يوهان فنسنت غالتونغ

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 111

‫– غااااا ا‬ ‫ااااااااااااااا‬ ‫جاااااااقصااااا ا ااااا ا‬

‫عااااا ااااا ااااا اااااق‬ ‫ااااااااااااااق‬ ‫عااااا‬ ‫عاااااااااااقت‬


‫اااااااااااااق ا اااا‬ ‫لت و عا ا اة‬ ‫كا ا اااا‬
‫ع ع‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫صقج اار ا ع و ةصق ا‬

‫الدور النرويجي في المفاوضات اإلسرائيلية الفلسطينية‬


‫‪1993-1979‬م‬
‫‪The Norwegian Role in the Israeli-Palestinian‬‬
‫‪Negotiations 1979-1993‬‬

‫إعداد الباحث‬

‫رامي راغب يونس الفرا‬


‫إشراف الدكتور‬

‫إبراهيم محمد إبراهيم المصري‬


‫أستاذ العلوم السياسية المساعد والعالقات الدولية‪-‬غير متفرغ‬

‫قدمت هذه الدراسة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الدبلوماسية والعالقات‬
‫الدولية بكلية اآلداب والعلوم النسانية في جامعة األقصى بغزة‬

‫‪1443‬ه‪2022-‬‬
‫إ ااااااااا‬

‫أنا الموقع أدناه مقدمة الرسالة التي تحمل العنوان‪:‬‬

‫الدور النرويجي في المفاوضات اإلسرائيلية الفلسطينية‬


‫‪1993-1979‬م‬
‫‪The Norwegian Role in the Israeli-Palestinian‬‬
‫‪Negotiations 1979-1993‬‬

‫أقر بأن ما اشت تتتملت عليه هذه الرست تتالة إنما هو نتال جصد التانا باست تتتاناا ما تمت ا شت تتارة‬
‫إليته حيامتا وردا وأن هتذه الرست ت ت ت ت ت تتالتة ككتل أو أ جزا منصتا لم يقتدم م قبتل اآلخري لنيتل درجتة أو لقت‬
‫علمي أو بحاي لدى أ مؤست ت ت تس ت ت تتة تعليمية أو بحاية أخرىا وأن جميع حقوق النش ت ت تتر محاوعة ل امعة‬
‫األقصىا غزة‪.‬‬
‫‪Declaration‬‬
‫‪I hereby certify that this submission is the result of my own work, expect where‬‬
‫‪otherwise acknowledged, and that this thesis (or any part of it) has not been‬‬
‫‪submitted for a higher degree or quantification to any other university or‬‬
‫‪institution. All copyrights reserves to Al-Aqsa University.‬‬

‫‪Student's name:‬‬ ‫اسم الطال ‪:‬‬


‫رامي راغب يونس الفرا‬

‫‪Signature:‬‬ ‫التوقيع‪:‬‬

‫‪Date:‬‬ ‫التاريخ‪:‬‬

‫أ‬
_LiI L_c?I4
AL-AQSA UNIVERSITY
I' IoJI ULiulpil äLnc
Deanship of Postgraduate Studies

7 .4
,.I& LW'

2 t1i 2_ je

2 •( çç i J u4 crL :/1U

_ji t_jU _ r9 jj):1ijj

16 i (1993-1979 .
:2 i L_ 3J :2cJ 2O22/O4/17 :j3 __1443

___

iii

&9i _s ..

2j /LJU 3S
L -:J

LSJ j-'--
.L)b9J 4 Aj j

Tel: 00970-8-2641615 P.O.Box 4051 E-mail:


Tel Fax: 00970-8-2069303 Gaza - Palestine gradstudiesalaqsa.edu.ps
‫علَى َكثِير ِمن ِع َبا ِد ِه‬ ‫لِل الَذِي فَ َ‬
‫ضلَنَا َ‬ ‫سلَي َمانَ ِعل ًما َوقَ َ‬
‫ال ال َحم ُد ِ َ ِ‬ ‫﴿ولَقَد آتَينَا َد ُاوو َد َو ُ‬
‫َ‬
‫ال ُمؤ ِمنِينَ ﴾ [النمل‪]15 :‬‬

‫ُور الَذِينَ أُوتُوا ال ِعل َم َو َما يَج َح ُد ِبآيَاتِنَا ِإ َل َ‬


‫الظا ِل ُمونَ ﴾‬ ‫صد ِ‬‫﴿بَل ُه َو آيَات بَ ِينَات فِي ُ‬
‫[العنكبوت‪]49 :‬‬

‫يز‬
‫اط ال َع ِز ِ‬ ‫﴿ويَ َرى الَذِينَ أُوتُوا ال ِعل َم الَذِي أُن ِز َل ِإلَي َك ِمن َربِ َك ُه َو ال َح َق َويَهدِي ِإلَى ِ‬
‫ص َر ِ‬ ‫َ‬
‫ح ِميدِ﴾ [سبأ‪]6 :‬‬ ‫ال َ‬

‫ب‬
‫إهاااا ء‬

‫إىل فلسطني وشهدائها‬

‫إىل روح والدي وأخي وخايل‬

‫إىل أمي احلب واهلواء والصرب والعطاء‬

‫إىل أخوايت مروة وشيماء وسعاد وأخوي حممد هواري وحممود‬

‫وصهري العزيز أبو مهاب ود‪ .‬حييي انفع ابن عمي والشيخ عبد العاطي ابن عميت‪ ،‬وزوجيت‬
‫وأبنائي (رفا‪-‬راما‪-‬أمحد يونس‪-‬زيد‪-‬حممد ومرمي)‪ ،‬وأهلي وأحبائي مجيعا‬

‫أهدي هذا البحث املتواضع‬

‫ت‬
‫شااكا تقاا يا‬

‫الحمد لل رب العالمي ا والصالة والسالم على خاتم األنبياا والمرسلي ا سيدنا محمدا وعلى أله وصحبه‬
‫وسلما وبعد‪:‬‬

‫أشكر هللا _عز وجل_ على توفيقي في إن از هذه الدراسةا والتي آمل ان أكون قد وفقت في إضافة ولو‬
‫قدر ضئيل م المعرفة؛ لذا فإنني أود أن أتقدم ب زيل الشكر والعرفان إلى‪:‬‬

‫أستاذ الااضل الدكتور‪ /‬ابراهيم محمد المصر ا الذ تاضل با شراف على هذه الرسالةا فباضل هللا‬
‫_عز وجل_ ثم بم صوده المتواصلا وتوجيصاته ورحابة صدره؛ تم إن از هذا البحث‪.‬‬

‫كما أتقدم ب زيل الشكر إلى العميد السابق لكلية اآلداب والعلوم ا نسانية د‪ .‬أشرف الاراا والعميد الحالي‬
‫د‪ .‬محمود الشاميا والشكر ال زيل لمدير برنامج الدبلوماسية والعالقات الدولية أ‪.‬د عبد الناصر سرورا‬
‫وعميد الدراسات العليا أ‪.‬د‪ .‬عبد السالم أبو زايدةا واتقدم بالشكر إلى كل م ‪:‬‬

‫داخليا"‪.‬‬
‫ا‬ ‫مناقشا‬
‫الدكتور‪ /‬سامي محمد األسطل " ا‬

‫خارجيا"‪.‬‬
‫ا‬ ‫مناقشا‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد جواد الوادية " ا‬

‫لقبولصما مناقشة الدراسةا وإثرائصا بمالحظاتصما القيمة‪.‬‬

‫واشكر كل م ساعدني بكلمة أو بمشورة أو بتعزيز وتش يع وأخص بالذكر الدكتور‪ /‬سامي محمد‬
‫السطل الذ ش عني وحازني لمواصلة المسيرة التعليمية‪.‬‬

‫ختاما أقول‪ :‬إن ما كان في الدراسة م صواب فبتوفيق م هللاا وما كان فيصا م خطأ أو ٍ‬
‫سصوا أو‬
‫نسيان فم ناسي والشيطانا وآخر دعوانا أن الحمد لل رب العالمي ‪.‬‬

‫ث‬
‫ص خص ع‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحليل الدور النروي ي في المااوضات ا سرائيلية الالسطينيةا وتاسير‬
‫طبيعته والوسائل التي استطاع م خاللصا دعم دورها وذلك في الاترة م عام ‪ 1979‬إلى ‪1993‬ا والتي‬
‫انتصت بتوقيع اتااقية أوسلو" إعالن المبادئ حول ترتيبات الحكومة الذاتية الالسطينية"ا بحيث تناولت‬
‫الدراسة في الاصل األولا ا طار العام للدراسةا وتناول الاصل الااني ماصوم السالم في الاكر السياسي‬
‫النروي ي م خالل مبحاي استعرض المبحث األول فلساة السالم في الاكر النروي ي وارتباطصا بالتركيبة‬
‫ال يوسياسية للنرويجا أما المبحث الااني فبي تأثيرات مراكز األبحاث النروي ية في السياسة التارجية‬
‫النروي يةا وتطرق الاصل الاالث لعملية صنع السياسة التارجية النروي ية م خالل مبحاي تناول‬
‫األول مؤسسات صنع السياسة التارجية النروي يةا والااني جاا ليوضح أهم المؤثرات الداخلية والتارجية‬
‫في صنع السياسة النروي يةا أما الاصل الرابع واألخير فتناول الدور النروي ي في عملية السالم‬
‫الالسطينية ا سرائيليةا في مقدمة ومبحاي اثني ا تناول األول أسس التدخل النروي ي في عملية السالما‬
‫والااني تطرق إلى الوسائل واألدوات التي استتدمصا الدور النروي ي‪.‬‬

‫اعتمدت الدراسة على العديد م النظريات والمناهج وهي‪ :‬نظرية الدورا ونظرية نضج الصراعا‬
‫والمنصج الوصاي التحليليا والمنصج التاريتي‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى نتي ة رئيسة أفادت بأن النرويج لعبت دو ار كبي ار في إتمام اتااقية أوسلو‬
‫الالسطينيي‬ ‫دور الوسيط والمسصل لعملية التااوض بي‬ ‫وقد ت اوزت دورها كوسيط فانتقلت م‬
‫وا سرائيليي إلى أن تصبح طرف ا ثالا ا ضاغط ا على المااوض الالسطيني فقط دون الطرف ا سرائيليا‬
‫مستتدمة الوسائل السياسية والقتصادية للحصول على تنازلت م الطرف الالسطيني‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بإعادة تقييم ومراجعة حقيقية للسياسة الالسطينية لالستاادة منصا في استتالن‬
‫العبر في المستقبل‪.‬‬

‫ج‬
Abstract

This study aimed to analyze the Norwegian role in the Israeli-Palestinian


negotiations, and an explanation of the nature of this role and the means by
which he was able to support his role, during the period from 1979 to 1993, with
the signing of the Oslo Accords, "Declaration of Principles on Arrangements
for Palestinian Self-Government.
In the first chapter, the study dealt with the general framework of the
study, and the second chapter dealt with the concept of peace in Norwegian
political thought through two sections. The first section reviewed the
philosophy of peace in Norwegian thought and its connection with the
geopolitical structure of Norway, and the second topic shows the effects of
Norwegian research centers on Norwegian foreign policy.
The third chapter dealt with the Norwegian foreign policy-making process
through two sections, the first dealing with the Norwegian foreign policy-
making institutions, and the second to explain the most important internal and
external influences in Norwegian policy-making.
The fourth and final chapter dealt with the Norwegian role in the
Palestinian-Israeli peace process, in an introduction and two sections. The first
dealt with the foundations of the Norwegian intervention in the peace process,
and the second dealt with the means and tools used by the Norwegian role.
The study relied on many theories and approaches, namely: role theory,
conflict maturity theory, descriptive-analytical approach, and historical
approach.
The study concluded that Norway has exceeded its role in moving from a
mediator of the negotiation process to being a third party pressuring the
Palestinian negotiator only, using political and economic means to obtain
concessions from the Palestinian side.
The study recommended a real re-evaluation and review of Palestinian
politics to benefit from it in drawing lessons in the future.

‫ح‬
‫فهاس عاحرةيق‬

‫المحتويات‬
‫إق ت ت ت ترار ‪ ...........................................................................................‬أ‬

‫إهت تتداا‪ ..........................................................................................‬ت‬

‫شتتكر وتقتتدير ‪ ...................................................................................‬ث‬

‫ملتص الدراسة‪ ..................................................................................‬ل‬

‫‪ ...................................................................................... Abstract‬ح‬

‫فصرس المحتويات‪ ................................................................................‬خ‬

‫الاصت تتل األول ا طتتار العتتام للد ارستتة ‪1 ............................................................‬‬

‫أولا‪ :‬مقدمة ‪2 ...................................................................................‬‬

‫ثاني ا‪ :‬مشكلة الدراسة‪3 ..........................................................................:‬‬

‫ثالا ا‪ :‬تساؤلت الدراسة‪3 ........................................................................:‬‬

‫رابع ا‪ :‬أهداف الدراسة‪3 ......................................................................... :‬‬

‫خامسا‪ :‬أهمية الدراسة‪4 ........................................................................ :‬‬

‫سادسا‪ :‬منص ية الدراسة‪4 .......................................................................:‬‬

‫سابعا‪ :‬حدود الدراسة‪6 ......................................................................... :‬‬

‫ثامنا‪ :‬الدراسات السابقة‪6 .......................................................................:‬‬

‫على الدراسات السابقة‪12 ............................................................... :‬‬ ‫تعقي‬

‫الاصل الااني ماصوم السالم في الاكر السياسي النروي ي بعد الحرب العالمية الاانية ‪14 ..............‬‬

‫مقدمة‪15 ..................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول فلساة السالم في الاكر النروي ي ‪17 ..............................................‬‬

‫أولا‪ :‬ماصوم السالم العالمي وارتباطه بالتركيبة ال يوسياسية للنرويج‪17 ..........................‬‬

‫ثانيا‪ :‬فلساة السالم في الاكر النروي ي ‪21 ....................................................‬‬

‫خ‬
‫المبحث الااني تأثيرات الاكر ومراكز األبحاث في السياسة التارجية النروي ية ‪25 .................‬‬

‫أولا‪ :‬معصد العلوم الجتماعية المتقدمة (‪26 .........................................:) FAFO‬‬

‫ثانيا‪ :‬معصد أبحاث السالم بأوسلو‪28 ..........................................................‬‬

‫ثالا ا‪ :‬المعصد النروي ي للشؤون الدولية " “‪29 ...........................................NUPI‬‬

‫الاصل الاالث صنع السياسة التارجية النروي ية ‪31 ................................................‬‬

‫المبحث األول مؤسسات صنع السياسة التارجية النروي ية‪34 ....................................‬‬

‫أولا‪ :‬م لس الدولة (الحكومة) ‪35 .............................................................‬‬

‫ثاني ا‪ :‬و ازرتي التارجية والدفاع‪39 .............................................................‬‬

‫المبحث الااني المؤثرات الداخلية والتارجية في صنع السياسة التارجية النروي ية‪45 ..............‬‬

‫أولا‪ :‬المؤثرات الداخلية ‪45 ....................................................................‬‬

‫ثاني ا‪ :‬المؤثرات التارجية ‪50 ..................................................................‬‬

‫الاصل الرابع الدور النروي ي في عملية السالم الالسطينية ا سرائيلية‪56 ............................‬‬

‫مقدمة ‪57 ......................................................................................‬‬

‫نظرية الدورا وإدراك صانع السياسة التارجية النروي ية لصا ‪57 ................................‬‬

‫المبحث األول أسس التدخل النروي ي في عملية السالم ‪60 .....................................‬‬

‫أولا‪ :‬ماصوم السالم وخبرات النروي يي السابقة للصراع‪60 ......................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قبول طرفي الصراع للدور النروي ي ‪67 .................................................‬‬

‫المبحث الااني الوسائل التي استتدمصا الدور النروي ي ‪73 .......................................‬‬

‫أولا‪ :‬الوسائل السياسية ‪73 ....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوسائل القتصادية (المساعدات القتصادية) ‪81 ........................................‬‬

‫النتائج والتوصيات‪86 .............................................................................‬‬

‫أولا‪ :‬النتتتائج‪86 ................................................................................:‬‬

‫ثاني ا‪ :‬التوصيات‪87 ............................................................................:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪89 .......................................................................‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطــار العــام للدراســة‬

‫‪1‬‬
‫ل‬ ‫عف ل‬
‫إلطق ع ق ع‬

‫أ ً‪ :‬صق ص‬

‫لم تحاظ محاضر نقاشات مااوضات أوسلو السرية التي استمرت على مدى تسعة أشصر بصورة‬
‫رسميةا ولم يتم أرشاتصا أو تدوينصاا باستاناا مذكرات أور سافير وأحمد قريع ومحمود عباسا مما ترك‬
‫الم ال لالجتصادات والتاسيرات ماتوح ا بدون ضوابط توثيق علمية رصينةا فشوهت هذه الجتصادات‬
‫بعض الحقائق التي أخضعتصا لعتبارات ذاتيةا اعتمدت فيصا على تاسيرات ابتعدت ع الواقعا وبما‬
‫يتدم رؤيتصا الذاتيةا والتوازنات الصراعية الداخليةا أو طبقا لاصمصا التان للنظام ا قليمي والدولي‪.‬‬

‫منذ وقت مبكرا حازت القضية الالسطينية على اهتمامات النرويجا فاي سبتمبر ‪ /‬ايلول ‪1992‬‬
‫على هامش افتتاح ال معية العامة لألمم المتحدة في نيويورك التقى وزير التارجية النروي ي " ثورفالد‬
‫ستولتنبرغ " بنظيره ا سرائيلي "شمعون بيريز" واتاقا على أن الوقت قد أصبح " ناض ا " لبدا المااوضات‬
‫السرية بي إسرائيل ومنظمة التحرير الالسطينيةا وقد سبق أن جمعتصما لقااات متكررة كممالي ع‬
‫حزبيصما " حزب العمال النروي ي وحزب العمل ا سرائيلي" منذ عام ‪1979‬ما ناقشا خاللصا باستمرار‬
‫آفاق التواصل بي إسرائيل ومنظمة التحرير الالسطينية‪( .‬الضام ا ‪)2013‬‬

‫بدأت النرويج تمارس الدور المنوط بصا بي الطرفي الالسطيني وا سرائيلي عبر قناة سرية‬
‫للمااوضاتا وتطور دورها بدرجة كبيرة بعد أن اقتصر على السعي لبناا جسر استطالعي بي الطرفي ا‬
‫إلى أن أصبح وسيطا أساسيا وفاعالا في رفع سقف مستوى المااوضات الستطالعية إلى مااوضات‬
‫رسمية على أعلى المستوياتا حيث اعتبر العديد م المحللي أن الدور النروي ي تحول م دور‬
‫الوساطة إلى شريك ثالث في المااوضات مت او از دوره ليصبح داعما للطرف ا سرائيلي المااوضا‬
‫ا سرائيليةا في إطار عيوب المااوضات لعملية‬ ‫وضاغطا على الطرف الالسطيني لالست ابة للمطال‬
‫السالم التي اتسمت بعدم تكافؤ جوهر في القوة بي الطرفي المتااوضي التي بدا فيصا واضح ا قدرات‬
‫ا سرائيلي‪(.‬فاغيها‪2005‬ا ‪)2‬‬ ‫وامكانيات التاوق الكبير لل ان‬

‫م جان آخرا اعتبر محمود عباس أن الدور النروي ي كان دو ار ماصلي ا امتاز بقدر كبير م‬
‫على كاير م‬ ‫األهميةا وذو فعالية في التوقيع على اتااقية السالم الالسطينية ا سرائيليةا والتغل‬

‫‪2‬‬
‫التعقيدات والشكاليات لكال الطرفي ا وفسر قدرة وامكانيات السياسة التارجية النروي ية في تحقيق‬
‫الن اح رغم أن النرويج دولة صغيرة وتقع في أطراف أوروباا وبعيدة جغرافيا وثقافيا ع الشرق األوسطا‬
‫وقد ن حت فيما فشلت فيه دولا أكار قوة وناوذا ومكانة في تحقيق مال هذا الن از المصم ألكار النزاعات‬

‫تعقيدا في القرن العشري ‪(،‬عباسا‪2001‬ا ‪ )36‬مما دفع الباحث لدراسة الدوافع والمزايا التي تتمتع بصا دولة‬

‫النرويج الصغيرة الح ما وماهي المكانيات المتوفرة لصاا والتي أكسبتصا مكان اة ودو ار في النظام ا قليمي‬
‫والدوليا وفي تعزيز السالم والتعاون الدوليي ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ثق قً‪ :‬صشك‬

‫تتمحور مشكلة الدراسة حول الدور الذ مارسته النرويج في المااوضات الالسطينية ا سرائيلية‬
‫للوصول إلى اتااق المبادئا والمؤثرات المتتلاة على صانع القرار السياسي التارجي القائم بصذا الدورا‬
‫أو تلك التي أثرت في طبيعة هذا الدور سواا على مستوى الاكر أو الممارسةا والوسائل العديدة التي‬
‫استتدمتصا لتحقيق أهدافصا المرجوة بتوقيع اتااق أوسلو‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ثقعثقً‪ :‬ت قؤ‬

‫تكم مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس‪ :‬هل كان الدور النروي ي نزيصا في التعامل مع الطرفي‬
‫ا سرائيلي والالسطيني؟ ثم يتارع عنه عدة تساؤلت منصا‪:‬‬

‫‪ .1‬ماهي الالساة الاكرية التي قامت عليصا الوساطة السلمية النروي ية؟‬
‫‪ .2‬ما مدى إدراك صانعي السياسة النروي ية لماهية دورهم وما طبيعة الدور في المااوضات الالسطينية‬
‫ا سرائيلية؟‬
‫‪ .3‬ما هي المؤثرات الداخلية والتارجية في اتتاذ النرويج قرارها بالوساطة في اتااق أوسلو؟‬
‫‪ .4‬ما هي الوسائل التي استتدمتصا النرويج م أجل الوصول لتااق أوسلو؟‬

‫‪:‬‬ ‫ب قً‪ :‬أه ف ع‬

‫‪ .1‬تصدف الدراسة إلى التعرف على فلساة السياسة النروي ية التي عملت بصا النرويج لتوقيع اتااقية‬
‫السالم الالسطينية ا سرائيلية‪.‬‬
‫‪ .2‬تحليل الدور النروي ي في المااوضات الالسطينية ا سرائيلية والوقوف على أسبابه ومكوناته‪.‬‬
‫‪ .3‬إبراز دور المتغيرات التارجية الدولية وا قليمية في تطور الدور النروي ي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .4‬توضيح وتحليل الوسائل السياسية واألدوات القتصادية لتحقيق أهدافصا م الوساطة‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫خقص قً‪ :‬أها‬

‫وتكم أهمية الدراسة على النحو التالي‪- :‬‬

‫عنظاي ‪:‬‬ ‫ها‬

‫‪ .1‬تكم أهمية الدراسة في كونصا دراسة علمية منص ية تكشف ع الدور الحقيقي للنرويج بطريقة‬
‫موضوعية‪.‬‬
‫‪ .2‬تقديم فصم علمي دقيق ع كيفية اتتاذ ق اررات السياسة التارجية النروي ية‪.‬‬
‫‪ .3‬إعادة تقييم ومراجعة للسياسة الالسطينية لالستاادة منصا في استتالن العبر‪.‬‬

‫عا ‪:‬‬ ‫ها‬

‫‪ .1‬سد الا وة والنقص الناجم في ندرة الدراسات األكاديمية التي تناولت المااوضات والدور النروي ي‬
‫في عملية السالم‪.‬‬
‫‪ .2‬الستاادة م الرهاصات التي أدت إلى اتااقية أوسلو لتالشي الوقوع في أخطاا مستقبلية‬
‫‪ .3‬م الممك أن تشكل الدراسة إضافة معرفية تراكمية لدى الباحاي وصناع القرار م نتائج‬
‫المااوضات السرية التي أفضت إلى اتااق أوسلوا ومدى تأثر القضية الالسطينية برمتصا‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ع‬ ‫قت قً‪ :‬صنهج‬

‫ركزت الدراسة بشكل رئيسي على استتدام نظرية الدور إضافة لمناهج أخرى ساهمت في تكاملية‬
‫المنصج الرئيسي لتبيان طبيعة الدور النروي ي في المااوضات الالسطينية ا سرائيليةا فانحصرت هذه‬
‫المناهج في‪:‬‬

‫”‪ :“ Role Theory‬ت را هذه الدراسة على اقتراب الدورا أو ما اصطلح عليه‬ ‫ع‬ ‫‪ .1‬ظاي‬
‫بنظرية الدورا إذ يمك الستاادة م هذه النظرية في تحليل وتاسير العالقات الدولية الانائية‬
‫وال ماعيةا إذ أنصا تنتج كما م المااهيم والمعرفة التي تساعد على عملية الدمج بي الحقول‬
‫المعرفية القتصادية والسياسية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وتعتمد نظرية الدور هنا على الماصوم الواسع للدور الذ يمارسه صانع السياسة التارجية الذ‬
‫هو في المحصلة جزا م السياسة التارجيةا باعتباره يعبر ع فصم وإدراك صانعي السياسة لماهية‬
‫الق اررات واللتزامات واألفعال والقواعد المناسبة في السياق الدوليا وبالتالي ل بد م فصم لماهية الدور‬
‫على الدولة القيام به في أطارها ال غرافي والموضوعيا مما ي عل هذا الدور مرتبطا بعناصر‬ ‫الذ ي‬
‫تكم أهميتصا في مكانة الظروف ال يوسياسية التي تتدم مصالح قوى وأطراف دولية واستراتي ياتصم في‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫وهنا فان مكانة الدولة تأتي م قدرتصا على اثبات ذاتصا في إطار الدبلوماسية الدولية التي تنتمي‬
‫إليصاا مع األخذ بعي العتبار التوجه العام للسياسة التارجية للااعلي في إطارها ا قليميا واألهداف‬
‫التي تسعى الدولة لتحقيقصاا ومدى توفر الموارد الالزمة لتنايذ سياستصاا وهذا يرتبط بماصوم الدولة الحيوية‬
‫‪ Pivotal State‬فصذه الدولة ذات مكانة استراتي ية في فترة ما بالنسبة لطبيعة القوى المصيمنة على‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪ .2‬عانهج عةصفي عرح ي‪ :‬كما تعتمد هذه الدراسة على منصج الوصف التحليلي القائم على تاسير‬
‫الوقائع والمواقف السياسية وغيرها لاصم حقائق األمور‪.‬‬
‫‪ .3‬عانهج عرق يخي‪ :‬أما المنصج التاريتي فقد استندت إليه الدراسةا كمنصج أساسي في استعراض‬
‫العالقات التاريتية لرتباطه بالتطورات التاريتية لمتتلف العالقات السياسية والدبلوماسية وعالقات‬
‫الصراع والسالما مما يساعد على فصم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل‪.‬‬
‫ضج ع اع‪ :‬كما اعتمدت الدراسة على نظرية نضج الصراع كما توضحصا ‪Hilde‬‬ ‫‪ .4‬ظاي‬
‫‪ " Waage"Henriksen‬في تقرير ‪ ":Explaining the Oslo Back Channel‬يعرف النضج‬
‫عموم ا على أنه موقف يتسم بمأزق ٍ‬
‫مؤذ ألطراف الصراع يدركون فيه وصولصم إلى "النقطة التي لم‬
‫يعد بإمكانصم الحصول على النصر مع تصاعد التكاليف الباهظة لستمرار الصراعا والوصول إلى‬
‫طريق مسدودا مما يؤد إلى تولد النضج لدى جميع األطراف بعدم جدوى استمرار الصراعا أو قد‬
‫فرصة مغرية متبادلة يرى فيصا األطراف فرصة للحصول على نتي ة‬ ‫ينشأ النضج م‬
‫إي ابية‪(Waage,2000, 4).‬‬

‫ولتعزيز القدرة على الاصم كان لبد م تحليل الدور النروي ي والوقوف على أسبابه ومكوناته‪.‬‬
‫والمراجع الرئيسية حول الدور النروي ي في المااوضات ا سرائيلية‬ ‫وعليته فقد تمت استاارة الكت‬

‫‪5‬‬
‫الالسطينية ‪ 1993-1979‬وتم الطالع علتى د ارستات ودوريات ونتشرات تحليلية والتي كانت بماابة سبر‬
‫لغور الدور النروي ي في المنطقة؛ والعديد م الوثتائق التاصة بسير هذه العملية مال اتااقية أوسلو‬
‫منظمة التحرير‬ ‫إسرائيل والنرويج وبي‬ ‫منظمة التحرير الالسطينية والنرويج وبي‬ ‫والمراسالت بي‬
‫وإسرائيل‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫قب قً‪ :‬ح ت ع‬

‫ع صق ي‪ :‬تبدأ الدراسة م عام ‪1979‬م كأول محاولة جادة للمااوضات بي الطرفي‬ ‫‪ −‬عح‬
‫ا سرائيلي والالسطينيا وتنتصي في سبتمبر ‪ 1993‬م بتوقيع اتااقية أوسلو‪.‬‬
‫وواشنط ‪.‬‬ ‫‪ −‬عح عاكق ي‪ :‬العواصم التالية‪ :‬أوسلوا تونسا تل أبي‬

‫ع قبق ‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ثقصنقً‪ :‬ع‬

‫ع اب‬ ‫ق‬ ‫أ ً‪ :‬ع‬

‫قع صقج ر ا‬ ‫عف ط ن ‪،‬‬ ‫عقض‬ ‫عنا يج‬ ‫غ قظ ‪ ،‬عاقت (‪ )1997‬ب نة ن‪ :‬ع ق‬ ‫‪ .1‬ت‬
‫و ازيت‪-‬ف ط ن‪.‬‬ ‫ع ق في جقص‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫صن ك‬ ‫ع ع‬ ‫ق‬ ‫غ ا صنشة في ع‬

‫هدفت الدراسة إلى تحليل الموقف النروي ي وتوضيحه بالنسبة للقضية الالسطينية والدور الذ‬
‫لعبته الدولة في توقيع اعالن المبادئ وفق صراع محكوم بموازي القوى بي أطرافها وقد استتدمت‬
‫الدراسة منصج التحليل الوصاي واعتمدت على تحليل الوثائق المتوفرة وطريقة مراجعة األدبيات المتتلاة‬
‫التي تتناول القضايا المتنوعة بما يمك الحصول عليه م مصادر ومستندات ووثائقا تتضع لعمليات‬
‫ربط ما بي هذه الوثائق والمحددات التي أدت الى صياغتصاا وفي حال عدم الربط ما بي تحليل الوثائق‬
‫ومراجعة المواد فإنه يمك التأكد م مواقف النرويج ت اه القضية الالسطينية في األمم المتحدة م خالل‬
‫مراجعة توجصات تصويت النرويج في هذه الصيئة حيال القضيةا خلصت الدراسة إلى نتي ة أن السياسة‬
‫النروي ية بعد إعالن المبادئ ( أوسلو) بقيت في اغلبصا أسيرة محدداتصا التقليديةا باستاناا ما ل يتعارض‬
‫مع قبول إسرائيل لذلكا فالنرويج لم تتب مواقف وسياسات ت عل م موقاصا أقرب إلى الموقف األوروبي‬
‫منه إلى الموقف األمريكيا كذلك لم ت ر النرويج تغي ار ملموس ا بتصون الحقوق الالسطينيةا باستاناا‬
‫ما سمي بمحاولة الحااظ على إن ازها التاريتي في عصد حزب العمال النروي يا وما يتدم ذلك فقط‬
‫وبما ل يتعارض مع مصلحة إسرائيل أولا ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عشاق‬ ‫عنا يج في صفق ضق‬ ‫هنايك ن (‪ )2005‬ب نة ن‪ :‬ت‬ ‫فقغ ه‪ ،‬ه‬ ‫‪ .2‬ت‬
‫ع ت‪64‬‬ ‫عف ط ن‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫صحق و ضع ف‪ ،‬صج‬ ‫ةي‬ ‫ط‪ :‬صق و ن ت ع‬

‫هدفت الدراسة إلى توضيح وتحليل دور النرويج في المااوضات السرية بي إسرائيل ومنظمة‬
‫التحرير الالسطينية التي عقدت في أوسلوا في عل خلل في موازي القوى بي الطرفي ا اعتمدت الدراسة‬
‫المعلومات المصمة المستندة على "القناة" السرية‬ ‫على المنصج التحليلي والتاريتي وعلى كاير م‬
‫للمااوضات التي أفضت إلى توقيع اتااق أوسلو بي ا سرائيليي والالسطينيي في أيلول‪/‬سبتمبر ‪.1993‬‬
‫وتعقبت المؤلاة تطور دور النرويج م مسصل محدود إلى وسيط فاعلا بشكل متواز مع رفع مستوى‬
‫القناة م مسعى لبناا جسر استطالعي إلى مااوضات رسمية على أعلى المستويات‪.‬‬

‫وبتقديم تاصيالت المحادثات المتكشاة وعالقات الااعلي النروي يي المتغيرة بال انبي ا تسلط‬
‫الدراسة الضوا أيضا على حدود وساطة الطرف الاالث (ول سيما التي يمارسصا وسيط ضعيف) وعيوبصا‬
‫في عملية سالم تتسم بعدم تكافؤ جوهر في القوة بي الطرفي المتااوضي ‪ .‬وعند التدقيق في هذه‬
‫المسألةا تتضح المزايا التي تتمتع النرويج بصا كمكان للوساطةا فلصذه الدولة الصغيرة دوافع تحاصا على‬
‫تعزيز السالم والتعاون الدوليي ا نتج ع ذلك أن النرويج اكتسبت ناوذا ومكانة ودو ار في النظام الدولي‬
‫مشاركتصا بااعلية في السالم العالمي م خالل مصماتصا التي أوكلتصا إليصا األمم المتحدة لحاظ‬ ‫بسب‬
‫السالم في إطار توجه إنساني دولي نشيطا لك لم يتم التوصل إلى سالم بي ا سرائيليي والالسطينيي‬
‫لنعدام التكافؤ في القوى بي الطرفي المتااوضي ا وعدم قدرة الوسيط النروي ي الترول ع إرادة الطرف‬
‫ا سرائيلي‪.‬‬

‫عف ط ن ‪-‬‬ ‫ع‬ ‫بي في عا‬ ‫تحقت‬ ‫ص حق ‪ ،‬أ س (‪ )2019‬ب نة ن‪ :‬ت‬ ‫‪ .3‬ت‬
‫ع اب‬ ‫عجقص‬ ‫صج‬ ‫عاغاب‬ ‫عح ن عثق ي‪ -‬عاا ك‬ ‫)‪ ،‬جقص‬ ‫تح‬ ‫(ت‬ ‫إل ائ‬
‫صايك ع بحةث‪ ،‬ع ت (‪ )2‬صج ‪.5‬‬

‫هدفت الدراسة إلى تحليل دور التحاد األوروبي م عملية السالم الالسطينية ا سرائيلية م‬
‫خالل تتبع تطور موقف التحاد األوروبي ودوره في تلك العمليةا وبيان أهميتها والكشف ع العوامل‬
‫إبراز أهم المحددات التي تسصم في بلورة هذا الدورا وقد اعتمد الباحث‬ ‫المؤثرة في هذا الدورا إلى جان‬
‫على المنصج التحليلي بصورة أساسية لتحليل الدور األوروبي في عملية السالما وتناول هذا الموضوع‬
‫ضم ثالثة محاور رئيسيةا خلصت الدراسة إلى تتبع موجز لتطورات موقف التحاد األوروبيا ودوره‬

‫‪7‬‬
‫م عملية السالم والعوامل المؤدية لمحدودية الدور السياسي لالتحاد األوروبي م عملية السالم مع‬
‫بيان أهمية هذا الدور م الناحتي السياسية والقتصاديةا وركز على تحليل محددات الموقف األوروبي‬
‫ودوره في تلك العملية‪.‬‬

‫عرطب ق إل ائ ي‬ ‫صايك ع‬ ‫أوة طقق ‪ ،‬هنقتي (‪ )2008‬ب نة ن‪ :‬تأث ا ع و ةصق‬ ‫‪ .4‬ت‬


‫عق س‪،‬‬ ‫قع صقج ر ا غ ا صنشة ‪ ،‬جقص‬ ‫ع ر ةي صع عف ط ن ن ‪، 2000-1993‬‬
‫عق س‪.‬‬

‫هدفت الدراسة إلى إبراز العوامل التي كان لصا الدور الرئيس في منح أو تقييد قدرة الاريق‬
‫األمريكي على التأثير في السياسات والممارسات ا سرائيلية ت اه عملية السالم‪ .‬والعالقات التي نشأت‬
‫وتطورت بي البلدي حتى وصلت إلى التحالف الستراتي يا هي عالقات خاصة تتميز بالتبادلية‬
‫الناعيةا وهي تتيح لكل منصما إمكانية التأثير والتأثر باألخرىا اعتمدت الدراسة على المنصج التحليليا‬
‫ومنصج دراسة الحالة وتحليل المضمون‪ .‬متناولة تأثير الدور األمريكي ك ار ٍع ووسيط لعملية السالم على‬
‫التطبيق ا سرائيلي لستحقاقات التسوية مع الالسطينيي ا وذلك على صعيد األداا التااوضيا وا يااا‬
‫باللتزامات التي أقرتصا التااقيات الموقعة خالل الاترة الزمنية الواقعة بي ‪ 1993‬وحتى عام ‪.2000‬‬
‫وهي المدة الزمنية التي حكم فيصا الرئيس بيل كلينتون الوليات المتحدة األمريكية لوليتي متتاليتي ‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى نتي ة تتمال في أنه إذا كان سرائيل إمكانية تقييد الدور األمريكي ك ار ٍع‬
‫ووسيط لعملية السالم باضل سطوة اللوبي الصصيونيا فإن للوليات المتحدة في المقابل القدرة في التأثير‬
‫وعسكر‬ ‫وممارسة الضغط على الحكومات ا سرائيلية باضل ما تقدمه م دعم سياسي واقتصاد‬
‫سرائيل‪.‬‬

‫هللا‪.‬‬ ‫قن‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬و‬ ‫‪ .5‬عبقس‪ ،‬صحاةت (‪ )2011‬كرقو ب نة ن‪ :‬طايق أ‬

‫هدف الكات وهو موقع إتااق أوسلو إلى سرد األسرار الحقيقية للمااوضات منذ البداياتا واعتمد‬
‫بدا م القنوات التلفية مع‬
‫في ذلك على المنصج التاريتي والمشاهدة والمنصج الستقرائي للمستقبلا ا‬
‫الليكود مرو ار بدور السويدا إلى التصالت غير المباشرة مع حزب العمل نحو محطة مدريد وصولا إلى‬
‫الدور النروي يا وكيف كان الدخول إلى قناة أوسلو السريةا وكيف استطاع المسؤولون النروي يون أن‬
‫وجصات النظر بي الطرفي وخلق أجواا وعالقات‬ ‫يصيئوا األجواا المناسبة للمتااوضي م أجل تقري‬

‫‪8‬‬
‫إنسانية بينصما م شأنصا أن تساعد على بدا مرحلة التعايش والتااهم لتنطلق هذه المرحلة م أوسلو‬
‫وتعكس ناسصا في المستقبل على األرض المحتلة‪.‬‬

‫في خاتمة مذكراته هل حافظنا على أسرار أوسلو؟ غزة – أريحا م أي إلى‬ ‫ويتساال الكات‬
‫أي ؟ ثم يترل برؤية مستقبلية ماادها " ل بد م بناا عالقات مع دولة إسرائيل قائمة على الاقة المتبادلة‬
‫حتى يطمئ ا سرائيليون الى هذا ال ار ال ديد والعدو القديما ومدى قدرته على التحول م العداا الى‬
‫التطبيعا دون افراط او تاريط وبتطوات تتوازى وتتماشى مع التطوات العربية األخرى‪.‬‬

‫قام بعمل تاريتي وإن از عظيم‬ ‫إلى استنتال م نقطتي ا األولى‪ :‬أن الكات‬ ‫خلص الكات‬
‫للشع الالسطينيا والاانية‪ :‬تتوفه م أن تدمر الممارسات التاطئة والعقليات المتتلاة م كال ال انبي‬
‫هذا ا ن از العظيم‪.‬‬

‫عف ع قء"‪.‬‬ ‫ة صن‬ ‫قف ا أ ي (‪ )1998‬كرقو ب نة ن‪ :‬عا ا "حكقي‬ ‫‪.6‬‬

‫أور سافير وهو كبير المااوضي ا سرائيليي إلى سرد حكاية أوسلو كاملة منذ‬ ‫هدف الكات‬
‫بداية التصالت إلى توثيع التااق في واشنط ا يرو فيصا تااصيل التااصيل في المااوضات التي نتج‬
‫عنصا اتااقية أوسلوا ويعتبر سافير م أهم م كت في عمق التااقية ويعتبره البعض العراب ا سرائيلي‬
‫الذ لم يترك شاردة ول واردة دون إشارة‪.‬‬

‫على المنصج ا ستراتي ي بي استقراا الواقع واستنباط النتائج‪ ،‬خلص فيصا إلى أن‬ ‫اعتمد الكات‬
‫مسيرة أوسلو خلقت مأزقا كبي ارا لماصوم أرض إسرائيل الكبرىا وبرغم انتصار اليمي في النتتابات إل‬
‫أنه فقد برنام ه األيديولوجي القائم على اليدولوجية الصصيونية في أرض إسرائيل الكاملة‪.‬‬

‫يصور سافير في كتابه متانة العالقات بي النروي يي وا سرائيليي فقد كان تير رد لرس‬
‫وزجته مونا يوول على اتصال دائم ومستمر بالوفد ا سرائيلي المااوض وحتى على مستوى العالقة‬
‫الشتصيةا كان سافير يبيت الليالي واأليام في شقة لرس وقت المااوضات‪.‬‬

‫ائ ل‪،‬‬ ‫ع اي و ن ع او‬ ‫‪ .7‬ه كل‪ ،‬صحا ح ن ن (‪ )1996،2001‬كرقو ب نة ن‪ :‬عافق ضق‬


‫عشا ق‪ ،‬عققها ‪.‬‬ ‫ت‬

‫هدف الكتاب إلى توضيح المراحل التي مرت بصا المااوضات السرية بي العرب وإسرائيل في‬
‫على المنصج التاريتي والنظرية الواقعيةا موضح ا المااوضات السرية بي‬ ‫مراحل متتلاةا واعتمد الكات‬

‫‪9‬‬
‫العرب وإسرائيلا األسطورة والمبراطورية والدولة اليصوديةا يتساال فيه‪ :‬لماذا لم يااوض العرب؟ وكيف‬
‫فاوضوا؟ يتناول في ال زا األول مرحلة تاريتية بدأها منذ نابليون إلى مكماهون مرو ار بملوك مصر‬
‫والحاخام حاييم ناحوم إلى رؤساا الوليات المتحدة وصولا الى سؤال‪ :‬م يملك القوة؟‬

‫وقد تسائل الكات ‪ :‬لماذا لم يااوض جمال عبد الناصر؟ وكيف فاوض أنور السادات؟ واستعرض‬
‫في الاصل الاالث يناير ‪ 1977‬وما بعده م كارتر إلى بي ي والقذافي‪.‬‬

‫وقد تحدث الكتاب ع سالم األوهام أوسلو‪ -‬ما قبلصا وما بعدهاا ولماذا رفضت إسرائيل أن‬
‫تتااوض مع منظمة التحرير؟ وكيف تااوضت منظمة التحرير مع إسرائيل؟ وتناول قناة أوسلو بنوع م‬
‫العمومية وأحيانا بعض األحداث بنوع م التاصيلا وخلص إلى نتي ة أن السياسات العربية الحدياة –‬
‫في أواخر القرن العشري ومطالع القرن الواحد والعشري – تعرف كيف "تتأقلم" لكنصا ل تعرف كيف‬
‫"تتعلم"‪!.‬‬

‫جنب‬ ‫ق‬ ‫ثق قً‪ :‬ع‬

‫‪− John Langmore & others (2017), State Support for Peace Processes,‬‬
‫‪University of Melbourne.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحليل المقاربات النروي ية لدعم الدولة للسالم م عام ‪ 1991‬إلى عام‬
‫‪ .2016‬اعتمدت الدراسة على المنصج التاريتي ومنصج التحليل الوصاي في صنع السالم ضم السياسة‬
‫التارجية النروي يةا وحالت الصراع الرئيسية التي شكلت نصج النرويج ومعروضة بإي از‪ .‬والتوصيات‬
‫الممكنة لتطوير السياسة األسترالية نحو صنع السالم‪.‬‬

‫على الرغم م أن تقاليد السالم في النرويج قديمةا إل أن المحاز لعتماد سياسة نشطة يمك‬
‫إرجاعه الى تعزيز السالم في سياستصا التارجية إلى نصاية الحرب الباردة وتسصيل النرويج لالتااقية‬
‫وقدرتصا على صنع السالم كعنصر مركز في السياسة التارجيةا خلصت الدراسة إلى نتي ة في تحديد‬
‫خصائص "النموذل النروي ي" لصنع السالم واحتو "النموذل النروي ي" على عدد م العناصرا كانت‬
‫ميزتصا األساسية هي الش اركة الوثيقة في صنع السالم بي الدولة النروي ية والمنظمات األكاديمية‬
‫وا نسانية‪ .‬يتم ضمان النصج م خالل ثقافة أوسع للتمويل الحكومي والتعايش بي النرويج والمنظمات‬
‫غير الحكومية والدولةا بينما يسمح نموذل الشراكة هذا بنصج مرن بشكل فريد نحو النتراط في حالت‬
‫الصراعا ون اح وطول عمر نصج النرويج‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪− Stein-Fr, Kynoe, (2007), the Norwegian decision-making process and‬‬
‫‪ways to improve it, master of science in defense analysis, naval‬‬
‫‪postgraduate school, Monterey-California, December.‬‬
‫هدفت الدراسة إلى تحليل عملية صنع القرار في النرويج والكيفية التي يمك بصا تطوير عملية‬
‫صنع القرار بمشاركة معظم مؤسسات الدولةا اعتمدت الدراسة على المنصج المقارن في دراسة الحالة‬
‫المتابراتية األمريكية والحالة المتابراتية النروي يةا والمنصج الوصاي في دراسة النظام السياسي‬
‫النروي يا كما استتدم منصج تحليل المضمون في تحليل العالقة بي حكومة النرويج "صناع القرار"‬
‫والمؤسسة األمنية بالتحديد جصاز المتابراتا خلصت الدراسة إلى اقترح عدة وسائل لتحسي وتعزيز‬
‫الاعالية الكلية لصيكلة أجصزة الستتبارات لتدمة ا طار السياسي في اتتاذ الق اررات السياسية التارجيةا‬
‫م خالل المعلومات الدقيقة ع أنشطة وقدرات وخطط ونوايا القوى األجنبية والمنظمات واألشتان‬
‫ووكالئصم‪.‬‬

‫‪− Burgess (1968), Elite Images and Foreign Policy Outcomes, study of‬‬
‫‪Norway, Mershon Center for Education in National Security. ،the Ohio‬‬
‫‪state University press‬‬

‫هدفت الدراسة إلى تحليل دور النتبة الحاكمة في كيفية صياغة القرار ومناقشة العوامل‬
‫الجتماعية والناسية التي لصا تأثير مصم في صياغة السياسة التارجية وفي عملية اتتاذ القرارا ويرى‬
‫الباحث أن أهمية "الصورة الستراتي ية" التي عقدت م قبل النتبة الحاكمة في أ أمةا والتي بواسطتصا‬
‫يحدد ويقيم بشكل انتقائي الموقف الدولي للبلد كعامل محدد م سياستصا التارجية‪.‬‬

‫اعتمدت الدراسة على منصج التحليل الوصاي والمنصج التاريتي م خالل تتبع وتطور ماصوم‬
‫الموقف النروي ي منذ عام ‪1949‬ا الذ تتلت فيه النرويج ع حيادها والنضمام إلى تحالف الشمال‬
‫أوجده صناع الق اررات‬ ‫األطلسيا وبي كيف تعمل النتبة النروي ية الرسمية على شرح األساس الذ‬
‫السياسة التارجية في التيارات التي تواجصصم سواا كانت مقبولة أو غير مقبولة‪ .‬هو يكشفا عالوة على‬
‫ذلكا وخلصت الدراسة إلى نتي ة أن فشل المحاولة في عام ‪ 1949‬لتأسيس نظام دفاع إسكندنافي‬
‫منعصم بشكل فعال‬ ‫مشترك يعود إلى التااوت األساسي في المااهيم األمنية لألطراف المتااوضة الذ‬
‫م إبرام دفاع مقبول للطرفي ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ع قبق ‪:‬‬ ‫ق‬ ‫ع‬ ‫ت قبع‬

‫رغم أن الدراسات السابقة قد أثرت المعرفة بمااوضات أوسلو " اتااق ا طار" إل أنصا ع زت‬
‫على أن تتناول في دراسة علمية جميع أبعاد الدور النروي ي في المااوضات الالسطينية ا سرائيلية‬
‫وطبيعته والمؤثرات الداخلية والتارجيةا ولم تحلل التأثيرات الاكرية على توجصات السياسة التارجية‬
‫النروي يةا وبالتالي تأثير ذلك على ممارسة النرويج لدورها في المااوضاتا إضافة إلى أن الدراسات‬
‫السابقة ٍ‬
‫كل منصا على حدة قد ناقش قضايا متتلاة ولك على نحو جزئي لنكمل ونتم ما بدأه م سبق‬
‫في هذه الدراسة‪.‬‬

‫هذه الدراسات المااوضات السرية والدور النروي ي فيصا بشكل عام أو جزئيا‬ ‫تناولت أغل‬
‫دون الغون في تااصيل الدورا فال تكاد ت د واحدة م هذه الدراسات استطاعت أن تتناول فلساة‬
‫السالم في الاكر السياسي النروي يا ومدى تأثير مراكز ومعاهد األبحاث في تشكيل القرار السياسي‬
‫السلبية أو ا ي ابيةا بما يمك أن‬ ‫النروي يا كما ركزت أغلبصا على المنصج النقد في إبراز ال وان‬
‫نصاصا بالعمومية في الشرح والتحليل غير المتعمق في جوهر هذا الدور والظروف التي أحاطت به‪.‬‬

‫وقلما ت د دراسة تناولت تاصيلي ا الوسائل واألدوات على نحو منص ي مال هذه الدراسةا فقد ت د‬
‫احدى هذه الوسائل هنا أو هناك متناثرة في ثنايا الدراسة وغير مستوفية لشروط التوثيق الماترضة في‬
‫الدراسات العلمية الرصينة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ج ل عفجة عبحث‬

‫احتوت على مؤثرات ووسائل شكلت الدور النروي ي ت اه المااوضات‬ ‫المشكلة البحاية‬ ‫أ ً‬
‫ا سرائيلية الالسطينية افتقدتصا الدراسات السابقة المشار إليصا‪.‬‬

‫طبقت هذه الدراسة مناهج علمية لم تتناولصا الدراسات السابقةا مال نظرية‬ ‫الا وة المنص ية‬ ‫ثق قً‬
‫الدور ونظرية نضج الصراع‪.‬‬

‫أضافت الدراسة إطا ار نظري ا جديدا اعتمدت عليه تناولت فيه فلساة السالم‬ ‫ا طار النظر‬ ‫ثقعثقً‬
‫في الاكر النروي يا ودور مراكز البحث النروي ية في التأثير في صناعة‬
‫السياسة التارجية النروي ية‪.‬‬

‫في البحث للتعرف على الدور‬ ‫طبقت الدراسة اسلوب ا مبتك ار غير تقليد‬ ‫الا وة التطبيقية‬ ‫ب قً‬
‫النروي ي م خالل تقسيمات الدراسة لم يك موجودا على الطالق في‬
‫الدراسات السابقة التي تضمنتصا مقدمة الدراسة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫مفهوم السالم يف الفكر السياسي‬
‫النروجيي بعد احلرب العاملية الثانية‬

‫في عفكا عنا يجي‬ ‫ل‪ :‬ف ف ع‬ ‫‪ −‬عابحث‬


‫عنا يجي‬ ‫عخق ج‬ ‫بحقث في ع ق‬ ‫عفكا صاك‬ ‫‪ −‬عابحث عثق ي‪ :‬تأث ا‬

‫‪14‬‬
‫عف ل عثق ي‬
‫عثق‬ ‫عحاو ع قعا‬ ‫في عفكا ع ق ي عنا يجي ب‬ ‫صفهة ع‬

‫صق ص ‪:‬‬

‫يرتبط الاكر السياسي بتنظيم الحياة في م تمع ماا في حي أن الالساة السياسية تعبر ع‬
‫شتصية م يتولى الشؤون السياسيةا وهي تمال التبرات التي يحملصا صانعو السياسةا إذ يعد السلوك‬
‫السياسي له انعكاس ا للالساة التي يقوم عليصا النظام السياسي نحو تحقيق غايات وأهداف سياسية معينة‬
‫للدول مع غيرها م الدول في إطار العالقات الدوليةا ويمك القول بأن التبرات التاريتية السابقة‬
‫واألزمات والحروب التي عاصرتصا أو شصدتصا الدول تؤثر بدرجات متااوتة في سلوكصا السياسيا ويبدو‬
‫أن النرويج قد استاادت م كل تلك التبرات على صعيد العالقات الدوليةا ولعل الحرب العالمية األولى‬
‫كانت اختبا ار قاسيا للنرويج رغم إعالنصا الحيادا حيث لم تسلم م ويالت الحرب وآثارها المدمرةا عندما‬
‫أغرقت الغواصات واأللغام األلمانية نصف سا النرويج بح ة أن السطول الت ار النروي ي كان‬
‫يحمل الكاير م البضائع للحلاااا ون دها قد سارعت النرويج بعد انتصاا الحرب العالمية األولى‬
‫بالنضمام إلى عصبة األمم عام ‪1920‬ما التي فشلت في الحااظ على السالم العالميا أو تحقيق‬
‫أهدافصا في منع قيام الحرب‪UN( .‬ا عصبة األمما ‪)2021‬‬

‫إن الحااظ على السالم العالمي م خالل ضمان األم المشترك بي الدولا والحد م انتشار‬
‫األسلحةا وتسوية المنازعات الدوليةا ومع اندلع الحرب العالمية الاانية حاولت النرويج أن تبقى على‬
‫الحياد إل أن ألمانيا قامت بغزو النرويج ومصاجمة جميع موانئصا البحرية في ‪1940/4/9‬ا قاتل فيصا‬
‫النروي يون لمدة شصري بمساندة قوات بريطانية وفرنسية وبولنديةا وفي ‪1940/6/10‬م استسلمت النرويج‬
‫وهرب الملك "هاكون السابع" وحكومته إلى لندن وشكلوا حكومة في المناى‪ .‬قدم األلمان " فيدكون‬

‫‪15‬‬
‫فشل سابقا في النتتابات النروي ية عامي ‪1933‬‬ ‫كويزلينغ" رئيس حزب التكتل القومي الناز الذ‬
‫و‪1936‬م رئيسا لوزراا النرويج في عام ‪ 1940‬على أثر احتالل القوات األلمانية ألراضي النرويجا وفي‬
‫‪ 1945/6/7‬عاد "هاكون السابع" إلى النرويج منتص ار بعد هزيمة ألمانياا (ال زيرةا ‪ )2015‬معتمدا مع‬
‫بقية الدول األوروبية على الوليات المتحدة األمريكية في إعادة اعمار أوروبا بعد الحربا وأعاد بناا‬
‫السطول الت ار لتعود النرويج قوة اقتصادية وصناعية‪( .‬الوكيلا ‪2010‬ا ‪)125-123‬‬

‫خرجت النرويج م الحرب العالمية الاانية بم موعة م التالصات والعبر التي تكيات معصا‬
‫مبتعدة ع الصراعات وأسبابصا لم تمع نروي ي ترستت فيه الحيادية والبحث ع السالما أفرز نت‬
‫سياسية واجتماعية تمتاز بوعيصا نحو السالم الم تمعي والسالم ا قليمي والسالم العالميا إذ ي ي‬
‫"جونار ستالسيت"ا أسقف أوسلو السابق‪" :‬م سمات الم تمع المدني النروي ي أنه ل أحد فيه يحتكر‬
‫البيروقراطية والدبلوماسية"ا "بدلا م ذلكا تتعاون الحكومة بشكل وثيق مع منظمات مال الكنائس‬
‫والنقابات"ا وأن الحكومة النروي ية ل ت دها تتدخل في أ نزاع ا وتمارس سلطتصا كطرف محايد لصنع‬
‫السالم بي األعدااا تعمل السياسة التارجية النروي ية بالتعاون مع م موعات مال المعصد الدولي‬
‫األحمر النروي يا مشروع ‪Nansen Dialogue‬‬ ‫لبحوث السالم في أوسلو (‪ )PRIO‬والصلي‬
‫و)‪ Norwegian Church Aid (NCA‬في قل الصراع مع المعنيي بشكل مباشر ي اد وبناا السالما‬
‫كدولة صغيرة مع خدمة خارجية صغيرةا "أجبرت طموحات النرويج العالمية كصانع للسالم على الستعانة‬
‫بمصادر خارجية لدبلوماسيتصا لمنظمات غير حكومية"‪ .‬ت د ال ماعات ا نسانية مال ‪ NCA‬وبناا‬
‫التصالت مع األشتان المعنيي مباشرة م جميع أطراف النزاعا وتوفر الحكومة التمويل لعملية‬
‫السالم‪ .‬يعزز تاريخ النرويج نواياهم‪ :‬ل يوجد ماض استعمار ا ول أجندة خفيةا ول هدف لرفع علمصا‬
‫ضرر كبي ار أل شتص منذ‬
‫اا‬ ‫في كل دولة تساعدها‪ .‬يشير دان سميثا مدير ‪" :PRIO‬لم تسب النرويج‬
‫‪ 1100‬عام"ا منذ أيام الاايكنج‪(Communication387,2021).‬‬

‫انطالق ا م ذلك سيتناول هذا الاصل فلساة السالم في الاكر النروي ي في مبحث أولا ثم‬
‫سيتطرق المبحث الااني لتأثيرات الاكر ومراكز األبحاث في السياسة التارجية النروي ية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ل‬ ‫عابحث‬
‫في عفكا عنا يجي‬ ‫ف ف ع‬
‫صق ص ‪:‬‬

‫الموقع ال غرافي للنرويج دو ار مصما في ارتباط النرويج باقافة سالم واسعة سواا كان فك ار‬ ‫لع‬
‫أو سلوكاا كما تطور ماصوم السالم فيصا بعد الحرب العالمية الاانية وعصر السالم كتتصص أكاديمي‬
‫في التمسينات والستيناتا وقام على التعاون المشترك كصدف م أهداف السالم م أجل الستقرارا‬
‫يمان النرويج أن األساس الوحيد للسالم الدائم هو التعاون المستمر ضد كل ما يصدد استقرار العالما‬
‫م أهم علماا دراسات السالم في النرويج "يوهان غالتونغ"ا مؤسس دراسات السالم الحدياةا كونه‬
‫أكاديمي ا معروف ا ومؤث ار على الصعيدي الوطني والدولي م خالل عمله الرائد في دراسات السالم‬
‫األكاديمية‪.‬‬

‫ع نا يج‬ ‫تبقطه بقعراك ب عج ة ق‬ ‫ع قعاي‬ ‫أ ً‪ :‬صفهة ع‬

‫لم يتبلور ماصوم السالم بمعناه السائد صدف اةا فقد كان الدافع الرئيسي نشاا األمم المتحدة هو‬
‫استعادة السالم الدائم في الم تمعات التارجة م الحروبا أ السالم المستقر م خالل ارساا أسسه‬
‫والتنمية المستدامة كما جاا في ديباجة ميااق األمم المتحدة " انقاذ األجيال المقبلة م ويالت الحرب"ا‬
‫دعم بناا السالما (ميااق األمم المتحدة) فقد استقر هذا‬ ‫وتحقيقا لصذا أنشأت صندوق بناا السالما ومكت‬
‫في قيام الحرب العالمية‬ ‫تسب‬ ‫الماصوم باعل تراكمات تاريتية بعد انصيار النظام الدولي السابق الذ‬
‫الاانيةا وولدة نظام دولي جديد بتوازنات جديدة وتطورات متالحقةا قامت على الانائية القطبية حتى‬
‫بداية العقد التاسع م القرن الماضيا وانصيار الكتلة الشرقية بزعامة التحاد السوفيتي وتحوله لنظام‬
‫احاد القطبية ثم اقترابه اآلن م نظام تعدد القطبيةا وحيث لعبت الاورة الصائلة في وسائل التصال‬

‫‪17‬‬
‫والتكنولوجيا في تطور المااهيم ا نسانية في رؤيتصا وتعاملصا على الصعيد المحلي وا قليمي والدولي‪(.‬‬

‫أحمدا‪2016‬ا ‪)9‬‬

‫كان ماصوم السالم لدى النرويج نتاجا لتطورات ما بعد الحرب العالمية الاانية التي عكست‬
‫اعتمد على التعاون المشترك كصدف م أهداف السالم م أجل الستق ا‬
‫ررا(‬ ‫تأثيرات النصج العقالني الذ‬
‫مازار وآخرونا‪2016‬ا ‪ )35-32‬عندما فشلت محادثات الدفاع السكندنافية عام ‪1949‬ما وقرار النرويج‬
‫انسحابصا م المحادثات والنضمام لحلف شمال األطلنطيا (جنس لويد‪1989:‬ا ‪ )35‬وفي عل الحرب‬
‫الباردة بي التحاد السوفيتي والوليات المتحدة األمريكية بعد الحرب العالمية الاانيةا وحاجة النرويج إلى‬
‫الستقرار ومنع ت دد الصراعاتا وايمان الزعماا النروي يي بحاجة العالم إلى السالم واألم ا وتأثرهم‬
‫الشديد بأفكار عالم الجتماع النروي ي " يوهان فنسنت غالتونغ" مؤسس دراسات السالم في العالما الذ‬
‫أنشأ معصد بحوث السالم في أوسلو عام ‪1959‬ما مؤسس شبكة بيئة تنمية السالم لتحويل النزاعات‬
‫بوسائل سلمية‪( .‬المعرفة‪)2021:‬‬

‫إن إدراك صانعي القرار السياسي في النرويج لموقع بالدهم وحساسيته وبيئتصم الداخليةا خلقت‬
‫ثقافة سلمية ارتبطت بسلوكصم السياسي التارجي وسمات شتصياتصم المكتسبة م بيئتصم الذاتيةا التي‬
‫أثرت على توجصاتصم السلمية ومواقاصم السياسية التارجيةا التي حددت تصوراتصما وقد أثبتت األبحاث‬
‫بيرجس" في كتابه‬ ‫التي أجريت حول السياسة التارجية النروي يةا (جنس ا‪1989‬ا ‪ )35‬كدراسة" فيلي‬
‫صور النتبة ونتائج السياسة التارجية‪ :‬دراسة ع النرويجا بوجود عالقة مباشرة بي مااهيم وتصورات‬
‫النتبة الحاكمة وبي سلوك السياسة‪( Burgess ,1968, 3) .‬‬

‫أتاح لصا نوعا ما‬ ‫ارتبطت ثقافة السالم لدى مملكة النرويج اي ابيا بموقعصا ال غرافي الذ‬
‫م الميزة الحيادية وعلى الرغم أنصا عضو في حلف الناتوا إل أنصا رفضت نص قواعد صاروخية على‬
‫التوتر بي الدولتي ا هذا الموقع الذ يقع في شمالي‬ ‫أراضيصا حااع ا على عالقتصا مع روسيا ولتت ن‬
‫أوروباا ويحتل ال زا الغربي م شبه ال زيرة السكندنافيةا وحيث تصل مساحتصا الكلية ‪ 385‬ألف‬
‫نسمةا وعاصمتصا مدينة أوسلوا‬ ‫كيلومتر مربعا ويبلغ عدد سكانصا حوالي ‪ 5‬ماليي‬
‫)‪ (Communication387,2021‬وحيث تمتلك النرويج حدودا طويلة مع السويد في الشرقا وتحد‬
‫أقصى حدودها الشمالية فنلنداا وروسيا م الشرقا بينما تقع الدنمارك إلى ال نوب عند طرف البالد‬
‫ال نوبي عبر مضيق سكاجيراك‪( .‬ال زيرة نت‪)2014:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪1942‬ما بعد‬ ‫تعتبر النرويج م الدول األصيلة التي وقعت على اعالن األمم المتحدة عام‬
‫التوقيع على اعالن "قصر سانت جيمس" عام ‪1941‬م الذ جاا فيه‪ " :‬أن األساس الوحيد للسالم الدائم‬
‫هو التعاونا واستعداد الشعوب الحرة في العالم يعاي م خطر العدوانا والكل يتمتع باألم القتصاد‬
‫والجتماعي؛ ونعزم على العمل معاا ومع الشعوب الحرة األخرىا سواا في الحرب والسلما لتحقيق هذه‬
‫الغاية"‪( ،‬األمم المتحدةا السنوات التحضيرية) وتعد إحدى أكبر المساهمي ماليا في األمم المتحدةا وتساهم‬
‫في البعاات الدولية لقوات األمم المتحدةا ول سيما في أفغانستان وكوسوفو والسودانا فصي كذلك أحد‬
‫األعضاا المؤسسي لحلف شمال األطلسي وم لس أوروبا وم لس الشمال األوروبي وهي عضو في‬
‫المنطقة القتصادية األوروبيةا ومنظمة الت ارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية‪)Affairs,1999( .‬‬

‫يشير موقع النرويج ال غرافي ومساحته المتواضعة إلى أن سياستصا التارجية قد تكون ذات تأثير‬
‫ضئيل في القضايا العالمية للعالقات الدولية والسالما ومع ذلكا أثبتت النرويجا أن دورها اتسع كوسيط‬
‫للسالم في الحروب والصراعات في جميع أنحاا العالما كالسودان والكونغو وأفغانستان ودول البلقانا‬
‫مما جعل هذا البلد الصغير نموذجا عالميا للسالم يساعد على إحالل السالم على مستويي ا المستوى‬
‫األولا كوسيط للسالم بي الدول المتصارعةا أما المستوى الاانيا فصو الوساطة والوفاق بي ال ماعات‬
‫ا قليمية المتحاربةا والتعاون مع المواطني العاديي وجماعات الدفاع ع السالم غير الحكوميةا هذا‬
‫المزيج الاريد م المؤسسات الحكومية والتاصة يوضح الدور الاعلي النروي ي في المساهمة ودعم‬
‫قضايا السالم م خالل الصداقة ل ميع أطراف النزاعا وبناا الحوار والسالم على جميع المستويات‬
‫طبيعته‬ ‫سابقة الذكرا على الرغم م أن بعض القوى العظمى قد تستر م هذا النصج أو تنتقده بسب‬
‫تأثير مذهالا وتقدما في جصود السالم‬
‫المستصلكة للوقتا كما أحدثت الستراتي يات التي تستتدمصا النرويج اا‬
‫م خالل مساعدات البحث والتطوير في البلدان في جميع أنحاا العالم‪(Communication387,2021) .‬‬

‫تتميز بها فصي تقع‬ ‫ان ن اح النرويج عالميا يمك ارجاعه للمستوى القتصاد المتقدم الذ‬
‫في صدارة نموذل الرعاية ا سكندنافيةا وتميزها بنظام رعاية صحي وتعليمي عالمي ونظام شامل‬
‫للضمان الجتماعيا وصنات النرويج في المرتبة األعلى بي جميع البلدان في م ال التنمية البشرية‬
‫للاترة الممتدة بي سنتي ‪ 2001‬و‪2007‬ا كما صنات أيضا أكار البلدان سلمية في العالم في استطالع‬
‫لسنة ‪ 2007‬م قبل مؤشر السالم العالمي‪( .‬صدقي‪( )2021:‬الجزيرة نت‪)2005:‬‬

‫‪19‬‬
‫تتبع النرويج نظاما ملكيا وراثيا دستوريا ديمقراطيا برلمانياا يمال الملك قمة هرم الدولةا والنرويج‬
‫دولة وحدوية ذات تقسيمات إدارية على مستويي ‪ :‬المحافظات والبلديات يمتلك أفرادها قومية "سامي"‬
‫وهي درجة معينة م ا دارة الذاتية في األراضي التي سكنوها منذ قديم الزمانا وذلك م خالل ما‬
‫يعرف "ببرلمان قومية سامي" وقانون "فنمارك"ا وعلى الرغم م رفض المواطني في النرويج النضمام‬
‫لعضوية التحاد األوروبي في استاتااي ا إل أنصا تحتاظ بعالقات وثيقة مع التحاد والدول األعضاا‬
‫فيها وكذلك مع الوليات المتحدة‪(.‬عليا‪ 2010‬ا ‪)123‬‬

‫يقوم النظام السياسي في النرويج على النظام البرلماني م خالل عقد انتتابات عامة كل أربع‬
‫سنوات بنظام القائمة الحزبيةا لنتتاب م لس نيابي يسمى م لس النواب ويضم ‪ 169‬عضوا م خالل‬
‫التمايل النسبي للقوائم الحزبيةا (الدويكاتا‪, )2018‬يعتبر فيه الملك هو الحاكم ورأس الدولةا بينما يتمتع‬
‫رئيس الحكومةا لنظام سياسي متعدد األحزاب ينتج عنه حكومات ائتالفية أو حزب‬ ‫رئيس الوزراا بلق‬
‫واحد يصل إلى السلطةا وأهم هذه األحزاب تتمال في حزب العمل النروي يا والحزب الديمقراطي‬
‫المسيحيا والحزب التقدميا والحزب الليبراليا وحزب اليسار الشتراكي‪ ،‬وقد تأسس الدستور النروي ي‬
‫ساول‪ .‬أعاد‬ ‫في ‪ 17‬مايو ‪1814‬م م ال معية التأسيسية التي تشكلت لصذا الغرض في مدينة إ‬
‫الم لس صياغتصا م خالل إدخال تعديالت متتلاة وجعلصا ملكية دستورية‪ .‬منح الدستور للمواطني‬
‫حقوقا متتلاة مال حرية التعبير وممارسة الشعائر الدينيةا م خالل ا ذن بالقتراع العام في عام‬
‫‪1913‬ا روجت للمبادئ الديمقراطية القوية التي تشكل أساس الصيكل السياسي في النرويج‪( .‬الدستور‬

‫النروي يا‪)2019‬‬

‫أن تكون أصوله م‬ ‫ي‬ ‫السلطة التنايذية‪ :‬يقع على رأس الدولة الملك كرئيس للدولة الذ‬
‫عائلة "غلوكسبيرغ" الملكيةا وهو القائد األعلى للقوات المسلحةا يعي م لس الوزراا بعد مصادقة‬
‫البرلمانا ويترأس الملك م لس الدولة " م لس الوزراا" يصدر فيصا الملك الق اررات الملكية ويصدقصا ا‬
‫مصادقة القواني أيض ا م رئيس الوزرااا ويمارس م لس الدولة السلطة التنايذية بشكل‬ ‫كما ي‬
‫أساسيا بعد تشكيلصا م قبل الحزب الاائز باألغلبية في البرلمانا أو يتم تشكيلصا م قبل تحالف م‬
‫رئيس الوزرااا و ازرة‬ ‫األحزابا ( المرسالا ‪ )2019‬وينقسم الم لس إلى عدد م الو ازرات منصا‪ :‬مكت‬
‫الدفاعا و ازرة الماليةا و ازرة الاقافة وشؤون الكنيسةا و ازرة الزراعة والغذااا ومنذ نشأة النرويج وهي مصناة‬
‫إلى ‪ 19‬وحدة إداريةا هناك حكام معينون م قبل الملكا والذي يتعاملون مع هذه الوحدات ا داريةا‬
‫عالوة على ذلكا يتعامل رؤساا البلديات مع ‪ 434‬بلدية تتبع هذه الوحدات ا دارية‪( .‬عليا‪2010‬ا ‪)130‬‬

‫‪20‬‬
‫السلطة التشريعية‪ :‬تتكون السلطة التشريعية م البرلمان النروي ي م غرفة برلمانية واحدة‬
‫نظام التمايل‬ ‫تتمال في انتتاب م لس تشريعي يسمى ”‪ "Storting‬بالقتراع الشعبي المباشر حس‬
‫النسبي الموجود في دوائر انتتابية متعددة المقاعدا حيث تستمر عضوية م لس النواب لمدة أربع‬
‫عضوا م ‪ 19‬منطقة إدارية‪.‬‬
‫ا‬ ‫حاليا م ‪169‬‬
‫سنواتا وهي تتألف ا‬
‫السلطة القضائية‪ :‬تعمل السلطة القضائية في النرويج بشكل مستقل دون تدخل م السلطتي‬
‫التنايذية والتشريعيةا تستمد صالحياتصا م الدستورا وتعتبر المحكمة العليا أعلى سلطة قضائية ي وز‬
‫لصا التدخل في مشروعية ق اررات م لس الوزراا النروي يا أو الحكم في دستورية القواني الصادرة ع‬
‫البرلمان ومدى توافقصا مع الدستور النروي يا غير أن الملك هو السلطة الوحيدة التي تملك تعيي قضاة‬
‫الملك‪.‬‬ ‫بناا على توصيات م لس التعيينات القضائية التي في األصل يتم تعيينصا م‬
‫المحكمة العليا ا‬
‫(المحكمة العليا في النرويج)‬

‫يتكون م لس الدولة م رئيس الوزراا وم لسها الذ يعينه الملك رسميا‪ .‬أما النظام البرلماني‬
‫أل يعارضه البرلمانا وأن تعيي الملك‬ ‫فقد تطور منذ عام ‪ 1884‬ويستتبع ذلك أن م لس الوزراا ي‬
‫أن تحصل فيه الحكومة على الاقة م الصيئة التشريعية النروي يةا‬ ‫للحكومة هو م رد إجراا شكليا ي‬
‫الملك م زعيم الكتلة البرلمانية التي تتمتع بأغلبية في البرلمان تشكيل‬ ‫وفي الممارسة العملية يطل‬
‫حزب أو ائتالفا يعي الملك‬ ‫أغلبية واضحة أل‬ ‫الحكومةا وفي حال أن النتتابات لم تؤد إلى أ‬

‫زعيم الحزب األكار احتمالا بأن يكون ا‬


‫قادر على تشكيل الحكومة‪( .‬المعرفةا‪)2021/5‬‬

‫في عفكا عنا يجي‬ ‫ثق قً‪ :‬ف ف ع‬

‫يمال "يوهان غالتونغ" أهم عالم في دراسات السالم الحدياة وهو أيضا عالم اجتماع وعالم‬
‫ومؤثر على الصعيدي الوطني والدولي م‬
‫اا‬ ‫أكاديميا معروافا‬
‫ا‬ ‫رياضيات وأستاذ دراسات السالما أصبح‬
‫خالل عمله الرائد في دراسات السالم األكاديميةا وم خالل مشاركته في مااوضات السالم المتتلاة في‬
‫مصطلح " اليكولوجيا‬ ‫جميع أنحاا العالم‪ .‬تتلمذ على يد الايلسوف النروي ي ‪ Arne Næss‬صاح‬
‫العميقة " (علم العالقة بي الكائنات الحية وبيئتصا التي تعيش فيصا)ا وتأثر بالتقاليد البيئية السلمية وكذلك‬
‫البوذية المصاتما غاند وهنريك ابس ا أنشأ ‪ Galtung‬العديد م نظريات السالم والصراع العلمية وحول‬
‫دراسات السالم إلى نظام أكاديمي جديد متعدد التتصصات‪)Veiersted,2006, 61( .‬‬

‫‪21‬‬
‫عمل "غالتونغ" خالل العقود الماضية على ماصوم السالما وإن ثمة فرقا بي السالم ا ي ابي‬
‫والسالم السلبي موضحا أن السالم السلبي يرمي إلى إي اد حلول للصرعات الدائرة بصدف الحد م أعمال‬
‫العنفا أما السالم ا ي ابي فيتعلق بالبحث ع إمكانات لتعزيز التعاون ا ي ابي وقد شصد غالتونغ‬
‫الحرب العالمية الاانية في القسم المحتل ألمانيا في النرويج حينما كان عمره ‪ 12‬عاماا الاترة التي تم‬
‫فيصا القبض على والده م قبل النازيي ا وبحلول عام ‪1951‬ا كان وسيطا ملتزما حالل السالما‬
‫لمدة ‪ 18‬شص ار للقيام بالتدمة الجتماعية بدلا م آداا التدمة العسكرية ا جبارية‪ .‬بعد ‪12‬‬ ‫وانتت‬
‫شص ارا أصر غالتونغ على أن يقضي ما تبقى م خدمته الجتماعية في األنشطة ذات الصلة بالسالما‬
‫حيث خدم ستة أشصر إضافية‪)Abouna,2018( .‬‬ ‫األمر الذ دفع السلطات النروي ية رساله إلى الس‬

‫لم تظصر دراسات السالم إل في التمسينيات والستينيات كتتصص أكاديمي بأدواته البحاية‬
‫التاصةا وكم موعة متتصصة م المااهيما ومنتديات للمناقشة مال الم الت والمؤتمراتا على الرغم‬
‫م إدراك الماكري مال "إيمانويل كانط" أهمية السالم المركزية فقد عصرت العديد م معاهد األبحاث‬
‫منذ عام ‪1959‬ا بالتزام مع تأسيس معصد بحوث السالم أوسلو‪ -‬بريو‪ -‬المرتبط بيوهان غالتونغ‪.‬‬
‫(عجالنا‪)2020‬‬

‫انطلقت تصورات غالتونغ أولا بصياغة ماصوم بناا السالم م خالل الدعوة إلى أنظمة م شأنصا‬
‫أن تتلق سالم ا مستدام اا وينبغي لصياكل بناا السالم أن تعالج األسباب ال ذرية للنزاع وأن تدعم القدرة‬
‫الصامة في م الس‬ ‫المحلية على إدارة السالم وتسوية الصراعاتا وقد شغل غالتونغ العديد م المناص‬
‫البحوث الدوليةا فكان مستشا ار لعدة منظمات دوليةا ثم عضوا في الم لس الستشار لل نة "األمم‬
‫المتحدة الديمقراطية" منذ عام ‪2004‬ا (‪ )Mimir,2021‬وتبي لديه أن التطورات النظرية وت سيداتصا‬
‫الميدانية في م ال توعيف ا عالم ساهمت في تش يع السالم بشكل كبيرا لذلك أسس شبكة لتحويل‬
‫النزاعات بوسائل سلميةا إذ أرى أن دور الصحايي داخل رقعة صراع مسلحا يتمال في تسصيل الحوار‬
‫داخل الم تمعا والدفاع ع حقوق ا نسان وم ل صوت لها والقيام بدور وسيط موضوعي بي متتلف‬
‫األطرافا (‪ ) Gleditsch& others,2014, 146‬ورسم خطاطة ألدوار صحايي السالم والحربا تشكل‬
‫مرجعا للباحاي والمنظمات الدولية وغير الحكومية التي تستامر في هذا البابا فبالنسبة لها فإن صحاي‬
‫السالم يدرس تشكيلة النزاعا واألطرافا واألهداف والمشاكلا ويبحث ع نقاط لتحقيق معادلة الربح‬
‫للطرفي ا يعطي الكلمة ل ميع أطراف الصراع فصو يعتبر الحرب مشكلةا ويعمل على أنسنة جميع أطراف‬
‫صحاي الحرب نتي ة صارية؛ م‬ ‫الصراعا بينما صحاي الحرب يتمركز حول ساحة النزاعا ويتعق‬
‫‪22‬‬
‫سيقضي على اآلخرا ويتعامل بمنطق "نح واآلخر" في خدمة سياسة دعائية عدوانيةا وصحاي الحرب‬
‫شيطنه‪)Mimir,2021).‬‬
‫يعتبر "اآلخر" مشكلة وي ْ‬
‫يعتبر غالتونغ واحدا م مؤسسي حساب مؤثر للقيم ا خباريةا وهي العوامل التي تحدد ماهية‬
‫التغطية التي تعطى للقصص التي يتم تداولصا في األخبارا فن ده قد أنشأ أيض ا ماصوم صحافة السالما‬
‫تأثير متزايدا في دراسات التصالت وا عالما بحيث فرق بي ماصومي السالم السلبي‬
‫ا‬ ‫الذ أصبح له‬
‫والسالم ا ي ابي‪ :‬عندما نشر أن السالم السلبي قد يكون أكار م م رد غياب الصراع العنيف العلني‬
‫(السالم السلبي)ا وم المرجح أن يتضم م موعة م عالقات الدول حيث تملك فيصا الدول (أو أ‬
‫ت معات في الصراع) عالقات تعاونية وداعمة (السالم ا ي ابي)ا في الواقعا ت در ا شارة بأنه قد سبقه‬
‫" جون آدمز" في تحديد هذه المصطلحات ومناقشتصا في عام ‪1907‬ا وكذلك في عام ‪ 1963‬م قبل‬
‫مارت لوثر كينغ‪( .‬الاراو ا ‪)2021‬‬

‫بعد الحرب العالمية الاانية تم تأسيس منظومة األمم المتحدة والتي كانت حاف از إضافيا لظصور‬
‫مناهج أكار صرامة لدراسات السالم والصراعا وخالل هذه الاترة بدأ عصور العديد م المقررات في‬
‫جامعات التعليم العالي في جميع أنحاا العالم والتي تطرقت إلى قضايا السالم والحربا وتم تطوير أول‬
‫برنامج أكاديمي للطالب ال امعيي في دراسات السالم في الوليات المتحدة عام ‪ 1948‬بواسطة "غالديس‬
‫موير" في جامعة مانشسترا وهي كلية فنون ليبرالية تقع في نورث مانشستر في ولية إنديانا‪.‬‬
‫(عجالنا‪)2020‬‬

‫إن األعمال التي قام بصا األكاديميونا مال "يوهان غالتونغ" و"جون بيرتونطا والمناقشات التي‬
‫نش َرت في “م لة أبحاث السالم” في الستينيات عكست الهتمام المتزايد والمكانة األكاديمية لصذا الم الا‬
‫وكان هناك ازدياد متسارع في عدد برامج دراسات السالم في جميع أنحاا العالم خالل الامانيناتا ومع‬
‫انتصاا الحرب الباردةا تحول تركيز مقررات دراسات السالم والصراع م الصراع الدولي إلى قضايا معقدة‬
‫متعلقة بالعنف السياسي واألم البشر والديمقراطية وحقوق ا نسان والعدالة الجتماعيةا وبدأ انتشار‬
‫المنظمات والوكالت الدولية والمنظمات غير الحكومية الدوليةا مال األمم المتحدةا ومنظمة األم‬
‫والتعاون في أوروبا والتحاد األوروبي والبنك الدولي ومنظمة م موعة األزمات الدولية وغيرها‪.‬‬
‫(‪)Veiersted,2006, 61‬‬

‫‪23‬‬
‫م خالل الممارسات الاعلية وتأكيدا للالساة التي ترتكز عليصا السياسات النروي ية التارجيةا‬
‫ا‬ ‫التزمت الحكومات النروي ية المتعاقبة في برام صا باستمرار نحو تعزيز مساهمة النرويج كدولة‬
‫ودعم العدالة العالمية والتنمية المستدامةا والعمل على تطوير قواني األمم المتحدة والقواني الدولية‬
‫كالتزام يقع على جميع دول العالم دون استاناا‪)Stein-Fr,2007, 62( .‬‬

‫عخ ص ‪:‬‬

‫يسعى النروي يون أن يكون لصم موضع قدم في العالم م خالل نشر ثقافة السالم الدائم عبر‬
‫التعاون المشترك والمستمرا وعبر تعزيز مساهماتصم في جل المنظمات الدولية ودعمصم ل معيات حقوق‬
‫ا نسانا ومساعدة الدول في تحقيق التنمية المستدامةا وبالرغم م التزام النرويج في خطاباتصا بمبادئ‬
‫ومواثيق األمم المتحدةا وبالرغم م انتصاا الحرب العالمية الاانية منذ ما يقارب الت‪ 77‬عاماا إل أن العالم‬
‫بقي مصنا ا إلى دول عالم ثالث نامية ودول ثانية ودول متقدمةا ومعظم ما ي ر م صراعات في دول‬
‫العالم الاالثا والستاناا الحديث في الصراع الروسي األوكراني لتعارض المصالح بي روسيا والوليات‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫عابحث عثق ي‬

‫صق ص ‪:‬‬

‫يعتبر البحث العلمي م أسمى النشاطات التي يمارسصا العقل البشر ا فصو جصد منظم‬
‫م ا نتال الاكر الذ يصدف إلى صناعة الحياة و تحقيق التطور والنصضة و العمران وبناا المستقبل‬
‫األفضلا وم المعروف أن تقدم األمم ونصضتصا الحضارية مرهونة بدرجة رعايتصا واهتمامصا للبحث‬
‫العلمي وتطبيقاتها وبعد أن أصبحت مراكز األبحاث والدراسات" “‪ "”Think Tank‬جزاا أساسيا م نشاط‬
‫البحث العلمي الدائم في كاير م دول العالم التي تسعى للتطور والزدهارا فقد أولت النرويج رعاية‬
‫خاصة لصذه المراكز لتوليد الت اهات ا ي ابية واستقطاب الهتمام و الرعاية بصا سواا م قبل صانعي‬
‫تمارس دورها فيه أو تعمل على خدمته‪(.‬‬ ‫السياسات العامةا أو صناع القرارا أو م قبل المحيط الذ‬
‫المصر ‪274:‬ا‪)2021‬‬

‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫بحقث في ع ق‬ ‫عفكا صاك‬ ‫تأث ا‬

‫تمتلك النرويج م تمعات بحاية قوية رائدة عالميا في م ال العالقات الدولية والسياسة التارجيةا‬
‫تناقش باستمرار الت اهات ال ديدة التي تصتم بصا النرويجا وتركز على السياسة التارجية والقتصاد‬
‫والمناخ والص رة والبيئة واألم ا أكدتصا التقارير السنوية المقدمة إلى البرلمان النروي ي حول أهمية المعرفة‬
‫القائمة على البحث م أجل اتتاذ ق اررات مستنيرةا كما أن لصا أكار م سبعي منظمة مشاركة في‬
‫منظمات دولية‪(The Research Council of Norway,2017, 6).‬‬

‫ومع انتصاا الحرب الباردةا عصرت آفاق جديدة في البحثا مع التركيز على التدويل والعولمة‪.‬‬
‫غالبا ما استندت المقاربات ال ديدة إلى رؤى م عدة تتصصات متتلاةا مما أدى إلى تحويل التركيز‬ ‫ا‬
‫نحو القتصاد السياسي وال غرافيا السياسية والصيمنة الاقافية ومسائل الصوية‪ .‬وتتضم المناهج ال ديدة‬

‫‪25‬‬
‫النظر إلى الم تمع في سياق إقليمي وفصم التوترات والصراعات كتواصل اجتماعي وثقافيا غالبا ما‬
‫تعتمد األسالي ال ديدة على النظريات الجتماعية والناسيةا وهي تركز على آليات النظام والسيطرةا‬
‫أيضا آليات تعزز‬
‫وهي اآلليات التي تساهم في سيطرة الدولة على محيطصا وفي الصيبة والسمعةا ولكنصا ا‬
‫التنشئة الجتماعية والندمال‪)The Research) Council of Norway,2017, 6 .‬‬

‫لقد تأسس في النرويج معاهد كايرة ومتعددةا منصا الدولية والمحليةا ذات شأن وتأثير كبيرا‬
‫ولعل أكار المعاهد تأثي ار في السياسة التارجية النروي ية اقتصر على ثالثة معاهد رئيسية مصمة هي‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫عارق ص ‪. FAFO،‬‬ ‫جراقع‬ ‫أ ً‪ :‬ص ه ع ة‬
‫ة )‪)The Peace Research Institute Oslo PRIO‬‬ ‫بأ‬ ‫ثق قً‪ :‬ص ه أبحقث ع‬

‫"‪"NUPI‬‬ ‫ثقعثقً‪ :‬عا ه عنا يجي ع شؤ ن ع ع‬

‫عارق ص (‪:)FAFO‬‬ ‫جراقع‬ ‫أ ً‪ :‬ص ه ع ة‬

‫معصد "فافو" (‪ )Fafo‬يعتبر مؤسسة مستقلة ألبحاث العلوم الجتماعية تطور المعرفة حول‬
‫شروط المشاركة في الحياة العملية والحياة التنظيمية والم تمع والسياسة والعالقة بي السياسة والظروف‬
‫المعيشيةا وكذلك حول الديمقراطية والتنمية وخلق القيمةا وقد تأسس المعصد م قبل التحاد النروي ي‬
‫لنقابات العمال (‪ )LO‬في عام ‪ 1982‬كمركز للحركة النقابية للبحث والتحقيق والتوثيقا حيث يتلقى‬
‫المعصد سنويا تمويالا أساسيا م م لس األبحاث النروي يا والذ يستتدم للتطوير الستراتي ي للمعصد‬
‫للعمل والبحث الجتماعيا يتم تمويله م خالل البحث الماوضا لوكالت التكليف الرئيسية لديصم هي‬
‫م لس البحوث النروي يا والسلطات العامة والشركاا الجتماعيي ا كما يتلقى دخالا إضافي ا م‬
‫المنظمات الدولية مال م لس وزراا دول الشمال األوروبيا ومنظومة األمم المتحدةا والبنك‬
‫الدولي‪(.‬فافوا‪)2021‬‬

‫يتطلع المعصد دائما إلى العمل في التارلا إذ يعمل على اتصال وحوار وثيق مع المستتدمي‬
‫والوكالت المكلاةا فلدى معصد "فافو" عدد كبير م شركاا التعاون وشبكة أكاديمية واسعة في النرويج‬
‫المعرفة‬ ‫وخارجصاا ولديصم توجه في إنشاا أماك لقاا مايرة لالهتماما وهم متواصلون ناشطون لطل‬
‫المتولدة م مشاريعصما با ضافة إلى إسصاماتصم في نشر أعمالصم البحاية في الكت والم الت األكاديميةا‬
‫كبير على باحاي المعصد‬ ‫كما ينتج المعصد سلسلة تقارير ذاتية النشرا وكما هو معلوم بأن هناك طل‬
‫كمتحدثي رئيسيي في المؤتمرات والندواتا وفافو هو المعصد األكار استشصادا به في وسائل ا عالم‬

‫‪26‬‬
‫النروي يةا وأن صانعي القرار الرئيسيي في النرويج يمنحون مصداقية ألبحاث المعصد في عمليات صنع‬
‫القرار المصمةا ويعمل في معصد "فافو" ‪ 90‬موعااا ‪ 62‬منصم م أعضاا هيئة التدريس بمعصد فافو‬
‫للبحوث الجتماعيةا وتشمل خلفيات الباحاي علم الجتماع والعلوم السياسية واألناروبولوجيا الجتماعية‬
‫والقتصاد وعلم وعائف األعضاا الغذائي والتاريخ والقانون‪(.‬فافوا‪)2021‬‬

‫يترأس المعصد "تير لرس "ا وكان تير وآخرون م أماال‪ :‬ماريان هايبرغا زوجة وزير التارجية‬
‫النروي ي "يوهان يورغ هولست"(‪)1994-1993‬ا قد أعدوا دراسات لمعصد ‪ FAFO‬ع الحياة في‬
‫الضاة الغربية وقطاع غزةا وقد مكنصم عملصم هذا م التصال بالعديد م الالسطينيي وا سرائيليي ا‬
‫وخلق لديصم التزام ا قوي ا بالسعي إلى دفع ع لة السالم قدم ا‪( .‬روسا‪ 2005‬ا‪)147‬‬

‫يستقل المركز بم لس إدارته ولوائحه التاصةا ورأس مال أولي قدره ‪ 100000‬كرونة نروي يةا‬
‫رغم ذلكا لم يتم إنشاا المعصد ككيان قانوني مستقلا فقد عل م الناحية الرسمية كيانا تحت مظلة‬
‫التحاد النروي ي لنقابات العمال التي تقدم له منحة تشغيل سنويةا في عام ‪1993‬م ا أعيد تنظيم المعصد‬
‫كمؤسسة تعتمد على عدد م المنح المقدمة م التحاد النروي ي لنقابات العمال "‪ "LO‬بشكل أساسيا‬
‫وتأسيس رأس مال كبير لمؤسسة فافو بدعم م مؤسسات وشركات استامارية نروي ية محلية ودولية‬
‫تعمل في القطاعات ا نتاجية المتتلاة مال شركات " ‪ Orkla ASA‬و ‪ Umoe AS‬و ‪Elkem ASA‬‬
‫و ‪ Coop Norge‬و ‪Sparebank Gruppen‬ا ‪ Telenor AS‬ا والتحاد النروي ي لموعاي البلدية‬
‫ا وتم استتدام رأس المال التأسيسي لشراا مقر شركة فافو في منطقة جرونالند في أوسلو‪( . .‬فافوا‪)2021‬‬

‫تمتلك مؤسسة "فافو" شركات فرعية‪ :‬أهمصا معصد فافو للعمل والبحوث الجتماعيةا يركز جصوده‬
‫على القتصاد النروي يا وفيه مبادئ توجيصية ألخالقيات البحث في العلوم الجتماعية وا نسانية‬
‫والقانون والالهوتا وأن المركز النروي ي لبيانات البحث (‪ )NSD‬هو المسؤول ع حماية البيانات في‬
‫‪Fafo‬ا ويتم إبالغ ‪ NSD‬ب ميع المشاريع التي تتعامل مع البيانات الشتصيةا وقد أجرى معصد "فافو"‬
‫بحاا شامالا بعنوان " الم تمع الالسطيني في غزة والضاة الغربية والقدس العربية مستتدما عملية مسح‬
‫اجتماعية للظروف الحياتية"ا لك اتضح بعد عدة سنوات أنه كان غطا اا لإلعداد للمااوضات السرية‬
‫المباشرة بي منظمة التحرير الالسطينية وإسرائيل‪ (.‬ثم أوسلوا ‪)2013‬‬

‫تمت معظم عمليات التااوض باسم معصد فافوا حتى ترويسات الورق كانت باسم فافوا وذلك‬
‫لعدة أسباب منصا‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -1‬السرية والتمويه‬
‫‪ -2‬إبقاا خط رجعة في حال فشلت المااوضات‬
‫الزدواجية في المااوضات بي واشنط واسلو‪.‬‬ ‫‪ -3‬فرصة لإلنكار بسب‬
‫"وهذا ما جاا على لسان رئيس المعصد تير رد لرس في الايلم الوثائقي (ثم أوسلو) ال زا األولا‬

‫باته قناة ال زيرة في ‪"2013/5/9‬‬

‫ة‪.‬‬ ‫بأ‬ ‫ثق قً‪ :‬ص ه أبحقث ع‬

‫)‪The Peace Research Institute Oslo (PRIO‬‬


‫كان "يوهان غالتونغ" على رأس م موعة م الماقاي التي أنشأت معصد أبحاث السالم ‪"PRIO‬‬
‫جصدا واص ار ار كبي ار منصم ليرى المعصد النورا لك غالتونغ‬ ‫في العاصمة النروي ية عام ‪1959‬ما وتطل‬
‫ترك معصد ‪ PRIO‬في عام ‪1969‬ما ليصبح أستا اذا لدراسات الصراع والسالم في جامعة أوسلوا لكنه‬
‫في ناس الوقت حافظ على عالقات غير رسمية مع المعصد بعد مغادرته على مدار العقود الماضية‪.‬‬
‫(‪)Galtung PRIO,,2020‬‬

‫تأسس المعصد كمؤسسة بحاية مستقلة معروفة تعتمد عليصا مؤسسات حكومية ودولية مال األمم‬
‫المتحدة والبنك الدولي في التتصصات المتعلقة بصاا كما ي ر المعصد تدريب ا للتري ي ا ويشارك في‬
‫تعزيز السالم م خالل الدراسات البحاية المرتبطة بالسالم وحل النزاعات والحوار والمصالحة وا عالم‬
‫وأنشطة صنع السياسات المتتلاةا وإذ يسعى الباحاون في هذا المعصد إلى فصم العمليات التي ت مع‬
‫الم تمعات مع ا أو تاصل بينصاا إضافة إلى بحاصم المستمر في استكشاف أسباب اندلع الصراعاتا‬
‫وكيف يمك حلصا؛ ويحققون في كيفية تأثير أنواع متتلاة م العنف على الناسا ويدرسون كيفية تتعامل‬
‫الم تمعات مع األزمات وأخطارهاا كما يوثقون التوجصات العامةا على المستوى المحلي والدولي‪(.‬‬

‫‪)PRIO,2021‬‬

‫يتميز المعصد بتعدد تتصصاته وتنوعصاا إذ يركز على كل م القوى الدافعة وراا الصراع العنيف‬
‫والطرق التي يمك م خاللصا بناا السالم والحااظ عليه وانتشارها حيث يتم تنظيم المشاريع التي يتم‬
‫تنايذها في المعصد ضم م موعات بحاية موضوعيةا ويتم تنظيم الباحاي في المعصد في ثالثة أقسام‬
‫ومركز ألبحاث السالم في قبرن "‪"PRIO Cyprus‬ا ومنذ عام ‪2002‬م حتى عام ‪2012‬ا كما‬
‫ا‬ ‫إدارية‬
‫استضاف المعصد مبادرة لبرنامج دراسة الحرب األهلية (‪)CSCW‬ا وهي مبادرة طويلة األجل متعددة‬

‫‪28‬‬
‫التتصصات تم منحصا صاة التميزا وتم تمويلصا بشكل أساسي م قبل م لس البحوث النروي يا حيث‬
‫يتلق هذا البرنامج المتنوع التتصصات في معصد م تمعا بحايا مزده ار ي ذب الباحاي م جميع أنحاا‬
‫العالم‪)PRIO,2021(.‬‬

‫أصدر المعصد باكورة نشاطاته البحاية في إطار توثيقي منذ عام ‪1964‬م بتأسيس م لة أبحاث‬
‫السالم "‪ "Journal of Peace Research‬كم لة علمية دورية متعددة التتصصات في العلوم‬
‫ا نسانيةا وفي العلوم السياسية والجتماعيةا وفي العالقات الدوليةا تسعى دائما للتركيز العالمي على‬
‫الصراع وصنع السالما تش ع ماصوم ا واسع ا للسالما وتركز على أسباب العنف وحل النزاعاتا يرأس‬
‫تحريرها اآلن البروفيسور " سكوت جيتس" أستاذ في جامعة أوسلوا )‪(SAGE journals,2021‬‬

‫" “‪NUPI‬‬ ‫ثقعثقً‪ :‬عا ه عنا يجي ع شؤ ن ع ع‬

‫‪Norwegian Institute of International Affairs‬‬

‫هو مركز رائد في القضايا الدولية في الم الت ذات األهمية التاصة للسياسة التارجية‬
‫النروي يةا ويمارس المعصد م الت عديدة في السياسات الدولية والحوكمة والتنمية وعمليات السالم وفي‬
‫الدبلوماسية النروي يةا وقد تأسس المعصد في عام ‪1959‬ما كصيئة حكومية أسسصا البرلمان النروي يا‬
‫رغم ذلك فإن المعصد يعمل بشكل مستقل ع الحكومةا منذ البداية كان يتم تمويله م و ازرة التربية‬
‫والتعليما ثم بدأ العتماد على الشركات التاصة ومصادر تمويل دولية مال التحاد األوروبيا ي ر‬
‫المعصد عدد كبير م الدراسات المتنوعة ونشر نتائ صا فيما يتعلق بالعالقات الدولية والسياسات األمنية‬
‫والقتصادية وقضايا التنميةا كما يركز بشكل خان على شؤون السياسة التارجية النروي يةا كما يصتم‬
‫بالتحالاات والمشاركة في فعاليات ونشاطات المنظمات الدولية باعتبارها عناصر مصمة في السياسة‬
‫التارجية للنرويج‪(The CONVERSATION Norwegian ) .‬‬

‫تحتو هذه النماذل لمراكز األبحاث النروي ية على عدد م العناصر التي تتميز بشكل أساسي‬
‫بالشراكة الوثيقة في صنع السالم بي الدولة النروي ية والمنظمات األكاديمية وا نسانيةا ويتم ضمان‬
‫استمرار هذا النصج م خالل ثقافة أوسع للتمويل الحكومي والتعايش بي النروي يي ا والمنظمات غير‬
‫الحكومية والدولةا إذ يسمح هذا النموذل باتباع نصج مرن بشكل فريد نحو النتراط في حالت الصراعا‬
‫أيض ا فإن صنع السالم يعتمد على المساعدات ا نسانية الستية وطويلة األجل في المناطق المتضررةا‬
‫حيث تعمل المساعدات ا نسانية وا نمائية على بناا عالقات ثقة وحس نية مع الم تمعات المحلية‬

‫‪29‬‬
‫والمنظمات داخل مناطق النزاعا وكذلك إنشاا شبكات بي الدبلوماسيي النروي يي والمنظمات غير‬
‫الحكومية واألفرادا وال صات الااعلة في الصراعات المحلية التي يتم الستعانة بصا لحاقا في جصود صنع‬
‫السالم‪ .‬في حالة الصراع العربي ا سرائيلي على سبيل الماالا امتد إلى نشر قوات حاظ السالما إذ كان‬
‫النرويج أحد أكبر المساهمي بقواته في قوة األمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيايل) م ‪ 1978‬إلى‬
‫‪) Martin,2017, 54).1998‬‬

‫خ ص ‪:‬‬

‫يحتل البحث العلمي مكانة مرموقة في النرويجا وتعمل مراكز ومعاهد البحث العلمي‬
‫في النرويج بشكل منظم وتصتم بكل القضايا العالمية والمحليةا ودائما يواكبصا التطور في كل الم التا‬
‫تضم المعاهد البحاية في النرويج أكاأ الباحاي واألكاديميي والمتتصصي في شتى الحقول المعرفيةا‬
‫تساعد المراكز البحاية والمعاهد صانع القرار النروي ي في اتتاذ القرار المناس ا سواا على مستوى‬
‫السياسة التارجية أو المحليةا عبر توصيات وتقارير ترسل إلى جصات الختصانا وبعض المعاهد‬
‫تعقد شراكات مع و ازرات في عمل ورشات عمل وندوات دراسية وتشارك في جلسات ال معية العامة‬
‫لألمم المتحدة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫صنع السياسة اخلارجية النروجيية‬
‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫ق صنع ع ق‬ ‫ل‪ :‬صؤ‬ ‫‪ −‬عابحث‬
‫في صنع ع ق‬ ‫عخق ج‬ ‫ع خ‬ ‫‪ −‬عابحث عثق ي‪ :‬عاؤثا‬

‫‪31‬‬
‫عف ل عثقعث‬
‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫صنع ع ق‬

‫تاه ‪:‬‬

‫يعي صانع القرار النروي ي طبيعة السياسة التارجية النروي ية جيداا منذ أن أصبحت الدولة‬
‫ملكية دستوريةا ومنذ أن مر النظام السياسي النروي ي بمراحل تطور في القرني األخيري ا أدت إلى‬
‫تشكله على الحال الذ هو عليه اليوما للمستوى الذ ل يشعرك بوجود الملكية على مستوى السياسة‬
‫الاعلية‪.‬‬

‫بدأت اهتمامات النظام السياسي في النرويج بعد انتصاا الحرب العالمية الاانيةا بالعالقات الدولية‬
‫ذات العتماد المتبادل في إطار سلمي نحو إي اد حالة م التعاون بي الوحدات الدوليةا لذلك ت د هذا‬
‫الهتمام الكبير بمراكز الاكر واألبحاث في النرويج للعالقات الدوليةا فازدادت أهمية دراسة عملية صنع‬
‫السياسة التارجية التي لم تعد معزولة ع المؤثرات الجتماعية الداخليةا والمؤثرات التارجية م أجل‬
‫فصم عميق للسياسات النروي ية ت اه الصراعات الدولية‪.‬‬

‫باضل هذا التحول على المستوى الدولي وعلى مستوى الهتمام الداخلي وتطور الاكر وانتشار‬
‫الوعي في متتلف المستويات واألصعدةا تحولت النرويج م دولة تعاني اقتصاديا إلى دولة مستقلة‬
‫تتميز بنموذل مرموق للرفاهية الجتماعية والمالذ اآلم لل ميعا بحيث تتتللصا المال الديمقراطية وحقوق‬
‫الم تمع السكندنافيا ل سيما تلك المتعلقة بالتعليم‬ ‫م جوان‬ ‫ا نسان والمساواة والسالم في كل جان‬

‫‪32‬‬
‫ال يد والرعاية الصحية الشاملة والدبلوماسيةا وهي تحتاظ بساارات في ‪ 86‬بلداا بينما توجد ساارات‬
‫لستي بلدا في النرويج وجميعصا في العاصمة أوسلو‪( .‬الوكيلا‪2010‬ا ‪)131‬‬

‫ووفاقا لمؤشر التنمية البشرية لألمم المتحدة لعام ‪2005‬ا احتلت النرويج المرتبة األولى بي‬
‫الدول األكار مالامة للعيش في العالما يمك للنروي يي أن يتتاروا ببساطة الحااظ على هذا المستوى‬
‫المعيشةا ورعاية مواطنيصما والهتمام بشؤونصم التاصة‪ .‬ومع ذلكا فإن النروي يي‬ ‫العالي م‬
‫كم موعات وكأفراد يبذلون الكاير م الوقت والمال والطاقة لتحقيق السالم في النزاعات في جميع أنحاا‬
‫العالم‪ .‬لك لماذا تتتار النرويج أن تستامر الكاير في هذه النزاعات؟ وفاقا للسيد "جان يترس "ا وزير‬
‫التارجية‪" :‬ا جابة الرئيسية هي أنناا مال كايري آخري ا نشعر بأن لدينا التزام ا أخالقي ا بالمساهمة في‬
‫الحل السلمي للنزاعات حول العالم‪(Communication 387,2021).‬‬

‫تعتبر النرويج أحد المشاركي البارزي في م ال التنمية الدوليةا وهي أحد األعضاا المؤسسي‬
‫لألمم المتحدة وحلف شمال األطلسي وم لس أوروباا ورغم رفض الناخبون النروي يون مرتي النضمام‬
‫إلى التحاد األوروبي إل أن معظم التشريعات التي قدمصا التحاد األوروبي تناذ في النرويج بسب‬
‫عضويتصا في المنطقة القتصادية األوروبيةا يضم هذا األمر وصول النرويج إلى السوق األوروبية‬
‫الداخليةا وتبرز أهمية أوسلو م خالل مشاركتصا الدبلوماسية في محاولت التدخل السلمي في الص ارعات‬
‫والنزاعات في كاير م المناطقا فقد شاركت بكاافة دبلوماسي ا في اتااقات أوسلو التي تعد جزاا م‬
‫الصراع الطويل بي إسرائيل والالسطينيي في الشرق األوسطا وإذ تؤكد النرويج على عالقاتصا الدبلوماسية‬
‫الوطيدة مع الوليات المتحدة‪)Government.no Norway in Europe,2018( .‬‬

‫انطالقا م هذه العتبارات يتعي البحث في كيفية صنع السياسة التارجية النروي يةا وكيف‬
‫أثرت المتغيرات الداخلية والتارجية على القرار السياسي النروي ي ت اه دورها ا ي ابي في الوساطة بي‬
‫الطرفي الالسطيني وا سرائيلي في التوصل إلى اتااق أوسلو م خالل تناول مؤسسات صنع القرار‬
‫السياسي التارجي للنرويج‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ل‬ ‫عابحث‬
‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫ق صنع ع ق‬ ‫صؤ‬
‫صق ص ‪:‬‬

‫يمك فصم عملية صنع القرار في السياسة التارجية النروي ية م خالل فصم المكونات األساسية‬
‫للنظام السياسي النروي يا بالبحث في مؤسسات صنع القرار السياسي التارجيا وإدراك صانع السياسة‬
‫لمكانة ودور النرويج كصانع للسالم في اتااقية أوسلو‪.‬‬

‫تبحث دراسة السياسة التارجية في كيفية عمل ممالي الدولة فيما يتعلق بال صات الااعلة الدولية‬
‫األخرىا وتأثيرات أفعالصما في دراسة السياسة التارجيةا م الضرور فصم ال صات الااعلة المتتلاةا‬
‫مال الو ازرات الحكومية واألحزاب السياسية والمنظمات التطوعية والمنظمات غير الحكومية واألفرادا‬
‫وكذلك العالقات بي متتلف ال صات الااعلةا غالبا ما ترتبط السياسة التارجية للنرويج ارتباطا وثيقا‬
‫بسياستصا التاصة بالمساعدة ا نمائية المرتبطة أيض ا وبناس القدر بالقتصاد الدولي والتنمية الدولية‪.‬‬

‫وفق ا للدستورا ينقسم النظام السياسي في النرويج إلى ثالث سلطات‪:‬‬

‫‪ .1‬السلطة التشريعيةا وهي تتتص بس القواني والتشريعات وتمارس الرقابة والمساالة والمسؤولة‬
‫أيضا ع المتصصاتا وتتمال في البرلمان‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ .2‬السلطة التنايذيةا وهي الحكومة والملك‪.‬‬
‫‪ .3‬السلطة القضائية(المحاكم)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وفي هذا الاصل سيقوم الباحث بدراسة عملية صنع السياسة التارجية النروي ية م خالل تحليل‬
‫العالقة بي صانعي السياسة التارجية في ضوا المؤثرات الداخلية والتارجية م خالل دراسة ما يلي‪:‬‬

‫أ ً‪ :‬صج س ع ع ( عحكةص )‬

‫ع فقع‬ ‫ثق قً‪ :‬ز تي عخق ج‬

‫ثقعثقً‪ :‬عباعاقن (‪)Storting‬‬

‫أ ً‪ :‬صج س ع ع ( عحكةص )‬

‫يتكون م لس الدولة م الملك ورئيس الوزراا وأعضاا آخري ا يتم تعيينصم جميع ا م قبل الملك‬
‫بناا على مشورة رئيس الوزرااا وم لس الدولة هو حكومة النرويج ويرأسه الملكا ي تمع برئاسة الملك‬
‫ا‬
‫مرة واحدة في األسبوع على األقل في أيام ال معة‪)stringfixer( .‬‬

‫في هذا المبحث يحاول فيه الباحث دراسة تكوي م لس الدولة وصالحياته في صنع السياسة‬
‫بدا م الملك كرئيس لم لس الدولةا وصالحيات رئيس الوزراا ودور وزير‬ ‫التارجية النروي يةا ا‬
‫التارجية والدفاع كمحددات داخلية لصنع السياسات التارجية للنرويج‪.‬‬

‫‪ -1‬عا ك‬

‫يحكم النرويج نظام ملكي دستور بنظام برلماني وفق ا للدستور النروي ي الذ اعتمد في ‪17‬‬
‫مايو‪/‬أيار سنة ‪1814‬ا األصل فيه أن الملك يحتاظ رسمي ا بالسلطة التنايذيةا ولكنه يؤد القسم أمام‬
‫البرلمان " ‪ " storting‬في أول اجتماع لها فصو م يعي م لس الدولة المكون م رئيس الوزراا وسبعة‬
‫أعضاا آخري على األقلا وهو م يملك صالحية توزيع الو ازرات والمصام على أعضاا الم لسا كما‬
‫يحق له تعيينات أخرى في وعائف عليا مال أمناا دولة مساعدي ألعضاا م لس الدولةا وتعيي كبار‬
‫الموعاي المدنيي والعسكريي ا كما يحق للملك اصدار قواني ومراسيم متعلقة بقطاع القتصاد والشرطةا‬
‫بشرط عدم متالاتصا ألحكام الدستورا وم الملات للنظر أنه ي وز للملك أيض ا عزل رئيس الوزراا‬
‫وأعضاا م لس الدولة واألمناا المساعدي دون حكم قضائي مسبق‪constitution( .‬ا النرويجا ‪)2016‬‬

‫‪35‬‬
‫نظريا ي وز للملك عزل رئيس الوزراا وأعضاا م لس الدولة وأمناا الدولة دون الحاجة لحكم‬
‫ما جاا في الدستورا غير أن الواقع الاعلي أن الملك ل يل أ إلى هذا الجراا إل‬ ‫قضائي مسبق حس‬
‫الاقة البرلمانية م م لس الدولة‪( .‬دستور النرويج الصادر عام ‪1814‬‬ ‫في حالت نادرة وفي حالت سح‬
‫شامال تعديالته لغاية عام ‪2014‬ا ترجمة‪ :‬المؤسسة الدولية للديمقراطية والنتتاباتا أنشئ بصيغة ‪)2021/2/19 PDF‬‬

‫ل زال الملك يحتاظ بصالحيات افتتاح كل جلسة جديدة للبرلمانا ويرأس اجتماعات م لس‬
‫الدولة ويوافق على جميع الق اررات المتتذة هناك؛ هو المضيف عندما يقوم رؤساا دول آخرون بزيارات‬
‫رسمية إلى النرويج ويقوم هو ناسه بزيارات إلى دول أخرىا وكانت الحكومات حتى عام ‪1884‬م ل‬
‫تتشكل إل بعد الحصول على ثقة البرلمان‪)Government.no, Norway,2017( .‬‬

‫رغم كل هذه الصالحيات الممنوحة للملك المنصون عليصا في دستور ‪1814‬م إل أن التنايذ‬
‫العملي في عام ‪1884‬ما ثم في عام ‪1954‬ما ارتبط بتطور النظام البرلماني في العالم الغربي وسيادة‬
‫العرف الدستور ا فأصبحت كاير م الصالحيات تعود إلى حكومة مسؤولة أمام البرلمانا حيث أصبحت‬
‫صالحيات الملك في تعيي م لس الدولة م رد صالحيات شكليةا ما دامت هناك أغلبية برلمانية‬
‫أن تحصل الحكومة على الاقة م البرلمانا كذلك فإن تشكيل الحكومة وتمرير القواني‬ ‫واضحةا إذ ي‬
‫ال ديدة يكون بحكم القانون ومصادقة رمزية م الملكا أما إذا لم تسار النتتابات ع أغلبية واضحة‬
‫يعي الملك الحكومة ال ديدة بحكم الواقع‪ (.‬عليا ‪ 2010‬ا ‪)125-124‬‬

‫إذا بعد إدخال نظام الحكم البرلماني انحصرت واجبات الملك واقتصرت على مراسم الدولة‬
‫الرسميةا مال تعيي وإقالة رئيس الوزراا والوزراا في الحكومة التنايذيةا ويلتزم بالتشاور مع م لس الدولة‬
‫عند اختيار وتعيي كبار الموعاي المدنيي والعسكريي ا (‪constitution‬ا النرويجا ‪)2016‬‬

‫السلطة العليا في‬ ‫رغم ذلك بقي الملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة النروي يةا وصاح‬
‫للبالد في التارل وهو رمز لوحدة البالدا (موقع‬ ‫الكنيسة النروي يةا ويتدم ككبير الممالي الدبلوماسيي‬
‫النرويج بالعربيةا ‪ )2016‬كما يمك للملك أن يأمر بعقد دورات استانائية لم لس الدولة في الحالت التي‬
‫إجرااات عاجلة ل يمك فيصا النتظار لالجتماع المقبل المقرر‪)stringfixer( .‬‬ ‫تتطل‬

‫رغم أن الملك هو القائد العام للقوات المسلحة البرية والبحرية للمملكةا وأنه يحق له اعالن الحرب‬
‫وعقد السالم وابرام المعاهدات والغائصاا (الدستور النروي يا المادة‪ )26‬إل هناك قيود على ممارسته السيطرة‬

‫‪36‬‬
‫على هذه القوات م حيث عدم جواز زيادتصا أو تتفيضصا أو استتدامصا في مصام خارجية دون موافقة‬
‫البرلمان‪constitution( .‬ا النرويج ‪1814‬ا ‪)2016‬‬

‫‪ -2‬ئ س عةز ء‬

‫عمليا فإن رئيس الوزراا النروي ي هو رئيس الحكومة والشتصية السياسية الرئيسية والمسؤول‬
‫نتائج النتتابات التشريعية م الحزب‬ ‫ع ممارسة السلطات التنايذيةا يتم تعيينه م قبل الملكا حس‬
‫يمال األغلبية في البرلمانا وليس هناك حد أقصى لبقائه في المنص ا (‪)history-hub‬‬ ‫الذ‬

‫العرف‬ ‫وطبق ا للدستور ل ت ده يحظى بصالحيات كبيرةا لكنه بحكم األمر الواقع وحس‬
‫الدستور السائد منذ عشرات السني يعتبر عملي ا هو المسؤول السياسي األول والمباشر في صنع ق اررات‬
‫السياسات التارجية وتحديد ات اهاتصا في النرويجا (المعرفةا‪) Prime Minister of Norway‬‬

‫تعقد الحكومة نوعي م الجتماعات الرست تتميةا ينعقد األول برئاست تتة الملك باست تتم م لس الدولة‬
‫الذ ي تمع كل يوم جمعةا والااني يرأس فيه رئيس الوزراا اجتماعا حكوميا مرتي في األست تتبوعا ولكل‬
‫وزير صت ت ت ت ت ت تتوت واحتد في الم لسا في وقتت ل يست ت ت ت ت ت تتتطيع فيته رئيس الوزراا لوحتده اتتتاذ الق ار ارت على‬
‫المستتوى الداخلي أو التارجيا وتقتصتر مستؤوليته على تصترفات الحكومةا وليس ا جرااات التي يقوم‬
‫بصا الوزراا بشكل فرد ‪)Stein-Fr,2007, 31( .‬‬

‫ل يتحمل المس ت ت تتؤولية كل م رئيس الوزراا والحكومة ككل وفقا للعرف الدس ت ت تتتور الس ت ت تتائد في‬
‫النرويجا إذا حدث خطأ ما داخل إحدى الو ازراتا إل في حالة أنصا أحيلت إليه م قبل أحد المسؤولي ا‬
‫أو علم بصا بشتتكل رستتميا هنا يتم مستتاالة الوزير المعني في البرلمانا ومحاستتبته بصتتاته الوزير الوحيد‬
‫الاقة‬ ‫المست ت تتؤول ع تلك الواقعة أو الحدث التي وقع فيه التطأا وإذا قررت األغلبية في البرلمان ح‬
‫المباشت ت ترة‬ ‫على الوزير أن يس ت تتتقيل فو ارا وبذلك فإن رئيس الوزراا يكون بمعزل ع العواق‬ ‫عنها في‬
‫أل إجراا خاطئ تتتذه الست ت تتلطة التنايذيةا فعلى ست ت تتبيل الماال أن وزير الدفاع ووزير العدل والشت ت تترطة‬
‫هما المستتؤولن ع جصاز المتابرات النروي يا وأن أ خطأ يصتتدر ع جصاز المتابرات يتحمله فقط‬
‫الوزيري الست ت تتابقي ‪ .‬فصو في الواقع يترأس م لس الوزراا "الحكومة" ويست ت تتير أعمالصاا وهو رئيس م لس‬
‫الوزراا الذ يتكون أيض ت ا م الوزراا الذي يتم تكلياصم دارة الوزرات المتتلاةا وهم المستتئولون بشتتكل‬
‫جماعي ع سياساتصم وق ارراتصم أمام الملك والبرلمان واألحزاب السياسية والناخبي ا وتتركز سلطة اتتاذ‬

‫‪37‬‬
‫الق اررات في الست ت ت ت تتياست ت ت ت تتة التارجية لرئيس م لس الوزراا كإدارة تنايذية التي يقيد منصا تمايله لحزبه عند‬
‫فوزه بتشكيل الحكومة‪)Stein-Fr,2007, 32( .‬‬

‫يتم تشكيل الحكومة م قبل الحزب أو األحزاب التي تملك أغلبية المقاعد في البرلمان أو‬
‫تشكل أقلية قادرة على الحكم مما يعني أن نتائج النتتابات العامة ليس بالضرورة أن تؤد إلى تغيير‬
‫الحكومةا وقد تحدث النتتابات تغيي ار في الحكومةا إذا نشأ وضع لم تعد فيه الحكومة تتمتع باقة‬
‫البرلمانا فاي بعض األحيان تحظى الحكومة بدعم األغلبية في البرلمان (حكومة األغلبية)ا وفي‬
‫أحيان أخرى يتم تشكيل حكومات أقلية بعد حصولصا على دعم األحزاب األخرى في البرلمان على‬
‫أساس كل حالة على حدة م أجل اعتماد مقترحاتصا‪ .‬بغض النظر ع الدعم الذ تتمتع به حكومة‬
‫معينة في البرلمانا ويمك أن تكون حكومة حزب واحد أو حكومة متعددة األحزاب (ائتالفية)‪.‬‬

‫)‪)Government.no, Norway,2017‬‬

‫رئيس الوزراا والو ازرات الحكوميت تتة‬ ‫ديوان رئيس م لس الوزراا كت تتل م مكتت ت‬ ‫يتت تتدم مكتت ت‬
‫األخرىا ويس تتاعد رئيس الوزراا في تنس تتيق عمل الحكومةا ويمك بالتالي اعتباره مكتبا مركزيا للحكومة‬
‫بأكملصاا تست ت ت ت تتاعد الوزراا في تست ت ت ت تتيير متتلف قطاعات ا دارة الحكوميةا وقد توست ت ت ت تتعت وعياته بمرور‬
‫م‬ ‫الوقت تماش ت ت تتي ا مع الزيادة في تركيز النرويج على الس ت ت تتياس ت ت تتة التارجية‪ .‬اليوما حيث يتكون المكت‬
‫ثمانية وزراا دولةا وموعف سياسي‪(Defense technical information center,2007) .‬‬

‫كان لدى رؤس تتاا الوزراا منذ الناص تتال ع الس تتويد القليل م الص تتالحيات القانونيةا لك مع‬
‫مرور الوقتتت وعمليتتة التحتتديتتث التي است ت ت ت ت ت تتتمرت بعتتد الحرب العتتالميتتة الاتتانيتتةا بتتدأ يحظى رئيس الوزراا‬
‫بص ت ت ت ت تتالحيات حقيقية بش ت ت ت ت تترط أن يحظى بدعم م حزبه واألحزاب األخرى في البرلمانا بما يمكنه م‬
‫ممارست تتة ست تتلطات واست تتعةا وقد تولى" اينار جيرهاردست ت " كأول رئيس وزراا للنرويج بعد الحرب العالمية‬
‫الاتانيتةا وتعتبر رئيست ت ت ت ت ت تتة الوزراا " جرو هتارلم برونتالنتد" هي م بتدأت حكومتصتا محتادثتات ست ت ت ت ت ت تتالم بي‬
‫إسترائيل وفلستتطي ا مما أدى إلى اتااق أوستتلو عام ‪1993‬ما با ضتتافة إلى ذلك ستتاعدت في حل "أزمة‬
‫ردا على نشتتر ص تواريخ الناتو عام ‪1981‬ما وفي عام ‪1990‬م‬
‫الص تواريخ" للحزب الشتتتراكي األوروبي ا‬
‫شتاركت في الل نة المستتقلة لنزع الستالح واألم ولعبت دو ار مصما في مؤتمر األمم المتحدة األول للبيئة‬
‫والتنميةا وقد استقالت كرئيسة للوزراا في عام ‪1996‬م‪(history-hub(.‬‬

‫‪38‬‬
‫جاات " جرو هارلم برونتالند" إلى منصت ت ت ت تتبصا رئيست ت ت ت تتة للوزراا كزعيمة لحزب العمال في ثالث‬
‫المدير العام لمنظمة الص ت تتحة العالميةا ثم المبعوث التان المعني بتغير‬ ‫فتراتا وقد ش ت تتغلت منصت ت ت‬
‫المنتتاخ م عتتام ‪ 2007‬إلى عتتام ‪2010‬ما تنتمي إلى ال نتتاح المعتتتدل لحزبصتتا ودعمتتت العضت ت ت ت ت ت تتويتتة‬
‫النروي ية في التحاد األوروبي خالل استتاتاا ‪ .1994‬كرئيستة للوزراا أصتبحت برونتالند معروفة على‬
‫نطاق واستتع باستتم "أم األمة"ا حصتتلت على جائزة "شتتارلمان" عام ‪1994‬ما والمعروفة في ألمانيا ب ائزة‬
‫كارل لمدينة "آخ " تقدمصا للرواد الذي ست تتاهموا في التعاون الدولي ونشت تتر الست تتالما كما نالت العديد م‬
‫ال وائز والتقديرات‪)Stringfixer( .‬‬

‫ع فقع‬ ‫ثق قً‪ :‬ز تي عخق ج‬

‫بعد أن تناولت الدراسة دور م لس الدولة " الحكومة" في صنع السياسة التارجية النروي يةا‬
‫وعلى افتراض أنه ل يمك صياغة السياسات في دولة ديموقراطية بمعزل ع المؤثرات العديدة وذات‬
‫يتطل‬ ‫فصم السياسات وتاسيرها استنادا إلى دور الحكومة فقطا لذا فان الواج‬ ‫األهميةا بحيث يصع‬
‫عدم استاناا دور هذه المؤثراتا والمتمالة في وزارتي التارجية وو ازرة الدفاع كما يلي‪:‬‬

‫عنا يج‬ ‫عشئةن عخق ج‬ ‫‪ -1‬ز‬

‫تأسست و ازرة التارجية الملكية النروي ية في ‪7‬يونيو ‪1907‬م بعد عامي تقريبا م قرار البرلمان‬
‫النروي ي حل التحاد سلمي ا م طرف واحد مع السويد في عام ‪1905‬ما بعد أن دام التحاد بينصما‬
‫حوالي ‪ 91‬عاماا (‪ )Norwegian Army‬وتتمال المصمة الرئيسية للو ازرة في تأمي وتعزيز مصالح النرويج‬
‫على الصعيد الدولي‪)Norwegian Ministry of Foreign Affairs( .‬‬

‫يحتل وزير التارجية المرتبة الاانية بعد رئيس الوزرااا ولكنه يستمد دوره غالبا م رئيس الوزرااا‬
‫وم تمايله لحزبه الذ شارك في النتتابات الذ فاز بعدد م المقاعد في البرلمانا وهي بالتالي أكبر‬
‫و ازرة في النرويجا وهي مقسمة إلى ثمانية أقساما و‪ 104‬بعاة دبلوماسيةا ويتم تنظيم األقسام بشكل‬
‫ثنائي وفقا للمنطقة ال غرافية وأهميتصاا)‪ (Government.no,2018‬وتعرضت الو ازرة لنتقادات في السنوات‬
‫األخيرة لكونصا قديمة الطراز وقليلة المرونةا و ازرة التارجية لديصا مديرية واحدة تتبع لصا وهي‪ :‬الوكالة‬
‫النروي ية للتعاون ا نمائي (نوراد)‪(Government.no,2017) .‬‬

‫‪39‬‬
‫وم المعروف أن وو ازرة التارجية النروي ية تحتاظ بعالقات تعاونية وثيقة مع مراكز األبحاث‬
‫النروي يةا وما يؤكد ذلك معصدي مصمي ا ‪ PRIO‬و‪( NUPI‬المعصد النروي ي للشؤون الدولية)ا فقد‬
‫نظما مع و ازرة التارجية النروي ية اجتماعات حول قضايا محددة في م لس األم التابع لألمم المتحدةا‬
‫وكان موضوع الصحة واألم العالميي على جدول أعمال الجتماع األولا والصدف م منتدى الحوار‬
‫هو تسصيل المناقشات الستراتي ية بي الباحاي والتبراا وو ازرة التارجيةا وقد عكس هذا التعاون ترأس‬
‫وزير الدولة "أودون هالاورس " هذه الجتماعات‪)NUPI,2021( .‬‬

‫ان مصمة و ازرة الشؤون التارجية تنايذ السياسات التي تحمي المصالح الوطنية السياسية‬
‫والقتصاديةا والحااظ عليصا في المناطق ذات األهمية الستراتي يةا وتساهم أيض ا في تعزيز السالم‬
‫دولي عادلا وتنمية مستدامة ل ميع الشعوب‪Stein-( .‬‬ ‫واألم ا ونظام قانوني دوليا ونظام اقتصاد‬
‫‪)Fr,2007, 32‬‬

‫ع فقع‬ ‫‪ -2‬ز‬

‫م الطبيعي أن تساهم و ازرة الدفاع النروي ية كغيرها م الو ازرات المصمة في صنع السياسة‬
‫التارجية وتنايذهاا ويعتبر وزير الدفاع هو المسؤول ع تشكيل السياسة العسكريةا ويقدم رأيه ومشورته‬

‫لرئيس الوزراا حول احتياجات النرويج األمنية والعسكريةا ويبلغ تعداد القوات المسلحة النروي ية حالي ا‬
‫نحو ‪ 23,000‬فرد بما فيصم الموعاون المدنيونا ووفقا لتطة التعبئة في عام ‪2009‬ا تبلغ قوة التعبئة‬
‫الكاملة حوالي ‪ 83,000‬مقاتل‪)The Norwegian Defence Materiel Agency (NDMA( .‬‬

‫تتبع القوات المسلحة لو ازرة الدفاع النروي ية وقائدها األعلى هو الملك "هارالد التامس"ا ينقسم‬
‫جيش النرويج إلى الاروع التالية‪ :‬ال يش والبحرية الملكية وسالح ال و الملكي والحرس الوطنيا وبسب‬
‫سقوط النرويج تحت الحتالل األلماني الناز في الحرب العالمية الاانيةا أصبحت النرويج م األعضاا‬
‫المؤسسي لحلف الناتو في ‪ 4‬أبريل‪/‬نيسان سنة ‪ 1949‬مستغنية بذلك ع حياديتصاا وتوجد دائرة للسياسة‬
‫األمنية في و ازرة الدفاع أكبر م تلك الموجودة في و ازرة التارجيةا وترتبط ب صاز المتابرات النروي ي‬
‫م خالل رئيس الدفاع المسؤول ع قوات ال يش وجصاز المتابرات‪ .‬وتقدم الو ازرة تقري ار دوري ا إلى‬
‫البرلمان يوضح التطوط العريضة للمدى الطويل لتطوير و ازرة الدفاع النروي يةا كما تقوم ل نة التنسيق‬
‫بي وزير الدفاع والمتابرات بتقديم تقريرها حول قضايا األمنية والعسكرية لعرضه على الحكومة‪Stein-( .‬‬

‫‪)Fr,2007, 35-42‬‬

‫‪40‬‬
‫بصاة عامة ازداد دور العسكريي النروي يي في السياسة التارجية في أوقات الحروب واألزمات‬
‫وفي أثناا الحرب الباردةا وتضاال دورهم تحت تأثير المتغيرات السياسية الدولية بانصيار التحاد السوفيتي‬
‫والمعسكر الشرقي المضادا فاقتصرت النشاطات العسكرية النروي ية في المشاركة في قوات حاظ السالم‬
‫في أقاليم النزاع الدولية مع تقليص كبير في ح م القوات العسكرية في عل توجصات رسمية نروي ية نحو‬
‫مبادئ وقيم السالم التي انتص تصا‪ .‬وكما يبدو كان هناك تأثير لاقافة السالم التي تبنتصا القيادة السياسية‬
‫والاكر النروي ي وتحولته الرئيسية مع انتصاا الحرب الباردة بانصيار التحاد السوفيتيا وتاكك حلف‬
‫وارسو في تقليص ح م ال يش بشكل كبير مع إعادة الصيكلة وتحويل ال يش م جيش تعبئة كبير إلى‬
‫جيش أصغر محترف‪)Norwegian Army( .‬‬

‫لذلك فاألمالة واضحة في هذا الشأنا فقد استتدمت النرويج ال يش في تنايذ سياساتصا التارجية‬
‫في بعض مناطق النزاع في إطار ق اررات األمم المتحدة كقوات حاظ السالم " اليونوفيل" كما حدث في‬
‫لبنان ‪1956‬ما أو في إطار تحالاصا مع الوليات المتحدة وعضويتصا في حلف الناتوا فساهمت النرويج‬
‫منذ تسعينيات القرن الماضي في القوة الدولية للمساعدة على إرساا األم (إيساف) في أفغانستانا وم‬
‫البعاات العسكرية الدولية الصامة التي شاركت بصا النرويج في السنوات األخيرة‪ :‬قوة كوسوفو (ك‪-‬فور)‬
‫إدارة األمم المتحدة المؤقتة في كوسوفوا كما كان لصا دور في تسصيل السالم في نزاعات الحرب األهلية‬
‫بمساعدة الكنيسة النروي ية في السودانا ومشروع حوار نانس في البلقانا كماالي على كيفية مساعدة‬
‫(‪)Stokke,2012, 219‬‬ ‫ال صود النروي ية في بناا السالم في هذه البلدان التي مزقتصا الحرب‪.‬‬

‫ثقعثقً‪ :‬عباعاقن (‪)Storting‬‬

‫تنص المادة ‪ 49‬م الدستور النروي ي بأن الشع يمارس السلطة التشريعية م خالل البرلمان‬
‫(‪)Storting‬ا بانتتاب الممالي في البرلمان م خالل انتتابات حرة وبالقتراع السر في ‪ 19‬دائرة‬
‫انتتابيةا على أساس التمايل النسبي بي األحزاب السياسيةا التي تتم كل أربع سنوات في نصاية‬
‫المادة ‪ 55‬ويبلغ عددهم ‪ 169‬نائباا (الدستور النروي يا م‪ )57-54‬وتتصص مقاعد‬ ‫أيلول‪/‬سبتمبر حس‬
‫إضافية عددها ‪ 19‬مقعدا وتدعى "مقاعد التسوية" في انتتابات تشمل كافة البالد ل عل التمايل في‬
‫البرلمان متوافق ا بشكل أفضل مع األصوات الشعبيةا وتطبيق ا للاصل بي السلطات فانه ل يحق ألعضاا‬
‫م لس الدولة" الوزراا" حضور جلسات البرلمان بصاتصم نوابا ممالي ا ولك ي وز لصم فقط الحق في‬

‫‪41‬‬
‫حضور جلسات البرلمان دون الحق في التصويتا وبقدر ما يسمح به البرلمانا (الدستور النروي يا م‪)74‬‬

‫وينطبق ناس األمر على أمناا الدولة والمستشاري السياسيي في دوائر الحكومة‪(.‬الدستور النروي يا م‪)62‬‬

‫على الرغم م أن الاصل بي السلطات تم التأكيد عليه في الدستور النروي ي منذ العام ‪1814‬ا‬
‫إل أن الملك كان يطبق النصون الدستورية حرفي ا في امتالك جميع الصالحيات في تعيي م لس‬
‫الدولة باعتباره م لس ا للوزراا دون الرجوع إلى البرلمان أو الحصول على موافقتها مما كان يمال عقبة‬
‫أمام البرلمانا حتى فاز حزب األحرار " الليبرالي" إلى سدة الحكم عام ‪1884‬ما وأجبر الملك على‬
‫اخضاع الو ازرات أمام البرلمانا وبعد عام ‪ 1905‬لم تعتمد أ و ازرة إل بموافقة البرلمان ودون تدخل م‬
‫الملك‪( .‬غياضها‪ 1997‬ا‪)21‬‬

‫يمتلك م لس الدولة برئاسة الملك سلطات مشتركة مع البرلمان نابعة م طبيعة النظام السياسي‬
‫المتوارث كدولة ملكية وراثية برغم نظام الاصل بي السلطاتا حيث يحق للم لس اتتاذ السياسات‬
‫العامة عندما ي تمع رئيس الوزراا وحكومته في القصر الملكي بالتشاور رسميا مع الملكا حيث يقوم‬
‫الملك بمنح الموافقة الرسمية على كافة ا جرااات ومشاريع القواني الحكومية قبل إرسالصا للبرلمانا وبعد‬
‫اقرارها منه في جلسة برلمانية رسميةا ثم تعاد للملك الذ يملك دستوريا حق رفضصا أو المصادقة عليصا‬
‫وختمصا بتتم مملكة النرويجا غير أن الواقع العملي وما جرى عليه العرف الدستور منذ عام ‪1905‬‬
‫التي وافق عليصا البرلمان باألغلبية البسيطةا(‬ ‫وعام ‪ 1959‬التزم الملك بالمصادقة على القواني‬
‫‪ )STORTINGET,2020, 12‬مما يعتبر ماالا لسلطة الملك التي تآكلت مع مرور الزم فأصبحت رمزية‬
‫أحيانا‪( .‬دستور النرويجا‪)2021‬‬

‫م الناحية الاعلية يمك للبرلمان الموافقة على المعاهداتا ومساالة أعضاا الحكومة في حال‬
‫كانت ق ارراتصم غير دستوريةا وعلى هذا النحوا فإن ألعضاا البرلمان القدرة على عزل الوزراا في حال‬
‫محاكمة أو مساالة أحدهم‪( .‬عليا‪45‬ا ‪)13‬‬ ‫توج‬

‫يشكل البرلمان ل ان عديدة لمساعدتها وهي ترتبط بعالقات مباشرة مع أجصزة الدولة المتتلاة وأهمصا‪:‬‬

‫‪ .1‬ل نة الدفاع الدائمة‬


‫‪ .2‬ل نة الشؤون التارجية الدائمة‬
‫‪ .3‬الل نة الدائمة للعدل‬
‫‪ .4‬الل نة الموسعة للشؤون التارجية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫سكرتير الل نة الدائمة‬ ‫في األصل ل توجد عالقة مباشرة بي المتابرات والبرلمانا وبحس‬
‫للدفاع بأنه ل توجد هناك حاجة إلى ل نة خاصة مشتركة بي البرلمان والمتابراتا ألن وزير الدفاع‬
‫يطلع رئيس أو نائ الل نة الدائمة للدفاع سنوي ا على الموضوعات المتعلقة بأجصزة المتابرات النروي يةا‬
‫في الوقت الذ يمك فيه لل نة الدفاع أن توجه أسئلة مكتوبة تتعلق بأجصزة المتابرات إلى وزير الدفاع‬
‫يلتزم بدوره بالرد على األسئلةا عالوة على ذلك تقوم ل نة الدفاع بزيارة روتينية لموقع جصاز‬ ‫الذ‬
‫زيارات اضافية إذا استدعى األمرا في ضوا ذلكا‬ ‫المتابرات النروي ي سنوي اا كما يحق لصا أن تطل‬
‫أكدت سكرتارية ل نة الدفاع في أكار م مناسبة على متانة العالقة بي الحكومة والل نة الدائمة للدفاع‬
‫وقدرتصما على الوصول إلى تقارير الستتبارات عند الحاجة‪)Stein-Fr,2007, 38( .‬‬

‫أعضاا الل ان الدائمة للدفاع ول نة الشؤون‬ ‫تتكون الل نة الموسعة للشؤون التارجية م‬
‫التارجية الدائمة ورئيس البرلمان ورئيس األغلبية الحزبية إذا لم يكونوا أعضاا بالاعلا وتعتبر ل نة‬
‫الشؤون التارجية الموسعة بماابة جصاز تشاور بي البرلمان والحكومة وغالب ا تعقد اجتماع ا واحدا كل‬
‫شصرا ويمك لصا أن تعقد أكار م اجتماع إذا دعت الضرورة لذلكا وفيما يتعلق بالسياسة التارجية‬
‫للحكومة فان الل نة الموسعة هي الل نة الوحيدة األكار أهمية ألنصا تتعلق بقدرتصا على تشكيل وتنايذ‬
‫في البرلمان‬ ‫السياسة التارجية الوطنية والسياسة األمنيةا وهذا ما أكده وزير الدفاع السابقا والنائ‬
‫‪ : Anders Sjaastad‬أن دور البرلمان في السياسة التارجية لألمة ليس كشتص يعارض الحكومة‬
‫بل باعتبار دوره داعم للتط السياسي الوطني الموحد‪(Stein-Fr,2007, 29) .‬‬

‫منذ عام ‪1905‬ما يتتار الملك رئيس الوزراا م النائ الذ فاز حزبه بأكبر عدد م المقاعد‬
‫يستطيع الحصول على ثقة األغلبية في البرلمانا أو بالتوافق بي‬ ‫الذ‬ ‫في النتتاباتا وهو النائ‬
‫أحزاب الئتالف عندما ل يستطيع حزب واحد تشكيل الحكومة وحدها ومع ذلك قد يحكم النرويج حكومة‬
‫أقليةا عندما يسمي رئيس الوزراا المرشحي لم لس الوزراا مم يكونون أعضاا في ناس حزبه السياسي‬
‫في البرلمانا وبالتالي يشكل السلطة التنايذية للحكومة ومصامصا المناطة بصا في الدستور‪.‬‬
‫(‪)STORTINGET,2020, 9‬‬

‫لم يك المال أو سمعة النرويج كافي ا لل مع بي األطراف المعادية‪ .." :‬فقط عندما يكون‬
‫في بلد ما على مدى فترة طويلة بما يكاي جراا اتصالت تاق بصم‬ ‫النروي يون منترطي ع كا‬
‫يمك أن تساعد النرويج‪ .‬يقتبس "جان إي الند"ا وكيل األمي العام لألمم المتحدة للشؤون ا نسانية‬

‫‪43‬‬
‫ومتترع النموذل النروي ي للتعاون بي الحكومة والمنظمات ا نسانية‪" :‬ما أسماه رأس المال الستامار‬
‫جدا لدرجة أنه حتى ن اح واحد م‬
‫م أجل السالم‪ ..‬التكاليف منتاضةا والمكافآت المحتملة عالية ا‬
‫ر بالهتمام “‪)Communication 387( .‬‬
‫‪ 100‬ي عل األمر جدي ا‬

‫م الواضح وال لي أن تقرير األمم المتحدة الصادر في فبراير عام ‪ 2010‬حول حالة الدول‬
‫األعضاا في األمم المتحدة قد بي اهتمام النرويج بحماية حقوق ا نسان وتعزيزها م خالل النضمام‬
‫إلى المواثيق والتااقيات والبروتوكولت الدولية ذات الشأنا ونشر الوعي بالسالم في الم تمع النروي يا‬
‫على مستوى الموعاي الحكوميي والمصنيي وم خالل البرامج التعليمية ووسائل العالم وفي متتلف‬
‫م الت الم تمع المدنيا وترجمة ذلك في اصدار تشريعات وقواني داعمة للحقوق والحريات وقيم السالم‬
‫ومناهضة التمييز‪HRI/CORE/NOR/2009(.‬ا األمم المتحدة)‬

‫خ ص ‪:‬‬

‫قبل أن يصبح ثورفالد ستولتنبرغ وزي ار للتارجية النروي ية كان وزي ار للدفاعا وكذلك يوهان يورغ‬
‫هولستا وعي ستولتنبرغ يان اي الند نائبا لها وم ال دير ذكره ان هولست (زول ماريا هايبرغ) هو‬
‫عديل ستولتنبرغا ومونا يول الموعاة في التارجية النروي ية هي زوجة تير رد لرس مدير معصد فافو‬
‫تعمل فيه ماريا هايبرغا يان اي الند صديق مونا يول درسا العلوم السياسية في جامعة أوسلوا‬ ‫الذ‬
‫استيعاب أن النرويج بلد صغير جداا وأن حزب العمل يظل يحكم‬ ‫غالبا على األجان‬ ‫وبالتالي يصع‬
‫معظم الوقت بعد الحرب العالمية الاانيةا لذا فالعالقات متشابكةا فحزب العمل بينه روابطا وكاي ار ما‬
‫يسمونه النروي يون بحزب العمل الملكيا ألنه يوجد بداخله ما يشبه الساللةا وهذه الساللة ضيقة‬
‫ومتماسكةا نستطيع أن نقول أنصا عائلة سياسية ممتدة؛ سنعرف لحقا أنصا ستكون الاريق النروي ي في‬
‫المحادثات السرية بي المنظمة وإسرائيل‪.‬‬

‫وم ذلك يمك القول إن الملك ليس له دور مؤثر وملموس في عملية السالما ورئيس الوزراا يكفيه‬
‫إعطاا الضوا األخضر لوزير التارجية والدفاع اللذان بدورهما يشكالن فريق العمل ليكونوا الالعبي‬
‫األساسيي في المااوضات بي ال انبي ا سرائيلي والالسطيني‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عابحث عثق ي‬
‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫في صنع ع ق‬ ‫عخق ج‬ ‫ع خ‬ ‫عاؤثا‬
‫صق ص ‪:‬‬

‫يدرس هذا المبحث في ٍ‬


‫كل م المؤثرات الداخلية والمؤثرات التارجية التي تؤثر في ات اهات‬
‫وتوجصات السياسة التارجية النروي ية على أساس أن هذه المؤثرات تعمل على تحديد السياسة التارجية‬
‫والبدائل والتيارات أمام صانع السياسة التارجية‪.‬‬

‫وتنقسم هذه المؤثرات في هذا ا طار إلى مؤثرات داخليةا ومؤثرات خارجية‪.‬‬

‫ع خ‬ ‫أ ً‪ :‬عاؤثا‬

‫تلع المؤثرات الداخلية في النظام البرلماني دو ار مصما في التأثير على ق اررات السياسة التارجيةا‬
‫العام‬ ‫وفي النظام السياسي النروي ي فإن هذه المؤثرات والتي تتمال في األحزاب السياسية وال أر‬
‫النروي يا تضع حدودا معينة لصانع السياسة التارجية‪.‬‬

‫‪ -1‬ح و ع ق‬

‫تعتمد النرويج النظام الديمقراطي والتعددية الحزبيةا المعتمد على الحوار والنتقال السلمي للسلطة‬
‫م خالل النتتابات العامة والمباشرة كما سبق وأسلاته الدراسةا لنظام سياسي يمتاز بالمرونة الكبيرةا‬
‫فت د أن مركز أوسلو للسالم وحقوق النسان على سبيل الماال يعمل على تيسير الحوار بي األحزاب‬
‫النروي يةا بل يمتد نشاطه وغيره م مراكز التاكير في النرويج إلى خارل الحدود النروي ية واألوروبية‬
‫التي يدعمصا باألبحاث والدراسات العلمية لتمكي األحزاب على بناا الاقة بينصاا وعقد الحوارات وتسصيل‬
‫تطوير الحواراتا والحصول على النتائجا وم ثم تعزيز وتنايذ التااقيات والتااهمات التي تم التوصل‬
‫إليصا بي األحزاب‪ (.‬كيم ا ‪2013‬ا ‪)13‬‬

‫وفي هذا الارع سنقوم بدراسة تأثير األحزاب السياسية على عملية صنع القرار السياسي التارجي‬
‫في النرويجا ونبدأ بتناول هذه األحزاب وتصنياصا السياسي‪.‬‬

‫تأسس حزب العمل عام ‪1887‬ما وهو حزب يسار ذو ايدلوجية ديمقراطية اجتماعية اشتراكيةا‬
‫كان يدعو إلى حل التحاد مع السويد وبناا دولة مستقلة ذات سيادةا كان يركز على النقابات المصنية‬

‫‪45‬‬
‫والعمالية ومنظمات الشبابا حصل على بعض مقاعد برلمان ‪1903‬ما ثم انتصج الماركسية اللينينيةا ثم‬
‫تحول إلى حزب إصالحي مع األزمة القتصادية الدولية قبل الحرب العالمية الاانية وشكل مع حزب‬
‫الاالحي حكومة ائتالفيةا أما بعد الحرب العالمية الاانية فقد احتكر السلطة بحصوله على األغلبية‬
‫المطلقة م انتتابات ‪ 1945‬إلى انتتابات ‪1961‬ا ثم عاد للسلطة عام ‪1971‬ا ثم تمك م الوصول‬
‫للحكومة على فترات متقطعةا خاصة أعوام ‪1993-1990‬ما ليشكل الحزب حكومة أقلية م خالل‬
‫ائتالف حزبيا غير أنه مع تراجع أحزاب اليمي استطاع الاوز باألغلبية مرة ثانية في انتتابات ‪1993‬ا‬
‫وهي الاترة التي قادت فيصا النرويج المااوضات الالسطينية ا سرائيلية وتوقيع اتااقية أوسلو عام ‪1993‬م‬
‫في حكومة " غرو هارلم برونتالند"ا عرف فيه ع الحزب ميوله نحو التعاون الدولي وإرساا السالم و‬
‫دعمه لمشاركة النرويج في قوات السالم في مناطق الصراعات في العالما وقد تحالف حزب العمل مع‬
‫حزب اليسار الشتراكي في النتتابات ‪1993-1991‬ا وكان نسبتصم في تلك النتتابات ‪ %12.2‬م‬
‫الص ت ت ت تواتا واتاقوا في رؤيتصما لقضايا دولية سواا حول آليات انصاا الصراعات أو في م ال البيئة‬
‫وضرورة وضع حد لالحتباس الحرار ا والقضاا على الاقر‪( .‬رستما ‪)2008‬‬

‫لقد كان م المألوف أن تتحالف األحزاب الشتراكية واليسارية في مواجصة أحزاب اليمي في‬
‫النروي ي نحو ثقافة الحوار والتااهم‬ ‫النرويج وتحقق فو از انتتابي ا في البرلمانا يبدو فيه انعطاف الشع‬
‫والتعاون في م ال السياسات الداخلية والتارجيةا التي رستصا حزب العمل ورئاسة الوزراا بعد الحرب‬
‫العالمية الاانية طوال الاترات التي تولى فيصا الحزب الحكومات المتعاقبةا في خالف واضح مع األحزاب‬
‫اليمينية مال الحزب الشعبي المسيحيا وحزب المركز" الاالحي "ا وحزب المحافظي " اليمي " الذ شكل‬
‫مع الحزب الليبرالي والديمقراطي المسيحي حكومة ائتالفية عامي ‪( .1990-1989‬الوكيلا‪2010‬ا ‪)119‬‬

‫وم الملف للنظرا تناوب كل م حزب العمال النروي ي وحزب المحافظي منذ انتتابات‬
‫‪1997‬ما حيث أدى كل منصما أدوا ار سياسية تاريتية في البرلمان والحكومةا لك مع تاوق واضح لحزب‬
‫العمال حتى عام ‪2005‬م عندما فاز كل م حزب المحافظي وحزب التقدم بمقاعد متزايدة في البرلمانا‬
‫غير أن هذا لم يتحقق وفقا لالنتتابات العامة التي جرت في سنة ‪2009‬ا فلم تتمك أحزاب اليمي م‬
‫تشكيل الحكومةا للتالفات الشديدة بي الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي المسيحيا مما ساعد "ينس‬
‫ستولتنبرغ" زعيم حزب العمال م أن يصبح رئيس ا لوزراا النرويج لوجود األغلبية الالزمة بتحالاه مع‬
‫الحزب الشتراكي اليسار وحزب الوسطا غير أنه في انتتابات سبتمبر ‪ 2013‬حتى عام ‪2021‬م ن ح‬

‫‪46‬‬
‫(موقع‬ ‫حزب المحافظي بالتحالف مع حزب التقدم اليميني في تشكيل الحكومة بزعامة "أرنا سولبرغ"‪.‬‬
‫ارابيكا‪)2021،‬‬

‫نستتلص مما سبق أن سيطرة حزب العمال واليسار والشتراكيي في فترات تاريتية كان فيصا‬
‫نشاط سياسي خارجي واسع كان يتالام متع أفكتارهم ومبادئتصم في ناس الوقت كانت نتي ة عملية توافقية‬
‫لم مل آراا األحزاب في البرلمان النروي يا وقد سعت هذه األحزاب إلى الاوز بال أر العام النروي ي‬
‫لسياساتصا وبرام صا ألهميته في نتائج النتتابات البرلمانيةا أو على صعيد كس رضاها في غير أوقات‬
‫النتتابات‪.‬‬

‫‪ -2‬عاأي ع ق‬

‫يمك اعتبار ال أر العام أحد المؤثرات الداخلية المصمة في صناعة الق اررات السياسية الداخلية‬
‫والتارجية في النظم الديموقراطيةا طبقا لطبيعة ال مصور واهتماماتها فصانع السياسة يمكنه التأثير في‬
‫العام بما يملكه م إمكانيات إعالمية واحتكاره للمعلومات في عالقاته الدوليةا (سليما‪1983‬ا ‪)252‬‬ ‫ال أر‬
‫على مدى سنوات طويلةا علت مملكة النرويج تحتل مركز الصدارة في ممارسة الديمقراطية وحرية‬
‫التعبير‪( .‬مراسلون بال حدودا ‪)2021‬‬

‫أهمية كبيرة لدى صانع القرارا والنتبة األحزاب‬ ‫وبالتالي فان ال أر العام في النرويج يكتس‬
‫السياسيةا وبرغم عدم توافر بيانات كافية أو إحصائيات دقيقة تبي مدى انتراط ال أر العام النروي ي‬
‫في شئون السياسة التارجيةا فانه يمكننا الستدلل والسترشاد بمؤشرات اشتراك الم تمع النروي ي في‬
‫قضايا السياسة التارجية وخاصة األوروبية م خالل الستاتااات المتكررة لالنضمام إلى التحاد‬
‫األوروبيا وم القيم التي تم توارثصا بعد انتصاا الحرب العالمية الاانيةا إذ يبدو م متابعة التقارير‬
‫العام والستاتااات (‪ )stringfixer,2022‬وكذلك نتائج النتتابات البرلمانية لتؤكد‬ ‫واستطالعات ال أر‬
‫اهتمامات النروي يي بالسياسات التارجية لما لصا م تأثيرات خارجيةا حيث كانت ات اهات الشع‬
‫النروي ي ات اهات تميل إلى التشدد في فترات تاريتية معينةا غير أن وصول اليسار والشتراكيي إلى‬
‫سدة الحكم لاترات طويلة خاف م وطأة هذا التشددا وعمل على تغيير ال أر العام نحو الهتمام بالقضايا‬
‫العالميةا وخاصة بعد أن دم ت الحكومات المتعاقبة التااقيات الدولية المعنية بحقوق ا نسان في‬
‫القواني المحليةا وإشاعة الوعي في المدارس وال امعات م خالل إعداد المنصج الوطنيا وانشاا مراكز‬
‫التاقيف في م ال التااهم بي الاقافات وحقوق ا نسان والمواطنة الديمقراطيةا وتعزيز الوعي ع طريق‬

‫‪47‬‬
‫وسائل العالم التي تنظم نقاشا دائما يتعلق بمتتلف القضايا الداخلية والتارجيةا وتمنح الارصة لدور‬
‫أساسي لمؤسسات الم تمع المدني لنشر المعرفة وتحايز النقاش بشأن السياسات العامةا ومؤشرات تؤكد‬
‫في المنظمات غير الحكومية‪docstore,2010, 164-( .‬‬ ‫على وجود معدل مرتاع لمشاركة النروي يي‬
‫‪)169‬ا‬

‫لعل تأثيرات العالم النروي ي على ال أر العام في مس تتائل الس تتياس تتات الداخلية والتارجية ذات‬
‫تأثير ملموسا حيث يتصم اليمي النروي ي اليست ت ت ت ت ت تتاريي بالصيمنة على الصت ت ت ت ت ت تتحافة ووست ت ت ت ت ت تتائل العالما‬
‫وتوعياصا لرؤيتصا ومص تتالحصاا وانحيازها إلى اليس تتار الذ يتبنى األحزاب اليس تتارية والمش تتكالت العالمية‬
‫م منظور يست ت ت ت ت تتار اشت ت ت ت ت تتتراكيا كما يزعم الوزير "كريست ت ت ت ت تتتي كليميت" م حزب المحافظي اليميني‪.‬‬
‫(روسافيكا‪)2007‬‬

‫وعلى ستبيل الماال لعبت وستائل العالم دو ار مصم ا في تغيير التوجصات الاكرية خالل أكار م‬
‫ست تتبعة عقود إلى تأييد ودعم حقوق ا نست تتان والست تتالم ا قليمي والست تتالم واألم العالميي على المست تتتوى‬
‫المحلي وا قليمي والدوليا فت دها شاركت مبك ار في قوات األمم المتحدة " اليونيايل" في لبنان ‪-1956‬‬
‫‪1958‬ما وابان الحرب األهلية عام ‪1978‬م وفي الستودان وأفغانستتان وكوستاو‪( .‬بعاات حاظ الستالما األمم‬

‫المتحدة)‬

‫النروي يا يمكنصم‬ ‫يعرف ‪Naes Arne‬النرويج بأنصا‪ :‬األشتتان الذي يتصترفون نيابة الشتع‬
‫فقط قيادة ست تتياست تتة خارجية ذات طابع غير عنيفا إذا كان الست تتكان على دراية جيدة بالظروف الواقعية‬
‫في المناطق المتأثرة بسياستصما وأن الحكم على السياسات ينبغي أن يتم على أساس المعايير األخالقية‬
‫ومعرفة الظروف الواقعية‪)Helle,2006, 59( .‬‬

‫على الرغم م ا مكتانيتات التي يمتلكصتا ال أر العتام للتتأثير على صت ت ت ت ت ت تنتاعة القرارا إل أن كاي ار‬
‫م الحقائق تش ت تتير إلى دور الحكومات ومراكز ص ت تتنع القرار في ص ت تتياغة توجصات ال أر العاما وهو ما‬
‫ينعكس على نس ت تتبة المش ت تتاركة في النتتابات ونتائ صاا فكاير م النروي يي لم يص ت تتوتوا لحزب العمل‬
‫النروي ي حي أيد انضمام النرويج لالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫شكلت حرب حزيران ‪1967‬ا نقطة تحول في مواقف بعض الدول األوروبيةا مال النرويج م‬
‫الص تراع الالس تتطيني‪-‬ا س ترائيليا وعبرت ال ماعة األوروبية ع التغيير في س تتياس تتتصا م خالل مواقف‬
‫وتص ت ت ت ت تريحات وإعالنات أص ت ت ت ت تتدرتصا ال ماعة األوروبيةا لقد كان للمواقف التي اتتذتصا ال ماعة ما بعد‬

‫‪48‬‬
‫الست ت ت ت ت ت تتبعينيتتات دو ار في التتتأثير على ال أر العتتام األوروبيا بمتتا يمكننتتا م القول أن التقتتدم في مواقف‬
‫ال ماعة األوروبية في الست ت تتبعينات والامانيات امتد ليؤثر على ال أر العام األوروبي وليس العكسا ومع‬
‫ال أر‬ ‫تنامي قوة الم تمع المدني في األنظمة الس تتياس تتية والم تمعات وبروز الحركات الجتماعيةا لع‬
‫العام النروي ي دو ار هاما في التأثير على ات اهات الدولة في عملية الستالم الالستطينية ا سترائيليةا هذا‬
‫وقد ش ت ت تتصدت فترة الس ت ت تتتينات والس ت ت تتبعينات موجة كبيرة م الطلبة الذ توجصوا إلى ال امعات في أوروبا‬
‫الغربيةا وكان لصؤلا دور هام على صت ت ت ت ت ت تتعيد التعريف بالقضت ت ت ت ت ت تتية الالست ت ت ت ت ت تتطينية وحقائقصاا تزامنت هذه‬
‫األوض تتاع مع بروز نش تتاط الحركات اليس تتارية واألحزاب الش تتيوعية في أوروبا الغربيةا والتي عمدت إلى‬
‫تبني التوعية‪( .‬سالمةا‪2005‬ا ‪)38‬‬

‫وفي هذا السياقا كان بيع المعدات العسكرية النروي ية سرائيل في ذلك الوقت مقبولا على‬
‫سرائيل)ا خالل هذه الاترةا كانت النرويج في الواقع األكار‬ ‫نطاق واسع للسكان النروي يي (المؤيدي‬
‫تأييدا سرائيل م بي دول الشمال األوروبي الاالثةا وخاصة طوال عقد التمسيناتا كان هناك اتصال‬
‫وثيق بي األحزاب النروي ية وا سرائيلية خاصة الديمقراطية الجتماعية في الحكومتي كحزب العمال‬
‫النروي ي وحزب المحافظي ا غير أن هذا الموقف المتعاطف لحزب العمل النروي ي ت اه إسرائيل لم‬
‫يك كذلك قبل ‪1949‬ا فاي عام ‪ 1945‬اعتبر حزب العمل النروي ي انشاا دولة إسرائيل غير عادل‬
‫حالا صصيونياا وهو استيعاب اليصود في الدول األوروبية‪.‬‬ ‫وغير ممك ا واقتراح الحزب لم يك‬
‫(‪)Pace,2018‬‬

‫لقد شكلت حادثة الطائرة التي سقطت في ‪ 20‬تشري الااني (نوفمبر) ‪1949‬ما والتي كان م‬

‫المقرر أن تعبر م تونس إلى النرويج وم ثم للص رة إلى إسرائيلا وعلى متنصا ‪ 27‬طاالا يصودي ا تونسي ا‬
‫أث ار ساهم في تغيير موقف حزب العمل النروي ي فيما يتعلق برؤيته سرائيل إلى حد كبيرا كمؤثر‬
‫داخلي في ال أر العام النروي يا خاصة أنصا كانت تعتبر كااني أخطر كارثة جوية في النرويج في ذلك‬
‫الوقتا فكان تعاطف ال مصور معصا واسع اا مما جعل سكرتير حزب العمل النروي يا "هاكون لي" يبدأ‬
‫بحملة ل مع التبرعات لبناا قرية نروي يةا "موشاف يانوف"ا في إسرائيل‪ .‬بعد أزمة السويس عام ‪1956‬‬
‫وحتى حرب عام ‪ 1967‬غالبية النروي يي كانوا متعاطاي إلى حد كبير مع إسرائيل‪ .‬ولك عندما كان"‬

‫ير للتارجية في عام ‪1973‬ا لع دو ار حاسم ا‬


‫‪ "Knut Frydenlund‬عضوا في حزب العمل وأصبح وز اا‬
‫الالسطينيي في بداية حياته السياسية‪ .‬في الواقع في عام ‪ 1974‬اتتذت النرويج‬ ‫في الترويج لمطال‬
‫خطوة مايرة لل دل م خالل دعمصا لزعيم منظمة التحرير الالسطينية ياسر عرفات في إلقاا خطاب‬
‫‪49‬‬
‫وألول مرة في ال معية العامة لألمم المتحدة يشير بوضوح إلى إسرائيل؛ أن النرويج ل يمك أن تؤخذ‬
‫كأمر مسلم به م حيث دعمصا سرائيل ومع ذلكا في ناس العاما كانت النرويج واحدة م ثماني دول‬
‫في ال معية العامة لألمم المتحدة‪ .‬في ذلك‬ ‫صوتت ضد منح منظمة التحرير الالسطينية صاة مراق‬
‫لمانيا في النرويج كانوا أعضاا فيما يسمى "أصدقاا مؤسسة إسرائيل"ا هذه‬
‫الوقتا ‪87‬م أصل ‪157‬بر ا‬
‫المحاولة لتباع نصج متوازن ت اه كل م الالسطينيي وا سرائيليي هي سمة تميز التطور التاريتي لت‬
‫في اآلونة األخيرة‬ ‫العالقات بي النرويج وفلسطي وإسرائيلا على الرغم م ال أر العام النروي ي ذه‬
‫تأييدا للالسطينيي ا وم ناحية أخرىا تحركت سياسات النرويج في الت اه المعاكس‪.‬‬
‫نحو موقف أكار ا‬
‫(‪)H,2000, 189-211‬‬

‫تأسست عام ‪1978‬م القوة المؤقتة لألمم المتحدة في لبنان بواسطة م لس األم الدولي في‬
‫مارس ‪1978‬م للتأكيد على انسحاب إسرائيل م لبنانا واستعادة السالم واألم الدوليي ا ومساعدة‬
‫الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتصا الاعالة في المنطقةا (عمليات األمم المتحدة لحاظ السالما ‪)UN‬‬

‫وكتان لقوات حاظ الست ت ت ت ت ت تتالم النروي يتة في جنوب لبنتان (ك زا م اليونيايتل) تتأثير على تطور‬
‫المواقف النروي ية ت اه عالقة النرويج بإسترائيل بعد أن وصتل األلف م ال نود النروي يي إلى لبنان‬
‫المتعاطاي مع إست ت ت ت ترائيلا لك التصت ت ت ت تتور العام لصؤلا ال نود قد تغير ضت ت ت ت تتد إست ت ت ت ترائيل حي عادوا إلى‬
‫النرويجا كما تغيرت ص ت تتورة إست تترائيل في أوس ت تتاط العديد م الس ت تتياس ت تتيي والص ت تتحايي النروي يي الذ‬
‫مضتايقات قوات ستعد حدادا وكانت قد أبدت و ازرة التارجية قلقصا بشتأن ستالمة جنودها‬ ‫شتصدوا ع كا‬
‫" ميشت ت ت ت تتيل بيس" كما يقول أن الحداث الداخلية والتارجية عامل‬ ‫في اليونيايلا وبذلك يتضت ت ت ت تتح للكات‬
‫مؤثر ومصم في تش ت ت ت تتكيل ال أر العام النروي يا فاي عام ‪1967‬ا ‪ %75‬م النروي يي الذي ش ت ت ت تتملصم‬
‫الست تتتطالع يؤيدون إس ت ترائيلا وفي عام ‪1971‬ا ‪ %67‬م النروي يي أرادوا م إس ت ترائيل ان تنست تتح‬
‫الى حدود حرب األيام الستةا وفي استطالع لل أر أجر في كانون أول‪ /‬ديسمبر ‪1973‬ا ان ‪%12.5‬‬
‫فقط م النروي يي أرادوا ان تدعم بالدهم إست ت ت ترائيلا وفي أوائل الامانينات اتس ت ت تتم ال أر العام النروي ي‬
‫بانتااض عام في الدعم سرائيلا ولك هذا لم يع تعاطف مع القضية الالسطينية‪(pace,2018, 6) .‬‬

‫عخق ج‬ ‫ثق قً‪ :‬عاؤثا‬

‫‪50‬‬
‫يؤثر التغيتتر فتتي شتتكل وطبيعتتة النظتتام التتدولي والنظام ا قليمي فتتي عمليتتة اتتتتاذ الق ترار فتتي‬
‫السياسة التارجية للدولةا بوصاصا وحدة م الوحدات المكونة لصذا النظاما وقد تأثرت السياسة التارجية‬
‫بدا م انشاا التكتالت القتصادية والعسكرية مال التحاد األوروبي وتطوره وحلف‬
‫النروي ية بصذا التغير ا‬
‫الناتوا وتأسيس هيئة األمم المتحدة ومنظمات حقوق ا نسان ومنظمات الم تمع المدني التي بقوم عليصا‬
‫النظام السياسي النروي يا وبالتالي تأثير ذلك على عالقاتصا الدوليةا وكيفية اتتاذها لق اررات السياسة‬
‫التارجية في عل هذه العتبارات‪.‬‬

‫لذلك تعتبر المؤثرات التارجية م المؤثرات الرئيسية على صنع ق اررات السياسة التارجية‬
‫النروي ية ت اه متتلف الصراعات في العالم بدرجات متااوتةا وم أهم هذه المؤثرات عالقاتصا مع‬
‫التحاد األوروبيا وعضويتصا في هيئة األمم المتحدة ومنظماتصا‪.‬‬

‫بي‬ ‫‪ -1‬تحقت‬

‫رغم عدم انضمام النرويج إلى التحاد األوروبيا إل أن تأثيرات العالقات السياسية والقتصادية‬
‫والاقافية تساهم بقدر كبير في التأثير في صنع السياسة التارجية النروي يةا واتتاذ النرويج لق اررات‬
‫تتالام مع سياسات التحاد األوروبي في متتلف الم الت تراعي فيه النس ام مع السياسات األوروبية‬
‫ت اه الصراعات الدولية وفي معال تصا لألزمات الدوليةا فكالهما يحمل ثقافة وقيم مشتركة في ضرورة‬
‫سيادة السالم واألم الدوليي ا وحل النزاعات بالوسائل السلمية‪.‬‬

‫للحصول على عضوية في الم موعة القتصادية‬ ‫في عام ‪1962‬ا تقدمت النرويج بطل‬
‫األوروبيةا وقدتم تعليق مااوضات النضمام مع النرويج ودول أخرىا غير أن النرويج أكملت مااوضاتصا‬
‫بشأن الشروط التي تحكم العضوية النروي ية في الم موعة القتصادية األوروبية في ‪ 22‬يناير ‪1972‬ا‬
‫وبعد األغلبية البرلمانية الساحقة المؤيدة لالنضمام إلى الم موعة القتصادية األوروبية في أوائل عام‬
‫‪1972‬ا قررت الحكومة طرح السؤال لالستاتاا الشعبي المقرر إجراؤه في ‪ 24‬و‪.25‬سبتمبرا وكانت‬
‫النتي ة أن ‪ ٪53.5‬صوتوا ضد العضوية و ‪ ٪46.5‬لصالحصاا استقالت على أثرها الحكومة النروي ية‬
‫برئاسة "تريغف براتيلي"ا ويبدو أن الختالف القومي بي اليسار واليمي المحافظ حول النضمام لالتحاد‬
‫األوروبي‪) stringfixer( .‬‬

‫صرح مستشار وزير الاقافة والتصالت في ساارة الملكية النروي ية في باريس " ‪Rune‬‬
‫النروي ي رفض النضمام لالتحاد األوروبي‬ ‫هو أن الشع‬ ‫‪ “ Bjåstad‬لقناة أخبار أوروبية بأن السب‬

‫‪51‬‬
‫في مناسبتي م خالل الستاتاا العاما وبرر ذلك بأن الندمال يشكل تصديدا لسيادة النرويج على‬
‫ضر ار لالقتصاد النروي ي في الزراعة والصناعات السمكية التي تعتبر مصد ار‬ ‫أراضيصاا وأنه سيسب‬
‫رئيسي ا لإلنتال باعتبارها المصدر الااني للبالد بعد الناطا رغم أن القتصاد النروي ي جزا م القتصاد‬
‫األوربي وم السوق الداخلية األوروبيةا وتتمتع بالمساواة القتصادية مع أعضاا التحاد األوروبيا‬
‫باضل اتااق المنطقة القتصادية األوروبيةا منذ عام ‪1994‬ا فصي شريك رئيسي في العديد م برامج‬
‫يشمل الطالب النروي يي أيض اا‬ ‫التحاد األوروبيا كبرنامج البحثا برنامج التعليم "ايراسموس" الذ‬
‫وتساهم ماليا في كل هذه البرامجا كما أن القتصاد النروي ي يتميز بالقوة والمنافسة في عل بطالة‬
‫منتاضةا لذلك فان النروي يون ل ي دون أية فائدة اقتصادية م عضويتصم في التحاد األوروبي‪.‬‬
‫)‪(Euronews,2013‬‬

‫يصيم التحاد األوروبي على ت ارة النرويجا وتعتبر النرويج خامس أهم شريك استيراد لالتحاد‬
‫األوروبيا‬

‫صم عارح‬ ‫‪-2‬ه ئ‬

‫بعد نصاية الحرب العالمية الاانيةا كان " فيلصلم مونتي مورغنستيرن" مندوب النرويج في‬
‫المااوضات التي سبقت مؤتمر األمم المتحدةا وفي ‪ 26‬حزيران‪/‬يونية ‪1945‬ا وقع في الدورة التتامية‬
‫للمؤتمر ميااق األمم المتحدة مع ممالي البلدان ال ‪ 49‬األخرى‪( .‬النرويج في األمم المتحدة)‬

‫يظصر تاريخ النرويج مع األمم المتحدة بوصاصا أحد األعضاا المؤسسي لألمم المتحدة في عام‬
‫‪1945‬ما وكان أمي عام لألمم المتحدة هو وزير خارجية النرويج السابق "تريغاي لي"ا كما تولت رئيس‬
‫المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في الاترة م‬ ‫وزراا النرويج السابقة "غرو هارلم برونتالند" منص‬
‫عام ‪ 1998‬إلى عام ‪ .2003‬وترأست أيضا ل نة "برونتالند" التي قدمت التقرير المتعلق بالتنمية‬
‫المستدامة في عام ‪1987‬م‪( .‬النرويج في األمم المتحدة)‬

‫تعد النرويج م أوائل الدول التي اعترفت بدولة اسرائيل" عند قيامصا في ‪ 15‬مايو ‪ 1948‬واقامت‬
‫عالقات دبلوماسية كاملة معصا منذ ‪ 4‬فبراير ‪1949‬؛ حيث تم تبادل الساراا وانشاا الساارة النروي ية‬
‫والساارة ا سرائيلية في أوسلوا في العام ‪ 1946‬أصبح النروي ي "تريف لي" أول سكرتير‬ ‫في تل أبي‬
‫عام لألمم المتحدةا وفي العام ‪ 1949‬كانت النرويج م األعضاا المؤسسي لحلف شمال األطلسي "‬

‫‪52‬‬
‫الناتو"ا إل أنصا رفضت السماح للحلف بإقامة قواعد لألسلحة النووية فوق أراضيصا خشية اغضاب التحاد‬
‫السوفييتي سابقاا وأسست مع دول أخرى الم لس الشمالي عام ‪1952‬م‪ (.‬الوكيلا ‪2010‬ا ‪)147‬‬

‫كانت مشاركة النرويج في العمليات الدولية مقصورة على عمليات حاظ السالم التي تقودها األمم‬
‫المتحدةا ومع ذلكا فقد شكلوا نسبة صغيرة نسبي ا مقارنة مم خدموا م الدول األخرىا برغم ذلك تم‬
‫توجيه انتقادات عديدة لعمليات حاظ السالم الدوليةا التي اعتبرها البعض أنصا يمك أن تساهم في وصول‬
‫النزاعات إلى طريق مسدودا وإضااا الشرعية على النتصاكات بالمتناع ع استتدام القوة إل في حالة‬
‫الدفاع ع الناسا أما البعض اآلخر فاعتبر أن عمليات حاظ السالم المحدودة يمك لصا أن تن ح في‬
‫إشاعة الستقرار ومنع تدهور األوضاع‪( .‬مملكة النرويج النظام السياسي)‬

‫كانت تبريرات المشاركة العسكرية للنرويج على نحو متزايد في أنواع أخرى م العمليات العسكرية‬
‫مشروعة بح ة الدفاع ع الناسا أو الحاجة ا نسانية لحماية المدنيي ا (‪ )Stein-Fr,2007, 32‬غير‬
‫أن الت ارب العديدة أعصرت أن التحديات المرتبطة بالتدخالت لتغيير النظام قاسيةا ويرى مؤيد التدخل‬
‫التارجي أن الوسائل العسكرية ل يمك أن يكون لصا تأثير إل عندما تكون جزاا م استراتي ية سياسية‬
‫واقعيةا ولك يصع التااق على مال هذه الستراتي يةا إل في حالة الئتالفات المتعددة األطراف‬
‫لل صات الااعلة التي تعمل بعيدا ع الوط ا ومع ذلكا يرى هؤلا بأن هناك سببا وجيصا لظصور أنواع‬
‫التدخل في المستقبل أيض اا وأن النرويج ستلتزم بالمشاركة‪The Research Council of (.‬‬ ‫متتلاة م‬
‫‪)Norway,2017,34‬‬

‫صايك ‪:‬‬ ‫عارح‬ ‫‪ -3‬عة يق‬

‫ازدادت قوة العالقة بي الوليات المتحدة والنرويج بعد انتصاا الحرب العالمية الاانيةا وانضمام‬
‫النرويج إلى حلف الناتو بقيادة الوليات المتحدة في مواجصة التحاد السوفييتيا وازدادت العالقة‬
‫بصورة أكار إبان مرحلة سباق التسلحا وتكاات م الت التعاون في معظم المستويات األمنية‬
‫والعسكرية والسياسيةا وتبنت النرويج في عديد م المواقف السياسية واألمنية ذات المواقف التي‬
‫اتتذتصا الوليات المتحدةا ووصل التعاون األمني بينصما إلى م ال الت سسا وفي إشارة لقوة وكالة‬
‫المتابرات األمريكية في النرويجا يشار إلى تمويل المتابرات المركزية األمريكية شبيبة حزب العمال‬
‫لسنوات طويلة‪(Ausland,2019, 6).‬‬

‫‪53‬‬
‫ل شك أن الوليات المتحدة لعبت دو ار هاما في تمصيد الطريق للنرويج للتدخل في عملية السالم‬
‫في الشرق األوسطا فالمؤشرات تدل على ارتكاز النرويج على توجصات هنر كيسن ر (مصندس‬
‫صغيرة والبناا عليصاا وكان أول أساس‬ ‫التااق بي مصر وإسرائيل)ا المتمال في تحقيق مطال‬
‫يتص المااوضات هو الستناد على قرار م لس األم ‪ 242‬و‪338‬ا دون السماح بإجراا أ‬
‫رري ‪(Khalil,2013).‬‬
‫تعديل في الق ا‬

‫كذلك لعبت الوليات المتحدة دو ار في تزويد النرويج سرائيل بناط بحر الشمال بعد سقوط شاه‬
‫إيران عام ‪1979‬م الحليف المصم سرائيلا وفي عام ‪1988‬م طلبت م عرفات نبذ ا رهاب بصريح‬
‫لوزير التارجية‬ ‫العبارة تمصيدا لقبول الم تمع الدولي لمنظمة التحرير الالسطينيةا وناس المطل‬
‫النروي ي ثورفالد ستولتنبرغ مع العتراف بإسرائيل‪( .‬ثم أوسلوا‪)2013‬‬

‫تأثرت السياسة التارجية النروي ية بالسياسات األمريكية ت اه التحاد السوفيتي السابقا بصاتصا‬
‫تقوده الوليات المتحدة منذ الحرب العالمية الاانيةا فكان صمام األمان‬ ‫عضوا في حلف الناتو الذ‬
‫للسياسة األمنية في النرويج وغيرها م الدول األوروبية الصغيرةا (الحمدانا‪ )2014‬كذلك تأثرت السياسة‬
‫النروي ية والقتصاد النروي ي بشكل متزايد بالتطورات في المناطق غير الغربيةا وعصور قوى عالمية‬
‫وإقليمية جديدةا فاي السياق النروي يا تعلق هذا التأثير بم موعة "البريكس" (الب ارزيل وروسيا والصند‬
‫والصي وجنوب إفريقيا)ا وهي م موعة اقتصادية يعود تاريتصا إلى عام ‪2001‬ما هذه البلدان التمسة‬
‫هي أيضا م بي الدول الامانية التي كانت تحظى باألولوية في سياسة النرويج التارجية مع اليابان‬
‫وكندا والوليات المتحدة األمريكية‪) Regjeringen,2010(.‬‬

‫تأثرت النرويج بعالقات الوليات المتحدة بأوروبا م خالل حلف الناتوا فقد كانت روسيا بماابة عدو‬
‫تاريتي في السياسة األمنية النروي ية بشكل عاما وأدى سقوط التحاد السوفيتي إلى زيادة الحاجة إلى‬
‫فصم الديناميكية واألساس المنطقي لسياسة روسيا التارجية أكار م أ وقت مضىا فكان البحث ع‬
‫روسيا مصما للنرويج لعدة عقود‪)The Research Council of Norway,2017, 37( .‬‬

‫كان لنتصاا الحرب الباردة تأثيره الكبير على توجصات السياسة النروي ية ت اه الصراع الالسطيني‬
‫على النظام الدولي واألمم المتحدة والمنظمات‬ ‫أحاد‬ ‫ا سرائيليا بعد سيطرة الوليات المتحدة كقط‬
‫ا قليميةا مما سمح لدور نروي ي بارز في محاولة لتسوية الصراع في إطار إعادة تاسير ماصوم السلم‬
‫واألم الدوليي ا انطالق ا م مااهيم األمم المتحدة لتسوية النزاعات الدوليةا وإعادة انتال ثقافة جديدةا‬

‫‪54‬‬
‫والرقابة والشراف على الديمقراطية وحقوق ا نسانا وبناا المؤسسات وإعادة التعمير‪( .‬الكاارنةا ‪2009‬ا‬

‫‪)31‬‬

‫ل تستطيع النرويج ان تت اوز الوليات المتحدة وتعتقد الدراسة أن الوليات المتحدة كان يصلصا‬
‫تقارير م النرويج بكل ما يتعلق ب ولت التااوضا وكانت إسرائيل تطلع الوليات المتحدة في الوقت‬
‫المناس ا وقد أطلع رئيس الوزراا ا سرائيلي " اسحق رابي " وزير التارجية األمريكي " وارن كريستوفر"‬
‫على اتااق أوسلوا واتاق كريستوفر مع رابي على إبالغه برأيه حول التااق المبرم في أوسلو بعد أن‬
‫يلتقي بكل م وزير التارجية النروي ي يوهان هولست ووزير التارجية ا سرائيلي شمعون بيريسا ثم‬
‫كان التااق على أن يكون توقيع التااق في واشنط ا (روسا‪2005‬ا ‪ )166‬وكان للوليات المتحدة دور‬
‫الالسطيني فيما يتص صيغة العتراف بإسرائيل م جملة "العيش في حدود آمنة‬ ‫في تغيير المطل‬
‫ومعترف بصا" إلى صيغة طلبتصا إسرائيل" بالحق في الوجود بسالم وأم " بما يؤكد شرعية إسرائيلا في‬
‫كانت فيه إسرائيل ترفض العتراف المتبادل ( اعتراف المنظمة بإسرائيل واعتراف‬ ‫ناس الوقت الذ‬
‫إسرائيل بالمنظمة) كان رفض إسرائيل بالعتراف بمنظمة التحرير الالسطينيةا هذا الرفض أثار استص ان‬
‫كريستوفر وفسره بالالمنطقيا فكيف يمك أن يبرم اتااق أطرافه أو طرف م أطرافه ل يعترف باآلخرا‬
‫ولك بعد ضغوط م وزير التارجية األمريكي كريستوفر ووزير خارجية النرويج أثمرت الضغوط ع‬
‫صيغة محددة وافقت عليصا إسرائيل‪( .‬روسا‪2005‬ا ‪)165‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الدور النروجيي يف عملية السالم‬
‫الفلسطينية اإلسرائيلية‬

‫مقدمة‪ :‬نظرية الدورا وإدراك صانع السياسة التارجية النروي ية لصا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أسس التدخل النروي ي في عملية السالم‪.‬‬

‫‪ −‬أولا‪ :‬ماصوم السالم وخبرات النروي يي السابقة للصراع‪.‬‬


‫‪ −‬ثاني ا‪ :‬قبول طرفي الصراع للدور النروي ي‪.‬‬
‫‪ −‬ثالاا‪ :‬النظام الدولي ال ديد واألدوار المتتلاة للقوى الدولية‪.‬‬

‫المبحث الااني‪ :‬الوسائل واألدوات التي استتدمصا الدور النروي ي‪.‬‬

‫‪ −‬أولا‪ :‬الوسائل السياسية‪.‬‬


‫‪ −‬ثانيا‪ :‬األدوات القتصادية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫عف ل عابع‬

‫إل ائ‬ ‫عف ط ن‬ ‫ع‬ ‫عنا يجي في عا‬ ‫ع‬

‫صق ص ‪:‬‬
‫بدأت المااوضات في أول ثالثة شصور كمرحلة أولى بوفد إسرائيلي غير رسميا مكون م ‪:‬‬
‫يائير هيرشايلد وهو أكاديمي في جامعة حياا ورون بونداك أكاديمي أيضا يحمل درجة الدكتوراه في‬
‫التاريخا ووفد رسمي م منظمة التحرير الالسطينية مكون م ‪ :‬أحمد قريع مسؤول المالية في المنظمة‬
‫ورئيس مؤسسة صامدا حس عصاور عضو ل نة مركزية في حزب الشع ا ود‪ .‬ماهر الكرد م مكت‬
‫أبو عمار‪.‬‬

‫انتقلت المااوضات إلى المرحلة الاانية مصبوغة بالرسمية بعد انضمام مدير عام التارجية‬
‫ا سرائيلية أور سافير بتكليف م وزير التارجية ا سرائيلي شمعون بيرسا وفي هذه المرحلة لم يك‬
‫رئيس الوزراا ا سرائيلي إسحاق رابي يبد أ اهتمام بما ي ر ا وكان تحقيق تقدم في المااوضات مع‬
‫منظمة التحرير غير متوقع في حساباته‪.‬‬

‫تأتي المرحلة الاالاة م المااوضات بعد انضمام رجل رابي المستشار القانوني يوئيل زن را‬
‫حضوره م نيويورك ليلتقي به في القدسا وبذلك يكون رابي قد علم بتااصيل ما‬ ‫وكان رابي قد طل‬
‫ي ر م خالل تقارير الموساد وو ازرة التارجيةا وبدأ يتابع ويطلع على م ريات المااوضات أول بأول‪.‬‬

‫أما المرحلة الرابعة واألخيرة م المااوضات تمت عبر مكالمة هاتفية استمرت سبع ساعات ما‬
‫هولست يستمع ألول مرة‬ ‫بي استوكصولم وتونسا تكلم فيصا هولست مع ياسر عرفات وكان بيرس ب ان‬
‫لعرفاتا وتم حل كل النقاط المتتلف عليصا في ست جولت م المااوضات السرية خالل شصر حزيران‬
‫وتموز في النرويجا ووصاصا محمود عباس في كتاب طريق أوسلوا بسبع ساعات م الحوار عبر‬
‫الصاتف وضعت حداَ لصراع القرن العشري ورسمت أولى خطوات الشع الالسطيني على طريق النعتاق‬
‫والتحررا وفعلت ما لم ياعله عشرون شص ار م المااوضات العقيمة في واشنط ‪.‬‬

‫عهق‬ ‫عنا يج‬ ‫عخق ج‬ ‫‪ ،‬إت ك صق ع ع ق‬ ‫ظاي ع‬

‫‪57‬‬
‫عص ت ت ت تترت نظري ت تتة الدور في مطل ت تتع القرن العشري إذ تع ت ت ت تتد م النظ ت ت ت تريات الحديا ت ت ت تتة ف ت ت ت تتي علم‬
‫الجتمتتاعا لتبي أن ست ت ت ت ت ت تتلوك الارد وعالق تاتتته الجتمتتاعيتتةا انمتتا تعتمتتد على التتدور التتذ يلعبتته داختتل‬
‫الم تمعا وإذ يعتد التدور حلقتة الوص ت ت ت ت ت ت تتل بي الارد والم تمعا ويعتبر عتالم الجتمتاع "متاكس فيبر" أهم‬
‫العلماا الذي آمنوا بنظرية الدور وتناولصا في كتابت ت ت ت ت ت تته " نظري ت ت تتة التنظيم الجتماعي والقتصاد "ا كما‬
‫تناولصا "تالكوت بارسونز" في كتابت ت تته الشصير " النسق الجتماع ت ت ت ت تتي "ا و"روب ت ت ت ت ت ت ت تترت مكايار" في كتابه "‬
‫الم تمع "ا ويعتني هذا الاص تتل بمااهيم الدور لالس تتتاادة منه في التعرف على إدراك ص تتانع الس تتياس تتة‬
‫التارجية النروي ية لدورها في تس ت تتوية الص ت تراعات الدوليةا ودورها تحديدا في اتااقية أوس ت تتلوا م خالل‬
‫أفكاره وتصت ت ت ت ت تتوراته ع اللتزامات والتوقعات المتبادلة والقائمة م خالل العادات واألعراف والتقاليد في‬
‫المكانة المعنية والوعائف التي يقوم بصا‪( .‬موقع علم الجتماعا ‪)2021‬‬

‫تطور ماصوم الدور في م ال العالقات الدولية والست ت ت ت تتياست ت ت ت تتة التارجيةا منذ ست ت ت ت تتبعينيات القرن‬
‫العشتري ا مستتايدا م هذا الماصوم الذ استتقر في علم الجتماع وعلم الناس الجتماعي كنمط ستلوكي‬
‫فرد إلى أنماط ست ت تتلوكية مميزة للااعلي الست ت تتياست ت تتيي في الست ت تتياست ت تتات التارجية للدول في إطار نظرية‬
‫العالقات الدولية‪( .‬عودةا ورمز ا‪2017‬ا ‪)600-577‬‬

‫وكان م أبرز العلماا الس ت ت ت تتياس ت ت ت تتيي الذي تناولوا نظرية الدور وطوروها العالم الكند " ‪Kal‬‬
‫‪ " Holsti‬وقد وضتتع هولستتتي تصتتو ار جديدا لماصوم الدور في حقبة الستتبعينيات في الستتياستتة التارجيةا‬
‫فقد تبنى نص ا استتقرائيا لستتكشتاف الدور الذ يدركه واضتعوا الستياستات أناستصم ويحددونها وقد توصتل‬
‫إلى أن ممارس ت ت تتي الس ت ت تتياس ت ت تتة التارجية عبروا ع أدوار متتلاة ألناس ت ت تتصم أكار م تلك التي افترض ت ت تتصا‬

‫األكاديميونا واألهم م ذلك أن هذا يش تتير إلى أن األدوار لصا مص تتادر متعددة ل يتم إنش تتاؤها حصت تري ا‬
‫م خالل التوزيع الدولي لألدوارا ويش تتيرعالم الس تتياس تتة األمريكي "ميش تتيل بارنيت" إلى أنه م النادر ما‬
‫يكون بقتاا التدولتة على المحتكا لك الموقف المحلي للحكومتة كاي ار متا يكون كتذلتكا لتذلتك م الممك‬
‫أن يكون للدور المتولد محلي ا قوة أكبر م الدور الذ تمليه اعتبارات الس ت ت ت ت تتلطةا ول بد م فصم أن هذه‬
‫األدوار تتطور كنتي ة لوجود الدولة في العديد م السياقات المؤسسية الدولية‪) Aggestam,1999( .‬‬

‫تمالت محاولت استتدام نظرية الدور في علم السياسة المعاصر م خالل مستويي م التحليلا‬
‫األول‪ :‬يتم فيه بحث األدوار السياسية في إطار األنساق السياسية م الداخل كل على حدةا وبحث‬
‫هيكل األدوار وتوزيعاتصا وتااعالتصا بي األنساق الارعية أو األبنية التي تشكل النسق السياسي ككل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أما المستوى الااني‪ :‬يتم فيه بحث األدوار السياسية في إطار النسق السياسي الدوليا والتركيز‬
‫بصاة خاصة على األدوار التي يشغلصا األفراد المؤثري في السياسة العالمية‪.‬‬

‫يعبر الدور ع م موعة م وعائف محورية تقوم بصا الدولة في فترة زمنية معينةا وهذا يتطل‬
‫رئيسية‪:‬‬ ‫منصا مراعاة ثالثة جوان‬

‫‪ .1‬تحديد مركزها في العالقات الدولية ورسم م ال حركتصا بدقةا وهذا انطالقا م توصياصا لناسصا‬
‫ضم أ م موعة م الدول تنتمي (عظمى ‪ -‬كبرى ‪ -‬إقليمية ‪ -‬صغرى)ا ومنه يتحدد توجصصا‬
‫هل إقليمي أو عالمي؟‬
‫‪ .2‬تحديد وضبط دوافع سياستصا التارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬توقعصا لح م التغيير الذ يمك أن تحدثه نتي ة أدائصا لصذا الدور حتى تستطيع تقييم هذا األداا‪.‬‬

‫وعليته فنظريت ة التدور تس ت ت ت ت ت ت تتاعتد على فصم الست ت ت ت ت ت تتلوكيتات التتارجيتة للتدول ت تاه بيئتصتا التدوليتة أو‬
‫ا قليميةا (متلوفا ‪ )2022‬وإذ يصتم هذا الاصتل بكيفية فصم صتانعو الستياستة التارجية للنرويجا بالنظر‬
‫إلى أن الدولة النروي ية هي جزا ل يت أز م الست ت ت ت ت تتياقات المؤس ت ت ت ت ت تست ت ت ت ت تتية المحلية واألوروبية التي تولد‬
‫األدوارا كما ياترض أن صت ت ت تتانع الست ت ت تتياست ت ت تتة التارجية النروي ية يتضت ت ت تتع للصياكل الجتماعية المحليةا‬
‫ويش ت ت تتارك كعامل في (إعادة) بناا الصوية الوطنية النروي يةا وتحديد المص ت ت تتالح الوطنية التارجيةا وكما‬
‫يبدو أن الصوية في النرويج كغيرها م الصويات األوروبية بعد الحرب العالمية الاانية تشير إلى م موعة‬
‫معينة م األفكار التعاونية والست تتلمية التي يست تتتتدمصا صت تتانعو الست تتياست تتة النروي يي ا ويست تتتايدون منصا‬
‫ض تتااا الش تترعية على الت اه العام للس تتياس تتة التارجية‪ .‬وكنتي ة‬ ‫لتعبئة الش تتعور بالتماس تتك والتض تتام‬
‫لتوض ت تتيحصا وإض ت تتااا الطابع المؤست ت تس ت تتي عليصا في الاقافة الس ت تتياس ت تتيةا فقد أص ت تتبح متأص ت تتلة في ا طار‬
‫المعرفي لصتانعي الستياستة التارجية في النرويجا خاصتة بعد انتصاا الحرب الباردة مع بداية التستعينيات‬
‫م القرن الماضت ت ت ت تتيا وفست ت ت ت ترتصا" ليزابيث أجيست ت ت ت تتتام" " ‪ "Lisbeth Aggestam‬بأن التحولت الداخلية‬
‫والتارجية بعد انتصاا الحرب الباردةا وتعميق التكامل األوروبي كان له تأثير واضت ت ت ت ت تتحا وأدى إلى إعادة‬
‫تعريف الصوية ومصالح السياسة التارجية في أوروباا بعد انتصاا هذه الحرب‪)Aggestam,1999( .‬‬

‫‪59‬‬
‫ل‬ ‫عابحث‬
‫ع‬ ‫أ س عر خل عنا يجي في عا‬
‫صق ص ‪:‬‬

‫تاور عالمات استاصام تدعو للغرابة أحيان ا حول أسباب مشاركة دولة صغيرة مال النرويج في‬
‫الصراعات الدوليةا خاصة أنصا ل تملك مصالح اقتصادية أو استراتي ية مصمة ومؤثرة؛ وهل هذه‬ ‫قل‬
‫المشاركة مبنية على أسس قوية في سياستصا التارجية؟ وكيف يتم توعيف خطابات وممارسات المشاركة‬
‫في السالم في سياق العالقات الدولية المتغيرة؟‬

‫اع‬ ‫عنا يج ن ع قبق ع‬ ‫خبا‬ ‫أ ً‪ :‬صفهة ع‬

‫إن التطاب السائد حول المشاركة م أجل السالم في السياسة التارجية النروي يةا في فترة‬
‫التسعينياتا كان خطابا ماالياا ساهمت فيه كما قيل أمة نروي ية مسالمةا تملك منظومة م القيم‬
‫والمبادئا تسعى فيه لعالم أفضلا كما تطور هذا التطاب في عل انتشار نظريات التعاون والعتماد‬

‫المتبادل بي األمم والشعوبا حيث يرى أن مشاركة النرويج في عمليات السالم قد أصبحت مايدة أيض ا‬
‫لمصالح النرويج السياسيةا لمساهمتصا في حاظ األم والستقرار والسالم العالميا غير أن الواقع كان‬
‫يؤكد وجود خطاب آخر قومي ومتشدد م بعض األحزاب القومية النروي ية التي سبق أن وصلت للحكم‬
‫في أوقات سابقةا لذلك فإن محاولة فصم سياسة المشاركة م أجل السالم في النرويج التي تحولت م‬
‫التشدد إلى المرونة في التعاون الدولي يتطل اهتماما تحليليا لتطاب هويتصاا م حيث المصالح والمكانة‬
‫السياسية الدولية ال ديدةا )‪ 9‬ا‪ ( Stokke,2014‬وكيف تغيرت المااهيم بمرور الوقتا فقد كان ملاتا‬
‫للنظر في خطاب السياسة التارجية في النرويج خالل الحرب الباردة؛ هو ما يمك تسميته مركزية‬
‫"الصار" و "الضعف"ا بمعنى أن صغر النرويج يعني أن تأثيرها محدود على العالقات الدولية التي تؤثر‬
‫ازد م‬ ‫على أمنصا وتطوير اقتصادهاا في عل موقعصا ال غرافي في أقصى الشمال األوروبي الذ‬
‫ضعاصا أوروبي ا وعالمي اا مما نتج عنه في السياسات السابقة خشية النظام السياسي النروي ي م فقدان‬
‫ا جماع السياسي حول السياسة التارجيةا مما سيكون له آثار سلبية وخطيرة على مسائل األم‬
‫والتحالاات التقليدية القائمة‪ .‬وقد لعبت الصوية في النرويج دو ار رئيسيا في رسم السياسة التارجية لصا م‬
‫خالل اعتمادها على ثالثة مااهيم وركائز أساسية تمالت أولا في انتصال سياسة الحيادا وثاني ا ايمانصا‬
‫بالنظرية الماالية أو األخالقيةا وثالاا اعتمادها على الواقعية السياسية فيما بعد الحرب العالمية الاانيةا‬

‫‪60‬‬
‫والتي مالت قيودا على سياساتصا التارجية وحدودا التزمت بصا‪ .‬واتتذت النرويج سياسة الحيادا أ عدم‬
‫التدخل في الصراعات القائمةا وكانت بدايته في الاترة المبكرة التي تلت الستقالل في عام ‪1905‬ا‬
‫كاستراتي ية لحماية سيادة الدولة والمصالح القتصادية كصناعة سا الشح في النرويجا كما اكتس‬
‫تطبيقصا للنظرية الماالية األخالقية مكانة بارزة في الاترة ما بي الحربي العالميتي األولى والاانيةا بحيث‬
‫كان ترجمة للسياسات‬ ‫كانت تعكس سياساتصا التارجية دعمصا التعاون الدولي واألخالق الدولية الذ‬
‫الداخلية للحركات الجتماعية واألحزاب السياسية كذلك‪ .‬أما الواقعية السياسية في السياسات التارجية‬
‫النروي ية فقد أصبحت هي المصيمنة على عالقاتصا التارجيةا أثناا وبعد الحرب العالمية الاانيةا عندما‬
‫خالل حلف الناتو‪.‬‬ ‫أصبحت شريكا في سياسة التحالف بقيادة الوليات المتحدةا وخاصة م‬
‫(‪)Stokke,2014, 10-12‬‬

‫اعتمدت السياسة التارجية النروي ية منذ تسعينيات القرن العشري على النظرية المااليةا التي‬

‫تعزز القيم األخالقية والمعايير القانونية وانس ام المصالح‪( ،‬الموسوعة السياسيةا ‪ )2022‬فيما يسمى‬

‫بدبلوماسية القيم التي تتوافق مع خطاب مشاركة السالما الذ يعتبر النرويج "أمة سالم" تملك مؤهالت‬
‫مميزة واستراتي يات المشاركة في السالم؛ مما يعزز القيم والمصالح النروي يةا التي تأثرت بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن هوية النرويج "كأمة سالم "يشكل أساس المشاركة السلمية المعاصرة لصا في عمليات السالم في‬
‫كرس طاقاته ألعمال ا غاثة ا نسانيةا‬ ‫العالما حيث تشير إلى "إرث "فريد جوف نانس " الذ‬
‫وطموحه نحو اسعاد البشريةا الذ يعود تاريته إلى عشرينيات القرن الماضيا ( ‪Fram - The‬‬
‫‪)Polar Exploration Museum‬‬

‫فقد تأسست باسمه "جائزة نانس " عام ‪ 1954‬لألشتان والم موعات والمنظمات التي تتاانى‬
‫إحياا رثها تم تعيي نانس كأول‬
‫ا‬ ‫في عملصا الموجه لحماية الالجئي والنازحي وعديمي ال نسيةا‬
‫ماوض سام لالجئي م قبل عصبة األمم وذلك للاترة الممتدة بي العامي ‪ 1920‬و‪1930‬ا وقد ساعد‬
‫مئات آلف الالجئي على العودة إلى وطنصم‪ .‬وساهمت جصوده في تمكي عدد كبير م األشتان م‬
‫الحصول على إقامة قانونية وإي اد عمل في البلدان التي وجدوا فيصا المل أا‪ .‬عندما انتشرت الم اعة في‬
‫ٍ‬
‫إغاثة لماليي ضحايا الم اعة‪ .‬وتقدي ار ن ازاته‬ ‫روسيا في العامي ‪1922-1921‬ا نظم نانس برنامج‬
‫المصمةا حصل نانس على جائزة نوبل للسالم عام ‪)UNHCR( .1922‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ .2‬المساعدات ا نسانية التي تقدمصا بعض مؤسساتصا ا نسانيةا ودعمصا لحقوق ا نسانا مال الم لس‬
‫النروي ي لالجئي ا منظمة غير حكوميةا يعمل مع األمم المتحدة والمنظمات والشركاا الوطنيي‬
‫لحتياجات الالجئي ا‬ ‫والدوليي ا يتمتع بتبرة تت اوز ‪ 70‬عام اا يعمل وسط النزاعات ويست ي‬
‫يلتزم المبادئ ا نسانية والحياد والستقاللية وعدم التحيز‪( .‬الم لس النروي ي لالجئي )‬

‫يعتبر قطاع غزة أول م اجتذب عالم ا اجتماعي ا نروي ي ا اسمه "تير رد لرس " في عام‬
‫مدير لمؤسسة فكرية اجتماعية نروي ية‬
‫ا‬ ‫‪1989‬ما لدراسة معاناة حوالي مليون لجئ فلسطيني آنذاكا‬
‫كانت قد أسست عام ‪ 1981‬تسمى "فافو"ا وأصبح هو وبلده قناة للسالم بي إسرائيل ومنظمة التحرير‬
‫الالسطينيةا وكان قرار لرس أن تكون دراسته ذات أساس سياسي قو دون ت اهل المشكلة الحقيقيةا‬
‫معركة "شعبي " حول ناس قطعة األرضا بدأ في مناقشات مع الزعماا الالسطينيي المحليي ومع‬
‫الحكومة ا سرائيليةا (كوربنا‪1994‬ا ‪)12‬‬

‫وانطلق لرس م روح بالده التي تعتبر م أستى دول العالم في تقديم المساعدات ا نسانية‬
‫والمؤمنة باكرة السالم العالميا وكان دائم ا مناتح ا على لقتراحات المقدمة لتلبية حاجات األقطار الناميةا‬
‫اقام عالقات عديدة مع زعماا فلسطينيي وإسرائيليي ‪( .‬كورب ا‪1994‬ا ‪)15‬‬

‫دو ار رئيسي ا كسكرتير دولة في و ازرة التارجية‬ ‫لع‬ ‫‪ .3‬اللتزام بأفكار الكات " جان اي الند" الذ‬
‫‪1997-1990‬ما وأقر بأن النرويج رغم صغرها فإنصا تملك مزايا وإمكانات غير مستغلة بالكامل‬
‫للتدخالت ا نسانية والدعوة لحقوق ا نسانا خاصة مع توافر اجماع سياسي حولصاا وتطور‬
‫عالقاتصا الدولية على المستوى الحكومي والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات األكاديمية‪.‬‬

‫لقد كان اي الند يملك خبرات واسعة في م ال تعزيز السالم والعمل مع الوكالت ا نسانية‬
‫األحمر النروي ي‬ ‫رفيعة لمنظمة العاو الدولية (‪)1986-1980‬ا وفي الصلي‬ ‫والحقوقية في مناص‬
‫(‪)1990-1988‬ا ووزير دولة في و ازرة التارجية النروي ية ا طور خاللصا أنظمة الستعداد التي وفرت‬
‫عمال ا غاثة للمنظمات الدوليةا ومع اعتبار السالم هدف ا للتعاون ا نمائي تسعى إليه الحكومة النروي ية‬
‫النرويج دو ار رائدا في م الت السياسة التارجيةا شاركت النرويج في‬ ‫في أوائل التسعينيات؛ بأن تلع‬
‫مااوضات لعدد م المعاهدات الدوليةا مال بشأن معاهدة أوتاوا (‪ )1997‬لحظر األلغام األرضيةا‬
‫ووسيط ا في كاير م األزمات في السودان والكون و الديمقراطية وأوغنداا وشاركت في جصود ا غاثة‬

‫‪62‬‬
‫إسرائيل و منظمة‬ ‫للكوارثا كما كان دورها الرائد والرئيس في ال صود الدبلوماسية كقناة اتصال بي‬
‫التحرير الالسطينية في المحادثات التي أسارت ع اتااقيات أوسلو عام ‪1993‬م‪)delphipages,2020( .‬‬

‫كما لعبت وسائل ا عالم دو ار مصما ورائدا في تعميم المشاركة السلميةا بعد توقيع اتااقية أوسلوا‬
‫قدمت فيصا وسائل ا عالم النروي ية روايات ماصلة ع عملية السالم في الشرق األوسطا ركزت فيصا‬
‫على أهمية الن از والن اح الملحوظ للنرويج في دبلوماسية السالما التي أكدت عليصا تقارير إشادة‬
‫دوليةا كانت الرسالة أن دولة صغيرة قد حققت ما حققته وفشلت في القيام به الدول األكار قوةا وخاصة‬
‫الوليات المتحدة األمريكيةا أرجعت فيصا وسائل ا عالم هذا الن اح في السياسة التارجية إلى ال صود‬
‫الشتصية التي قام بصا ماوضي السالم النروي يي واألطراف الااعلة في الصراعا وكذلك حياد النرويجا‬
‫الذ كان له أثره الكبير على المصالح النروي يةا والعتراف الدولي بمكانة النرويج في النظام الدوليا‬
‫والاقة التي أولها العالم لصا‪)Skanland,2008, 36(.‬ا ل أحد يستطيع أن ينكر دور النرويج في ان از‬
‫اتااق أوسلوا كذلك ل أحد يستطيع ان ينكر ان السالم قد تحققا ولم تك النرويج تتعاطى بالحيادية في‬
‫دورها وكانت تعلم ان المنظمة ل تملك أية أوراق قوة وكانت تضغط عليصا لتقديم تنازلت أكار‪.‬‬

‫بذلك تم تطوير التطاب ال ديد حول المشاركة في السالم أيضا م خالل التطاب السياسي‬
‫والتقارير الحكومية إلى البرلمان في التسعينيات وأوائل العقد األول م القرن الحاد والعشري ؛ كم ال‬
‫له أولوية في التعاون ا نمائيا واألساس السياسي لتتوسيع المشاركة في السالم عبر األحزاب السياسيةا‬
‫سالم التسصيالت في الشرق األوسطا وقد نشأ خطاب المشاركة م أجل السالم م قبل الحكومات التي‬
‫شكلصا حزب العمل النروي ي في الاترة (‪)Anine& Bramsen,2019, 19( .)1997-1990‬‬

‫ظق ت عي ج ي‬ ‫عنا يجي في أطق‬ ‫ثق قً‪ :‬ع‬

‫قبل البدا في الدور النروي ي تتناول الدراسة شرح مبسط لتطور التصالت الالسطينية مع‬
‫ا سرائيليي ا حيث بدأت هذه التصالت مبك ار بواسطة عصام السرطاو عام ‪1976‬م مع أقطاب‬
‫اليسار ا سرائيليا (وفاا ‪ )2022‬تمت المشاهدة ‪2022/1/15‬‬

‫كما جرى لقاا بي "موشيه عمي ارف" عضو المؤسسات المركزية في "حيروت" ورجل الليكود‬
‫المقرب م إسحاق شامير رئيس الحكومة ا سرائيلية آنذاك وسر نسيبة في ‪1987/7/4‬ا وكان الوسيط‬
‫واألمل " اقترح فيه إقامة كيان‬ ‫شرقي ألف كتابا بعنوان‪ " :‬الرع‬ ‫وقتذاك “ديايد شالوم" وهو يصود‬
‫الضاة الغربية وغزة بقيادة المنظمةا وتكرر اللقاا في‬ ‫فلسطيني غير مسلح في " يصودا والسامرة " أ‬

‫‪63‬‬
‫‪1987/7/13‬ا بوجود فيصل الحسينيا وتكرر للمرة الاالاة بعد أسبوعي في معصد الدراسات العربيةا‬
‫ولقاا رابع في ‪1987/8/22‬ما (عبد اللطيفا‪1997‬ا ‪)28‬‬

‫وفرت القاهرة أواخر السبعينيات اتصالا آمنا للالسطينيي وا سرائيليي وقامت بترتي قناة اتصال‬
‫سرية بي ممال ع منظمة التحرير الالسطينية في مصر "سعيد كمال" وبي الدكتور "ستيا كوهي "ا‬
‫حيث عقد أول لقاا في السكندرية بحضور الساير "تحسي بشير" ممال شتصي للسادات‪( .‬هيكلا‬
‫‪2001‬ا ‪)61‬‬

‫دفع فشل المااوضات الرستمية بتي ال تانبي الالتسطيني وا سترائيلي فتي مدريد وواشتنط إلتى‬
‫البحث ع قنوات اتصال سرية للمااوضاتا حيث تبينتوا أنته ل أفتق لمااوضتات واشتنط المباشترةا التي‬
‫العتام على نحتو قتد يمتس بمتصداقية منظمتة التحريتر‬ ‫تعيق تقتديم أيتة مرونتة متافتة انقتالب الت أر‬
‫الالسطينية أمتام شتعبصا أو بمتصداقية الحكومتة ا سرائيلية وتعصداتصا النتتابيةا وهكتذا وطت الالتسطينيون‬
‫أناتتسصم علتتى ضتترورة التاتتاوض عبتتر قنتتاة س ترية‪ .‬وممتا شت ع الالتسطينيي علتى ذلتك أن إسترائيل أبتدت‬
‫استتعدادها ورضتاها ع ت هتتذا التوجتتها وأن بعتتض المق تربي م ت الحكومتتة النروي يتتة قتتد اقتنتتع بأهميتتة‬
‫تطتتوير الموقتتف النروي ي وتمكينه م جمع الطرفي على طاولة المااوضات‪)Pundak,2004( .‬‬

‫مع فوز حكومة إسحاق رابي في انتتابات مايو ‪1992‬ا شعر الالسطينيون بالرتياحا فقد كان‬
‫برنام صا النتتابي مش عاا كما أن التصالت التي سبق أن أجروها مع شتصيات م حزب العمل‬
‫كانت قد أقنعت رابي بأن الوقت قد حان للتعامل المباشر مع منظمة التحريرا وتم فتح قناة أوسلو السرية‬
‫دون علم الوفد الالسطيني الرسمي في مدريد الذ كان يواصل مااوضاته الصعبة مع الوفد ا سرائيلي‬
‫في واشنط ‪( .‬شاشا‪1999‬ا ‪)54‬‬

‫ابتداا واتبع س ت ت تتياس ت ت تتة النتقال م‬


‫ا‬ ‫انطالقا م هذه الظروف قام الدور النروي ي على الست ت ت ترية‬
‫مكتتان إلى آخر فلم ينعقتتد اجتمتتاعتتان متواليتتان في مكتتان واحتتد أو في متتدينتتة واحتتدةا وحصت ت ت ت ت ت تتروا عتتدد‬
‫المستتؤولي وأحاطوا أناستتصم بسترية دون تستترب األخبار إلى أ جصةا (عباسا‪2011‬ا ‪ )143‬ولم يابت‬
‫وجود محاولت نروي ية قناع ا سترائيليي بوجصة النظر الالستطينية أو تبليغ مااوضتي منظمة التحرير‬
‫بإمكان وجود بعض اللي في المواقف ا سترائيليةا أو ما هي القتراحات المضتادة التي قد تكون مامرةا‬
‫وفي المااوضتات الصاتفية عند نصاية العملية كان وزير التارجية النروي ي يوهان يورغ هولستت ورفاقه‬
‫يقدمون المش تتورة إلى ا ست ترائيليي ا في حي أن منظمة التحرير التي ل يمك مقارنة خبرتصا التااوض تتية‬

‫‪64‬‬
‫بالتبرة الست ترائيليةا" وأشت تتارت التقارير م أوست تتلو إلى أن منظمة التحرير الالست تتطينية تعاني معضت تتالت‬
‫ج تتدي تتةا م تتالي تتة وست ت ت ت ت ت تي تتاست ت ت ت ت ت تي تتةا ل تتذل تتك ف تتان الوق تتت ق تتد أزف حقت تا لإلست ت ت ت ت ت ترائيليي لحست ت ت ت ت ت تتم اتا تتاق مع‬
‫المنظمةا(لندارا‪1995‬ا ‪ )380‬وكان النروي يون ي تمعون مع الوفد الالس ت ت ت تتطيني في تونسا يبلغونصم‬
‫ا ست ت ت ت ت ت ترائيليي ا ووجصتتات نظرهم في مصمتتة يمك اعتبتتارهتتا ماتتاوض ت ت ت ت ت ت تتات ثالثيتتة يتتتداختتل فيصتتا‬ ‫بمطتتالت‬
‫النروي يي بش ت تتكل أس ت تتاس ت تتيا وليس ت تتت م رد مس ت تتاعي حميدة أو وس ت تتاطة يلتزم بإطارها النروي يي ا كما‬
‫أذع النروي يون لتص ت تتدي ت تتدات ا ست ت ت ت ت ت ترائيليي في ع ت تتدم ابالغ األمريكيي بتطورات الما ت تتاوضت ت ت ت ت ت ت ت تتات‪.‬‬
‫(فاغيها‪2055‬ا ‪)12‬‬

‫بعد أن تم دراسة التحول في السياسة النروي ية بعد انتصاا الحرب العالمية الاانيةا وكذلك التحول‬
‫الااني في التااعل ا ي ابي في السياسات الدولية القائمة على منصج السالم والتعاون الدولي بانتصاا‬
‫الحرب الباردة بي المعسكري الغربي والشرقي بداية التسعينات التي منحت السياسة التارجية النروي ية‬
‫حوافز إضافية لالنطالق نحو عالم جديد تسوده الديمقراطية والسالم والقضاا على النزاعات والحروب‬
‫في عل نظام دولي سلمي وتكامليا والتركيز في خطابصا السياسي على الممارسات والمشاركة في السالم‬
‫ومحاولتصا لحل الصراعات بي الدول والنزاعات الداخلية في الحروب األهلية وفي األزمات ا نسانية‬
‫والكوارث‪.‬‬

‫وفي إطار تنايذ ا ستراتي ية ال ديدة وتأثرها بطبيعة العالقات الدولية التي است دت بانتصاا‬
‫الحرب الباردةا بدأت النرويج في التكيف مع األوضاع الدولية ال ديدة بتوسيع مشاركتصا السياسية‬
‫وا نسانية في الصراعات والنزاعات بدبلوماسية ماالية تحتل فيصا القيم والمبادئ ا نسانية أولوية قصوى‬
‫سواا لتعزيز السالم على الصعيد العالمي والصالح العام أو بدعم مكانة النرويج وتأثيرها على المستوى‬
‫الدولي‪)Stokke,2014,12( .‬‬

‫لعل تغير العالقات الدوليةا أدى إلى تقييم الدور التارجي النروي ي واعادة توجيصه بصورة أكار‬
‫واقعيةا مما جعل السياسة التارجية النروي ية المعاصرة تصتم بإبراز الدور النروي يا والسعي نحو تحقيق‬
‫مصالحصا التارجيةا فاي عام ‪1990‬ا تم مراجعة وإعادة تأهيل المصالح التارجية الرئيسية للنرويج في‬
‫عل سيادة ماصوم العولمة القطبية األحادية وسيطرة مااهيم الواقعية ال ديدة في العالقات الدوليةا رغم‬
‫ذلك تمسكت السياسة التارجية النروي ية بالنظريات الماالية ومااهيم القيم والمبادئ ا نسانيةا وت اوزت‬
‫األمر نحو إضااا الطابع المؤسسي على سياسة المشاركة في السالم كمصلحة في حد ذاتصاا‪ -‬ولك‬

‫‪65‬‬
‫ليس مع الالسطينيي ‪ -‬وكوسيلة لتحقيق مصالح أخرى للنرويجا وبالتالي فإن فصم المشاركة في السالم‬
‫بأنصا ل تقتصر على الدول الكبرى فقطا بل يمك للدول الصغيرة مال النرويج أن تشارك فيه بوسائل‬

‫على الضعف المرتبط بصغر الح م والعتراف بصا رائدة للسالم وعنوان ا‬ ‫غير تقليدية تسمح لصا بالتغل‬
‫لإلنسانية‪) Stokke,2014, 8).‬‬

‫نالت مشاركة النرويج في السالم الالسطيني ا سرائيلي اعتراف ا م الحلااا الغربيي ومنظمات‬
‫التنمية الدوليةا لكنصا أيضأ واجصت انتقادات حادة في أنصا خلقت تااؤلا مبالغا فيه بشأن آفاق السالما‬
‫وأثار افتقارها لحق ا لحل حقيقي وموضوعي للصراع شكوك ا جدية حول عدم قدرة النرويج كدولة وسيط‬
‫ضعيف نسبي ا م تسوية الصراع بشكل نصائي والذ كان واضح ا فيه عدم تناسق القوة الاعلية بي طرفي‬
‫الصراعا بانت فيصا ف وة القوة لطرف فلسطيني ضعيف لصالح الطرف ا سرائيلي القو ا رغم ذلك بدون‬
‫التعمق في التحليالت والنتائج النصائية يمك أن نعده اختراق أو ن اح أولي على األقل بتوقيع اتااق‬

‫أوسلو في البيت األبيض‪)Helgesen,2002).‬‬

‫لم تأت الوساطة النروي ية صدفة أو م فراغا بل أوجدتصا خبرات النروي يي وأدوارهم في‬
‫النزاعات المحلية والدولية في أكار م مكان في العالم المتتم بالصراعاتا كما أن عروف الصراع في‬
‫منطقة الشرق األوسط قد ساهمت في ذلكا فقد أثيرت فكرة هذه الوساطة ألول مرة عام ‪1979‬م كوسيط‬
‫دبلوماسي النرويج الذي عملوا في األمم‬ ‫بي منظمة التحرير الالسطينية و"اسرائيل"‪ .‬فقد لع‬ ‫مناس‬
‫" دور وساطة مصم في أعقاب أزمة السويس‬ ‫المتحدة ساراا لألمي العام لألمم المتحدةا مال “هانز إن‬
‫ساي ار للنرويج في الوليات المتحدة األمريكيةا اتصل‬ ‫في عام ‪1956‬ا وفي عام ‪ 1965‬حي كان ان‬
‫به الساير المصر في عصد الرئيس جمال عبد الناصرا ليكون وسيط ا سري ا لتحسي العالقات مع‬
‫الوليات المتحدة م خالل مساعي النرويج الحميدةا وإرسال تحذير للحكومة األمريكية م متاطر‬
‫اندلع حرب جديدة مع إسرائيل في ذلك التوقيت‪) Waage,2000, 33).‬‬

‫مع اعالن الحظر الناطي م األوبيك على الغرب أثناا حرب أكتوبر ‪1973‬م لدفع الدول‬
‫الغربية على إجبار إسرائيل لالنسحاب م األراضي العربية المحتلة عام ‪1967‬ما زودت إيران إسرائيل‬
‫بالناط مع دول أخرىا لك بعد ن اح الاورة ا يرانية عام ‪1979‬م توقات إيران ع امداد إسرائيل‬
‫بالناطا فتوجصت الوليات المتحدة األمريكية التي وعدت بتزويد حلياتصا إسرائيل بالناط إلى النرويج التي‬

‫‪66‬‬
‫اكتشف الناط في مياهصا ا قليمية حينصاا فطلبت م النرويج أن تتعصد بتسليم الناط إلى إسرائيلا لتحل‬
‫ر على إسرائيل‪( .‬الضام ا ‪)2013‬‬
‫توقف وأصبح محظو ا‬ ‫محل الناط ا يراني الذ‬

‫لم يك األمر سصالا أو بصذه البساطةا خاصة وأن قوات حاظ السالم النروي ية التابعة‬
‫لألمم المتحدة "اليونوفيل" تعمل على الحدود اللبنانية ا سرائيلية وسيطرة قوات منظمة التحرير الالسطينية‬
‫على مناطق ال نوب اللبناني ا وأن الموافقة النروي ية على تزويد إسرائيل بالناط تحمل متاطر كبيرة‬
‫على قواتصاا وأنه لبد م ضمانات لعدم تعرض هذه القوات لمتاطر أو عدم استصداف القوات الالسطينية‬
‫لصاا فاضلت الحكومة النروي ية التااهم مع رئيس الل نة التنايذية لمنظمة التحرير الالسطينية "ياسر‬
‫عرفات" لضمان أم قواتصا العاملة في لبنانا الذ وافق على ذلك مقابل أن تستعد أوسلو للوساطة بينه‬

‫وبي إسرائيل في المستقبل‪)Waage,2000, 35( .‬‬

‫في مؤتمر مدريد الدولي للسالم والمنعقد في ‪ 1991‬ونتج عنه مساران للمااوضات أحدهما‬
‫المااوضات ال ماعية واألخرى المااوضات الانائية حيث كان الوفد الالسطيني يتااوض مع إسرائيل‬
‫ضم الوفد األردني الالسطيني المشتركا ونتي ة لاشل هذا المسار في تحقيق أ اختراق بحث الطرفان‬
‫الالسطيني وا سرائيلي ع قناة اتصال سرية للمااوضاتا بموافقة أمريكية وبعيدا ع العالم ا وات صوا‬
‫إلى النرويج التي استقبلتصم في جولت عديدة مارست فيصا الوساطة والتوفيق بي الطرفي ا في عل قناعة‬
‫وجدية م ت الحكومتتة النروي يتتة بأهميتتة تطتتوير الموقتتف النروي ي وتمكينه م أداا دوره للوصول إلى‬

‫اتااقا ولو مبدئي تمصيدا لتحقيق سالم شامل بي الطرفي ‪) Pundak,2004).‬‬

‫عنا يجي‬ ‫ثق قً‪ :‬بةل طافي ع اع ع‬

‫األمة النروي ية *كأمة سالم* حافظت على موقعصا الحياد ‪-‬في غير القضية الالسطينية‪-‬‬
‫وسعيصا للسالم العالمي منذ زم بعيد رغم ما مر به العالم م حروب ونزاعات ول زالت‪.‬‬

‫ومما سبق م الدراسة يتبي وبشكل واضح أن النرويج اكتسبت تأثيرها في الصراع ا سرائيلي‬
‫الالسطيني كوسيط رئيسي موثوق به م قبل طرفي الصراع لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬أنصا حليف موثوق به للوليات المتحدة األمريكية‪.‬‬


‫‪ .2‬شريك في حلف الناتو‪.‬‬
‫‪ .3‬شاركت في مصمات لألمم المتحدة وغيرها لحاظ السالم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ .4‬تحظى بقبول م ال انبي ا فقد كانت النرويج تقليديا م أفضل أصدقاا إسرائيلا وهي م أكار‬
‫مؤيد الدولة اليصودية صالبة في التحاد األوروبي واألمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .5‬شصرتصا بالنزاهة هي التي جعلتصا خيا ار جذاب ا لمنظمة التحرير الالسطينيةا على الرغم م انصا‬
‫آخر م أقامت صالت بمنظمة التحرير الالسطينيةا وواصلت سياساتصا التقييدية ت اهصا‪.‬‬

‫ولعل م أهم أسباب تمك النرويج م القيام بدور محور في التااقية هو أن رئيس منظمة‬
‫التحرير الالسطينية الراحل ياسر عرفاتا كما سبقت ا شارة كان أول م اقترح سنة ‪1979‬م في أن‬
‫تكون النرويج وسيط ا بي الطرفي الالسطيني وا سرائيليا وتكرر ذلك القتراح مرات عديدة في فترة‬
‫م وزير التارجية النروي ي نقل رسالة‬ ‫الامانينيات م القرن العشري ا فاي سنة ‪ 1989‬تحديدا طل‬
‫إلى وزير خارجية إسرائيل يقترح فيصا النرويج مكانا للمااوضات المباشرةا وكان حزبا العمال النروي ي‬
‫والعمل ا سرائيليا بقيادة "شمعون بيريس" و" ينس ستولتنبرغ"ا يناقشون آفاق التواصل بي إسرائيل‬
‫ومنظمة التحرير الالسطينية منذ عام ‪(.1979‬الضام ا ‪)2013‬‬

‫بعد أن سادت حالة الضطراب والاوضى أسواق الناط العالميةا وبعد ن اح الاورة ا يرانية عام‬
‫‪1979‬ما ات صت األنظار إلى النرويج م قبل إسرائيل والوليات المتحدة التي كانت تعتمد على امدادات‬
‫الناط اليراني قبل الاورة على أنصا المورد البديل للناطا وأن تقوم النرويج بديالا يران في تصدير الناط‬
‫سرائيلا لكنصا كانت تتشى على جنودها في ال نوب اللبنانيا ول بد أن يناقش النروي يي األمر مع‬
‫رئيس منظمة التحرير الالسطينية " ياسر عرفات"ا حيث اتاق عرفات و الدبلوماسي النروي ي "هانس‬
‫لونغاا" على دعم المقترح النروي ي التي تضم توريد الناط سرائيل بشرط اتاحة فتح قناة سرية خلفية‬
‫مع إسرائيل إذا احتال األمر ذلك فيما بعد‪)Pace,2018, 3( .‬‬

‫وقد كشات قناة ال زيرة القطرية في الذكرى العشري لتوقيع أوسلوا سبتمبر‪ /‬أيلول ‪ 2013‬في‬
‫أول لقاا تلازيوني لت "هانس لونغاا"ا تااصيل أسباب مبادرة الزعيم الالسطيني الراحل ياسر عرفات فتح‬
‫وزير‬ ‫قناة سرية مع إسرائيل عبر النرويجا وعالقة ذلك بالاورة ا يرانية وامدادات الناطا وعالقة نائ‬
‫الدفاع النروي ي ثم وزير التارجية النروي ي "يوهان يورغ هولست" بإسرائيل منذ السبعينياتا خاصة‬
‫أن لونغاا كان المكلف بملف منظمة التحرير الالسطينية طول عقد الامانينيات وأوائل التسعينيات‪.‬‬
‫(ال زيرة يوتيوبا ‪)2014‬‬

‫‪68‬‬
‫في أول الامتانينتات قرر حزب العمتل النروي ي أن يعيتد تقييم وجصتة نظره بتصت ت ت ت ت ت تتون منظمتة‬
‫التحرير الالس ت تتطينيةا وفي ديس ت تتمبر‪ 1982‬التقى س ت تتياس ت تتيون نروي يون م حزب العمل م بينصم وزير‬
‫التارجية الس ت ت ت ت تتابق " فريندلند بعرفات في تونس باجتماع غير رس ت ت ت ت تتميا وفي ‪1986‬م افتتحت منظمة‬
‫التحرير الالسطينية مكتبصا العالمي في النرويجا (وفاا ‪)2021‬‬

‫م خالل مما ت تتل غير مقيم " يورجي متلوف" وفي ع ت تتام ‪1989‬ما أعل وزير الت ت تتارجي ت تتة‬
‫النروي ي "ثورفالد ستتولتنبرغ" ع أن هناك تحول جذر في الرؤية الالستطينية بعد محادثات رستمية مع‬

‫عرفات‪)Pace,2018,3-4( .‬‬

‫كتانتت النرويج تقيم عالقتات ممتتازة مع الالست ت ت ت ت ت تتطينيي ا ويعود الاض ت ت ت ت ت ت تتل في هتذا إلى "ثورفتالتد‬
‫س ت ت ت ت ت تتتولتنبرغ" وزير خارجية النرويج لاترة طويلة فاي الامانينيات أدرك أن النرويج جازفت بكونصا منحازة‬
‫في ال دل الدائر في الشت تترق األوست تتطيا وكاد ست تتلاه أن يضت تتطر إلى الست تتتقالة نتي ة الست تتتط الشت تتعبي‬
‫تصت ت تتويت النرويج لصت ت تتالح خطاب ياست ت تتر عرفات أمام األمم المتحدة في عام‬ ‫القو في النرويج بست ت تتب‬
‫‪1974‬ما وكان ست ت تتتولتنبرغ يعتقد أنه م المصم اتتاذ موقف أكار توازن اا وفي نصاية ديست ت تتمبر ‪1981‬ما‬
‫عندها كان نائبا لوزير التارجيةا اجتمع مع ياس ت ت تتر عرفات الذ ناش ت ت تتده بأن يس ت ت تتتتدم ناوذه لمس ت ت تتاعدة‬
‫منظمة التحرير الالسطينية على اجراا اتصال مباشر مع حزب العمل ا سرائيلي‪( .‬كورب ا‪1994‬ا ‪)219‬‬

‫وبمتتتابعتتة ال أر العتتام النروي ي في عتتام ‪ 1967‬عنتتدمتتا صت ت ت ت ت ت تتوت ‪ ٪75‬م النروي يي التتذي‬


‫‪٪67‬‬ ‫شتملصم الستتطالع أفادوا أنصم يؤيدون إسترائيلا غير أنه شتصد تغي ار في عام ‪1971‬ا عندما طال‬
‫إسترائيل إلى حدود ‪1967‬م‪ .‬وفي ناس الت اه أعصر استتطالع لل أر أجر في كانون‬ ‫منصم أن تنستح‬
‫األول (ديس تتمبر) ‪1973‬ا أن ‪ ٪12.5‬فقط م النروي يي يعتقدون أن على النرويج أن تدعم إست ترائيلا‬
‫وفي أواخر الستبعينات وأوائل الامانيناتا اتستمت هذه الاترة بانتااض عام في الدعم الشتعبي سترائيلا‬
‫وبالرغم م ذلك فصذا ل يعني بالضت ت تترورةا مزيد م التعاطف مع الالست ت تتطينيي ‪ .‬وربما كان هذا بست ت تتب‬
‫اعصره ممالو منظمة التحرير الالسطينية‪)Pace,2018, 4( .‬‬ ‫النطباع السلبي الذ‬

‫النروي ي‬ ‫تدل نتائج است تتتطالعات ال أر المتكررة عبر الست تتنوات على اهتمام متزايد م الشت تتع‬
‫للقضتية الالستطينيةا مما شت ع الحكومة النروي ية على التواصتل مع زعماا منظمة التحرير الالستطينيةا‬
‫ل ستيما مع زعيمصا ياستر عرفات وبالتالي أصتبحت مستاهم ا مصم ا في تستوية الصتراع العربي ا سترائيلي‬
‫ر لستضافة وقيادة المااوضات‪)Waage,2004, 14( .‬‬
‫جعل م النرويج طرفا ثالاا مؤث ا‬

‫‪69‬‬
‫أطلق الرئيس األمريكي "بوش األب" مبادرة إدارته لصنع السالم في الشرق األوسط في السادس‬
‫م آذار‪/‬مارس ‪1991‬ا وكان اختيار ا دارة األمريكية لصذا التوقيت نابع م معرفتصا بطبيعة األوضتاع‬
‫المض ت ت ت تتطربةا وتبدل في العالقات واألنظمةا يش ت ت ت تتكل مناس ت ت ت تتبات قيمة للتحرك الدبلوماس ت ت ت تتي والمبادرات‬
‫الستياستيةا فكان مؤتمر الستالم في مدريد يوم ‪1991/10/31‬ا وقد حرن فيه وزير التارجية األمريكي‬
‫جيمس بيكرا على إفصام كافة األطراف بأنه ليس مس ت ت ت ت تتموحا ألحد ست ت ت ت ت تواه بالتحكم في مس ت ت ت ت تتار العملية‪.‬‬
‫(شاشا‪1999‬ا ‪)43‬‬

‫ارتبطت المبادرات السلمية للنرويج بالتغييرات التي حدثت في أوائل التسعينيات بانصيار التحاد‬
‫السوفييتيا وتبلور النظام العالمي في نظام أحاد القطبية تقوده الوليات المتحدةا في الوقت الذ كانت‬
‫فيه النرويج تتصيأ للمشاركة في عملية السالم في فترة ما بعد الحرب الباردةا وكانت الوليات المتحدة‬
‫النزاعات هو فشل التنميةا مما منح النرويج‬ ‫األمريكية ذات صبغة ليبرالية دوليةا أرجعت فيصا أن سب‬
‫مساحة واسعة م أجل المساهمة في نشر السالم المرتبط بالتنميةا باعتبارها مانح للمساعداتا تملك‬
‫دو ار كبي ار بشكل قد يعتبره الكاير بأنه‬ ‫هوية فريدة " أمة سالم" وعالقات وثيقة بالوليات المتحدةا لتلع‬
‫في السياسة الدولية نظ ار لصغر ح مصا ومساحتصا ومصادر قوتصا التي ل يمك مقارنتصا‬ ‫غير متناس‬
‫بغيرها م القوى العظمى والدول الكبرى‪ .‬أعطت حكومة شامير الحق لناسصا اختيار الالسطينيي الذي‬
‫فلسطيني م‬ ‫عضو في منظمة التحرير الالسطينية أو أ‬ ‫ستتااوض معصما إذ رفضت مشاركة أ‬
‫سكان القدس الشرقية العربية التي احتلت في يونيو ‪ )1967‬في الوفد األردني الالسطيني المشترك الذ‬
‫سيحضر المؤتمرا وبقيت قضية التمايل الالسطيني والتي هي في غاية األهمية عالقة حتى بعد جولة‬
‫وزير التارجية األمريكي جيمس بيكر على عدد م الدول العربيةا ألن أهميتصا تنبع م صلتصا بأهداف‬
‫مؤتمر السالم المتمالة في التوصل الى تسوية سلمية شاملة وعادلة للصراع العربي ا سرائيلي وجوهره‬
‫القضية الالسطينيةا وهكذا يتبي أنه ل يمك ان ت ر مااوضات دون اشتراك ممالي حقيقيي للشع‬
‫الالسطيني‪(.‬نافعا‪1993‬ا ‪)97‬‬

‫ومع استمرار جمود المااوضات في عام ‪ 1993‬عي الساير "تير رود لرس " مستشا ار خاص ا‬
‫لعملية السالم في الشرق األوسط يتبع وزير التارجية " يوهان يورغ هولست" مباشرةا في اتصال مع‬
‫لصما صلة رسمية بالحكومةا وهما الدكتور "يائير‬ ‫اثني م األكاديميي ا سرائيليي الذي لم تك‬
‫هيرشايلد"ا عالم سياسي في جامعة حيااا والدكتور " رون بونداك"ا التقى هيرشايلد للمرة الاانية مع أبو‬

‫‪70‬‬
‫عالا قريع وزير مالية منظمة التحرير الالسطينية على مقربة م العاصمة أوسلو على هامش ندوة ع‬
‫الموارد البشرية عقدها مركز "فافو" النروي ي‪( .‬لندارا‪1995‬ا ‪)376‬‬

‫يرى دينيس روس أن الساير "لرس " كان م المؤمني بإنشاا قنوات اتصال غير رسميةت في‬
‫عام ‪ 1992‬انشغل بإقامة قناة اتصال سرية بي "يوسي بيلي " وهو أحد المقربي م شمعون بيريزا‬
‫را (روسا ‪2005‬ا ‪)147‬‬
‫وبي فيصل الحسيني وكان األثنان قد سبق أن اجتمعا س ا‬

‫ومع بداية عام ‪ 1993‬كان الكنيست ا سرائيلي قد صوت على السماح للمسؤولي ا سرائيليي‬
‫بالتواصل مع أعضاا منظمة التحرير الالسطينيةا (لورانا هالترا ‪1994‬ا ‪)69‬‬

‫وفي أول لقاا بي مدير مؤسسة أبحاث فافو النروي ية تيد رود لرس وعرفاتا أعطى عرفات‬
‫لالرس الضوا األخضر للوساطة مع ا سرائيليي قال فيصا لرس (شعرت في تلك اللحظة أن ثمة‬
‫ر تاريتي ا‪( .‬لورانا هالترا ‪1994‬ا ‪)45‬‬
‫دو ا‬ ‫فرصة متاحة للنرويج كي تلع‬

‫عخ ص ‪:‬‬

‫اختلات الدوافع التي ش عت النرويج على التدخل في تسوية الصراع الالسطيني ا سرائيلي ع‬
‫دوافع الدول األخرى مال الوليات المتحدة األمريكية والقوى األخرىا فقد كانت دوافع الدول األخرى تت ه‬
‫لتحقيق مصالحصا التارجية السياسية والقتصاديةا على عكس دوافع النرويج كأمة سالم والتي انطلقت‬
‫م مااهيم السالم والماالية والحياد في الم تمع الدولي التالي م النزاعات منذ وقت مبكر بعدما‬
‫اناصلت ع السويد مبادئ ترستت في فكر رموز شصد لصم التاريخ منذ عشرينيات القرن العشري للماكر‬
‫"فريد جوف نانس " في الم الت ا نسانية الالجئي والس نااا نال بسببصا على جائزة نوبل للسالم عام‬
‫‪1922‬ما إل أن واقع الحال يقول أن للنرويج دوافع سياسية واقتصادية كباقي الدولا فقد كانت ترغ‬
‫بتزويد إسرائيل الناط بعد سقوط شاه ايرانا وكانت تتشى على جنودها في قوات اليونيايلا ما دفع‬
‫بالدبلوماسي النروي ي هانس لونغاا بلقاا ياسر عرفات لضمان عدم التعرض للقوات النروي يةا وكان‬
‫جواب األخير إي ابيا على شرط التدخل النروي ي لاتح حوار مع إسرائيل اذا احتال األمر‪( .‬ثم‬

‫أوسلوا‪)2013‬‬

‫لقد كشف توقيع اتااقية أوسلو كيف يمك لدولة صغيرة الح م مساحة وسكانا أن تنشر السالم‬
‫وتتبوأ مكانة عظيمة تطمح لصا أمم عريقة أصابت الكايري بالذهول وأخري با ع ابا على الرغم م‬
‫إن از النرويج لصذا التااق إل أن السالم المنشود لم يتحقق للالسطينيي ا ول يمك للطرف القو أن‬
‫‪71‬‬
‫يتااوض مع طرف ضعيفا وقد كانت إسرائيل تملي على الالسطينيي عبر أدواتصا م الشتصيات‬
‫النروي ية ما تشااا وكما وصات المؤرخة النروي ية "هيلدا هنريكس فاغيه"ا كل م لرس واي الند‬
‫ويوهان هولست بأنصم الصبي الساعي سرائيل ألنصم حققوا سرائيل ما أرادت دون ضغوط عليصم على‬
‫كان هو الطرف الضعيف في المااوضات‪( .‬فاغيها‪)2005‬‬ ‫الالسطيني الذ‬ ‫حساب ال ان‬

‫‪72‬‬
‫عابحث عثق ي‬
‫عنا يجي‬ ‫رخ صهق ع‬ ‫عة قئل عري‬
‫صق ص ‪:‬‬

‫يضع صانع السياسة التارجية أمامه م موعة م األهداف تقابلصا م موعة م الوسائلا‬
‫وتتتلف هذه الوسائل طبق ا لطبيعة األهداف الموضوعةا وتعرف تلك الوسائل بأدوات تنايذ السياسة‬
‫التارجية لتحقيق أهدافصاا (زهرانا‪1981‬ا ‪ )101‬وفي سبيل تنايذ النرويج لسياستصا في التدخل السلمي في‬
‫الصراع الالسطيني ا سرائيلي ل أت إلى عدد م األدوات التي اختلات في جوهرها وغايتصا ع تلك‬
‫األدوات التقليدية التي استتدمتصا غيرها م الدول للحااظ على مصالحصا‪.‬‬

‫أ ً‪ :‬عة قئل ع ق‬

‫يعتقد البعض أن الوسائل السياسية التي استتدمتصا النرويج في الصراع ا سرائيلي الالسطيني‬
‫مذكرات أور سافير كانت محددات وشروط التااوض كما يلي‪:‬‬ ‫اقتصرت على وسيلتي فقطا وحس‬

‫‪ -1‬ل تااوض على القدس او الالجئي ‪.‬‬


‫‪ -2‬ل إشراف لألمم المتحدة ول للتحكيم‪.‬‬
‫‪ -3‬استمرار مااوضات واشنط بالتواز مع المااوضات السرية‪.‬‬

‫وافق وفد منظمة التحرير على شروط سافيرا عكس ما كان معلنا على لسان د‪ .‬حيدر عبد الشافي في‬
‫واشنط ‪( .‬سافيرا ‪1998‬ا ‪.)13‬‬

‫م خالل هذا المبحث يتبي أن النروي يي ت اوزوا هذه المصمة ليصبحوا مااوضي‬
‫الالسطينيا يدعمصم قبول طرفي‬ ‫يقدمون اقتراحاتصم ويضغطون على ال ان‬ ‫متداخلي‬
‫المااوضات بالوساطة‪.‬‬

‫تعتبر المساعي الحميدة والوساطة م الوسائل الدبلوماسية المصمة التي تستتدمصا الدول في‬
‫الحصول على أهدافصا أو في تحقيق مصالحصاا وقد استتدم النرويج هاتي الوسيلتي بشكل أساسي‬
‫لتحقيق اختراق حقيقي بي ال انبي المتصارعي الالسطيني وا سرائيليا بما يتوافق مع ماصومه للسالم‬
‫والتنمية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫تتسع األدبيات حول دور المساعي الحميدة والوساطة في النزاعاتا متى وكيف وأي تبدأ؟ وهل‬
‫أن يطلبصا المتنازعون عندما تكون تكلاة عدم التدخل مرتاعة‬ ‫أن يطلبصا طرف ثالثا أو ي‬ ‫ي‬
‫استمرره لعقود أدرك فيصا الم تمع‬
‫ا‬ ‫للغاية‪ .‬وحيث تميز الصراع ا سرائيلي الالسطيني بحلول عام ‪1993‬ا ب‬
‫الدولي تكلاة عدم الحلا (‪)Michael,2005, 249‬‬

‫م الناحية المااليةا يتم قبول المساعي الحميدة والوساطة عندما ت د األطراف المتصارعة أن‬
‫ٍ‬
‫مستعص كالصراع في الشرق األوسط على‬ ‫تكاليف استمرار المواجصة باهظة للغاية‪ .‬فقد اجتذب ص ار ٍع‬
‫مر السني العديد م محاولت التسوية والحل التي فشلت دائم اا ألن الصراع لم ينضج بعد ولم يأت‬
‫للتدخل فيه وتسويتها ولم تك األطراف المصمة على استعداد ٍ‬
‫كاف للبحث ع تسوية‬ ‫التوقيت المناس‬
‫سلمية‪( .‬الضام ا ‪)2013‬‬

‫ان المساعي الحميدة والوساطة وسيلتان يل أ إليصما طرف ثالث لمساعدة طرفي الصراع على‬
‫تسويتها ويمك أن يكون الطرف الاالث شتصا واحدا كاألمي العام لمنظمة األمم المتحدةا أو األمي‬
‫العام لمنظمة دولية إقليمية ك امعة الدول العربيةا أو شتصية بارزةا أو أن تكون دولة أو أكار أو‬
‫منظمة دوليةا (سيلكيوا‪1999‬ا‪ )22‬وم متابعة األحداث التي تدخلت فيصا النرول لم يتتلف المتابعي‬
‫والمحللي أن دورها في البداية اقتصر على المساعي الحميدةا لك اختلات التحليالت ووجصات النظر‬
‫عندما اجتمع الطرفان الالسطيني وا سرائيلي في أوسلو فم قائل أن النرويج استمرت في مساعيصا‬
‫الحميدةا غير أن هناك أر آخر مدعوم باألدلة والبراهي بأن الدور النروي ي ت اوز دوره كمساعي‬
‫حميدة إلى التدخل المباشر في المااوضات الانائية إلى دور الوساطة والضغط على الطرف الالسطيني‬
‫األضعف‪.‬‬

‫لذلك سيتناول هذا المبحث كل م المساعي الحميدة والوساطة التي استتدمتصا النرويج للوصول‬
‫إلى توقيع اتااق أوسلو‪.‬‬

‫عة قط ‪:‬‬ ‫‪ -‬عا قعي عحا‬

‫تعرف المساعي الحميدة بأنصا طرف ثالث يسعى لتقري وجصات النظر بي األطراف المتصارعة‬
‫وحاصم على إي اد تسوية للصراعا أما الوساطة فصي طرف ثالث يسعى ي اد تسوية للصراع القائم بي‬
‫م أطراف الصراع أو بمبادرة م هذا الطرف أو بمبادرة م منظمة‬ ‫األطراف المتصارعةا إما بطل‬
‫دوليةا وما يقال ع المساعي الحميدة يقال ع الوساطةا فصي تصلح لتسوية المنازعات القانونية‬

‫‪74‬‬
‫والسياسيةا تكون صاة المساعي الحميدة قاصرة على إبداا النصح وليس لصا أية قوة ملزمةا ول يحق‬
‫لصا أن تقترح تسوية مناسبة للصراع أو التطرق إلى موضوع الصراعا (المصندزا‪2018‬ا ‪ )38‬وهذا ما لم‬
‫تلتزم به النرويج‪.‬‬

‫تكم مصمة الوسيط في التوفيق بي المصالح المتعارضةا وتصدئة مشاعر الستيااا إذ أكدت‬
‫اتااقية لها الاانية لاض المنازعات بالطرق السلمية في المادة‪ 3‬و‪ 4‬على ضرورة توافر عنصر الحياد‬
‫أن يتمتع الوسيط بعالقة وثيقة بطرفي الصراعا وعليه تقديم الحلول للمشاكل‬ ‫في الوسيط الدوليا كما ي‬
‫أن تكون هذه الحلول والمقترحات وسطية حتى تبقى ثقة طرفي الصراع قائمة في الوسيطا‬ ‫العالقة وي‬
‫وم أهم عناصر ن اح الوساطة‪ :‬ان تكون قوة أطراف الصراع محدودة أو م ناس المستوى م حيث‬
‫طرفي الصراع ا سرائيلي‬ ‫القوة العسكرية والقتصاديةا (المصندزا ‪2018‬ا ‪ )41‬وهذا غير متوفر بي‬
‫والالسطيني فصناك بون واسع وكبير في القوة العسكرية والقتصادية لصالح إسرائيل‪.‬‬

‫تبدأ المساعي الحميدة عندما يسعى طرف ثالث إلى تقري وجصات النظر بي األطراف المتنازعة‬
‫وحاصا على تسوية النزاع وحلها وقد يتصه النزاع وقد ل يكون متأث ار بالنزاعا ويصدر هذا التدخل بمبادرة‬
‫م أطراف النزاع أن يعتبر ممارسة ذلك بماابة عمل‬ ‫منه في عرض مساعيه الحميدةا ول يمك أل‬
‫غير ود ا وتمتاز المساعي الحميدة بانصا تسعى ل مع أطراف النزاع جراا التااوض فيما بينصاا وتقري‬
‫وجصات النظر بي أطراف النزاع دون التدخل فيها غير أنه ل ي وز للمساعي الحميدة أن تقدم مقترحات‬
‫محددة بشأن النزاع‪( .‬لكبيرا‪2016‬ا ‪)16-14‬‬

‫منذ أوائل الامانينيات في القرن العشري قرر حزب العمل النروي ي أن يستتدم مساعيه الحميدة‬
‫وجصات النظر بي إسرائيل ومنظمة التحرير الالسطينية بعد أن أعاد تقييمه لصا في وقت سابقا‬ ‫لتقري‬
‫فاي ديسمبر‪ 1982‬التقى سياسيون نروي يون م حزب العمل م بينصم وزير التارجية السابق فريندلند‬
‫بعرفات في تونس في اجتماع غير رسميا وفي عام ‪ 1989‬التقى وزير التارجية النروي ي "ثورفالد‬
‫ستولتنبرغ" مع عرفات‪)Pace,2018, 3-4( .‬‬

‫وزير‬ ‫قي الاترة التي كانت فيصا النرويج تقيم عالقات جيدة مع الالسطينيي ا وعندما زار نائ‬
‫التارجية النروي ي ياسر عرفات في تونس في ‪1981/12/31‬ا ناشده عرفات باستتدام مساعيه الحميدة‬
‫اتصال مباشر مع حزب العمل ا سرائيليا مع العلم أن مدير معصد فافو "تير رد لرس " ناذ‬ ‫لترتي‬
‫عمليات ميدانية في قطاع غزة والضاة واسرائيل أجرى خاللصا اتصالت مع شتصيات في القدس وتل‬

‫‪75‬‬
‫وتونسا في محاولة للتعرف على المصالح المشتركة بي الالسطينيي وإسرائيلا وأدرك حاجة‬ ‫ابي‬
‫الطرفي إلى مؤتمر أو منتدى ي معصماا لتلق الاقة والمصالح المشتركة للطرفي ‪( .‬كوربنا ‪1994‬ا ‪-16‬‬

‫‪)21‬‬

‫بدأت المساعي الحميدة بناا على اقت ارح وزير التارجية النروي ي في سبتمبر‪ 1992‬ليوسي‬
‫بيلي لدى زيارته اسرائيل بأن النرويج يمكنصا أن تساعد في انشاا قناة سرية بي إسرائيل ومنظمة التحرير‬
‫الالسطينيةا (لندارا‪1995‬ا ‪ )376‬واستمر لرس في المساعي الحميدة في محاولة لنشاا قنوات اتصال‬
‫غير رسميةت في عام ‪ 1992‬فبدأ بإقامة قناة اتصال خلفية بي يوسي بيلي (م الحمائم البارزي في‬
‫حزب العمل) وأحد المقربي م شمعون بيريزا وفيصل الحسينيا (روسا ‪2005‬ا ‪ )147‬وفي كانون‬
‫الااني‪/‬يناير ‪1993‬م تمك لرس وبيلي م دفع األمور بات اه بدا محادثات غير رسميةا بصدف بلورة‬
‫صيغة غير رسمية بشأن المبادئ األساسية لصيغ السالم في المستقبل بي إسرائيل والالسطينيي ا‬
‫(سافيرا‪1998‬ا ‪)65‬‬

‫استطاع فيصا "تيد لرس " التصال مع اثني م األكاديميي ا سرائيليي اللذي ليست لصما‬
‫سبق له‬ ‫صلة رسمية بالحكومة وهما الدكتور يائير هيرشايلدا عالم سياسي في جامعة حياا والذ‬
‫الجتماع بشكل شتصي مع أبو عالا قريعا والدكتور " رون بونداك"ا اجتمع الدكتور هيرشايلد بالتااق‬
‫مع لرس م أبو عالا وزير المالية لمنظمة التحرير الالسطينية أثناا حضورهما لندوة ع الموارد‬
‫البشرية تعقدها الاافو وعرضتصا زوجة هولست ماريان هاينبرغ في فيال منعزلة في سارسبورغ على مقربة‬
‫م أوسلو‪( .‬لندارا‪1995‬ا ‪)376‬‬

‫في عافق ضق‬ ‫عاشق ك عنا يج‬ ‫و‪ -‬عة قط‬

‫قد تتتلط المااهيم والتعرياات بي الوساطة والمشاركة في المااوضات كطرف مستقل أو كطرف‬
‫التاريق بينصما‪.‬‬ ‫داعم في ات اه محدد لتحقيق مصلحة أحد المتااوضي ا وفي هذا ا طار يتوج‬

‫‪ −‬عافق ضق ‪:‬‬

‫ت ايف عافق ضق ‪ :‬هي تقري وجصات النظر بي أشتان القانون الدولي ضم جلسات عامة‬
‫قد تكون سرية أو علنية تمصيدا برام معاهدة دولية أو إي اد تسوية لنزاع أو صراع دولي أو إقليمي‪.‬‬
‫ويقوم بالمااوضات كل م رؤساا الدول ورؤساا الحكومات ووزراا التارجيةا أو رؤساا البعاات‬
‫‪76‬‬
‫الدبلوماسيةا أو الممالون المعتمدون م قبل الدول لدى مؤتمر دولي أو لدى منظمة دولية أو إقليمية أو‬
‫إحدى هيئاتصا‪( .‬لكبيرا ‪2016‬ا ‪)10-9‬‬

‫تعد المااوضات الدبلوماسية المباشرة م أقدم وسائل تسوية المنازعات الدولية وأكارها شيوع ْاا‬
‫وازدادت أهميتصا في العصر الحالي منذ انتصاا الحرب العالمية الاانيةا وقد شصد النظام الدولي تعقيدات‬
‫في الم الت القتصادية والسياسية والعسكرية والاقافية والجتماعية وغيرهاا وتطورات في زيادة عدد‬
‫المنظمات الدولية ونشاطصا الذ غطى جميع شؤون الحياة البشريةا وتتم المااوضات التاصة بتسوية‬
‫المنازعات الدولية م خالل التصالت والمناقشات وتبادل وجصات نظر األطراف المعنية والستشارات‬
‫المنظمة على المستوى الانائي أو المتعدد األطراف بغية التوصل إلى حل للنزاع يقبله األطراف‪ .‬ويمك‬
‫أن تتم بصاة مباشرة بي أطراف النزاع سواا في إطار ثنائي أو متعدد األطراف أم في إطار مؤتمر‬
‫دولي أو منظمة دولية بطريقة غير مباشرة م خالل وساطة طرف ثالثا سواا أكان شتصية ذات ناوذ‬
‫واعتبار لدى أطراف النزاع أم دولة أم منظمة دوليةا خاصة في حالة عدم وجود اعتراف متبادل بي‬
‫وجصات نظرهم تمصيدا لمااوضات مباشرة يشترك فيصا الطرف الاالث‬ ‫أطراف نزاع مسلح – بغية تقري‬
‫أطراف النزاع التطوة األولي‬ ‫أو تتم تحت رعايتها (سيلكيوا‪1999‬ا‪ )20‬ويعد إجراا التصالت بي‬
‫للمااوضات‪.‬‬

‫ارتأت الدراسة إلى اعتبار أن المااوضات السرية بي ا سرائيليي والالسطينيي م الوسائل التي‬
‫استتدمصا النروي يون في أوسلوا بالرغم م مااوضات علنية كانت ت ر في واشنط مع د‪ .‬حيدر‬
‫ابعاد حوالي ‪ 450‬فلسطينيا إلى مرل الزهور في السابع عشر م كانون‬ ‫عبد الشافيا وتوقات بسب‬
‫أول‪ /‬ديسمبر ‪1992‬ما في حي لم تتوقف مااوضات أوسلوا فقد كانت بديالا ع واشنط لتت اوز‬
‫أور سافيرا والصدف‬ ‫قضايا القدس والالجئي والستيطانا كانت السرية باتااق جميع األطرافا حس‬
‫منصا هو إبعاد الشارع الالسطيني والعربي ع التاصيالت الدقيقة م أجل الترول باتااق في صورة‬
‫كاملةا دون أن يعرف ال مصور ع ح م التنازلت المقدمة‪(.‬سافيرا‪1997‬ا ‪)56‬‬

‫يمكننا أن نزعم أن النروي يي قد ت اوزوا ماصومي المساعي الحميدة والوساطةا فو ازرة التارجية‬
‫النروي ية لم تحتاظ بأ تقارير ول يوجد لديصا أية وثائق بالرغم م ان از التااقا ما يعني ان هناك‬
‫أمو ار كايرة ل زالت متتفية تحت بند السريةا وإلى درجة اعتبار أنصم مارسوا المااوضات الاعلية كطرف‬
‫ثالث داعم سرائيل أحيانا أو نيابة عنصا في أحيان أخرىا بل تبنوا وجصات نظرهم بشكل سافر بما ل‬

‫‪77‬‬
‫الصالحيات الماوضة لصما ساهم فيصا كما يبدو ضعف المااوضي‬ ‫يدع م الا للشك مت اوزي‬
‫وافتقارهم إلى التبرات الالزمةا وعدم امتالكصم لقدرات تااوضيةا رافقه الحالة العربية‬ ‫الالسطينيي‬
‫المتردية‪(.‬فاغيها‪2000‬ا ‪)11‬‬

‫بدأ الدور النروي ي بالمساعي الحميدة في ٍ‬


‫إطار م السرية المطلقةا غير أنه ت اوز هذا الدور‬
‫وبدأ بالتدخل المباشر بي المتااوضي بتقديم المقترحات والبدائل كوسيطا ثم ما لبث الطرف النروي ي‬
‫أن ت اوز ذلك بالعتراض والرفض وإدارة المااوضات كشريك له مصالحه التي يدافع عنصا بكل ما تعنيه‬
‫هذه الكلمة م معنىا إذ ي ذكر م وقع على اتااق أوسلو في البيت األبيض والذ كان يشرف على‬
‫الالسطيني محمود عباس ‪ ":‬لم يقتصر دور النرويج على حدود بالدهم بل‬ ‫المااوضات م ال ان‬
‫وتونس وواشنط ا كي يحافظوا على قوة الدفع‬ ‫ت اوزوها كلما كانوا يحتاجون لالنتقال بي تل ابي‬
‫والستم ارريةا وم أجل أن يطلعوا بشكل ميداني على أفكار قيادات المتااوضي ومحاولة اقناعصم بما‬
‫يحمله وكالئصم على الطاولة"‪(.‬عباسا‪2011‬ا ‪)146-143‬‬

‫إذا لقد كان ملات ا لالنتباه وواضح ا أن لرس قد استتدم المساعي الحميدة في البداية قبل‬
‫اجتماعات أوسلو السريةا لكنصا تغيرت مع مرور الوقت بالل وا إلى أسلوب الوساطة بالتدخل المباشر‬
‫في المااوضات بالضغط وإجراا الحوار المباشر مع الطرفي المتااوضي ا وتقديمه لقتراحات التسويةا‬
‫واستتدام وسائل القناع لالستمرار في المااوضاتا وجاا تدخله هذا تحدي ا شتصي ا في وجوب التوصل‬
‫لتااقا كما وثقته المؤرخة "هيلدا فاغيه" في دراستصا بأنه كان يعمل ساعيا سرائيل في هذه المااوضاتا‬
‫(فاغ ا‪2005‬ا ‪ )24-23‬وكما يبدو م تحليل المااوضات والكتابات الالحقة أن الطرف الالسطيني قد‬
‫سصل م عملية التدخل النروي ي المباشر وصل إلى مرحلة إدارة المااوضات كطرف ضاغط غالب ا على‬
‫ال ان الالسطيني الذ كان يبد مرونة غير متوقعة في المااوضات ش عت النروي يي على التدخلا‬
‫إذ يصف سافير جلسات المااوضات بقوله‪ :‬وسرعان ما اتضح خالل المااوضاتا أن المااوضي الاالثةا‬
‫وعلى وجه التصون كبير المااوضي أبو عالا قريع يتتذون عدة مواقف مااجئة في مرونتصا خالل‬
‫الحوارات‪ (.‬سافيرا ‪1998‬ا ‪)65‬‬

‫رئيس ا للسلطة الالسطينية‬ ‫أصبح محمود عباس "أبو مازن" رئيس ا لل ة التنايذية لمنظمة التحرير الالسطينيةا وأنتت‬ ‫‪‬‬

‫عام ‪.2005‬‬

‫‪78‬‬
‫كما يؤكد هذا ما كتبه " ماريوس" ع مااوضات أوسلو ع الارق بي المساعي الحميدة التي‬
‫وجصات نظر المتااوضي وت اوزها‬ ‫وصاصا بالميسر" الوسيط" التي كان ياترض للنرويج ممارسته لتقري‬

‫النروي ي وبي الوساطة التي مارسصا فعلي ا في أدق تااصيل المااوضات التي تحولت عملي ا‬ ‫ال ان‬
‫لمااوضات ثالثيةا بارض النرويج حلول محددة على المااوض الالسطينيا وحيث يضيف ماريوس أن‬
‫ضر ار جسيما بنتائج المااوضات عندما ضغطوا لتنايذ‬ ‫هذا الدور غير المناس الذ لعبته النرويج سب‬
‫ا سرائيلي في تأجيل قضايا مصمة مال القدس والالجئي الالسطينيي والحدود الالسطينية‪.‬‬ ‫إرادة ال ان‬
‫(‪)NP,2019‬‬

‫وحيث تؤكد المؤرخة النروي ية "هيلدا هنريكس فاغيه " بأن مصمة النرويج في األصل هي أن‬
‫أل يكون سلبياا وأل يكون مااوضا‬ ‫يسصل وييسر عملية التااوض بدون تدخل فيصاا وأن دوره هنا ي‬
‫إسرائيل األمنيةا وقد مارس النروي يي هذا الدور وقبلوا بها‬ ‫يتضع للضغوط ا سرائيلية ليناذ مطال‬
‫ا سرائيليةا وكان ا سرائيليون مدركي‬ ‫في ناس الوقت ش عوا الالسطينيي على النصياع للمطال‬
‫تماما لمواقف منظمة التحرير الالسطينية والوسطاا النروي يي ‪)Waage,2000, 189-210( .‬‬

‫إذا لم يك غريبا أو مااجئا تدخل وزير التارجية ال ديد المعي في نيسان‪/‬أبريل ‪1993‬ا "يوهان‬
‫يورغ هولست" في المااوضاتا بعد أن أوضح نيته سابقا بممارسة دور إي ابي في القيام بدور نشيط‬
‫والتدخل الشتصي المباشر في خرول ملحوظ على مصمته في بذل مساعيه الحميدة في مااجأة غير‬
‫متوقعة بحضوره جولة المااوضات التامسة المنعقدة في ‪ 21‬أيار‪/‬مايو‪ 1993‬قبل رفع مستوى‬
‫المااوضاتا ومشاركته بشكل مباشر في المااوضاتا اعتبره البعض حاف از اضافيا دفع ا سرائيليي إلى‬
‫دون موقف رسمي‪(.‬‬ ‫رفع مستوى المااوضاتا فلم يعد في وسع إسرائيل مواصلة تمايلصا بأكاديميي م‬
‫كورب ا‪1994‬ا ‪)96-95‬‬

‫عافق‬ ‫ع‬ ‫‪ −‬عضغةط عنا يج‬

‫ستر هولست و ازرة التارجية كاملة للعمل على ان از التااقيةا ولم يكتف بم لديه م كبار‬
‫الموعاي األكاااا بل كان يتابع بناسه المااوضات والطالع على م رياتصا والتصال باألطراف المعنية‬
‫والسار إليصم لاللتقاا بصم دون أن يلات النتباه إلى حقيقة مصمته ودون أن تكشف وسائل العالم أو‬
‫المتابرات الدولية أسباب ساره ودوافعصاا (عباسا‪2011‬ا ‪ )145‬وفي سباق مع الزم التقى هولست بعرفات‬
‫س ار في تونس في العشري م تموز‪/‬يوليو‪1993‬ا حاول فيصا إقناعه بتسريع المااوضات وقبول بعض‬

‫‪79‬‬
‫أفضل م المعروضة عليه اآلنا ثم بعث رسوله لرس إلى‬ ‫التنازلت وأنه ل يستطيع تحقيق مطال‬
‫القدس بتقرير مكتوب إلى شمعون بيرس جاا فيه ‪ ":‬كان لقاا وديا وحازما مع عرفات"‪(.‬لندرا‪1995‬ا‬

‫‪)395‬‬

‫ضغط هولست بشدة في المااوضات التي لزالت لم تكتملا التي حددت ا دارة األمريكية سقاصا‬
‫قد تم التااق على نص العتراف المتبادلا‬ ‫بأسابيع قليلة للتوقيع على اعالن المبادئا ولم يك‬
‫(كورب ا‪1994‬ا ‪ )154‬مما دعاه للمشاركة في اعداد وصياغة نص العتراف المتبادل بي إسرائيل ومنظمة‬
‫التحرير الالسطينيةا إذ هيم شتصي ا على المااوضات بشكل غير مسبوقا وشارك في المااوضات‬
‫مما جعله البعض يتصمه بوقوفه إلى‬ ‫م الطرف الالسطيني التنازل ع بعض المطال‬ ‫لدرجة أنه طل‬
‫ا سرائيليي على حساب العدالة وأصول التااوضا وتضيف المؤرخة هيلدا فاغبه بأن العوامل‬ ‫جان‬
‫الشتصية لصولست التي سعت لتحقيق إن از سريع قد ساهمت بدون شك في سيطرته على المااوضات‪.‬‬
‫(فاغيه ا‪2005‬ا ‪)32-29‬‬

‫في حي يرى ديايد لندار أن هدف هولست الرئيسي كان حماية مشروع السالم والدور النروي ي‬
‫وليس مساعدة ا سرائيليي ا لك المستوى الرسمي ا سرائيلي ما اناك يؤكد أن النرويج في خدمة إسرائيل‬
‫م كارة ما اشترطت إسرائيل على النرويجا (لندارا‪1995‬ا ‪ )381‬وقد كاف هولست م اتصالته بطرفي‬
‫المااوضات في سبيل الضغط للوصول لتااق قري ا قد تكون له آثاره ا ي ابية على نتائج النتتابات‬
‫البرلمانية في النرويج لصالح حزب العمل وتحت تأثير الضغط األمريكيا وفي ‪ 25‬آب‪/‬أغسطس‬
‫‪1993‬ما أطلع رئيس الوزراا ا سرائيلي " اسحق رابي " وزير التارجية األمريكي " وارن كريستوفر" على‬
‫اتااق أوسلوا واتاق كريستوفر مع رابي على إبالغه برأيه حول التااق بعد استقباله لكل م هولست‬
‫وشمعون بيريسا ثم اتاقوا على اقتراح بتوقيع التااق في واشنط ا (روسا‪2005‬ا ‪ )169-167‬وتغيير‬
‫المطل الالسطيني في صيغة العتراف بإسرائيل "العيش في حدود آمنة ومعترف بصا" إلى صيغة طلبتصا‬
‫إسرائيل" بالحق في الوجود بسالم وأم " بما يؤكد شرعية إسرائيلا (فاغيها‪2005‬ا ‪ )28‬في ناس الوقت‬
‫العتراف بمنظمة التحرير الالسطينيةا ولك‬ ‫كان ت فيه إسرائيل ترفض العتراف المتبادل أ‬ ‫الذ‬
‫ضغوط وزير التارجية األمريكي كريستوفر ووزير خارجية النرويج أثمرت ع صيغة محددة وافقت عليصا‬
‫إسرائيل‪( .‬روسا‪2005‬ا ‪)166-165‬‬

‫‪80‬‬
‫ر قتي )‬ ‫ر قتي ( عا قع‬ ‫ثق قً‪ :‬عة قئل‬

‫استتدم النروي يون الوعود بالمساعدات القتصادية والتمويل للسلطة الالسطينية ال ديدةا وقد‬
‫مولوا بالاعل السلطة الالسطينية م خالل مؤسساتصم القتصادية وم خالل رئاستصا في الل نة الدولية‬
‫لتنسيق مساعدات الدول المانحة‪.‬‬

‫يعتبر الوعد بتقديم المساعدات القتصادية وسيلة قديمة مارستصا الدول لتحقيق أهدافصاا وقد‬
‫الالسطيني في الوصول إلى اتااق مع إسرائيلا بالوعد‬ ‫وتش يع ال ان‬ ‫استتدمتصا النرويج لترغي‬
‫بتقديم المساعدات التارجية القتصادية وتوفير الموارد المالية الالزمة للسلطة الالسطينية المزمع انشائصا‬
‫في م ال اهتمامات النرويج ا نسانية لمساعدات انمائية للحد م الاقر‬ ‫تتوي ا لالتااقا كما أنصا تص‬
‫وال وع في األراضي الالسطينية م خالل مؤسساتصا القتصادية المنتشرة عبر متتلف مناطق العالما‬
‫وتم عرض اقتراح لمشروع اقتصاد على الطرف الالسطيني بما سمي " خطة مارشال صايرة"ا مشروع‬
‫إعالن مبادئ سارسبورغ آذار‪/‬مارس ‪ 1993‬باالثة عناصر أهمصا‪ :‬تشتمل على تقديم مساعدات ضتمة‬
‫إلى قطاع غزة والضاة الغربيةا وتطوير التعاون القتصاد بي إسرائيل والسلطات الالسطينية المؤقتةا‬
‫عالن مبادئ سارسبورغ‪(.‬فاغيها‬ ‫لصنع السالم محور الهتمام الرئيسي‬ ‫لقد كان المكون القتصاد‬
‫‪2005‬ا ‪)4‬‬

‫وقد كان كبير المااوضي ا سرائيليي أور سافير في أوسلو واضح ا في ذلكا أمام كبير‬
‫المااوضي الالسطينيي أحمد قريعا رئيس مؤسسة صامد الشبكة القتصادية لمنظمة التحرير الالسطينيةا‬
‫األمني‪ ..‬كما أن هناك زخما كبي ار جداا‬ ‫أن يتم التركيز على ال ان‬ ‫حي قال له في أول لقاا‪" :‬ي‬
‫أن نعمل على ترجمته إلى لغة العملا لقد لحت لنا جميع ا فرصة‬ ‫على صعيد التعاون القتصاد وي‬
‫في التعايش‬ ‫حال م األحوال‪ ".‬وكان رد أبو عالا‪" :‬نح نرغ‬ ‫أن نضيعصاا بأ‬ ‫تاريتيةا ل ي‬
‫معكما ونرغ في التعاون معكما م أجل تطوير المنطقة واحياا خطة (مارشال) شرق أوسطيةا وبذلك‬
‫نستطيع أن ناتح الطريق أمامكم إلى العالم العربيا وتناتح الطريق أمامنا نحو الحرية‪ .‬إن الوضع القائم‬
‫في المناطق المحتلةا هو وضع يائس على الصعيدي السياسي والقتصاد ا في آن واحدا والزم‬
‫يمضي بسرعة دون عودة"‪( .‬سافيرا‪)23 ,1998‬‬

‫يرى أحمتد قريع أن البتدايتة األولى ألوست ت ت ت ت ت تتلو كتانتت حي بتدأ تير رد لرست ت ت ت ت ت ت زول "مونتا يول"‬
‫الموعاة بالساارة النروي ية بالقاهرة عام ‪1989‬ا اهتمامه باألحوال القتصادية والجتماعية للالسطينيي‬

‫‪81‬‬
‫في األ ارضتتي المحتلةا ويعزو أحد البدايات أيض تا في أوستتلوا حي كان في زيارة للنرويج فبراير ‪1992‬‬
‫وزير التارجية النروي ي يان اي الند والس ت ت ت ت تتيدة مونا يوولا وعرض‬ ‫في مصمة اقتص ت ت ت ت تتاديةا وقابل نائ‬
‫عليصم هموم الداخل الالست ت تتطيني وخاصت ت تتة الم ال القتصت ت تتاد ‪ .‬ثم قامت مونا بعقد جلست ت تتة تعارف بي‬
‫زوجصا لرس ت ت ت ت وأبو عالا انتصت بتعريف موجز ع مؤس ت ت ت تس ت ت ت تتة فافو التي تتعاطى هموم العالم الاالث‬
‫وتقدم المس ت ت ت تتاعدات الالزمةا ست ت ت ت تواا م ناحية وض ت ت ت تتع األبحاث والد ارس ت ت ت تتات أو م ناحية توفير الدعم‬
‫م النرويج ذاتصاا وم الدول السكندنافية األخرى‪( .‬قريعا‪2006‬ا ‪.)44‬‬ ‫القتصاد‬

‫وربما كانت الورقة التي أعدها أبو عالا قريع تحت عنوان " عوائد الستالم في الشترق األوستط "‬
‫وقتدمصتا إلى الماوضت ت ت ت ت ت تيتة األوروبيتة هي نقطتة بتدايتة أخرىا ختاص ت ت ت ت ت ت تتة أنته تم الطالع عليصتا م قبتل‬
‫األوروبيي واألمريكيي ع طريق الوزيرة البل يكية آن مار ا ووصت ت ت ت تتلت إلى ا س ت ت ت ت ترائيليي (شت ت ت ت تتمعون‬
‫بيرسا ويوس ت ت ت تتي بيلي ا ويائير هيرش ت ت ت تتايلد ورون بونداك) الذي أروا أن هذه الد ارس ت ت ت تتة يمك أن تش ت ت ت تتكل‬
‫األست ت تتاس الاكر لحوار فلست ت تتطيني إست ت ترائيليا وأنصا قد تست ت تتاعد في بناا مااوضت ت تتات ثنائية حي تنض ت تتج‬
‫الظروفا وخصت ت ت ت ت ت تتوص ت ت ت ت ت ت تا أن هتذه الورقتة أقرت باكرة التعتايشا ودعتت إلى التعتاون القتصت ت ت ت ت ت تتاد بي‬
‫السالم‪(.‬قريعا ‪2006‬ا ‪)47-45‬‬ ‫الالسطينيي وا سرائيليي حي يستت‬

‫ع ل عاق ح (‪)AHLC‬‬ ‫‪ −‬عجن تن ق ص قع‬

‫تترأس النرويج هذه الل نة منذ تأسيسصا عام ‪1993‬ا وتتكون الل نة التنسيقية م ‪ 15‬عضواا‬
‫تضم كال م الوليات المتحدة والتحاد األوروبي واألمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي‬
‫وروسيا واليابان والسعودية وكندا واألردن ومصر وتونس والنرويج وإسرائيل وفلسطي ‪ .‬ت تمع الل نة عادة‬
‫مرتي في السنة في نيويورك أو في بروكسلا تنقسم الدول إلى ‪ 7‬م موعات لضمان تنسيق الدعما‬
‫ويطلق الالسطينيون على هذا الجتماع اسم مؤتمر المانحي ا حيث تتمحور المصمة الرئيسية لصذه الل نة‬
‫الالسطيني أمام الدول‬ ‫بتنسيق المساعدات الدولية إلى األراضي الالسطينية وعادة ما يستعرض ال ان‬
‫األعضاا كافة األولويات والحاجات المالية التاصة بكل عاما بالرغم م األهمية الدبلوماسية متعددة‬

‫األطراف لصذا المؤتمر الدولي عالي المستوىا تلع النرويج دو ار رائدا لتأمي الدعم المالي للسلطة‪.‬‬
‫(عريقاتا‪)2021‬‬

‫لم يمض كاي ار م الوقت على توقيع اتاتاقيتة أوست ت ت ت ت ت تتلو حتى بادر المتانحون (وهم ‪ 24‬دولة) في‬
‫عام ‪ 1993‬بعقد اجتماع في واشت ت تتنط ضت ت تتم األمم المتحدة لدعم اتااقية الست ت تتالم التاريتيةا بصدف دعم‬

‫‪82‬‬
‫التنمية في قطاع غزة والض ت ت تتاة الغربيةا إن المس ت ت تتاعدة التي وعد بصا الم تمع الدولي كانت تصدف لدعم‬
‫دو ار في دعم عملية الس ت ت ت تتالما حيث أراد‬ ‫وتشت ت ت ت ت يع التنمية القتص ت ت ت تتادية التي كان يعتقد بأنصا ست ت ت ت تتلع‬
‫المانحون م هذا الدعم إثبات فعالية ومصت تتداقية اتااق أوست تتلو بي الالست تتطينيي وا س ت ترائيليي ليلمس ت توا‬
‫نتائج عملية الست ت ت تتالم أو ما يست ت ت تتمى " عوائد الست ت ت تتالم " كالوعائف ال ديدة والرتااع في مست ت ت تتتوى الدخل‬
‫وتحس تتي البنية التحتية والتدمات الجتماعية‪ .‬وبلغت قيمة المس تتاعدات في مؤتمر واش تتنط حوالي‪4.2‬‬
‫مليار دول بعد ثالثة أشتصر م انعقاد المؤتمر ومع اندلع انتااضتة األقصتى الاانيةا ضتاعف المانحون‬
‫م مستتاعداتصم لتصتتل إلى ‪ 1‬بليون دول ار أمريكيا ستتنويا مقارنة مع أواخر التستتعينيات حيث كانت قيمة‬
‫المستتاعدات الدولية المقدمة للستتلطة تصتتل إلى ‪ 500‬مليون دولر أمريكيا ولك ذلك كان على حستتاب‬
‫المساعدة التنموية‪( .‬ماسا‪2005‬ا ‪)1‬‬

‫بعد توق ت ت ت ت ت تتيع اتااق ت ت ت ت ت تتية (أوسلو) بي منظمة التحرير الالسطينية والحك ت ت ت ت ت تتومة ا سرائيلية في ‪/9‬‬
‫‪1993‬ا عقدت الدول المانحة في أكتوبر م العتتام ناتتسه مؤتمت ار شاركت فيه ‪ 42‬دولة ومؤسسةا لحشد‬
‫المساعدات للسلطة الالت تتسطينيةا و ي اد إدارة موحدة لتنسيق المت تتساعدات المالت تتية والانت تتية المقدمت تتة لتلك‬
‫الست تتلطة‪ .‬وكان الصدف الماترض م هذه المست تتاعدات هو تمكي الست تتلطة م إدارة المناطق والوصت تتول‬
‫إلى حالة تنموية شتاملة ومستتدامة‪ .‬وجاا هذا التحرك الدولي الواستع كستاب اتااق أوستلو مت ت ت ت ت ت ت تصتداقية‬
‫اقتت تتصادية لت تتدى الالسطينيي الذي أبدوا حذ ار وترددا في دعم التت ترتيبات السياسية واألمنية المنباقة عنه‪.‬‬
‫وكان الفتراض األس تتاس تتي لصذا التحرك هو‪ :‬أن يلمس المواط الالس تتطيني في الش تتارع تغي ار إي ابي ا في‬
‫نوعية حياته اليوميةا وتطور هذا القتراح فيما بعد إلى ماصوم "توزيعات عوائد الست ت ت ت تتالم" ‪Dividends‬‬
‫‪ Peace‬فتتي أدبتتيات المؤيدي لمشروع التسوية السلمية للصراع العربي‪ -‬ا سترائيلي والتتتعايش ا قليمي‪.‬‬
‫(مؤتمتر األمتم المتحتدةا‪2012‬ا ‪)6‬‬

‫وقد ن ح هذا التحرك الدولي فعالا في تأمي تعصدات إجمالت ت ت ت تتية بلغت ت ت ت تتت ‪ 4.2‬ملت ت ت ت تتيار دولر في‬
‫غضتتون ثالثة شتتصور – فقط‪ -‬م تاريخ انعقاد المؤتمر لتمويل خطة إعادة إعمار القتصتتاد الالستتطيني‬
‫وتطوير بنيته التحتية على مدار ثالث ت ت ت ت ت ت تتة أعوام‪ .‬وأخذت المستاعدات الدولية منذ ذلك الحي تتدفق على‬
‫الالسطيني م ت جصات متعددةا وبقنوات متتلاةا وألوجه إنااق متنوعةا وبشروط عديدةا وبوتائر‬ ‫الشع‬
‫غي تتر منتظمةا إلى أن وصل ح مصا التراكمي إلى ما يزيد على ‪ 7‬مليارات دولرا وهذا يعتبر م أعلى‬
‫مستويات المساعدات في العالما وبالت ت تترغم م ت ت ت الح م الكبير لصذه المساعداتا وبالرغم م الدور الصام‬
‫الذ لعبته في م ت ت ت تتال تطوي ت ت ت تتر م ت ت ت ترافق البن ت ت ت تتية التحتية في األراضي الالسطينيةا وفي الحد م اآلثار‬
‫‪83‬‬
‫التدمي ت ترية ال ت تتناجمة ع ت ت السياسات والممارسات ا سرائيلية على مدار العشر سنوات الماضية م عمر‬
‫اتااق أوسلو‪ (.‬عبد الكريما‪2005‬ا ‪)7‬‬

‫يمك أن يؤخذ على هذه المس ت ت ت تتاعدات أنصا لم تأت في إطار خط ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة وطنية ممنص ة للتنمية‬
‫وا عمارا كما أن جزاا هام ا منصا كان يستناذ في تغطية أتعتاب المستتشاري والتبتراا األجانت ا إضافة‬
‫إلى ارتصان هذه المستتاعدات بعملية التستتوية الستتياستتيةا وتوجيه جزا كبير منصا لمنع انصيار تلك العملية‪.‬‬
‫وقد أدت تلك المآخذ إلى تح يم دور المست تتاعدات الدولية في تنمية الم تمع الالست تتطينيا وتعزيز قدراته‬
‫الذاتية في مواجصة التحديات المزمنة والطارئة‪ .‬كما أثيرت العديد م الش ت تتكوك والتس ت تتاؤلت م ق ت ت ت ت ت ت ت ت تتبل‬
‫مراقبي محليي ودوليي حول ن اعة هذه المستتاعدات في تعزيز فرن القتصتتاد الال ت ت ت ت ت ت ت تستتطيني فت ت ت ت ت ت ت تتي‬
‫النعتاق م التبعية القس ت ت ت ترية لنظيره ا س ت ت ت ترائيليا وفي تمكي الم تمع الالس ت ت ت تتطيني م تحقيق التنمية‬
‫الشاملة المستدامة‪( .‬عريقاتا‪)2021‬‬

‫وأشتار هولستت إلى مستاعدات ضتتمة ستتكون مطلوبة للنصوض بالقتصتاد الالستطيني وتطويرها‬
‫وذلك حتى يتست ت ت تتنى للالست ت ت تتطينيي أن يلمست ت ت توا منافع الست ت ت تتالما أما بيريس فقد قال‪ ":‬لقد كان أصت ت ت تتدقاؤنا‬
‫النروي يون خير معي لناا وهم يعلمون أن الوليات المتحدة دون سواها م يستطيع تسويق هذا التااق‬
‫في العالم وتعبئة الموارد الالزمة لست تتد احتياجات الالست تتطينيي القتصت تتاديةا وكان هولست تتت يومئ ب أرس تته‬
‫موافق ا‪( .‬روسا‪2005‬ا ‪.)169-166‬‬

‫في النصاية بلغت قيمة المست ت ت ت تتاعدات التارجية المقدمة لالست ت ت ت تتطي منذ عام ‪ 1994‬وحتى نصاية‬
‫عام ‪2017‬ا حوالي ‪ 36.5‬مليار دولر أمريكيا تم تقديم ‪ 1.06‬مليار دولر أمريكي م المست ت ت ت تتاعدات‬
‫كقروض و‪ 35.4‬مليار دولر أمريكي كمنحا قدمت الماوض ت تتية األوروبية مبلغ ‪ 2.4‬مليار دولر بنس ت تتبة‬
‫‪٪17.1‬ا ثم الولي تتات المتح تتدة األمريكي تتة بمبلغ ‪ 1.54‬ملي تتار دولر بنست ت ت ت ت ت تب تتة ‪ .٪10.98‬أم تتا النرويج‬
‫موزعة على‬ ‫فست ت ت تتاهمت بحوالي ‪ 700‬مليون دولر بنست ت ت تتبة ‪ ٪4.97‬م اجمالي الموازنةا باقي النس ت ت ت ت‬
‫الدول العربية ودول أخرى (بوابة اقتصاد فلسطي ا ‪)2022‬‬

‫عخ ص ‪:‬‬

‫تحقيقه بالتوقيع على اتااق فلسطيني إسرائيلي مستتدمي‬ ‫وضع النروي يون أمامصم هدف ا ي‬
‫عدد م الوسائل بالترغي غالبا والتصديد بإنصاا المااوضات حينا آخرا وأن هذه الوسائل لم تقتصر على‬
‫وسيلتي المساعي الحميدة والوساطة بل امتدت لتشمل الشراكة في المااوضات بالتقدم باقتراحات للتسويةا‬

‫‪84‬‬
‫سمحت بصا عروف وطبيعة األماك العديدة والنتقال التي جرت فيصا المااوضاتا ومنح النروي يي‬
‫هامش كبير م الحركةا استغله المااوض النروي ي للدفع بات اه الضغط على المااوض الالسطينيا‬
‫لصالح المطال ا سرائيلية غالب اا خاصة بعد أن تولى يوهان يورغ هولست و ازرة التارجية باترة وجيزةا‬
‫دور نشيطاا وبالاعل تدخل شتصيا وبصورة مباشرة في المااوضات في‬
‫وهو قد صرح بأنه سيمارس ا‬
‫خرول ملحوظ على مصمته في بذل مساعيه الحميدة أو الوساطة‪.‬‬

‫استطاعت النرويج تحقيق أهدافصا بتوقيع الطرفي الالسطيني وا سرائيلي على اتااق المبادئ‬
‫بإشراف ورعاية أمريكيةا ووعود اقتصادية م النرويج وم الوليات المتحدة‬ ‫"أوسلوا" في واشنط‬
‫والم تمع الدولي للكيان الناشئ المتمال في السلطة الالسطينية في قطاع غزة وأريحاا في الوقت الذ‬
‫كانت تعاني فيه منظمة التحرير الالسطينية ماليا بعد أن أقالت أمامصا سبل التمويل والتبرعات بعد حرب‬
‫التليجا فأسست ل ان دولية لتنسيق مساعدات الدول المانحة برئاسة النرويجا وفي تأمي األموال الالزمة‬
‫دون أن تكون هناك استعداد فلسطيني لتطة ممنص ة للتنمية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫النتائج والتوصيات‬

‫بناا على ما تضمنته فصول الدراسة‬ ‫ٍ‬


‫توصلت الدراسة إلى عدد م النتائج ذات األهميةا ا‬
‫ومباحاصا في تاسير وتحليل للدور النروي ي في المااوضات ا سرائيلية الالسطينية في فترة الدراسة‬
‫‪1993-1979‬ما وبحيث خلصت فيصا باقتراح عدد م التوصيات التي يمك الستاادة منصا في فصم‬
‫السياسة النروي ية في عملية السالما بما يمك أن تستايد منه القيادة الالسطيني في المستقبلا في‬
‫استتالن العبر وتقويم المسار ودعم ا مكانيات التااوضيةا وتعميم الاائدة في اختيار مااوضي كاؤ‬
‫في المستقبلا إذا ما قدر للالسطينيي التااوض في المستقبل حول التسوية السلمية‪ .‬والستاادة م‬
‫الدروس السابقة في هذه المااوضات على أن تتم في إطار التزام الطراف بالقانون الدولي والمعاهدات‬
‫والتااقيات الدولية والق اررات الدولية التاصة بقضية فلسطي ذات الصاة‪.‬‬

‫أ ً‪ :‬عنرااقئج‪:‬‬

‫‪ .1‬ل يمك فصم الدور النروي ي في المااوضات ا سرائيلية الالسطينية دون تحليل وتاسير عملية صنع‬
‫القرار السياسي التارجي النروي يا في إطار فلساي وفكر يعتمد على قيم السالما يعتمد على‬
‫مراكز التاكير واألبحاث في رسم السياسات التارجية النروي ية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ممارسة النرويج لدورها في اتااقية أوسلو متوافق ا مع بيئتصا الداخليةا وعضويتصا في حلف الناتوا‬
‫ومنس ما مع التوجصات السلمية العالمية التي تقودها األمم المتحدة‪.‬‬
‫‪ .3‬كان دور المؤسسات البيروقراطية للحكومة النروي ية المتمال في و ازرة التارجية النروي ية ومكت‬
‫رئيس الوزراا مؤث ار وحاسم ا في التدخل النروي ي في عملية السالما وفي تطور وعياته م وسيط‬
‫إلى مااوض ثالث داعم للمااوض ا سرائيلي‪.‬‬
‫‪ .4‬أن الدور النروي ي في المااوضات ا سرائيلية الالسطينية حكمته محددات عديدة ومؤثرات متتلاةا‬
‫ساهمت في الضغط على المااوض الالسطيني والحصول منه على تنازلت جوهرية في عرف‬
‫إقليمي ودولي معقد‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ .5‬أن هناك عدد م الدوافع واألهداف الواضحة التي أدت للدور النروي يا والتي تمالت في مطل‬
‫الستقرار السياسي في الشرق األوسط للحااظ على السالم العالميا وللبحث ع مكانة عالمية‬
‫كمصلحة نروي ية‪.‬‬
‫‪ .6‬اختلات فلساة وزير التارجية يوهان يورغ هولست ع سلاه ثورفالد ستولتنبرغا وإدراكه لضرورة‬
‫التدخل النروي يا وتحقيق ان از سريع يساعده في النتتاباتا وان كان على حساب الطرف‬
‫الالسطيني‪.‬‬
‫‪ .7‬لعبت المحددات التارجية القتصادية والمحددات الرسمية "البرلمان" دو ار بار از ومصما في شكل‬
‫عملية اتتاذ قرار التدخل النروي ي كوسيط في البدايةا وفي استمرار هذا التدخل في عصد وزير‬
‫التارجية يوهان يورغ هولست الذ نقل النرويج م الوساطة لتصبح شريك ا ثالا ا يمارس الضغط‬
‫السرائيلية‪.‬‬ ‫على الالسطينيي للتضوع للمطال‬
‫‪ .8‬لعبت المؤثرات الداخلية الرسمية المتمالة في األحزاب والبرلمان ورئاسة الوزراا دو ار رئيسيا حاسما‬
‫في صياغة السياسة التارجية النروي ية ت اه عملية السالم في فترة الدراسة‪.‬‬
‫‪ .9‬استتدمت النرويج األدوات الدبلوماسية السياسية والقتصادية الممكنة لتنايذ سياساتصا التارجية في‬
‫عملية السالما وبشكل متااوت ت اه تحقيق مصالحصا ومصالح اسرائيل في اجبار الطرف الالسطيني‬
‫لستكمال المااوضات نحو المسار السلمي‪.‬‬
‫‪ .10‬ساعد استتدام نظرية الدور على فصم السلوك السياسي التارجي للنرويج ت اه بيئتصا الدولية‬
‫وا قليميةا فالنرويج دولة صغيرة أن زت فعالا عالميا ت سد في عملية السالم‪.‬‬

‫ثق قً‪ :‬عرةص ق ‪:‬‬

‫في ضوا النتائج السابقة التي توصلت إليصا الدراسةا فإن أهم التوصيات هي‪:‬‬

‫‪ .1‬في عل عدم استم اررية عملية السالم وفشلصاا وعدم قدرة المااوض الالسطيني ان از األهداف‬
‫الالسطينية في الحرية والستقاللا توصي الدراسة بتشكيل دائرة فلسطينية حقيقية للمااوضات تتشكل‬
‫م ل نة تااوض رئيسية ول ان فرعية متتصصة ومحترفة‪.‬‬
‫‪ .2‬رفض أ تااوض مع إسرائيل إل بعد توقيع اتااق مبادئ ينص على انسحاب الحتالل ا سرائيلي‬
‫م األراضي العربية المحتلةا واعتراف إسرائيل بالقانون الدولي والق اررات الدولية الصادرة م األمم‬
‫المتحدة ومنظماتصا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ .3‬إعادة الوحدة للنظام السياسي الالسطينيا ودعم المسار السياسي للمصالحة الالسطينية الداخليةا‬
‫واجراا النتتابات التشريعية والرئاسية‪.‬‬
‫‪ .4‬البتعاد ع المسار التااوضي الانائيا والت اه إلى المسار الدولي في إطار الشرعية الدوليةا‬
‫فالطرف الالسطيني الضعيف دائما يحتال إلى مسار جماعي ل تنارد فيه إسرائيل بارض شروطصا‬
‫وإرادتصا‪.‬‬
‫‪ .5‬اختيار المااوض الكاوا وتشكيل ل ان تااوضية متتصصة ومحترفة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫‪89‬‬
‫عااجع‬ ‫عا قت‬

‫أ ً‪ :‬عكرب ع اب‬

‫عخق ج ا بروفيشنالا القاهرة‪.‬‬ ‫‪ .1‬سليما محمد السيد (‪)1983‬ا تح ل ع ق‬


‫ع ع عف ط ن ‪ ،‬دار الشروقا القاهرة‪.‬‬ ‫عر ةي عنهقئ‬ ‫‪ .2‬شاشا طاهر (‪)1999‬ا صفق ضق‬
‫ةا بيلسانا رام هللا‪.‬‬ ‫‪ .3‬عباسا محمود (‪)2011‬ا طايق أ‬
‫ا مكتبة‬ ‫إل ائ‬ ‫عف ط ن‬ ‫في عافق ضق‬ ‫‪ .4‬عبد اللطيفا صالح (‪)1997‬ا صأزق ع‬
‫ال أر ا عمان‪.‬‬
‫ة ‪1993‬ا مؤسسة الدراسات الالسطينيةا بيروت‪.‬‬ ‫‪ .5‬قريعا أحمد (‪)2006‬ا صفق ضق أ‬
‫ع ع ‪ ،‬جامعة العربي ب مصيد ا‬ ‫عر ةي عانقزعق‬ ‫‪ .6‬لكبيرا إيمان (‪)2016‬ا عطاق ع ا‬
‫أم البواقيا كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.‬‬
‫‪ .7‬نافعا أحمد (‪)1993‬ا عطايق ع ص ي ا الهراما القاهرة‪.‬‬
‫ائ لا دار الشروقا القاهرةا‬ ‫ع اي و ن ع او‬ ‫‪ .8‬هيكلا محمد حسني (‪)2001‬ا عافق ضق‬
‫ال زا الاالث‪.‬‬
‫بقا دار النصضةا القاهرة‪.‬‬ ‫‪ .9‬الوكيلا محمد (‪)2010‬ا تق يخ ع هةت في ت ل غاو أ‬

‫عكرب عاراجا ‪:‬‬

‫ةون‬ ‫ع اي عافق ضق أ‬ ‫عق‬ ‫‪ .1‬ايريك لورانا وهالتر مارك (‪)1994‬ا صجق ن ع‬


‫إ ائ لا دار الطليعةا بيروت‪.‬‬ ‫صنظا عرحايا عف ط ن‬
‫عخق ج ا ترجمة محمد أحمد ماتي ومحمد السيد‬ ‫‪ .2‬جنس ا لويد (‪)1989‬ا تف ا ع ق‬
‫سليما مطابع جامعة الملك سعودا ‪1409‬هت‪.‬‬
‫عافقةتا ترجمة‪ :‬عمر اليوبي وسامي كعكيا دار الكتاب‬ ‫‪ .3‬روسا دينيس (‪)2005‬ا ع‬
‫العربيا بيروت‪.‬‬
‫ع قءا دار ال ليلا عمان‪.‬‬ ‫عف ع‬ ‫ة" صن‬ ‫‪ .4‬سافيرا أور (‪)1997‬ا عا ا خفقيق" أ‬
‫ائ ل صنظا عرحايا عف ط ن ا‬ ‫عنا يج ع اي و ن‬ ‫‪ .5‬كورب ا جي (‪)1994‬ا عققء‬
‫المؤسسة العربية للدراسات والنشرا بيروت‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ا دليل ميسر الحوارا مركز أوسلوا‪2013‬‬ ‫ح و ع ق‬ ‫‪ .6‬كيم ا بريتشتي (‪)2013‬ا حة‬
‫‪-‬يةص ق شا ةن و اس‪ ،‬ترجمة‪ :‬عمار ومالك فاضلا‬ ‫‪ .7‬ل ندارا ديايد (‪)1995‬ا ص اك ع‬
‫الهلية للنشر والتوزيعا عمانا ط‪.1‬‬
‫‪ .8‬كارلا سليكيوا الوساطة في حل النزاعاتا الدار الدولية للنشر والتوزيعا القاهرةا ‪1999‬‬

‫جنب ‪:‬‬ ‫ع اب‬ ‫ثق قً‪ :‬عا قئل ع ا‬

‫– إل ائ‬ ‫عف ط ن‬ ‫ع‬ ‫بي في عا‬ ‫‪ .1‬سالمةا دلل عبد الحافظ (‪)2005‬ا ع‬
‫ر قتي ع ق يا جامعة بيرزيتا رسالة ماجستير غير منشورة‪.‬‬ ‫صق و ن ع‬
‫عف ااااط ن ا جامعة بيرزيت رست ت تتالة‬ ‫عقضااا‬ ‫‪ .2‬عماد غياضت ت تته (‪)1997‬ا ع ااا ق ااا عنا يج‬
‫ماجستيرا غير منشورة‪.‬‬
‫عقضااقئ ا مدرس تتة‬ ‫بقعة ااقئل ع ا ق ا‬ ‫ع ع‬ ‫‪ .3‬المصندزا إبراهيم (‪)2018‬ا ت ااةي عانقزعق‬
‫الدراسات الستراتي ية والدوليةا رسالة ماجستير غير منشورةا ليبياا مصراته‪.‬‬
‫‪4. Carlill, Brendon, 2018 An Impossible Peace? Are-examination of the‬‬
‫‪Israel – Palestinian Dispute, Doctorate of Philosophy, University of‬‬
‫‪Melbourne, August‬‬
‫‪5. Helle, Veiersted, (2006) Myths of Peace and Nature within the‬‬
‫‪Norwegian Regime of Goodness, Degree of Master, University of Oslo,‬‬
‫‪Norway .‬‬
‫‪6. Kynoe, Stein-Fr, (2007) the Norwegian Decision-Making Process and‬‬
‫‪Ways to Improve it, Naval Postgraduate School, California, December‬‬
‫‪7. Skånland, Ø. H. (2008) “Norway is a Peace Nation.” Discursive‬‬
‫‪Preconditions for the Norwegian Peace Engagement Policy. Master‬‬
‫‪thesis, Department of Political Science, University of Oslo‬‬

‫عرقق يا‪:‬‬ ‫عاج‬ ‫يق‬ ‫ثقعثقً‪ :‬ع‬

‫‪91‬‬
‫اق‬ ‫‪ .1‬أحمتتدا فتاطمتتة عص ت ت ت ت ت ت تتام عبتتد الم يتتد (‪)2021‬ا أثا رهاقء عحاو عباق ت في ظايا ع‬
‫ع ع ‪ ،‬عااك ع ياقاطي ع ابيا ‪ 29‬يوليو ‪2016‬ا الرؤية ‪21‬سبتمبر‪.‬‬
‫ط أثاهق‬ ‫صايك في عشاق‬ ‫ع كاي‬ ‫عر ه‬ ‫‪ .2‬جمال علي زهران (‪)1981‬ا عقة ع‬
‫عرة زن ع عي إل اي في عانطق ا السياسة الدوليةا العدد‪66‬ا أكتوبر‪.‬‬ ‫ع‬
‫(القدس ورام‬ ‫عخق ج‬ ‫‪ .3‬عبد الكريما نصت ت ت ت تتر وآخرون (‪)2005‬ا حة تةظ ف أ جع ع ا ااااااقع‬
‫هللا‪ :‬معصد أبحاث السياسات القتصادية الالسطينية (ماس)‪.‬‬
‫جقح عنظق ع ا ق اي عنا يجيا م لة الد ارستات الدوليةا‬ ‫‪ .4‬عليا آمنة محمد (‪)2010‬ا صقةصق‬
‫جامعة بغدادا العدد‪.45‬‬
‫عخق ج ا جامعة حلوانا‬ ‫تح ل ع ق‬ ‫‪ .5‬عودةا جمال ورمز (‪)2017‬ا ا ا‪ ،‬ظاي ع‬
‫الم لة العلمية للبحوث والدراسات الت اريةا الم لد ‪ – 31‬العدد ‪.3‬‬
‫عخق ج ا‬ ‫تخقذ عقا في ع ق‬ ‫‪ .6‬الكاارنةا احمد عارف (‪)2009‬ا ع ة صل عاؤثا في عا‬
‫م لة دراسات دوليةا العدد ‪42‬ا بغداد‪.‬‬
‫‪ .7‬مازارا مايكل جيها وآخرون (‪)2016‬ا فهم عنظق ع عي عحقعيا مؤسسة راند‪.‬‬
‫في صانع عقا ع ا ق اي إل اائ ي‬ ‫صاك عبحث إل اائ‬ ‫‪ .8‬المصتر ا إبراهيم (‪)2021‬ا ت‬
‫صن عقةصي ع ابي (ت ا حقع ) ‪ ،2020-2015‬الم لة العربية للعلوم الستياستيةا‬ ‫أثاه في‬
‫بيروتا العدد‪.3‬‬
‫ر قت‬ ‫ق ق‬ ‫ر قت عف ط ني ضع‬ ‫عرنا ا‬ ‫‪ .9‬مؤتمتر األمتم المتحتدة (‪)2012‬ا ع رجاق‬
‫حر ل‪ ،‬األمم المتحدةا نيويورك وجنيف‪2012‬‬ ‫عك ي عرجق في ظل‬
‫ط‪ :‬صق و ن‬ ‫عشاق‬ ‫عنا يج في صفق ضق‬ ‫فاغيةا هيلدا هنريكس ا ت‬ ‫‪.10‬‬
‫صحق و ضع فا مؤسسة الدراسات الالسطينيةا الم لد ‪16‬ا العدد ‪(64‬خريف‬ ‫ةي‬ ‫تع‬
‫‪(2005‬‬

‫جنب ‪:‬‬ ‫ب قً‪ :‬عااجع‬


‫‪1. Aran Martin, (2017) State Approaches to Peace Process Support:‬‬
‫‪Peacemaking in Norwegian Foreign Policy, Australian International‬‬

‫‪92‬‬
Conflict, Resolution Project, Department of Foreign Affairs and Trade, The
University of Melbourne, Australia, February 2017.
2. Ausland, John c. (2019), Nordic Security and the Great Powers,
Routledge, New York.
3. Greig, J. Michael. (2005) “Stepping into the Fray: When Do Mediators
Mediate?” American Journal of Political Science, vol. 49, no. 2, [Midwest
Political Science Association, Wiley], https://doi.org/10.2307/3647675.
(Greig)
4. Hagemann Anine and Isabel Bramsen, (2019) Nordic Peace and Conflict
Resolution Efforts, Denemark, Nordic Council of Ministers
5. Helgesen, Vidar (2002). State Secretary for Foreign Affairs the
Indonesian - Norwegian Human Rights Dialogue Seminar on Transitional
Justice and Human Rights,Book; Peace and reconciliation: Norway's
experience, StatemenT, Jakarta, 29 April
6. Kristian Stoke, (2012) Peace-building as small state foreign policy:
Norway's peace Engagement in a change international context,
international studies, Sage publication
7. Kristian Stokke, (2014) Peacebuilding as Small State Foreign Policy:
Norway’s Peace Engagement in a Changing International Context
Forthcoming in International Studies (2014 Department of Sociology and
Human Geography, University of Oslo
8. Michelle Pace (2018): Norway’s ambiguous approach towards Israel
and Palestine, Global Affairs, DOI: 10.1080/23340460.2018.1507280
9. Nils Petter Gleditsch & others, (2019) Peace research – just the study of
war? journal of peace Research, vol 51European, Commission, European
Research Area, Progress Report 2018, Country Profile Norway,
Luxembourg: Publications Office of the European Union.
10. Philip M. Burgess (1968), Elite Images and Foreign Policy Outcomes, A
Study of Norway, Columbus, Ohio State University, Press,1968
11. Ron Pundak. (2004): All Aboard: The International Community and the
Track to Peace, (1) in: The International Community and the Conflict
Vol.11 No.2
12. Stortinget, (2020) The Norwegian Parliament Rules of Procedure and
the Constitution, October
13. The Research Council of Norway. (2017) Research on international
relations, foreign policy and Norwegian interests, The publication can
be ordered online via:www.forskningsradet.no/publikasjone), Oslo

93
14. Olav F. Knudsen (1988), Norwegian Studies of International Relations:
A Fragmented Community of Scholars, ResearchGate, August.

15. Waage, H. H. (2000) " Norwegians? Who needs Norwegians?",


Explaining the Oslo Back Channel: Norway's Political Past in the
Middle East, Areport prepared by PRIO International Peace Research
Institute, Oslo.
16. Waage, H. H. (2000). How Norway became one of Israel’s best friends.
Journal of Peace Research, vol 37, no)2(
17. Waage, H. H, Peacemaking Is a Risky Business, Prio Report 1/2004, Oslo
18. Waage, H. H. (2007). The ‘Minnow’ and the ‘Whale’: Norway and the
United States in the Peace Process in the Middle East. British Journal of
Middle Eastern Studies 34(2

: ‫ع اب‬ ‫ عاة ع إلعكرا‬:ً‫خقص ق‬

.‫ شاهد عيان على "أوسلو"ا ال زيرة نت‬..‫)ا هانس لونغاا‬2013( ‫ الضام ا روان‬.1
https://www.un.org/ar/about-us/history-of-the-un/predecessor
‫ فيدكون كويزلينغا‬.)2015( ‫ موقع ال زيرة نت‬.2
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/4/15
John-Galtung ‫ا‬2021/6/20 :‫)ا جوهان جالتونج تاريخ المشاهدة‬2021( ‫ موقع المعرفة‬.3
https://www.marefa.org/%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%86_
%DA%AF%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%DA%AF/simplif
ied
‫ا‬2014/10/29 ‫) النرويجا‬2014( ‫ ال زيرة نت‬.4
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/countries/2014/10/29/%D8%A7%
D9%84%D9%86%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC
‫ تاريخ ميااق األمم المتحدةا تاريخ المشاهدة‬:‫)ا السنوات التحضيرية‬2021( ‫ األمم المتحدة‬.5
https://www.un.org/ar/about-us/history-of-the- ‫ا‬2021/6/16
un/preparatory-years

94
‫‪ .6‬موقع و ازرة التارجية النروي ي (‪)2021‬ا تاريخ المشاهدة ‪2021 /10/16‬‬
‫‪http://www.regjeringen.no/en/dep/ud/id833‬‬
‫‪ .7‬صدقيا عمرو جمال (‪)2021‬ا النموذل ا سكندنافي وحدود الرأسمالية ا نسانيةا موقع اضااات‬
‫‪2021/4/17‬ا ‪https://www.ida2at.com/scandinavian-model-limits-human-‬‬
‫‪./capitalism‬للمزيد انظر ( ‪Norway rated most peaceful BBC.NEWS Website,‬‬
‫‪ nation, 30 may 2007‬و‬
‫‪( .8‬ال زيرة نتا صدارة النرويج في تقرير التنمية النسانيةا ‪)2005/4/23‬‬
‫‪ .9‬الدويكاتا براا (‪)2018‬ا ما هو نظام الحكم في النرويجا موضوعا ‪2018/4/24‬‬
‫‪https://mawdoo3.com/‬‬
‫‪ .10‬الدستور النروي ي (‪ :)2019‬الماضي والحاضرا تاريخ النشر‪https://ar.public- 2019‬‬
‫‪welfare.com/4261255-norwegian-constitution-past-and-present‬‬
‫‪ .11‬المرسال (‪)2019‬ا ما هو نظام الحكم في النرويجا ‪2019/1/7‬ا‬
‫‪https://www.almrsal.com/post/756103‬‬
‫‪https://stringfixer.com/ar/Supreme_Court_of_Norway .12‬‬
‫‪ .13‬موقع المعرفة (‪)2021‬ا النرويجا‬
‫‪https://www.marefa.org/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B1%D9%88%‬‬
‫‪D9%8A%D8%AC‬‬
‫‪ .14‬البروفيسور النروي ي غالتونغ (‪ :)2018‬لتربية الجيال الاتية على الصحافة الي ابيةا تاريخ‬
‫النشر ‪2018/5/5‬م‪https://abouna.org/content.‬‬
‫‪ .15‬ع النا مي محي (‪)2020‬ا ماصوم السالما موقع الموسوعة ال زائرية للدراسات السياسيةا‬
‫‪https://www.politics-dz.com-the-concept-of-peace 2020/7/28‬‬
‫‪ .16‬موسوعة اللغة العربية (‪)2021‬ا ‪ Mimir‬يوهان غالتونغا تاريخ المشاهدة ‪2021/4/20‬‬
‫(‪)https://mimirbook.com/ar/3c0ae0b0bc6‬‬
‫‪ .17‬الاراو ا نزار (‪)2021‬ا العالم سالح الحرب والسالم بي المبادئ المصنية والمسؤولية‬
‫الجتماعيةا ال زيرة نتا تاريخ النشر ‪ 31‬يناير‬
‫‪.https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1350‬‬
‫‪ .18‬موقع فافو (‪ About FAFO https://www.fafo.no/en/about-fafo/fafo )2021‬تاريخ‬
‫المشاهدة ‪2021/5/12‬‬
‫‪ .19‬الايلم الوثائقي ثم أوسلو (‪ )2013‬ال زا الاانيا قناة ال زيرةا‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=B2emYLb13yg2013/9/13‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ .20‬دستور النرويج الصادر عام ‪ 1814‬شامال تعديالته لغاية ‪Constituteproject.org 2016‬‬
‫‪ .21‬موقع ارابيكاا (‪)2021‬ا العالقات التارجية النروي يةا تاريخ النشر ‪2021/9/15‬ا‬
‫‪https://3rabica.org/‬‬
‫‪ .22‬مراسلون بال حدود (‪)2021‬ا حرية الصحافة تؤخذ بعي العتبار أكار فأكارا‬
‫‪https://rsf.org/ar/lnrwyj‬‬
‫‪ .23‬األمم المتحدةا ‪, HRI/CORE/NOR/2009‬‬
‫(‪)http://docstore.ohchr.org/SelfServices/‬‬
‫‪ .24‬شصابا رستما (‪ )2008‬تاريخ الحزاب السياسية في النرويجا الحوار المتمدنا ‪2008/5/15‬‬
‫‪https://m.ahewar.org/s.asp?aid=134650&r=0‬‬
‫‪ .25‬حزب المحافظي (النرويج)‬
‫‪https://stringfixer.com/ar/Conservative_Party_of_Norway‬‬
‫‪ .26‬مراسلون بال حدودا (‪)2010‬ا حرية الصحافة تؤخذ بعي العتبار أكار فأكارا ‪2021‬‬
‫‪ .27‬فرانك روسافيك (‪)2007‬ا الصحايون اليساريون‪.‬‬
‫‪https://web.archive.org/web/20120910133121/http://www.bt.no/meninger‬‬
‫‪/komentar/rossavik/article402128.ece?start=2‬‬
‫‪ .28‬النرويج والتحاد األوروبي (‪)2013‬ا ‪ euronews‬تاريخ النشر ‪2013/3/29‬‬
‫(‪https://arabic.euronews.com/2013/03/29/norway-and-the-eu 2013‬‬
‫‪ .29‬النرويج في األمم المتحدة (‪)2012‬ا البعاة الدائمة لدى األمم المتحدة في نيويوركا تمت‬
‫المشاهدة ‪https://www.norway.no/en/missions/UN/norway-and- 2021/12/15‬‬
‫‪the-un/norways-rich-history-at-the-un/norway-among-the-founding-‬‬
‫‪nations-of-the-un-history/gro‬‬
‫‪ .30‬موقع مقاتل (‪)2012‬ا مملكة النرويج النظام السياسيا تاريخ المشاهدة‬
‫‪http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Dwal-(2021/8/20‬‬
‫‪Modn1/Norway/Sec04.doc_cvt.htm‬‬
‫‪ .31‬الحمدانا عمار (‪)2014‬ا ستولتنبرغ رفض انضمام النرويج للناتو ثم ترأسها موقع ال زيرة نت‬
‫‪2014/3/28‬ا‬
‫‪https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2014/3/29‬‬
‫‪ .32‬بيان السيد يوناس جار ستورها (‪ )2009‬وزير التارجية النروي ي ع السياسة التارجية الذ‬
‫ألقاه أمام البرلمان ‪ Stortinget‬في ‪ 10‬فبراير‪/‬شباط ‪.2009‬‬

‫‪96‬‬
https://www.regjeringen.no/globalassets/upload/ud/vedlegg/stortinget/jgs_
arabisk090210.pdfUN, HRI/CORE/NOR/2009,18 February 2010
2014/1/13 ‫)ا ال زا األولا قناة ال زيرة يوتيوبا‬2014( ‫ الايلم الوثائقي ثم أوسلو‬.33
)2014 ‫ا‬https://www.youtube.com/watch?v=6rw0qc29jek(
)2013( ‫ بعاات حاظ السالم في األمم المتحدة‬.34
https://www.un.org/securitycouncil/ar/content/repertoire/peacekeeping-
missions#reg35https://peacekeeping.un.org/ar/mission/unifil
‫)ا البعاة الدائمة لدى األمم المتحدة في نيويوركا تمت‬2021( ‫ النرويج في األمم المتحدة‬.35
2021/12/15 ‫المشاهدة‬
(AHLC) 21/2/2021 ‫)ا ل نة تنسيق مساعدات الدول المانحة‬2021( ‫ عريقاتا دلل صائ‬.36
https://www.raya.ps/articles/1103427.html
Role ‫)ا نظرية الدور في العالقات الدولية الموسوعة السياسيةا‬2022( ‫ متلوفا مريم‬.37
https://political-2022/3/23 ‫ا تاريخ المشاهدة‬Theory In International Relations
encyclopedia.org/dictionary
https://political-encyclopedia.org/ownership ‫ الموسوعة السياسية‬.38
‫)ا الالسطينيون في النرويج‬2021( ‫ وفا‬.39
https://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=52302021/1/16‫ا‬
‫ودراساتا‬ ‫)ا الوسائل الدبلوماسية لتسوية المنازعات الدوليةا كت‬2010( ‫ موقع دنيا الوط‬.40
https://www.palestineeconomy.ps/donors/ar/About .2010/9/24
.2004/4/27‫ شطارةا سميرا النرويج لم تمارس دور الوسيط النزيه في اتااقية أوسلوا ال زيرة‬.41
https://www.aljazeera.net/news/international/2004/4/27/

: ‫جنب‬ ‫ عاة ع إلعكرا‬:ً‫قت ق‬


1. Communication 387, (2021) Norway & Balkans - Dialog/Conference
Communication 387: Norway’s Role in International Conflict ،
)2021/5/29‫المشاهدة‬https://community.plu.edu/~coma387/norways-
role/(Norway’s Role In the international conflict2021 ،
2. PRIO ،Johan Galtung 2020/10/24
https://www.prio.org/People/Person/?x=5704

97
3. PRIO, About Prio and PRIO Strategy, 2022–2025page 9 ‫تاريخ النشر‬
2021https://files.prio.org/PRIO/PRIO-Strategy-2022-2025.pdf)
https://www.prio.org/About.
4. SAGE journals, Journal of Pace Research
https://journals.sagepub.com/home/jpr
5. The CONVERSATION Norwegian, Institute of International Affairs
https://theconversation.com/institutions/norwegian-institute-of-
international-affairs-4049
6. Communication 387: Norway & Balkans - Dialog/Conference Norway's
Role in International Conflict 2021/5/29‫تاريخ المشاهدة‬
https://community.plu.edu/~coma387/norways-role/(Norway's Role In the
international conflict 2021
7. Government.no Norway in Europe. The Norwegian Government’s
strategy for cooperation with the EU 2018–2021 Published under:
Solberg's Government Publisher Ministry of Foreign Affairs 2018/5/9
https://www.regjeringen.no/en/dokumenter/eu_strategy/id2600561/2018 ،
8. NUPI ،Foreign policy 2021/6/3https://www.nupi.no/en/Our-
research/Topics/Diplomacy-and-foreign-policy2/Foreign-policy
9. https://stringfixer.com/ar/King_of_Norway
10. Government.no, (2017) How is Norway governed? Article | Last updated:
25/07/2017 https://www.regjeringen.no/en/the-government/the-
government-at-work1/the-government-at-work1/id2564958
11. https://www.constituteproject.org/constitution/Norway_2016?lang=ar
12. https://ar.history-hub.com/rosaaa-ozraaa-alnroyg-mnth-alhrb-alaaalmy-
althany-alhrb-alaa
13. https://m.marefa.org/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3_%D9%88
%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%86%
D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%AC/simplified
14. https://stringfixer.com/ar/Gro_Harlem_Brundtland
15. https://stringfixer.com/ar/Royal_Norwegian_Army
16. https://www.regjeringen.no/en/dep/ud/id833
17. Website Government.no (2018), Norway in Europe. The Norwegian
Government’s strategy for cooperation with the EU 2018–2021, Published
under: Solberg's Government Publisher Ministry of Foreign Affairs, Date:
09/05/2018, https://www.regjeringen.no/en/historical-archive/solbergs-
government/andre-dokumenter/ud/2018/eu_strategy/id2600561

98
18. NUPI (2021) ،Important dialogue with Norwegian research communities
about the UN Security Council Published: 5 May 2021
https://www.nupi.no/en/News/Important-dialogue-with-Norwegian-
research-communities-about-the-UN-Security-Council, 2021
19. https://www.fma.no/en/about-ndma 2022/1/1 ‫تاريخ المشاهدة‬
20. https://calhoun.nps.edu/bitstream/handle/10945/3104/07Dec_Kynoe.pdf?s
equence=1&isAllowed=y
21. https://stringfixer.com/ar/Royal_Norwegian_Army
22. http://docstore.ohchr.org/SelfServices/FilesHandler.ashx?enc=FhOD6sgq
gzAhFXD9F%2FeKaFMm83LbFY75RhkIFGrig%2B5VCVgAVCc8md9
ZRmt9uBThgOoDCtnYTqDb5TQ%2F1NHOOQhVR38Y%2BMNPcxm
MJEsejMP1W5fOsaBr%2FNuPVoBm%2BPLD
23. https://stringfixer.com/ar/Royal_Norwegian_Army
24. STORTINGET, (2020) The Norwegian Parliament Rules of Procedure
and the Constitution, October 2020 https://www.regjeringen.no/en/the-
government/the-government-at-work1/the-government-at-
work1/id2564958/
25. DEFENS TECHNICAL INFORMATIN CENTER,2007
26. https://rsf.org/ar/lnrwyjUN, HRI/CORE/NOR/2009,18 February 2010,
27. http://docstore.ohchr.org/SelfServices/FilesHandler.ashx?enc=FhOD6sgq
gzAhFXD9F%2FeKaFMm83LbFY75RhkIFGrig%2B5VCVgAVCc8md9
ZRmt9uBThgOoDCtnYTqDb5TQ%2F1NHOOQhVR38Y%2BMNPcxm
MJEsejMP1W5fOsaBr%2FNuPVoBm%2BPLD
28. https://www.un.org/securitycouncil/ar/content/repertoire/peacekeepingmis
sions#reg35https://peacekeeping.un.org/ar/mission/unifil
29. https://stringfixer.com/ar/Accession_of_Norway_to_the_European_Union
30. Http://docstore.ohchr.org/SelfServices/FilesHandler.ashx?enc=FhOD6sgq
gzAhFXD9F%2FeKaFMm83LbFY75RhkIFGrig%2B5VCVgAVCc8md9
ZRmt9uBThgOoDCtnYTqDb5TQ%2F1NHOOQhVR38Y%2BMNPcxm
MJEsejMP1W5fOsaBr%2FNuPVoBm%2BPLD
31. https://stringfixer.com/ar/Accession_of_Norway_to_the_European_Unio
n
32. https://www.norway.no/en/missions/UN/norway-and-the-un/norways-
rich-history-at-the-un/norway-among-the-founding-nations-of-the-un/
euronews 2013/3/29

99
33. EUROPEAN, Commission (2019), EUROPEAN RESEARCH AREA,
Progress Report 2018, Country Profile NORWAY, Luxembourg:
Publications Office of the European Union, 2019.
34. Lisbeth Aggestam,(1999), Role Conceptions and the Politics of Identity in
Foreign Policy, Department of Political Science, University of Stockholm,
ARENA Centre for European Studies,1999.
https://www.sv.uio.no/arena/english/research/publications/arena-working-
papers/1994-2000/1999/wp99_8.htm
35. • https://frammuseum.no/polar-history/explorers/fridtjof-nansen-1861-
1930/
36. https://www.unhcr.org/ar/4be7cc271dd.html
37. https://m.facebook.com/NRCArabic
38. https://delphipages.live/ar/%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%
82%D8%A7%D8%AA/jan-egeland
39. https://reliefweb.int/report/occupied-palestinian-territory/peace-and-
reconciliation-norways-experience
40. https://www.youtube.com/watch?v=8P4h49Q2Wgw 8/7/2021
41. Khalil, Osamah, Oslo’s Roots: Kissinger, the plo, and the Peace Process,
Alshabaka, September 3, 2013. https://al-shabaka.org/briefs/oslos-roots-
kissinger-plo-and-peace-process/
42. Chotiner, Isaac, The Lessons of Henry Kissinger’s Diplomacy, The New
yorker, 29/11/2021. https://www.newyorker.com/news/q-and-a/the-
lessons-of-henry-kissingers-diplomacy

100
101

You might also like