Professional Documents
Culture Documents
بحث
بحث
بحث
تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب المشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول
العربية بصفة خاصة لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره وتقف حجر
صلب أمامه ،وال سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي األمية وعدم اندماج األفراد في التنمية ،
بحيث يصبح المجتمع الواحد خليط من فئتين فئة المتعلمين وفئة األميين مما يؤدي إلي تأخر المجتمع عن
المجتمعات األخرى وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتين في األفكار واآلراء فكال يعمل حسب
شاكلته .والهدف من هذا البحث وهو تعريف المتعلم بظاهرة التسرب ،وأسبابها سواء كانت أسباب داخلية
أو أسباب خارجة وكذلك المقترحات التي وضعة للحد من هذه الظاهرة واآلثار المترتبة عليها .
ومما دفعنا لالهتمام بهذا الموضوع يأتي نتيجة لالعتبارات التالية :
الرغبة في الوقوف على أسباب التسرب المدرسي.من حيث أنه موضوع تربوي يدخل في صلب العملية
التعليمية إذ يساهم في إيقاف نزيف التدهور المعرفي لدى الناشئة.
من الناحية االجتماعية يؤدي التسرب الدراسي إلى ارتباك في بنية المجتمع حيث يساهم في تفاقم ظاهرة
البطالة.
الرغبة في الوقف على هذه الظاهرة التي الحظناها أيام الدراسة .
اإلشكالية:
-1ما هو تعريف التسرب الدراسي ؟
-2ما هي أسباب التسرب الدراسي ؟
-3هل أسباب التسرب الدراسي أسباب داخلية أم خارجية أم االثنين معا ؟
-4مـا هي المقترحات التي تقلل من ظاهرة التسرب المدرسي
-5ما هي اآلثار السلبية المترتبة على ظاهرة التسرب ؟
المبحث االول
تعريف التسرب:
التسرب هو االنقطاع عن المدرسة قبل إتمامها ألي سبب (باستثناء الوفاة) وعدم االلتحاق بأي مدرسة
أخرى.
لقد أثار تفشي هذه الظاهرة قلق الكثير من المربين والمثقفين والسياسيين ولقد أولت الكثير من الحكومات
هذه المشكلة اهتماما ً خاصا ً من أجل دراسة هذه الظاهرة التي تؤثر سلبا ً ليس على المتسربين فقط بل على
المجتمع ككل ألن التسرب يؤدي إلى زيادة تكلفة التعليم ويزيد من معدل البطالة وانتشار الجهل والفقر
وغير ذلك من المشاكل االجتماعية واالقتصادية.
المراد بالتسرب الدراسي :إن االنقطاع المبكر عن الدراسة معضلة ،وبمفهومها اللغوي االمتناع والرفض
والعزوف عن الدراسة في وقت ما زال فيه التلميذ له الحق في متابعة تعليمه ،ومن جهة أخرى العزوف
الكلي أو عدم االلتحاق بالمؤسسة التعليمية ألسباب ذاتية أو موضوعيةـ مرتبطة بالمستهدف التلميذ أو
بمحيطه رغم إلحاح اإلدارة على جلبه لتكميل تعليمه ومواكبة برامج وزارة التربية الوطنية ،وال نقصد هنا
باالنقطاع المبكر ذلك الفعل الجماعي أو الفردي الذي تعاني منه العديد من المؤسسات التعليمية بالمنطقة
القروية والذي تكون الغاية منه الهروب المبكر من المدرسة وفي غير وقت قانوني ،فإن ظاهرة االنقطاع
المبكر اشتدت واستفحلت مما يفرض طرح مجموعة من األسئلة المشروعة :فهل االنقطاع ناتج عن
ضعف الرغبة في التعلم ،أم ضعف المستوى؟ هل له عالقة بقلة المراقبة أو انعدامها من طرف اآلباء؟ أم
أن الظاهرة مرتبطة بالفقر وبعد المؤسسة عن المستهدف ،أم هي الحاجيات التي يفرضها الوسط القروي،
على اآلباء الذين يعطون أسبقية لموسم الحصاد وجني الشمندر ورعي األغنام واألبقار؟
هناك من يتجاوز كل هذه األسئلة ليؤكد أن العزوف عن الدراسة واالنقطاع المبكر وعدم الرغبة في
متابعة الدراسة هو نتيجة لمرحلة المراهقة حيث يميل المراهق للمجازفة والمخاطرة إلى درجة التهور،
وتتسم تصرفاتهم بالالمباالة وغياب الشعور بالمسؤولية و الالواقعية ،وعدم إدراك األخطار التي قد تترتب
على سلوكهم ويتجلى ذلك من خالل ما يصدر عن بعض المراهقين خارج منزل األسرة السيما في
الشوارع من سلوكيات يغلب عليها طابع االندفاع وعدم التروي ،وأحيانا الخروج عن اآلداب العامة وعن
ما هو متعارف عليه من تقاليد وقيم أخالقية واجتماعية ،وال نرى أن مرحلة المراهقة عامل واحد ووحيد
في تفشي الظاهرة بقدر ما نؤكد أن اإلشكال أكبر مما نتصور ،فهو تتداخل فيه عوامل متعددة سنحاول
جاهدين حصر بعضها.
وإننا ال نقصد باالنقطاع المبكر الفشل الدراسي (( Echec scolaireفكما هو معلوم عرف موضوع
الفشل الدراسي عدة تعريفات وتسميات نذكر منها :ـ التخلف الدراسي ـ المتخلف دراسيا ـ التخلف الناتج
عن التكرار ،وقد حدد عبد الدائم هذا المفهوم في "االنقطاع النهائي عن المدرسة لسبب من األسباب ،قبل
نهاية السنة األخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها التلميذ" .واالنقطاع الدراسي هو توقف متابعة
الدراسة من طرف المتعلم ،وقد يكون هذا التوقف قبل نهاية مرحلة من مراحل التعليم ،وللتسرب أو
االنقطاع الدراسي عدة أسباب وعوامل منها:
ـ االنقطاع عن رغبة وطواعية
ـ االنقطاع لظروف أسرية
ـ االنقطاع بقرار من المؤسسة وسنركز باألساس على نزعة التغيب المدرسي (Absentéisme
)scolaireوهو ميل إلى التغيب اإلرادي عن المدرسة والذي يرجع ألسباب اجتماعية أو نفسية أو
إدارية :
ـ اجتماعية مثل ضعف مستوى األسرة ـ نفسية مثل اإلحساس بإحباط أو انعزال ـ إدارية :موقف الوسط
اإلداري وتعامله (.)3
أسباب التسرب :
هناك عوامل كثيرة تتسبب في انقطاع الطالب عن المدرسة وبعض هذه األسباب متـداخلة إذ إنـه ال يمكن
أن نجـزم بأن هـذا الطالب ترك المدرســة لسبب بعينه دون األسباب أو المؤثرات األخرى التي ساهمـت
فـي انقطاعـه عــن المدرسـة.
فمثالً قد يترك الطالب المدرسة لشعوره بأنه أكبر سنا ً من زمالئه على الرغم من أنه لم يرسب أو يعيد أي
سنة أما سبب تأخره الدراسي فيعود إلى أمية والـده الـذي لم يلتحق بالمدرسـة فـي حياتـه ،ولـذا فهـو لـم
يلحق ابــنه بالمدرسة إال في سن متأخرة بعد أن أصبح عمره 8سنوات .وهنا ال يـكون السبب المباشر في
مغادرة هذا الطالب للمدرسة ألنه أكبر عمراً من زمالئه بل السبب الحقيقـي هـو تأخـر دخوله المدرسة
بسبب جهـل أو إهمـال والده وهذا بالطبع يؤثـر علـى نفسيـته لـشعوره بأنـه أكبر زمالئه في الفصل وأن
أترابه قد سبـقوه ويتسبب ذلك فـي إصابتـه باإلحباط األمـــر الذي يؤدي في النهاية النقطاعه عن
المدرسة.
وبعــد فليس هذا هــو السبب الوحيد بـل قد يتسرب الطــالب ألسباب كثيرة ومختلفــة وقد ركــزت
معظـم البحوث والدراسات خالل السنوات الماضية على األسباب التاليــة - :
أوالً :المنهج الدراسي:
-1طول المنهج.
-2كثرة المواد المقررة وصعوبتها.
-3عدم ارتباط المنهج ببيئة الطالب.
-4عدم تلبية احتياجات الطالب ومراعاة ميولهم الشخصية.
ثانياُ :طرق التدريس:
-1عدم استعمال الوسائل التعليمية التي تجذب الطالب.
-2اقتصار بعض المعلمين على طريقة تدريس واحدة تفتقر لعنصر التشويق.
-3يعتمد بعض المعلمين على طرق تدريس مملة ال تجذب الطالب.
-4عدم التزام بعض المعلمين بالخطة الدراسية.
ثالثاً :المعلم:
-1قلة خبرة بعض المعلمين.
-2عدم مراعاة الفروق الفردية للطالب من قبل بعض المعلمين.ـ
-3عدم قدرة بعض المعلمين على فهم مشاكل الطالب التعليمية والتعامل معها
بطريقة صحيحة.
-4استعمال الشدة على الطالب من قبل بعض المعلمين مما يسبب تنفيرهم من
الدراسة.
رابعاً :الطالب:
-1بعض الطالب قدراتهم محدودة.
-2البعض من الطالب ليس عنده االستعداد للتعلم.
-3عدم المباالة بأعمال المدرسة وأنظمتها.
-4االنشغال بأعمال أخرى خارج المدرسة.
-5الرسوب المتكرر للطالب.
-6كثرة المغريات في هذا العصر والتي تشد الطالب وتجذبه إليها.
1ـ انظر التنشئة االجتماعية للطفل د .محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع .1
2ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيكـ علوم التربية 9 - 10ص.
3ـ نفس المرجع ص .7
خامساً :المرشد الطالبي:
-1عدم المتابعة الدقيقة من المرشد الطالبي.
-2القصورـ في العمل اإلرشادي والتوجيه.
-3ضعف التنسيق بين المرشد الطالبي وإدارة المدرسة والمنزل.
-4ضعف إعداد وتأهيل بعض المرشدين الطالبيين.ـ
سادساً :المدرسة:
المدرسة :إن المدرسة تسعى إلى تكوين وتنمية شخصية المتعلم فكريا ،ووجدانيا وجسديا وذلك عن طريق
ما يتلقاه من علوم ومعارف ومهارات متنوعة ،مما يعطيه قوة جسدية وقدرات فكرية وتوازنا عاطفيا
وجدانيا يمكنه من أداء دوره االجتماعي ووظيفته في الحياة ..والمدرسة ال تنجح في أداء وظيفتها إال إذا
جمعت بين عمليتي التربية والتعليم" إن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه،
يستدعي منه ابتكار أساليب جديدة من التكيف قد تختلف عن األساليب التي كان يواجه بها مختلف مواقف
المؤسسات التي كان ينتمي إليها( ) 4فما الذي تتيحه المؤسسة المدرسية للمراهق؟ إنها تتيح له فرص
التدرب على االستقالل الذاتي ،وفرص االحتكاك بالمشاكل المختلفة داخل الفصل الدراسي وبناء الهوية
الذاتية والهوية الثقافية ،وبناء نسقه الفكري.
كل هذه المعطيات واكتساب المهارات والقدرات تساهم في بناء شخصيته في مختلف جوانبها الجسمية
والنفسية واالجتماعية واألخالقية( )5وهكذا تصبح وظيفة المدرسة ليس التعليم فقط بل التربية بمفهومها
الشامل ،فهي مجال نفسي اجتماعي ،مجال لتأثر المتعلم بسلوك اآلخرين وتأثيره فيهم.
وحتى ينشأ الطفل نشأة سليمة صحيحة وال يحس تناقضا بين المدرسة واألسرة يجب أن يكون هناك
تقارب وتوازن بين البيئتين ،ولعل هذا التباعد بين المدرسة ومحيطها بالمجال القروي يعتبر من أهم
األسباب المؤدية إلى العزوف عن الدراسة بل االنقطاع عنها كلية ،إن غياب الشروط الكفيلة بإحداث
التوازن "تجعل المدرسة المشيدة في نقطة الوسط عن الكل ،أي أنها على المستوى النظري تنتمي للجميع،
ولكنها على مستوى الواقع ال تنتمي ألية جهة ،إذ ال أحد يشعر بمسؤولياته إزاءها...ـ إنها حلقة مفرغة،
والنتيجة هي أن المدرسة تبقى بعيدة بالنسبة للكل...ـ إن جل الدراسات والبحوث تميل إلى التأكيد على أن
المدرسة عبر نظامها وبنيتها ومقرراتها تمرر النموذج األسري ويمكن توضيح هذا من خالل :توقيت
العمل ،ووتيرته داخل األسرة في البادية ومدرستها،والكتاب المدرسي الذي يتواصل برومانسية مع الواقع
القروي(.)6
ولعل فتور العالقة بين المدرسة ومحيطها هو الذي أدى إلى فتور عالقة األسرة القروية بالمدرسة إذ
يالحظ عزوف األسرة عن تمدرس أبنائها وخاصة بناتها .والمؤسف حقا أن العزوف عن التمدرس
تصاحبه هجرة اإلناث عن القرى نحو المدن مما يتيح في نهاية المطاف هذا التساؤل :هل قريتنا أصبحت
فضاء ذكوريا بامتياز ( )7ولعل األمر يفرض شراكه بين المدرسة واألسرة في العالم القروي لتجاوز
العقبات.
إلى جانب ما ذكر بخصوص البيئة المدرسية تجب اإلشارة إلى نقطة أخرى في هذا المجال وهي طرق
وأساليب التعليم ثم مضامينه ومحتوياته فالتعليم يجب أن يسعى إلى إعداد المتعلم للحياة وليس إلى تلقينه
مجموعة من المعارف والمعلومات النظرية البعيدة عن محيطه وبيئته وحياته ،وأن تحدث مراقبا تربويا
نفسيا يقوم بدراسة الحاالت االجتماعية والنفسية للتالميذ قصد اقتراح الحلول ،ونقول مع المصلح
االجتماعي السويسري بستا لوتزي" ليس الهدف األسمى من التربية الوصول إلى درجة الكمال في
األعمال المدرسية ولكن الصالحية للحياة" كما يجب تحسيس اآلباء وتحميلهم مسؤولياتهم تجاه أبنائهم
وتطبيق تعاليم اإلسالم الحنيف لرسم الطرق والمناهج والسبل الكفيلة لتنشئة الطفل تنشئة سليمة صالحة،
ولن يتحقق لنا ذلك إال بتطبيق المحددات التربوية التي حددها المصطفى عليه السالم حيث قال "العبه
سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربــــه".
وهنا أيضا عدة أسباب عيرها هي -:
-1بعد المدرسة عن مكان إقامة الطالب.ـ
-2قلة المدارس في منطقة سكن الطالب.
-3عدم توفر المواصالت.ـ
-4عدم تكيف الطالب مع جو المدرسة ألمر ما وبالتالي ينقطع عنها.
سابعاً :االمتحانات:
صعوبة بعض االمتحانات ينتج عنه الرسوب المتكرر للطالب وبالتالي ترك المدرسة.
ثامناً :العالقة بن المنزل والمدرسة:
-1ضعف العالقة بين المنزل والمدرسة.
-2عدم متابعة بعض أولياء األمور ألبنائهم.
-3عدم حضور أولياء األمور إلى مجالس اآلباء لمتابعة أبنائهم.
-4عدم تواجد األب في المنزل باستمرار والحرج من مخاطبة والدة الطالب.
تاسعاً :أسباب عائلية:
قبل أن نتطرق إلى األسباب العائلية ال بد من تعريف األسرة :إنها أول محيط اجتماعي يحتك به الطفل،
وهي ـ كما يقرر علماء التربية ـ العامل األساسي في بناء مستقبل سليم للطفل وتحقيق سعادته ،ذلك أن
البيئة األسرية بكل ظروفها وأحوالها ومشاكلها وعالقات أفرادها تؤثر في شخصية الطفل المستقبلية سلبا
أو إيجابا ،حيث أن تماسك األسرة واستقرارها ماديا ومعنويا ،وارتباط أفرادها بعضهم ببعض من شأنه أن
يساعد على نشأة الطفل نشأة هادئة ،فالطفل أو المراهق يتأثر بكل الذين يحيطون به ويعتبرهم مثال
يحاكيهم ويتأثر بطبيعة العالقات بين أفراد األسرة :العالقة بين الوالدين ،والعالقة بين األخوة والعالقة
بالمحيط.
-1اعتقاد بعض أولياء األمور أن التربية والتعليم هو من اختصاص المدرسة فقط.
-2انشغال األسرة وعدم متابعة دراسة ابنهم لمعرفة أدائه الدراسي.
-3مشاكل وظروف عائلية أخرى كالطالق مثالً.
4ـ نقص المعلومات :إن كثيرا من األسر تمتنع عن تقديم معلومات دقيقة حول حالة الطالب وتصرفاته,
مما يؤدي إلى ضعف تحصيله الدراسي وتكرار الرسوب ثم التسرب في النهاية.
5ـ تعدد الزوجات :أن زواج األب ألكثر من واحدة أحيانا ً يخلق خالفات عائلية ,تؤدي إلى تفكك أسري
والى عدم االستقرار لدى الطالب ,نتيجة تعاطف األب مع البيت األول أو البيت الثاني أو البيت الثالث,
فيصبح الطالب مشتت األفكار شارد الذهن ,مما يؤدي إلى تسربه.
6ـ الطالق :إن الطالق له أثره السيئ والخطير في بنية المجتمع ,وفي تشتيت األبناء ,وتشردهم النفسي
بين األبوين ,و المنعكسات الخطيرة لهذا التشرد تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي ثم التسرب.
7ـ التقليد :إن ظاهرة التقليد خطيرة جداً ,فكثير من الطالب تركوا المقاعد الدراسية نتيجة اإلهمال
والالمباالة ,وانخرطوا في العمل دون وعي ,مما أدى على المدى البعيد إلى تحريض زمالئهم على
التسرب من المدرسة ثم العمل معهم.
8ـ الزواج من أجنبيات :تترتب على الزواج من أجنبيات آثار اجتماعية وثقافية مختلفة ,منها تأثير ثقافة
األم على الطالب وتأثر الطالب بلغة األم واعتماد لغتها في التحدث سواء في المنزل أو المدرسة أو
الشارع ,مما أفقده روح التعليم ومن ثم التسرب.
األسباب الخارجية :أما األسباب التي تنتج عن عوامل خارجية ,فيمكن اختصارها فيما يلي:
1ـ التقدم في المواصالتـ واالتصاالت :إن هذا التقدم بال شك يؤثر على نقل الثقافات من قريب أو بعيد,
وبالتالي تشكل خطراً على النسق الثقافي واالجتماعي والقيمي في البالد .فعلى سبيل المثال ال الحصر
نظام (اإلنترنت) يتم استخدامه من جانب الشباب بصورة خاطئة وخاصة المعلومات التي تشرد ذهن
الطالب ,مما يكون لديه روح نبذ وكره التعليم ثم التسرب.
2ـ االحتكاك مع المجتمعات األخرى :لقد كان من أثر احتكاك أبناء اإلمارات بالمجتمعات األخرى ,سواء
عن طريق (األسفار) للتجارة أو للنزهة إلى الهند وأفريقيا وبريطانيا وأمريكا أو العمل في دول الخليج,
جلب ثقافة تلك المجتمعات وانتشارها بين أبناء الدولة مما يؤدي إلى وجود فروق بين الثقافة التقليدية
والمنبثقة التي تساعد األبناء على التسرب.
3ـ التسلل والتجار المتجولون:ـ نظراً لسوء وعي بعض أبناء البالد ,ظهرت فئة من األفراد تتعامل مع
المتسللين والمتجولين الذين يدعون العلم والمعرفة (تجار الشنطة الثقافية) بتعاطف شديد ,ما أثر على ثقافة
أولئك األفراد وأبنائهم ثم وصل إلى حد التسرب.
4ـ القنوات الفضائية :شهد مطلع التسعينات تزايداً في القنوات الفضائية التلفزيونية الدولية العابرة للحدود
عبر الفضاء ,وأصبحت جزءاً ال يتجزأ من حياة الفرد ,وعلى هذا يشكل وصول هذه القنوات حدثا ً
اجتماعيا ً كبيراً قاد إلى تأثيرات واسعة النطاق على األصعدة السياسية واالجتماعية والنفسية والثقافية.
وكان التسرب نتيجة تلك التأثيرات .تلك كانت بعض األسباب الداخلية والخارجية التي أثرت وفرضت
على شباب الدولة تسربهم من الدراسة ,وخاصة في المرحلة اإلعدادية.
اآلثار المترتبة هناك العديد من االثار السلبية التي تترتب على التسرب الدراسي ,سواء بالنسبة للطالب
المتسرب نفسه ,أو بالنسبة إلى المجتمع ككل ومن هذه اآلثار:
1ـ إن الطالب المتسرب أصبح ظاهرة بحكم المالحظة في المرحلة اإلعدادية (أول إعدادي وثاني إعدادي
وثالث إعدادي) ,وأصبح يشكل فاقداً للجهد والمال.
2ـ إن الطالب المتسرب في هذه المرحلة هو شبه أمي وغالبا ً يكون نجاحه في الدور الثاني أو متكرر
الرسوب ,إذ انه انصب تفكيره على العمل ,وبالذات العمل العسكري مثل الشرطة والجيش اللذين سرعان
ما يهرب منهما.
3ـ إن أغلبية الطلبة المتسربين ,يبقون بدون علم مدة طويلة ,فيصبحون عبئا كبيراً على أسرهم وأقربائهم
وأصدقائهم والمجتمع.
4ـ يفقد الطالب المتسرب كثيراً من األمور مثل المستوى الصحي والعقلي والبدني.
5ـ يتكون لدى الطالب المتسرب شعور عدم االنتماء وخاصة لوطنه ,نتيجة الفشل المتكرر.
6ـ يظل الطالب المتسرب على بعد تام من القيم االجتماعية واألخالقية والدينية.ـ
7ـ شعور الطالب المتسرب دائما بالقلق واالنطواء والنقص والعجز والعزلة نتيجة الحرمان من أمور
كثيرة.
8ـ الشعور دائما بالتشاؤم من الحياة واالرتياب في معظم أوقاتها.
9ـ شعور الطالب المتسرب دائما بتزاحم األفكار المزعجة والتردد الشاذ والتشكك.ـ
10ـ يتعرض الطالب المتسرب لكثير من األمراض وخاصة فقر الدم .برامج عالجية للحد من هذه
المشكلة التي تهدد المجتمع في اعز ثرواته,ـ الثروة البشرية ,البد من اتخاذ إجراءات عملية ,ووضع خطط
منهجية لتالفي هذه المشكلة والوصول إلى حلول شافية لها.
خاتمة:
على الرغم من العديد من الدراسات والجهود الكثيرة التي بذلت من أجــــل فهم ظاهرة التسرب وإيجاد
الحلول المناسبة لها إال أن هذه المشكلة ال تزال قائمة في كثير من بالد العالم وحتى يومنا هذا لم يصل
الباحثون إلى حــــل جذري لهذه المشكلة لكن هناك العديد من التوصيات الجيدة والمفيدة والتــي اقترحها
الباحثون من أجل تخفيف حدة الهدر الناتج عن التسرب.
وأهم هذه التوصيات ما يلي:
-1القيام بدراسات من حين آلخر لتوفير قاعدة معلومات إحصائيـــة عـــن نسب وأسباب التسرب من
التعليم.
-2إجراء دراسة من أجل تقييم المواد المقررة ونظام االختبارات لتحديــــد مدى مناسبتها لقدرات
ومستوى الطالب.
-3إيجاد آلية للتعرف على الطالب المعرضين لخطر التسرب ولتشجيعهم ورفع معنوياتهم وبذل كل جهد
لمساعدتهم بالبقاء في المدرســــة وإتمـــــام تعــليمهم.ـ
-4تشجيع الطالب المتسربين للعودة إلى المدرسة وإيجاد حوافز للذيــــــنـ يعودون ويتمون دراستهم.
-5السعي لتطبيق نظام يجعل التعليم إلزاميا ً حتى المـــــرحلة الثانويــــــة.
-6على المعلم والمرشد الطالبي وولي األمر تنبيه الطـــالب بالعقــــوبات الوخيمة المترتبة على انقطاعه
عن المدرسة ومنها قلة الفـــرص الوظيفية وانحصار الوظائف المتاحة على الوظائف الدنيا ذات المردود
المــــــــاليـ المنخفض والذي يؤدي بالتالي إلى تدني مستوى معيشة الفـــرد وأسـرتـــه وأيضا ً يجب تذكير
الطالب بأن الذي يغادر المدرسة قبل إتمام تعليمه فـإن أحد أبنائه غالبا ً ما يتبع خطاه ويترك المدرسة كما
أشارت إلى ذلك بعـض البحوث.
-7المتابعة الدقيقة من قبل المرشد الطالبي واالتصال بولي أمر الطالــب للتشاور وتبادل اآلراء
والمعلومات حول مستــوى الطالب والمصاعــــب التعليمية التي تواجه الطالب من أجل المساعدة في
حلها.
-8مساعدة الطالب الذين يعانون من ضعف التحصيل العلمي أو صعوبة في بعض المواد وإيجاد فصول
تقوية مسائية يحضرها أولياء األمور مـن أجل تشجيع ورفع معنويات أبنائهم الطالب.
-9تطوير العالقة بين المنزل والمدرسة واستعمال جميع قنوات االتصال من أجل توثيق العالقة لتحقيق
األهداف المعنوية المنشودة.
-10توعية أولياء األمور بأهمية اتصالهم بالمدرسة ومواصلة الزيارات للتعرف على أحوال ومستوى
تحصيل أبنائهم الطالب.
-11تفعيل دور المنزل من أجل تحفيز الطالب وترغيبه فـــي المدرســـة والتعاون مع منسوبي المدرسة
وخاصة المرشد الطالبي لحل المشاكل الشخصية والصعوبات التعليمية التي قد تواجه الطالب.
-12على المرشد الطالبي فتح ملف خاص بكل طالب يتصف بأي من الصفات والخصائص التي إلى أنه
عرضة لترك المدرسة على أن يقوم المرشد بتحديد وتدوين المشاكل الدراسية والشخصية واالجتماعية
التي يعاني منها الطالب فيصبح هذا الملف بمثابة المرجع الذي يتم من خالله متابعة حالة الطالب الدراسية
و مالحظة التغيرات السلوكية ويتم مناقشة تلك التغيرات والتطورات مباشرة مع ولي أمره من أجل العمل
معا ً لحل المشاكل التي قد تواجه الطالب وحثه على البقاء في المدرسة إلتمام تعليمه ألن ذلك يعود بالنفع
عليه في الحاضر والمستقبل.
المراجــــــــــــــــعـ
1ـ ر التنشئة االجتماعية للطفل د .محمد عباس نور الدين ـ المعرفة للجميع .1
2ـ معجم علوم التربية مصطلحات البيداغوجية والديداكتيكـ ـ علوم التربية 9 - 10ص .81
-6يوسف أبو حميدان ،تعديل السلوك النظرية والتطبيق ،عمان ،دار المدى للنشر والتوزيع.2003 ،
-7إبراهيم ناصر – علم االجتماع التربوي – ط -2دار الجيل للنشر -بيروت – 1996م0
-8الكندري ,احمد محمد مبارك . )1992 ( .علم النفس األسري ,ط ,2مكتبة الفالح للنشر والتوزيع ,
الكويت.
-9وطفة على اسعد . )1998 ( .علم االجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة ,ط, 2ص
143-142مكتبة الفالح للنشر والتوزيع ,الكويت.