Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 36

‫م‬2018 –)38(‫ محكمة العدد‬،‫ علمية‬،‫فصلية‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫رعاية المسنين في التراث اإلسالمي‬


)‫( العصر العباسي أنموذجا‬
‫ أحالم محسن حسين‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬
‫ جامعة بغداد‬- ‫مركز إحياء التراث العلمي العربي‬
Dr.ahlammohsen@gmail.com
‫الملخص‬
‫تمثل الشيخوخة طور من أطوار الحياة وظاهرة من ظواهرها المستمرة‬
ً‫وطريقة غير ملحوظة ال تنظر إلى الوراء وتعود إلى الشباب وليست مرضا‬
‫وانما فترة يتغير فيه اإلنسان تغي اًر سيولوجياً إلى صورة أخرى ليست أفضل من‬
‫ فوق الكهل ودون‬، ‫ والشيخوخة ما تبدأ غالباً في الخمسين من العمر‬، ‫سابقتها‬
. ‫ وذو المكانة من العلم أو فضل أو رياسة‬، ‫الهرم‬
Care of the elderly in the Islamic heritage
(The Abbasid model)
Dr. Ahlam Mohsen Hussein
Center Revival of Arabian Science Heritage-University of Baghdad
Abstract
Aging represents a phase of life's stages, a phenomenon of
continuou phenomena and an unobserved way. It does not
look back and return to young people. It is not a disease,
but a period in which a person changes geologically to
another image that is no better than the previous one and
aging usually starts at age 50, Pyramid, and the status of
the flag or favor or a chair.

221
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪The elderly in Islamic societies have lived in abundance of‬‬


‫‪livin‬‬
‫المقدمة‬
‫الشيخوخة والمسنين مرحلة من مراحل عمر اإلنسان وحلقة من حلقات التاريخ‬
‫وهي جزء ال يمكن ان يتج أز من وجوده في كل مجتمع من المجتمعات‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬وهي سنة من سنن اهلل تعالى في خلقه اذ يأتي جيل بعد جيل على‬
‫امتداد عمر البشر المديد منذ بدء الدعوة اإلسالمية وقيام الدولة العربية‬
‫اإلسالمية احتلت الرعاية االجتماعية عامة ورعاية المسنين خاصة أهمية كبيرة‬
‫سواء من خالل اآليات القرآنية الكريمة التي وجهت ألجل تحقيق رعاية المسنين‬
‫أو ما جاءت به هذه اآليات من قوانين توجب الرعاية للفئات البشرية كافة‬
‫والمسنين بشكل خاص ‪ ،‬زيادة على ذلك فضل األحاديث النبوية الشريفة وما‬
‫انطوت عليه من تأكيد على وجوب االهتمام بالرعاية االجتماعية والسعي لها‬
‫خدمة للصالح العام فهو حق من حقوق اإلنسان على الدولة توفره للجميع‬
‫والمحتاجين إليه أكثر مثل المسنين والعجزة والمرضى وذوي االحتياجات‬
‫الخاصة وغيرهم ‪.‬‬
‫ف ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َب ْع ِد‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قال اهلل تعالى في المسنين ((اللَّ ُه الَّذي َخلَقَ ُك ْم م ْن َ ْ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ف قَُّوةً ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َب ْع ِد قُ َّوٍة َ‬
‫ضع ٍ‬
‫شا ُء َو ُه َو ا ْل َعل ُ‬ ‫ق َما َي َ‬‫ش ْي َب ًة َي ْخلُ ُ‬
‫ض ْعفًا َو َ‬ ‫َْ‬
‫ير)) الروم اآلية ‪ . 54‬تبين اآلية الكريمة تدرج عمر البشر عبر مراحل‬ ‫ِ‬
‫ا ْلقَد ُ‬
‫‪ ....‬استوصوا بالكهول‬ ‫عمره ‪.‬وقال الرسول اهلل ( صلى اهلل عليه وسلم ) ((‬
‫خي اًر)) رواه الديلمي‬
‫وقد اهتم الخلفاء الراشدين أيضا برعاية المسنين متبعين أحكام القران‬
‫وسنة الرسول الكريم ( صلى اهلل عليه وسلم ) واستمر االهتمام بهم من خالل‬
‫العصر األموي و العصر العباسي الذي سيشمل محور بحثنا هذا ‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫هدف البحث‬
‫بما إن أعداد المسنين في السنوات األخيرة قد تزايد وقلة عدد المتكفلين بهم فال‬
‫بد من االهتمام والدراسة المتأنية حول ما يمكن أن يقدم لهم واالستفادة من‬
‫خبراتهم وامكانياتهم ‪ ،‬وعدم إهمالهم وان تسترعي اهتمام المسؤولين والمهتمين‬
‫بقضايا الخدمة االجتماعية والنفسية وغيرها ‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫تكمن أهميته في الكشف عن الرعاية اإلسالمية للمسنين والعناية بهم ‪،‬‬
‫وتؤكد الرعاية اإلسالمية على أن يكون المسن رحيماَ عطوفاً على الصغار‬
‫ويحصل مقابل ذلك على التقدير والرعاية منهم ‪ ،‬وقد تفشت في اآلونة األخيرة‬
‫ظاهرة غريبة في المجتمعات اإلسالمية وهي إيداع المسنين في دور الرعاية‬
‫بدون أن يكون هناك سبب أو حاجة إليه سواء كان المسن أب أو أم رغم‬
‫إمكانية أبنائه المادية والمعنوية تقليداً للقيم الغربية وهذا مال يناسب مجتمعاتنا‬
‫اإلسالمية وعقائدنا ‪.‬‬
‫إن دور بيوت المسنين في المجتمع المسلم وجدت لتؤدي خدمة لبعض‬
‫المسنين عند الضرورة وللذين تنقطع بهم السبل ولم يجدوا المعيل والراعي‬
‫القريب لهم ‪ ،‬مما يؤدي إلى إيداعهم بها ‪ ،‬وتكمن أهمية البحث لتخفيف الخوف‬
‫الشائع بين الذين يصلون إلى مرحلة الكبر وتأمين حياتهم النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫رعاية المسنين هدف تقدمه الدولة ألنفاق حيوي ذو عائد تنموي للمجتمع ‪،‬‬
‫اهتمام المجتمع بالمسنين بالوقت الحاضر هو حافز كبير لمختلف الفئات‬
‫العمرية على العطاء بشكل مستمر وضمان مستقبل واعد لجميع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫أخي ار يحتوي البحث على مقدمة في أهداف وأهمية البحث مع تحديد للمفاهيم‬
‫ورعاية المسنين من خالل القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ومواقف الرسول‬
‫والخلفاء الراشدين من المسنين مرو اًر بالعهد األموي بشكل مختصر ثم العصر‬
‫‪223‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫العباسي أنموذجا ثم الخالصة باللغة العربية و الهوامش والمصادر والمراجع ‪،‬‬


‫وترجمة باللغة االنكليزية ‪.‬‬
‫تحديد المفاهيم‬
‫‪ -1‬الرعاية ‪ - :‬هي رغبة اإلنسان في مساعدة أخيه اإلنسان (‪.)1‬‬
‫يشمل على التعاون والتكافل في حدود عالقة الفرد بالفرد ‪ ،‬لكنه من‬
‫الزاوية األخرى يعطي مضموناً شامالً للتعاون والتكافل يتسع ليشمل الجميع‬
‫ككل ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرعاية االجتماعية ‪-:‬‬
‫نسق منظم للخدمات االجتماعية والمؤسسات ينشأ لمساعدة األفراد والجماعات‬
‫لتحقيق مستويات مالئمة للمعيشة والصحة ويستهدف العالقات الشخصية‬
‫واالجتماعية التي تسمح لألفراد بتنمية أقصى قدراتهم وتحقيق تقدمهم وتحسين‬
‫حياتهم بحيث تنسجم وتتوافق مع حاجات المجتمع (‪.)2‬‬
‫أما الرعاية التربوية ‪ -:‬هي مجموعة البرامج أو الخدمات التطوعية التي يبذلها‬
‫الفرد تجاه اآلخرين مادية كانت أو معنوية ‪ ،‬بهدف تحسين أوضاعهم او سد‬
‫حاجاتهم من خالل التفاعل المباشر معهم (‪.)3‬‬
‫المسنين ‪ -:‬من زاد عمره عن الستين ويعتمد على غيره في اغلب شؤونه‬
‫الحياتية ‪.‬‬
‫عن ابن منظور قال ‪ ( :‬استعمل العرب كلمة مسن للداللة على الرجل الكبير‬
‫فنقول ( أسن الرجل ‪ :‬كبرت سنه )(‪.)4‬‬
‫الشيخوخة ‪ -:‬مرحلة من العمر تبدأ فيها الوظائف العقلية والجسمية في‬
‫التدهور بصورة أكثر وضوحاً مما كانت عليه في الفترات السابقة من العمر(‪.)5‬‬
‫والشيخ ‪ - :‬هو من أدرك الشيخوخة وهي غالباً عند الخمسين من العمر‪ ،‬وهو‬
‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫فوق الكهل ودون الهرم ‪ ،‬وهو ذو مكانة من علم أو فضل أو رياسة‬
‫‪224‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫ورد عن الفيروز آبادي ‪ :‬الشيخ في اللغة هو من استبانت فيها سن وحدود‬


‫هذه المرحلة من خمسين عاماَ إلى آخر عمره أو حتى الثمانين (‪.)7‬‬
‫لمحة تاريخية عن المسنين ‪:‬‬
‫ان رعاية المسنين تختلف باختالف العصور والمراحل التاريخية وباختالف‬
‫المجتمعات من جهة أخرى ‪.‬‬
‫وشهدت الحياة االجتماعية ضروباً من رعاية المسنين التي تمثلت في‬
‫الخدمات التي كانت وما تزال محط عناية أولي األمر على اختالف مسمياتهم‬
‫شيوخاً كانوا أمراء أو ملوك أو ما اجمع عليه أصحاب الشأن في تلك‬
‫المجتمعات ‪ ،‬والبد من القول إن كل مجتمع وكل عصر وزمان أسلوبه في‬
‫التعامل مع أبنائه سواء المسنين أو صغار السن وما يهمنا هنا هو رعاية‬
‫المسنين فحسب‬
‫ففي مملكة إسبارطة كانت تهتم بكبار السن والسيما في ممارسة أحكام‬
‫الدولة إذ كانت العناصر االرستقراطية ذات السلطان األكبر في الدولة كان‬
‫مقرها في مجلس الشيوخ أو الجروسيا وكانت الجروسيا معناها الحرفي وحقيقة‬
‫أمرها جماعة من الرجال كبار السن ‪ ،‬وكان الذي تقل أعمارهم عن ستين عاماً‬
‫يعدون في العادة غير ناضجين ألجل مناقشة شؤون الدولة في هذا‬
‫المجلس(‪ )8‬وهذا ما يبين مكانة كبار السن لديهم ‪ ،‬حتى إذا كان في إدارة الحكم‬
‫فهو دافع الحترامهم وتقديرهم ‪.‬‬
‫وهناك موقف مغاير في حق كبار السن في إسبارطة إذ يرى " كاتو "أن كبار‬
‫السن منهم يجب أن يباعوا كرقيق قبل إن يصبحوا مصدر خسارة لسادتهم ‪،‬‬
‫(‪)9‬‬
‫‪ ،‬كما هو معروف اسبارطة كانت تحب‬ ‫اي يباع كبير السن قبل الشباب‬
‫الشباب كونه دولة دائمة الحروب فترى الشجاعة عند الشباب والضعف في‬
‫كبار السن فترغب بالتخلص منهم ‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫اما في مصر القديمة اذ كان الشيخ احتموبي موظفاً أديبا متديناً ‪ ،‬في فترة ما‬
‫من القرن العاشر او التاسع ق ‪.‬م‪ ، .‬وقد تحدث في مقدمة تعاليمه عن أغراضه‬
‫منها ‪ ،‬وهي أن تكون هادياً لقارئها إلى السعادة ومرشداً إلى قواعد مخالطة‬
‫الخلصاء ولكبراء ‪ ....‬ودعاه إلى احترام كبار السن وعلل ذلك بتعليل لطيف‬
‫قال فيه ‪ " :‬التسب من يكبرن سناً ‪ ،‬فأنه قد شاهد "نور االله " رع قبل ‪،...‬‬
‫دعه يضربك ان شاء ويدك في خاصرتك ودعه يسبك ان شاء وأنت صامت‬
‫‪.)10("....‬‬
‫يدل هذا النص على ضرورة احترام كبير السن حتى اذا ضربك‬
‫ورعايته في جميع األحوال هذا توجيه من شيخ مرموق في المجتمع له كلمة في‬
‫المجتمع المصري القديم ‪.‬‬
‫وتبدو الرعاية االجتماعية للمسنين مظهر من مظاهر الحياة في المجتمع‬
‫العربي قبل اإلسالم إذ تمثل " بدار الندوة " التي اتخذت مق اًر لمجلس المأل‪،‬‬
‫واعتمدت مواصفات لمن يدخل هذه الدار ‪ ،‬وأهمها بلوغه سن األربعين فما‬
‫فوق‪ ،‬إدراكا منهم لنضج هذه الفئة العمرية وبالتالي قدرتها على اتخاذ ق اررات‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ ،‬في كل ما تتناوله اجتماعات المجلس ‪.‬‬ ‫صائبة وحكيمة‬
‫فكبير السن تمتع برعاية خاصة في مجتمع قبل اإلسالم لالستفادة من خبراته‬
‫واالهتمام به كونه سجل المجتمع الذي يحفظ الكثير من األحداث لألجيال‬
‫القادمة‪ ،‬ولذلك كان على رئيس القبيلة تقع شروط تتضمن تحقيق الرعاية‬
‫(‪)12‬‬
‫‪ .‬كما كان الملوك يستشيرون كبار السن‬ ‫للضعيف وال سيما المسن والمحتاج‬
‫من ورؤساء القبائل و الموظفين في أمور الدولة في حالة السلم والحرب‬
‫والمشكالت التي تتعرض لها الدولة ‪ ،‬وذلك عبر اجتماعاتهم في مجلس يسمى‬
‫(‪)13‬‬
‫‪.‬‬ ‫( المزود )‬

‫‪226‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫وهنا العديد من األمثلة ال يسعنا البحث لذكرها في رعاية المسنين من‬


‫قبل الدولة أو األشخاص أو األبناء ووضعهم موضع رعاية واهتمام ‪.‬‬
‫رعاية اإلسالم للمسنين ‪:‬‬
‫الشيخوخة ( المسنين ) طور من أطوار الحياة ‪ ،‬وهي ليست مرضاً وانما‬
‫هي فترة يتغير فيها اإلنسان تغي اًر فسيولوجياً إلى صورة أخرى ليست بأحسن‬
‫مما كان عليه سابقاً كون الصورة الجديدة يصاحبها ضمور في كثير من‬
‫األعضاء ‪ ،‬وفقدان ملموس للقوة والحيوية ‪ ،‬تزول معه ظواهر الفتوه والعنفوان‪،‬‬
‫(‪)14‬‬
‫‪.‬‬ ‫ثم تنتهي كما ينتهي كل شيء‬
‫اإلسالم كعقيدة ذكرت في مصدرين كريمين وهما القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫الشريفة ‪ ،‬إذ تقوم العقيدة اإلسالمية على مبدأ الجنس البشري وان االختالف‬
‫بين البشر سواء في األرزاق أو مصادر الدخل أو األعمار أو األعراق إنما‬
‫يهدف الى بناء الكون في إطار من التعايش والتعاون والتكامل(‪.)15‬‬
‫وقد سبقت تعاليم اإلسالم األنظمة الحديثة لرعاية المسنين ‪ ،‬إذ‬
‫يحظى الشيوخ في مجتمعنا عادة بالكثير من التقدير والرعاية واالحترام ‪ ،‬ويدرك‬
‫هذا كل من قارن واقع األسرة اإلسالمية ‪ ،‬مع غيرها من الغربية والشرقية غير‬
‫المسلمة ‪ ،‬إذ نرى إن المسنين من المسلمين أكثر سعادة واستقرار بالموازية من‬
‫(‪)16‬‬
‫‪.‬‬ ‫نظرائهم من غير المسلمين ‪ ،‬فأولئك يعيشون في غربة ووحدة وشقاء‬
‫فاإلسالم كفل المسنين عن طريق رعاية األسرة لألبوين والجدين ورعاية‬
‫الجيرة للمسنين من الجيران الذين ليس لهم معيل ‪ ،‬وهناك التكافل االجتماعي‬
‫في الدولة المسلمة ورعاية المسنين صحياً واجتماعياً واقتصادياً ‪.‬‬
‫لذا نرى إن المسنين في المجتمعات اإلسالمية عاشوا في وفرة من‬
‫العيش ‪ ،‬إذ هناك مصادر مختلفة لألنفاق على المسنين في الشريعة اإلسالمية‬
‫أولها رعاية األسرة وتنتهي برعاية الدولة المسلمة ‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫رعاية األسرة ‪:‬‬


‫اذ يتوجب على األبناء اإلنفاق على الوالدين اذا فقدا القدرة على‬
‫الكسب‪ ،‬ولم تكن لهما موارد مالية حتى إذا كانا غير مسلمين قال اهلل تعالى ‪":‬‬
‫(‪)17‬‬
‫‪.‬‬ ‫وصاحبهما في الدنيا معروفاً "‬
‫أم ا أصول البشر الذين تجب نفقتهم هم ‪ :‬اآلباء واألمهات واألجداد‬
‫والجدات وان علوا ‪.....‬‬
‫وفي حالة انعدام األوالد ولم تكن لكبار السن إمكانيات مادية ‪ ،‬بهذا‬
‫ينتقل واجب اإلنفاق إلى الدولة " النظام الحكومي " ‪ ،‬وحسب مبدأ كفالة‬
‫المحتاجين وضمن الضمان االجتماعي المقرر في اإلسالم (‪.)18‬‬
‫واشارة إلى ذلك الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم ) قال ‪ ":‬أيما عرصة الال‬
‫(‪)19‬‬
‫" وقد‬ ‫بقعة أصبح فيهم امروء جائعاً ‪ ،‬فقد برئت منهم ذمة اهلل تبارك وتعالى‬
‫اوجب اإلسالم على المرء نفقه والديه المحتاجين ‪ ،‬كنوع من الرعاية االقتصادية‬
‫‪ ،‬وجعل الولد وماله ملكاً ألبيه قال الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم )‪ " :‬أنت‬
‫ومالك ألبيك " (‪.)20‬‬
‫كما ذكرنا سابقاً إن الشريعة اإلسالمية لها مدريين هما القران الكريم والسنة‬
‫النبوية الشريفة وسنتطرق إلى هذين المصدرين ودورهم في رعاية المسنين ‪.‬‬
‫رعاية المسنين في القران الكريم ‪:‬‬
‫اهتم القران الكريم بصحة اإلنسان منذ تكوينه إلى أن يبدأ بالوهن الذي‬
‫ضع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ثُ َّم َج َع َل‬ ‫يط أر عليه شيئاً فشيئاً قال اهلل تعالى ‪(( :‬اللَّ ُه الَّذي َخلَقَ ُك ْم م ْن َ ْ‬
‫اء َو ُه َو‬
‫ش ُ‬ ‫ق َما َي َ‬
‫ش ْي َب ًة َي ْخلُ ُ‬ ‫ف قُ َّوةً ثُ َّم َج َع َل ِم ْن َب ْع ِد قُ َّوٍة َ‬
‫ض ْعفًا َو َ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َب ْعد َ ْ‬
‫ِ‬
‫ير ))(‪.)21‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ا ْلقَد ُ‬
‫ا ْل َعل ُ‬
‫فمن الطبيعي أن يصل اإلنسان إلى مرحلة الشيخوخة بعد أن عملت أجهزة‬
‫جسمه عمالً مضنياً ‪ ،‬وقد جعل اهلل عز وجل لكل شيء بداية ونهاية ‪ ،‬وهذه‬
‫‪228‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫اس)) ‪ .‬فكبار‬ ‫الن ِ‬‫اولُ َها َب ْي َن َّ‬ ‫سنة اهلل في خلقه ‪ ،‬وقال تعالى ‪َ ((:‬وِت ْل َك ْاألَيَّام ُن َد ِ‬
‫ُ‬
‫(‪)22‬‬
‫السن تبدأ قواهم بالضعف بعد األربعين شيئاً فشيئاً ‪.‬‬
‫اإل ْنس َ ِ ِ‬
‫ُم ُه‬
‫سا ًنا َح َملَتْ ُه أ ُّ‬‫ان ِب َوال َد ْيه إِ ْح َ‬ ‫ص ْي َنا ِْ َ‬ ‫كما قال اهلل تعالى ‪َ (( :‬و َو َّ‬
‫شدَّهُ َوَبلَغَ‬ ‫ش ْه ًار َحتَّى إِ َذا َبلَغَ أَ ُ‬ ‫ون َ‬ ‫صالُ ُه ثََال ثُ َ‬ ‫ض َعتْ ُه ُك ْرًها َو َح ْملُ ُه َوِف َ‬
‫ُك ْرًها َو َو َ‬
‫ت َعلَ َّي َو َعلَى َو ِال َد َّ‬
‫ي‬ ‫ش ُك َر ِن ْع َمتَ َك الَِّتي أَ ْن َع ْم َ‬ ‫َن أَ ْ‬‫ب أ َْو ِز ْع ِني أ ْ‬
‫ال َر ِّ‬
‫س َن ًة قَ َ‬
‫ين َ‬ ‫أ َْرَب ِع َ‬
‫ت إِلَ ْي َك َوِا ِّني ِم َن‬ ‫َصلِ ْح لِي ِفي ُذِّري َِّتي إِ ِّني تُْب ُ‬ ‫ضاهُ َوأ ْ‬ ‫صالِ ًحا تَْر َ‬ ‫َع َم َل َ‬ ‫َن أ ْ‬ ‫َوأ ْ‬
‫سلِ ِمي َن))(‪.)23‬‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫والبد من القول إن اإلنسان كلما تقدم في العمر ازدادت الحاجة‬
‫إلحاحا إلى الرعاية الطبية ‪ ،‬وال مجال للشك بأن للمسنين أمراضا خاصة بهم‬
‫تبدأ عادة في منتصف العمر ويزداد معدل حدوثها بتقدم العمر على سبيل‬
‫المثال ال الحصر أمراض األذن والعيون واألسنان ‪ ،‬أمراض القلب والخ ‪،‬‬
‫واألمراض التي تصيب األوعية الدموية وباقي أجهزة جسم اإلنسان زيادة إلى‬
‫األمراض الصدرية ‪ ،‬واحتباس البول ‪ ،‬وأالم المفاصل ‪ ،‬وتبدأ الرعاية الصحية‬
‫للمسنين باالكتشاف المبكر لهذه األمراض قبل أن تصبح مزمنة والسيما إن‬
‫أعراضها قد تكون غير واضحة في البداية تشكل بدايات المشكلة وقد ال يحسن‬
‫(‪)24‬‬
‫‪.‬‬ ‫المسن التعبير عنها‬
‫والشريعة اإلسالمية تحث المسنين على البحث عن أسباب العالج‬
‫وتذكرهم بالصبر والدعاء والتسبيح ‪ ،‬فأن في ذلك يقين وتسليم وتفويض من‬
‫ت‬‫ُّر َوأَ ْن َ‬ ‫س ِن َي الض ُّ‬
‫َّه أ َِّني َم َّ‬ ‫ُّوب إِ ْذ َن َ‬
‫ادى َرب ُ‬ ‫المسن هلل ‪ ،‬قال اهلل تعالى ‪َ (( :‬وأَي َ‬
‫َهلَ ُه َو ِم ْثلَ ُه ْم‬ ‫ش ْف َنا َما ِب ِه ِم ْن ُ‬
‫ضٍّر َوآتَْي َناهُ أ ْ‬ ‫استَ َج ْب َنا لَ ُه فَ َك َ‬
‫ين ‪ .‬فَ ْ‬ ‫اح ِم َ‬
‫الر ِ‬
‫أ َْر َح ُم َّ‬
‫ين))(‪.)25‬‬‫َم َع ُه ْم َر ْح َم ًة ِم ْن ِع ْن ِد َنا َوِذ ْك َرى ِل ْل َعا ِب ِد َ‬
‫يحتاج المسنون إلى االحترام والتقدير والتوقير كونها مرحلة متقدمة من العمر‬
‫فهي موضع رعاية في القران الكريم والشريعة اإلسالمية فقد ورد في حق‬
‫‪229‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫َح ُد ُه َما أ َْو ِك َال ُه َما فَ َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َي ْبلُ َغ َّن ع ْن َد َك ا ْلك َب َر أ َ‬ ‫الوالدين قوله تعالى ‪ .... (( :‬إِ َّما‬
‫يما))(‪.)26‬‬ ‫قَ ْوًال َك ِر ً‬ ‫تَ ُق ْل لَ ُه َما أ ٍّ‬
‫ُف َوَال تَ ْن َه ْرُه َما َوقُ ْل لَ ُه َما‬
‫والبد من رعاية المسنين من الناحية االقتصادية البد من القول انه كلما كان‬
‫هناك استقرار اقتصادي لدى المسنين ساعد ذلك على استقرار أحوالهم ‪ ،‬وزادت‬
‫الروابط االجتماعية بينهم وبين اآلخرين في المجتمع كي ال يكونوا عبئاً على‬
‫الغير ‪ ،‬ولذا كانت الحكمة من تأخير توزيع تركة المسنين بعد موته لورثته أن‬
‫تبقى األموال والممتلكات الخاصة في حياته في حوزته يقتات منا ويلتف ورثته‬
‫حوله فيقومون برعايته رغبة منهم في عطائه وخوف من حرمانهم لميراثه وذلك‬
‫ضماناً له بعدم تخلي أقاربه عنه حين ضعفه قال اهلل تعالى ‪(( :‬لِ ِّلر َج ِ‬
‫ال‬
‫ون‬ ‫يب ِم َّما تََر َك ا ْل َوالِ َد ِ‬
‫ان َو ْاألَق َْرُب َ‬ ‫ون ولِ ِّلن ِ ِ‬
‫ساء َنص ٌ‬ ‫يب ِم َّما تََر َك ا ْل َوالِ َد ِ‬
‫ان َو ْاألَق َْرُب َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َنص ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وضا))(‪. )27‬‬ ‫م َّما َق َّل م ْن ُه أ َْو َكثَُر َنص ً‬
‫يبا َم ْف ُر ً‬
‫كما عالجت الرعاية االجتماعية قضية النفقة على المسنين وجعلت االبن وما‬
‫يملكه من ممتلكات األب ألجل حماية المسن حتى لو كان األب من الفقر‬
‫والحاجة والعوز ‪.‬‬
‫ولم تقر الرعاية االقتصادية للمسنين حك اًر على المسلمين فحسب بل‬
‫شمل الضمان االجتماعي مسني األقليات غير المسلمة ‪.‬‬
‫أما عن البعد االجتماعي لرعاية المسنين فهي انعكاس لكافة العوامل‬
‫االقتصادية والنفسية والروحية والصحية والثقافية واقامة المسن بين أهله داخل‬
‫األسرة لها أثر ايجابي كبير على سيرة حياته اليومية فهذه صفة موجودة في‬
‫الفطرة اإلنسانية السليمة وأكدت عليها الشرائع السماوية ‪ ،‬فقصة إبراهيم عليه‬
‫السالم مع أبيه ليست بغريبة عنا ‪ ،‬وكذلك قصة إسماعيل مع أبيه إبراهيم‬
‫عليهما السالم هي األخرى مثل رائع لتدل على طاعة األبناء لإلباء ‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫فوجود األب المسن في بيت أبنائه ‪ ،‬أو أحفاده ثم أقاربه اليعادل ذلك‬
‫أي مؤسسة تؤويه مهما كانت مهارة العاملين فيها لرعاية المسنين قال تعالى ‪:‬‬
‫الد ْن َيا َم ْع ُروفًا))(‪. )28‬‬‫اح ْب ُه َما ِفي ُّ‬
‫((وص ِ‬
‫َ َ‬
‫ان ِب َوالِ َد ْي ِه َح َملَتْ ُه أ ُّ‬
‫ُم ُه َو ْه ًنا َعلَى‬ ‫س َ‬ ‫ص ْي َنا ِْ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫وقال جل ثنائه ‪َ (( :‬و َو َّ‬
‫ش ُك ْر ِلي َولِ َو ِال َد ْي َك إِلَ َّي ))(‪ . )29‬هذه وصية من‬ ‫َن ا ْ‬ ‫ام ْي ِن أ ِ‬ ‫ِ‬
‫صالُ ُه في َع َ‬ ‫َو ْه ٍن َوِف َ‬
‫اهلل لكل إنسان يبر والديه ويحسن إليهما ‪ ،‬ويفعل ما يرضيهما(‪. )30‬‬
‫والبد ان نذكر أن أهم المشكالت االجتماعية التي تواجه المسنين هي‬
‫السكن و الفقر ‪ ،‬وفات احد الزوجين ‪ ،‬والتفكك األسري ‪ ،‬العزلة االجتماعية ‪،‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫والبد ان نذكر إن هناك العديد من اآليات القرآنية الكريمة ذكرت أحوال‬
‫المسنين وكيفية معالجتها وال يسعنا البحث لذكرها جميعاً ‪.‬‬

‫رعاية المسنين من خالل السنة النبوية ‪:‬‬


‫المسن في المنظور االجتماعي هو من بلغ الشيخوخة وفقد المكانة‬
‫والفاعلية االجتماعية ليواجه مرحلة ضعف االرتباط بينه وبين المجتمع األسري‬
‫والمجتمع الخارجي (‪.)31‬‬
‫رعاية المسنين في اإلسالم يعتمد في األساس على كون المجتمع‬
‫مجتمعاً مترابط متكامل تحكمه التعاليم اإللهية ‪.‬‬
‫السنة النبوية اهتمت بجميع جوانب حياة المسن واحاطتة برعايته‬
‫واالهتمام به نذكر بعضاً منها ‪.‬‬
‫بينة السنة النبوية فضل من طال عمره ع‪ ،‬عن عبد اهلل بن بسر ‪ :‬أن أعربياً‬
‫(‪)32‬‬
‫قال " يا رسول اهلل من خير الناس ؟ قال ‪ " :‬من طال عمره وحسن عمله "‬
‫‪ .‬أي إتباع تعاليم اإلسالم من عبادات كالصالة وقراءة القران ‪ ،‬وصلة األرحام‬
‫‪231‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫التي تؤدي إلى ملئ حياة المسن ‪ ،‬فال يشعر باإلهمال من قبل األهل واألقارب‬
‫‪ ،‬وهذا ما يضمن حياة مستقرة وخاصة من الناحية النفسية واالجتماعية ‪.‬‬
‫المسنين‪ ،‬عن النبي‬ ‫وتؤكد السنة النبوية على ضرورة احترام وتوقير‬
‫( صلى اهلل عليه وسلم ) قال " من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس‬
‫(‪. )33‬‬
‫منا"‬
‫ومن رعاية الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم )بالمسنين االهتمام بالوالدين‬
‫وهي من أهم عناصر رعاية اإلسالم للمسنين ومن واجبات األبناء هي تلبية‬
‫احتياجات اآلباء المادية منها والمعنوية ‪ ،‬عن عبد اهلل بن مسعود " أن رجالً‬
‫سأل النبي ( صلى اهلل عليه وسلم ) أي األعمال أفضل ؟ قال ‪ " :‬الصالة‬
‫(‪)34‬‬
‫‪ ،‬فبر الوالدين أتى بعد‬ ‫بوقتها‪ ،‬وبر الوالدين ‪ ،‬ثم الجهاد في سبيل اهلل "‬
‫الصالة مباشرة وهي عمود الدين وذلك ألهمية رعاية الوالدين ‪.‬‬
‫على خطورة التقصير في رعايتهما‬ ‫وأكد الرسول (صلى اهلل عليه وسلم)‬
‫وجعل عقوق الوالدين من الكبائر ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه (‬
‫رضي اهلل عنه ) قال ‪ :‬قال رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) " أال أنبئكم‬
‫بأكبر الكبائر ؟ قلنا ‪ :‬بلى يارسول اهلل قال ‪ :‬اإلشراك باهلل ‪ ،‬وعقوق الوالدين ‪،‬‬
‫(‪. )35‬‬
‫وكان متكئاً فجلس ‪ ،‬فقال ‪ :‬إال وقول الزور ‪"....‬‬
‫لم تكتفي رعاية الرسول بالوالدين فحسب بل تعدته إلى أقارب وأصدقاء‬
‫الوالدين ‪ ،‬وهم في أغلب األحوال من كبار السن ‪ ،‬والرعاية هنا تشمل المادية‬
‫والمعنوية ‪ ،‬أو إحداهما فهي كافية ‪ ،‬وذلك ال حاجة بأهميته من قبل اآلخرين‬
‫ورعايتهم له ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪ :‬عن عبد اهلل بن عمر ان رجالً من األعراب لقيه بطريق مكة‬
‫فسلم عليه عبد اهلل وحمله على حمار كان يركبه ‪ ،‬وأعطاه عمامةً كانت على‬
‫رأسه فقال ابن دينار ‪ :‬فقلنا له ‪ " :‬أصلحك اهلل أنهم األعراب يرضون باليسر "‬
‫‪232‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫فقال عبد اهلل ‪ " :‬أن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب زاني سمعت رسول‬
‫اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) يقول ‪ ":‬إن البر صلةً الولد أهل ود أبيه "(‪.)36‬‬
‫وفي هذا فضل صلة أصدقاء األب واإلحسان إليهم واكرامهم ‪ ،‬كذلك أصدقاء‬
‫(‪)37‬‬
‫‪.‬‬ ‫األم واألجداد والزوج والزوجة وغيرهم‬
‫للمسنين‬ ‫وأخي اًر يمكن القول إن رعاية الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم )‬
‫َما َع ِنتُّ ْم‬ ‫يز َعلَ ْي ِه‬
‫سو ٌل ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم َع ِز ٌ‬
‫اء ُك ْم َر ُ‬
‫أشار القرآن الكريم ‪ " :‬لَقَ ْد َج َ‬
‫ين رء ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم " النوبة ‪128/‬‬ ‫وف َرح ٌ‬ ‫يص َعلَ ْي ُك ْم ِبا ْل ُم ْؤ ِمن َ َ ُ‬
‫َح ِر ٌ‬
‫إذ الطف الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم ) امرأة عجوز طلبت منه ان‬
‫يدع لها بالجنة ‪ ،‬ويعد الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم ) الضعفاء سبباً للنصر‬
‫والرزق وله في ذلك " ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم " ‪،‬‬
‫وقد\ أكرم كذلك أمه من الرضاعة وزوجها ‪( ،‬صلى اهلل عليه وسلم ) الكريم‬
‫الرحيم بجميع خلق اهلل والمسنين جزءاً منهم ‪ ،‬كما أوصى المرأة الشابة وهي (‬
‫خوله ) بزوجها الشيخ فقال (صلى اهلل عليه وسلم) ‪ " :‬استوصي بأبن عمك‬
‫(‪. )40‬‬
‫خي اًر "‬
‫رعاية المسنين من قبل الخلفاء الراشدين ‪:‬‬
‫الخليفة أبو بكر الصديق ( رضي اهلل عنه ) من رعايته للسالكين‬
‫بالعدل واإلحساس بالمسؤولية ‪ ،‬إذ كان يحلب لجيرانه أرملة وأبنتها شاتهما ‪،‬‬
‫فلما بويع بالخالفة قالت البنت ‪ :‬أالن اليحلب لنا ‪ :‬فقال ( رضي اهلل عنه ) بل‬
‫الحلبنها لكم‪ ،‬واني أرجو أال يغيرني ما دخلت فيه (‪ .)41‬على الرغم من انه بويع‬
‫بالخالفة وقد تجاوز الستين من عمره ‪.‬‬
‫كما كان يعتق عجائز ونساء إذا اسلمن بمكة(‪ ،)42‬وقد تعهد (رضي اهلل‬
‫(‪)43‬‬
‫‪.‬‬ ‫عنه)امرأة عجو اًز عمياء وكان يقوم بشؤونها في كل ليلة‬

‫‪233‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫الخليفة عمر بن الخطاب (رضي اهلل عنه) له صورة مشرقة في رعاية‬


‫المسنين ‪ ،‬قال طلحة بن عبد اهلل (رضي اهلل عنه) ‪ :‬خرج عمر بن الخطاب‬
‫ليلة في سواد الليل فدخل بيتاً ‪ ،‬فلما أصبحت ‪ ،‬ذهبت إلى ذلك البيت ‪ ،‬فإذا‬
‫عجوز عمياء قاعدة فقلت لها ‪ :‬ما بال هذا الرجل يأتيك ؟! فقالت ‪:‬أنه‬
‫يتعاهدني مدة كذا وكذا ‪ ،‬يأتيني بما يصلحني ‪ ،‬ويخرج عني األذى ‪ ،‬فقلت‬
‫لنفسي ‪ :‬ثكلتك أمك يا طلحة ‪ ،‬أعثرات عمر تتبع (‪)44‬؟! أغرابه في هذا على‬
‫أمير المؤمنين عمر (رضي اهلل عنه) ‪.‬‬
‫كما استمع إلى امرأة عجوز أطالت حديثها ‪ ،‬وهذا رعاية منه للمسنين‬
‫التي شملت أهل الذمة أيضاً ‪ ،‬إذ اسقط الجزية عن المسنين منهم ‪ ،‬وفرض بعد‬
‫ذلك للشيوخ من أهل الذمة ومنعهم من التسول (‪.)45‬‬
‫أما الخليفة علي بن أبي طالب ( رضي اهلل عنه ) يقول ‪ ":‬رأي الشيخ‬
‫(‪)46‬‬
‫‪ .‬كما خصص أمير المؤمنين علي (رضي اهلل‬ ‫خير من شهد الغالم "‬
‫عنه)قسماً من أموال صوافي اإلسالم في كل بلد لرعاية المسنين كما أنه‬
‫خصص وقتاً يتفرغ فيه لرعاية المسنين عمالً بوصية الرسول (صلى اهلل عليه‬
‫‪ " :‬إن تقدس امه ال يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع‬ ‫وسلم)‬
‫(‪)47‬‬
‫‪.‬‬ ‫"‬
‫وبذلك يكون الخلفاء الراشدين أدوا واجباتهم تجاه المسنين كما أمر اهلل‬
‫واستمروا على النهج نفسه ‪،‬‬ ‫تعالى وطبق الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم )‬
‫فالدين اإلسالمي دين التعاون والتكافل تدفع اإلنسان المسلم إلى رعاية كل‬
‫محتاج للمساعدة وعلى رأسهم كبار السن الذي يجب أن يتعاون أبناء المجتمع‬
‫الواحد لرعاية احتياجاتهم المادية والنفسية والصحية و االجتماعية ‪.‬‬
‫العصر األموي والمسنين‬

‫‪234‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫انتعشت أحوال المسلمين في العصر األموي ونعموا بالرفاه االقتصادي‬


‫واالجتماعي والسياسي ‪،‬وذلك لالهتمام الخلفاء األمويين بالرعاية االجتماعية‬
‫للمسنين بشكل خاص امتداداً لما بدا في عصر صدر اإلسالم والخالفة الراشدة‬
‫‪ ،‬إال إن العهد األموي كانت ظروفه المالية كثيرة وله خبرة في جميع مجاالت‬
‫الحياة ‪.‬وكان معاوية بن أبي سفيان يجلس بنفسه بعد صالة العشاء فيتقدم إليه‬
‫الضعيف والمسن واإلعرابي والصبي والمرأة ومن ال احد له ‪ ،‬وفرض لعوائل‬
‫الشهداء وأوصى بقضاء حوائجهم(‪.)48‬‬
‫أما الخليفة عبد الملك بن مروان ( ت‪86‬هـ) فكان أول من افرد يوماً‬
‫(‪)49‬‬
‫‪.‬‬ ‫للنظر في المظالم ‪ ،‬ونصرته للضعفاء وخاصة المسنين والمظلومين‬
‫وفرة الخليفة الوليد بن عبد الملك األول ( ت‪96‬هـ) للمحتاجين ما يتعهدهم‬
‫ويمنعهم عن سؤال الناس ‪ ،‬فقام برعاية اليتامى جميعاً وتعليمهم فرتب لهم‬
‫المؤدبين وشمل كذلك المسنين من الرجال والنساء برعايته (‪.)50‬‬
‫سليمان بن عبد الملك (ت ‪99‬هـ) كان مهتماً بشؤون الرعية ويلبي‬
‫شكواهم ويتابع أحوالهم ‪ ،‬كما أطلق األسرى واخلي سبيل أهل السجون وأحسن‬
‫(‪)51‬‬
‫عموماً والمسنين خصوصاً ‪.‬‬ ‫إلى الناس‬
‫وأبدى الخليفة عمر بن عبد العزيز ( ت‪101‬هـ) اهتماماً كبي اًر في مجال‬
‫الرعاية االجتماعية وسار على نهج الخلفاء الراشدين ‪ ،‬يروى إن زوجته دخلت‬
‫عليه بعد توليه الخالفة فوجدته يبكي فقالت له الشيء حدث ؟ قال " لقد توليت‬
‫أمر أمه محمد ففكرت في الفقير الجائع ‪ ،‬والمريض الضائع والعاري المجهول‪،‬‬
‫(‪)52‬‬
‫والمقهور والمظلوم والغريب واألسير والشيخ الكبير ‪"....‬‬
‫ومن اهتمامات عمر بن عبد العزيز برعاية المجتمع إذ بدأ بتوزيع األموال‬
‫العامة على مستحقيها مثل األرملة وكبار السن وكل طفل وعاجز ومريض(‪.)53‬‬

‫‪235‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫وفرض الخليفة هشام بن عبد الملك ( ت‪ 125‬هـ) العطايا للفقراء‬


‫والمعوزين وكبار السن حتى لو كان من غير المسلمين كما فعل من قبله (‬
‫عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ‪ ،‬وهناك رواية تذكر إن احد األنصار‬
‫طلب من هشام أن يفرض له فقال هشام ‪ ..... ":‬واهلل ال افرض لك حتى مثل‬
‫(‪. )54‬‬
‫هذه الليلة في السنة القادمة "‬
‫وهكذا حقق الخلفاء األمويين الرعاية االجتماعية والنفسية واالقتصادية‬
‫وغيرها للمسنين في عصرهم على أفضل وجه ‪0 .‬‬
‫رعاية المسنين في العصر العباسي ‪:‬‬
‫ال يكاد أي مجتمع إنساني أو عصر من العصور يخلومن وجود المسنين بين‬
‫أفراده وان النظرة إليهم تكون مختلفة من مجتمع إلى آخر ‪ ،‬ويشكل هؤالء الحيز‬
‫األكبر في المجتمع اإلسالمي والسيما في العصر العباسي رغم عدم وضوح‬
‫المصادر الخاصة في معالجة هذا الموضوع ‪ ،‬غير إن المجتمعات األخرى قد‬
‫أولت لهم عناية من اجل تمكينهم من أنفسهم وتيسير شؤونهم الخاصة (‪.)55‬‬
‫ومنذ بداية تأسيس الدولة العباسية ووضع اللبنة األولى لها كان لها دور‬
‫في رعاية كبار السن لما لهم من دور كبير في تحقيق العدالة وتأسيس‬
‫مؤسسات الدولة إذ اختار ولد العباس في ذلك العصر وهو " علي عبد اهلل بن‬
‫عباس " الذي كان أكبر أوالد العباس وانتقلت الخالفة له بعد سقوط الدولة‬
‫األموية لكبر سنه وحكمته وتنازل أبا هشام بن محمد بن علي بن أبي طالب‬
‫بنصيبه من خالفة الى علي هذا وأوالده وأوصى به (‪.)56‬‬
‫وعن رعاية الخلفاء العباسيين بالمسنين نذكر بعضاً منهم على سبيل المثال‬
‫ال الحصر ‪:‬‬
‫ففي خالفة هارون الرشيد كانت مصارف الزكاة تصرف بالنص الى‬
‫ثمانية أصناف من الناس قال اهلل تعالى ‪ ":‬أنما الصدقات للفقراء والمساكين‬
‫‪236‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫والعاملين والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل اهلل وابن السبيل‬
‫(‪)57‬‬
‫‪ ،‬إن تقسيم الزكاة في عصر الرشيد كان سهم منه‬ ‫فريضة من اهلل "‬
‫يصرف في إصالح طرق المسلمين ويقسم سهم الفقراء والمساكين والمسنين من‬
‫الصدقة ما حول كل مدينة في أهلها وال يخرج منها فيتصدق به على أهل‬
‫المدينة أخرى‪ ،‬وأما غيره فيصنع به اإلمام ما أحب من هذه الوجوه التي سمى‬
‫اهلل تعالى في كتابه ‪ ،‬وان صيرها في صنف واحد ممن سمى اهلل تعالى أج أز‬
‫(‪.)58‬‬
‫أما الخليفة المقتدر ‪ :‬فقد أنشأ في عهده ديوان الدار إلى أصحاب الدار وروي‬
‫إن بباب أمير المؤمنين الكبير هناك الغلمان والحاشية والفرسان ‪ ....‬وقد‬
‫حضروا منذ مدة بباب العامة وطلبوا فأدخلت طائفة منهم ونوظرت فلم تكن لهم‬
‫حجة في االستحقاقات وانما التمسوا الزيادة والنظر والصلة وهذا خارج عن‬
‫الواجب الذي كان يفرضه المقتدر ولوضع بعضهم أعطى زيادة لبعضهم وكان‬
‫واجباً صالحاً وخاصة لكبار السن(‪.)59‬‬
‫الخليفة الظاهر بأمر اهلل ‪ :‬كان من المهتمين بأمر الرعية ويدعو اهلل ليصلحهم‬
‫ومن اهتماماته بالرعية لما ولي بالخالفة وصل صاحب الديوان من واسط وكان‬
‫قد سار إليها أيام الناصر لتحصيل األموال فأصعد ومعه ما يزيد على مائة‬
‫ألف دينار وكتب مطالعه تتضمن ذكر ما معه ويستخرج األمر في حملة فأعاد‬
‫الجواب بأن يعد إلى أربابه فال حاجة لنا إليه فأعيد عليهم أموالهم وأوصى‬
‫(‪)60‬‬
‫‪.‬‬ ‫بكبار السن منهم خاصة الذين ليس لهم حاجة إلى المال‬
‫أما المستنصر باهلل ‪ :‬وهو جعفر المنصور المستنصر باهلل الظاهر دامت‬
‫خالفته (‪ 17‬سنة ) إال شه اًر ‪.‬‬
‫كان المستنصر شهماً جواداً يباري الريح كرماً وجوداً وله اآلثار الجليلة في‬
‫بغداد منها وهي أعظمها المدرسة المستنصرية على شط دجلة من الجانب‬
‫‪237‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫الشرقي مما يلي دار الخالفة وبني غيرها من القناطر والحانات والربط ودور‬
‫الضيافة ومأوى المسنين وملجأ األيتام وكان يقول أني أخاف اال يثيبني اهلل‬
‫على ما أهبه وأعطيه الن اهلل تعالى يقول " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما‬
‫تحبون " وأنا واهلل ال فرق عندي بين التراب والذهب ‪ ،‬ولما ولى الخالفة‬
‫فنودي ببغداد بإضافة العدل ‪ ،‬وان من كانت له حاجة من الناس عامة وذوي‬
‫االحتياجات الخاصة من العجزة والمساكين أو مظلمة يطالع بها تقضى حاجته‬
‫وتكشف مظلمته(‪.)61‬‬
‫وعن القادة في العصر العباسي من كان لهم اهتمام بكبار السن نذكر مثالً‬
‫واحداً شاهداً على ذلك ‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1099‬م ‪ ،‬طلب العادل اخو صالح الدين أن يهدي إليه ألف عبد من‬
‫الفقراء الذين بقوا من غير فداء ‪ ،‬فلما أجيب طلب اعتقهم جميعاً وطلب بليان‬
‫زعيم المقاومين المسيحيين هدية مثلها وأجيب إلى ما طلب واعتق ألفا آخرين‬
‫وحذا حذوه المطران المسيحيين وفعل ما فعله صاحبه ‪ ،‬وقال صالح الدين أن‬
‫أخاه قد أدى الصدقة عن نفسه وان المطران وباليان قد تصدق عن نفسيهما‬
‫وانه يفعل مثلهما ‪ ،‬ثم اعتق كل من يستطيع أداء الفدية من كبار السن‪....‬‬
‫(‪.)62‬‬
‫هذا ما قدمه الخلفاء والقادة والوزراء والمسؤولين في العصر العباسي‬
‫للمسنين وهناك المزيد من المواقف في هذا المجال كنوع من أنواع الضمان‬
‫االجتماعي (‪.)63‬‬
‫دور المسنين في األسواق بالعصر العباسي ‪:‬‬
‫لم تقتصر الرعاية االجتماعية للمسنين في العصر العباسي على الخلفاء‬
‫واألسر وغيرهم بل كان للمسنين دور كبير في الحياة االجتماعية بالعصر‬

‫‪238‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫العباسي فقد مارسوا مهن عدة منها التجارة والصناعة زيادة إلى مساهمتهم في‬
‫الحياة الثقافية وتوثيق الحديث نذكر منهم على سبيل المثال ال الحصر ‪.‬‬
‫أبي منصور الشيحي عبد المحسن بن محمد بن علي البغدادي (ت‬
‫‪ 489 – 421‬هـ) الذي كان تاج اًر ومحدثاً في وقت واحد على الرغم من كبر‬
‫سنه وانه كان في إثناء أسفاره التجارية يسمع عن الشيوخ في تلك األمصار ‪،‬‬
‫فسمع من شيوخ دمشق ومصر ‪ ،‬وكان إلى جانب أسماعه يكتب الحديث(‪.)64‬‬
‫وعبد اهلل بن عبد اهلل وكان تاج اًر ومحدثاً كذلك ‪ ،‬قدم إلى بغداد في ذي الحجة‬
‫عام (‪509‬هـ) وأقام بها يتاجر ويحدث (‪.)65‬‬
‫وكذلك عبد الواحد بن احمد ( ت‪ 537‬هـ) وهو مسن تاج اًر ومحدثاً أيضا‬
‫فكان في أسفاره يجوب األقطار ب اًر وبح اًر ما بين العراق وخراسان والبصرة‬
‫(‪)66‬‬
‫‪.‬‬ ‫والحجاز واليمن ومصر‬
‫ومن رعاية المسنين في العصر العباسي واالهتمام بهم في األسواق حتى‬
‫في حالة وفاتهم لتعزيز مكانتهم االجتماعية إذا ما توفى احد العلماء المشهورين‬
‫من كبار السن كان الباعة والتجار في األسواق يسارعون إلى غلق أسواقهم‬
‫إعالنا للحزن عليه ‪ ،‬نذكر بعضاً من هذه الحاالت على سبيل المثال ال‬
‫الحصر ‪:‬‬
‫عند وفاة ابن القزويني حامد الوراق سنة ( ‪403‬هـ) وكذلك علقت األسواق‬
‫عند وفاة االسفرائيني ‪ ،‬وكذلك حدث سنة ( ‪442‬هـ) عند وفاة ابن القزويني‬
‫(‪)67‬‬
‫وغيرهم الكثير من كبار‬ ‫‪ ،‬وفي سنة ( ‪458‬هـ) عند وفاة أبي يعلى الفراء‬
‫السن‪ ،‬اذ كان التركيز في األسواق لما له من أهمية اقتصادية واجتماعية‬
‫وثقافية وتجمع غالبية الناس فيه لذا تظهر مراسيم الحزن والفرح وممكن التعبير‬
‫عنها بشكل واضح ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫هذا وان للدور الثقافي لكبار السن في العصر العباسي لم يهمل كأشخاص‬
‫مسنين بل استفادوا من خبراتهم الثقافية والعلمية ويظهر ذلك من خالل تواجدهم‬
‫في أسواق بغداد واتخاذها مكاناً لمتابعة الدرس ‪ ،‬إذ كان يشتغل فيها بعض‬
‫كبار السن ‪ ،‬وجاء عن لسان التنوخي في سنة (‪ 374‬هـ) انه قال سمعت من‬
‫الحشمي في دكانه بباب الشعير ‪ ،‬وجاء عن محمد بن احمد أبي جعفر السلمي‬
‫(ت ‪379‬هـ) انه نقاش فضة ‪ ،‬وانه قد سمع من العلماء المشهورين في عصره‬
‫(‪)68‬‬
‫‪.‬‬ ‫ووصفه الخطيب البغدادي بأنه ثقة‬
‫وجاء عن ابن السماك أحمد بن الحسين الواعظ (ت ‪424‬هـ) انه كان يبيع‬
‫السمك في السوق إلى أن صار رجالً كبي اًر ‪ ،‬ثم ترك بيع السمك وصاحبة‬
‫الصوفية (‪.)69‬‬
‫والبد القول إن سوق الوراقين ببغداد كان قد فاق في تأثيره الثقافي جميع‬
‫األسواق إذ كان فيها مجالس العلم ‪ ،‬وبها يلتقي األدباء والعلماء الشباب منهم‬
‫وكبار السن ومن جميع فئات المجتمع (‪.)70‬‬
‫وهناك جانب مهم ظهر في العصر العباسي كونه أزهى العصور اإلسالمية‬
‫في جميع جوانب الحياة ورعاية المسنين بشكل خاص من خالل إنشاء الدور‬
‫والبيمارستانات الخاصة بهم ولذوي األمراض واالحتياجات الخاصة (‪ ،)71‬وذلك‬
‫من خالل ما قدمه الخلفاء من خدمات في مجال رعاية المسنين ‪ ،‬وصحتهم من‬
‫خالل إنشاء البيمارستانات التي تقدم لهم الرعاية الطبية في كافة مجاالتها (‪:)72‬‬
‫لذلك قدموا خدمة والسيما إن بغداد كان فيها عدد كبير من البيمارستانات‬
‫التي قدمت خدمات للمسنين ضمن فئات المجتمع ‪ ،‬فكان الخلفاء يضعون‬
‫شروط عدة عند اختيار موضع البيمارستان من اجل تحقيق الفائدة للمرضى‬
‫ومنهم المسنين ‪ ،‬أن يكون البيمارستان على الروابي أو جوار األنهار وقريب‬
‫من الجوامع (‪.)73‬‬
‫‪240‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫فقد قام هارون الرشيد ببناء البيمارستانات وطورها فأقام بيمارستان كبير‬
‫في بغداد والحق به مكتبه علمية ضخمة ورشح لرئاسته ماسويه الخوزي (‪.)74‬‬
‫وشهدت البيمارستان تطو اًر كبي اًر من خالل اهتمامهم بالمرضى من المسنين‬
‫على وجه الخصوص(‪.)75‬‬
‫لذا فأن عملية تطور البيمارستانات من اجل أن تعم فائدتها على جميع‬
‫شرائح المجتمع وال سيما المسنين بما تقدمه من رعاية (‪ )76‬لكافة فئات المجتمع‬
‫ولم يقتصر على المسلمين فقط بل من أهل الذمة من اليهود والنصارى وغيرهم‬
‫من الطوائف األخرى (‪.)77‬‬
‫كما أشار إلى ذلك ابن أبي اصيبعه عندما أشار الخليفة إلى سنان بن‬
‫(‪)78‬‬
‫‪.‬وأوعز أيضا بأن ينتقل األطباء إلى‬ ‫ثابت بأن يهتم بأهل الذمة وعالجهم‬
‫المناطق لتقديم رعايتهم الطبية وال سيما للمسنين من ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫من الفئات والطوائف األخرى(‪.)79‬‬
‫ومن اجل تطور الرعاية للمسنين وأصحاب العاهات واالحتياجات الخاصة‬
‫إن أبو جعفر المنصور عمل على إنشاء بيمارستانات متخصصة لألمراض‬
‫(‪)80‬‬
‫‪.‬‬ ‫منها بيمارستان للعميان والمجانين وغيرهم‬
‫وعمل على استقطاب األطباء لهذا الغرض ومنهم جرجيس بن جبرائيل‬
‫(‪،)81‬وكذلك هارون الرشيد الذي أسس أول نقله طبيه خاصة لألطباء تقدم‬
‫(‪)82‬‬
‫‪.‬‬ ‫خدماتها للمرضى من المسنين‬
‫أما المأمون (ت ‪227‬هـ) الذي شهد عصره تطو اًر كبي اًر في مجال رعاية‬
‫(‪)83‬‬
‫‪ ،‬وانشأ بيوت‬ ‫المسنين ‪ ،‬انشأ البيمارستان العضدي والبويهي في بغداد‬
‫خاصة لرعاية المسنين والسيما من كان منهم مصاباً بأمراض معدية وسار على‬
‫خطاه باقي الخلفاء في هذا المجال في تخصيص أماكن خاصة لهم لتجنب‬
‫العدوى (‪ ،)84‬أي جعلها بعيده عن باقي البيمارستانات(‪ ،)85‬وهنا أصبح نوع من‬
‫‪241‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫التخصص لألمراض في البيمارستان الواحد من خالل تقديمها الرعاية والسيما‬


‫للمسنين (‪ ،)86‬وقامت أم الخليفة المقتدر باهلل ( ت‪321‬هـ) بفتح بيمارستان‬
‫لتقديم الخدمات والرعاية الطبية للمسنين وغيرهم لما يالئم وضعهم(‪ ،)87‬وانشأ‬
‫الخليفة العباسي المعتصم باهلل ( ت‪227‬هـ) ‪ ،‬بيمارستان اشرف عليه وأوكل‬
‫إلى الطبيب أبي بكر الرازي مهمته (‪ ،)88‬وقدم األرزاق لألطباء والكحالين وأهتم‬
‫(‪)89‬‬
‫بهم وسمي هذا البيمارستان‬ ‫بالخدم الذين يخدمون المغلوب عليهم وتكفل‬
‫(‪)90‬‬
‫‪.‬‬ ‫الصاعدي أو العتيق‬
‫أما الخليفة المقتدر باهلل (ت‪320‬هـ) شهد عصره تطو اًر في بناء‬
‫البيمارستانات الخاصة بأصحاب العاهات والمسنين(‪.)91‬‬
‫أما عضد الدولة بن بويه في بغداد ( ‪355‬هـ) انشأ بيمارستان الذي قدم‬
‫من خالله خدماً ورعاية للمسنين(‪.)92‬‬
‫وكذلك عضد الدولة البويهي انشأ بيمارستان رتب فيه األطباء والخزان‬
‫ووفر األدوية والقصاصين واألدوات الصحية وغيرها من اجل تقديم الخدمات‬
‫(‪)93‬‬
‫‪ ،‬وقد اشرف على‬ ‫والرعاية الصحية للمسنين وغيرهم من ذوي العاهات‬
‫تعيين األطباء بنفسه من اجل خدمة المسنين وأصحاب العاهات (‪. )94‬وقد طور‬
‫الخليفة القائم بأمر اهلل ( ‪467‬هـ) هذا البيمارستان لنفس الغرض (‪ ،)95‬لذا كان‬
‫اهتمام الخلفاء العباسيون بالمسنين وغيرهم وتقديم الرعاية الصحية لهم‬
‫(‪)96‬‬
‫‪ ،‬وان هذه البيمارستانات أصبحت متخصصة لتقديم الخدمات‬ ‫وحمايتهم‬
‫الطبية وكذلك الرعاية كل حسب االختصاص (‪.)97‬‬
‫وما شهدته البيمارستانات من نهضة في العصر العباسي أال وهو‬
‫(‪)98‬‬
‫‪ ،‬وكذلك اإلنفاق على المرضى من المسنين كم نقل ابن أبي‬ ‫التخصص‬
‫اصيبعه عن علي بن الجراح الذي كتب إلى متولي الوقف قائالً ‪ ":‬اليحب أن‬
‫يدفأ المرضى و باألغطية والكسوة والفحم ‪ ،‬ويقام لهم القوت ويصل إليهم‬
‫‪242‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫(‪)100‬‬ ‫(‪)99‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وكان عالجهم من نوع خاص يمتاز بالرحمة واإلنسانية‬ ‫العالج "‬
‫ويقدم لهم فضالً عن ذلك الوسائل الترفيهية (‪ ،)101‬وكانت توفر لهم من الخدم‬
‫واللباس النظيف ‪ ،‬ويحمل ألداء‬ ‫لمساعدتهم في تبديل مالبسهم والغسل‬
‫الصالة‪ ،‬وسماع قراءة القران ‪ ،‬وغيرها من الخدمات (‪.)102‬‬
‫كذلك من تطور الذي شهدته البيمارستانات من اجل تقديم الرعاية‬
‫للمسنين إنها وفرت النقاالت لحمل المرضى منهم(‪ ،)103‬األمر الذي يعود إلى‬
‫(‪)104‬‬
‫‪ ،‬وكذلك ألحقت بالبيمارستانات المكتبات‬ ‫اإلنسانية التي كانت تقدم لهم‬
‫التي تحوي على الكتب ومنها بيمارستان أحمد بن طولون الذي حوي على مائة‬
‫(‪)105‬‬
‫‪.‬‬ ‫ألف مجلد‬
‫ولم يقتض اهتمام الخلفاء العباسيين بإنشاء البيمارستانات التي تقدم‬
‫الخدمات والرعاية للمسنين وانما انسحب هذا األمر على وزرائهم ومنهم وزير‬
‫الخليفة المتوكل ‪ ،‬الفتح بن خاقان الوزير ( ت‪ 247‬هـ) ‪ ،‬الذي يقدم فيه‬
‫(‪)106‬‬
‫‪ ،‬وكذلك الوزير أبو الحسن علي بن‬ ‫خدمات لكافة الفئات ومنها المسنين‬
‫عيسى الجراح في عام ( ‪302‬هـ) انشأ بيمارستان في بغداد (‪ ،)107‬قدم إليه‬
‫(‪)108‬‬
‫‪ ،‬وكذلك الوزير‬ ‫الرعاية وما يحتاج إليه المرضى والمسنون من أدويه‬
‫العباسي محمد علي بن خلف الذي أنشأ بيمارستان أثناء توليه و ازرة القادر باهلل‬
‫(‪407‬هـ) ‪ ،‬عالج فيه المسنين وأصحاب العاهات في بغداد (‪ ،)109‬ولم يقتصر‬
‫هذا األمر في إنشاء للبيمارستانات على الخلفاء والوزراء وغيرهم وانما اشتركت‬
‫فئات أخرى في هذا األمر من اجل تقديم الرعاية للمسنين(‪، )110‬ومنهم خادم و‬
‫غالم الخليفة المعتضد باهلل العباسي (‪289‬هـ) انشأ بيمارستان في بغداد(‪.)111‬‬
‫لذا نجد إن للمسنين نصيب كبير من اهتمام الخلفاء العباسيين الذين وفروا‬
‫لهم كل أسباب العناية ‪ ،‬وان هذه البيمارستانات كانت تحتل الجانب المشرق في‬

‫‪243‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫اإلنساني الذي يقدم للمسنين وأبوابها مفتوحة للفقراء واألغنياء منهم (‪ ،)112‬وما‬
‫يقدمونه من وسائل ومستلزمات وغيرها (‪.)113‬‬
‫وأخي ار البد من القول إن هذه الدور والبيمارستانات بدأ العمل فيها في‬
‫العصر العباسي عندما اتسعت الدولة اإلسالمية وأصبح المسلمون يتنقلون في‬
‫أرجائها للجهاد أو التعليم أو المجاورة وغير ذلك مما أدى ضرورة وجودها في‬
‫الكثير من المدن مثل دمشق وبغداد ومصر وغيرها وتعتبر أماكن بديلة عن‬
‫األسرة عند فقد العائلة أو األقارب علماً إن المكان السليم للمسن بين أوالده أو‬
‫أحفاده أو أقاربه ولكن الحاالت الضرورية تفرض عليه البدائل ‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫تمثل الشيخوخة طور من أطوار الحياة وظاهرة من ظواهرها المستمرة وطريقة‬
‫غير ملحوظة ال تنظر إلى الوراء وتعود إلى الشباب وليست مرضاً وانما فترة‬
‫يتغير فيه اإلنسان تغي اًر سيولوجياً إلى صورة أخرى ليست أفضل من سابقتها ‪،‬‬
‫والشيخوخة ما تبدأ غالباً في الخمسين من العمر ‪ ،‬فوق الكهل ودون الهرم ‪،‬‬
‫وذو المكانة من العلم أو فضل أو رياسة ‪.‬‬
‫رعاية المسنين في اإلسالم إذ كفل له عن طريق رعاية األسرة لألبوين‬
‫والجديين ورعاية الجيرة للمسنين من الجيران الذين ليس لهم معيل ‪ ،‬وهناك‬
‫التكافل االجتماعي في الدولة المسلمة ورعاية المسنين صحياً واجتماعياً‬
‫واقتصادياً ‪ ،‬لذا نرى المسنين في المجتمعات اإلسالمية عاشوا في وفرة من‬
‫العيش ‪.‬‬
‫أما أهم مصدرين في اإلسالم هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إذ‬
‫يحتاج المسنون إلى االحترام والتقدير والتوقير كونها مرحلة متقدمة من العمر‬
‫فهي موضع رعاية في القران الكريم والشريعة اإلسالمية فقد ورد في حق‬

‫‪244‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫َح ُد ُه َما أ َْو ِك َال ُه َما فَ َال تَُق ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوالدين قوله تعالى ‪ .... ":‬إِ َّما َيْبلُ َغ َّن ع ْن َد َك اْلك َب َر أ َ‬
‫يما اً " ‪.‬‬ ‫ُف َوَال تَْنهَ ْرُه َما َوُق ْل لَهُ َما قَ ْوًال َك ِر ً‬
‫لَهُ َما أ ٍّ‬
‫ومن رعاية الرسول ( صلى اهلل عليه وسلم ) للمسنين االهتمام بالوالدين وهي‬
‫من أهم عناصر رعاية اإلسالم للمسنين ومن واجبات األبناء هي تلبيه‬
‫احتياجاتهم المادية والمعنوية ‪ " :‬عن عبد اهلل بن مسعود ان رجالً سأل النبي (‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ) أي األعمال أفضل قال ‪ ":‬الصالة لوقتها ‪ ،‬وبر الوالدين‬
‫‪ ،‬ثم الجهاد في سبيل اهلل "‪.‬‬
‫واتبع الخلفاء الراشدين ما جاء في القران الكريم والسنة النبوية إذ كان‬
‫الخليفة أبو بكر ( رض ) يعتق عجائز ونساء إذا اسلمن بمكة ‪ ،‬كذلك الخليفة‬
‫عم ( رض ) إذ استمع إلى امرأة عجوز طال حديثها ‪ ،‬وكذلك فرض ألهل‬
‫الذمة من بيت المال ومنعهم من التسول ‪ ،‬أما الخليفة علي بن أبي طالب (‬
‫رض ) اذ خصص قسماً من أموال صوافي اإلسالم في كل بلد لرعاية المسنين‬
‫‪.‬‬
‫أما العصر األموي فكان للخلفاء دور كبير في رعاية المسنين على‬
‫سبيل المثال ال الحصر ‪ - :‬من اهتمامات عمر بن عبد العزيز برعاية‬
‫المجتمع اذ بدأ بتوزيع األموال للعامة على مستحقيها مثل األرملة وكبار السن‬
‫وكل طفل وعاجز ومريض ‪.‬‬
‫وفرض الخليفة هشام بن عبد الملك العطايا للفقراء والمعوزين وكبار السن‬
‫حتى لو كان من غير المسلمين ‪.‬‬
‫العصر العباسي ومنذ تأسيس الدولة العباسية كان لها دور في رعاية‬
‫المسنين في مجاالت عدة إذ اهتم هارون الرشيد برعايتهم من خالل تخصيص‬
‫سهم من أموال الصدقة يصرف على الفقراء والمساكين والسيما المسنين ‪،‬‬

‫‪245‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫وأعطى المقتدر زيادة لكبار السن فضالً عن مستحقاتهم واعادة الظاهر لكبار‬
‫السن ما اخذ منهم من صاحب الديوان في مدينة واسط ‪.‬‬
‫وأما صالح الدين فقد اعتق كل من لم يستطع أداء الفدية من كبار السن‬
‫وكان للمسلمين دور كبير في األسواق فقد مارسوا مهن عدة منها التجارة‬
‫والصناعة وشاركوا في الحياة الثقافية وتوثيق الحديث الشريف واألحداث العامة‬
‫ومن اهتمامات الباعة والتجار بالمسنين كانوا يغلقون أسواقهم في حالة‬
‫وفاة احد المسنين حزناً عليه ‪.‬‬
‫كم انشأ في العصر العباسي الدور والبيمارستانات الخاصة بالمسنين‬
‫وبذوي األمراض واالحتياجات الخاصة ‪ ،‬والسيما في مدينة بغداد ومركز‬
‫الخالفة ‪ ،‬إذ أوعز الخليفة المقتدر بأن ينتقل األطباء إلى المناطق لتقديم رعاية‬
‫طبية للمرضى وال سيما المسنين من ذوي االحتياجات الخاصة ‪.‬‬
‫ومن اجل تطور الرعاية للمسنين وأصحاب العاهات واالحتياجات الخاصة‬
‫عمل أبو جعفر المنصور إنشاء بيمارستانات خاصة لهم ‪ ،‬ولنفس الغرض‬
‫انشأ المأمون البيمارستان العضدي ‪ ،‬فضالً عن األمراض األخرى ‪ ،‬وقد الحقت‬
‫بالبيمارستانات مكتبات تحوي على الكثير من الكتب ‪.‬‬
‫وهكذا بالنسبة لبقية الخلفاء في العصر العباسي ‪ ،‬وكذلك قلدهم وزرائهم‬
‫والمقربين منهم ألجل رعاية المسنين وتقديم الخدمات الصحية واالجتماعية‬
‫والنفسية لهم ‪ ،‬وبدعم مستمر ‪.‬‬
‫إذ اليجوز في اإلسالم إهمال المسنين أو المرضى والمعوقين باألسرة‬
‫وهذا هو نظام الضمان االجتماعي األصيل في المجتمع اإلسالمي الذي تنادي‬
‫به جميع المؤسسات والنظم والقوانين العالمية ألجل خدمة المسنين ورعايتهم‬
‫خاصة وان أعداد المسنين في الوقت الحاضر في تزايد مستمر والحاجة إلى‬
‫الدعم من قبل األسر ومؤسسات الدولة لرعاية المسنين ‪.‬‬
‫‪246‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫هوامش البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬شـ ـ ـ ـ ـ ــهاب ‪ ،‬بهجـ ـ ـ ـ ـ ــة احمـ ـ ـ ـ ـ ــد ‪ ،‬المـ ـ ـ ـ ـ ــدخل إلـ ـ ـ ـ ـ ــى الخدمـ ـ ـ ـ ـ ــة االجتماعيـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪ ،‬الموصـ ـ ـ ـ ـ ــل ‪،‬دار‬
‫الكتب ‪ ،1982،‬ص‪.61‬‬
‫‪Walter A.Friedlander,Introduction to Social Welfare (New York‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪,1955),p.4.‬‬
‫‪ -3‬عثمان ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬المدخل الى علم االجتماع التربوي ‪ ،‬منشورات جامعة القدس المفتوحة ‪،‬‬
‫‪ ، 1992‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -4‬ابن منظور ج ‪ ، 13‬ص ‪22‬‬
‫‪ -5‬عفيفي ‪ ،‬الهام ‪ ،‬مجددات النشاط االجتماعي للمرأة المسنة ‪ ،‬في ندوة نحو رعاية متكاملة‬
‫للمسنين ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.43- 41‬‬
‫‪................ -6‬‬
‫‪ -7‬الفيروزي أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬بيروت – دار الفكر ‪ ،‬بال‪.‬ت‪ ،‬ج‪، 1‬مادة شيخ ‪ ،‬ص‬
‫‪. 263‬‬
‫‪ -8‬ول ديوارنت‪ ،‬ويليام جيمس ‪ ،‬قصة الحضارة ‪ ،‬تقديم ‪ :‬محي الدين صابر ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬د‪.‬زكي‬
‫نجيب محمود وآخرون ‪ ،‬بيروت – دار جبل ‪1408 ،‬هـ‪1988 /‬م ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص ‪. 151‬‬
‫‪ -9‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 9‬ص‪. 217‬‬
‫‪ -10‬الصالح ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ،‬كتاب الشرق األدنى القديم في مصر والعراق ‪ ،‬مكتبة الزمان ‪ ،‬بال‪.‬ت‪،‬‬
‫ص‪. 357‬‬
‫‪ -11‬العدوي ‪ ،‬إب ارهيم احمد ‪ ،‬التاريخ اإلسالمي أفاقه السياسية وأبعاده الحضارية ‪ ،‬القاهرة ‪1976 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 28‬‬
‫‪ -12‬الصالح ‪ ،‬صبحي ‪ ،‬النظم اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1968 ،‬ص‪. 50‬‬
‫‪ -13‬علي ‪ ،‬جواد ‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1959 ،‬ج‪، 8‬ص‪.31-30‬‬
‫‪ -14‬الناصر ‪ ،‬محمد حامد ‪ ،‬مكانة المسنين في اإلسالم ‪ 1428 ،‬هـ‪2007 /‬م ‪ ،‬ص‪. 6‬‬
‫‪ -15‬حقوق اإلنسان في اإلسالم ‪ ،‬ويكيبيديا ‪ ،‬الموسوعة الحرة ‪.‬‬
‫‪ -16‬الناصر ‪،‬محمد حامد ‪،‬مكانة المسنين في اإلسالم‪،‬ص‪.6‬‬
‫‪ -17‬سورة لقمان ‪ ،‬آية ‪. 15‬‬
‫‪ -18‬الناصر‪ ،‬محمد حامد‪ ،‬مكانة المسنين في اإلسالم‪،‬ص‪. 7‬‬
‫‪.................. -19‬‬
‫‪ -20‬مسند احمد ‪ ،‬حديث ‪ ،‬رقم ‪. 6608‬‬

‫‪247‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -21‬سورة الروم ‪ /‬آية ‪. 54‬‬


‫‪ -22‬سورة ال عمران ‪ /‬آية ‪. 140‬‬
‫‪ -23‬سورة االحقاف ‪ /‬آية ‪. 15‬‬
‫‪ -24‬المجالس القومية المتخصصة ‪ ، 1987 ،‬ص‪. 3‬‬
‫‪ -25‬سورة األنبياء ‪ /‬آية ‪. 84-83‬‬
‫‪ -26‬سورة اإلسراء ‪ /‬آية ‪. 23‬‬
‫‪ -27‬سورة النساء ‪ /‬آية ‪. 7‬‬
‫‪ -28‬سورة لقمان ‪ /‬آية ‪. 15‬‬
‫‪ -29‬سورة لقمان ‪ /‬آية ‪. 14‬‬
‫‪ -30‬فليفل ‪ ،‬محمد ‪ ،‬بر الوالدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مصر – بوالق للطباعة ‪ ، 1990 ،‬ص‪. 18‬‬
‫‪ -31‬الفقي ‪ ،‬مصطفى محمد احمد ‪ ،‬رعاية المسنين بين العلوم الوضعية والتصور اإلسالمي ‪،‬‬
‫القاهرة – المكتب الجامعي الحديث ‪ ، 2008 ،‬ص‪. 25‬‬
‫‪ -32‬الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة ( ت‪279‬هـ) سنن الترمذي تحقيق ‪ :‬د‪ .‬بشار‬
‫عواد معروف ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت – دار الغرب اإلسالمي ‪1996 ،‬م ‪ ،‬كتاب الزهد رسول اهلل ‪،‬‬
‫باب ما جاء في طول عم المسن ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص‪ ، 156‬رقم الحديث ‪. 2349‬‬
‫‪ -33‬السجستاني ‪ ،‬أبي داود سليمان بن األشعث ( ت‪275‬هـ) ‪ ،‬سنن ابي داود ‪ ،‬الرياض ‪ /‬مكتبة‬
‫المعارف للنشر والتوزيع ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب في الرحمة ‪ ،‬ج‪ ، 4‬ص ‪. 441‬‬
‫‪ -34‬الرازي ‪ ،‬عبد الرحمن بن ابي حاتم ‪ ( ،‬ت‪327‬هـ) ‪ ،‬الجرح والتعديل ‪ /‬ط‪ ، 1‬دار إحياء التراث‬
‫العربي ‪.‬‬
‫‪ -35‬ابن عابدين ‪ ،‬محمد بن أمين بن عمر (ت‪1252‬هـ) ‪ ،‬حاشية رد المحتار على الدر المختار ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬مصر – مكتبة المصطفى البابي الحلبي ‪1386 ،‬هـ‪1966 /‬م ‪.‬‬
‫‪ -36‬مسلم ‪ ،‬أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ( ت‪261‬هـ) ‪ ،‬صحيح‬
‫مسلم ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صدقي جميل العطار ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت – لبنان – دار الفكر ‪1424 ،‬‬
‫هـ‪2003/‬م ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص‪ ، 6‬كتاب البر والصلة واألدب ‪.‬‬
‫‪ -37‬النووي ‪ ،‬محيي الدين يحيى بن شرف ( ت‪676‬هـ) ‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬مطبعة‬
‫المصرية باألزهر ‪1347 ،‬هـ‪1929/‬م ‪ ،‬ج‪ ، 16‬ص‪. 110-109‬‬
‫‪ -38‬سورة التوبة ‪ /‬آية ‪. 128‬‬
‫‪ -39‬البخاري ‪،‬محمد بن إسماعيل الجغفي(ت‪256‬هـ)‪ ،‬صحيح البخاري ‪،‬تحقيق محمد زهير بن‬
‫ناصر‪،‬ط‪(1‬دار طوق النجاة‪1422،‬هـ)‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.44‬‬

‫‪248‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -40‬شهاب ‪ ،‬ج‪ ، 6‬ص‪. 410‬‬


‫‪ -41‬ناصر ‪ ،‬محمد حامد ‪ ،‬التصنيف ‪ .‬فضل صلة الرحم وبر الوالدين ‪ ،‬ص‪. 5‬‬
‫‪ -42‬السيوطي ‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن بن احمد ( ت ‪ 911‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة منير ‪ 1983 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 48‬‬
‫‪ -43‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 79‬‬
‫‪ -44‬شبكة االلوكة ‪ ،‬رعاية اإلسالم للمسنين ال‪. 2017/1/16 ،‬‬
‫‪ -45‬أبو يوسف ‪ ،‬القاضي يعقوب بك إبراهيم ( ت‪182‬هـ) ‪ ،‬الخراج ‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة ‪ ،‬المكتبة‬
‫السلفية ‪1952 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 150‬‬
‫‪ -46‬ابن العماد الحنبلي ‪ ،‬أبو الفالح عبد الحي ( ت ‪1089‬هـ) ‪ ،‬شذرات الذهب في أخبار من‬
‫ذهب ‪ ،‬تحقيق وطبع اوفسيت كونروغرافير ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬بال‪.‬ت ‪ ،‬م‪ ،1‬ج‪ ، 2-1‬ص‪. 20-19‬‬
‫‪ -47‬اإلمام علي بن أبي طالب ‪ ،‬نهج البالغة ‪ ،‬شرح محمد عبده ‪ ،‬بيروت – لبنان – مؤسسة‬
‫االعلمي للمطبوعات ‪ ،‬بال‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪، 101‬‬
‫‪ -48‬المسعودي ‪ ،‬مروج الذهب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1967 ،‬م‪ ، 3‬ص‪. 40‬‬
‫‪ -49‬الماوردي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب ( ت‪450‬هـ) ‪ ،‬األحكام السلطانية والواليات‬
‫الدينية ‪ ،‬القاهرة ‪ -‬مطبع– مصطفى البابي الحلبي ‪1966 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 78‬‬
‫‪ -50‬السيوطي ‪ ،‬تاريخ الخلفاء ‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪ -51‬الطبري ‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير ( ت‪ 310‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الرسل والملوك ‪ ،‬طبعة بريل ‪ ،‬ج‪9‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 1337‬‬
‫‪ -52‬أبو يوسف ‪ ،‬الخراج ‪ ،‬ص‪. 17‬‬
‫‪ -53‬خالد ‪ ،‬محمد ‪ ،‬معجزة اإلسالم ‪ ،‬عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة – مطبعة االنجلوا‬
‫المصرية ‪1389 ،‬هـ‪1969/‬م ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ -54‬الكبيسي ‪ ،‬عبد المجيد ‪ ،‬عصر هشام بن عبد الملك ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬ص‪. 39‬‬
‫‪ -55‬يحيى ‪ ،‬افينخر ‪ ،‬الرعاية االجتماعية للفئات الخاصة ( مؤسسة الوراقة )‪2002 ،‬م ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -56‬الخضري بك ‪ ،‬الشيخ محمد ‪ ،‬محاضرات في تاريخ األمم اإلسالمية والدولة العباسية ‪ ،‬مراجعة‬
‫األستاذة ‪ :‬نجوى عباس ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬مؤسسة المختار للنشر والتوزيع ‪1424 ،‬هـ‪2003/‬م‬
‫‪ ،‬ص‪. 15‬‬
‫‪ -57‬سورة التوبة ‪ /‬آية ‪. 6‬‬
‫‪ -58‬الخضري بك‪ ،‬محاضرات في تاريخ األمم اإلسالمية‪،‬ص‪. 150‬‬
‫‪ -59‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.321‬‬

‫‪249‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -60‬المصدر نفسه‪،‬ص‪.246‬‬
‫‪ -61‬المصدر نفسه‪،‬ص‪. 447‬‬
‫‪ -62‬عمران ‪ ،‬عبد الرحيم ‪ ،‬تنظيم األسرة في التراث اإلسالمي ‪ ،‬تم النشر بدعم من صندوق األمم‬
‫المتحدة للسكان ‪ ،‬فريدة منقحة من الطبعة االنكليزية ‪، 1994 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -63‬ول ديو رانت ‪ ،‬قصة الحضارة ‪،‬ج‪ ،15‬ص‪.38-37‬‬
‫‪ -64‬الذهبي ‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل (ت‪748‬هـ)‪ ،‬العبر في خبر من غبر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬صالح‬
‫الدين المنجد ‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت ‪ ، 1967-1960 ،‬ج‪ ، 3‬ص‪. 324‬‬
‫‪ -65‬ابن النجار ‪ ،‬محب الدين محمد بن محمد بن محاسن البغدادي (ت‪643‬هـ) ‪ ،‬ذيل تاريخ بغداد‬
‫مدينة السالم ‪ ،‬المجمع العلمي العراقي تحت رقم ‪/127‬م‪،‬ورقة ‪(12‬ب)‪.‬‬
‫‪ -66‬المصدر نفسه ‪ ،‬ورقة ‪(35‬ب) ‪.‬‬
‫‪ -67‬ابن الجوزي ‪ ،‬أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ‪597‬هـ ‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪،‬‬
‫مطبعة المعارف العثمانية – حيدر اباد الدكن ‪1357 ،‬هـ‪1357 ،‬هـ‪1359 -‬هـ ‪ ،‬ج‪،8‬‬
‫ص‪. 234‬‬
‫‪ -68‬المصدر نفسه ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص‪. 151‬‬
‫‪ -69‬المصدر نفسه‪،‬ج‪، 7‬ص‪.111‬‬
‫‪ -70‬المؤلف مجهول ‪ ،‬مناقب بغداد ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد بهجت األثري البغدادي ‪ ،‬بغداد – مطبعة دار‬
‫السالم ‪ 1342 ،‬هـ ‪ ،‬ص‪. 26‬‬
‫‪ -71‬ماجد ‪ ،‬عبد المنعم ‪ ،‬تاريخ الحضارة في العصور الوسطى ‪ ،‬ط‪ ، 5‬القاهرة ‪ ، 1986 ،‬ص‪78‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -72‬القفطي ‪ :‬تاريخ الحكماء ‪ ،‬ص‪ ، 164‬ابن أبي اصيبعه ‪ ،‬عيون األنباء ‪،‬ص‪. 183‬‬
‫‪ -73‬ابن العماد الحنبلي ‪ :‬شهاب الدين أبي الفالح عبد الحي (ت‪1089‬هـ) ‪ ،‬شذرات الذهب في‬
‫أخبار من ذهب ‪ :‬تحقيق عبد القادر االرناؤوط ‪ ،‬محمد االرناؤوط ‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشق ‪ ،‬دارابن كثير‬
‫‪1985 ،‬م ‪. 239/5 ،‬‬
‫‪ -74‬ابن العبري‪ ،‬أبو الفرج غريغور يوساهارون الملطي (ت‪685‬هـ) ‪ ،‬تاريخ مختصر الدول ‪،‬‬
‫وضع حواشي ‪ ،‬خليل منصور ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1997 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 685‬‬
‫‪ -75‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫‪ -76‬ابن األثير ‪ :‬عز الدين أبي الحسن (ت ‪ 630‬هـ) ‪ ،‬التاريخ الباهر في الدولة االتابكية ‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد القادر طليحات ‪ ،‬القاهرة ‪1963 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 171‬‬

‫‪250‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -77‬الجو مرد ‪ :‬عبد القادر ‪ ،‬هارون الرشيد ‪ ،‬العراق ‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة واالعالم ‪ 1984 ،‬م‬
‫‪ ،‬ص‪. 561‬‬
‫‪ -78‬ابن أبي أصيبعه ‪ :‬موفق الدين أبو العباس ( ت‪ 688‬هـ) عيون االنباء في طبقات االطباء ‪،‬‬
‫تحقيق نزار رضا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مكتبة الحياة ‪ ،‬ص‪. 301‬‬
‫‪ -79‬الصفدي ‪ :‬صالح الدين خليل بن أبيك ( ت‪ 764‬هـ) الوافي بالوفيات ‪ ،‬تحقيق احمد االرناؤوط‬
‫‪ ،‬تركي مصطفى ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪2000 ،‬م ‪،‬‬
‫‪ -80‬ابن خلكان‪ :‬أبو العباس شمس الدين ( ت‪ 681‬هـ) ‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ‪،‬‬
‫تحقيق ‪ ،‬د‪ .‬إحسان عباس ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الثقافة ‪ 1968 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -81‬ابن أبي أصيبعه ‪ :‬عيون األنباء‪،‬ص‪ ، 306‬الخطيب ‪ ،‬حنيفة ‪ ،‬الطب عند العرب ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪1988‬م ‪ ،‬ص ‪. 304‬‬
‫‪ -82‬ابن أبي أصيبعه ‪ :‬عيون األنباء‪،‬ص‪. 188‬‬
‫‪ ،‬تاريخ البيمارستانات في اإلسالم ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪ ،‬دار التراث العربي‬ ‫‪ -83‬عيسى ‪ :‬احمد‬
‫‪ 1981،‬م ‪ ،‬ص‪. 152‬‬
‫‪ -84‬ابن كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل ( ت‪ 774‬هـ) ‪ ،‬البداية والنهاية ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪2002 ،‬م ‪. 69-43/12 ،‬‬
‫‪ -85‬فروخ ‪ :‬عمر ‪ ،‬تاريخ العلوم عند العرب ‪ ،‬بيروت ‪ 1970 ،‬م‪.509-508 ،‬‬
‫‪ -86‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬أبو بكر احمد بن علي ( ت‪463‬هـ) ‪ ،‬تاريخ بغداد ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪. 186/3 ،‬‬
‫‪ -87‬ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪. 146/16 ،‬‬
‫‪ -88‬الصابئ‪ ،‬أبو الحسن هالل (ت‪ 448‬هـ) تحفة األمراء في تاريخ الوز ارء ‪ ،‬تحقيق خليل منصور‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1419 ،‬هـ‪1988/‬م ‪،‬‬
‫‪ -89‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪، 7‬‬
‫‪ -90‬ياقوت الحموي ‪،‬عبد اهلل الحموي الرومي(ت‪626‬هـ) ‪ ،‬معجم البلدان‪،‬بيروت‪،‬دار‬
‫صادر‪1993،‬م ‪. 312/1 ،‬‬
‫‪ -91‬القفطي ‪ :‬جمال الدين أبو الحسن ( ت‪ 646‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الحكماء ‪ ،‬تحقيق فون يوليويليبرت ‪،‬‬
‫المانيا ‪1903 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 102-86‬‬
‫‪ -92‬ابن الجوزي ‪ ،‬المنتظم ‪، 33/7 ،‬‬
‫‪ -93‬المصدر نفسه‪. 33،113/7/1،‬‬

‫‪251‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -94‬الذهبي ‪ ،‬سير أعالم النبالء ‪ ،‬تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫‪. 250/10 ،‬‬
‫‪ -95‬ابن جبير ‪ :‬محمد بن احمد ( ت‪ 614‬هـ) ‪ ،‬رحلة ابن جبير ‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬محمد مصطفى زيادة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬ص‪. 179‬‬
‫‪ -96‬الذهبي ‪ :‬سير أعالم ‪. 71/9 ،‬‬
‫‪ -97‬ابن جبير‪. 53/1 ،‬‬
‫‪ -98‬ابن الفوطي ‪ :‬كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن احمد ( ت‪ 723‬هـ) ‪ ،‬الحوادث الجامعة‬
‫والتجارب النافعة في المائة السابعة ‪ ،‬مصطفى جواد ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬المكتبة العربية ‪1932 ،‬م‬
‫‪.1/1،‬‬
‫‪ -99‬ابن أبي أصيبعه ‪ :‬عيون األنباء‪،‬ص‪.301‬‬
‫م ‪ .‬ن ‪ ،‬ص‪. 302‬‬ ‫‪-100‬‬
‫الغزي ‪ :‬نجم الدين محمد بن محمد العربي ( ت ‪ 1061‬هـ)‪ ،‬الكواكب السائرة بأعيان‬ ‫‪-101‬‬
‫المائة العاشرة ‪ ،‬تحقيق خليل منصور ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1418 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1997‬م ‪. 369/1 ،‬‬
‫الصفدي ‪ :‬الوافي بالوفيات ‪. 282/3 ،‬‬ ‫‪-102‬‬
‫ابن األثير ‪ :‬الكامل ‪. 21/10‬‬ ‫‪-103‬‬
‫ول ديورانت ‪ ،‬قصة الحضارة ‪. 51/4 ،‬‬ ‫‪-104‬‬
‫المقريزي ‪ :‬تقي الدين احمد ( ت‪ 845‬هـ) ‪ ،‬المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار ‪،‬‬ ‫‪-105‬‬
‫ط‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪1987 ،‬م ‪. 407/1 ،‬‬
‫القلقشندي ‪ :‬أبو العباس احمد ( ت‪821‬هـ) ‪ ،‬صبح األعشى في صناعة االنشا ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬ ‫‪-106‬‬
‫يوسف الطويل ‪ ،‬ط‪( ، 1‬دار الفكر ‪ 1987 ،‬م) ‪. 409/3 ،‬‬
‫ابن أبي اصيبعه ‪ :‬عيون األنباء‪،‬ص‪. 316‬‬ ‫‪-107‬‬
‫ابن األثير ‪ :‬الكامل في التاريخ ‪ ،‬تحقيق أبي الفداء عبد اهلل القاضي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪-108‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪ 1994 ،‬م ‪. 473/6 ،‬‬
‫الذهبي ‪ :‬تاريخ اإلسالم ‪. 170/28 ،‬‬ ‫‪-109‬‬
‫ابن الكثير ‪ :‬البداية والنهاية ‪. 176 /12 ،‬‬ ‫‪-110‬‬
‫ابن أبي اصيبعه ‪ :‬عيون اإلنباء‪،‬ص‪.108‬‬ ‫‪-111‬‬
‫ابن جبير ‪ :‬الرحلة ‪. 52/1 ،‬‬ ‫‪-112‬‬

‫‪252‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫أبن قدامه ‪ ،‬موقف الدين عبد اهلل بن احمد ( ت‪ 260‬هـ) المفتي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار إحياء الكتب‬ ‫‪-113‬‬
‫العربية ‪1985 ،‬م‪. 181/1 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫القران الكريم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬ابن األثير ‪ :‬عز الدين أبي الحسن (ت ‪ 630‬هـ) ‪ ،‬التاريخ الباهر في الدولة االتابكية ‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد القادر طليحات ‪ ،‬القاهرة ‪1963 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن أبي أصيبعه ‪ :‬موفق الدين أبو العباس ( ت‪ 688‬هـ) عيون األنباء في طبقات األطباء ‪،‬‬
‫تحقيق نزار رضا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مكتبة الحياة‪.‬‬
‫‪ -3‬البخاري ‪،‬محمد بن إسماعيل الجغفي (ت‪256‬هـ)‪ ،‬صحيح البخاري ‪،‬تحقيق محمد زهير بن‬
‫ناصر‪،‬ط‪(1‬دار طوق النجاة‪1422،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة ( ت‪279‬هـ) سنن الترمذي تحقيق ‪ :‬د‪ .‬بشار‬
‫عواد معروف ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت – دار الغرب اإلسالمي ‪1996 ،‬م ‪ ،‬كتاب الزهد رسول اهلل ‪،‬‬
‫باب ما جاء في طول عمر المسن‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن الجوزي ‪ ،‬أبو الفرج جمال الدين ‪( ،‬ت‪ 597‬هـ) ‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪،‬‬
‫تحقيق مصطفى عبد القادر ‪ ،‬عطا ‪ ،‬محمد عبد القادر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن جبير ‪ ،‬محمد بن احمد ( ت‪ 614‬هـ) ‪ ،‬رحلة ابن جبير ‪ ،‬تحقيق ‪ ،‬محمد مصطفى زيادة ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬دار الكتب‪.‬‬
‫‪ -7‬الجو مرد ‪ ،‬عبد القادر ‪ ،‬هارون الرشيد ‪ ،‬العراق ‪ ،‬منشورات و ازرة الثقافة واإلعالم ‪1984 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ -8‬خالد ‪ ،‬محمد خالد ‪ ،‬معجزة اإلسالم ‪ ،‬عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة – مطبعة االنجلوا‬
‫المصرية ‪1389 ،‬هـ‪1969/‬م‪.‬‬
‫‪ -9‬الخطيب البغدادي ‪ ،‬أبو بكر احمد بن علي ( ت‪463‬هـ) ‪ ،‬تاريخ بغداد ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -10‬الخطيب ‪ ،‬حنيفة ‪ ،‬الطب عند العرب ‪ ،‬بيروت ‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬الخضري بك ‪ ،‬الشيخ محمد ‪ ،‬محاضرات في تاريخ األمم اإلسالمية والدولة العباسية ‪ ،‬مراجعة‬
‫األستاذة ‪ :‬نجوى عباس ‪ ،‬ط‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬مؤسسة المختار للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪2003/‬م‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -12‬ابن خلكان‪ :‬أبو العباس شمس الدين ( ت‪ 681‬هـ) ‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان ‪،‬‬
‫‪،.‬‬
‫تحقيق ‪ ،‬د‪ .‬إحسان عباس ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الثقافة ‪ 1968 ،‬م‬
‫‪ -13‬الذهبي ‪ ،‬شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان ( ت‪ 748‬هـ) ‪ ،‬سير أعالم النبالء ‪ ،‬تحقيق‬
‫مصطفى عبد القادر عطا ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ -14‬الذهبي ‪:‬العبر في خبر من عبر ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬صالح الدين المنجد ‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت‬
‫‪.1967-1960 ،‬‬
‫‪ -15‬الرازي ‪ ،‬عبد الرحمن بن ابي حاتم ‪ ( ،‬ت‪327‬هـ) ‪ ،‬الجرح والتعديل ‪ /‬ط‪ ، 1‬دار احياء التراث‬
‫العربي ‪.‬‬
‫‪ -16‬السجستاني ‪ ،‬أبي داود سليمان بن األشعث ( ت‪275‬هـ) ‪ ،‬سنن ابي داود ‪ ،‬الرياض ‪ /‬مكتبة‬
‫المعارف للنشر والتوزيع ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬باب في الرحمة‪.‬‬
‫‪ -17‬السيوطي ‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن بن احمد ( ت ‪ 911‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الخلفاء ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مطبعة منير ‪ 1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -18‬شبكة االلوكة ‪ ،‬رعاية اإلسالم للمسنين ال‪. 2017/1/16 ،‬‬
‫‪ -19‬شهاب ‪ ،‬بهجة احمد ‪ ،‬المدخل إلى الخدمة االجتماعية ‪ ،‬الموصل ‪،‬دار الكتب ‪.1982،‬‬
‫‪ -20‬الصابئ‪ ،‬أبو الحسن هالل (ت‪ 448‬هـ) تحفة األمراء في تاريخ الوزراء ‪ ،‬تحقيق خليل منصور‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1419 ،‬هـ‪1988/‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬الصالح ‪ ،‬صبحي ‪ ،‬النظم اإلسالمية ‪ ،‬بيروت ‪.1968 ،‬‬
‫‪ -22‬الصالح ‪ ،‬عبد العزيز ‪ ،‬كتاب الشرق األدنى القديم في مصر والعراق ‪ ،‬مكتبة الزمان ‪ ،‬بال‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -23‬الصفدي ‪ :‬صالح الدين خليل بن أبيك ( ت‪ 764‬هـ) الوافي بالوفيات ‪ ،‬تحقيق احمد االرناؤوط‬
‫‪ ،‬تركي مصطفى ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -24‬الطبري ‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير ( ت‪ 310‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الرسل والملوك ‪ ،‬طبعة بريل‪.‬‬
‫‪ -25‬ابن عابدين ‪ ،‬محمد بن أمين بن عمر (ت‪1252‬هـ) ‪ ،‬حاشية رد المحتار على الدر المختار ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2‬مصر – مكتبة المصطفى البابي الحلبي ‪1386 ،‬هـ‪1966 /‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬ابن العبري‪ ،‬أبو الفرج غريغور يوساهارون الملطي (ت‪685‬هـ) ‪ ،‬تاريخ مختصر الدول ‪،‬‬
‫وضع حواشي ‪ ،‬خليل منصور ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -27‬عثمان ‪ ،‬إبراهيم ‪ ،‬المدخل الى علم االجتماع التربوي ‪ ،‬منشورات جامعة القدس المفتوحة ‪،‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ -28‬علي ‪ ،‬جواد ‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم ‪ ،‬بغداد ‪.1959 ،‬‬

‫‪254‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -29‬العدوي ‪ ،‬إبراهيم احمد ‪ ،‬التاريخ اإلسالمي أفاقه السياسية وأبعاده الحضارية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪.1976‬‬
‫‪ -30‬عفيفي ‪ ،‬الهام ‪ ،‬مجددات النشاط االجتماعي للمرأة المسنة ‪ ،‬في ندوة نحو رعاية متكاملة‬
‫للمسنين ‪ ،‬القاهرة ‪.1991 ،‬‬
‫‪ -31‬اإلمام علي بن أبي طالب ‪ ،‬نهج البالغة ‪ ،‬شرح محمد عبده ‪ ،‬بيروت – لبنان – مؤسسة‬
‫األعلمي للمطبوعات ‪ ،‬بال‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -32‬ابن العماد الحنبلي ‪ :‬شهاب الدين أبي الفالح عبد الحي (ت‪1089‬هـ) ‪ ،‬شذرات الذهب في‬
‫أخبار من ذهب ‪ :‬تحقيق عبد القادر االرناؤوط ‪ ،‬محمد االرناؤوط ‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشق ‪ ،‬دار ابن‬
‫كثير ‪1985 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -33‬عمران ‪ ،‬عبد الرحيم ‪ ،‬تنظيم األسرة في التراث اإلسالمي ‪ ،‬تم النشر بدعم من صندوق األمم‬
‫المتحدة للسكان ‪ ،‬فريدة منقحة من الطبعة االنكليزية ‪.1994 ،‬‬
‫‪ -34‬عيسى ‪ :‬احمد ‪ ،‬تاريخ البيمارستانات في اإلسالم ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪ ،‬دار التراث العربي‬
‫‪ 1981،‬م‪.‬‬
‫‪ -35‬الغزي ‪ :‬نجم الدين محمد بن محمد العربي ( ت ‪ 1061‬هـ)‪ ،‬الكواكب السائرة بأعيان المائة‬
‫العاشرة ‪ ،‬تحقيق خليل منصور ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫‪ -36‬فروخ ‪ :‬عمر ‪ ،‬تاريخ العلوم عند العرب ‪ ،‬بيروت ‪ 1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -37‬الفقي ‪ ،‬مصطفى محمد احمد ‪ ،‬رعاية المسنين بين العلوم الوضعية والتصور اإلسالمي ‪،‬‬
‫القاهرة – المكتب الجامعي الحديث ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -38‬فليفل ‪ ،‬محمد ‪ ،‬بر الوالدين ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مصر – بوالق للطباعة ‪.1990 ،‬‬
‫‪ -39‬ابن الفوطي ‪ :‬كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن احمد ( ت‪ 723‬هـ) ‪ ،‬الحوادث الجامعة‬
‫والتجارب النافعة في المائة السابعة ‪ ،‬مصطفى جواد ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬المكتبة العربية ‪1932 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬الفيروزي أبادي ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬بيروت – دار الفكر ‪ ،‬بال‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -41‬أبن قدامه ‪ ،‬موقف الدين عبد اهلل بن احمد ( ت‪ 260‬هـ) المفتي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار إحياء الكتب‬
‫العربية ‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬القفطي ‪ :‬جمال الدين أبو الحسن ( ت‪ 646‬هـ) ‪ ،‬تاريخ الحكماء ‪ ،‬تحقيق فون يوليويليبرت ‪،‬‬
‫المانيا ‪1903 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -43‬القلقشندي ‪ :‬أبو العباس احمد ( ت‪821‬هـ) ‪ ،‬صبح األعشى في صناعة االنشا ‪ ،‬تحقيق ‪:‬‬
‫يوسف الطويل ‪ ،‬ط‪ ( ، 1‬قق‪ ،‬دار الفكر ‪ 1987 ،‬م)‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫فصلية‪ ،‬علمية‪ ،‬محكمة العدد(‪2018 –)38‬م‬ ‫مجلة التراث العلمي العربي‬

‫‪ -44‬ابن كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل ( ت‪ 774‬هـ) ‪ ،‬البداية والنهاية ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -45‬الكبيسي ‪ ،‬عبد المجيد ‪ ،‬عصر هشام بن عبد الملك ‪ ،‬رسالة ماجستير‪.‬‬
‫‪ -46‬ماجد ‪ ،‬عبد المنعم ‪ ،‬تاريخ الحضارة في العصور الوسطى ‪ ،‬ط‪ ، 5‬القاهرة ‪.1986 ،‬‬
‫‪ -47‬المجالس القومية المتخصصة ‪.1987 ،‬‬
‫‪ -48‬المسعودي ‪ ،‬مروج الذهب ‪ ،‬القاهرة ‪.1967 ،‬‬
‫‪ -49‬مسلم ‪ ،‬أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ( ت‪261‬هـ) ‪ ،‬صحيح‬
‫مسلم ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬صدقي جميل العطار ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت – لبنان – دار الفكر ‪1424 ،‬‬
‫هـ‪2003/‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬المقريزي ‪ :‬تقي الدين احمد ( ت‪ 845‬هـ) ‪ ،‬المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واآلثار ‪ ،‬ط‪، 2‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية ‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -51‬المؤلف مجهول ‪ ،‬مناقب بغداد ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد بهجت األثري البغدادي ‪ ،‬بغداد – مطبعة دار‬
‫السالم ‪ 1342 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -52‬ناصر ‪ ،‬محمد حامد ‪ ،‬التصنيف ‪ .‬فضل صلة الرحم وبر الوالدين‪.‬‬
‫‪ -53‬ناصر ‪ ،‬محمد حامد ‪ ،‬مكانة المسنين في اإلسالم ‪ 1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‬
‫‪ -54‬ابن النجار ‪ ،‬محب الدين محمد بن محمد بن محاسن البغدادي (ت‪643‬هـ) ‪ ،‬ذيل تاريخ بغداد‬
‫مدينة السالم ‪ ،‬المجمع العلمي العراقي تحت رقم ‪/127‬م‪.‬‬
‫‪ -55‬النووي ‪ ،‬محيي الدين يحيى بن شرف ( ت‪676‬هـ) ‪ ،‬صحيح مسلم بشرح النووي ‪ ،‬مطبعة‬
‫المصرية باألزهر ‪1347 ،‬هـ‪1929/‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬ول ديورانت ‪ ،‬قصة الحضارة ‪ ،‬ط‪ ، 8‬مصر ‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -57‬ويكيبيديا ‪ ،‬الموسوعة الحرة ‪.‬‬
‫‪ -58‬ياقوت الحموي‪،‬عبد اهلل الحموي الرومي(ت‪626‬هـ) ‪ ،‬معجم البلدان‪،‬بيروت‪،‬دار‬
‫صادر‪1993،‬م‪.‬‬
‫‪ -59‬يحيى ‪ ،‬افينخر ‪ ،‬الرعاية االجتماعية للفئات الخاصة ( مؤسسة الوراقة )‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -60‬أبو يوسف ‪ ،‬القاضي يعقوب بك إبراهيم ( ت‪182‬هـ) ‪ ،‬الخراج ‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة ‪ ،‬المكتبة‬
‫السلفية ‪1952 ،‬م‪.‬‬
‫‪Walter A.Friedlander,Introduction to Social Welfare (New York ,1955) -61‬‬

‫‪256‬‬

You might also like