Professional Documents
Culture Documents
هنري بولاد اليسوعي ، الاب - منطق الثالوث ، موسوعة المعرفة المسيحية العقيدة 1
هنري بولاد اليسوعي ، الاب - منطق الثالوث ، موسوعة المعرفة المسيحية العقيدة 1
هنري بولاد اليسوعي ، الاب - منطق الثالوث ، موسوعة المعرفة المسيحية العقيدة 1
!لهدضز1ل\١٦.١عل
العقيتده
٠
كؤعدوغق
الهـرفقداسايك
سلى
مس أو ه
اسنتت،
ه
بقتكلم
|ألبمذي فوالد
التتخوئ
طبعة سادسة
ألولشوة
بخعت
ال مابع من طبعه
بولس با ميم
النائب الرسولى لآلتين
بيروت١٩٩٢/٩/١٥ ،
186^ 2-7214-5401-3
٦
من االهئؤة ،بل إليجاد التكامل بين جاسين هاثين في الحياة
المسيحؤة :جانب العقل وجانب الروح .ويمكننا أن نرى صورة من
هذا التكامل في حياة الكنية األولى .واألمثلة على ذلك عديدة،
وتتجئد في أولئك الذين تفرغوا لمهتة الدفاع عن اإليمان
المسيحي وقد بدأوا خارلجا عن رجال اإلكليرس.
لهذه األسباب كتها ،كان اختيار موضوع الثالوث األقدس في
محكمة العقل موضوغا إلعمال الفكر والتأكل في الصفحات
التالية.
٧
المقدمة
٨
وواحذا في ثالثة .وبينما هو كذلك ،رأى طفأل وقد حفر حفرة
صغيرة على الشاطئ وراح يمأل هذه الحفرة من ماء البحر بواسعلة
صدفة صغيرة .إبتسم له أوغسطينمس وقال له :ماذا تفعل؟ أجادب:
أريد أن أضع البحر في هذه الحفرة .قال .له أوغسعلينس :هذا
مستحيل ،يا حبيبي ،ألن الحفرة صغيرة جدا .فرن عليه الطفل:
كذلك أنت عندما تحاول أن تضع الثالوث األقدس ،وهو أعمق
األسرار ،في عقلك اتحدود .واختفى الطفل من أمام أوغسطينس.
٩
واللفات والتجارة والعمارة وحل مشكالت الحياة .نستخدمه في
كز الجاالت ،ولكن ،حين نصل إلى الممترى اإليماني ،نقول:
((قف ،ال تستخدم عقلك ،إذ في استخدامه لخطرا)) .لماذا؟ هل
اهناك تناقض -بين اإليمان الذي يأتي من الله ،والعقل الذي هو أيعائ
من الله؟ هل نعتبر اإلنسان الذي يتساءل حول إيمانه مخطائ؟
أقول :ال ،وليس مسموحا فقط أن يستخدم العقل في مجال
اإليمان والدين ،بل إذ ذلك واجب ضرورى وحتمتي.
١٠
يعتقد بعضهم أن هذا البحث اإليماني واجب على الكاهن
فقط .ولكن الكاهن ال يذهب إلى الجامعة ،إلى الورشة ،إلى
المصنع .فعلى العلمانى أن ينشر اإليمان في كز هذه األوساط التي
ال يصل إليها الكاهن .كتنا رمل ،وليس هناك فرق بين الكاهن
والعلمانتي في هذا انجال .علينا جميعا أن نحمل هذا اإليمان إلى
األوساط التي نعيش فيها ،في أي مكان .فاالجتهاد في فهم الدين
واجب إدا على كز مؤمن.
١١
الجزء االؤل
وحدانية الله:
وكز يوم أكتشف أبعادا جديدة لهذه الحقيقة ،من دون أن اصل
إلى نهايتها.
١٢
على هذا األساس ،عندما يسألك أحد عن الثالوث ،فال تقل؛
«إقاك أن تحاول فهمه ،فاالقراب منه ممنوع ،والبحث فيه حرام)).
بل قل بالعكس(( :عليك أن تحاول أن تفهم هذا السر وعثى فيه،
حتى تصبح أسرار إيمانك المسيحي مصدر حياة ،بدل أن تكون
عقيمة ،أو عديمة الجدوى» .أخشى أن تكون أسرار اإليمان المسيحي
قد أصبحت كقطع تحف موضوعة على الرفوف ،غير مسموح
بلمسها واالقراب منها .فلم تعد لنا مصدر حياة وغذاء روحي.
وبما أن الثالوث األقدس هو أعمق وأغنى أسرار مسيحيتما ،فعلينا أن
ندخل فيه بكز قدراتنا العقلية والوجدانقة حتى يغئينا بثرائه ويفتح
لنا أبعادا جديدة غير محدودة اآلفاق .واآلن نتساءل ما هو سر
الثالوث األقدس في ميزان العقل وهل هناك منطق لهذا السر.
٣
أؤأل :من العهد القديم
١٤
باز مخئص ،ليس سواي)) (أشعيا ٠)٢١/٤٥
...((-فإتي أنا الله وليس من إله آخر ،أنا الله وليس من إله مثلي))
(أشعيا .)٩/٤٦
(( -أليس لجميعنا أب واحد؟ أليس إله واحد خلقنا؟» (مالخي /٢
٠)١٠
وهناك نصوص أخرى كثيرة في العهد القديم تؤغد الفكرة
نفسها.
فالثالوث ال يتناقض مع وحدانية العهد القديم.
١٥
-أجاب المسيح نفسه على الشات الغنتي(( :ال صالح إال الله
وحده)) (مرقس .)١٨/١ ,
(( -أجابه يسوع أن أؤل الوصايا كتها :إسهع يا إسرائيل :إذ
الرت إلهنا رت واحد)) (مرقس ٠)٢٩/١٢
وهناك نصوص أخرى من الرسائل:
د (( ...وإذ ال إله إأل الله الواحد)) ( ١كورنتس .)٤/٨
(( -فليس إال إله واحد وهو اآلب ،منه كز شيء١( ))...
بمودص آلالن)٠
(( -وإذ األعمال علي أنواع ،وا الله الذي يعمل كز شيء في
جميع الناس فواحد)) ( ١كورنتوس ٠)٦/١٢
-وال وسيط لواحد ،والله واحد)) (غل .)٢ ٠/٣
-وهناك مراجع أخرى (رومة ٣٠/٣و ١طيموتاوس ١٧/١و١
طيم :٢ :ه).
١٦
تكافح وتقاوم الوثنؤين وأصحاب ابدع .ومن البدع المشهورة في
هذا الجال بدعة ((ماني)) التي تعتمد على الفلسفة المازدئة بإيران،
وهي ئعلن أن هناك إلهين :إله الخير وإله الشر ،وكالهما في
صراع مستمر طوال التاريخ .فكافحت المسيحؤه هذه البدعة بكز
قواها وأعلنت أن :ال إله إآل واحد .وكز هذا تأكيذا ألن المسيحؤة
تعتمد على الوحدانؤة.
١٧
اآللهة الثالثة تقاسموا الوجود أو األلوهؤة ،يعني قلنا إذ تعريف
اإلله ال ينعلبق على أحدهم ،ألن كلمة الله شاملة لكز الوجود
(أطلب الرسم رقم (( ،))١صفحة ٣ه)٠
١٨
الجزء االني
١٩
العقيدة .واآلن فلنبدأ في التسلسل المنطقى الذي سيجعلنا نتعئق
في الموضوع شيائ فشيائ٠
الله كاهل
كتنا نوافق على أن الله كامل ،وأثه ،إن لم يكن كامأل ،فال
يكون الله .فكلمة ((كامل)) تعني أن الله يجمع في ذاته كز
الصفات الحسنة على اإلطالق .إن كنث أنا ذكؤا ،فهو ذكى علي
اإلطالق ،وإن كث حكيائ ،فهو حكيم على اإلطالق .وإن
كنث رحيائ فاثه رحيم على اإلطالق .فإن كان في العالم محبة،
ومصدر العالم هو الله ،يجب إدا أن يمتاز الله بهذه الحبة على
اإلطالق .والخالصة أن كز الصفات الحسنة التي في العالم هي
في الله ،ولكن على وجه اإلطالق.
الله محبة
في نظر الفكر المسيحى ،يلخص االعتراف بأن الله محؤة كز
صفات الله التي يمكن أن نصغه بها ،ألن كون الله محبة يفترض
أن يكون رحيائ ورراائ وغفورا ...إلخ.
٢٠
يلي .ونصل لهذه النتيجة باالستعانة بالعقل البحت ،واضعين طبغا
في الخلفية إيماننا وعقيدتنا.
ما هي امخبة؟
امخثة هى بذل وعظاء .فعندما نقول(( :إذ الله محثة)) ،نعنى أن
تلك امخية تقضي لدى الله بذال وعطاء .ولكن إن تساءلنا :بذل
وعطاء بقن ،افترضنا أن امخية تقتضي ثنائية :حقى يكون هناك
محية ،يجب أن يكون هناك طرفان :طرف يعطي وطرف
يستقبل .يبدو لنا إدا تناقض ظاهري بين تمون الله وا حذا وتمونه
محية .ونعود للسؤال :بذل وعطاء بقن؟
تظهر هنا عدة اقتراحات أو احتماالت سنضعها ونناقش كأل
منها:
٠أؤأل :أن يكون الطرف الثاني إلبا آخر .إذ ذلك أمر
مرفوض أصأل ،ألن العقل ال يقبل تعذد اآللهة ،كما سبق
وأوضئحنا.
٠ثانؤا :إن قلنا :إذ الله يحك نفسه ،دلفي صفة امخية منه،
ألن حك الذات عكس امخية ونقيضها ،وألذ امخية دحئم وجود
عالقة عطاء وتبادل ومشاركة.
٢١
٠ثالائ :قد يقول قائل :إذ الله أفاض من محبته على الخلق
والبشر ،فال داعي إذا أن نفترض داخل إطار األلوهؤة معجاأل آخر
للتعبير عن هذه انجلة .وعلى هذا الرأي ،يمكننا أن نعترض
لأل>سباب ١آلتية:
٢٢
ال يعني هذا ان الله ال يحبنا ،لكئ كل شخص ياخذ ض حث
الله بقدر استيعابه .فال يمكن لكورب ان سعوعمب من الماء اكثر من
سعته ،مهما صب فيه من ماءه فخالصة القول هو ان الخلوق
عاجز تماائ عن ان يتيح لله مجاال مناسبا للتعبير عن محبته
الالمحدودة.
٢٣
إلقاه الله هو الغنى ،أي في غئى عن أي كائن آخر سواه ،وهو
المكتفي بذاته.
من الواضح مما سبق أن الله ،حتى يكون الله ،يجب أن
نصف بالمية المطلقة ،وأن اتنحية تقتضى الثنائية ،وأن الثنائية على
شكل إله آخر مستحيلة ،إذ ال إله إاله الله ،وأن الثنائية على شكل
الخليقة واإلنسان مستحيلة ،ألن اإلنسان عاجز عن أن يمثل
الطرف اآلخر للمحية اإللهية لألسباب التي عرضناها .اثنا
مضطرون إدا ،لعجزنا عن إيجاد الثنائية خارج إطار األلوهؤة ،إلى
البحث عنها داخل إطار الله ذاته ،أي في داخل إطار وحدانية
الجوهر اإللهى ،ال في خارجه.
٢٤
الجزء الثالث
والدة االبن
٢٥
كان ياما كان ،في قديم الزمان ،ملك عظيم ،ذو لحية بيضاء،
وعلى راسه تاج من الاللئ الثمينة ،وفي يده صولجان .والشيخ
جالس على عرش من الذهب واألرجوان ،وفوق رأسه نجئت
هذه الكلمات؛ «الله جل جالله ...ال إله إاله هو)).
وكان هذا الملك يردد فى ذاته؛ ((أنا هو الله ،رب الوجود وسؤد
كز شيء ،أنا الله بمفردي ،ال إله إال أنا ))...وظز يكرر هذه
الكلمات مرارا وتكرارا عبر العصور واألجيال حيى أصابه الملل
واإلزعاج فقال في نفسه؛ «أنا الله ،صاحب كز سلطة وقدرة
وجالل ...ولكن ما الجدوى؟ ما الجدوى ،إن لم أجد مجاال لحبي
الفياض؟ ما جدوى عظمتي دون الحنق؟ ما جدوى سلطتي
وقدرتي وجاللي ،إن لم يكن فتي انحبة؟ ...ولكن كيف أحت
وليس أمامى طرف آخر ،يشاركنى هذا الحت؟ كيف أحت وأنا
منفرد متعزز ،الإله إالهأذا...؟)).
في تلك اللحظة كان الله يشعر في داخله بنزعة قورة عارمة
تدفعه إلى أن ينطلق خارج ذاته انطالقة عطاء كامل ومطلق،
والصوت الداخلتي يهمس بإلحاح(( :أحبب أحبب ...أحبب بكز
ذاتك واجعل قدرتك الالمحدودة قدرة حت المحدودة)).
٢٦
فاخذ الصوت الداخلى يزداد إلحاحا وقوه ويكبر ويتصاعد
ويعثم ،حثى تحؤل إلى تيار جارف جعل الله ينفجر انفجارا فجائيا
وينطلق انطالقة كاملة بفعل حب مطلق أفرغ فيه ذاته اإللهية
تفريغا شامأل .فؤجد أمامه طرف آخر يشابهه تشابها كامال
ويئصف بكز صفاته اإللهية ،بل أصبح صورة مطابقة تماائ لما
هو عليه .فصرخ الله بصرخة فرح وإعجاب واندهاش(( :هذا هو
ابني الحبيب الذي عنه رضيت ))...وفي تلك اللحظة ،حعق الله
في ذاته صفة األبوة وصفة األقنوم الذي كان يفتقدهما.
ولكن ،عندما وهب الله ذاته لالبن ،هل وهبه أيصا صفة
األلوهية أم ال؟ ...طبعا نعم ،ألثه ما كان ممكائ أن يحتفظ الله
بشيء له ،إذ كان ال بد أن تكون محبته محبة مطلقة تجعله يهب
فيها كز ما كان لديه ،بما فيه األلوهية التي ال تنفصل عن كيانه.
فوهب االب البنه كز ذاته وأعطاه أن يكون إلها مثله.
٢٧
الوحيد ،ابتي الحبيب الذي فيه كز رضاي)) (أطلب الرسم رتم
(( ))٣صفحة ه ه).
فقال االبن في ذاته بإعجاب(( :ها أنا أصبحت كز خيء دون
أبي ...ها أنا أصبحت إلها ،صاحب القدرة والجالل والعظمة...
ال إله إال أنا ...فهل أحتفظ بتلك الهبة وأعتبرها ملائ لي؟))...
وفي تلك اللحظة ،سمع االبن في داخله صورا خافائ يهمس إليه:
((كز ما لديك فمن أبيك الذي هو منبع كيانك ...فكيف تحتفظ
به وال تعيد ه إلى مصدره ،بحركة حك بنوي مطلق؟.))...
هذا الصوت الذي دفع اآلب إلى أن ينطلق خارج ذاته هي
نزعة الحشة التي تناولها االبن من اآلب في طهات الهبة اإللهؤة...
فكانت النتيجة أن تلك النزعة جعلت االبن يشعر بضرورة إعادة
الهبة اإللهؤة إلى صاحبها .فتخلى عن ذاته كئؤا وأعكس السهم
وأعاد الهبة إلى االب قائال(( :كز ما لي وكز ما لدي فهو منك
ولك ...فأرجو قبول ذاتي وتلك األلوهؤة التي هي ملكك.))...
٢٨
الذات اإللهؤة أو الجوهر اإللهى (أطلب الرسم رقم (( ،))٤صفحة
٦ه)٠
وقد يقول قائل(( :بدال من هذا التنازع بين اآلب واالبن ،أى
كان ممكائ أن يتقاسما الهبة بينهما؟ )).,.كاله ،هذا أمر مستحيل،
إذ إذ األلوهبة ال تحتمل االنقسام إطالائ ،والجوهر اإللهي إئ أن
يكون واحذا وإثا أن ال يكون...
إذ كلمة ((والدة)) توحي عند بعض الناس بوالدة بشرة ،أي
بوالدة جسدئة جنسؤة ،بمعنى أن الله تزؤج حتى يلد االبن.
تزن يفغر بهذه الطريقة فهو بعيد طبائ كز البعد عائ نسئيه
والدة االبن .الوالدة التي نتكثم عنها هي والدة روحية ،ال تحتمل
أي تفسير بشري ،جدي ،من أي نوع .لذا نرى يوحكا الرسول،
إلى جانب تعبيره عن ((االبن)) ،يستعمل تعبيرا آخر وهو(( :الكلمة))،
باليونانية ((لوجوس)) .وقد استخدم كلمة ((لوجوس)) تحاشؤا ألي
تفسير مشؤه ه
عندما يتحذث اإلنسان ،فكالمه صادر من داخله ويعبر عن
ذاته ونفسه ،والكلمة المعبرة عثا في داخل اإلنسان ئطلق عليها
٢٩
في العربية الفصحى عبارة( :ابنت شفة)) .فماذا تقول لمن يسالك
عن لون شعر هذه البنت او عن لون عينيها؟ هي بنت شفة مجازا.
فعندما نقول(( :إبن الله)) ،من الطبيعى ان يكون هذا االبن بالمعنى
الروحي ،تلك الكلمة التي لفظها الله ،وهي كلمة روحية .ولهذا
فلفظ ((الكلمة)) مكئل يلفظ االبن ،يكسبه مذاقا روحيا ،الن
الوالدة والدة روحية.
٣٠
نردد في قانون اإليمان"(( .نؤمن برت واحد ،سوع المسيح ،ابن
الله الوحيد)) .نعم ،إن االبن هو وحيد ،وال يمكن ان يكون هناك
اثنان .وإأل لكان االب قد وهب لكز منهما بعائ مما لديه ،وهذا
مستحيل .إن حركة الحب في الله ال يمكن ان تكون حركة
محدودة ،بل هي حركة كاملة مطلقة .حين أفرغ اآلب ذاته في
االبن ،لم يق لديه شيء آخر يعطيه بعد ذلك.
نتصور أحياائ أن األزلية واألبدئة عند الله هما على شكل زمن
٣١
يمتن من الماضي إلى المستقبل ،بال حدود ،إلى ما ال نهاية .لكن
الحال ليست هكذا ،وليس هناك مرحلة معينة لم يكن االبن
مولودا فيها من االب .لقد ورد فى قصتى أن الله قضى زمائ
طوآل منفردا منعزال ،قبل أن ينطلق في ابنه .لكن لم يحدث قط،
في وقت من األوقات ،أن اآلب كان وحده .فحين نقول إن االبن
مولود من اآلب قبل كز الدهور ،ال نقصد بذلك أنه ؤلد في زمن
معؤن ،بل قبل الزمن ،أي منذ األزل .ووالدته ال بداية لها،
تصحيائ يقا ورد في قطتي.
أزلية الله وأبدئته هي حاضر مستمر يرشمز في محوره أطراف
الزمن :حاضر يمتن إلى أقاصي الزمن ويجمعه في آن واحد وهو
((اآلن))(( .اآلن)) اإللهية هى آن شاملة الزمن ،ليس لها ماض وال
مستقبل .األمسى عند الله هو االن ،وغدا أيشا هو اآلن ٠٠القرن
الماضي والقرن االتي هو اآلن .لذلك ال يجوز أن نقول إن اآلب
((ولد)) االبن ،بصيفة الماضي ،كأته حدث تم في قديم الزمان.
ولكن التعبير األصخ هو أن اآلب ((يلد)) االبن ألن والدة االبن تتيم
اليوم وفي اللحظة الحاضرة — أي اآلن .وهذا هو سز األزلية الذي
ال نستطيع إدراكه ،ألتنا كبشر نعيشى في امتداد حقبات زمنيه.
٣٢
أالبن ساو لآلب في الحوهر
قد تقولون :بما أن االبن ولد من اآلب ،فاآلب له فضل على
االبن ،وهو أعظم منه .فكيف نقول في قانون اإليمان إن االبن
مساو لآلب في الجوهر؟...
٣٣
ستصح هذه المساواة عندما ندرك أن بين االب واالبن شرط
وجود مباذل ،فال وجود لالبن إال من خالل االب ،وال وجود
لالب إال من خالل االبن .وكما ان االبن ال ينفرد بذاته بعينا عن
االب ،كذلك اآلب ال يستطيع أن يحعق ذاته إال بفضل االبن.
فهناك فضل مباذل بين اآلب واالبن ،ألن كأل منهما شرط
لآلخر .كيف ذلك؟ هل يمكن لالب أن يحعق أبؤته بدون االبن؟
طبائ ال .فوجود االبن ضروري لتتوافر صفة األبوة لدى االب.
وهل يمكن لالب أن يعيش الحية المطلقة بدون االبن؟ طبائ ال.
فوجود االبن ضروري أيصا لتتوافر صفة الحية لدى اآلب.
عندما قلنا إذ الله كان في البدء وحيذا ،ارتكبنا خطأ ،إذ ال
يمكن أن يكون الله وحيذا ،اله ،دون انطالقة الحية التي تؤدي
إلى والدة االبن ،ليس هناك ألوهية .وتلك األلوهية هي عالقة
الحب المباذل بين قطبي الذات اإللهية .في دينامية العطاء بينهما،
يصبح اآلب أبا واالبن ابائ ،ويوجد االثنان في اللحظة نفسها
كشرط أساسي لوجودهما المتبادل.
٣٤
الجزء الرابع
الروح القدس
٣٥
يدفع كال منهما نحو االخر .هو في االن نفسه يربط ويوحد
بينهماه .ه لذلك نرى الكنيسة ،في ختام صلواتها ،تنكر دائما
االب واالبن ((في وحدة الروح القدس)) ...فالروح القدس شرط
لتحقيق امحشة اإللهؤة ،بل هو امحشة بالذات.
ونجده أيصا على شكل نسمة ثغخ بها الله في أنف آدم ،عندما
خلقه (تكوين — )٧/٢وأيصا على شكل نسيم خافت حين كان
إيلها النبتي على جبل الكرمل ( ١ملوك ٠)١٩ولكته ظهر أيائ
بشكل مخالف تماائ يوم العنصرة ،حيث تحؤل النسيم الخفيف إلى
ريح عاصفة هرت البيت على قواعده .ثم نزل الروح على شكل
ألسنة من النار أشعلت التالميذ غير؛ وشجاعًا وأطلقتهم إلى
الخارج (أعمال ٠)٢
٣٦
وشئتي أيقا الروح في اإلنجيل ((الباركليت)) وهي كلمة تعني
المعري أو اتحامي أو الملهم (يوحتا من ٢٦/١٥إلى -)١٥/١٦
٣٧
يمارسها في الله ،وظيفة انطالقشة ،تجعل اإلنسان يبذل نفسه ويهب
ذاته .هو حركة الحياة ،حركة االنبثاق.
٣٨
الحركة .لذا يتواجد الثالثة مغا كشرط تواجدهم كإله واحد:
الثالثة مرتبطون ارتباغا ال ينفك .وهم مغا كشرط لتحقيق
, األلوههة الواحدة .هذا ما حاولنا إثباته عن طريق المنعلق والعقل.
٣٩
بين اآلب واالبن ,وهذا ما جعل الكاثوليك يقرون بأن االنبثاق هو
من اآلب واالبن ،وأدخلوا هذا التعديل في القرن الرابع عشر.
ثالثة في واحد
بعد ما حاولنا أن نحدل ما ال يحئل وأن شغر ما ال يفغر،
لنفهم مقتضيات اغثة في الكيان اإللهى ،علينا اآلن أن نجمع
ونوحد ما اضطررنا إلى أن نجرئه.
فعلينا اآلن ،في نهاية المعباف ،أن تلغي عنصر المكان وعنصر
الزمن .اللذين أدخلناهما خطأ في الذات اإللهية.
٤٠
علينا االن أن نضغط على هذه الدوائر الثالث خ ، ٠ج٠ب ،٠مها
دائرة واحدة تجمع اآلب واالبن والروح القدس في و.).*.ا نا) اادا٠ت
اإللهؤة البسيطة.
٤١
اإلطالق ،حقى في عملؤة التجشد .وهذا ما جعل يسوع يرذ على
فيلبس الذي قال له(( :أرنا اآلب وحسبنا))(( :يا فيلبس ،مرع رآني
رأى اآلب ..٠أال تؤمن بأتي في ١آلب وأن ١آلب فى؟)) (يوحى
.)١٠/١٤
كز ذلك يؤثمد أن التثليث في الذات اإللهية الواحدة ال يقبل
أي تجزئة وال تفرقة وال ابتعاد وال انفصال وال تعدد.
إذ الله واحد ،والتثليث فيه يتبت هذه الوحدة ويكدلها ،أو
بتعبير آخر ،إذ الثالوث قفة الوحدانية.
٤٢
الجزء الحامس
بعض التساؤالت
عن سز الثالوث األقدس
٤٣
وشخص)) ونقول إذ الله واحد في ثالثة أشخاص؟ لقد رفضت
الكنيسة استخدام كلمة وشخعس)) ،ألن هذه الكلمة قد توحي
لبعض الناس بكائن بشرتي له حدوده وشكله ومالمحه .فتحاشؤا
لكز تصؤر خاطئ ولكز تحديد لألشخاص اإللهؤة ،لجأت
الكنيسة إلى كلمة غير عربؤة ،مصدرها سرياني .وقد استخدمت
كلمة أقنوم في الالهوت المسيحى لإلشارة إلى األشخاص اإللهؤة
الثالثة .وهي ال تستخدم في أتي مجال آخر غير هذا الجال.
أي عمل فئتي يعكر عن دواخل الذي أنجزه حتى إته ،من خالل
دراسة عمله ،يمكننا أن نستشف طباع الفائن وشخصؤته ٠فهل
طمع الله في الكون واإلنان مالمح كيانه الداخلي؟ وبمعنى آخر،
هل من الممكن أن نستشف من خالل الخلق صورة الثالوث؟
٤٤
وامحيلة .أو نقول إته كالشمس التي هي ضوء وحرارة وقرص.
نميل عادة إلى تثبيه الثالوث بثالثة عناصر ،في حين يجب أن
نبحث عنه فى شكل عنصرين مرتبتلين مائ بعنصر آخر غير منظور
على هيئة طاقة .وهذه الطاقة هي اروح ،ألن اروح هو عنصر
الترابط والوحدة في الكون ،وليس هو عنصرا ثالثا نضيفه إلى
العنصرين السابعين .إئه وحدة العناصر.
٤٥
اإلنسان أجمل صر للثالوحة وأصدقها
٤٦
ونجد أيطا في سفر التكوين تلميخا آخر إلى سر الثالوث في
قول الله هذا عن آدم بعدما خلقه(( :ال يحس أن يكون اإلنسان
وحده فأصنع له عودا بإزائه)) (تكوين ٠)١٨/٢فكما أن الله ال
يمكن أن يعيش إال في عالقة حك وتبادل ،كذلك اإلنسان الذي
حلق على صورته يحتاج إلى طرف آخر ليبادله حبه .فال يحسن
أن يكون اإلنسان وحده وال يحسن أن يكون الله وحده.
٤٧
لذلك ،فالحت مقدس ،وعالقة الرجل بالمرأة مقدسة ،ألثها
تمئل أعلى تعبير للكيان اإللهى .وعندما أرى زوجين يسيران في
الطريق وبينهما طفلهما ،أرتقي تلقائيا إلى الثالوث وأجد في هذا
الطفل المنبثق من أبيه وأثه تجسيدا حقيقيا لحيهما.
٤٨
الخاتمة
لقد كشف لنا سز الثالوث األقدس أعماق كيان الله كما هو
في ذاته .وليس هناك دين آخر خارج الحية توصل إلى هذا
االكتشاف ،وال فضل لنا على اآلخرين سوى أن الله أعلن لنا عن
هذا السر .ومن خالل هذا اإلعالن استطعنا أن نسير خطوة بعد
خطوة بالعقل والمنطق حقى توصلنا إلى هذه النتيجة .هناك بالطبع
خلفبة إيما نبة أضاءت لنا الطريق ،ولكن وجدنا أن العقل والمنطق
قادران على تقبل سر الثالوث .فهناك منطق للثالوث.
أخيرا أختم بهذه الكلمات :نحن نؤمن بإله واحد وال نؤمن
بإله وحيد .نحن نؤمن بوحدانؤة الله وال نؤمن بوحدته .نرفض أن
يكون الله كائائ منعزال منفردا .إن كان الله محبة ،فيجب أن
يكون محبة في ذاته وفي داخل كيانه وجوهره الواحد.
هذا هو مفهومنا للثالوث األقدص.
٤٩
موجز عن (امفعلق الثالوث))
-من البديهى والضروري أن يكون الله واحذا(( .ال إله إال هو))،
كما يقول الكتاب المقدس.
لذلك فالوصؤة األولى من الوصايا العشر هي(( :أنا الرت
إلهك ال يكن لك إله غيري)).
-من البديهى والضروري أيصا أن يتمؤز الله بجمع الصفات
الحسنة وأعالها الحشة .فما هي الحشة؟
-إذ انحشة هي عطاء وتبادل ومشاركة ،مما يفترض وجود
طرقين:
-طرف الحك وطرف الحبوب.
-طرف المععلي وطرف القابل.
-بتعبير آخر ،ليس هناك حك دون ثنائؤة.
-ولكئ الثنائشة تتعارض »ع الوحدانية وتؤذي إلى الشرك والكفر
والوثئؤة.
((ال إله إال الله))...
-فكيف لستطيع أن نوفق بئن وحدانبة الله التي ال تقبل شريغا
ومحبته التي تتطلب طرائ آخر.
-الحز لهذا المأزق الحرج هو فرض الثنائؤة في داخل الذات
اإللهؤة ،وال في خارجها.
-هذه الشائهة عبارة عن قطبين متمهرين -وفي الوقت نضمه
مئحذين — حقى إتهما يمثالن ذاائ إلههة واحدة.
-ما يجعل هذه الوحدة ممكنة هي المفهة — أي الروح — التي
تربط بين القطبين -أي اآلب واالبن -ويحئق وحدتهما.
-هذا هو أبسط تعبير للمفهوم المسيحى للثالوث األقدس .إله
واحد في ثالثة أقانيم مقحدة بعضها ببعض ومتمؤزة بعضها
عن بعض :اآلب واالبن والروح القدس.
٥١
يعبر عنها قبل وجود اإلنسان وبداية العالم؟
- ٢إن كانت للمحشة اإللهؤة أبعاد المحدودة ،فكيف يستطيع
الله أن يغيضها تماثا في اإلنسان؟..
ألن ليس في مقدور انحدود أن يستوعب الالمحدود،
وليس في مقدور انحلوق أن يحتوي خالقه.
— ٣بما أن انحؤة صفة أماسؤة من صفات الله ،يجب أن تتحئق
داخل الذات اإللهؤة وال خارجها.
ال يجوز إطالائ أن يكون الله مقؤذا باإلنان حئى ائه يكون
في حاجة إليه ليحعق ذاته اإللهية.
٥٢
رسم رقم (( ))١٠راجع صفحة )١٨
فإذا قلنا إذ هناك شيائ آخر أو كائائ آخر أو إلها آخر ،خارج
الدائرة اإللهؤة ،يجب أن شع الدائرة حتى تبتلعه وتشمله.
٥٣
رسم رقم ((( ))٢راجع صفحة )٢٢
٥٤
رقم ((( ))٣راجع الصفحتين )٢٨ - ٢٧
أفرغ الله ذاته -أي جوهره اإللهى -في االبن بدافع فعل محشة
مطلقة .ومن خالل هذا الفعل تحعق أقنوم ((اآلب")،
رسم رقم ((؛)) (راجع الصفحة )٢٩
أعاد االبن ((الهبة)) إلى اآلب بنفس الدافع الذي جعل اآلب
يهبها له -ولكن ال عودة في انحبة وفي العطاء — فالهبة ظلت بين
اآلب واالبن كملك مشتزك بينهما .تلك ((الهبة)) هي الجوهر
اإللهى — أو ((الذات اإللهؤة)) — أو ((األلوهؤة)) أو ((الالهوت)) -
الذي هو واحد وال يقبل االنقسام وال التجزئة.
-بإعادة الهبة إلى االب تحئق ((أقنوم)) االبن واكتملت اغثة
اإللهؤة التي هي الروح القدس ((المنبثق من اآلب واالبن)) (السهم
ذو االئجالهين في الصورة).
٥٦
)٤٠ 1 رسم رقم ((ه)) (راجع الصفحات ٣٨
٥٧
(( ,أنا في اآلب واآلب فئ)) (يوحكا .)١١ - ٩/١٤
— ((االبن الذي في حضن اآلب هو يشهد)) (يو ٠)١٨/١
— ((أنا واآلب واحد)) (يوحتا ٠)٣ ٠/١٠
— ((ليكونوا وا حذا كما نحن واحد)) (يوحائ ")١١/١٧
~ ((ليكونوا بأجمعهم واحذا كما أئك أنث أدها اآلب فئ وأنا
فيك( »...يوحائ ")٢١/١٧
٥٨
فهرس الحويات
٥٩
صدر في سلسلة ((موسوعة المعرفة المسيحية))
العقيدة
٢٠١٢/١١/٢٠-١-٢٢١٢
األب هنري بوالد اليسوعي شغل مناصب تربوية وإدارية
متعددة ،وهو اليوم مدير منظمة كارساس في مصر .له
خبرة واسعة في الرياضات الروحية والمحاضرات الديتية
والثقافية ،وصدر له عدد من الكتب في الالهوت والفكر
والتصوف الميحي ،بعضها دقل إلى اللفات األوروبية.
منشورات:
دار المشرق ش.م.م.
ص.ب١٦٦٧٧٨ :
لبنان األشرفية ،بيروت ١١٠٠ ٢١٥٠
التوزيع:
ش.م.ئ. المكية الشرقية ب|
العتم!
),:جحل