Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫مكتبة‬

‫دارالصحابة بالغيضة‬
a A

1
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪1444‬هـ ‪2022 -‬م‬

‫‪2‬‬
a A

3
a A

4
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والصاله والسالم على رسول‬ ‫احلمد هلل‬
‫اهلل وأشهد أن ال إله إال اهلل وأشهد أن حممدا عبده ورسوله للى اهلل عليه وسلم أما بعد‬
‫فهذه ترمجة خمتصرة لإلمام الرتمذي وجامعه نقدمها بني يدي درسنا هلذا الكتاب وأمسيتها‬
‫رفد احملتذي برتمجة مقدمة جامع اإلمام حممد بن عيسى الرتمذي مجعتها يف‬
‫مكة حرسها اهلل ومجيع بالد املسلمني مع زيادة يف‬
‫دار احلديث مبسجد الصحابة‬
‫واهلل املوفق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫فصل‬
‫اثبات حجية األحاديث النبوية و‬
‫وجوب العمل بها‬

‫الموضع الذي أبان‬


‫َ‬ ‫وفر ِضه وكتابه‪،‬‬
‫‪ k‬قال الشافعي‪ : ‬وضع اهلل رسوله من دينه ْ‬
‫وحرم من معصيته‪ ،‬وأبان من‬‫َّ‬ ‫جل ثناؤه أنه جعله َع َل ًما لدينه‪ ،‬بما افرتض من طاعته‪،‬‬
‫فضيلته‪ ،‬بما َق َرن من اإليمان برسوله مع اإليمان به‪.‬‬
‫فقال تبارك وتعاىل‪ { :‬ﱜ ﱝ ﱞ} [سورة النساء‪.]171:‬‬

‫{ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ‬
‫ﱐ } [سورة النور‪.]26:‬‬

‫َ‬
‫اإليمان باهلل ورسوله‪ ،‬فلو آمن عبد به‪،‬‬ ‫فجعل كمال ابتداء اإليمان‪ ،‬الذي ما سواه َت َبع له‪:‬‬
‫ولم يؤمن برسوله‪ :‬لم يقع عليه اسم كمال اإليمان أبد ًا‪ ،‬حتى يؤمن برسوله معه‪.‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل يف كل من امتحنه لإليمان‪.‬‬ ‫وهكذا َس َّن‬
‫الح َكم قال‪ ( :‬أ َت ْي ُ‬
‫ت‬ ‫أخربنا‪ :‬مالك عن هالل بن أسامة عن عطاء بن يسار عن ُع َمر بن َ‬
‫ول اهلل‪َ ،‬ع َل َّي َر َق َبةٌ‪َ ،‬أ َف َأ ْعتِ ُق َها؟ َف َق َال َل َها َر ُس ُ‬
‫ول اهلل ‪َ :‬أ ْي َن اهلل‬ ‫ار َي ٍة‪َ ،‬ف ُق ْل ُ‬
‫ت‪ :‬ي َا َر ُس َ‬ ‫رسول اهلل بِ َج ِ‬
‫َ‬

‫ول اهلل َق َال‪َ :‬ف َأ ْعتِ ْق َها ) ‪.‬‬ ‫ت‪َ :‬أن َ‬


‫ْت َر ُس ُ‬ ‫ت‪ :‬فِي السم ِ‬
‫اء‪َ .‬ف َق َال‪َ :‬و َم ْن َأنَا؟ َقا َل ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫؟ َف َقا َل ْ‬
‫يح َفظ‬ ‫ً‬
‫مالك لم ْ‬ ‫غير مالك‪ ،‬وأظن‬
‫قال الشافعي‪ :‬وهو"معاوية بن الحكم"‪ ،‬وكذلك رواه ُ‬
‫اسمه‪.‬‬
‫َ‬
‫قال الشافعي‪ :‬ففرض اهلل على الناس اتباع وحيه وسنن رسوله‪ .‬فقال يف كتابه‪{ :‬ﱤ ﱥ‬

‫ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ‬
‫ﱳ ﱴ ﱵ} [سورة البقرة‪.]161:‬‬

‫وقال جل ناؤه‪{ :‬ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ‬

‫ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ} [سورة البقرة‪.]151:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫وقال‪{:‬ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ‬

‫ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ}‬
‫[سورة آل عمران‪.]121:‬‬

‫وقال جل ثناؤه‪{ :‬ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ‬

‫ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ} [سورة اجلمعة‪.]6:‬‬

‫{ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ} [سورة البقرة‪.]631:‬‬

‫وقال‪ { :‬ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋﳌ ﳍ ﳎ ﳏ‬
‫ﳐ ﳑ ﳒ} [سورة النساء‪.]113:‬‬

‫{ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ‬
‫ﲐ ﲑ} [سورة األحزاب‪.]31:‬‬

‫فسمعت َم ْن ْأرضى من أهل العلم بال ُق َرآن‬


‫ُ‬ ‫فذكر اهلل الكتاب‪ ،‬وهو القرآن‪ ،‬وذكر ِ‬
‫الح ْك َمة‪،‬‬ ‫َ‬
‫يقول‪ :‬الحكمة سنة رسول اهلل‪ ،‬وهذا يشبه ما قال‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫وذكر اهلل منَّة على َخ ْلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة‪ ،‬فلم‬


‫َ‬ ‫ألن ال ُق َرآن ُذكر و ُأ ْتبِ َعتْه الحكمة‪،‬‬

‫َي ُج ْز ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬أن يقال الحكمة هاهنا إال سن ُة رسول اهلل‪.‬‬

‫وذلك أهنا مقرونة مع كتاب اهلل ‪ ،‬وأن اهلل افرتض طاعة رسوله‪ ،‬وحتَّم على الناس اتباع‬
‫فرض‪ ،‬إال لكتاب اهلل ‪ ،‬ثم سنة رسوله‪.‬‬
‫أمره‪ ،‬فال يجوز أن يقال لقول‪ٌ :‬‬
‫ل ِ َما وصفنا‪ ،‬من َّ‬
‫أن اهلل َج َع َل اإليمان برسوله مقرونًا باإليمان به‪ ،‬وسنة رسول اهلل ُم َب ِّينَة‬
‫خاصه وعا ِّمه‪ ،‬ثم قرن الحكمة هبا بكتابه‪ ،‬فاتبعها إياه‪،‬‬
‫عن اهلل معنى ما أراد‪ ،‬دليالً على ِّ‬
‫ولم يجعل هذا ألحد من خلقه غير رسوله‪ .‬اهـ [الرسالة للشافعي (‪)73 /1‬‬

‫‪7‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫فصل‬
‫يف ترمجة اإلمام الرتمذي‬

‫‪p‬‬ ‫‪ P‬امسه ونسبه‬


‫محمد بن عيسى بن َس ْو رة بن موسى بن الضحاك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو محمد بن عيسى بن يزيد‬
‫بن سورة بن السكن ‪ :‬الحافظ ‪ ،‬العلم ‪ ،‬اإلمام ‪ ،‬البارع ابن عيسى السلمي الرتمذي الضرير‬
‫مصنف " الجامع " ‪ ،‬وكتاب " العلل " ‪ ،‬وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪p‬‬ ‫مولده‬ ‫‪P‬‬


‫ولد يف حدود سنة عشر ومائتين‪.‬‬
‫اختلف فيه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬ولد أعمى ‪ ،‬والصحيح أنه أضر يف كربه ‪ ،‬بعد رحلته وكتابته العلم ‪.‬‬

‫‪ P‬رحلته وحفظه ‪p‬‬


‫ارتحللطلب العلم‪،‬فسمع بخراسان‪،‬والعراق‪،‬والحرمين‪،‬ولم‪.‬يرحل‪.‬إلى مصر‪،‬والشام ‪.‬‬‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫قال‪« ]22[: ‬كنت يف طريق مكة‪ ،‬فكتبت جزأين من حديث شيخ‪ ،‬فوجدته‬
‫فسألته‪ ،‬وأنا أظن أن الجزأين معي‪ ،‬فسألته‪ ،‬فأجابني‪ ،‬فإذا معي جزآن بياض‪ ،‬فبقي يقرأ‬
‫علي من لفظه‪ ،‬فنظر‪ ،‬فرأى يف يدي ور ًقا ً‬
‫بياضا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أما تستحي مني؟ فأعلمته بأمري‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬أحفظه كله‪.‬‬
‫قال‪ :‬اقرأ‪ .‬فقرأته عليه‪ ،‬فلم يصدقني‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫وقال‪ :‬استظهرت قبل أن تجيء؟‬
‫فقلت‪ :‬حدثني بغيره‪.‬‬
‫قال‪ :‬فحدثني بأربعين حدي ًثا‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬هات‪ .‬فأعدهتا عليه‪ ،‬ما أخطأت يف حرف»‪.‬‬

‫‪p‬‬ ‫شيوخه‬ ‫‪P‬‬


‫أشهرهم اإلمام أبو عبداهلل محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬ومسلم ابن الحجاج النيسابوري‬
‫صاحبي الصحيح‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وإسحاق بن رهويه‪،‬وسمع من كثير من مشايخهم‪.‬‬

‫‪p‬‬ ‫مؤلفاته‬ ‫‪P‬‬


‫‪ -2‬الشمائل المحمدية (مطبوع)‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجامع‪ ،‬وهو كتابنا هذا‪.‬‬

‫‪ -4‬علل الترمذي الكبير (مطبوع)‪.‬‬ ‫‪ -3‬الجرح والتعديل (مطبوع)‪.‬‬

‫‪ -6‬كتاب العلل الكبرى (مفقود)‪.‬‬ ‫‪ -5‬العلل الصغير (مطبوع)‪.‬‬

‫‪ -8‬كتاب التاريخ (مفقود)‪.‬‬ ‫‪ -7‬كتاب التفسير (مفقود)‪.‬‬

‫‪ - 9‬كتاب األسماء والكنى (مفقود)‬

‫‪p‬‬ ‫كتابه اجلامع‬ ‫‪P‬‬


‫اسمه «الجامع المختصر من السنن عن رسول اهلل ﷺ ومعرفة الصحيح والمعلول‬
‫وما عليه العمل» وسمي بجامع الرتمذي وسنن الرتمذي‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪p‬‬ ‫طريقته يف تأليف اجلامع‬ ‫‪P‬‬
‫قال أبو عيسى‪ :‬صنفت هذا الكتاب ‪ ،‬وعرضته على علماء الحجاز ‪ ،‬والعراق‬
‫وخراسان ‪ ،‬فرضوا به ‪ ،‬ومن كان هذا الكتاب ‪-‬يعني " الجامع " ‪ -‬يف بيته ‪ ،‬فكأنما يف بيته‬
‫نبي يتكلم ‪.‬‬
‫‪ k‬قاااال الاااذ ي‪ : ‬يف " الجاااامع " علمممم نمممافع ‪ ،‬وفوائمممد غزيمممرة ‪ ،‬و رءوس‬
‫المسائل‪ ،‬وهو أحد أصمول اإلسمالم ‪ ،‬لموال مما كمدره بأحاديمث واهيمة ‪ ،‬بعضمها موضموع ‪،‬‬
‫وكثير منها يف الفضائل‪.‬‬
‫‪ k‬وقال أبو نصر عبد الرحيم بن عبد اخلالق‪ " : ‬الجامع " على أربعة أقسام ‪:‬‬
‫‪ ‬قسم مقطوع بصحته ‪،‬‬
‫‪ ‬وقسم على شرط أبي داود والنسائي‪.‬‬
‫‪ ‬وقسم أخرجه للضدية ‪ ،‬وأبان عن ِعلته‪.‬‬
‫‪ ‬وقسم رابع أبان عنه‪.‬‬
‫‪ :‬ما أخرجت يف كتابي هذا إال حديثا قد عمل به بعض الفقهاء ‪ ،‬سوى‬ ‫فقال‬
‫حديث‪( :‬فإن شرب يف الرابعة فاقتلوه) وسوى حديث‪( :‬جمع بين الظهر والعصر‬
‫بالمدينة‪ ،‬من غير خوف وال سفر)‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪ ‬أقول‪ :‬حديث الجمع بين الصالتين يف الحضر قد عمل به غير واحد‪ ،‬ومنهم ابن‬
‫عباس‪ ،‬و أبو هريرة ‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫املباركفوري‪ :‬قد تعقب المال معين يف كتابه "دراسات اللبيب" على‬ ‫‪ k‬قال‬
‫كالم الرتمذي هذا‪ ،‬وقد أثبت أن هذين الحديثين معم ٌ‬
‫ول هبما‪ .‬اهم [‪/354‬مقدمة تحفة األحوذي]‬

‫‪ k‬قال أمحد شاكر ‪ :‬كتاب التِّرمِذي يمتاز بثالثة أمور‪ ،‬ال تجدها يف شيء‬
‫ِ‬
‫الستة أو ِ‬
‫غيرها‪.‬‬ ‫من كتب السن َِّة األصول‪،‬‬
‫(‪ )1‬بعد أن يروي التِّرمِذي حديث الباب يذكر أسماء الصحابة الذين ُرويت عنهم‬
‫ُ‬
‫أحاديث فيه‪ ،‬سواء كانت بمعنى الحديث الذي رواه‪ ،‬أم بمعنى آخر‪ ،‬أم بما يخالفه‪ ،‬أم‬
‫بإشارة إليه ولو من بعيد‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫وهذا أصعب ما يف الكتاب على من يريد شرحه‪ ،‬وخاصة يف هذه العصور‪ ،‬وقد‬
‫عدمت بالد اإلسالم نبوغ حفاظ الحديث‪ ،‬الذين كانوا مفاخر العصور السالفة‪ ،‬فمن‬
‫أعجزه‪ ،‬وفاته شي ٌء كثير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫حاول استيفاء هذا‪ ،‬وتخريج كل حديث أشار إليه التِّرمذي‪َ ،‬‬
‫(‪ )2‬التِّرمِذي يف أغلب أحيانه يذكر اختالف الفقهاء وأقوالهم يف المسائل الفقهية‪،‬‬
‫وكثيرا ما يشير إلى دالئلهم‪ ،‬ويذكر األحاديث المتعارضة يف المسألة‪.‬‬
‫ً‬
‫وهذا مقصد من أعلى المقاصد وأهمها؛ إذ هو الغاية الصحيحة من علوم الحديث‪،‬‬
‫تمييز الصحيح من الضعيف؛ لالستدالل واالحتجاج‪ ،‬ثم االتباع والعمل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يعتني التِّرمِذي كل العناية يف كتابه بتحليل الحديث‪ ،‬فيذكر درجته من الصحة أو‬
‫تفصيال جيدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الضعف‪ ،‬ويفصل القول يف التعليل والرجال‬
‫خصوصا علم العلل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ولذلك صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث‪،‬‬
‫وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم‪ ،‬وللمستفيد والباحث‪ ،‬يف علوم الحديث‪.‬اهم‬
‫(مقدمة سنن الت ِ‬
‫ِّرمذي جا ‪ 1‬صا ‪.)66 :77‬‬

‫وقال القاضي أبو بكر بن العربي‪ ‬يف "عارضة األحوذي شرح سنن‬ ‫‪k‬‬
‫الترمذي"‪ « :‬وليس فيهم مثل كتاب أبي عيسى حالوة مقطع‪ ،‬ونفاسة منزع‪ ،‬وعذوبة‬
‫علما‪ ،‬وذلك أقرب إلى العمل وأسلم‪ :‬أسند‪ ،‬وصحح‪ ،‬وضعف‪،‬‬
‫مشرع‪ ،‬وفيه أربعة عشر ً‬
‫وعدد الطرق‪ ،‬وجرح‪ ،‬وعدل‪ ،‬وأسمى‪ ،‬وأكنى‪ ،‬ووصل‪ ،‬وقطع‪ ،‬وأوضح المعمول به‪،‬‬
‫والمرتوك‪ ،‬وبين اختالف العلماء يف الرد والقبول آلثاره‪ ،‬وذكر اختالفهم يف تأويله‪ ،‬وكل‬
‫علم من هذه العلوم أصل يف بابه‪ ،‬وفرد يف نصابه‪ ،‬فالقارئ له ال يزال يف رياض مونقة‪،‬‬
‫وعلوم متفقة متسقة‪ ،‬وهذا شيء ال يعلمه إال العالم الغزير‪ ،‬والتوفيق الكثير‪ ،‬والفراغ‬
‫والتدبير»‪.‬‬
‫وقد توسع يف الرواية عن طبقة من الرواة لم يخرج لها الشيخان‪.‬‬

‫قسم الحديث إلى ثالثة أنواع‪ :‬صحيح‪ ،‬وضعيف‪ ،‬وحسن‪ .‬وهو أول من شهر‬
‫الحديث الحسن‪.‬‬
‫قال الرتمذي‪ "‬يف العلل المطبوع يف آخر السنن (‪" :)252 /6‬وما ذكرنا‬ ‫‪k‬‬
‫يف هذا الكتاب "حديث حسن"‪ ،‬فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا‪ :‬كل حديث يروى ال‬
‫يكون يف إسناده من يتهم بالكذب‪ ،‬وال يكون الحديث شا ًّذا‪ ،‬ويروى من غير وجه نحو‬
‫ذاك‪ ،‬فهو عندنا "حديث حسن"‪.‬‬
‫‪ ‬قلت‪ :‬يعني الحسن لغيره‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪p‬‬ ‫ثناء العلماء عليه‬ ‫‪P‬‬
‫أجمع أهل العلم على عدالته وثقته إال ابن حزم األندلسي الذي قال فيه‪« :‬مجهول»‪ ،‬فإنه‬
‫ما عرفه‪ ،‬وال درى بوجود 'الجامع' و'العلل' الذين له‪ ،‬كما ذكر الذهبي ‪.‬‬
‫قال احلاكم‪« : ‬سمعت عمر بن علك يقول ‪ :‬مات البخاري‪ ،‬فلم يخلف‬ ‫‪k‬‬
‫بخراسان مثل أبي عيسى‪ ،‬يف العلم والحفظ‪ ،‬والورع والزهد‪ ،‬بكى حتى عمي‪ ،‬وبقي‬
‫ضريرا سنين»‬
‫ً‬
‫قال الذ ي ‪ " :‬جامعه " قاض له بإمامته وحفظه وفقهه ‪ ،‬ولكن يرتخص‬ ‫‪k‬‬
‫يف قبول األحاديث ‪ ،‬وال يشدد ‪ ،‬ونفسه يف التضعيف رخو ‪.‬‬
‫أنفع مِن كتاب‬ ‫ِ‬
‫‪ k‬قال شيخ اإلسالم إمساعيل اهلروي ‪ : ‬جامع التِّرمذي ُ‬
‫ومسلم؛ ألهنما ال يقف على الفائدة منهما إال المتبحر العالم‪ ،‬والجامع ُ‬
‫يصل‬ ‫ٍ‬ ‫البخاري‬
‫ٍ‬ ‫إلى فائدته ُّ‬
‫كل أحد؛ (تهذيب الكمال للمزي جا ‪ 1‬صا ‪.)172‬‬

‫قال ابن العماد احلنبلي ‪ : ‬اإلمام التِّرمِذي تلميذ أبي عبد اهلل البخاري‪،‬‬ ‫‪k‬‬
‫مربزا‬
‫ومشاركه فيما يرويه يف عدة من مشايخه‪ ،‬سمع منه شيخه البخاري وغيره‪ ،‬وكان ً‬
‫(شذرات الذهب البن العماد الحنبلي جا ‪ 3‬صا ‪.)327‬‬ ‫على األقران‪ ،‬آية يف الحفظ واإلتقان؛‬
‫‪ k‬قال احلافظ أبو يعلى اخلليل بن عبداهلل اخلليلي القزويين‪ : ‬محمد بن عيسى‬
‫كتاب يف السنن‪ ،‬وكال ٌم يف الجرح والتعديل‪ ،‬روى عنه‬ ‫ٌ‬ ‫متفق عليه‪ ،‬له‬ ‫ُ‬
‫الحافظ‪ٌ ،‬‬ ‫بن َسور َة‬
‫مشهور باألمانة والعلم؛ (البداية والنهاية البن كثير جا ‪ 11‬صا ‪.)71‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫محبوب واألجالء‪ ،‬وهو‬ ‫ابن‬
‫قال ابن كثري ‪ : ‬التِّرمِذي‪ :‬أحدُ أئمة الحديث يف زمانه‪ ،‬وله المصنَّفات‬ ‫‪k‬‬
‫المشهورة‪ ،‬منها "الجامع"‪ ،‬و"الشمائل"‪ ،‬و"أسماء الصحابة"‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وكتاب‬
‫"الجامع" أحد الكتب الستة التي ِ‬
‫يرجع إليها العلماء؛ (البداية والنهاية البن كثير جا ‪ 11‬صا ‪.)71‬‬

‫املباركفوري‪ :‬وقال العالمة الشاه ولي اهلل محدث الهند يف "حجة‬ ‫‪ k‬قال‬
‫ٌ‬
‫رجال أربعة‬ ‫علما عندي‪ ،‬وأنفعهم تصني ًفا‪ ،‬وأشهرهم ً‬
‫ذكرا‬ ‫اهلل البالغة"‪ :‬وكان أوسعهم ً‬
‫متقاربون يف العصر‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ ‬أولهم‪ :‬أبو عبد اهلل البخاري‪:‬‬
‫الصحاح المستفيضة المتصلة من غيرها‪ ،‬واستنباط‬
‫وكان غرضه تجريد األحاديث ِّ‬
‫الفقه والسيرة والتفسير منها‪ ،‬فصنف جامعه الصحيح‪ ،‬ووىف بما شرط‪ ،‬ولعمري‪ ،‬إنه نال‬
‫من الشهرة والقبول درج ًة ال ُي َرا ُم فوقها‪.‬‬
‫‪ ‬وثانيهم‪ :‬مسلم النيسابوري‪:‬‬
‫توخى تجريد الصحاح المجمع عليها بين المحدثين المتصلة المرفوعة مما يستنبط‬
‫منها السنة‪ ،‬وأرد تقريبها إلى األذهان‪ ،‬وتسهيل االستنباط منها‪ ،‬فرتب ترتي ًبا جيدً ا‪ ،‬وجمع‬
‫طرق كل حديث يف موضع واحد؛ ليتضح اختالف المتون‪ ،‬وتشعب األسانيد أصرح ما‬
‫يكون‪.‬‬
‫‪ ‬وثالثهم‪ :‬أبو داود السجتاني‪:‬‬
‫وكان همه جمع األحاديث التي استدل هبا الفقهاء‪ ،‬ودارت فيهم وبنى عليها األحكام‬
‫ُع َل َما ُء األمصار‪ ،‬فصنف سننه‪ ،‬وجمع فيها الصحيح والحسن‪ ،‬واللين الصالح للعمل‪،‬‬
‫ضعيف‬
‫ٌ‬ ‫قال أبو داود‪" :‬ما ذكرت يف كتابي حدي ًثا أجمع الناس على تركه"‪ .‬وما كان منها‬
‫صرح بضعفه‪ ،‬وما كان فيه علة بينها بوجه الخائض يف هذا الشأن‪ ،‬وترجم على كل‬
‫حديث بما قد استنبط منه عالم‪ ،‬وذهب إليه ذاهب‪.‬‬
‫‪ ‬ورابعهم‪ :‬أبو عيسى الرتمذي‪:‬‬
‫وكأنه استحسن طريقة الشيخين‪ ،‬حيث ب َّينا وما أهبما‪ ،‬وطريقة أبي داود حيث جمع كل‬
‫ما ذهب إليه ذاهب‪ ،‬فجمع كلتا الطريقتين‪ ،‬وزاد عليها بيان مذاهب الصحابة والتابعين‬
‫اختصارا لطي ًفا‪ ،‬فذكر‬
‫ً‬ ‫وفقهاء األمصار‪ ،‬فجمع كتا ًبا جام ًعا‪ ،‬واختصر طرق الحديث‬
‫واحدً ا وأمأ إلى ما عداه وب َّين أمر كل حديث من أنه صحيح أو حسن أو ضعيف أو منكر‪،‬‬
‫وب َّين وجه الضعف؛ ليكون الطالب على بصيرة‪ ،‬فيعرف ما يصلح لالعتبار ما دونه‪ ،‬وذكر‬
‫وسمى من يحتاج إلى‬
‫َّ‬ ‫أنه مستفيض أو غريب‪ ،‬وذكر مذاهب الصحابة وفقهاء األمصار‪،‬‬
‫تسمية‪ ،‬وكنَّى من يحتاج إلى الكنية‪ ،‬ولم يدع خفاء‪ ،‬وهو من رجال العلم‪ ،‬ولذلك يقال‪:‬‬
‫ِ‬
‫للمجتهد‪ٍ ،‬‬
‫مغن للمقلد ‪.‬اهم (‪/345‬المقدمة‪ /‬تحفة األحوذي)‬
‫إنه ٍ‬
‫كاف‬

‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪P‬شهادة اإلمام البخاري للرتمذي ‪p‬‬
‫انتفعت بك‬
‫ُ‬ ‫قال الرتمذي ‪ : ‬قال لي محمد بن إسماعيل البخاري ‪ : ‬ما‬
‫أكثر مما انتفعت؛ (هتذيب التهذيب للعسقالين ‪ -‬جم ‪ 5‬صم ‪.)222‬‬
‫قال لديق حسن خان‪ ‬يف "احلطة "‪ :‬من مناقبه أن البخاري روى عنه‬ ‫‪k‬‬
‫حديثا خارج الصحيح وحسبه بذلك فخرا وله يف الفقه والحديث يد صالحة وكتابه جامع‬
‫الصحيح يدل على عظيم قدره واتساع حفظه وكثرة اطالعه وغاية تبحره يف هذا الفن حتى‬
‫قيل أنه لم يؤلف مثله يف هذا الباب‪.‬‬

‫‪p‬‬ ‫رحلته وشيوخه‬ ‫‪P‬‬


‫كان لإلمام الرتمذي أسفار‪ ،‬ورحالت واسعة إلى المراكز العلمية المشهورة يف‬
‫عمصمره‪ ،‬كخراسان‪ ،‬والعراق‪ ،‬والحجاز‪ ،‬و بالد الحرمين‪ ،‬والتي حوت كبار علماء زمانه‪،‬‬
‫وفحول المحدثين‪ ،‬فقد بدأ الرحلة من سنة (‪235‬هم) إلى سنة(‪255‬هم) أي‪ :‬دامت قرابة‬
‫عشرين سنة‪.‬‬
‫فرحل إلى كثير من البالد اإلسالمية‪ ،‬وطاف بأمصار المحدثين إال مصر والشام‪،‬‬
‫ً‬
‫شيخا‪ ،‬حتى شارك البخاري يف أغلب‬ ‫وحمدث عن شيوخها فقد حدث عن (‪)221‬‬
‫شيوخه المذين بالبالد التي سبقه إليها شيخه البخاري‪.‬‬
‫ثم تتلمذ عليه‪ ،‬والزمه بنيسابور عندما قدمها سنة (‪252‬هم) وبقي معه ها حتى سنة‬
‫(‪255‬هم)‪ ،‬ثم بقي واستقر برتمذ حتى تويف ها‪.‬‬
‫ومن أبرز شيوخه يف رحلته‪:‬‬
‫اإلمام البخاري رمحه اهلل كما تقدم‬
‫واإلمام مسلم ‪ ‬وحدث عن كثير من شيوخهم بسبب تأخره يف الطلب وصغره‬
‫سنا من بين أصحاب السنن‪ ،‬وتقدمه مو ًتا وعدم دخوله بعض البالد‪ ،‬وأنه حدث بواسطة‬
‫عن بعض األئمة‪ ،‬وشارك غيره من بقية أصحاب األمهات يف مجموعة من الشيوخ‬
‫وهم‪ :‬أبو عبد اهلل بن سعيد األشـج الكندي (‪752‬هـ)‪.‬‬
‫حممد بن معمر القييس احلراين (‪752‬هـ)‪.‬‬ ‫حممد بن بشار بندار (‪757‬هـ)‪.‬‬
‫أبو حفص عمرو الفالس (‪742‬هـ)‪.‬‬ ‫يعقوب بن إبراهيم الدورقي(‪757‬هـ)‪.‬‬
‫حممد بن املثنى العنزي (‪757‬هـ)‪.‬‬ ‫زياد بن حييى احلساين (‪754‬هـ)‪.‬‬
‫أبو ك َُر ْيب محمد بن العالء الهمداين(‪248‬ها)‪.‬‬ ‫نرص بن عيل اجلهضمي (‪752‬هـ)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫قال شيخنا حممد بن آدم األتيوبي يف نظمه ‪:‬‬

‫ذوو الأصول ال ستة الوعاة‬ ‫اشترك الأئمة الهداة‬


‫ا لحافظين التاقدين التررة‬ ‫في ت سعة من ال ستوخ المهرة‬
‫م‬
‫نصر ويعقوب وعمرو ال سري‬ ‫اولتك الأشج واين عمر‬
‫ل‬
‫اين امتنى ورياذ يحتدي‬ ‫لء واين ت سار كدا‬
‫واين الع أ‬

‫وكان هؤالء من أوعية العلم‪ ,‬واحلفاظ املتقنني‪.‬‬


‫وقد أدرك أقدم من هؤالء وحدث عنهم من غري واسطة أمثال‪:‬‬
‫عيل بن حجر املروزي(‪744‬هـ) وهو صاحب أغلب الرباعيـات يف اجلامع‬
‫سويد بن نصري (‪742‬هـ)‬
‫أمحد بن أيب بكر أبو مصعب الزهري العويف قايض املدينة وعاملها (‪747‬هـ)‪,‬‬
‫حممد بن عبد امللك بن أيب الشوارب (‪744‬هـ)‬
‫وإسامعيـل بـن موسى الفزارى السدي (‪745‬هـ)‪,‬‬
‫عبد اهلل بن حممد اجلعفي(‪742‬هـ)‪,‬‬ ‫وقتيبة بن سعيد (‪742‬هـ)‪,‬‬

‫وغري هؤالء كثري ومنهم شيوخ البخاري‪.‬‬


‫وأخذ عن أقران هذه الطبقة‪ ,‬ومن دوهنم بواسطة لألعذار التي سلف ذكرها‪ ,‬أو ألهنم‬
‫ً‬
‫طويل‪ ,‬وأخذ عن طبقة شيوخ شيوخه كاإلمام أمحد وابن املديني أمثال‪:‬‬ ‫مل يعمروا‬
‫أمحد بن منيع وقتيبة بن سعيد ‪ ,‬وإسحاق وحممود بن غيلن‪,‬‬
‫وأيب عامر احلسني بن حريث املروزي‪ ,‬وقد روى عن أيب داود‪ ,‬ونقل عن الدرامي‪,‬‬
‫وأيب زرعة‪ ,‬واستفاد منهم يف نقد املتون والرجال كام رصح يف كتابه العلل‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪15‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪p‬‬ ‫‪P‬ثالثيات الرتمذي‬
‫احد خمرج برقم (‪)7722‬فقال‪:‬‬ ‫وله ثلثي و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وسى َق َال َحدثنَا عمر بن َشاكر َعن أنس بن َمالك ‪َ ‬قا َل‪َ :‬ق َال‬ ‫َحدثنَا اسامعيل ا ْبن ُم َ‬
‫اجل ْمر)‪.‬‬‫زمان الصابر يمن ُْهم عىل دينه كالقابض عىل َْ‬
‫رَسُول اهلل ﷺ‪َ ( :‬ي ْأ يِت عىل النَّاس َ‬
‫ولكنه هبذا السند ضعيف لضعف عمر بن شاكر‪.‬‬
‫وب ِ ْ ِ‬
‫اْل ْم َلة َف ُه َو رابع ا ْلكتب ِّ‬
‫الستَّة من حيث اإلفادة والرتتيب مع ماذكرنا من مميزاته‬ ‫َ ُ‬
‫‪ k‬قال لديق يف احلطة‪َ :)252( ‬ق َال ا ْبن ْاألَثِير‪َ :‬وكتابه َه َذا أحسن ا ْلكتب‬
‫مذاهب‪،‬‬‫وأكثرها َف ِائدَ ة‪ ،‬وأحسنها ترتيبا‪ ،‬وأقلها َت ْك َرارا‪َ ،‬وفِيه َما َل ْي َس فِي َغيره من ذكر ا ْل َ‬
‫الح ِديث‪َ ،‬وا ْلحسن‪ ،‬والغريب‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ووجوه اال ْستدْ َالل‪ ،‬وتبيين َأن َْواع َ‬
‫‪َ k‬وقَالَ فِي بُسْتَان اْلمُحدثني‪ :‬تصانيف التِّرمِ ِذي كَثِيرة‪ ،‬وأحسنها َه َذا ا ْلجامِع الص ِ‬
‫حيح‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الح ِديث‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بل ُه َو من بعض ا ْل ُو ُجوه والحيثيات أحسن َجميع كتب َ‬
‫‪ ‬األول‪ :‬من ِج َهة حسن الت َّْرتِيب َوعدم الت ْك َرار‪.‬‬
‫مذاهب‪.‬‬‫اهب ا ْل ُف َق َهاء ووجوه ِاال ْستِدْ َالل لكل أحد من أهل ا ْل َ‬
‫‪ ‬ال َّثانِي‪ :‬من ِجهة ذكر م َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حيح َوا ْلحسن والضعيف والغريب‬ ‫‪ ‬ال َّثالِث‪ :‬من ِجهة بيان َأنْواع الح ِديث من الص ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫والمعلل بالعلل‪.‬‬
‫ِ‬
‫وها‪.‬‬ ‫الرواة وألقاهبم َو ُكن ُ‬
‫َاه ْم َون َْح َ‬ ‫الرابِع‪ :‬من ج َهة َب َيان َأ َ‬
‫سماء َ‬ ‫‪َّ ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ P‬مساع اإلمام البخاري من تلميذه الرتمذي ‪p‬‬


‫(‪ )3373‬حدثنا بذلك عبد اهلل بن عبد الرحمن ‪ ،‬عن هارون بن معاوية ‪ ،‬عن حفص‬
‫‪ ،‬عن الني ﷺ مرسال‪.‬‬ ‫بن غياث ‪ ،‬عن حبيب بن أبي عمرة ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪‬‬
‫سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث‪.‬‬
‫(‪ )3727‬حدثنا علي بن المنذر ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن فضيل ‪ ،‬عن سالم بن أبي‬
‫‪ " :‬يا علي‪ ،‬ال‬ ‫حفصة ‪ ،‬عن عطية ‪ ،‬عن أبي سعيد قال ‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ لعلي‪‬‬
‫يحل ألحد يجنب يف هذا المسجد غيري وغيرك "‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫قال علي بن المنذر ‪ :‬قلت لضرار بن صرد ‪ :‬ما معنى هذا الحديث ؟ قال ‪ :‬ال يحل ألحد‬
‫يستطرقه جنبا غيري وغيرك‪.‬‬
‫هذا حديث حسن غريب‪ ،‬ال نعرفه إال من هذا الوجه‪ ،‬وقد سمع مني محمد بن‬
‫إسماعيل هذا الحديث‪ ،‬واستغربه‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪p‬‬ ‫مكانة الرتمذي يف علم احلديث‬ ‫‪P‬‬


‫واإلمام أبو عيسى الرتمذي مع جاللته وعلمه إال أنه من المتساهلين يف تصحيح‬
‫األحاديث‬
‫قال الذ ي ‪ ‬يف "ميزان االعتدال" (‪ )222 /3‬يف ترجمة كثير بن عبد اهلل‬ ‫‪k‬‬
‫بن عمرو بن عوف‪:‬‬
‫قال ابن معين‪ :‬ليس بشيء‪.‬‬
‫وقال الشافعي وأبو داود‪ :‬ركن من أركان الكذب‪ ،‬وضرب أحمد على حديثه‪.‬‬
‫وقال الدارقطني وغيره‪ :‬مرتوك‪.‬‬
‫وقال أبو حاتم‪ :‬ليس بالمتين‪.‬‬
‫وقال النسائي‪ :‬ليس بثقة‪.‬‬
‫وقال مطرف بن عبد اهلل المدين‪ :‬رأيته‪ ،‬وكان كثير الخصومة‪ ،‬لم يكن أحد من أصحابنا‬
‫يأخذ عنه‪.‬‬
‫قال له ابن عمران القاضي‪ :‬يا كثير‪ ،‬أنت رجل بطال تخاصم فيما ال تعرف‪ ،‬وتدعى ما‬
‫ليس لك‪ ،‬وما لك بينة‪ ،‬فال تقربني إال أن تراين تفرغت ألهل البطالة‪.‬‬
‫وقال ابن حبان‪ :‬له عن أبيه‪ ،‬عن جده ‪ -‬نسخة موضوعة‪.‬‬
‫وأما الرتمذي فروى من حديثه‪ :‬الصلح جائز بين المسلمين‪.‬‬
‫وصححه‪ ،‬فلهذا ال يعتمد العلماء على تصحيح الرتمذي‪ .‬اهم‬

‫وقد جمع بعض الحفاظ ما قال فيه الرتمذي‪ :‬ويف الباب يف مصنف‪ ،‬مثل كتاب الحافظ‬
‫ابن حجر‪ :‬اللباب يف ما قال الرتمذي ويف الباب‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪17‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ P‬شروح جامع الرتمذي ‪p‬‬
‫له شروح كثيرة أشهرها‪:‬‬
‫‪" -1‬تحفة األحوذي شرح جامع الترمذي"‪ .‬ألبي العال محمد عبد الرحمن بن عبد‬
‫الرحيم المباركفوري (المتوىف‪1353 :‬هم)‪.‬‬
‫‪ -2‬العرف الشذي شرح سنن الترمذي" لمحمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري‬
‫الهندي (المتوىف‪1353 :‬هم)‬

‫‪" -3‬عارضة األحوذي بشرح جامعة الترمذي" لمؤلفه‪ :‬محمد بن عبد اهلل بن محمد‬
‫المعافري ‪ ،‬أبو بكر ابن العربي (المتوىف‪ 523 :‬هم‪.‬‬

‫‪" -2‬النفح الشذي يف شرح جامع الترمذي" لمحمد بن محمد بن محمد بن أحمد‪،‬‬
‫ابن سيد الناس‪ ،‬اليعمري الربعي‪ ،‬أبو الفتح‪ ،‬فتح الدين (المتوىف‪ 232 :‬هم)‪.‬‬

‫‪" -5‬جائزة األحوذي يف التعليقات على شرح الترمذي"‪ ،‬لثناء اهللالمدين‪ ،‬شرح متوسط‬
‫مختصر‪ ،‬وأحيانًا يطول‪.‬‬

‫‪" -6‬إتحاف الطالب األحوذي بشرح جامع الترمذي" شرح شيخنا محمد بن آدم‬
‫االتيوبي ولم يكمله‪.‬‬

‫‪ " -2‬قوت المغتذي على جامع الترمذي " لعبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين‬
‫السيوطي (المتوىف‪211 :‬هم)‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪18‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪p‬‬ ‫اتصال سنده‬ ‫‪P‬‬
‫قال احلافظ أبو جعفر بن الزبري‪ ‬يف بَرْناجمه‪ :‬روى هذا الكتاب عن‬ ‫‪k‬‬
‫الرتمذي ستة رجال‪ -‬فيما علمته‪ :-‬أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب‪ ،‬وأبو سعيد‬
‫الهيثم بن كليب الشاشي‪ ،‬وأبو ذر محمد بن إبراهيم‪ ،‬وأبو محمد الحسن بن إبراهيم‬
‫الو َذاري‪.‬‬
‫القطان‪ ،‬وأبو حامد أحمد ابن عبد اهلل التاجر‪ ،‬وأبو الحسن َ‬
‫قال‪ :‬وأما ما ذكره بعض الناس‪ :‬من أنه ال يصح سماع أحد يف هذا المصنف من أبي‬
‫عيسى وال روايته عنه‪ -‬وهو كالم ُيعزى إلى أبي محمد بن عتاب‪ ،‬عن أبي عمرو‬
‫السفاقسي‪ ،‬عن أبي عبد اهلل الفسوي‪ -‬فهو ٌ‬
‫باطل‪ ،‬قاله من قاله‪ ،‬فإن الروايات يف الكتاب‬
‫منتشرة شائعة عن ِج َّل ٍة معروفين إلى المصنف‪.‬‬
‫ثم إن أبا عبد اهلل بن عتاب‪ ،‬وابنه أبا محمد المذكور‪ ،‬والحافظ أبا علي الغسابي‬
‫وغيرهم من أئمة هذا الشأن قد أسندوا الكتاب إلى فهارسهم‪ ،‬وما تعرضوا لشيء مِ َّما‬
‫أحد‪.‬‬‫ذكره من َتقدَّ م كالمه من جه ِل الكتاب‪ ،‬وانقطاع الرواية فيه‪ ،‬وال ذكروا ذلك عن ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫(انتهى من مقدمة قوت المغتذي)‬

‫‪‬‬

‫‪ P‬عيب جامع الرتمذي ‪p‬‬


‫‪ k‬وقال احلازمي‪ ‬يف "شروط األئمة" ‪ :‬مذهب من ُي ِّ‬
‫خرج الصحيح‪ ،‬أن يعتَرب‬
‫أيضا‪ ،‬وحديثه عن‬ ‫ِ‬
‫العدل يف مشايخه‪ ،‬ويف من روى عنهم‪ ،‬وهم ثقات ً‬ ‫حال الراوي‬
‫ثابت َيلزم إخراجه‪ ،‬وعن بعضهم مدخول ال يصح إخراجه إ َّ‬
‫ال يف‬ ‫ٌ‬ ‫بعضهم صحيح‬
‫الشواهد والمتابعات‪.‬‬

‫باب فيه غموض‪ ،‬وطريق إيضاحه معرفة طبقات الرواة عن راوي األصل‪،‬‬
‫قال‪ :‬وهذا ٌ‬
‫ومراتب مداركهم‪ ،‬فلنوضح ذلك بمثال‪ :‬وهو أن تعلم أن أصحاب الزهري مثالً على‬
‫خمس طبقات‪ ،‬ولكل طبقة منها مزي ٌة على التي تليها‪.‬‬

‫ونس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫وابن عيينة‪ ،‬و ُعبيد اهلل بن عمر‪ ،‬و ُي َ‬ ‫مالك‪،‬‬ ‫‪ ‬فاألولى‪ :‬يف غاية الصحة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ِ‬
‫ونحوهم‪ ،‬وهي مقصد البخاري‪.‬‬ ‫و ُع َقي ٍل‬

‫‪19‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ ‬والثانية‪ :‬شاركت األولى يف ا لتثبت‪ ،‬غير أن األولى جمعت بين الحفظ واإلتقان‪،‬‬
‫وبين طول المالزمة للزهري حتى كان فيهم من يالزمه يف السفر‪ ،‬ويالزمه يف الحضر‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬لم تالزم الزهري إ َّ‬
‫ال مدَّ ة يسيرة‪ ،‬فلم تمارس حديثه‪ ،‬فكانوا يف اإلتقان دون‬
‫الطبقة األولى‪ -‬وهذا شرط مسلم‪ -‬نحو‪:‬‬
‫ابن راشد‪ ،‬وعبد الرحمن ِ‬
‫بن خالد بن مسافر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والنعمان ِ‬ ‫األوزاعي‪ ،‬والليث ِ‬
‫بن سعد‪،‬‬
‫وابن أبي ذئب‪.‬‬
‫‪ ‬والثالثة‪ :‬جماعة َل ِزموا الزهري كالطبقة األولى‪ ،‬غير أهنم لم َي ْس َلموا من غوائل‬
‫الجرح‪ ،‬فهم بين الرد والقبول‪ ،‬وهم شرط أبي داود والنسائي‪،‬‬
‫نحو‪ :‬سفيان بن حسين‪ ،‬وجعفر بن ُبرقان‪ ،‬وإسحاق بن يحيى الكلبي‪.‬‬
‫‪ ‬والرابعة‪ :‬قو ٌم شاركوا أهل الثالثة يف الجرح والتعديل وتفردوا بقلة ممارستهم‬
‫كثيرا‪ ،‬وهم شرط الرتمذي‪.‬‬
‫لحديث الزهري؛ ألهنم لم يصاحبوا الزهري ً‬
‫قال‪ :‬ويف الحقيقة شرط الرتمذي أبلغ من شرط أبي داود؛ ألن الحديث إذا كان ضعي ًفا‪،‬‬
‫أو من حديث الطبقة الرابعة فإنه ُيب ِّين ضعفه و ُينبه عليه‪ ،‬فيصير الحديث عنده من باب‬
‫صح عند الجماعة‪،‬‬
‫الشواهد والمتابعات‪ ،‬ويكون اعتماده على ما َّ‬
‫ومن هذه الطبقة‪ :‬زمعة بن صالح‪ ،‬ومعاوية بن يحيى الصديف‪ ،‬والمثنى بن الصباح‪.‬‬
‫‪ ‬والخامسة‪ :‬قو ٌم من الضعفاء والمجهولين‪ ،‬ال يجوز لمن ُي َخ ِّرج الحديث على‬
‫يخرج لهم إ َّ‬
‫ال على سبيل االعتبار واالستشهاد‪ ،‬عند أبي داود فمن دونه‪.‬‬ ‫األبواب أن ِّ‬
‫األيلي‪ ،‬وعبد‬ ‫ِ‬
‫والحكم بن عبد اهلل‬ ‫فأما عند الشيخين فال‪ ،‬كم‪ِ :‬‬
‫بحر بن ُكنيز السقا‪،‬‬
‫القدُّ وس بن حبيب‪ ،‬ومحمد بن سعيد المصلوب‪.‬‬
‫خرج البخاري أحيانًا عن أعيان الطبقة الثانية‪ ،‬ومسلم عن أعالم الطبقة الثالثة‪،‬‬
‫وقد ُي ِّ‬
‫وأبو داود عن مشاهير الرابعة؛ وذلك ألسباب تقتضيه‪.‬‬
‫‪ k‬وقال الذ ي ‪ ‬يف "امليزان" ‪:‬انحطت رتبة جامع الرتمذي عن سنن أبي داود‬
‫ِ‬
‫المصلوب والكلبي وأمثالهما‪( .‬انتهى من مقدمة قوت المغتذي)‬ ‫َ‬
‫حديث‬ ‫والنسائي إلخراجه‬

‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ P‬الرتمذي واحلديث احلسن ‪p‬‬
‫قال ابن الصَّالح ‪ ‬يف "علوم احلديث" ‪ :‬كتاب أبي عيسى الرتمذي ٌ‬
‫أصل يف‬ ‫‪k‬‬
‫معرفة الحديث الحسن‪ ،‬وهو الذي َّنوه باسمه‪ ،‬وأكثر من ذكره يف جامعه‪ ،‬ويوجد يف‬
‫ِ‬
‫والبخاري‬ ‫متفرقات من كالم بعض مشايخه‪ ،‬والطبقة التي قبله كأحمد بن حنبل‪،‬‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫حسن‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث حسن‪ ،‬أو هذا حديث‬ ‫وتختلف النسخ من كتاب الرتمذي يف قوله‪ :‬هذا‬
‫صحيح ونحو ذلك‪ ،‬فينبغي أن تصحح أصلك به بجماعة أصول‪ ،‬وتعتمد على ما اتفقت‬
‫عليه‪.‬‬

‫وقال احلافظ ابن حجر ‪ ‬يف "نكته على ابن الصالح" ‪ :‬وقد أكثر علي بن‬ ‫‪k‬‬
‫المديني من وصف األحاديث بالصحة وبالحسن يف مسنده ويف علله‪ ،‬فكأنه اإلمام السابق‬
‫لهذا االصطالح وعنه أخذ البخاري‪ ،‬ويعقوب بن أبي شيبة‪ ،‬وغير واحد‪ ،‬وعن البخاري‬
‫أخذ الرتمذي‪.‬‬
‫فاستمداد الرتمذي لذلك إنما من البخاري‪ ،‬ولكن الرتمذي أكثر منه وأشاد بذكره‪،‬‬
‫وأظهر االصطالح فيه‪ ،‬فصار أشهر به من غيره‪.‬‬
‫وقال ابن الصالح ‪ :‬قول الرتمذي وغيره‪ :‬هذا حديث حسن صحيح فيه‬ ‫‪k‬‬
‫قاصر عن الصحيح‪ ،‬ففي الجمع بينهما يف حديث واحد‪ ،‬جمع بين‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫إشكال؛ ألن الحسن‬
‫نفي ذلك القصور وإثباته‪.‬‬
‫راجع إلى اإلسناد‪ ،‬فإذا روى الحديث الواحد بإسنادين؛‬‫ٌ‬ ‫قال‪ :‬وجوابه‪ :‬أن ذلك‬
‫حسن‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫أحدهما‪ :‬إسنا ٌد حس ٌن‪ ،‬واآلخر‪ :‬إسنا ٌد صحيح‪ ،‬استقام أن يقال فيه‪ :‬أنه‬
‫ٍ‬
‫إسناد آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫إسناد‪ ،‬صحيح بالنسبة إلى‬ ‫صحيح‪ ،‬أي أنه حسن بالنسبة إلى‬
‫ٌ‬

‫على أنه غير مستنكر أن يكون بعض من قال ذلك أراد بالحسن معناه اللغوي‪ -‬وهو ما‬
‫تميل إليه النفس وال يأباه القلب‪ -‬دون المعنى االصطالحي الذي نحن بصدده‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وقال ابن دقيق ‪ ‬يف "االقرتاح" ‪ :‬يرد على الجواب األول األحاديث التي‬ ‫‪k‬‬
‫مخرج واحدٌ ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫صحيح‪ ،‬مع أنه ليس له إ َّ‬
‫ال‬ ‫ٌ‬ ‫قيل فيها حس ٌن‬
‫صحيح ال نعرفه إ َّ‬
‫ال من‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث حس ٌن‬ ‫قال‪ :‬ويف كالم الرتمذي يف مواضع يقول‪ :‬هذا‬
‫هذا الوجه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫قال‪ :‬والذي أقوله يف جواب هذا السؤال‪ :‬أنه ال يشرتط يف الحسن قيد القصور عن‬
‫الصحيح‪ ،‬وإنما يجيئه القصور ويفهم ذلك فيه إذا اقتصر على قوله‪ :‬حسن‪ ،‬فالقصور يأتيه‬
‫من قيد االقتصار ال من حيث حقيقته وذاته‪.‬‬
‫ٍ‬
‫صفات للرواة تقتضي قبول الرواية‪ ،‬ولتلك الصفات‬ ‫وشرح هذا وبيانه‪ :‬أن هاهنا‬
‫درجات بعضها فوق بعض‪ :‬كالتيقظ‪ ،‬والحفظ‪ ،‬واإلتقان مثالً‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فوجود الدرجة الدنيا‪ :‬كالصدق وعدم التهمة بالكذب‪ ،‬ال ينافيه وجود ما هو أعلى‬
‫منه‪ :‬كالحفظ واإلتقان‪.‬‬
‫فإذا وجدت الدرجة العليا َو َل ْم يناف ذلك وجود الدنيا‪ :‬كالحفظ مع الصدق‪ ،‬فيصح‬
‫أن يقال يف هذا‪ :‬إنه حسن باعتبار وجود الصفة الدنيا‪ ،‬وهي الصدق مثالً‪ :‬صحيح باعتبار‬
‫الصفة العليا‪ ،‬وهي الحفظ واإلتقان‪ ،‬ويلزم على هذا أن يكون كل صحيح حسنًا‪ ،‬ويلتزم‬
‫حسن يف األحاديث الصحيحة‪ ،‬وهذا موجود يف‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫ذلك ويؤيده ورود قولهم‪ :‬هذا‬
‫كالم المتقدمين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪ k‬وقال احلافظ عماد الدين ابن كثري ‪ :‬أصل هذا السؤال غير متجه؛ ألن‬
‫ٍ‬
‫واحد رتب ٌة متوسط ٌة بين الصحيح والحسن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حديث‬ ‫الح ْس ِن والصحة يف‬
‫الجمع بين ُ‬
‫قال‪ :‬فللقبول ثالث مراتب‪:‬‬
‫الصحيح أعالها‪،‬‬
‫والحسن أدناها‪،‬‬
‫والثالثة ما يتشرب من كل منهما‪،‬‬

‫فإن كل ما كان فيه شبه من شيئين لم َيت ََم َّحض ألحدهما‪ ،‬اختص برتبة منفردة‪ ،‬كقولهم‬
‫ِ‬
‫مز‪.‬‬ ‫ل ْل ُمز‪ -‬وهو ما فيه حالوة وحموضة‪ :-‬هذا ٌ‬
‫حلو حامض‪ ،‬أي‪ٌّ :‬‬
‫قال‪ :‬فعلى هذا يكون ما يقول فيه‪ :‬حسن صحيح أعلى رتبة عنده من الحسن ودون‬
‫الصحيح‪ ،‬ويكون حكمه على الحديث بالصحة المحضة أقوى من حكمه عليه بالصحة‬
‫مع الحسن‪.‬‬
‫‪ k‬قال احلافظ أبو الفضل العراقي ‪ ‬يف "نكته على ابن الصالح" ‪ :‬وهذا الذي‬
‫قاله ابن كثير َتح ُّك ٌم ال دليل عليه‪ ،‬وهو بعيدٌ من فهم كالم الرتمذي‪.‬‬
‫‪ k‬قال اإلمام بدر الدين الزركشي‪ ،‬واحلافظ أبو الفضل بن حجر كال ما‪ ‬يف‬
‫"النكت على ابن الصالح" ‪ :‬هذا يقتيض إثبات قسم ثالث وال قائل به‪ ,‬وعبارة الزركيش‬

‫‪22‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫خرق إلمجاعهم‪ ,‬ثم أنه يلزم عليه أن ال يكون يف كتاب الرتمذي حديث صحيح‪ ,‬إالَّ‬
‫وهو ٌ‬
‫قليلً؛ لقلة اقتصاره عىل قوله‪ :‬هذا صحيح مع أن الذي يعرب فيه بالصحة واحلسن أكثره‬
‫موجود يف الصحيحني‪.‬‬
‫وقال الشيخ سراج الدين البلقيين ‪ ‬يف"حماسن االلطالح "أيضًا‪ :‬يف هذا‬ ‫‪k‬‬
‫نظر‪.‬‬
‫الجواب ٌ‬
‫لكن جزم به اإلمام مشس الدين بن اجلزري ‪ ‬يف "اهلداية" والذي قال‪ :‬صحيح‬
‫حسن كالرتمذي يعني يشابه صحة وحسنًا فهو إذن دون الصحيح معنًى‪.‬‬
‫‪ k‬وقال الزركشي‪ :‬فإن قلت‪ :‬فام عندك يف رفع هذا اإلشكال؟‬
‫قلتُ‪ُُ :‬يتمل أن يريد بقوله‪ :‬حسن صحيح‪ -‬يف هذه الصورة اخلاصة‪ -‬الرتادف‪,‬‬
‫واستعامل هذا قلي ً‬
‫ل دليل عىل جوازه‪ ,‬كام استعمله بعضهم حيث وصف احلسن بالصحة‪,‬‬
‫عىل قول من أدرج احلسن يف قسم الصحيح‪ ,‬وجيوز أن يريد حقيقتهام يف إسناد واحد‬
‫باعتبار حالني وزمانني‪ ,‬فيجوز أن يكون سمع هذا احلديث من رجل مرة يف حال كونه‬
‫مشهورا بالصدق واألمانة‪ ,‬ثم ترقى ذلك الرجل ا ُملس َت ِمع وارتفع حاله إىل‬
‫ً‬ ‫مستورا‪ ,‬أو‬
‫ً‬
‫درجة العدالة فسمعه منه الرتمذي أو غريه مرة أخرى‪ ,‬فأخرب بالوصفني‪ ,‬وقد روي عن‬
‫غري واحد أنه سمع احلديث الواحد عىل الشيخ الواحد غري مرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهذا االحتمال وإن كان بعيدً ا فهو أشبه ما يقال‪.‬‬
‫قال‪ :‬وُيتمل أن يكون الرتمذي أ َّدى اجتهاده إىل حسنه‪ -‬وأ َّدى اجتهاد غريه إىل صحته‪-‬‬
‫أو بالعكس‪ ,‬أو أن احلديث يف أعىل درجات احلسن وأول درجات الصحيح‪ ,‬فجمع له‬
‫باعتبار مذهبني‪ ,‬وأنت إذا تأملت ترصف الرتمذي لعلك تسكن إىل قصده هذا‪ .‬انتهى كالم‬
‫الزركيش‪ .‬انتهى من "قوت املغتذي"‬

‫‪‬‬

‫‪23‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪p‬‬ ‫بيان أنه ليس يف جامع الرتمذي حديث موضوع‬ ‫‪P‬‬
‫املباركفوري‪:‬‬ ‫‪ k‬قال‬
‫علام ناف ًعا ـ ‪ :‬أن احلافظ ابن اْلوزي قد ذكر يف موضوعاته ثلث وعرشين‬
‫اعلم ‪ -‬زادك اهلل ً‬
‫حديثا مما أخرجه الرتمذي يف جامعه‪ ,‬وحكم عليها بالوضع‪ ,‬والتحقيق أهنا ليست‬
‫بموضوعة‪ ,‬كام حققه احلافظ السيوطي يف كتابه ‪« :‬القول احلسن يف الذب عن السنن‪ ,‬وال‬
‫تعجب من ابن اْلوزي أنه كيف حكم عليها بالوضع وهي يف اْلامع الرتمذي»‪ ,‬فإنه قد‬
‫حكم عىل حديث بالوضع وهو يف «صحيح مسلم»‪.‬‬
‫وال شك أنه متساهل يف احلكم بالوضع‪ ,‬كام أن احلاكم متساهل يف احلكم بالتصحيح‪,‬‬
‫وتساهلهام مشهور‪.‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر‪ : ‬غالب ما يف كتاب ابن اْلوزي موضوع‪ ,‬والذي ينقذ عليه‬
‫بالنسبة إىل ما ال ينتقد قليل جدا قال "‪ :‬وفيه من الرضر أن يظن ما ليس بموضوع موضوعا‬
‫صحيحا‪,‬‬
‫ً‬ ‫عكس الرضر بـ (مستدرك احلاكم»‪ ,‬فإنه يظن ما ليس بصحيح‬
‫قال‪ :‬ويتعني االعتناء بانتقاد الكتابني‪ ,‬فإن الكلم يف تساهلهام أعدم االنتفاع هبام إال لعامل‬
‫بالفن؛ ألنه ما من حديث إال ويمكن ‪ .‬يكون قد وقع فيه تساهل‪ .‬اهـ ‪.‬‬

‫السيوطي‪ :‬يف «التدريب» بعد ذكر كلم احلافظ هذا ما لفظه ‪ :‬قد‬ ‫‪ k‬قال‬
‫اخترصت هذا الكتاب ‪ -‬يعني ‪« :‬موضوعات ابن اْلوزي» ـ فعلقت أسانيده‪ ,‬وذكرت‬
‫منها موضع احلاجة‪ ,‬وأتيت باملتون‪ ,‬وكلم ابن اْلوزي عليها‪ ,‬وتعقبت كثريا منها‪,‬‬
‫وتتبعت كلم تلك األحاديث‪ ,‬خصوصا شيخ اإلسلم ‪ -‬يعني ‪ :‬احلافظ ابن حجر ـ يف‬
‫احلفاظ ويف أماليه ‪ ,‬أفردت األحاديث املتعقبة يف تأليف‪ ,‬وذلك أن شيخ اإلسلم ألف‬
‫الذب عن املسند»؛ أورد فيه أربعة وعرشين حديثا يف «املسند»‪ ,‬وهي تصانيفه و القول‬
‫بن رافع‪,‬‬ ‫املسدد يف ا رواه من طريق أيب عامر العقدي‪ ,‬عن افلح بن سعيد‪ ,‬عن عبد اهلل‬
‫عن أيب هريرة املوضوعات»‪ ,‬وانتقدها حديثا حديثا ‪ ,‬ومنها حديث يف (صحيح مسلم»‪,‬‬
‫وهو ما قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ ‪« :‬إن طالت بك مدة أوشك أن ترى قوما يغذون يف سخط‬
‫اهلل ‪ ,‬ويروحون يف لعنته يف أيدهيم مثل أذناب البقر»‬

‫‪24‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫قال شيخ اإلسالم‪ :"‬مل أقف يف كتاب «املوضوعات» عىل يشء حكم عليه بالوضع‬
‫وهو يف أحد «الصحيحني» غري هذا احلديث‪ ,‬وإهنا لغفلة شديدة‪ ,‬ثم تكلم عليه وعىل‬
‫شواهده‪.‬‬
‫السيوطي‪ :‬وذيلت عىل هذا الكتاب بذيل يف األحاديث التي بقيت يف‬ ‫‪ k‬قال‬
‫«املوضوعات» ‪ .‬أربعة عرش‪ ,‬مع الكلم عليها ‪ ,‬ثم ألفت ذيل هلذين الكتابني‪ ,‬سميته ‪:‬‬
‫«القول احلسن يف الذب عن السنن»‪ ,‬أوردت فيه مائة وبضعة وعرشين حديثا ليست‬
‫بموضوعة ‪.‬‬
‫منها ‪ :‬ما هو يف «سنن أيب داود»‪ ,‬وهي أربعة أحاديث‪ ,‬منها ‪ :‬حديث صلة التسبيح ‪,‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما هو يف «جامع الرتمذي»‪ ,‬وهو ثلثة وعرشون حديثا‪,‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما هو يف «سنن النسائي»‪ ,‬وهو حديث واحد‪ ,‬ومنها ‪ :‬ما هو يف «ابن ماجه»‪,‬‬
‫وهو ستة عرش حديثا ‪,‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما هو يف «صحيح البخاري» رواية محاد بن شاكر‪ ,‬وهو حديث ابن عمر‪:‬‬
‫«كيف بك يا ابن عمر‪ ,‬إذا عمرت بني قوم ُيبون رزق سنتهم» هذا احلديث أورده الديلمي‬
‫ورأيت بخط العراقي أنه‬
‫ُ‬ ‫يف "مسند الفردوس"‪ ,‬وعزاه للبخاري‪ ,‬وذكر سنده إىل ابن عمر‪,‬‬
‫ليس يف الرواية املشهورة‪ ,‬وأن املزي ذكر أنه يف رواية محاد بن شاكر‪ ,‬فهذا حديث ثان من‬
‫أحاديث «الصحيحني»‪,‬‬
‫ومنها ‪ :‬ما هو تأليف البخاري غري الصحيح‪ ,‬أو يف مؤلف أطلق عليه اسم الصحيح ‪.. .‬‬
‫إىل أن قال السيوطي‪ :‬وقد حررت الكلم عىل ذلك حدي ًثا حدي ًثا‪ ,‬فجاء كتابا حافل‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬
‫املباركفوري‪ : :‬األحاديث الضعاف موجودة يف «جامع الرتمذي»‪ ,‬وقد‬ ‫‪ k‬قال‬
‫بني الرتمذي نفسه ضعفها‪ ,‬وأبان علتها‪ ,‬وأما وجود املوضوع فيه فكل‪ ,‬ثم كل‪ .‬واهلل‬
‫أعلم ‪ 351-353 [ .‬حتفة األحوذي املقدمة]‬

‫‪‬‬

‫‪25‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫وقال بعض الشعراء‪:‬‬
‫لن‬ ‫ُ‬
‫حكت ار ُ‬
‫هاره رهر ا جوم‬ ‫عل‬
‫كتاب الترمذي رياض م‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ق‬
‫يالقاب ا مت كالرسوم‬ ‫به الآيار واضجه اييتت‬ ‫‪-2‬‬
‫لل‬ ‫ن ً‬ ‫ُ‬
‫جوما للخصوض و عموم‬ ‫قاعلآها الصجاح وقذ ايارب‬ ‫‪-3‬‬
‫ل سق‬ ‫لصج ُ‬
‫وقذ يان ا نح من ا يم‬ ‫ومن ح سن يليها ومن غريت‬ ‫‪-4‬‬
‫ً‬
‫معالمه لطلآب العلوم‬ ‫فعلله ابو عي سى متيتا‬ ‫‪-5‬‬
‫ل سل‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫جترها اولو النظر ا يم‬ ‫ضجاح‬ ‫يايار‬ ‫و طرره‬ ‫‪-6‬‬
‫لي‬ ‫ً‬
‫واهل الفصل وا هح القويم‬ ‫من العلماء والفقهاء قذما‬ ‫‪-7‬‬
‫ُ ل‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ُيتاق س قته ارياب ا جلوم‬ ‫فجاء كتابه علما نقي ً سا‬ ‫‪-8‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نقي ُذ نقوس م ا ى ر وم‬
‫س‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫ونقتي سون مته نقي س علم‬ ‫‪-9‬‬
‫لنع‬ ‫لي ست‬
‫من ا يم في دار ا يم‬ ‫كتيتاه رويتاه لتروي‬ ‫‪-11‬‬
‫ك مع ن م ستق‬ ‫ن‬
‫يم‬ ‫ى‬ ‫قادرك ل‬ ‫وعاض القكر في حر المعاني‬ ‫‪-11‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬‫ق‬ ‫ل‬
‫قلذ قذ ا ل ا وم‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ورا‬ ‫قاخرح حو ً‬
‫هرا يلتاح ب ً‬ ‫‪-12‬‬
‫لُ‬
‫ج‬
‫ب سعذ بعذ بودبع ا وم‬
‫س‬ ‫لنصعذ يالمعاني للمعالي‬ ‫‪-13‬‬
‫ُ‬
‫ل يتلى على الرمن القذيم‬ ‫وآ‬ ‫مجل العلم لآ ياوي تراياً‬ ‫‪-14‬‬
‫لمق‬ ‫لم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لتتقله الي ا عنى ا يم‬ ‫فمن قرا العلوم ومن رواها‬ ‫‪-15‬‬
‫لي س‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ورنجا مته عاطره ا يم‬ ‫قان الروح يالف كل روح‬ ‫‪-16‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ق‬ ‫ه عق ً‬ ‫ن‬
‫يتا وب و وم‬ ‫منظمه‬ ‫ودا‬ ‫جلى من عقائذ‬ ‫‪-17‬‬
‫لعل‬ ‫ُ ُ‬
‫من العلم التقي س لذي ا يم‬ ‫و ُئذرك نق ُ سه اس نى ضتاء‬ ‫‪-18‬‬
‫لج س‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫ى ا تر ا م‬ ‫ج‬ ‫عل‬ ‫جتاه‬ ‫م‬ ‫و جنى ح سمه اعلى لذاد‬ ‫‪-19‬‬
‫ُ‬
‫ايا عي سى على الفعل الكريم‬ ‫خري الرحمن ح ًترا بعذ حتر‬ ‫‪-21‬‬
‫ط‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫مصتقه من ا جتل الع يم‬ ‫بصا ح من حواه‬ ‫وا لحقه‬ ‫‪-21‬‬
‫لح‬ ‫لم س‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫حمذ ا ى يا ر م‬ ‫م‬ ‫سمته قته شق ًنعا‬ ‫وكان‬ ‫‪-22‬‬
‫ك بس‬ ‫آً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يم‬ ‫قان لذكره ار ي‬ ‫لء‬ ‫الله بوربه ع‬ ‫ضلآه‬ ‫‪-23‬‬

‫‪26‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ ‬وقد قلت فيه بتوفيق اهلل ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ُعل ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يافعاب‬ ‫وما‬ ‫نجامعه‬ ‫‪ -1‬ابو عي سى الآمام اقاد ح ًترا‬
‫ُ‬
‫لف ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫واحكام ا جول الراسجاب‬ ‫‪ -2‬حوي ستتا كتتراب ح سايا‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الرواه‬ ‫لمريته‬ ‫واظه ًار‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪ -3‬وئذكر ساهذا ي التاب ابصا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ومتر م سي ًذا عن مرسلآب‬ ‫‪ -4‬ودو ضعف ايان القول قته‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫لُ ُ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫ا ُلمعصلآب‬ ‫ل‬‫ك‬‫ل‬ ‫ويمتترا‬ ‫ا جكم قته‬ ‫‪ -5‬ومتفطع جلى‬
‫ُُ‬ ‫‪ -6‬ح ُح ً فق س ُ‬
‫ب ستر دوي الع وم التتراب‬
‫ل‬ ‫ميها يلآب‬ ‫وي ملآ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫لصج‬ ‫ُ‬
‫ويلت عيذ يافي الآمهاب‬ ‫‪ -7‬قتلت في ا نح تراه تروي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فحفقه وحادر دا ال ستاب‬ ‫‪ -8‬ويلت قذ ييذي الص ف قته‬
‫ع‬
‫ُ‬
‫ق لُه ُ‬ ‫ُ‬
‫فقارن بين اقوال ا ُلهذاه‬ ‫‪ -9‬واهل الفقه و م ييذي‬
‫ُ ً‬ ‫ل ُ‬ ‫ُ‬
‫ودع ما كان مظرحا وهاب‬ ‫‪ -11‬وخذ يالراجح ا مقتول ميها‬
‫مُ‬ ‫ُل‬
‫عن ا مجتار حمود الصقاب‬ ‫قول وفعل‬ ‫‪ -11‬لتا ما ضح من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫عالتاب‬ ‫حتادا‬ ‫احاديتا‬ ‫‪ -12‬نفقه واحفطن في كل ياب‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ لُ‬


‫ل‬
‫هتيتا متل ذي امكرماب‬
‫ه‬ ‫خ‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ن‬
‫‪ -13‬روي عته ا جاري ض رف‬
‫ل‬
‫وييت في ا لجتاه وفي ا مماب‬ ‫‪ -14‬الآ قارحم ايا رب اين عي سى‬

‫‪‬‬

‫‪27‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪p‬‬ ‫وفاته‬ ‫‪P‬‬


‫قال غنجار‪ ,‬وغيره ‪ :‬مات أبو عيسى يف ثالث عشر رجب ‪ ،‬سنة تسع وسبعين‬
‫ومائتين (برتمذ) ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫سيذي الي هذا الكتاب‬

‫عن شيخنا العالمة حممد بن آدم األتيوبي رمحه اهلل‬ ‫‪ ‬أرويه إجازة‬
‫عن والده العالمة آدم بن على األتيوبي ‪ ،‬والشيخ العالمة النحوي عبدالباسط بن حسن البورني‬

‫املناسي‪ ،‬والشيخ املقرئ احملدث حياة بن علي‪ ،‬والشيخ حممد زين بن حممد ياسني رمحهم اهلل تعاىل‬
‫أربعتهم‪:‬‬
‫عن العالمة املقرئ ناصر السنة‪ ،‬وقامع البدعة الشيخ كبري أمحد بن عبدالرمحن العدي احلسين‬

‫أبًا عنه حممد بن احملدث حميي العقيلي أٌمًا الدووي بلدا‪ ،‬املتوفى ‪٣/٠/٠٩٣١‬هـ‬

‫عن العالمة عبداجلليل بن حييى الدليت عن والده حييى بن بشري الدليتعن والده بشري الدليت‬

‫مفيت األنام داود بن أبي بكر الدؤوي‬ ‫عن‬


‫السيد أمحد بن حممد مقبول األهدل‬ ‫عن السيد سليمان بن حييى مقبول األهدل عن‬
‫عن خاله عماد الدين حييى بن عمر‪ ،‬مقبول األهدل‬

‫عن أبي بكر بن علي البطاح األهدل عن عمه يوسف حممد البطاح األهدل‬

‫عن احلافظ احلجة الطاهر بن حسني األهدل عن وجيه الدين عبدالرمحن بن علي الديبع‬

‫الشيباني عن احلافظ زين الدين الشرجيّ‬

‫عن نفيس الدين‪ ،‬سليمان بن إبراهيم العلوي عن والده‪ ،‬وشيخه موفق الدين علي بن أبي‬

‫بكر بن شداد‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫كالهما‪:‬‬
‫شرف الدين أبي بكر بن أمحد بن حممد‬ ‫عن أمحد بن أبي اخلري الشماخي ‪ ,‬عن والده عن‬
‫الشراحي اليمين عن الصاحل مكني الدين‪ ،‬زاهر بن رسم بن أبي الرجاء األصفهاني عن أبي‬

‫الفتح عبدامللك بن عبداهلل اهلروي الكروخي عن أبي عامر حممود بن القاسم بن حممد‬

‫األزدي‪ ,‬وأبي نصر عبد العزيز بن حممد الرتياقي‪ ,‬وأبي بكر أمحد بن عبد الصمد التاجر الغورجي‬
‫قالوا‪ :‬أخربنا‬
‫أبي العباس حممد بن أمحد‬ ‫أبو حممد عبد اجلبار بن حممد بن عبد اهلل اجلراحي املروزي عن‬
‫بن حمبوب احملبوبي‬
‫عن مؤلفه احلافظ اإلمام‬
‫أبي عيسى حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي‪.‬‬

‫‪ ‬فيكون بيين وبني املصنف أربعة وعشرين نفسًا‪.‬‬

‫‪ ‬وأرويه إجازة عن شيخنا العالمة حييى بن عثمان عظيم آبادي اهلندي قال‪:‬‬
‫أخربنا به أبوسعيد حسني بن عبدالرحيم عن السيد نذير حسني عن حممد عابد السندي‪,‬‬

‫عن صاحل بن حممد العمري عن حممد بن سعيد املدني ‪ ,‬عن عبدالوهاب الطنطاوي عن‬
‫حممد بن عبدالباقي الزرقاني – شارح املوطأ – عن أبيه عن علي بن حممد بن أمحد بن‬

‫عبدالرمحن األجهوري عن حممد بن أمحد الرملي عن الزين زكريا األنصاري عن احلافظ ابن‬

‫حجر العسقالني عن أبي حفص املراغي عن الفخر ابن البخاري عن عمر بن طربزد‬

‫‪31‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫البغدادي عن أبي الفتح الكروخي عن أبي عامر وغريه عن عبداجلبار اجلراحي عن أبي‬

‫العباس احملبوبي‬

‫عن مؤلفه احلافظ اإلمام‬


‫أبي عيسى حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي‪.‬‬

‫‪ ‬فيكون بني وبني الصنف مثانية عشر نفسًا‪.‬‬

‫الشيخ إبراهيم بن أمحد بن عبد اهلل الظفراني حفظه اهلل‬ ‫‪ ‬وأرويه إجازة عن‬
‫شيخه عبداهلل بن حممد بن محد بن‬ ‫عن شيخنا العالمة أمحد بن حييى النجمي بسنده‪ ،‬عن‬
‫عثمان بن علي بن حممد بن جنيد القرعاوي بسنده‪ ،‬عن شيخه أمحد اهلل بن أمري القرشي عن‬
‫الشريف نذير حسني الدهلوي‪ ،‬عن حممد بن إسحاق الدهلوي عن شاه عبدالعزيز رمحت اهلل‬

‫الدهلوي‪ ،‬عن الشيخ ويل اهلل أمحد بن عبد الرحيم الدهلوي‪.‬‬

‫‪ ‬ح وقال شيخنا األكرم سند احملدثني ورئيس احملققني حسني بن حمسن االنصاري‬
‫اخلزرجي السعدي اليماني‪ ،‬عن العامل الفاضل حممد بن ناصر احلسين احلازمي والقاضي‬
‫العالمة أمحد بن القاضي احلافظ الرباني حممد بن علي الشوكاني الصنعاني‬

‫كالهما عن‬
‫والد الثاني أعين به القاضي العالمة احلافظ الرباني حممد بن علي الشوكاني‬
‫شيخه السيد العالمة سليمان‬ ‫عن شيخه السيد العالمة عبدالقادر بن أمحد الكوكباني عن‬
‫بن حييى بن عمر بن مقبول األهدل رمحه اهلل تعاىل‬

‫‪31‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪ ‬ح وبرواية الشريف حممد بن ناصر والقاضي أمحد بن حممد بن علي الشوكاني عالياً‬
‫بدرجةوعن شيخنا حسن بن عبدالباري االهدل‬
‫ثالثتهم عن‬
‫السيد العالمة وجيه اإلسالم ومفيت االنام عبدالرمحن بن سليمان بن حييى بن عمر بن مقبول‬

‫األهدلعن شيخه ووالده السيد العالمة سليمان بن حييى بن عمر بن مقبول األهدل‬

‫شيخيه العالمتني‪ :‬عبداهلل بن‬ ‫عن شيخه السيد العالمة أمحد بن حممد الشريف األهدل عن‬
‫سامل البصري املكي و أمحد بن حممد النخلي املكي‬
‫كالهما عن‬
‫احملقق الرباني الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني املدني‬

‫عن شيخه العالمة امحد بن حممد القشاشي بضم القاف املدني عن شيخه العالمة حممد بن‬

‫امحد الرملي املصري الشافعي عن شيخ اإلسالم القاضي زكريا بن حممد االنصاري املصري‬

‫عن العز عبدالرحيم بن حممد املعروف بابن الفرات‬

‫عن الشيخ أبي حفص عمر بن احلسن املراغيعن الفخر علي بن امحد بن عبدالواحد املعروف‬

‫بابن البخاري عن عمر بن حممد بن معمر طربزد عن أبي الفتح عبدامللك بن ابي سهل الكَرُوخي‬

‫بفتح الكاف وضم الراءعن القاضي أبي عامر حممود بن القاسم االزدي عن أبي حممد‬

‫عبداجلبار بن حممد بن عبداهلل بن اجلراح املروزي عن الشيخ الثقة األمني أبي العباس حممد بن‬

‫أمحد بن حمبوب احملبوبي املروزي‪،‬‬


‫عن مؤلفه احلافظ اإلمام‬
‫تعاىل‪.‬‬ ‫أبي عيسى حممد بن سورة الرتمذي رمحه اهلل‬

‫‪32‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪A‬‬

‫كتته‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ح‬
‫ابو حمذ عيذا ميذ الرعكري‬
‫لخر‪1444 /‬هـ‬ ‫‪ / 4‬رينع ا آ‬
‫][‬

‫‪33‬‬

You might also like