Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 52

‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب‬

‫النبي صلى هللا عليه وسلم‬


‫جمعا وتخريجا‬

‫إعداد الدكتور ‪/‬‬


‫عبدالرمحن بن عمر بن أمحد املدخلي‬
‫وكيل كلية الشريعة والقانون للجودة‬
‫والتطوير األكاديمي‬
‫بجامعة جازان بالمملكة العربية السعودية‬
‫‪1437‬هـ ‪2015‬مـ‬
‫‪1864‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬
‫‪1865‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫املقدمة‬

‫الحمد هلل الذي سخر لنا ما في السموات وما في األرض جميعاً منه‬
‫‪ ،‬وأسبع علينا نعمه ظاهرة وباطنة ‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا ونبينا‬
‫ويحرم علينا‬
‫ّ‬ ‫محمد النبي األمي الذي بعثه هللا ليحل لنا الطيبات‬
‫الخبائث ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فإن المطلع على ما يتناقله كثير من الناس في مجالسهم وكتاباتهم‬


‫ّ‬
‫وعبر القنوات اإللكترونية الحديثة من الهدي النبوي الكريم في مجاالت‬
‫الحياة يجده مشوبا بالضعيف والواهي والمكذوب ‪ ،‬وتروج تلك األحاديث‬
‫وتبنى عليها أساطير من اإلعجاز العلمي أحيانا ‪ ،‬وكان من ذلك باب‬
‫األطعمة النبوية الذي لحقه ما لحقه من الدخيل ‪ ،‬فبحثت عن كتاب‬
‫يجمع شتاته ويبين صحيحه فلم أجد ما يروي الغليل ‪ ،‬فعزمت على‬
‫جمع ما ثبت من األطعمة واألشربة التي تناولها النبي ـ صلى هللا عليه‬
‫وسلم ـ إلفادة نفسي وغيري من المسلمين ‪ ،‬فاجتمع لي ـ بحمد هللا ـ‬
‫مجموعة طيبة من النصوص ‪ ،‬وجدتها مبثوثة هنا وهناك في ثنايا كتب‬
‫سنة ‪ ،‬فقمت بتخريجها ‪ ،‬وتبويبها‪ ،‬وبيان غريبها ‪ ،‬وقد جعلت خطة‬
‫ال ّ‬
‫البحث مكونة من ‪:‬‬
‫‪1866‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫مقدمة ‪ ،‬ثم متهيد ‪ ،‬ثم ثالثة فصول ‪ ،‬وذلك على النحو‬


‫التايل‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬األطعمة التي تناولها النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫وقد اشتمل على مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األطعمة النباتية ‪ :‬وفيه ثالثة مطالب ‪ ،‬وقد‬


‫تضمنت ‪:‬‬

‫الحبوب بأنواعها ‪.‬‬

‫الثمار بأنواعها ‪.‬‬

‫الخل والحلوى ‪.‬‬


‫الزيوت و ّ‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األطعمة الحيوانية ‪ :‬وفيه مطلبان ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫الحيوانات البرية ‪ :‬وفيه ‪ :‬البهائم ‪ ،‬والطيور ‪.‬‬

‫الحيوانات البحرية‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬األشربة التي تناوهلا النبي ‪ : ‬وقد‬


‫اشتمل على مبحثني ‪ ،‬هما ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األشربة المفردة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األشربة المركبة والمستخلصة ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬األطعمة التي رغب عنها النبي ‪ ‬وقد‬


‫اشتمل على مبحثني ‪ ،‬هما ‪:‬‬
‫‪1867‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬األطعمة الحيوانية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األطعمة النباتية ‪.‬‬

‫ثم ختمت باخلامتة ‪.‬‬

‫وهللا أسأل أن يوفقنا التباع هدي النبي ـ صلى هللا عليه وسلم ـ‬
‫بسنته ‪ ،‬وأن يغفر لنا ولوالدينا ويرحمهما كما رّبونا‬
‫واقتفاء أثره ‪ ،‬والعمل ّ‬
‫صغا ار ‪ ،‬وهللا الموفق ‪.‬‬

‫وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬

‫الباحث‬
‫د ‪ .‬عبد الرمحن بن عمر بن أمحد املدخلي‬
‫وكيل كلية الشريعة والقانون للجودة والتطوير األكاديمي‬

‫بجامعة جازان‬
‫‪1868‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫متهيد‬
‫أمهد‬
‫قبل البدء في إيراد األحاديث النبوية وتقسيماتها ‪ ،‬أحب أن ّ‬
‫بين يدي ذلك بالتنبيهات التالية ‪:‬‬

‫المحدثون بهذا الباب من العلم في مصنفاتهم ضمن‬ ‫ِّ‬ ‫‪ )1‬اعتنى‬


‫ّ‬
‫أبواب األطعمة إال أنهم ينصرفون غالبا إلى طريقة األكل وآدابه ‪ ،‬وقد‬
‫يذكرون أشياء يسيرة متفرقة منه ‪ ،‬ومن أولئك اإلمام محمد بن إسماعيل‬
‫البخاري المتوفى سنة ‪194‬ه في صحيحه فقد عقد ‪( :‬باب َما َك َ‬
‫ان‬
‫ْكُلو َن) ‪ ،‬واإلمام أبو بكر محمد‬
‫َص َح ُاب ُه َيأ ُ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫النِّب ُّي َّ‬
‫َّ‬
‫صلى هللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َوأ ْ‬‫َ‬
‫بن عبد هللا بن إبراهيم بن عبدوْيه البغدادي الشافعي َّ‬
‫البزاز المتوفى سنة‬ ‫َ‬
‫‪354‬هـ في كتابه الفوائد ‪ ،‬المشهور بالغيالنيات ‪ ،‬فقد عقد ‪( :‬باب صفة‬
‫أكل النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وأمره ألصحابه أن يأكلوا مما يليهم) ‪،‬‬
‫وغيرهما ‪.‬‬

‫‪ )2‬اشترطت على نفسي أالّ أورد إالّ حديثاً نبويا صحيحاً أو محتجاً‬
‫به‪ ،‬وتركت ما سوى ذلك ‪ ،‬ففيها غنية عن غيرها ‪ ،‬ولذا فإني إن وجدت‬
‫الحديث في الصحيحين أو أحدهما ‪ ،‬عزوت إليهما فقط دون غيرهما ‪،‬‬
‫لما فيهما من الحجة ‪ ،‬إال إذا كان لدى غيرهما زيادة مؤثرة في‬
‫الموضوع فأخرجها وأحكم عليها ‪ ،‬وإذا لم يكن الحديث عندهما ‪ ،‬فإني‬
‫خرجه ‪ ،‬وأنقل ما يؤيد صحته ‪.‬‬
‫أعزوه إلى من ّ‬
‫‪ )3‬لم أورد في هذا البحث إالّ حديثاً صريحاً في أكل أو شرب‬
‫النبي ‪ ‬لذلك الشيء المترجم به ‪ ،‬فهذا هو المقصود من البحث ‪ ،‬وقد‬
‫‪1869‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫تركت أحاديث الفضائل لبعض األطعمة أو األشربة ‪ ،‬ما لم يرد صراحة‬


‫أنه ‪ ‬أكل أو شرب منها ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ( األرنب ) فقد ثبت أنه ‪‬‬

‫قبلها ‪ ،‬ولكن لم أجد أنه أكلها ‪ ،‬إالّ حديثاً تردد فيه الراوي ّ‬
‫لما استثبت‬
‫منه ‪.‬‬

‫‪ )4‬مع لطافة هذا البحث وفائدته وقيمته العلمية‪ ،‬ومع كثرت‬


‫السنة والسيرة؛ ّإال أني لم أجد بعد البحث‬
‫المدونات العامة والخاصة في ّ‬
‫السّنة النبوية بهذا‬
‫التقصي ـ فيما أعلم ـ من أفرد هذا النوع من ُّ‬
‫والسؤال و ّ‬
‫دونته‪.‬‬
‫الشكل الذي ّ‬
‫‪ )5‬ال يعني أن مالم يثبت أكل أو شرب النبي ‪ ‬له‪ ،‬أن ذلك‬
‫لدونيته‪ ،‬كالّ‪ ،‬فقد ال يكون ذلك الطعام أو الشراب موجوداً في زمنه أو‬
‫بلده‪ ،‬أو لم يتوفر له ‪ ‬العتبارات أخرى‪.‬‬

‫الحمر‬
‫‪ )6‬لم أورد األحاديث في المأكوالت التي ُح ّرمت ـمثل ُ‬
‫األهليةـ فيما أوردته أنه رغب عن أكله‪ ،‬ألن هذا ليس من مقصودي‬
‫هنا‪.‬‬

‫بلية ـ أي األمور‬ ‫‪ )7‬ذكر أهل العلم الحكم في أفعال النبي ‪ ‬ـ ِّ‬
‫الج ّ‬ ‫َ‬
‫التي فعلها بحكم جبّليته البشرية ‪ ،‬مثل النوم واألكل والشرب واللباس‬
‫وغير ذلك من أعمال الطبيعة البشرية ‪ ،‬فالجمهور على أن حكم اتباعها‬
‫بالنسبة لألمة اإلباحة ؛ لكن إذا فعلها المسلم تأسياً ومحبة وتوقي ار للنبي‬
‫‪ ‬فهو مأجور على ذلك القصد والفعل ـ إن شاء هللا ـ ‪ ،‬وذلك كقول‬
‫الدباء ‪ ،‬ألن النبي ‪‬‬
‫أحب ّ‬‫أنس بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ فلم أزل ّ‬
‫‪1870‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫حب‬
‫كان يحبه ‪ ،‬كما سيأتي ‪ ،‬قال ابن عبد البر ‪ :‬ومن صريح اإليمان ّ‬
‫ما كان رسول هللا ‪ ‬يحبه واتباع ما كان رسول هللا ‪ ‬يفعله ‪ ،‬أال ترى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وقال صاحب‬ ‫الدباء بعد ذلك اليوم‬
‫أحب ّ‬‫إلى قول أنس فلم أزل ّ‬
‫م ارقي السعود ‪:‬‬
‫كاألكل والشرب فليس ملّة‬ ‫وفعله المركوز في الجبلّة‬
‫شرعا ً ففيه قل تردد حصل‬ ‫من غير لمح الوصف والذي احتمل‬
‫(‪)2‬‬

‫فأما المطعم والمشرب فلم يكن من عادته ‪‬‬ ‫‪ )8‬قال ابن القيم ‪ّ :‬‬
‫حبس النفس على نوع واحد من األغذية ال يتعداه إلى ما سواه ‪ ،‬فإن‬
‫استضر‬
‫ّ‬ ‫يضر بالطبيعة جداً ‪ ،‬وإن تناول غيره لم تقبله الطبيعة ‪ ،‬و‬
‫ذلك ّ‬
‫به ‪ ،‬فقصرها على نوع واحد دائماً ـ ولو أنه أفضل األغذية ـ خطر‬
‫مضر ‪ ،‬بل كان يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله من اللحم والفاكهة‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫والخبز والتمر ‪ ،‬وغيرها ‪.‬‬

‫وهللا الموفق‬

‫البر ( ‪. ) 277 / 1‬‬


‫‪ )1‬التمهيد البن عبد ّ‬

‫‪ )2‬وانظر هذه المسألة ‪ :‬الموافقات للشاطبي ( ‪ ، ) 108 / 2‬وإرشاد الفحول‬


‫للشوكاني ( ‪. ) 35‬‬
‫‪ )3‬زاد المعاد ‪.198 / 4‬‬
‫‪1871‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫الفصل األول‬
‫األطعمة التي تناوهلا النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫املبحث األول‬
‫األطعمة النباتية‬
‫املطلب األول‪ :‬احلبوب بأنواعها‪:‬‬
‫فمن ذلك الشعري (‪: )4‬‬
‫فقد ورد أن النبي ‪ ‬أكله ولم يشبع منه‪ ،‬فقد جاء عن أبي هريرة ـ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬فدعوه ‪ ،‬فأبى‬ ‫مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية‬
‫رضي هللا عنه ـ أنه ّ‬
‫أن يأكل ‪ ،‬وقال ‪ :‬خرج رسول هللا ‪ ‬من الدنيا ولم يشبع من خبز‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشعير‬
‫وعن ابن عباس ـ رضي هللا عنه ـ قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬يبيت‬
‫وأهله ال يجدون العشاء‪ ،‬وكان عامة خبزهم‬ ‫(‪)7‬‬
‫الليالي المتتابعة طاوياً‬
‫خبز الشعير (‪.)8‬‬

‫‪ )4‬الشعير ‪ :‬جنس من الحبوب ‪ ،‬واحدته شعيرة ‪ ،‬تهذيب اللغة ( ‪. ) 268 / 1‬‬


‫‪ )5‬أي مشوية ‪ ،‬النهاية ( ‪. ) 50 / 3‬‬
‫‪ )6‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 5414‬‬
‫‪ )7‬الطاوي ‪ :‬خالي البطن الجائع ‪ ،‬النهاية ( ‪. ) 146 / 3‬‬
‫‪ )8‬أخرجه الترمذي ( ‪ ، ) 2360‬وقال حديث حسن صحيح ‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه (‬
‫‪ ) 3347‬وحسنه األلباني في صحيح ابن ماجه ‪ ،‬والسلسلة الصحيحة ( ‪) 2119‬‬
‫‪.‬‬
‫‪1872‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫وعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت‪ :‬ما كان يبقى على مائدة‬
‫رسول هللا ‪ ‬من خبز الشعير قليل وال كثير (‪.)9‬‬

‫ومن ذلك‪ :‬احلنطة (‪: )10‬‬

‫فقد جاء عن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ قال‪ :‬والذي نفس أبي‬
‫هريرة بيده ما شبع رسول هللا ‪ ‬وأهله ثالثة أيام تباعاً من خبز حنطة‬
‫حتى فارق الدنيا (‪.)11‬‬

‫وعنه ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬ما شبع رسول هللا وأهله ثالثاً تباعاً‬
‫البر حتى فارق الدنيا (‪.)12‬‬
‫من خبز ّ‬
‫ومن ذلك‪ :‬الثريد (‪: )13‬‬

‫فقد كان النبي ‪ ‬يأكله‪ ،‬فعن واثلة بن األسقع ـ رضي هللا عنه ـ‬
‫قال‪ :‬أخذ رسول هللا ‪ ‬برأس الثريد فقال‪( :‬كلوا بسم هللا من حواليها‪،‬‬
‫(‪)14‬‬
‫‪.‬‬ ‫واعفوا رأسها‪ ،‬فإن البركة تأتيها من فوقها)‬

‫‪ )9‬أخرجه الطبراني في األوسط ( ‪ ، ) 1567‬وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (‬


‫‪ ، ) 18240‬وقال األلباني في صحيح الترغيب والترهيب ‪ :‬صحيح لغيره ‪.‬‬
‫البر ‪ ،‬النهاية ( ‪ ، ) 106 / 4‬المعجم الوسيط ( ‪. ) 202‬‬
‫‪ )10‬هي القمح و ّ‬
‫‪ )11‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5100‬ومسلم ( ‪. ) 2976‬‬
‫‪ )12‬أخرجه الترمذي ( ‪ ، ) 2358‬وابن ماجه ( ‪ ، ) 3343‬وصححه ابن حبان (‬
‫‪ ، ) 6346‬واأللباني في صحيح الترمذي وابن ماجه ‪.‬‬
‫‪ )13‬هو طعام يتخذ من التمر والدقيق والسمن ‪ ،‬النهاية ‪. 467 / 1‬‬
‫‪ )14‬أخرجه ابن ماجه ( ‪ ) 3276‬وصححه األلباني ‪.‬‬
‫‪1873‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫(‪)15‬‬
‫فيه رطب إلى‬ ‫وعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬بعثت معي أم سليم بمكتل‬
‫رسول هللا ‪ ‬فلم أجده‪ ،‬وخرج قريباً إلى مولى له دعاه صنع له طعاماً‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬فأتيته ‪ ،‬فإذا هو يأكل ‪ ،‬فدعاني آلكل معه ‪ ،‬قال ‪ :‬وصنع له‬
‫ثريداً بلحم وقرع ‪ ،‬قال ‪ :‬وإذا هو يعجبه القرع ‪ ،‬قال ‪ :‬فجعلت أجمعه‬
‫ووضعت له‬
‫ُ‬ ‫وأدنيه منه ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما طعم رجع إلى منزله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫المكتل بين يديه ‪ ،‬قال‪ :‬فجعل يأكل ويقسم ‪ ،‬حتى فرغ من آخره (‪.)16‬‬

‫ومن ذلك‪ :‬اخلزيرة (‪: )17‬‬

‫فعن عتبان بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ أنه أتى النبي ‪ ‬فقال‪ :‬يا‬
‫رسول هللا إني أنكرت بصري‪ ،‬وأنا أصلي لقومي ‪ ،‬فإذا كانت األمطار‬
‫سال الوادي الذي بيني وبينهم ‪ ،‬لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي‬
‫لهم‪ ،‬فوددت يا رسول هللا أنك تأتي فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى‪،‬‬
‫فقال‪ (:‬سأفعل إن شاء هللا ) ‪ ،‬قال عتبان ‪ :‬فغدا رسول هللا ‪ ‬وأبو بكر‬
‫حين ارتفع النهار ‪ ،‬فاستأذن النبي ‪ ‬فأذنت له ‪ ،‬فلم يجلس حتى دخل‬

‫‪ ) 15‬المكتل ‪ :‬بكسر الميم هو الزنبيل يعمل من الخوص ‪ ،‬النهاية ‪، 450 / 4‬‬


‫المعجم الوسيط ( ‪. ) 776‬‬
‫‪ )16‬أخرجه أحمد في المسند ( ‪ ) 12052‬وابن ماجه ( ‪ ، ) 3303‬وصححه ابن‬
‫حبان ( ‪ ، ) 6380‬واأللباني في صحيح ابن ماجه وإرواء الغليل ‪.46 / 7‬‬
‫ذر عليه‬
‫ويصب عليه ماء كثير ‪ ،‬فإذا نضج ّ‬
‫ّ‬ ‫طع صغا اًر‬
‫‪ )17‬الخزيرة ‪ :‬لحم يق ّ‬
‫الدقيق ‪ ،‬فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة ‪ .‬وقيل هي َحساء من دقيق ودسم‪،‬‬
‫وقيل إذا كانت من دقيق فهي حريرة‪ ،‬وإذا كانت من نخالة فهي خزيرة ‪.‬‬
‫النهاية‪.28/2‬‬
‫‪1874‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫البيت ‪ ،‬ثم قال لي ‪( :‬أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ ) فأشرت إلى‬


‫ناحية من البيت ‪ ،‬فقام النبي ‪ ‬فكبر ‪ ،‬فصففنا ‪ ،‬فصلى ركعتين ‪ ،‬ثم‬
‫سلم ‪ ،‬وحبسناه على خزير صنعناه ‪ ...‬الخ الحديث ‪.‬‬
‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫قال البخاري‪ :‬الخزيرة من النخالة‪ ،‬والحريرة من اللبن‬

‫ومن ذلك‪ :‬العصيد (‪: )19‬‬

‫فقد جاء عن عبد هللا بن بسر المازني ـ رضي هللا عنهما ـ قال‬
‫بعثني أبي إلى رسول هللا ‪ ‬أدعوه إلى الطعام ‪ ،‬فجاء معي ‪ ،‬فلما‬
‫أبوي ‪ ،‬فخرجا فتلقيا رسول هللا ‪‬‬
‫دنوت من المنزل أسرعت فأعلمت ّ‬
‫(‪)20‬‬
‫فقعد عليها ‪ ،‬ثم‬ ‫ورحبا به ‪ ،‬ووضعنا له قطيفة كانت عندنا زئبرية‬
‫فيها دقيق قد‬ ‫(‪)21‬‬
‫قال أبي ألمي ‪ :‬هات طعامك ‪ ،‬فجاءت بقصعة‬
‫عصدته بماء وملح ‪ ،‬فوضعته بين يدي رسول هللا ‪ ‬فقال ‪ ( :‬خذوا‬
‫(‪)22‬‬
‫‪ ،‬فإن البركة فيها ) فأكل رسول‬ ‫بسم هللا من حواليها وذروا ذروتها‬

‫‪ )18‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5401‬ومسلم ( ‪. ) 263‬‬


‫طبخ ‪ ،‬النهاية ‪. 246/3‬‬
‫وي ْ‬ ‫‪ُ )19‬ه َو َدقيق ُيَل ُّت َّ‬
‫بالسمن ُ‬
‫‪ )20‬أي قطيفة ضخمة ‪ ،‬النهاية ( ‪. ) 183 / 2‬‬
‫‪ )21‬وعاء كبير ُيتخذ لألكل ‪ ،‬وكان ُيتخذ من الخشب ‪ ،‬معجم اللغة العربية‬
‫المعاصرة ( ‪.)1824 / 3‬‬
‫‪ )22‬ذروة كل شيء أعاله ‪ ،‬وما ارتفع من حواشيه وأطرافه ‪ ،‬النهاية ‪. 159 / 2‬‬
‫‪1875‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫هللا ‪ ‬وأكلنا معه ‪ ،‬وفضل منها فضلة ‪ ،‬ثم قال رسول هللا ‪ ( :‬اللهم‬
‫(‪)23‬‬
‫‪.‬‬ ‫اغفر لهم وارحمهم ‪ ،‬وبارك عليهم ‪ ،‬ووسع عليهم في أرزاقهم)‬

‫ومنه ‪ :‬الســـويق (‪: )24‬‬

‫فقد ورد عن سويد بن النعمان ـ رضي هللا عنه ـ أنه خرج مع‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪ ،‬وهي أدنى‬ ‫‪25‬‬ ‫رسول هللا ‪ ‬عام خيبر ‪ ،‬حتى إذا كانوا بالصهباء‬
‫خيبر ‪ ،‬فصلى العصر ‪ ،‬ثم دعا باألزواد (‪ ، )26‬فلم ُيؤت إالّ بالسويق ‪،‬‬
‫فأمر به فثُري (‪ ، )27‬فأكل رسول هللا ‪ ‬وأكلنا ‪ ،‬ثم قام إلى المغرب‪،‬‬
‫(‪)28‬‬
‫‪.‬‬ ‫فمضمض ومضمضنا ‪ ،‬ثم صلى ولم يتوضأ‬

‫‪ )23‬أخرجه أحمد ( ‪ ، ) 17678‬والنسائي في الكبرى (‪ ، ) 6730‬والدارمي‬


‫(‪ ،) 2022‬قال الهيثمي في مجمع الزوائد ‪ : 27/5‬رواه أحمد ورجاله رجال‬
‫الصحيح ‪.‬‬
‫‪ )24‬السويق ‪ :‬اسم لصنف من الطعام يتخذ من حب القمح الغض غير الناضج‬
‫يحمص ويدق ويخلط بالتمر أو السكر ويؤكل في السفر حين يصعب الطبخ ‪،‬‬
‫تكملة المعاجم ‪. 195 /6‬‬
‫‪ )25‬على لفظ تأنيث أصهب ‪ :‬جبل يطل على خيبر من الجنوب ‪ ،‬ويسمى اليوم‬
‫الشريف ‪ ،‬قاعدة خيبر من الجنوب ‪ ،‬المعالم األثيرة‬
‫جبل عطوة يشرف على بلدة ّ‬
‫‪.162‬‬
‫‪ )26‬األزواد ‪ :‬جمع زاد ‪ ،‬وهو الطعام الذي ُيتخذ للسفر ‪ .‬النهاية ‪. 317 / 2‬‬
‫‪ ) 27‬أي ُب ّل بالماء ‪ .‬النهاية ‪. 210 / 1‬‬
‫‪ )28‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 209‬‬
‫‪1876‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ً‬
‫ومنه أيضا‪ :‬اجلشيشة (‪: )29‬‬

‫فعن عتبان بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول‬
‫هللا إن بصري قد ساء ـ وساق الحديث السابق ‪ ،‬إلى قوله ‪ :‬فصلى بنا‬
‫(‪)30‬‬
‫‪.‬‬ ‫وحبسنا رسول هللا ‪ ‬على جشيشة صنعناها له‬
‫ركعتين‪ْ ،‬‬

‫‪ )29‬الجشيشة ‪ :‬هي أن تطحن الحنطة طحناً جليالً ‪ ،‬ثم تجعل في القدور ويلقى‬
‫عليها لحم أو تمر وتطبخ ‪ ،‬وقد يقال لها دشيشة بالدال ‪ .‬النهاية ‪. 273 / 1‬‬
‫‪ )30‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 265‬‬
‫‪1877‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬الثمار بأنواعها ‪:‬‬

‫ويأتي يف مقدمتها‪ :‬التمر والرطب‪:‬‬

‫يقول ابن القيم عن التمر‪ :‬هو فاكهة وغذاء ودواء وشراب‬


‫(‪)31‬‬
‫‪.‬‬ ‫وحلوى‬

‫وقد جاء عن أنس ـ رضي هللا عنه ـ قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬ال‬
‫(‪)32‬‬
‫‪.‬‬ ‫يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات‪ ،‬ويأكلهن وت اًر‬

‫وعن عبدهللا بن بسر ـ رضي هللا عنه ـ قال‪ :‬نزل رسول هللا ‪‬‬
‫طبة ‪ ،‬فأكل منها ‪ ،‬ثم أُتي بتمر فكان‬
‫على أبي ‪ :‬فقربنا إليه طعاماً وَو ْ‬
‫يأكله ويلقي النوى بين أصبعيه ‪ ،‬ويجمع السبابة والوسطى ‪ ،‬ثم أُتي‬
‫بشراب فشربه ‪ ،‬ثم ناول الذي عن يمينه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال أبي ـ وأخذ بلجام‬
‫دابته ـ ‪ :‬ادع هللا لنا ‪ ،‬فقال ‪( :‬اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم‬
‫(‪)33‬‬
‫‪.‬‬ ‫وارحمهم)‬

‫طبة ‪ :‬الحيس يجمع التمر البرني واألقط المدقوق والسمن ‪.‬‬


‫َو ْ‬

‫‪ ) 31‬زاد المعاد ‪. 268 / 4‬‬


‫‪ ) 32‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 953‬‬
‫‪ ) 33‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 146‬‬
‫‪1878‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫وعن أنس ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬يفطر على‬
‫رطبات قبل أن يصلي ‪ ،‬فإن لم يكن رطبات ‪ ،‬فتمرات ‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫(‪)34‬‬
‫‪.‬‬ ‫تمرات حسا حسوات من ماء‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬وإذا كان في أحد الطعامين كيفية تحتاج إلى كسر‬
‫وتعديل ‪ ،‬كسرها وعدلها بضدها إن أمكن ‪ ،‬كتعديل ح اررة الرطب‬
‫بالبطيخ(‪. ) 35‬‬

‫فعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬يأكل‬
‫بحر‬
‫حر هذا ببرد هذا ‪ ،‬وبرد هذا ّ‬
‫البطيخ بالرطب ‪ ،‬فيقول ‪( :‬نكسر ّ‬
‫هذا)(‪. )36‬‬

‫قال ابن القيم ‪ :‬وفي البطيخ عدة أحاديث ‪ ،‬ال يصح منها شيء‬
‫غير هذا الحديث الواحد(‪.)37‬‬

‫‪ ) 34‬أخرجه أحمد في المسند ( ‪ ، ) 12676‬وأبو داوود ( ‪ ، ) 2356‬والترمذي‬


‫( ‪ ، ) 696‬وصححه الحاكم والذهبي ‪ ، 432 / 1‬واأللباني في صحيح أبي داوود‬
‫‪.‬‬
‫‪ ) 35‬زاد المعاد ‪. 199 / 4‬‬
‫‪ ) 36‬أخرجه أبو داوود ( ‪ ، ) 3836‬والبيهقي في شعب اإليمان ( ‪) 5591‬‬
‫والسنن الكبرى ( ‪ ، ) 14638‬وحسنه األلباني في صحيح أبي داوود ‪.‬‬
‫‪ ) 37‬زاد المعاد ( ‪. ) 175 / 3‬‬
‫‪1879‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫وكذا مع اخلربز (‪: )38‬‬

‫فعن أنس ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬رأيت رسول هللا ـ صلى هللا عليه‬
‫طب و ِّ‬
‫الخ ْربِّز (‪. )39‬‬ ‫الر َ‬
‫وسلم ـ يجمع بين ُّ‬

‫وكذا مع ‪ :‬القثاء (‪: )40‬‬

‫فعن عبد هللا بن جعفر ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬رأيت النبي ‪ ‬يأكل‬
‫(‪)41‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرطب بالقثاء‬
‫ّ‬
‫وقد ورد أنه ‪ ‬أكل ‪ :‬الرمان ‪:‬‬

‫فعن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ أن النبي ‪ ‬أُتي برمان يوم‬
‫(‪)42‬‬
‫‪.‬‬ ‫عرفة فأكله‬
‫ً‬
‫ومما جاء أنه أكل منه أيضا ‪ :‬الكباث(‪: )43‬‬

‫طيخ ِّباْلَف ِّارِّسي ِّ‬‫ِّ‬


‫َّة‪.‬النهاية ‪. 19/2‬‬ ‫‪ )38‬هو ُه َو اْلِّب ّ ُ‬
‫‪ )39‬أخرجه الترمذي في الشمائل (‪ ، )190‬والنسائي في الكبرى (‪ ، )6726‬وابن‬
‫حبان في صحيحه (‪ ، )5248‬وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح ‪، 593/9‬‬
‫وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة (‪. )58‬‬
‫انية مستطيلة‪،‬‬ ‫عيات‪ ،‬ثماره أسطو ّ‬ ‫اعي من فصيلة القر ّ‬ ‫‪ )40‬نبات عشبي حولي زر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫َّك‬
‫ب‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ع‬
‫َ ْ ُ ََ َ َ‬‫اد‬ ‫ف‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫وس‬ ‫ُّ‬
‫ق‬ ‫الف‬
‫ً َ‬‫ا‬ ‫أيض‬ ‫له‬ ‫ويقال‬ ‫الخيار‪،‬‬ ‫طعمها أقرب إلى‬
‫ض ِّم ْن َبْقلِّ َها َوِّقثَّ ِّائ َها)‪ .‬معجم اللغة المعاصرة ‪. 1776/3‬‬ ‫ِّ‬
‫ُي ْخ ِّرْج َلَنا م َّما تُْنِّب ُت األ َْر ُ‬
‫‪ ) 41‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5440‬ومسلم ( ‪. ) 2043‬‬
‫‪ )42‬أخرجه ابن حبان في صحيحه ( ‪ ، ) 3605‬وصححه األلباني في التعليقات‬
‫الحسان على صحيح ابن حبان (‪. ) 3569‬‬
‫‪1880‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫فعن جابر ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ُ :‬كّنا مع النبي ‪ ‬ونحن نجتني‬
‫الكباث ‪ ،‬فقال النبي ‪( : ‬عليكم باألسود منه ‪ ،‬فإنه أطيب ‪ ،‬وإني‬
‫كنت آكله زمن كنت أرعى) ‪ ،‬قالوا ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬وكنت ترعى ؟ فقال‬
‫اع ) (‪. )44‬‬
‫نبي إالّ وهو ر ٍ‬ ‫‪( :‬وهل ُبعث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وكذلك أكل ‪ :‬مجار النخل(‪: )45‬‬
‫فعن ابن عمر ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬كنت عند النبي ‪ ‬وهو‬
‫يأكل جما اًر ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬من الشجر شجرة كالرجل المؤمن ) ‪ ،‬فأردت أن‬
‫أقول النخلة فإذا أنا أحدثهم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬هي النخلة ) (‪. )46‬‬
‫وكذلك أكل ‪ :‬القــرع(‪: )47‬‬
‫فعن أنس ـ رضي هللا عنه ـ أن خياطاً دعى النبي ‪ ‬إلى طعام‬
‫(‪)48‬‬
‫وقرع ‪ ،‬فرأيت النبي ‪ ‬يتتبع‬ ‫فأتاه بطعام وقد جعله بإهالة سنخة‬

‫‪ )43‬الكباث ‪ :‬هو الناضج من ثمر األراك ‪ .‬النهاية ( ‪. ) 139 / 4‬‬


‫‪ )44‬أخرجه ابن حبان ( ‪ ، ) 5144‬وصحح اسناده شعيب األرناؤوط في تعليقه ‪،‬‬
‫وصححه األلباني في التعليقات الحسان ( ‪. ) 5122‬‬
‫جمار النخل ‪ :‬الشحم الذي وسط النخلة ‪ .‬النهاية ( ‪. ) 152 / 4‬‬
‫‪ّ )45‬‬
‫‪ )46‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 2209‬ومسلم ( ‪. ) 2811‬‬
‫‪ ) 47‬القرع ‪ :‬جنس نباتات زراعية من الفصيلة القرعية ‪ ،‬فيه أنواع تزرع لثمارها ‪،‬‬
‫دباء ‪ ،‬المعجم‬
‫وأصناف تزرع للتزيين ‪ ،‬واحدته قرعة ‪ ،‬وأكثر ما تسميه العرب ّ‬
‫الوسيط ‪ ، 728 / 2‬وغلب على اليقطين ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ، 748 / 2‬ومن أنواع‬
‫القرع الصغار ‪ :‬الكوسا ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪. 805 / 2‬‬
‫‪ ) 48‬إهالة سنخة ‪ :‬بكسر الهمزة ‪ ،‬واإلهالة ما يؤتدم به من األدهان ‪ ،‬والسنخ ‪:‬‬
‫المتغير الريح ‪ ،‬فتح الباري ‪. 82 /‬‬
‫ّ‬
‫‪1881‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫(‪)49‬‬
‫‪ ،‬قال أنس ‪ :‬فما زلت يعجبني القرع منذ رأيت‬ ‫القرع من الصحفة‬
‫(‪)50‬‬
‫‪.‬‬ ‫رسول هللا ‪ ‬يعجبه‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وأكل أيضا ‪ :‬الــدباء ‪:‬‬

‫فعن أنس بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ قال‪:‬إن خياطاً دعا رسول‬
‫هللا ‪ ‬لطعام صنعه ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬فذهبت مع رسول هللا ‪ ‬فرأيته يتتبع‬
‫(‪)51‬‬
‫‪.‬‬ ‫الدباء من يومئذ‬
‫الدباء من حوالي القصعة‪،‬قال‪:‬فلم أزل أحب ّ‬
‫ّ‬

‫وعند االضطرار أكل ورق الشجر وأغصانه ‪:‬‬

‫فعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬رأيتني سابع سبعة‬

‫مع النبي ‪ ‬مالنا طعام إالّ ورق ُ‬


‫(‪)52‬‬
‫‪ ،‬حتى يضع‬ ‫الحَبلة‬
‫الحْبلة أو َ‬
‫أحدنا كما تضع الشاة ‪ ،‬ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على اإلسالم ‪،‬‬
‫(‪)53‬‬
‫‪.‬‬ ‫وضل سعيي‬
‫ّ‬ ‫خسرت إذا‬

‫الصحَفة‪ :‬إناء كالَقصعة المبسوطة ونح ِّوها‪ ،‬وجمعها ِّ‬


‫ص َحاف‪.‬النهاية ‪. 13/3‬‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ْ َّ )49‬‬
‫‪ )50‬أخرجه أحمد في المسند ( ‪ ، ) 12861‬وأبو يعلى في المسند ( ‪، ) 2883‬‬
‫وابن حبان في صحيحه ( ‪ ، ) 5293‬وصححه األلباني في إرواء الغليل ( ‪) 35‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )51‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5379‬ونحوه مسلم ( ‪. ) 2041‬‬
‫السمر ‪ :‬يشبه اللوبيا ‪ ،‬وقيل ثمر العضاة ‪ ،‬وهو شجر له شوك‬
‫‪ )52‬الحبلة ‪ :‬ثمر ّ‬
‫الحَبلة بفتح الحاء والياء قضيب شجر العنب ‪ ،‬فتح الباري ‪. 289 / 11‬‬
‫‪،‬و َ‬
‫‪ )53‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5412‬ومسلم بنحوه ( ‪. ) 2967‬‬
‫‪1882‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬
‫‪1883‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫ّ‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬الزيوت واخلل واحللوى ‪:‬‬

‫فأما ‪ :‬الزيت ‪:‬‬

‫فقد جاء عن أنس ـ رضي هللا عنه ـ أن النبي ‪ ‬جاء إلى سعد‬
‫بن عبادة ـ رضي هللا عنه ـ فجاء بخبز وزيت فأكل ‪ ،‬ثم قال النبي ‪: ‬‬
‫( أفطر عندكم الصائمون ‪ ،‬وأكل طعامكم األبرار ‪ ،‬وصلت عليكم‬
‫(‪)54‬‬
‫‪.‬‬ ‫المالئكة )‬

‫وعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت ‪ :‬لقد مات رسول هللا ‪ ‬وما‬
‫(‪)55‬‬
‫‪.‬‬ ‫شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين‬

‫وكذا أكل ‪ :‬السمن واألقط (‪: )56‬‬

‫فعن ابن عباس ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬أهدت أم حفيد خالة ابن‬
‫أضباً ‪ ،‬فأكل النبي‬
‫عباس ـ رضي هللا عنهم ـ إلى النبي ‪ ‬أقطاً وسمناً و ّ‬
‫الضب تقذ اًر ‪ ،‬قال ابن عباس ‪ :‬فأُكل‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬من األقط والسمن ‪ ،‬وترك‬
‫على مائدة رسول هللا ‪ ، ‬ولو كان حراماً ما أُكل على مائدة رسول هللا‬
‫(‪) 57‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )54‬أخرجه أبو داوود ( ‪ ، ) 3854‬وأحمد في المسند ( ‪ ، ) 12433‬وصححه‬


‫األلباني في صحيح أبي داوود ‪.‬‬
‫‪ )55‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 2974‬‬
‫‪ )56‬األقط ‪ :‬لبن مجفف يابس مستحجر ‪ .‬النهاية ‪. 57 / 1‬‬
‫‪ )57‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 2575‬ومسلم ( ‪. ) 1946‬‬
‫‪1884‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ً‬
‫وأكل أيضا ‪ :‬الزبد (‪: )58‬‬

‫فعن ابني بسر السلميين ـ رضي هللا عنهما ـ قاال ‪ :‬دخل علينا‬
‫رسول هللا ‪ ‬فوضعنا تحته قطيفة لنا ‪ ،‬فجلس عليها ‪ ،‬فأنزل هللا عليه‬
‫(‪)59‬‬
‫الزبد ‪‬‬ ‫الوحي في بيتنا ‪ ،‬وقدمنا له زبداً وتم اًر ‪ ،‬وكان يحب‬
‫‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأكل ‪ :‬اخلل وأثىن عليه ‪:‬‬

‫فعن جابر ـ رضي هللا عنه ـ أن رسول هللا ‪ ‬طلب وسأل أهله‬
‫خل ‪ ،‬قال ‪ :‬فدعا به ‪ ،‬فجعل يأكل به‪،‬‬
‫األُدم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ما عندنا إالّ ّ‬
‫الخل ) (‪. )60‬‬ ‫ِّ‬
‫ويقول ‪ ( :‬نعم األدم ّ‬
‫وعن جابر ـ رضي هللا عنهما ـ أن نبي هللا ‪ ‬أخذ بيده إلى‬
‫منزله ‪ ،‬فلما انتهى قال ‪ ( :‬ما من غداء أو عشاء؟ ) شك طلحة بن‬
‫نافع ـ راوي الحديث ـ عن جابر ‪ ،‬قال ‪ :‬فأخرجوا فلقاً من خبز ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(‪)61‬‬
‫خل ‪ ،‬قال ‪ ( :‬أدنيه ‪،‬‬
‫؟ ) قالوا ‪ :‬ال ‪ ،‬إال شيء من ّ‬ ‫( أما من أدم‬
‫الخل نعم األدم هو ) قال جابر ‪ :‬ما زلت أحب الخل منذ سمعته‬ ‫ّ‬ ‫فإن‬

‫‪ )58‬الزبد ‪ :‬مادة دهنية تستخرج بالمخض ‪ ،‬معجم اللغة المعاصرة ‪. 971 / 2‬‬
‫‪ )59‬أخرجه أبو داوود ( ‪ ، ) 3837‬وابن ماجه ( ‪ ، ) 3334‬وصححه األلباني‬
‫في ‪ :‬صحيح أبي داوود وصحيح الترمذي وصحيح الجامع ( ‪. ) 4921‬‬
‫‪ )60‬أخرجه مسلم ( ‪ ، ) 2052‬وأحمد ( ‪. ) 14925‬‬
‫‪ )61‬أدم ‪ :‬ويقال اإلدام واأل ُْدم بالضم ‪ :‬ما يؤكل مع الخبز من أي شيء كان ‪.‬‬
‫النهاية ‪. 31 / 1‬‬
‫‪1885‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫الخل منذ سمعته من‬


‫من رسول هللا ‪ ، ‬وقال طلحة ‪ :‬ما زلت أحب ّ‬
‫جابر (‪. )62‬‬

‫ومما يلحق بذلك أكله ـ صلى هللا عليه وسلم ـ للحلويات ‪ ،‬ومن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫َّللاِّ ـ َّ‬ ‫ماروته ع ِّائشة ـ ر ِّ‬
‫صلى هللاُ‬‫ول َّ َ‬ ‫ان َرُس ُ‬
‫َّللاُ َع ْن َها ـ َقاَلت ‪َ :‬ك َ‬
‫ضي َّ‬
‫َ َ َ َ‬
‫الع َس َل (‪. )63‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ َّ‬
‫اء َو َ‬
‫الحْل َو َ‬
‫َعَل ْيه َو َسل َم ـ ُيح ُّب َ‬
‫ومنه اخلبيص (‪: )64‬‬

‫َّللاُ عنه ـ قال ‪:‬‬


‫ضي َّ‬‫َّللاِّ ب ِّن س َال ٍم ـ ر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ َ‬ ‫فقد جاء َع ْن َع ْبد َّ ْ َ‬
‫قدمت عير من طعام ‪ ،‬فيها جمل لعثمان بن عفان ـ رضي هللا عنه ـ‬
‫(‪)65‬‬
‫وسمن وعسل ‪ ،‬فأتاها النبي ـ صلى هللا عليه‬ ‫عليه دقيق ُحَّواري‬
‫وسلم ـ فدعا فيها بالبركة ‪ ،‬ثم دعا ببرمة فنصبت على النار وجعل فيها‬
‫من العسل والدقيق والسمن ‪ ،‬ثم عصد حتى نضج أو كاد ينضج ثم‬
‫َّللاُ َعَل ْي ِّه َو َسَّل َم ـ ‪( :‬كلوا‪ ،‬هذا شيء تسميه‬
‫صَّلى َّ‬ ‫أنزل ‪َ ،‬فَقال رسول َّ ِّ‬
‫َّللا ـ َ‬ ‫َ َُ ُ‬

‫‪ )62‬أخرجه مسلم ( ‪ ، ) 2052‬وأحمد في المسند ( ‪ ) 15293‬واللفظ له ‪.‬‬


‫‪ )63‬أخرجه البخاري (‪ ، )5431‬ومسلم (‪ )1474‬مطوال ‪.‬‬
‫الس ْم ِّن ‪ ،‬وهو من اْل َحْل َواء ‪ .‬القاموس‬ ‫ول من التَّ ْم ِّر و َّ‬ ‫الم ْع ُم ُ‬
‫الخبيص ‪ :‬المخلوط َ‬
‫‪ِّ َ )64‬‬
‫المحيط ‪ ، 616‬والمعجم الوسيط ‪. 216‬‬
‫اب‬
‫ض ‪َ ،‬و ُه َو ُلَب ُ‬ ‫يق األَْبَي ُ‬
‫الدق ُ‬ ‫وشِّّد اْل َواو وَف ْتح َّ‬
‫الر ِّاء ‪ِّ َّ :‬‬ ‫اء َ‬‫‪ )65‬الحَّواري ‪ :‬بض ِّم الح ِّ‬
‫َّ َ‬ ‫ُ َ‬
‫صه ‪ ،‬تاج العروس ‪. 104/11‬‬ ‫َّ ِّ‬
‫َخَل ُ‬
‫وده وأ ْ‬
‫َج ُ‬
‫الدقيق وأ ْ‬
‫‪1886‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫(‪)66‬‬
‫فارس ‪ :‬الخبيص ) ‪ ،‬فأكل رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ وأكلنا‬
‫‪.‬‬

‫‪ )66‬أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث (‪. )539‬‬
‫وأخرجه الطبراني في الكبير (‪ ،)370‬وفي األوسط كما في مجمع البحرين‬
‫(‪ )4085‬وفي الصغير كما في الروض الداني (‪ )833‬وقال في األوسط والصغير‬
‫‪ :‬ال يروى عن عبد هللا بن سالم َّإال بهذا اإلسناد َّ‬
‫تفرد به الوليد بن مسلم ‪ ،‬ومن‬
‫طريقه أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ‪ ، 368 /1‬وابن الجوزي كذلك‬
‫صَّلى‬ ‫ول َّ ِّ‬
‫في العلل المتناهية (‪ ، )1109‬وقال ‪ :‬هذا حديث ال يصح ع ْن رس ِّ‬
‫َّللا ـ َ‬ ‫َ َُ‬
‫َّللاُ َعَلْي ِّه َو َسَّل َم ـ َّ‬
‫تفرد به الوليد ‪ ،‬وكان يسقط الضعفاء من اإلسناد ويدلس‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث في رواية الحارث بن أبي أسامة ‪ ،‬فزالت‬
‫التهمة والحمد هلل ‪ ،‬قال الذهبي في السير ‪ 212 /9‬وكان ـ أي الوليد ـ من أوعية‬
‫حدثنا ‪ ،‬فهو حجة ‪.‬‬
‫ظا ولكن ردئ التدليس ‪ ،‬فإذا قال ‪ّ :‬‬
‫العلم ثقة حاف ً‬
‫وأخرجه البيهقي في شعب اإليمان(‪ ، )5532‬وأخرجه تمام في فوائده كما في‬
‫البزار في الغيالنيات ‪ ، 323‬وأبو القاسم الرازي‬
‫الروض البسام (‪ ، )986‬وأبو بكر ّ‬
‫في فوائده كما في زوائد األجزاء المنثورة ‪. 392‬‬
‫قال الهيثمي في المجمع ‪ : 38 /5‬رواه الطبراني في الثالثة ورجال الصغير‬
‫واألوسط ثقات ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وعليه فإن روايات هذا الحديث يعضد بعضها بعضا ويصبح بها الحديث حسنا‬
‫لغيره ‪ ،‬ويشهد له الحديث المتفق عليه المتقدم قبل هذا ‪ ،‬وهللا أعلم ‪.‬‬
‫تنبيه ‪ :‬حديث عبدهللا بن سالم هذا ذكره المال علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح‬
‫مشكاة المصابيح ‪ 2701/7‬وقال ‪ :‬رواه البخاري ‪ ،‬وِّفي حي ِّاة اْلحيو ِّ ِّ ِّ‬
‫ان ل َّلدميرِّّ‬
‫ِّي ‪:‬‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫الستَّ ِّة ‪.‬ا‪.‬ه‪ !! .‬وهذا الحديث كما ترى لم يخرجه البخاري بل‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اب اْل ُكتُب ّ‬
‫َص َح ُ‬
‫َرَواهُ أ ْ‬
‫‪1887‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫املبحث الثاني‬

‫األطعمة احليوانية‬
‫إن اللحم مما أحله هللا وأباحه ‪ ،‬واليمتنع عنه ديانة إال أهل الرهبنة‬
‫أن عثمان‬
‫صرح النبي ـ صلى هللا عليه وسلم ـ بأنه يأكله فقد ورد ّ‬
‫‪ ،‬وقد ّ‬
‫بن مظعون ـ رضي هللا عنه ـ أراد أن يختصي ويسيح في األرض ‪،‬‬
‫فقال له رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ‪( :‬أليس لك ِّف َّي أسوة حسنة ؟‬
‫إن خصاء أمتي الصيام ‪،‬‬
‫فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر ‪ّ ،‬‬
‫وليس من أمتي من خصى أو اختصى ) (‪ ، )67‬ومن اللحوم التي أكلها‬
‫‪:‬‬

‫نص الدميري في كتابه هذا ‪ ،‬فاهلل أعلم‬


‫ليس في شيء من الكتب الستة ‪ ،‬ولم أجد ّ‬
‫‪.‬‬
‫وجود إسناده األلباني في السلسلة‬ ‫‪ )67‬أخرجه ابن سعد في الطبقات ‪ّ 394 /3‬‬
‫النِّب ِّي ـ‬ ‫َن َنَف ار ِّم ْن أَصح ِّ‬
‫اب َّ‬
‫ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫الصحيحة (‪ ، )1830‬وله شاهد من حديث أنس ‪ ،‬أ َّ ً‬
‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫السِّّر؟‬ ‫ِّ َّ‬ ‫النِّب ِّي َّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫َّ‬
‫صلى هللاُ َعَلْيه َو َسل َم َع ْن َع َمله في ّ‬‫اج َّ ّ َ‬ ‫صلى هللاُ َعَلْيه َو َسل َم ـ َسأَُلوا أ َْزَو َ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم ‪:‬‬ ‫النساء ‪ ،‬وَقال بعضهم ‪َ :‬ال ُ َّ‬ ‫ِّ‬
‫ال َب ْع ُ‬
‫آك ُل الل ْح َم ‪َ ،‬وَق َ‬ ‫ض ُه ْم ‪َ :‬ال أَتَ َزَّوج ّ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫ال َب ْع ُ‬
‫َفَق َ‬
‫ال أَْق َوا ٍم َقاُلوا َك َذا َوَك َذا؟‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َال أََنام َعَلى ِّف َر ٍ‬
‫هللا َوأَ ْثَنى َعَلْيه ثم َق َ‬
‫ال ‪َ ( :‬ما َب ُ‬ ‫اش ‪َ ،‬ف َحم َد َ‬ ‫ُ‬
‫اء ‪َ ،‬ف َم ْن َرِّغ َب َع ْن ُسَّنِّتي َفَلْي َس‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َل ِّكِّّني أ ِّ‬
‫وم َوأُْفط ُر ‪َ ،‬وأَتَ َزَّو ُج ّ‬
‫الن َس َ‬ ‫َص ُ‬ ‫ام ‪َ ،‬وأ ُ‬
‫ُصّلي َوأََن ُ‬‫َ‬
‫ِّمِّّني ) ‪ ،‬أخرجه مسلم (‪. )1401‬‬
‫‪1888‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ّ‬
‫املطلب األول ‪ :‬احليوانات الربية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬البهائم ‪:‬‬

‫ومنها حلم اإلبل ‪:‬‬

‫فقد جاء في حديث جابر ـ رضي هللا عنه ـ في حديثه الطويل في‬
‫ف ـ يعني رسول هللا صلى هللا‬ ‫ص َر َ‬ ‫صفة حجة الوداع أنه قال ‪ :‬ثُ َّم ْان َ‬
‫طى َعلِّيًّا ‪،‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َ‬ ‫ين ِّب َيده ‪ ،‬ثُ َّم أ ْ‬ ‫عليه وسلم ـ ِّإَلى اْل َم ْن َح ِّر ‪َ ،‬ف َن َح َر ثَ َالثًا َوِّستّ َ‬
‫ٍ (‪)69‬‬ ‫ٍ‬ ‫َشرَكه ِّفي ه ْديِّ ِّه ‪ ،‬ثُ َّم أ ِّ‬
‫َم َر م ْن ُك ِّّل َب َد َنة ِّب َب ْ‬
‫(‪)68‬‬
‫ض َعة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ،‬وأ ْ َ ُ‬ ‫َف َن َح َر َما َغ َب َر‬
‫َك َال ِّم ْن َل ْح ِّم َها َو َش ِّرَبا ِّم ْن َم َرِّق َها (‪. )70‬‬ ‫‪َ ،‬ف ُج ِّعَل ْت ِّفي ِّق ْد ٍر ‪َ ،‬ف ُ‬
‫طِّب َخ ْت ‪َ ،‬فأ َ‬
‫ومنها حلم البقر ‪:‬‬

‫فعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت ‪ :‬وأُتي النبي ‪ ‬بلحم بقر ‪،‬‬
‫فقيل ‪ :‬هذا ما تصدق به على بريرة ‪ ،‬فقال ‪( :‬هو لها صدقة ولنا‬
‫هدية)(‪.)71‬‬

‫الغ ِّابر اْلَب ِّاقي ‪ ،‬النهاية ‪. 337/3‬‬ ‫‪َ )68‬‬


‫طع ُة ِّمن َّ‬ ‫ِّ‬
‫الل ْحمِّ‪َ ،‬وَق ْد تُ ْك َس ُر ‪ .‬النهاية ‪. 133/1‬‬ ‫ضعة ِّباْلَف ْت ِّح‪ :‬اْلق ْ َ َ‬
‫الب ْ‬
‫‪َ )69‬‬
‫‪ )70‬أخرجه مسلم (‪. )1218‬‬
‫‪ )71‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 1075‬‬
‫‪1889‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫ومنها حلم الشاة ‪:‬‬

‫فعن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬خرج رسول هللا ‪ ‬ذات‬
‫يوم ـ أو ليلة ـ فإذا هو بأبي بكر وعمر ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ما أخرجكما من‬
‫بيوتكما هذه الساعة ؟ ) قاال ‪ :‬الجوع يا رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وأنا ‪،‬‬
‫والذي نفسي بيده ‪ ،‬ألخرجني الذي أخرجكما ‪ ،‬قوموا)‪ ،‬فقاموا معه ‪،‬‬
‫فأتى رجالً من األنصار ‪ ،‬فإذا هو ليس في بيته ‪ ،‬فلما رأته المرأة قالت‬
‫‪ :‬مرحباً وأهالً‪ ،‬فقال لها رسول هللا ‪( : ‬أين فالن ؟ ) قالت ‪ :‬ذهب‬
‫يستعذب لنا الماء (‪ ، )72‬إذ جاء األنصاري ‪ ،‬فنظر إلى رسول هللا ‪‬‬
‫وصاحبيه ‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحمد هلل ‪ ،‬ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫(‪)73‬‬
‫وتمر ورطب‪ ،‬فقال ‪ :‬كلوا من هذه ‪،‬‬ ‫فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر‬
‫(‪)74‬‬
‫‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( : ‬إياك والحلوب ) فذبح لهم ‪،‬‬ ‫وأخذ المدية‬
‫فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا ‪ ،‬فلما أن شبعوا ورووا قال‬
‫رسول هللا ‪ ‬ألبي بكر وعمر ‪( :‬والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا‬
‫النعيم يوم القيامة ‪ ،‬أخرجكم من بيوتكم الجوع ‪ ،‬ثم لم ترجعوا حتى‬
‫(‪)75‬‬
‫‪.‬‬ ‫أصابكم هذا النعيم)‬

‫ال ‪:‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ضر َله ِّمْن َها‬
‫الع ْذب ‪َ ،‬و ُه َو الطّيب الذي َال ُمُلوح َة فيه ‪ُ ،‬يَق ُ‬
‫الماء َ‬
‫ُ‬ ‫َي ُي ْح َ‬ ‫‪ )72‬أ ْ‬
‫َي َش ِّربنا َع ْذبا واستقينا َع ْذبا ‪ ،‬النهاية ‪. 195/3‬‬ ‫استَ ْع َذْبنا ‪ :‬أ ْ‬
‫َع َذْبَنا و ْ‬
‫أْ‬
‫النخل قبل أَن يرطب ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪. 56‬‬
‫‪ )73‬البسر ‪ :‬ثَ َمر ّ‬
‫بها أَو يقطع ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪. 440‬‬ ‫ِّ‬
‫‪ )74‬المدية َوهي آَلة يذبح َ‬
‫‪ )75‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 2038‬‬
‫‪1890‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)76‬‬
‫ومما أكله أيضا ‪ :‬احلمر الوحشية‬

‫فعن أبي قتادة ـ رضي هللا عنه ـ أنه خرج مع النبي ‪، ‬‬
‫فتخّلف أبو قتادة مع بعض أصحابه ‪ ،‬وهم محرمون وهو غير محرم‪،‬‬
‫ف أروا حما اًر وحشياً قبل أن يراه ‪ ،‬فلما رأوه تركوه حتى رآه أبو قتادة‪،‬‬
‫فركب فرساً له ُيقال لها الجرادة ‪ ،‬فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا ‪،‬‬
‫فتناوله ‪ ،‬فحمل فعقره ‪ ،‬ثم أكل ‪ ،‬فأكلوا فندموا ‪ ،‬فلما أدركوه قال ‪( :‬هل‬
‫(‪)77‬‬
‫‪.‬‬ ‫معكم منه شيء ؟ ) ‪ ،‬قال ‪ :‬معنا رجله ‪ ،‬فأخذها النبي ‪ ‬فأكلها‬

‫وكان يأكل أيضا ‪ :‬كبد وسنام اإلبل ‪:‬‬

‫فعن سلمة بن األكوع ـ رضي هللا عنه ـ في القصة الطويلة لغزوة‬


‫ذي قرد ـ قال ‪ :‬وإذا بالل نحر ناقة من اإلبل الذي استنقذته من القوم ‪،‬‬
‫وإذا هو يشوي لرسول هللا ‪ ‬من كبدها وسنامها ‪ ...‬الحديث (‪.)78‬‬
‫(‪)79‬‬
‫‪:‬‬ ‫وكذلك أكل ‪ :‬سواد بطن الشاة‬

‫‪ )76‬حمار الوحش ‪ :‬حيوان بري ‪ ،‬من ذوات الحوافر وفصيلة الخيليات ‪،‬‬
‫معروف بألوانه المخططة باألبيض واألسود ‪ .‬معجم اللغة العربية المعاصرة ‪/ 1‬‬
‫‪. 557‬‬
‫‪ )77‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 2854‬ومسلم ( ‪. ) 1196‬‬
‫‪ )78‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 1807‬‬
‫ط ِّن ِّم ْن َكِّب ٍد َو َغْي ِّرَها ‪ .‬فتح الباري‬ ‫‪َ )79‬س َو ِّاد اْلَب ْ‬
‫ط ِّن ُه َو ‪ :‬اْل َكِّب ُد أ َْو ُك ُّل َما ِّفي اْلَب ْ‬
‫‪ ، 232/5‬والنهاية ‪. 419 / 2‬‬
‫‪1891‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫كنا مع‬
‫فعن عبد الرحمن بن أبي بكر ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ّ :‬‬
‫النبي ‪ ‬ثالثين ومائة ‪ ،‬فقال النبي ‪ ( : ‬هل مع أحد منكم طعام ؟‬
‫فعجن ‪ ،‬ثم جاء رجل‬ ‫) ‪ ،‬فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه ‪ُ ،‬‬
‫مشرك ‪ ،‬مشعان طويل(‪ ، )80‬بغنم يسوقها ‪ ،‬فقال النبي ‪( : ‬بيعاً أم‬
‫عطية ـ أو قال ـ أم هبة ؟ ) قال ‪ :‬ال ‪ ،‬بل بيع ‪ ،‬فاشترى منه شاة ‪،‬‬
‫فصنعت ‪ ،‬وأمر النبي ‪ ‬بسواد البطن أن ُيشوى ‪ ،‬وأيم هللا ما في‬ ‫ُ‬
‫(‪)81‬‬
‫حزة من سواد بطنها ‪ ،‬إن‬
‫حز النبي ‪ ‬له ّ‬ ‫الثالثين والمائة إالّ قد ّ‬
‫كان شاهداً أعطاها إياه ‪ ،‬وإن كان غائباً خبأ له ‪ ،‬فجعل منها قصعتين‬
‫(‪)82‬‬
‫‪ ،‬فأكلوا أجمعون وشبعنا ‪ ،‬ففضلت القصعتان ‪ ،‬فحملناه على البعير‬
‫(‪)83‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬أو كما قال‬

‫بضم أوله وتشديد النون ‪ ،‬أي منتفش الشعر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الطويل‬ ‫‪ )80‬مشعان ‪ّ :‬‬
‫جدًا فوق العادة ‪ .‬انظر فتح الباري ‪. 139 / 1‬‬
‫طعة ِّمن َّ‬
‫الل ْح ِّم َو َغْي ِِّّره ‪.‬النهاية ‪377/1‬‬ ‫طع ‪ ،‬و ِّمْنه الح َّزة و ِّهي ‪ِّ :‬‬
‫الق ْ‬ ‫الحِّّز ‪ :‬الَق ْ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ َُ َ‬ ‫‪َ )81‬‬
‫‪.‬‬
‫َّ‬
‫اه َما ‪ .‬الفتح ‪. 232/5‬‬ ‫ص َعتَْي ِّن َلَق َ‬
‫ال َح َمْلَن ُ‬ ‫‪ )82‬أ ِّي الط َع َ‬
‫ام ‪َ ،‬وَل ْو أ ََرَاد اْلَق ْ‬
‫‪ )83‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 2618‬ومسلم ( ‪. ) 2056‬‬
‫‪1892‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ومما كان يأكله ‪ :‬كتف الشاة ‪:‬‬


‫فعن عبد هللا بن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ أن رسول هللا ‪ ‬أكل‬
‫(‪)84‬‬
‫‪.‬‬ ‫كتف شاة ‪ ،‬ثم صلى ولم يتوضأ‬
‫ومما كان يعجبه أكل ‪ :‬الــــذراع (‪: )85‬‬
‫كنا مع النبي‬
‫فقد جاء عن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ّ :‬‬
‫‪ ‬في دعوة ‪ ،‬فرفع إليه الذراع ‪ ،‬وكانت تعجبه ‪ ،‬فنهس منها‬
‫(‪)87‬‬
‫‪.‬‬ ‫نهسة(‪ ....)86‬وذكر حديث الشفاعة الطويل‬
‫وكان يأكل أيضا ‪ :‬الكراع (‪: )88‬‬
‫كنا لنرفع لرسول‬
‫فعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت ‪ :‬إن ّ‬
‫هللا ‪ ‬الكراع فيأكله بعد شهر(‪. )89‬‬

‫‪ )84‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 207‬ومسلم ( ‪. ) 5089‬‬


‫‪ )85‬الذراع في البقر والغنم ما فوق الكراع ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪. 311 / 1‬‬
‫‪ )86‬النهس ‪ :‬أخذ اللحم بأطراف األسنان ‪ ،‬النهاية ‪. 136 / 5‬‬
‫‪ )87‬أخرجه البخاري ( ‪ ) 3340‬و ( ‪. ) 194‬‬
‫‪ )88‬الكراع من البقر والغنم ‪ :‬مستدق الساق العاري من اللحم ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪2‬‬
‫‪. 783 /‬‬
‫‪ )89‬أخرجه أحمد في المسند ( ‪ ، ) 25047‬ووكيع بن الجراح في الزهد ( ‪) 111‬‬
‫‪ ،‬والنسائي ( ‪ ) 236 / 7‬وصححه األلباني في صحيح النسائي ( ‪. ) 4433‬‬
‫‪1893‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫وكان يأكل اللحم املتبقي على العظام ‪:‬‬

‫ض ‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫ِّ‬ ‫ف َع ْن َع ِّائ َش َة ـ رضي هللا عنها ـ َقاَل ْت ُ‬


‫َش َر ُب َوأ ََنا َحائ ٌ‬
‫‪:‬ك ْن ُت أ ْ‬
‫ض ِّع ِّف َّي‪،‬‬ ‫النِّب َّي ـ صلَّى هللا عَلي ِّه وسَّلم ـ َفيضع َفاه عَلى مو ِّ‬ ‫أ َُن ِّاوُل ُه َّ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ ْ ََ َ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫صَّلى هللاُ َعَل ْي ِّه‬ ‫ض ‪ ،‬ثُ َّم أ َُن ِّاوُل ُه َِّّ‬
‫النب َّي ـ َ‬
‫ِّ‬
‫َف َي ْش َر ُب‪َ ،‬وأَتَ َع َّر ُق اْل َع ْر َق َوأ ََنا َحائ ٌ‬
‫‪90‬‬

‫وسَّلم ـ َفيضع َفاه عَلى مو ِّ‬


‫ض ِّع ِّف َّي (‪.)91‬‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ َ َْ‬
‫أحب‬
‫وجاء عن عبد هللا بن مسعود ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬كان ُّ‬
‫العراق ِّإلى رسول هللا ـ صلى هللا عليه وسلم ـ ع اَرق ِّ‬
‫الشاة(‪.)92‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫ومما ورد أنه أكله ‪ :‬القديد (‪: )93‬‬

‫فعن جابر بن عبد هللا ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬أكلنا مع رسول هللا‬
‫‪ ‬القديد بالمدينة ‪ ،‬من قديد األضحى (‪.)94‬‬

‫‪ )90‬معنى ‪ :‬أتعرق العرق ‪ :‬هو العظم الذي عليه بقية من لحم ‪ ،‬هذا هو األشهر‬
‫في معناه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو العظم بال لحم وجمعه ُعراق بضم العين ‪ ،‬ويقال عرقت‬
‫أخذت عنه اللحم بأسنانك ‪ ،‬وانظر معالم السنن ‪82/1‬‬
‫َ‬ ‫العظم وتعرقته وأعترقته إذا‬
‫‪ ،‬وفتح الباري ‪. 578/9‬‬
‫‪ )91‬أخرجه مسلم (‪. )300‬‬
‫‪ )92‬أخرجه أحمد في المسند (‪ ، )3733‬وأبو داود (‪ ، )3780‬والترمذي في‬
‫الشمائل (‪ ، )168‬وصححه األلباني في صحيح أبي داود وفي السلسلة الصحيحة‬
‫( ‪. ) 2055‬‬
‫‪ )93‬القديد ‪ :‬اللحم المملوح المجفف في الشمس ‪ .‬النهاية ‪. 22 / 4‬‬
‫‪ )94‬أخرجه أحمد في المسند ( ‪ ، ) 14509‬وابن حبان في صحيحه ( ‪) 5930‬‬
‫‪ ،‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة ( ‪. ) 805‬‬
‫‪1894‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ومما يلحق بهذا المبحث ‪ :‬أكله ـ صلى هللا عليه وسلم ـ بعض‬
‫المشتقات الحيوانية ‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫اجلنب ‪:‬‬

‫فقد جاء أن عبد هللا بن عمر ‪ -‬رضي هللا عنهما – قال ‪ :‬أُِّتي‬
‫َ‬
‫بجب ْنة في تَُبوك من عمل النصارى‬‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ُ -‬‬
‫أك َل (‪. )95‬‬ ‫‪ ،‬فدعا ِّّ‬
‫بسكين ‪ ،‬فسمى ‪ ،‬وقطع ‪ ،‬و َ‬
‫ثانيا ‪ :‬الطيور ‪:‬‬
‫فأكل حلم الدجاج ‪:‬‬
‫فعن أبي موسى األشعري ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬رأيت رسول هللا‬
‫(‪)96‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬يأكل دجاجاً‬
‫ً‬
‫وأكل أيضا ‪ :‬اجلراد ‪:‬‬
‫فعن ابن أبي أوفى ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬غزونا مع رسول هللا ‪‬‬
‫(‪)97‬‬
‫‪.‬‬ ‫كنا نأكل معه الجراد‬
‫سبع غزوات أو ستّاً ‪ّ ،‬‬

‫‪ )95‬أخرجه أبو داود في سننه (‪ ، )3819‬وابن حبان في صحيحه (‪، )5218‬‬


‫والبيهقي في السنن‪ 6 /10‬كلهم بدون لفظة ‪( :‬وأكل) ‪ ،‬وأورده بهذه اللفظة المزي‬
‫في تهذيب الكمال ‪ ، 1051 /2‬وهو في تحفة األشراف ‪ 442 /5‬برقم (‪، )7114‬‬
‫وجامع األصول البن األثير ‪ 476/7‬وعزاه ألبي داود ‪.‬‬
‫حسنه األلباني في صحيح أبي داود (‪.)3235‬‬
‫وقد ّ‬
‫‪ )96‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 5517‬‬
‫‪ )97‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5495‬ومسلم ( ‪. ) 1952‬‬
‫‪1895‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬احليوانات البحرية ‪:‬‬

‫فقد ورد أنه أكل ‪ :‬احلــــوت ‪:‬‬


‫(‪)98‬‬
‫ُمر‬
‫فعن جابر ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬غزونا جيش الخبط ‪ ،‬وأ ّ‬
‫علينا أبو عبيدة ـ رضي هللا عنه ـ فجعنا جوعاً شديداً ‪ ،‬فألقى البحر‬
‫حوتاً ميتاً لم نر مثله ‪ُ ،‬يقال له العنبر ‪ ،‬فأكلنا منه نصف شهر‪ ،‬فأخذ‬
‫أبو عبيدة عظماً من عظامه ‪ ،‬فم ّر الراكب تحته ‪ ،‬قال ‪ :‬فلما قدمنا‬
‫المدينة ذكرنا ذلك للنبي ‪ ‬فقال ‪ ( :‬كلوا ‪ ،‬رزقاً أخرجه هللا ‪ ،‬أطعمونا‬
‫(‪)99‬‬
‫‪.‬‬ ‫إن كان معكم ) فأتاه بعضهم فأكله‬

‫الخْبط ‪ :‬ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها ‪ ،‬واسم الورق الساقط َخَبط‬ ‫‪َ )98‬‬
‫بالتحريك ‪ ،‬وهو من علف اإلبل ‪ ،‬النهاية ‪. 7 / 2‬‬
‫‪ )99‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 4362‬ومسلم ( ‪. ) 1935‬‬
‫‪1896‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫الفصل الثاني‬

‫األشربة التي تناوهلا النبي صلى اهلل عليه وسلم‬


‫املبحث األول‬

‫األشربة املفردة‬
‫السوية‬
‫ّ‬ ‫أبدأ بما شربه النبي ‪ ‬ليلة اإلسراء بما يدل على الفطرة‬
‫السليمة ‪ ،‬فعن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪: ‬‬
‫(ليلة أسري بي أتيت بإناءين ‪ :‬في أحدهما لبن ‪ ،‬وفي اآلخر خمر ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬اشرب أيهما شئت ‪ ،‬فأخذت اللبن فشربته ‪ ،‬فقيل أخذت الفطرة ‪،‬‬
‫(‪)100‬‬
‫‪.‬‬ ‫أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك )‬

‫وقد كان يشرب ‪ :‬اللنب باستمرار ‪:‬‬

‫فعن أبي هريرة ـ رضي هللا عنه ـ في قصة جوعه وتعرضه ألبي‬
‫بكر ثم عمر ـ رضي هللا عنهما ـ ثم اصطحاب النبي ‪ ‬له إلى بيته‪،‬‬
‫ووجود قدح من لبن في بيت النبي ‪ ‬ودعوته ألهل الصفة ‪ ،‬فشربوا‪،‬‬
‫ثم شرب أبو هريرة ـ رضي هللا عنه ـ حتى لم يجد له مساغاً ‪ ،‬قال‬
‫النبي ‪ ‬ألبي هريرة ‪ ( :‬فأرني ) فأعطيته القدح ‪ ،‬فحمد هللا وسمى‬
‫(‪)101‬‬
‫‪.‬‬ ‫وشرب الفضلة‬

‫‪ )100‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 3394‬ومسلم ( ‪. ) 168‬‬


‫‪ )101‬أخرجه البخاري مطوالً ( ‪. ) 6452‬‬
‫‪1897‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫وعن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ أن رسول هللا ‪ ‬شرب لبناً‬
‫فمضمض ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬إن له دسماً)(‪.)102‬‬

‫شكوا في صيام النبي‬


‫وعن ميمونة ـ رضي هللا عنها ـ أن الناس ّ‬
‫‪ ‬يوم عرفة ‪ ،‬فأرسلت بحالب(‪ )103‬وهو واقف في الموقف(‪ )104‬فشرب‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)105‬‬
‫منه والناس ينظرون‬

‫وعن البراء ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬لما أقبل النبي ‪ ‬إلى المدينة‬
‫(‪)106‬‬
‫‪،‬‬ ‫تبعه سراقة بن مالك ‪ ،‬فدعا عليه النبي ‪ ‬فساخت به فرسه‬
‫قال ‪ :‬ادع هللا لي وال أضرك ‪ ،‬فدعا له ‪ ،‬قال ‪ :‬فعطش رسول هللا ‪‬‬
‫(‪)107‬‬
‫‪،‬‬ ‫اع ‪ ،‬قال أبو بكر ‪ :‬فأخذت قدحاً فحلبت فيه ُكثبة من لبن‬
‫فمر بر ٍ‬
‫ّ‬
‫(‪)108‬‬
‫‪.‬‬ ‫فأتيته فشرب حتى رضيت‬

‫‪ )102‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 211‬ومسلم ( ‪. ) 358‬‬


‫‪ )103‬إناء يحلب به حليب البقر والغنم وغيرهما ‪ ،‬تكملة المعاجم اللغوية ‪/ 2‬‬
‫‪. 271‬‬
‫‪ )104‬مكان وقوف النبي ‪ ‬بعرفات ‪ .‬انظر النهاية ‪. 223 / 3‬‬
‫‪ (105‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 1989‬ومسلم ( ‪. ) 1124‬‬
‫‪ )106‬أي غاصت أقدامها في األرض ‪ ،‬انظر النهاية ‪. 416 / 2‬‬
‫‪ )107‬الكثبة ‪ :‬كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك ‪ ،‬النهاية ‪151 / 4‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ (108‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 3908‬ومسلم ( ‪. ) 2009‬‬
‫‪1898‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫وكان ‪ ‬يشرب ‪ :‬املـــاء ‪ :‬بأنواعه ‪ :‬من زمزم وغريه ‪:‬‬

‫فعن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬شرب النبي ‪ ‬قائماً‬
‫(‪)109‬‬
‫‪.‬‬ ‫من زمزم‬

‫وعن أنس بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬كان أبو طلحة أكثر‬
‫أنصاري بالمدينة ماالً من نخل ‪ ،‬وكان أحب ماله إليه بيرحاء(‪،)110‬‬
‫وكانت مستقبل المسجد ‪ ،‬وكان رسول هللا ‪ ‬يدخلها ويشرب من ماء‬
‫فيها طيب‪ .....‬الحديث (‪.)111‬‬

‫ومما كان يشربه ‪ :‬العسل ‪:‬‬

‫فعن عائشة ـ رضي هللا عنها ـ قالت ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬يحب‬
‫العسل والحلواء ‪ ،‬وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه ‪،‬‬
‫فيدنوا من احداهن ‪ ،‬فدخل على حفصة بنت عمر ‪ ،‬فاحتبس أكثر ما‬
‫كان يحتبس ‪ ،‬فغرت ‪ ،‬فسألت عن ذلك ‪ ،‬فقيل لي أهدت لها امرأة من‬

‫‪ )109‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5617‬ومسلم ( ‪. ) 1601‬‬


‫الر ِّاء َوبِّاْل ُم ْه َمَل ِّة‬ ‫‪ )110‬هي بئر وبستان ‪ِّ :‬بَف ْت ِّح اْلمو َّحد ِّة وسكو ِّن التَّحت ِّاني ِّ‬
‫َّة َوَف ْت ِّح َّ‬ ‫َْ‬ ‫َُ َ َ ُ ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ضْب ِّط ِّه أ َْو ُج ٌه َكِّث َيرٌة َجم َع َها ابن ْاألَث ِّ‬
‫ِّ‬ ‫واْلمِّّد ‪ ،‬وج ِّ‬
‫الن َه َاية ‪ ،‬ويصعب‬ ‫ير ِّفي ّ‬ ‫َ‬ ‫اء في َ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫الحديث عن مكانها اليوم ‪ ،‬ألن جميع المعالم التي يمكن أن تحدد بها قد محيت‬
‫في آخر توسعة حول المسجد النبوي ‪ ،‬وكانت في الناحية التي تسمى باب‬
‫المجيدي ‪ .‬انظر النهاية ‪ ، 114/1‬وفتح الباري ‪ ، 326/3‬والمعالم األثيرة ‪.41‬‬
‫‪ )111‬أخرجه البخاري ( ‪. ) 5611‬‬
‫‪1899‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫(‪)112‬‬
‫من عسل ‪ ،‬فسقت النبي ‪ ‬منه شربة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أما‬ ‫قومها عكة‬
‫وهللا لنحتالن له ‪ ،‬فقلت لسودة بنت زمعة ‪ :‬إنه سيدنو منك فقولي ‪:‬‬
‫(‪)113‬‬
‫فإنه سيقول لك ‪ :‬ال ‪ ،‬فقولي له ‪ :‬ما هذه الريح‬ ‫أكلت مغافير ؟‬
‫التي أجد منك ‪ ،‬فإنه سيقول لك ‪ :‬سقتني حفصة شربة عسل ‪ ،‬فقولي‬
‫(‪)114‬‬
‫‪ ،‬وسأقول ذلك ‪ ،‬وقولي أنت يا صفية‬ ‫له ‪َ :‬ج َرَس ْت نحله العرفط‬
‫ذاك ‪ ،‬قالت ‪ :‬تقول سودة ‪ :‬فو هللا ما هو إال أن قام على الباب ‪،‬‬
‫فأردت أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك ‪ ،‬فلما دنا منها قالت له سودة‬
‫‪ :‬يا رسول هللا أكلت مغافير ؟ قال ‪ (:‬ال ) ‪ ،‬قالت فما هذه الريح التي‬
‫أجد منك ؟ قال ‪ ( :‬سقتني حفصة شربة عسل ) ‪ ،‬فقالت ‪َ :‬ج َرَس ْت‬
‫نحله العرفط ‪ ،‬فلما دار إلي قلت له نحو ذلك ‪ ،‬فلما دار إلى صفية‬
‫ّ‬
‫قالت له مثل ذلك ‪ ،‬فلما دار إلى حفصة قالت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬أال‬
‫أسقيك منه ؟ قال‪ ( :‬ال حاجة لي فيه ) قالت ‪ :‬تقول سودة ‪ :‬وهللا لقد‬
‫(‪)115‬‬
‫‪.‬‬ ‫حرمناه ‪ ،‬قلت لها ‪ :‬اسكتي‬

‫‪ )112‬وعاء من جلود مستدير ‪ ،‬يوضع فيه السمن والعسل ‪ .‬النهاية ‪. 284 / 3‬‬
‫‪ )113‬واحدها مغفور ‪ ،‬وهو شيء يتولد من العرفط ‪ ،‬حلو كالناطف وريحه منكر‬
‫‪ .‬النهاية ‪. 374 / 3‬‬
‫‪ )114‬العرفط ‪ :‬شجر له شوك ‪ ،‬ومعناه أن النحل أكلت منه ‪ ،‬ويقال للنحل‬
‫جوارس ‪ ،‬انظر معالم السنن‪.272 /4‬‬
‫‪ )115‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5268‬و مسلم ( ‪. ) 1474‬‬
‫‪1900‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬األشربة املركبة واملستخلصة ‪:‬‬

‫كان النبي ـ صلى هللا عليه وسلم ـ يخلط أحيانا بعض‬


‫المشروبات ‪ ،‬أويشرب منقوع بعض األطعمة ‪ ،‬ويشرب النبيذ والمرق‪،‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬

‫وذلك كخلط املاء باللنب أو السويق(‪: )116‬‬

‫فعن ابن أبي أوفى ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬كنا مع رسول هللا‬
‫(‪)117‬‬
‫لي ) قال‪ :‬يا رسول‬ ‫‪ ‬في سفر فقال لرجل ‪ ( :‬انزل فاجدح‬
‫هللا‪،‬الشمس ؟ قال ‪ ( :‬انزل فاجدح لي ) ‪ ،‬قال ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬الشمس‬
‫؟ قال ‪ ( :‬انزل فاجدح لي ) ‪ ،‬فنزل فجدح له فشرب ‪ ،‬ثم رمى بيده‬
‫هاهنا ‪ ،‬ثم قال ‪ ( :‬إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا ‪ ،‬فقد أفطر الصائم‬
‫(‪)118‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‬

‫وشرب كذلك منقوع التمر ‪:‬‬

‫فعن سهل بن سعد ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪ :‬دعا أبو أسيد الساعدي‬
‫ـ رضي هللا عنه ـ رسول هللا ‪ ‬في عرسه ‪ ،‬وكانت امرأته يومئذ‬

‫‪ )116‬السويق ‪ :‬طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪/ 1‬‬


‫‪. 465‬‬
‫خوض حتى يستوي ‪ ،‬وكذلك اللبن‬
‫وي ّ‬
‫‪ )117‬الجدح ‪ :‬أن يحرك السويق بالماء ُ‬
‫ونحوه ‪ ،‬النهاية ‪. 243 / 1‬‬
‫‪ )118‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 1941‬ومسلم ( ‪. ) 1101‬‬
‫‪1901‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫خادمهم ‪ ،‬وهي العروس ‪ ،‬قال سهل ‪ :‬تدرون ما سقت رسول هللا ‪ ‬؟‬
‫أنقعت له تمرات من الليل ‪ ،‬فلما أكل سقته إياه (‪.)119‬‬
‫ْ‬
‫وكذلك شرب منقوع ‪ :‬الزبيب ‪:‬‬

‫فعن ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬كان ُينقع للنبي ‪‬‬
‫الزبيب ‪ ،‬قال ‪ :‬فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ‪ ،‬ثم‬
‫يؤمر به فيسقى أو يهراق (‪.)120‬‬

‫وعن جابر بن عبد هللا ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬نهى رسول هللا ‪‬‬
‫أن ينبذ الزبيب والتمر جميعاً ‪ ،‬ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعاً‬
‫(‪)121‬‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫وشرب أيضا ‪ :‬النبيذ (‪: )122‬‬
‫فعن بكر بن عبد هللا أن أعرابياً قال البن عباس ‪-‬رضي هللا عنهما‬
‫‪ :-‬ما شأن آل معاوية يسقون الماء والعسل ‪ ،‬وآل فالن يسقون اللبن ‪،‬‬
‫وأنتم تسقون النبيذ ؟ أمن بخل بكم ‪ ،‬أو حاجة ؟ فقال ابن عباس ‪:‬‬

‫‪ )119‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 5176‬ومسلم ( ‪. ) 2006‬‬


‫‪ )120‬أخرجه مسلم ( ‪ ، ) 2004‬وأحمد ( ‪. ) 1963‬‬
‫‪ )121‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 1986‬‬
‫‪ )122‬هو ما يعمل من األشربة ‪ :‬من التمر ‪ ،‬والزبيب ‪ ،‬والعسل ‪ ،‬والحنطة ‪،‬‬
‫والشعير ‪ ،‬وغير ذلك ‪ُ ،‬يقال ‪ :‬نبذت التمر والعنب ‪ ،‬إذا تركت عليه الماء ليصير‬
‫نبيذًا ‪ ،‬وسواء كان مسك اًر أو غير مسكر فإنه يقال له نبيذ ‪ ،‬ويقال للخمر‬
‫المعتصر نبيذ ‪ ،‬كما يقال للنبيذ خمر ‪ ،‬النهاية ‪ ، 7 / 5‬وهو هنا ماال يصل إلى‬
‫حد اإلسكار‪.‬‬
‫‪1902‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫مابنا بخل وال حاجة ؛ ولكن رسول هللا ‪ ‬جاءنا ‪ ،‬ورديفه أسامة بن زيد‬
‫ـ رضي هللا عنهما ـ فاستسقى فسقيناه من هذا ـ يعني نبيذ السقاية ـ‬
‫فشرب منه‪،‬وقال‪(:‬أحسنتم ‪ ،‬هكذا فاصنعوا)(‪.)123‬‬
‫(‪)124‬‬
‫وكان يشرب ‪ :‬املــرق‬
‫فعن جابر ـ رضي هللا عنهما ـ في حديثه الطويل في صفة حجة‬
‫الوداع ‪ ،‬قال ‪ :‬ثم انصرف ـ يعني رسول هللا ‪ ‬إلى المنحر ‪ ،‬فنحر‬
‫ثالثاً وستين بيده ‪ ،‬ثم أعطى علياً ‪ ،‬فنحر ما نحر ‪ ،‬وأشركه في هديه ‪،‬‬
‫ثم أمر من كل بدنة ببضعة (‪ ، )125‬فجعلت في قدر ‪ ،‬فطبخت‪ ،‬فأكال‬
‫من لحمها وشربا من مرقها ‪ .....‬الحديث (‪.)126‬‬
‫وكان يعجبه الثفل (‪: )127‬‬
‫ول هللاِّ صلى‬
‫ان َرُس ُ‬
‫فعن أنس بن مالك ـ رضي هللا عنه ـ قال ‪َ :‬ك َ‬
‫هللا عليه وسلم ُي ْع ِّجُب ُه الثُّْف ُل (‪. )128‬‬

‫‪ )123‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 1316‬‬


‫‪ )124‬المرق ‪ :‬هو ما أُغلي من الماء مع اللحم فصار دسماً ‪ ،‬معجم اللغة العربية‬
‫المعاصرة ‪. 2089 / 3‬‬
‫‪ )125‬البضعة ‪ :‬القطعة من اللحم ‪ ،‬النهاية ‪. 133 / 1‬‬
‫‪ )126‬أخرجه مسلم مطوالً ( ‪. ) 1218‬‬
‫الص ِّافي ‪،‬‬
‫َسَف َل َّ‬ ‫الشي ِّء ‪ ،‬وهو الثَّ ِّخ َّ ِّ‬ ‫‪ )127‬الثُّْفل ِّمْثل ‪ُ :‬قْف ٍل ‪ :‬حثَاَل ُة َّ‬
‫ين الذي َي ْبَقى أ ْ‬‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫يق ِّلُيتَّ َخ َذ َس ْمًنا ‪ ،‬وقيل هو ما بقي من‬ ‫طِّب َخ َم َع َّ‬
‫الس ِّو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وهو َّال ِّذي َيْبَقى أَسفل ُّ‬
‫الزْبد ِّإذا ُ‬
‫الطعام في أسفل اإلناء ‪ ،‬وقيل هو الثريد ‪ ،‬وانظر النهاية ‪ ، 215/1‬والقاموس‬
‫المحيط ‪ ، 972‬والمصباح المنير ‪. 82/1‬‬
‫‪ )128‬أخرجه أحمد في المسند (‪،)13300‬والترمذي في الشمائل (‪)185‬‬
‫‪،‬وصححه األلباني في صحيح الجامع (‪.)4979‬‬
‫‪1903‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫األطعمة التي رغب عنها النبي ‪‬‬


‫املبحث األول ‪ :‬املأكوالت احليوانية ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)129‬‬
‫فقد رغب عن أكل حلم الضــــب‬
‫(‪)130‬‬
‫عليه‬ ‫األصم قال ‪ :‬دعانا رجل ‪ ،‬فأتى بخوان‬
‫ّ‬ ‫فعن يزيد بن‬
‫فآكل وتارك ‪ ،‬فلما أصبحنا‬
‫ضباً ‪ ،‬قال ‪ :‬وذاك عشاء ‪ٌ ،‬‬
‫ثالثة عشر ّ‬
‫غدونا على ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ فسألته ‪ ،‬فأكثر في ذلك‬
‫جلساؤه ‪ ،‬حتى قال بعضهم ‪ :‬قال رسول هللا ‪ ( : ‬ال آكله وال أحرمه‬
‫) ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ابن عباس ‪ :‬بئس ما قلتم ‪ ،‬إنما ُبعث رسول هللا ‪‬‬
‫ومحرماً ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬عند ميمونة ‪ ،‬وعنده‬
‫ّ‬ ‫محالًّ‬
‫الفضل بن عباس ‪ ،‬وخالد بن الوليد ‪ ،‬وامرأة ‪ ،‬فأُتي بخوان عليه خبز‬
‫ضب ‪ ،‬قال فلما ذهب رسول هللا ‪ ‬يتناوله ‪ ،‬قالت له ميمونة ‪:‬‬
‫ولحم ّ‬
‫فكف يده ‪ ،‬وقال ‪ ( :‬إنه لحم لم آكله ‪،‬‬
‫ضب ‪ّ ،‬‬‫إنه يا رسول هللا لحم ّ‬
‫ولكن كلوا ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فأكل الفضل بن عباس ‪ ،‬وخالد بن الوليد ‪ ،‬والمرأة‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬وقالت ميمونة ‪ :‬ال آكل من طعام لم يأكل منه رسول هللا ‪‬‬
‫(‪. )131‬‬

‫‪ )129‬الحيوان المعروف ‪ ،‬انظر العين للخليل ( ‪ ، ) 540‬وحياة الحيوان للدميري‬


‫( ‪. ) 107 / 2‬‬
‫‪ )130‬هو ما يوضع عَلي ِّه َّ‬
‫الطعام ِّعْن َد ْاألَ ْك ِّل‪ .‬النهاية ‪. 89/2‬‬ ‫َ ُ َ ُ َْ‬
‫‪ )131‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 1948‬‬
‫‪1904‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫املبحث الثاني ‪ :‬املأكوالت النباتية ‪:‬‬

‫فقد رغب عن أكل البصل ‪:‬‬

‫فقد جاء عن أبي سعيد الخدري ـ رضي هللا عنه ـ أن رسول هللا ‪‬‬
‫زراعة بصل هو وأصحابه ‪ ،‬فنزل ناس منهم فأكلوا منه ‪ ،‬ولم‬
‫مر على ّ‬
‫ّ‬
‫أخر‬ ‫يأكل آخرون ‪ُ ،‬‬
‫فرحنا إليه ‪ ،‬فدعا الذين لم يأكلوا البصل ‪ ،‬و ّ‬
‫(‪)132‬‬
‫‪.‬‬ ‫اآلخرين حتى ذهب ريحها‬

‫وكذا ‪ :‬الثوم والبقول ‪:‬‬

‫فعن جابر بن عبد هللا ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬قال النبي ‪: ‬‬
‫(من أكل ثوماً أو بصالً فليعتزلنا ‪ ،‬أو ليعتزل مسجدنا ‪ ،‬وليقعد في بيته‬
‫) ‪ ،‬وإنه أُتي ببدر ‪ ،‬قال ابن وهب ‪ :‬يعني طبقاً ‪ ،‬فيه خضروات من‬
‫بقول ‪ ،‬فوجد لها ريحاً ‪ ،‬فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه ‪ ،‬فلما رآه كره أكلها ‪،‬‬ ‫( قربوها ) ‪ّ ،‬‬
‫قال ‪ ( :‬كل ‪ ،‬فإني أناجي من ال تناجي ) (‪. )133‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ومما رغب عنه أيضا ‪ :‬الكــراث ‪:‬‬

‫فعن جابر ـ رضي هللا عنهما ـ قال ‪ :‬نهى رسول هللا ‪ ‬عن أكل‬
‫الكراث فلم ينتهوا ‪ ،‬ثم لم يجدوا ّبداً من أكلها ‪ ،‬فوجد ريحها فقال‪ ( :‬ألم‬
‫ّ‬

‫‪ )132‬أخرجه مسلم ( ‪. ) 566‬‬


‫‪ )133‬أخرجه البخاري ( ‪ ، ) 7359‬ومسلم ( ‪. ) 564‬‬
‫‪1905‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫(‪)134‬‬
‫؟ من أكلها فال يغشانا في‬ ‫أنهكم عن هذه البقلة الخبيثة أو المنتنة‬
‫(‪)135‬‬
‫‪ .‬وهللا‬ ‫مساجدنا ‪ ،‬فإن المالئكة تتأذى مما يتأذى منه اإلنسان )‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحب‬

‫‪ )134‬خبثها من جهة كراهة طعمها وريحها ‪ ،‬النهاية ‪. 5 / 2‬‬


‫‪ )135‬أخرجه ابن حبان ( ‪ ، ) 1646‬وصححه األلباني في التعليقات الحسان (‬
‫‪. ) 1644‬‬
‫‪1906‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫اخلامتة‬
‫الحمد هلل ‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫الشيق الذي تنقلت فيه بين كتب السنة‬


‫فمن خالل هذا البحث ّ‬
‫والسيرة ‪ ،‬قطفت من ثمارها ورشفت من رحيقها ‪ ،‬وتفيأت في ظاللها‪.‬‬

‫ظني أني قد استوعبت جميع ما في هذا الباب من األحاديث‬ ‫وفي ّ‬


‫الصحيحة الصريحة التي فيها ّأنه ـ صلى هللا عليه وسلم ـ أكل أو شرب‬
‫‪ ،‬وقد اقتصرت هنا على مثال لكل نوع غالبا خوفاً من‬ ‫شيئا ما‬
‫التطويل والملل ‪.‬‬

‫وفي جمع أحاديث طعام وشراب النبي ‪ ‬في مكان واحد وترتيبها‬
‫للمتأسين ‪ ،‬وتقريب للمقتدين ‪ ،‬وتيسير على الباحثين في الجوانب‬
‫ّ‬ ‫إفادة‬
‫الطبية والعالجية ‪ ،‬والمهتمين بالغذاء وتركيباته إلجراء البحوث‬
‫والدراسات المتعمقة حول الطعام والشراب النبوي وكشف وجوه اإلعجاز‬
‫فيه بأسلوب علمي رصين ‪.‬‬

‫وقد ظهر لي أن الطعام والشراب النبوي متكامل ومتنوع ‪ ،‬يلبي‬


‫حاجة الجسم ‪ ،‬وغير متكلف ‪ ،‬فلم يقتصر ـ صلى هللا عليه وسلم ـ على‬
‫تناول صنف واحد إما من المشتقات النباتية أو الحيوانية بل كان يتناول‬
‫هذا وهذا ‪ ،‬كما كان يتناول المطاعم والمشارب المفردة والمركبة من‬
‫أكثر من صنف ‪ ،‬والمطعومات البرية والبحرية ‪ ،‬والحلو والدسم ‪،‬‬
‫والمطبوخ والنيئ ‪.‬‬
‫‪1907‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫وهناك مسائل أخرى في هذا الباب الزالت بحاجة إلى بحث‬


‫واستقراء ؛ كاألدب النبوي في طريقة األكل والشرب ‪ ،‬واألطعمة‬
‫واألشربة التي ذكرها في حديثه ولم يطعمها ‪ ،‬وخواص األطعمة‬
‫واألشربة المركبة ‪ ،‬ونحو ذلك من األبحاث ‪.‬‬

‫أسأل هللا أن ينفع بهذا الجهد ‪ ،‬ويجعله خالصا لوجهه ‪ ،‬ويستعملنا‬


‫في طاعته ورضاه ‪.‬‬

‫وهللا الموفق‬

‫وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫‪1908‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫املصادر واملراجع‬
‫ـ الفوائد (الغيالنيـات) أبـو بكـر الب َّـزاز ‪ ،‬حققـه حلمـي كامـل عبـد الهـادي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي ‪ -‬السعودية ‪ /‬الرياض ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولـى‪1417 ،‬ه ـ‬
‫‪1997 -‬م ‪.‬‬
‫ـ إرشــاد الفحــول إلــي تحقيــق الحــق مــن علــم األصــول ‪ ،‬محمــد بــن علــي‬
‫الش ــوكاني ‪ ،‬المحق ــق ‪ :‬الشـــيخ أحم ــد ع ــزو عنايـــة ‪ ،‬دمش ــق ‪ -‬كف ــر بطنـــا ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة األولى ‪1419‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫ـ ـ إرواء الغليــل فــي تخ ـريج أحاديــث منــار الســبيل ‪ ،‬لمحمــد ناصــر الــدين‬
‫األلباني ‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1405‬هـ ‪.‬‬
‫ـ اإليمــاء إلــى زوائــد األمــالي واألجـزاء ‪ -‬زوائــد األمــالي والفوائــد والمعــاجم‬
‫والمشــيخات علــى الكتــب الســتة والموطــأ ومســند اإلمــام أحمــد ‪ ،‬المؤلــف‪ :‬نبيــل‬
‫سعد الدين َسليم َج َّرار ‪ ،‬الناشر‪ :‬أضواء السلف ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1428 ،‬ه ـ‬
‫‪ 2007 -‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ التمهيــد لمــا فــي الموطــأ مــن المعــاني واألســانيد‪،‬أبو عمــر يوســف بــن‬
‫عبــد البــر القرطبــي ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬مصــطفى بــن أحمــد العلــوي ‪ ،‬محمــد عبــدالكبير‬
‫البكري ‪ ،‬الناشر‪ :‬و ازرة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب‪.‬‬
‫تخـريج َف َو ِّائ ِّـد تَ َّمـام ‪ ،‬ألبـي سـليمان جاسـم الفهيـد‬
‫َّسام بتَر ْتي ِّب َو ْ‬
‫وض الب َ‬
‫الر ُ‬
‫ـ َّ‬
‫ِّ‬
‫اإلس َالميَّة‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‬ ‫الب َشائر ْ‬ ‫الدوسري ‪ ،‬الناشر‪َ :‬د ُار َ‬
‫‪ 1408‬هـ ‪ 1987 -‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ ال ــروض ال ــداني (المعج ــم الص ــغير)‪ ،‬لس ــليمان ب ــن أحم ــد أب ــي القاس ــم‬
‫الطب ارن ــي ‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬محم ــد ش ــكور محم ــود الح ــاج أمري ــر ‪ ،‬الناش ــر‪ :‬المكت ــب‬
‫اإلسالمي ‪ ،‬دار عمار ‪ -‬بيروت ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪. 1405 ،‬‬
‫‪1909‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫ـ ـ الزه ــد لوكيــع ب ــن الجـ ـراح الرؤاســي ‪ ،‬حقق ــه ‪ :‬عبــد ال ــرحمن الفريـ ـوائي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬مكتبة الدار‪ ،‬المدينة المنورة ‪.‬‬
‫ـ السنن الكبرى إلبي بكر البيهقي مكتبة دار الباز تحقيق محمد عطا ‪.‬‬
‫ـ الســنن الكبــرى للنســائي ‪.‬دار الكتــب العلميــه الطبعــه األولــى تحقيــق عبــد‬
‫الغفار البنداري وسيدكسروي حسن ‪.‬‬
‫ـ الشمائل المحمدية ‪ ،‬لإلمام الترمذي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربـي‬
‫– بيروت ‪.‬‬
‫ـ الطبقــات الكبــرى لمحمــد بــن ســعد ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬محمــد عبــد القــادر عطــا ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪ ،‬الطبعـة‪ :‬األولـى‪1410 ،‬ه ـ ‪1990 -‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ ـ المجتب ــى م ــن الس ــنن إلب ــي عب ــد ال ــرحمن النس ــائي مكت ــب المطبوع ــات‬
‫اإلسالمية الطبعة الثانية تحقيق عبد الفتاح أبو غدة ‪.‬‬
‫ـ ـ المســتدرك علــى الصــحيحين إلبــي عبــد هللا الحــاكم دار الكتــب العلميــة‬
‫الطبعة األولى تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا ‪.‬‬
‫ـ المسند لإلمام أحمد بن حنبـل الشـيباني موسوسـة الرسـالة الطبعـة الثانيـة‬
‫تحقيق شعيب األرناؤوط ورفاقه ‪.‬‬
‫ـ ـ المص ــنف اب ــن أب ــي شـ ـبية ش ــركة دار القبل ــة وموسس ــة عل ــوم القـ ـرآن ‪.‬‬
‫الطبعة األولى ‪1427‬هـ تحقيق محمد عوامة ‪.‬‬
‫ـ المعالم األثيـرة فـي السـنة والسـيرة ‪ ،‬محمـد ُش َّـراب ‪ ،‬الناشـر‪ :‬دار القلـم‪،‬‬
‫الدار الشامية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1411 -‬هـ ‪.‬‬
‫ـ ـ المعج ــم األوس ــط لالم ــام الطب ارنــي دار الح ــرمين‪ 1415‬تحقي ــق ط ــارق‬
‫عوض هللا ‪.‬‬
‫‪1910‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ـ المعجم الصغير لالمام الطبراني المكتـب اإلسـالمي ودار عمـار الطبعـة‬


‫األولى تحقيق محمد شكور ‪.‬‬
‫ـ المعجــم الكبيــر لالمــام الطب ارنــي مكتبـة ابــن تيميــه القــاهره تحقيــق حمــدي‬
‫السلفي‬
‫ـالمعجم الوسيط ‪ ،‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫ـ الموطــأ لإلمــام مالــك بــن أنــس ضــمن موســوعة شــروح الموطــأ تحقيــق د‬
‫عبد هللا التركي بالتعاون مع مؤسسة هجر ‪.‬‬
‫ـ ـ النهايــة فــي غريــب الحــديث واألثــر ‪ ،‬ابــن األثيــر ‪ ،‬الناشــر‪ :‬المكتبــة‬
‫العلمي ــة ‪ -‬بي ــروت‪1399 ،‬ه ـ ـ ‪1979 -‬م ‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬ط ــاهر أحم ــد الـ ـزاوى ‪-‬‬
‫محمود محمد الطناحي ‪.‬‬
‫ـ ـ بغيــة الباحــث عــن زوائــد مســند الحــارث ألبــي محمــد الحــارث المعــروف‬
‫بــابن أبــي أســامة ‪ ،‬المنتقــي ‪ :‬أبــو الحســن نــور الــدين الهيثمــي ‪ ،‬المحقــق‪ :‬د‪.‬‬
‫حسين الباكري ‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز خدمة السنة والسيرة النبويـة ‪ -‬المدينـة المنـورة‬
‫‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األولى‪.1413 ،‬‬
‫ـ تاريخ بغداد‪ ،‬للخطيب البغدادي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلميـة – بيـروت‬
‫‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1417 ،‬هـ ‪.‬‬
‫ـ تحفــة األش ـراف بمعرفــة األط ـراف ‪ ،‬ألبــي الحجــاج المــزي ‪ ،‬تحقيــق عبــد‬
‫القيمــة ‪ ،‬الطبع ــة‪:‬‬
‫الصــمد شــرف ال ــدين ‪ ،‬طبعــة‪ :‬المكت ــب اإلســالمي‪ ،‬وال ــدار ّ‬
‫الثانية‪1403 :‬هـ‪1983 ،‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ تكملــة المعــاجم العربيــة ‪ ،‬المؤلــف‪ :‬رينهــارت بيتــر آن ُد ِّ‬
‫وزي ‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫و ازرة الثقافــة واإلعــالم‪ ،‬الجمهوريــة العراقيــة ‪ ،‬الطبعــة‪ :‬األولــى‪ ،‬مــن ‪- 1979‬‬
‫‪ 2000‬م ‪.‬‬
‫‪1911‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫ـ تهذيب اللغة ‪ ،‬محمد األزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور ‪ ،‬المحقق‪ :‬محمـد‬


‫عـ ــوض مرعـ ــب ‪ ،‬الناشـ ــر‪ :‬دار إحيـ ــاء الت ـ ـراث العربـ ــي – بيـ ــروت ‪ ،‬الطبعـ ــة‪:‬‬
‫األولى‪2001 ،‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ جــامع األصــول فــي أحاديــث الرســول‪ ،‬لمجــد الــدين أبــو الســعادات ابــن‬
‫األثيـر ‪ ،‬تحقيـق ‪ :‬عبـد القـادر األرنـؤوط ‪ ،‬الناشـر ‪ :‬مكتبـة الحلـواني‪ ،‬الطبعــة‪:‬‬
‫األولى ‪.‬‬
‫ـ حيــاة الحيـوان الكبــرى ‪ ،‬المؤلــف‪ :‬محمـد بــن موســى الــدميري ‪ ،‬الناشــر‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1424 ،‬هـ ‪.‬‬
‫ـ زاد المعاد في هدي خير العباد ‪ ،‬ابـن قـيم الجوزيـة ‪ ،‬الناشـر‪ :‬مؤسسـة‬
‫الرس ــالة ‪ ،‬بي ــروت ‪ -‬مكتب ــة المن ــار اإلس ــالمية‪ ،‬الكوي ــت ‪ ،‬الطبع ــة‪ :‬الس ــابعة‬
‫والعشرون ‪1415 ،‬هـ ‪1994/‬م‪.‬‬
‫ـ سلســلة األحاديــث الصــحيحة وشــيء مــن فقههــا وفوائــدها‪ ،‬لناصــر الــدين‬
‫األلباني ‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ـ ـ ســنن ابــن ماجــة إلبــن ماجــة دار المعرفــة الطبعــة الثالثــة تحقيــق خليــل‬
‫مأمون شيحا ‪.‬‬
‫ـ ـ س ــنن أب ــي داود لإلم ــام س ــليمان ب ــن األش ــعث السجس ــتاني دار الكت ــاب‬
‫العربي بيروت ‪.‬‬
‫ـ ـ ســنن الــدارقطني ‪.‬لإلمــام الــدار قطنــي مؤسســة الرســاله الطبعــه األولــى‬
‫تحقيق شعيب األرناؤوط وجماعة ‪.‬‬
‫ـ ـ ســنن الــدارمي إلبــي محمــد الــدارمي دار الكتــاب العربــي الطبعــة األولــى‬
‫تحقيق فواز زمرلي وخالد السبع العلمي ‪.‬‬
‫‪1912‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫ـ ـ ـ سـ ــير أعـ ــالم النـ ــبالء‪ ،‬لشـ ــمس الـ ــدين أبـ ــو عبـ ــد هللا الـ ــذهبي ‪ ،‬تحقيـ ــق‬
‫مجموعــة مــن المحققــين بإشـراف الشــيخ شــعيب األرنــاؤوط ‪ ،‬الناشــر ‪ :‬مؤسســة‬
‫الرسالة ‪،‬الطبعة ‪ :‬الثالثة ‪ 1405 ،‬هـ ‪ 1985 /‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ شــعب اإليمــان ‪ ،‬أبــو بكــر البيهقــي ‪ ،‬تحقيــق الــدكتور عبــد العلــي عبــد‬
‫الحميــد حامــد ‪ ،‬الناشــر‪ :‬مكتبــة الرشــد للنشــر والتوزيــع بالريــاض بالتعــاون مــع‬
‫الدار السلفية ببومباي بالهند ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1423 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م ‪.‬‬
‫ـ ـ صــحيح ابــن حزيمــة لمحمــد بــن إســحاق بــن خزيمــة المكتبــة اإلســالمية‬
‫تحقيق د محمد مصطفى األعظمي ‪.‬‬
‫ـ ـ صــحيح مســلم بشــرح النــووي لإلمــام النــووي دار المعرفــة الطبعــة الثانيــة‬
‫عشر ‪1427‬هـ تحقيق خليل مأمون شيجا ‪.‬‬
‫ـ فتح الباري البن حجر العسقالني المطبعة السلفية ترقيم محمد فواد عبد‬
‫الباقي ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ كتـ ـ ــاب العـ ـ ــين‪ ،‬الخليـ ـ ــل بـ ـ ــن أحمـ ـ ــد الفراهيـ ـ ــدي ‪ ،‬تحقيـ ـ ــق‪ :‬د مهـ ـ ــدي‬
‫المخزومي‪ ،‬د إبراهيم السامرائي ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ومكتبة الهالل ‪.‬‬
‫ـ ـ لس ــان الع ــرب الب ــن منظ ــور دار ع ــالم الكت ــب س ــنة الطب ــع ‪1424‬ه ـ ـ ‪.‬‬
‫مصورة عن نسخة المطبعة األميرية سنة ‪1300‬هـ ‪.‬‬
‫ـ ـ لعلــل المتناهيــة فــي األحاديــث الواهيــة البــن الجــوزي ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬إرشــاد‬
‫الحق األثري ‪ ،‬الناشر‪ :‬إدارة العلـوم األثريـة‪ ،‬فيصـل آبـاد‪ ،‬باكسـتان ‪ ،‬الطبعـة‪:‬‬
‫الثانية‪1401 ،‬هـ‪1981/‬م‬
‫ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪ ،‬الهيثمي ‪ ،‬المحقـق‪ :‬حسـام الـدين القدسـي‬
‫‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة القدسي‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪1913‬‬ ‫حولية كلية الدراسات اإلسالمية والعربية بنين بالقاهرة العدد (‪)32‬‬

‫ـ مرقــاة المفــاتيح شــرح مشــكاة المصــابيح ‪ ،‬المؤلــف المــال الهــروي القــاري‪،‬‬


‫الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بيـروت – لبنـان ‪ ،‬الطبعـة‪ :‬األولـى‪1422 ،‬ه ـ ‪2002 -‬م‬
‫‪.‬‬
‫ـ مسـند أبـي يعلـى ‪ ،‬أبـو يعلـى الموصـلي ‪ ،‬المحقـق‪ :‬حسـين سـليم أسـد ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار المأمون للتراث – دمشق ‪.‬‬
‫ـ مسـند الحميـدي إلبـي بكـر الحميـدي دار الكتـب العلميـة ومكتبـة المتنبـئ‬
‫تحقيق حبيب الرحمن األعظمي‬
‫ـ ـ ـ مس ـ ــند ال ـ ــدارمي المعـ ــروف بس ـ ــنن ال ـ ــدارمي ‪ ،‬أبـ ــو محم ـ ــد ال ـ ــدارمي ‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬نبيل هاشم الغمري ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار البشائر (بيروت) ‪.‬‬
‫ـ معالم السنن‪ ،‬المؤلف‪:‬أبو سليمان الخطابي ‪ ،‬الناشر‪ :‬المطبعة العلميـة‬
‫– حلب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1351‬هـ ‪ 1932 -‬م ‪.‬‬
‫ـ معجم اللغة العربية المعاصرة ‪ ،‬د أحمد مختار عبد الحميد ‪ ،‬بمسـاعدة‬
‫فريق عمل ‪ ،‬الناشر‪ :‬عالم الكتب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1429 ،‬هـ ‪ 2008 -‬م ‪.‬‬
‫‪ .‬مسند الطيالسي ألبي داود الطيالسي دار المعرفة بيروت ‪.‬‬
‫‪1914‬‬
‫األحاديث الثابتة في طعام وشراب النبي ﷺ جم ًعا وتخريجًا‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫املقدمة‪1865 ..................................................................................................................................‬‬
‫متهيد‪1868 ......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪1871 ......................................................................................................................‬‬
‫األطعمة اليت تناوهلا النيب صلى اهلل عليه وسلم‪1871 ........................‬‬
‫املبحث األول‪1871 .......................................................................................................................‬‬
‫األطعمة النباتية‪1871 .............................................................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬احلبوب بأنواعها‪1871 .................................................................:‬‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬الثمار بأنواعها ‪1877 .................................................................. :‬‬
‫املبحث الثاني‪1887 ....................................................................................................................‬‬
‫األطعمة احليوانية ‪1887 ......................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪1896 ....................................................................................................................‬‬
‫األشربة اليت تناوهلا النيب صلى اهلل عليه وسلم‪1896 ...............................‬‬
‫املبحث األول‪1896 .......................................................................................................................‬‬
‫األشربة املفردة‪1896 ................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪1903 ..................................................................................................................‬‬
‫األطعمة اليت رغب عنها النيب ‪1903 ...................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املأكوالت احليوانية ‪1903 .......................................................:‬‬
‫اخلامتة‪1906 ......................................................................................................................................‬‬
‫املصادر واملراجع ‪1908 ...................................................................................................‬‬

You might also like