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وتقليص الفوارق
المجالية وتنمية القدرات وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الجهوي.
وقد صادقت مجالس جهات المملكة خالل الفترة 2019-2017على 11برنامجا للتنمية الجهوية،
بكلفة إجمالية بلغت حوالي 377مليار درهم .كما أبرمت ،خالل الفترة ،2020-2016أكثر من
2.500اتفاقية تعاون وشراكة بلغت مساهمتها فيها ما يناهز 15مليار درهم ،و 7.782طلبية بلغ
مجموع قيمتها حوالي 24مليار درهم ،موزعة على 3.453صفقة بقيمة تتجاوز 21مليار درهم
و 1.809عقد بقيمة تناهز ( )2ملياري درهم و 2.520سند طلب بقيمة تتجاوز 152مليون درهم.
وارتباطا بتدبير الجهات ،أنجزت المجالس الجهوية للحسابات مهمات رقابية انصبت أساسا حول
وضعياتها المالية والتخطيط االستراتيجي والحكامة المؤسساتية وكذا تدبير الطلبيات العمومية والدعم
الممنوح للجمعيات.
أوال .على مستوى التحليل المالي
أ .مؤشرات عامة
تطور متسارع للنفقات مقارنة مع المداخيل
عرفت ميزانيات الجهات نموا ملحوظا خالل الفترة ،2019-2016سواء من حيث المبلغ اإلجمالي
السنوي للمداخيل المحققة 39أو النفقات الحقيقية 40المنفذة .وهكذا ،حقق المجموع السنوي العام لمداخيل
الجهات تطورا مهما ،بحيث انتقل من 5.264,58مليون درهم سنة 2016إلى
11.246,53مليون درهم سنة ،2019بنسبة نمو ناهزت .%114ويرجع هذا النمو أساسا إلى الرفع
التدريجي لحصة الجهات من منتوج الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات من %2إلى %5
بزيادة نقطة سنويا .بالمقابل ،شهدت سنة 2020تراجعا للمداخيل المذكورة ،وذلك بنسبة %21لتستقر
في 8.868,60مليون درهم .ويعزى هذا التراجع باألساس إلى تداعيات جائحة كوفيد 19-على
االقتصاد الوطني ،وبالتالي على حصة الجهات من الضرائب وإمدادات الدولة التي تأثرت بفعل
االنكماش االقتصادي المسجل خالل السنة المذكورة.
ومن جهة أخرى ،ارتفع إجمالي نفقات الجهات خالل الفترة 2019-2016بوتيرة فاقت تلك المسجلة
على مستوى المداخيل ،ذلك أنها انتقلت من 2.847,50مليون درهم سنة 2016إلى 9.517,19
مليون درهم سنة ،2019أي بنسبة نمو إجمالية قاربت ،%235وبمعدل نمو سنوي بلغ .%59
بالمقابل ،تراجعت النفقات المذكورة بنسبة %9خالل سنة ،2020وذلك نتيجة اعتماد مقاربة
لترشيدها والتي تم نهجها من طرف الجهات على إثر جائحة كوفيد .19-وبالرغم من أن قيمة النفقات
المنجزة ظلت أقل من قيمة المداخيل المحققة ،فإن الوتيرة السريعة لتطور النفقات ،وكذا إمكانية
استمرار تحقيق نسب تطور سلبية بالنسبة للمداخيل ،قد يؤثران مستقبال على التوازنات المالية
للجهات .وهو األمر الذي تزكيه نسبة النفقات الحقيقية من المداخيل المحققة البالغة %98سنة 2020
مما يستلزم اعتماد خطة لتنمية مداخيل الجهات بشكل يوازي زيادة نفقاتها.
39المداخيل المحققة = مجموع مداخيل التسيير والتجهيز – (تحويل الجزء الثاني من الميزانية +دفعات الفائض للجزء الثاني من الميزانية)
40النفقات الحقيقية = مجموع نفقات التسيير والتجهيز – (فائض الجزء األول من الميزانية +تغطية اعتمادات التسيير المنقولة)
عرفت ميزانيات تسيير الجهات ،خالل الفترة ،2020-2016تحسنا في مؤشراتها المالية ،أدى إلى
تسجيل ادخار خام ،انتقل من 3.631,97مليون درهم سنة 2016إلى 5.904,67مليون درهم سنة
،2020بنسبة نمو بلغت %63خالل الفترة المذكورة .ويرجع تحقيق هذا التوازن المالي أساسا إلى
كون مداخيل التسيير حققت نسبة نمو أسرع من تلك المحققة بالنسبة لنفقات التسيير الحقيقية.42
تطور إيجابي للفائض الحقيقي الخام
بلغت نسبة نمو الفائض الخام لميزانيات الجهات %122خالل الفترة .2020-2016ويرجع ذلك
أساسا إلى م نحى التطور المتناسب لمداخيل ونفقات التجهيز المسجل في الفترة المذكورة ولقد عرف
حجم ميزانيات التجهيز ذروته خالل سنة 2019بتحقيق إجمالي مداخيل في حدود
19.353,79مليون درهم ليتراجع بنسبة %4خالل سنة 2020مقارنة مع السنة المذكورة .أما
بالنسبة لنفقات التجهيز ،فقد استمرت في االرتفاع لتبلغ قيمتها القصوى كذلك خالل سنة ،2019حيث
بلغ إجمالي نفقات التجهيز 8.148,61مليون درهم ،لتتراجع بعد ذلك بنسبة %11خالل سنة .2020
ويرجع هذا التطور في ميزانية التجهيز إلى التطبيق التدريجي لمقتضيات القانون التنظيمي رقم
،111.14المشار إليه أعاله ،السيما تلك المتعلقة باالختصاصات الجديدة الموكولة إلى الجهات
المرتبطة باتفاقيات التعاون والشراكة مع مختلف الجهات العمومية المعنية ،وما يقتضيه ذلك ،من
رفع لمداخيل التجهيز ورصد العتمادات إضافية مهمة من أجل إبرام االتفاقيات المشار إليها.
وقد أوضحت وزارة الداخلية أن اتفاقيات الشراكة مع مختلف الفاعلين على المستوى الوطني والترابي ساهمت
في خلق دينامية تروم تظافر المجهود المالي من أجل تنفيذ مشاريع ذات بعد جهوي ،مما مكن الجهات من
تدبير جيد لميزانيات التجهيز وتحقيق فائض خام ،إضافة لتوزيع أمثل لنفقات التجهيز بخصوص توطين
المشاريع على المستوى الجهوي .كما أكدت أنه ارتباطا بالتدابير واإلجراءات التنظيمية المتخذة لدعم ترشيد
نفقات الجهات بما فيها نفقات التجهيز ،فقد تم إعطاء األولوية آنذاك الستكمال المشاريع التي هي في طور
اإلنجاز.
ب .مؤشرات تنفيذ ميزانيات التسيير
ضعف نسبة الموارد الذاتية من مداخيل تسيير الجهات
سجلت المداخيل الضريبية واإلمدادات المحولة من طرف الدولة للجهات نسبة تطور بلغت %85
خالل الفترة .2020-2016وبلغ الحد األقصى لهذا التطور نسبة %30خالل سنة 2018ليتراجع
فيما بعد بنسبة %17خالل سنة 2020نتيجة التداعيات السلبية لجائحة كوفيد 19-على المداخيل
الضريبية للدولة ،وبالتالي على حصة الجهات من هذه األخيرة .وتمثل الضرائب واإلمدادات المحولة
من طرف الدولة لفائدة الجهات النصيب األكبر من مجموع مداخيل الجزء األول من الميزانية ،وهو
ما يعكس ارتهانها الكبير بالتحويالت الضريبية للدولة.
بالمقابل ،عرفت وتيرة نمو المداخيل الذاتية للجهات تراجعا ناهزت نسبته %7خالل الفترة سالفة
الذكر .من جانبها ،ظلت حصة الجهات من المداخيل المدبرة لفائدتها ضعيفة ،إذ أن نسبتها من مجموع
مداخيلها لم تتجاوز %4كحد أقصى خالل سنة ،2016لتستقر عند %2كحد أدنى سنة .2020
نظرا للدور الهام الذي تضطلع به الجماعات في الوسط القروي ولالختصاصات الواسعة المنوطة
بها بموجب القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،ال سيما في مجاالت تقديم خدمات
القرب ،فقد دأبت المجالس الجهوية للحسابات على إدراج مهام رقابية ضمن برامجها السنوية تروم
تقييم تدبير شؤون هذه الجماعات.
وفي هذا السياق ،قامت هذه المجالس الجهوية للحسابات بإنجاز 87مهمة رقابية ،في إطار مراقبة
التسيير ،تهم جماعات ذات طابع قروي ،خالل سنة ،2021موزعة على 39عمالة وإقليما بإحدى
عشر جهة من جهات المملكة .وتقدم الجماعات ،موضوع المراقبة ،خدماتها لحوالي 903.515
مواطن ومواطنة حسب اإلحصاء العام للسكان والسكنى لسنة .2014وقد ركزت هذه المهمات على
الجوانب المتعلقة ب تدبير المرافق العمومية األساسية وتنفيذ المشاريع والطلبيات العمومية ونظام
المراقبة الداخلية.
أوال .المرافق العمومية األساسية
.1توزيع الماء والتطهير السائل
العمل على مواصلة تعميم التزود بالماء الصالح للشرب
تعرف مجموعة من الجماعات ( 12جماعة من العينة التي شملتها المراقبة) خصاصا في التزود
بالماء الصالح للشرب ،حيث إن نسبة الربط الفردي بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب لم تتعد ،على
سبيل المثال %40 ،بجماعة موالي أحمد الشريف (إقليم الحسيمة) و %34بجماعة معتركة )إقليم
فكيك) ،حسب ما هو مضمن في مونوغرافية الجماعتين المذكورتين لسنة .2020
وتجدر اإلشارة إلى أن مشاريع تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب شكلت أحد أهم محاور المخططات
الجماعية للتنمية أو برامج عمل الجماعات موضوع المراقبة ،وذلك في إطار اتفاقيات شراكة مع
المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الذي يتكلف بإنجازها .غير أن هذه االتفاقيات إما أنها
لم تُفَعَّل على أرض الواقع أو الزالت تعرف تأخرا على مستوى اإلنجاز ،ويتعلق األمر أساسا بثالث
اتفاقيات بمبلغ إجمالي ناهز 103مليون درهم .حيث إنه ،ولئن قامت بعض الجماعات بتهيئة أو
إصالح منابع المياه الطبيعية وحفر اآلبار قصد تمكين ساكنة المناطق القريبة من التزود بالماء ،إال
أن الجهود المبذولة تظل غير كافية ،مما أدى إلى بروز عدة تفاوتات داخل نفس المجال الترابي.
وقد أشارت وزارة االقتصاد والمالية ،بخصوص تزويد الساكنة القروية بالماء الصالح للشرب ،إلى المجهودات
التي قامت بها الدولة من خالل حساب "حصة الجماعات الترابية من منتوج الضريبة على القيمة المضافة"
في تمويل عدد من المشاريع التي يتولى تنفيذها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ،مضيفة بأن
الحكومة قامت بإعداد البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي 2027-2020بغالف مالي قدره
115,4مليار درهم ،والذي يهدف إلى تنمية العرض المائي وتدبير الطلب وتقوية التزويد بالماء الصالح
للشرب بالمجال القروي.
الحرص على ضمان جودة المياه المخصصة للشرب
ال يتم على مستوى مجموعة من الجماعات اتخاذ ما يكفي من اإلجراءات الضرورية لمراقبة جودة
المياه المستهلكة ،من خالل طلب القيام بإجراء تحاليل مخبرية دورية للتأكد مما إذا كانت خصائص
المياه الموجهة لالستهالك عن طريق قنوات الربط الفردي أو السقايات العمومية أو اآلبار ،على حد
سواء ،تستجيب لمعايير الجودة المعتمدة .باإلضافة إلى ذلك ،ال يتم على مستوى بعض الجماعات
القيام بالمعالجة األولية للمياه المستهلكة من قبيل صب مادة الكلور ،في حين ال تباشر جماعات أخرى
43يبلغ عدد هذه الجمعيات 6.719جمعية موجودة على مستوى 10جهات (التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي -2019
.)2020
من جانبها ،أكدت وزارة االقتصاد والمالية في هذا الصدد بأن إشكاالت ضبط استهالك الطاقة الكهربائية
وصيانة المسالك والطرقات وجمع النفايات المنزلية ،تتقاسمها معظم الجماعات ذات الطابع القروي ،مشيرة
إلى أن األمر يتطلب إرساء استراتيجية مندمجة ومواكبة متواصلة ،تأخذ بعين االعتبار الموارد المالية والبشرية
والقدرات التدبيرية لهذه الجماعات ،لبلوغ مستوى الحكامة المطلوبة.
.3الطرق
ضرورة القيام ،بتنسيق مع مختلف األطراف المعنية ،بصيانة الطرق والمسالك بصفة
دورية اعتمادا على برنامج يحدد األولويات مع الحرص على اختيار المواد المالئمة
تمكن عملية الصيانة الدورية للطرق والمسالك من الرفع من العمر االفتراضي للطرق ،وتمتد
باإلضافة إلى أشغال القارعة إلى المنشآت المائية التي تستلزم التنظيف من مترسبات مياه األمطار
كاألوحال واألحجار تفاديا النسدادها وبالتالي تضرر القارعة نتيجة غمرها باألمطار .وقد تدهورت
حالة الطرق بمجموعة من الجماعات نتيجة عدم القيام بالصيانة الدورية التي يجب أن تستند إلى
برنامج مسبق يحدد أولويات التدخل.
لزوم توثيق عمليات اإلتالف التي يقوم بها األغيار
قد يحدث أن تقوم بعض المؤسسات ،من أجل تمديد شبكاتها ،بإتالف الطرق المتواجدة داخل
الجماعات .إال أنه وبالرغم من الترخيص لها من أجل ذلك ،ال يتم إنجاز محاضر توثق حالة الطرق
وعمليات الحفر واإلتالف ،مما يستعصي معه تحديد المصاريف الالزم تحميلها لهم.
عنونة المسالك الطرقية
رغم توفر الجماعات على شبكة من المسالك ،فإن بعضها ال يُ ْع ِّمل على عنونتها تطبيقا لمقتضيات
المرسوم رقم 2.17.307الصادر في 3يوليو 2017بتحديد مضمون نظام العنونة المتعلق بالجماعة
وكيفية إعداده وتحيينه ،مما ال يسهل التنقل وسطها.
أفادت وزارة الداخلية بأنها قامت بإعداد دليل منهجي يتعلق بإنجاز وتتبع وتقييم برامج عمل الجماعات ،حثت
فيه على وجوب تضمن هذه البرامج لكل ما هو أولوي ،وبالتالي ضرورة اٍدراج مشاريع إنجاز وصيانة الطرق
لكونها من أولويات التنمية المحلية .كما أشارت إلى أنها أعدت دليال آخر يشتمل على مختلف مراحل اٍعداد
وتحيين نظام العنونة ،مضيفة بأنها تعمل بالتعاون مع مجموعة من القطاعات الوزارية األخرى في إطار
برنامج تقليص الفوارق المجالية واالجتماعية من خالل تقوية الدعم المالي للمساهمة في اٍحداث وإعادة تأهيل
الطرق والمسالك القروية بتلك المناطق.
وتأسيسا على ما سبق ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية ،من خالل والة الجهات
وعمال العماالت واألقاليم ،بحث الجماعات على ما يلي:
-تسوية الوضعية القانونية للعقارات قبل مباشرة اإلجراءات المتعلقة بإنجاز المشاريع؛
-العمل على إعداد دراسات تقنية دقيقة قبلية من أجل التمكن من ضبط الحاجيات الخاصة
بالمشاريع المزمع إنجازها وتجويد ملفات طلبات العروض؛
-الحرص على تضمين نظام االستشارة الخاص بالصفقات للمؤهالت التقنية الواجب
استيفاؤها من طرف المتنافسين ،وذلك ضمانا لمشاركة مقاولين يتوفرون على
المؤهالت التقنية التي يتطلبها إنجاز المشاريع؛
-العمل على تتبع األشغال بصفة منتظمة والتحقق من جودة المواد المستعملة إلنجاز
األشغال وذلك بالقيام بزيارات ميدانية منتظمة ألوراش المشاريع الجماعية ،وإعداد
محاضر دورية بهذا الشأن ،وكذا الحرص على حضور مكاتب الدراسات والمراقبة
المتعاقد معها بهذا الخصوص.
ثالثا .نظام المراقبة الداخلية
.1تدعيم آليات الحكامة ونظام المراقبة الداخلية
تبني نظام التدبير بحسب األهداف
تتولى الجماعات تدبير أغلب المشاريع دون مراعاة مقتضيات المادتين 271و 272من القانون
التنظيمي رقم ،113.14حيث ال يتم االلتزام بتبني نظام التدبير بحسب األهداف ،وبوضع منظومة
تتبع المشاريع والبرامج ،وباعتماد تقييم األداء وتقديم حصيلة التدبير ،مما ال يساعد على تقييم أداء
ونجاعة عمل الجماعة بشكل موضوعي.
أوضحت وزارة الداخلية أنها تضع بشكل مسترسل ومتواتر ،رهن إشارة الجماعات آليات مختلفة ومتنوعة
لدعم القدرات التدبيرية لمنتخبيها وأطرها ،من قبيل الدالئل حول اختصاصات الجماعات والطرق الحديثة في
تدبير الشأن المحلي .كما تعمل على تنظيم دورات تكوينية لمجالس الجماعات بهذا الخصوص ،ليتم استنباط
مختلف األساليب الفعالة لتدبير الجماعة من خالل تبني نظام التدبير بحسب األهداف ووضع منظومة لتتبع
المشاريع والبرامج تحدد فيها األهداف المراد بلوغها ومؤشرات الفعالية المتعلقة بها وغيرها.
ضرورة التوفر على نظام للمراقبة الداخلية ودليل مرجعي لإلجراءات والمساطر
اإلدارية
ال يتوفر تنظيم العمل اإلداري بالجماعات موضوع المراقبة على نظام فعال للمراقبة الداخلية ،الذي
من شأنه تمكينها من تتبع العمليات المنجزة من طرف الوحدات اإلدارية والتأكد من تناسقها وتكاملها.
وفي هذا اإلطار ،ال تتوفر أغلب هذه الجماعات على دليل لإلجراءات والمساطر اإلدارية الداخلية
يحدد طريقة إنجاز المهام المنوطة بمختلف مصالحها.
من جهة أخرى ،وخالفا لمقتضيات المادة 272من القانون التنظيمي ،لم تقم أغلب الجماعات التي
تمت مراقبتها باعتماد نظام للمراقبة الداخلية واالفتحاص .وال تقوم كذلك بدراسة تقارير التقييم
واالفتحاص والمراقبة الداخلية وتقديم الحصيلة ضمن جداول أعمال مجالسها؛ وال تنشر هذه التقارير
بجميع الوسائل المالئمة ليطلع عليها العموم .وينتج عن غياب نظام للمراقبة الداخلية عدم توفير
المعلومات والمعطيات التي تساعد على متابعة وتقييم األداء واتخاذ القرارات المالئمة عند اكتشاف
الخلل في الوقت المناسب.
من جانبها ،أوضحت وزارة االقتصاد والمالية بأن إشراك الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات إلنجاز
الدالئل والمساطر الالزمة وتنظيم دورات تكوينية وتحسيسية لفائدة الجماعات ذات الطابع القروي نظرا لوجود
حاجة مشتركة بين كل هذه الجماعات ،من شأنه أن يساهم في تحفيز الجماعات المعنية على االنخراط في
مسلسل الحكامة الجيدة.
اعتماد هيكلة إدارية متناسبة مع عدد الموارد البشرية المتوفرة
اعتمدت بعض المجالس الجماعية التي يقل عدد سكانها عن 15.000نسمة ،المقرر الخاص بالهيكل
التنظيمي ،استنادا إلى منشور السيد وزير الداخلية عدد 43بتاريخ 28يونيو 2016المتعلق بالهيكلة
التنظيمية للجماعات الترابية.
ويتكون هذا الهيكل التنظيمي من مديرية وثالث مصالح باإلضافة إلى مكتب للضبط .إال أن عدد
الموظفين ال يتناسب دائما مع التنظيم المؤشر عليه .األمر الذي يجعل مجموعة من الوحدات اإلدارية
تبقى دون موظفين مع تكليف بعضهم بوحدتين أو أكثر مع ما يثيره ذلك من إشكاليات تتعلق بممارسة
شخص واحد لمهام متعددة ،قد تكون بعضها متنافية .ويؤثر نقص الموارد البشرية على قدرة بعض
الجماعات على القيام بمختلف المهام المنوطة بها وتغطية جميع مجاالت تدخلها ،كما قد يؤثر على
فعالية الموظفين ومردوديتهم بسبب تراكم المسؤوليات التي يتولونها ،مما ينعكس سلبا على االستجابة
لطلبات الساكنة.
أشارت وزارة الداخلية إلى أنها بادرت إلى إصدار الدوريتين عدد D4790بتاريخ 31يونيو 2018وD6744
بتاريخ 30شتنبر 2021حول التعيين في المناصب العليا بالجماعات الترابية وهيئاتها ونظام التعويض عن
المسؤولية الذي أصبح محفزا الستقطاب األطر ذات الخبرة والكفاءة ،باإلضافة إلى بعض القرارات والمناشير
ذات الصلة ،والتي شكلت خارطة طريق لتزويد الجماعات ،سواء تلك التي يفوق أو يقل عدد سكانها عن
15.000نسمة ،بالموارد البشرية الكافية .كما قامت الوزارة في هذا الصدد بإعداد هياكل تنظيمية نموذجية
تأخذ بعين االعتبار التوزيع السليم والمتوازن للموارد البشرية للجماعات لتمكينها من القيام بمختلف مهامها
وتغطية جميع مجاالت تدخلها وللحيلولة دون تكليف بعض الموظفين بوحدتين أو أكثر مع ما يثيره ذلك من
تركيز للمهام ،قد تكون بعضها متنافية.
ضرورة إعداد بطائق توصيف المناصب والوظائف
ال يتم تحديد مهام الموظفين ومجال تدخلهم وطريقة العمل التي يجب اعتمادها في إطار وظائفهم في
مقررات تعيينهم .وترجع أسباب ذلك إلى عدم قيام مسؤولي إدارة الجماعة بإعداد بطائق توصيف
المهام أو الوظائف التي تعتبر من الوسائل العملية في تدبير الموارد البشرية.
ويقتضي الحرص على نجاعة التنظيم اإلداري والرفع من مستوى أداء الوظائف بكفاءةٍ وضع بطاقة
لكل منصب أو وظيفة تبين طبيعته وأهدافه التدبيرية والخدماتية والمسؤوليات المتعلقة به ،كما يجب
أن تتضمن هذه الوثيقة تفصيال للمؤهالت العلمية والمعرفية والكفاءات والخبرات العملية الالزم
توفرها ل تولي المنصب أو الوظيفة .وتتجلى أهمية هذه الوسائل التدبيرية في وضع معايير لشغل
المناصب والوظائف وتعريف الموظف المكلف بالمنصب أو المهمة اإلدارية بمسؤولياته واألعمال
ولهذه الغاية ،توصي المجالس الجهوية للحسابات وزارة الداخلية والوزارة المكلفة بقطاع المالية
باإلسراع بإعداد القرار المشترك المتعلق بتحديد شروط وكيفيات مسك محاسبة المواد؛
كما توصي وزارة الداخلية بما يلي:
-مواكبة الجماعات من أجل وضع نظام للتقييم والمراقبة الداخلية وإحداث وحدات
االفتحاص الداخلي وتحديد طرق وكيفيات مسك محاسبة المواد؛
-إعداد دالئل للمساطر األكثر تداوال ونشرها والتعريف بها بواسطة دورات تكوينية؛
وتوصي أيضا وزارة الداخلية ،من خالل والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم ،بحث الجماعات
على القيام بما يلي:
-العمل على توصيف دقيق لمهام كل موظف في قرار تعيينه مع تضمينه المقتضيات
المتعلقة بأعمال التوثيق واألرشفة الخاصة به وأعمال التنسيق والتواصل الضرورية
التي تربطه بالمصالح األخرى بالجماعة؛
تعتبر التنقالت الحضرية رافعة رئيسية لتسهيل الولوج المتكافئ للمواطنين إلى الفرص االقتصادية
والخدمات العمومية وتعزيز التمازج االجتماعي داخل المدن .في هذا الصدد ،فحسب إسقاطات السكان
لسنة 2022التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط ،يتركز أكثر من %76من إجمالي الساكنة
الحضرية في 45جماعة يتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة .وقد ارتفع األسطول الوطني للسيارات
(سيارات الخدمات والركاب) من 3,5مليون سيارة في سنة 2015إلى 4,4مليون في سنة ،2020
أي بزيادة إجمالية قدرها .%26ويساهم هذا االرتفاع المستمر في معدل استعمال السيارات في الرفع
من استخدام الطرق الحضرية والزيادة من حدة ازدحام حركة السير داخل المراكز الحضرية.
وإدراكا منها للتحديات التي يطرحها التنقل الحضري ،انخرطت وزارة الداخلية في تنفيذ "استراتيجية
وطنية للتنقالت الحضرية" ،ابتداء من سنة .2008ويتمثل الهدف العام لهذه االستراتيجية في إرساء
نظام فعال للنقل الحضري يستوفي شروط الجودة والتكلفة واحترام البيئة ويحقق الجدوى المالية
المستدامة مع إعطاء األولوية للنقل العمومي .لهذا الغرض ،تم وضع خطة عمل تتألف من 54إجراء
مقسما إلى أهداف محددة تتعلق بالجوانب التالية :تعزيز اإلطار المؤسساتي والتشريعي والتنظيمي،
تحسين مرفق النقل الحضري ،تعزيز قدرات الجماعات في تنظيم وتدبير المرور والطرق ومواقف
السيارات وإنشاء آليات تمويل مستدامة.
وقد شهد قطاع التنقالت الحضرية تطورا مهما ،بفضل المجهودات التي قامت بها وزارة الداخلية
والجماعات الترابية من أجل تطوير النقل الحضري ،وسد عجز البنيات التحتية على المستوى المحلي،
وإعداد وثائق تخطيط التنقل الحضري وتمويل الدراسات الالزمة ،باإلضافة إلى دعم التجمعات
الحضرية الكبيرة للدار البيضاء والرباط-سال وأكادير ومراكش في تنفيذ مشاريع وسائل النقل
العمومي في مدار خاص ،وتحسين تهيئة شبكة الطرق داخل المجال الحضري.
وقد تمحورت المهمة الرقابية المنجزة في هذا اإلطار حول تصميم وإعداد االستراتيجية المذكورة
واإلطار القانوني والمؤسساتي لقطاع التنقالت الحضرية ،وكذا الجوانب المرتبطة بالتخطيط والتدبير،
بما في ذلك حركة السير ووقوف العربات ،فضال عن آليات التمويل.
.1تصميم وإعداد االستراتيجية الوطنية للتنقالت الحضرية
كشف تحليل اإلطار التصميمي للمذكرة االستراتيجية القطاعية للتنقالت الحضرية وخطة عملها عن
وجود بعض أوجه القصور التي من شأنها أن تؤثر على مالءمتها واتساقها وبالتالي تساهم في الحد
من تبني هذا اإلطار االستراتيجي والتقليص من أثره.
الحاجة إلى وضع إطار استراتيجي جديد للتنقالت الحضرية مندمج مع باقي
االستراتيجيات القطاعية والترابية
اعتمدت وزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية) برنامج شراكة تقنية مع البنك الدولي
من أجل وضع استراتيجية وطنية ،خلصت إلى اعتماد مذكرة تناولت تشخيصا لقطاع التنقالت
الحضرية وقدمت التوجهات االستراتيجية الرئيسية التي وجب ارساؤها بهدف تجاوز الوضعية
الحرجة للتنقالت داخل التجمعات الحضرية.
وقد ظل قطاع التنقالت الحضرية مؤطرا بمذكرة استراتيجية اُعتمدت في أبريل ،2008افتقدت للدقة
والوضوح الالزمين إلرساء استراتيجية وطنية حقيقية للتنقالت الحضرية ولتشكيل إطار مرجعي
يوفر رؤية شاملة ومتكاملة ومتسقة .وعالوة على ذلك ،فإن أول إجراء استراتيجي أوصت به في
خطة عملها هو ضرورة "إعداد استراتيجية وطنية لقطاع التنقالت الحضرية" على المدى القصير.
44تشمل وسائل النقل المعتدلة جميع التنقالت غير اآللية مثل المشي على األقدام وركوب الدراجات الهوائية وغيرها من أنماط النقل الصديقة
للبيئة والمعززة للنشاط البدني.
تعد الوكاالت الحضرية آلية مؤسساتية وأداة من أدوات التخطيط والتدبير الحضري التي اعتمدتها
بالدنا ،بغية مواجهة التحديات الديموغرافية والعمرانية والتوسعات المجالية للمدن وإطار االستثمار.
وتضم شبكة الوكاالت الحضرية 30وكالة تم إنشاؤها تدريجيا خالل الفترة الممتدة ما بين سنتي
1984و .2013وتخضع هذه المؤسسات العمومية التي تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل
المالي لوصاية القطاع الحكومي المكلف بالتعمير وإعداد التراب الوطني .يدير الوكاالت مجلس إدارة
ويدبر شؤونها مدير ،باستثناء الوكالة الحضرية للدار البيضاء التي يرأسها عامل وتخضع لوصاية
وزارة الداخلية.
وقد بلغت الميزانية اإلجمالية للوكاالت الحضرية التسعة والعشرين الخاضعة لوصاية القطاع
الحكومي المكلف بالتعمير حوالي مليار درهم برسم السنة المالية ،2020بما في ذلك اإلعانة المبرمجة
من ميزانية الدولة والتي قدرها 946مليون درهم ،منها 600مليون درهم تم تحويلها لفائدة 29وكالة
حضرية ( 470مليون درهم تخص التسيير و 130مليون درهم تخص االستثمار) .أما بالنسبة للوكالة
الحضرية للدار البيضاء ،فقد بلغت ميزانيتها اإلجمالية 525,5مليون درهم برسم نفس السنة المالية،
منها إعانة قدرها 54مليون درهم.
وخالل سنة ،2020بلغ عدد العاملين بهذه المؤسسات 1.982مستخدما .وفيما يخص التخطيط
الحضري ،بلغ متوسط إنتاج الوكاالت الحضرية لوثائق التعمير ،حوالي 120وثيقة في السنة .أما
فيما يتعلق بالتسيير الحضري ،فتتم معالجة متوسط يقدر بما مجموعه 100.000ملف سنويا ،تتعلق
80.000منها بالمشاريع الصغيرة ( %80من مجمل الملفات السنوية).
وعلى الرغم من مساهمتها في التطور المهم الذي حققته بالدنا في مجالي التعمير وإعداد التراب
ومراكمتها لخبرة تتجاوز 30سنة ،ال زالت ممارسة الوكاالت الحضرية لمهامها تتسم بمجموعة من
أوجه القصور في ظل بيئة تعرف تدخل العديد من الفاعلين وتتداخل فيها رهانات مهمة ذات ارتباط
وثيق بالتنمية الحضرية والتحديات االجتماعية واالقتصادية والبيئية.
وتنضاف إلى ذلك التحديات الناشئة عن اإلصالحات والتوجهات الجديدة (الجهوية المتقدمة ،النموذج
التنموي الجديد ،إلخ) وتحديات التعمير التي تفرض الحاجة إلى إعادة التفكير في طرق تدبير القضايا
المتعلقة بالتنمية الحضرية.
وقد تناولت هذه المهمة ،التي أنجزت من طرف المجلس األعلى للحسابات بشراكة مع المجالس
الجهوية للحسابات ،تقييم مهام الوكاالت الحضرية وآليات حكامتها وموارده المالية والبشرية،
باإلضافة إلى مكانة هذه الوكاالت وتموقعها وقدرتها على االستجابة للتحديات الترابية الجديدة.
أوال .تقييم مهام الوكاالت الحضرية
إكراهات في ممارسة الوكاالت الحضرية الختصاصها المتعلق بالتخطيط الحضري
تقوم الوكاالت الحضرية بدور مهم في اإلشراف على عمليات التمدن والتنمية الترابية باعتبارها
شريكا تقنيا للفاعلين المحليين.
وقد مكنت الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات قصد تغطية التراب الوطني بوثائق التعمير ،من إنتاج
أكثر من 700وثيقة تخطيط بين سنتي 2016و ،2021ويتعلق الجزء الرئيسي منها بتصاميم تهيئة،
مما رفع معدل التغطية الوطنية من %68في سنة 2016إلى %85في سنة .2021
وتواجه الوكاالت الحضرية في قيامها بالدور المتعلق بإعداد وثائق التعمير ،العديد من المعيقات
المرتبطة ،من جهة ،ببطء اإلجراءات وتعقيدها وبتعدد الفاعلين المتدخلين في العملية وكذا صعوبة
يعتبر مشروع تهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق ،من أهم األوراش المهيكلة المساهمة في التنمية
االقتصادية واالجتماعية لمدينتي الرباط وسال .ويمتد هذا المشروع على مجال تفوق مساحته ستة
آالف هكتار ،ويتألف من ستة أجزاء من المنبع حتى المصب (باب البحر ،الساحة الكبيرة ،قصبة أبي
رقراق ،صهريج الوادي ،المنزه الكبير ،مشارف حساين).
واعتبارا لألهمية االستراتيجية والتاريخية واإليكولوجية للموقع ،فقد تم إحداث "وكالة تهيئة ضفتي
أبي رقراق" بموجب القانون رقم 16.04الصادر في 23نوفمبر ،2005وتم الشروع في أعمال
التهيئة في يناير .2006وتعتبر هذه الوكالة مؤسسة عمومية ،تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل
المالي ،يديرها مجلس إدارة يرأسه رئيس الحكومة ،ويسيرها مدير .وتضم هذه الوكالة خمس شركات
تابعة لها وهي :شركة مارينا أبي رقراق ،وشركة أبي رقراق الثقافات ،وشركة الطرامواي الرباط
سال ،وشركة الوقت األخضر ،باإلضافة لشركة صبر للتهيئة ،كما تساهم في رأسمال كل من شركة
أمواج وشركة باب البحر.
ومن أجل ضبط األهداف التقنية والمالية واالقتصادية المنوطة بالوكالة ،وكذا التخطيط وتمويل
وجدولة تنفيذ وتتبع مشاريع التهيئة واالستثمار ،أبرمت الوكالة عقدي -برنامج مع الدولة ،األول للفترة
الممتدة بين سنتي 2006و ،2012والثاني للفترة الممتدة بين سنتي 2014و .2018كما قامت بتعبئة
ميزانية إجمالية ناهزت 7,8مليار درهم ،وذلك خالل الفترة ،2020-2015شكلت الموارد الذاتية
المعبأة فيها نسبة %13من ميزانية الوكالة (أي ما يناهز 989مليون درهم) .وقد خصص مبلغ
7,5مليار درهم من هذه الميزانية لالستثمار و 371مليون درهم للتسيير .كما تجدر اإلشارة إلى أن
مساحة األراضي التي تم اقتناؤها من طرف الوكالة ،ناهزت 453هكتارا بمبلغ 990مليون درهم،
وهو ما يشكل %19من المساحة المتوقعة في تصميم التهيئة الخاص بضفتي أبي رقراق.
وقد بلغ إجمالي عدد مستخدمي الوكالة والشركات التابعة لها ،إلى غاية سنة ،2021ما مجموعه
162مستخدما ،من بينهم 84مستخدما يعملون بالوكالة ،موزعين على ثالثة أقطاب (القطب المالي
والدعم وقطب التهيئة وقطب التدبير الترابي) ،وعلى ثالث مديريات (التخطيط الحضري ،والتدقيق
والرقابة الداخلية والموارد البشرية واللوجستيك ونظام المعلومات).
وهدفت المهمة الرقابية المنجزة ،في هذا اإلطار ،إلى تقييم جوانب التنظيم والحكامة والنموذج
االقتصادي والمالي للوكالة.
أوال .تنظيم وحكامة الوكالة
.1مجلس اإلدارة
أناطت المادة 41من القانون رقم 16.04المتعلق بتهيئة واستثمار ضفتي أبي رقراق بمجلس إدارة
الوكالة جميع الصالحيات والسلط الالزمة إلدارتها .وطبقا لمقتضيات المرسوم رقم 2.05.1514
الصادر لتطبيق القانون المذكور ،فإن مجلس إدارة الوكالة يترأسه رئيس الحكومة ،ويتألف من رؤساء
الجماعات الترابية للرباط وسال ،ورؤساء الغرف المهنية بالرباط وسال ،ومدير الوكالة الحضرية
للرباط وسال ،ومدير وكالة الحوض المائي ألبي رقراق والشاوية ،باإلضافة إلى ممثلي الوكالة .كما
يشارك في أشغاله وزير الداخلية والوزراء المكلفون بإعداد التراب الوطني واإلسكان والمالية
والفالحة والثقافة والتجهيز والنقل والسياحة والصناعة والتجارة .إال أن العدد المهم لألشخاص
المدعوين للمشاركة في دورات مجلس اإلدارة ،إلى جانب أعضائه القانونيين ،قد يحد من فعاليته
ويعيق تبني قرارات ذات بعد استراتيجي والتي من شأنها تقديم حلول للتحديات األساسية التي تواجهها
الوكالة.
القطاعات المالية
%44 7 %12 2 %44 7 16 مراقبة تسيير الوديع المركزي
%11 2 %50 9 %39 7 18 مراقبة تسيير صندوق اإليداع والتدبير
- - %91 10 %9 1 11 مراقبة تسيير شركة "ميدزد"
قطاع الصحة
%9 1 %18 2 %73 8 11 المركز االستشفائي االقليمي ببوجدور
المركز االستشفائي اإلقليمي موالي عبد هللا
%32 9 %4 1 %64 18 28
بالمحمدية
المركز االستشفائي اإلقليمي محمد الخامس
%6 1 %35 6 %59 10 17
بالحي المحمدي ،الدار البيضاء
%6 1 %47 8 %47 8 17 مستشفى محمد السادس بطنجة
%26 5 %32 6 %42 8 19 المركز االستشفائي اإلقليمي بقلعة السراغنة
- - %71 22 %29 9 31 المركز االستشفائي االقليمي لسيدي سليمان
مراقبة نظام التأمين اإلجباري األساسي عن
%25 3 %58 7 %17 2 12 المرض لفائدة أجراء القطاع الخاص المدبر من
طرف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي
%14 1 %86 6 - - 7 مراقبة تسيير الوكالة الوطنية للتأمين الصحي
مراقبة تسيير الصندوق الوطني لمنظمات
%100 9 - - - - 9
االحتياط االجتماعي
قطاعات التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين
- - %26 8 %74 23 31 كلية العلوم والتقنيات بمراكش
البحث العلمي والتكنولوجي بجامعة محمد
- - %38 5 %62 8 13
الخامس بالرباط
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
%4 1 %38 9 %58 14 24
بسال التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط
مراقبة تسيير المدرسة الوطنية للهندسة
%7 1 %40 6 %53 8 15
المعمارية بالرباط
%40 4 %10 1 %50 5 10 مراقبة تسيير المعهد الملكي لتكوين األطر
مراقبة تسيير مجموعة المعهد العالي للتجارة
- - %50 4 %50 4 8
وإدارة المقاوالت
%17 3 %39 7 %44 8 18 مراقبة تسيير المعهد الوطني للتهيئة والتعمير
كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد
%7 1 %50 7 %43 6 14
األول بوجدة
- - %61 8 %39 5 13 المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون
مراقبة تسيير األكاديمية الجهوية للتربية
%13 2 %67 10 %20 3 15
والتكوين سوس-ماسة
%27 9 %33 11 %40 13 33 مهمة تقييم تدابير النجاعة الطاقية
%13 6 %60 27 %27 12 45 تقييم تدبير الملك العمومي المائي
مراقبة تسيير مركزي تسجيل السيارات
- - %78 7 %22 2 9
بمدينتي طنجة وتطوان
القطاعات اإلنتاجية
مراقبة تسيير المكتب الوطني للسالمة الصحية
%12 9 %10 7 %78 56 72
للمنتجات الغذائية (أونسا)
%10 2 %32 8 %58 14 24 برنامج توسيع الري
تقييم إنجازات مخطط الصيد البحري
%26 14 %34 18 40% 21 53
"آليوتيس'' عن الفترة 2016-2009
%8 2 %58 15 %34 9 26 تثمين وإعادة إحياء غابات الفلين
7% 2 %83 25 %10 3 30 مهمة تقييم سلسلة الزيتون
قطاع اإلعالم
التدبير المالي وحكامة شركة الدراسات
%5 1 %16 3 %79 15 19
واإلنجازات السمعية البصرية (صورياد )2M
البث األرضي والفضائي للقنوات التلفزية
%9 2 %18 4 %73 16 22 واإلذاعية من قبل الشركة الوطنية لإلذاعة
والتلفزة
حكامة وتدبير إنتاج البرامج التلفزية للشركة
%4 1 %48 14 %48 14 29
الوطنية لإلذاعة والتلفزة
البرامج الموجهة للنهوض بالصناعة
%15 9 %46 27 %39 23 59
السينمائية (المركز السينمائي المغربي)
قطاعات أخرى
%4 3 %23 17 %73 55 75 تدبير المؤسسات السجنية
المهمة الموضوعاتية حول مدى جاهزية
- - %87 7 %13 1 8 المغرب لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة
2030-2015
%13 111 %39 334 %48 416 861 المجموع العام
وتبرز البيانات الواردة في الجدول أعاله تفاعال إيجابيا من طرف األجهزة المعنية من أجل تنفيذ
التوصيات الصادرة عن المجلس .ذلك أن نسبة التوصيات المنفذة كليا أو التي هي في طور التنفيذ قد
بلغت ،%87مع تسجيل تطور ملموس مقارنة مع سنة 2017التي بلغت فيها هذه النسبة .%78أما
التوصيات التي لم يتم تنفيذها بعد فلم تتجاوز نسبتها .%13وتعكس هذه النسب الجهود المبذولة من
طرف مختلف األجهزة المعنية لتجاوز أوجه القصور التي سجلت خالل مهمات المراقبة ،كما تظهر
األثر اإليجابي لتنفيذ هذه التوصيات والتوجيهات الصادرة ،ومساهمته في تحسين أداء هذه األجهزة.
ويمكن تفصيل نتائج عمليات التتبع حسب مستوى تنفيذ التوصيات ذات الصلة ،على النحو الموالي:
وهكذا ،وانطالقا من البيانات المدرجة في الجدول أعاله ،يتبين أن نسبة االستجابة للتوصيات الصادرة
عن المجالس الجهوية للحسابات ،سواء بتنفيذها ( 1.682توصية) أو بالشروع في ذلك (950
توصية) ،بلغت %90في حين أن نسبة التوصيات غير المنجزة ( 295توصية) وصلت إلى ،%10
وهو ما يعكس ،في المجمل ،تفاعال إيجابيا لألجهزة المعنية مع توصيات المجالس الجهوية للحسابات،
ويبرز أيضا المجهودات والتدابير المتخذة من أجل تحسين طرق تدبيرها والرفع من أدائها .وحري
باإلشارة أيضا إلى أن نسبة االستجابة لتوصيات المجالس الجهوية للحسابات قد عرفت ارتفاعا خالل
سنة 2018مقارنة بسنة ،2017إذ انتقلت من %81إلى .%89
.2أثر ملموس لتنفيذ التوصيات
تحرص المجالس الجهوية للحسابات أثناء عمليات تتبع تنفيذ التوصيات على رصد الجوانب التي
تبرز أثر المهمات الرقابية المنجزة.
وفي هذا السياق ،وإضافة إلى كونها ساهمت في تصحيح مجموعة من الممارسات غير القانونية ،فقد
كان للتوصيات التي أصدرتها المجالس الجهوية للحسابات أثر إيجابي على تحسين األداء على عدة
مستويات ،وذلك من خالل مجموعة من العناصر والمعطيات ،تتجلى أساسا فيما يلي:
الحكامة والرقابة الداخلية :تدابير من أجل دعم آلياتها وتعزيز أنظمتها
سعيا إلى تقوية آليات الحكامة وتعزيز أنظمة الرقابة الداخلية ،اتخذت مجموعة من الجماعات الترابية
عدة إجراءات وتدابير ،من أهمها ما يلي:
-تفعيل أدوار اللجان الدائمة باعتبارها آلية مهمة لمساعدة المجالس الجماعية على تدارس
المسائل المعروضة عليها واتخاذ المقررات المناسبة بشأنها؛
-تشكيل لجان تقنية لتتبع تنفيذ المشاريع وكذا لتتبع تنفيذ عقود التدبير المفوض؛
-اعتماد هياكل تنظيمية وتفعيلها مع تفادي ،قدر اإلمكان ،تركيز المهام ،مما كان له انعكاسات
إيجابية على التدبير اإلداري ،تجلت من خالل ضبط المساطر اإلدارية وتوضيح أفضل
للمهام المنوطة بمختلف الوحدات اإلدارية والموارد البشرية العاملة بها وتنمية للكفاءات؛
-ضبط عمليات وضع الموظفين الجماعيين رهن إشارة إدارات أخرى من خالل عقلنتها
والتقيد بالضوابط المسطرية التي تحكمها ،مما مكن من سد بعض الخصاص الذي كان
مسجال على مستوى بعض الوحدات اإلدارية؛
أوال .نتائج تنفيذ قانون المالية لسنة 12020في ظل األزمة الصحية كوفيد19-
لمواجهة تداعيات األزمة الصحية المرتبطة بجائحة كوفيد ،19اتخذت السلطات مجموعة من
اإلجراءات والتدابير المستعجلة واالستثنائية للحد من انتشار الفيروس ،والتخفيف من اآلثار الناجمة
عنه وكذا عن قرارات اإلغالق االحترازية التي تم اتخاذها منذ مارس .2020كما تم إنشاء لجنة
لليقظة االقتصادية على مستوى وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة بهدف تتبع ومراقبة تطور
الوضع االقتصادي وتحديد التدابير المالئمة لدعم القطاعات المتأثرة.
وفي هذا السياق اتخذت الحكومة تدابير وآليات مختلفة لتدبير ميزانية سنة ،2020انطلقت بإحداث
صندوق خاص لتدبير تداعيات الجائحة ،ذي طابع تضامني ،وواكبها اعتماد قانون المالية المعدل،
الذي جعل من أبرز أهدافه الحفاظ على صحة المواطنين ،ودعم االقتصاد الوطني من خالل الحفاظ
على القدرة الشرائية لألفراد واألسر المتضررة من إعالن حالة الطوارئ الصحية والتوقف المؤقت
لنشاط بعض المؤسسات وكذا دعم المقاوالت التي اضطرت إلى خفض مستوى نشاطها.
وتتجلى النتائج البارزة لتنفيذ قانون المالية برسم سنة 12020في الخالصات التالية:
1بناء على مشروع قانون التصفية رقم 20.22المتعلق بتنفيذ قانون المالية للسنة المالية 2020
▪ الميزانية العامة
نفقات الموظفين واألعوان
بلغت نفقات الموظفين واألعوان برسم سنة ،2020ما مجموعه 133,5مليار درهم ،أي ما يعادل
% 98,1من االعتمادات النهائية ،مواصلة بذلك منحاها التصاعدي ومسجلة ارتفاعا نسبته %19,5
مقارنة بسنة .2019
يعتبر أهم تأثير على نفقات الموظفين واألعوان ذلك المتعلق بدخول مقتضيات القانون التنظيمي
لقانون المالية ،التي نصت على إدراج مساهمات الدولة في إطار أنظمة االحتياط االجتماعي والتقاعد
1تتكون المداخيل غير الجبائية من عائدات االحتكار واالستغالالت والمساهمات المالية للدولة ومداخيل الخوصصة ومداخيل أخرى.
1أحدث هذا الصندوق بموجب المرسوم رقم 2.20.269الذي تم نشره بالجريدة الرسمية في 22رجب 17( 1441مارس ،)2020طبقا
للمادة 26من القانون التنظيمي للمالية التي تنص على أنه " يجوز في حالة االستعجال والضرورة الملحة وغير المتوقعة أن تحدث خالل
السنة المالية حسابات خصوصية للخزينة بموجب مراسيم طبقا للفصل 70من الدستور .ويتم إخبار اللجنتين المكلفتين بالمالية بالبرلمان مسبقا
بذلك .ويجب عرض هذه المراسيم على البرلمان بقصد المصادقة عليها في أقرب قانون للمالية ".
رابعا .التوصيات
يوصي المجلس األعلى للحسابات وزارة االقتصاد والمالية بما يلي:
▪ بخصوص اعتماد قانون المالية المعدل:
العمل على تعديل المنظومة القانونية المتعلقة بقانون المالية من أجل تأطير أفضل لمسطرة تعديل
قانون المالية وكيفية دراسته والمصادقة عليه.
▪ بخصوص تنزيل ورش نجاعة األداء:
-من أجل تجاوز النقائص التي تشوب نظام تقديم الحساب المرتبط بنجاعة األداء ،المتمثلة
أساسا في تقديم تقرير نجاعة األداء في شكل تقييم بعد اإلنجاز من طرف وزارة االقتصاد
والمالية لجميع القطاعات والمؤسسات بشكل موجز في تقرير واحد يرفق بمشروع قانون
التصفية ،سنتين تقريبا بعد انتهاء السنة المالية المعنية ،يوصي المجلس بتقديم تقارير نجاعة
األداء لكل قطاع ومؤسسة على حدة من طرف المسؤول عنها أمام نفس الهيئات الرقابية
أما بالنسبة للمجالس الجهوية للحسابات ،فقد بلغ عدد التصاريح المودعة لديها 1.796تصريحا عن
فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين خالل نفس الفترة ،في حين بلغ عدد تصاريح المنتخبين
المحليين الملزمين 4.506تصريحا ،كما يوضح ذلك الجدول التالي:
عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة الموظفين واألعوان العموميين والمنتخبين المحليين
الملزمين عن الفترة 2021 – 2010
عدد التصاريح المودعة
السنوات مجلس الحسابات المعني
المجموع موظفون منتخبون
225 160 65 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة طنجة-تطوان – الحسيمة
33.959 29.877 4.082 2021-2010
544 154 390 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الشرق
40.963 34.449 6.514 2021-2010
641 118 523 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة فاس – مكناس
46.185 39.710 6.475 2021-2010
567 127 440 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الرباط – سال – القنيطرة
33.611 29.868 3.743 2021-2010
532 136 396 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة بني مالل – خنيفرة
10.714 8.871 1.843 2021-2010
1.937 547 1.390 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة الدار البيضاء – سطات
36.501 34.037 2.464 2021-2010
613 232 381 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة مراكش – آسفي
39.244 34.749 4.495 2021-2010
715 165 550 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة درعة – تافياللت
9 361 6.642 2.719 2021-2010
386 104 282 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة سوس – ماسة
29.410 26.232 3.178 2021-2010
34 24 10 2021
المجلس الجهوي للحسابات لجهة كلميم – واد نون
4.027 3.634 393 2021-2010
بهذا ،يكون عدد التصاريح المودعة لدى المجالس الجهوية للحسابات عن فئة المنتخبين المحليين
الملزمين قد بلغ ما مجموعه 36.728تصريحا منذ دخول منظومة التصريح بالممتلكات حيز التطبيق
في سنة 2010في حين بلغ هذا العدد عن فئة الموظفين واألعوان العموميين الملزمين ،خالل نفس
الفترة ،ما مجموعه 261.157تصريحا ،أي بما مجموعه 297.885تصريحا.
▪ بخصوص عملية تتبع التصاريح
خالل سنة ،2021وجهت المحاكم المالية 5.679إنذارا للملزمين الموظفين واألعوان العموميين
الذين أخلوا بواجب التصريح وذلك بناء على المعطيات المحملة بالمنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض.
ويتعلق األمر ب 4.398منهم لم يدلوا بالتصريح األولي أو لم يجددوه ،وب 1.281لم يدلوا بالتصريح
بمناسبة انتهاء المهام.
أما بالنسبة للمنتخبين أعضاء مكاتب الجماعات الترابية والغرف المهنية المخلين بواجب التصريح
بالممتلكات ،فقد وجهت المجالس الجهوية للحسابات 5.021إنذارا منذ 15يونيو ،2022منها 1.228
موجهة للمنتخبين المخلين بواجب إيداع التصاريح الموالية لمباشرة المهام أو التجديد الدوري ،فيما
3.793تم توجيهه للمنتخبين المخلين بإيداع التصريح الموالي لنهاية االنتداب.
يجدر التذكير ،في هذا الصدد ،بأن المادة 7من القانون رقم 54.06المتعلق بإحداث التصريح
اإلجباري لبعض منتخبي المجالس المحلية والغرف المهنية وبعض فئات الموظفين أو األعوان
العموميين بممتلكاتهم ،تمنح الملزمين من فئة المنتخبين المنذرين أجل ستين ( )60يوما أيضا ،من
تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية ،وإذا لم يقم المعنيون باألمر بتسوية وضعيتهم داخل
هذه اآلجال ،يرفع رئيس المجلس الجهوي للحسابات المختص األمر إلى رئيس الحكومة الذي يصدر
مرسوما معلال بعزل الممتنع عن التصريح من عضوية المجلس الترابي أو الغرفة المهنية .ويتخذ
وزير الداخلية قرارا بتوقيف المعني باألمر مؤقتا إلى حين صدور مرسوم العزل.
أما بالنسبة للملزمين من فئة الموظفين واألعوان العموميين ،فإن نفس القانون يمنح المنذرين منهم
أجل ستين يوما ( )60من تاريخ التوصل باإلنذار قصد تسوية الوضعية ،وإذا لم يقم المعنيون باألمر
بتسوية وضعيتهم داخل هذه اآلجال ،يرفع الرئيس األول للمجلس األعلى للحسابات األمر للسلطة
الحكومية التابع لها الملزم المخل ،حيث يتعرض هذا األخير للعزل من الوظيفة أو فسخ العقد ،من
طرف السلطة الحكومية التي لها حق التأديب بالرغم من كل المقتضيات المخالفة ،طبقا ألحكام المادة
11من القانون رقم 54.06سالف الذكر.
وعندما يتعلق األمر بعدم التصريح بمناسبة انتهاء المهام أو االنتداب ألي سبب من األسباب غير
الوفاة ،تتم إحالة الملف على الجهة القضائية المختصة قصد تطبيق العقوبات المنصوص عليها في
القانون الجنائي.
قام المجلس األعلى للحسابات بتدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها
المتعلقة بالدعم السنوي الممنوح لها للمساهمة في تغطية مصاريف تدبيرها وكذا مصاريف تنظيم
مؤتمراتها الوطنية العادية برسم السنة المالية ،2020وبفحص حسابات الحمالت االنتخابية من طرف
األحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمترشحين برسم استحقاقات ،2021وذلك طبقا ألحكام
الفصل 147من الدستور ولمقتضيات المادة 3من القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم
المالية ،كما تم تغييرها وتتميمها وللقوانين التنظيمية ذات الصلة.1
1المادتان 44و 45من القانون التنظيمي رقم 29.11المتعلق باألحزاب السياسية والمادة 96من القانون التنظيمي رقم 27.11المتعلق
بمجلس النواب والمادة 97من القانون التنظيمي رقم 28.11المتعلق بمجلس المستشارين والمادة 158من القانون التنظيمي رقم 59.11
المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية والمادة 131من القانون رقم 57.11المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء
واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية.
أوال .التوجهات االستراتيجية للمحاكم المالية :من أجل إحداث األثر وتعزيز الثقة لدى المواطن
إن األوراش التي باشرتها المحاكم المالية ال يمكن أن تؤتي ثمارها ما لم يقترن تنفيذها بتوفير مجموعة
من المقومات والشروط ،ومن أهمها اعتماد استراتيجية فعالة للتواصل ،وإرساء أسس صلبة للتحول
الرقمي فضال عن تأهيل الموارد البشرية للمحاكم المالية.
وفي هذا الصدد ،اعتمدت المحاكم المالية ،سنة ،2021استراتيجية تواصلية ،تستهدف األجهزة
الخاضعة للرقابة واألطراف ذات العالقة والرأي العام ،وتروم تأطير اإلجراءات التواصلية للمحاكم
المالية ،وتنويع وسائل التواصل بصفة تدريجية .كما تتوخى إرساء منظومة للتواصل تكتسي طابعا
استباقيا وتساهم في الرفع من أثر أعمال المحاكم المالية عبر توفير المعلومة لكل األطراف ذات
العالقة ،في الوقت المالئم وبالصيغة المناسبة.
وفي السياق نفسه ،يعمل المجلس أيضا ،في حدود صالحيته ،على تعزيز قدرات اإلنصات إلى
المواطنين والمجتمع المدني من خالل تطوير منصة رقمية تفاعلية وعلى إرساء منهجية إلشعار
األطراف المعنية بالمآالت المخصصة للشكايات ذات الصلة بتدبير الشأن العمومي.
أما بخصوص التحول الرقمي ،والذي ازدادت أهميته ال سيما مع األزمة الصحية األخيرة ،فإنه يهدف
إلى ضمان استعمال ناجع وفعال لتكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة من طرف المحاكم المالية
خالل ممارسة مختلف اختصاصاتها.
ويكمن هذا التحول في إرساء ثقافة رقمية داخل المحاكم المالية وضمان تمكينها من التقنيات الحديثة
من أجل تحقيق قيمة مضافة لممارسة اختصاصاتها ،وتعزيز تحليل المعطيات وتبسيط المساطر
وتجويد عمليات إعداد التقارير واإلبالغ عن نتائج المهام الرقابية والرفع من إنتاجيتها .كما يتوخى
التحول الرقمي تشجيع العمل التشاركي وتبادل المستندات ورقمنة الحسابات وباقي الوثائق الموجهة
للمحاكم المالية ،وضمان مرونة وانفتاح وأمن نظام المعلومات ،وكذا حماية الممتلكات المعلوماتية
للمحاكم المالية .ويحظى هذا الورش المهيكل بدعم من عدة مؤسسات وطنية ودولية ذات خبرة واسعة
في هذا المجال من أجل مواكبة تأهيل النظام المعلوماتي للمجلس في احترام تام للمعايير الجاري بها
العمل ،ال سيما تلك المرتبطة بتجميع المعلومات واستغاللها وكذا ضمان األمن المعلوماتي.
وعلى صعيد آخر ،ال يمكن ألي إصالح أو تطوير لمناهج العمل أن يبلغ أهدافه ما لم يتم توفير الموارد
البشرية القادرة على مواكبة هذه التحوالت .لذلك ،فإن العنصر البشري يشكل الرافعة األساسية من
أجل تحقيق األهداف االستراتيجية للمحاكم المالية ،حيث يتم إيالؤه عناية خاصة تتجلى من خالل عدة
مستويات.
فبالنظر إلى نوعية المهام المسندة للمحاكم المالية واختالفها ،ومن بينها مهام ذات طبيعة خاصة
تمارس من طرف عدد محدود من األجهزة العليا المماثلة ،تتعلق ،باإلضافة إلى التصديق على
الحسابات ،بمراقبة التصاريح اإلجبارية بالممتلكات وبتدقيق حسابات األحزاب السياسية وبفحص
نفقات الحمالت االنتخابية ،فإن عمليات التوظيف بالمحاكم المالية تحظى باهتمام خاص مع ما يستلزمه
ذلك من صرامة في عملية االنتقاء ،من خالل استهداف التخصصات التي تتالءم ومهام المحاكم المالية
والتي بإمكانها أن تقدم القيمة المضافة ألعمالها ،حيث تسعى هذه المحاكم إلى توظيف كفاءات ذات
ثانيا .أنشطة الدعم والتعاون الدولي :نحو تعزيز موارد المحاكم المالية وتكريس انفتاحها وإشعاعها
تقدم مختلف أقطاب المجلس األعلى للحسابات الدعم المادي والمهني لغرف المجلس وللمجالس
الجهوية للحسابات ،بما يسمح لها بتنفيذ مهامها الرقابية في أفضل الظروف .وتشمل آليات الدعم هاته،
على الخصوص ،الجوانب المرتبطة بتدبير الوسائل المالية والمادية وتدبير الموارد البشرية وتقوية
قدراتها المهنية وكذا نظم المعلومات والتحول الرقمي واتخاذ التدابير الالزمة في مجال التعاون،
فضال عن الدعم الذي يقدمه قطب كتابة الضبط وتدبير الحسابات بالنظر إلى المهام الجسيمة المنوطة
به في تنفيذ مختلف إجراءات المحاكم المالية.
.1الوسائل المالية والمادية
بلغت اعتمادات األداء المخصصة للمحاكم المالية ،برسم سنة ،2021ما مجموعه 408,936مليون
درهم ،مثلت فيها نفقات الموظفين حوالي ،%76بمبلغ يصل إلى 310,936مليون درهم ،في حين
مثلت مصاريف المعدات والنفقات المختلفة حوالي ،%12,3بمبلغ قدره 50مليون درهم .كما بلغت
نفقات االستثمار ما قدره 48مليون درهم ،أي ما يعادل %11,7من مجموع اعتمادات الميزانية
المخصصة للمحاكم المالية.
وقد مكنت االعتمادات المتعلقة بالمعدات والنفقات المختلفة ،برسم سنة ،2021من اإلسهام في حسن
تسيير المحاكم المالية ،حيث خصصت هذه االعتمادات أساسا لما يلي:
-صيانة مقرات المجلس والمجالس الجهوية للحسابات؛
-توفير الوسائل اللوجستيكية وأدوات العمل في إطار دعم وتسهيل المهام المنوطة بالقضاة
والموظفين؛
ه .إصدار وثائق تحصيل الغرامات المقررة في القرارات واألحكام الصادرة عن المحاكم
المالية
تفعيال للمسطرة المتعلقة بتحصيل الغرامات الصادرة عن المحاكم المالية ،قامت كتابة الضبط بإعداد
123مختصرا للقرارات واألحكام الصادرة عن المحاكم المالية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية
والشؤون المالية ،وكذا 32بيانا لإلصدار ،تم توجيهها لخزنة العماالت واألقاليم قصد مباشرة مسطرة
تحصيل ما مجموعه 2.763.900,00درهما .وبناء على ذلك ،تم إشعار األشخاص المعنيين باألمر،
قصد التوجه إلى مصالح الخزينة العامة للمملكة لتسديد الغرامات الصادرة في حقهم.
كما قامت كتابة الضبط بتبليغ رؤساء الجماعات الترابية بالنسخ التنفيذية للقرارات واألحكام الصادرة
في ميدان التأديب المالي والقاضية بإرجاع المبالغ لفائدة الجماعات والتي بلغ مجموعها
1.181.989,55درهما.
تقديم 9 ....................................................................................................................................
توجيهات هامة 17 ......................................................................................................................
الفصل األول :األنشطة القضائية للمحاكم المالية 19 .............................................................................
أوال .تعزيز وظيفتي الردع الخاص والعام في مجال التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية 20 ...........................
حصيلة نشاط المحاكم المالية 21 -----------------------------------------------------------------------------------
أغلبية اإلحاالت تمت من طرف هيئات المحاكم المالية 21 -----------------------------------------------------------
22 ------------------------ تنامي المساءلة عن أخطاء التسيير
تكريس الممارسات الجيدة في التدبير وشروط المحاكمة العادلة في االجتهاد القضائي في مادة التأديب المالي 22 ----------
ثانيا .تكريس مبدأ المساءلة في إطار اختصاص التدقيق والبت في الحسابات 34 ..................................................
تحسن مستمر في نسب اإلدالء بالحسابات 34 -----------------------------------------------------------------------
نتائج التدقيق والتحقيق والبت في الحسابات 35 ---------------------------------------------------------------------
طبيعة المخالفات 37 ---------------------------------------------------------------------------------------------
تكريس مبادئ وقواعد حماية حقوق األجهزة العمومية وضمان صحة نفقاتها 37 ---------------------------------------
ثالثا .إحالة أفعال قد تستوجب عقوبة جنائية 42 ..........................................................................................
الفصل الثاني :تتبع أوراش اإلصالحات الكبرى 44 ..............................................................................
إصالح المالية العمومية :ورش بحاجة إلى التسريع لالستجابة لمتطلبات نجاعة األداء 45 ----------------------------------
منظومة الحماية االجتماعية :ورش يعزز دعائم الدولة االجتماعية ويستدعي آليات تمويل كفيلة بضمان استدامته 53 ---------
منظومة االستثمار :الحاجة إلى اعتماد استراتيجية وطنية وبرنامج عمل لتنزيل ميثاق االستثمار 60 ------------------------
اإلصالح الجبائي :أهمية استكمال اإلصالح من أجل تحفيز االستثمار ودعم موارد الدولة 65 ------------------------------
قطاع المؤسسات والمقاوالت العمومية :الحاجة إلى إعادة النظر في محفظة المؤسسات والمقاوالت العمومية وتجميعها في
أقطاب كبرى 71 ----------------------------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث :مراقبة التسيير وتقييم البرامج والمشاريع العمومية77 ......................................................
القطاعات المالية 81 ............................................................................................................................
المالية العمومية :بعض نقط االهتمام 84 -------------------------------------------------------------------------------
نفقات االستثمار المدرجة بالميزانية العامة للدولة :أثر محدود يستدعي إعادة النظر في بنية االستثمارات العمومية وأهدافها 86
الهيئة المغربية لسوق الرساميل :ضرورة استكمال اإلصالح من أجل ضبط أفضل لألسواق المالية 95 ----------------------
قطاع الصحة103 ...............................................................................................................................
الموارد البشرية لوزارة الصحة :تفاوتات ترابية واختالالت على مستوى تغطية الساكنة 106 ------------------------------
منظومة األدوية :الحاجة لوضع سياسة دوائية وطنية ترتكز على تحفيز اإلنتاج المحلي 116 -------------------------------
نظام المراقبة الصحية واإلنذار المبكر والسريع :قدرة على التأقلم وتحديات مرتبطة بالحفاظ على استمرارية العالجات وبرامج
الصحة125 --------------------------------------------------------------------------------------------------------
البرنامج الوطني للوقاية ومراقبة ارتفاع ضغط الدم :ضرورة إرساء إطار مؤسساتي مناسب لتحسين حكامة البرنامج 131 ---
قطاعات التربية والتكوين والتعليم العالي 135 ............................................................................................
الموارد البشرية لقطاع التربية الوطنية :الحاجة لضمان توزيع أكثر توازنا لألطر التربوية138 ----------------------------
التكوين األساس والتكوين المستمر ألطر هيئة التدريس :مسار تكويني بحاجة للتجويد 146 --------------------------------
النقل المدرسي في الوسط القروي :تسجيل مجهودات مهمة وضرورة إرساء نموذج مستدام للتدبير كفيل باالستجابة النتظارات
المرتفقين152 ------------------------------------------------------------------------------------------------------
التعليم المدرسي عن بعد :أهمية استثمار هذا النمط الجديد وتوفير مقومات نجاحه 164 ------------------------------------
التعليم العالي عن بعد :الحاجة إلى اعتماد إطار قانوني مناسب يحدد آليات حكامته وتنظيمه 174 ---------------------------
التكوين المهني الفالحي :آلية مهمة في حاجة إلى التطوير لالستجابة لحاجيات الفالحة التقليدية والعصرية 179 -------------
منظومة التعليم العتيق :دور مهم للمنظومة في حماية الثوابت الدينية والحاجة لالرتقاء بها أكثر 191 -----------------------