Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 116

ØdÑÊ°\;Ì÷¡;wâ∏\;€“t

‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﻋﺎدة إﺻﺪار ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب أو‬


‫أي ﺟــﺰء ﻣﻨﻪ أو ﻧﻘﻠﻪ ﺑــﺄي وﺳﻴﻠﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺳــﻮاء ﻛﺎﻧﺖ‬
‫إﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ أو ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻨﺴﺦ أو اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ‬
‫دون ﺣﺼﻮل ﻋﻠﻰ إذن ﺧﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ واﻟﻨﺎﺷﺮ‪.‬‬

‫‪@DarElollaa‬‬
‫‪Dar_Elollaa@hotmail.com‬‬
‫اﻷزﻫﺮ ‪ :‬ﺷﺎرع ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﺧﻠﻒ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷزﻫﺮ ‪.‬‬
‫‪01050144505 - 0225117747‬‬
‫اﻟﻤﻨﺼﻮرة ‪ :‬ﻋﺰﺑﺔ ﻋﻘﻞ ‪ -‬ﺑﺠﻮار ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزﻫﺮ ‪.‬‬
‫‪01007868983 -0502357979‬‬
;wâ∏\;€“t
;Ì÷¡

ØdÑÊ°\
;:ÁÅ’\;‹˜¡¸\Â;ÎÊ¡Å÷’;ÎÅ¡]â∏\;ÏŸ]¬’\;Ï›]Ÿ˘’;‹ÅŒŸ;nú
ÏËŸ˜à¸\;oÊue’\;√⁄q±
ÀÁÖç’\;ַܯ]d

Ä\Å¡b
ÌâË¡;flât;Å⁄•;flâ•;J;~Ëç’\
ØdÖçd;ÀÁÖç’\;ַܯ]d;ÏË¡Ö ’\;Ïfiq÷’]d;ÓÊi ’\;Ïfi°;Êï¡
ÏË÷‚ÕÅ’\;ø¡Â;ÏŒ�fiŸ;;
ÀÁÖç’\;ַܯ\;ϬŸ]p;z;„Œ ’\;ÿÊê^;3iâp]Ÿ
‫‪5‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل ﷺ‪َ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن اهلل عز وجل‪ ،‬تقدست أسماؤه‪ ،‬اختص من خلقه من أحب‪ ،‬فهداهم‬
‫لإليمان‪ ،‬ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب‪ ،‬فتفضل عليهم‪ ،‬فعلمهم‬
‫الكتاب والحكمة وفقههم يف الدين‪ ،‬وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر‬
‫المؤمنين‪ ،‬وذلك يف كل زمان وأوان‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱩ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﱨ‪ ،‬رفعهم بالعلم‪ ،‬وهبم يعرف‬
‫الحالل من الحرام‪ ،‬والحق من الباطل‪ ،‬فضلهم عظيم‪ ،‬وخطرهم جزيل‪ ،‬ورثة‬
‫األنبياء‪ ،‬الحيتان يف البحار لهم تستغفر‪ ،‬والمالئكة بأجنحتها لهم تخضع‪،‬‬
‫علم فقه‬
‫والعلماء يف القيامة بعد األنبياء تشفع‪ ،‬فالعلم نور وهدى‪ ،‬ال سيما ُ‬
‫النوازل‪ ،‬ولما طلب األزهر الشريف ـ جعله اهلل حصنا حصينا لهذا الدين ـ متمثال‬
‫يف األمانة العامة المساعدة للدعوة واإلعالم الديني بمجمع البحوث اإلسالمية‬
‫طلب من أعضاء لجان الفتوى الفرعية بالمناطق مدارسة المجلد األول من‬
‫الفتاوى اإلسالمية الصادرة من دار اإلفتاء المصرية ثم عمل بحث يف بعض‬
‫الفتاوى التي ترتبط ارتباطا وثيقا بقضايا فقهية معاصرة‪ ،‬فاستعنت باهلل تعالى بأن‬
‫يكون البحث خاصا بالفتوى رقم ‪ 643‬بتاريخ ‪1232 /1 /92‬م من فتاوى‬
‫فضيلة الشيخ ‪ /‬أحمد محمد هريدي‪ ،‬يف حكم المسح على الجوربين عند‬
‫الوضوء(‪ ،)1‬حيث ذكر فضيلته‬

‫(‪ )1‬الفتاوى اإلسالمية من فتاوى دار اإلفتاء المصرية (‪.)971/1‬‬


‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪3‬‬

‫أنه يجوز المسح عليهما إذا كانا ثخينين ال يشفان‪ ،‬وألنه يمكن المشى فيهما‬
‫إذا كانا ثخينين‪ ،‬ولما تواطأت هذه الفتوى مع فتوى لإلمام األكرب شيخ األزهر‪/‬‬
‫د‪ .‬أحمد الطيب ـ حفظه اهلل ـ لما كان مفتيا للجمهورية بأنه يجوز المسح عليهما‬
‫إذا كانا ثخينين‪ ،‬و يمكن متابعة المشى فيهما بعد لبسهما على طهارة كاملة(‪،)1‬‬
‫وتواطأت كذلك مع فتوى الشيخ‪ /‬عطية صقر‪ ،‬حيث قال‪" :‬وعلى هذا فال‬
‫يجوز المسح على الجوارب المعروفة اآلن ما دامت تنفذ وصول الماء؛ ألن‬
‫القصد األساس من المسح هو عدم وصول الماء إلى الجسم‪ ،‬فإن كانت‬
‫بالمواصفات المذكورة فال بأس بالمسح عليها‪ ،‬وال ينبغي أن يؤخذ جواز‬
‫المسح عليها على إطالقه‪ ،‬وال أن تكون التسمية لمجرد الشبه كافية يف اإللحاق‬
‫بالمشبه به يف الحكم‪ ،‬فكم يف التسمية من تجاوزات"(‪.)9‬‬
‫ولما كانت الصلوات الخمس الركن الثاين من أركان اإلسالم‪ ،‬والصالة‬
‫ُمخرقة زادها الناس خرقا بطهارة ال تصح على مذهب األئمة األربعة‪ ،‬بالمسح‬
‫على الجورب الرقيق الذي يشف الماء وال يمكن متابعة المشي فيه‪ ،‬فعرضوا‬
‫صالهتم للبطالن‪ ،‬وأبداهنم للتلف واألمرا‪ ،،‬فيمسح على الشراب العفن‬
‫الكريه الرائحة ويضع المسلمون جباههم موضع ذلك القذر‪.‬‬
‫وقد اقتضت خطة البحث أن ينقسم إلى‪:‬‬
‫تمهيد‪ ،‬و خمسة مباحث‪ ،‬وخاتمة وتوصيات‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفتاوى اإلسالمية من فتاوى دار اإلفتاء المصرية (‪ ،)43/93‬صادرة بالطلب المقيد‬
‫برقم ‪ 464‬لسنة ‪9009‬م‪.‬‬
‫(‪)9‬من فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر (رئيس لجنة الفتوى باألزهر الشريف ساب ًقا)(‪.)934/1‬‬
‫‪7‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫أما التمهيد ففيه‪ :‬تحرير محل النزاع‬


‫المبحث األول‪ :‬أقوال أصحاب المذاهب‪:‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬األدلة على عدم جواز المسح على الجوارب المعروفة اآلن‬
‫والتي ال يمكن ألحد متابعة المشي فيها‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أدلة المجيزين من المعاصرين على جواز المسح على‬
‫الجوارب المعروفة يف زماننا‪ ،‬والجواب عنها‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المسح على النعلين‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أقوال بعض العلماء المعاصرين يف المسح على‬
‫الجوربين‬
‫الخاتمة‪ ،‬والتوصيات‪.‬‬

‫‪‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪4‬‬

‫متهيد‬
‫حترير حمل النزاع‬

‫لقد علم لو أن مسألة من مسائل الخالف المعترب‪ ،‬وكان هذا الخالف صادرا‬
‫من أئمة ثقات يف هذا الفن فمهما بحث فيها فلن يزال هذا الخالف وسيظل إلى‬
‫أن تقوم الساعة‪.‬‬
‫فهل مسألة المسح على الجوارب المعروفة اآلن ـ الرقيقة التي ال يمكن‬
‫متابعة المشي فيها ـ من المسائل التي يسع فيها الخالف؟‬
‫أوال‪ :‬اتفقوا على جواز المسح على الخفين‪ ،‬وأن منكره مبتدع‪.‬‬
‫ا‬
‫قال ابن المنذر‪" :‬أجمعوا على أنه كل من أكمل طهارته‪ ،‬ثم لبس الخفين‬
‫وأحدث‪ ،‬وأن له أن يمسح عليهما"(‪.)1‬‬
‫وقال الجصاص الحنفي‪" :‬قد ثبت المسح على الخفين عن النبي ﷺ من‬
‫طريق التواتر واالستفاضة من حيث يوجب العلم"(‪.)9‬‬
‫وقال ابن العربي المالكي‪" :‬إذا ثبت وجه التأويل يف المسح على الخفين‬
‫فإهنا أصل يف الشريعة وعالمة مفرقة بين أهل السنة والبدعة‪ ،‬وردت به‬

‫(‪ )1‬اإلجماع البن المنذر ت فؤاد ط المسلم (ص‪.)65 :‬‬


‫(‪ )9‬أحكام القرآن للجصاص ط العلمية (‪.)467 /9‬‬
‫‪2‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫األخبار"(‪.)1‬‬
‫وقال النووي يف المجموع‪" :‬مذهبنا ومذهب العلماء كافة جواز المسح على‬
‫الخفين يف الحضر والسفر وقالت الشيعة والخوارج ال يجوز‪ ......،‬وكل هذا‬
‫الخالف باطل مردود وقد نقل ابن المنذر يف كتاب اإلجماع إجماع العلماء على‬
‫جواز المسح على الخف‪.)9(".‬‬
‫قال اإلمام ابن القطان الفاسي‪" :‬والمسح على الخفين ال ينكره إال‬
‫مبتدع‪.....،‬ثم قال‪ :‬والقائلون به هم الجم الغفير الذين ال يجوز عليهم الغلط‬
‫وال التواطؤ‪ ،‬وهم جمهور الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين"(‪.)6‬‬
‫ثانيا‪ :‬اتفقوا على عدم جواز المسح على الجوربين الرقيقين‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن القطان الفاسي‪" :‬وأجمع الجميع أن الجوربين إذا لم يكونا‬
‫كثيفين لم يجز المسح عليهما"(‪.)4‬‬
‫قال الكاساين صاحب بدائع الصنائع‪" :‬وأما المسح على الجوربين‪ ،‬فإن كانا‬
‫مجلدين‪ ،‬أو منعلين‪ ،‬يجزيه بال خالف عند أصحابنا وإن لم يكونا مجلدين‪ ،‬وال‬
‫منعلين‪ ،‬فإن كانا رقيقين يشفان الماء‪ ،‬ال يجوز المسح عليهما باإلجماع"(‪.)5‬‬
‫قال ابن نجيم الحنفي‪" :‬ويف المجتبى ال يجوز المسح على الجورب الرقيق‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن البن العربي ط العلمية (‪.)76 /9‬‬


‫(‪ )9‬المجموع شرح المهذب (‪)473 /1‬‬
‫(‪ )6‬اإلقناع يف مسائل اإلجماع (‪.)44 /1‬‬
‫(‪ )4‬اإلقناع يف مسائل اإلجماع (‪.)20 /1‬‬
‫(‪ )5‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪.)10 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪10‬‬

‫من غزل أو شعر بال خالف ولو كان ثخينا يمشي معه فرسخا فصاعدا كجورب‬
‫أهل مرو فعلى الخالف‪ ،‬وكذا الجورب من جلد رقيق على الخالف ويجوز‬
‫على الجوارب اللبدية وعن أبي حنيفة ال يجوز قالوا ولو شاهد أبو حنيفة‬
‫صالبتها ألفتى بالجواز(‪.)1‬‬
‫فالخالف يف الجوارب التي يمشي فيها فرسخا‪ ،‬أما الجوارب التي تشبه‬
‫جوارب أهل زماننا فال خالف يف عدم جواز المسح عليها‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن عبد البر المالكي‪" :‬وال يجوز المسح على الجوربين عند أبي‬
‫حنيفة والشافعي إال أن يكونا مجلدين‪ ،‬وهو أحد قولي مالك ولمالك قول آخر‬
‫ال يجوز المسح على الجوربين وإن كانا مجلدين"(‪.)9‬‬
‫قال اإلمام النووي‪" :‬أما ما ال يمكن متابعة المشي عليه لرقته فال يجوز‬
‫المسح عليه بال خالف"(‪.)6‬‬
‫قال اإلمام ابن قدامة الحنبلي‪" :‬قلنا‪ :‬ال يجوز المسح عليه إال أن يكون مما‬
‫يثبت بنفسه‪ ،‬ويمكن متابعة المشي فيه‪ ،‬فأما الرقيق فليس بساتر‪.‬‬
‫إنما مسح القوم على الجوربين أنه كان عندهم بمنزلة الخف‪ ،‬يقوم مقام‬
‫الخف يف رجل الرجل‪ ،‬يذهب فيه الرجل ويجيء(‪.)4‬‬
‫فالحاصل‪ :‬اتفقوا على عدم جواز المسح على الجوربين الرقيقين‪،‬‬

‫(‪ )1‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (‪.)129 /1‬‬
‫(‪ )9‬االستذكار (‪.)999 /1‬‬
‫(‪ )6‬المجموع شرح المهذب (‪.)501 /1‬‬
‫(‪ )4‬المغني البن قدامة (‪.)913 /1‬‬
‫‪11‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫واختلفوا يف الجوربين الثخينين الكثيفين‪ ،‬فهل جوارب أهل زماننا تدخل فيما‬
‫اختلفوا فيه أم ال؟‬
‫وهذا ما سيبين بحول اهلل وقوته‪.‬‬

‫‪‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪19‬‬

‫املبحث األول‬
‫أقوال أصحاب املذاهب‬

‫أوال قول الحنفية‪:‬‬


‫قال اإلمام السرخسي‪" :‬وأما المسح على الجوربين فإن كانا ثخينين منعلين‬
‫يجوز المسح عليهما؛ ألن مواظبة المشي سفرا بهما ممكن وإن كانا رقيقين ال‬
‫يجوز المسح عليهما؛ وإن كانا ثخينين غير منعلين ال يجوز المسح عليهما عند‬
‫أبي حنيفة ‪ $ -‬تعالى ‪-‬؛ ألن مواظبة المشي هبما سفرا غير ممكن فكانا‬
‫بمنزلة الجورب الرقيق وعلى قول أبي يوسف ومحمد رحمهما اهلل تعالى يجوز‬
‫المسح عليهما‪.‬‬
‫والثخين من الجورب أن يستمسك على الساق من غير أن يشده بشيء‪.‬‬
‫والصحيح من المذهب جواز المسح على الخفاف المتخذة من اللبود الرتكية؛‬
‫ألن مواظبة المشي فيها سفرا ممكن(‪.)1‬‬
‫قال الكاساين صاحب بدائع الصنائع‪" :‬وأما المسح على الجوربين‪ ،‬فإن كانا‬
‫مجلدين‪ ،‬أو منعلين‪ ،‬يجزيه بال خالف عند أصحابنا وإن لم يكونا مجلدين‪ ،‬وال‬
‫منعلين‪ ،‬فإن كانا رقيقين يشفان الماء‪ ،‬ال يجوز المسح عليهما باإلجماع‪ ،‬وإن‬
‫كانا ثخينين ال يجوز عند أبي حنيفة وعند أبي يوسف‪ ،‬ومحمد يجوز‪.‬‬

‫(‪ )1‬المبسوط للسرخسي (‪.)109 /1‬‬


‫‪16‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫وروي عن أبي حنيفة أنه رجع إلى قولهما يف آخر عمره‪ ،‬وذلك أنه مسح‬
‫على جوربيه يف مرضه‪ ،‬ثم قال لعواده‪ " :‬فعلت ما كنت أمنع الناس عنه "‬
‫فاستدلوا به على رجوعه"(‪.)1‬‬
‫قال صاحب الهداية‪" :‬وال يجوز المسح على الجوربين عند أبي حنيفة إال‬
‫أن يكونا مجلدين أو منعلين وقاال ـ أي الصاحبان ـ يجوز إذا كانا ثخينين ال‬
‫يشفان "لما روي أن النبي عليه الصالة والسالم مسح على جوربيه وألنه يمكنه‬
‫المشي فيه إذا كان ثخينا وهو أن يستمسك على الساق من غير أن يربط بشيء‬
‫فأشبه الخف وله أنه ليس يف معنى الخف ألنه ال يمكن مواظبة المشي فيه إال إذا‬
‫كان منعال"(‪.)9‬‬
‫"وألنه يمكنه المشي فيه إذا كان ثخينا بحيث يستمسك على الساق من غير‬
‫الربط فأشبه الخف فيلحق به"(‪.)6‬‬
‫قال ابن نجيم الحنفي‪" :‬ويف المجتبى ال يجوز المسح على الجورب الرقيق‬
‫من غزل أو شعر بال خالف ولو كان ثخينا يمشي معه فرسخا فصاعدا كجورب‬
‫أهل مرو فعلى الخالف‪ ،‬وكذا الجورب من جلد رقيق على الخالف ويجوز‬
‫على الجوارب اللبدية وعن أبي حنيفة ال يجوز قالوا ولو شاهد أبو حنيفة‬
‫صالبتها ألفتى بالجواز(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪.)10 /1‬‬


‫(‪ )9‬الهداية يف شرح بداية المبتدي (‪.)69 /1‬‬
‫(‪ )6‬العناية شرح الهداية (‪.)157 /1‬‬
‫(‪ )4‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (‪.)129 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪14‬‬

‫قال اإلمام بدر الدين العيني‪" :‬والمسح على الجوربين يف ثالثة أوجه‪ :‬يف‬
‫وجه يجوز باالتفاق‪ ،‬وهو ما إذا كانا ثخينين منعلين‪ .‬ويف وجه‪ :‬ال يجوز‬
‫باالتفاق‪ ،‬وهو أن ال يكونا ثخينين وال منعلين‪ .‬ويف وجه‪ :‬ال يجوز عند أبي‬
‫حنيفة ‪ - $ -‬عنه خالفا لصاحبيه‪ ،‬وهو أن يكونا ثخينين غير منعلين(‪.)1‬‬
‫قال صاحب مجمع األنهر‪" :‬وإن كان من الشعر فالصحيح أنه إن كان صلبا‬
‫مستمسكا يمشي معه فرسخا أو فراسخ فعلى هذا الخالف(‪.)9‬‬
‫قال ابن عابدين‪" :‬علم من هذا أن ما يعمل من الجوخ يجوز المسح عليه لو‬
‫كان ثخينا بحيث يمكن أن يمشي معه فرسخا من غير تجليد وال تنعيل‪ ،‬وإن كان‬
‫رقيقا فمع التجليد أو التنعيل"(‪)6‬‬

‫ثانيا قول المالكية‪:‬‬


‫قال ابن القاسم‪" :‬كان يقول مالك يف الجوربين يكونان على الرجل‬
‫وأسفلهما جلد مخروز وظاهرهما جلد مخروز أنه يمسح عليهما‪ .‬قال‪ :‬ثم رجع‬
‫فقال‪ :‬ال يمسح عليهما(‪.)4‬‬
‫قال الشيخ الدردير‪" :‬ومن الشروط أن يمكن المشي فيه عادة احرتازا من‬
‫الواسع الذي ينسلت من الرجل عند المشي فيه وهو الذي ال يمكن تتابع المشي‬
‫فيه"(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬البناية شرح الهداية (‪.)304 /1‬‬


‫(‪ )9‬مجمع األهنر يف شرح ملتقى األبحر (‪.)50 /1‬‬
‫(‪ )6‬الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (‪.)939 /1‬‬
‫(‪ )4‬المدونة (‪.)146 /1‬‬
‫(‪ )5‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير = بلغة السالك ألقرب المسالك (‪.)155 /1‬‬
‫‪15‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال الشيخ عليش‪" :‬وسرت محل الفر‪ ،‬وأمكن تتابع المشي فيه‪ ،‬أي‪:‬‬
‫الجورب أو الخف"(‪.)1‬‬
‫قال التنوخي المهدوي (ت‪ :‬بعد ‪563‬هـ)‪" :‬فإن كان من غير أخفاف العرب‬
‫كالجوربين‪ ،‬فإن لم يكن على محل الفرض جلد فال يجوز المسح‪ ،‬وإن كان‬
‫عليه جلد ففيه قوالن"(‪.)9‬‬
‫قال القاضي عبد الوهاب المالكي (ت‪499 :‬هـ)‪" :‬وال يجوز المسح على‬
‫الجوربين غير المجلدين‪ ،‬خال ًفا لمن أجازه‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﱩ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡﭢ ﱨ‪ ،‬فعم كل حائل‪ ،‬وألنه ال يمكن متابعة المشي فيهما كما لو لف على‬
‫رجليه خرقة"(‪.)6‬‬
‫ثالثا قول الشافعية‪:‬‬
‫قال اإلمام الرافعي‪" :‬الثاين‪ :‬أن يكون قويا والمراد منه كونه بحيث يمكن‬
‫متابعة المشى عليه ال فرسخا ومرحلة بل قدر ما يحتاج المسافر إليه من الرتدد‬
‫يف حوائجه عند الحط والرتحال"(‪.)4‬‬
‫قال الحافظ ولي الدين ابن العراقي "قول "التنبيه"‪( :‬ساتر للقدم) وليس‬
‫المراد هنا‪ :‬سرت البشرة عن العيون كما يف سرت العورة‪ ،‬بل‪ :‬سرت يمنع نفوذ الماء‪،‬‬
‫فلو لبس خ ًفا من زجاج وأمكنه متابعة المشي عليه ‪ ..‬جاز مسحه وإن ُر ِؤ َيت‬

‫(‪ )1‬منح الجليل شرح مختصر خليل (‪.)163 /1‬‬


‫(‪ )9‬التنبيه على مبادئ التوجيه ‪ -‬قسم العبادات (‪.)663 /1‬‬
‫(‪ )6‬المعونة على مذهب عالم المدينة (ص‪.)164 :‬‬
‫(‪ )4‬فتح العزيز بشرح الوجيز = الشرح الكبير للرافعي (‪.)676 /9‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪13‬‬

‫البشرة تحته‪.‬‬
‫قول "التنبيه"‪( :‬يمكن متابعة المشي عليه)‪ ،‬وقول "الحاوي"‪( :‬ممكن‬
‫المشي) أوضحه "المنهاج" بقوله‪( :‬لرتدد مسافر لحاجاته) أي‪ :‬عند النزول‬
‫والرحيل‪ ،‬لكن إن أريد بذلك‪ :‬يف منزلة واحدة ‪ ..‬فأدنى خف يحصل ذلك‪ ،‬وإن‬
‫أريد‪ :‬أكثر ‪-‬وهو ظاهر عبارهتم‪ .. -‬فال بد له من ضابط‪ ،‬وقد ضبطه المحاملي‬
‫وأبو حامد العراقي يف "الرونق" بثالثة أميال فصاعدا ا‪ ،‬واقتصر عليه شيخنا‬
‫اإلسنوي يف "التنقيح"‪ ،‬لكنه يف "المهمات" قال‪( :‬إن المعتمد‪ :‬ما ضبطه به‬
‫محمد‪ ،‬وهو مسافة القصر تقري ًبا)‪.‬‬
‫الشيخ أبو َّ‬
‫وقال شيخنا ابن النقيب‪( :‬لو ُض َ‬
‫بط بمنازل ثالثة أيام ولياليهن ‪ ..‬لم َي ْب ُعد‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهل المراد المشي فيه بمداس أم ال؟ لم أر من ذكر)(‪.)1‬‬
‫قال اإلمام النووي‪" :‬أما ما ال يمكن متابعة المشي عليه لرقته فال يجوز‬
‫المسح عليه بال خالف لما ذكره وأما ما ال يمكن متابعة المشي عليه لثقله‬
‫كخف الحديد الثقيل فالصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور يف الطرق أنه ال‬
‫يجوز المسح عليه"(‪.)9‬‬
‫ال َي ْم َس َح َع َلى َج ْو َر َب ْي ِن َإ َّ‬
‫ال َأ ْن‬ ‫قال اإلمام الروياين (ت‪ 509:‬هـ)‪" :‬قال‪َ " :‬و َ‬
‫بان ُم َج َّلدَ تِي ا ْل َقدَ َم ْي ِن إِ َلى ا ْل َك ْع َب ْي ِن"‪.‬‬
‫ون ا ْلجور ِ‬
‫َي ُك َ َ ْ َ‬
‫الرجل يحتاج إلى ثالثة شرائط ليجوز المسح عليه‪:‬‬
‫وهذا كما قال ساتر ِّ‬

‫(‪ )1‬تحرير الفتاوى (‪194 /1‬ـ ‪.)192‬‬


‫(‪ )9‬المجموع شرح المهذب (‪.)501 /1‬‬
‫‪17‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫اترا لجميع القدم إلى ما فوق الكعبين‪.‬‬


‫أحدهما‪ :‬أن يكون س ً‬
‫والثاين‪ :‬أن يكون صفي اقا ال يشف الماء لصالبته وصفاقته حين يصب عليه‬
‫بل يرد الماء‪ .‬والثالث‪ :‬أن يمكن متابعة المشي عليه يف الحوائج وال يشرتط أن‬
‫يمكن مشي الفراسخ عليه‪ ،‬وال يعترب بمن يف رجله علة تمنعه من ذلك‪ .‬فإن تقرر‬
‫هذا ينظر يف الجوربين‪ ،‬فإن كان رقيقين غير مجلدين وال منعلين لم يجز المسح‬
‫عليهما"(‪.)1‬‬
‫قال اإلمام أبو بكر الشاشي القفال (ت‪ 507:‬هـ)‪" :‬وإن لبس جور ًبا صفي ًقا‬
‫ومنعال يمكن متابعة المشي عليه‪ ،‬جاز المسح عليه"(‪.)9‬‬
‫ً‬ ‫ال يشف‬
‫رابعا قول الحنابلة‪:‬‬
‫قال اإلمام ابن قدامة المقدسي (ت‪390 :‬هـ)‪" :‬أن يمكن متابعة المشي فيه‪،‬‬
‫فإن كان يسقط من القدم لسعته‪ ،‬أو ثقله لم يجز المسح عليه‪ ،‬ألن الذي تدعو‬
‫الحاجة إليه هو الذي يمكن متابعة المشي فيه‪ ،‬وسواء يف ذلك الجلود والخرق‬
‫والجوارب‪ ،‬قال اإلمام أحمد‪ :‬يذكر المسح على الجوربين عن سبعة أو ثمانية‬
‫من أصحاب رسول اهلل ﷺ ‪ ،‬وألنه ملبوس سار للقدم يمكن متابعة المشي فيه‪،‬‬
‫أشبه الخف‪ .‬فإن شد على رجليه لفائف‪ ،‬لم يجز المسح عليها‪ ،‬ألهنا ال تثبت‬
‫بنفسها إنما تثبت بشدها"(‪.)6‬‬
‫وقال يف المغني‪" :‬يجوز المسح على الجورب بالشرطين اللذين ذكرناهما‬

‫(‪ )1‬بحر المذهب للروياين (‪.)920 /1‬‬


‫(‪ )9‬حلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء ط الرسالة الحديثة (‪.)135 /1‬‬
‫(‪ )6‬الكايف يف فقه اإلمام أحمد (‪.)79 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪14‬‬

‫يف الخف‪ ،‬أحدهما أن يكون صفيقا‪ ،‬ال يبدو منه شيء من القدم‪ .‬الثاين أن يمكن‬
‫متابعة المشي فيه‪ .‬هذا ظاهر كالم الخرقي‪ .‬قال أحمد يف المسح على الجوربين‬
‫بغير نعل‪ :‬إذا كان يمشي عليهما‪ ،‬ويثبتان يف رجليه‪ ،‬فال بأس‪.‬‬
‫والصحابة ﭫ‪ ،‬مسحوا على الجوارب‪ ،‬ولم يظهر لهم مخالف يف‬
‫عصرهم‪ ،‬فكان إجماعا؛ وألنه ساتر لمحل الفر‪ ،،‬يثبت يف القدم‪ ،‬فجاز‬
‫المسح عليه‪ ،‬كالنعل‪ .‬وقولهم‪ :‬ال يمكن متابعة المشي فيه‪ .‬قلنا‪ :‬ال يجوز‬
‫المسح عليه إال أن يكون مما يثبت بنفسه‪ ،‬ويمكن متابعة المشي فيه‪ .‬فأما الرقيق‬
‫فليس بساتر"(‪.)1‬‬
‫وقد قال أحمد‪ ،‬يف موضع‪ :‬ال يجزئه المسح على الجورب حتى يكون‬
‫جوربا صفيقا‪ ،‬يقوم قائما يف رجله ال ينكسر مثل الخفين‪ ،‬إنما مسح القوم على‬
‫الجوربين أنه كان عندهم بمنزلة الخف‪ ،‬يقوم مقام الخف يف رجل الرجل‪،‬‬
‫يذهب فيه الرجل ويجيء(‪.)9‬‬
‫قال ابن مفلح (ت‪444 :‬هـ)‪" :‬وألنه ساتر للقدم يمكن متابعة المشي فيه‬
‫أشبه الخف‪ ،‬وهو شامل للمجلد والمنعل"(‪.)6‬‬
‫قال البهوتى الحنبلى (ت‪1051 :‬هـ)‪" :‬والجوارب يف معنى الخف؛ ألنه‬
‫ساتر لمحل الفر‪ ،،‬يمكن متابعة المشي فيه أشبه الخف"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المغني البن قدامة (‪.)915 /1‬‬


‫(‪ )9‬المغني البن قدامة (‪.)913 /1‬‬
‫(‪ )6‬المبدع يف شرح المقنع (‪.)116 /1‬‬
‫(‪ )4‬كشاف القناع عن متن اإلقناع (‪.)111 /1‬‬
‫‪12‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال اإلمام ابن تيمية‪" :‬المسح جائز على الخفين‪ ،‬وعلى كل ما أشبههما من‬
‫الجوارب سواء لبس ذلك على ما يجوز المسح عليه أو على ما ال يمسح عليه‪،‬‬
‫ولذلك ثالثة شروط‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يسرت محل الفر‪ ،‬وهو القدم إلى ما فوق الكعبين‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن يثبت يف القدم بنفسه‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن يمكن متابعة المشي فيه‪.‬‬
‫قال أحمد‪ " :‬يذكر المسح على الجوربين عن سبعة أو ثمانية من الصحابة‬
‫" وجورب الخرق كجورب الصوف إذا كان صفيقا حيث يمشى يف مثله عادة‪،‬‬
‫وإن كان رقيقا يتخرق يف اليومين أو الثالثة أو ال يثبت بنفسه لم يمسح عليه؛ ألن‬
‫يف مثله ال يمشى فيه عادة وال يحتاج إلى المسح عليه‪.‬‬
‫قال أحمد‪" :‬يف المسح على الجوربين بغير نعل‪ :‬إذا كان يمشي عليهما‬
‫ويثبتان يف رجله فال بأس"‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪" :‬وأما ما ال يمكن متابعة المشي فيه إما لضيقه أو ثقله أو‬
‫تكسره بالمشي أو تعذره كرقيق الخرق أو اللبود لم يجز مسحه؛ ألنه ليس‬
‫بمنصوص وال يف معنى المنصوص"(‪.)1‬‬
‫وقال يف الفتاوى‪" :‬نعم يجوز المسح على الجوربين إذا كان يمشي فيهما‬
‫سواء كانت مجلدة أو لم تكن‪ .‬يف أصح قولي العلماء"(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬شرح العمدة البن تيمية ‪ -‬كتاب الطهارة (ص‪ 950 :‬ـ ‪)956‬‬
‫(‪ )9‬مجموع الفتاوى (‪.)914 /91‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪90‬‬

‫فقه عام‪:‬‬
‫قال الصنعاين‪" :‬ذلك بأن يكون ساترا‪ ،‬قويا‪ ،‬مانعا نفوذ الماء غير مخرق‪،‬‬
‫فال يمسح على ما ال يسرت العقبين‪ ،‬وال على مخرق يبدو منه محل الفر‪ ،،‬وال‬
‫على منسوج إذا لم يمنع نفوذ الماء"(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الخالصــة‪:‬‬
‫تكاد تجتمع كلمة الفقهاء على أن من شروط المسح على الجوربين إمكان‬
‫متابعة المشي فيه عرفا على خالف يسير يف تفسيره‪.‬‬
‫فمنهم من قال‪ :‬يمشي فيه ثالثة أيام ولياليهن‪ ،‬أو مسافة القصر‪ ،‬ومنهم من‬
‫قال‪ :‬أو فرسخا(‪ 5.5‬كيلو مرتا)‪ ،‬أو قدر ما يحتاج المسافر إليه من الرتدد يف‬
‫حوائجه عند الحط والرتحال‪ ،‬أو إذا كان صفيقا حيث يمشى يف مثله عادة‪ ،‬وإن‬
‫كان رقيقا يتخرق يف اليومين أو الثالثة أو ال يثبت بنفسه لم يمسح عليه‪.‬‬
‫ومن المعلوم يقينا أن الجوارب المعروفة ألهل زماننا اآلن‪ ،‬ال يستطيع أحد‬
‫أن يمشي فيها بضعة أمتار‪ ،‬فلم تدخل يف الخالف‪ ،‬بل اتفقوا أن التي بتلك‬
‫الصفة المعروفة عندنا ال يجوز المسح عليها‪.‬‬
‫‪ ‬خالصة أقوال األئمة ـ رحمهم اهلل ـ يف حكم المسح على الجوربين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يجوز المسح على الجوربين مطلقا‪.‬‬
‫وهو أحد قولي اإلمام مالك‪.‬‬

‫(‪ )1‬سبل السالم (‪.)49 /1‬‬


‫‪91‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫القول الثاين‪ :‬ال يجوز المسح على الجوربين إال أن يكونا مجلدين‪ ،‬من‬
‫أعلى ومن أسفل‪.‬‬
‫وهو القول الثاين لإلمام مالك‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬يجوز المسح على الجورب إذا كان صفيقا منعال‪.‬‬
‫وهو أحد قولي الشافعية‪.‬‬
‫القول الرابع‪ :‬يجوز المسح على الجورب إذا كان ثخينا أو صفيقا يمكن‬
‫المشي فيه‪.‬‬
‫وهو قول أبي يوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة‪ ،‬وقول اإلمام أحمد‪.‬‬

‫‪‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪99‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫األدلة على عدم جواز املسح على اجلوارب املعروفة اآلن‬
‫واليت ال ميكن ألحد متابعة املشي فيها‬

‫‪ ‬األدلة من الكتاب والسنة‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬والقياس‪.‬‬


‫‪ ‬أوالا‪ :‬من الكتاب‪:‬‬

‫قال تعالى‪ :‬ﱩ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐ ﱨ (‪.)1‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن قوله تعالى‪ :‬ﱩ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﱨ‪ ،‬فأوجب اهلل تعالى‬


‫يف كتابه المنزل وجوب غسل الرجلين‪ ،‬وبينت اآلية بيانا بينا عن كيفية الوضوء‬
‫فال ُيرتك ظاهر القرآن إال لسنة ثابتة أو إجماع أو قياس صحيح‪.‬‬
‫قال الحافظ البيهقي‪" :‬المسح رخصة لمن تغطت رجاله بالخفين فال‬
‫يعداهنا موضعها قال‪ :‬واألصل وجوب غسل الرجلين إال ما خصته سنة ثابتة أو‬

‫(‪ )1‬سورة المائدة‪ ،‬آية‪.3:‬‬


‫‪96‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫إجماع ال يختلف فيه وليس على المسح على النعلين وال على الجوربين واحد‬
‫منهما"(‪.)1‬‬
‫‪ ‬ثانيًا‪ :‬من السنة‪:‬‬
‫عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬وأبي هريرة‪ ،‬وعائشة ﭫ قالوا‪ :‬قال‬
‫اب ِم َن الن ِ‬
‫َّار"(‪.)9‬‬ ‫لألع َق ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ " :‬و ْي ٌل ْ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫للتوعد‬
‫ُّ‬ ‫محل للتطهير بال َغ ْسل؛‬ ‫وقد استدل به‪ :‬على َأ َّن العقب يف ِّ‬
‫الر ْجل ٌّ‬
‫بالنَّار على تركه‪ ،‬عند رؤيته يلوح من غير غسل‪ ،‬وقال ﷺ يف بعض طرقه‪:‬‬
‫" َأ ْسبِغُوا ُ‬
‫الو ُضوء"(‪.)6‬‬
‫فالماسح على الجورب الرقيق ماسح على قدميه‪ ،‬قال ابن قدامة‪" :‬أما‬
‫الرقيق فليس بساتر"(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬السنن الكربى للبيهقي (‪)461 /1‬‬


‫(‪ )9‬رواه البخاري (‪ ،)131‬كتاب‪ :‬الوضوء‪ ،‬باب‪ :‬غسل الرجلين‪ ،‬وال يمسح على‬
‫القدمين‪ ،‬ومسلم (‪ ،)941‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬وجوب غسل الرجلين بكمالهما‪ ،‬من‬
‫حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص ﭭ‪.‬‬
‫ورواه البخاري (‪ ،)136‬كتاب‪ :‬الوضوء‪ ،‬باب‪ :‬غسل األعقاب‪ ،‬ومسلم (‪ ،)949‬كتاب‪:‬‬
‫الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬وجوب غسل الرجلين بكمالهما‪ ،‬من حديث أبي هريرة ﭬ‪ .‬ورواه‬
‫مسلم (‪ ،)940‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬وجوب غسل الرجلين بكمالهما‪ ،‬من حديث‬
‫عائشة ڤ‪.‬‬
‫(‪ )6‬العدة يف شرح العمدة يف أحاديث األحكام البن العطار (‪.)54 /1‬‬
‫(‪ )4‬المغني البن قدامة (‪.)915 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪94‬‬

‫قال ابن خزيمة‪ :‬لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفر‪ ،،‬لما جاز أن‬
‫يقال لتارك فضيلة‪ :‬ويل له‪ ،‬وقال ﷺ‪« :‬ويل لألعقاب من النار»‪ ،‬إذا ترك‬
‫المتوضئ غسل عقبيه"(‪.)1‬‬
‫ومن صحح من المعاصرين حديث المغيرة بن شعبة‪" ،‬أن رسول اهلل ﷺ‬
‫توضأ ومسح على الجوربين والنعلين"(‪ ،)9‬أدى هبم أن صرحوا أنه يجوز‬
‫كال على انفراده‪ ،‬أي‪ :‬يجوز المسح على‬
‫المسح على الجوربين والنعلين ً‬
‫النعلين ـ والمآل يف الحقيقة ـ المسح على القدمين‪ ،‬ويجوز المسح على كل ما‬
‫يصدق عليه اسم الجورب‪ ،‬دون االلتفات إلى الشروط التي شرطها األئمة‬
‫المتبوعون ليكون الجوربان بمعنى الخفين‪ ،‬ويقومان مقامه من إمكان متابعة‬
‫المشي فيهما‪.‬‬
‫فكيف ُترد األحاديث التي تكاد تبلغ التواتر بالوعيد بالنار لمن غسل جز ًءا‬
‫من قدمه‪ ،‬ثم يأيت يف موضع آخر بجواز المسح على القدم أو النعل؟‬
‫قال اإلمام الطبري‪:‬‬
‫متعارضة‪ ،‬وقد‬
‫ً‬ ‫فرائض اهلل وسنن رسوله ﷺ متناف ًية‬
‫ُ‬ ‫كان غير جائز أن تكون‬
‫األمر بعموم غسل القدمين يف الوضوء بالماء‪ ،‬بالنقل المستفيض‬
‫ُ‬ ‫صح عنه ﷺ‬

‫(‪ )1‬صحيح ابن خزيمة (‪.)46 /1‬‬


‫(‪ )9‬مسند أحمد ط الرسالة (‪ ،)144 /60‬قال األرناؤوط‪ :‬هذا حديث ضعفه األئمة‪ ،‬علته‬
‫عندهم تفرد أبي قيس‪ -‬وهو عبد الرحمن بن ثروان – ذكر من هؤالء األئمة الذين‬
‫ضعفوه‪ :‬الدارقطني‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬النسائي‪ ،‬والبيهقي‪،‬‬
‫وعلي ابن المديني‪ ،‬ومسلم بن الحجاج ‪ ،‬وسفيان الثوري‪ ،‬وابن معين‪ ،‬والنووي‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫عذر من انتهى إليه وب َلغه‪ .‬وإ ْذ كان ذلك عنه صحيحا‪ ،‬فغير جائز أن‬
‫القاطع َ‬
‫فرضا َغ ْس َله يف حال‬
‫أوجب ً‬
‫َ‬ ‫يكون صحيحا عنه إباح ُة ترك غسل بعض ما قد‬
‫واحدة ووقت واحد‪ ،‬ألن ذلك إيجاب فر‪ ،‬وإبطاله يف حال واحدة‪ .‬وذلك عن‬
‫ٍ‬
‫منتف (‪.)1‬‬ ‫أحكام اهلل وأحكام رسوله ﷺ‬
‫‪ ‬ثالثا‪ :‬اإلجماع‪:‬‬
‫قال اإلمام ابن القطان الفاسي‪" :‬وأجمع الجميع أن الجوربين إذا لم يكونا‬
‫كثيفين لم يجز المسح عليهما‪.‬‬
‫وال يمسح على جرموقين‪ ،‬والجرموق‪ :‬هو الخف فوق الخف‪ ،‬وينبغي أن‬
‫يكون األسفل مما إذا انفرد جاز المسح عليه‪ ،‬ويكون األعلى كذلك‪ ،‬وأما إذا‬
‫كان األسفل مما ال يجوز المسح عليه إذا انفرد‪ ،‬مثل أن يكون ضعي ًفا‪ ،‬أو مخر ًقا‬
‫ً‬
‫فاحشا ال يمكنه متابعة المشي عليه‪ ،‬فال يختلف القول يف جواز المسح‬ ‫خر ًقا‬
‫صحيحا لم يجز‬
‫ً‬ ‫على األعلى‪ ،‬وكذلك إذا كان األعلى هبذه الصفة واألسفل هبا‬
‫المسح على األعلى بال خالف"(‪.)9‬‬
‫تدبر قوله‪[ :‬إذا لم يكونا كثيفين لم يجز المسح عليهما ــ ال يجوز المسح‬
‫ً‬
‫فاحشا ال يمكنه متابعة‬ ‫عليه إذا انفرد‪ ،‬مثل أن يكون ضعي ًفا‪ ،‬أو مخر ًقا خر ًقا‬
‫المشي عليه]‪.‬‬
‫فجوارب أهل زماننا ال يمكن متابعة المشي فيها ولو لعدة أمتار‪ ،‬وقد ذكرنا‬

‫(‪ )1‬تفسير الطربي = جامع البيان ت شاكر (‪.)77 /10‬‬


‫(‪ )9‬اإلقناع يف مسائل اإلجماع (‪.)20 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪93‬‬

‫من قبل أقوال األئمة يف معنى (يمكن متابعة المشي فيه) (‪.)1‬‬
‫‪ ‬رابعا‪ :‬القياس‪:‬‬
‫الم ِغ َير ِة ْب ِن ُش ْع َبةَ‪َ ،‬أ َّن ُه ك َ‬
‫َان َم َع‬ ‫ث َع ِن ُ‬ ‫الم ِغ َير ِة ْب ِن ُش ْع َبةَ‪ُ ،‬ي َحدِّ ُ‬
‫عن ُع ْر َو َة ْب َن ُ‬
‫ِ‬ ‫ول اهللِ ﷺ فِي س َف ٍر‪ ،‬و َأ َّنه َذ َهب لِح ٍ‬ ‫رس ِ‬
‫الما َء‬
‫ب َ‬ ‫اجة َل ُه‪َ ،‬و َأ َّن ُمغ َير َة « َج َع َل َي ُص ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َع َل ْي ِه َو ُه َو َيت ََو َّض ُأ‪َ ،‬فغ ََس َل َو ْج َه ُه َو َيدَ ْي ِه‪َ ،‬و َم َس َح بِ َر ْأ ِس ِه‪َ ،‬و َم َس َح َع َلى الخُ َّف ْي ِن»(‪.)9‬‬

‫قال‪ُ :‬كن ُْت َم َع النَّبِ ِّي ﷺ يف َس َف ٍر‪َ ،‬ف َأ ْه َو ْي ُت ألَن َ‬


‫ْزع‬ ‫الم ِغ َير َة ْب ِن ُش ْع َب َة ﭬ َ‬ ‫وعن ُ‬
‫هما"(‪.)6‬‬ ‫ِ‬ ‫ُخ َّف ْي ِه‪َ ،‬‬
‫فقال‪َ " :‬د ْع ُه َما َفإنِّي َأ ْد َخ ْلت ُُه َما َطاه َر َت ْي ِن‪َ ،‬ف َم َس َح َع َل ْي َ‬
‫قال فضيلة الشيخ األستاذ الدكتور‪ /‬أسامة عبد العظيم ـ حفظه اهلل‪:‬‬
‫يف الحديث استعمال النبي ﷺ لرخصة المسح على الخفين‪ ،‬مع بيان شرط‬
‫ذلك‪ ،‬وأن يكون لبس الخفين بعد كمال الطهارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أما قول اإلمام أحمد‪" :‬من ادعى اإلجماع فهو كاذب لعل الناس قد اختلفوا"‬
‫فالجواب‪ :‬قال القاضي فظاهر هذا الكالم أنه قد منع صحة اإلجماع وليس هذا على ظاهره‬
‫وإنما قال هذا عن طريق الورع لجواز أن يكون هناك خالف لم يبلغه أو قال هذا يف حق‬
‫من ليس له معرفة بخالف السلف ألنه قد أطلق القول بصحة اإلجماع يف رواية عبد اهلل‬
‫وأبى الحارث‪ .‬المسودة يف أصول الفقه (ص‪.)613 :‬‬
‫فالجواب عن رد دعوى اإلجماع‪ :‬هل صح عن النبي ﷺ‪ ،‬أو عن أحد من الصحابة‪ ،‬أو أحد‬
‫من كبار التابعين أنه قال بجواز المسح على الجورب الرقيق الذي ال يمكن متابعة‬
‫المشي فيه؟ ﱩ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﱨ [سورة البقرة آية‪.]111:‬‬
‫اح َب ُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وء‪ ،‬باب‪ :‬الرج ُل يو ِّضئ ص ِ‬ ‫ِ‬
‫الو ُض َ ٌ َّ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫َاب ُ‬
‫(‪ )9‬رواه البخاري (‪ ،)149‬كت ُ‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري (‪ ،)906‬كتاب‪ :‬الوضوء‪ ،‬باب‪ :‬إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان‪ ،‬ومسلم‬
‫(‪ ،)974‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬المسح على الخفين‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫ولما كانت هذه الرخصة معقولة المعنى‪ ،‬وهي رفع الحرج يف نزع ساتر‬
‫لمحل الفر‪ ،،‬يمكن متابعة المشي فيه‪ ،‬كان وجود هذا المعنى يف غير الخفين‪،‬‬
‫وهو الجوربان‪ ،‬إذنًا بتعدية حكم المسح إليه‪:‬‬
‫أوال‪ :‬لعدم االعتداد باللفظ الذي يتضمن اإلذن بالمسح على الجورب‪.‬‬
‫ا‬
‫ثان ايا‪ :‬لفقد النص المثبت لذلك يف غير الخفين(‪.)1‬‬
‫فالمروي يف المسح على الجوربين من طريق المغيرة بن شعبة(‪ :)9‬شاذ من‬
‫جهة اإلسناد (‪ ،)6‬وشرط الحديث الصحيح‪ :‬أن يخلو عن الشذوذ والعلة‪،‬‬
‫وحذاق أهل الصنعة وأهل الخربة ال يصححون هذه الرواية (‪ ،)4‬وعامة الرواة‬
‫يروون عن المغيرة بن شعبة مسحه عليه الصالة والسالم على الخفين (‪ )5‬وكان‬

‫(‪ )1‬قال البيهقي‪ :‬المسح رخصة لمن تغطت رجاله بالخفين فال يعداهنا موضعها قال‪:‬‬
‫واألصل وجوب غسل الرجلين إال ما خصته سنة ثابتة أو إجماع ال يختلف فيه وليس‬
‫على المسح على النعلين وال على الجوربين واحد منهما واهلل أعلم‪ .‬السنن الكربى‬
‫للبيهقي (‪.)461 /1‬‬
‫ان‪َ ،‬ع ْن ُه َز ْي ِل ْب ِن‬ ‫الر ْح َم ِن ْب ُن َث ْر َو َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬روى أبو داود َع ْن َأبِي َق ْي ٍ‬
‫س ْاألَ ْود ِّي ُه َو َع ْبدُ َّ‬
‫ول اهللِ ﷺ َت َو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن‪،‬‬ ‫ُش َر ْحبِي َل‪َ ،‬ع ِن ا ْل ُم ِغ َير ِة ْب ِن ُش ْع َبةَ‪َ « ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫يث ِألَ َّن‬ ‫ث بِه َذا ا ْلح ِد ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الر ْح َم ِن ْب ُن َم ْهد ٍّي‪َ :‬ال ُي َحدِّ ُ َ‬ ‫َان َع ْبدُ َّ‬‫َوالنَّ ْع َل ْي ِن»‪َ ،‬ق َال َأ ُبو َد ُاو َد‪ :‬ك َ‬
‫وف َع ِن ا ْل ُم ِغ َير ِة‪َ ،‬أ َّن النَّبِ َّي ﷺ َم َس َح َع َلى ا ْل ُخ َّف ْي ِن‪ .‬سنن أبي داود (‪.)41 /1‬‬ ‫ا ْل َم ْع ُر َ‬
‫(‪ )6‬قال النسائي ال أعلم أحدا تابع أبا قيس والصحيح عن المغيرة المسح على الخفين‪.‬‬
‫الدراية يف تخريج أحاديث الهداية (‪)49 /1‬‬
‫(‪ )4‬ذكرنا من قبل من ضعف الحديث‪ ،‬وسيأيت بالتفصيل إن شاء اهلل تعالى‪.‬‬
‫(‪)5‬وحديث المغيرة هذا ذكر البزار أنه رواه عنه ستون رجال‪ .‬فتح الباري البن حجر (‪/1‬‬
‫‪.)607‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪94‬‬

‫ذلك يف واقعة حال واحدة يف غزوة تبوك فال يتصور أن تكون رواية المسح على‬
‫الجوربين واقعة أخرى غير رواية المسح على الخفين والمسح على الخفين‬
‫متواتر(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬هذا المروي الشاذ حكاية فعل‪ ،‬وهب أنه صحيح فغايته أنه فعل‪،‬‬
‫والفعل منزل منزلة النكرة يف سياق اإلثبات ال عموم له؛ الحتمال الخصوصية يف‬
‫حق النبي ﷺ‪ ،‬أو الخصوصية يف الجوربين‪.‬‬
‫فليس َثم دليل للمسح على الجوربين إال القياس يف الخفين‪ ،‬كما فعل‬
‫الصحابة ومسحوا عليها قياسا على الخفين صرح بذلك منهم أنس بن مالك‬
‫وابن عمر (‪.)9‬‬
‫وهذه أيضا طريقة األئمة المتبوعين‪ ،‬فاألئمة األربعة يجيزون المسح على‬
‫الجوربين قياسا بالمسح على الخفين‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك فإهنم اشرتطوا يف‬
‫الجوربين عين ما اشرتطوا يف الخفين‪ ،‬وعلى ذلك ال يجوز المسح إال على‬
‫جورب يمكن متابعة المشي فيه (‪ ،)6‬ويكون ساترا لمحل الفر‪ ،‬لغسل الرجل‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن حجر‪ :‬وقد صرح جمع من الحفاظ بأن المسح على الخفين متواتر وجمع‬
‫بعضهم رواته فجاوزوا الثمانين ومنهم العشرة ويف بن أبي شيبة وغيره عن الحسن‬
‫البصري حدثني سبعون من الصحابة بالمسح على الخفين‪ .‬فتح الباري البن حجر‬
‫(‪)603 /1‬‬
‫(‪ُ )9‬يراجع‪ :‬مصنف عبد الرزاق ـ (‪ 122/1‬ـ ‪ ،)901‬مصنف ابن أبي شيبة (‪)144،901/1‬‬
‫ـ األوسط البن المنذر (‪.)436/1‬‬
‫(‪ )6‬قال النووي‪ :‬ومعنى ذلك أن يمكن المشى عليه يف مواضع النزول وعند الحط‬
‫والرتحال ويف الحوائج التي يرتدد فيها يف المنزل ويف المقيم نحو ذلك كما جرت عادة‬
‫=‬
‫‪92‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫والجوارب التي تلبس اآلن ينقصها وصف إمكان متابعة المشي فيها بالقطع‬
‫واليقين(‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫=‬
‫البسي الخفاف‪ .‬المجموع شرح المهذب (‪.)423 /1‬‬
‫قال الشيرازي‪ :‬وإن لبس خفا ال يمكن متابعة المشي عليه لرقته أو لثقله لم يجز المسح عليه‬
‫ألن الذي تدعو الحاجة إليه ما يمكن متابعة المشي عليه وما سواه ال تدعو الحاجة إليه‬
‫فلم تتعلق به الرخصة‪ .‬المجموع شرح المهذب (‪.)500 /1‬‬
‫(‪ )1‬األصول المصفى المحلى يف أبواب القياس‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬أسامة عبد العظيم (ص ‪ 49‬ـ ص‬
‫‪.)45‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪60‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫أدلة اجمليزين من املعاصرين على جواز املسح‬
‫على اجلوارب املعروفة يف زماننا‬

‫‪ ‬الدليل األول‪ :‬حديث ثوبان ﭬ‪.‬‬


‫ول اهللِ ﷺ َس ِر َّي ًة َف َأ َصا َب ُه ُم ا ْل َب ْر ُد‪َ ،‬ف َل َّما َق ِد ُموا‬
‫ان ﭬ َق َال‪َ " :‬ب َع َث َر ُس ُ‬ ‫َع ْن َث ْو َب َ‬
‫ب‬‫َع َلى النَّبِي ﷺ َش َك ْوا إِ َل ْي ِه َما َأ َصا َب ُه ْم مِ َن ا ْل َب ْر ِد َف َأ َم َر ُه ْم َأ ْن َي ْم َس ُحوا َع َلى ا ْل َع َصائِ ِ‬
‫ِّ‬
‫اخين " ‪.‬‬
‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬ ‫والتَّس ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ ‬الدليل الثاين‪ :‬حديث المغيرة بن شعبة‪.‬‬
‫ول اهللِ ﷺ َت َو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن‬
‫َع ِن ا ْل ُم ِغ َير ِة ْب ِن ُش ْع َب َة ﭬ‪َ " ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫َوالنَّ ْع َل ْي ِن "(‪.)9‬‬
‫‪ ‬الدليل الثالث‪ :‬حديث أبي موسى األشعري ﭬ‬
‫ول اهللِ ﷺ «ت ََو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى‬
‫وسى ْاألَ ْش َع ِر ِّي ﭬ َأ َّن َر ُس َ‬‫َع ْن َأبِي ُم َ‬
‫ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن َوالنَّ ْع َل ْي ِن»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬مسند أحمد (‪ ،)99646‬وأخرجه أبو داود (‪.)143‬‬


‫(‪ )9‬مسند أحمد ط الرسالة (‪ )14903 ( )144 /60‬وأبو داود (‪ ، )152‬والرتمذي (‪، )22‬‬
‫وابن ماجه (‪.)552‬‬
‫(‪ )6‬سنن ابن ماجه (‪.)143 /1‬‬
‫‪61‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ ‬الدليل الرابع‪:‬‬
‫ما روي عن تسعة من الصحابة أهنم فعلوا ذلك‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬ومسح علي‬
‫بن مالك‪،‬‬
‫وأنس ُ‬
‫بن عازب‪ُ ،‬‬ ‫بن أبي طالب‪ ،‬وأبو مسعود‪ ،‬والربا ُء ُ‬‫علي ُ‬
‫ور َبين ُّ‬
‫الج َ‬
‫َ‬
‫ور ِو َي ذلك عن عمر بن‬
‫وعمرو ب ُن ُح َريث‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وسهل بن سعد‪،‬‬ ‫وأبو أمامة‪،‬‬
‫الخ َّطاب وابن ع َّباس (‪.)1‬‬
‫‪ ‬الدليل الخامس‪:‬‬
‫ما حكي عن عمر ﭬ بجواز المسح على الجورب وإن كان رقيقا‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على جواز المسح على الجوارب المعروفة اآلن يف زماننا‪ ،‬وبقول سفيان‬
‫الثوري‪« :‬امسح عليها ما تعلقت به رجلك‪ ،‬وهل كانت خفاف المهاجرين‬
‫واألنصار إال مخرقة مشققة مرقعة»(‪.)9‬‬
‫‪ ‬الدليل السادس‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬ال يخفى أنه إذا لم يوجد يف مسألة ما أثر مرفوع وال موقوف ووجد‬
‫للتابعين قول أو فتوى يف شأهنا كان ذلك مما يعترب أو يؤثر‪.‬‬
‫أخرج اإلمام ابن حزم يف كتاب المحلى‪ :‬عن قتادة عن سعيد بن المسيب‬
‫قال‪ :‬الجوربان بمنزلة الخفين يف المسح‪ .‬وعن ابن جريج قلت لعطاء‪ :‬أيمسح‬
‫على الجوربين؟ قال‪ :‬نعم امسحوا عليهما مثل الخفين وعن إبراهيم النخعي أنه‬
‫كان ال يرى بالمسح على الجوربين بأسا‪ .‬وعن الفضل بن دكبن قال‪ :‬سمعت‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬


‫(‪ )9‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)756()124 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪69‬‬

‫األعمش ‪ -‬وسئل عن الجوربين‪ :‬أيمسح عليهما من بات فيهما؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬


‫وعن قتادة عن الحسن وخالس ابن عمرو أهنما كانا يريان الجوربين يف المسح‬
‫بمنزلة الخفين ثم عد من التابعين سعيد بن جبير ونافعا(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الدليل السابع‪:‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪" :‬يجوز المسح على الجوربين إذا كان يمشي‬
‫فيهما سواء كانت مجلدة أو لم تكن‪ .‬يف أصح قولي العلماء‪ .‬ففي السنن‪ :‬أن‬
‫النبي {مسح على جوربيه ونعليه} ‪ .‬وهذا الحديث إذا لم يثبت فالقياس يقتضي‬
‫ذلك فإن الفرق بين الجوربين والنعلين إنما هو كون هذا من صوف وهذا من‬
‫جلود ومعلوم أن مثل هذا الفرق غير مؤثر يف الشريعة فال فرق بين أن يكون‬
‫جلودا أو قطنا أو كتانا أو صوفا كما لم يفرق بين سواد اللباس يف اإلحرام‬
‫وبياضه ‪ ،‬وغايته أن الجلد أبقى من الصوف‪ :‬فهذا ال تأثير له كما ال تأثير لكون‬
‫الجلد قويا بل يجوز المسح على ما يبقى وما ال يبقى‪ .‬وأيضا فمن المعلوم أن‬
‫الحاجة إلى المسح على هذا كالحاجة إلى المسح على هذا سواء ومع التساوي‬
‫يف الحكمة والحاجة يكون التفريق بينهما تفريقا بين المتماثلين وهذا خالف‬
‫العدل واالعتبار الصحيح الذي جاء به الكتاب والسنة وما أنزل اهلل به كتبه‬
‫وأرسل به رسله ومن فرق بكون هذا ينفذ الماء منه وهذا ال ينفذ منه‪ :‬فقد ذكر‬
‫فرقا طرديا عديم التأثير"(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬تحقيق المسح على الجوربين والنعلين (ص‪.)33 ،35 :‬‬


‫(‪ )9‬مجموع الفتاوى (‪.)914 /91‬‬
‫‪66‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ ‬األدلـــة والجواب عنها واهلل المستعان‪:‬‬


‫‪ ‬الدليل األول‪ :‬حديث ثوبان‪.‬‬
‫ول اهللِ ﷺ َس ِر َّي ًة َف َأ َصا َب ُه ُم ا ْل َب ْر ُد‪َ ،‬ف َل َّما َق ِد ُموا َع َلى‬
‫ان َق َال‪َ " :‬ب َع َث َر ُس ُ‬ ‫َع ْن َث ْو َب َ‬
‫النَّبِي ﷺ َش َك ْوا إِ َل ْي ِه َما َأ َصا َب ُه ْم مِ َن ا ْل َب ْر ِد َف َأ َم َر ُه ْم َأ ْن َي ْم َس ُحوا َع َلى ا ْل َع َصائِ ِ‬
‫ب‬ ‫ِّ‬
‫ين "(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫َوالت ََّساخ ِ‬

‫قال القاسمي‪ :‬قال ابن األثير يف (النهاية)‪( :‬العصائب) هي العمائم ألن‬


‫الرأس يعصب هبا و (التساخين) كل ما يسخن به القدم من خف وجورب‬
‫ونحوهما وال واحد لها من لفظها‪.‬‬
‫أقول (القاسمي)‪ :‬رجال هذا الحديث ثقات مرضيون ما يعلم من مراجعة‬
‫أسمائهم من كتب الرجال(‪.)9‬‬
‫نوقش هذا الدليل من وجهين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬بأن الحديث ضعيف‪ ،‬فقد ضعفه ابن حجر‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬أخرجه أبو داود من طريق راشد بن سعد عن ثوبان وهو‬
‫منقطع‪ ،‬ورواه الحاكم والطرباين من وجه آخر عن ثوبان بلفظ‪ :‬رأيت رسول اهلل‬
‫ﷺ توضأ فمسح على الخفين والخمار يعني العمامة(‪.)6‬‬
‫لو قيل‪ :‬إن راشد بن سعد سمع من ثوبان (‪ ،)4‬ولكن هناك علة أخرى وهي‬

‫(‪ )1‬مسند أحمد (‪ ،)99646‬وأخرجه أبو داود (‪.)143‬‬


‫(‪ )9‬تحقيق المسح على الجوربين والنعلين (ص‪.)93 :‬‬
‫(‪ )6‬التلخيص الحبير ط العلمية (‪.)941 /1‬‬
‫(‪ )4‬قال الشيخ األلباين‪ :‬ذكر البخاري أن راشد بن سعد شهد صفين مع معاوية ومن‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪64‬‬

‫أن الحديث مداره على راشد بن سعد (‪،)1‬‬

‫=‬
‫المعلوم أن وقعة صفين كانت سنة ‪63‬هـ‪ .‬ووفاة ثوبان سنة ‪54‬هـ فقد عاصره (‪)14‬‬
‫سنة‪ .‬وإذا تذكرنا أن العلماء وثقوه ‪ -‬دون خالف يذكر وأنه لم يرم بالتدليس ينتج من‬
‫ذلك أن اإلسناد متصل وأن إعالله باالنقطاع مردود ألنه قائم على مذهب من يشرتط يف‬
‫االتصال ثبوت السماع‪ .‬وهو مرجوح كما أشار إليه المؤلف ‪ $‬تعالى‪ .‬ومما يقوي ما‬
‫ذكرنا أن البخاري أثبت سماع راشد من ثوبان كما تقدم يف كالم أحمد شاكر ‪$‬‬
‫تعالى وذلك دليل قاطع على لقيه إياه ألن البخاري ‪ $‬تعالى من القائلين باشرتاط‬
‫ثبوت السماع يف االتصال وأنه ال يكفي فيه المعاصرة فتأمل‪ .‬تحقيق المسح على‬
‫الجوربين والنعلين (ص‪.)92 :‬‬
‫(‪ )1‬بيان أن مدار حديث التساخين على راشد بن سعد‪ ،‬ولم يصرح بالسماع‪.‬‬
‫ان َق َال‪َ " :‬ب َع َث‬ ‫اش ِد ْب ِن َس ْع ٍد‪َ ،‬ع ْن َث ْو َب َ‬
‫يد‪َ ،‬عن َثو ٍر‪َ ،‬عن ر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫قال اإلمام أحمد حدَّ َثنَا يحيى بن س ِع ٍ‬
‫َ َْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ول اهللِ ﷺ َس ِر َّي ًة َف َأ َصا َب ُه ُم ا ْل َب ْر ُد‪َ ،‬ف َل َّما َقد ُموا َع َلى النَّبِ ِّي ﷺ َش َك ْوا إِ َل ْيه َما َأ َصا َب ُه ْم م َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ب والتَّس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين " مسند أحمد ط الرسالة (‪/67‬‬ ‫اخ ِ‬ ‫ا ْل َب ْرد َف َأ َم َر ُه ْم َأ ْن َي ْم َس ُحوا َع َلى ا ْل َع َصائ ِ َ َ‬
‫‪.)99646 ()33‬‬
‫اش ِد‬ ‫يد‪َ ،‬عن َثو ٍر‪َ ،‬عن ر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫قال أبو داود‪ :‬حدَّ َثنَا َأحمدُ بن محم ِد ب ِن حنْبلٍ‪ ،‬حدَّ َثنَا يحيى بن س ِع ٍ‬
‫َ َْ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ ْ ُ ُ َ َّ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ان‪ ،‬هبذا اللفظ‪ .‬سنن أبي داود (‪)143 ()63 /1‬‬ ‫ْب ِن َس ْع ٍد‪َ ،‬ع ْن َث ْو َب َ‬
‫اش ِد ْب ِن َس ْع ٍد‪َ ،‬ع ْن‬ ‫يد‪ ،‬نا َثور بن ي ِزيدَ ‪َ ،‬عن ر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ ْ ُ َ‬
‫ار‪ ،‬نا يحيى بن س ِع ٍ‬
‫قال الروياين نا ُم َح َّمدُ ْب ُن َب َّش ٍ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ان‪ ،‬هبذا اللفظ‪ .‬مسند الروياين (‪.)349 ()490 /1‬‬ ‫َث ْو َب َ‬
‫قال الطبراين‪َ :‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ اهللِ ْب ُن َأ ْح َمدَ ْب ِن َحنْ َبلٍ‪َ ،‬حدَّ َثنِي َأبِي‪ ،‬ح‪َ ،‬و َحدَّ َثنِي ُم َعا ُذ ْب ُن ا ْل ُم َثنَّى‪،‬‬
‫ان‪،‬‬‫اش ِد ْب ِن َس ْع ٍد‪َ ،‬ع ْن َث ْو َب َ‬ ‫يد‪َ ،‬عن َثو ِر ب ِن ي ِزيدَ ‪َ ،‬عن ر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ‬
‫ثنا مسدَّ د‪َ [ ،‬ق َاال] ‪ :‬ثنا يحيى بن س ِع ٍ‬
‫َ َْ ْ ُ َ‬ ‫ُ َ ٌ‬
‫هبذا اللفظ‪ .‬مسند الشاميين للطرباين (‪.)477()974 /1‬‬
‫قال الحاكم أخربنا أحمد بن جعفر القطيعي‪ ،‬ثنا عبد اهلل بن أحمد بن حنبل‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬ثنا‬
‫يحيى بن سعيد‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن راشد بن سعد‪ ،‬عن ثوبان ﭬ‪ ،‬هبذا اللفظ‪ ..‬المستدرك‬
‫على الصحيحين للحاكم (‪)309 ()975 /1‬‬
‫قال البيهقي‪ -:‬أخربنا أبو علي الروذ باري‪ ،‬أنا محمد بن بكر‪ ،‬ثنا أبو داود‪ ،‬ثنا أحمد بن‬
‫حنبل‪ ،‬ثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن راشد بن سعد‪ ،‬عن ثوبان‪ ،‬هبذا اللفظ‪ ..‬السنن‬
‫=‬
‫‪65‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫وهو كثير اإلرسال(‪ ،)1‬ولم يصرح بالسماع‪.‬‬

‫=‬
‫الكربى للبيهقي (‪.)920 ()109 /1‬‬
‫روي أبو داود‪ ،‬والطرباين‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي كلهم الحديث بسندهم إلى اإلمام أحمد‪،‬‬
‫وروى الروياين الحديث من طريق محمد بن بشار‪.‬‬
‫(‪ )1‬بيان أن راشد بن سعد كثير اإلرسال‪:‬‬
‫قال أبو زرعة راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬ويف روايته عن أبي الدرداء نظر هتذيب التهذيب (‪.)993 /6‬‬
‫روى ابن السكن من طريق بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو حدثني راشد بن سعد قال‬
‫لما فتحت إصطخر نادى مناد أال إن الدجال قد خرج فرجع الناس فلقيهم الصعب بن‬
‫جثامة فقال لقد سمعت رسول اهلل ﷺ يقول‪" :‬ال يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن‬
‫ذكره وحتى يرتك األئمة ذكره على المنابر"‪ .‬قال ابن السكن هذا حديث صالح اإلسناد‬
‫قلت (ابن حجر)‪ :‬إنما أشار بقوله صالح اإلسناد إلى ثقة رجاله لكن راشدا لم يدرك‬
‫زمن الصعب ‪ .‬ينظر‪ :‬هتذيب التهذيب (‪.)499 /4‬‬
‫اش‪َ ،‬و َأ ُبو ا ْل ُم ِغ َيرةَ‪َ ،‬ق َاال‪َ :‬حدَّ َثنَا‬
‫اب ْب ُن ن َْجدَ ةَ‪َ ،‬حدَّ َثنَا ا ْب ُن َع َّي ٍ‬ ‫قال أبو داود‪َ :‬حدَّ َثنَا َع ْبدُ ا ْل َو َّه ِ‬
‫ول اهلل ِ ﷺ‪ " :‬إِ َذا َد َعا َأ َحدُ ك ُْم َأ َخا ُه‬ ‫اش ِد ْب ِن َس ْع ٍد‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫ان بن َعم ٍرو‪ ،‬عن ر ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َص ْف َو ُ ْ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫ب " المراسيل ألبي‬ ‫اهلل بِ َما ُتح ُّ‬
‫َف َق َال‪َ :‬ل ُه‪َ :‬ل َّب ْي َك‪َ ،‬ف َال َي ُقو ُل َّن َب ْي َن َيدَ ْي َك‪َ ،‬و ْل َي ُق ْل‪َ :‬أ َجا َب َك ُ‬
‫داود (ص‪)669 :‬‬
‫أخربنا عبد اهلل بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أحمد يعني ابن حنبل راشد بن‬
‫سعد لم يسمع من ثوبان‬
‫قال أبو زرعة راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسل‪ .‬ينظر‪ :‬المراسيل البن أبي حاتم‬
‫(ص‪.)52 :‬‬
‫فهذه الروايات تبين صدق ما قاله الحافظ ابن حجر أن راشد بن سعد‪ ،‬كثير اإلرسال‪،‬‬
‫وحديث التساخين مداره عليه ولم يصرح بالتحديث‪ ،‬فلو قلنا أن اإلمام أحمد قال‪:‬‬
‫راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان‪ ،‬فال إشكال يف ضعف الحديث‪ ،‬وإن قلنا أنه سمع من‬
‫ثوبان كما قال البخاري فهناك انقطاع أيضا يف الحديث فهو كثير اإلرسال ولم يصرح‬
‫بالتحديث‪.‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪63‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬راشد بن سعد المقرئي الحمصي ثقة كثير اإلرسال(‪.)1‬‬
‫ويف سماع ثور من راشد مقال‪ ،‬لو ثبت لكانت علة أخرى‪ ،‬والظاهر واهلل‬
‫أعلم أن هذه العلة الثانية ال تثبت(‪.)9‬‬
‫وعلى كل حال فالحديث يف سنده انقطاع كما قال الحافظ ابن حجر‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن التساخين هي الخفاف‪ ،‬هذا هو المعنى المعروف عند أهل‬
‫اللسان يف العصور األولى يف اإلسالم فالخليل بن أحمد‪ ،‬وأبو عبيد‪ ،‬وإبراهيم‬
‫الحربي يف القرن الثالث الهجري‪ ،‬وأن ما نقلوه عن ابن األثير يف النهاية ال يصح‪،‬‬
‫ولو ثبت أن من معاين التساخين كل ما يسخن القدم‪ ،‬فاالستدالل هبذا الحديث‬
‫على جواز المسح على الجوربين مطلقا ثخينين كانا أو رقيقين غير صحيح‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ قال الخليل بن أحمد (ت‪170 :‬هـ)‪.‬‬
‫خان و َت ْس َخ ٌن(‪.)6‬‬
‫التَّساخي ُن‪ :‬الخفاف‪ ،‬الواحد َت ْس ٌ‬

‫‪ 9‬ـ قال أبو ُعبيد القاسم بن سالّم الهروي (المتوىف‪994 :‬هـ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬تقريب التهذيب (ص‪.)904 :‬‬


‫أح َمد بن َحنْ َبل لم يسمع ثور من َراشد َش ْيئا‪ .‬تحفة التحصيل‬ ‫(‪ )9‬قال الحافظ العراقي‪َ :‬ق َال ْ‬
‫يف ذكر رواة المراسيل (ص‪)43 :‬‬
‫قال مقيده ـ عفا اهلل عنه ـ‪ :‬فلو ثبت عدم سماع ثور من راشد لكانت علة أخرى بالحديث‪،‬‬
‫اشدُ ْب ُن‬ ‫يد‪َ ،‬عن َثو ٍر َق َال‪ :‬حدَّ َثنِي ر ِ‬ ‫ولكن قال اإلمام أحمد يف مسنده‪ :‬حدَّ َثنَا يحيى بن س ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل ﷺ َق َال‪َ " :‬أ ْع َظ ُم‬ ‫ط‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬‫سع ٍد‪َ ،‬عن َعب ِد اهللِ ب ِن ُلحي‪َ )9( ،‬عن َعب ِد اهلل ب ِن ُقر ٍ‬
‫ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ ٍّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫ْاألَ َّيا ِم عنْدَ اهلل َي ْو ُم الن َّْحرِ" مسند أحمد ط الرسالة (‪.)12075 ()497 /61‬‬ ‫ِ‬
‫ففي الرواية إثبات سماع ثور من راشد‪.‬‬
‫(‪ )6‬العين (‪.)669 /4‬‬
‫‪67‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫التساخين ِ‬
‫الحفاف(‪.)1‬‬
‫‪ 6‬ـ قال إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق (ت‪945:‬هـ)‪.‬‬
‫اف‪ُ ،‬ل َغ ٌة َي َمانِ َي ٌة(‪.)9‬‬ ‫ان‪ ،‬و ِهي ا ْل ِ‬
‫خ َف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين» ا ْلو ِ‬
‫احدُ َت ْس َخ ٌ‬ ‫َ‬
‫«التَّس ِ‬
‫اخ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬ـ قال محمد بن أحمد بن األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور (المتوىف‪:‬‬
‫‪670‬هـ)‪.‬‬
‫اخين‪ :‬ا ْل ِ‬
‫خ َف ُ‬
‫اف(‪.)6‬‬ ‫ِ‬
‫الت ََّس ُ‬
‫‪ 5‬ـ قال أبو سليمان الخطابي (المتوىف‪ 644 :‬هـ)‪.‬‬
‫اف التَّس ِ‬
‫اخين‪َ ،.‬ق َال َأ ُبو ال َع َّباس َث ْع َلب وال‬ ‫الخ َف ُ‬
‫ب من ُي َس َّمى ُ‬ ‫ومن ال َع َر ِ‬
‫َ‬
‫واحدٌ َل َها من َل ْفظِها‪.‬‬
‫ِ‬

‫واحدُ ها تِ ْس َخان‪.‬‬
‫َق َال المربِّد‪ِ :‬‬

‫وج ْو َرب ون َْح َو‬


‫ف َ‬‫خن بِ ِه ال َقدَ ُم من ُخ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫َو َق َال بعضهم‪ :‬الت ََّّساخين ك ُُّل ما ُي َّس ُ‬
‫َذلِك(‪.)4‬‬
‫‪ 3‬ـ قال أبو هالل العسكري (المتوىف‪ :‬نحو ‪625‬هـ)‬
‫ِ‬
‫َّساخين‬‫نمسح على الت‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫الحديث‪ :‬أمرنَا ْ‬ ‫الخفاف‪ .‬ويف‬
‫ُ‬ ‫التَّساخي ُن‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫تسخان‪ .‬وقدْ سمعنا ُه وما ندْ ري ما‬ ‫العمائم‪ ،‬واحدها‬ ‫ِ‬
‫والمشاوذ‪ ،‬والمشاو ُذ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬غريب الحديث للقاسم بن سالم (‪.)147 /1‬‬


‫(‪ )9‬غريب الحديث إلبراهيم الحربي (‪.)1064 /6‬‬
‫(‪ )6‬هتذيب اللغة (‪.)49 /7‬‬
‫(‪)4‬غريب الحديث للخطابي (‪.)31 /9‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪64‬‬

‫صحت ُه(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫‪ 7‬ـ قال أبو الحسن ابن سيده المرسي (المتوىف‪454 :‬هـ)‪.‬‬
‫رجل‪ ،‬التَّساخين ‪ -‬المر ِ‬
‫اجل َال‬ ‫القدْ ر من النُّحاس وقيل ُّ ِ ِ‬ ‫المرجل ‪ِ -‬‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫كل قدْ ر م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫تس ٌ‬
‫خان(‪.)9‬‬ ‫واحدَ َل َها إِ َّال أنَّهم قد َقا ُلوا ْ‬
‫‪ 4‬ـ قال الزمخشري جار اهلل (المتوىف‪564 :‬هـ)‪.‬‬
‫التَّساخين‪ :‬ا ْلخفاف‪َ .‬ق َال ا ْلمربد‪ :‬ا ْلو ِ‬
‫احد تسخان وتسخن َق َال َث ْع َلب َال‬ ‫َ‬
‫و ِ‬
‫احد َل َها(‪.)6‬‬ ‫َ‬
‫‪ 2‬ـ قال ابن األثير (المتوىف‪303 :‬هـ)‪.‬‬
‫«التساخين» هي الخفاف‪ ،‬وال واحد لها من لفظها‪ .‬وقيل واحدها تسخان‬
‫وتسخين وتسخن‪ ،‬والتاء فيها زائدة‪ .‬وذكرناها هاهنا حمال على ظاهر لفظها‪..‬‬
‫قال حمزة األصفهاين‪ :‬أما التسخان فتعريب تشكن‪ ،‬وهو اسم غطاء من أغطية‬
‫الرأس كان العلماء والموابذة يأخذونه على رؤوسهم خاصة(‪.)4‬‬
‫‪ 10‬ـ قال ابن منظور (المتوىف‪711 :‬هـ)‪.‬‬
‫فاف‪َ ،‬ال و ِ‬
‫احدَ َل َها(‪.)5‬‬ ‫َّساخين‪ِ :‬‬
‫الخ ُ‬ ‫الت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬التلخيص يف معرفة أسماء األشياء (ص‪.)133 :‬‬


‫(‪ )9‬المخصص (‪.)435 /1‬‬
‫(‪)6‬الفائق يف غريب الحديث (‪.)933 /9‬‬
‫(‪ )4‬النهاية يف غريب الحديث واألثر (‪.)142 /1‬‬
‫(‪ )5‬لسان العرب (‪.)907 /16‬‬
‫‪62‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال الحافظ المباركفوري(‪" :)1‬فلما ثبت أن التساخين عند أهل اللغة‬


‫والغريب هي الخفاف فاالستدالل هبذا الحديث على جواز المسح على‬
‫الجوربين مطلقا ثخينين كانا أو رقيقين غير صحيح‪.‬‬
‫ولو سلم أن التساخين عند بعض أهل اللغة هي كل ما يسخن به القدم من‬
‫خف وجورب ونحوهما فعند بعضهم التسخان تعريب تشكن وهو اسم غطاء‬
‫من أغطية الرأس كما عرفت‬
‫فحصل للتساخين ثالثة تفاسير‪:‬‬
‫األول‪ :‬إهنا هي الخفاف‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬إهنا هي كل ما يسخن به القدم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬إهنا هي تعريب تشكن وهو اسم غطاء من أغطية الرأس‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال الحافظ المباركفوري‪ :‬قلت هذا الحديث ال يصلح لالستدالل فإنه منقطع فإن‬
‫راشد بن سعد لم يسمع من ثوبان قال الحافظ بن أبي حاتم يف كتاب المراسيل ص ‪99‬‬
‫إلى‪ ،‬قال‪" :‬قال أحمد يعني بن حنبل راشد بن‬
‫أنبأ عبد اهلل بن أحمد بن حنبل فيما كتب ّ‬
‫سعد لم يسمع من ثوبان انتهى‬
‫وقال الحافظ بن حجر يف هتذيب التهذيب قال أبو حاتم والحربي لم يسمع من ثوبان وقال‬
‫الخالل عن أحمد ال ينبغي أن يكون سمع منه انتهى ينظر‪ :‬تحفة األحوذي (‪)947 /1‬‬
‫قال مقيده عفا اهلل عنه‪ :‬وما ُذكر أن راشد بن سعد كثير اإلرسال‪ ،‬ولم يصرح بالتحديث‪،‬‬
‫ومدار الحديث عليه‪ ،‬يف ذلك كفاية‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫أما قول الذهبي عن حديث ثوبان‪ :‬إسناده قوي‪ ،‬سير أعالم النبالء ط الرسالة (‪،)421 /4‬‬
‫مر بنا من تعليق ابن حجر على‬
‫فال يمنع صحة اإلسناد أن يكون هناك علة خفية‪ ،‬كما ّ‬
‫قول ابن السكن‪.‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪40‬‬

‫فمن ادعى أن المراد هبا يف حديث ثوبان المذكور كل ما يسخن به القدم‬


‫دون غيره فعليه بيان الدليل الصحيح ودونه خرط القتاد(‪.)1‬‬
‫‪ ‬الدليل الثاين‪ :‬حديث المغيرة بن شعبة‪.‬‬
‫ول اهللِ ﷺ َت َو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن‬
‫َع ِن ا ْل ُم ِغ َير ِة ْب ِن ُش ْع َبةَ‪َ " ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫َوالنَّ ْع َل ْي ِن "(‪.)9‬‬
‫نوقش هذا الدليل من وجهين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬بأن الحديث ضعيف‪ ،‬فقد ضعفه األئمة حفاظ الحديث‪،‬‬
‫لشذوذ هذه الرواية‪ ،‬وأن كل الرواة رووا عن المغيرة مسح النبي ﷺ على‬
‫الخفين‪ ،‬وأهنا حادثة واحدة‪ ،‬يف غزوة تبوك‪ ،‬ومن هؤالء العلماء‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلمام أحمد (‪.)6‬‬

‫وخ َر ْط ُت العو َد‪َ :‬ق َش ْر ُت ُه‪َ ،‬قتاد [جمع]‪ :‬شجر صلب له‬
‫(‪ )1‬تحفة األحوذي (‪َ .)947 /1‬‬
‫ال بمش ّقة عظيمة‪.‬‬ ‫شوك كاإلبر‪ ،‬دونه َخ ْرط ال َقتَاد [مثل]‪ُ :‬يضرب ّ‬
‫للشيء ال ُينال إ ّ‬
‫ينظر‪ :‬لسان العرب (‪ )944 /7‬معجم اللغة العربية المعاصرة (‪.)1776 /6‬‬
‫(‪ )9‬مسند أحمد ط الرسالة (‪ )14903 ()144 /60‬وأبو داود (‪ ، )152‬والرتمذي (‪، )22‬‬
‫وابن ماجه (‪.)552‬‬
‫(‪ )6‬قال اإلمام أحمد‪ :‬ليس يروى هذا إال من حديث أبي قيس قال أبي أتى عبد الرحمن بن‬
‫مهدي أن يحدث به يقول هو منكر يعني حديث المغيرة هذا ال يرويه إال من حديث أبي‬
‫قيس‪ .‬العلل ومعرفة الرجال ألحمد رواية ابنه عبد اهلل (‪.)633 /6‬‬
‫قال اإلمام أحمد‪ :‬هذا الحديث ضعيف‪ .‬الجامع لعلوم اإلمام أحمد ‪ -‬علل الحديث (‪/14‬‬
‫‪.)146‬‬
‫وقال الميموين‪ :‬سمعت أحمد بن حنبل‪ ،‬وسئل عن حديث أبي قيس األودي‪ ،‬مما روى عن‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن النبي ﷺ‪ ،‬أنه مسح على النعلين والجوربين‪ .‬فقال لى‪ :‬المعروف‬
‫=‬
‫‪41‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ 9‬ـ يحي بن معين (‪.)1‬‬


‫‪ 6‬ـ عبد الرحمن بن مهدي(‪.)9‬‬
‫‪ 4‬ـ سفيان الثوري (‪.)6‬‬
‫‪ 5‬ـ اإلمام مسلم بن الحجاج (‪.)4‬‬
‫‪ 3‬ـ اإلمام النسائي (‪.)5‬‬

‫=‬
‫عن النبي ﷺ أنه مسح على الخفين‪ ،‬ليس هذا إال من أبي قيس‪ ،‬إن له أشياء مناكير‪.‬‬
‫«سؤاالته» موسوعة أقوال اإلمام أحمد بن حنبل يف رجال الحديث وعلله (‪.)691 /9‬‬
‫(‪ )1‬قال‪ :‬يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال‪ :‬الناس كلهم يروونه على الخفين غير أبي‬
‫قيس السنن الكربى للبيهقي (‪.)493 /1‬‬
‫(‪ )9‬قال اإلمام أحمد‪ :‬قال أبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث به يقول هو منكر يعني‬
‫حديث المغيرة هذا ال يرويه إال من حديث أبي قيس‪ .‬العلل ومعرفة الرجال ألحمد‬
‫رواية ابنه عبد اهلل (‪.)633 /6‬‬
‫(‪ )6‬قال عبد الرحمن بن مهدي قلت لسفيان الثوري‪ :‬لو حدثتني بحديث أبي قيس عن‬
‫هزيل ما قبلته منك فقال سفيان‪ :‬الحديث ضعيف أو واه أو كلمة نحوه‪ .‬السنن الكربى‬
‫للبيهقي (‪.)493 /1‬‬
‫(‪ )4‬قال البيهقي‪ :‬ضعف مسلم بن الحجاج هذا الخرب وقال أبو قيس األودي وهزيل بن‬
‫شرحبيل‪ :‬ال يحتمالن هذا مع مخالفتهما األجلة الذين رووا هذا الخرب عن المغيرة‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬مسح على الخفين وقال‪ :‬ال نرتك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس وهزيل السنن‬
‫الكربى للبيهقي (‪ ،)495 /1‬وقال اإلمام مسلم ‪":‬الحمل يف هذا الحديث على أبي‬
‫قيس أشبه وبه أولى منه هبزيل ألن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارا غير‬
‫هذا الخرب سنذكرها يف مواضعها‪ .‬ينظر‪ :‬التمييز لمسلم (ص‪.)906 :‬‬
‫(‪ )5‬قال النسائي‪ :‬ما نعلم أحد ًا تابع أبا قيس على هذه الرواية تحفة األشراف بمعرفة‬
‫األطراف (‪.)424 /4‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪49‬‬

‫‪ 7‬ـ أبو داود (‪.)1‬‬


‫‪ 4‬ـ علي بن المديني (‪.)9‬‬
‫‪ 2‬ـ الدار قطني(‪.)6‬‬
‫‪ 10‬ـ البيهقي (‪.)4‬‬
‫‪ 11‬ـ النووي (‪.)5‬‬
‫‪ 19‬ـ الحافظ المزي (‪.)3‬‬

‫المعروف عن‬
‫َ‬ ‫ث هبذا الحديث‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫دي ال ُيحدِّ ُ‬
‫(‪ )1‬قال أبو داود‪ :‬كان عبدُ الرحمن بن َم ْه ّ‬
‫الخ َّفين‪ .‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬ ‫مسح على ُ‬
‫النبي ﷺ َ‬ ‫َّ‬
‫المغيرة أن َّ‬
‫ُ‬
‫(‪ )9‬قال علي بن المديني‪ :‬حديث المغيرة بن شعبة يف المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة‬
‫وأهل الكوفة وأهل البصرة ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إال أنه قال‪ :‬ومسح‬
‫على الجوربين وخالف الناس‪ .‬السنن الكربى للبيهقي (‪.)493 /1‬‬
‫(‪ )6‬قال الدار قطني‪ :‬لم يروه غير أبي قيس‪ ،‬وهو مما يعد عليه به ألن المحفوظ عن المغيرة‬
‫المسح على الخفين‪ .‬علل الدارقطني (‪.)119 /7‬‬
‫(‪ )4‬ضعف البيهقي حديث المسح على الجوربين والنعلين‪ ،‬ونقل تضعيف ذلك بسنده إلى‬
‫األئمة الحفاظ‪ ،‬ثم قال‪ :‬المسح رخصة لمن تغطت رجاله بالخفين فال يعداهنا موضعها‬
‫قال‪ :‬واألصل وجوب غسل الرجلين إال ما خصته سنة ثابتة أو إجماع يختلف فيه‬
‫وليس على المسح على النعلين وال على الجوربين واحد منهما السنن الكربى للبيهقي‬
‫(‪ 493 /1‬ـ ‪.)461‬‬
‫(‪ )5‬قال النووي‪ :‬حديث المغيرة مرفوع‪ " :‬مسح على الجوربين والنعلين " اتفق الحفاظ‬
‫على تضعيفه‪ ،‬وال يقبل قول الرتمذي إنه‪ " :‬حسن صحيح "‪ .‬خالصة األحكام (‪/1‬‬
‫‪.)192‬‬
‫النبي ﷺ مسح على الخفين تحفة‬ ‫ّ‬
‫(‪ )3‬قال الحافظ المزي‪ :‬والصحيح عن المغيرة‪ :‬أن ّ‬
‫األشراف (‪.)424 /4‬‬
‫‪46‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ 16‬ـ ابن حجر(‪.)1‬‬


‫وأشار إلى ضعفه اإلمام البخاري (‪ ،)9‬وابن القيم (‪.)6‬‬
‫ونسوق بحول اهلل وقوته روايات حديث المغيرة ليتبين أن رواية أبي قيس‬
‫ول اهللِ ﷺ َت َو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن‬
‫األودي عن هزيل عن المغيرة َأ َّن َر ُس َ‬
‫َوالنَّ ْع َل ْي ِن"‪ ،‬رواية شاذة ال تصح‪ ،‬وأن الناس كلهم يروونه عن المغيرة أن َر ُس َ‬
‫ول‬
‫اهللِ ﷺ َت َو َّض َأ َو َم َس َح َع َلى الخفين غير أبي قيس قال ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن‪ ،‬وأهنا حكاية‬
‫واحدة‪ ،‬وأن الحفاظ الذين ضعفوا الحديث مقدمون على الرتمذي‪ ،‬وأنه كما‬
‫قال النووي‪:‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن حجر‪ :‬وروي يف ذلك حديث مرفوع أخرجه أبو داود وغيره من حديث المغيرة‬
‫بن شعبة لكن ضعفه عبد الرحمن بن مهدي وغيره من األئمة فتح الباري البن حجر‬
‫(‪.)934 /1‬‬
‫الر ْج َل ْي ِن فِي النَّ ْع َل ْي ِن‪َ ،‬و َ‬
‫ال َي ْم َس ُح َع َلى النَّ ْع َل ْي ِن‪ .‬صحيح‬ ‫اب َغ ْس ِل ِّ‬‫(‪ )9‬قال البخاري‪َ :‬ب ُ‬
‫البخاري (‪ ،)44 /1‬قال ابن حجر‪ :‬وال يمسح على النعلين أي ال يكتفى بالمسح‬
‫عليهما كما يف الخفين وأشار بذلك إلى ما روي عن علي وغيره من الصحابة بأهنم‬
‫مسحوا على نعالهم يف الوضوء ثم صلوا وروي يف ذلك حديث مرفوع أخرجه أبو داود‬
‫وغيره من حديث المغيرة بن شعبة لكن ضعفه عبد الرحمن بن مهدي وغيره من‬
‫األئمة‪ .‬فتح الباري البن حجر (‪.)934 /1‬‬
‫ونقل البخاري تضعيف حديث أبي قيس عن يحي بن معين‪ ،‬وسكت عن ذلك مقرا‪ ،‬قال‬
‫اإلمام البخاري‪" :‬وكان يحيى ينكر على أبي قيس حديثين هذا وحديث هزيل عن‬
‫المغيرة‪ :‬مسح النبي ﷺ على الجوربين" ُينظر‪ :‬التاريخ الكبير للبخاري بحواشي‬
‫المطبوع (‪.)167 /6‬‬
‫(‪ )6‬قال ابن القيم‪ :‬والعمدة يف الجواز على هؤالء الصحابة ﭫ ال على حديث أبي قيس‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬عون المعبود وحاشية ابن القيم (‪.)147 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪44‬‬

‫والجواب عن حديث المغيرة من أوجه‪:‬‬


‫أحدها‪ :‬أنه ضعيف ضعفه الحفاظ وقد ضعفه البيهقي‪ ،‬ونقل تضعيفه عن‬
‫سفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني‬
‫ويحيى بن معين ومسلم بن الحجاج وهؤالء هم أعالم أئمة الحديث وإن كان‬
‫الرتمذي قال حديث حسن فهؤالء مقدمون عليه بل كل واحد من هؤالء لو انفرد‬
‫قدم على الترمذي باتفاق أهل المعرفة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬لو صح لحمل على الذي يمكن متابعة المشي عليه جمعا بين األدلة‪،‬‬
‫وليس يف اللفظ عموم يتعلق به‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حكاه البيهقي ‪ $‬عن األستاذ أبي الوليد النيسابوري أنه حمله‬
‫على أنه مسح على جوربين منعلين ال أنه جورب منفرد ونعل منفردة‪ ،‬فكأنه قال‬
‫مسح على جوربيه المنعلين‬
‫وروى البيهقي عن أنس بن مالك ﭬ ما يدل على ذلك(‪.)1‬‬
‫وجمع طرق الروايات تبين أن المحفوظ يف رواية المغيرة بن شعبة المسح‬
‫على الخفين كما قال األئمة الحفاظ(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬المجموع شرح المهذب (‪.)500 /1‬‬


‫(‪ 1 )9‬ـ موطأ مالك‪:‬مالك‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن عباد بن زياد‪ ،‬وهو من ولد المغيرة بن‬
‫شعبة عن أبيه‪ ،‬المغيرة بن شعبة‪ ،‬أن رسول اهلل ﷺ ذهب لحاجته يف غزوة تبوك ‪، ......‬‬
‫ومسح على الخفين‪ .‬موطأ مالك ت األعظمي (‪.)44 /9‬‬
‫مسند أحمد‬
‫‪ 9‬ـ قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬أخربنا أيوب‪ ،‬عن محمد‪ ،‬عن عمرو بن وهب‬
‫الثقفي قال‪ :‬كنا مع المغيرة بن شعبة‪ ،‬فسئل‪ :‬هل أم النبي ﷺ أحد من هذه األمة غير أبي‬
‫=‬
‫‪45‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫بكر ﭬ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬كنا مع النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فلما كان من السحر‪ ،‬ضرب عنق‬
‫راحلتي‪ ،‬فظننت أن له حاجة‪ ،‬فعدلت معه‪ ،‬فانطلقنا حتى برزنا عن الناس‪ ،‬فنزل عن‬
‫راحلته‪ ،‬ثم انطلق‪ ،‬فتغيب عني حتى ما أراه‪ ،‬فمكث طويال‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فقال‪ " :‬حاجتك‬
‫يا مغيرة؟ " قلت‪ :‬ما لي حاجة‪ ،‬فقال‪ " :‬هل معك ماء؟ " فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقمت إلى قربة‪،‬‬
‫أو إلى سطيحة‪ ،‬معلقة يف آخرة الرحل‪ ،‬فأتيته بماء‪ ،‬فصببت عليه‪ ،‬فغسل يديه‪ ،‬فأحسن‬
‫غسلهما‪ ،‬قال‪ :‬وأشك أقال‪ :‬دلكهما برتاب أم ال‪ ،‬ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن‬
‫يديه‪ ،‬وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فضاقت‪ ،‬فأخرج يديه من تحتها إخراجا‪ ،‬فغسل‬
‫وجهه ويديه‪ ،،‬قال‪ :‬فيجيء يف الحديث غسل الوجه مرتين؟‪ ،‬قال‪ :‬ال أدري أهكذا كان‬
‫أم ال؟‪ ،‬ثم مسح بناصيته‪ ،‬ومسح على العمامة‪ ،‬ومسح على الخفين‪ ،‬وركبنا فأدركنا‬
‫الناس وقد أقيمت الصالة‪ ،‬فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وقد صلى هبم ركعة وهم‬
‫يف الثانية‪ ،‬فذهبت أوذنه‪ ،‬فنهاين‪ ،‬فصلينا الركعة التي أدركنا‪ ،‬وقضينا الركعة التي سبقنا‬
‫مسند أحمد ط الرسالة (‪)13181 ( )52 /60‬‬
‫‪ -6‬حدثنا عبدة بن سليمان أبو محمد الكالبي‪ ،‬حدثنا مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬قال‪ :‬وضأت النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فغسل وجهه وذراعيه‪ ،‬ومسح برأسه (‪، )1‬‬
‫ومسح على خفيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل أال أنزع خفيك؟ قال‪ " :‬ال‪ ،‬إين أدخلتهما وهما‬
‫طاهرتان‪ ،‬ثم لم أمش حافيا بعد " ثم صلى صالة الصبح‪ .‬مسند أحمد ط الرسالة‬
‫(‪.)14141( )76 /60‬‬
‫‪ -4‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حدثنا بكير‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نعم‪ ،‬حدثني المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬أنه سافر مع رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فدخل النبي ﷺ واديا‪ ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم خرج‪،‬‬
‫فأتاه‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬فخلع خفيه‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬فلما فرغ‪ ،‬وجد ريحا بعد ذلك‪ ،‬فعاد فخرج‪،‬‬
‫فتوضأ‪ ،‬ومسح على خفيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا نبي اهلل‪ :‬نسيت‪ ،‬لم تخلع الخفين‪ ،‬قال‪ " :‬كال بل‬
‫أنت نسيت‪ ،‬هبذا أمرين ربي عز وجل " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14145 ( )77 /60‬‬
‫‪ -5‬حدثنا إبراهيم بن أبي العباس‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن‬
‫عروة‪ )9( ،‬قال‪ :‬قال المغيرة‪" :‬رأيت رسول اهلل ﷺ يمسح على ظهور الخفين " مسند‬
‫أحمد ط الرسالة (‪.)14153 ( )42 /60‬‬
‫‪ -3‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا سعيد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت بكر بن عبد اهلل‪ ،‬يحدث عن المغيرة‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪43‬‬

‫=‬
‫بن شعبة‪ ،‬أنه قال‪ " :‬خصلتان ال أسأل عنهما أحدا من الناس‪ ،‬رأيت رسول اهلل ﷺ‬
‫فعلهما‪ :‬صالة اإلمام خلف الرجل من رعيته‪ ،‬وقد رأيت رسول اهلل ﷺ صلى خلف‬
‫عبد الرحمن بن عوف ركعة من صالة الصبح‪ .‬ومسح الرجل على خفيه‪ ،‬وقد رأيت‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬يمسح على الخفين " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14157 ()21 /60‬‬
‫‪ -7‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخربنا سفيان‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬قال‪ " :‬كنت مع النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم جئته بإداوة من ماء‪ ،‬وعليه‬
‫جبة شامية‪ ،‬قال‪ :‬فلم يقدر على (‪ )1‬أن يخرج يديه من كميها‪ ،‬فأخرج يديه من أسفلها‪،‬‬
‫ثم توضأ ومسح على خفيه " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14152 ()29 /60‬‬
‫‪ -4‬قال‪ :‬قرأت على عبد الرحمن‪ :‬مالك‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬عن عباد بن زياد‪ ،‬من ولد‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه المغيرة (‪ ، )6‬أن رسول اهلل ﷺ ذهب لحاجته يف غزوة تبوك‪.‬‬
‫قال المغيرة‪ :‬فذهبت معه بماء‪ ،‬فجاء رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فسكبت عليه ماء‪ ،‬فغسل وجهه‪،‬‬
‫ثم ذهب يخرج يديه من كم جبته‪ ،‬فلم يستطع من ضيق كم الجبة‪ ،‬فأخرجها من تحت‬
‫جبته‪ ،‬فغسل يديه‪ ،‬ومسح رأسه‪ ،‬ومسح على الخفين‪ ،‬فجاء النبي ﷺ‪ ،‬وعبد الرحمن‬
‫بن عوف يؤمهم‪ ،‬وقد صلى هبم ركعة‪ ،‬فصلى رسول اهلل ﷺ‪ ،‬معهم الركعة التي بقيت‬
‫عليهم‪ ،‬فلما فرغ رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‪ " :‬أحسنتم " مسند أحمد ط الرسالة (‪)26 /60‬‬
‫(‪.)14130‬‬
‫‪ -2‬حدثنا يزيد‪ ،‬أخربنا هشام‪ ،‬عن محمد‪ ،‬قال‪ :‬دخلت مسجد الجامع‪ ،‬فإذا عمرو بن وهب‬
‫الثقفي قد دخل من الناحية األخرى‪ ،‬فالتقينا قريبا من وسط المسجد‪ ،‬فابتدأين‬
‫بالحديث‪ ،‬وكان يحب ما ساق إلي من خير‪ ،‬فابتدأين بالحديث‪ ،‬فقال‪ :‬كنا عند المغيرة‬
‫بن شعبة‪ ،‬فزاده يف نفسي تصديقا الذي قرب به الحديث‪ ،‬قال‪ :‬قلنا‪ :‬هل أم النبي ﷺ‬
‫رجل من هذه األمة غير أبي بكر الصديق؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كنا يف سفر كذا وكذا‪ ،‬فلما كان من‬
‫السحر ‪ ،‬ضرب رسول اهلل ﷺ عنق راحلته‪ ،‬وانطلق فتبعته‪ ،‬فتغيب عني ساعة‪ ،‬ثم جاء‪،‬‬
‫فقال‪ " :‬حاجتك؟ " فقلت‪ :‬ليست لي حاجة يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪ " :‬هل من ماء؟ " قلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فصببت عليه‪ ،‬فغسل يديه‪ ،‬ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن ذراعيه‪ ،‬وكانت‬
‫عليه جبة له شامية فضاقت‪ ،‬فأدخل يديه‪ ،‬فأخرجهما من تحت الجبة‪ ،‬فغسل وجهه‪،‬‬
‫وغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح بناصيته‪ ،‬ومسح على العمامة‪ ،‬وعلى الخفين‪ ،‬ثم لحقنا الناس‪،‬‬
‫=‬
‫‪47‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫وقد أقيمت الصالة وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم‪ ،‬وقد صلى ركعة‪ ،‬فذهبت ألوذنه‪،‬‬
‫فنهاين‪ ،‬فصلينا التي أدركنا‪ ،‬وقضينا التي سبقنا هبا‪ .‬مسند أحمد ط الرسالة (‪)101 /60‬‬
‫( ‪.)14134‬‬
‫‪ -10‬حدثنا أسود بن عامر‪ ،‬حدثنا جرير بن حازم‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫رجل‪ ،‬عن عمرو بن وهب يعني فذكر نحوه مسند أحمد ط الرسالة (‪)109 /60‬‬
‫(‪.)14135‬‬
‫‪ -11‬حدثنا هشام بن عبد الملك‪ ،‬حدثنا عبيد اهلل بن إياد‪ ،‬قال‪ :‬سمعت إيادا‪ ،‬يحدث عن‬
‫قبيصة بن برمة‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ " :‬خرجت مع رسول اهلل ﷺ يف بعض ما‬
‫كان يسافر‪ ،‬فسرنا حتى إذا كنا يف وجه السحر‪ ،‬انطلق حتى توارى عني‪ ،‬فضرب الخالء‪،‬‬
‫ثم جاء فدعا بطهور‪ ،‬وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فأدخل يده من أسفل (‪ )1‬الجبة‪،‬‬
‫ثم غسل وجهه ويديه‪ ،‬ومسح برأسه‪ ،‬ومسح على الخفين " مسند أحمد ط الرسالة‬
‫(‪.)14170 ()103 /60‬‬
‫‪ -19‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‬
‫قال كنت مع رسول اهلل ﷺ يف بعض أسفاره‪ ،‬وكان إذا ذهب أبعد يف المذهب‪ ،‬فذهب‬
‫لحاجته وقال‪ " :‬يا مغيرة اتبعني بماء " فذكر الحديث مسند أحمد ط الرسالة (‪/60‬‬
‫‪.)14171 ()107‬‬
‫‪ -16‬حدثنا محمد بن أبي عدي‪ ،‬عن حميد‪ ،‬عن بكر‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬تخلف رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فقضى حاجته‪ ،‬فقال‪ " :‬هل معك طهور؟ " قال‪:‬‬
‫فاتبعته بميضأة فيها ماء‪ ،‬فغسل كفيه ووجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن ذراعيه‪ ،‬وكان يف يدي‬
‫الجبة ضيق‪ ،‬فأخرج يديه من تحت الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ثم مسح على عمامته وخفيه‪،‬‬
‫وركب وركبت راحلتي‪ ،‬فانتهينا إلى القوم‪ ،‬وقد صلى هبم عبد الرحمن بن عوف ركعة‪،‬‬
‫فلما أحس بالنبي ﷺ‪ ،‬ذهب يتأخر‪ ،‬فأومأ إليه أن يتم الصالة وقال‪ " :‬قد أحسنت‪،‬‬
‫كذلك فافعل " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14179 ()104 /60‬‬
‫‪ -14‬حدثنا سعد‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬قاال حدثنا أبي‪ ،‬عن صالح‪ ،‬عن ابن شهاب‪ ،‬حدثني عباد بن‬
‫زياد‪ ،‬قال سعد‪ :‬أبي سفيان‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه المغيرة بن شعبة‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫تخلفت مع رسول اهلل ﷺ يف غزوة تبوك‪ ،‬فتربز رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ثم رجع إلي ومعي‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪44‬‬

‫=‬
‫اإلداوة‪ ،‬قال‪ :‬فصببت على يدي رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ثم استنثر‪ ،‬قال يعقوب‪ :‬ثم تمضمض‪،‬‬
‫ثم غسل وجهه ثالث مرات‪ ،‬ثم أراد أن يغسل يديه قبل أن يخرجهما من كمي جبته‪،‬‬
‫فضاق عنه كماها‪ ،‬فأخرج يده من الجبة‪ ،‬فغسل يده اليمنى ثالث مرات ويده اليسرى‬
‫ثالث مرات‪ ،‬ومسح بخفيه ولم ينزعهما‪ ،‬ثم عمد إلى الناس‪ ،‬فوجدهم قد قدموا عبد‬
‫الرحمن بن عوف يصلي هبم‪ ،‬فأدرك رسول اهلل ﷺ إحدى الركعتين‪ ،‬فصلى مع الناس‬
‫الركعة اآلخرة بصالة عبد الرحمن‪ ،‬فلما سلم عبد الرحمن قام رسول اهلل ﷺ‪ ،‬يتم‬
‫صالته فأفزع المسلمين‪ ،‬فأكثروا التسبيح‪،‬فلما قضى رسول اهلل ﷺ صالته‪ ،‬أقبل‬
‫عليهم‪ ،‬فقال‪ " :‬قد أحسنتم‪ ،‬وأصبتم " يغبطهم أن صلوا الصالة لوقتها" مسند أحمد ط‬
‫الرسالة (‪.)14175 ( )111 /60‬‬
‫‪ -15‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬أخربنا أيوب‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬عن عمرو بن وهب الثقفي‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنا عند المغيرة بن شعبة‪ ،‬فسئل‪ :‬هل أم النبي ﷺ أحد من هذه األمة غير أبي بكر؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فزاده عندي تصديقا الذي قرب به الحديث‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع النبي ﷺ يف‬
‫سفر‪ ،‬فلما كان من السحر‪ ،‬ضرب عنق راحلتي‪ ،‬فظننت أن له حاجة‪ ،‬فعدلت معه‪،‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬حتى برزنا عن الناس‪ ،‬فنزل عن راحلته‪ ،‬ثم انطلق فتغيب عني حتى ما أراه‪،‬‬
‫فمكث طويال‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فقال‪ " :‬حاجتك يا مغيرة؟ " قلت‪ :‬ما لي حاجة‪ ،‬فقال‪ " :‬هل‬
‫معك ماء؟ " قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقمت إلى قربة‪ ،‬أو قال سطيحة‪ ،‬معلقة يف آخرة الرحل‪ ،‬فأتيته‬
‫هبا‪ ،‬فصببت عليه‪ ،‬فغسل يديه‪ ،‬فأحسن غسلهما‪ ،‬قال‪ :‬وأشك أقال دلكهما برتاب أم ال‪،‬‬
‫ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن يده‪ ،‬وعليه جبة شامية ضيقة الكم‪ ،‬فضاقت‪،‬‬
‫فأخرج يديه من تحتها إخراجا‪ ،‬فغسل وجهه ويديه‪ ،‬قال‪ :‬فيجيء يف الحديث غسل‬
‫الوجه مرتين‪ ،‬فال أدري أهكذا كان أم ال‪ ،‬ثم مسح بناصيته‪ ،‬ومسح على العمامة‪،‬‬
‫ومسح على الخفين‪ ،‬ثم ركبنا‪ ،‬فأدركنا الناس‪ ،‬وقد أقيمت الصالة‪ ،‬فتقدمهم عبد‬
‫الرحمن بن عوف‪ ،‬وقد صلى هبم ركعة‪ ،‬وهم يف الثانية‪ ،‬فذهبت أوذنه‪ ،‬فنهاين‪ ،‬فصلينا‬
‫الركعة التي أدركنا‪ ،‬وقضينا التي سبقنا" مسند أحمد ط الرسالة (‪)112 /60‬‬
‫(‪.)14149‬‬
‫‪ -13‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فقال لي‪ " :‬يا مغيرة‪ ،‬خذ اإلداوة " قال‪ :‬فأخذهتا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫=‬
‫‪42‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫ثم انطلقت معه‪ ،‬فانطلق حتى توارى عني‪ ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء وعليه جبة شامية‬
‫ضيقة الكمين‪ ،‬قال‪ :‬فذهب يخرج يديه (‪ )1‬منها‪ ،‬فضاقتا (‪ ، )9‬فأخرج يديه من أسفل‬
‫الجبة‪ ،‬فصببت عليه‪ ،‬فتوضأ وضوءه للصالة‪ ،‬ثم مسح على خفيه‪ ،‬ثم صلى" مسند‬
‫أحمد ط الرسالة (‪.)14120 ( )193 /60‬‬
‫‪ -17‬حدثنا يزيد بن هارون‪ ،‬أخربنا ابن عون‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن عروة بن المغيرة بن شعبة‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬وعن ابن سيرين‪ ،‬رفعه إلى المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع النبي ﷺ‪ ،‬فغمز‬
‫ظهري‪ ،‬أو كتفي‪ ،‬بشيء كان معه‪ ،‬قال‪ :‬وتبعته‪ ،‬فقضى رسول اهلل ﷺ حاجته‪ ،‬ثم جاء‬
‫فقال‪ " :‬أمعك ماء؟ " قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ومعي سطيحة من ماء‪ ،‬فغسل وجهه‪ ،‬وكانت عليه‬
‫جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فأدخل يده‪ ،‬فرفع الجبة على عاتقه‪ ،‬وأخرج يديه من أسفل‬
‫الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح على العمامة قال‪ :‬وذكر الناصية بشيء ومسح على خفيه‪،‬‬
‫ثم أقبلنا فأدركنا القوم يف صالة الغداة‪ ،‬وعبد الرحمن يؤمهم‪ ،‬وقد صلوا ركعة‪ ،‬فذهبت‬
‫ألوذنه فنهاين‪ ،‬فصلينا معه ركعة‪ ،‬وقضينا التي سبقنا هبا مسند أحمد ط الرسالة (‪/60‬‬
‫‪.)14126 ( )192‬‬
‫‪ -14‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬ومحمد بن بكر‪ ،‬قاال‪ :‬أخربنا ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬حدثني ابن شهاب‪،‬‬
‫عن حديث عباد بن زياد‪ ،‬أن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أخربه أن المغيرة بن شعبة‬
‫أخربه‪ :‬أنه غزا مع رسول اهلل ﷺ‪ ،‬غزوة تبوك‪ ،‬قال المغيرة‪ :‬فتربز رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قبل‬
‫الغائط‪ ،‬فحملت معه إداوة قبل صالة الفجر‪ ،‬فلما رجع رسول اهلل ﷺ إلي‪ ،‬أخذت‬
‫أهريق على يديه من اإلداوة‪ ،‬وغسل يديه ثالث مرار‪ ،‬ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يخرج‬
‫جبته عن ذراعيه‪ ،‬فضاق كما جبته‪ ،‬فأدخل يديه يف الجبة‪ ،‬حتى أخرج ذراعيه من أسفل‬
‫الجبة‪ ،‬وغسل ذراعيه إلى المرفقين‪ ،‬ثم مسح على خفيه‪ ،‬ثم أقبل‪ .‬قال المغيرة‪ :‬فأقبلت‬
‫معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف يصلي هبم‪ ،‬فأدرك إحدى‬
‫الركعتين‪ ،.‬قال عبد الرزاق‪ ،‬وابن بكر‪ :‬فصلى مع الناس الركعة اآلخرة‪ ،‬فلما سلم عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬قام رسول اهلل ﷺ‪ ،‬يتم صالته فأفزع ذلك المسلمين‪ ،‬فأكثروا التسبيح‪ ،‬فلما‬
‫قضى رسول اهلل ﷺ‪ ،‬صالته أقبل عليهم‪ ،‬ثم قال‪ " :‬أحسنتم‪ ،‬أو‪ :‬قد أصبتم " يغبطهم‬
‫أن صلوا الصالة لوقتها" مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14124 ( )160 /60‬‬
‫‪ -12‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬حدثني ابن شهاب‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد بن‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪50‬‬

‫=‬
‫سعد‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة نحو حديث عباد‪ ،‬قال المغيرة‪ :‬وأردت تأخير عبد الرحمن‬
‫بن عوف فقال النبي ﷺ‪ " :‬دعه " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14125 ( )169 /60‬‬
‫‪ -90‬حدثنا إسحاق بن يوسف‪ ،‬حدثنا زكريا بن أبي زائدة‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن عروة بن‬
‫المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ‪ ،‬ذات ليلة يف مسير‪ ،‬فقال‪ " :‬أمعك ماء؟ "‬
‫قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فنزل عن راحلته‪ ،‬ثم مشى حتى توارى عني يف سواد الليل‪ ،‬ثم جاء‪،‬‬
‫فأفرغت عليه من اإلداوة‪ ،‬فغسل وجهه وعليه جبة صوف ضيقة الكمين‪ ،‬فلم يستطع أن‬
‫يخرج ذراعيه منها‪ ،‬فأخرجهما من أسفل الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح برأسه‪ ،‬ثم‬
‫أهويت ألنزع خفيه‪ ،‬فقال‪ " :‬دعهما فإين أدخلتهما طاهرتين "‪ ،‬فمسح عليهما " مسند‬
‫أحمد ط الرسالة (‪.)14123 ( )166 /60‬‬
‫‪ -91‬حدثنا الوليد بن مسلم‪ ،‬حدثنا ثور‪ ،‬عن رجاء بن حيوة‪ ،‬عن كاتب المغيرة‪ ،‬عن‬
‫المغيرة‪ " :‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ‪ ،‬فمسح أسفل الخف وأعاله " مسند أحمد ط‬
‫الرسالة (‪.)14127 ()164 /60‬‬
‫‪ -96‬حدثنا أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا معان بن رفاعة‪ ،‬حدثني علي بن يزيد‪ ،‬عن القاسم أبي عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن أبي أمامة الباهلي‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬دعاين رسول اهلل ﷺ بماء‪،‬‬
‫فأتيت خباء‪ ،‬فإذا فيه امرأة أعرابية‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬إن هذا رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وهو يريد ماء‬
‫يتوضأ‪ ،‬فهل عندك من ماء؟ قالت‪ :‬بأبي وأمي رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فواهلل ما تظل السماء‪ ،‬وال‬
‫تقل األر‪ ،‬روحا أحب إلي من روحه‪ ،‬وال أعز‪ ،‬ولكن هذه القربة مسك ميتة‪ ،‬وال‬
‫أحب أنجس به رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فرجعت إلى رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فأخربته‪ ،‬فقال‪ " :‬ارجع‬
‫إليها‪ ،‬فإن كانت دبغتها‪ ،‬فهي طهورها " قال‪ :‬فرجعت إليها‪ ،‬فذكرت ذلك لها‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫أي واهلل‪ ،‬لقد دبغتها‪ ،‬فأتيته بماء منها وعليه يومئذ جبة شامية‪ ،‬وعليه خفان‪ ،‬وخمار‪،‬‬
‫قال‪ :‬فأدخل يديه من تحت الجبة‪ ،‬قال‪ :‬من ضيق كميها‪ ،‬قال‪ :‬فتوضأ‪ ،‬فمسح على‬
‫الخمار‪ ،‬والخفين مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14995 ( )136 /60‬‬
‫‪ -94‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي سلمة‪ ،‬حدثنا سعد بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه المغيرة‪ ،‬قال‪" :‬‬
‫ذهب رسول اهلل ﷺ‪ ،‬لبعض حاجته‪ ،‬ثم جاء فسكبت عليه الماء‪ ،‬فغسل وجهه‪ ،‬ثم‬
‫ذهب يغسل ذراعيه‪ ،‬فضاق عنهما كم الجبة‪ ،‬فأخرجهما من تحت الجبة‪ ،‬فغسلهما ثم‬
‫=‬
‫‪51‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫مسح على خفيه " مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14993()135 /60‬‬
‫‪ -95‬حدثنا إبراهيم بن أبي العباس‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن‬
‫عروة‪ ،‬قال‪ :‬قال المغيرة بن شعبة‪ " :‬رأيت رسول اهلل ﷺ يمسح على ظهور الخفين "‬
‫حدثناه سريج‪ ،‬والهاشمي أيضا‪ .‬مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14994 ( )137 /60‬‬
‫‪ -93‬حدثنا سليمان بن داود الهاشمي‪ ،‬حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر‪ ،‬أخربين شريك‬
‫يعني ابن عبد اهلل بن أبي نمر‪ ،‬أنه سمع أبا السائب‪ ،‬مولى هشام بن زهرة‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬يقول‪ " :‬خرج النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فنزل منزال‪ ،‬فتربز النبي ﷺ‪ ،‬فتبعته‬
‫بإداوة‪ ،‬فصببت عليه‪ ،‬فتوضأ ومسح على الخفين " مسند أحمد ط الرسالة (‪/60‬‬
‫‪.)14992 ( )137‬‬
‫‪ -97‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا التيمي‪ ،‬عن بكر‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬عن أبيه " أن النبي ﷺ توضأ‪ ،‬فمسح بناصيته‪ ،‬ومسح على الخفين والعمامة "‬
‫قال بكر‪ :‬وقد سمعته من ابن المغيرة مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14964 ( )171 /60‬‬
‫‪ -94‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬عن زكريا‪ ،‬عن عامر‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ ذات ليلة يف مسير‪ ،‬فقال لي‪ " :‬معك ماء؟ " قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فنزل‬
‫عن راحلته‪ ،‬ثم ذهب عني حتى توارى عني يف سواد الليل‪ .‬قال‪ :‬وكانت عليه جبة‪،‬‬
‫فذهب يخرج يديه‪ ،‬فلم يستطع أن يخرج يديه منها‪ ،‬فأخرج يديه من أسفل الجبة‪،‬‬
‫فغسل يديه ومسح برأسه‪ ،‬ثم ذهبت أنزع خفيه‪ ،‬قال‪ " :‬دعهما فإين أدخلتهما وهما‬
‫طاهرتان " فمسح عليهما ‪ .‬مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14965 ( )179 /60‬‬
‫‪ -92‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا يونس بن أبي إسحاق‪ ،‬سمعه من الشعبي‪ ،‬قال‪ :‬شهد لي عروة بن‬
‫المغيرة‪ ،‬على أبيه‪ ،‬أنه شهد له أبوه على رسول اهلل ﷺ‪ ،‬أنه كان يف سفر‪ ،‬فأناخ‪ ،‬وأناخ‬
‫أصحابه‪ ،‬قال‪ :‬فربز النبي ﷺ لحاجته‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فأتيته بإداوة وعليه جبة له رومية‪ ،‬ضيقة‬
‫الكمين‪ ،‬فذهب يخرج يديه‪ ،‬فضاقتا‪ ،‬فأخرجهما من تحت الجبة‪ ،‬قال‪ :‬ثم صببت عليه‪،‬‬
‫فتوضأ‪ ،‬فلما بلغ الخفين‪ ،‬أهويت ألنزعهما‪ ،‬فقال‪ " :‬ال‪ ،‬إين أدخلتهما وهما طاهرتان "‬
‫قال‪ :‬فتوضأ‪ ،‬ومسح عليهما قال الشعبي‪ :‬فشهد لي عروة‪ ،‬على أبيه شهد له أبوه على‬
‫النبي ﷺ" مسند أحمد ط الرسالة (‪.)14949 ( )175 /60‬‬
‫صحيح البخاري‪:‬‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪59‬‬

‫=‬
‫‪ -60‬حدثنا عمرو بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب‪ ،‬قال‪ :‬سمعت يحيى بن سعيد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخربين سعد بن إبراهيم‪ ،‬أن نافع بن جبير بن مطعم‪ ،‬أخربه أنه سمع عروة بن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬يحدث عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أنه كان مع رسول اهلل ﷺ يف سفر‪ ،‬وأنه ذهب‬
‫لحاجة له‪ ،‬وأن مغيرة «جعل يصب الماء عليه وهو يتوضأ‪ ،‬فغسل وجهه ويديه‪ ،‬ومسح‬
‫برأسه‪ ،‬ومسح على الخفين» صحيح البخاري (‪.)149 ( )47 /1‬‬
‫‪ -61‬حدثنا عمرو بن خالد الحراين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الليث‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن سعد بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن رسول‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬أنه خرج لحاجته‪ ،‬فاتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء‪ ،‬فصب عليه حين فرغ من‬
‫حاجته فتوضأ ومسح على الخفين» صحيح البخاري (‪.)906 ()51 /1‬‬
‫‪ -69‬حدثنا أبو نعيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا زكرياء‪ ،‬عن عامر‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه قال‪:‬‬
‫كنت مع النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فأهويت ألنزع خفيه‪ ،‬فقال‪« :‬دعهما‪ ،‬فإين أدخلتهما‬
‫طاهرتين»‪ .‬فمسح عليهما‪ .‬صحيح البخاري (‪.)903 ()59 /1‬‬
‫‪ -66‬حدثنا إسحاق بن نصر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪،‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬وضأت النبي ﷺ فمسح على خفيه وصلى» صحيح‬
‫البخاري (‪.)644()47 /1‬‬
‫‪ -64‬حدثنا موسى بن إسماعيل‪ ،‬حدثنا عبد الواحد‪ ،‬حدثنا األعمش‪ ،‬عن أبي الضحى‬
‫مسلم هو ابن صبيح‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬انطلق رسول‬
‫اهلل ﷺ [ص‪ ]49:‬لحاجته‪ ،‬ثم أقبل‪ ،‬فلقيته بماء‪ ،‬فتوضأ وعليه جبة شأمية‪ ،‬فمضمض‬
‫واستنشق‪ ،‬وغسل وجهه‪ ،‬فذهب يخرج يديه من كميه‪ ،‬فكانا ضيقين‪ ،‬فأخرجهما من‬
‫تحت‪ ،‬فغسلهما‪ ،‬ومسح برأسه‪ ،‬وعلى خفيه» صحيح البخاري (‪.)9214 ( )41 /4‬‬
‫‪ -65‬حدثنا قيس بن حفص‪ ،‬حدثنا عبد الواحد‪ ،‬حدثنا األعمش‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو الضحى‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني مسروق‪ ،‬قال‪ :‬حدثني المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬انطلق النبي ﷺ لحاجته‪،‬‬
‫ثم أقبل‪ ،‬فتلقيته بماء‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬وعليه جبة شأمية‪ ،‬فمضمض واستنشق وغسل وجهه‪،‬‬
‫فذهب يخرج يديه من كميه‪ ،‬فكانا ضيقين‪ ،‬فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما‪،‬‬
‫ومسح برأسه وعلى خفيه» صحيح البخاري (‪.)5724 ( )146 /7‬‬
‫‪ -63‬حدثنا أبو نعيم‪ ،‬حدثنا زكرياء‪ ،‬عن عامر‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه ﭬ قال‪:‬‬
‫=‬
‫‪56‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫كنت مع النبي ﷺ ذات ليلة يف سفر‪ ،‬فقال‪« :‬أمعك ماء» قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فنزل عن راحلته‪،‬‬
‫فمشى حتى توارى عني يف سواد الليل‪ ،‬ثم جاء‪ ،‬فأفرغت عليه اإلداوة‪ ،‬فغسل وجهه‬
‫ويديه‪ ،‬وعليه جبة من صوف‪ ،‬فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها‪ ،‬حتى أخرجهما من‬
‫أسفل الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ثم مسح برأسه‪ ،‬ثم أهويت ألنزع خفيه‪ ،‬فقال‪« :‬دعهما‪،‬‬
‫فإين أدخلتهما طاهرتين» فمسح عليهما صحيح البخاري (‪.)5722 ( )144 /7‬‬
‫‪ - 67‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬عن الليث‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبي سلمة‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬ذهب النبي‬
‫ﷺ لبعض حاجته‪ ،‬فقمت أسكب عليه الماء‪ - ،‬ال أعلمه إال قال يف غزوة تبوك ‪-‬‬
‫فغسل وجهه‪ ،‬وذهب يغسل ذراعيه‪ ،‬فضاق عليه كم الجبة‪ ،‬فأخرجهما من تحت جبته‬
‫فغسلهما‪ ،‬ثم مسح على خفيه» صحيح البخاري (‪.)4491( )4 /3‬‬
‫صحيح مسلم‬
‫حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا ليث ح‪ ،‬وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر‪ ،‬أخربنا الليث‪ ،‬عن‬
‫يحيى بن سعيد‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم‪ ،‬عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‬
‫المغيرة بن شعبة‪ :‬عن «رسول اهلل ﷺ أنه خرج لحاجته فاتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء‬
‫فصب عليه حين فرغ من حاجته‪ ،‬فتوضأ ومسح على الخفين» صحيح مسلم (‪/1‬‬
‫‪)994‬‬
‫وحدثناه محمد بن المثنى‪ ،‬حدثنا عبد الوهاب‪ ،‬قال‪ ،‬سمعت يحيى بن سعيد هبذا اإلسناد‬
‫وقال‪ :‬فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ثم مسح على الخفين‪ .‬صحيح مسلم (‪/1‬‬
‫‪.)974( )992‬‬
‫حدثنا أمية بن بسطام‪ ،‬ومحمد بن عبد األعلى‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا المعتمر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫بكر بن عبد اهلل‪ ،‬عن ابن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن النبي ﷺ‪« :‬مسح على الخفين‪ ،‬ومقدم‬
‫رأسه وعلى عمامته» صحيح مسلم (‪.)947( )961 /1‬‬
‫وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬وأبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬أبو بكر‪ ،‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن األعمش‪،‬‬
‫عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ يف سفر فقال‪:‬‬
‫«يا مغيرة خذ اإلداوة» فأخذهتا‪ ،‬ثم خرجت معه‪ ،‬فانطلق رسول اهلل ﷺ حتى توارى‬
‫عني‪« ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فذهب يخرج يده من‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪54‬‬

‫=‬
‫كمها فضاقت عليه فأخرج يده من أسفلها‪ ،‬فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصالة‪ ،‬ثم‬
‫مسح على خفيه ثم صلى» صحيح مسلم (‪.)974( )992 /1‬‬
‫‪ )974( - 72‬حدثنا محمد بن عبد اهلل بن نمير‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا زكريا‪ ،‬عن عامر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخربين عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ ذات ليلة يف مسير‪ ،‬فقال لي‪:‬‬
‫«أمعك ماء» قلت‪ :‬نعم «فنزل عن راحلته‪ ،‬فمشى حتى توارى يف سواد الليل‪ ،‬ثم جاء‬
‫فأفرغت عليه من اإلداوة‪ ،‬فغسل وجهه‪ ،‬وعليه جبة من صوف‪ ،‬فلم يستطع أن يخرج‬
‫ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة فغسل ذراعيه ومسح برأسه ثم أهويت‬
‫ألنزع خفيه» فقال‪« :‬دعهما فإين أدخلتهما طاهرتين ومسح عليهما» صحيح مسلم (‪/1‬‬
‫‪.)960‬‬
‫‪ )974( - 41‬وحدثني محمد بن عبد اهلل بن بزيع‪ ،‬حدثنا يزيد يعني ابن زريع‪ ،‬حدثنا حميد‬
‫الطويل‪ ،‬حدثنا بكر بن عبد اهلل المزين‪ ،‬عن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تخلف رسول اهلل ﷺ وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال‪« :‬أمعك ماء؟» فأتيته‬
‫بمطهرة‪« ،‬فغسل كفيه ووجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة‪ ،‬فأخرج يده‬
‫من تحت الجبة‪ ،‬وألقى الجبة على منكبيه‪ ،‬وغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح بناصيته وعلى‬
‫العمامة وعلى خفيه‪ ،‬ثم ركب وركبت فانتهينا إلى القوم‪ ،‬وقد قاموا يف الصالة‪ ،‬يصلي‬
‫هبم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع هبم ركعة‪ ،‬فلما أحس بالنبي ﷺ ذهب يتأخر‪،‬‬
‫فأومأ إليه‪ ،‬فصلى هبم‪ ،‬فلما سلم قام النبي ﷺ وقمت‪ ،‬فركعنا الركعة التي سبقتنا»‬
‫‪ )974( - 73‬وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي‪ ،‬أخربنا أبو األحوص‪ ،‬عن أشعث‪ ،‬عن‬
‫األسود بن هالل‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬بينا أنا مع رسول اهلل ﷺ ذات ليلة إذ نزل‬
‫فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء فصببت عليه من إداوة كانت معي‪ ،‬فتوضأ ومسح على خفيه»‬
‫صحيح مسلم (‪.)992 /1‬‬
‫‪ )974( - 77‬وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‪ ،‬وأبو كريب‪ ،‬قال‪ :‬أبو بكر‪ ،‬حدثنا أبو معاوية‪،‬‬
‫عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ‬
‫يف سفر فقال‪« :‬يا مغيرة خذ اإلداوة» فأخذهتا‪ ،‬ثم خرجت معه‪ ،‬فانطلق رسول اهلل ﷺ‬
‫حتى توارى عني‪« ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فذهب‬
‫يخرج يده من كمها فضاقت عليه فأخرج يده من أسفلها‪ ،‬فصببت عليه فتوضأ وضوءه‬
‫=‬
‫‪55‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫للصالة‪ ،‬ثم مسح على خفيه ثم صلى»‬
‫‪ )974( - 74‬وحدثنا إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬وعلي بن خشرم‪ ،‬جميعا عن عيسى بن يونس‪،‬‬
‫قال‪ :‬إسحاق‪ ،‬أخربنا عيسى‪ ،‬حدثنا األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬قال‪« :‬خرج رسول اهلل ﷺ ليقضي حاجته‪ ،‬فلما رجع تلقيته باإلداوة فصببت‬
‫عليه‪ ،‬فغسل يديه ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب ليغسل ذراعيه فضاقت الجبة‪ ،‬فأخرجهما‬
‫من تحت الجبة فغسلهما‪ ،‬ومسح رأسه‪ ،‬ومسح على خفيه ثم صلى بنا»‬
‫وحدثني محمد بن حاتم‪ ،‬حدثنا إسحاق بن منصور‪ ،‬حدثنا عمر بن أبي زائدة‪ ،‬عن الشعبي‪،‬‬
‫عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أنه وضأ النبي ﷺ فتوضأ ومسح على خفيه‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫فقال‪« :‬إين أدخلتهما طاهرتين» صحيح مسلم (‪.)974( )960 /1‬‬
‫حدثني محمد بن رافع‪ ،‬وحسن بن علي الحلواين‪ ،‬جميعا عن عبد الرزاق‪ ،‬قال ابن رافع‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أخربنا ابن جريج‪ ،‬حدثني ابن شهاب‪ ،‬عن حديث عباد بن زياد‪ ،‬أن‬
‫عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أخربه أن المغيرة بن شعبة «أخربه أنه غزا مع رسول اهلل ﷺ‬
‫تبوك» قال‪ :‬المغيرة «فتربز رسول اهلل ﷺ قبل الغائط فحملت معه إداوة قبل صالة‬
‫الفجر‪ ،‬فلما رجع رسول اهلل ﷺ إلي أخذت أهريق على يديه من اإلداوة وغسل يديه‬
‫ثالث مرات ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه‪ ،‬فضاق كما جبته فأدخل‬
‫يديه يف الجبة‪ ،‬حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة‪ ،‬وغسل ذراعيه إلى المرفقين‪ ،‬ثم‬
‫توضأ على خفيه»‪ ،‬ثم أقبل قال‪ :‬المغيرة «فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد‬
‫الرحمن بن عوف فصلى لهم فأدرك رسول اهلل ﷺ إحدى الركعتين فصلى مع الناس‬
‫الركعة اآلخرة‪ ،‬فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول اهلل ﷺ يتم صالته فأفزع‬
‫ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي ﷺ صالته أقبل عليهم» ثم قال‪:‬‬
‫«أحسنتم» أو قال‪« :‬قد أصبتم» يغبطهم أن صلوا الصالة لوقتها صحيح مسلم (‪/1‬‬
‫‪.)974()617‬‬
‫حدثنا محمد بن رافع‪ ،‬والحلواين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬حدثني ابن‬
‫شهاب‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد بن سعد‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة‪ ،‬نحو حديث عباد‪ ،‬قال‬
‫المغيرة‪ :‬فأردت تأخير عبد الرحمن فقال‪ :‬النبي ﷺ «دعه» صحيح مسلم (‪)614 /1‬‬
‫(‪.)974‬‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪53‬‬

‫=‬
‫وحدثنا محمد بن بشار‪ ،‬ومحمد بن حاتم‪ ،‬جميعا عن يحيى القطان‪ ،‬قال‪ :‬ابن حاتم‪ ،‬حدثنا‬
‫يحيى بن سعيد‪ ،‬عن التيمي‪ ،‬عن بكر بن عبد اهلل‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬بكر‪ ،‬وقد سمعت من ابن المغيرة‪ ،‬أن النبي ﷺ‪« :‬توضأ فمسح‬
‫بناصيته‪ ،‬وعلى العمامة وعلى الخفين» صحيح مسلم (‪.)947( )961 /1‬‬
‫سنن أبي داود‪:‬‬
‫‪ - 142‬حدَّ ثنا أحمدُ بن صالح‪ ،‬حدَّ ثنا عبدُ اهلل ب ُن َوهب‪ ،‬أخربين يون ُُس ب ُن يزيد‪ ،‬عن ابن‬
‫المغير َة‬ ‫المغيرة بن ُشع َبة أخربه أنَّه سمع أباه ُ‬ ‫أن ُعرو َة ب َن ُ‬ ‫ِشهاب‪ ،‬حدَّ ثني ع َّبا ُد ب ُن زياد‪َّ ،‬‬
‫النبي‬ ‫َ‬ ‫قبل ال َف ِ‬ ‫بوك َ‬ ‫غزوة َت َ‬‫ِ‬ ‫يقول‪ :‬عَدَ َل رسول اهلل ﷺ وأنا َم َع ُه يف‬
‫دلت َم َعه‪ ،‬فأناخ ُّ‬ ‫جر‪ ،‬ف َع ُ‬
‫ثم َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم َح َس َر‬ ‫وجهه‪َّ ،‬‬‫غسل َ‬ ‫بت على َيده م َن اإلداوة‪ ،‬ف َغ َس َل َك َّفيه‪َّ ،‬‬ ‫فس َك ُ‬‫ثم جا َء َ‬‫ﷺ فترب ََّز‪َّ ،‬‬
‫الج َّب ِة ف َغ َس َلهما إلى‬ ‫ِ‬
‫فأخر َجهما من تحت ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫فأدخ َل يدَ ِ‬
‫يه‬ ‫َ َ‬
‫فضاق كُما جب ِ‬
‫ته‪،‬‬ ‫َ َّ ُ َّ‬
‫عن ِذرا َع ِ‬
‫يه‬
‫ب‪ ،‬فأق َبلنا نسير حتى ن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫المر َف ِق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الناس يف‬‫َ‬ ‫َجدَ‬ ‫ُ‬ ‫ثم َرك َ‬ ‫توضأ على ُخ َّفيه‪َّ ،‬‬ ‫ثم َّ‬ ‫ومسح برأسه‪َّ ،‬‬‫َ‬
‫وو َجدنا‬ ‫عوف فص َّلى هبم حي َن َ‬ ‫ٍ‬ ‫الة قد َقدَّ ُموا عبدَ الرحمن ب َن‬ ‫الص ِ‬
‫الصالة‪َ ،‬‬ ‫وقت َّ‬ ‫كان ُ‬ ‫َّ‬
‫ف مع‬ ‫رسول اهلل ﷺ مع َف َص َّ‬ ‫ُ‬ ‫جر‪ ،‬فقا َم‬ ‫ِ‬
‫عبدَ الرحمن وقد َرك ََع لهم ركع ًة من صالة ال َف ِ‬
‫ثم س َّلم عبدُ الرحمن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫المسلمين‪ ،‬فص َّلى وراء عبد الرحمن بن َعوف الركع َة ال َّثانيةَ‪َّ ،‬‬
‫ِِ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫َّ‬ ‫َّسبيح ألنَّهم َس َب ُقوا‬ ‫سلمون‪ ،‬فأكثروا الت َ‬ ‫َ‬ ‫النبي ﷺ يف صالته ف َف ِز َع ُ‬
‫الم‬ ‫ُّ‬ ‫فقام‬
‫أحسنتم" سنن أبي‬ ‫أص ْبتُم" أو "قد َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال لهم‪" :‬قد َ‬ ‫ُ‬ ‫فلما س َّلم‬
‫بالصالة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫داود ت األرنؤوط (‪)105 /1‬‬
‫‪ - 153‬حدثنا أحمد بن يونس‪ ،‬حدثنا ابن حي ‪-‬هو الحسن بن صالح‪ ،-‬عن بكير بن عامر‬
‫البجلي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن المغيرة بن شعبة‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ مسح‬
‫على الخفين‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أنسيت؟ قال‪" :‬بل أنت نسيت‪ ،‬هبذا أمرين ربي عز‬
‫وجل" سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪)111 /1‬‬
‫‪ - 150‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا يحيى ‪-‬يعني ابن سعيد‪( -‬ح)‬
‫وحدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا المعتمر‪ ،‬عن التيمي‪ ،‬حدثنا بكر‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن‬
‫شعبة عن المغيرة بن شعبة‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ ومسح ناصيته‪ ،‬ذكر فوق العمامة‪.‬‬
‫قال عن المعتمر‪ :‬سمعت أبي يحدث عن بكر بن عبد اهلل‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن‬
‫شعبة‪ ،‬عن المغيرة‪ :‬أن نبي اهلل ﷺ كان يمسح على الخفين‪ ،‬وعلى ناصيته‪ ،‬وعلى‬
‫=‬
‫‪57‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫عمامته‪ .‬قال بكر‪ :‬وقد سمعته من ابن المغيرة سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪)103 /1‬‬
‫‪ - 131‬حدثنا محمد بن الصباح البزاز‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬قال‪ :‬ذكره أبي‪،‬‬
‫عن عروة بن الزبير‬
‫عن المغيرة بن شعبة‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ كان يمسح على الخفين‪ ،‬وقال غير محمد‪ :‬على‬
‫ظهر الخفين سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)117 /1‬‬
‫سنن الترمذي‪:‬‬
‫‪ - 24‬حدثنا علي بن حجر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عروة بن‬
‫الزبير‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬رأيت النبي ﷺ يمسح على الخفين على‬
‫ظاهرهما»‪ ،‬حديث المغيرة حديث حسن‪ ،‬وهو حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن المغيرة‪ ،‬وال نعلم أحدا يذكر‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن المغيرة على‬
‫ظاهرهما غيره‪ ،‬وهو قول غير واحد من أهل العلم‪ ،‬وبه يقول‪ :‬سفيان الثوري‪ ،‬وأحمد‬
‫قال محمد‪« :‬وكان مالك يشير بعبد الرحمن بن أبي الزناد» سنن الرتمذي ت شاكر (‪/1‬‬
‫‪.)135‬‬
‫‪ - 100‬حدثنا محمد بن بشار قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬عن سليمان التيمي‪ ،‬عن‬
‫بكر بن عبد اهلل المزين‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪« :‬توضأ‬
‫النبي ﷺ ومسح على الخفين والعمامة»‪ ،‬قال بكر‪ :‬وقد سمعته من ابن المغيرة‪،‬‬
‫[ص‪ ]171:‬وذكر محمد بن بشار يف هذا الحديث يف موضع آخر «أنه مسح على ناصيته‬
‫وعمامته» وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬وذكر بعضهم‬
‫«المسح على الناصية والعمامة»‪ ،‬ولم يذكر بعضهم الناصية‪.‬سنن الرتمذي ت شاكر‬
‫(‪)170 /1‬‬
‫سنن النسائي‪:‬‬
‫‪ - 17‬أخربنا علي بن حجر قال‪ :‬أنبأنا إسماعيل‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬أن النبي ﷺ كان إذا ذهب المذهب أبعد‪ .‬قال‪ :‬فذهب لحاجته وهو‬
‫يف بعض أسفاره فقال‪« :‬ائتني بوضوء‪ ،‬فأتيته بوضوء‪ ،‬فتوضأ ومسح على الخفين» قال‬
‫الشيخ‪ :‬إسماعيل هو ابن جعفر بن أبي كثير القارئ‪ .‬سنن النسائي (‪.)14 /1‬‬
‫‪ - 72‬أخربنا سليمان بن داود‪ ،‬والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له‪ ،‬عن‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪54‬‬

‫=‬
‫ابن وهب‪ ،‬عن مالك‪ ،‬ويونس‪ ،‬وعمرو بن الحارث‪ ،‬أن ابن شهاب أخربهم‪ ،‬عن عباد‬
‫بن زياد‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬أنه سمع أباه يقول‪« :‬سكبت على رسول اهلل ﷺ حين‬
‫توضأ يف غزوة تبوك فمسح على الخفين» قال أبو عبد الرحمن‪ :‬لم يذكر مالك عروة بن‬
‫المغيرة‪ .‬سنن النسائي (‪.)39 /1‬‬
‫‪ - 194‬أخربنا قتيبة بن سعيد قال‪ :‬حدثنا الليث بن سعد‪ ،‬عن يحيى‪ ،‬عن سعد بن إبراهيم‪،‬‬
‫عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه المغيرة‪ ،‬عن رسول اهلل ﷺ‪« :‬أنه خرج‬
‫لحاجته‪ ،‬فاتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء‪ ،‬فصب عليه حتى فرغ من حاجته‪ ،‬فتوضأ ومسح‬
‫على الخفين»‪ .‬سنن النسائي (‪.)49 /1‬‬
‫‪ - 195‬أخربنا محمد بن منصور قال‪ :‬حدثنا سفيان قال‪ :‬سمعت إسماعيل بن محمد بن‬
‫سعد قال‪ :‬سمعت حمزة بن المغيرة بن شعبة يحدث‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ‬
‫يف سفر فقال‪« :‬تخلف يا مغيرة وامضوا أيها الناس»‪.‬‬
‫فتخلفت ومعي إداوة من ماء ومضى الناس‪ ،‬فذهب رسول اهلل ﷺ لحاجته‪ ،‬فلما رجع‬
‫ذهبت أصب عليه‪ ،‬وعليه جبة رومية ضيقة الكمين‪ ،‬فأراد أن يخرج يده منها فضاقت‬
‫عليه‪ ،‬فأخرج يده من تحت الجبة فغسل وجهه ويديه‪ ،‬ومسح برأسه‪ ،‬ومسح على‬
‫خفيه"‪ .‬سنن النسائي (‪.)46 /1‬‬
‫‪ - 107‬أخربنا عمرو بن علي قال‪ :‬حدثني يحيى بن سعيد قال‪ :‬حدثنا سليمان التيمي قال‪:‬‬
‫حدثنا بكر بن عبد اهلل المزين‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن ابن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن المغيرة «أن‬
‫رسول اهلل ﷺ توضأ فمسح ناصيته وعمامته وعلى الخفين» قال بكر‪ :‬وقد سمعته من‬
‫ابن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه‪ .‬سنن النسائي (‪.)73 /1‬‬
‫‪ - 49‬أخربنا محمد بن إبراهيم البصري‪ ،‬عن بشر بن المفضل‪ ،‬عن ابن عون‪ ،‬عن عامر‬
‫الشعبي‪ ،‬عن عروة بن المغيرة‪ ،‬عن المغيرة‪ ،‬وعن محمد بن سيرين‪ ،‬عن رجل حتى رده‬
‫إلى المغيرة قال ابن عون‪ :‬وال أحفظ حديث ذا من حديث ذا‪ ،‬أن المغيرة قال‪ :‬كنا مع‬
‫رسول اهلل ﷺ يف سفر فقرع ظهري بعصا كانت معه‪ ،‬فعدل وعدلت معه حتى أتى كذا‬
‫وكذا من األر‪ ،،‬فأناخ ثم انطلق‪ .‬قال‪ :‬فذهب حتى توارى عني‪ ،‬ثم جاء فقال‪« :‬أمعك‬
‫ماء؟» ومعي سطيحة لي فأتيته هبا‪ ،‬فأفرغت عليه‪ ،‬فغسل = يديه ووجهه وذهب ليغسل‬
‫ذراعيه وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فأخرج يده من تحت الجبة‪ ،‬فغسل وجهه‬
‫=‬
‫‪52‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫وذراعيه‪ ،‬وذكر من ناصيته شيئا وعمامته شيئا ‪ -‬قال ابن عون‪ :‬ال أحفظ كما أريد ‪ -‬ثم‬
‫مسح على خفيه‪ ،‬ثم قال‪« :‬حاجتك؟» قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ليست لي حاجة‪ .‬فجئنا وقد‬
‫أم الناس عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وقد صلى هبم ركعة من صالة الصبح‪ ،‬فذهبت ألوذنه‬
‫فنهاين‪ ،‬فصلينا ما أدركنا وقضينا ما سبقنا"‪ .‬سنن النسائي (‪.)36 /1‬‬
‫‪ - 102‬أخربنا يعقوب بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أخربنا يونس بن عبيد‪ ،‬عن ابن‬
‫سيرين قال‪ :‬أخربين عمرو بن وهب الثقفي قال‪ :‬سمعت المغيرة بن شعبة قال‪" :‬‬
‫خصلتان ال أسأل عنهما أحدا بعد ما شهدت من رسول اهلل ﷺ قال‪ :‬كنا معه يف سفر‪،‬‬
‫فربز لحاجته‪ ،‬ثم جاء فتوضأ‪ ،‬ومسح بناصيته وجانبي عمامته‪ ،‬ومسح على خفيه قال‪:‬‬
‫وصالة اإلمام خلف الرجل من رعيته‪ ،‬فشهدت من رسول اهلل ﷺ أنه كان يف سفر‬
‫فحضرت الصالة‪ ،‬فاحتبس عليهم النبي ﷺ فأقاموا الصالة وقدموا ابن عوف فصلى‬
‫هبم فجاء رسول اهلل ﷺ فصلى خلف ابن عوف ما بقي من الصالة فلما سلم ابن عوف‬
‫قام النبي ﷺ فقضى ما سبق به " سنن النسائي (‪.)77 /1‬‬
‫‪ - 196‬أخربنا علي بن خشرم قال‪ :‬حدثنا عيسى‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪،‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬خرج النبي ﷺ لحاجته‪ ،‬فلما رجع تلقيته بإداوة فصببت عليه‬
‫«فغسل يديه‪ ،‬ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب ليغسل ذراعيه فضاقت به الجبة‪ ،‬فأخرجهما من‬
‫أسفل الجبة فغسلهما‪ ،‬ومسح على خفيه‪ ،‬ثم صلى بنا»‪ .‬سنن النسائي (‪.)49 /1‬‬
‫‪ - 195‬أخربنا محمد بن منصور قال‪ :‬حدثنا سفيان قال‪ :‬سمعت إسماعيل بن محمد بن‬
‫سعد قال‪ :‬سمعت حمزة بن المغيرة بن شعبة يحدث‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ‬
‫يف سفر فقال‪« :‬تخلف يا مغيرة وامضوا أيها الناس»‪.‬‬
‫فتخلفت ومعي إداوة من ماء ومضى الناس‪ ،‬فذهب رسول اهلل ﷺ لحاجته‪ ،‬فلما رجع‬
‫ذهبت أصب عليه‪ ،‬وعليه جبة رومية ضيقة الكمين‪ ،‬فأراد أن يخرج يده منها فضاقت‬
‫عليه‪ ،‬فأخرج يده من تحت الجبة فغسل وجهه ويديه‪ ،‬ومسح برأسه‪ ،‬ومسح على‬
‫خفيه"‪ .‬سنن النسائي (‪.)46 /1‬‬
‫‪ - 104‬أخربنا عمرو بن علي وحميد بن مسعدة‪ ،‬عن يزيد وهو ابن زريع قال‪ :‬حدثنا حميد‬
‫قال‪ :‬حدثنا بكر بن عبد اهلل المزين‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬تخلف‬
‫رسول اهلل ﷺ فتخلفت معه‪ ،‬فلما قضى حاجته قال‪« :‬أمعك ماء؟» فأتيته بمطهرة‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪30‬‬

‫=‬
‫«فغسل يديه وغسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يحسر عن ذراعيه‪ ،‬فضاق كم الجبة‪ ،‬فألقاه على‬
‫منكبيه‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه»‪ .‬سنن النسائي (‪/1‬‬
‫‪.)73‬‬
‫سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫‪ - 642‬حدثنا هشام بن عمار قال‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس قال‪ :‬حدثنا األعمش‪ ،‬عن مسلم‬
‫بن صبيح‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪ :‬خرج النبي ﷺ لبعض حاجته‪ ،‬فلما‬
‫رجع تلقيته باإلداوة‪ ،‬فصببت عليه‪« ،‬فغسل يديه‪ ،‬ثم غسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يغسل‬
‫ذراعيه‪ ،‬فضاقت الجبة‪ ،‬فأخرجهما من تحت الجبة‪ ،‬فغسلهما‪ ،‬ومسح على خفيه‪ ،‬ثم‬
‫صلى بنا»‪ .‬سنن ابن ماجه (‪.)167 /1‬‬
‫‪ - 545‬حدثنا محمد بن رمح قال‪ :‬أخربنا الليث بن سعد‪ ،‬عن يحيى بن سعيد‪ ،‬عن سعد بن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن نافع بن جبير‪ ،‬عن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه المغيرة بن شعبة‪،‬‬
‫عن رسول اهلل ﷺ أنه خرج لحاجته‪ ،‬فاتبعه المغيرة بإداوة فيها ماء‪ ،‬حتى فرغ من‬
‫حاجته «فتوضأ‪ ،‬ومسح على الخفين» سنن ابن ماجه (‪.)141 /1‬‬
‫مصنف عبد الرزاق‬
‫روى عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬أن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬كنت مع رسول اهلل ﷺ‬
‫يف سفر فلما كان يف بعض الطريق تخلف وتخلفت معه باإلداوة فتربز‪ ،‬ثم أتاين فسكبت‬
‫على يديه وذلك عند صالة الصبح‪ ،‬فلما غسل وجهه وأراد غسل ذراعيه‪ ،‬ضاق كم‬
‫جبته وعليه جبة شامية قال‪ :‬فأخرج يديه من تحت الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ثم توضأ على‬
‫خفيه قال‪ :‬ثم انتهينا إلى القوم وقد صلى هبم عبد الرحمن بن عوف ركعة فذهبت‬
‫أؤذنه‪ ،‬فقال‪« :‬دعه» ثم انصرف‪ ،‬فقام النبي ﷺ‪ ،‬فصلى ركعة ففزع الناس لذلك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫" أصبتم‪ -،‬أو قال‪ :‬أحسنتم – مصنف عبد الرزاق(‪.)747‬‬
‫‪ -‬أخربنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخربنا ابن جريج قال‪ :‬حدثني [ص‪ ]129:‬ابن شهاب‪ ،‬عن عباد‬
‫بن زياد‪ ،‬أن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أخربه‪ ،‬أن المغيرة بن شعبة أخربه‪ ،‬أنه غزا مع‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬غزوة تبوك قال‪ :‬فتربز رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قبل الغائط فحملت معه إداوة‬
‫قبل صالة الفجر‪ ،‬فلما رجع رسول اهلل ﷺ إلي أخذت أهريق على يديه من اإلداوة‪،‬‬
‫فغسل يديه ثالث مرات‪ ،‬ثم مضمض واستنثر وغسل وجهه‪ ،‬ثم ذهب يخرج جبته عن‬
‫=‬
‫‪31‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫ذراعيه‪ ،‬فضاق كما جبته فأدخل يديه يف الجبة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة‪ ،‬ثم‬
‫غسل ذراعيه إلى المرفقين‪ ،‬ثم توضأ على خفيه‪ ،‬ثم أقبل وأقبلت معه حتى يجد الناس‬
‫قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فأدرك النبي ﷺ‪ ،‬إحدى الركعتين فصلى مع الناس‬
‫الركعة األخرى فلما سلم عبد الرحمن قام رسول اهلل ﷺ‪ ،‬يتم صالته فأفزع ذلك‬
‫المسلمين‪ ،‬فأكثروا التسبيح‪ ،‬فلما قضى النبي ﷺ صالته‪ ،‬أقبل عليهم ثم قال‪" :‬‬
‫أحسنتم ‪ -‬أو قال‪ :‬أصبتم ‪ ،-‬يغبطهم أن صلوا الصالة لوقتها "‪ .‬قال‪ :‬ابن شهاب‬
‫فحدثني إسماعيل بن محمد بن سعد‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة مثل حديث عباد بن زياد‪.‬‬
‫وزاد قال‪ :‬المغيرة‪ :‬فأردت تأخير عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬فقال النبي ﷺ‪« :‬دعه»‪.‬‬
‫مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)744 ( )121 /1‬‬
‫‪ - 742‬عبد الرزاق‪ ،‬عن ابن عيينة قال‪ :‬سمعت إسماعيل بن محمد بن سعد يقول‪ :‬حدثني‬
‫حمزة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كنت مع رسول اهلل ﷺ يف سفر فقال‪« :‬تخلف‬
‫يا مغيرة وامضوا أيها الناس» قال‪ :‬ثم ذهب فقضى حاجته‪ ،‬ثم اتبعته بإداوة من ماء‪ ،‬فلما‬
‫فرغ سكبت عليه منها‪ ،‬فغسل وجهه ثم ذهب يخرج يديه من جبة عليه رومية‪ ،‬فضاق‬
‫كما الجبة فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما‪ ،‬ثم مسح على خفيه‪ ،‬ثم صلى‪.‬‬
‫مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)129 /1‬‬
‫‪ - 750‬عبد الرزاق‪ ،‬عن الثوري‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‬
‫قال‪« :‬كنت مع رسول اهلل ﷺ يف سفر‪ ،‬فقضى الحاجة‪ ،‬ثم جئت بإداوة من ماء وعليه‬
‫جبة شامية فلم يقدر على أن يخرج يده من كميها فأخرج يده من أسفلها‪ ،‬ثم توضأ على‬
‫خفيه» مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)126 /1‬‬
‫‪ - 740‬عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬أن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬خصلتان ال أسأل عنهما‬
‫أحدا‪ ،‬رأيت رسول اهلل ﷺ‪« ،‬يمسح على الخفين والخمار» مصنف عبد الرزاق‬
‫الصنعاين (‪)142 /1‬‬
‫مصنف ابن أبي شيبة‪:‬‬
‫قال ابن أبي شيبة ‪ -‬حدثنا هشيم قال‪ :‬أنا حصين‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد‪ ،‬وعن أبي سفيان‪،‬‬
‫أهنما سمعا المغيرة بن شعبة يحدث قال‪« :‬كنت مع رسول اهلل ﷺ يف سفر‪ ،‬فربز‬
‫لحاجة‪ ،‬فلما فرغ أتيته باداوة فيها ماء‪ ،‬فصب عليه‪ ،‬وكان عليه جبة ضيقة الكمين»‪،‬‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪39‬‬

‫=‬
‫قال‪« :‬فأخرج يده من تحت الجبة‪ ،‬فغسل ذراعيه‪ ،‬ومسح على خفيه»‪ .‬مصنف ابن أبي‬
‫شيبة (‪.)1453()131 /1‬‬
‫‪ - 1452‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪،‬‬
‫قال‪ :‬كنت مع النبي ﷺ يف سفر‪ ،‬فقال‪« :‬يا مغيرة‪ ،‬خذ اآلداوة»‪ ،‬قال‪ :‬فأخذهتا ثم‬
‫خرجت معه‪ ،‬فانطلق رسول اهلل ﷺ حتى توارى عني‪ ،‬فقضى حاجته‪ ،‬ثم جاء وعليه‬
‫جبة شامية ضيقة الكمين‪ ،‬فذهب ليخرج يده من كمها فضاقت‪ ،‬فأخرج يده من أسفلها‪،‬‬
‫فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصالة‪ ،‬ثم مسح على خفيه‪ ،‬ثم صلى‬
‫‪ -‬حدثنا ابن عيينة‪ ،‬عن إسماعيل بن محمد‪ ،‬عن حمزة بن المغيرة‪ ،‬عن أبيه‪« ،‬أن رسول اهلل‬
‫ﷺ قضى حاجته‪ ،‬ثم جاء فتوضأ ومسح على خفيه» مصنف ابن أبي شيبة (‪)136 /1‬‬
‫(‪.)1471‬‬
‫‪ -‬حدثنا جرير بن عبد الحميد‪ ،‬عن عبد العزيز بن رفيع‪ ،‬عن علي بن ربيعة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا‬
‫المغيرة بن شعبة‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إين «كنت مع النبي ﷺ يف ركب فنزل فقضى‬
‫حاجته‪ ،‬فأتيته بماء‪ ،‬فتوضأ ومسح على خفيه» مصنف ابن أبي شيبة (‪)136 /1‬‬
‫(‪.)1473‬‬
‫‪ -‬حدثنا الثقفي‪ ،‬عن أبي عامر الخزاز قال‪ :‬حدثنا الحسن‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫«رأيت رسول اهلل ﷺ بال‪ ،‬ثم جاء حتى توضأ ومسح على خفيه‪ ،‬ووضع يده اليمنى‬
‫على خفه األيمن‪ ،‬ويده اليسرى على خفه األيسر‪ ،‬ثم مسح أعالهما مسحة واحدة‪،‬‬
‫حتى كأين أنظر إلى أصابع رسول اهلل ﷺ على الخفين»‪ .‬مصنف ابن أبي شيبة (‪/1‬‬
‫‪.)1257 ()170‬‬
‫‪ -‬حدثنا ابن علية‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬عن عمرو بن وهب الثقفي‪ ،‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة‪« ،‬أن النبي ﷺ ذهب ليحسر يده‪ ،‬وعليه جبة شامية ضيقة الكمين‪،‬‬
‫فأخرج يده من تحتها إخراجا‪ ،‬فغسل وجهه ويديه‪ ،‬ومسح بناصيته‪ ،‬ومسح على‬
‫الخفين»‪ .‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1477 ( )136 /1‬‬
‫‪ -‬يزيد عن التيمي‪ ،‬عن بكر‪ ،‬عن ابن المغيرة بن شعبة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن النبي ﷺ أنه «مسح‬
‫مقدم رأسه وعلى الخفين ووضع يده على العمامة ومسح على العمامة» مصنف ابن‬
‫أبي شيبة (‪.)63101()949 /7‬‬
‫=‬
‫‪36‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫وأن رواية أبي قيس شاذة(‪.)1‬‬

‫=‬
‫صحيح ابن خزيمة‪:‬‬
‫قال ابن خزيمة ‪ -‬نا يونس بن عبد األعلى‪ ،‬أخربنا ابن وهب‪ ،‬أخربين عمرو بن الحارث‪ ،‬أن‬
‫ابن شهاب‪ ،‬أخربه عن عباد بن زياد‪ ،‬عن عروة بن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أنه سمع أباه يقول‪:‬‬
‫«سكبت على رسول اهلل ﷺ حين توضأ يف غزوة تبوك فمسح على الخفين» صحيح ابن‬
‫خزيمة (‪.)906 ( )109 /1‬‬
‫رواية أبي قيس والمسح على الجوربين‪:‬‬
‫سنن أبي داود‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قال أبو داود‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬عن وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أبي قيس األودي‪،‬‬
‫عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ ومسح على‬
‫الجوربين والنعلين‪ .‬قال أبو داود‪ :‬كان عبد الرحمن بن مهدي ال يحدث هبذا الحديث‪،‬‬
‫ألن المعروف عن المغيرة أن النبي ﷺ مسح على الخفين‪ .‬سنن أبي داود ت األرنؤوط‬
‫(‪.)152 ( )114 /1‬‬
‫سنن الترمذي‪:‬‬
‫‪ 9‬ـ قال الرتمذي‪ :‬حدثنا هناد‪ ،‬ومحمود بن غيالن‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أبي‬
‫قيس‪ ،‬عن هزيل بن شرحبيل‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬قال‪« :‬توضأ النبي ﷺ ومسح على‬
‫الجوربين والنعلين»‪ ،‬هذا حديث حسن صح‪ ،‬وهو قول غير واحد من أهل العلم‪ ،‬وبه‬
‫يقول سفيان الثوري‪ ،‬وابن المبارك‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬قالوا‪ :‬يمسح على‬
‫الجوربين وإن لم تكن نعلين إذا كانا ثخينين "‪ ،‬سنن الرتمذي ت شاكر (‪)137 /1‬‬
‫(‪.)22‬‬
‫سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫‪ 6‬ـ قال ابن ماجه‪ :‬حدثنا علي بن محمد قال‪ :‬حدثنا وكيع قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن أبي قيس‬
‫األودي‪ ،‬عن الهزيل بن شرحبيل‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أن رسول اهلل ﷺ «توضأ‬
‫ومسح على الجوربين والنعلين» سنن ابن ماجه (‪.)552( )145 /1‬‬
‫مسند اإلمام أحمد‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ قال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن أبي قيس‪ ،‬عن هذيل بن شرحبيل‪ ،‬عن‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪34‬‬

‫=‬
‫المغيرة بن شعبة‪ " ،‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين " مسند‬
‫أحمد ط الرسالة (‪.)14903 ()144 /60‬‬
‫معجم الطبراين‪:‬‬
‫‪ 5‬ـ قال الطرباين‪ :‬حدثنا أبو مسلم قال‪ :‬نا أبو عاصم‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أبي قيس‪ ،‬عن هزيل‬
‫بن شرحبيل‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪« ،‬أن النبي ﷺ مسح على جوربيه»‪ ،‬لم يرو هذا‬
‫الحديث عن أبي قيس إال سفيان المعجم األوسط (‪.)9345( )119 /6‬‬
‫‪ 3‬ـ حدثنا أبو حصين القاضي‪ ،‬ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماين‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬وعبد اهلل بن‬
‫المبارك ‪ ،‬ووكيع ‪ ،‬وزيد بن الحباب ‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن أبي قيس‪ ،‬عن هزيل بن شرحبيل‪،‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة‪« ،‬أن النبي ﷺ بال فتوضأ ومسح على جوربيه ونعليه» المعجم‬
‫الكبير للطرباين (‪.)415 /90‬‬
‫سنن النسائي‪:‬‬
‫‪ 7‬ـ قال النسائي‪ :‬أخربنا إسحاق بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا وكيع‪ ،‬أنبأنا سفيان‪ ،‬عن أبي قيس‪ ،‬عن‬
‫هذيل بن شرحبيل‪ ،‬عن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أن رسول اهلل ﷺ مسح على الجوربين‬
‫والنعلين"‬
‫قال أبو عبد الرحمن‪ :‬ما نعلم أحدا تابع أبا قيس على هذه الرواية‪ ،‬والصحيح عن المغيرة‪،‬‬
‫أن النبي ﷺ مسح على الخفين)) سنن النسائي (‪ )46 /1‬يف أحد نسخ النسائي هذه‬
‫الزيادة‪.‬‬
‫صحيح ابن خزيمة‪:‬‬
‫قال ابن خزيمة ‪ -‬حدثنا بندار‪ ،‬ومحمد بن الوليد قاال‪ :‬حدثنا أبو عاصم‪ ،‬نا سفيان‪ ،‬ونا سلم‬
‫بن جنادة‪ ،‬نا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬وحدثنا أحمد بن منيع‪ ،‬ومحمد بن رافع قاال‪ :‬حدثنا‬
‫زيد بن الحباب‪ ،‬نا سفيان الثوري‪ ،‬عن أبي قيس األودي‪ ،‬عن هزيل بن شرحبيل‪ ،‬عن‬
‫المغيرة بن شعبة‪« ،‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين» قال أبو‬
‫بكر‪" :‬ليس يف خرب أبي عاصم‪ :‬والنعلين‪ ،‬إنما قال‪ :‬مسح على الجوربين" وقال ابن‬
‫رافع‪« :‬إن رسول اهلل ﷺ بال فتوضأ‪ ،‬ومسح على الجوربين والنعلين» صحيح ابن‬
‫خزيمة (‪ ،.)124()22 /1‬ومن طريق ابن خزيمة رواه ابن حبان‪ -‬محققا (‪/4‬‬
‫‪.)1664()137‬‬
‫‪35‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫فإن قال قائل هما حادثتان متغايرتان ‪ ،‬وأن الجماعة روت ما لم يرو أبو قيس‬
‫األودي عن هزيل بن شرحبيل‪ ،‬وهذا روى ما لم يرو الجماعة فليس من الشذوذ‬
‫بسبيل‪.‬‬
‫فالجواب واهلل المستعان‪:‬‬
‫من تأمل تلك الروايات علم أهنا حادثة واحدة وأن أئمة الحديث لم يكونوا‬
‫غافلين عن ذلك‪.‬‬
‫الر ْح َمن بن ثروان َأ ُبو قيس األودي‪ ،‬قال أحمد‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬عبد َّ‬
‫يخالف يف أحاديث(‪.)1‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬حديث المغيرة هذا ذكر البزار أنه رواه عنه ستون‬
‫رجال(‪.)9‬‬
‫وخالف أبو قيس األودي الستين راويا‪ ،‬فالحديث شاذ‪ ،‬وكما قال يف أنيس‬
‫أعل بانفراد أبي قيس به عن هزيل عن المغيرة يف المسح على‬ ‫الساري‪َّ :‬‬
‫الجوربين والنعلين‪ ،‬فخالف بذلك جميع من روى الحديث عن المغيرة فإهنم‬
‫قالوا فيه‪ :‬مسح على الخفين(‪.)6‬‬
‫قال صاحب البيقونية‪ :‬وما يخالف ثقة به المال ‪ ...‬فالشاذ ‪.................‬‬
‫بل أهل الحديث يضربون المثل على الحديث الضعيف هبذه الرواية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر (‪.)417 /1‬‬


‫(‪ )9‬فتح الباري البن حجر (‪.)607 /1‬‬
‫(‪ )6‬أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) (‪.)194 /10‬‬
‫(‪)4‬التقريرات السنية شرح المنظومة البيقونية يف مصطلح الحديث للشيخ حسن بن محمد‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪33‬‬

‫فالحادثة يف‪ :‬أ ـ يف غزوة تبوك‪.‬‬


‫ب ـ أن النبي ﷺ مسح يف وضوئه ذلك بعد قضاء الحاجة‪.‬‬
‫ج ـ يف صالة الفجر‪.‬‬
‫د ـ فاتته ﷺ ركعة‪ ،‬وأم القوم عبد الرحمن بن عوف‪.‬‬
‫هـ ـ ضيق كُم ّ جبة النبي ﷺ‪.‬‬
‫و ـ أن المغيرة خطب الناس فأخربهم مفتخرا بتلك الحادثة‪ ،‬عن علي بن‬
‫ربيعة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا المغيرة بن شعبة‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس‪ ،‬إين «كنت مع النبي ﷺ‬
‫يف ركب فنزل فقضى حاجته‪ ،‬فأتيته بماء‪ ،‬فتوضأ ومسح على خفيه»(‪.)1‬‬
‫فالصحيح أهنا حادثة واحدة لو تكررت لصرح المغيرة بذلك يف تلك الرواية‬
‫(رواية النسائي)؛ ألنه مما تدعو إليه الحاجة‪ ،‬وهي يف غزوة تبوك‪ ،‬آخر غزوة‬
‫غزاها رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فكل هذا مما يدل أن المحفوظ من رواية المغيرة( المسح‬
‫على الخفين)‪ ،‬بل قد خطب الناس بذلك مفتخرا على المنرب‪ ،‬وأنه لن يسأل عن‬
‫ذلك أحدا بعد ما شاهد رسول اهلل ﷺ يفعل يف تلك الحادثة‪.‬‬
‫ولو صحت الرواية فهي داللة فعل‪ ،‬وليس يف اللفظ عموم يتعلق به(‪.)9‬‬
‫الجواب عن الدليل الثالث‪ :‬حديث أبي موسى األشعري ﭬ‬
‫أخرجه ابن ماجه يف سننه قال‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‪ ،‬ثنا معلى بن منصور‬

‫=‬
‫المشاط المالكي (المتوىف‪1622 :‬هـ) (ص‪.)14 :‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1473 ()136 /1‬‬
‫(‪ )9‬المجموع شرح المهذب (‪.)500 /1‬‬
‫‪37‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫وبشر بن آدم قاال‪ :‬ثنا عيسى بن يونس عن عيسى بن سنان‪ ،‬عن الضحاك بن عبد‬
‫ول اهللِ ﷺ «ت ََو َّض َأ‬
‫وسى ْاألَ ْش َع ِر ِّي ﭬ َأ َّن َر ُس َ‬
‫الرحمن بن عرزب عن َأبِي ُم َ‬
‫َو َم َس َح َع َلى ا ْل َج ْو َر َب ْي ِن َوالنَّ ْع َل ْي ِن»(‪.)1‬‬
‫نوقش هذا الدليل‪ :‬بأن الحديث ضعفه األئمة الحفاظ‪.‬‬
‫قال اإلمام أبو داود‪ :‬حديث أبي موسى األشعري‪ ،‬ليس بالمتصل وال‬
‫بالقوي(‪.)9‬‬
‫قال الحافظ البيهقي‪ :‬قال الضحاك بن عبد الرحمن‪ :‬لم يثبت سماعه من أبي‬
‫موسى‪ ،‬وعيسى بن سنان ضعيف ال يحتج به(‪)6‬‬

‫اإلسن ِ‬
‫ِ‬ ‫قال الطبراين‪َ :‬ال ُي ْر َوى َه َذا ا ْل َح ِد ُ‬
‫َاد‪َ ،‬ت َف َّر َد‬ ‫وسى إِ َّال بِ َه َذا ْ ْ‬
‫يث َع ْن َأبِي ُم َ‬
‫ِ ِ‬
‫بِه‪ :‬ع َ‬
‫يسى(‪.)4‬‬
‫وكذلك ضعفه البوصيري(‪.)5‬‬
‫قال العقيلي‪ :‬عيسى بن سنان ضعيف‪ ،‬واألسانيد يف الجوربين والنعلين فيها‬
‫لين(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬سنن ابن ماجه (‪.)143 /1‬‬


‫(‪ )9‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬
‫(‪ )6‬السنن الكربى للبيهقي (‪.)497 /1‬‬
‫(‪ )4‬المعجم األوسط للطرباين(‪.)94 /9‬‬
‫(‪ )5‬مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه (‪.)40 /1‬‬
‫(‪ )3‬الضعفاء الكبير للعقيلي (‪.)646 /6‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪34‬‬

‫قال ابن حجر‪ :‬عيسى بن سنان لين الحديث(‪.)1‬‬


‫قال ابن أبي حاتم‪ :‬الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب روى عن أبي‬
‫موسى األشعري مرسال(‪.)9‬‬
‫الجواب عن الدليل الرابع‪:‬‬
‫ما روي عن تسعة من الصحابة أهنم فعلوا ذلك‪ ،‬قال أبو داود‪ :‬ومسح علي‬
‫بن مالك‪،‬‬
‫وأنس ُ‬
‫بن عازب‪ُ ،‬‬ ‫بن أبي طالب‪ ،‬وأبو مسعود‪ ،‬والربا ُء ُ‬‫علي ُ‬
‫ور َبين ُّ‬
‫الج َ‬
‫َ‬
‫ور ِو َي ذلك عن عمر بن‬
‫وعمرو ب ُن ُح َريث‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وسهل بن سعد‪،‬‬ ‫وأبو أمامة‪،‬‬
‫الخ َّطاب وابن ع َّباس (‪.)6‬‬
‫‪ 1‬ـ علي بن أبي طالب ﭬ‪:‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ،‬عن عبد اهلل بن سعيد‪ ،‬عن‬
‫جالس قال‪« :‬رأيت عليا‪ ،‬بال‪ ،‬ثم مسح على جوربيه ونعليه»(‪( ،)4‬ضعيف)(‪.)5‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن مردانبة‪ ،‬عن الوليد بن‬
‫سريع‪ ،‬عن عمرو بن حريث‪« ،‬أن عليا‪ ،‬توضأ ومسح على الجوربين»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬تقريب التهذيب (ص‪.)464 :‬‬


‫(‪ )9‬الجرح والتعديل البن أبي حاتم (‪.)452 /4‬‬
‫(‪ )6‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬
‫(‪ )4‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1240 ()179 /1‬‬
‫(‪ )5‬قال ابن حجر‪ :‬الجالس بن عمرو‪ :‬ضعيف‪ .‬وقال البخاري ال يصح حديثه‪ .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ ،)146 :‬هتذيب التهذيب (‪.)193 /9‬‬
‫ويف سنده عبد اهلل بن سعيد المقربي‪ ،‬قال فيه البخاري‪ :‬تركوه‪ .‬هتذيب الكمال يف أسماء‬
‫الرجال (‪.)66 /15‬‬
‫(‪ )3‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1243 ( )179 /1‬‬
‫‪32‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫(صحيح)(‪.)1‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن الزبرقان العبدي‪ ،‬عن كعب‬
‫بن عبد اهلل‪« ،‬أن عليا‪ ،‬بال‪ ،‬ثم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين»(‪.)9‬‬
‫‪ 2‬ـ سهل بن سعد ﭬ‪:‬‬
‫‪ -‬قال ابن أبي شيبة حدثنا زيد بن حباب‪ ،‬عن هشام بن سعد‪ ،‬عن أبي حازم‪،‬‬
‫عن سهل بن سعد‪« ،‬أنه مسح على الجوربين»(‪( ،)6‬ضعيف)(‪.)4‬‬
‫‪ 8‬ـ ابن عمر ﭬ‪:‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن يحيى البكاء قال‪ :‬سمعت ابن عمر‬
‫يقول‪« :‬المسح على الجوربين كالمسح على الخفين» (‪(.)5‬ضعيف) (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن حجر‪ :‬الوليد بن سريع صدوق من الرابعة تقريب التهذيب (ص‪ ،)549 :‬يزيد‬
‫بن مردانبة صدوق من الخامسة تقريب التهذيب (ص‪،)305 :‬أما عمرو بن كريب يف‬
‫المطبوعة ‪ ،‬فالصواب عمرو بن حريث كما يف األوسط البن المنذر‪.‬‬
‫(‪ )9‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1245(،)179 /1‬‬
‫(‪ )6‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1220()176 /1‬‬
‫(‪ )4‬ضعيف ويحتمل التحسين‪ .‬قال ابن حجر‪ :‬هشام بن سعد المدين صدوق له أوهام‬
‫ورمي بالتشيع تقريب التهذيب (ص‪ ،)579 :‬قال الحافظ المزي‪ :‬هشام بن سعد‪ :‬قال‬
‫أبو حاتم‪ :‬يكتب حديثه‪ ،‬وال يحتج به‪ ،‬وقال النسائي‪ :‬ضعيف‪ ،‬عن يحيى بن معين‪:‬‬
‫ليس بشيء‪ ،‬كان يحيى بن سعيد ال يحدث عنه‪ .‬هتذيب الكمال يف أسماء الرجال (‪/60‬‬
‫‪ ،)907‬قال ابن حجر‪ :‬زيد بن الحباب‪ :‬صدوق يخطىء تقريب التهذيب (ص‪.)999 :‬‬
‫(‪ )5‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)749 ()901 /1‬‬
‫(‪ )3‬قال ابن حجر‪ :‬يحيى بن مسلم المعروف بيحيى البكاء ضعيف‪ ،‬وقال ابن حبان يروي‬
‫عن الثقات المعضالت ال يجوز االحتجاج به وقال الدارقطني‪ :‬ضعيف وقال األزدي‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪70‬‬

‫قال عبد الرزاق‪ ،‬عن الثوري‪ ،‬عن يحيى بن أبي حية‪ ،‬عن أبي الجالس‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر أنه كان يمسح على جوربيه ونعليه"(‪(.)1‬ضعيف)(‪.)9‬‬
‫‪ 1‬ـ البراء بن عازب ﭬ‪:‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا الثقفي‪ ،‬عن إسماعيل بن أمية‪ ،‬قال‪ :‬بلغني «أن الرباء‬
‫بن عازب‪ ،‬كان ال يرى بأسا بالمسح على الجوربين» (‪(.)6‬ضعيف) (‪.)4‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع‪ ،‬عن األعمش قال‪ :‬حدثنا إسماعيل بن رجاء‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬قال‪« :‬رأيت الرباء‪ ،‬توضأ فمسح على الجوربين»(‪( .)5‬صحيح)(‪.)3‬‬
‫‪ 5‬ـ أبو أمامة ﭬ‪:‬‬
‫حدثنا وكيع‪ ،‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬عن أبي غالب‪ ،‬قال‪« :‬رأيت أبا أمامة‪،‬‬
‫يمسح على الجوربين»(‪(.)7‬حسن)(‪.)4‬‬
‫=‬
‫مرتوك‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪ )527 :‬هتذيب التهذيب (‪.)972 /11‬‬
‫(‪ )1‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)773(،)122 /1‬‬
‫(‪ ) 9‬يحيى بن أبي حية‪ :‬ضعفوه لكثرة تدليسه‪ ،‬ويف هذا األثر عنعن ولم يصرح بالسماع‪،‬‬
‫وهو مع ذلك ضعفه غير واحد‪ .‬هتذيب الكمال (‪ ،)943 /61‬تقريب التهذيب (ص‪:‬‬
‫‪.)542‬‬
‫(‪)6‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1246 ))179 /1‬‬
‫(‪ )4‬ضعيف النقطاعه بين إسماعيل‪ ،‬والرباء‪.‬‬
‫(‪ )5‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1244()179 /1‬‬
‫(‪ )3‬إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي بضم الزاي أبو إسحاق الكويف ثقة تكلم فيه‬
‫األزدي بال حجة‪ ،.‬رجاء بن ربيعة الزبيدي أبو إسماعيل الكويف صدوق تقريب‬
‫التهذيب (ص‪)904 ،107 :‬‬
‫(‪ )7‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1272()179 /1‬‬
‫(‪ )4‬أبو غالب صاحب أبي أمامة بصري‪ ،‬صدوق يخطىء تقريب التهذيب (ص‪.)334 :‬‬
‫‪71‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا مهدي بن ميمون‪ ،‬عن واصل‬
‫األحدب‪ ،‬عن أبي وائل‪ ،‬عن عقبة بن عمرو‪« ،‬أنه توضأ ومسح على‬
‫الجوربين»(‪.)1‬‬
‫‪ 6‬ـ أنس بن مالك ﭬ‪:‬‬
‫قال الدوالبي أخربين أحمد بن شعيب‪ ،‬عن عمرو بن علي قال‪ :‬أخربين‬
‫سهل بن زياد أبو زياد الطحان(‪ ،)9‬قال‪ :‬حدثنا األزرق بن قيس قال‪" :‬رأيت أنس‬

‫(‪ )1‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1247 ()179 /1‬‬


‫(‪")9‬سهل" بن زياد أبو زياد عن أيوب ما ضعفوه وله ترجمة يف تاريخ اإلسالم انتهى ويف‬
‫ثقات ابن حبان سهل بن زياد من أهل البصرة يروى عن داود بن أبي هند وعنه بشر بن‬
‫يوسف فالظاهر أنه هو وقال األزدي سهل بن زياد الطحان أبو زياد عن سليمان التيمي‬
‫وطبقته منكر الحديث‪ .‬لسان الميزان (‪.)114 /6‬‬
‫ذكره البخاري يف التاريخ الكبير‪ ،‬ابن أبي حاتم يف الجرح والتعديل وسكتا عليه‪ .‬التاريخ‬
‫الكبير للبخاري بحواشي محمود خليل (‪ ،)109 /4‬الجرح والتعديل البن أبي حاتم‬
‫(‪.)127 /4‬‬
‫والراجح أنه منكر الحديث كما قال األزدي‪ ،‬وقد ورد عن النبي ﷺ آالف األحاديث ‪ ،‬تكاد‬
‫ال تجد لسهل بن زياد الطحان حديثين لم يسلما من مقال‪.‬‬
‫بيان حال سهل" بن زياد أبو زياد الطحان‪:‬‬
‫يجة بنت خويلد ‪َ :‬س َألت َر ُسول اهلل‪ :‬أين أطفالي منك؟‪ ،‬قال‪« :‬يف الجنة» ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬ـ َحديث أن َخد َ‬
‫قلت‪ :‬بال عمل؟‪ ،‬قال‪« :‬اهلل أعلم بما كانوا عاملين» ‪ ،‬قلت‪ :‬فأين أطفالي قبلك؟ قال‪:‬‬
‫الح ِديث‪.‬‬‫«يف النار» ‪ ،‬قلت‪ :‬بغير عمل؟‪ ،‬قال‪« :‬لقد علم اهلل ما كانوا عاملين» ‪َ ...‬‬
‫يجة تفرد بِ ِه ْاألَ ْز َرق‬ ‫ِ‬ ‫قال الدار قطني‪َ :‬غ ِريب من َح ِديث عبد اهلل ا ْل َح ِ‬
‫ارث بن ن َْو َفل َعن َخد َ‬
‫بن قيس‪َ ،‬وتفرد بِ ِه سهل بن ِز َياد ال َّط َّحان َعن ْاألَ ْز َرق‪ .‬أطراف الغرائب واألفراد (‪/5‬‬
‫‪ )676‬أطراف الغرائب واألفراد(‪.)5745‬‬
‫‪ 9‬ـ قال الطرباين‪ :‬حدثنا علي قال‪ :‬نا محمد بن عبيد اهلل الحميري قال‪ :‬نا سهل بن زياد‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪79‬‬

‫=‬
‫الطحان قال‪ :‬نا أيوب بن أبي تميمة‪ ،‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪« :‬ما خير‬
‫النبي ﷺ بين أمرين إال اختار أيسرهما»‬
‫قال الطرباين‪ ،‬وأبو نعيم األصبهاين‪ :‬لم يرو هذا الحديث عن أيوب إال سهل " المعجم‬
‫األوسط (‪ .)4147 )973 /4‬حلية األولياء وطبقات األصفياء (‪)16 /6‬‬
‫ان)‪ :‬تفرد بِ ِه َأ ُبو ِز َياد سهل بن ِز َياد َعن‬ ‫قال الدار قطني(ح ِديث‪ :‬إِن النَّبِي ما عر‪َ ،‬له َأمر ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َأ ُّيوب‪ .‬أطراف الغرائب واألفراد (‪.)953 /5‬‬
‫الر َبال ِ ُّي‪َ ،‬حدَّ ثنا سهل بن زياد‪َ ،‬حدَّ ثنا‬ ‫ص ْب ُن َع ْمرو َّ‬
‫ِ‬
‫‪ -6‬قال البزار َحدَّ ثنا َأ ُبو كَام ٍل َو َح ْف ُ‬
‫اإل َقا َم ِة ال ُي َر ُّد‪.‬‬
‫ان َو ِ‬‫ول اهللِ ﷺ‪ :‬الدُّ َعاء بين األَ َذ ِ‬ ‫َس‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬‫ان ال َّت ْي ِمي‪َ ،‬عن َأن ٍ‬
‫ُس َل ْي َم ُ‬
‫ُ َْ َ‬ ‫ُّ‬
‫اد و َعمرو بن ال ُّنعم ِ‬ ‫ال سه ُل بن ِزي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َو َه َذا ا ْل َح ِد ُ‬
‫ان مسند البزار‬ ‫ْ ْ ُ َْ‬ ‫يث ال َن ْع َل ُم َر َوا ُه َع ِن ال َّت ْيم ِّي إ َّ َ ْ ْ ُ َ‬
‫البحر الزخار (‪3511 ( )194 /16‬م)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َالة فتحت َأ ْب َواب َّ‬
‫الس َماء‬ ‫‪َ -4‬حديث‪ :‬إِذا نُودي بِ َّ‬
‫قال الدار قطني‪َ :‬غ ِريب من َح ِديث ال َّت ْي ِم ّي َعن ُه َوتفرد بِ ِه سهل بن ِز َياد َعن ُه‪ .‬أطراف الغرائب‬
‫واألفراد (‪.)429 .)5646 ( )110 /9‬‬
‫الح ِديث‪.‬‬
‫‪َ -5‬حديث‪َ :‬ال يمنعن َأ َذان بِ َالل أحدكُم َعن سحوره ‪َ ...‬‬
‫ِ‬
‫حيح َعن أبي ُع ْث َمان َعن عبد اهلل‬ ‫قال الدار قطني‪ :‬تفرد بِ ِه سهل بن ِزياد َعن ال َّتي ِمي َعنه‪ ،‬والص ِ‬
‫ْ ّ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫بن َم ْس ُعود‪ .‬أطراف الغرائب واألفراد (‪.)9913 ( )199 /6‬‬
‫‪ 3‬ـ سئل الدار قطني عن حديث أبي العالية الرياحي‪ ،‬عن أبي هريرة‪ :‬قال لي رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫معك شيء؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فأخرجت تمرا من مزود معي‪ ،‬فإذا فيه إحدى وعشرون تمرة‪،‬‬
‫فقال عليه السالم‪ :‬كلوا باسم اهلل‪ ،‬فأكلوا وبقي منه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أعده يف المزود وأدخل يدك وال تكبه‪ ،‬فما زال معي منه حتى كان حصار عثمان‬
‫فسقط‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يرويه أيوب السختياين واختلف عنه؛ فرواه أبو زياد سهل بن زياد الطحان‪ ،‬عن أيوب‪،‬‬
‫عن ابن سيرين‪ ،‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫وخالفه حاتم بن وردان؛ فرواه عن أيوب‪ ،‬عن مولى ألبي بكرة‪ ،‬عن أبي العالية‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ،‬ومولى أبي بكرة هذا الذي لم يسمه أيوب هو مهاجر بن مخلد‪ ،‬أبو مخلد‪.‬‬
‫وكذلك رواه حماد بن زيد‪ ،‬عن المهاجر‪ ،‬عن أبي العالية‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬وهو الصواب‬
‫=‬
‫‪76‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫=‬
‫علل الدارقطني = العلل الواردة يف األحاديث النبوية (‪.)1347 ()37 /2‬‬
‫الح ِديث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ 7‬ـ َحديث‪ :‬وضأت َر ُسول اهلل قبل َموته بِ َش ْهر ‪َ ... ...‬‬
‫لي بن الفضيل من أهل بلطية َعن ال َّت ْي ِم ّي‪ .‬علل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ َ ِ‬
‫تفرد به أ ُبو ز َياد سهل بن ز َياد َعن َع ّ‬
‫الدارقطني = العلل الواردة يف األحاديث النبوية (‪.)446 ()37 /2‬‬
‫‪ -4‬وسئل الدار قطني‪ :‬عن حديث التيمي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬سافرنا مع رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فمنا‬
‫الصائم والمفطر‪ ،‬ال يعيب هذا على هذا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يرويه أبو زياد‪ :‬سهل بن زياد‪ ،‬عن سليمان التيمي‪ ،‬عن أنس‪ ،‬ووهم فيه‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬عن التيمي‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬كذلك رواه المعتمر وغيره‪ ،‬عن‬
‫التيمي‪ .‬علل الدارقطني = العلل الواردة يف األحاديث النبوية (‪.)9457 ()42 /19‬‬
‫تنبيه‪ :‬يف السنن الكربى للبيهقي المطبوع‪:‬‬
‫قال البيهقي‪ :‬أخربنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ‪ ،‬أنبأ أبو سهل بن زياد الطحان‪ ،‬ثنا‬
‫عبد الكريم بن الهيثم‪ ،‬ثنا أبو اليمان‪ ،‬أخربين شعيب‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬حدثني عطاء بن‬
‫يزيد‪ ،‬أنه حدثه أبو سعيد الخدري ﭬ أنه قيل‪ :‬يا رسول اهلل أي الناس أفضل؟‪ ،‬السنن‬
‫الكربى للبيهقي (‪.)14423()937 /2‬‬
‫هذا خطأ والصواب‪ :‬أبو سهل بن زياد القطان‪ ،‬والصواب القطان بدال من الطحان؛ ألن‬
‫القطان يروي عن عبد الكريم‪ ،‬وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي يروي عن القطان‪،‬‬
‫كما ورد يف السنن الكربى قال البيهقي‪:‬‬
‫وأخربنا أبو بكر بن الحسن القاضي ‪ ،‬أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ‪ ،‬ثنا عبد الكريم بن‬
‫الهيثم ‪ ،‬ثنا أبو اليمان ‪ ،‬أخربين شعيب ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬أخربين عبد الرحمن بن عبد اهلل‬
‫بن كعب بن مالك ‪ ،‬أن كعب بن مالك ‪ ،‬حين أنزل اهلل يف الشعر ما أنزل ‪.....،‬‬
‫(‪.)91102‬‬
‫سهل بن زياد البصري الطحان‪[ .‬الوفاة‪ 900 - 121 :‬ه] تاريخ اإلسالم ت بشار (‪/4‬‬
‫‪.)1196‬‬
‫مح َّمد بن عبد اهلل بن زياد بن‬ ‫أح َمد بن َ‬‫أبو سهل بن زياد القطان [الوفاة‪650 :‬هـ]‪ :‬وهو ْ‬
‫الذ َهبِي اإلمام‬ ‫المثوثى‪ ،‬ال َب ْغدَ ادي‪ .‬شيخ الدارقطني‪ ،‬قال عنه َّ‬
‫َع َّباد‪ ،‬أبو سهل القطان‪َ ،‬‬
‫المحدِّ ث الثقة‪ :‬مسند العراق‪ ،‬ولد يف صفر َسنَة ‪952‬هـ‪ ،‬ومات يوم السبت العصر لسبع‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪74‬‬

‫بن مالك أحدث فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه‪ ،‬ومسح على جوربين من‬
‫صوف فقلت‪ :‬أتمسح عليهما؟ فقال‪ :‬إهنما خفان ولكنهما من صوف"(‪.)1‬‬
‫الجواب عليه من أوجه‪:‬‬
‫أ ـ هذا األثر ضعيف‪ ،‬يف سنده سهل بن زياد أبو زياد الطحان ‪ ،‬قال األزدي‪:‬‬
‫منكر الحديث‪.‬‬
‫ب ـ هذا األثر انفرد به الدوالبي‪ ،‬والغالب على الغرائب عدم الصحة‪.‬‬
‫ج ـ لو صح األثر ف ُيحمل على أنه كان مجلدا من أسفل‪ ،‬فقد صح عن راشد‬
‫بن نجيح‪ ،‬قال‪ :‬رأيت أنس بن مالك دخل الخالء وعليه جوربان أسفلهما جلود‬
‫وأعالهما خز فمسح عليهما"(‪.)9‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا ابن مهدي‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن واصل‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫عبد اهلل بن ضرار‪« ،‬أن أنس بن مالك‪ ،‬توضأ ومسح على جوربين مرعزي» (‪.)6‬‬
‫(ضعيف) (‪.)4‬‬

‫=‬
‫ِ‬
‫خلون من شعبان‪ ،‬ودفن يوم األحد لثمان خلون من شعبان َسنَة ‪650‬هـ‪ ، ،‬وسنُّه يوم‬
‫تويف إحدى وتسعون َسنَة وأشهر‪ .‬الدليل المغني لشيوخ اإلمام أبي الحسن الدارقطني‬
‫(ص‪)161 :‬‬
‫صريين‪ ،‬وهو غير سهل بن‬ ‫اش ِمي مولى ا ْلحسن بن على َح ِديثه فِي ا ْل َب ِ‬
‫أما َأبو ِزياد ال َّطحان ا ْله ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫زياد البصري الطحان‪ .‬يراجع‪ :‬تعجيل المنفعة (‪.)431 /9‬‬
‫(‪ )1‬الكنى واألسماء للدوالبي (‪.)1002()531 /9‬‬
‫(‪ )9‬السنن الكربى للبيهقي (‪)494 /1‬‬
‫(‪ )6‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1249 ()179 /1‬‬
‫(‪ )4‬قال أبو حاتم‪ :‬سعيد بن عبد اهلل بن ضرار األسدي‪ :‬ليس هو بقوي‪ .‬الجرح والتعديل‬
‫=‬
‫‪75‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس‪« ،‬أنه كان‬
‫يمسح على الجوربين» (‪(.)1‬صحيح) (‪.)9‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ :‬أخربنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أنه كان يمسح‬
‫على الجوربين قال‪ " :‬نعم‪ ،‬يمسح عليهما مثل الخفين"(‪(.)6‬صحيح) (‪.)4‬‬
‫‪ 7‬ـ عمر بن الخطاب‪:‬‬
‫قال ابن أبي شيبة‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن أبي جناب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جالس بن‬
‫عمرو‪« ،‬أن عمر‪ ،‬توضأ يوم جمعة‪ ،‬ومسح على جوربيه ونعليه»(‪.)5‬‬
‫(ضعيف)(‪.)3‬‬
‫‪ 3‬ـ أبو مسعود عقبة بن عمرو ﭬ‪:‬‬
‫قال ابن أبي شيبة‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن خالد بن سعد‪،‬‬
‫عن عقبة بن عمرو‪« ،‬أنه مسح على جوربين من شعر» (‪.)7‬‬
‫=‬
‫البن أبي حاتم (‪ ،)63 /4‬ديوان الضعفاء للذهبي (ص‪.)130 :‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1274()179 /1‬‬
‫(‪ )9‬هشام بن أبي عبد اهلل سنرب البصري الدستوائي بفتح الدال وسكون السين المهملتين‬
‫وفتح المثناة ثم مد ثقة ثبت وقد رمي بالقدر تقريب التهذيب (ص‪ .)576 :‬وقال أحمد‬
‫بن حنبل ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي ﷺ إال عن أنس ﭬ‬
‫المراسيل البن أبي حاتم (ص‪.)134 :‬‬
‫(‪ )6‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)772()900 /1‬‬
‫(‪ )4‬رجاله ثقات أثبات‪.‬‬
‫(‪ )5‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1274()171 /1‬‬
‫(‪ )3‬قال الذهبي‪ :‬جالس بن عمرو‪ ،‬عن ابن عمر‪ .‬وعنه أبو جناب‪ .‬ويقال جالس بن‬
‫محمد‪ .‬قال البخاري‪ :‬ال يصح حديثه‪ .‬ميزان االعتدال (‪.)490 /1‬‬
‫(‪ )7‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1279 ( )171 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪73‬‬

‫قال عبد الرزاق‪ ،‬عن الثوري‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن خالد بن سعد قال‪ :‬كان أبو‬
‫مسعود األنصاري «يمسح على جوربين له من شعر ونعليه»(‪.)1‬‬
‫هذه الرواية والتي قبلها‪ ،‬طريقهما واحد (سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن خالد بن‬
‫سعد)‪ ،‬إسناد (صحيح)(‪.)9‬‬
‫قال ابن أبي شيبة‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن األعمـش‪ ،‬عـن المسـيب بـن رافـع‪ ،‬عـن‬
‫يســـير بـــن عمـــرو‪ ،‬قـــال‪« :‬رأيـــت أبـــا مســـعود‪ ،‬بـــال‪ ،‬ثـــم توضـــأ ومســـح علـــى‬
‫الجوربين»(‪.)6‬‬
‫قال ابن أبي شيبة‪ :‬نا ابن نمير‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن همام‪« ،‬أن أبا‬
‫مسعود‪ ،‬كان يمسح على الجوربين»(‪.)4‬‬
‫قال عبد الرزاق‪ ،‬عن الثوري‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن همام بن‬
‫الحارث‪ ،‬عن أبي مسعود أنه كان يمسح على الجوربين والنعلين"(‪.)5‬‬
‫هذه الرواية والتي قبلها‪ ،‬طريقهما واحد (األعمش‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن همام)‬
‫إسناد (صحيح)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)774( )122 /1‬‬


‫(‪ )9‬خالد بن سعد الكويف ثقة مولى أبي مسعود األنصاري‪ .‬روى عن مواله‪ .‬هتذيب‬
‫التهذيب (‪ )24 /6‬تقريب التهذيب (ص‪.)144 :‬‬
‫(‪ )6‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1244 ( )179 /1‬‬
‫(‪ )4‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1271 ( )171 /1‬‬
‫(‪ )5‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)777 ( )900 /1‬‬
‫(‪ )3‬رجاله ثقات‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ 9‬ـ بالل‪:‬‬
‫قال ابن المنذر‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ،‬أنا يعلى‪ ،‬ثنا أبو سعد البقال‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي ليلى‪ ،‬قال‪ :‬رأيت بالال قضى حاجته‪ ،‬ثم توضأ ومسح على‬
‫جوربيه وخفيه(‪(.)1‬ضعيف) (‪.)9‬‬
‫‪ 11‬ـ عمار‪:‬‬
‫‪ -‬قال ابن المنذر‪ :‬وحدثت عن الدارمي‪ ،‬ثنا حسان بن عبد الوارث‪ ،‬عن‬
‫أيوب‪ ،‬عن يزيد بن معتق الحرثي‪ ،‬عن مطرف‪ ،‬قال‪ :‬دخلت على عمار فرأيته‬
‫يتوضأ ويمسح على الجوربين(‪(.)6‬ضعيف)(‪.)4‬‬
‫هذه الروايات التي وردت عن الصحابة‪:‬‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬وأبو مسعود‪،‬‬
‫علي ُ‬ ‫ور َبين ُّ‬
‫الج َ‬
‫قال أبو داود‪ :‬ومسح علي َ‬
‫بن‬
‫وعمرو ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وسهل بن سعد‪،‬‬ ‫وأنس ب ُن مالك‪ ،‬وأبو أمامة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بن عازب‪،‬‬ ‫والربا ُء ُ‬
‫ور ِو َي ذلك عن عمر بن الخ َّطاب وابن ع َّباس (‪.)5‬‬
‫ُح َريث‪ُ ،‬‬
‫فأشار أبو داود إلى ضعف ما ورد عن عمر بن الخ َّطاب وابن ع َّباس‪ ،‬وجزم‬
‫بإثبات المسح على الجوربين إلى سبع من الصحابة‪ ،‬وهذا ما تبين بسوق‬

‫(‪ )1‬األوسط يف السنن واإلجماع واالختالف (‪.)444 ( )436 /1‬‬


‫(‪ )9‬أبو سعد البقال‪ :‬ضعيف الثقات للعجلي ط الدار (‪ .)404 /1‬قال الذهبي‪ :‬مشهور‬
‫ليس بالحجة قال ابن معين ال يكتب حديثه وقال أبو زرعة صدوق مدلس‪ ،‬وقال‬
‫الفالس مرتوك المغني يف الضعفاء (‪)933 /1‬‬
‫(‪ )6‬األوسط يف السنن واإلجماع واالختالف (‪.)443 ( )436 /1‬‬
‫(‪ )4‬منقطع بين ابن المنذر‪ ،‬والدارمي‬
‫(‪ )5‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪74‬‬

‫الروايات التي ذكرت‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬


‫ولم يصح رواية واحدة صحيحة عن أي أحد من الصحابة أنه مسح على‬
‫جورب رقيق‪ ،‬بل قد قال اإلمام أحمد‪" :‬إنما مسح القوم على الجوربين أنه كان‬
‫عندهم بمنزلة الخف‪ ،‬يقوم مقام الخف يف رجل الرجل‪ ،‬يذهب فيه الرجل‬
‫ويجيء"(‪.)1‬‬
‫وال ينبغي أن يؤخذ بجواز المسح على الجوارب المعروفة اآلن على‬
‫إطالقه‪ ،‬وال تكون التسمية لمجرد الشبه كافية اإللحاق بالمشبه به يف الحكم‪،‬‬
‫فكم يف التسميات من تجاوزات‪ ،‬وكم فيها من االعتماد على أدنى مالبسة مع‬
‫المخالفة يف األمور الجوهرية(‪.)9‬‬
‫قال الحافظ المباركفوري‪:‬‬
‫"فإن قلت قد وقع يف أحاديث الباب لفظ الجوربين مطلقا غير مقيد بشيء‬
‫من هذه القيود التي قيدهما هبا هؤالء األئمة فما بالهم قيدوهما هبا واشرطوا‬
‫جواز المسح عليهما بتلك القيود فبعضهم بالتجليد وبعضهم بالتنعيل وبعضهم‬
‫بالصفاقة والثخونة قلت األصل هو غسل الرجلين كما هو ظاهر القرآن‬
‫والعدول عنه ال يجوز إال بأحاديث صحيحة اتفق على صحتها أئمة الحديث‬
‫كأحاديث المسح على الخفين فجاز العدول عن غسل القدمين إلى المسح على‬
‫الخفين بال خالف‪ ،‬وأما أحاديث المسح على الجوربين ففي صحتها كالم عند‬
‫أئمة الفن كما عرفت فكيف يجوز العدول عن غسل القدمين إلى المسح على‬

‫(‪ )1‬المغني البن قدامة (‪.)913 /1‬‬


‫(‪ )9‬فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر ‪.934/1‬‬
‫‪72‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫الجوربين مطلقا‪.‬‬
‫وإلى هذا أشار مسلم بقوله ال يرتك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس وهزيل‬
‫انتهى‬
‫فألجل ذلك اشرتطوا جواز المسح على الجوربين بتلك القيود ليكونا يف‬
‫معنى الخفين ويدخال تحت أحاديث الخفين فرأى بعضهم أن الجوربين إذا كانا‬
‫مجلدين كانا يف معنى الخفين ورأى بعضهم أهنما إذا كان منعلين كانا يف معناهما‬
‫وعند بعضهم أهنما إذا كانا صفيقين ثخينين كانا يف معناهما وإن لم يكونا‬
‫مجلدين وال منعلين واهلل تعالى أعلم‬
‫فإن قلت قد ضعف اإلمام أحمد حديث المسح على الجوربين ومع‬
‫تضعيفه قد قال بجواز المسح على الجوربين ولم يقيدها بشيء من هذه القيود‬
‫كما يظهر من كالم بن العربي‬
‫قلت قد قيدهما اإلمام أحمد أيضا بقيد الثخونة كما صرح به الرتمذي وقال‬
‫ابن قدامة يف المغني قد قال أحمد يف موضع ال يجزيه المسح على الجورب‬
‫حتى يكون جوربا صفيقا يقوم قائما يف رجله ال ينكسر مثل الخفين إنما مسح‬
‫القوم على الجوربين ألنه كان عندهم بمنزلة الخف يف رجل الرجل يذهب فيه‬
‫الرجل ويجيء انتهى كالمه‬
‫وقد قال قبل هذا سئل أحمد عن جورب الخرق يمسح عليه فكره الخرق‬
‫ولعل أحمد كرهها ألن الغالب عليها الخفة وأهنا ال تثبت بأنفسها فإن كانت مثل‬
‫جورب الصوف يف الصفاقة والثبوت فال فرق انتهى كالمه‬
‫على أنه لم يعتمد على حديث الجوربين بل اعتمد على آثار الصحابة ﭫ‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪40‬‬

‫قال الحافظ بن القيم يف تلخيص السنن قد نص أحمد على جواز المسح‬


‫على الجوربين وعلل رواية أبي قيس وهذا من إنصافه وعدله ‪ $‬وإنما عمدته‬
‫هؤالء الصحابة وصريح القياس فإنه ال يظهر بين الجوربين والخفين فرق مؤثر‬
‫يصح أن يحال الحكم عليه انتهى كالم ابن القيم‪.‬‬
‫وأما قوله ال يظهر بين الجوربين والخفين فرق مؤثر إلخ ففيه أن الجوربين‬
‫إذا كانا من غير الجلد وكانا ثخينين صفيقين بحيث يستمسكان على القدمين بال‬
‫شد ويمكن تتابع المشي فيهما فال شك يف أنه ليس بين هذين الجوربين‬
‫والخفين فرق مؤثر ألهنما يف معنى الخفين وأما إذا كانا رقيقين بحيث ال‬
‫يستمسكان على القدمين بال شد وال يمكن تتابع المشي فيهما فهما ليسا يف‬
‫معنى الخفين فال شك يف أن بينهما وبين الخفين فرقا مؤثرا أال ترى أن الخفين‬
‫بمنزلة النعلين عند عدم وجداهنما يذهب الرجل فيهما ويجيء ويمشي أينما‬
‫شاء فالبس الخفين ال يحتاج إلى نزعهما عند المشي فال ينزعهما يوما وليلة بل‬
‫أياما وليالي فهذا يشق عليه نزعهما عند كل وضوء بخالف البس الجوربين‬
‫الرقيقين فإنه كلما أراد أن يمشي يحتاج إلى النزع فينزعهما يف اليوم والليلة‬
‫مرات عديدة وهذا ال يشق عليه نزعهما عند كل وضوء وهذا الفرق يقتضي أن‬
‫يرخص لالبس الخفين دون البس الجوربين الرقيقين فقياس هذا على ذلك‬
‫قياس مع الفارق فعدم ظهور الفرق المؤثر بينهما وبين الخفين ممنوع ولو سلم‬
‫أنه ال يظهر الفرق بينهما وبين الخفين فال شك يف أن الجوربين الرقيقين ليس‬
‫داخلين تحت أحاديث الخفين ألن الجورب ليس من أفراد الخف فال وجه‬
‫لجواز المسح عليهما إال مجرد القياس وال يرتك ظاهر القرآن بمجرد القياس‬
‫ألبتة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬قال مقيده ـ عفا اهلل عنه ـ وقد ذكر من قبل أنه قياس مع الفارق؛ ألن التخصيص بالقياس‬
‫=‬
‫‪41‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫فإن قلت قد أجاب الحافظ بن القيم عن قول مسلم‪ :‬ال يرتك ظاهر القرآن‬
‫بمثل أبي قيس وهزيل فقال جوابه من وجهين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن ظاهر القرآن ال ينفي المسح على الجوربين إال كما ينفي‬
‫المسح على الخفين وما كان الجواب عن موارد اإلجماع فهو الجواب عن‬
‫مسألة النزاع‬
‫الثاين‪ :‬الذين سمعوا القرآن من النبي ﷺ وعرفوا تأويله مسحوا على‬
‫الجوربين وهم أعلم األمة بظاهر القرآن ومراد اهلل منه انتهى‬
‫قلت يف كال الوجهين من الجواب نظر‪.‬‬
‫أما الوجه األول‪ :‬ففيه أنه قد ورد يف المسح على الخفين أحاديث كثيرة قد‬
‫أجمع على صحتها أئمة الحديث فألجل هذه األحاديث الصحيحة تركوا ظاهر‬
‫القرآن وعملوا هبا وأما المسح على الجوربين فلم يرد فيه حديث أجمع على‬
‫صحته وما ورد فيه فقد عرفت ما فيه من المقال فكيف يرتك ظاهر القرآن ويعمل‬
‫به‪.‬‬
‫وأما الوجه الثاين‪ :‬ففيه أنه لم يثبت أن الجواربة التي كان الصحابة ﭫ‬
‫يمسحون عليها كانت رقائق بحيث ال تستمسك على األقدام وال يمكن لهم‬
‫تتابع المشي فيها فيحتمل أهنا كانت صفيقة ثخينة فرأوا أهنا يف معنى الخفاف‬
‫وأهنا داخلة تحت أحاديث المسح على الخفين وهذا االحتمال هو الظاهر‬
‫عندي‪ ،‬وقد عرفت قول اإلمام أحمد إنما مسح القوم على الجوربين ألنه كان‬
‫عندهم بمنزلة الخف(‪.)1‬‬
‫=‬
‫يجوز على رأي جمهور األصوليين‪ ،‬ولكن القياس الصحيح‬
‫(‪ )1‬تحفة األحوذي (‪ 944 /1‬ـ ‪.)945‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪49‬‬

‫‪ ‬الدليل الخامس‪:‬‬
‫ما حكي عن عمر ﭬ بجواز المسح على الجورب وإن كان رقيقا‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على جواز المسح على الجوارب المعروفة اآلن يف زماننا‪ ،‬وبقول سفيان‬
‫الثوري‪« :‬امسح عليها ما تعلقت به رجلك‪ ،‬وهل كانت خفاف المهاجرين‬
‫واألنصار إال مخرقة مشققة مرقعة»(‪.)1‬‬
‫الجواب واهلل المستعان‪:‬‬
‫لم يثبت عن عمر ‪ ،‬بل غاية ما نقلوه قول النووي‪:‬‬
‫وحكى أصحابنا عن عمر وعلي ﭫا جواز المسح على الجورب وإن كان‬
‫رقيقا وحكوه عن أبي يوسف ومحمد وإسحق وداود وعن أبي حنيفة المنع‬
‫مطلقا وعنه أنه رجع إلى اإلباحة(‪.)9‬‬
‫هذا النقل ال سند له‪ ،‬فهو مردود‪.‬‬
‫فالنووي ينقل القول‪ ،‬وال يقرره (‪ ،)6‬وال يقول بصحته‪ ،‬وال العمل به‪ ،‬فهذا‬
‫أثر ال سند له (أي‪ :‬ال أصل له)‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)756()124 /1‬‬


‫(‪)9‬المجموع شرح المهذب (‪.)500 /1‬‬
‫(‪ )6‬بل نص النووي يف مقدمة المجموع‪ ،‬بأنه ال يعتمد يف نقل مذاهب العلماء على نقل‬
‫األصحاب(الشافعية)‪ ،‬فقال‪ :‬وأكثر ما أنقله من مذاهب العلماء من كتاب اإلشراف‬
‫واإلجماع البن المنذر وهو اإلمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري‬
‫الشافعي القدوة يف هذا الفن ومن كتب أصحاب أئمة المذاهب وال أنقل من كتب‬
‫أصحابنا من ذلك إال القليل ألنه وقع يف كثير من ذلك ما ينكرونه‪ .‬ينظر‪ :‬المجموع‬
‫شرح المهذب (‪.)3 /1‬‬
‫‪46‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫بل أشار أبو داود إلى ضعف الرواية عن عمر يف المسح على الجوربين‬
‫علي ب ُن أبي طالب‪، .......،‬‬
‫ور َبين ُّ‬
‫الج َ‬‫مطلقا‪ ،‬فقال أبو داود‪ :‬ومسح علي َ‬
‫ور ِو َي ذلك عن عمر بن الخ َّطاب وابن ع َّباس (‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫والذي ورد عنه‪ :‬قال ابن أبي شيبة‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن أبي جناب‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جالس بن عمرو‪« ،‬أن عمر‪ ،‬توضأ يوم جمعة‪ ،‬ومسح على جوربيه‬
‫ونعليه»(‪( .)9‬ضعيف) (‪.)6‬‬
‫وأما استداللهم بقول سفيان الثوري‪« :‬امسح عليها ما تعلقت به رجلك‪،‬‬
‫وهل كانت خفاف المهاجرين واألنصار إال مخرقة مشققة مرقعة»(‪.)4‬‬
‫فهذا قوله يف الخفاف‪ ،‬وليس يف الجوربين‪ ،‬بل الثوري يشرتط الثخانة يف‬
‫الجوربين‪ ،‬قال الرتمذي‪ :‬باب يف المسح على الجوربين والنعلين‪ :‬وهو قول غير‬
‫واحد من أهل العلم‪ ،‬وبه يقول سفيان الثوري‪ .............،‬قالوا‪ :‬يمسح على‬
‫الجوربين وإن لم تكن نعلين إذا كانا ثخينين"(‪.)5‬‬
‫فالثوري أيضا يشرتط أيضا الثخانة يف الجوربين‪.‬‬
‫بل يشرتط الثوري يف الخف إمكان المشي فيه‪ ،‬قال ابن المنذر‪:‬‬

‫(‪ )1‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪.)115 /1‬‬


‫(‪ )9‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1274( )171 /1‬‬
‫(‪ )6‬قال الذهبي‪ :‬جالس بن عمرو‪ ،‬عن ابن عمر‪ .‬وعنه أبو جناب‪ .‬ويقال جالس بن‬
‫محمد‪ .‬قال البخاري‪ :‬ال يصح حديثه‪ .‬ميزان االعتدال (‪.)490 /1‬‬
‫(‪ )4‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪.)756( )124 /1‬‬
‫(‪ )5‬سنن الرتمذي ت شاكر (‪ ،)134 /1‬كتاب الطهارة‪،‬باب يف المسح على الجوربين‬
‫والنعلين‪.‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪44‬‬

‫اختلف أهل العلم يف المسح على الخف المتخرق‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬يمسح‬
‫على جميع الخفاف ما أمكن المشي فيهما لدخولهما يف ظاهر أخبار رسول اهلل‬
‫ﷺ‪ .‬هذا قول سفيان الثوري‪ ،‬وإسحاق(‪.)1‬‬
‫أما قول النووي‪" :‬وحكوه عن أبي يوسف ومحمد وإسحق"‪ ،‬فهذا النقل‬
‫باطل‪ ،‬ومن نقل قوال للحنفية فمن كتبهم وليس من كتب الشافعية‪ ،‬وفيما نقلناه‬
‫من قبل من كتب الحنفية كفاية‬
‫أما إسحاق بن راهويه فقد اشرتط أيضا الثخانة‪ ،‬قال الرتمذي‪" :‬وهو قول‬
‫غير واحد من أهل العلم‪ ،‬وبه يقول سفيان الثوري‪ ،‬وابن المبارك‪ ،‬والشافعي‪،‬‬
‫وأحمد‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬قالوا‪ :‬يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين إذا كانا‬
‫ثخينين" (‪.)9‬‬
‫فتبين من ذلك أنه لم يصح عن أحد من الصحابة‪ ،‬وال عن أحد من األئمة‬
‫المتبوعين جواز المسح على الجورب الرقيق‪ ،‬وإن صح فالقول‪ :‬قل هاتوا‬
‫برهانكم إن كنتم صادقين‪.‬‬
‫‪ ‬الدليل السادس‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬ال يخفى أنه إذا لم يوجد يف مسألة ما أثر مرفوع وال موقوف ووجد‬
‫للتابعين قول أو فتوى يف شأهنا كان ذلك مما يعترب أو يؤثر‪.‬‬
‫أخرج اإلمام ابن حزم يف كتاب المحلى‪ :‬عن قتادة عن سعيد بن المسيب‬

‫(‪ )1‬األوسط يف السنن واإلجماع واالختالف (‪.)444 /1‬‬


‫(‪ )9‬سنن الرتمذي ت شاكر (‪.)134 /1‬‬
‫‪45‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫قال‪ :‬الجوربان بمنزلة الخفين يف المسح‪ .‬وعن ابن جريج قلت لعطاء‪ :‬أيمسح‬
‫على الجوربين؟ قال‪ :‬نعم امسحوا عليهما مثل الخفين وعن إبراهيم النخعي أنه‬
‫كان ال يرى بالمسح على الجوربين بأسا‪ .‬وعن الفضل بن دكبن قال‪ :‬سمعت‬
‫األعمش ‪ -‬وسئل عن الجوربين‪ :‬أيمسح عليهما من بات فيهما؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وعن قتادة عن الحسن وخالس ابن عمرو أهنما كانا يريان الجوربين يف المسح‬
‫بمنزلة الخفين ثم عد من التابعين سعيد بن جبير ونافعا(‪.)1‬‬
‫الجواب واهلل المستعان‪:‬‬
‫كما ذكر من قبل أن محل تحرير النزاع‪ :‬ليس مشروعية المسح على‬
‫الجوربين‪ ،‬وإنما النزاع هل الجوارب الضعيفة يف زماننا ـ التي ال يمكن متابعة‬
‫المشي فيها بضعة أمتار هل يجوز المسح عليها أم ال؟‬
‫وما ذكروه من اآلثار عن التابعين ليس محل النزاع فتأمل‪ ،‬بل ورد عن‬
‫التابعين اشرتاطهم شروطا يف الجوارب حتى يجوز المسح عليها‪.‬‬
‫‪ -‬حدثنا هشيم‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا يونس‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬وشعبة‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن‬
‫سعيد بن المسيب‪ ،‬والحسن أهنما قاال‪« :‬يمسح على الجوربين إذا كانا‬
‫صفيقين» (‪.)9‬‬
‫(صحيح) (‪ )8‬عن الحسن من طريق يونس‪.‬‬

‫(‪ )1‬تحقيق المسح على الجوربين والنعلين (ص‪.)33 ،35 :‬‬


‫الصفاقة‪َ ،‬و َقدْ َص ُف َق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )9‬مصنف ابن أبي شيبة (‪َ .)1273 ( )171 /1‬صفيق‪َ :‬متين َب ِّي ُن َّ‬
‫الج ْلدُ ‪ .‬لسان‬ ‫ِ‬ ‫وس ِفيق‪ :‬ج ّيدُ الن َّْسجِ ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والصف ُيق‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫َصفاقةً‪ :‬ك ُثف ن َْس ُج ُه‪َ ،‬و َث ْو ٌب َصفيق َ‬
‫العرب (‪.)904 /10‬‬
‫(‪)6‬هشيم بن بشير‪ :‬ثقة ثبت كثير التدليس واإلرسال الخفي تقريب التهذيب (ص‪،)574 :‬‬
‫=‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪43‬‬

‫قال ابن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عياش‪ ،‬عن حصين‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫«الجوربان والنعالن بمنزلة الخفين»(‪(.)1‬صحيح)(‪.)9‬‬
‫قال ابن أبي شيبة حدثنا هشيم‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا حصين‪ ،‬عن إبراهيم‪« ،‬أنه كان‬
‫يمسح على الجوربين»(‪(.)6‬صحيح)(‪.)4‬‬
‫‪ -‬حدثنا إسحاق األزرق‪ ،‬عن جويرب‪ ،‬عن الضحاك‪ ،‬أنه كان يقول يف المسح‬
‫على الجوربين‪« :‬ال بأس به»(‪( ،)5‬ضعيف)(‪.)3‬‬
‫قال ابن أبي شيبة‪ :‬وبلغني عن سعد بن أبي وقاص‪ ،‬وسعيد بن المسيب‪،‬‬
‫«أهنما كانا ال يريان بأسا بالمسح على الجوربين»(‪( ،)7‬منقطع)(‪.)4‬‬

‫=‬
‫صرح هشيم بالسماع من يونس‪ ،‬وعنعن عن شعبة فاألثر صحيح عن الحسن فقط‪.‬‬
‫(‪ )1‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1275( )171 /1‬‬
‫(‪ )9‬إبراهيم هو النخعي هتذيب الكمال يف أسماء الرجال (‪ )512 /3( )160 /66‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )170 :‬حصين بن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكويف ثقة تغير‬
‫حفظه يف اآلخر‪.‬‬
‫(‪ )6‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1277( )179 /1‬‬
‫(‪ )4‬هشيم‪ :‬ثقة ثبت كثير التدليس واإلرسال الخفي تقريب التهذيب (ص‪ ،)574 :‬صرح‬
‫هشيم بالسماع من حصين‪ ،‬حصين بن عبد الرحمن ثقة تغير حفظه يف اآلخر‪.‬‬
‫(‪ )5‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1241( )179 /1‬‬
‫(‪ )3‬جويرببن سعيد األزدي أبو القاسم البلخي نزيل الكوفة ضعيف جدا ‪ .‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪.)146 :‬‬
‫(‪ )7‬مصنف ابن أبي شيبة (‪.)1246 ( )179 /1‬‬
‫(‪ )4‬منقطع بين ابن أبي شيبة وبين سعد بن أبي وقاص‪ ،‬بينهما أكثر من مائة سنة‪ ،‬ولد أبو‬
‫بكر بن أبي شيبة سنة (‪152‬هـ)‪ ،‬ومات سعد بالعقيق سنة (‪ 55‬هـ) على المشهور‬
‫تقريب التهذيب (ص‪.)969 :‬‬
‫‪47‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫فمن زعم أن أحدا من التابعين قال بجواز المسح على الجوربين مطلقا فقد‬
‫أبعد‪ ،‬فمن صح عنهم اشرتاط الصفاقة‪ ،‬كما يف رواية الحسن‪ ،‬أما رواية إبراهيم‬
‫النخعي فقد ورد أنه كان يمسح على ألباد(‪ ،)1‬ولكن يف سنده مقال(‪.)9‬‬
‫‪ ‬الدليل السابع‪:‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪" :‬يجوز المسح على الجوربين إذا كان يمشي‬
‫فيهما سواء كانت مجلدة أو لم تكن‪ .‬يف أصح قولي العلماء‪ .‬ففي السنن‪ :‬أن‬
‫النبي {مسح على جوربيه ونعليه} ‪ .‬وهذا الحديث إذا لم يثبت فالقياس يقتضي‬
‫ذلك فإن الفرق بين الجوربين والنعلين إنما هو كون هذا من صوف وهذا من‬
‫جلود ومعلوم أن مثل هذا الفرق غير مؤثر يف الشريعة فال فرق بين أن يكون‬
‫جلودا أو قطنا أو كتانا أو صوفا كما لم يفرق بين سواد اللباس يف اإلحرام‬
‫وبياضه ‪ ،‬وغايته أن الجلد أبقى من الصوف‪ :‬فهذا ال تأثير له كما ال تأثير لكون‬
‫الجلد قويا بل يجوز المسح على ما يبقى وما ال يبقى‪ .‬وأيضا فمن المعلوم أن‬
‫الحاجة إلى المسح على هذا كالحاجة إلى المسح على هذا سواء ومع التساوي‬
‫يف الحكمة والحاجة يكون التفريق بينهما تفريقا بين المتماثلين وهذا خالف‬
‫العدل واالعتبار الصحيح الذي جاء به الكتاب والسنة وما أنزل اهلل به كتبه‬
‫وأرسل به رسله ومن فرق بكون هذا ينفذ الماء منه وهذا ال ينفذ منه‪ :‬فقد ذكر‬

‫وف م ْلت ٍ‬
‫وكل َشع ٍر َأو ص ٍ‬
‫بعضه‬
‫َبد ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تداخ َل و َل ِز َق‪َ ُّ .‬‬
‫والو َبر وال َت َبدَ ‪َ :‬‬ ‫وف َ‬ ‫الص ُ‬ ‫(‪َ )1‬ت َل َّبد الش َعر َو ُّ‬
‫ض‪َ ،‬ف ُه َو ل ِ ْبد ول ِ ْبدة و ُل ْبدة‪َ ،‬وا ْل َج ْم ُع َأ ْلباد و ُل ُبود‪ .‬ينظر‪ :‬لسان العرب (‪.)643 /6‬‬
‫َع َلى َب ْع ٍ‬
‫(‪ ) 9‬قال عبد الرزاق‪ :‬أخربنا معمر‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد أنه رأى إبراهيم النخعي يمسح‬
‫على جرموقين له من ألباد " مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪ .)740( )900 /1‬يزيد ابن‬
‫أبي زياد ضعيف كرب فتغير تقريب التهذيب (ص‪.)301 :‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪44‬‬

‫فرقا طرديا عديم التأثير"(‪.)1‬‬


‫الجواب واهلل المستعان‪:‬‬
‫كالم الحافظ ابن تيمية هذا ليس مخالفا لما اخرتنا من أن الجوربين إذا كانا‬
‫ثخينين صفيقين يمكن تتابع المشي فيهما يجوز المسح عليهما‪ ،‬فإهنما يف معنى‬
‫الخفين‪ ،‬فإنه ـ ‪ $‬ـ قيد جواز المسح على الجوربين بقوله‪ :‬إذا كان يمشي‬
‫فيهما‪ ،‬وظاهر أن تتابع المشي فيهما ال يمكن فيهما إال إذا كانا ثخينين‪.‬‬
‫وأما قوله‪ :‬ومع التساوي يف الحكمة والحاجة يكون التفريق بينهما تفريقا‬
‫بين المتماثلين‪ ،‬فإنما يستقيم إذا كان الجوربان ثخينين بحيث يمكن تتابع‬
‫المشي فيهما‪ ،‬وأما إذا كانا رقيقين بحيث ال يمكن تتابع المشي فيهما فال كما‬
‫عرفت فيما تقدم‪ ،‬فقياس الجوربين الرقيقين على الخفين قياس مع الفارق(‪.)9‬‬
‫بيان بطالن نسبة الفتوى المنسوبة لشيخ اإلسالم ابن تيمية بجواز المسح‬
‫على الجورب الرقيق‪.‬‬
‫مما ذكرنا يتبين لكل منصف أن شيخ اإلسالم ابن تيمية ال يقول بجواز‬
‫المسح على الجوارب التي تشبه جوارب أهل زماننا مما ال يمكن متابعة المشي‬
‫فيها والتي ال تقوم مقام الخف‪ ،‬أو أن كالمه فيه اضطراب‪.‬‬
‫والدليل على ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ قوله‪" :‬يجوز المسح على الجوربين إذا كان يمشي فيهما سواء كانت‬

‫(‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)914 /91‬‬


‫(‪)9‬تحفة األحوذي (‪.)944 /1‬‬
‫‪42‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫مجلدة أو لم تكن‪ .‬يف أصح قولي العلماء(‪.)1‬‬


‫وقوله‪" :‬كل خف يلبسه الناس ويمشون فيه"(‪.)9‬‬
‫وقوله‪ ‬ـ يف شرح العمدة ـ ‪:‬‬
‫قال أحمد‪" :‬يذكر المسح على الجوربين عن سبعة أو ثمانية من الصحابة "‬
‫وجورب الخرق كجورب الصوف إذا كان صفيقا حيث يمشى يف مثله عادة‪ ،‬وإن‬
‫كان رقيقا يتخرق يف اليومين أو الثالثة أو ال يثبت بنفسه لم يمسح عليه؛ ألن يف‬
‫مثله ال يمشى فيه عادة‪ ،‬وال يحتاج إلى المسح عليه(‪.)6‬‬
‫قال أحمد "يف المسح على الجوربين بغير نعل‪ :‬إذا كان يمشي عليهما‬
‫ويثبتان يف رجله فال بأس"(‪.)4‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫وقوله‪ ‬ـ ً‬
‫وأما ما ال يمكن متابعة المشي فيه إما لضيقه أو ثقله أو تكسره بالمشي أو‬
‫تعذره كرقيق الخرق أو اللبود لم يجز مسحه؛ ألنه ليس بمنصوص وال يف معنى‬
‫المنصوص(‪.)5‬‬
‫‪ 9‬ـ قال البرهان ابن قيم الجوزية (ت‪ 737 :‬هـ)‪ :‬ال نعرف له (شيخ اإلسالم‬
‫ابن تيمية) مسألة خرق فيها اإلجماع‪ ،‬ومن ا َّدعى ذلك فهو إ َّما جاهل‪ ،‬وإ َّما‬

‫(‪ )1‬مجموع الفتاوى (‪.)914 /91‬‬


‫(‪ )9‬مجموع الفتاوى (‪.)174 /91‬‬
‫(‪ )6‬شرح العمدة البن تيمية ‪ -‬كتاب الطهارة (ص‪.)951 :‬‬
‫(‪ )4‬شرح العمدة البن تيمية ‪ -‬كتاب الطهارة (ص‪)959 :‬‬
‫(‪ )5‬شرح العمدة البن تيمية ‪ -‬كتاب الطهارة (ص‪.)956 :‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪20‬‬

‫ب إليه االنفراد به ينقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬ ‫ِ‬


‫كاذب‪ ،‬ولكن ما نُس َ‬
‫والقسم الثالث‪ :‬ما هو خارج عن مذهب اإلمام أحمد ﭬ الذي اشتهر هو‬
‫‪-‬أعني شيخ اإلسالم‪ -‬بالنسبة إليه‪ ،‬لكن قد قال به غيره من األئمة وأتباعهم‪.‬‬
‫المخرق‬
‫َّ‬ ‫الخف‬
‫ِّ‬ ‫[من مسائله]‪ :‬قول شيخ اإلسالم‪" :‬وأنَّه يجوز المسح على‬
‫ما دام اسمه باق ًيا والمشي فيه ممكن‪ ،‬كما هو القديم من قولي الشافعي‪ ،‬وهو‬
‫اختيار َجدِّ ه أبي الربكات"(‪.)1‬‬
‫فتدبر قوله‪ :‬وقد علم من مذهب الشافعي يف القديم‪ ،‬والجديد أنه لم يقل قط‬
‫بجواز المسح على الجورب الرقيق‪ ،‬أو الذي ال يمكن متابعة المشي فيه يكرر‬
‫ذلك‪ ،‬فدل ذلك على أن ابن تلميذ ابن تيمية فهم كالم ابن تيمية‪ ،‬ال كما فهمه‬
‫بعض العلماء المعاصرين من جواز المسح على الجوارب الرقيقة المعروفة يف‬
‫زماننا‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ قال صاحب اإلنصاف‪:‬‬
‫"وال يجوز المسح إال على ما يسرت محل الفر‪ ،‬هذا المذهب‪ .‬وعليه‬
‫جماهير األصحاب‪ ،‬وجزم به أكثرهم‪ ،‬واختار الشيخ تقي الدين ابن تيمية جواز‬
‫المسح على الخف المخرق‪ .‬إال إن تخرق أكثره‪ .‬قال يف االختيارات‪ :‬ويجوز‬
‫المسح على الخف المخرق‪ ،‬ما دام اسمه باقيا‪ ،‬والمشي فيه ممكن‪ .‬اختاره أيضا‬
‫جده المجد وغيره من العلماء‪.‬‬
‫لكن من شرط الخرق‪ :‬أن ال يمنع متابعة المشي"(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية للربهان ابن القيم (ص‪( ،)191 :‬ص‪.)163 :‬‬
‫(‪ )9‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من الخالف للمرداوي (‪.)172 /1‬‬
‫‪21‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫املبحث الرابع‬
‫املسح على النعلني‬

‫اعلم رحمك اهلل أن من صحح حديث المغيرة أن النبي ﷺ مسح على‬


‫الجوربين والنعلين أ َّدى هبم ذلك إلى أن صرحوا أنه يجوز المسح على‬
‫كال على انفراده واستدلوا بما رواه أبو داود قال‪:‬‬
‫الجوربين‪ ،‬وعلى النعلين ً‬
‫حدثنا مسدد وعباد بن موسي‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا هشيم‪ ،‬عن يعلى بن عطاء‪ ،‬عن أبيه؛‬
‫قال عباد‪ :‬قال‪ :‬أخربين أوس بن أبي أوس الثقفي‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ‬
‫ومسح على نعليه وقدميه"(‪ ،)1‬رواه أبو داود وصححه الشيخ األلباين‪ ،‬وذكروا‬
‫أحاديث أخرى لم تسلم من علة(‪ ،)9‬وحديث أوس ضعفه الحفاظ المتقدمون‪،‬‬

‫(‪ )1‬صحيح وضعيف سنن أبي داود (ص‪ ،9 :‬برتقيم الشاملة آليا) قال األلباين‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫(‪ )9‬حديث أوس بن أبي أوس الثقفي‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ توضأ ومسح على نعليه وقدميه"‬
‫قال األرنؤوط‪ :‬إسناده ضعيف‪ ،‬عطاء العامري والد يعلى مجهول‪ ،‬تفرد بالرواية عنه‬
‫ابنه يعلى‪ ،‬وباقي رجاله ثقات‪،‬‬
‫وقد أجاب أهل العلم عن أحاديث المسح على النعلين بثالثة أجوبة‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أنه كان من النبي ﷺ يف الوضوء المتطوع به‪.‬‬
‫والثاين ‪-‬وهو قول البيهقي‪ :-‬أن معنى "مسح على نعليه" أي‪ :‬غسلهما يف النعل‪.‬‬
‫والثالث ‪-‬وهو قول الطحاوي‪ :-‬وهو أنه مسح على الجوربين والنعلين‪ ،‬وكان مسحه على‬
‫الجوربين هو الذي يطهر به‪ ،‬ومسحه على النعلين فضال‪ .‬وانظر "نصب الراية" ‪/1‬‬
‫‪ .142 - 144‬سنن أبي داود ت األرنؤوط (‪)117 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪29‬‬

‫فضعفه اإلمام أحمد(‪ ،)1‬والحافظ البيهقي(‪.)9‬‬


‫وقاد من صحح حديث أوس التأكيد أنه يجوز المسح على كل ما يصدق‬
‫عليه اسم جورب‪ ،‬دون التفات إلى الشروط التي شرطها األئمة أن يكون بمعنى‬
‫الخف ويقوم مقامه‪.‬‬
‫ويكفي يف الجواب على ذلك ما ذكره البخاري يف صحيحه‪ ،‬وابن جرير‬
‫الطبري يف تفسيره‪:‬‬
‫الر ْج َل ْي ِن فِي النَّ ْع َل ْي ِن‪َ ،‬و َ‬
‫ال َي ْم َس ُح َع َلى النَّ ْع َل ْي ِن(‪.)6‬‬ ‫اب َغ ْس ِل ِّ‬
‫قال البخاري‪َ :‬ب ُ‬
‫قال ابن حجر‪ :‬وال يمسح على النعلين أي ال يكتفى بالمسح عليهما كما يف‬
‫الخفين‪ ،‬وأشار بذلك إلى ما روي عن علي وغيره من الصحابة بأهنم مسحوا‬
‫على نعالهم يف الوضوء ثم صلوا وروي يف ذلك حديث مرفوع أخرجه أبو داود‬
‫وغيره من حديث المغيرة بن شعبة لكن ضعفه عبد الرحمن بن مهدي وغيره من‬
‫األئمة(‪.)4‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬قال ابن خزيمة لو كان الماسح مؤديا للفر‪ ،‬لما توعد‬
‫بالنار‪ ،‬وأشار بذلك إلى ما يف كتب الخالف عن الشيعة أن الواجب المسح أخذا‬

‫(‪ )1‬قال اإلمام أحمد‪ :‬لم يسمع هشيم هذا من يعلى‪ .‬الجامع لعلوم اإلمام أحمد ‪ -‬علل‬
‫الحديث (‪.)146 /14‬‬
‫(‪ )9‬أورده البيهقي من طريق حما بن سلمة‪ ،‬وقال‪ :‬هذا اإلسناد غير قوي وهو يحتمل ما‬
‫احتمل الحديث األول والذي يدل على أن المراد به غسل الرجلين يف النعلين ‪ُ .‬ينظر‪:‬‬
‫السنن الكربى للبيهقي (‪.)460 /1‬‬
‫(‪ )6‬صحيح البخاري (‪.)44 /1‬‬
‫(‪ )4‬فتح الباري البن حجر (‪.)934 /1‬‬
‫‪26‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫بظاهر قراءة وأرجلكم بالخفض‪ ،‬وقد تواترت األخبار عن النبي ﷺ يف صفة‬


‫وضوئه أنه غسل رجليه‪ ،‬وهو المبين ألمر اهلل وقد قال يف حديث عمرو بن عبسه‬
‫الذي رواه بن خزيمة وغيره مطوال يف فضل الوضوء ثم يغسل قدميه كما أمره‬
‫اهلل‪ ،‬ولم يثبت عن أحد من الصحابة خالف ذلك إال عن على وبن عباس وأنس‬
‫وقد ثبت عنهم الرجوع عن ذلك قال عبد الرحمن بن أبي ليلى أجمع أصحاب‬
‫رسول اهلل ﷺ على غسل القدمين رواه سعيد بن منصور(‪.)1‬‬
‫قال ابن جرير الطبري‪:‬‬
‫يف التعليق على حديث أوس وغيره يف المسح على النعلين‪:‬‬
‫فإن حديث أوس‪ ،‬إن سلم من احتماله ما ذكر من المسح على القدم أو‬
‫النعل بعد الحدث‪ ،‬وإن كان ذلك غير محتمله عندنا‪ ،‬إذ كان غير جائز أن تكون‬
‫األمر بعموم‬
‫ُ‬ ‫متعارضة‪ ،‬وقد صح عنه ﷺ‬
‫ً‬ ‫فرائض اهلل وسنن رسوله ﷺ متناف ًية‬
‫ُ‬
‫ذر من انتهى إليه‬
‫غسل القدمين يف الوضوء بالماء‪ ،‬بالنقل المستفيض القاطع ع َ‬
‫وب َلغه‪ .‬وإ ْذ كان ذلك عنه صحيحا‪ ،‬فغير جائز أن يكون صحيحا عنه إباح ُة ترك‬
‫فرضا َغ ْس َله يف حال واحدة ووقت واحد‪ ،‬ألن ذلك‬
‫أوجب ً‬
‫َ‬ ‫غسل بعض ما قد‬
‫إيجاب فر‪ ،‬وإبطاله يف حال واحدة‪ .‬وذلك عن أحكام اهلل وأحكام رسوله ﷺ‬
‫ٍ‬
‫منتف(‪.)2‬‬
‫وقال أيضا‪" :‬ولو صح ذلك عن النبي ﷺ كان جائزا أن يكون مسح على‬
‫صرف الخرب‬
‫ُ‬ ‫نعليه وهما ملبوستان فوق الجوربين‪ ،‬وإذا جاز ذلك لم يكن ألحد‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر (‪.)933 /1‬‬


‫(‪ )9‬تفسير الطربي = جامع البيان ت شاكر (‪.)77 /10‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪24‬‬

‫الخربُ إال بحجة يجب التسليم لها"(‪.)1‬‬ ‫ِ‬


‫المحتملِها َ‬ ‫إلى أحد المعاين‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬تفسير الطربي = جامع البيان ت شاكر (‪.)40 /10‬‬


‫‪25‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫مسألة‬
‫هل جتورب(‪ )1‬رسول اهلل ﷺ؟‬

‫لقد روى الصحابة عن رسول اهلل ﷺ كل دقيق وجليل من شمائله وهديه‬


‫وسمته من ملبسه ومطعمه ومشربه‪ ،‬وسواكه‪ ،‬وأسيافه وأدراعه‪ ،‬ودوابه‪ ،‬مع بيان‬
‫صفة كل ذلك وكيف صار إلى رسول اهلل ﷺ أكان شراءا أم هبة أم غنيمة‪ ،‬ولم‬
‫يذكروا الجوربين قط‪ ،‬كيف صار إليه‪ ،‬وما صفته بخالف الخفين‪.‬‬
‫‪ -‬قال المغيرة بن شعبة‪« :‬أهدى دحية الكلبي لرسول اهلل ﷺ خفين‬
‫فلبسهما»‪ :‬وقال إسرائيل‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن عامر‪« :‬وجبة فلبسهما حتى تخرقا»‪ ،‬ال‬
‫يدري النبي ﷺ أذكي هما أم ال(‪.)9‬‬
‫وعن ابن بريدة‪ ،‬عن أبيه‪« ،‬أن النجاشي أهدى إلى النبي ﷺ خفين أسودين‬
‫ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما»(‪.)6‬‬
‫فلم يرو عنه ﷺ بسند صحيح أنه كان يلبس الجورب‪ ،‬بل ذلك أبعد من‬
‫هديه‪ ،‬ولقد حرم على نفسه العسل‪ ،‬لما قيل له أكلت مغافير‪ ،‬فعن عائشة ڤ‪،‬‬

‫(‪ )1‬تجورب‪ :‬لبس الجورب‪ .‬معجم متن اللغة (‪.)300 /1‬‬


‫(‪ )9‬سنن الرتمذي ت شاكر (‪ .)1732( )940 /4‬قال الرتمذي‪ :‬وهذا حديث حسن‬
‫غريب‪.‬‬
‫(‪ )6‬الرتمذي ت شاكر (‪ .)9490( )194 /5‬قال الرتمذي‪ :‬هذا حديث حسن‪.‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪23‬‬

‫قالت‪ :‬كان رسول اهلل ﷺ يشرب عسال عند زينب بنت جحش‪ ،‬ويمكث عندها‪،‬‬
‫فواطيت أنا وحفصة على‪ ،‬أيتنا دخل عليها فلتقل له‪ :‬أكلت مغافير‪ ،‬إين أجد منك‬
‫ريح مغافير‪ ،‬قال‪« :‬ال‪ ،‬ولكني كنت أشرب عسال عند زينب بنت جحش‪ ،‬فلن‬
‫أعود له‪ ،‬وقد حلفت‪ ،‬ال تخربي بذلك أحدا» (‪)1‬‬

‫ويف رواية‪ :‬وكان رسول اهلل ﷺ يشتد عليه أن يوجد منه الريح (‪.)9‬‬
‫والشاهد من الحديث أن النبي ﷺ كان يشتد عليه أن يوجد منه الريح‪ ،‬أفرتاه‬
‫يلبس الجورب الذي يضرب به المثل على الرائحة الكريهة‪ ،‬وال سيما بالد‬
‫الحجاز وجوها الحار‪ ،‬مع طول السفر‪ ،‬فمن أمثالهم‪:‬هو أنتن من ريح الجورب‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫الج ْـور ِ‬
‫ب(‪)8‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُأثني‬ ‫أ ْثنــــي علــــي بمــــا علمـ ِ‬
‫بمثـل ريـح َ‬
‫َ‬ ‫عليـك‬ ‫ـــت فــــإنني‬
‫َق َال نَافِع بن َل ِق ٍ‬
‫يط ُ‪:‬‬ ‫ُ ْ ُ‬
‫ـــور ِ‬
‫ب(‪)1‬‬ ‫الج ْ‬‫َ‬
‫َ‬ ‫َفت ََر ْكتُـــ ُه َدفِـــر اا كَـــريحِ‬ ‫ت َك َّيــــ َة َر ْأ ِســــه‬ ‫ــــج ُ‬ ‫وم َؤ ْولِ ٍ‬
‫ــــق َأن َْض ْ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬صحيح البخاري (‪( .)4219()153 /3‬فواطيت) اتفقت وأصله (فواطأت) وهو‬
‫كذلك يف بعض النسخ ويف بعض النسخ (فتواطأت)‪( .‬مغافير) جمع مغفور وهو صمغ‬
‫حلو له رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العرفط‪( .‬وقد حلفت) على أن ال أعود لشرب‬
‫العسل عندها]‬
‫(‪ )9‬صحيح البخاري (‪.)3279()93 /2‬‬
‫(‪)6‬أساس البالغة (‪.)192 /1‬‬
‫الرائِ َح ِة‪َ ،‬ط ِّي َب ًة كَان َْت َأو َخبِي َثةً‪ ،‬وامر َأة َد ْف َرا ُء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذ َفر‪ ،‬بِ َّ ِ‬
‫الذال َو َت ْح ِريك ا ْل َفاء‪ ،‬شدَّ ُة َذكَاء َّ‬ ‫(‪ُ َّ )4‬‬
‫ار‪َ ،‬أي َيا ُمنْتنَ ُة ‪ ،‬لسان العرب (‪َ )7 /10‬و ُي َق ُال‬ ‫ِ‬ ‫و َدفِ َرةٌ‪َ .‬و ُي َق ُال لألَمة إِذا ُشت َم ْت‪َ :‬يا َد َف ِ‬
‫ِ‬
‫ُون‪ُ :‬م َأ ْو َلق‪ :‬لسان العرب (‪.)942 /4‬‬ ‫ل ِ ْلمجن ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪27‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫املبحث اخلامس‬
‫أقوال بعض العلماء املعاصرين‬
‫يف املسح على اجلوربني‬

‫قال محمد األمين الشنقيطي (ت‪1626:‬هـ)‪:‬‬


‫وأجمع العلماء على جواز المسح على الخف الذي هو من الجلود‪،‬‬
‫واختلفوا فيما كان من غير الجلد إذا كان صفيقا ساترا لمحل الفر‪ ،،‬فقال‬
‫مالك وأصحابه‪ :‬ال يمسح على شيء غير الجلد؛ فاشرتطوا يف المسح أن يكون‬
‫الممسوح خفا من جلود‪ ،‬أو جوربا مجلدا ظاهره وباطنه‪ ،‬يعنون ما فوق القدم‬
‫وما تحتها ال باطنه الذي يلي القدم‪.‬‬
‫واحتجوا بأن المسح على الخف رخصة‪ ،‬وأن الرخص ال تتعدى محلها‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬إن النبي ﷺ لم يمسح على غير الجلد؛ فال يجوز تعديه إلى غيره‪ ،‬وهذا‬
‫مبني على شطر قاعدة أصولية مختلف فيها‪ ،‬وهي‪ :‬هل يلحق بالرخص ما يف‬
‫معناها‪ ،‬أو يقتصر عليها وال تعدى محلها؟ (‪.)1‬‬
‫ويشرتط يف الخف‪ :‬أن يكون قويا يمكن تتابع المشي فيه يف مواضع النزول‪،‬‬
‫وعند الحط والرتحال‪ ،‬ويف الحوائج التي يرتدد فيها يف المنزل‪ ،‬ويف المقيم نحو‬
‫ذلك‪ ،‬كما جرت عادة البسي الخفاف (‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن (‪.)667 /1‬‬


‫(‪ )9‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن (‪.)640 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪24‬‬

‫قال محمد بن محمد المختار الشنقيطي‪:‬‬


‫صفة الجورب الذي يمسح عليه‪:‬‬
‫وإذا ثبت هذا فال بد يف الجورب من أن يكون صفيقًا‪ ،‬وعلى ذلك كلم ُة‬
‫المسح على الجوربين؛ ألن الجوارب الخفيفة الشفافة هذه لم‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫جماهير َمن يرى‬
‫تكن موجودة على عهد النبي ﷺ؛ إنما كانوا يلبسون الجوارب ويمشون هبا‪،‬‬
‫ولذلك كانوا يلفون الخرق على أقدامهم‪ ،‬وهذا يدل على ما اعتربه العلماء من‬
‫اشرتاط الصفاقة أي‪ :‬كونه صفيقًا‪.‬‬
‫وأيضًا فالنظر يقتضيه‪ ،‬فإن الجورب ُمن ََّزل منزلة الخف‪ ،‬والخف صفيق‪،‬‬
‫وال يمكن للجورب أن ُين ََّزل منزلة الخف إ َّ‬
‫ال بالثخانة والصفاقة‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ :‬فإنه يصح المسح عليه ‪-‬كما نص العلماء‪ -‬إذا كان صفيقًا‬
‫ثخينًا‪ ،‬فالذي يشف البشرة ال ُيمسح عليه؛ ألنه غير معروف على عهد النبي‬
‫ﷺ‪ ،‬ومن قال بجوازه بالقياس‪ ،‬أي‪ :‬يقول‪ :‬أقيس هذا الشفاف على الجورب‬
‫الموجود على عهد النبي ﷺ فإنه يجاب عنه من وجهين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أن القياس على ما هو خارج عن األصل ال ي َّط ِرد‪ ،‬ولذلك‬
‫األصل‪ :‬غسل الرجلين‪ ،‬والمسح خالف األصل‪ ،‬فال ي َّط ِرد القياس على‬
‫الرخص‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أن المسح على الجورب إذا كان شفافًا ال ُين ََّزل منزلة الثخين؛‬
‫ألن الفرق بين الشفاف والثخين ظاهر‪ ،‬ومن شرط صحة القياس‪ :‬أ َّ‬
‫ال يوجد‬
‫الفارق بين األصل والفرع‪ ،‬فالفرع ‪-‬وهو ُّ‬
‫(الش َّراب) الشفاف‪ -‬خفيف‪ ،‬واألصل‬
‫المقيس عليه ‪-‬وهو الجورب‪ -‬ثخين‪ ،‬وإنما جاز المسح على الجورب الثخين‬
‫‪22‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫لمشاهبته الخفين‪ ،‬ف ُيمنع يف الخفيف لعدم وجود وصف األصل‪ ،‬وهو‪ :‬كونه‬
‫ثخينًا‪ ،‬وعلى هذا فالذي نص عليه من يقول بمشروعية المسح على الجوربين‬
‫اشرتاط كونه صفيقًا‪ ،‬كما ن َّبه عليه غير واحد من األئمة‪ ،‬منهم اإلمام ابن قدامة‬
‫‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬يف المغني‪ ،‬وكذلك المتون المشهورة يف المذهب‪ :‬كاإلقناع‬
‫للحجاوي‪ ،‬والمنتهى للنجار‪ ،‬كلهم نصوا على كونه صفيقًا‪ ،‬إخراجًا ُّ‬
‫للش َّراب‬
‫ٍ‬
‫صفيق)‬ ‫ٍ‬
‫(وجورب‬ ‫الخفيف الذي يمكن أن يصف البشرة أو يكون غير صفيق‪،‬‬
‫كما ذكرنا‪ ،‬أي‪ :‬ثخين (‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬شرح زاد المستقنع للشنقيطي (‪ ،10 /14‬برتقيم الشاملة آليا)‪.‬‬


‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪100‬‬

‫من فتاوى دار اإلفتاء املصرية‬

‫‪ ‬السؤال‬
‫سائل(‪)1‬عندما يحين فصل الشتاء يحصل ىف أصابع رجليه انتفاخ‪ ،‬وبين‬
‫األصابع وبعضها عبارة عن حاجة بيضاء وتؤلمه وخصوصا عندما ينام بالليل‬
‫وال ينقطع هذا األلم إال بعد أن يظل يدلك رجليه ويحك كل واحدة باألخرى‬
‫لمدة ساعة أو ساعتين قبل النوم كل ليلة‪ ،‬وقد عر‪ ،‬حالته هذه على طبيب‬
‫فكتب له على دواء استعمله فلم يفده شيئا‪ ،‬فعاد للطبيب مرة أخرى فنصحه‬
‫الطبيب ىف هذه المرة بأن يمنع غسل رجليه ىف الوضوء فلما منع عن رجليه‬
‫غسلهما بالماء عند الوضوء ارتاح وزال عنه األلم‪.‬‬
‫فالسائل اآلن يمشى على الطريقة اآلتية وهى أنه يتوضأ وضوءا كامال‬
‫ويغسل رجليه بالماء ويصلى الفجر ثم يدهن ما بين أصابعه بالدواء ويلبس‬
‫الجورب ثم يتوضأ لصالة الظهر ولبقية األوقات وال يغسل رجليه بالماء ىف‬
‫الوضوء وإنما يمسح فوق الجورب من فوق الرجل من األمام وهكذا‪ ،‬ويظل‬
‫يستعمل هذه الطريقة طوال فصل الشتاء‪ ،‬أما ىف فصل الصيف فإنه يتوضأ لكل‬
‫األوقات وضوءا كامال ويغسل رجليه ىف كل وضوء بالماء‪.‬‬
‫وهو يسأل ما هو حكم الشرع الحنيف ىف هذه المسألة‪ ،‬وهل ما يفعله‬

‫(‪ )1‬فتوى رقم ‪ ،643‬سجل ‪ ،106‬المفتي أحمد هريدي‪ 92 ،.‬يناير ‪1232‬م‪.‬‬


‫‪101‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫صواب يقره الدين أم هو خطأ يجب أن يعدل عنه‬


‫‪ ‬الجواب‪:‬‬
‫المقرر شرعا ىف فقه الحنفية أنه ال يجوز المسح على الجوربين عند أبى‬
‫حنيفة إال أن يكونا مجلدين أو منعلين‪ ،‬وقال الصاحبان (محمد وأبو يوسف)‬
‫يجوز المسح عليهما إذا كان ثخينين ال يشفان (ولما روى أن النبى ﷺ مسح‬
‫على جوربيه) وألنه يمكن المشى فيهما إذا كانا ثخينين وهو أن يستمسك على‬
‫الساق من غير أن يربط بشىء فأشبه الخف وله أنه ليس ىف معنى الخف ألنه ال‬
‫يمكن مواظبة المشى فيه إال إذا كان منعال وهو محمل الحديث وعن أبى حنيفة‬
‫أنه رجع إلى قول الصاحبين وعليه الفتوى‪.‬‬
‫هذا هو حكم الشرع ىف المسح على الجوربين ىف الحالة العادية للشخص‬
‫الذى ال عذر له ىف المسح على الجوربين وهو أنه يجوز المسح على الجوربين‬
‫شرعا ويقوم مقام الغسل بالماء ألى شخص سليما كان أو مريضا بشرط أن‬
‫يكون الجوربان ثخينين ال يشفان الماء‪ ،‬وهذا على القول المفتى به ىف مذهب‬
‫اإلمام أبى حنيفة النعمان‪.‬‬
‫وىف حادثة السؤال يقرر السائل أن برجليه مرضا وأن غسلهما بالماء يزيد من‬
‫مرضهما ويؤلمه جدا ىف فصل الشتاء‪ ،‬فيكون الدافع إلى المسح على الجوربين‬
‫أقوى‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم يجوز للسائل شرعا أن يمسح على الجوربين بشرط أن‬
‫يكون الجوربان ثخينين ال يشفان الماء ويكون المفرو‪ ،‬عليه ىف المسح‬
‫عليهما ثالثة أصابع من أصابع اليد (كالمسح على الخفين) ويكون المسح‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪109‬‬

‫عليهما خطوطا باألصابع يبدأ من قبل األصابع إلى الساق ويكون المسح على‬
‫ظاهرهما‪.‬‬
‫ومن هذا يعلم الجواب عما جاء بالسؤال‪ .‬واهلل سبحانه وتعالى أعلم (‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬فتاوى دار اإلفتاء المصرية (‪(.)979 /1‬ط ‪.‬القاهرة‪1461‬هـ ـ ‪9010‬م)‪.‬‬


‫‪106‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫من فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر‬


‫(رئيس جلنة الفتوى باألزهر الشريف سابقًا)‬

‫س‪ :‬هل يجوز المسح على الجورب بدل غسل الرجلين يف الوضوء؟ وهل‬
‫يكتفى بمسح غطاء الرأس بدل مسح الرأس؟‬
‫ج‪ :‬المسح على الخفين بدل غسل الرجلين يف الوضوء ثابت بالسنة‬
‫الصحيحة‪ ،‬سواء كان لحاجة أم ال‪ ،‬وجعله بعض العلماء من المتواتر الذي ال‬
‫يجوز إنكاره‪ ،‬والخف حذاء مصنوع من الجلد أو من مادة أخرى تشبهه كاللبد‬
‫والجوخ والقطن‪ ،‬ويسمى المتخذ من هذه المواد جوربا‪ ،‬والمسح على‬
‫الجورب ثابت أيضا عن كثير من الصحابة‪ ،‬وعن المغيرة بن شعبة أن رسول اهلل‬
‫ﷺ توضأ ومسح على الجوربين والنعلين رواه أحمد وابن ماجه والرتمذي‬
‫وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وضعفه أبو داود‪ ،‬قال العلماء ويشرتط يف صحة المسح‬
‫على الجورب أن يكون ثخينا‪ ،‬فال يصح المسح على الرقيق الذي ال يثبت على‬
‫الرجل بنفسه من غير رباط‪ ،‬وال على الرقيق الذي ال يمنع وصول الماء إلى ما‬
‫تحته‪ ،‬وال على الشفاف الذي يصف ما تحته رقيقا كان أو ثخينا‪ ،‬ولم يخالف‬
‫أحد من األئمة األربعة يف ذلك‪ ،‬بل زاد المالكية يف الجورب أن ُيجلد ظاهره‬
‫وهو ما يلي السماء‪ ،‬وباطنه هو ما يلي األر‪ ،،‬وعلى هذا فال يجوز المسح على‬
‫الجوارب المعروفة اآلن ما دامت تنفذ وصول الماء؛ ألن القصد األساس من‬
‫المسح هو عدم وصول الماء إلى الجسم‪ ،‬فإن كانت بالمواصفات المذكورة فال‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪104‬‬

‫بأس بالمسح عليها‪ ،‬وال ينبغي أن يؤخذ جواز المسح عليها على إطالقه‪ ،‬وال أن‬
‫تكون التسمية لمجرد الشبه كافية يف اإللحاق بالمشبه به يف الحكم‪ ،‬فكم يف‬
‫التسمية من تجاوزات‪ ،‬وكم فيها من االعتماد على أدنى مالبسة مع المخالفة يف‬
‫األمور الجوهرية (‪.)1‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر ‪.934/1‬‬


‫‪105‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫اخلامتـــة‬

‫أرسل اهلل تعالى رسوله ﷺ وأنزل عليه يف كتابه آية الوضوء تبين الواجبات‬
‫يف دقة‪ ،‬وأنه ينبغي صيانة التكليف من العبث هبا والتفريط يف حقوقها‪ ،‬وأوجبت‬
‫اآلية غسل القدمين‪ ،‬و ُتوعد بالنار من ترك موضعا من قدمه‪ ،‬لم يصبها الماء‪،‬‬
‫وجاز المسح على الخفين لما وردت السنة المتواترة بذلك‪ ،‬والنبي ﷺ مبين‬
‫عن اهلل تعالى‪ ،‬فما كان يف معنى الخفين كان ذلك إذنا بتعدية حكم المسح إليه؛‬
‫لفقدان النص الصحيح يف الجوربين‪ ،‬وقد قال أبو حنيفة ‪ $ -‬تعالى ‪ :-‬ما‬
‫قلت بالمسح (على الخفين) حتى جاءين فيه مثل ضوء النهار(‪.)1‬‬
‫وقد ثبت يقينا بما سيق من أقوال العلماء‪ ،‬أنه لم يثبت عن أحد من العلماء‬
‫بالقول بجواز المسح على الجورب الرقيق قبل ابن حزم (المتوىف‪453 :‬هـ)‪،‬‬
‫فهو محجوج بإجماع من قبله(‪ ،)9‬والظاهر أن الخالف يف ذلك غير معترب‪ ،‬إن‬
‫األمر ال نقول فيه خالف كخالف من هوى ساجدا‪ ،‬هل يضع ركبتيه قبل يديه أم‬
‫يديه قبل ركبتيه‪ ،‬بل األمر يتعلق بشرط صحة الصالة‪ .‬فال ينبغي على العبد‬

‫(‪ )1‬المبسوط للسرخسي (‪.)24 /1‬‬


‫(‪ )9‬الظاهرية ال ُيعتد بخالفهم‪ ،‬قال النووي‪ :‬داود ال تضر مخالفته يف انعقاد اإلجماع على‬
‫المختار الذي عليه المحققون واألكثرون‪ُ .‬ينظر‪ :‬شرح النووي على مسلم (‪.)149 /6‬‬
‫وداود إمام مذهب الظاهرية المتوىف قبل ابن حزم بمائتي سنة‪ ،‬اشرتط أن يكونا ثخينين‪ ،‬قال‬
‫اإلمام العيني‪ :‬وبقولهما (قاال‪ :‬يجوز إذا كانا ثخينين) قال أحمد‪ ،‬وداود‪ .‬ينظر‪ :‬البناية‬
‫شرح الهداية (‪.)304 /1‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪103‬‬

‫المسلم أن يتجاسر ويمسح على جوارب زماننا المعروفة بالرقة ونفاذية الماء‪،‬‬
‫إن األمر يف شروط صحة الصالة (الطهارة)‪،‬‬
‫إن من قال من المعاصرين بجواز المسح على الجوربين مطلقا [بدون شرط‬
‫الثخانة‪ ،‬أو التنعيل‪ ،‬أو التجليد‪ ،‬أو الصفاقة] ليس معهم دليل من كتاب أو سنة‬
‫أو إجماع أو قياس صحيح‪ ،‬فكيف يرتك ظاهر القرآن وفهم األئمة المتبوعين‬
‫لظنون وأوهام‪.‬‬
‫*الصلوات الخمس الركن الثاين من أركان اإلسالم‪ ،‬الصالة ُمخرقة زدناها‬
‫خروقا بطهارة ال تصح على جميع أقوال أهل العلم السابقين‪ ،‬ـ المسح على‬
‫الشراب ـ ومخالفة ظاهرة للقرآن المنزل على النبي ﷺ‪ ،‬فعرضنا صالة‬
‫المسلمين للبطالن‪ ،‬وأبدانهم للتلف واألمراض‪ ،‬فالرطوبة يف مواطن السجود‬
‫بيئة خصبة لنقل للميكروبات‪ ،‬فيمسح على الشراب العفن الكريه الرائحة ويضع‬
‫المسلمون جباههم موضع ذلك القذر ـ وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫‪ ‬تنبيه‪:‬‬
‫يعرضوا صالة المأمومين‬
‫ينبغي ألئمة المساجد أن يتقوا اهلل تعالى وال ِّ‬
‫للبطالن‪ ،‬فإن من شروط صحة صالة المأموم أن يعتقد صحة صالة إمامه(‪،)1‬‬
‫فإن أراد أن يرتخص ويقلد بعض المعاصرين يف المسح على الجورب الرقيق‬
‫فليكن ذلك يف خويصة نفسه‪ ،‬صالته لنفسه ال صالته للناس‪ ،‬ولو ادعى أحد بأن‬

‫(‪ )1‬المجموع شرح المهذب (‪.)914 /6‬‬


‫‪107‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫الخالف سائغ‪ ،‬فال يجوز أن يسبب ضررا لغيره بتعريضه لألمرا‪ ،‬واألوبئة‪،‬‬
‫فال ضرر وال ضرار‪ ،‬وكذلك ُينبه المصلون أن يتقوا اهلل يف طهارهتم‪ ،‬ويتقوا اهلل‬
‫يف عمارة المساجد بطهارهتا ورفع األذى والقذى منها‪ ،‬وعدم وطء فرش‬
‫المساجد بتلك الجوارب المبتلة العفنة كريهة الرائحة ثم يضع المسلمون‬
‫جباههم على ذلك القذى‪ ،‬واألدهى نسبة هذا الفعل المشين ليسر اإلسالم‬
‫وسماحته‪ ،‬وإنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬والحمد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪104‬‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ - 1‬اإلجماع البن المنذر ت فؤاد ط المسلم‬
‫‪ - 9‬أحكام القرآن البن العربي ط العلمية‬
‫‪ - 6‬أحكام القرآن للجصاص ط العلمية‬
‫‪ - 4‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية للربهان ابن القيم‬
‫‪ - 5‬أساس البالغة‬
‫‪ - 3‬االستذكار‬
‫‪ - 7‬أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن‬
‫‪ - 4‬اإلقناع يف مسائل‬
‫‪ - 2‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من الخالف‬
‫‪ - 10‬أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري)‬
‫‪ - 11‬األوسط يف السنن واإلجماع واالختالف‬
‫‪ - 19‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري‬
‫‪ - 16‬بحر المذهب للروياين‬
‫‪ - 14‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‬
‫‪102‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ - 15‬البناية شرح الهداية‬


‫‪ - 13‬تحرير الفتاوى تحفة األحوذي‪.‬‬
‫‪ - 17‬تحفة األحوذي‪.‬‬
‫‪ - 14‬تحفة األشراف بمعرفة األطراف‬
‫‪ - 12‬تحفة التحصيل يف ذكر رواة المراسيل‬
‫‪ - 90‬تحقيق المسح على الجوربين والنعلين‬
‫‪ - 91‬تفسير الطربي = جامع البيان ت شاكر‬
‫‪ - 99‬تقريب التهذيب‬
‫‪ - 96‬التقريرات السنية شرح المنظومة البيقونية للشيخ حسن بن محمد‬
‫المشاط المالكي(ت‪1622 :‬هـ)‬
‫‪ - 94‬التلخيص الحبير ط العلمية‬
‫‪ - 95‬التلخيص يف معرفة أسماء األشياء‬
‫‪ - 93‬التمييز لمسلم‬
‫‪ - 97‬التنبيه على مبادئ التوجيه ‪ -‬قسم العبادات‬
‫‪ - 94‬هتذيب التهذيب‬
‫‪ - 92‬هتذيب الكمال يف أسماء الرجال‬
‫‪ - 60‬هتذيب اللغة‬
‫‪ -61‬الجرح والتعديل البن أبي حاتم‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪110‬‬

‫‪ - 69‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير = بلغة السالك ألقرب المسالك‬


‫‪ - 66‬حلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء ط الرسالة الحديثة‬
‫‪ - 64‬خالصة األحكام‬
‫‪ - 65‬الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار)‬
‫‪ - 63‬الدراية يف تخريج أحاديث الهداية‬
‫‪ - 67‬ديوان الضعفاء للذهبي‬
‫‪ - 64‬سبل السالم‬
‫‪ - 62‬سنن ابن ماجه‬
‫‪ - 40‬سنن أبي داود ت األرنؤوط‬
‫‪ - 41‬سنن الرتمذي‬
‫‪ - 49‬السنن الكربى للبيهقي‬
‫‪ - 46‬سنن النسائي‬
‫‪ - 44‬سير أعالم النبالء ط الرسالة‬
‫‪ - 45‬شرح العمدة البن تيمية ‪ -‬كتاب الطهارة‬
‫‪ - 43‬شرح زاد المستقنع للشنقيطي (برتقيم الشاملة آليا)‪.‬‬
‫‪ - 47‬صحيح ابن خزيمة‬
‫‪ - 44‬صحيح البخاري‬
‫‪ - 42‬الضعفاء الكبير للعقيلي‬
‫‪111‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ - 50‬العدة يف شرح العمدة يف أحاديث األحكام البن العطار‬


‫‪ - 51‬علل الدارقطني‬
‫‪ - 59‬العناية شرح الهداية‬
‫‪ - 56‬عون المعبود وحاشية ابن القيم‬
‫‪ - 54‬العين‬
‫‪ - 55‬غريب الحديث إلبراهيم الحربي‬
‫‪ - 53‬غريب الحديث للخطابي‬
‫‪ - 57‬غريب الحديث للقاسم بن سالم‬
‫‪ - 54‬الفائق يف غريب الحديث‬
‫‪ - 52‬الفتاوى اإلسالمية من فتاوى دار اإلفتاء المصرية‪.‬ط القاهرة‪9010‬م‪.‬‬
‫‪ - 30‬فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر (رئيس لجنة الفتوى باألزهر الشريف‬
‫ساب ًقا)‪.‬‬
‫‪ - 31‬فتح الباري البن حجر‬
‫‪ - 39‬فتح العزيز بشرح الوجيز = الشرح الكبير للرافعي‬
‫‪ - 36‬الكايف يف فقه اإلمام أحمد‬
‫‪ - 34‬كشاف القناع عن متن اإلقناع‬
‫‪ - 35‬الكنى واألسماء للدوالبي‬
‫‪ - 33‬لسان العرب‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪119‬‬

‫‪ - 76‬المبدع يف شرح المقنع‬


‫‪ - 74‬المبسوط للسرخسي‬
‫‪ - 75‬مجمع األهنر يف شرح ملتقى األبحر‬
‫‪ - 73‬مجموع الفتاوى‬
‫‪ - 77‬المجموع شرح المهذب‬
‫‪ - 74‬المخصص‬
‫‪ - 72‬المدونة‬
‫‪ - 40‬المراسيل البن أبي حاتم‬
‫‪ - 41‬المراسيل ألبي داود‬
‫‪ - 49‬المستدرك على الصحيحين للحاكم‬
‫‪ - 46‬مسند أحمد ط الرسالة‬
‫‪ - 44‬مسند الروياين‬
‫‪ - 45‬مسند الشاميين للطرباين‬
‫‪ - 43‬المسودة يف أصول الفقه‬
‫‪ - 47‬مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه‬
‫‪ - 44‬مصنف ابن أبي شيبة‬
‫‪ - 42‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين‬
‫‪ - 20‬المعجم األوسط للطرباين‬
‫‪116‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫‪ - 21‬معجم اللغة العربية المعاصرة‬


‫‪ - 29‬معجم متن اللغة‬
‫‪ - 26‬المعونة على مذهب عالم‬
‫‪ - 24‬المغني البن قدامة‬
‫‪ – 25‬األصول المصفى المحلى يف أبواب القياس‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬أسامة عبد العظيم‪.‬‬
‫‪ - 23‬منح الجليل شرح مختصر خليل‬
‫‪ - 27‬موسوعة أقوال اإلمام أحمد بن حنبل يف رجال الحديث وعلله‬
‫‪ -24‬موطأ مالك ت األعظمي‬
‫‪ - 22‬ميزان االعتدال‬
‫‪ - 100‬النهاية يف غريب الحديث واألثر‬
‫‪ - 101‬الهداية يف شرح بداية المبتدي‬
‫والمصادر والمراجع طبعتها موافقة لرتقيم الشاملة آليا‪.‬‬

‫ت محمول الشيخ‪ /‬محسن عيسى ‪11119882581‬‬


‫للتواصي بالحق‪ ،‬وسدا للخلل بالبحث‪.‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪114‬‬
‫‪115‬‬ ‫حكم املسح على اجلوربني‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫مقدمة ‪5.......................................................................‬‬
‫تمهيد تحرير محل النزاع‪4.....................................................‬‬
‫المبحث األول أقوال أصحاب المذاهب ‪19 ...................................‬‬
‫المبحث الثاين األدلة على عدم جواز المسح على الجوارب المعروفة اآلن‬
‫والتي ال يمكن ألحد متابعة المشي فيها ‪99 ....................................‬‬
‫المبحث الثالث أدلة المجيزين من المعاصرين على جواز المسح على‬
‫الجوارب المعروفة يف زماننا ‪60 ...............................................‬‬
‫المبحث الرابع المسح على النعلين ‪21 ........................................‬‬
‫مسألة هل تجورب رسول اهلل ﷺ؟‪25 .........................................‬‬
‫المبحث الخامس أقوال بعض العلماء المعاصرين يف المسح على الجوربين ‪27‬‬
‫من فتاوى دار اإلفتاء المصرية‪100 ............................................‬‬
‫من فتاوى الشيخ‪ /‬عطية صقر (رئيس لجنة الفتوى باألزهر الشريف ساب ًقا)‬
‫‪106 .........................................................................‬‬
‫الخاتمـــة ‪105 ................................................................‬‬
‫حكم املسح على اجلوربني‬ ‫‪113‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع ‪104 ...............................................‬‬


‫فهرس الموضوعات ‪115 .....................................................‬‬

‫‪‬‬

You might also like