‫ﻛﻨﯿﺴﺔ ﻣﺎرﻣﺮﻗﺲ اﻟﻘﺒﻄﯿﺔ‬

‫اﻷرﺛﻮذﻛﺴﯿﺔ ﺑﻤﺼﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪة‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬

‫اﻟﻘﺲ ‪ /‬داود ﻟﻤﻌﻰ‬

 ‫اﻟﻜﺘــــــــﺎب ‪ :‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫إﻋــــــــــﺪاد ‪ :‬اﻟﻘﺲ داود ﻟﻤﻌﻰ‬
‫اﻟﻨﺎﺷـــــــــﺮ ‪ :‬ﻛﻨﯿﺴﺔ ﻣﺎرﻣﺮﻗﺲ ﺑﻤﺼﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪة‬
‫اﻟﻤﻄﺒﻌـــــــﺔ ‪ :‬دار ﻧﻮﺑﺎر ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﺼﻞ اﻷﻟﻮان ‪ :‬ﺳﻜﺎﻧﯿﻨﺞ ھﺎوس‬
 ‫ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺪاﺳـﺔ‬
‫اﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮدة اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﺑﺎ اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ‬
‫وﺑﻄﺮﯾﺮك اﻟﻜﺮازة اﻟﻤﺮﻗﺴﯿﺔ‬
5
 ‫ﻣـﻘـــدﻣـــــﺔ‬
‫ﺇﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻗﺪﺱ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻡ ‪‬ﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﺍﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﻗﺪﻳﺴﲔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﺟﻴﺎﻻﹰ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻨﻬﺾ‬
‫ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺯﺓ ﰱ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ـ ﺍﻟﻴﻮﻡ ـ ﺃﻣﺮﺍﹰ ﻣ‪‬ﻬﻤﻼﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳌﺸﻐﻮﻟﻴﺎﺕ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻰ ﺑﻼ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﳌﻜﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﻨﻊ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ‬
‫ﻭﺃﺿﻌﻒ ﺗﺄﺛﲑ ﺍﳌﺮﺑﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ ..‬ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ‬
‫ﻳﻨﺎﻓﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰱ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺇﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰱ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﰱ ﺃﻭﻻﺩﻩ‪،‬‬
‫ﻓﻜﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﻀﻴﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻳﻪ ﺃﻣﻮﺍﻻﹰ ﻃﺎﺋﻠﻪ ﻃﻮﻝ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﺮ‪.‬‬
‫ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻮ ﲦﺮﺓ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﻣﻊ‬
‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ‪ ..‬ﳓﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﺍﳌﺘﻜﺮﺭﺓ‪ ..‬ﻭﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻶﺑﺎﺀ‬
‫ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻬﻢ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻭﻳﻌﻴﺪﻭﺍ ﺣﺴﺎﺑﺎ‪‬ﻢ ﻭﺃﻭﻟﻮﻳﺎ‪‬ﻢ‬
‫ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ‪..‬‬
‫ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﳌﺴﻴﺢ ـ ﻟﻪ ﺍ‪‬ﺪ ـ ﺃﻥ ﳚﻌﻠﻪ ﺳﺒﺐ ﺗﻐﻴﲑ ﻭﳕﻮ ﰱ‬
‫ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺜﲑﻳﻦ ﺑﺼﻠﻮﺍﺕ ﺣﻀﺮﺓ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﺍﳌﻌﻈﻢ‬
‫ﺍﻷﻧﺒﺎ ﺷﻨﻮﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻧﺎﺭ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ ﻭﺃﺑﻮﺗﻪ‪.‬‬
‫ﺃﺫﻛﺮﻭﱏ ﰱ ﺻﻠﻮﺍﺗﻜﻢ‪...‬‬
‫ﺍﻟﻘﺲ ﺩﺍﻭﺩ ﳌﻌﻰ‬

‫‪6‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣُـﺘــﻤــﯿــﺰًا‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺘﻤﯿﱡُﺰ‪..‬‬
‫ﯾﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺳﻌﯿﺪاً‪..‬‬
‫وﯾﻌﻄﯿﮫ ﺛـﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪..‬‬
‫وﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﯾﻜﺘﺸﻒ رﺳﺎﻟﺘﮫ ﻓﻰ اﻟﺤﯿﺎة‪..‬‬

‫ﺧﻠﻖ اﷲ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﺘﻤﯿﺰاً وﻟﻜﻦ ﻋﺪو اﻟﺨﯿﺮ ﯾﺤﺎول أن ﯾﻨﺴﺦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬

‫ﻧﺴﺨﺎً ﺑﺎھﺘﺔ‪ ،‬ﻓﺤﯿﻦ ﯾﻔﻘﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﻤﯿّﺰه ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻔﻘﺪ ﻣﻌﮫ ھﻮﯾﺘﮫ وﺷﺨﺼﯿﺘﮫ‬
‫وإﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺘﮫ وإﻧﺘﺎﺟﯿﺘﮫ وﻗﯿﻤﺘﮫ ﻓﻰ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
‫وﻟﻸﺳﻒ‪ ..‬إن ﻃﺮق اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎدة ﻻ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻄﻔﻞ واﻟﺸﺎب ﻓﻰ‬
‫اﺗﺠﺎه اﻟﺘﻤﯿّﺰ وذﻟﻚ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ )ﻗﻮﻟﺒﺔ( اﻹﻧﺴﺎن أى وﺿﻌﮫ ﻓﻰ ﻗﺎﻟﺐ‬
‫ﻣﺤﺪد ﻣﺘﻜﺮر‪ ..‬ﻓﻤﺜﻼً‪..‬‬

‫‪ ‬ﺣﻔﻆ اﻟﻨﺼﻮص ﺑﺪون ﻓﮭﻢ‪ ..‬ﺿﺪ اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫‪ ‬ﺗﻘﻠﯿﺪ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﺑﺪون ﻓﮭﻢ‪ ..‬ﺿﺪ اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬
‫‪ ‬وﺿﻊ ھﺪف واﺣﺪ وﺣﯿﺪ ﻟﻜﻞ اﻟﻨﺎس‪ ..‬ﺿﺪ اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫ﻓﻰ ﺑﻼدﻧﺎ‪ ..‬ﻧﺠﺪ اﻟﻜﻞ ﯾﺪﻓﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﻟﻠﺘﻔﻮق اﻟﻌﻠﻤﻰ ﻓﻘﻂ‪ ..‬واﻷول ﻓﻰ اﻟﻔﺼﻞ‬
‫ھﻮ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬى ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﯿّﺰ وﻣَﻦ ﺑﻌﺪه ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ إﺣﺴﺎس اﻟﻔﺸﻞ أو ﻋﺪم‬
‫اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪ ،‬وإذا إھﺘﺰت ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻷول إﻟﻰ اﻟﺜﺎﻧﻰ أو اﻟﺜﺎﻟﺚ دﺧﻞ ﻓﻰ ﻗﻠﻖ ﺷﺪﯾﺪ‬
‫ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﻌﺮف ﻗﯿﻤﺔ أﺧﺮى ﻟﻨﻔﺴﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺎﻧﺘﮫ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻛﻤﺘﻔﻮق ﻓﻰ اﻟﻔﺼﻞ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪد ﻣﺠﺎﻻت اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﻔﻮق ﻓﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻧﻮاﺣﻰ اﻟﺤﯿﺎة إﻻ أن‬

‫اﻷﺳﮭﻞ ﻋﺎدةً ھﻮ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻚ وﻣَﻦ ﺣﻮﻟﻚ‪ ..‬وھﺬا ﺿﺪ‬
‫اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻏﯿﺎب اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪..‬‬
‫ﯾﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪة ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺳﻠﺒﯿﺔ‪ ..‬ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮭﺎ‪..‬‬

‫أوﻻً‪ ..‬ﺻﻐﺮ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬

‫وھﻮ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ إﻧﺘﺸﺎراً‪ ،‬ﻓﺤﯿﻦ ﯾﺸﻌﺮ اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﺸﺎب أو‬
‫اﻟﺮﺟﻞ أﻧﮫ ﻻ ﻗﯿﻤﺔ ﻟﮫ وأﻧﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﮭﻢ ﻓﻰ ذاﺗﮫ وإﻧﮫ ﻟﻮ ﻏﺎب ﻟﻤﺎ ﺗﺄﺛﺮ أﺣﺪ وأﻧﮫ‬
‫ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺒﻮب أو ﻏﯿﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻰ وﺟﻮده وﯾﺸﻌﺮ أﻧﮫ أﺻﻐﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس‬
‫اﻟﺬﯾﻦ ﺣﻮﻟﮫ‪ ،‬وﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺘﻰ ﺗُﻮاﺟﮭﮫ‪ ..‬إﻧﮫ ﻗﺪ ﯾﻨﺰوى وﯾﻨﻄﻮى أو ﯾﻨﻘﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺤﯿﺎة وﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﻠﻰ ﻣَﻦ ﺣﻮﻟﮫ‪ ،‬وﯾﺘﺤﻮل ﺻﻐﺮ اﻟﻨﻔﺲ إﻟﻰ ﺣﺰن‬
‫دﻓﯿﻦ ﯾُﺮھﻖ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﻌﺬﺑﮫ وﯾﺠﻌﻠﮫ ﻛﺌﯿﺒﺎً ﺛﻘﯿﻞ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﻏﯿﺮ راﻏﺐ ﻓﻰ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬ﺷﻌﻮر اﻟﻌﺪاء واﻟﻐﯿﺮة‪.‬‬

‫ﯾﺘﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪ ..‬ﻓﻰ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻐﯿﺮة اﻟﻤﺮة ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣَﻦ ھﻮ ﻧﺎﺟﺢ‬
‫أو ﺳﻌﯿﺪ أو ﻟﮫ إﻧﺠﺎزات‪ ،‬ﻓﯿﻨﻈﺮ اﻟﺸﺎب ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺘﻔﻮق إﻟﻰ اﻟﻤﺘﻔﻮق ﺑﺤﻘﺪ‪..‬‬
‫وﺗﻨﻈﺮ اﻟﺒﻨﺖ اﻟﺘﻰ ﺗﻈﻦ أﻧﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﺟﻤﯿﻠﺔ اﻟﻰ اﻷﺟﻤﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺤﻘﺪ‪ ..‬وﯾﻨﻈﺮ ذو‬
‫اﻟﺠﺴﻢ اﻟﻀﻌﯿﻒ إﻟﻰ ﻣَﻦ ھﻮ أﻗﻮى ﻣﻨﮫ ﺑﺤﻘﺪ‪.‬‬

‫وھﺬا اﻟﻌﺪاء واﻟﺤﻘﺪ اﻟﻤﻜﺘﻮم ھﻮ ﻏﻀﺐ ﯾﺘﺮاﻛﻢ ﻣﻊ اﻷﯾﺎم وﯾﺠﻌﻞ اﻟﺸﺎب ﻏﯿﺮ‬
‫ﺳﻌﯿﺪ وﻗﺪ ﯾﻨﺼﺐ ﻏﻀﺒﮫ ﻋﻠﻰ أﻗﺮب اﻟﻨﺎس ﻟﮫ‪ ..‬واﻟﺪﯾﮫ أو أﺧﻮﺗﮫ أو ﺣﺘﻰ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ‪ ..‬ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ واﻟﯿﺄس‪.‬‬

‫ﯾﺘﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪ ..‬أﯾﻀﺎً‪ ..‬ﻓﻰ إﺣﺴﺎس اﻟﻄﻔﻞ واﻟﺸﺎب ﺑﺄﻧﮫ ﻻ داﻋﻰ‬
‫ﻟﻠﻤﺤﺎوﻟﺔ‪ ..‬ﻓﺈن ﻛﺜﯿﺮﯾﻦ ﺳﺒﻘﻮه وﻻ ﻣﺠﺎل ﻟﻺﻟﺤﺎق ﺑﮭﻢ‪ ..‬وﻻﺑﺪ أﻧﮫ ﻓﺎﺷﻞ‪.‬‬
‫وﯾﻜﻮن ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺸﺎب ﺿﻌﯿﻒ اﻹرادة وﻻ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺎﺗﮫ وﻟﻜﻨﮫ داﺋﻤﺎً‬

‫‪9‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﯿﺎت ﻏﯿﺮه‪ ..‬وﻻ ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﮫ وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ‬
‫إﻧﺠﺎزات ﻏﯿﺮه أو اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﻘﻒ أﻣﺎﻣﮫ‪.‬‬
‫واﻟﻔﺸﻞ ﯾﺴﺘﺪﻋﻰ ﻣﺰﯾﺪاً ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ‪ ..‬واﻟﯿﺄس ﺑﺎﻟﻮﻋﺔ ﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﮭﺎ‪ ،‬ﻓﺘﺠﺪ‬
‫اﻟﺸﺒﺎب ـ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿﺰ ـ ﯾﺘﺪھﻮر ﻓﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺮوﺣﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ‬
‫واﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ واﻟﻌﻠﻤﯿﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬اﻹﺳﺘﺴﻼم ﻟﻺدﻣﺎن‪.‬‬

‫اﻹدﻣﺎن ھﻮ ﻣﺮض اﻟﻌﺼﺮ‪ ..‬واﻹدﻣﺎن ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻓﻘﻂ إدﻣﺎن ﻣﺨﺪرات وﻟﻜﻨﮫ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾُﺨﺮج اﻹﻧﺴﺎن ﺧﺎرج واﻗﻌﮫ وﻋﺎﻟﻤﮫ وﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﻌﯿﺶ ﻋﺎﻟﻤﺎً آﺧﺮ ﻏﯿﺮ‬
‫واﻗﻌﻰ وﻏﯿﺮ ﻣﻔﯿﺪ وﯾﻔﺼﻠﮫ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎك اﻟﯿﻮم إدﻣﺎن اﻟـ ‪TV‬‬
‫وإدﻣﺎن اﻟﻜﻤﺒﯿﻮﺗﺮ وإدﻣﺎن اﻟﺠﻨﺲ وإدﻣﺎن اﻟﺼﻮر اﻟﺮدﯾﺌﺔ وإدﻣﺎن اﻟﺸﯿﺸﺔ‬
‫واﻟﺴﺠﺎﯾﺮ‪ ..‬وإدﻣﺎن اﻟﻤﺤﺎدﺛﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﻨﻘﯿﺔ وإدﻣﺎن اﻟﺮواﯾﺎت وإدﻣﺎن اﻟﻌﻤﻞ‬
‫وإدﻣﺎن اﻟﺸﺮاء‪.‬‬
‫واﻹدﻣﺎن ﯾُﺰﯾﺪ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺗﻌﻘﯿﺪاً ﻷﻧﮫ ﯾﻌﻄﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ إﻧﺘﺎﺟﯿﺘﮫ وﻧﺠﺎﺣﺎﺗﮫ‬
‫ﻓﯿﺰﯾﺪه إﺣﺴﺎﺳﺎً ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻤﯿّﺰ وﻋﺪم اﻟﻨﻔﻊ‪.‬‬

‫إذاًَ‪ ..‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬

‫أوﻻً‪ ..‬اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺮى اﻹﻧﺴﺎن ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻓﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﻘﯿّﻤﺔ اﻟﺘﻰ ﯾﺘﺒﺎھﻰ ﺑﮭﺎ اﻟﻨﺎس‪ ،‬ﻓﮭﻨﺎك ﻣَﻦ‬
‫ﯾﺄﺧﺬ ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮫ وھﻨﺎك ﻣَﻦ ﯾﺄﺧﺬ ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰه وآﺧﺮ ﯾﺄﺧﺬ ﻗﯿﻤﺘﮫ‬
‫ﻣﻦ إﻧﺠﺎزاﺗﮫ وآﺧﺮ ﻣﻦ أھﻠﮫ أو ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ‪.....‬إﻟﺦ‪.‬‬
‫وﺗﻨﺘﻘﻞ ھﺬه اﻟﻘﯿﻤﺔ إﻟﻰ أوﻻدﻧﺎ ﺧﻼل أﺣﺎدﯾﺜﻨﺎ وﻣﻘﺎرﻧﺎﺗﻨﺎ وﺗﻌﻠﯿﻘﺎﺗﻨﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺤﻞ‬
‫اﻟﺠﺬرى ﻟﻠﻘﻀﯿﺔ ﯾﺒﺪأ ﻓﻰ ﻛﻞ أب وﻓﻰ ﻛﻞ أم‪ ..‬وھﻮ أن ﯾﺸﻌﺮ اﻹﺑﻦ ﺑﺄن‬
‫ﻗﯿﻤﺘﮫ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻰ ﻛﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر وإﻧﻤﺎ ﻗﯿﻤﺘﮫ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻰ ﻛﻮﻧﮫ إﺑﻨﺎً ﷲ‪..‬‬

‫‪10‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺻﻮرة اﷲ‪ ..‬ھﯿﻜﻼً ﻟﻠﺮوح اﻟﻘﺪس‪ ..‬ﻣﺪﻋﻮاً ﻟﻠﻤﻠﻜﻮت‪ ..‬وﺻﺎﺣﺐ رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻰ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﯿﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﻟﻸب واﻷم ﺗﺠﻌﻞ ﻋﻼﻗﺘﮭﻤﺎ ﺑﺎﷲ ھﻰ رأس ﻣﺎﻟﮭﻤﺎ‪،‬‬
‫وﯾﻨﺘﻘﻞ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ وﺑﺴﺎﻃﺔ إﻟﻰ أﻃﻔﺎﻟﮭﻤﺎ ﻓﯿﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ‬
‫ﻷﻧﮭﻤﺎ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻠﻚ‪ ..‬اﷲ‪ ..‬وﻷن اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﺤﺮﺳﮭﻢ وﻷﻧﮭﻢ ﻣﺪﻋﻮون ﻟﻠﻤﯿﺮاث‬
‫اﻷﺑﺪى‪.‬‬
‫أﺣﺒﺎﺋﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت‪ ..‬إن أردﺗﻢ ﺣﻤﺎﯾﺔ أوﻻدﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿّﺰ‬
‫ﻓﺮاﺟﻌﻮا ﺿﻤﺎﺋﺮﻛﻢ‪ ..‬ﻟﺘﻜﺘﺸﻔﻮا ﻣﺎ ھﻰ ﻗﯿﻤﺘﻜﻢ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ أﻣﺎم أﻧﻔﺴﻜﻢ‪ ،‬وﻣﺎ ھﻮ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﺎل واﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ..‬ﻗﯿﺎﺳﺎً اﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﷲ واﻟﻜﻨﯿﺴﺔ؟!‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬اﻟﺤﺐ اﻟﺸﺨﺼﻰ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺐ ھﻮ اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺤﻘﯿﻘﻰ ﻟﻠﺘﻤﯿّﺰ واﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ وھﻮ اﻟﻌﻼج اﻷﻣﺜﻞ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻣَﻦ ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﻼ ﻗﯿﻤﺔ وﻋﺪم اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬
‫ﯾﺪﱠﻋﻰ ﻛﻞ اﻵﺑﺎء إﻧﮭﻢ ﯾﺤﺒﻮن أوﻻدھﻢ وﻟﻜﻨﮫ ادﻋﺎء ﻏﯿﺮ ﺻﺎدق‪ ..‬ﻷن اﻟﺤﺐ‬
‫ﻻ ﯾﻌﻨﻰ وﺟﻮد ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻜﺘﻮﻣﺔ داﺧﻞ اﻟﻘﻠﺐ‪ ..‬وأﯾﻀﺎً ﻟﯿﺲ ﻣﺠﺮد أﺣﻼم‬
‫وردﯾﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أو ﺳﻌﻰ ﻹدﺧﺎر اﻵﻻف ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷوﻻد‪.‬‬
‫اﻟﺤﺐ اﻟﺤﻘﯿﻘﻰ‪ ..‬اﻷﺑﻮى‪ ..‬ھﻮ أن ﺗُﺸﻌﺮ إﺑﻨﻚ ‪ /‬إﺑﻨﺘﻚ‪ ..‬إﻧﮫ أﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪك‪..‬‬
‫وإﻧﻚ ﻓﺨﻮر ﺑﮫ‪ ..‬وإﻧﻚ ﺗﺤﺒﮫ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف وﻣﮭﻤﺎ أﺧﻄﺄ‪.‬‬

‫واﻹھﺎﻧﺔ ﻣﺜﻼً‪ ..‬ﺗﺠﺮح ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻄﻔﻞ واﻟﺸﺎب ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﺸﺠﺎر‪..‬‬
‫وﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﺘﺮك أﺛﺮاً داﻣﯿﺎً ﻋﻤﯿﻘﺎً ﻗﺪ ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ ﻷﻧﮭﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻹﺑﻦ‬
‫ﯾﺘﺸﻜﻚ ﻓﻰ ﻣﺤﺒﺔ أﺑﯿﮫ أو أﻣﮫ‪ ..‬وھﺬا ﯾُﻔﻘﺪه ﻛﻞ اﺣﺴﺎس اﻟﻘﯿﻤﺔ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻰ‬
‫اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫ھﻨﺎك آﺑﺎء ﻻ ﯾﻨﺎدون أوﻻدھﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﮭﻢ ـ وﻛﺄن ﻻ ﻗﯿﻤﺔ ﻟﮭﻢ ـ وﻓﻰ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ‬
‫ھﻨﺎك آﺑﺎء ﯾﻨﺎدون أوﻻدھﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﺗﺪﻟﯿﻞ أو ﺑﻤﻮﺳﯿﻘﻰ وﻧﻐﻢ وﻛﺄﻧﮭﻢ أﻏﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻰ اﻟﻮﺟﻮد‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ھﻨﺎك آﺑﺎء ﯾﻨﺸﻐﻠﻮن ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ وﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﺎﻋﺪا أوﻻدھﻢ‪،‬‬
‫وآﺑﺎء ﻻ ﯾﻌﺮﻓﻮن ﻣﺎ ﯾُﺮﺿﻰ أوﻻدھﻢ وﻣﺎ ﯾﺴﻌﺪھﻢ ﺣﺘﻰ ﯾﻜﺒﺮوا وﯾﺨﺮﺟﻮا‬
‫ﻣﻦ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ وﻻ ﯾﻔﻜﺮون إﻻ ﻓﻰ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﮭﻢ وﻧﺰواﺗﮭﻢ‪.‬‬
‫وھﻨﺎك آﺑﺎء ﯾﺘﻔﻨﻨﻮن ﻓﻰ إﺳﻌﺎد أوﻻدھﻢ وﯾُﺸﻐﻠﮭﻢ ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎ ﯾﺤﻘﻖ‬
‫أﺣﻼم أوﻻدھﻢ وﻟﯿﺲ أﺣﻼﻣﮭﻢ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬

‫ﯾُﻮﻟﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﺻﻐﯿﺮاً‪ ..‬ﺿﻌﯿﻔﺎً‪ ..‬وﯾﻨﻤﻮ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﻟﺤﺐ واﻟﺘﺸﺠﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬
‫وﺑﻘﺪر اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ واﻟﻤﺪﯾﺢ اﻟﺬى ﯾﻨﺎﻟﮫ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﮫ ﺑﻘﺪر إﺣﺴﺎﺳﮫ ﺑﺎﻟﺘﻤﯿّﺰ‬
‫واﻟﻘﯿﻤﺔ وﻣﻌﮭﻤﺎ اﻷﻣﺎن واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫ﻟﻸﺳﻒ‪ ..‬إﻋﺘﺎد آﺑﺎء وأﻣﮭﺎت ﻛﺜﯿﺮون أﻻ ﯾﺮوا إﻻ ﻣﺎ ﯾﻨﻘﺺ أوﻻدھﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺻﻔﺎت وﯾﺠﻌﻠﻮن اﻟﻨﻘﺪ ﻣﻨﮭﺠﺎً ﻟﻠﺘﺮﺑﯿﺔ‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﻜﻔّﻮا ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻷوﻻدھﻢ‬
‫وﻗﺪ ﯾﺼﻞ ھﺬا اﻟﻨﻘﺪ إﻟﻰ اﻟﺘﺠﺮﯾﺢ واﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ واﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻤُﮭﯿﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺻﺪﯾﻘﻰ اﻷب‪ ..‬ھﻞ ﺗﻌﻠﻢ‪ ..‬أن إﺑﻨﻚ ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎت ﺗﺸﺠﯿﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ‬
‫ﯾﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻏﺬاء ﺟﺴﺪى‪.‬‬
‫‪ ‬أﯾﺘﮭﺎ اﻷم‪ ..‬ھﻞ ﺗﻌﻠﻤﯿﻦ‪ ..‬أن إﺑﻨﺘﻚ اﻟﺼﻐﯿﺮة ﺗﺤﺎول أن ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻰ أﻣﻮر‬
‫ﻛﺜﯿﺮة وﻛﻞ ﻏﺎﯾﺘﮭﺎ أن ﺗﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ إﻃﺮاء وﻣﺪﯾﺢ ﻣﻨﻚِ أﻧﺖِ أوﻻً‪.‬‬
‫اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ ﯾﺨﻠﻖ إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻗﻠﻘﺎً وﻣﻀﻄﺮﺑﺎً وﻻ ﯾﻜﺘﻔﻰ ﺑﺸﺊ وﻻ‬
‫ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎدة‪ ..‬وﻻ ﯾﮭﺪأ وﻻ ﯾﺸﺒﻊ ﻷﻧﮫ إﻋﺘﺎد اﻟﺠﻮع إﻟﻰ اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻔﺎھﻢ‪.‬‬

‫اﷲ أﻋﻄﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﯿﻤﺔ ﻋﻈﯿﻤﺔ‪ ..‬وﺗﻤﯿّﺰاً ﺣﻘﯿﻘﯿﺎً ﺣﯿﻦ ﺟﻌﻠﮫ ﯾﺨﺎﻃﺒﮫ وﯾﺘﻜﻠﻢ‬
‫ﻣﻌﮫ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺼﻼة ﺣﻮار ﻣﻊ اﷲ وھﻰ أﺳﻤﻰ ﻋﻤﻞ ﯾﻘﻮم ﺑﮫ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﻤﯿّﺰه ﻋﻦ‬
‫اﻟﺤﯿﻮان وﻛﻞ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎت ﻷﻧﮫ ﯾﺘﺼﻞ ﺑﺎﷲ رب اﻟﻜﻮن ﻛﻠﮫ‪ ..‬وﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﻨﺒﻊ‬
‫ﻗﯿﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﻛﺮاﻣﺘﮫ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ھﻜﺬا اﻟﺤﻮار ﻣﻊ أوﻻدﻧﺎ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ..‬ﺣﻮار اﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﻌﯿﻦ واﻟﻠﻤﺴﺎت اﻟﺮﻗﯿﻘﺔ‪ ..‬ﺣﻮار اﻟﺘﺮﺗﯿﻠﺔ واﻟﻨﻐﻢ اﻟﺮﻗﯿﻖ‪ ..‬ﺣﻮار اﻟﻜﻼم‬
‫ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺑﺪون ھﺪف ﻣﺤﺪد ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﯾﺸﻌﺮ ﺑﺘﻤﯿّﺰه‪ .‬وﯾﺴﺘﻤﺮ‬
‫اﻟﺤﻮار ﻓﻰ إﺗﺠﺎه اﻟﻨﻀﻮج ﺑﺘﻘﺪم اﻟﺴﻨﻮات‪.‬‬
‫إﺳﺄل ﻧﻔﺴﻚ‪..‬‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﻔﺮح ﻣﻊ إﺑﻨﻚ ﺑﺄﺻﻐﺮ إﻧﺠﺎزاﺗﮫ؟‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻊ إﺑﻨﻚ وإﻟﻰ إﺑﻨﻚ؟‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﺠﻌﻠﮫ ﯾﺸﻜﻮ ﻣﻤﺎ ﯾﻀﺎﯾﻘﮫ وﺗﺴﻤﻌﮫ؟‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﺤﺎوره ﻓﻰ ﺗﻘﯿﯿﻢ أﺻﺪﻗﺎﺋﮫ وﻟﻌﺒﮫ وأﺣﻼﻣﮫ؟‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﺤﺎور إﺑﻨﻚ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ وﻓﻰ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﺮض ﻟﮫ؟‬
‫‪ ‬ھﻞ ﺗﺘﻤﺸﻰ ﻣﻊ إﺑﻨﻚ وﺣﺪﻛﻤﺎ‪ ..‬اﻟﯿﺪ ﻓﻰ اﻟﯿﺪ‪ ..‬أو اﻟﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﻒ ﻟﺘﻨﺎﻗﺶ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺪور ﻓﻰ ﺧﯿﺎﻟﮫ؟‬
‫ﻣﻦ ھﻨﺎ ﯾﻮﻟﺪ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ واﻟﺘﻤﯿّﺰ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬إﻛﺘﺸﺎف اﻟﻤﻮاھﺐ‪.‬‬

‫ﻓﻰ أﻛﺜﺮ اﻟﺒﻼد اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﯾﺘﺒﺎرى اﻟﻤﺮﺑّﻮن ﻓﻰ إﻛﺘﺸﺎف ﻣﻮاھﺐ اﻷﻃﻔﺎل ﺣﺘﻰ‬
‫إﻧﮭﻢ ﯾﺠﻌﻠﻮن اﻟﺤﻀﺎﻧﺎت ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﻜﻞ أﻧﻮاع اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺘﻰ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻃﺒﯿﻌﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ..‬ﻓﮭﻨﺎك اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬى ﯾﮭﻮى اﻟﻤﯿﻜﺎﻧﯿﻜﺎ واﻟﻔﻚ واﻟﺘﺮﻛﯿﺐ‪ ..‬وھﻨﺎك‬
‫اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﮭﻮى اﻟﺘﺪرﯾﺲ واﻟﺤﻜﺎﯾﺎت‪ ..‬وھﻨﺎك اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬى ﯾﺸﺘﮭﻰ‬
‫اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ‪ ..‬وھﻨﺎك اﻟﺬى ﯾﺘﻔﻨﻦ ﻓﻰ اﻟﻘﺼﺔ واﻟﺨﯿﺎل‪ ..‬وھﻨﺎك اﻟﺬى ﯾﺮﯾﺪ أن‬
‫ﯾﺼﯿﺮ ﻃﺒﯿﺒﺎً أو ﻣﺤﺎﻣﯿﺎً أو ﻣﻠﻜﺎً‪.‬‬

‫وﻓﻮق اﻟﻜﻞ ﻋﯿﻦ ﺗﺮاﻗﺐ وﺗﺘﺎﺑﻊ وﺗﻜﺘﺸﻒ ھﺬا اﻟﻤﯿﻞ ‪ ..‬ﻟﻌﻠﮫ ﻋﺒﻘﺮﯾﺔ ﻣﺒﻜﺮة‪..‬‬
‫ﻓﺘﺼﻘﻠﮫ وﺗﮭﺬﺑﮫ وﺗﺘﺒﻨﺎه وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻌﮫ وﻟﮫ‪ ..‬وھﻜﺬا ﺗُﻮﻟَﺪ اﻟﻤﻮاھﺐ‪ ..‬واﻟﻤﻮاھﺐ‬
‫ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺘﻤﯿﱡﺰ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻻ ﺗﻈﻦ ﯾﺎ ﻋﺰﯾﺰى‪ ..‬إن ھﻨﺎك ﻃﻔﻼً ﻏﯿﺮ ﻣﻮھﻮب‪ ..‬ﻓﺎﷲ ﺟﻌﻞ اﻟﻜﻞ ﻣﺘﻤﯿّﺰاً‪..‬‬
‫ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻣﻮھﻮﺑﺎً ﺑﻌﺎﻃﻔﺘﮫ أو ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﮫ أو ﺑﺨﯿﺎﻟﮫ أو ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﮫ أو ﺑﺴﺮﻋﺘﮫ أو‬
‫ﺑﮭﺪوﺋﮫ أو ﺑﺘﻔﻜﯿﺮه‪ ..‬ھﻞ ھﻨﺎك ﻣَﻦ ﯾﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻞ ھﺬا؟!‬
‫ﻋﺰﯾﺰى‪ ..‬ﻣَﻦ ﻏﯿﺮك ﯾﺪرك ﻣﻮاھﺐ إﺑﻨﻚ‪ ..‬وأﻧﺖ اﻟﺬى رأﯾﺘﮫ وﺗﺮاه ﻛﻞ ﯾﻮم‬
‫ﻣﻌﻚ‪ ..‬ھﻞ ﺗﺸﻐﻞ ﺗﻔﻜﯿﺮك ﺑﺎﻷﻣﺮ؟ ﻣﻮھﺒﺔ إﺑﻨﻚ ھﻰ ﻛﻨﺰ أﻏﻠﻰ ﺟﺪاً ﻣﻤﺎ‬
‫ﺗﺪﺧﺮه ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﺈﺑﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻨﺰ وﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ‪.‬‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ ‪..‬‬

‫أﻋﻤﺪة اﻟﺘﻤﯿّﺰ‪..‬‬
‫اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻘﯿﻤﺔ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫اﻟﺤﺐ اﻟﺸﺨﺼﻰ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻔﺎھﻢ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬
‫إﻛﺘﺸﺎف اﻟﻤﻮاھﺐ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٥‬‬

‫‪14‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱏ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﺻـــﺎدﻗــــًﺎ‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﺻﺎدﻗﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻛذب ﺻﻔﺔ اﻟﺷﯾطﺎن‪" ..‬ﻷ َﻧ ﱠﮫ ُ ﻛ ﱠَﺬابٌ وَ أ َ ﺑ ُﻮ اﻟْ ﻜ ﱠَﺬابِ" )ﯾﻮ ‪.(٤٤ : ٨‬‬
‫واﻟﻛذب ﯾﻠد ﺧطﺎﯾﺎ ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﮭﺎ‪ ..‬اﻟﻐش واﻹﻧﻛﺎر واﻟﺣﻠف واﻟﻛراھﯾﺔ واﻟﺧوف‬
‫وﻣزﯾد ﻣن اﻟﻛذب‪.‬‬
‫واﻟﻛذب درﺟﺎت وﻟﯾس أﻟوان‪ ..‬ﻓﮭﻧﺎك ﻣَ ن ﯾﻛذب ﻟﯾﺗﺟﻣﱠل وھﻧﺎك ﻣَ ن ﯾﻛذب‬
‫ﻟﯾؤذى وﯾﻧﺗﻘم‪ ..‬وھﻧﺎك ﻣَ ن ﯾﻛذب ﻛﺷﺎھد زور‪ ..‬وھﻧﺎك ﻣَ ن ﯾﻛذب ﻟﯾﺑرئ‬
‫ﻧﻔﺳﮫ‪ ..‬وھﻧﺎك ﻣَ ن ﯾﻛذب ﻛﻌﺎدة ﺑطﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺴﺘ ُﻢُ‬
‫ﻖ ﻣَ َﻊ اﻋْﻤَ ﺎﻟ ِﮫِ‪ ،‬وَ ﻟ َﺒ ِ ْ‬
‫"ﻻ َ ﺗَﻜ ْﺬِ ﺑ ُﻮا ﺑ َﻌْﻀُ ﻜُﻢْ ﻋَﻠ َﻰ ﺑ َﻌْﺾٍ‪ْ ،‬اذ ﺧَ ﻠ َ ْﻌﺘ ُﻢُ ِاﻹﻧْﺴَﺎنَ اﻟْﻌ َﺘ ِﯿ َ‬
‫اﻟْﺠَ ﺪِﯾ َﺪ اﻟ ﱠﺬِي ﯾ َﺘَﺠَ ﱠﺪ ُد ﻟ ِﻠْﻤَ ﻌْﺮِﻓ َﺔِ ﺣَ ﺴَﺐَ ﺻُﻮرَ ةِ ﺧَ ﺎﻟ ِﻘ ِﮫِ" )ﻛﻮ‪ ٩ : ٣‬ـ ‪.(١٠‬‬
‫ﻓﺎﻟﻛذب ﺻﻔﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﺗﯾق‪ ..‬وﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺟدﯾد اﻟذى‬
‫ﯾﺗﺟدد ﺣﺳب ﺻورة ﺧﺎﻟﻘﺔ ﻟﯾﻛون ﺷﺑﮫ اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻓﻰ ﻛل ﺷﺊ "ھَﺬِهِ اﻟ ﱢ‬
‫ﺴﺘ ﱠﺔ ُ‬
‫ھِﻲ ﻣَ ﻜْﺮُ ھَﺔ ُ ﻧ َﻔْﺴِ ﮫِ ‪ُ،‬ﻋﯿ ُﻮنٌ ﻣُ ﺘَﻌَﺎﻟ ِﯿ َﺔ ٌ ﻟ ِﺴَﺎنٌ ﻛَﺎذِبٌ أ َ ْﯾ ٍﺪ ﺳَﺎﻓ ِﻜَﺔ ٌ‬
‫ﺳ ْﺒﻌَﺔ ٌ َ‬ ‫ﯾ ُﺒْﻐِﻀُ ﮭَﺎ اﻟﺮﱠبﱡ وَ َ‬
‫َﺎن إ ِﻟ َﻰ اﻟﺴﱡﻮءِ ‪ .‬ﺷَﺎھِ ُﺪ زُورٍ‬ ‫دَﻣﺎ ً ﺑ َﺮِﯾﺌﺎ ً‪.‬ﻗ َﻠْﺐٌ ﯾ ُﻨْﺸِ ﺊُ أ َﻓْ ﻜَﺎرا ً رَ دِﯾﺌَﺔ ً أ َرْ ﺟُ ﻞٌ ﺳَﺮِﯾﻌَﺔ ُ اﻟْﺠَ ﺮَ ﯾ ِ‬
‫ت ﺑ َﯿْﻦَ إ ِﺧْ ﻮَ ٍة" )أم ‪ ١٦ : ٦‬ـ ‪.(١٩‬‬ ‫ع ﺧُ ﺼُﻮﻣَ ﺎ ٍ‬ ‫ﯾ َﻔ ُﻮه ُ ﺑ ِﺎﻷ َ ﻛَﺎذِﯾﺐ ِ وَ زَ ارِ ُ‬
‫وﻗد ﯾظﮭر اﻟﻛذب ﻓﻰ إﺑﻧك ﻓﻰ اﻟﺻﻐر‪ ..‬إﻣﺎ ﺧوﻓﺎ ً أو ﺗﺟﻣﻼ ً أو ﺧﯾﺎﻻ ً‪ ،‬وﻓﻰ‬
‫ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗرﻛﯾز واھﺗﻣﺎم ﺷدﯾد ﻛﻰ ﻻ ﯾﺗﺄﺻﱠل اﻟﻛذب ﺑل‬
‫اﻟﺻدق‪.‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺻﺎدﻗﺎ ً‪..‬‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬ﻛﻦ أﻧﺖ ﺻﺎدﻗﺎ ً أوﻻ ً‪.‬‬

‫ورُ ﯾ َﺘَﻔ َﻮﱠ ه ُ ﺑ ِﺎﻷ َ ﻛَﺎذِﯾﺐِ " )أم‪.(٥ : ١٤‬‬
‫"ا َﻟﺸﱠﺎھِ ُﺪ اﻷ َﻣِﯿﻦُ ﻟ َﻦْ ﯾ َﻜْﺬِبَ وَ اﻟﺸﱠﺎھِ ُﺪ اﻟﺰﱡ‬
‫إﺣذر أن ﺗﻘول وﻋدا ً ﻹﺑﻧك وﻻ ﺗفِ ﺑﮫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إﺣذر أن ﺗﻘول ﻋﻘﺎﺑﺎ ً ﻹﺑﻧك وﺗﺗراﺟﻊ ﻋﻧﮫ ﺳرﯾﻌﺎ ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إﺣذر أن ﯾﺳﻣﻌك إﺑﻧك ﺗﻘول ﻣﺎ ﻟﯾس ﺻدﻗﺎ ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إﺣذر ﺣﺗﻰ ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻰ ﻗد ﯾﻌﺗﺑرھﺎ ـ إﺑﻧك اﻟﻧﻘﻰ ـ ﺑداﯾﺔ اﻟﻛذب‬ ‫‪‬‬
‫واﻟﻣوارﺑﺔ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﺻﺎدﻗﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﻛن ﺻﺎدﻗﺎ ً ﻣﻊ زوﺟﺗك‪ ..‬ﻣﻊ أوﻻدك‪ ..‬ﻣﻊ أﺻدﻗﺎﺋك‪ ..‬ﻣﻊ ﻋﻣﻼﺋك‪..‬‬
‫ﺴﺘَﻌْﺠِ ﻞُ إ ِﻟ َﻰ اﻟْﻐِ ﻨ َﻰ ﻻ َ ﯾ ُﺒ ْﺮَ أ ُ")ام ‪.(٢٠ : ٢٨‬‬
‫" َﻟﺮﱠﺟُ ﻞُ اﻷ َﻣِﯿﻦُ ﻛَﺜ ِﯿﺮُ اﻟْ ﺒ َﺮَ ﻛَﺎتِ وَ اﻟْﻤُ ْ‬
‫ا‬
‫‪ ‬ﻛن ﺻﺎدﻗﺎ ً أﻣﯾﻧﺎ ً‪ ..‬ﻓﻰ ﺗﻌﺎﻣﻼﺗك اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﻻ ﺗﻘﺑل ﻗرﺷﺎ ً ﺑدون راﺣﺔ‬
‫ﻟﺿﻣﯾرك وﻻ ﺗﻔرح ﻟﻣﻛﺳب ﻓﯾﮫ ﻛذب أو ﻋدم وﺿوح " اﻧْﺰِ ْع ﻋَﻨْ َﻚ‬
‫اﻟْﺘ ِﻮَ اءَ اﻟْﻔ َﻢِ وَ أ َ ﺑْﻌِ ْﺪ ﻋَﻨْﻚَ اﻧْﺤِ ﺮَ افَ اﻟﺸﱠﻔ َ ﺘَ ْﯿ ِﻦ" )أم ‪.(٢٤ : ٤‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ﱠﻢ إﺑﻨﻚ ﺧﻄﻮرة اﻟﻜﺬب‪.‬‬

‫اﻟطﻔل ﯾﺗﻘﺑﱠل ﻣن أﺑوﯾﮫ ـ ﻣﺑﻛرا ً ـ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﺑﻠﮫ اﻟﺷﺎب ﻣﺗﺄﺧرا ً‪ ،‬ﻓﺄﻧت ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﺗﺣﻔر ﻓﻰ ﻗﻠب طﻔﻠك ﻛراھﯾﺔ اﻟﻛذب‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﻛﻰ ﻟﮫ ﻋن ﻛذﺑﺔ اﻟﺣﯾﺔ ﻟﺣواء‪ ..‬وﻛﯾف أﺿﺎﻋت اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﻛﻰ ﻟﮫ ﻋن ﻛذﺑﺔ ﯾﻌﻘوب ﻋﻠﻰ أﺑﯾﮫ‪ ..‬وﻛﯾف ﺗﺳﺑﺑت ﻓﻰ آﻵم ﺑﻼ ﻧﮭﺎﯾﺔ‪..‬‬
‫ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟوﻗﯾﻌﺔ ﻣﻊ ﻋﯾﺳو‪ ..‬ﺛم اﻟﺗﻌب ﻣﻊ ﻻﺑﺎن‪ ..‬ﺛم اﻟﺣزن ﻣن‬
‫أوﻻده‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﻛﻰ ﻟﮫ ـ ﻓﻰ ﺳن ﻣﻧﺎﺳب ـ ﻋن ﺧطﯾﺔ ﺣﻧﺎﻧﯾﺎ وﺳﻔﯾرة وﻋﻘﺎﺑﮭﻣﺎ اﻟﺷدﯾد‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﻛﻰ ﻟﮫ ﻛﯾف ﯾﺗرك ﷲ ﯾد ﻣَ ن ﯾﻛذب ﻟﯾﺿﻊ اﻟﺷﯾطﺎن ﯾده ﻛﺑدﯾل‪..‬‬
‫وﯾﻘوده ﻓﻰ إﺗﺟﺎه ﻣُظﻠم‪.‬‬
‫ﺴﮫ ُ‪ .‬ﻣَﻦْ ﯾ َﻔْﻐَﺮُ ﺷَﻔ َ ﺘَﯿْﮫِ ﻓ َﻠ َﮫ ُ َھﻼ َكٌ" )أم ‪.(٣ : ١٣‬‬
‫ﻣَﻦْ ﯾ َﺤْ ﻔَﻆ ُ ﻓ َﻤَ ﮫ ُ ﯾ َﺤْ ﻔ َﻆ ُ ﻧ َﻔْ َ‬
‫"‬

‫ﺷﺠِﻊ إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪..‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻌﻧّف إﺑﻧك وﺗﻌﺎﻗﺑﮫ ﺑﺷدة ﺣﯾن ﯾﻌﺗرف ﺑﺧطﺋﮫ‪ ..‬ﻓﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ‪..‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻛذب أﺧطر‪ ،‬ﺧﻔف اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو إرﻓﻌﮭﺎ ﺣﯾن ﯾُﺟﺎھر ﺑﺧطﺋﮫ‪ ..‬ﻟﻛن‬
‫ﻻ ﯾﻛون ھذا ﻣدﻋﺎة ﻟﻺﺳﺗﮭﺗﺎر ﺑﺎﻟﺧطﺄ‪.‬‬
‫‪‬ﻛن ﻋﺎدﻻ ً ﻓﻰ ﺣﻛﻣك وﻻ ﺗﻛن ظﺎﻟﻣﺎ ً ﻣﺗﺟﻧﯾﺎ ً أو ﻣﺗﺳرﻋﺎ ً ﻓﻰ أﺣﻛﺎﻣك‬
‫ﻋﻠﻰ أوﻻدك ﻷن ھذا ﻗد ﯾدﻓﻌﮭم إﻟﻰ اﻟﻛذب ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﻌدل‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋﻠ ّم إﺑﻧك أن ﺗَ ﺣﻣﱡل اﻟﺧطﺄ ﺷﺟﺎﻋﺔ ورﺟوﻟﺔ وﻓﺿﯾﻠﺔ‪ ..‬واﻟﮭروب ﻣﻧﮫ‬
‫ﺿﻌف وﺗﺧﺎذل وﺟُﺑن‪ ..‬وﯾﺿﺎﻋف اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻵﺛﺎر‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﺻﺎدﻗﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺘﺪﻗﯿﻖ ﻓﻰ اﻟﻜﻼم‪.‬‬

‫"ﯾ ُﻮﺟَ ُﺪ ﻣَﻦْ ﯾ َﺘَﻐَﺎﻧ َﻰ وَ ﻻ َ ﺷ َْﻲءَ ﻋِ ﻨْ َﺪه ُ وَ ﻣَﻦْ ﯾ َﺘَﻔ َﺎﻗ َﺮُ وَ ﻋِ ﻨْ َﺪه ُ ﻏِ ﻨ ًﻰ ﺟَ ﺰِﯾﻞٌ " )أم ‪(٧ : ١٣‬‬
‫إن اﻟﻛذب ﯾوﻟد ﻣن اﻟﻛﻼم اﻟﺑطﺎل اﻟذى ﻟﯾس ﻓﯾﮫ ﺗدﻗﯾق أو ﻣﺟﺎراة ﻟﻸﺣﺎدﯾث‬
‫اﻟﻔﺎرﻏﺔ اﻟﺗﻰ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺑﺎھﻰ واﻹﻓﺗﺧﺎر‪.‬‬
‫ﻋﻠ ّم إﺑﻧك أﻧﮫ إن ﻓﮭم أﺣد أﻧﮫ ﺑرئ وھو ﻟﯾس ﺑرئ ﻻ ﯾﺳﻛت ﺑل ﯾﻌﺗرف‬
‫ﺑﺧطﺄه ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌواﻗب‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﺑل إﻻ أن ﯾﻛون ﺻﺎدﻗﺎ ً ﻣﻊ ﻧﻔﺳﮫ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً‪ ..‬ﻋﺎﻟﺞ أﺳﺒﺎب اﻟﻜﺬب‪.‬‬

‫إن ﻛﺎن اﻟﺧوف ھو اﻟﺳﺑب‪ ..‬ﻓﺈھﺗم أن ﺗﺛﺑّت إﯾﻣﺎن طﻔﻠك وﺗﻌطﯾﮫ اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻰ‬
‫إﻟﮭﮫ وﻓﻰ ﻧﻔﺳﮫ‪ ..‬ﻛن ﻗرﯾﺑﺎ ً ﻣﻧﮫ‪ ..‬أﻣﺎﻧﺎ ً وﺣﺻﻧﺎ ً وﺳﻧدا ً وﺣﻼ ً‪ ..‬ﻷﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج‬
‫أب ﻗوى ﯾداﻓﻊ ﻋﻧﮫ‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧت اﻟﻐﯾرة ھﻰ اﻟﺳﺑب‪ ..‬ﻓﻌﺎﻟﺟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﻧﺎﻋﺔ واﻟﺷﻛر واﻟروﺣﺎﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﻣر‪.‬‬
‫وإن ﻛﺎن اﻟطﻣﻊ ھو اﻟﺳﺑب‪ ..‬ﻓﻌﺎﻟﺟﮫ ﺑﺎﻟﻐﻧﻰ اﻟروﺣﻰ واﻟﺗﻣﯾز واﻟﺷﺑﻊ ﺑﺎ ‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻋﺘﺮاف‪.‬‬

‫ﯾﺗﺳﺎءل اﻟﺑﻌض ﻣﺗﻰ ﯾﻌﺗرف أوﻻدﻧﺎ ؟ّ!‪ ..‬إن اﻟﺳن اﻟﻣﻧﺎﺳب ھو اﻟﺳن اﻟذى‬
‫ﯾدرك ﻓﯾﮫ اﻷطﻔﺎل ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧطﺎﯾﺎ‪ ..‬ﻣﺛل اﻟﻛذب واﻟﺷﺗﯾﻣﺔ ‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳب أن‬
‫ﯾﺑدأ اﻟطﻔل ﺳر اﻹﻋﺗراف ﺑﻣﺟرد وﻋﯾﮫ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧطﯾﺔ )ﺳت ﺳﻧوات أو‬
‫أﻗل( ﻷن ھذا ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾرﺗﺑط ﺑﺄب إﻋﺗراﻓﮫ‪ ..‬وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻷﻣﺎن ﻓﻰ اﻟﺣِل‬
‫واﻟﻐﻔران‪ ،‬وﯾﺄﺧذ ﺗدرﯾﺑﺎ ً ﺑﻌدم اﻟﻛذب وﯾﺧﺟل ﺧﺟﻼ ً ﻣﻘدﺳﺎ ً ﯾﺷﺟﻌﮫ أﻻ ﯾﺧطﺊ‬
‫ﺑﻌد ذﻟك‪ ..‬وﯾﺣﻣﯾﮫ ﻣن اﻹﻧزﻻق واﻟﺗدھور‪.‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ً‪ ..‬أﺗﺮك ﻹﺑﻨﻚ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه وﻻ ﺗﻜﺘﻤﻪ‪.‬‬

‫ﻗد ﯾﺄﺗﻰ اﻟﻛذب ﻣن اﻟﻛﺑت‪ ..‬ﻓﻣن اﻟﻣﻔﯾد أن ﯾﻌﺑّر اﻟطﻔل ﻋن ﻏﺿﺑﮫ ﺑدون‬
‫إﻧﻔﻌﺎل ﺧﺎطﺊ‪ ،‬وﻟﻛﻧﮫ ﻻﺑد أن ﯾﺧرج ﻣﺎ ﻓﻰ داﺧﻠﮫ ﻣن ﻏﯾظ أو ﺿﯾق أو‬
‫‪18‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﺻﺎدﻗﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺣزن أو أﻟم أو ﺧوف أو ﺷك‪ .‬ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻧﻔﯾس ﯾﺣﻣﻰ اﻟطﻔل واﻟﺷﺎب‬
‫ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ً ﻣن آﺛﺎر وﺧﯾﻣﺔ ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﻛذب وﺗﻧﺗﮭﻰ ﺑﺎﻹﻛﺗﺋﺎب واﻟﻌدواﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫وﺗرو‬
‫ٍ‬ ‫ﻻ ﺗﺻد اﺑﻧك ﺣﯾن ﯾﺷﻛو‪ ..‬ﺧذه ﻓﻰ ﺣﺿﻧك واﺳﻣﻌﮫ‪ ..‬ﺛم ﺑﮭدوء‬
‫وﺣﻛﻣﺔ وﺣﻧﺎن‪ ..‬ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎ ﻓﻰ داﺧﻠﮫ وﺗرﺗب أﻓﻛﺎره وﺗرد ﻋﻠﻰ ﺷﻛوﻛﮫ‬
‫وﺗﻌطﯾﮫ اﻟوﻋود واﻟوﺻﺎﯾﺎ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‪.‬‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺻﺎدﻗﺎ ً‪..‬‬

‫ـ ﻛﻦ أﻧﺖ ﺻﺎدﻗﺎ ً أوﻻ ً‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ ﺧﻄﻮرة اﻟﻜﺬب‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ـ ﺷﺠّﻊ إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺘﺪﻗﯿﻖ ﻓﻰ اﻟﻜﻼم‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ـ ﻋﺎﻟﺞ أﺳﺒﺎب اﻟﺨﻮف‪.‬‬ ‫‪٥‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻋﺘﺮاف‪.‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ـ أﺗﺮك ﻹﺑﻨﻚ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ‪.‬‬ ‫‪٧‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﺻﺎدﻗﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪20‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣـــﺘـــﻮاﺿـــﻌﺎً‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إن اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻓﻀﯿﻠﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻟﺤﯿﺎة اﻷﺑﺪﻳﺔ‪..‬‬
‫اﻟﻣﺗواﺿﻊ ھو‪ ..‬اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺳﻌﯾد اﻟذى ﯾرى ﻛل ﺷﺊ ﺟﻣﯾل وﻧﻘﻰ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗواﺿﻊ ھو‪ ..‬اﻟﺷﺧص اﻟذى ﯾﺷﻛر وﯾﻔرح وﯾﻧطﻠق وﯾﺣب ﺑﻼ ﻗﯾود‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗواﺿﻊ ھو‪ ..‬اﻟﺷﺧص اﻟذى ﯾﺳﮭـل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌطـﺎء واﻷﺧـذ وإﺣﺗﻣـﺎل‬
‫اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺗﺟﺎرب وﯾﻘﺿﻰ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺑﮭدوء وﯾدﺧل ﻓﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻓرح ﺳﯾده‪.‬‬
‫اﻟﺗواﺿﻊ ﻟﯾس ھو‪ ..‬اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ واﻟﻌﺟز واﻟﺧوف‪.‬‬
‫اﻟﺗواﺿﻊ ﻟﯾس ھو‪ ..‬اﻟﺿﯾق واﻟﺗﺑرﱡ م ﺑﺳﺑب ﻗﻠﺔ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻹﻧﺟﺎزات‪.‬‬
‫اﻟﺗواﺿﻊ ﻟﯾس ھو‪ ..‬اﻹﻧزواء واﻹﻧطواء واﻟﮭرب ﻣن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺑﺣﺟﺔ إﻧﻰ‬
‫ﻻ أﺻﻠﺢ ﻟﺷﺊ‪.‬‬

‫وﻟﻛن‪ ..‬اﻟﺗواﺿﻊ‪ ..‬أﺻﺑﺢ ﺻﻔﺔ ﻧﺎدرة‪ ..‬رﺑﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻌظم اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ وطﻐﯾﺎن‬
‫اﻟﻣﺎدة‪ ..‬أو رﺑﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻛراﻣﺔ واﻹﻓﺗﺧﺎر‪ ..‬أو رﺑﻣﺎ ﺑﺳﺑب‬
‫اﻷﻓﻼم‪ ..‬وﻟﻛن ﻓﻰ أﻏﻠب اﻟظن ھو ﻧﺗﺎج ﺳوء اﻟﺗرﺑﯾﺔ‪ .‬ﻓﺈن ﻛﻧّ ﺎ ﺗﻛﻠﻣﻧﺎ ﻋن‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗﻣ ّﯾزا ً؟ ﻓﺈﺣذر ﻟﺋﻼ ﺗدﻓﻌﮫ ﻟﻠﻐرور واﻟﻛﺑرﯾﺎء‪.‬‬
‫أن ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗﻣﯾزا ً ﻻ ﺗﺳﺗدﻋﻰ أﺑدا ً اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻰ ﻣدﯾﺣﮫ‪ ..‬أو إﻧك ﺗﺟﻌﻠﮫ‬
‫ﻓﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺳﺗﻣرة ﻣﻊ أﻗراﻧﮫ وﺗؤﻛد ﻟﮫ إﻧﮫ اﻷﻋظم وﻛل ﻣﺎ ﻋداه ﺣﻘﯾر‬
‫وﻗﻠﯾل‪.‬‬
‫إﺣذر‪ ..‬ﯾﺎ ﻋزﯾزى‪..‬‬
‫‪ ‬أن ﯾراك إﺑﻧك ﻣﻧﺗﻔﺧﺎ ً ﻣﺗﻔﺎﺧرا ً‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﯾراك ﺗﺣﺗﻘر اﻟﻔﻘﯾر أو اﻷﺻﻐر ﻗﯾﻣﺔ أو ﺳﻧﺎ ً‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﺗﺗﺑﺎھﻰ ﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠك وﺗﺗﻔﺎﺧر ﺑﺎﻹﻧﺟﺎزات‪ ..‬ھذا ﯾﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗﻛﺑرا ً‪..‬‬
‫وﻗد ﺗﺻطدم أﺧﯾرا ً ﻣﻌﮫ ﻷن اﻟﻣﺗﻛﺑر ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻣﺗﻛﺑر‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﺗـ ُﮭﯾن إﻧﺳﺎﻧﺎ ً أو ﺗﺟرﺣﮫ‪ ..‬ﻓﺎﻷم اﻟﺗﻰ ﺗُﮭﯾن أى إﻧﺳﺎن أﻣﺎم أوﻻدھﺎ أو‬
‫ﺗﻌﺎﻣل أﺣدا ً ﺑدون إﺣﺗرام‪ ..‬ﺗزرع ﻓﻰ ﻗﻠوب أوﻻدھﺎ ﻛﺑرﯾﺎ ًء وﺗﻌﺎﻟﯾﺎ ً‪..‬‬
‫ﯾﻛون ﺛﻣﻧﮭﺎ ﻏﺎﻟﯾﺎ ًﺟدا ً‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻏﯿﺎب اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﺳﯿﻜﻠﻒ إﺑﻨﻚ أو إﺑﻨﺘﻚ ﻛﺜﯿﺮا ً‬
‫ﺗَﺄ" ْﺗ ِﻲ اﻟْﻜِ ﺒْﺮِ ﯾ َﺎ ُء ﻓ َ ﯿ َﺄ ْﺗ ِﻲ اﻟْ ﮭَﻮَ انُ وَ ﻣَ َﻊ اﻟْﻤُ ﺘَﻮَ اﺿِ ﻌِ ﯿﻦَ ﺣِ ﻜْﻤَﺔ ٌ" )أم ‪.(٢ : ١١‬‬

‫‪ ‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻳﺤﺐ‪.‬‬

‫ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﺣب واﻟﺗواﺿﻊ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻣﺗواﺿﻊ ﯾرى ﻋﯾوﺑﮫ وﺿﻌﻔﺎﺗﮫ‬
‫وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺛق ﻓﻰ ﻣﺣﺑﺔ ﷲ‪ ..‬وﻣن ھﻧﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾرى ﻋﯾوب اﻟﻧﺎس‬
‫وﺿﻌﻔﺎﺗﮭم وﯾﺳﺗﻣر ﻓﻰ ﻣﺣﺑﺗﮭم‪ .‬ﻓﺎﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻻ ﯾﻔﻛر ﻓﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺛﯾرا ً‪ ..‬وﻟﮭذا‬
‫ﯾﻘدر ﺑﺳﮭوﻟﺔ أن ﯾﻌﯾش ﻣﻌﻧﻰ " اﻟْﻤَﺤَ ﺒ ﱠﺔ ُ‪ َ◌ ..‬ﻻ َ ﺗُﻘ َﺒ ﱢﺢُ وَ ﻻ َ ﺗَﻄْﻠ ُﺐُ ﻣَ ﺎ ﻟ ِﻨ َﻔْﺴِ ﮭَﺎ وَ َﻻ‬
‫ﺗَﺤْ ﺘَ ﱡﺪ وَ ﻻ َ ﺗَﻈ ُﻦﱡ اﻟﺴﱡﺆَ " )‪١‬ﻛﻮ ‪.(٥ : ١٣‬‬
‫وإن ﻟم ﯾﻘدر طﻔﻠك أن ﯾﺣب‪ ..‬ﺳﯾﺧﺳر ﺳﻌﺎدﺗﮫ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ وﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺄﺻدﻗﺎﺋﮫ‬
‫وﺷرﯾك ﺣﯾﺎﺗﮫ‪ ..‬وﯾﺧﺳر أﺑدﯾﺗﮫ‪.‬‬

‫‪ ‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻳﺤﺘﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻻﺑد أن ﯾﺗﻌرض ﻛل إﻧﺳﺎن إﻟﻰ إﺣﺑﺎطﺎت وأوﺟﺎع ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﮫ‪ ..‬واﻟﺷﺧص‬
‫اﻟﻣﺗﻛﺑر ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﮭﺎ‪ ..‬وﯾﻧﮭﺎل ﺑﺎﻟﻠوم ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن وﻋﻠﻰ ﷲ‪ ،‬وﻗد ﯾﻘﻊ ﻓﻰ‬
‫اﻟﯾﺄس ﺑﺳﮭوﻟﺔ أو ﯾﻘﻊ ﻓﻰ اﻟﺗذﻣر واﻟﻐﺿب ﺑﻼ ﺣدود‪.‬‬

‫‪ ‬ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻳﻨﺠﺢ‪.‬‬

‫"ﻗ َ ﺒْﻞَ اﻟْ َﻜﺴْﺮِ اﻟْﻜِ ﺒْﺮِ ﯾ َﺎ ُء وَ ﻗ َ ﺒْﻞَ اﻟﺴﱡﻘ ُﻮطِ ﺗَﺸَﺎﻣُﺦُ اﻟﺮﱡ وحِ" )أم ‪.(١٨ : ١٦‬‬
‫اﻟﻣﺗﻛﺑر‪ ..‬ﻻ ﯾﺣﺗﻣل اﻟﻧﻘد‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﺗﺣ ّﺳن أو ﯾﺗطور‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗﻛﺑر‪ ..‬ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‪ ..‬وھذا ﯾﺿﻌف إﻧﺗﺎﺟﮫ وﺗﻔوﻗﮫ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗﻛﺑر‪ ..‬ﻻ ﯾرى إﻻ ﻧﻔﺳﮫ‪ ..‬ﻓﻘد ﯾﻧﺟﺢ ﻗﻠﯾﻼ ً وﻟﻛﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺟﺢ داﺋﻣﺎ ً‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗﻛﺑر‪ ..‬ﻟن ﯾﺣﺑﮫ اﻟﻧﺎس‪ ..‬ﻓﯾﺗﻌذب ﻣن وﺣدﺗﮫ وﻻ ﯾﺷﻌر ﺑطﻌم إﻧﺟﺎزاﺗﮫ‬
‫وﻧﺟﺎﺣﮫ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إذا ً‪ ..‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎ ً؟‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺸﻜﺮ‪.‬‬

‫اﻟﺷﻛر ھو طرﯾق ﻟﻠﺗواﺿﻊ‪..‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﯾراك إﺑﻧك‪ ..‬ﺗﺷﻛر ﷲ ﻛل ﯾوم ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺊ ﺑﺳﻌﺎدة وﺑﻌرﻓﺎن‬
‫ﯾﺗﻌﻠم اﻟﺗواﺿﻊ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﯾراك إﺑﻧك‪ ..‬ﺗﺷﻛر اﻹﻧﺳﺎن اﻟذى ﯾﺳﺎﻋدك ﺑﺄدب وإﺣﺗرام وﺗﻘدﯾر‬
‫ﯾﺗﻌﻠم اﻟﺗواﺿﻊ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﯾراك إﺑﻧك‪ ..‬ﺗﺷﻛر واﻟدﺗﮫ ﺑﺣب وﺑﺈﺑﺗﺳﺎﻣﺔ رﻗﯾﻘﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ ﺳﺧﻲ‪..‬‬
‫ﯾﺗﻌﻠم اﻟﺗواﺿﻊ‪.‬‬
‫ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻰ‪ ..‬ﯾﺎ ﻋزﯾزى‪ ..‬أن ﺗﻌﻠ ّم إﺑﻧك أن ﯾﻘول "ﺷﻛرا ً" ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺊ‪ ..‬وﻟﻛن‬
‫إﺟﻌﻠﮫ ﯾﺳﻣﻌﮭﺎ ﻣﻧك ﻣرارا ً وﺗﻛرارا ً‪.‬‬
‫ﺣﯾن ﺗﺳﺗﻔﯾض ﻓﻰ ﺷﻛر ﷲ ﻛل ﻟﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﻣﻌك طول اﻟﯾوم‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل وﯾﺳﻣﻌك طﻔﻠك‪ ..‬ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻷﻣﺎن وﯾﺗﻌﻠم اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻣﯾق ﻟﻘول‬
‫اﻟﻛﺗﺎب "وَ ﻟﻨ ِﻌَﻜِﻦْْﻤَﺔ ِﺑ ِﷲ ِ أ َ ﻧ َﺎ ﻣَ ﺎ أ َ ﻧ َﺎ وَ ﻧ ِﻌْﻤَ ﺘُﮫ ُ اﻟْﻤُ ﻌْﻄ َﺎة ُ ﻟ ِﻲ ﻟ َﻢْ ﺗَﻜُﻦْ ﺑ َﺎطِ ﻠ َﺔ ً ﺑ َﻞْ أ َ ﻧ َﺎ ﺗَﻌِ ﺒْﺖُ‬
‫أ َ ﻛْﺜ َﺮَ ﻣِﻨْﮭ ُﻢْ ﺟَ ﻤِﯿﻌِﮭِﻢْ ‪ .‬وَ ﻟ َﻜِﻦْ ﻻ َ أ َ ﻧ َﺎ ﺑ َﻞْ ﻧ ِﻌْﻤَﺔ ُ ﷲ ِ اﻟ ﱠﺘ ِﻲ ﻣَ ﻌِﻲ" )‪١‬ﻛﻮ ‪.(١٠ : ١٥‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً‪ ..‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺘﺬار‪.‬‬

‫اﻹﻋﺗذار ‪ ..‬ھو أﺳﺎس اﻟﺗوﺑﺔ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻷب اﻟﺗﺎﺋب‪ ..‬ﻻﺑد أن أوﻻده ﻣﺗواﺿﻌون‪ ،‬واﻷم اﻟﺗﻰ ﺗراﺟﻊ ﻧﻔﺳﮭﺎ‬
‫وﺗﺣﺎﺳب ﺿﻣﯾرھﺎ ﺑﺈﻧﺗظﺎم وﺗطﻠب اﻟرﺣﻣﺔ ﺑﺧﺟل وإﻧﻛﺳﺎر وﺗﻌﺗرف ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ‬
‫وﺗدﻗﯾق‪ ..‬ﻻﺑد أن أوﻻدھﺎ ﻣﺗواﺿﻌون‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻰ أن ﺗﻌﻠم أوﻻدك أن ﯾﻘوﻟوا "أﺧطﺄت‪ ..‬آﺳف‪ "Sorry ..‬وﻟﻛن‬
‫إﺟﻌﻠﮭم ﯾﺳﻣﻌون ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻣﻧك أﻧت ﻛﺛﯾرا ً‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﻋزﯾزﺗﻰ اﻷم ‪ ..‬ﻻ ﺗﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﺗﻘوﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ إﻋﺗذار ﻟزوﺟك أﻣﺎم اﻷوﻻد‪..‬‬
‫إﻧﮭﺎ ﺛروة ﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم‪ ..‬وﻻ ﺗﺳﺗﻛﺛرى أن ﺗﻘوﻟﻰ إﻋﺗذار ﺣﺗﻰ ﻷوﻻدك‬
‫ﻷن ھذا ﯾﺟﻌﻠك ﺗزدادﯾن ﺟﻣﺎﻻ ً ﻓﻰ ﻧظرھم‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻰ ﯾﺎ ﺻدﯾﻘﻰ‪ ..‬أن ﺗﻘول "آﺳف" ﺣﯾن ﺗﺧطﺊ‪ ..‬وﻟﻛن إﻗرﻧﮭﺎ‬
‫ﺑﻣﻌﺎﻧﻰ أﺧرى ﻣﺛل "أﻧﺎ ﻣﺧطﺊ ﻓﻰ ﺣﻘك ﺑﺳﺑب‪ ..‬أﻧﺎ ﻓﻌﻼ ً أﺧطﺄت وﻻ‬
‫ﻋذر ﻟﻰ‪ ..‬أﻧت ﻣﻌك ﺣق ﺗزﻋل‪ ..‬أﻧﺎ ھﺄﺣﺎول ﻣﻌﻣﻠش ﻛده ﺗﺎﻧﻰ‪ ..‬ﻣﺎذا‬
‫أﻓﻌل ﻟﻛﻰ ﺗﺳﺎﻣﺣﻧﻰ وﻻ ﺗﺗﺿﺎﯾق‪ "..‬ﻓﻣﺛل ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﺣﯾن‬
‫ﯾﺳﻣﻌﮭﺎ اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب ﻣن اﻟﻛﺑﺎر ﺑﻌﺿﮭم ﻟﺑﻌض ﺗﺟﻌﻠﮭم ﯾﻔﮭﻣون‬
‫اﻟﺗواﺿﻊ وﯾﺗﻘﻧوﻧﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪ ..‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﯿﺢ‪.‬‬

‫"ﻌَﻠ ﱠﻤُﻮا ﻣِﻨ ﱢﻲ ﻷ َﻧ ﱢﻲ وَ دِﯾ ٌﻊ وَ ﻣُ ﺘَﻮَ اﺿِ ُﻊ اﻟْ ﻘ َﻠْﺐِ ﻓ َﺘَﺠِ ﺪُوا رَ اﺣَ ﺔ ً ﻟ ِﻨ ُﻔ ُﻮﺳِ ﻜُﻢْ " )ﻣﺖ‪(٢٩:١١‬‬
‫ﺗَ‬
‫أﯾﺗﮭﺎ اﻷم اﻟﻐﺎﻟﯾﺔ‪ ..‬ھل ﺗﻌﻠﻣﯾن إن اﻟﺣﻛﺎﯾﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﺣﻛﯾﮭﺎ ﻋن ﺑﺎﺑﺎ ﯾﺳوع ﻣن‬
‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟطﻔﻠك ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﺣب ﯾﺳوع وﯾﺗﻣﺛﻠﮫ وﯾﺣﺎول ﺗﻘﻠﯾده وﻣﺣﺎﻛﺎﺗﮫ‬
‫طول اﻟﻌﻣر‪.‬‬
‫وﻟــﻛـــن‪..‬‬
‫‪ ‬ھل ﺗﻧﻘﻠﯾن ھذه اﻟﻘﺻص ﻛﻣﺎ ﻗﺻدھﺎ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس؟‬
‫ت ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻹﻧﺟﯾل وﻛﺎﺗﺑﮫ ﻟﺗُدرﻛﻰ ﻛم ﯾﺣﻣل ﺗﺻرف اﻟﻣﺳﯾﺢ‬ ‫‪ ‬ھل أﻧ ِ‬
‫ﻣن ﺗواﺿﻊ؟‬
‫‪ ‬ھل إﻧطﺑﻊ ﻓﻰ ذھن إﺑﻧك‪ ..‬ﺻورة اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟطﯾب اﻟذى ﯾﺣﺗﻣل اﻹھﺎﻧﺎت‬
‫ﺑﺻﺑر وھو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﻘﺎم؟‬
‫‪ ‬ھل رأى طﻔﻠك ﺻورة اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟﻣﺗواﺿﻊ وھو ﯾﺷﻔق ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎطﺊ‬
‫اﻟراﺟﻊ إﻟﯾﮫ ﺑﺣب؟‬
‫‪ ‬ھل ﻋَ ﻠِم طﻔﻠك أن اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟﻣﺗواﺿﻊ ﻛﺎن ﯾﻧﺎم ﻓﻰ ﻣرﻛب ﺧﺷﻧﺔ ﺑﻼ‬
‫ﺗذﻣر؟‬
‫‪25‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ھل إﻧطﺑﻊ ﻓﻰ ذھن إﺑﻧك إن ﻣﺳﯾﺣﻧﺎ ﻛﺎن ﻓﻘﯾرا ً ﺑﺈﺧﺗﯾﺎره‪ ..‬وﻧﺟﺎرا ً‬
‫ﺑﺳﯾطﺎ ً‪ ..‬وﺧﺎدﻣﺎ ً ﻟﻠﻛل؟‬

‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻄﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻘول ﯾوﺣﻧﺎ اﻟدرج "إذﺑﺢ اﻟﻛﺑرﯾﺎء ﺑﺳﻛﯾن اﻟطﺎﻋﺔ"‪ ،‬ﺟﻣﻠﺔ ﺟدﯾدة إذا أردت‬
‫أن ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً‪ ..‬وﺑدون ﺻﻐر ﻧﻔس‪ ..‬ﻋﻠ ّﻣﮫ ﻛﯾف وﻣﺗﻰ ﯾﻘول‬
‫"ﺣﺎﺿر" ﺑﮭدوء ﺑدون ﺗذﻣر وﻻ ﺟدال‪ ..‬وﻟﻛن ﯾﺟوز ﺑﻌد اﻟﺳؤال واﻟﺗﻔﺎھم‪..‬‬
‫" ﺣَ ﻜِﯿﻢُ اﻟْ ﻘ َﻠْﺐِ ﯾ َﻘْ ﺒ َﻞُ اﻟْﻮَ ﺻَ ﺎﯾ َﺎ وَ ﻏَ ﺒ ِﻲﱡ اﻟﺸﱠﻔ َ ﺘَﯿ ِْﻦ ﯾ ُﺼْ ﺮَ عُ" )أم ‪.(٨ : ١٠‬‬
‫‪ ‬إذا ﺳﻣﻊ اﻟطﻔل ﻛﻠﻣﺔ "ﺣﺎﺿر" ﻣن أﺑﯾﮫ ﻷﻣﮫ وﻣن أﻣﮫ ﻷﺑﯾﮫ‪ ..‬ﻓﺈﻧﮫ ﻻ‬
‫ﯾﺟد ﺻﻌوﺑﺔ أن ﯾﻘوﻟﮭﺎ ﻷى ﻣﻧﮭﻣﺎ أو ﻷﺧﯾﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺣوار اﻟﮭﺎدئ ﺑﯾن اﻷﺑوﯾن واﻟذى ﻧﮭﺎﯾﺗﮫ ﻗرار ﻣﺷﺗرك وطﺎﻋﺔ‬
‫ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ‪ ..‬ﯾُﻌطﻰ أﻣﺎﻧﺎ ً ﻟﻸطﻔﺎل وﯾﻣﺛـ ّل أﯾﻘوﻧﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻟﻠطﺎﻋﺔ واﻟﺗواﺿﻊ‪.‬‬

‫ﻋﻠ ّم اﺑﻧك ﻛﯾف ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘواﻋد ﻓﻰ اﻟﺑﯾت أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ..‬واﺳﺗﺧدم اﻟﺣزم‬

‫أﺣﯾﺎﻧﺎ ً‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﺣب واﻹﺣﺗرام‪.‬‬
‫أﯾﺿﺎ ً ﻋﻠ ّم أوﻻدك ﻛﯾف ﯾﻘوﻟون "ﻻ" ﺑﻘوة ﻟﻛل طﻠب ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ إرادة ﷲ‬
‫ووﺻﯾﺗﮫ‪ ..‬وﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺑﯾت وﻗواﻋده‪ ..‬وھﻧﺎ ﯾﺣدث اﻟﺗوازن ﺑﯾن‬
‫اﻟطﺎﻋﺔ اﻟﺣﻛﯾﻣﺔ وﻗوة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﻳﺘﻌﻠﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺘﻮاﺿﻊ‪..‬‬

‫إدﺧﻠﻪ‪..‬‬
‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺸﻜﺮ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﻋﺘﺬار‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺴﯿﺢ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﻄﺎﻋﺔ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬

‫‪27‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺗواﺿﻌﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪28‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫واﺛـﻘـﺎً ﺑـﻨـﻔـﺴـﮫ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺘﻮاﺿﻊ اﻟﻤﺴﯿﺤﻰ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ھﻰ إدراك‬
‫ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن‪ ..‬وإدراك ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ اﻟﺤﻘﯿﻘﻰ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻋﻨﺪ اﷲ‪ ..‬وﺗﻤﯿﱡﺰه‬
‫ﻛﺼﻮرة اﷲ‪ ..‬وﺣﺐ اﷲ اﻟﺪاﻓﻖ ﻟﮫ‪ ..‬وﻗﯿﻤﺘﮫ ورﺳﺎﻟﺘﮫ ﻓﻰ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻓﮭﻮ أن ﯾَﻨﺴﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻞ ﺧﯿﺮ ﻓﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ إﻟﻰ اﷲ ﻣﺼﺪر‬
‫وﺟﻮده‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﺘﻌﺎﻟﻰ وﯾﺮى ﻧﻔﺴﮫ أﻋﻈﻢ ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﮫ‪ ..‬وﯾﺤﺘﺮم اﻟﻜﻞ وﯾﺨﺪم‬
‫اﻟﻜﻞ‪ ..‬وﯾﻔﺮح ﺑﺎﻟﻤﺘﻜﺄ اﻷﺧﯿﺮ دون ﻗﻠﻖ أو ﻏﯿﺮة أو إﻛﺘﺌﺎب أو ﺧﻮف‪.‬‬
‫اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺗﮭﺘﺰ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻓﺸﻞ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻓﺸﻞ دراﺳﻰ أو ﻓﺸﻞ ﻓﻰ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت أو ﻓﺸﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ أو ﻓﺸﻞ ﻓﻰ ﺟﺬب إﻧﺘﺒﺎه‬
‫اﻵﺧﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻓﺘﺠﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﺸﺎب ﺧﺎﺋﻔﺎً‪..‬‬
‫ﻣﻨﺰوﯾﺎً‪ ..‬ھﺎرﺑﺎً‪ ..‬ﻏﺎﺿﺒﺎً‪ ..‬ﺣﺎﻗﺪاً‪ ..‬ﻣﻜﺘﺌﺒﺎً‪ ..‬ﻣﺎﺋﻼً ﻟﻺﻧﺤﺮاف‪ ..‬ﻛﻤﺤﺎوﻟﺔ‬
‫ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻄﺒﯿﻌﻰ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﺧﻄﻮرة ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ أﻧﮭﺎ ﺗﺸﻮه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﷲ‪..‬‬

‫ﻓﯿﻐﻀﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﷲ وﯾﺘﱠﮭﻤﮫ أﻧﮫ ﺳﺮ ﺷﻘﺎءه‪ ..‬وﻗﺪ ﯾﺘﺪﯾﻦ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ‬
‫ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻧﻔﺴﮫ وﺟﺬب أﻧﻈﺎر اﻵﺧﺮﯾﻦ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﯾﻌﺠﺰ ﺻﻐﯿﺮ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ اﻟﺤﺐ ﻓﻼ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺤﺐ اﷲ أو اﻟﻨﺎس ﻷﻧﮫ‬
‫ﻟﻢ ﯾﻌﺮف أن ﯾﺤﺐ ﻧﻔﺴﮫ وﯾﻘﺪرھﺎ‪.‬‬

‫وﻣﻦ ﺧﻄﻮرة ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ أﻳﻀﺎً‪ ..‬أﻧﮭﺎ ﺗﺸﻮه ﻛﻞ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ‬

‫ﻓﯿﻘﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻰ ﻏﯿﺮة ﺣﺘﻰ ﻣﻦ أﻗﺮب اﻟﻨﺎس إﻟﯿﮫ‪ ..‬زوﺟﺘﮫ أو أﺧﻮﺗﮫ أو‬
‫أوﻻده‪ ..‬أو ﯾﻠﻘﻰ اﻟﻠﻮم واﻟﺘﺬﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﻃﻮل اﻟﻮﻗﺖ وﺑﺪون داعٍ‪..‬‬
‫أو ﯾﺘﮭﺮب ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﺌﻮﻟﯿﺎﺗﮫ ﻛﺄب أﺳﺮة أو ﻛﺮاع أو ﻛﺨﺎدم أو ﻛﺄم ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ‬
‫ﻋﻦ ﺗﺮﺑﯿﺔ أوﻻدھﺎ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻳﺜﻖ ﺑﻨﻔﺴﻪ‪..‬‬
‫أوﻻً‪ ..‬إﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺸﺠﯿﻌﻪ وﻣﺪﻳﺤﻪ‪.‬‬
‫ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة أﻧﻨﺎ ﻧﻨﻘﺪ أوﻻدﻧﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺗﺼﺮف ﺧﺎﻃﺊ أو ﺳﻠﻮك ﻣُﺸﯿﻦ‪ ،‬وﻧﻌﺒﺮ‬
‫ﻋﺒﻮراً ﺳﺮﯾﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺟﯿﺪ أو إﻧﺠﺎز ﺣﻘﯿﻘﻰ‪ ،‬وھﺬا ﯾُﻌَﺪ ﺿﻤﻦ أﺳﺎﺳﺎت‬
‫ﺗﻜﺴﯿﺮ اﻟﻨﻔﺲ وﺳﺤﻘﮭﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ ھﻮ ﻏﺬاء ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻷن اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﯿﺒﺔ ﺗُﻌﻄﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺛﻘﺔ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ،‬وﻟﻜﻦ‬
‫اﺣﺬر ﻟﺌﻼ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﺼﻄﺪم إﺑﻨﻚ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ‪ ..‬أو ﺗﻤﺪﺣﮫ ﻋﻠﻰ أﻣﻮر ﻻ ﺗﻠﯿﻖ ﻓﺘﺰداد‬
‫ﻓﻰ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﯾﻀﺮ ﻧﻔﺴﮫ وﻣَﻦ ﺣﻮﻟﮫ‪.‬‬
‫وھﻨﺎ ﻗﺪ ﯾﻈﻦ اﻟﺒﻌﺾ إن ھﺬا اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻗﺪ ﯾﺘﻌﺎرض ﻣﻊ إﻧﻜﺎر اﻟﻨﻔﺲ‬
‫"وَدَﻋَﺎ اﻟْﺠَﻤْﻊَ ﻣَﻊَ ﺗَﻼَﻣِﯿﺬِهِ وَﻗَﺎلَ ﻟَﮭُﻢْ‪ :‬ﻣَﻦْ أَرَادَ أَنْ ﯾَﺄْﺗِﻲَ وَرَاﺋِﻲ ﻓَﻠْﯿُﻨْﻜِﺮْ ﻧَﻔْﺴَﮫُ‬
‫وَﯾَﺤْﻤِﻞْ ﺻَﻠِﯿﺒَﮫُ وَﯾَﺘْﺒَﻌْﻨِﻲ" )ﻣﺮ ‪.(٣٤ : ٨‬‬
‫إن اﻹﻧﺴﺎن ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﻨﻜﺮ ﻧﻔﺴﮫ إن ﻟﻢ ﯾﺸﺒﻊ أوﻻً ﺑﺤﺐ اﷲ‪ ..‬وﯾﺜﻖ ﻓﻰ‬
‫ﻧﻔﺴﮫ‪ ..‬ﺛﻢ ﯾﻨﺴﺎھﺎ‪ ..‬ﻟﯿﻨﺸﻐﻞ ﺑﺎﻵﺧﺮﯾﻦ‪.‬‬

‫ﻛﺄب ﯾﺜﻖ ﻓﻰ إﺑﻨﮫ اﻷﻛﺒﺮ‪ ..‬ﻓﻼ ﯾﻔﻜﺮ ﻓﯿﮫ ﻛﺜﯿﺮاً‪ ..‬ﻟﯿﺲ ﻷﻧﮫ ﻻ ﯾﺤﺒﮫ ﺑﻞ ﻷﻧﮫ‬
‫ﯾﺜﻖ ﻓﯿﮫ‪ ،‬وھﻨﺎك ﻣَﻦ ﯾﺤﺘﺎج ﻹھﺘﻤﺎﻣﮫ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ‪.‬‬
‫ھﻜﺬا ﻣﻦ ﯾﻨﻜﺮ ﻧﻔﺴﮫ‪ ..‬ﯾﻨﺴﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻰ أﺣﻀﺎن اﻟﻤﺴﯿﺢ‪ ..‬وﯾﺬھﺐ ﯾﻨﺸﻐﻞ‬
‫ﺑﺤﻤﻞ اﻟﻨﺎس وأﺛﻘﺎﻟﮭﻢ وﯾﺘﺒﻌﮫ‪.‬‬
‫إذاً‪ ..‬اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ ﻻ ﯾﺘﻌﺎرض أﺑﺪاً ﻣﻊ إﻧﻜﺎر اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﻰ ﻻ ﯾﺼﻞ إﻟﯿﮭﺎ إﻻ ﻣﻦ ﻟﮫ‬
‫ﺛﻘﺔ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬اﻛﺸﻒ ﻹﺑﻨﻚ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ ﻟﻪ داﺋﻤﺎً وﺑﻜﻞ اﻟﺴﺒﻞ‪.‬‬

‫اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن داﺋﻤﺎً إﻟﻰ رﺳﺎﻟﺔ ھﺎﻣﺔ "أﻧﺎ أﺣﺒﻚ" وھﻰ رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺼﯿﺮة ﻻ‬
‫ﺗﺤﺘﺎج ﺑﻌﺪھﺎ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ "ﻷﻧﻚ‪ ، "..‬أى ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺷﺮط ﻷن وﺟﻮد اﻟﺸﺮط‬

‫‪31‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﯾﺰﻋﺠﮫ وﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠﻖ وﺗﺤﺪى وھﻤﻰ ﻟﺌﻼ ﯾﻔﻘﺪ ھﺬا اﻟﺤﺐ إن ﻟﻢ‬
‫ﯾﺤﻘﻖ ھﺬا اﻟﺸﺮط‪.‬‬

‫ﻋﺒﱠﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ ﺑﺎﻟﻜﻼم‪ ..‬ﺑﺎﻷﺣﻀﺎن‪ ..‬ﺑﺎﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ‬

‫اﻟﺜﻤﯿﻦ‪ ..‬ﺑﺎﻟﺼﺪاﻗﺔ‪ ..‬ﺑﺎﻹﻓﺘﺨﺎر ﺑﮭﻢ‪ ..‬ﻓﻜﻞ ھﺬا ﯾﻌﻄﻰ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﺑﺎﻷﺧﺺ‬
‫ﻓﻰ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻰ ﯾﺘﻌﺴﱠﺮ ﻓﯿﮭﺎ أوﻻدﻧﺎ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ أو دراﺳﺘﮭﻢ‪ ..‬ﻻﺑﺪ أن‬
‫ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻋﻄﺎءً وأﻛﺜﺮ ﺗﻘﺎرﺑﺎً وأﻛﺜﺮ ﺣﺒﺎً‪ ..‬ﻷن ھﺬه اﻟﻈﺮوف ﺗﮭﺰ ﺛﻘﺘﮭﻢ‬
‫ﺑﻨﻔﺴﮭﻢ‪ ..‬وﻟﻸﺳﻒ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻵﺑﺎء ﯾﺸﺎرﻛﻮن ﺿﻐﻂ اﻟﻈﺮوف ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﻔﺴﯿﺔ أوﻻدھﻢ ﺑﺎﻟﻠﻮم واﻟﺘﻘﺮﯾﻊ واﻟﻌﻘﺎب اﻟﺸﺪﯾﺪ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬ھﯿﺊ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﺑﻨﻚ أن ﻳﺼﻨﻊ إﻧﺠﺎزات ﺷﺨﺼﯿﺔ‬

‫ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﮫﺎ‪.‬‬
‫إذا أﺧﺬت ﻃﻔﻠﻚ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﻠﻌﺐ أو اﻟﻔﻨﻮن‪ ..‬اﺟﻌﻠﮫ ﯾﺤﻘﻖ إﻧﺠﺎزاً ﻣﺎ‪ ..‬ﻛﺄن ﯾﺮﺳﻢ‬
‫ﻟﻮﺣﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ أو ﯾﻨﺠﺢ ﻓﻰ إﺧﺘﺒﺎر رﯾﺎﺿﻰ ﺑﺴﯿﻂ‪ ..‬ﻓﻤﺠﻤﻮع اﻹﻧﺠﺎزات‬
‫اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻰ ﯾﺤﻘﻘﮭﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﺗﺠﻌﻞ ﻟﮫ رﺻﯿﺪاً ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﯾُﻌﺎدل وﯾﻔﻮق‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺘﻌﺮض ﻟﮫ ﻣﻦ إﺣﺒﺎﻃﺎت ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ إن ﺣﺪﺛﺖ‪.‬‬
‫‪ ‬اھﺘﻢ ﺑﺄن ﺗﺸﺎرك إﺑﻨﻚ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﻔﻮﻟﺘﮫ وﺷﺒﺎﺑﮫ وأﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ‬
‫إﻧﺠﺎزات وﺗﺤﺪﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬إن أﺟﻤﻞ ھﺪﯾﺔ ﺗﻌﻄﯿﮭﺎ ﻹﺑﻨﻚ ھﻰ ﻧﻈﺮات اﻹﻋﺠﺎب ﺑﮫ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ‬
‫وإﻣﺘﺤﺎن ﯾﺠﺘﺎزه وﻧﻈﺮات اﻟﺘﺸﺠﯿﻊ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﯾﺘﺤﺪاه‪ ..‬وﻛﻠﻤﺎت‬
‫اﻟﻔﺨﺮ واﻹﻋﺘﺰاز ﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺻﻔﱢﻖ ﻹﺑﻨﻚ ﺑﺤﺮارة ﺣﯿﻦ ﯾﻜﺴﺐ ھﺪﻓﺎً‪ ..‬ﺣﯿﻨﺌﺬ ﺗﻜﻮن أﻧﺖ ﻣَﻦ أﺣﺮزت‬
‫اﻟﮭﺪف اﻷﺳﻤﻰ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬اﺣﺘﺮم رأﻳﻪ وإﻋﻤﻞ ﺑﻪ أﺣﯿﺎﻧﺎً‪.‬‬
‫رأى ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﺤﺒﻮب ﻟﺪﯾﮫ وﯾﻤﺜﻞ ﺟﺰءاً ﻣﻦ ﻛﯿﺎﻧﮫ وﺛﻘﺘﮫ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪ ..‬ﻓﺈن‬
‫ﺳﻤﻌﺖ ﻹﺑﻨﻚ وإھﺘﻤﻤﺖ ﺑﺮأﯾﮫ وإﺣﺘﺮﻣﺘﮫ وأﺧﺬت ﺑﮫ ـ أﺣﯿﺎﻧﺎً ـ ﻛﻞ ھﺬا ﯾﻌﻄﯿﮫ‬
‫ﺛﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﺰﻋﺰع‪.‬‬
‫‪ ‬ﻟﯿﺘﻚ ﺗﺬﻛﺮ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﯾﻦ‪ ..‬إن إﺑﻨﻚ )ﻓﻼن( ﻗﺎل ھﺬا اﻟﺮأى اﻟﺤﻜﯿﻢ وﻗﺪ‬
‫ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻟﮫ وﻛﺎن ﺳﺪﯾﺪاً‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺘﺮك إﺑﻨﻚ ﯾﻨﺎدى ﻋﻠﯿﻚ ﻛﺜﯿﺮاً وأﻧﺖ ﻣﺸﻐﻮل ﺗﻀﺤﻚ ﻣﻊ اﻟﺘﻠﯿﻔﻮن أو‬
‫اﻟﺘﻠﯿﻔﺰﯾﻮن‪ ..‬وﺣﯿﻦ ﺗﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﮫ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺴﺘﺠﯿﺐ ﺑﻐﻀﺐ ﻷﻧﮫ ﻧﺰﻋﻚ ﻣﻤﺎ‬
‫ﺗﺤﺐ وﻛﺄن ﻻ ﻗﯿﻤﺔ ﻟﻜﻼﻣﮫ أو ﻃﻠﺒﮫ أو ﺳﺆاﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺳﺎرع ﺑﺄن ﺗﺘﺮك ﻣﺎ ﻓﻰ ﯾﺪك ﻟﺘﺴﻤﻊ ﻧﺪاءه‪ ..‬ﻓﯿﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺘﺔ وﻏﻼوﺗﺔ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬ﻋﻮّد إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎرﺣﺔ واﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﺼﻐﺮ اﻟﻨﻔﺲ‪ ..‬ﻛﺒﺖ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺸﮭﻮاﺗﮫ أو ﻏﻀﺒﮫ أو‬
‫ﺧﻮﻓﮫ أو ﺣﺰﻧﮫ‪ ..‬ﻓﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻜﺒﺖ ﺗﺤﻄﻢ ﻧﻔﺴﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺠﻌﻠﮫ ﻓﺮﯾﺴﺔ‬
‫ﻟﻠﮭﻮاﺟﺲ واﻟﻘﻠﻖ‪ ..‬وﺗﻔﻘﺪه ﺛﻘﺘﺔ ﺑﻨﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫ﻟﮭﺬا أﻋﻂِ إﺑﻨﻚ ﻓﺮﺻﺘﺔ أن ﯾُﺨﺮج ﻣﺎ ﻓﻰ ﺑﺎﻃﻨﮫ‪..‬‬
‫‪ ‬ﻛﻦ ﺻﺪﯾﻘﺎً ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ أن ﯾﺼﺎرﺣﻚ ﺑﻤﺎ ﯾﺰﻋﺠﮫ ﻣﻨﻚ أو ﻣﻦ‬
‫ﻏﯿﺮك‪.‬‬
‫‪ ‬ﻛﻦ ﻗﺮﯾﺒﺎً ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﺘﻨﺘﺒﮫ ﻟﮫ ﺣﯿﻦ ﺗﺮاه ﺻﺎﻣﺘﺎً ﻣﺘﻀﺎﯾﻘﺎً‪ ..‬وﺗﺤﺎول أن ﺗﺴﺎﻋﺪه‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم وﺗﮭﻮّن ﻋﻠﯿﮫ اﻷﻣﻮر وﺗﻌﺒﺮ ﺑﮫ اﻷزﻣﺎت ﺑﺴﻼم‪ ..‬ﻓﺘﺤﻤﯿﮫ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻜﺒﺖ اﻟﻤﺪﻣﺮ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺑﺪأ ﺑﻨﻔﺴﻚ وإﺣﻚِ ﻹﺑﻨﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﯾﻀﺎﯾﻘﻚ‪ ..‬ﻓﺘﺸﺠﻌﮫ أﻻ ﯾﻜﺒﺖ‬
‫ﻣﺨﺎوﻓﮫ‪ ..‬اﺟﻌﻠﮫ ﺻﺪﯾﻘﺎً ﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﻠﺐ ﺻﺪاﻗﺘﮫ‪ ..‬إﻟﺠﺄ إﻟﯿﮫ ﻟﻜﻰ ﯾﻠﺠﺄ‬
‫إﻟﯿﻚ‪ ..‬إﺷﻚِ ﻟﮫ ـ ﺑﺤﻜﻤﺔ ـ ﻟﻜﻰ ﯾﺸﻜﻮ ﻟﻚ‪ ..‬ھﺬا ﯾﺰﯾﺪ ﺛﻘﺘﺔ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﻷن أﺑﺎه‬
‫أو أﻣﮫ ھﻤﺎ ﺻﺪﯾﻘﺎه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً‪ ..‬ﺷﺠﻊ إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻋﺘﺮاف‪.‬‬
‫إن ﺳﺮ اﻹﻋﺘﺮاف ﻟﻸﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯿﺮ راﺋﻊ ﻓﻰ ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺘﮭﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﮭﻢ‪..‬‬
‫ﻓﻤﺠﺮد اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻐﻔﺮان ﺑﻌﺪ ﺣِﻞ اﻹﻋﺘﺮاف ﯾﻜﺴﺮ ﺣﺪة اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ‬
‫اﻟﺬى ﻗﺪ ﯾُﺪﻣﺮ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻨﻮﱠة وإرﺗﺒﺎط ﺑﺄب اﻹﻋﺘﺮاف ﻣﻦ اﻟﺼﻐﺮ‬
‫ﯾﻌﻄﻰ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ اﻷﻣﺎن واﻟﻤﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺰﯾﺪ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﺗﺸﺠﯿﻊ إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻋﺘﺮاف‪ ..‬ﻟﯿﺼﯿﺮ أﻓﻀﻞ‪ ..‬ﻓﻤﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎه‬
‫ﻟﮫ ﻗﺪ ﯾﺤﻘﻖ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﮫ ﺣﯿﻦ ﺗﻘﻒ ﻣﻦ وراﺋﮫ ﻣﺸﺠﻌﺎً ﺑﺤﺐ‪.‬‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﻪ‪..‬‬

‫إﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺸﺠﯿﻌﺔ وﻣﺪﻳﺤﺔ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫إﻛﺸﻒ ﻹﺑﻨﻚ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ ﺑﻜﻞ اﻟﺴﺒﻞ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫ھﯿﺊ اﻟﻔﺮص ﻟﻪ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ إﻧﺠﺎزاﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻋﻮﱢد إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎرﺣﺔ واﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﺷﺠ‪‬ﻊ إﺑﻨﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ واﻹﻋﺘﺮاف‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٥‬‬

‫‪34‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣُـــﺤــــﺒـــــًﺎ‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻛﺛﯾرون ﯾظﻧّ ون إن اﻟﺣب ﻻ ُﯾﻊَ ◌ً ﻟم‪ ..‬وﻻ ُﯾﺳَ ﻠم‪ ..‬وإﻧﻣﺎ ھو رد ﻓﻌل طﺑﯾﻌﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌور ﻟﺗﺻرﻓﺎت وﻣواﻗف اﻵﺧرﯾن‪.‬‬
‫وﻟﻛن ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺣدود ﻟﻠﺣب‪ ..‬ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻻ ﻧﻔﮭم اﻟﺣب اﻹﻟﮭﻰ ﻓﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ‬
‫وﻻ ﻧﻌﯾش وﺻﯾﺔ اﻟﺣب ﻟﻶﺧرﯾن ﻓﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ‪.‬‬

‫ﷲ أﺣﺑﻧﺎ‪ ..‬ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻛﻠﻣﺎت ﻟﻛن ﺑﺎﻷﻛﺛر ﺑﺎﻟﻌﻣل واﻟﺑذل‪..‬‬

‫ﺗﺟﺳد وﻣﺎت وﻗﺎم ﻣن أﺟﻠﻧﺎ وذھب ﻟ ُﯾﻌد ﻟﻧﺎ ﻣﻛﺎﻧﺎ ً‪ ..‬ﺗرك ﻟﻧﺎ روﺣﮫ وﺟﺳده‬
‫ودﻣﮫ ووﻋوده ووﺻﺎﯾﺎه‪ ..‬وﯾظل داﺋﻣﺎ ً ﺿﺎﺑط اﻟﻛل ﯾﻌﻣل ﻛل ﺷﺊ ﻣن أﺟل‬
‫ﺧﻼﺻﻧﺎ‪.‬‬

‫ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ـ اﻟﺣب اﻟﻌﻣﻠﻰ اﻟﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﻗﻠب وﻓﻛر ﻣﻣﺗﻠﺋﯾن ﺑﺎﻟﺣب ـ ھو‬
‫وﺻﯾﺔ اﻟﺣب وھﻰ ﻣﺣور اﻟوﺻﺎﯾﺎ ﻛﻠﮭﺎ‪ ..‬ﻻ َ"ﺗَﻨْ ﺘَﻘ ِﻢْ وَ ﻻ َ ﺗَﺤْ ﻘ ِ ْﺪ ﻋَﻠ َﻰ أ َ ْﺑﻨ َﺎءِ َ‬
‫ﺷﻌْﺒ ِﻚَ‬
‫َﺮِﯾَﻚَ َﻛﻨ َﻔْﺴِ ﻚَ ‪ .‬أ َ ﻧ َﺎ اﻟﺮﱠبﱡ " )ﻻ ‪" ، (١٨ : ١٩‬ﻓ َ ﺘ ُﺤِ ﺐﱡ اﻟﺮﱠبﱠ إ ِﻟﮭَﻚَ ﻣِﻦْ ﻛُﻞﱢ‬‫ﺑ َﻞْ ﺗ ُﺤِ ﺐﱡ ﻗ ﺒ‬
‫ﻗ َﻠﺒ ِﻚَ وَ ﻣِﻦْ ﻛُﻞﱢ ﻧ َﻔْﺴِ ﻚَ وَ ﻣِﻦْ ﻛُﻞﱢ ﻗ ُﻮﱠ ﺗ ِﻚَ " )ﺗﺚ ‪.(٥ : ٦‬‬

‫ﻣﺄﺳﺎة ھذا اﻟزﻣﺎن ھو اﻟﻔﻘر اﻟﺷدﯾد ﻓﻰ اﻟﺣب‪ ..‬ﺣﺗﻰ ﺑﯾن اﻵﺑﺎء وأﺑﻧﺎﺋﮭم‪..‬‬
‫وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺷﻐوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺻﺎر اﻵﺑﺎء ﻻ ﯾﻘدﻣون ﺣﺑﺎ ً‬
‫ﺧﺎﻟﺻﺎ ً ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ﻷوﻻدھم‪ ..‬وﺗﻛون اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺟﯾﻼ ً ﯾﻔﺗﻘر اﻟﻰ اﻟﺣب ﻓﻼ ﯾﺷﺑﻊ ﺑﮫ‬
‫وﻻ ﯾﻘدﻣﮫ وﻻ ﯾﻔﮭﻣﮫ‪.‬‬

‫واﻟﻨﺎس ﻳﺠﺐ ﻋﻠﯿﻚ‬ ‫وﻟﻜﻰ ﺗﻘﺪر أن ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣُﺤﺒﺎ ً‬

‫أن ﺗﻐﻤﺮ إﺑﻨﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﻐﻤﺮ إﺑﻨﻚ ﺑﺎﻟﺤﺐ وﻳﺼﯿﺮ ﻣُﺤﺒﺎ ً ﻳﺠﺐ أن‪..‬‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬اﺟﻌﻠﻪ أوﻟﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪك‪.‬‬
‫إﺣذر أن ﯾﻛون ﻋﻣﻠك أو ﻣرﻛزك أو ﻣﺎﻟك أو ﺑﻘﯾﺔ ﻋﺎﺋﻠﺗك ﻓﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ أھم ﻣن‬
‫أوﻻدك‪.‬‬
‫إﺟﻌل ﻣﺻﻠﺣﺔ أوﻻدك‪ ..‬روﺣﯾﺎ ً وﻧﻔﺳﯾﺎ ً وﺟﺳدﯾﺎ ً‪ ..‬أوﻟوﯾﺔ ﻓﻰ ﺣﯾﺎﺗك‪ ..‬وﻻ‬
‫ﺗﺗرك اﻟظروف ﺗرﺗب أوﻟوﯾﺎﺗك‪ ،‬ﻷن اﻟظروف ﻟن ﺗﺧدﻣك ﺑل ﻋﺎدة ﺗُ ﻌﯾﻘك‬
‫ﻋن ﺿﺑط أوﻟوﯾﺎﺗك‪.‬‬

‫‪ ‬ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻰ اﻟﺧدﻋﺔ اﻟﻣﺷﮭورة اﻟﺗﻰ ﯾﻧﺎدى ﺑﮭﺎ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء‪ ..‬إﻧﮭم‬
‫ﯾﺷﺗﻐﻠون ﺑﻛل طﺎﻗﺎﺗﮭم ﻣن أﺟل أوﻻدھم‪ ..‬وﻟﻛﻧﮭم ﻓﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﺑﯾد‬
‫وﻷوﻻدھم اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﮭم ﻓﻰ‬ ‫اﻟﺷﻐل واﻟطﻣﻊ‪ ..‬وﻟم ﯾﻌد‬
‫ﺣﯾﺎﺗﮭم " ا َﻟْﻤُﻮﻟ َ ُﻊ ﺑ ِﺎﻟْ َﻜﺴْﺐِ ﯾ ُ َﻜﺪﱢرُ ﺑ َ ْﯿﺘَﮫ ُ وَ اﻟْﻜَﺎرِ ه ُ اﻟْ َﮭﺪَاﯾ َﺎ ﯾ َﻌِ ﯿﺶُ " ) أم ‪.(٢٧ : ١٥‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً‪ ..‬ﻗﺪم وﻗﺘﻚ اﻟﺜﻤﯿﻦ ﻷوﻻدك‪.‬‬

‫اﻟوﻗت أﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة‪ ..‬وﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﮫ أن ﺗﻛﺳب أﺑدﯾﺗك واﻵﺧرﯾن أو‬
‫ﺗﺧﺳر ﻧﻔﺳك وﻛل أﺣد وﻛل ﺷﺊ‪ ..‬ﻓﺈذا ﻛﻧت ﺗﮭﺗم ﺑﺄن ﺗﺗرك ﻷوﻻدك ﻛﻧزا ً‬
‫وأﻧت ﻟم ﺗﻘدم ﻟﮭم وﻗﺗك ﻓﻘد أﺿﻌت وﻗﺗك‪ ..‬ﻷﻧﮭم ﻗد ﯾﻌﯾﺷوا أﻏﻧﯾﺎ ًء ﺑﺎﻟﻣﺎل‬
‫وﻓﻘرا ًء ﺑﺎﻟﺣب ﻓﻼ ﯾﺟدوا ﻟﻠﺣﯾﺎة طﻌﻣﺎ ً أو ﻣﻌﻧﻰ وﻗد ﯾﻔﻘدوا ﺣﯾﺎﺗﮭم اﻷﺑدﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺧﺻص وﻗﺗﺎ ً ﻷوﻻدك‪ ..‬ﻟﻠﺣوار‪ ..‬ﻟﻠﺿﺣك‪ ..‬ﻟﻸﻛل‪ ..‬ﻟﻠﻌب‪ ..‬ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﻣﺎ‬

‫ﯾﺣﺑون‪ ..‬ھﻛذا ﯾﺗﻌﻠﻣون اﻟﺣب‪.‬‬

‫ﺗذﻛـــ ّر‪..‬‬
‫إن ﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺣب واﻟﺣوار اﻟﮭﺎدئ ﻣﻊ أوﻻدك ﻓﻰ طﻔوﻟﺗﮭم ﻗد ﺗوﻓر ﻋﻠﯾك‬
‫ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻓﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪ ..‬إﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﯿﺎﺗﻚ‪.‬‬
‫ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن ﺣب اﻟواﻟدﯾن ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﻟﺑﻌض وﺗﻠﻣذة أوﻻدھم ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺣب اﻟﺳﻠﯾم‪ ..‬ﻓﺎﻟطﻔل ﯾﺣب أﺑﺎه وأﻣﮫ ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻟﮭذا ﯾﺣب ﻛل ﻣن ﯾﺣﺑوھم‪.‬‬
‫ﻓﺈذا وﺟد أﻧﮭﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺑﺎن ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺻﺎب ﺑﻘﻠق ﺷدﯾد وﺧوف‬
‫وﺣﯾرة وﯾظن أﻧﮫ ھو اﻟﺳﺑب ﻓﻰ ھذا اﻟﺻراع وﯾﻧﺣﺻر داﺧل ﻧﻔﺳﮫ وﯾﻔﻘد‬
‫ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺣب واﻟﻌطﺎء‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﻧظرات إﻋﺟﺎﺑك ﻟﺷرﯾك ﺣﯾﺎﺗك أﻣﺎم أطﻔﺎﻟك ﺗﻌطﯾﮭم اﻷﻣﺎن واﻟﺣب‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺷرﯾك ﺣﯾﺎﺗك ‪ ..‬ﺗُﻌﻠم أوﻻدك ﻛﯾف ﯾﻛون‬
‫ﻛﻼم اﻟﺣب‪.‬‬
‫‪ ‬إن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﺎدة ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن ﻓﻰ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت واﻷﻋﺑﺎء ھﻰ أﺟﻣل‬
‫ﻣﻧﺎخ ﯾﺷرب ﻓﯾﮫ اﻷوﻻد اﻟﺣب‪ ..‬ﻓﯾﺳﮭل ﻋﻠﯾﮭم أن ﯾﺣﺑوا ﷲ وﯾﺣﺑوا‬
‫اﻟﻧﺎس ﻛﻣﺎ ﯾﺟب‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬إﻟﺘﺰم ﻓﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ اﻟﺮوﺣﯿﺔ‪.‬‬

‫اﻟطﻔل ﻻ ﯾدرك ﺟﯾدا ً ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻌﻘﯾدة واﻟﻼھوت ﻟﻛن اﻟطﻔل إذ ﯾرى واﻟدﯾﮫ‬
‫ُﯾﺻﻠﯾﺎ‪ ..‬ﯾﺗﺄﻛد إن ھﻧﺎك ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣرﺋﻰ ـ رﺑﻧﺎ ﯾﺳوع اﻟﻣﺳﯾﺢ ـ ﯾﺳﻣﻊ‬
‫اﻟﺻﻼة وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟطﻔل أن ﯾﺛق ﻓﯾﮫ ﺑﺳﺑب ﺛﻘﺔ واﻟدﯾﮫ ‪ ..‬وﯾﺣﺑﮫ ﺑﺳﺑب ﺣﺑﮭﻣﺎ‬
‫ﻟﮫ‪ ..‬وﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺻﻼة طول اﻟﻌﻣر ﺑﺳﺑب ﺻﻠواﺗﮭﻣﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹﻧﺗظﺎم ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟروﺣﯾﺔ ـ ﻗراءة اﻹﻧﺟﯾل ـ ﺻﻼة اﻷﺟﺑﯾﺔ ـ اﻟﻘداس ـ‬
‫اﻟﺧدﻣﺔ ـ اﻹﻋﺗراف ـ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ـ اﻟﻌﺷور‪ ..‬ﯾﻧﻘل ﻟﻸطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب روح‬
‫اﻹﻟﺗزام ﺗﺟﺎه ﷲ‪ ..‬وھو ﺗﻌﺑﯾر ﺣب ﺻﺎدق ﺗﺟﺎه ﷲ ﺑدون ﺗز ﱡﻣت أو ﺗطرف‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻧﻘل ﻷوﻻدﻧﺎ‪ ..‬ﻣﻔﮭوم ھﺎم ﺟدا ً‪ ..‬إن اﻟﺣب ھو ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫وﻟﯾﺳت ﻓﻘط ﻣﺷﺎﻋر‪ ..‬ھو ﺣب ﺑﺎﻹرادة واﻟﻘرار واﻟﺗﻌب وﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣزاج‪..‬‬
‫وﻛل ھذا ﯾﺑدأ ﻣن إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻧﺎ اﻟروﺣﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺑﺎدة واﻟﺧدﻣﺔ‪ ..‬وإﻟﺗزاﻣﺎﺗﻧﺎ‬
‫اﻷﺳرﯾﺔ أﯾﺿﺎ ً‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً‪ ..‬اﻟﺤﻮار ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﺐ‪.‬‬
‫ﺣﯾن ﯾﺗﺷﺎﺟر أوﻻدك‪ ..‬ﻻﺑد أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ھذا اﻟﻣوﻗف ﻓﺗﺗﺣﺎور ﻣﻌﮭم ﻟﺗﻧﻘل‬
‫ﻟﮭم ﻣﻔﺎھﯾم ھﺎﻣﺔ ﻣﺛل ﺧطورة اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ وﻣﺿﺎﻋﻔﺎﺗﮭﺎ‪ ..‬أھﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‬
‫وإﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻵﺧر‪ ..‬طرﯾﻘﺔ اﻟﺑذل واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﺣب‪ ..‬إرﺗﺑﺎط ﺣﺑﻧﺎ‬
‫ﺑﺑﻌض ﺑﺣب ﷲ‪..‬‬
‫وﺣﯾن ﯾﺣﻛﻰ إﺑﻧك ﻋن أﺻدﻗﺎﺋﮫ‪ ..‬ﺗﺣﯾن اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﺷﺟﻌﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌطﺎء‬
‫واﻹھﺗﻣﺎم ﺑﺄﺻدﻗﺎﺋﮫ وﻟﻛن ﺑﺎﻟﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﺳﻠﻣﻧﺎھﺎ ﻣن اﻟروح اﻟﻘدس‪..‬‬
‫"اﻟْﻤَﺤَ ﺒ ﱠﺔ ُ ﺗَﺘَﺄ َﻧ ﱠﻰ وَ ﺗﻓ َُﺮْﻖُ‪ .‬اﻟْﻤَﺤَ ﺒ ﱠﺔ ُ ﻻ َ ﺗَﺤْ ﺴِ ﺪُ‪ .‬اﻟْﻤَﺤَ ﺒ ﱠﺔ ُ ﻻ َ ﺗَﺘَﻔ َﺎﺧَ ﺮُ وَ ﻻ َ ﺗَﻨْ ﺘَﻔ ِﺦُ ‪ .‬وَ ﻻ َ ﺗُﻘ َﺒ ﱢﺢُ‬
‫ﻖ"‬ ‫ِﺎﻹ ﺛْﻢِ ﺑ َﻞْ ﺗَﻔْﺮَ حُ ﺑ ِﺎﻟْﺤَ ﱢ‬ ‫وَ ﻻ َ ﺗَﻄْﻠ ُﺐُ ﻣَ ﺎ ﻟ ِﻨ َﻔْﺴِ ﮭَﺎ وَ ﻻ َ ﺗَﺤْ ﺘَ ﱡﺪ وَ ﻻ َ ﺗَﻈ ُﻦﱡ اﻟﺴﱡﺆَ ‪ .‬وَ ﻻ َ ﺗَﻔْﺮَ حُ ﺑ ِ‬
‫)‪ ١‬ﻛﻮ ‪ ٤ : ١٣‬ـ ‪.(٦‬‬
‫وﻗد ﺗﺣﻛﻰ أﻧت ـ اﻷب أو اﻷم ـ ﻋن أﺷﺧﺎص ﻣن ﺣوﻟك‪ ..‬ﻛﯾف ﯾﺟب أن‬
‫ﺗﺧدﻣﮭم أو ﺗﺳﺄل ﻋﻧﮭم‪ ..‬أو ﺗﻌﺗرف ﺑﺗﻘﺻﯾرك ﻓﻰ اﻹھﺗﻣﺎم ﺑﺑﻘﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو‬
‫اﻷﺻدﻗﺎء‪ ..‬أو ﺗﺣﻛﻰ ﻋن أﺷﺧﺎص ﻣُﺗ ِﻌﺑﯾن ﻛﯾف ﯾﺟب أن ﺗﺳﺎﻟﻣﮭم ﺣﺳب‬
‫طﺎﻗﺗك وﺗﻐﻠب اﻟﺷر ﺑﺎﻟﺧﯾر‪.‬‬
‫وﻟﯾس ﻓﻘط ﺗﺗﺣﺎور ﻓﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺣب‪ ..‬ﻟﻛن ﻻﺑد أن ﯾﻛون اﻟﺣوار ﻓﻰ ﺟو ﻛﻠﮫ‬
‫ﺣب وﻟﯾس ﻓﯾﮫ إﻧﻔﻌﺎل أو ﻏﺿب أو ﻣﻘﺎطﻌﺔ أو إھﺎﻧﺔ‪ ..‬ﺑل ﻓﯾﮫ إﺣﺗرام ﻟﻠرأى‬
‫وﺟو ﻣن اﻟﻣرح وﻛﻠﻣﺔ رﺑﻧﺎ ووﺻﯾﺗﺔ‪ .‬وﺑذﻟك ﺗﺗﺣول اﻟﺣﯾﺎة ﻛﻠﮭﺎ اﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺣوار داﺋم ﺑﯾن اﻟطﻔل وﻛل ﻣَ ن ﯾﺣﺑﮫ ﷲ واﻷﺳرة واﻷﺻدﻗﺎء واﻟطﺑﯾﻌﺔ‬
‫واﻟﻧﻔس‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ ً‪ ..‬اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻰ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ‪.‬‬

‫"ا َﻟﺮﱠﺟُ ﻞُ اﻟﺮﱠﺣِ ﯿﻢُ ﯾ ُﺤْ ﺴِ ﻦُ إ ِﻟ َﻰ ﻧ َﻔْﺴِ ﮫِ وَ اﻟْ ﻘ َﺎﺳِ ﻲ ﯾ ُ َﻜﺪﱢرُ ﻟ َﺤْ ﻤَ ﮫ ُ" )أم ‪ .(١٧ : ١١‬إھﺗم‬
‫ﺑﺄن ﯾﺷﺗرك أوﻻدك ﻓﻰ ﻛل ﻣراﺣل ﺣﯾﺎﺗﮭم ﺑﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻟﻣن ﺣوﻟﮭم‪ ..‬ﻛﺄن‬
‫ﺗﺳﺄل طﻔﻠك أن ﯾُﻌطﻰ إﺣدى ﻟﻌﺑﮫ ﻷﺣد اﻷطﻔﺎل اﻟﻔﻘراء‪ ..‬أو ُﯾﻌطﻰ ﺟزء‬
‫ﻣن ﻣﺻروﻓﺔ أو ھداﯾﺎه ﻟﻣَ ن ھم أﻛﺛر اﺣﺗﯾﺎﺟﺎ ً وأﻗل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت‪ ..‬أو ﯾﺷﺗرك‬
‫طﻔﻠك أو إﺑﻧك ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب ﺑﻌض اﻟﻣﺄﻛوﻻت أو اﻷﻟﻌﺎب ﻷطﻔﺎل ﻣدارس‬
‫‪39‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻷﺣد أو اﻟﻘرى‪ ..‬وإﻓﺗﺢ ﻹﺑﻧك طﺎﻗﺎت اﻟﺑرﻛﺔ اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ‪ ..‬إذ ﺗﻌﻠﻣﮫ ﻛﯾف‬
‫ﯾﻛون ﺳﺧﯾﺎ ً ﻓﻰ اﻟﻌطﺎءإ ِنﱠ"َ ﻣَﻦْ ﯾ َﺰْ رَ ُ‬
‫ع ﺑ ِﺎﻟﺸﱡﺢﱢ ﻓ َﺒ ِﺎﻟﺸﱡﺢﱢ أ َ ﯾْﻀﺎ ً ﯾ َﺤْ ﺼُ ﺪُ‪ ،‬وَ ﻣَﻦْ ﯾ َﺰْ رَ ُع‬
‫ﺑﺒ َﺮَِﺎﻟْ ﻛَﺎت ِ ﻓ َﺒ ِﺎﻟْ ﺒ َﺮَ ﻛَﺎتِ أ َ ﯾْﻀﺎ ً ﯾ َﺤْ ﺼُ ﺪُ" )‪٢‬ﻛﻮ ‪.(٦ : ٩‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺔ اﻟﺤﺐ‪.‬‬
‫ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺣب ﻻ ﺗُ ﺣﺻر وﻻ ﺗُ ﻌد‪ ..‬ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺷﻛر واﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‪ ..‬ﻛﻠﻣﺎت اﻟدﻋﺎء‬
‫واﻟﺑرﻛﺔ‪ ..‬ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﻌرﻓﺎن‪ ..‬ﻛﻼم اﻟﻣﺟﺎﻣﻠﺔ واﻹﺣﺗرام‪ ..‬ﻛﻼم‬
‫اﻹﻋﺗذار‪ ..‬ﻛﻠﻣﺎت اﻹﺳﺗﺋذان واﻷدب‪..‬‬

‫ﺗﻛﻠم أﻧت أوﻻ ً ھذه اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻻ ﺗﻧس أن ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ إﺑﺗﺳﺎﻣﺗك داﺋﻣﺎ ً ﻓﻰ‬
‫وﺟﮫ طﻔﻠك وأﯾﺿﺎ ً أﻣﺎم وﺟوه اﻵﺧرﯾن‪ ..‬ﻓﮭﻰ أﻗوى وأﺳﮭل ﻟﻐﺔ ﻟﻠﺣب‬
‫ﯾُﺗﻘﻧﮭﺎ ﻣن ﺻﻐره‪.‬‬

‫اﻟﺑﯾت اﻟذى ﺗﺗردد ﻓﯾﮫ ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺛل ھذه‪..‬‬

‫"وﺣﺷﺗﻧﻰ‪ ..‬راﺋﻊ‪ ..‬ھﺎﯾل‪ ..‬ﻋظﯾم‪ ..‬أﻧﺎ ﻓﺧور ﺑك‪ ..‬أﻧﺎ ﺑﺄﺣﺑك‪ ..‬رﺑﻧﺎ ﯾﺧﻠﯾك‬
‫ﻟﻲﱠ ‪ ..‬أﻧت أﺷطر وﻟد‪ ..‬ﺷﻛرا ً ﺟزﯾﻼ ً‪ ..‬رﺑﻧﺎ ﯾﻔرح ﻗﻠﺑك‪ ..‬ﻣن ﻓﺿﻠك‪ ..‬ﻛﺗـ ﱠر‬
‫ﺧﯾرك‪"....‬‬
‫ھو ﺑﯾت ﺻﺣﻰ داﻓﺊ‪ ..‬ﯾﺧرج ﻣﻧﮫ ﺷﺑﺎب ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﻋطﺎء اﻟﺣب‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣُﺤﺒﺎ ً‪..‬‬

‫ـ إﺟﻌﻠﻪ أوﻟﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪك‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫ـ ﻗﺪِّم وﻗﺘﻚ اﻟﺜﻤﯿﻦ‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ـ إﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺷﺮﻳﻜﻚ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ـ إﻟﺘﺰم ﻓﻰ ﺣﯿﺎﺗﻚ اﻟﺮوﺣﯿﺔ‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ـ ﺗﺤﺎور ﻣﻌﻪ ﻓﻰ ﺣﺐ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬
‫ـ إﺷﺮﻛﻪ ﻓﻰ ﻋﻤﻞ اﻟﺨﯿﺮ‪.‬‬ ‫‪٦‬‬
‫ـ ﻋﻠ ِّﻤﻪ ﻟﻐﺔ اﻟﺤﺐ‪.‬‬ ‫‪٧‬‬

‫‪41‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣُﺣﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪42‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣـــﺤــﺒــﻮﺑــًﺎ‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻛﻰ ﯾﻛون إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً‪ ..‬ﻻﺑد أن ﯾﻛون أوﻻ ً ﻣُﺣﺑﺎ ً‪..‬‬
‫وﻟﻛﻰ ﯾﻛون ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً‪ ..‬ﻻﺑد أن ﯾﺷﺑﻊ ﺑﺎﻟﺣب‪..‬‬
‫ت ـ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ـ أن ﺗﺷﺑﻌوا ﺑﺎﻟﺣب‬ ‫وﻟﻛﻰ ﯾﺷﺑﻊ ﺑﺎﻟﺣب‪ ..‬ﻻﺑد أﻧتَ وأﻧ ِ‬
‫اﻹﻟﮭﻰ واﻟﺣب اﻟزوﺟﻰ‪ ..‬وذﻟك ﻟﻛﻰ ﺗُﺷﺑﻌﺎ ً أوﻻدﻛﻣﺎ وﻣَ ن ﺣَ وﻟﮭم ﺑﺎﻟﺣب‪.‬‬

‫إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ً‪ ..‬ﺳﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣن ﻣرارة اﻟوﺣدة واﻟﺗرك وﺳﯾﻘﻊ‬

‫ﻓﻰ اﻟﺗردد واﻟﻘﻠق واﻟﻣﺧﺎوف اﻟﺗﻰ ﺑﻼ ﻧﮭﺎﯾﺔ‪ .‬وإن ﻟم ﯾﻛﺳب اﻷﺻدﻗﺎء‪..‬‬
‫ﺳﯾﺷﻌر ﺑﺻﻐر اﻟﻧﻔس أو اﻟﺣﻘد واﻟﺗذﻣر‪ ،‬وإن ﻟم ﯾﺷﺑﻊ ﺑﺣب ﻣَ ن ﺣوﻟﮫ‪..‬‬
‫ﺳﯾﻛون ﻧﺎﻗﻣﺎ ً ﺛﺎﺋرا ً ﻏﺎﺿﺑﺎ ً وﻗد ﯾﺻل اﻷﻣر أن ﯾﻛون ﻣؤذﯾﺎ ً ﻟﻧﻔﺳﮫ وﻟﻣن‬
‫ﺣوﻟﮫ‪.‬‬

‫ﺣﯾن ﯾﻛون إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً ﻣن أﺻدﻗﺎﺋﮫ وﻣَ ن ﺣوﻟﮫ‪ ..‬ﺗﻛون أﻧت ﻗد رﺑﯾت إﻧﺎ ًء‬
‫ﻣﺧﺗﺎرا ً وﻗدﻣت ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﺛروة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ً ﻻﺑﺪ أن ﺗﻌﻠﻤﻪ‪..‬‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬إﺣﺘﺮام اﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﯾﺣب اﻟﻧﺎس ﻣَ ن ﯾﺣﺗرﻣﮭم وﯾﻌﺎﻣﻠﮭم ﺑﺈﺟﻼل وإﻛﺑﺎر وﺑدون رﯾﺎء أو‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﺗﺷد ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﺷﺧص ﻓﻰ ﺗرﺣﺎب ﯾﺷﻌر ﺑﺳﻌﺎدة‪ ..‬وﯾرى إﺑﻧك ھذا‬
‫اﻟﻣﻧظر‪ ..‬ﯾدرك ﻟﻣﺎذا ﯾﺣﺑك اﻟﻧﺎس؟!‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﺗﺑﺗﺳم ﻓﻰ وﺟﮫ اﻟﺑﺳطﺎء واﻟﻔﻘراء وﺗرﺑت ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮭم‪ ..‬ﯾرى‬
‫أوﻻدك اﻟﺣب ﻓﻰ ﻋﯾوﻧﮭم وﯾدرﻛون اﻟﺳر‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﯾن ﺗﺣﺗرم ﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن وﺣرﯾﺗﮭم وﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮭم ﻓﻼ ﺗﺗدﺧل ﻓﻰ ﻣﺎ‬
‫ﻻ ﯾﻌﻧﯾك وﻻ ﺗﺳﺄل ﺳؤاﻻ ً ﯾﺟرح َﻣن أﻣﺎﻣك وﻻ ﺗﺗطﻔل ﻋﻠﻰ ﺷﺋون‬
‫ﻏﯾرك وﻻ ﺗدﺧل ﻣﻛﺎﻧﺎ ً دون إﺳﺗﺋذان وﻻ ﺗﻔرض ﻧﻔﺳك ﺑدون ﻣﯾﻌﺎد‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ھذا ﻛﻠﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﻧﺎس ﯾﺣﺑوﻧك وﯾﺗﻌﻠ ّم أوﻻدك ﻣﻧك‪ ..‬وﯾﺻﯾروا ﻣﺣﺑوﺑﯾن‬
‫ﻣﺛﻠك‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً ‪ ..‬أﻋﺬر اﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫اﻟﺬﻧ ُﻮبِ" )أم ‪ .(١٢ : ١٠‬ﯾﺣب‬ ‫ﺴﺘ ُﺮُ ﻛُﻞﱠ ﱡ‬ ‫ت وَ اﻟْﻤَﺤَ ﺒ ﱠﺔ ُ َﺗ ْ‬

‫"ا َﻟْ ﺒ ُﻐْﻀَ ﺔ ُ ﺗ ُ َﮭﯿ ﱢﺞُ ﺧُ ﺼُﻮﻣَ ﺎ ٍ‬
‫اﻟﻧﺎس ﻣن ﯾﻌذرھم وﻻ ﯾﻘﻊ ﺑﺎﻟﻠوم اﻟداﺋم ﻋﻠﯾﮭم‪ ،‬ﻓﮭﻧﺎك ﻣَ ن ﻻ ﯾﻛف ﻋن‬
‫ﺗوﺑﯾﺧك ﻓﺄﻧت داﺋﻣﺎ ً ﻣُﻘﺻر وأﻧت داﺋﻣﺎ ً ﻟم ﺗﻔﻌل ﻣﻌﮫ ﻣﺎ ﯾﺟب‪ ..‬ھذا اﻟﻧوع‬
‫ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﺧﺳر ﻣَ ن ﺣوﻟﮫ وﯾﺟﻌل اﻟﻧﺎس ﺗﮭرب ﻣن ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮫ‪ .‬ﻓﺎﻟﻠوم اﻟﻣﺳﺗﻣر‬
‫ﻣُرھق ﻟﻸﻋﺻﺎب وﯾُدﺧل اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻰ إﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذﻧب ﺑدون وﺟﮫ ﺣق‪.‬‬
‫ﺣﯾن ﯾﺄﺗﯾك إﻧﺳﺎن ﻣﻌﺗذرا ً‪ ..‬ﺳﺎرع ﺑﻘﺑول اﻹﻋﺗذار وﺗﺑﺳﯾط ﺧطﺋﮫ واﻟﺗرﺣﯾب‬
‫ﺑﮫ‪ ..‬ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل ﷲ ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻰ ﺗوﺑﺗﻧﺎ‪.‬‬
‫ﺗذﻛّ ر ﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﻣﺳﯾﺢ إﻟﮭﻧﺎ‪ ..‬ﻛ"َﻤَ ﺎ ﺗ ُﺮِﯾﺪُونَ أ َنْ ﯾ َﻔْ ﻌَﻞَ اﻟﻨ ﱠﺎسُ ﺑ ِ ﻜُﻢُ اﻓْ ﻌَﻠ ُﻮا أ َﻧْ ﺘ ُﻢْ أ َ ﯾْﻀﺎ ً‬
‫ﺑ ِﮭِﻢْ َھﻜَﺬَ ا" )ﻟﻮ ‪ (٣١ : ٦‬أﻧت ﻻ ﺗﺣب اﻟﻠومﻣن اﻟﻧﺎس إذا ً ﻻ ﺗﻠم اﻟﻧﺎس ﻛﺛﯾرا ً‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪ ..‬إﻣﺪح اﻟﻨﺎس‪.‬‬

‫ﺷ ْﮭ ُﺪ َﻋﺴَﻞٍ ﺣُ ﻠْﻮٌ ﻟ ِﻠﻨ ﱠﻔْﺲِ وَ ﺷِ ﻔ َﺎ ٌء ﻟ ِﻠْﻌِﻈ َﺎمِ " )أم ‪ .(٢٤ : ١٦‬إﻣدح‬
‫"ا َﻟْ َﻜﻼ َمُ اﻟْﺤَ ﺴَﻦُ َ‬
‫اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﯾﮭم ﻣن ﻣزاﯾﺎ‪ ..‬وﺗﻛﻠم ﻣﻌﮭم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺣﺑون وﯾرﻏﺑون دون أن‬
‫ﺗﻘﻊ ﻣﻌﮭم ﻓﻰ ﻛﻼم ﺑطـ ﱠﺎل أو إداﻧﺔ أو ﺗﻣﻠـ ﱡق‪.‬‬
‫ﯾﺣب اﻟﻧﺎس أن ﯾﻔرﺣوا ﺑﺈﻧﺟﺎزاﺗﮭم وﯾﺗﻛﻠﻣوا ﻋن ﺑﯾوﺗﮭم وأوﻻدھم‬
‫وأﺷﻐﺎﻟﮭم‪ ..‬ﻓﻛن ﻣﺳﺗﻣﻌﺎ ً ﺟﯾدا ً‪ ..‬واﺑرز إھﺗﻣﺎﻣك ﺑﻣﺎ ﯾﻘوﻟون‪ ..‬وﻋﻠـ ّق ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻰ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﺑﺗﺷﺟﯾﻊ وإطراء دون ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ‪ .‬إن ھذا ﯾﺟﻌﻠك ﺗدﺧل ﻗﻠب اﻟﻧﺎس‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ‪.‬‬
‫ﻋﻠ ﱢم إﺑﻧك أن ﯾﻛون ﻣﺟﺎﻣﻼ ً رﻗﯾﻘﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ﱢﻣﮫ أﻻ ﯾﺗﻛﻠم ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺛﯾرا ً ﻟﻛن‬
‫ﯾﺳﺗﻣﻊ ﻟﻶﺧرﯾن ﺑﺎﻷﻛﺛر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬إﺧﺪم َﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ‪.‬‬
‫اﻟﻧﺎس ﻛن ﺧدوﻣﺎ ً ﻛرﯾﻣﺎ ً وﻋﻠ ﱢم أوﻻدك أن ﯾﻔرﺣوا ﺑﺧدﻣﺔ ﻣن‬ ‫ﻟﻛﻰ ﯾﺣﺑك ‪..‬‬
‫ﺣوﻟﮭم‪.‬‬
‫ﻣَ ﻐْ"ﺒ ُﻮط ٌ ھُﻮَ اﻟْ ﻌَﻄ َﺎ ُء أ َ ﻛْﺜ َﺮُ ﻣِﻦَ اﻷ َﺧْ ﺬِ " )اع ‪ (٣٥ : ٢٠‬ﻗﺎﻋدة ذھﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك‬
‫ﺳﻌﯾد وﺗﻌﻠ ﱢم أوﻻدك اﻟﺳﻌﺎدة‪ ..‬إﻛﺳب َﻣن ﺣوﻟك‬ ‫اً‬ ‫اﻟﻣﺳﯾﺣﻰ‪ ،‬ﻟﻛﻰ ﺗﻌﯾش‬
‫ﺑﺧدﻣﺗﮭم دون ﺗدﺧّ ل أو ﺗطﻔ ّل وﻓﻰ ﺣدود إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗك‪ ..‬ﻟﻛن ﻻ ﺗﻛن ﺳﺧﯾﺎ ً ﻓﻰ‬
‫اﻟﻛﻼم وﺑﺧﯾﻼ ً ﻓﻰ اﻟﻌﻣل‪ ..‬ﻓﺈن ھذا ﯾﻧﻛﺷف ﺳرﯾﻌﺎ ً وﯾﻔﻘدك ﻣﺣﺑﺔ اﻟﻧﺎس‪.‬‬
‫" ﻨ َﻊ ِ اﻟْﺨَ ﯿْﺮَ ﻋَﻦْ أ َھْﻠ ِﮫِ ﺣِ ﯿﻦَ ﯾ َﻜُﻮنُ ﻓ ِﻲ ط َﺎﻗ َﺔِ ﯾ َﺪِكَ أ َنْ ﺗَﻔ ْﻌَﻠ َﮫ ُ" )أم ‪.(٢٧: ٣‬‬
‫ﻻ َ ﺗَﻤْ‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً‪ ..‬إﻛﺘﻢ اﻷﺳﺮار‪.‬‬

‫ﯾﺣب اﻟﻧﺎس ﻣَ ن ﯾﺷﻛون ﻟﮫ وﯾﺄﺗﻣﻧوﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻛﻠﮭم وأﺳرارھم وﯾﺛﻘون إﻧﮫ‬
‫ﯾﺗﻔوه ﺑﻛﻠﻣﺔ‪ ،‬ﯾﺣب اﻟﻧﺎس ﻣن ﻛﺎن أﻣﯾﻧﺎ ً ﻣﻌﮭم وﻋﻠﯾﮭم‪".‬ﻣَﻦْ أ َﺣَ ﺐﱠ ط َﮭَﺎرَ ة َ‬
‫ﻟن ﱠ‬
‫اﻟْ ﻘ َﻠْﺐ ِ ﻓ َﻠ ِﻨ ِﻌْﻤَﺔِ ﺷَﻔ َ ﺘَﯿْﮫ ِ ﯾ َﻜُﻮنُ اﻟْﻤَ ﻠ ِ ُﻚ ﺻَ ﺪِﯾﻘ َﮫ ُ" )ام ‪.(١١ : ٢٢‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ ً‪ ..‬ﻛﻦ ﺑﺸﻮﺷﺎ ً داﺋﻤﺎ ً‪.‬‬

‫ﯾظن اﻟﺑﻌض أن اﻟﺑﺷﺎﺷﺔ ھﻰ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺑﻌض وﻻ ﯾﻣﻛن إﻗﺗﻧﺎؤھﺎ‪..‬‬
‫ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﺛل ﻛل اﻟﻔﺿﺎﺋل ﺗﻘﺗﻧﻰ ﺑﺎﻟﺟﮭﺎد واﻟﻧﻌﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺑﺷﺎﺷﺔ واﻹﺑﺗﺳﺎﻣﺔ‪ ..‬ھﻰ ﻋطﯾﺔ ﷲ ﻟﻸﻧﻘﯾﺎء وھﻰ ﺛﻣرة ﻣن ﺛﻣﺎر اﻟﺻﻼة‬
‫اﻟﺣﺎرة واﻟﺗوﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة وھﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟﻣﺷرق ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻣﺗواﺿﻊ اﻟﻘﻠب‪..‬‬
‫ﺷﺑﯾﮫ اﻟﻣﺳﯾﺢ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺿﻊ إﺑﺗﺳﺎﻣﺗك ﻋﻠﻰ ﻓﻣك ﻗﺑل أن ﺗﻘﺎﺑل أﺣدا ً وﺑﺎﻷوﻟﻰ ﺟدا ً أوﻻدك‪..‬‬
‫ﻓﯾﺗﻌﻠﻣون ﻣﻧك اﻟﺑﺷﺎﺷﺔ وﯾﻘﺑﻠون ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺗرك اﻟﮭﻣوم ﺗﻐﻠق ﻓﻣك وﺗﺣﻧﻰ ظﮭرك وﺗرھق ﻋﯾﻧﯾك‪ ..‬ﻓﺗﺗﺟﮭﱠم‬
‫وﯾﻛﻔﮭر وﺟﮭك‪ ..‬ﻣﺎ ذﻧب أوﻻدك؟‬

‫‪46‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﺗﻌﻠ ّم أن ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣِﻣل واﻷﺛﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﷲ‪ ..‬ﺑﺈﯾﻣﺎن‪ ..‬وﻻ ﺗﻘﺑل إﻻ أن ﺗﻛون‬
‫ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً‪.‬‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ً‪..‬‬

‫ﻋﻠِّﻢ إﺑﻨﻚ أن‪..‬‬
‫‪ ١‬ـ ﻳﺤﺘﺮم اﻵﺧﺮﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ ٢‬ـ ﻳﻌﺬر اﻟﻤﺨﻄﺌﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ ٣‬ـ ﻳﻤﺪح اﻟﻨﺎس‪.‬‬
‫‪ ٤‬ـ ﻳﺨﺪم ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ ٥‬ـ ﻳﻜﺘﻢ اﻷﺳﺮار‪.‬‬
‫‪٦‬ـ ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻮﺷﺎ ً داﺋﻤﺎ ً‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﺣﺑوﺑﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪48‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﺳـﻌــﯿــــﺪًا‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺴﻌﺎدة ﻟﯿﺴﺖ ﻛﻤﺎ ﯾﻌﺘﻘﺪ اﻟﻜﺜﯿﺮون أﻧﮭﺎ ھﻰ ﻇﺮوف وأﺣﺪاث ﺗﺠﻌﻞ‬
‫اﻹﻧﺴﺎن ﺳﻌﯿﺪاً ﻛﺎﻟﻨﺠﺎح واﻟﺰواج وﺷﺮاء أﻣﻮر ﻣﺤﺒﻮﺑﺔ‪.‬‬
‫إﻧﻤﺎ اﻟﺴﻌﺎدة ھﻰ إﺧﺘﯿﺎر‪ ..‬ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮى ﻓﻘﺮاءً ﺳﻌﺪاء وأﻏﻨﯿﺎءً ﺗﻌﺴﺎء وﻧﺮى‬
‫ﻣﺮﺿﻰ ﺳﻌﺪاء وأﺻﺤﺎءً ﺗﻌﺴﺎء‪.‬‬
‫واﻟﺴﻌﺎدة ھﻰ‪..‬‬
‫‪ ‬ﻋﻄﯿﺔ اﷲ ﻷوﻻده ﻋﻠﻰ اﻷرض "أَوْصِ اﻷَﻏْﻨِﯿَﺎءَ ﻓِﻲ اﻟﺪﱠھْﺮِ اﻟْﺤَﺎﺿِﺮِ انْ ﻻَ‬
‫ﻲ‬
‫ﯾَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُوا‪ ،‬وَﻻَ ﯾُﻠْﻘُﻮا رَﺟَﺎءَھُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﻏَﯿْﺮِ ﯾَﻘِﯿﻨِﯿﱠﺔِ اﻟْﻐِﻨَﻰ‪ ،‬ﺑَﻞْ ﻋَﻠَﻰ اﷲِ اﻟْﺤَ ﱢ‬
‫اﻟﱠﺬِي ﯾَﻤْﻨَﺤُﻨَﺎ ﻛُﻞﱠ ﺷَﻲْءٍ ﺑِﻐِﻨًﻰ ﻟِﻠﺘﱠﻤَﺘﱡﻊِ" )‪١‬ﺗﻲ ‪.(١٧ : ٦‬‬
‫‪ ‬ﻋﻄﯿﺔ اﷲ ﻷوﻻده ﻓﻰ اﻟﺴﻤﺎء "ﻷَنْ ﻟَﯿْﺲَ ﻣَﻠَﻜُﻮتُ اﷲِ أَﻛْﻼً وَﺷُﺮْﺑﺎً ﺑَﻞْ ھُﻮَ ﺑِﺮﱞ‬
‫وَﺳَﻼَمٌ وَﻓَﺮَحٌ ﻓِﻲ اﻟﺮﱡوحِ اﻟْﻘُﺪُسِ" )رو ‪.(١٧ : ١٤‬‬

‫واﻟﺴﻌﺎدة أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻤﻠﺔ ﻧﺎدرة‪ ..‬ﻷن ﻛﺜﯿﺮﯾﻦ ﯾﻀﺤﻜﻮن وﻟﻜﻦ ﻗﻠﯿﻠﯿﻦ ھﻢْ‬
‫اﻟﺴﻌﺪاء‪ ،‬واﻟﻌﺎﻟﻢ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﻛﺜﯿﺮاً ﻋﻦ اﻟﺴﻌﺎدة وﻟﻜﻦ ﻗﻠﯿﻠﯿﻦ ﻣَﻦ ﯾﺬوﻗﻮن ﻃﻌﻤﮭﺎ‬
‫ﻛﺄن ﺗﺮى أﻛﻼً ﺛﻤﯿﻨﺎً ﻓﻰ إﻋﻼن ﻓﻰ اﻟﺘﻠﯿﻔﺰﯾﻮن وﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﺬوﻗﮫ‪.‬‬
‫وﻛﻠﻤﺔ ﻃﻮﺑﻰ‪ ..‬ﺗﻌﻨﻰ ﺿﻤﻨﯿﺎً "ﯾﺎ ﻟﺴﻌﺎدة" وﺑﺮﻛﺔ وﺑﮭﺠﺔ وﻏﻨﻰ ﻣَﻦ ﯾﺘﺒﻊ‬
‫ﻗﺎﻣﻮس اﻟﺘﻄﻮﯾﺒﺎت اﻟﺘﻰ ﻋﻠﱠﻤﻨﺎ إﯾﺎھﺎ اﻟﻤﺴﯿﺢ ﻟﮫ اﻟﻤﺠﺪ‪.‬‬
‫واﻟﻄﻔﻞ اﻟﻄﺒﯿﻌﻰ ﯾﻤﯿﻞ ﻟﻠﺒﮭﺠﺔ واﻟﺴﻌﺎدة‪ ..‬وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻧﻄﻔﺊ ھﺬه اﻟﻔﺘﯿﻠﺔ‬
‫اﻟﻤﺪﺧﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﻧﺤﻤﻠﮫ ﻣﻦ ﻋﺎدات وأﻓﻜﺎر وﺳﻠﻮﻛﯿﺎت ﺿﺪ اﻟﺴﻌﺎدة‪.‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳـﻌـﯿﺪاً‪..‬‬

‫أوﻻً‪ ..‬إﺟﻌﻞ اﻟﺒﮫﺠﺔ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻚ‪.‬‬

‫اﻷب اﻟﻤﺘﺠﮭﱢﻢ واﻷم اﻟﻜﺌﯿﺒﺔ ﻻﺑﺪ أن ﯾﺘﺮﻛﺎ أﺛﺮاً ﺳﯿﺌﺎً ﻋﻠﻰ أوﻻدھﻤﺎ ﻃﻮل‬
‫اﻟﻌﻤﺮ‪ ..‬أﻣﺎ اﻷب اﻟﺒﺸﻮش واﻷم اﻟﺴﻌﯿﺪة اﻟﻀﺎﺣﻜﺔ ﺗﺠﻌﻞ أوﻻدھﺎ ﯾﺤﺒﻮن‬

‫‪50‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺤﯿﺎة وﯾﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﯿﮭﺎ وﯾﺘﻔﺎدون اﻟﻨﻜﺪ واﻟﻐﻢ وﯾﺘﺨﻄﻮن اﻹﺣﺒﺎﻃﺎت "اَﻟْﻘَﻠْﺐُ‬
‫اﻟْﻔَﺮْﺣَﺎنُ ﯾَﺠْﻌَﻞُ اﻟْﻮَﺟْﮫَ ﻃَﻠِﻘﺎً وَﺑِﺤُﺰْنِ اﻟْﻘَﻠْﺐِ ﺗَﻨْﺴَﺤِﻖُ اﻟﺮﱡوحُ" )أم ‪.(١٣ : ١٥‬‬
‫ﻓﺎﻟﺮوﺣﺎﻧﯿﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺜﻤﺮ ﺛﻤﺮ اﻟﺮوح "ﻣﺤﺒﺔ ﻓﺮح ﺳﻼم" وﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﺣﯿﺎﺗﮫ ﺻﻼة وﺧﺪﻣﺔ وﺣﺐ‪ ..‬ﻻﺑﺪ أن ﯾﻜﻮن ﻗﻠﺒﮫ ﺳﻌﯿﺪاً‪ .‬واﻟﺴﻌﺎدة ﺗﻨﺘﻘﻞ‬
‫ﻛﻤﻨﺎﻋﺔ ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ ﺿﺪ ﻓﯿﺮوﺳﺎت اﻟﻘﻠﻖ واﻟﻜﺂﺑﺔ واﻟﺘﺬﻣﱡﺮ‪.‬‬
‫ﺗﻌﻠﱠﻢ ﯾﺎ ﺻﺪﯾﻘﻰ‪ ..‬أﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺑﯿﺘﻚ إﻻ ﻣﺒﺘﮭﺠﺎً ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت‬
‫واﻹﺣﺒﺎﻃﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﯿﻮم‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ ﻛﯿﻒ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﻗﺘﻪ‪.‬‬

‫ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ أوﻻدﻧﺎ ﯾﻌﯿﺸﻮن أﻏﻠﺐ أﯾﺎﻣﮭﻢ ﻓﻰ إﻧﺘﻈﺎر اﻟﯿﻮم اﻟﺴﻌﯿﺪ‪ ..‬ﯾﻮم‬
‫اﻷﺟﺎزة‪ ..‬ﯾﻮم اﻟﻨﺠﺎح‪ ..‬ﯾﻮم اﻟﻤﺒﺎراة‪ ،..‬ﻣﻦ اﻟﻼزم أن ﻧﻌﻠّﻢ أوﻻدﻧﺎ أن‬
‫ﯾﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﻜﻞ ﺷﺊ ﻓﻰ اﻟﺤﯿﺎة‪ ..‬ﯾﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﺎﻟﻤﺬاﻛﺮة رﻏﺒﺔً ﻓﻰ اﻟﺘﻔﻮق‪ ..‬ﯾﺘﻤﺘﻌﻮا‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ وﻻ ﺗﺼﺮﻓﮭﻢ اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ ﻓﻰ اﻟﻠﻌﺐ ﻋﻦ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻠﻌﺐ ﻧﻔﺴﮫ‪ ..‬وﯾﺘﻤﺘﻌﻮا‬
‫ﺑﺎﻷﻛﻞ واﻟﺼﺤﺒﺔ وﯾﻘﺒﻠﻮا ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﺎﻷوﻟﻰ ﺑﺈﺣﺴﺎس اﻟﺒﻨﻮة ﷲ‪ ..‬واﻟﻌﻀﻮﯾﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎوى‪..‬‬
‫وﺑﻜﻠﻤﺎت ﺑﺴﯿﻄﺔ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﻨﻘﻞ ھﺬه اﻟﺮوح ﻷوﻻدك‪ ..‬ﻣﺜﻞ "أﻧﺎ ﻓﺮﺣﺎن إن‬
‫إﺣﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﯾﻦ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ‪ ..‬اﻷﻛﻞ ﺣﻠﻮ ﺟﺪاً‪ ..‬ﻧﺸﻜﺮ رﺑﻨﺎ وﺻﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ‪..‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻟــ )ﻓﻼن("‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬ﺗﻌﻠﱠﻢ وﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻷزﻣﺎت ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺎت‬

‫وﺗﻌﻠﯿﻘﺎت ﻛﻠﮫﺎ رﺟﺎء وﻻ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ‪.‬‬

‫اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺮوﺣﻰ ﯾﺘﻌﻠﻢ‪..‬‬

‫"أِﻓْﺮَﺣُﻮا ﻛُﻞﱠ ﺣِﯿﻦٍ‪ ،‬ﺻَﻠﱡﻮا ﺑِﻼَ اﻧْﻘِﻄَﺎعٍ‪ ،‬اﺷْﻜُﺮُوا ﻓِﻲ ﻛُﻞﱢ ﺷَﻲْءٍ‪ ،‬ﻷَ ﱠ‬
‫ن ھَﺬِهِ ھِﻲَ ﻣَﺸِﯿﺌَﺔُ‬
‫اﷲِ ﻓِﻲ اﻟْﻤَﺴِﯿﺢِ ﯾَﺴُﻮعَ ﻣِﻦْ ﺟِﮭَﺘِﻜُﻢْ" )ا ﺗﺲ ‪ ١٦ : ٥‬ـ ‪ ،(١٨‬ﻓﺎﻟﻔﺮح وﺻﯿﺔ‬
‫ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺪارﯾﺐ وإﻟﻰ ﺗﺮﻛﯿﺰ‪ ،‬واﻟﺼﻼة ﺗﺴﻨﺪ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﺬﻛﺮه أن "َﻧَﺤْﻦُ‬

‫‪51‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻧَﻌْﻠَﻢُ أَنﱠ ﻛُﻞﱠ اﻷَﺷْﯿَﺎءِ ﺗَﻌْﻤَﻞُ ﻣَﻌﺎً ﻟِﻠْﺨَﯿْﺮِ ﻟﻠﱠﺬِﯾﻦَ ﯾُﺤِﺒﱡﻮنَ اﷲَ اﻟﱠﺬِﯾﻦَ ھُﻢْ ﻣَﺪْﻋُﻮﱡونَ ﺣَﺴَﺐَ‬
‫ﻗَﺼْﺪِهِ" )رو ‪.(٢٨ : ٨‬‬
‫أﯾﻀﺎً ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻐﯿﺮة وﻛﻠﻤﺎت ﻗﻠﯿﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﮭﺰم ھﺰاﺋﻢ ﺛﻘﯿﻠﺔ‪ ..‬ﻛﺄن‬
‫ﺗﻘﻮل‪" ..‬اﻟﺤﻤﺪ ﷲ إﻧﮭﺎ ﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺪه‪ ..‬ﺧﯿﺮ ﻛﻠﮫ ﺧﯿﺮ‪ ..‬ﻣﺎﺧﺴﺮﻧﺎش ﻛﺘﯿﺮ‪..‬‬
‫ﻛﻔﺎﯾﺔ إن إﺣﻨﺎ ﻛﻮﯾﺴﯿﻦ‪ ..‬ﺗﻌﺎﻟﻮ ﻧﺸﻜﺮ رﺑﻨﺎ أو ﻧﺮﺗﻞ"‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬ﺗﻌﻠﱠﻢ وﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﺮى اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ‬

‫وﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ‪ ..‬اﻟﺼﺤﺒﺔ واﻟﺸﺮﻛﺔ ﺟﻤﯿﻠﺔ‪ ..‬اﻟﺘﻌﺐ ﺟﻤﯿﻞ وﻣﻔﯿﺪ‪ ..‬ھﺬه‬
‫اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻟﻸﻣﻮر ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺄﻣﻞ وﺗﻌﻮد وﺷﻜﺮ‪ ،‬واﻟﺸﻜﺮ واﻟﺴﻌﺎدة‬
‫ﺗﻮأﻣﺎن‪ ..‬ﻛﻠﻤﺎ إزداد اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺮﺿﺎ زادت اﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺒﮭﺠﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﺠﻤﺎل ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﯿﻦ ﺑﺴﯿﻄﺔ ﻧﻄﻠﺒﮭﺎ ﻓﻰ اﻟﺼﻼة‪ ..‬وﻧﻘﺘﻨﯿﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺪراﯾﺐ‪ ..‬وﻧﺼﻞ إﻟﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ‪.‬‬
‫ھﻨﺎك ﻣَﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺮى ﻓﻰ اﻟﻔﻘﺮ ﺟﻤﺎﻻً وﻓﻰ اﻟﻤﺮض ﻏﻨﻰ وﻓﻰ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ‬
‫ﺣﻜﻤﺔ وﻓﻰ اﻟﻀﯿﻘﺎت ﻓﻀﺎﺋﻞ وﻓﻰ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻣﻜﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫"ﺑَﻞْ إِﻧﱢﻲ أَﺣْﺴِﺐُ ﻛُﻞﱠ ﺷَﻲْءٍ أَﯾْﻀﺎً ﺧَﺴَﺎرَةً ﻣِﻦْ أَﺟْﻞِ ﻓَﻀْﻞِ ﻣَﻌْﺮِﻓَﺔِ اﻟْﻤَﺴِﯿﺢِ ﯾَﺴُﻮ َ‬
‫ع‬
‫رَﺑﱢﻲ‪ ،‬اﻟﱠﺬِي ﻣِﻦْ أَﺟْﻠِﮫِ ﺧَﺴِﺮْتُ ﻛُﻞﱠ اﻷَﺷْﯿَﺎءِ‪ ،‬وَأَﻧَﺎ أَﺣْﺴِﺒُﮭَﺎ ﻧُﻔَﺎﯾَﺔً ﻟِﻜَﻲْ أَرْﺑَﺢَ اﻟْﻤَﺴِﯿﺢَ‬
‫وَأُوﺟَﺪَ ﻓِﯿﮫِ‪ ،‬وَﻟَﯿْﺲَ ﻟِﻲ ﺑِﺮﱢي اﻟﱠﺬِي ﻣِﻦَ اﻟﻨﱠﺎﻣُﻮسِ‪ ،‬ﺑَﻞِ اﻟﱠﺬِي ﺑِﺈِﯾﻤَﺎنِ اﻟْﻤَﺴِﯿﺢِ‪ ،‬اﻟْﺒِﺮﱡ‬
‫اﻟﱠﺬِي ﻣِﻦَ اﷲِ ﺑِﺎﻹِﯾﻤَﺎنِ " )ﻓﻲ ‪ ٨ : ٣‬ـ ‪.(٩‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻔﺮح ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪه وﻻ ﻳﺤﺰن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ‬

‫ﻟﯿﺲ ﻋﻨﺪه‪.‬‬
‫ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﻘﺮاء ﻗﺪ ﯾﻔﺮﺣﻮن ﺑﺄﻟﻌﺎب ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻻ ﺗﻜﻠﻒ‬
‫ﺷﯿﺌﺎً‪ ،‬واﻹﻏﻨﯿﺎء ﻗﺪ ﯾﻤﻠﻜﻮن اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ وﻻ ﯾﺠﺪون ﻟﮭﺎ ﻟﺬه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وھﻨﺎ اﻹﻋﺘﺪال ﻓﻰ ﺷﺮاء اﻟﮭﺪاﯾﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﺿﺮورى ﻷن اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻨﮭﺎ‬
‫ﯾﻔﻘﺪھﺎ ﻗﯿﻤﺘﮭﺎ وﯾﺠﻌﻞ اﻟﻄﻔﻞ أو اﻟﺸﺎب ﻻ ﯾﺸﺒﻊ وﻻ ﯾﺮﺿﻰَ أﺑﺪاً‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً‪ ..‬ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻌﻄﺎء ﻛﻞ وﻗﺖ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق‪.‬‬

‫ﻋﻠّﻤﮫ ﯾﺸﻜﺮ‪ ..‬ﻋﻠّﻤﮫ ﯾﺒﺘﺴﻢ‪ ..‬ﻋﻠّﻤﮫ ﯾُﻌﻄﻰ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﮫ وﺣﺎﺟﺎﺗﮫ‪ ..‬ﻋﻠّﻤﮫ ﯾﻌﻄﻰ‬
‫ﻣﻦ وﻗﺘﮫ وﺗﻔﻜﯿﺮه‪ ..‬ﻋﻠّﻤﮫ ﯾﻔﺮح ﻟﻔﺮح أﺻﺤﺎﺑﮫ‪ ..‬ﻋﻠّﻤﮫ ﯾﺼﻔﻖ ﻟﻐﯿﺮه وﯾﮭﺘﻒ‬
‫ﻟﮫ‪".‬ﯾُﻮﺟَﺪُ ﻣَﻦْ ﯾُﻔَﺮﱢقُ ﻓَﯿَﺰْدَادُ أَﯾْﻀﺎً وَﻣَﻦْ ﯾُﻤْﺴِﻚُ أَﻛْﺜَﺮَ ﻣِﻦَ اﻟﻼﱠﺋِﻖِ وَإِﻧﱠﻤَﺎ إِﻟَﻰ اﻟْﻔَﻘْﺮِ"‬
‫)أم ‪.(٢٤ : ١١‬‬
‫ﻻﺑﺪ أن اﻟﻄﻔﻞ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺨﻤﺲ ﺧﺒﺰات واﻟﺴﻤﻜﺘﯿﻦ ﻛﺎن أﺳﻌﺪ إﻧﺴﺎن ﯾﻮم‬
‫اﻟﻤﻌﺠﺰة‪ ..‬ﯾﻠﯿﮫ اﻟﺘﻼﻣﯿﺬ اﻟﺬﯾﻦ وزﻋﻮا اﻟﺨﺒﺰات وﺟﻤﻌﻮا اﻟﻜﺴﺮ‪.‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪ ..‬ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻰ ﺗﻌﺐ‪.‬‬

‫اﻟﺮاﺣﺔ ﻻ ﺗﻌﻄﻰ ﺳﻌﺎدة ﻛﻤﺎ ﯾﻈﻦ اﻟﺒﻌﺾ‪ ..‬ﻓﺎﻟﺘﻌﺐ ﻓﻰ اﻟﻤﺬاﻛﺮة أو اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﯾﻠﺪ اﻟﺴﻌﺎدة‪ ..‬واﻟﺘﻌﺐ ﻓﻰ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ واﻟﺤﺐ ﯾﻠﺪ اﻟﺴﻌﺎدة‪ ..‬واﻟﺘﻌﺐ ﻓﻰ ﺧﺪﻣﺔ‬
‫رﺑﻨﺎ واﻟﻜﻨﯿﺴﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﯾﻠﺪ اﻟﺴﻌﺎدة‪ ..‬واﻟﺘﻌﺐ ﻓﻰ ﺻﺪ اﻟﺨﻄﯿﺔ واﻟﻨﻤﻮ ﻓﻰ‬
‫اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ ﯾﻠﺪ اﻟﺴﻌﺎدة‪" ..‬ﻓِﻲ ﻛُﻞﱢ ﺗَﻌَﺐٍ ﻣَﻨْﻔَﻌَﺔٌ وَﻛَﻼَمُ اﻟﺸﱠﻔَﺘَﯿْﻦِ إِﻧﱠﻤَﺎ ھُﻮَ إِﻟَﻰ اﻟْﻔَﻘْﺮِ"‬
‫)أم ‪.(٢٣ : ١٤‬‬

‫‪53‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً‪..‬‬

‫إﺟﻌﻞ اﻟﺒﮫﺠﺔ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻚ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ ﻛﯿﻒ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﻗﺘﻪ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻷزﻣﺎت ﺑﺮﺟﺎء وﺷﻜﺮ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﺮى اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻔﺮح ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٥‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻌﻄﺎء‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٦‬‬
‫ﻋﻠﱢﻢ إﺑﻨﻚ إن اﻟﺴﻌﺎدة ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻌﺐ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٧‬‬

‫‪54‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣُـﻨـــﻈـــﻤــًﺎ‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﻧظﻣﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﻧظﺎم ﺻﻔﺔ ھﺎﻣﺔ ﻟﻧﺟﺎح أى إﻧﺳﺎن‪ ..‬وﻛﺛﯾرا ً ﻣﺎ ﻧﻌﺎﻧﻰ ﻣن ﻋدم اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ أو ﺣﯾﺎة أوﻻدﻧﺎ‪ .‬وﻗد ﯾﺗﻔﺎﻗم اﻟوﺿﻊ‪ ..‬وﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﻧظﺎم ﯾﺗﻌرض‬
‫اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﻔﺷل ﻓﻰ ﺣﯾﺎﺗﮫ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻟوظﯾﻔﯾﺔ أو اﻟزوﺟﯾﺔ أو اﻟروﺣﯾﺔ‪..‬‬
‫واﻟﻧظﺎم ﻻ ﯾﻌﻧﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻘط ﻓﻰ ﻏرﻓﺗك أو ﻣﻛﺗﺑك‪ ..‬وﻟﻛن ﯾﺣﻣل‬
‫ﺟواﻧب ﻛﺛﯾرة ﻣﻧﮭﺎ‪..‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب أﻓﻛﺎرك وأوﻟوﯾﺎﺗك‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب ﻣواﻋﯾدك وﺗوزﯾﻊ اﻟوﻗت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ اﻟﻣذاﻛرة وﺣل اﻹﻣﺗﺣﺎﻧﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ أى ﻗرارات‪.‬‬
‫واﻟﻧظﺎم واﻹﻟﺗزام ﺗوأﻣﺎن ﻻ ﯾﻧﻔﺻﻼن‪ ،‬ﻟﻛﻰ ﺗﻛون ﻣﻧظﻣﺎ ً ﻻﺑد أن ﺗﻛون‬
‫ﻣﻠﺗزﻣﺎ ً وﻟﻛﻰ ﺗﻛون ﻣﻠﺗزﻣﺎ ً ﻻﺑد ﻣن ﻧظﺎم واﺿﺢ ﯾﺣﻛﻣك‪.‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﻨﻈﻤﺎ ً ﻻﺑﺪ أن‪..‬‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬ﻛﻦ أﻧﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎ ً وإﺑﺪأ ﺑﻨﻔﺴﻚ‪.‬‬

‫إﺑدأ ﺑﻧﻔﺳك‪ ..‬ھﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ..‬ﻓﺎﻟطﻔل اﻟذى ﯾﻧﺷﺊ ﻓﻰ ﺑﯾت‬
‫ﻣﻧظم‪ ..‬ﻻ ﯾﺣﺗﺎج أن ﯾﺗﻠﻘﻰ دروﺳﺎ ً أو أواﻣر ﻓﻰ اﻟﻧظﺎم‪.‬‬
‫واﻟﺷﺎب اﻟذى ﯾرى أﺑﺎه ﻣﻧظﻣﺎ ً ﻓﻰ ﻣواﻋﯾده وﻓﻰ ﻟﺑﺳﮫ وﻓﻰ ﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾﺎﺗﺔ‪..‬‬
‫ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺷرب ﻣﻧﮫ ھذه اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪.‬‬
‫واﻟﻧظﺎم ﻗد ﯾﻧﺣرف ﻋﻧد اﻟﺑﻌض اﻟﻰ وﺳوﺳﺔ وﻣﺑﺎﻟﻐﺔ وذﻟك ﺣﯾن ﯾرﺗﺑط‬
‫ﺑﺎﻟﻐﺿب واﻹﻧدﻓﺎع ﻋﻧد أى ﻛﺳر ﻟﻠﻧظﺎم‪ ،‬ﻓﻼﺑد أن ﻧﺗذﻛر إن اﻹﻧﺳﺎن ﻗﺑل‬
‫اﻟﻧظﺎم واﻟﻧظﺎم ﻣن أﺟل اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﻛل اﻷﻣﺛل ھو اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣروﻧﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻛﯾّف ﺑﮭدوء ﻣﻊ أوﺿﺎع ﺟدﯾدة أو ﻣﺗﻐﯾرات ﺿد اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻣﻌﺗﺎد‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﻧظﻣﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬إﺟﻠس ﻣﻊ ﻧﻔﺳك ﻋزﯾزى اﻟﻘﺎرئ‪ ..‬وراﺟﻊ اﻷﻣور إﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻣزﯾد‬
‫ﻣن اﻟﺗرﺗﯾب واﻟﻧظﺎم‪ ..‬ﻷن ھذا ﺳﯾﻌود ﻋﻠﯾك وﻋﻠﻰ أوﻻدك ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ‬
‫اﻟﻛﺛﯾر‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋﻠ ّم إﺑﻧك أن ﯾﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺛل "ﻣﮭم وﻋﺎﺟل‪ ..‬ﻣش ﻣﮭم دﻟوﻗﺗﻰ‪..‬‬
‫ﻣش ﻣﺳﺗﻌﺟل‪ ..‬ﻣﮭم ﻟﻛن ﻣﻣﻛن ﺗﺄﺟﯾﻠﮫ" وھﻛذا ﯾﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﯾرﺗب‬
‫أﻣوره‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً‪ ..‬اﻟﺤﻮار ﺣﻮل اﻟﻨﻈﺎم وﻗﯿﻤﺘﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻛﻠ ﱠ م‪ ..‬ﺑﻐﯾر وﻋظ‪ ..‬وﻧﺎﻗش ﺑﻐﯾر إﻧﻔﻌﺎل‪ ..‬ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧظﺎم وإرﺗﺑﺎطﮫ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح‬
‫واﻟﺗﻔوق واﻟﺗﻣﯾﯾز‪ .‬وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدم ﺣﯾﺎة رﺑﻧﺎ ﯾﺳوع اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻛﻣﺛل‬
‫ﻟﻠﻧظﺎم‪ ..‬ﻷﻧﮫ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺑﺳﺎطﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻣ ّﯾز ﺣﯾﺎﺗﮫ إﻻ أن ﻛل ﺷﺊ ﻛﺎن‬
‫ﺑﺗرﺗﯾب وﻧظﺎم‪ ..‬ﻣﺛﻼ ً ﻋﻧد ﺗوزﯾﻊ اﻟﺧﻣس ﺧﺑزات واﻟﺳﻣﻛﺗﯾن )ﻣر‪ ٣٠ : ٦‬ـ‬
‫‪ (٤٦‬أﺗﻛﺄھم ﺧﻣﺳﯾن ﺧﻣﺳﯾن‪ ،‬وأﯾﺿﺎ ً ﻓﻰ ﻗﺻﺔ اﻟﺧروف اﻟﺿﺎل )ﻟو ‪: ١٥‬‬
‫‪ ١‬ـ ‪ (٧‬ﯾظﮭر اﻟﻧظﺎم ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟوﯾﺎت ﺑﺗرك اﻟـ ‪ ٩٩‬وﯾذھب ﻟﻠﺑﺣث ﻋن‬
‫اﻟﺧروف اﻟﺿﺎﺋﻊ‪.‬‬
‫واﻟﻧظﺎم ﻓﻰ اﻟﺣوار ﻧﻔﺳﮫ ﺑداﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻘﺎطﻌﺔ أﺣد وﻻﺗﻘﺎطﻊ‬
‫أﺣد أوﻻدك‪ ،‬وﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺧروج ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﻣن أﺟل اﻟﺗرﻛﯾز واﻟﻧظﺎم‪،‬‬
‫وﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻛرار ﻧﻘﺎط ﺗم اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺷﺗﯾت اﻟﺣوار ﺑﺳﺑب‬
‫اﻟﺗﻠﯾﻔوﻧﺎت واﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون وﺧﻼﻓﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪..‬وﺿﻊ ﻣﺒﺎدئ ﻣﺤﺪدة ﻋﻤﻠﯿﺔ وﻗﻮاﻋﺪ ﻳﺴﮫﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ‪.‬‬

‫َان ﻋَﻦْ أ َﺷْﺮَ اكِ اﻟْﻤَﻮْ تِ" )أم ‪.(١٤ : ١٣‬‬
‫ع ﺣَ ﯿ َﺎ ٍة ﻟ ِﻠْﺤَ ﯿ َﺪ ِ‬
‫"ﺷَﺮِﯾﻌَﺔ ُ اﻟْﺤَ ﻜِﯿﻢِ ﯾ َﻨْ ﺒ ُﻮ ُ‬
‫ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻛﺛﯾرون أن اﻟﺷﺑﺎب ﯾرﻓﺿون أى ﻗواﻋد وإﻟﺗزاﻣﺎت‪ ..‬وﻟﻛن ﺛﺑت أن‬
‫اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب ﯾرﺗﺎﺣون ﻧﻔﺳﯾﺎ ً ﺣﯾن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻧظﺎم ﻣﺣدد ﯾﺣﺗرﻣﮫ‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ إﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭم وﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺣرﯾﺗﮭم وﻣﯾوﻟﮭم‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﻧظﻣﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣـﺛـﻼ ً ‪..‬‬
‫‪ ‬أن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻧظﺎم ﻷوﻻدك ﻓﻰ ﻓﺗرة اﻟﻣراھﻘﺔ‪ ..‬أن ﻻ ﯾﺧرﺟوا إﻟﻰ‬
‫ﻣﻛﺎن ﻣﻊ أﺻﺣﺎﺑﮭم إﻻ ﺑﻌد أﺧذ ﻣواﻓﻘﺔ وإﺳﺗﺋذان ﻣﻧك‪ ..‬ﻋن اﻟﻣﻛﺎن‬
‫واﻟﻣﯾﻌﺎد واﻟﺻﺣﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻧظﺎم وﻣواﻋﯾد ﻟدﺧول اﻟﺑﯾت ﻣﺳﺎ ًء‪ ..‬أو ﻟﻘﺎء أﺳرى ﺣول‬
‫اﻟﻌﺷﺎء أو ﻛﻠﻣﺔ ﷲ واﻟﺻﻼة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﻧظﺎم ﻟﻣواﻋﯾد اﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون واﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر وﻏﯾره‪.‬‬
‫‪ ‬أن ﺗﻛون ﻗدوة ﻓﻰ إﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ـ ﻛﺄب ـ ﻗﺑل ﻣطﺎﻟﺑﺔ‬
‫أوﻻدك ﺑﮭﺎ‪.‬‬
‫إﺣذر ﻧظرات أوﻻدك وﻟﺳﺎﻧﮭم ﯾوﻣﺎ ً ﺣﯾن ﯾرﯾدون أن ﯾﻘوﻟوا "أﻧت ﯾﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﻣش‬
‫ﻣﻠﺗزم"‪.‬‬
‫ﻋزﯾزى‪ ..‬إن ﻏﯾﺎب اﻟﻧظﺎم ﯾﻌذب أوﻻدﻧﺎ أﻛﺛر ﺟدا ً ﻣﻣﺎ ﯾﺿ ّﯾق ﻋﻠﯾﮭم اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻣﻌﺗدل‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺑﺪﻻ ً ﻋﻦ إﺑﻨﻚ ﻋﻮاﻗﺐ ﻋﺪم ﻧﻈﺎﻣﻪ‪.‬‬

‫ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ‪ ..‬أن ﯾﺗﺣ ﱠﻣل اﻟﻛﺑﺎر أﺧطﺎء اﻟﺻﻐﺎر ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺎد اﻟﺻﻐﺎر‬
‫ھذا اﻷﻣر ﻓﻼ ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑل ﯾﺣ ﱢﻣﻠون اﻟواﻟدﯾن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻓﻰ ﻛل‬
‫ﺷﺊ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ﺿﺎع ﺷﺊ ﻣن إﺑﻧك ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻧظﺎﻣﮫ‪ ..‬اﺗرﻛﮫ ﯾﺑﺣث ﻋﻧﮫ وﻻ ﺗﺑﺣث‬
‫أﻧت ﻋﻧﮫ‪ ..‬وإذا إﺣﺗﺎر ﺳﺎﻋده ﻓﻰ اﻟﺑﺣث أو إﺷﺗرك ﻣﻌﮫ‪ ..‬وإذا ﻟم‬
‫ﺗﺟده‪ ..‬ﻻ ﺗﺳﺎرع ﺑﺷراء اﻟﺑدﯾل ﻟﺋﻼ ﯾﺿﯾﻊ ﺳرﯾﻌﺎ ً‪.‬‬
‫‪ ‬إﺳﺗﺧدم اﻟﻣواﻗف اﻟﺧﺎطﺋﮫ‪ ..‬ﻣﻧك أو ﻣﻣن ﺣوﻟك‪ ..‬ﻓﻰ ﺷرح ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧظﺎم‬
‫وﺧطورة ﻛﺳره ﺗﺄﺻﯾﻼ ً ﻟﻣﺑدأ ﺗﺣﻣﱡل اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ‪ ..‬ﻓ"َﺈ ِنﱠ اﻟ ﱠﺬِي ﯾ َﺰْ رَ ُﻋﮫ ُ‬
‫ِاﻹﻧْﺴَﺎنُ إ ِﯾ ﱠﺎه ُ ﯾ َﺤْ ﺼُ ُﺪ أ َ ﯾْﻀﺎ ً" )ﻏﻞ ‪.(٧ : ٦‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺳﺎرﻋﻰ أﯾﺗﮭﺎ اﻷم اﻟطﯾﺑﺔ‪ ..‬ﺑﺗرﺗﯾب ﻏرف أوﻻدك ﺑﻌد ﺳن ﻋﺷرة‬
‫ﺳﻧﯾن‪ ،‬ﻓﮭم ﻻﺑد أن ﯾﻌﺗﺎدوا أن ﯾﻧظﻣوا ﻏرﻓﮭم وﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮭم‪ ..‬ﺛم ﻛﺎﻓﺋﯾﮭم‬
‫‪58‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﻧظﻣﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم إن ﻓﻌﻠوا‪ ،‬ﻟﻛن ﻻ ﺗﺗراﺟﻌﻰ ﺳرﯾﻌﺎ ً ﻋن اﻟﺣدود اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬
‫ﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﻟﺗزام‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً‪ ..‬إﺟﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺷﺮﻳﻜﺎ ً ﻓﻰ وﺿﻊ ﻧﻈﺎم اﻟﺒﯿﺖ‬

‫وﻗﻮاﻧﯿﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻣن اﻷﻓﺿل أن ﯾﺷﺗرك أوﻻدﻧﺎ ـ ﺑﺎﻷﺧص اﻟﺷﺑﺎب ـ ﻓﻰ وﺿﻊ ﻧظﺎم ﻟﻠﺑﯾت‬
‫وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت‪ ..‬وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﮭﺎم وﺗرﺗﯾب اﻷﻣور‪ ..‬ﻓﺎﻹﺗﻔﺎق اﻟﺟﻣﺎﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد َﯾﺳﮭل ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻹﻟﺗزام ﺑﮭﺎ‪ ،‬وﯾﺟﻌل إﺑﻧك ﯾﺧﺟل ﻣن ﻧﻔﺳﮫ‬
‫ﺣﯾن ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺎ إﺗﻔق ھو ﻋﻠﯾﮫ أو إﻗﺗرﺣﮫ‪.‬‬
‫ﻻ ﺗﺟﻣﻊ ﻟطﻔﻠك أﻟﻌﺎﺑﺔ ﺑﻌد اﻟﻠﻌب‪ ..‬وﻻ ﺗرﺗب ﻹﺑﻧك ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻗﺑل اﻟﻣذاﻛرة‪..‬‬
‫ف ﺑﺎﻟﻧﺻﯾﺣﺔ أو اﻟﻣراﺟﻌﺔ واﻟﺗﺷﺟﯾﻊ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﻌد ﻹﺑﻧك ﺷﻧطﺔ رﺣﻠﺗﮫ‪ ..‬إﻛﺗ ِ‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﻨﻈﻤﺎ ً ‪..‬‬

‫ـ ﻛﻦ أﻧﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎ ً وإﺑﺪأ ﺑﻨﻔﺴﻚ‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫ـ ﺗﺤﺎور ﺣﻮل ﻗﯿﻤﺔ اﻟﻨﻈﺎم وﻛﯿﻒ ﻧﻤﺎرﺳﻪ‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ـ ﺿﻊ ﻗﻮاﻋﺪ ﺛﺎﺑﺘﻪ ﻳﺴﮫﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ـ ﻻ ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﻋﻦ إﺑﻨﻚ ﻋﻮاﻗﺐ ﻋﺪم اﻟﻨﻈﺎم‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ـ إﺟﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺷﺮﻳﻜﺎ ً ﻓﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺒﯿﺖ وﻗﻮاﻧﯿﻨﻪ‪.‬‬ ‫‪٥‬‬

‫‪59‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻣﻧظﻣﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪60‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﺘﻰ ﺗﺠﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﺎﺟﺤﺎً وﻣﺤﺒﻮﺑﺎً‬
‫وﺗﻘﯿﺎً‪.‬‬
‫وﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﻨﻀﺞ واﻟﻄﻔﻮﻟﯿﺔ اﻟﺘﻰ‬
‫ﺗُﻨﻔﱢﺮ اﻟﻨﺎس وﺗﺰﻋﺠﮭﻢ‪ .‬ﻓﺒﺪون ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﯾﻘﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻰ ﻏﻀﺐ ﻣﺪﻣﺮ أو‬
‫إﺑﺎﺣﯿﺔ أو إدﻣﺎن أو ﺧﺼﺎم أو ﺳﺮﻗﺔ أو‪ ...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫وﻣﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل ﯾﻘﻮل "وَﻛُﻞﱡ ﻣَﻦْ ﯾُﺠَﺎھِﺪُ ﯾَﻀْﺒِﻂُ ﻧَﻔْﺴَﮫُ ﻓِﻲ ﻛُﻞﱢ ﺷَﻲْءٍ‪ .‬أَﻣﱠﺎ‬
‫أُوﻟَﺌِﻚَ ﻓَﻠِﻜَﻲْ ﯾَﺄْﺧُﺬُوا إِﻛْﻠِﯿﻼً ﯾَﻔْﻨَﻰ وَأَﻣﱠﺎ ﻧَﺤْﻦُ ﻓَﺈِﻛْﻠِﯿﻼً ﻻَ ﯾَﻔْﻨَﻰ" )‪١‬ﻛﻮ ‪.(٢٥ : ٩‬‬

‫وﯾﻌﻄﻰ ﻣﺜﻼً ﻟﻀﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺣﯿﺎة اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﯿﻦ اﻟﻤﺤﺘﺮﻓﯿﻦ ﻓﯿﻘﻮل‪..‬‬

‫"أَﻟَﺴْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮنَ أَنﱠ اﻟﱠﺬِﯾﻦَ ﯾَﺮْﻛُﻀُﻮنَ ﻓِﻲ اﻟْﻤَِﯿْﺪَانِ ﺟَﻤِﯿﻌُﮭُﻢْ ﯾَﺮْﻛُﻀُﻮنَ وَﻟَﻜِﻦﱠ وَاﺣِﺪًا‬
‫ﯾَﺄْﺧُﺬُ اﻟْﺠَﻌَﺎﻟَﺔَ؟ ھَﻜَﺬَا ارْﻛُﻀُﻮا ﻟِﻜَﻲْ ﺗَﻨَﺎﻟُﻮا‪ .‬وَﻛُﻞﱡ ﻣَﻦْ ﯾُﺠَﺎھِﺪُ ﯾَﻀْ ِﺒﻂُ ﻧَﻔْﺴَﮫُ ﻓِﻲ ﻛُﻞﱢ‬
‫ﺷَﻲْءٍ‪ .‬أَﻣﱠﺎ أُوﻟَﺌِﻚَ ﻓَﻠِﻜَﻲْ ﯾَﺄْﺧُﺬُوا إِﻛْﻠِﯿﻼً ﯾَﻔْﻨَﻰ وَأَﻣﱠﺎ ﻧَﺤْﻦُ ﻓَﺈِﻛْﻠِﯿﻼً ﻻَ ﯾَﻔْﻨَﻰ‪ .‬إِذاً أَﻧَﺎ‬
‫أَرْﻛُﺾُ ھَﻜَﺬَا ﻛَﺄَﻧﱠﮫُ ﻟَﯿْﺲَ ﻋَﻦْ ﻏَﯿْﺮِ َﯾﻘِﯿﻦٍ‪ .‬ھَﻜَﺬَا أُﺿَﺎرِبُ ﻛَﺄَﻧﱢﻲ ﻻَ أَﺿْﺮِبُ اﻟْﮭَﻮَاءَ‪ .‬ﺑَﻞْ‬
‫أَﻗْﻤَﻊُ ﺟَﺴَﺪِي وَأَﺳْﺘَﻌْﺒِﺪُهُ ﺣَﺘﱠﻰ ﺑَﻌْﺪَ ﻣَﺎ ﻛَﺮَزْتُ ﻟِﻶﺧَﺮِﯾﻦَ ﻻَ أَﺻِﯿﺮُ أَﻧَﺎ ﻧَﻔْﺴِﻲ ﻣَﺮْﻓُﻮﺿﺎً"‬
‫)اﻛﻮ ‪ ٢٤ :٩‬ـ ‪.(٢٧‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪ‪..‬‬

‫أوﻻً‪ ..‬ﻻ ﺗُﻠﺒّﻲ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎت إﺑﻨﻚ‪.‬‬

‫ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﺗﻤﺎﻣﺎً‪ ..‬أن ﯾﺴﺘﺠﯿﺐ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺨﻀﻮع ﻟﻜﻞ ﻃﻠﺒﺎت أوﻻدھﻢ ﻷن‬
‫ھﺬا ﯾﺠﻌﻞ اﻷﻃﻔﺎل ﻻ ﯾﻘﺒﻠﻮن إﻻ أن ﯾُﺴﻤﻊ ﻟﮭﻢ وﻻ ﯾﺘﺤﻤﻠّﻮن ﻋﺪم ﺗﺤﻘﻖ‬
‫رﻏﺒﺎﺗﮭﻢ‪ ..‬وھﺬا ﯾﻀﻌﻒ إرادﺗﮭﻢ ﺟﺪاً‪.‬‬
‫ﺣﯿﻦ ﯾﻄﻠﺐ ﻃﻔﻠﻚ‪ ..‬ﺷﯿﻜﻮﻻﺗﮫ‪ ..‬أو ﻗﻄﻊ ﺣﻠﻮى‪ ..‬أو ھﺪﯾﺔ ﺑﺪون ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ‪..‬‬
‫ﻻﺑﺪ أن ﺗﻀﻊ ﺣﺪوداً ﻓﺘﻌﻄﯿﮫ ﻣﺮة وﺗﺮﻓﺾ ﻣﺮة أو ﺗﻀﻊ ﻣﺒﺎدئ أﻻ ﯾﺄﻛﻞ‬
‫اﻟﺤﻠﻮى إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﺟﺒﺎت‪ ..‬وﺑﻜﻤﯿﺔ ﻣﺤﺪدة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺪ ﯾﻠﺠﺄ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻺﻟﺤﺎح أو اﻟﺒﻜﺎء أو اﻟﻌﻨﺪ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﮫ‪ ..‬ﻷن ھﺬا ﯾﺠﻌﻠﮫ‬
‫ﻻ ﯾﻀﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ وﻻ ﯾﺘﺤﻤّﻞ أى ﻗﯿﻮد ﻟﻨﻔﺴﮫ ورﻏﺒﺎﺗﮫ‪.‬‬
‫ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬى ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻰ ﺗﺪﻟﯿﻞ زاﺋﺪ ـ ﻋﺎدةّ ـ أن ﯾﻀﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ أو‬
‫ﯾﻤﻨﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ أى رﻏﺒﺔ ﻣُﻠﺤﱠﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ إﻧﺘﮭﺖ ﺑﺎﻹﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق‬
‫اﻵﺧﺮﯾﻦ أو ﺑﺄذﯾﺔ ﻧﻔﺴﮫ وﻣَﻦ ﺣﻮﻟﮫ "وَأَﻧْﺘُﻢْ أَﯾﱡﮭَﺎ اﻵﺑَﺎءُ‪ ،‬ﻻَ ﺗُﻐِﯿﻈُﻮا أَوْﻻَدَﻛُﻢْ‪ ،‬ﺑَﻞْ‬
‫رَﺑﱡﻮھُﻢْ ﺑِﺘَﺄْدِﯾﺐِ اﻟﺮﱠبﱢ وَإِﻧْﺬَارِهِ" )اف ‪.(٤ : ٦‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺼﻮم‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﺸﻔﻖ ﻋﻠﻰ إﺑﻨﻚ ﻣُﺪﻋﯿﺎً أﻧﮫ ﺻﻐﯿﺮ وﺗﺤﺮﻣﮫ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺔ اﻟﺼﻮم‪ ..‬ﺗﺬﻛّﺮ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﮫ داﻧﯿﺎل ـ اﻟﺸﺎب اﻟﺼﻐﯿﺮ ـ ﺣﯿﻦ ﺗﻤﺴّﻚ ﺑﺼﻮﻣﮫ ﻓﻰ ﺑﻼد ﻏﺮﯾﺒﺔ ﻣﻌﺮﺿﺎً‬
‫ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻠﻤﻮت وﻟﻜﻦ اﷲ أﻋﻄﺎه ﻧﻌﻤﺔ وﺟﻌﻠﮫ أﻋﻈﻢ ﻣﻤَﻦ ﺣﻮﻟﮫ ﺑﺴﺒﺐ رﺟﻮﻟﺘﮫ‬
‫وﺻﻮﻣﮫ وأﻣﺎﻧﺘﮫ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻮم ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻀﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪..‬‬

‫ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﻗﺪ ﯾﺼﻮم ﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮﯾﺎت أو اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺘﻰ ﻻ‬

‫ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻰ ﻧﻤﻮّه ـ ﻓﻰ أﯾﺎم اﻟﺼﻮم ـ ﻓﯿﺸﻌﺮ إﻧﮫ ﯾﺼﻮم ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺒﺎر وﻟﻜﻦ ﺣﯿﻦ‬
‫ﯾﺘﻢ اﻟﻌﺸﺮة ﺳﻨﻮات ـ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ـ ﻻﺑﺪ أن ﺗﺸﺠﻌﮫ أن ﯾﺼﻮم أﺻﻮام اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ‬
‫وﯾﺨﻀﻊ ﻟﻮﺻﯿﺔ أب اﻹﻋﺘﺮاف اﻟﺬى ﯾُﻌﻄﯿﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﮫ ﻓﻰ‬
‫اﻟﺼﻮم‪ .‬ﻟﯿﺲ ﻓﻰ ھﺬا ﺿﺮراً أو ﺗﺸﺪداً وإﻧﻤﺎ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﺤﺘﻤﻞ أﻻ ﯾﺄﻛﻞ إﻻ ﻓﻰ‬
‫اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وﯾﺄﻛﻞ ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﺤﺪدة ﺣﺴﺐ ﻧﻈﺎم اﻟﺼﻮم‪ ..‬وھﺬا ﯾﺠﻌﻠﮫ‬
‫ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ‪.‬‬
‫وﻓﻰ ﺳﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮة ـ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ـ ﯾﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺼﻮم اﻹﻧﻘﻄﺎﻋﻰ اﻟﺬى‬
‫ﯾﺠﻌﻠﮫ رﺟﻼً ﯾﺘﻤﺜّﻞ ﺑﺎﻟﻘﺪﯾﺴﯿﻦ وﯾﺤﺐ اﻟﻘﺪاﺳﺔ وﯾﺤﺘﻤﻞ اﻟﺠﻮع وﻟﻮ ﻗﻠﯿﻼً‪ ..‬وھﺬا‬
‫ﯾﺰﯾﺪه ﺻﻼﺑﺔ وﻗﻮة ﻓﯿﺘﻌﻠّﻢ أن ﯾﻀﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ أﻣﺎم اﻟﺸﮭﻮات واﻹﻏﺮاءات اﻟﻜﺜﯿﺮة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬ﺿﻊ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﻄﻮﻻت ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬

‫إن ﻗﺼﺺ اﻵﺑﺎء واﻷﻧﺒﯿﺎء واﻟﺮﺳﻞ واﻟﻘﺪﯾﺴﯿﻦ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﮫ ﻣﻦ ﺟﮭﺎد ﻃﻮﯾﻞ‬
‫وإﻧﺘﺼﺎرات ھﻰ ﻣﺜﻞ راﺋﻊ أﻣﺎم اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮّه ﻃﻮل اﻟﻌﻤﺮ‪.‬‬
‫‪ ‬أﺑﻮﻧﺎ إﺑﺮاھﯿﻢ‪ ..‬ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻟﺘﺬﻣﱡﺮ واﻟﺸﻜﻮى ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﺄﺧﺮ ﻣﯿﻼد‬
‫اﺳﺤﻖ ﺳﻨﻮات!‬
‫‪ ‬وأﺑﻮﻧﺎ اﺳﺤﻖ‪ ..‬ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﻘﺎم ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻋﺘﺪى اﻵﺧﺮون ﻋﻠﻰ‬
‫آﺑﺎره وأرﺿﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬وأﺑﻮﻧﺎ ﯾﻌﻘﻮب‪ ..‬ﻟﻢ ﯾﻨﺰل ﻣﺼﺮ ﻟﯿﺮى ﯾﻮﺳﻒ ـ إﺑﻨﮫ اﻟﻤﻔﻘﻮد ـ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات‬
‫إﻻ ﺑﻌﺪ إﺳﺘﺌﺬان ورﺿﺎ اﷲ‪.‬‬
‫‪ ‬وﯾﻮﺳﻒ اﻟﻌﻔﯿﻒ‪ ..‬ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ أﯾﺎﻣﺎً ﻛﺜﯿﺮة أﻣﺎم إﻏﺮاءات إﻣﺮأة ﺳﯿﺪه‪.‬‬
‫‪ ‬وداﻧﯿﺎل اﻟﻨﺒﻰ‪ ..‬ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﻦ ﻣﺸﺘﮭﯿﺎت اﻟﻤﻠﻮك وأﻃﺎﯾﺐ اﻟﻤﻠﻚ‪.‬‬

‫وﺑﻮﻟﺲ اﻟﺮﺳﻮل ﯾﻘﻮل "أَﻋْﺮِفُ أَنْ أَﺗﱠﻀِﻊَ وَأَﻋْﺮِ ُ‬

‫ف أَﯾْﻀﺎً أَنْ أَﺳْﺘَﻔْﻀِﻞَ‪ .‬ﻓِﻲ ُﻛ ﱢﻞ‬
‫ﺷَﻲْءٍ وَﻓِﻲ ﺟَﻤِﯿﻊِ اﻷَﺷْﯿَﺎءِ ﻗَﺪْ ﺗَﺪَرﱠﺑْﺖُ أَنْ أَﺷْﺒَﻊَ وََأنْ أَﺟُﻮعَ‪ ،‬وَأَنْ أَﺳْﺘَﻔْﻀِﻞَ وَأَنْ‬
‫أَﻧْﻘُﺺَ" )ﻓﻲ ‪.(١٢ : ٤‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬ﻛﻦ ﻗﺪوة ﻓﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬

‫أﺣﺒﺎءى اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت‪..‬‬

‫‪ ‬إن ﻗﺪرة اﻟﻜﺒﺎر ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ أﻧﻔﺴﮭﻢ ھﻰ أﺟﻤﻞ رﺳﺎﻟﺔ ﻷﻃﻔﺎﻟﮭﻢ ﻃﻮل‬
‫اﻟﻌﻤﺮ‪.‬‬
‫‪ ‬أﯾﮭﺎ اﻷب‪ ..‬ﺣﯿﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻃﻰ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ‪ ..‬ﯾﻜﻮن ھﺬا إﻧﺘﺼﺎراً ﻟﻚ‬
‫وﻷوﻻدك ﻣﻦ ﺑﻌﺪك‪.‬‬
‫‪ ‬أﯾﺘﮭﺎ اﻷم اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‪ ..‬إن ﻗﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻋﻦ اﻟﺘﺬﻣّﺮ واﻹداﻧﺔ‬
‫واﻟﻨﻤﯿﻤﺔ واﻟﺸﺘﯿﻤﺔ ھﻰ أﺟﻤﻞ درس ﻷوﻻدك ﻓﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻠﺴﺎن‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﺣﯿﻦ ﺗﻘﻔﻮا ﻟﻠﺼﻼة ﻣﻌﺎً‪ ..‬ﻓﻰ آﺧﺮ اﻟﯿﻮم وﺑﻌﺪ إرھﺎق ﺷﺪﯾﺪ ﻣُﺼﺮّﯾﻦ أن‬
‫ﺗﺘﻤﻤﻮا ﻗﺎﻧﻮﻧﻜﻢ اﻟﺮوﺣﻰ‪ ..‬ﯾﺘﻌﻠﻢ ﻃﻔﻠﻚ اﻹﻟﺘﺰام‪ ..‬وﯾﺼﯿﺮ ﻣﺜﻠﻚ وﯾﺰﯾﺪ‬
‫إﺣﺘﺮاﻣﮫ ﻟﻜﻤﺎ‪ ..‬وﯾﺘﺤﺪى ھﻮ أﯾﻀﺎً ﺿﻌﻔﺎﺗﮫ‪".‬اَﻟْﺒَﻄِﻲءُ اﻟْﻐَﻀَﺐِ ﺧَﯿْﺮٌ ﻣِﻦَ‬
‫اﻟْﺠَﺒﱠﺎرِ وَﻣَﺎﻟِﻚُ رُوﺣِﮫِ ﺧَﯿْﺮٌ ﻣِﻤﱠﻦْ ﯾَﺄْﺧُﺬُ ﻣَﺪِﯾﻨَﺔً" )ام ‪.(٣٢ : ١٦‬‬
‫إن ﺧﻀﻮﻋﻜﻤﺎ‪ ..‬أﯾﮭﺎ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ‪ ..‬ﻟﻮﺻﯿﺔ اﷲ وإﺻﺮارﻛﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﮫ‪ ..‬ﻣﮭﻤﺎ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﻏﺒﺎت واﻟﻈﺮوف‪ ..‬رﺳﺎﻟﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﺣﯿﺎة أوﻻدﻛﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ‬
‫إﻧﺘﻘﺎﻟﻜﻤﺎ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬رﻛّﺰ ﻓﻰ ﺗﺮﺑﯿﺔ أوﻻدك وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﮫﻢ‪.‬‬

‫ﺗﺬﻛـّﺮ ﯾﺎ ﺻﺪﯾﻘﻰ‪..‬‬
‫‪ ‬إن داود‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺪر ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﮫ ﺳﻨﯿﻨﺎً وﻟﻢ ﯾﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺷﺎول‪ ..‬ﻓﺸﻞ‬
‫إﺑﻨﮫ أﻣﻨﻮن ﻓﻰ ﺿﺒﻂ ﺷﮭﻮﺗﮫ ووﻗﻊ ﻓﻰ اﻟﺰﻧﻰ‪ ..‬وﻓﺸﻞ إﺑﻨﮫ أﺑﺸﺎﻟﻮم ﻓﻰ‬
‫ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎح ﻏﻀﺒﮫ وﻗﺘﻞ أﺧﺎه‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﻋﺎﻟﻲ اﻟﻜﺎھﻦ‪ ..‬اﻟﺬى إﺳﺘﻤﻊ اﷲ ﻃﻠﺒﺎﺗﮫ وأﻋﻄﻰ ﺣﻨﺔ إﺑﻨﺎً ﺑﺼﻠﻮاﺗﮫ‪..‬‬
‫ﻓﺸﻞ ﺑﻨﻮه ﻓﻰ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﮭﻢ ووﻗﻌﻮا ﻓﻰ أﻣﻮر ﺧﺒﯿﺜﺔ )اﺻﻢ ‪(٢٣ : ٢‬‬
‫وھﻠﻜﻮا أﺧﯿﺮاً‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﺻﻤﻮﺋﯿﻞ اﻟﻨﺒﻰ اﻟﺒﺎر‪ ..‬ﻓﺸﻞ إﺑﻨﺎه ﯾُﻮﺋﯿﻞ وأﺑﯿﱠﺎ ﻓﻰ ﻃﺮﯾﻘﮭﻤﺎ وﻣﺎﻻ وراء‬
‫اﻟﻤﻜﺴﺐ وأﺧﺬا رﺷﻮة وﻋَﻮﱠﺟﺎ اﻟﻘﻀﺎء )‪١‬ﺻﻢ ‪.(٣ : ٨‬‬
‫ﻻ ﺗﺘﺮك ﺧﻄﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﺗﻈﮭﺮ ﻓﻰ ﺣﯿﺎة أوﻻدك وﺗﺴﻜﺖ أﻣﺎﻣﮭﺎ‪ ..‬ﻷن‬
‫اﻟﺜﻌﺎﻟﺐ اﻟﺼﻐﯿﺮة ﻣﻔﺴﺪة ﻟﻠﻜﺮوم‪ ..‬وﺗﻤﻀﻰ اﻷﯾﺎم ﻟﺘﺼﯿﺮ اﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ﻛﺒﯿﺮة وﻻ‬
‫ﺗُﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ‪.‬‬
‫ﻓﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ‪ ..‬ﺗﺬﻛـّﺮ إن ﻣﺎ ﻧﺰرﻋﮫ ﻓﻰ أوﻻدﻧﺎ اﻟﺼﻐﺎر ﯾﺘﺄﺻّﻞ ﻓﯿﮭﻢ وﯾﻜﺒﺮ‬
‫ﻣﻌﮭﻢ‪ ..‬أوﻻدﻧﺎ ﻋﺠﯿﻨﺔ ﻃﺮﯾﺔ ﻓﻰ أﯾﺪﯾﻨﺎ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻨﺎ ﻟﺘﻜﻮن إﻧﺎءاً ﻟﻠﻜﺮاﻣﺔ‬
‫ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻟﻠﺴﯿﺪ ﻣﺴﺘﻌﺪاً ﻟﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ )‪٢‬ﺗﻰ ‪.(٢١ : ٢‬أو ﺗﺼﯿﺮ إﻧﺎءاً ﻟﻠﮭﻮان‪..‬‬
‫ﻓﺎﺳﺪاً ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﺸﺊ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪ‪..‬‬

‫ﻻ ﺗﻠﺒﻰ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻪ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺼﻮم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫ﺿﻊ أﻣﺎﻣﻪ ﺑﻄﻮﻻت ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻛﻦ ﻗﺪوة ﻓﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬
‫رﻛّﺰ ﻓﻰ ﺗﺮﺑﯿﺔ أوﻻدك وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﮫﻢ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٥‬‬

‫‪66‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻣُـﺤـــﺎورًا‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺪ ﯾﺘﻨﺎﻗﺶ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻰ ﻣﻮﺿﻮع ﻓﻼ ﺗﻌﺮف ﻣَﻦ ﯾﺘﻜﻠﻢ؟ وﻣﺎذا ﯾﻘﻮل؟ وﻣﺎ ھﻰ‬
‫ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﻜﻼم؟ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻌﻮدھﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮار اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫وﻓﻰ ﺣﻮارات اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻨﺎء‪ ..‬ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﻔﺸﻞ اﻟﺤﻮار‪ ..‬إﻣﺎ ﻹﻧﻔﻌﺎل اﻷب أو‬
‫ﺗﮭﻜﱡﻢ اﻹﺑﻦ أو أﺧﻄﺎء ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺤﻮار‪ ..‬ﻓﻦ ‪ ..‬ﯾُﻠﻘـّﻦ وﯾﻨﻤﻮ‪ ..‬وھﻮ ﻓﻦ اﻟﺤﯿﺎة‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺼﻼة‪ ..‬ھﻰ ﺣﻮار ﻣﻊ اﷲ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺤﺐ‪ ..‬ھﻮ ﺣﻮار ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻷﻋﻤﺎل واﻟﻜﻠﻤﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺼﺪق‪ ..‬ھﻮ ﺣﻮار ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺘﺄﻣﻞ‪ ..‬ھﻮ ﺣﻮار ﻣﻊ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ‪.‬‬

‫وﻛﺄن ﻏﯿﺎب اﻟﺤﻮار ﯾﻨﺤﺪر ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى أﻗﻞ‪ ..‬إﻟﻰ ﺧﻠﯿﻘﺔ ﺻﺎﻣﺘﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﺪة‪ ..‬ﻻ ﺣﯿﺎة ﻓﯿﮭﺎ‪ .‬وﻏﯿﺎب اﻟﺤﻮار‪ ..‬ھﻮ أﺳﺎس إﻧﮭﯿﺎر ﻛﻞ اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻓﺎﻟﻔﺸﻞ ﻓﻰ اﻟﺰواج ھﻮ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﺸﻞ ﻓﻰ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻔﺎھﻢ‪.‬‬
‫‪ ‬واﻟﻔﺸﻞ ﻓﻰ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ھﻮ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﺸﻞ ﻓﻰ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻔﺎھﻢ‪.‬‬
‫‪ ‬وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻰ اﻷﺷﻐﺎل ھﻮ أﺳﺎﺳﺎً ﻓﺸﻞ ﻓﻰ اﻟﺤﻮار واﻟﺘﻮاﺻﻞ‪.‬‬

‫وﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً ﺟـﯿــﺪاً‪..‬‬

‫أوﻻً‪ ..‬ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﻌﺎً ﺟﯿﺪاً‪.‬‬
‫إﺳﺘﻤﻊ أﻧﺖ أوﻻً ﻹﺑﻨﻚ ﺑﺈﺻﻐﺎء ﺷﺪﯾﺪ وﺗﺮﻛﯿﺰ‪ ..‬ﻋﯿﻨﻚ ﻓﻰ ﻋﯿﻨﮫ‪ ..‬واﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ وﺟﮭﻚ‪ ..‬وﻃﻮل أﻧﺎﺗﻚ واﺿﺢ‪ ..‬ﻓﻼ ﺗﻘﺎﻃﻊ وﻻ ﺗﻐﻀﺐ‪.‬‬
‫ھﺬا اﻹﺳﺘﻤﺎع اﻟﺠﯿﺪ ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﻀﻄﺮ أن ﯾﺴﺘﻤﻊ ﻟﻚ‪ ،‬وإن ﻗﺎﻃﻌﻚ‪ ..‬إﺳﺘﺌﺬن‬
‫ﺑﺄدب ﻗﺎﺋﻼً‪"..‬أﻧﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻛﻞ اﻟﻠﻰ ﻗﻠﺘﮫ‪ ..‬إدﯾﻨﻰ ﻓﺮﺻﺔ أﻗﻮل رأىﱢ"‪.‬‬
‫"ﻟِﯿَﻜُﻦْ ﻛُﻞﱡ إِﻧْﺴَﺎنٍ ﻣُﺴْﺮِﻋﺎً ﻓِﻲ اﻻِﺳْﺘِﻤَﺎعِ‪ ،‬ﻣُﺒْﻄِﺌﺎً ﻓِﻲ اﻟﺘﱠﻜَﻠﱡﻢِ‪ ،‬ﻣُﺒْﻄِﺌﺎً ﻓِﻲ اﻟْﻐَﻀَﺐِ"‬
‫)ﯾﻊ ‪.(١٩ : ١‬‬
‫‪68‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬إﺻﻎِ ﻹﺑﻨﻚ ﻓﻰ اﻟﻤﻮاﺿﯿﻊ اﻟﺘﻰ ﺗﮭﻤﮫ وﻟﯿﺲ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻰ ﺗﮭﻤﻚ أﻧﺖ أن‬
‫ﺗﻮﺻﻠﮭﺎ ﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺳﺘﻮﺿﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط ﺑﺄﺳﺌﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وأﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺑﺘﺮﻛﯿﺰ ﯾﺠﻌﻠﮫ أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ واﻟﺘﺮﺗﯿﺐ واﻟﻌﺮض‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬إﺣﺘﻔﻆ ﺑﮫﺪوء اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪.‬‬

‫ﯾﻔﺸﻞ اﻟﺤﻮار ﺣﯿﻦ ﯾﺴﺨﻦ ﺑﺪون ﺣﻜﻤﺔ أو ﺣﺬر‪ ،‬ﻓﻜﻞ ﺣﻮار ﻻﺑﺪ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ‬
‫أﻧﮫ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎرب واﻟﺘﺂﻟﻒ وﺗﻮﺿﯿﺢ اﻵراء واﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮارات ‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﯾﺤﺘﺎج اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﻹﻧﻔﻌﺎل‪ ..‬وﻟﻜﻦ ﻛﻦ ھﺎدﺋﺎً‪ ..‬وﺑﺒﺸﺎﺷﺔ‪ ..‬ذﻛـﱢﺮ إﺑﻨﻚ أﻻ ﯾﻔﻘﺪ‬
‫ھﺪوءه‪ ..‬وﯾﻤﻜﻦ ﺗﺄﺟﯿﻞ اﻟﺤﻮار ـ إن ﻟﺰم اﻷﻣﺮ ـ إﻟﻰ وﻗﺖ أﻓﻀﻞ‪.‬‬
‫وھﻨﺎ ﻧﺸﯿﺮ أن اﻟﻀﻮﺿﺎء ﺑﻜﻞ أﻟﻮاﻧﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﯿﻔﺰﯾﻮن واﻟﺰﺣﺎم‪ ..‬ﺗﻀﻌﻒ‬
‫اﻟﺤﻮار واﻟﺘﺮﻛﯿﺰ وﺗُﺜﯿﺮ اﻹﻧﻔﻌﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ داﺋﻤﺎً اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﮭﺎدﺋﺔ أو اﻟﺤﻮار‬
‫أﺛﻨﺎء اﻟﻤﺸﻰ اﻟﮭﺎدئ أو داﺧﻞ اﻟﺴﯿﺎرة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬إﺣﺬر اﻟﺘﺸﺘﯿﺖ‪.‬‬

‫ﺣﯿﻦ ﺗﺤﺎور إﺑﻨﻚ‪ ..‬ﻻ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻻ ﺗﺪﻋﮫ ﯾﺨﺮج ﻋﻨﮫ إﻟﻰ‬
‫ﻣﻮاﺿﯿﻊ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺄﺻﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ ﺑﺪون ﺗﮭﻜﱡﻢ أو ﺳﺨﺮﯾﺔ أو ﻏﻀﺐ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻤﻜﻦ إﺳﺘﺨﺪام ﻣﻨﮭﺞ اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫ﻓﻰ اﻟﺤﻮار‪..‬‬
‫ﻛﺄن ﺗﻘﻮل‪" ..‬ﯾﻌﻨﻰ ﺗﻘﺼﺪ ﺗﻘﻮل‪ "..‬وﺗﻌﯿﺪ اﻟﻜﻼم ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﻠﺘﺄﻛﯿﺪ‪.‬‬
‫أو ﺗﻘﻮل‪" ..‬دﻋﻨﺎ ﻧﺆﺟﻞ ھﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺘﮭﻰ ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ"‪.‬‬
‫أو ﺗﻘﻮل‪" ..‬ﻣﻮاﻓﻖ‪ ..‬ﻣﻌﻚ ﺣﻖ‪ ..‬وﻟﻜﻦ‪"..‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬إﺳﺘﺨﺪم ﻟﻐﺔ ﺣﻮار ﻏﯿﺮ ﻛﻼﻣﯿﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺎﻟﻜﻼم ﻻ ﯾﻤﺜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ % ١٥‬ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﺸﺮ‪..‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﻠﯿﻔﻮن أو اﻟـ ‪ Chatting‬ﯾﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﻠﺴﺔ واﻟﺤﻮار اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻐﺔ اﻟﻌﯿﻮن ‪ Eye contact‬واﻟﻠﻤﺴﺎت اﻷﺑﻮﯾﺔ‪ ..‬ﻛﺄن ﺗﻀﻊ ﯾﺪك ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﮫ‬
‫أو ﺗﻤﺴﻚ ﯾﺪﯾﮫ وأﻧﺖ ﺗﺤﺎوره‪ ..‬ھﺬه ﻛﻠﮭﺎ ﺗﻐﺬى اﻟﺤﻮار‪ ..‬وﺗﻌﻠّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﺤﻮار‬
‫اﻟﺴﻠﯿﻢ‪.‬‬
‫أوﻻدﻧﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮن ﻛﺜﯿﺮاً اﻟﻰ ﻟﻤﺴﺎت ﺣﺐ رﻗﯿﻘﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻛﺠﺮﻋﺎت أﻣﺎن‬
‫وﺣﻨﺎن ﯾﻮﻣﯿﺔ ﻣﺜﻞ "اﻟﻘﺒﻼت واﻷﺣﻀﺎن واﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺎت" ﻛﻞ ھﺬا ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺤﻮار‬
‫ﻣﺴﺘﻤﺮاً وﻣﻤﺘﻌﺎً وﺳﮭﻼً‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬إﺣﺬر ﻓﺮض اﻟﺮأى وﺷﺠّﻊ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأى‪.‬‬

‫ﺑﺴﺒﺐ ﺿﯿﻖ اﻟﻮﻗﺖ‪ ..‬ﻛﺜﯿﺮاً ﻣﺎ ﯾﻠﺠﺄ اﻟﻜﺒﺎر إﻟﻰ ﻓﺮض رأﯾﮭﻢ أو إﻋﺘﺒﺎر‬
‫ﺧﺒﺮﺗﮭﻢ وﻋﻤﺮھﻢ ﻣﺮﺟﻌﺎً وﺣﯿﺪاً ﻓﻰ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪ ،‬وھﺬا ﯾﻐﯿﻆ أوﻻدﻧﺎ‪.‬‬
‫‪ ‬أرﺟﻮك إﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﯾُﻘﺎل‪ ..‬وأﺗﺮك اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأى‪ ..‬ﺛﻢ ﻧﺎﻗﺶ‬
‫ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﻧﻘﻄﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺣﺬر اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﺴﺘﻔﺰة ﻣﺜﻞ "ھﻰ ﻛﺪه ـ ﯾﺎ ﺑﻨﻰ ھﺘﻐﯿﺮ اﻟﻜﻮن ـ أﻧﺖ ﻣﺎ‬
‫ﺗﻌﺮﻓﺶ‪ ..‬ـ ﻃﻮل ﻋﻤﺮﻧﺎ‪." ..‬‬
‫ﻟﯿﺘﻚ ﺗﺼﺪق‪ ..‬أن ھﻨﺎك ﺗﻐﯿﺮ ﺣﻘﯿﻘﻰ ﻓﻰ اﻷﺟﯿﺎل واﻟﻈﺮوف‪ ،‬وﻻ ﺗﺤﺎول أن‬
‫ﺗﻔﺮض ـ وﻟﻮ ﺑﺪون إﻧﻔﻌﺎل ـ ﻣﺎ ﺗﻈﻨﮫ ﺻﺤﯿﺤﺎً‪ ،‬اﻓﺘﺢ ﻗﻠﺒﻚ واﺳﻤﻊ ﺟﯿﺪاً ﻟﻌﻞ‬
‫إﺑﻨﻚ ﯾﻜﻮن ﻣﻌﮫ ﻛﻞ اﻟﺤﻖ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻘﻮل‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً‪ ..‬ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﺴﺄل اﻟﺴﺆال اﻟﺴﻠﯿﻢ وﻳﻔﻜﺮ‬

‫ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﺴﺆال وﺣﺪه ﻓﻰ أى ﺣﻮار ھﻮ ﻣﻔﺘﺎح ﺳﺮى ﻟﻠﺤﻮار اﻟﻨﺎﺟﺢ‪ ..‬ﻓﺈذا ﺳُﺌﻞ‬
‫ﺳﺆال ﻓﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺎﻧﮫ أو ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺟﺎرح أو ﻣﺴﺘﮭﺰئ أو إﺟﺎﺑﺘﮫ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ إﻻ‬
‫"ﻧﻌﻢ أو ﻻ"‪ ..‬ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﺬا ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻟﻠﺤﻮار ﻗﺒﻞ أن ﯾﺒﺪأ‪.‬‬
‫اﻟﺤﻮار ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻌﻠﯿﻢ أوﻻدﻧﺎ ﻣﻨﮭﺞ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺘﺤﻠﯿﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﻰ ﻟﻸﻣﻮر‪ ..‬ﻛﺄن‬
‫ﺗﺴﺄل‪ ..‬ﻟﻤﺎذا ﺣﺪث ھﺬا؟‪ ..‬ﻣﺎ ھﻰ اﻟﻌﻮاﻗﺐ؟‪ ..‬ﻣﺎذا ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻟﻜﻰ ﻻ ﯾﺘﻜﺮر؟‪..‬‬
‫ﻣﺎ ھﻰ ﻣﺰاﯾﺎ ھﺬا اﻟﻘﺮار؟‪ ..‬وﻣﺎ ھﻰ ﻋﯿﻮﺑﮫ؟‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت ﺑﺴﻄﺤﯿﺔ‪..‬‬
‫‪70‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻞ ادﻓﻊ إﺑﻨﻚ ﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺪون إﺣﺮاج أو ﺿﻐﻂ‪..‬‬
‫ﻟﻜﻰ ﯾﺘﻌﻠﻢ ﻛﯿﻒ ﯾﻔﻜﺮ ﺑﻌﻤﻖ وﻻ ﯾﺘﻌﺠﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪ ..‬إھﺘﻢ ﺑﻮﻗﺖ اﻟﺤﻮار‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻞ إﻧﮭﺎء اﻟﺤﻮار‪ ..‬ﻓﻠﯿﺲ اﻟﻐﺮض ﻣﻨﮫ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻗﺮار ﻓﻘﻂ وﻟﻜﻦ‬
‫ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺘﻌﺮف ﻣﺎ ﻓﻰ داﺧﻞ أوﻻدك‪ ..‬وﻟﻜﻰ ﺗﻨﻘﻞ ﻟﮭﻢ ﺧﺒﺮاﺗﻚ وروﺣﻚ‬
‫وﻣﻨﮭﺠﻚ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ھﻨﺎ ﺛﻤﯿﻦ‪ ..‬ﻟﯿﺖ اﻟﺤﻮار ﻻ ﯾﻨﺘﮭﻰ ﻣﻊ أوﻻدﻧﺎ‪.‬‬
‫واﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﯾﺼﻠﺢ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺘﺪرﯾﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮار‪ ..‬ﻛﺄن ﺗﺴﺄل‪..‬‬
‫ﻟﻤﺎذا ﻗﺎل اﻟﻤﺴﯿﺢ ھﻜﺬا؟ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻌﻤﻞ ھﺬا اﻟﻜﻼم؟ إذا ﺣﺪث ﻣﻮﻗﻒ‬
‫ﻣﺜﻞ ھﺬا ﻓﻤﺎذا ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻟﻜﻼم اﻟﺬى ﺗﻌﻠﻤﻨﺎه؟‬

‫ﺛﺎﻣﻨﺎً‪ ..‬ﻋﻠﱠﻢ أوﻻدك إﺣﺘﺮام اﻟﺮأى اﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺤﺘﺮم أﻧﺖ ﻛﻞ اﻵراء اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ‪ ..‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺳﺮة أو اﻷﺻﺪﻗﺎء أو اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﱢﻢ أوﻻدك اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ‬
‫إﺣﺘﺮام اﻟﺮأى واﻷﺧﺬ ﺑﮫ‪ ،‬وأﯾﻀﺎً اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺮأى واﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﮫ‪.‬‬
‫ﻛﻞ ھﺬا ﯾﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻔﻚ وﻛﻼﻣﻚ وﺣﻮارك اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أن ﯾﺘﮭﻜﱠﻢ إﺑﻦ ﻣﻦ أوﻻدك ﻋﻠﻰ أﺧﯿﮫ اﻷﺻﻐﺮ ﻓﻰ اﻟﺤﻮار‪ ..‬أو‬
‫ﯾﻘﺎﻃﻌﮫ‪ ..‬ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أﻻ ﯾﺤﺘﺮم إﺑﻨﻚ رأى واﻟﺪﺗﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﺤﻮار ﻏﯿﺮ إﻧﺴﺎﻧﻰ أن ﯾﺴﺘﻤﺮ ﻓﯿﮫ اﻟﻌﻨﻒ أو اﻟﺘﺠﺮﯾﺢ أو‬
‫اﻟﺼﻮت اﻟﻌﺎﻟﻰ‪ ..‬ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻮراً ﻋﻦ اﻟﺤﻮار‪.‬‬
‫ﻷن"اَﻟْﺠَﻮَابُ اﻟﻠﱠﯿﱢﻦُ ﯾَﺼْﺮِفُ اﻟْﻐَﻀَﺐَ وَاﻟْﻜَﻼَمُ اﻟْﻤُﻮﺟِﻊُ ﯾُﮭَﯿﱢﺞُ اﻟﺴﱠﺨَﻂَ " )أم ‪(١: ١٥‬‬

‫وﺗﺬﻛـّﺮ أﺧﯿﺮاً‪ ..‬أن اﻟﺤﻮار اﻟﺴﻠﯿﻢ ﯾﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً وﯾﻔﺘﺢ ﻟﮫ آﻓﺎق ﺟﺪﯾﺪة‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻤﯿﺰ واﻟﻌﻤﻖ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً‪..‬‬

‫ـ ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻤﻌﺎً ﺟﯿﺪاً‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫ـ إﺣﺘﻔﻆ ﺑﮫﺪوء اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫ـ إﺣﺬر اﻟﺘﺸﺘﯿﺖ‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫ـ إﺳﺘﺨﺪم ﻟﻐﺔ ﺣﻮار ﻏﯿﺮ ﻛﻼﻣﯿﺔ‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫ـ إﺣﺬر ﻓﺮض اﻟﺮأى وﺷﺠّﻊ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺮأى‪.‬‬ ‫‪٥‬‬
‫ـ ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﺴﺄل اﻟﺴﺆال اﻟﺴﻠﯿﻢ وأن‬ ‫‪٦‬‬
‫ﻳﻔﻜﺮ ﻗﺒﻞ اﻹﺟﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫ـ إھﺘﻢ ﺑﻮﻗﺖ اﻟﺤﻮار‪.‬‬ ‫‪٧‬‬
‫ـ ﻋﻠّﻢ أوﻻدك إﺣﺘﺮام اﻟﺮأى اﻵﺧﺮ‪.‬‬ ‫‪٨‬‬

‫‪72‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳊﺎﺩﻯ ﻋﺸﺮ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﺣــﻜــﯿــﻤـــًﺎ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"وَإِﻧﱠﻤَﺎ إِنْ ﻛَﺎنَ أَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺗُﻌْﻮِزُهُ ﺣِﻜْ َﻤ ٌﺔ ﻓَﻠْﯿَﻄْﻠُﺐْ ﻣِﻦَ اﻟﻠﱠﮫِ اﻟﱠﺬِي ﯾُﻌْﻄِﻲ اﻟْﺠَﻤِﯿﻊَ ﺑِﺴَﺨَﺎءٍ‬
‫وَﻻَ ﯾُﻌَﯿﱢﺮُ‪ ،‬ﻓَﺴَﯿُﻌْﻄَﻰ ﻟَﮫُ" )ﯾﻊ ‪.(٥ : ١‬‬
‫ﯾﻈﻦ اﻟﺒﻌﺾ إن اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺨﺺ اﻟﺸﯿﻮخ‪ ..‬ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﺬا ﺻﺤﯿﺤﺎً ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﻜﻤﺔ اﻷﯾﺎم ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻨﺎزﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﻮق "ﻓَﮭِﻲَ أَوﱠﻻً ﻃَﺎھِﺮَةٌ‪ ،‬ﺛُﻢﱠ ﻣُﺴَﺎﻟِﻤَﺔٌ‪،‬‬
‫ﻣُﺘَﺮَﻓﱢﻘَﺔٌ‪ ،‬ﻣُﺬْﻋِﻨَﺔٌ‪ ،‬ﻣَﻤْﻠُﻮﱠةٌ رَﺣْﻤَﺔً وَأَﺛْﻤَﺎراً ﺻَﺎﻟِﺤَﺔً‪ ،‬ﻋَﺪِﯾﻤَﺔُ اﻟﺮﱠﯾْﺐِ وَاﻟﺮﱢﯾَﺎءِ" )ﯾﻊ‬
‫‪ (١٧:٣‬ﻓﮭﻰ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﺴﻦ وﻻ اﻟﻌﻠﻢ‪ ..‬ﻓﺴﻠﯿﻤﺎن اﻟﺤﻜﯿﻢ ﺻﺎر أﺣﻜﻢ اﻟﻜﻞ ﻓﻰ‬
‫زﻣﻨﮫ وﻛﺎن ﺷﺎﺑﺎً ﺻﻐﯿﺮاً ﻷﻧﮫ ﻃﻠﺒﮭﺎ ﺑﺈﺗﻀﺎع ﻓﻮﺟﺪھﺎ‪ ..‬ﻟﮭﺬا ﻛﺘﺐ ﻗﺎﺋﻼً "ﻷَ ﱠ‬
‫ن‬
‫ﻣَﻦْ ﯾَﺠِﺪُﻧِﻲ ﯾَﺠِﺪُ اﻟْﺤَﯿَﺎةَ وَﯾَﻨَﺎلُ رِﺿًﻰ ﻣِﻦَ اﻟﺮﱠبﱢ" )ام ‪.(٣٥ : ٨‬‬

‫وھﻨﺎك ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ أﻗﺮب ﻟﻠﻤﻜﺮ واﻟﺪھﺎء واﻟﺨﺒﺚ ‪ ..‬ﯾﻘﻮل ﻋﻨﮫ ﯾﻌﻘﻮب‬
‫اﻟﺮﺳﻮل "ﻟَﯿْﺴَﺖْ ھَﺬِهِ اﻟْﺤِﻜْﻤَﺔُ ﻧَﺎزِﻟَﺔً ﻣِﻦْ ﻓَﻮْقُ‪ ،‬ﺑَﻞْ ھِﻲَ أَرْﺿِﯿﱠﺔٌ ﻧَﻔْﺴَﺎﻧِﯿﱠﺔٌ ﺷَﯿْﻄَﺎﻧِﯿﱠﺔٌ"‬
‫)ﯾﻊ ‪ ،(١٥ : ٣‬ﻗﺪ ﺗُﻨﺠﺢ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض زﻣﻨﺎً‪ ..‬وﻟﻜﻨﮭﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﮫ ﻟﻠﮭﻼك‬
‫أﺧﯿﺮاً ﻛﺤﻜﻤﺔ أﺧﯿﺘﻮﻓﻞ )‪ ٢‬ﺻﻢ ‪ ١٦‬ـ ‪.(١٧‬‬
‫وﺑﺪون اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﯾﻀﻞ اﻹﻧﺴﺎن وﯾﺘﻌﺜـّﺮ‪ ..‬ﻗﺪ ﯾﻔﻘﺪ ھﺪﻓﮫ ﻓﯿﮭﻠﻚ‪ ..‬وﻗﺪ‬
‫ﯾﺘﻌﺜـّﺮ ﻓﻰ ﻗﺮاراﺗﮫ ﻓﯿﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﺎً ﻏﺎﻟﯿﺎً‪ ..‬وﻗﺪ ﯾﺪﺧﻞ ﻃﺮق ﻓﺎدﺳﺔ ﻓﯿَﻀﻞ وﯾُﻀِﻞ‬
‫ﻛﺜﯿﺮﯾﻦ‪.‬‬

‫واﻵن ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً‪..‬‬

‫أوﻻً‪ ..‬ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ ﻗﺒﻮل اﻟﺘﺄدﻳﺐ‪.‬‬

‫"اَﻻِﺑْﻦُ اﻟْﺤَﻜِﯿﻢُ ﯾَﻘْﺒَﻞُ ﺗَﺄْدِﯾﺐَ أَﺑِﯿﮫِ وَاﻟْﻤُﺴْﺘَﮭْﺰِئُ ﻻَ ﯾَﺴْﻤَﻊُ اﻧْﺘِﮭَﺎراً")أم ‪.(١ : ١٣‬‬
‫ﯾﻈﻦ ﺑﻌﺾ اﻵﺑﺎء ـ اﻟﯿﻮم ـ أن اﻟﺘﺄدﯾﺐ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻟﮫ ﻣﻜﺎن ﻓﻰ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ‪..‬‬
‫وﯾﺘﺼﻮرون إن اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ھﻰ أن ﺗﻌﻄﻰ ﻹﺑﻨﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﮫ وﺗﺘﺮﻛﮫ‬
‫ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺸﺎء‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ھﺬا اﻟﻜﻼم ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺿﯿﺎع ﻣﻼﯾﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻰ اﻹﻧﺤﺮاف واﻹدﻣﺎن‬
‫واﻟﺴﺮﻗﺔ وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﻢ إﻋﺘﺮف إﻧﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﺠﺪوا ﻣَﻦ ﯾﺆدﺑﮭﻢ ﺑﺤﺐ وﯾﻀﻊ ﻟﮭﻢ‬
‫اﻟﺤﺪود‪.‬‬
‫اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺄدﯾﺐ‪ ..‬ھﻜﺬا ﯾﺼﻨﻊ ﺑﻨﺎ اﷲ ﻓﻰ ﺗﺮﺑﯿﺘﻨﺎ‪ ،‬ﻓﮭﻮ ﯾﻀﻊ ﻟﻨﺎ‬
‫اﻟﻮﺻﺎﯾﺎ واﻟﺤﺪود وﯾﺘﺮك ﻟﻨﺎ اﻟﺤﺮﯾﺔ وﻟﻜﻦ ﻻ ﯾﺤﺮﻣﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺄدﯾﺐ "وَﻟَﻜِـﻦْ إِنْ‬
‫ﻛُﻨْﺘُـﻢْ ﺑِﻼَ ﺗَﺄْدِﯾﺐٍ ‪ ،‬ﻗَﺪْ ﺻَﺎرَ اﻟْﺠَﻤِﯿﻊُ ﺷُﺮَﻛَﺎءَ ﻓِﯿﮫِ ‪ ،‬ﻓَﺄَﻧْﺘُﻢْ ﻧُﻐُﻮلٌ ﻻَ ﺑَﻨُﻮنَ" )ﻋﺐ ‪: ١٢‬‬
‫‪" ،(٨‬إِﻧﱢﻲ ﻛُﻞﱡ ﻣَـﻦْ أُﺣِﺒﱡـﮫُ أُوَﺑﱢﺨُـﮫُ وَُأؤَدﱢﺑُـﮫُ‪ .‬ﻓَﻜُﻦْ ﻏَﯿُـﻮراً وَﺗُـﺐْ" )رؤ‪.(١٩ : ٣‬‬
‫واﻟﺘﺄدﯾﺐ ﯾﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ‪ ..‬ﻣﺎ ﯾﺴﻤﺢ ﺑﮫ وﻣﺎ ﻻ ﯾﺴﻤﺢ ﺑﮫ‪ ،‬وھﻨﺎك‬
‫ﻋﻘﻮﺑﺎت ﯾُﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻧﻈﺎم ﻻ ﯾﻜﺴﺮه أﺣﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ "اِﺳْﻤَﻊْ ﯾَﺎ اﺑْﻨِﻲ‬
‫ﺗَﺄْدِﯾـﺐَ أَﺑِﯿﻚَ وَ َﻻ ﺗَﺮْﻓُﺾْ ﺷَﺮِﯾﻌَﺔَ أُﻣﱢﻚَ‪ .‬ﻷَﻧﱠﮭُﻤَﺎ إِﻛْﻠِﯿﻞُ ﻧِﻌْﻤَﺔٍ ﻟِﺮَأْﺳِﻚَ وَﻗَﻼَﺋِﺪُ ﻟِﻌُﻨُﻘِﻚ"‬
‫)أم ‪ ٨ : ١‬ـ ‪.(٩‬‬
‫ﻓﻼ ﺗﺤﺮم إﺑﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺄدﯾﺒﻚ‪ ..‬وﻻ ﺗﺘﮭﺎون إن أﺧﻄﺄ‪ ..‬وﻻ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻰ ﻋﻘﺎﺑﮫ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﺗﺘﺮﻛﮫ ﯾﻨﺪﻓﻊ ﻓﻰ أﺧﻄﺎﺋﮫ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎً‪ ..‬ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺒﺤﺚ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ھﺬا اﻟﺠﯿﻞ‪ ..‬ﻗﻠﺔ اﻟﻘﺮاءة ﻓﻰ ﺑﻼدﻧﺎ واﻟﺘﻰ ﻻ ﯾﻌﻮﺿﮭﺎ اﻟﺘﻠﯿﻔﺰﯾﻮن‬
‫واﻟﻜﻤﺒﯿﻮﺗﺮ‪ ..‬واﻟﻘﺮاءة ﻣﺪﺧﻞ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‪ ..‬واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﺤﻜﻤﺔ‪..‬‬
‫وﻏﯿﺎب اﻟﻘﺮاءة ﯾﺠﻌﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﺳﻄﺤﯿﺎً ھﻮاﺋﯿﺎً ﻣﻨﺪﻓﻌﺎً ﻻ ﻗﯿﻤﺔ أﻣﺎﻣﮫ وﻻ‬
‫ھﺪف‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﻻ ﯾﺸﺎرك اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻤﺪرﺳﻰ ـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﻓﻰ ﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺤﺮة ﺑﻘﺪر‬
‫ﻛﺎﻓﻰ‪ ..‬ﻓﺄﺣﯿﺎﻧﺎً ﯾﻜﻮن اﻟﺘﻠﻘﯿﻦ ھﻮ اﻷﺳﺎﺳﻰ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﮭﻰ ﻣﺰﯾﺞ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﺘﺴﺎؤل واﻟﺤﻮار‪ ..‬وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻘﻞ ﺟﺪاً ھﺬه‬
‫اﻷﯾﺎم‪.‬‬
‫وﯾﻈﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ـ ﻛﺘﺎب اﻟﻜﺘﺐ ـ ﻓﻠﻮ ﺗﻌﻠﻢ أوﻻدﻧﺎ ﻛﻠﻤﺔ اﷲ وﺣﻔﻈﻮھﺎ‬
‫وﺗﻌﻤﻘﻮا ﻓﻰ ﻓﮭﻤﮭﺎ‪ ..‬ﻟﺼﺎروا ﺣﻜﻤﺎء ﺑﺎﻟﺤﻘﯿﻘﺔ "ﻷَنﱠ اﻟﺮﱠبﱠ ﯾُﻌْﻄِﻲ ﺣِﻜْﻤَﺔً‪ .‬ﻣِﻦْ‬

‫‪75‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻓَﻤِﮫِ اﻟْﻤَﻌْﺮِﻓَﺔُ وَاﻟْﻔَﮭْﻢُ" )أم ‪" ،(٦: ٢‬وَأَﻧﱠﻚَ ﻣُﻨْﺬُ اﻟﻄﱡﻔُﻮﻟِﯿﱠﺔِ ﺗَﻌْﺮِفُ اﻟْﻜُﺘُﺐَ اﻟْﻤُﻘَﺪﱠﺳَﺔَ‪،‬‬
‫اﻟْﻘَﺎدِرَةَ انْ ﺗُﺤَﻜﱢﻤَﻚَ ﻟِﻠْﺨَﻼَصِ‪ ،‬ﺑِﺎﻹِﯾﻤَﺎنِ اﻟﱠﺬِي ﻓِﻲ اﻟْﻤَﺴِﯿﺢِ ﯾَﺴُﻮعَ" )‪٢‬ﺗﻲ ‪.(١٥ : ٣‬‬
‫أﺣﺒﺎﺋﻰ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت‪ ..‬ﻟﯿﺘﻨﺎ ﻧﮭﺘﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻧﮭﺘﻢ ﺑﻜﺘﺐ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ ..‬ﻷن ﻓﯿﮫ ﺧﻼص أوﻻدﻧﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ اﻷﺑﺪى "ﺑِﻌِﻠْﻤِﮫِ اﻧْﺸَﻘﱠﺖِ‬
‫اﻟﻠﱡﺠَﺞُ وَﺗَﻘْﻄُﺮُ اﻟﺴﱠﺤَﺎبُ ﻧَﺪًى‪ .‬ﯾَﺎ اﺑْﻨِﻲ ﻻَ ﺗَﺒْﺮَحْ ھَﺬِهِ ﻣِﻦْ ﻋَﯿْﻨَﯿْﻚَ‪ .‬اﺣْﻔَﻆِ اﻟﺮﱠأْيَ‬
‫وَاﻟﺘﱠﺪْﺑِﯿﺮَ" )أم ‪ ٢٠ : ٣‬ـ ‪(٢١‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎً‪ ..‬راﻗﺐ اﻷﺻﺪﻗﺎء وﻋﻠـّﻤﻪ اﻹﺧﺘﯿﺎر‪.‬‬

‫ﯾﺘﺄﺛﺮ أوﻻدﻧﺎ ـ ﺟﺪاً ـ ﺑﺄﺻﺪﻗﺎﺋﮭﻢ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﯾﺘﻄﺒﻌﻮن ﺑﻄﺒﺎﻋﮭﻢ دون أن‬

‫ﯾﺸﻌﺮوا‪ ..‬وﻗﺪ ﯾﺘﻔﻮق ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻷﺻﺪﻗﺎءـ ﻟﻸﺳﻒ ـ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯿﺮ اﻟﺒﯿﺖ واﻟﻜﻨﯿﺴﺔ‪..‬‬
‫وﻟﮭﺬا ﯾﺒﺪأ اﻟﻤﺰﻣﻮر اﻷول ﺑﮭﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ "ﻃُﻮﺑَﻰ ﻟِﻠﺮﱠﺟُﻞِ اﻟﱠﺬِي ﻟَﻢْ ﯾَﺴْﻠُﻚْ ﻓِﻲ‬
‫ﻣَﺸُﻮرَةِ اﻷَﺷْﺮَارِ وَﻓِﻲ ﻃَﺮِﯾﻖِ اﻟْﺨُﻄَﺎةِ ﻟَﻢْ ﯾَﻘِﻒْ وَﻓِﻲ ﻣَﺠْﻠِﺲِ اﻟْﻤُﺴْﺘَﮭْﺰِﺋِﯿﻦَ ﻟَﻢْ ﯾَﺠْﻠِﺲْ‪،‬‬
‫ﻟَﻜِﻦْ ﻓِﻲ ﻧَﺎﻣُﻮسِ اﻟﺮﱠبﱢ ﻣَﺴَﺮﱠﺗُﮫُ وَﻓِﻲ ﻧَﺎﻣُﻮﺳِﮫِ ﯾَﻠْﮭَﺞُ ﻧَﮭَﺎراً وَﻟَﯿْﻼً" )ﻣﺰ ‪ ١ :١‬ـ ‪،(٢‬‬
‫"ﻻَ ﺗَﺪْﺧُﻞْ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﯿﻞِ اﻷَﺷْﺮَارِ وَﻻَ ﺗَﺴِﺮْ ﻓِﻲ ﻃَﺮِﯾﻖِ اﻷَﺛَﻤَﺔِ" ) أم ‪.(١٤ : ٤‬‬

‫ﯾﺤﺘﺎج اﻵﺑﺎء واﻷﻣﮭﺎت ﻓﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ أن ﯾﺘﺎﺑﻌﻮا اﺧﺘﯿﺎر أوﻻدھﻢ‬

‫ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﮭﻢ‪ ..‬وﯾﺘﺄﻛﺪوا ﻣﻦ أﺧﻼﻗﮭﻢ وﺗﺮﺑﯿﺘﮭﻢ ﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن‪ ..‬وﯾﻨﺼﺤﻮﻧﮭﻢ‪..‬‬
‫وﯾﺸﺠﻌﻮھﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺪﻗﺎء اﻟﺮوﺣﯿﯿﻦ‪ ،‬وھﻨﺎ ﺗﻈﮭﺮ ﻗﯿﻤﺔ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻜﻨﺴﯿﺔ‬
‫واﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻜﺜﯿﺮة اﻟﺘﻰ ﺗﺠﻤﻊ أوﻻدﻧﺎ ﻓﻰ ﺟﻮ أﻛﺜﺮ ﻧﻘﺎءً ﻣﻦ أﺟﻮاء ﻛﺜﯿﺮة‪.‬‬
‫ﻋﺰﯾﺰى ـ اﻷب واﻷم ـ ﺗﺄﻛﺪ إن إﺑﻨﻚ ﯾﺘﺄﺛﺮ ﺑﺮأﯾﻚ ﻣﮭﻤﺎ أﻇﮭﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎد‬
‫وﻋﺪم إﻗﺘﻨﺎع‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﺗﻌﻠّﻢ ﻛﯿﻒ ﺗﻘﺪر اﻟﻤﺸﻮرة ﺑﺈﻋﺘﺪال دون أن ﺗﺠﺮح ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ‬
‫ﺑﺄﺻﺪﻗﺎﺋﮫ أو ﺗﻈﮭﺮ ﺗﺤﻜﻤﺎً وﺗﺴﻠﻄﺎً ﻻ ﯾﻘﺒﻠﮫ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً‪ ..‬ﻋﻠـّﻢ إﺑﻨﻚ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻠﺐ‪.‬‬

‫"ﻓَﻮْقَ ﻛُﻞﱢ ﺗَﺤَﻔﱡﻆٍ اﺣْﻔَﻆْ ﻗَﻠْﺒَﻚَ ﻷَنﱠ ﻣِﻨْﮫُ ﻣَﺨَﺎرِجَ اﻟْﺤَﯿَﺎةِ" )أم ‪ ،(٢٣ : ٤‬ﺣﻜﻤﺔ‬
‫ﯾﺤﺘﺎﺟﮭﺎ أوﻻدﻧﺎ ﻓﻰ ھﺬا اﻟﺠﯿﻞ ھﻰ ھﺬه‪ ..‬أن ﯾﺤﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻣﻦ‬
‫‪76‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻹﻧﺪﻓﺎع ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺤﺴﻮب وراء ﻧﺰواﺗﮫ أو أﺻﺪﻗﺎﺋﮫ أو ﻣﺸﺎﻋﺮه‪ ..‬دون أن‬
‫ﯾﺘﺮوّى وﯾﺼﻠﻰ وﯾﺴﺘﺸﯿﺮ وﯾﺘﺮك اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻨﻀﺞ اﻟﻼزم ﻓﻰ أى إﺧﺘﯿﺎر‬
‫وﻗﺮار‪.‬‬
‫ﻋﻠـّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﯾﻘﻮل "ﻻ" ﻟﻸﺻﺪﻗﺎء‪ ..‬وﯾﻘﻮل "ﻻ" ﻟﻨﻔﺴﮫ‪ ..‬وﯾﻘﻮل "ﻻ" ﻟﻠﺤﯿﺔ‪.‬‬
‫ﺣﯿﻦ إﻧﺪﻓﻊ أﻣﻨﻮن ـ ﻗﺪﯾﻤﺎً ـ وراء ﻣﺸﺎﻋﺮه وﺳﻘﻂ ﻓﻰ ﺧﻄﺎﯾﺎ ﻛﺜﯿﺮة وإﻧﺘﮭﺖ‬
‫ﺑﻤﺄﺳﺎة ﻗﺘﻠﮫ وھﻼﻛﮫ ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺤﻔﻆ ﻗﻠﺒﮫ وﻟﻢ ﯾﺴﻤﻊ ﻟﻤﺸﻮرة ﺻﺎﻟﺤﺔ )‪ ٢‬ﺻﻢ‬
‫‪ .(١٣‬وھﺬا ﯾﺼﺎﺣﺒﮫ أﯾﻀﺎً ﺣﻜﻤﺔ اﻟﮭﺮب ﻣﻦ اﻟﺸﺮ‪ ..‬اﻟﺘﻰ ﻋﺎش ﺑﮭﺎ ﯾﻮﺳﻒ‬
‫اﻟﻌﻔﯿﻒ ﻗﺪﯾﻤﺎً‪ ..‬ﻓﺠﻌﻠﺘﮫ إﻧﺎءاً ﻣﺨﺘﺎراً وﺻﺎر ﺳﺒﺐ ﺧﻼص ﻷھﻠﮫ وﺟﯿﻠﮫ‪.‬‬

‫ﺗﺬﻛــّﺮ ﻋﺰﯾﺰى ـ اﻷب واﻷم ـ إﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻜﻮن إﻟﻰ ﺟﻮار أوﻻدﻧﺎ ﺣﯿﻦ‬
‫ﯾﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻺﻏﺮاءات واﻟﺘﺤﺪﯾﺎت‪ ..‬ﺗُﺮى ﻣﺎذا زرﻋﻨﺎ ﻓﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ‬
‫روﺣﯿﺔ وﻗﻮة إرادة وﺣﻜﻤﺔ‪..‬‬
‫‪" +‬وَﻟَﻜِﻦْ إِنْ ﻛَﺎنَ أَﺣَﺪُ ﯾَﺒْﻨِﻲ ﻋَﻠَﻰ ھَﺬَا اﻷَﺳَﺎسِ ذَھَﺒﺎً ﻓِﻀﱠﺔً ﺣِﺠَﺎرَةً ﻛَﺮِﯾﻤَﺔً ﺧَﺸَﺒﺎً‬
‫ﻋُﺸْﺒﺎً ﻗَﺸّﺎً" )‪١‬ﻛﻮ ‪.(١٢ : ٣‬‬
‫‪" +‬ﻓَﻌَﻤَﻞُ ﻛُﻞﱢ وَاﺣِﺪٍ ﺳَﯿَﺼِﯿﺮُ ﻇَﺎھِﺮاً ﻷَنﱠ اﻟْﯿَﻮْمَ ﺳَﯿُﺒَﯿﱢﻨُﮫُ‪ .‬ﻷَ ﱠﻧﮫُ ﺑِﻨَﺎرٍ ﯾُﺴْﺘَﻌْﻠَﻦُ‬
‫وَﺳَﺘَﻤْﺘَﺤِﻦُ اﻟﻨﱠﺎرُ ﻋَﻤَﻞَ ﻛُﻞﱢ وَاﺣِﺪٍ ﻣَﺎ ھُﻮَ" )‪١‬ﻛﻮ ‪.(١٣ : ٣‬‬
‫‪" +‬إِنِ اﺣْﺘَﺮَقَ ﻋَﻤَﻞُ أَﺣَﺪٍ ﻓَﺴـَﯿَﺨْﺴـَﺮُ وَأَﻣـﱠﺎ ھُﻮَ ﻓَﺴَﯿَــﺨْﻠُﺺُ وَ َﻟﻜِﻦْ ﻛَﻤَـﺎ ﺑِﻨَـﺎرٍ"‬
‫)‪١‬ﻛﻮ ‪.(١٥ : ٣‬‬
‫ﺗُﺮى ھﻞ ﺑﯿﻨﻨﺎ ذھﺒﺎً‪ ..‬أم ﻗﺸﺎً‪ ..‬ھﻞ ﺳﯿﺜﺒﺖ أوﻻدﻧﺎ أﻣﺎم اﻟﺘﺤﺪﯾﺎت؟ ﻻ ﺑﺪﯾﻞ إذاً‬
‫ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻠﺐ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎً‪ ..‬ﻋﻠـّﻢ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺴﻘﻮط واﻟﻘﯿﺎم‪.‬‬

‫ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺸﻞ ـ أﺣﯿﺎﻧﺎً ـ إﻧﮫ ﺟﺰء ﻣﻦ رﺻﯿﺪ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﻜﯿﻢ‪ ..‬ﻻﺑﺪ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺨﻄﺄ‪ ..‬وﻟﻜﻦ ھﻞ ﺗﻌﻠّﻤﺖ اﻟﺪرس!‬
‫‪ ‬ﻋﻠـّﻢ أوﻻدك أﻻ ﯾﻨﮭﺎروا ﻣﻊ اﻷﺧﻄﺎء‪ ..‬ﻟﻜﻦ ﻟﺘﻜﻦ ﺑﺪاﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻟﺤﯿﺎة‬
‫أﻛﺜﺮ إﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وﺟﺪﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﺜﯿﺮون ﺑﺪأو ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺄﺧﻄﺎء ﺿﺨﻤﺔ‪ ..‬ﻟﻜﻨﮭﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮا اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ‬
‫‪77‬‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﻣﻮﺳﻰ ﺻﺎر‪ ..‬ﺣﻠﯿﻤﺎً ﺟﺪاً‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﯾﻮﻣﺎً إﻧﺴﺎﻧﺎً ﻓﻰ ﻏﻀﺒﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬ﯾﻌﻘﻮب ﺻﺎر‪ ..‬ﻗﺪﯾﺴﺎً‪ ..‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻤﺮر ﺳﻨﯿﻨﺎً ﻣﻦ ﻛﺬﺑﮫُ وﻣﺆاﻣﺮاﺗﮫ‪.‬‬
‫إن اﻟﺤﻜﯿﻢ ﻻ ﯾﮭﺰﻣﮫ اﻟﻔﺸﻞ‪ ،‬ﺑﻞ ﯾﺴﺘﺨﺪﻣﮫ ﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح "ﻻَ ﺗَﺸْﻤَﺘِﻲ ﺑِﻲ ﯾَﺎ‬
‫ﻋَﺪُوﱠﺗِﻲ إِذَا ﺳَﻘَﻄْﺖُ أَﻗُﻮمُ إِذَا ﺟَﻠَﺴْﺖُ ﻓِﻲ اﻟﻈﱡﻠْﻤَﺔِ ﻓَﺎﻟﺮﱠبﱡ ﻧُﻮرٌ ﻟِﻲ" )ﻣﻲ ‪.(٨ : ٧‬‬

‫ﺗــﺬﻛّـــﺮ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً‪..‬‬

‫ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ ﻗﺒﻮل اﻟﺘﺄدﻳﺐ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪١‬‬
‫ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ اﻟﻘﺮاءة واﻟﺒﺤﺚ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٢‬‬
‫راﻗﺐ أﺻﺪﻗﺎءه وﻋﻠّﻤﻪ اﻹﺧﺘﯿﺎر‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٣‬‬
‫ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﻤﺔ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﻠﺐ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٤‬‬
‫ﻋﻠّﻢ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺴﻘﻮط واﻟﻘﯿﺎم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫‪٥‬‬

‫‪78‬‬
 ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱏ ﻋﺸﺮ‬

‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ‪..‬‬

‫ﻗـــﯿــــﺎدﯾــــًﺎ‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺗﻧﻣﯾﺔ روح اﻟﻘﯾﺎدة ﻓﻰ اﻷطﻔﺎل واﻟﺷﺑﺎب ھﻰ ﻓن ﺣدﯾث ﯾﺷﻐل ﻓﻛر اﻟزﻋﻣﺎء‬
‫واﻟرؤﺳﺎء وأﺻﺣﺎب اﻟﻔﻛر‪ ،‬ﻷن اﻟﺷﻌوب ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻘﯾﺎداﺗﮭﺎ‪ ..‬واﻟﻘﺎﺋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻰ‬
‫ﻗد ُﯾﻐ ﱢﯾر ﻣﺟرى اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪ ..‬وﻷن اﻟﻣﺳﯾﺣﻰ ھو ﺷﺧص ﻟﮫ رﺳﺎﻟﺔ‪ ..‬ﻓﺈﻧﮫ‬
‫ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻗﺎﺋدا ً ﻣؤﺛرا ً‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷب ﻗﺎﺋد ﻷﺳرﺗﮫ واﻷم أﯾﺿﺎ ً‪ ..‬واﻟﺧﺎدم ﻗﺎﺋد ﻟﻣﺧدوﻣﯾﮫ‪ ..‬واﻟﻛﺎھن ﻗﺎﺋد‬
‫ﻟرﻋﯾﺗﮫ‪ ..‬وﻛل رﺋﯾس ﻧﺎﺟﺢ ھو ﻗﺎﺋد ﻟﻣرءوﺳﯾﮫ‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻘﯾﺎدة‪ ..‬ﻣوھﺑﺔ ﺗُ ﻛﺗﺳب وﺗﻧﻣو ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺧﺑرة واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻹرﺷﺎد‪.‬‬

‫‪ ‬اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻰ‪ ..‬ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﻟﮫ رؤﯾﺔ وھدف واﺿﺢ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻧﺎﺟﺢ‪ ..‬ﻻﺑد أن ﯾؤﻣن ﺑدور ﻣَ ن ﺣوﻟﮫ ﻓﯾﻛﺗﺷف اﻟطﺎ ﻗﺎت وﯾُﻧَ ﻣّﯾﮭﺎ‬
‫وﯾﺻﻧﻊ ﻗﯾﺎدات ﺗﺗﻔوق ﻋﻠﯾﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺎﺋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻰ‪ ..‬ﯾﺗﺳﱢم ﺑﺎﻟﻣﺛﺎﺑرة واﻟﻧظﺎم وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻧﺎﺟﺢ‪ ..‬ﯾؤﻣن ﺑﺗﻘﯾﯾم اﻷﻣور وﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺳﺎرات واﻹﺳﺗﻣﺎع‬
‫ﻟﻠﺧﺑرة‪.‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس ﻣﻣﺗﻠﺊ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎدات اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ رﺑﻧﺎ وإﻟﮭﻧﺎ وﻣﺧﻠﺻﻧﺎ‬
‫ﯾﺳوع اﻟﻣﺳﯾﺢ‪.‬‬
‫وروح اﻟﻘﯾﺎدة ﺗﺣﻣﻰ إﺑﻧك وإﺑﻧﺗك ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣرﯾﺿﺔ اﻟﺗﻰ أﺿﺎﻋت ﻛﺛﯾرﯾن‬
‫وﺗﺣﻣﯾﮭم ﻣن ﻣرض ﺿﻌف اﻹرادة اﻟذى ُﯾطﯾﺢ ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﺑﺎب ﺑﻌﯾدا ً ﻋن‬
‫اﻟﻧﺟﺎح واﻹﺳﺗﻘﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻋزﯾزى اﻷب ‪..‬‬
‫‪ ‬ھل ﺗﻌﻠم إن ﻏﯾﺎب روح اﻟﻘﯾﺎدة ﻋﻧد ﺷﺑﺎب ﻛﺛﯾرﯾن ﺟﻌﻠﮭم ﯾﺳﻘطون ﻓﻰ‬
‫اﻹدﻣﺎن ﺑﺳﺑب روح اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻹﻧﺳﯾﺎق‪.‬‬
‫‪ ‬ھل ﺗﻌﻠم إ ن ﻏﯾﺎب روح اﻟﻘﯾﺎدة ﯾﺻﺎﺣﺑﮫ ﻋﺎدةً ﻧوع ﻣن ﻋدم ﺗﺣﻣﱡل‬
‫اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ وإﻟﻘﺎء اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﺋد ﻣﺛل اﻷب‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﷲ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ھل ﺗﻌﻠم إن ﻏﯾﺎب روح اﻟﻘﯾﺎدة ﯾﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾﺎﺗﮫ وﻻ‬
‫ﯾﺧرج أﻛﺛر ﻣن ‪ %10‬ﻣن طﺎﻗﺎﺗﮫ طول ﺣﯾﺎﺗﮫ‪ .‬ﺣﺗﻰ إن أﺣدھم ﻗﺎل "ﻻ‬
‫ﺗﺧﺎف أن ﺗﻔﻘد ﺣﯾﺎﺗك ﯾوﻣﺎ ً وﻟﻛن ﺧف ﺑﺎﻷوﻟﻰ أﻻ ﯾﺄﺗﻰ اﻟﯾوم اﻟذى ﺗﺑدأ‬
‫ﻓﯾﮫ ﺣﯾﺎﺗك"‪.‬‬

‫واﻵن‪ ..‬ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻗﺎﺋﺪا ً؟‬

‫أوﻻ ً‪ ..‬ﻋ ِﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺌﻮﻻ ً‪.‬‬

‫اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ھو ﺣﺟر أﺳﺎس ﻓﻰ ﺑﻧﺎء ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋد‪.‬‬
‫ﻣوﺳﻰ اﻟﻧﺑﻰ‪ ..‬ﻛﺎن ﻗﺎﺋدا ً ﻋظﯾﻣﺎ ً ﯾﺷﻌر ﺑﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺷﻌﺑﮫ ﺣﺗﻰ إﻧﮫ ﺗﻘدم‬
‫طﺎﻟﺑﺎ ً ﻓداء ﺷﻌﺑﮫ ﺣﯾن أﺧطﺄ اﻟﺷﻌب‪.‬‬
‫ﻛﺎن ﻣوﺳﻰ ـ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ـ ﻣرﻓﮭﺎ ً ﻓﻰ ﺑﯾت ﻓرﻋون‪ ..‬وﻟﻌل ھذا ﺟﻌﻠﮫ ﯾﮭرب ﻣن‬
‫ﺧطﺄه ﺣﯾن ﻗﺗل اﻟﻣﺻرى وﺷﻌر ﺑﻔﺷل ﻋظﯾم ‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﻌد ﺳﻧوات ﻣن ﺗرﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺑرﯾﺔ ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻐﻧم‪ ..‬أدرك إن اﻟﮭرب ﻻ ﯾﺻﻠﺢ وإﻧﮫ ﻻﺑد أن ﯾﺗﺣ ﱠﻣل‬
‫اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺗﺑدأ ﻣن اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﻣﺑﻛرة‪ ..‬ﺣﯾن ﻻ ﺗﺑﺎﻟﻎ ﻛﺛﯾرا ً ـ ﻛﺄب ـ ﻓﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ‬

‫طﻠﺑﺎت طﻔﻠك‪ ..‬ﻷن ھذا ﯾﺟﻌﻠﮫ داﺋم اﻟﺷﻛوى وداﺋم اﻟﺣﺎﺟﺔ وﻻ ﯾرﯾد أن‬
‫َﯾﺣﻣل ِﺣﻣل ﻧﻔﺳﮫ‪.‬‬

‫‪ ‬ﺗﺄﺧر ﻗﻠﯾﻼ ً ﻋن اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ‪ ..‬ﻟﻌل ھذا ﯾﻌطﯾﮫ إﺣﺳﺎﺳﺎ ً ﺑﺎﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ‪ ..‬وﻟﻛن‬

‫ﻻ ﺗﺗﺄﺧر ﻛﺛﯾرا ً ﻷن ھذا ﯾﻌطﯾﮫ إﺣﺳﺎﺳﺎ ً ﺑﻌدم اﻟﺣب وﻋدم اﻷﻣﺎن‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋﻠ ﱢم طﻔﻠك أن ﯾﻛون ﻣﺳﺋوﻻ ً ﻋن ﻟﻌﺑﮫ وﻋن ﻏرﻓﺗﮫ وﻋن ﻣﺻروﻓﮫ وﻋن‬
‫ﻟﺑﺳﮫ‪ ..‬ﺛم ﻋﻠ ّﻣﮫ أن ﯾﻛون ﻣﺳﺋوﻻ ً ﻣﻌك ﻋن أﺧﯾﮫ اﻷﺻﻐر‪.‬‬
‫‪ ‬إﺷرك طﻔﻠك ﻓﻰ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت إﻋداد اﻟﺑﯾت وإﻋداد اﻟرﺣﻼت وﺗرﺗﯾب‬
‫اﻷﻣور‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﻋﻠ ﱢم اﺑﻧك أن ﯾواﺟﮫ اﻟﻣواﻗف وﯾﻌﺗذر ﻋن اﻟﺧطﺄ وﯾداﻓﻊ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ ﺣﯾن‬
‫ﯾﻛون ﻣظﻠوﻣﺎ ً وﯾداﻓﻊ ﻋن ﻏﯾره ﺑﺎﻷوﻟﻰ ﺑﺄدب وﺑﺷﺟﺎﻋﺔ‪.‬‬

‫وﻟــﻛــــن ‪..‬‬
‫‪ ‬إﺣذر أن ﺗﻌطﻰ إﺑﻧك أو إﺑﻧﺗك ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن ﺳﻧﮫ‪ ..‬وأﯾﺿﺎ ً ﻻ ﺗوﻓر‬
‫ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻣﻼ ً ﯾﺳﺗطﯾﻊ ھو أن ﯾﺗﻣﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﺑﺳرﻋﺔ ﻣﻊ ﻛل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺣدث ﻹﺑﻧك‪ ..‬وﻟﻛن أﺗرﻛﮫ ﯾﻔﻛر أو‬
‫ﯾﻘﺗرح اﻟﺣل أو ﯾﺣﺎول‪ ..‬ﺛم ﻧﺎﻗﺷﮫ وﻋﻠﻣﮫ ﻛﯾف ﯾﻔﻛر‪.‬‬
‫‪ ‬أﯾﺗﮭﺎ اﻷم اﻟﻐﺎﻟﯾﺔ‪ ..‬ﻻ ﺗﺟﻠﺳﻰ ﺑﺟﺎﻧب أوﻻدك ﺑﺎﻟﺳﺎﻋﺎت ﻓﻰ اﻟﻣذاﻛرة‬
‫ﻛﻠﻣﺔ ﻛﻠﻣﺔ‪ ..‬ﻷن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻔﺳد أﻋﺻﺎﺑك وﻗد ﺗﻌطل اﺣﺳﺎﺳﮭم‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻟﯾت ﻛل اﻟﺷﺑﺎب اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﯾﺧدم اﻟﻣﺳﻧﯾن واﻟﻔﻘراء واﻟﻣرﺿﻰ‪..‬‬
‫وﻛﯾف ﯾﻠﺗزم ﺑﺑﻌض اﻟواﺟﺑﺎت ﺗﺟﺎه أﺳرﺗﮫ وﻛﻧﯾﺳﺗﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯿﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺪﺑﺮا ً‪.‬‬

‫اﻟﺗدﺑﯾر‪ ..‬ھﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻛﻧﺳﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻹدارة‪ ،‬وھﻰ ﻧﻌﻣﺔ ﺗُ ﻌطﻰ ﻟرﺟﺎل ﷲ ﺣﯾن‬
‫ﯾطﻠﺑوﻧﮭﺎ وﯾﺣﺗﺎﺟوﻧﮭﺎ ﻓﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺗدﺑﯾر‪ ..‬ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﯾم‪ ..‬وھﻧﺎك أﻧواع ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺗط ﱢرف اﻟذى‬
‫ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺗدﺑﯾر‪ ..‬ﻣﺛﻼ ً‪..‬‬

‫‪ ‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻷھوج أو اﻟﻣﺗﺳرﱢ ع اﻟذى ﻻ ﯾرى إﻻ ﺟزء ﻣن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻼ‬

‫ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ إﻻ ﻣن زاوﯾﺔ ﻣﺣدودة‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻌﺎطﻔﻰ اﻟذى ﯾﺗﺄﺛر ﻛﺛﯾرا ً ﺑﺎﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟرﻏﺑﺎت وﯾﮭﻣل اﻟواﻗﻊ‬
‫واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﺗﺣدﯾﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳطﺣﻰ اﻟذى ﯾﺗﻌﺟل اﻟﺣﻠول اﻟﺳﮭﻠﺔ وﯾؤﺟل اﻟﻣﺷﺎﻛل وﻻ‬
‫ﯾﮭﻣﮫ إﻻ اﻟراﺣﺔ واﻟﻣﻧظر اﻟﺧﺎرﺟﻰ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣُﻧﻘﺎد اﻟذى ﺳرﯾﻌﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛر ﺑرأى ﺷﺧص ﻓﯾﻧﻘﺎد وراءه دون‬
‫أن ﯾﺣﺳب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أو اﻟﺑداﺋل‪.‬‬

‫وﻟﻛﻰ ﯾﺗﻌﻠم إﺑﻧك اﻟﺗدﺑﯾر‪..‬‬

‫‪ ‬ﻛن أﻧت أوﻻ ً ﻗدوة ﻓﻰ اﻟﺗدﺑﯾر‪ ..‬وﺗرﺗﯾب أﻣورك‪ ..‬وﻣواﻋﯾدك‪..‬‬
‫وﻣﺻﺎرﯾف اﻷﺳرة‪.‬‬
‫‪‬ﻻ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾراك ﻣﺿطرﺑﺎ ً ﻣﺗﺧﺑطﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠ ّﻣﮫ ﻛﯾف ﺗﻔﻛر‪ ..‬وﻛﯾف ﺗرﺗب‬
‫اﻷوﻟوﯾﺎت‪ ..‬وﻛﯾف ﺗﺗﻧﺎزل ﻋن أﻣور ﻷﻣور أﺧرى أﻛﺛر أھﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻛن ﻣﻧظﻣﺎ ً ﻓﻰ ﻛل ﺷﺊ‪ ..‬ﻷن ھذا ﯾﺳﺎﻋد إﺑﻧك أن ﯾﻛون ﻗﺎﺋدا ً ﻋظﯾﻣﺎ ً‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ً‪ ..‬ﻋ ِﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ ﻛﯿﻒ ﻳﻔﻜﺮ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ اﻟﺣوار اﻟﺑﻧﱠ ﺎء‪ :‬ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻛل ﺷﺊ ﺗﺟﻌل اﻟطﻔل واﻟﺷﺎب ﯾﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﯾﻔﻛر‪..‬‬
‫اﻟﺣوار ﯾﺣﺗﺎج ﻟوﻗت وﺻﺑر وﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ..‬ھﻛذا ﻋﻠ ﱠم اﻟﻣﺳﯾﺢ ﺗﻼﻣﯾذه ﻛل‬
‫ﺷﺊ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻰ ﺑداﺋل‪ :‬ﺗوﻗﻊ ﻣﺎ ﯾﺣدث‪ ..‬وﻓﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺗﻔﻌﻠﮫ ﺣﯾﻧﺋذ‪ ..‬وﻻ‬
‫ﺎﺋﻣﺎ ً ﻛﺛﯾرا ً أو ﻣﺗﻔﺎﺋﻼ ً ﻛﺛﯾرا ً‪.‬‬
‫ﺗﻧﺗظر ﻣﻔﺎﺟﺂت‪ ..‬وﻻ ﺗﻛن ﻣﺗﺷ‬
‫‪ 3‬ـ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ واﻷھداف‪ :‬إﺑدأ ﻣن ﺧط اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗرﯾد أن‬
‫ﺗﺻل و ﺿﻊ اﻟرؤﯾﺔ واﻟﮭدف ﻗﺑل اﻟﺧطﺔ واﻟﺧطوات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ﺿﺑط اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻷوﻟوﯾﺎت‪ :‬ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﺷﮭورة‪ ..‬إﺧﺗﻼط اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗُﻌطﻰ إﺣﺗراﻣﺎ ً ﻷﻣر ﺻﻐﯾر وﻻ ﺗﮭﺗم ﺑﺄﻣر ﻛﺑﯾر‪ ..‬ﻋﻠ ﱢ م إﺑﻧك ﻛﯾف‬
‫ﯾﻛﺗﺷف اﻟﻣﮭم وﻏﯾر اﻟﻣﮭم واﻷﻛﺛر أھﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ً‪ ..‬ﻋ ِﻠ ّﻢ إﺑﻨﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ً‪.‬‬

‫ﻻ ﺷك إن أوﻻدﻧﺎ ﻛﺛﯾرا ً ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣﺳون ﻷﻣور ﻛﺛﯾرة وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧُ ﻔﻘدھم اﻟﺣﻣﺎس‬
‫ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﺷﺟﯾﻌﻧﺎ أو إﺣﺑﺎطﺎﺗﻧﺎ ﻟﻣﺷﺎرﯾﻌﮭم اﻟﺻﻐﯾرة‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺣﻣﺎس‬
‫واﻟﻐﯾرة‪ ..‬ﻣن ﺻﻔﺎت اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻧﺎﺟﺢ‪..‬‬
‫‪83‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ‬ﺷﺎرك إﺑﻧك أﺣﻼﻣﮫ وﺷﺟﻌﮫ أن ﯾﺣﻘق ﻣﺎ ﺗﻣﻧﺎه‪.‬‬
‫‪ ‬ﺳﮭﱢل ﻹﺑﻧك أن ﯾﺟد اﻟﻣﺟﺎل اﻟذى ﯾﺗﺣﻣس ﻟﮫ‪ ..‬ﻓﺈن ﻓﻰ ذﻟك ﺳﻌﺎدﺗﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ إﺑﻧك‪ ..‬أﺣﻼﻣك ‪ ..‬وﻟﻛن ﺗﺑﻧﱠﻰ أﻧت أﺣﻼﻣﮫ ﻓﻰ ﻛل‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ‪ ..‬ﻓﺈن ھذا ﯾﻌطﯾﮫ ﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ وﯾﺟﻌﻠﮫ داﺋﻣﺎ ًﺷﺧﺻﺎ ً ﻏﯾورا ً ﻣُﻘﺑﻼ ً‬
‫اﻟﺣﯾﺎة وﻗﺎﺋدا ً ﺟذاﺑﺎ ً ﯾﺟذب اﻟﻛﺛﯾرﯾن وراءه‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ‬
‫‪ ‬ﻛن طﻔﻼ ً ﻣﻊ طﻔﻠك وﺷﺎﺑﺎ ً ﻣﻊ إﺑﻧك اﻟﺷﺎب‪ ..‬ﯾﻛون رﺟﻼ ً ﻣﻌك‪.‬‬
‫‪ ‬ﻛوﻧﻰ طﻔﻠﺔ ﻣﻊ إﺑﻧﺗك وﺻدﯾﻘﺔ ﻹﺑﻧﺗك اﻟﺷﺎﺑﺔ‪ ..‬ﺗظل ﺻدﯾﻘﺗك ﻛل اﻷﯾﺎم‪.‬‬
‫‪ ‬إﺧﺗﺎر اﻟﮭدﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻧﺎﺳب ﺣﻣﺎس إﺑﻧك ورﻏﺑﺎﺗﮫ‪ ..‬ﻓﮭذا ﯾزﯾده إﺻرارا ً‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺟﺎح ورﻏﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﻣزﯾد‪ ..‬وﯾﺟﻌﻠﮫ ﻗﺎﺋدا ً ﻣوھوﺑﺎ ً‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ً‪ ..‬ﻋﻠﻢ إﺑﻨﻚ ﻓﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻰ‪.‬‬

‫ھﻧﺎك أطﻔﺎل ﻻ ﯾﺣﺑون إﻻ ذواﺗﮭم‪ ..‬وﯾﺗﱠ ﺳﻣون ﺑﺄﻧﺎﻧﯾﺔ ظﺎھرة‪ ،‬وﻟﻛن ھذا ﻛﻠﮫ‬
‫ﯾﺳﮭل ﻋﻼﺟﮫ ﻣﺑﻛرا ً وﯾﺻﻌب ﻋﻼﺟﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺄﺧر اﻟﺳن‪.‬‬
‫‪ ‬إﺧﺗر ﻹﺑﻧك اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻌﻠﻣﮫ اﻟﺧروج ﻋن ذاﺗﮫ‪ ..‬ﻋﻠﻣﮫ أن‬
‫ﯾﻌطﻰ ﻓرﺻﺔ ﻟﻶﺧرﯾن ﻟﯾﻛﺳﺑوا وﯾﺗﻔوﻗوا‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻﺣظ رد ﻓﻌل إﺑﻧك ﻣﻊ اﻟﮭزﯾﻣﺔ‪ ..‬وإﺟﻌﻠﮫ ﯾﺗﺧطﺎھﺎ ﺑروح رﯾﺎﺿﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋﻠ ﱢم إﺑﻧك ﻛﯾف ﯾُﻌ ﱢﺑر ﻋن رأﯾﮫ وﻛﯾف ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮫ‪ ..‬وﻣﺗﻰ ﯾﺗﺷدد ﻟﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺟﻌل ﻣﺗﻌﺔ اﻟﻠﻌب أھم ﻣن ﻣﺗﻌﺔ اﻟﻛﺳب‪ ..‬وﻣﺗﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻰ أھم‬
‫ﻣن اﻟﻠﻌب ﻧﻔﺳﮫ‪.‬‬

‫وأﯾــﺿــﺎ ً‪..‬‬
‫‪ ‬إﺣﺗراﻣك ﻟدور ﻛل ﻣَ ن ﺣوﻟك ﺣﺗﻰ أطﻔﺎﻟك‪ ..‬ھو ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻰ‬
‫اﻟﻧﺎﺟﺢ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺻﻼة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ھﻰ ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻰ‪ ..‬درس اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدس واﻟﺣوار ھو‬
‫ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻰ‪ ..‬اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻰ ﻧظﺎﻓﺔ اﻟﺑﯾت ھﻰ ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻰ‪ ..‬ﺣﻣل‬

‫‪84‬‬
‫ﻛﯾف ﺗﺟﻌل إﺑﻧك ﻗﯾﺎدﯾﺎ ً؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻷﺷﯾﺎء ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة ﻟﻠﻣﻧزل ھﻰ ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻰ‪ ..‬وﺿﻊ ﻣﺎﺋدة اﻟطﻌﺎم‬
‫ورﻓﻌﮭﺎ ھﻰ ﻋﻣل ﺟﻣﺎﻋﻰ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻻ ﺗﺗرك إﺑﻧك ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﺣﯾن ﯾﻌﻣل اﻵﺧرون‪ ..‬ھذا ﻟن ﯾﺟﻌل ﻣﻧﮫ ﻗﺎﺋدا ً‪.‬‬
‫‪ ‬إﻣدح اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ أدوارھم دون أن ﺗﺳﺗﺛﯾر ﻏﯾرة إﺑﻧك‪ ..‬وﻟﻛن إﻧﺳب‬
‫اﻟﻔﺿل ﻟﺻﺎﺣﺑﮫ‪.‬‬
‫‪ ‬إن ﺧدﻣﺔ اﻟﺷﻣوﺳﯾﺔ وﻓرﯾق اﻟﻛورال ﻓﻰ اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ‪ ..‬وﻓرﯾق اﻟﻣﺳرح‬
‫واﻟﻛرة واﻟﻣﮭرﺟﺎن ﺑﺄﻧﺷطﺗﮫ‪ ..‬ﯾُﻌﻠ ّم أوﻻدﻧﺎ اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻰ واﻟﻛﺳب‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﻰ‪ ..‬وھذا ﯾﺧﻠق ﻗﺎدة ﻣﺳﺗﻧﯾرﯾن ﯾؤﻣﻧون ﺑدور اﻵﺧر وﯾﺣﺗرﻣوﻧﮫ‪.‬‬

‫ﺗــﺬﻛ ّـــﺮ ‪..‬‬

‫ﻟﻜﻰ ﻳﺼﯿﺮ إﺑﻨﻚ ﻗﺎﺋﺪا ً‪..‬‬

‫ـ ﻋﻠ ّﻤﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺌﻮﻻ ً‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻤﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺪﺑﺮا ً‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻤﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻔﻜﺮا ً‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻤﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ً‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫ـ ﻋﻠ ّﻤﻪ ﻓﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻰ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪85‬‬
 ‫اﻟـﻔـﮭــﺮس‬
‫رﻗﻢ‬ ‫ﺑــــﯿــــــﺎن‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬
‫ﻣــﻘـــــﺪﻣــــﺔ ‪٥ ......................................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻤﯿﺰاً ‪٧ ...............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻰ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺻﺎدﻗﺎً ‪١٥ ...............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎً ‪٢١ ............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ واﺛﻘﺎً ﺑﻨﻔﺴﮫ ‪٢٩ ..........................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣُﺤﺒﺎً ‪٣٥ ................................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎً ‪٤٣ .............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺳﻌﯿﺪاً ‪٤٩ ...............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣـﻨﻈﻤﺎً ‪٥٥ .............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺿﺎﺑﻄﺎً ﻟﻨﻔﺴﮫ ‪٦١ ......................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻣﺤﺎوراً ‪٦٧ .............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺤﺎدى ﻋﺸﺮ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﺣﻜﯿﻤﺎً ‪٧٣ ..............................................‬‬
‫‪ ‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻰ ﻋﺸﺮ‬
‫ﻛﯿﻒ ﺗﺠﻌﻞ إﺑﻨﻚ ﻗﯿﺎدﯾﺎً ‪٧٩ ................................................‬‬