النخلة المائلة (1) 33

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫~‪~1‬‬

‫الخصائص االسلوبية والفنية ‪:‬‬


‫ّ‬
‫النص الجدي د‬ ‫التن اص‪ :‬اس تخدام نص س ابق في نص الح ق بحيث ت ثري النص وص املستحض رة‬ ‫‪.1‬‬
‫ّ‬
‫وتعمق داللته وتستدعي يقظة القارئ العارف وثقافته ‪.‬‬

‫تناص ديني ‪ :‬استلهم بعض معاني اآليات القرآنية والحديث النبوي كقوله ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضل صاحبك وما هوى» استلهام من اآلية القرآنية لقوله تعالى ‪« :‬ما ّ‬
‫ضل صاحبكم وما غوى»‬ ‫« ما ّ‬

‫«وتحت النخلة ولد سيدنا عيسى عليه السالم وكان منها غذاء ملريم» اس تلهام من اآلية القرآنية لقوله‬
‫تعالى ‪ « :‬وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا»‪.‬‬
‫وفي الح ديث الش ريف ‪ :‬ق ال رس ول هللا علي ه الس الم ‪ « :‬أكرم وا عمتكم النخل ة ّ‬
‫فإنه ا خلقت من الطين‬
‫ُ‬
‫الذي خلق منه آدم ‪»...‬‬

‫وحملني الهم صغيرا وهذا استلهام من‬ ‫تناص أدبي ‪ :‬عندما ذكر الكاتب عبارة ّ‬
‫ضيعني أبي صغيرا ّ‬ ‫‪-‬‬
‫وحملني ّ‬
‫دمه كبيرا» ‪.‬‬ ‫قول الشاعر امرئ القيس الذي قال ‪ّ « :‬‬
‫ضيعني أبي صغيرا ّ‬

‫* الهدف من ذلك هو إضفاء جو من القداسة على النخلة واالشارة إلى مدى أهميتها‬

‫‪ .2‬أسلوب الوصف والتصوير ‪ :‬الراوي يصف لنا املكان والطبيعة بدقة وبكل تفاصيلها من نباتات وطيور‬
‫يعب ر عن الوطن والتمسك والتشبث باألرض فما زال املكان راسخ في وجدان‬ ‫وأماكن بأسمائها وكل ذلك ّ‬
‫ّ‬
‫النص الواقعي ة بك ل م ا فيه ا من ش حنات حزين ة ومؤملة ‪ .‬أمثل ة على‬ ‫الك اتب وه ذه األوص اف تض في على‬
‫وصف األماكن والطبيعة ‪:‬‬
‫النخلة ‪ :‬وهي مكان الذاكرة والطفولة السعيدة التي ّ‬
‫دم رت عام ‪ 1948‬وقد فارقها ورحل عنها‬ ‫•‬
‫يوسف العلي ولكنه بقي سنوات عمره يذكرها فهي راسخة في عقله ووجدانه وينتظر أن يعانقها‬
‫بك ل حب وش غف فهي ال تي بقيت راس خة من آث ار املاض ي الجمي ل وهي الش اهد الوحي د ال ذي‬
‫بقي ‪ ،‬فلم يبقى من معالم بلده سواها ‪.‬‬

‫البيت ‪ :‬البيت له مكانة خاصة في ذهن كل فلسطيني ‪ ،‬هو الحلم الجميل واملستقبل الذي يحلم‬ ‫•‬
‫به ويسعى إلى تحقيقه والحصول عليه على أمل أن يعود إليه بعد أن أجبر على تركه وهجرانه ‪.‬‬

‫ذكر أسماء األماكن ‪ :‬البياضة – رباع الست – املراح ‪ ...‬الكاتب يسترجع تلك األماكن التي توحي‬ ‫•‬
‫إلى االرتباط باألرض والوطن فاملكان راسخ وثابت في وجدانه وهذا يشير إلى التشبث والتمسك‬
‫بالوطن وكل مكان به لكي يبقى العالم بأكمله يذكر األماكن ‪.‬‬
‫~‪~2‬‬

‫الكاتب يصور واقعه وبيئته الفلسطينية فيعلق في ذهن املتلقي وصف ومعلومات عن األماكن‬

‫ذك ر أس ماء النبات ات واألزه ار ‪ :‬زه ر القن دول – ال برقوق – األقح وان ‪ ...‬يوث ق الك اتب ه ذه‬ ‫•‬
‫األسماء وأنواع األزهار املحلية املوجودة في وطنه وهي تصوير للبيئة الفلسطينية فهي تشير الى‬
‫التش بث والتمس ك ب الوطن ألنه ا من س مات ومم يزات البيئ ة الفلس طينية فهي تنم و هن اك وهي‬
‫جزء ال يتجزأ منه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫كل ذلك جاء ليضيف ويشحن القصة بالواقعية وهذا يشير إلى مدى تعلقه باألرض والوطن ‪.‬‬

‫‪ .3‬اللغة ‪ :‬اللغة بإشاراتها ومدلولها الخفي والظاهر ترتبط بالواقع املتمثل بالصراع االجتماعي والسياسي‬
‫للكاتب ‪.‬‬

‫قدمت اللغة في القصة قدرة سردية في استرسال العبارات واملعاني ودمجت بين تعابير من التراث والواقع‬
‫واستعانت باللغة الغنائية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملكون الرئيسي للحبكة ‪.‬‬ ‫اللغوي الدال على األرض ومفرداتها هو املركب‬ ‫الحقل الداللي واملعجم‬

‫استعمال الكلمات والتعابير العامية إلضفاء الواقعية على النص « ولكنك روحت» ‪...‬‬
‫األس لوب الس ّ‬
‫ردي ه و املنتش ر في القص ة وهو ال ذي يغلب على أس لوب الح وار – اله دف من الس رد ه و‬
‫التغلغ ل في أعم اق الشخص ية ‪ ،‬اإليه ام بالواقعي ة واملوض وعية ‪ ،‬تق ديم الشخص يات بأبعاده ا التاريخي ة‬
‫والتراثية ‪.‬‬

‫ج اء الس رد باللغ ة الفص حى وذل ك إلض فاء الجمالي ة على النص وإخ راج العم ل من الص بغة املحلي ة إلى‬
‫النص مفهوما على املستوى العالمي ‪ .‬والسرد هو ربط أحداث القصة بواسطة‬ ‫ّ‬ ‫الصبغة العاملية ليكون‬
‫حروف العطف ‪.‬‬

‫اس تخدم الك اتب لف ظ الجم ع املذكر لي دل على الق وة والتس لط ويتجس د ذل ك في قول ه ‪ « :‬س تون عام ا‬
‫يربضون على كتفيك ‪»...‬‬

‫استخدام الحال في بداية الجملة‪ -‬ذلك ألهمية األمر أو إلبراز الواقع الذي هو مدار الحديث مما‬ ‫‪)1‬‬
‫يضفي كذلك نغمة موسيقية كترانيم حزينة كقوله ‪:‬‬

‫«مستنشقا هواء الفجر»‬

‫«محموال على بساط الشوق»‬


‫ّ‬
‫النص ‪ :‬األسئلة البالغية التي تثار بالنص والتي تحمل االثارة وشحنة‬ ‫ّ‬
‫الدرامي على‬ ‫إضفاء الجو‬ ‫‪)2‬‬
‫من اس تيحاء املاض ي ‪ .‬وه ذه األس ئلة تب دأ ب (أين) ‪ « -‬أين ال بيت ؟» ‪...‬وي دور جميعه ا في أرض‬
‫النخلة ‪.‬‬
‫~‪~3‬‬

‫استخدام الجمل املتواصلة للتوضيح ‪ :‬مثال ‪« :‬يعرفها – يسير إليها – يهرول – يقفز» ‪ « ،‬يلهث‬ ‫‪)3‬‬
‫– يتعب – يقف» ‪ّ .‬إن تكرار هذه األفعال املتعاقبة واملتالحقة يدل على حركية وانفعال ‪.‬‬

‫أسلوب التشبيه ‪ :‬التشبيهات في القصة مستوحاة من البيئة وجو املكان ‪ .‬مثال ‪:‬‬ ‫‪)4‬‬

‫«فاطمة ‪ -‬جفت مثل عود يابس»‬

‫«نعدو مثل الحمالن»‬

‫«نطير مثل الفراشات امللونة»‬

‫أس لوب الواقعي ة املمزوج ة بالرومانس ية ‪ :‬فه و يس رد لن ا واقع ه األليم لكن ك ل ذل ك بوص ف‬ ‫‪)5‬‬
‫ّ‬
‫ويشوقه ‪.‬‬ ‫رومانسي ليجذب القارئ‬

‫أس لوب التن وع في الض مائر عن د الس رد ‪ :‬أحيان ا يس رد لن ا بض مير املتكلم ثم بأس لوب االلتف ات‬ ‫‪)6‬‬
‫النص عنصر التشويق ‪ ،‬اإليقاع املوسيقي‬‫ّ‬ ‫ينتقل للسرد بضمير الغائب ‪ .‬وهذا التنوع يضفي علو‬
‫‪ ،‬االثارة ‪ ،‬إظهار الصراع الذي يدور في نفس البطل ‪.‬‬
‫ّ‬
‫أس لوب االش راف ‪ :‬ال راوي مش رف كلي فه و يس رد ويش رح ويص ف ويعل ق فه و عليم بك ل‬ ‫‪)7‬‬
‫التفاصيل ‪.‬‬

‫توظيف املونولوج – الحوار الداخلي ‪ :‬هذا النوع من الحوار كان بارزا في القصة فجاء مناسبا‬ ‫‪)8‬‬
‫النص فالبطل مغترب يشعر بالغربة والوحدة ويخاطب نفسه لتخفيف عما يعانيه من آالم‬ ‫ّ‬ ‫لجو‬
‫وأحزان ‪.‬‬
‫ّ‬
‫أسلوب التشخيص – التأنيس ‪ :‬األديب يشخص النخلة ويخاطبها ويناجيها كأنها انسان ‪.‬‬ ‫‪)9‬‬

‫أسلوب االستفهام ‪ « :‬أتذكرينني ؟» – «ما الذي جنى جذعك الباسق ؟»‬ ‫‪)10‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطباق ‪ :‬وظف الكاتب الطباق إلظهار التخبطات واالضطرابات التي ول دها التهجير والتشريد في‬ ‫‪)11‬‬
‫نفوس الفلسطينيين ‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫« ّ‬
‫التحدي – اإلحباط» ‪»...‬الكفر – اإليمان» ‪ « ...‬الفشل – النجاح» ‪ « ...‬الخطأ – الصواب»‪.‬‬

‫ذكر في القصة بعض من العادات الفلسطينية ‪ :‬مثال ‪ « :‬حذوة الفرس»‪»-‬الخرزة الزرقاء» فهذه‬ ‫‪)12‬‬
‫بعض من التراث والعادات الشعبية عن العرب التي ّ‬
‫تورث من جيل إلى جيل ولها مكانة هامة في‬
‫الثقافة الشعبية هذا يدخل في الفولكلور الشعبي الفلسطيني العربي وهذه اعتقادات كالخرزة‬
‫كانوا يعتقدون أنها تحمي من العين والحسد ‪...‬‬

‫الرمز ‪ :‬يستعمل الكاتب الرمز في قصصه ليشير إلى داللة معينة ومن خالل هذه الداللة يصل إلى‬ ‫‪)13‬‬
‫أبع اد بعي دة املدى وق د ب رز الرم ز في قص ة النخل ة املائل ة بش كل كب ير وواض ح من ذ ب دايتها في‬
‫~‪~4‬‬

‫عنوانه ا ال ذي يرك ز إلى الح نين واش وق واللهف ة إلى ال وطن بع د أن ّ‬


‫هج ر الفلس طيني عن وطن ه‬
‫الذي رحل عنه وسيعود ويرجع إليه يوما ما ‪.‬‬

‫انتشار األغاني على طول القصة ‪ :‬فقد استخدم الكاتب اللغة الغنائية بهدف االبتعاد عن مبنى‬ ‫‪)14‬‬
‫حب وح زن وش وق وح نين وتنتش ر على مس احة القص ة‬ ‫ّ‬
‫وتحوله ا إلى أناش يد ّ‬ ‫القص ة التقلي ّ‬
‫دي‬
‫فتأخذ شكل النشيد ‪ ،‬فالنشيد كان متنوعا – نشيد للنخلة – نشيد للراحلين – نشيد للمكان –‬
‫عما يجول في خاطر الشخصية ‪.‬‬ ‫‪...‬وقد تخلق هذه األغاني جوا شعبيا ّ‬
‫يعبر ّ‬

‫الواقعية ‪ :‬قصص طه هي قصص واقعية ُت ّ‬


‫ستمد من الواقع والتقاليد والفولكلور وذلك برز في‬ ‫‪)15‬‬
‫استخدامه لألغاني الشعبية الفولكلورية التي نقلها األجداد إلى اآلباء وتذكرنا بالوطن والحنين‬
‫لألرض وطاملا حافظن ا على ه ذه األغ اني وبقيت محف ورة في ال ذاكرة لطاملا حافظن ا على األرض‬
‫فهذه األغاني ّ‬
‫تجس د انتمائنا إلى وطننا وردت األغاني بعدة أماكن في القصة‪...‬مثال ‪« :‬مبروكة يا‬
‫مبروكة ‪ ...‬بالدم زرعناك‪ »...‬يقول زرعوها بالدم وذلك للداللة على قتل الكثير من الفلسطينيين‬
‫ضحوا بأنفسهم من أجل الدفاع عن النخلة والوطن ‪...‬‬‫الذين ّ‬

‫ّ‬
‫األدبي من أجل تطوير فكرة‬ ‫املوتيف ‪ :‬هو لفظة – جملة – فكرة أو موضوع يتكرر في العمل‬ ‫‪)16‬‬
‫النص ‪ ،‬فه و عنص ر متك رر يرم ز إلى فك رة معين ة حيث ّأن الحق ل ال داللي يتح دد ويتش كل من‬
‫ّ‬
‫خالل املوتيف ات املتك ررة داخ ل النص – بع د ح رب ‪ 1948‬م ّرت القص ة القص يرة العربي ة في‬
‫والتغيرات السياسية واالجتماعية ّ‬
‫فعبر األدباء من خالل مواجهتهم‬ ‫ّ‬ ‫إسرائيل بالكثير من التقلبات‬
‫لهذه التحديات عن تجاربهم ومعاناتهم لذلك برز في اب داعاتهم موتيفات متنوعة منها األرض –‬
‫فقدان الهوية ‪...‬‬

‫يظهر املوتيف في القصة بشكل كبير وهو النخلة «مبروكة» لفظة تكررت داخل القصة بشكل‬
‫ُ‬
‫ويتجسد ذلك في ّأن النخلة ذكرت‬
‫ّ‬ ‫واضح وتهدف إلى فكرة معينة يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ‬
‫على ط ول القص ة فهي تش ير إلى األرض وال وطن ف الوطن ه و الكي ان والوج ود ه ذا املوتي ف‬
‫تعلق الفلسطيني بأرضه وترابها فاألرض هي ّ‬‫ّ‬
‫سر بقائنا وصمودنا ووجودنا منبع‬ ‫املتكرر يشير إلى‬
‫الحنين للفلسطيني في غربته ومقياسا لوطنيته حيث ارتبط الفلسطيني بأرضه منذ القدم فعرف‬
‫ّ‬
‫النص تتمحور حول األرض مثل «‬ ‫بها وعرفت به وهي جزء ال يتجزأ من هويته ‪.‬ومعظم كلمات‬
‫نسيم البرتقال‪ -‬نسيم البحر – تراب البياضة – تالل ‪ »...‬كل هذه املفردات مستقاة من طبيعة‬
‫البيئة واألرض الفلسطينية ‪.‬‬

You might also like