Professional Documents
Culture Documents
004 021
004 021
إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده
اهلل فال مضل له ،ومن يض لل فال ه ادي له ،وأش هد أن ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك له ،وأش هد أن حمم داً
عب ده ورس وله وص فيه وخليله وأمينه على وحيه ومبلغ الن اس ش رعه ؛ فص لوات اهلل وس المه عليه وعلى آله
وأصحابه أمجعني.
أما بعد عب اد اهلل :فأوص يكم ونفسي بتق وى اهلل ف إن من اتقى اهلل وق اه وه داه إىل ص احل أمر دينه ودني اه ,مث
اعلموا رمحكم اهلل أن من القصص العجيب الذي أعاده اهلل يف القرآن وثـنَّاه قصة موسى عليه السالم مع فرعون
لكوهنا مشتملة على ِحك ٍم عظيمة وعرَبٍ بالغة وعظ ات مؤثرة ,وفيها نب أه س بحانه مع املؤم نني والظ املني ب إعزاز
ب ْال ُمبِ ِ
ين ( )2نَ ْتلُو َعلَ ْي َ
ك ِم ْن نَبَ ِإ ُم َ
وس ى ات ْال ِكتَا ِ املس لمني ونص رهم وإذالل الك افرين وخ ذالهنم ﴿ تِ ْل َ
ك آيَ ُ
ض َو َج َع َل َأ ْهلَهَا ِشيَعًا يَ ْستَضْ ِع ُ
ف طَاِئفَ ةً ِم ْنهُ ْم ون (ِ )3إ َّن فِرْ َع ْو َن َعاَل فِي اَأْلرْ ِ َوفِرْ َع ْو َن بِ ْال َح ِّ
ق لِقَ ْو ٍم يُْؤ ِمنُ َ
ين ﴾ [القص ص ]٤-2:وملا أراد اهلل ج ل وعال إنق اذ ه ذا
ّ ان ِم َن ْال ُم ْف ِس ِد َ
يُ َذبِّ ُح َأ ْبنَ ا َءهُ ْم َويَ ْس تَحْ يِي نِ َس ا َءهُ ْم ِإنَّهُ َك َ
الشعب من ظلم فرعون وطغيانه وتكربه وعدوانه أجرى سبحانه من األسباب العظيمة ما مل يشعر به فرعون وال
أولي اؤه وال أع داؤه ؛ حيث أمر س بحانه َّأم موسى عليه الس الم أن تضع ولي دها موسى يف ت ٍ
ابوت مغلق مث تلقيه
ويس لَم من كي دهم وأنه س بحانه
ريده إليها وأنه س يكرب ْ
وبش رها بأنه س ُّ
يف اليم ووع دها تب ارك وتع اىل حبفظه َّ
ين ﴾ [القصص ]٧:ففعلت ماْك َو َجا ِعلُوهُ ِم َن ْال ُمرْ َسلِ َ
سيجعله من املرسلني ﴿ َواَل تَ َخافِي َواَل تَحْ َزنِي ِإنَّا َرا ُّدوهُ ِإلَي ِ
ريب من فرع ون وآله ﴿ان ق ٍ ُأم رت به وس اق اهلل ج ل وعال ه ذا الت ابوت وبداخله موسى عليه الس الم إىل مك ٍ
ّ
ون لَهُ ْم َع ُد ًّوا َو َح َزنًا ﴾ [القص ص ]٨:ويف ه ذا عب اد اهلل أن احلذر ال ينفع من الق در ؛ ف إن فَ ْالتَقَطَهُ آ ُل فِرْ َع ْو َن لِيَ ُك َ
ال ذي خ اف منه فرع ون وقتَّل أبن اء بين إس رائيل ألجله قيّض اهلل ج ّل وعال أن ينشأ يف بيته وي رتعرع حتت ي ده
وعلى نظ ره وكفالته ,ومن لطف اهلل مبوسى عليه الس الم وأمه أن منعه من قب ول الرض اعة من ث دي أي ام رأة ؛
ت هَ لْ َأ ُدلُّ ُك ْم
ف أخرجوه إىل الس وق لعلهم جيدون من يقبل منها الرض اع فج اءت أختُه وهو بتلك احلال ﴿فَقَالَ ْ
ُون﴾[القص ص ]١٢:فاش تملت مقالتها على ه ذا ال رتغيب يف أهل ه ذا اص ح َ َعلَى َأ ْه ِل بَ ْي ٍ
ت يَ ْكفُلُونَهُ لَ ُك ْم َوهُ ْم لَهُ نَ ِ
وحسن الكفالة ﴿فَ َر َد ْدنَاهُ ِإلَى ُأ ِّم ِه َك ْي تَقَ َّر َع ْينُهَا َواَل تَحْ َز َن َولِتَ ْعلَ َم
ال بيت وبي ان ما هم عليه من متام احلفظ ُ
ق َولَ ِك َّن َأ ْكثَ َرهُ ْم اَل يَ ْعلَ ُم َ
ون ﴾ [القص ص . ]١٣:وملا بلغ عليه الس الم أش ّده واس توى آت اه اهلل حكما َأ َّن َو ْع َد هَّللا ِ َح ٌّ
وعلما ؛ حكماً يعرف به األحكام ويفصل به بني الناس ،وعلماً كثرياً غزيرا .
1
مث جرت أحداث منها قتل موسى عليه السالم للقبطي ،وتشاور مأل فرعون مع فرعون على قتله واجتمع رأيهم
على ذلك ويبلغ موسى اخلرب فيخرج من مصر خائفاً ي رتقب ،ودعا اهلل ج ّل وعال ﴿ قَا َل َربِّ نَجِّ نِي ِم َن ْالقَ ْو ِم
جل وعال يف رحلته تلك بالزواج من امرأة صاحلة ،مث إنه سبحانه أكرمه الظَّالِ ِم َ
ين ﴾ [القص ص ، ]٢١:وأكرمه اهلل ّ
ك َعلَى النَّ ِ
اس بِ ِر َس ااَل تِي اص طَفَ ْيتُ َ
وس ى ِإنِّي ْ
ب أعظم كرامة وحب اه ب أعظم نعمة فجعله من املرس لني ﴿ يَا ُم َ
ين ﴾ [األع راف ]١٤٤:وأيَّده تب ارك وتع اىل ب احلجج الب اهرة وال رباهني
الش ا ِك ِر َ َوبِكَاَل ِمي فَ ُخ ْذ َما آتَ ْيتُ َ
ك َو ُك ْن ِم َن َّ
ب فَ َذانِ َ
ك ك ِم َن ال َّر ْه ِ اض ُم ْم ِإلَ ْي َ
ك َجنَا َح َ ك تَ ْخرُجْ بَ ْي َ
ضا َء ِم ْن َغ ْي ِر ُس و ٍء َو ْ الظ اهرة ﴿ ا ْسلُ ْك يَ َد َ
ك فِي َج ْيبِ َ
ين ﴾ [القص ص ، ]٣٢:وي أمره تب ارك وتع اىل بالتوجه ك ِإلَى فِرْ َع ْو َن َو َملَِئ ِه ِإنَّهُ ْم َكانُوا قَ ْو ًما فَ ِ
اسقِ َ ان ِم ْن َربِّ َ
بُرْ هَانَ ِ
إىل فرع ون لدعوته وأمَره أن يق ول له ق والً ليَّنا لعلّه يت ذ ّكر أو خيشى ،ويطلب موسى عليه الس الم من اهلل أن
ون ()33 اف َأ ْن يَ ْقتُلُ ِ ت ِم ْنهُ ْم نَ ْف ًس ا فََأ َخ ُ
يعينه على ما محَّله وأن يس ّدده فيما و َكل إليه ﴿ قَ ا َل َربِّ ِإنِّي قَتَ ْل ُ
ُون﴾[القص ص، ]٣٤-٣٣: اف َأ ْن يُ َك ِّذب ِ ُص ِّدقُنِي ِإنِّي َأ َخ ُص ُح ِمنِّي لِ َسانًا فََأرْ ِس ْلهُ َم ِع َي ِر ْد ًءا ي َ
ُون هُ َو َأ ْف َ
َوَأ ِخي هَار ُ
ون ِإلَ ْي ُك َما بِآيَاتِنَا َأ ْنتُ َما َو َم ِن ك َونَجْ َع ُل لَ ُك َما س ُْلطَانًا فَاَل يَ ِ
ص لُ َ ك بَِأ ِخي َ فأجابه اهلل فيما سأل ﴿ قَا َل َسنَ ُش ُّد َع ُ
ض َد َ
ُون﴾[القصص. ]٣٥: اتَّبَ َع ُك َما ْال َغالِب َ
ت املهمة وأداء ه ذا املطلب العظيم ﴿ ْاذهَبْ َأ ْن َ وي أيت األمر اإلهلي إىل موسى وأخيه عليه الس الم إلنف اذ ه ذه ّ
ك بِآيَاتِي َواَل تَنِيَا فِي ِذ ْك ِري (ْ )42اذهَبَا ِإلَى فِرْ َع ْو َن ِإنَّهُ طَ َغى ( )43فَقُواَل لَهُ قَ ْواًل لَيِّنًا لَ َعلَّهُ يَتَ َذ َّك ُر َوَأ ُخو َ
ط َغى ( )45قَ ا َل اَل تَ َخافَا ِإنَّنِي َم َع ُك َما َأ ْس َم ُع اف َأ ْن يَ ْف ُرطَ َعلَ ْينَا َأ ْو َأ ْن يَ ْ َأ ْو يَ ْخ َشى ( )44قَ ااَل َربَّنَا ِإنَّنَا نَ َخ ُ
ك ك بِآيَ ٍة ِم ْن َربِّ َ ك فََأرْ ِسلْ َم َعنَا بَنِي ِإ ْس َراِئي َل َواَل تُ َع ِّذ ْبهُ ْم قَ ْد ِجْئنَ ا َ َوَأ َرى ( )46فَْأتِيَاهُ فَقُواَل ِإنَّا َر ُسواَل َربِّ َ
ب َوتَ َولَّى ﴾ [ط ه ]٤٨-٤2:؛ هبذا اب َعلَى َم ْن َك َّذ َ َوال َّساَل ُم َعلَى َم ِن اتَّبَ َع ْالهُ َدى (ِ )47إنَّا قَ ْد ُأ ِ
وح َي ِإلَ ْينَا َأ َّن ْال َع َذ َ
شجاعة ٍ
وقوة وثبات لتبليغ رسالة اهلل ٍ بكل
جل وعال .ويتوجه موسى وأخوه هارون عليهما السالم ّ
أمرمها اهلل ّ
وتنفيذ أمره سبحانه.
عب اد اهلل :لقد أرسل اهلل موسى عليه الس الم باآلي ات العظيمة واحلجج الب اهرة إىل فرع ون ال ذي تكرّب على املأل
وق ال هلم ﴿ َأنَا َربُّ ُك ُم اَأل ْعلَى﴾ [النازع ات ]٢٤:فج اء موسى باآلي ات البين ات ودع اه إىل توحيد رب األرض
والس موات ،فق ال فرع ون متك رباً وجاح دا ؛ ق ال ملوس ىَ ﴿ :و َما َربُّ ْال َعالَ ِمين ﴾ [الش عراء ]٢٣:ف أنكر فرع ون
جحداً وعنادا الرب العظيم الذي قامت بأمره األرض والسموات وكان له آية يف كل شيء من املخلوقات ،
عراء ]٢٤:ففي الس موات [الش ين ﴾ ت َواَأْلرْ ِ
ض َو َما بَ ْينَهُ َما ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ُم وقِنِ َ فأجابه موسى هو َ ﴿ :ربُّ َّ
الس َما َوا ِ
واألرض وما بينهما من اآليات ما يوجب اإليقان للموقنني ،فقال فرعون ملن حوله ساخراً ومستهزًئا مبوسى:
ذكره موسى بأص له وأنه خمل وق من الع دم وص ائر إىل الع دم كما ِ
عُدم آب اؤه ﴿ َأاَل تَ ْستَ ِمع َ
ُون ﴾ [الش عراء ]٢٥:ف َّ
ٌ
2
فادعى دعوى الكافر
ت فرعون َّ األولون فقال موسى هو ﴿ َربُّ ُك ْم َو َربُّ آبَاِئ ُك ُم اَأْل َّولِ َ
ين ﴾ [الش عراء ]٢٦:وحينئذ هُب َ
ون ﴾ [الش عراء ]٢٧:؛ فطعن بالرسول ِ
واملرس ل ،فرد موسى املغبون فقالِ ﴿ :إ َّن َرسُولَ ُك ُم الَّ ِذي ُأرْ ِس َل ِإلَ ْي ُك ْم لَ َمجْ نُ ٌ
ق َو ْال َم ْغ ِر ِ
ب َو َما بَ ْينَهُ َما ِإ ْن ُك ْنتُ ْم عليه ذلك وبنَّي له أن اجلن ون حق اً إمنا هو إنك ار اخلالق فق الَ ﴿ :ربُّ ْال َم ْش ِر ِ
رد احلق جلأ إىل ما جلأ إليه الع اجزون املتك ربون من اإلره اب تَ ْعقِلُ َ
ون ﴾ [الش عراء ، ]٢٨:فلما عجز فرع ون عن ّ
ين ﴾ ك ِم َن ْال َم ْس جُونِ َ ت ِإلَهًا َغ ْي ِري َأَلجْ َعلَنَّ َوالس جن وخ اب ؛ فق ال﴿ :لَِئ ِن اتَّ َخ ْذ َ فتوعد موسى باالعتق ال َّ ّ
وربَاطة قلب ي أيت باآلي ات كالش مس وفرع ون حياول بكل ٍ
[الش عراء ]٢٩:وما زال موسى عليه الس الم بكل ثب ات َ
ص َر َوهَ ِذ ِه ك ِم ْ ْس لِي ُم ْل ُ الرد والطمس حىت ق ال لقومه ﴿ :قَا َل يَا قَ ْو ِم َألَي َ َجه ده ودعاياته أن يقضي عليها ب ّ
ين ﴾ يقصد موسى عليه ُون (َ )51أ ْم َأنَا َخ ْي ٌر ِم ْن هَ َذا الَّ ِذي هُ َو َم ِه ٌ ْص ر َاَأْل ْنهَ ا ُر تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِي َأفَاَل تُب ِ
ب َأ ْوين ( )52فَلَ ْواَل ُأ ْلقِ َي َعلَ ْي ِه َأ ْس ِو َرةٌ ِم ْن َذهَ ٍ الس الم ﴿ َأ ْم َأنَا َخ ْي ٌر ِم ْن هَ َذا الَّ ِذي هُ َو َم ِه ٌ
ين َواَل يَ َك ا ُد يُبِ ُ
آس فُونَا
ين ( )54فَلَ َّما َ ف قَ ْو َم هُ فََأطَ ا ُعوهُ ِإنَّهُ ْم َك انُوا قَ ْو ًما فَ ِ
اس قِ َ اس تَ َخ َّ ين ( )53فَ ْ َجا َء َم َعهُ ْال َماَل ِئ َكةُ ُم ْقتَ ِرنِ َ
ين ﴾ [الزخرف]٥6–٥١: ين ( )55فَ َج َع ْلنَاهُ ْم َسلَفًا َو َمثَاًل لِآْل ِخ ِر َا ْنتَقَ ْمنَا ِم ْنهُ ْم فََأ ْغ َر ْقنَاهُ ْم َأجْ َم ِع َ
ري بقومه ليالً من عب اد اهلل :وك ان من قصة إغ راقهم أن اهلل جل وعال أوحى إىل موسى عليه الس الم أن يس َ
فاهتم لذلك فرعون اهتماماً عظيما فأرسل يف مجيع مدائن مصر أن حُي َش ر الناس للوصول إليه ألم ٍر يريده ، مصر ّ
فجمع فرع ون قومه وخرج وا يف إثْر موسى متجهني إىل جهة البحر األمحر ﴿ فَلَ َّما تَ َرا َءى ْال َج ْم َع ِ
ان قَ ا َل
َأصْ َحابُ ُمو َسى ِإنَّا لَ ُم ْد َر ُك َ
ون ﴾ [الش عراء ]٦١:؛ البحر من أمامنا ف إن خض ناه غرقنا ،وفرع ون وقومه خلفنا ف إن
وقفنا أدر َكنا فق ال موسى عليه الس المَ ﴿ :كاَّل ِإ َّن َم ِع َي َربِّي َسيَ ْه ِد ِ
ين ﴾ [الش عراء ، ]٦٢:فلما بلغ موسى البح َر
أم ره اهلل أن يض ربه بعص اه ،فض ربه ف انفلق البح ُر اثين عشر طريقا وص ار املاء الس يَّال بني ه ذه الط رق ك أطواد
البحر أن يعود إىل
جل وعال َ اجلبال ،فلما تكامل موسى وقومه خارجني وتكامل فرعون جبنوده داخلني أمر اهلل ّ
حاله ؛ فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من املغرقني .
عب اد اهلل :ت أملوا ه ذه القصة العجيبة وما فيها من العرب البالغة كيف ك ان فرع ون يقتل أبن اء بين إس رائيل خوف اً
من موسى ف رتىب موسى يف بيته حتت ِح ْجر امرأته ،وكيف قابل موسى ه ذا اجلب ار العنيد مص ِّرحاً معلن اً ب احلق
جل وعال منه . هاتفاً بالتوحيد ؛ أال إن ربكم اهلل رب العاملني ،صدع باحلق أمام هذا الطاغية فأجناه اهلل ّ
الطريق يبسا ال َو َحل فيه
ُ وتأملوا كيف كان املاء السيال شيئا جامداً كاجلبال بقدرة اهلل تبارك وتعاىل ،وكان
ّ
وحتول إىل ذلك يف احلال .
3
وتأملوا كيف أهلك اهلل هذا اجلبار العنيد مبثل ما كان يفتخر به ؛ فقد كان يفتخر على قومه باألهنار اليت جتري
جل وعال باملاء ،وال شك أن ظهور اآليات يف املخلوقات نعمة كربى يستحق الرب من حتته فأهلكه اهلل ّ
العظيم احلمد والشكر عليها خصوصا إذا كانت يف نصر أولياء اهلل وحزبه ودحر أعداء اهلل وحزبه ,ولذلك -
قدم النيب صلى اهلل عليه وسلم املدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من شهر حمرم ويقولون عباد اهلل -ملا ِ
يوم جنّى اهلل فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكرا ،فقال النيب صلى اهلل عليه وسلم إنه ٌ
صيَ ِام ِه )) ،وملا ُسئل صلى اهلل عليه وسلم عن
((حَنْن َأح ُّق مِب ُوسى ِمْن ُكم فَصامه صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّم وَأمر بِ ِ
ُ َ ْ َ َ َ َ ََ ْ َ َُ َ َ ُ َ
ب َعلَى اللَّ ِه َأ ْن يُ َكفَِّر َّ
السنَةَ الَّيِت َقْبلَهُ )) ؛ فينبغي عباد اهلل علينا أن حنافظ على صيام هذا صيامه قال ِ (( :
َأحتَس ُ
ْ
اليوم – اليوم العاشر من شهر اهلل احملرم -وكذلك نصوم اليوم الذي قبله اليوم التاسع ؛ وذلك لتحصل املخالفة
-خمالفة اليهود -اليت أمر هبا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم .
جل وعال أن
جل وعال أن يوزعنا وإياكم شكر نعمه ،وأن يعيننا وإياكم على طاعته ،ونسأله ّ هذا ونسأل اهلل ّ
ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه حممد صلى اهلل عليه وسلم وعباده املؤمنني .
أق ول ه ذا الق ول وأس تغفر اهلل يل ولكم ولس ائر املس لمني من كل ذنب فاس تغفروه يغفر لكم إنه هو الغف ور
الرحيم.
5
أنفس نا وإن مل تغفر لنا وترمحنا لنك ونن من اخلاس رين .ربنا آتنا يف ال دنيا حس نة ويف اآلخ رة حس نة وقنا ع ذاب
النار .
عباد اهلل :اذكروا اهلل يذكركم ،واشكروه على نعمه يزدكم َ ،ولَ ِذ ْك ُر هَّللا ِ َأ ْكبَ ُر َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم َما تَصْ نَع َ
ُون.
6