هنري بولاد اليسوعي ، الاب - منطق الثالوث ، موسوعة المعرفة المسيحية العقيدة 1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 60

‫‪ ٩٩١٥٠‬ونم بكك‬

‫!لهدضز‪1‬ل\‪١٦.١‬عل‬
‫العقيتده‬
‫‪٠‬‬
‫كؤعدوغق‬
‫الهـرفقداسايك‬

‫سلى‬
‫مس أو ه‬
‫اسنتت‪،‬‬
‫ه‬

‫بقتكلم‬
‫|ألبمذي فوالد‬
‫التتخوئ‬
‫طبعة سادسة‬

‫ألولشوة‬
‫بخعت‬
‫ال مابع من طبعه‬

‫بولس با ميم‬
‫النائب الرسولى لآلتين‬
‫بيروت‪١٩٩٢/٩/١٥ ،‬‬

‫جميع ! لحقوق محفوظة‪ ،‬طبعة سادسة ‪٢٠١٢‬‬


‫دار المشرق ش ‪ .‬م ‪ .‬م‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪١٦٦٧٧٨ .‬‬
‫لبنان‬ ‫األشرفية‪ ،‬بيروت ‪١١٠٠ ٢١٥٠‬‬
‫ا]آل‪0‬ء‪٩.‬ج‪٣‬ألءة‪1‬آل‪1‬ج‪٣‬ةل‪-.‬‬

‫‪186^ 2-7214-5401-3‬‬

‫التوزج‪ :‬المكتبة الثرقؤة ش‪ .‬م‪ .‬ل‪.‬‬


‫الجسر الواطي ‪ -‬سرع الغيل‬
‫ص ‪.‬ب‪ - ٥٥٢٠٦ :‬بيروت‪ ،‬لبنا ن‬
‫تلفون‪)٠١( ٤٨٥٧٩٣ :‬‬
‫فاكى‪)٠١( ٤٩٢١١٢ -٤٨٥٧٩٦ :‬‬
‫وا‪11.1‬ل‪0‬ء‪.‬ج‪1‬ةخ‪11‬ة‪0٢1‬ة‪٢31٣1‬أل‪: ١٧١١٦٧.11‬ج‪811‬وأج‪١٧‬‬
‫ة‪.00111.1‬ةا‪3‬خ‪11‬ة‪01٠1‬ة‪111111@111(1٠311٠1‬ل‪£-111311: 3‬‬
‫ج‪1.1‬ج‪113٠11‬ة(ا‪01@،7‬ج‪£-111311: 11‬‬
‫ممهيد‬

‫نظرة إلى التعليم افيحى في أيامنا‬

‫موضوع الثالوث األقدس بالغ األهئؤة في اإليمان المسيحي‪.‬‬


‫ذلك بأن أكثر األسئلة وأحرجها في هذا الميدان تدور حول‬
‫الثالوث األقدس‪ ،‬سواء أكانت من األسئلة التي نطرحها على‬
‫أنفسنا أم من التي يطرحها علينا اآلخرون‪ .‬وعلى طول مراحل‬
‫حياتنا‪ ،‬تلقينا الكثير في دروس التعليم الديني وسمعنا ما هو أكثر‬
‫في العظات‪ .‬وترشخ إيماننا بالثالوث األقدس في حياتنا على‬
‫مستوى غير واع في أغاب األحيان‪ ،‬وقد نمارسه تلقائؤا في حياتنا‬
‫الروحؤة‪ ،‬لكائه نفاجأ‪ ،‬ورتما إلى حذ الفزع‪ ،‬حين نجد أنفسنا‬
‫عاجزين عن إيجاد رذ مقنع وعلى مستوى منطقى من التفكير‪.‬‬
‫أسئلة كثيرة قد نفاحًا بها‪ :‬لماذا التثليث وال الوحدانؤة الجردة؟‬
‫وما هي األسس الفكرثة المقنعة في هذا الميدان؟ وما هي مصادر‬
‫إيماننا بالثالوث األقدس؟ وما هي انعكاسات هذا اإليمان على‬
‫ممارساتنا‪ ،‬وعلى حياتنا العلمؤة وحياتنا الروحؤة؟‬
‫ال يكفي االعتماد على الكاهن للحصول منه على جواب‪ ،‬أو‬
‫في كز مرة نضيق بهذه األسئلة‪ ،‬فنسرع إليه الهثين بحائ عن‬
‫الراحة من معاناة القلق النالج عن تساؤالت من هذا النوع‪ ...‬ال‬
‫شلن أن لدى الكاهن أجوبة‪ ،‬ولكن يجب عليأ أن نكتشف نحن‬
‫أنفسنا هذه األجوبة‪ .‬حينئذ‪ ،‬وحينئذ فقط‪ ،‬تصير هذه األجوبة‬
‫والردود جزءا حيويا من كياننا وحياتنا‪ ،‬يعيش معنا ونعيش معه‪،‬‬
‫وال يصبح جزءا منفصأل عائ‪ ،‬قد نفقده في أية لحظة أو مرحلة من‬
‫خطوات حياتنا‪.‬‬

‫هناك أيصا العديد من القضايا والمشاكل المعاصرة التي تولي‬


‫اختيار موضوع الثالوث األقدس أهئؤه خاصة‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬قويت‬
‫التبارات المضادة لإليمان‪ ،‬ومن ناحية أخرى ضعف التعليم‬
‫المسيحى الذي يلعن في المدارس في هذه األثام‪ ...‬وازدادت أعباء‬
‫الكهنة والرعاة‪ ،‬فمشت الحاجة إلى أن ينشأ تبار من العلمانيين‪،‬‬
‫من أصحاب الفكر الدينى المتعئق‪ ،‬يتفرغ لوضع األساس العقلى‬
‫لحياة الشباب اإليمانية‪ ،‬ولكز من يبحث عن أساس فكري‪،‬‬
‫منطقتي‪ ،‬لإليمانيات المسيحية‪ .‬ومن ثقة يتفرغ الكهنة لحياة تدبير‬
‫الكنيسة الروحى باعتبارها جماعة المؤمنين‪ .‬قد ال يكون ذلك‬
‫بمعنى الفصل بين مهئقين أو وظيفقين‪ ،‬كلتاهما على قدر خطير‬

‫‪٦‬‬
‫من االهئؤة‪ ،‬بل إليجاد التكامل بين جاسين هاثين في الحياة‬
‫المسيحؤة‪ :‬جانب العقل وجانب الروح‪ .‬ويمكننا أن نرى صورة من‬
‫هذا التكامل في حياة الكنية األولى‪ .‬واألمثلة على ذلك عديدة‪،‬‬
‫وتتجئد في أولئك الذين تفرغوا لمهتة الدفاع عن اإليمان‬
‫المسيحي وقد بدأوا خارلجا عن رجال اإلكليرس‪.‬‬
‫لهذه األسباب كتها‪ ،‬كان اختيار موضوع الثالوث األقدس في‬
‫محكمة العقل موضوغا إلعمال الفكر والتأكل في الصفحات‬
‫التالية‪.‬‬

‫‪٧‬‬
‫المقدمة‬

‫العقل والحقائق اإلعانئة‬

‫عجز العقل عن استيعاب كل الحقائق الخضة بالثالوث‬


‫موضوعنا الذي سنناقشه اآلن هو ((الثالوث األقدس في‬
‫محكمة العقل))‪ .‬يحاول اإلنسان أن يضع الثالوث األقدس‪ ،‬سر‬
‫الله كته‪ ،‬في ميزان عقله‪ .‬وقد يكون هذا طموحا‪ ،‬إن لم يكن‬
‫غرورا وكبرياء‪ ،‬إذ كيف يستعبع اإلنسان الحدود‪ ،‬بعقله الحدود‪،‬‬
‫أن يقيم ويضع في ميزان عقله سر الثالوث األقدس‪ ،‬الذي هو سر‬
‫الله؟‬
‫ولحز بعضنا ينكر وعدة القنيحمس أوغسعلينس‪ ،‬الغيلسوفط‬
‫الكبير الذي عاش في القرن الخامس الميالدي‪ ،‬وهو من أعظم‬
‫شخصيات تاريخ الكنيسة‪ .‬كان يتمنى في أحد األثام على‬
‫شاطئ البحر ذهابا وإياائ‪ ،‬يتأكل في الثالوث األقدس‪ ،‬ويحاول أن‬
‫يحز مشكلته‪ ،‬ليرى كيف يمكن أن يكون ثالثة في واحد‪،‬‬

‫‪٨‬‬
‫وواحذا في ثالثة‪ .‬وبينما هو كذلك‪ ،‬رأى طفأل وقد حفر حفرة‬
‫صغيرة على الشاطئ وراح يمأل هذه الحفرة من ماء البحر بواسعلة‬
‫صدفة صغيرة‪ .‬إبتسم له أوغسطينمس وقال له‪ :‬ماذا تفعل؟ أجادب‪:‬‬
‫أريد أن أضع البحر في هذه الحفرة‪ .‬قال‪ .‬له أوغسعلينس‪ :‬هذا‬
‫مستحيل‪ ،‬يا حبيبي‪ ،‬ألن الحفرة صغيرة جدا‪ .‬فرن عليه الطفل‪:‬‬
‫كذلك أنت عندما تحاول أن تضع الثالوث األقدس‪ ،‬وهو أعمق‬
‫األسرار‪ ،‬في عقلك اتحدود‪ .‬واختفى الطفل من أمام أوغسطينس‪.‬‬

‫ال أعلم هل هذه القطمة واقعية أم خيالية‪ ،‬لكئ المهم أن‬


‫الفرض منها واضح‪ ،‬وهو أن اإلنسان يجد نفسه عاجرا‪ ،‬حيول‬
‫يحاول أن يضع سر الله في عقله امحدود‪.‬‬

‫سؤة استخدام العقل في تقيل الحقائق اإليمانية‬

‫قد يبدو هذا العنوان متناقصا مع سالغه‪ ،‬ولكئ ذلك غير‬


‫صحيح‪ ،‬إذ إذ اإلنسان‪ ،‬عندما يولد في إطار عائلة مسيحية‪ ،‬يقبل‬
‫إيماائ موروائ عن أهله‪ ،‬ويقبله بطريقة عمياء‪ ،‬تصلح لعمره الصغير‪.‬‬
‫لمان ظز على هذا المستوى ‪ -‬مستوى اإليمان التقليدي المستم به د‬
‫بعد أن كبر‪ ،‬قد يكون هذا خطأ‪ ،‬إذ إذ الله منحنا ما نسئيه‬
‫العقل‪ ،‬ونحن نستخدم هذا العقل لحز مسائل الرياضة والعلوم‬

‫‪٩‬‬
‫واللفات والتجارة والعمارة وحل مشكالت الحياة‪ .‬نستخدمه في‬
‫كز الجاالت‪ ،‬ولكن‪ ،‬حين نصل إلى الممترى اإليماني‪ ،‬نقول‪:‬‬
‫((قف‪ ،‬ال تستخدم عقلك‪ ،‬إذ في استخدامه لخطرا))‪ .‬لماذا؟ هل‬
‫اهناك تناقض ‪-‬بين اإليمان الذي يأتي من الله‪ ،‬والعقل الذي هو أيعائ‬
‫من الله؟ هل نعتبر اإلنسان الذي يتساءل حول إيمانه مخطائ؟‬
‫أقول‪ :‬ال‪ ،‬وليس مسموحا فقط أن يستخدم العقل في مجال‬
‫اإليمان والدين‪ ،‬بل إذ ذلك واجب ضرورى وحتمتي‪.‬‬

‫فعلى كز إنسان‪ ،‬حثن يتعنى المرحلة االبتدائية‪ ،‬وبالطبع‬


‫اإلعدادثة والثانوؤة‪ ،‬أن يدخل في حوار بينه وبين إيمانه‪ ،‬ألن هذا‬
‫العقل هبة من الله‪ ،‬فال نتركه عقيين‪ .‬حاول أن تتععل إيمانك‪،‬‬
‫ويجب أن يكون هناك تفاعل بين اإليمان والعقل‪ .‬العقل ينير‬
‫اإليمان‪ ،‬واإليمان ينير العقل‪ .‬وهذا التفاعل مثمر‪ ،‬إذ نتج عنه ما‬
‫نسئيه علم الالهوت‪ .‬فعلم الالهوت هو الجاولة التي نستعملها‬
‫اآلن مثا حثى نتعشى في سر من أسرار المسيحيه األساسؤه في‬
‫ضوء العقل‪ ،‬وهذه محاولة ال بذ منها‪ .‬ال يمكن أن نستمر في‬
‫ترديد حقل محفوظة عن ظهر القلب‪ ،‬حئى إذا سلنا عن إيماننا‪،‬‬
‫نقول‪(( :‬هذا هو إيماننا))‪(( ...‬كيف؟ ‪ ...‬وصح‪(( - ))...‬ال أعرف‪،‬‬
‫هذا هو إيماني))‪ .‬هل هذه إجابة كافية؟‬

‫‪١٠‬‬
‫يعتقد بعضهم أن هذا البحث اإليماني واجب على الكاهن‬
‫فقط‪ .‬ولكن الكاهن ال يذهب إلى الجامعة‪ ،‬إلى الورشة‪ ،‬إلى‬
‫المصنع‪ .‬فعلى العلمانى أن ينشر اإليمان في كز هذه األوساط التي‬
‫ال يصل إليها الكاهن‪ .‬كتنا رمل‪ ،‬وليس هناك فرق بين الكاهن‬
‫والعلمانتي في هذا انجال‪ .‬علينا جميعا أن نحمل هذا اإليمان إلى‬
‫األوساط التي نعيش فيها‪ ،‬في أي مكان‪ .‬فاالجتهاد في فهم الدين‬
‫واجب إدا على كز مؤمن‪.‬‬

‫‪١١‬‬
‫الجزء االؤل‬
‫وحدانية الله‪:‬‬

‫المسيحية ديانة التوحيد‬

‫مفهوم االسرار في المسيحية‬


‫كثيرا ما نطلق على العقائد المسيحية كلمة ((أسرار))‪ ،‬كسر‬
‫التجسد‪ ،‬وسر الغداء‪ ،‬وسر الثالوث االقدس‪ .‬وكثيرا ما نفهم‬
‫كلمة سر بمعنى لغز‪ .‬فما هو الغرق بين اللغز والسر؟ اللغز هو أمر‬
‫غامض ومكتوم‪ ،‬طريق مفلق‪ ،‬يطرق اإلنسان على بابه وال ضلعى‬
‫أي رذ‪ .‬أتا السر في المفهوم المسيحي‪ ،‬فهو شيء آخر‪ ،‬مخ‬
‫تماتا‪ .‬فالسر هو حقيقة إيمانية يستطيع اإلنسان أن يغهمها‬
‫وجه أفضل يوتا بعد يوم‪ ،‬دون أن يصل إلى نهايتها‪ .‬ليس‬
‫حاظا أصطدم به‪ ،‬بل هو محيط أتعئق فيه‪ ،‬وأزداد تبحرا‬
‫‪;٤٠‬‬

‫وكز يوم أكتشف أبعادا جديدة لهذه الحقيقة‪ ،‬من دون أن اصل‬
‫إلى نهايتها‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
‫على هذا األساس‪ ،‬عندما يسألك أحد عن الثالوث‪ ،‬فال تقل؛‬
‫«إقاك أن تحاول فهمه‪ ،‬فاالقراب منه ممنوع‪ ،‬والبحث فيه حرام))‪.‬‬
‫بل قل بالعكس‪(( :‬عليك أن تحاول أن تفهم هذا السر وعثى فيه‪،‬‬
‫حتى تصبح أسرار إيمانك المسيحي مصدر حياة‪ ،‬بدل أن تكون‬
‫عقيمة‪ ،‬أو عديمة الجدوى»‪ .‬أخشى أن تكون أسرار اإليمان المسيحي‬
‫قد أصبحت كقطع تحف موضوعة على الرفوف‪ ،‬غير مسموح‬
‫بلمسها واالقراب منها‪ .‬فلم تعد لنا مصدر حياة وغذاء روحي‪.‬‬
‫وبما أن الثالوث األقدس هو أعمق وأغنى أسرار مسيحيتما‪ ،‬فعلينا أن‬
‫ندخل فيه بكز قدراتنا العقلية والوجدانقة حتى يغئينا بثرائه ويفتح‬
‫لنا أبعادا جديدة غير محدودة اآلفاق‪ .‬واآلن نتساءل ما هو سر‬
‫الثالوث األقدس في ميزان العقل وهل هناك منطق لهذا السر‪.‬‬

‫تعترف المسيحية بوحدانية الله قبل أن تعترف بمذهب التثليث‪.‬‬


‫جاء مذهب الوحدانية أؤأل وسبق كز اعتراف بالثالوث‪ .‬وقد يظئ‬
‫البعض أثنا ئشركون‪ ،‬اعتقادا منهم بأثنا نعبد ثالثة آلهة‪ .‬ولكن‪،‬‬
‫في ضوء الكتاب المقدس‪ ،‬الذي هو مرجعنا األساسي‪ ،‬سأعرض‬
‫هنا نصوصا واضحة وصريحة عن مذهب الوحدانية فى المسيحية‬
‫وعن التأكيد أن عبارة ((ال إله إال الله» عبارة مسيحية‪ ،‬قبل أن‬
‫تكون إسالمية‪.‬‬

‫‪٣‬‬
‫أؤأل‪ :‬من العهد القديم‬

‫‪ -‬قال موسى النبى‪(( :‬إعتم اليوم وردد في قلبك أن الرت هو اإلله‬


‫في السماء من فوق وفي األرض من تحت وأن بس سواه))‪.‬‬
‫(تثنية ‪.)٣٩/٤‬‬
‫‪ -‬وقال أينا‪(( :‬إسمع يا إسرائيل‪ :‬إذ الرت إلهنا هو رب واحد))‪.‬‬
‫دتثية ‪٦‬ااه‬
‫‪(( -‬أنظروا اآلن‪ .‬اتني أنا هو وال إله معي‪ .‬أنا اميت وأحيي)) (تثنية‬
‫‪.)٣٩/٣٢‬‬
‫‪( -‬اهظا مال الرت ملك إسرائيل وفاديه رت القؤات‪(( :‬انا االؤل‬
‫وال إله عيري)) (أخفيا ‪.)٦/٤٤‬‬ ‫وأنا اال‬
‫فتعبير ((ال إله إأل الله)) وارد في الكتاب المقدس‪ ،‬وهو تعبير‬
‫يهودي ومسيحى‪,‬‬
‫‪(( ,‬أنا الرت ولس من رت آخر‪ ،‬ليس من دوني إله)) (أشعيا‬
‫هااهلم‪.‬‬
‫‪(( -‬لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مخربها أته ليس غيري‪،‬‬
‫أنا الرت وليس من رت آخر)) (أشعيا ه‪٠)٦/٤‬‬
‫‪ ...(( -‬ألست أنا الرت؟ فإته كس من رت آخر‪ ،‬ال إله غيري‪ .‬إله‬

‫‪١٤‬‬
‫باز مخئص‪ ،‬ليس سواي)) (أشعيا ‪٠)٢١/٤٥‬‬
‫‪ ...((-‬فإتي أنا الله وليس من إله آخر‪ ،‬أنا الله وليس من إله مثلي))‬
‫(أشعيا ‪.)٩/٤٦‬‬
‫‪(( -‬أليس لجميعنا أب واحد؟ أليس إله واحد خلقنا؟» (مالخي ‪/٢‬‬
‫‪٠)١٠‬‬
‫وهناك نصوص أخرى كثيرة في العهد القديم تؤغد الفكرة‬
‫نفسها‪.‬‬
‫فالثالوث ال يتناقض مع وحدانية العهد القديم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من العهد الجديد‬

‫قد يقول بعضهم إذ مفهوم الوحدانية هذا ينطبق على العهد‬


‫القديم فقط وأن المسيح ألفى كز ذلك‪ ،‬عندما أتى بعقيدة‬
‫الثالوث‪ .‬ولكن السيد المسيح كان في حاجة إلى هذه الخلفية‪،‬‬
‫خلفيه الوحدانية التي ترشخت في عقول الشعب اليهودي طوال‬
‫عشرين قرائ‪ ،‬حثى دفهم عقيدة الثالوث حق الفهم دون تحريف‬
‫وال عودة إلى الشرك والوثنية‪ .‬فالثالوث إدا ال يناقض وحدانية الله‪،‬‬
‫بل يكئلها‪(( :‬لم آب ألنقض بل ألكئل))‪ .‬فإليكم بعض النصوص‬
‫الواضحة فى العهد الجديد عن الوحدانية‪:‬‬

‫‪١٥‬‬
‫‪ -‬أجاب المسيح نفسه على الشات الغنتي‪(( :‬ال صالح إال الله‬
‫وحده)) (مرقس ‪.)١٨/١ ,‬‬
‫‪(( -‬أجابه يسوع أن أؤل الوصايا كتها‪ :‬إسهع يا إسرائيل‪ :‬إذ‬
‫الرت إلهنا رت واحد)) (مرقس ‪٠)٢٩/١٢‬‬
‫وهناك نصوص أخرى من الرسائل‪:‬‬
‫د ((‪ ...‬وإذ ال إله إأل الله الواحد)) (‪ ١‬كورنتس ‪.)٤/٨‬‬

‫‪(( -‬فليس إال إله واحد وهو اآلب‪ ،‬منه كز شيء‪١( ))...‬‬
‫بمودص آلالن)‪٠‬‬
‫‪(( -‬وإذ األعمال علي أنواع‪ ،‬وا الله الذي يعمل كز شيء في‬
‫جميع الناس فواحد)) (‪ ١‬كورنتوس ‪٠)٦/١٢‬‬
‫‪ -‬وال وسيط لواحد‪ ،‬والله واحد)) (غل ‪.)٢ ٠/٣‬‬
‫‪ -‬وهناك مراجع أخرى (رومة ‪٣٠/٣‬و‪ ١‬طيموتاوس ‪ ١٧/١‬و‪١‬‬
‫طيم‪ :٢ :‬ه)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من تاريخ الكنيسة‬


‫أثينا بنصوص كثيرة من الكتاب المقدس بعهذيه وكتها‬
‫صريحة واضحة‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬نرى أن الكنية كافحت بقؤة‬
‫ألصرار في القرون األولى كز أنواع الوثنهة والشرك‪ ،‬وما زالت‬

‫‪١٦‬‬
‫تكافح وتقاوم الوثنؤين وأصحاب ابدع‪ .‬ومن البدع المشهورة في‬
‫هذا الجال بدعة ((ماني)) التي تعتمد على الفلسفة المازدئة بإيران‪،‬‬
‫وهي ئعلن أن هناك إلهين‪ :‬إله الخير وإله الشر‪ ،‬وكالهما في‬
‫صراع مستمر طوال التاريخ‪ .‬فكافحت المسيحؤه هذه البدعة بكز‬
‫قواها وأعلنت أن‪ :‬ال إله إآل واحد‪ .‬وكز هذا تأكيذا ألن المسيحؤة‬
‫تعتمد على الوحدانؤة‪.‬‬

‫رابغا‪ :‬العقل ست وحداسة الله‬


‫إن أخذنا الموضوع من ناحية أخرى وتساءلنا‪ :‬هل العقل‬
‫السليم يستطيع أن يصل إلى إثبات هذه الحقيقة (أن ال إله إأل‬
‫واحد) بالتفكير المنطقى؟ بالطبع نعم‪ ،‬ألتنا‪ ،‬عندما نلفظ كلمة‪:‬‬
‫((الله))‪ ،‬ماذا نقصد بها؟ الله هو الكائن الذي يشمل في ذاته كز‬
‫الوجود وكز الممكن وكز المستحيل‪ .‬هذا هو الله‪ .‬فإن افترضنا‬
‫وجود إله آخر بجواره‪ ،‬خارج دائرة األلوهؤة‪ ،‬نفينا كيانه كشامل‬
‫الكز‪ .‬فالله ال يكون إال إذا شمل ذلك الكائن اآلخر الذي‬
‫بجواره‪ ،‬ألن الله يجب أن يشمل في ذاته كز الوجود‪ .‬فتصيح‬
‫دائرة األلوهية بال حدود‪ ،‬ليس في خارجها شيء وال شخص وال‬
‫كائن هادي أو روحى أو أرضى أو سمائى‪ ،‬أيا كان‪ .‬فحين نقول‪:‬‬
‫((هناك ثالثة آلهة))‪ ،‬يكون كالمنا مناقصا لذاته‪ .‬فإذا افترضنا أن‬

‫‪١٧‬‬
‫اآللهة الثالثة تقاسموا الوجود أو األلوهؤة‪ ،‬يعني قلنا إذ تعريف‬
‫اإلله ال ينعلبق على أحدهم‪ ،‬ألن كلمة الله شاملة لكز الوجود‬
‫(أطلب الرسم رقم ((‪ ،))١‬صفحة ‪٣‬ه)‪٠‬‬

‫إذن فإذ معطيات الدين المسيحي ومعطيات العقل والفلسفة‬


‫تتقابل إلعالن وحدانؤة الله‪.‬‬

‫‪١٨‬‬
‫الجزء االني‬

‫ضرورة امخبة في الله ومقتضياتها‬

‫ما دام الله واحذا‪ ،‬فكيف نفغر عقيدة الثالوث؟ الثالوث‬


‫األقدس ال يفشر إال من خالل إطار الوحدانؤة‪ ،‬ولكن كيف يمكن‬
‫أن نجمع بين وحدانؤة الله وتثليثه؟ هذه مشكلة ضخمة عانت منها‬
‫الكنيسة‪ .‬كثيرا في القرون الثالثة األولى من تاريخها‪ ،‬وتصنت في‬
‫أثنائها للكثير من البدع‪ ،‬إذ إذ الموضوع ليس سهأل‪ .‬ال يجوز أن‬
‫نعتقد بأن أجدادنا المسيحؤين األوائل قد تفشلوا هذه الحقيقة‬
‫بسهولة‪ ،‬كما نجترع رشفة ماء‪ ،‬بل إتهم بالتفكير الجاذ المضني‬
‫صاغوا هذه الحقيقة في قانون اإليمان الذي جاء نتيجة مجمع نيقية‬
‫سنة ‪-‬ه ‪ ،٣٢‬ثلم مجمع القسطنطينؤة األؤل سنة ‪ ،٣٨١‬وأصبح هذا‬
‫النعل هو المرجع األساسي إليماننا‪ .‬ولكن لم يت‪ ۶‬ذلك إال بعد‬
‫اجتهاد شاق ومعاناة طويلة لتحديد بعض المفاهيم الخاصة‬
‫بالثالوث‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فإتما ال نستغرب أن نجد صعوبة في هذه‬

‫‪١٩‬‬
‫العقيدة‪ .‬واآلن فلنبدأ في التسلسل المنطقى الذي سيجعلنا نتعئق‬
‫في الموضوع شيائ فشيائ‪٠‬‬

‫الله كاهل‬
‫كتنا نوافق على أن الله كامل‪ ،‬وأثه‪ ،‬إن لم يكن كامأل‪ ،‬فال‬
‫يكون الله‪ .‬فكلمة ((كامل)) تعني أن الله يجمع في ذاته كز‬
‫الصفات الحسنة على اإلطالق‪ .‬إن كنث أنا ذكؤا‪ ،‬فهو ذكى علي‬
‫اإلطالق‪ ،‬وإن كث حكيائ‪ ،‬فهو حكيم على اإلطالق‪ .‬وإن‬
‫كنث رحيائ فاثه رحيم على اإلطالق‪ .‬فإن كان في العالم محبة‪،‬‬
‫ومصدر العالم هو الله‪ ،‬يجب إدا أن يمتاز الله بهذه الحبة على‬
‫اإلطالق‪ .‬والخالصة أن كز الصفات الحسنة التي في العالم هي‬
‫في الله‪ ،‬ولكن على وجه اإلطالق‪.‬‬

‫الله محبة‬
‫في نظر الفكر المسيحى‪ ،‬يلخص االعتراف بأن الله محؤة كز‬
‫صفات الله التي يمكن أن نصغه بها‪ ،‬ألن كون الله محبة يفترض‬
‫أن يكون رحيائ ورراائ وغفورا‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ولكن االعتراف بأن الله محبة ال ينفصل عن االعتراف بأن‬


‫الله ثالوث‪ ،‬واالثنان مرتبطان ارتبانفا حتمؤا‪ ،‬كما سنراه فى ما‬

‫‪٢٠‬‬
‫يلي‪ .‬ونصل لهذه النتيجة باالستعانة بالعقل البحت‪ ،‬واضعين طبغا‬
‫في الخلفية إيماننا وعقيدتنا‪.‬‬

‫ما هي امخبة؟‬
‫امخثة هى بذل وعظاء‪ .‬فعندما نقول‪(( :‬إذ الله محثة))‪ ،‬نعنى أن‬
‫تلك امخية تقضي لدى الله بذال وعطاء‪ .‬ولكن إن تساءلنا‪ :‬بذل‬
‫وعطاء بقن‪ ،‬افترضنا أن امخية تقتضي ثنائية‪ :‬حقى يكون هناك‬
‫محية‪ ،‬يجب أن يكون هناك طرفان‪ :‬طرف يعطي وطرف‬
‫يستقبل‪ .‬يبدو لنا إدا تناقض ظاهري بين تمون الله وا حذا وتمونه‬
‫محية‪ .‬ونعود للسؤال‪ :‬بذل وعطاء بقن؟‬
‫تظهر هنا عدة اقتراحات أو احتماالت سنضعها ونناقش كأل‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ ٠‬أؤأل‪ :‬أن يكون الطرف الثاني إلبا آخر‪ .‬إذ ذلك أمر‬
‫مرفوض أصأل‪ ،‬ألن العقل ال يقبل تعذد اآللهة‪ ،‬كما سبق‬
‫وأوضئحنا‪.‬‬

‫‪ ٠‬ثانؤا‪ :‬إن قلنا‪ :‬إذ الله يحك نفسه‪ ،‬دلفي صفة امخية منه‪،‬‬
‫ألن حك الذات عكس امخية ونقيضها‪ ،‬وألذ امخية دحئم وجود‬
‫عالقة عطاء وتبادل ومشاركة‪.‬‬

‫‪٢١‬‬
‫‪ ٠‬ثالائ‪ :‬قد يقول قائل‪ :‬إذ الله أفاض من محبته على الخلق‬
‫والبشر‪ ،‬فال داعي إذا أن نفترض داخل إطار األلوهؤة معجاأل آخر‬
‫للتعبير عن هذه انجلة‪ .‬وعلى هذا الرأي‪ ،‬يمكننا أن نعترض‬
‫لأل>سباب ‪ ١‬آلتية‪:‬‬

‫لماذا يعجز امخلوق عن أن نمتتح لته مجاال كافؤا للتعبير عن محبته‬


‫الالمتناهية؟‬
‫‪ -١٠‬ألة امخلوق محدود في االستيعاب والقبول‪ ،‬إذ إذ‬
‫الله‪ ،‬مهما بذل من محبة وأفاضها على مخلوقاته‪ ،‬ال يستطع أن‬
‫يفيض علينا كز ما لديه من محبة‪ ،‬فإذ للمخلوق طاقة محدودة‬
‫لألخذ والقبول واالستيعاب‪ .‬فيكون العطاء محدودا‪ ،‬ال من حيث‬
‫المعطى‪ ،‬أي الله‪ ،‬بل من حيث القابل‪ ،‬أي الخليقة واإلنسان‪ .‬وبما‬
‫أن الله بذن وسخاء مطلقان‪ ،‬فمن الواضح أن الخليقة عاجزة عن‬
‫أن تتيح لله مجاأل كافجا لتحقيق محبته الالمحدودة‪ ،‬إذ ليس في‬
‫طاقة امخدود أن يستوعب الالمحدود‪ .‬ومهما كثر عدد امخلوقات‪،‬‬
‫تظز هذه الحقيقة ثابتة‪ ،‬إذ إذ امخدود ب امخدود ال يمكن أن‬
‫يساوي الالمحدود‪ .‬وامخبة اإللهؤة الالمحدودة ال يمكن أن تعبر‬
‫عن ذاتها بطريقة مطلقة من خالل الكائنات امخدودة‪ ،‬أي‬
‫امخلوقات (راجع الرمم رقم ((‪ ،))٢‬صفحة ‪ ٤‬ه)‪.‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫ال يعني هذا ان الله ال يحبنا‪ ،‬لكئ كل شخص ياخذ ض حث‬
‫الله بقدر استيعابه‪ .‬فال يمكن لكورب ان سعوعمب من الماء اكثر من‬
‫سعته‪ ،‬مهما صب فيه من ماءه فخالصة القول هو ان الخلوق‬
‫عاجز تماائ عن ان يتيح لله مجاال مناسبا للتعبير عن محبته‬
‫الالمحدودة‪.‬‬

‫‪ —٢٠‬الذ الخلق محدود في الزمن أيهنا‪ .‬الخلق له بداية‬


‫ونهاية‪ .‬لم يكن منذ األزل‪ ،‬بل ظهر في زمن ما وفي مرحلة محقنة‬
‫من تاريخ الكون‪ .‬فأطرح هنا سؤاال هل كان الله يتمئع بصفة‬
‫امخبة من قبل وجود اإلنسان والكون؟ الجواب طبعا؛ ((نعم))‪.‬‬
‫ولكن من هذا الطرف االخر الذي كان الله يحبه قبل إنشاء‬
‫العالم؟ فمن الضروري ان يعش الله محبته‪ ،‬سواء كان العالم‬
‫موجودا او لم يكن‪ .‬لذا يستحيل ان يمئل العام الطرف االخر‬
‫للمحبة اإللهية‪ ،‬النه محدود في الزمن‪.‬‬

‫‪ - ٣ ٠‬ألن الله ال يكن أن يقثد بالخلق تقينا ضروريا‪ .‬لو‬


‫كان تحقيق الذات اإللهية مرتبائ بامخلوق ارتباغا حتميا‪ ،‬لقا‬
‫كان الله إلها‪ ٠‬وإن كان الله مقؤذا بامخلوق حتى إذ الخلوق يصبح‬
‫شرطا أساسيا لتحقيق ذاته اإللهية وللتعبير عن محبته‪ ،‬ال يبقى الله‬

‫‪٢٣‬‬
‫إلقاه الله هو الغنى‪ ،‬أي في غئى عن أي كائن آخر سواه‪ ،‬وهو‬
‫المكتفي بذاته‪.‬‬

‫من الواضح مما سبق أن الله‪ ،‬حتى يكون الله‪ ،‬يجب أن‬
‫نصف بالمية المطلقة‪ ،‬وأن اتنحية تقتضى الثنائية‪ ،‬وأن الثنائية على‬
‫شكل إله آخر مستحيلة‪ ،‬إذ ال إله إاله الله‪ ،‬وأن الثنائية على شكل‬
‫الخليقة واإلنسان مستحيلة‪ ،‬ألن اإلنسان عاجز عن أن يمثل‬
‫الطرف اآلخر للمحية اإللهية لألسباب التي عرضناها‪ .‬اثنا‬
‫مضطرون إدا‪ ،‬لعجزنا عن إيجاد الثنائية خارج إطار األلوهؤة‪ ،‬إلى‬
‫البحث عنها داخل إطار الله ذاته‪ ،‬أي في داخل إطار وحدانية‬
‫الجوهر اإللهى‪ ،‬ال في خارجه‪.‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫الجزء الثالث‬

‫والدة االبن‬

‫الوالدة األزية في قالب خالتي وعلى شكل أسطورة‬


‫واآلن‪ ،‬فلكي تتجثى هذه القضية‪ ،‬سأروي هنا قشة أحاول‬
‫من خاللها أن أوصح ما يحدث في الذات اإللهية‪ .‬ولكن‬
‫سأضطز إلى وضع هذه الحقيقة في قالب خيالتي وتسلسل زمفتي‪،‬‬
‫نتصؤر داخله وقوع أحداث متوالية‪ ،‬كمراحل تطور إلهتي‪ ،‬مع‬
‫التأكيد أن هذا خطأ بالطبع‪ ،‬ألنه‪ ،‬في الذات اإللهية‪ ،‬ال زمن وال‬
‫تطؤر من حالة إلى حالة وال أفعال متوالية‪ .‬ولكئنا كبشر ال‬
‫نستطيع أن نتكلم عن الله إال في إطار زمنتي‪ ،‬بزى إن هذا اإلطار‬
‫الزمنتي ضروري لنا‪ .‬وفي آخر حديثنا سأقول‪ :‬ألفوا عنصر الزمن‬
‫من القشة‪ ،‬فإذ كز هذه األحداث قد حدثت في آن واحد وفي‬
‫لحظة واحدة ‪ -‬لحظة أزلية‪.‬‬

‫وها أنا أبدأ قشتي‪:‬‬

‫‪٢٥‬‬
‫كان ياما كان‪ ،‬في قديم الزمان‪ ،‬ملك عظيم‪ ،‬ذو لحية بيضاء‪،‬‬
‫وعلى راسه تاج من الاللئ الثمينة‪ ،‬وفي يده صولجان‪ .‬والشيخ‬
‫جالس على عرش من الذهب واألرجوان‪ ،‬وفوق رأسه نجئت‬
‫هذه الكلمات؛ «الله جل جالله‪ ...‬ال إله إاله هو))‪.‬‬

‫وكان هذا الملك يردد فى ذاته؛ ((أنا هو الله‪ ،‬رب الوجود وسؤد‬
‫كز شيء‪ ،‬أنا الله بمفردي‪ ،‬ال إله إال أنا‪ ))...‬وظز يكرر هذه‬
‫الكلمات مرارا وتكرارا عبر العصور واألجيال حيى أصابه الملل‬
‫واإلزعاج فقال في نفسه؛ «أنا الله‪ ،‬صاحب كز سلطة وقدرة‬
‫وجالل‪ ...‬ولكن ما الجدوى؟ ما الجدوى‪ ،‬إن لم أجد مجاال لحبي‬
‫الفياض؟ ما جدوى عظمتي دون الحنق؟ ما جدوى سلطتي‬
‫وقدرتي وجاللي‪ ،‬إن لم يكن فتي انحبة؟‪ ...‬ولكن كيف أحت‬
‫وليس أمامى طرف آخر‪ ،‬يشاركنى هذا الحت؟ كيف أحت وأنا‬
‫منفرد متعزز‪ ،‬الإله إالهأذا‪...‬؟))‪.‬‬

‫في تلك اللحظة كان الله يشعر في داخله بنزعة قورة عارمة‬
‫تدفعه إلى أن ينطلق خارج ذاته انطالقة عطاء كامل ومطلق‪،‬‬
‫والصوت الداخلتي يهمس بإلحاح‪(( :‬أحبب أحبب‪ ...‬أحبب بكز‬
‫ذاتك واجعل قدرتك الالمحدودة قدرة حت المحدودة))‪.‬‬

‫‪٢٦‬‬
‫فاخذ الصوت الداخلى يزداد إلحاحا وقوه ويكبر ويتصاعد‬
‫ويعثم‪ ،‬حثى تحؤل إلى تيار جارف جعل الله ينفجر انفجارا فجائيا‬
‫وينطلق انطالقة كاملة بفعل حب مطلق أفرغ فيه ذاته اإللهية‬
‫تفريغا شامأل‪ .‬فؤجد أمامه طرف آخر يشابهه تشابها كامال‬
‫ويئصف بكز صفاته اإللهية‪ ،‬بل أصبح صورة مطابقة تماائ لما‬
‫هو عليه‪ .‬فصرخ الله بصرخة فرح وإعجاب واندهاش‪(( :‬هذا هو‬
‫ابني الحبيب الذي عنه رضيت‪ ))...‬وفي تلك اللحظة‪ ،‬حعق الله‬
‫في ذاته صفة األبوة وصفة األقنوم الذي كان يفتقدهما‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬عندما وهب الله ذاته لالبن‪ ،‬هل وهبه أيصا صفة‬
‫األلوهية أم ال؟‪ ...‬طبعا نعم‪ ،‬ألثه ما كان ممكائ أن يحتفظ الله‬
‫بشيء له‪ ،‬إذ كان ال بد أن تكون محبته محبة مطلقة تجعله يهب‬
‫فيها كز ما كان لديه‪ ،‬بما فيه األلوهية التي ال تنفصل عن كيانه‪.‬‬
‫فوهب االب البنه كز ذاته وأعطاه أن يكون إلها مثله‪.‬‬

‫فتعجب االبن من وجوده ومن كماله ومن ألوهيته وتساءل‪:‬‬


‫من أين لي هذا كته؟ فالتفت إلى أبيه وقال له‪(( :‬مل أنت صاحب‬
‫كز هذا؟ هل أنت مصدر كياني؟ هل أنت منبع ألوهيتي؟ هل أنا‬
‫الله بالحقيقة؟))‪ ...‬فكان جواب اآلب‪(( :‬نعم‪ ..‬لقد وهبتك كز ما‬
‫لي وكز ما لدى وكز ما أنا عليه‪ ،‬فأنت ابني بالحقيقة‪ ،‬ابئي‬

‫‪٢٧‬‬
‫الوحيد‪ ،‬ابتي الحبيب الذي فيه كز رضاي)) (أطلب الرسم رتم‬
‫((‪ ))٣‬صفحة ه ه)‪.‬‬
‫فقال االبن في ذاته بإعجاب‪(( :‬ها أنا أصبحت كز خيء دون‬
‫أبي‪ ...‬ها أنا أصبحت إلها‪ ،‬صاحب القدرة والجالل والعظمة‪...‬‬
‫ال إله إال أنا‪ ...‬فهل أحتفظ بتلك الهبة وأعتبرها ملائ لي؟))‪...‬‬
‫وفي تلك اللحظة‪ ،‬سمع االبن في داخله صورا خافائ يهمس إليه‪:‬‬
‫((كز ما لديك فمن أبيك الذي هو منبع كيانك‪ ...‬فكيف تحتفظ‬
‫به وال تعيد ه إلى مصدره‪ ،‬بحركة حك بنوي مطلق؟‪.))...‬‬
‫هذا الصوت الذي دفع اآلب إلى أن ينطلق خارج ذاته هي‬
‫نزعة الحشة التي تناولها االبن من اآلب في طهات الهبة اإللهؤة‪...‬‬
‫فكانت النتيجة أن تلك النزعة جعلت االبن يشعر بضرورة إعادة‬
‫الهبة اإللهؤة إلى صاحبها‪ .‬فتخلى عن ذاته كئؤا وأعكس السهم‬
‫وأعاد الهبة إلى االب قائال‪(( :‬كز ما لي وكز ما لدي فهو منك‬
‫ولك‪ ...‬فأرجو قبول ذاتي وتلك األلوهؤة التي هي ملكك‪.))...‬‬

‫ولكن لم يكن ممكائ أن يستعيد اآلب ما قد وهبه‪ ،‬فرفض الهبة‬


‫من ابنه‪ ،‬إذ إته ال عودة فى الحلة‪ .‬فكز منهما رفض أن يمتلك‬
‫تلك الهبة حقى إتها طئت بينهما‪ ،‬ال لآلب وحده وال لالبن‬
‫وحده‪ ،‬بل كشلك مشتزك بينهما‪ .‬وهذه الهبة هي ما نسئيه‬

‫‪٢٨‬‬
‫الذات اإللهؤة أو الجوهر اإللهى (أطلب الرسم رقم ((‪ ،))٤‬صفحة‬
‫‪٦‬ه)‪٠‬‬
‫وقد يقول قائل‪(( :‬بدال من هذا التنازع بين اآلب واالبن‪ ،‬أى‬
‫كان ممكائ أن يتقاسما الهبة بينهما؟‪ )).,.‬كاله‪ ،‬هذا أمر مستحيل‪،‬‬
‫إذ إذ األلوهبة ال تحتمل االنقسام إطالائ‪ ،‬والجوهر اإللهي إئ أن‬
‫يكون واحذا وإثا أن ال يكون‪...‬‬

‫والدة االبن والدة روحية ال جسدية‬

‫إذ كلمة ((والدة)) توحي عند بعض الناس بوالدة بشرة‪ ،‬أي‬
‫بوالدة جسدئة جنسؤة‪ ،‬بمعنى أن الله تزؤج حتى يلد االبن‪.‬‬
‫تزن يفغر بهذه الطريقة فهو بعيد طبائ كز البعد عائ نسئيه‬
‫والدة االبن‪ .‬الوالدة التي نتكثم عنها هي والدة روحية‪ ،‬ال تحتمل‬
‫أي تفسير بشري‪ ،‬جدي‪ ،‬من أي نوع‪ .‬لذا نرى يوحكا الرسول‪،‬‬
‫إلى جانب تعبيره عن ((االبن))‪ ،‬يستعمل تعبيرا آخر وهو‪(( :‬الكلمة))‪،‬‬
‫باليونانية ((لوجوس))‪ .‬وقد استخدم كلمة ((لوجوس)) تحاشؤا ألي‬
‫تفسير مشؤه ه‬
‫عندما يتحذث اإلنسان‪ ،‬فكالمه صادر من داخله ويعبر عن‬
‫ذاته ونفسه‪ ،‬والكلمة المعبرة عثا في داخل اإلنسان ئطلق عليها‬

‫‪٢٩‬‬
‫في العربية الفصحى عبارة‪( :‬ابنت شفة))‪ .‬فماذا تقول لمن يسالك‬
‫عن لون شعر هذه البنت او عن لون عينيها؟ هي بنت شفة مجازا‪.‬‬
‫فعندما نقول‪(( :‬إبن الله))‪ ،‬من الطبيعى ان يكون هذا االبن بالمعنى‬
‫الروحي‪ ،‬تلك الكلمة التي لفظها الله‪ ،‬وهي كلمة روحية‪ .‬ولهذا‬
‫فلفظ ((الكلمة)) مكئل يلفظ االبن‪ ،‬يكسبه مذاقا روحيا‪ ،‬الن‬
‫الوالدة والدة روحية‪.‬‬

‫والدة االبن والدة واحدة وحيدة ال تكرار فيها‬


‫ال تكرار في الوالدة لدى الله‪ .‬لماذا؟ ألن الحية اإللهية‪ ،‬عندما‬
‫تعطي من ذاتها‪ ،‬فهي تعطي كز شيء وتهب كز ما لديها‪.‬‬
‫فعندما ؤلد االب االبن‪ ،‬وهب له مرة واحدة كل ذاته ولم يبق‬
‫لديه شيء يهبه البن آخر‪ ،‬خالقا ‪,‬لقا يجري عند البشر‪ ،‬فهم‬
‫ينجبون مرات كثيرة‪ ،‬وكز ابن يكتسب بعفى صفات والذيه‪ .‬أتا‬
‫ابن الله‪ ،‬فقد أخذ من أبيه كز شيء بالكامل‪ ،‬حقى إنه صورة‬
‫مطابقة لألصل‪ :‬لذلك عندما سأل فيليمى المسيح عن أبيه‪ ،‬أجابه‪:‬‬
‫((ض رآني فقد رأى اآلب‪ ...‬ألسك تؤمن بأتي في االب وأن‬
‫اآلب فى؟)) (يوحائ ‪ .)١ , — ٩/١٤‬نعم‪ ،‬بكز تأكيد‪ ،‬االبن‬
‫صورة مطابقة لألصل‪(( ،‬ض يرانى يرى االب))‪ .‬وليس لدينا وسيلة‬
‫أخرى لمعرفة اآلب إال االبن‪.‬‬

‫‪٣٠‬‬
‫نردد في قانون اإليمان"‪(( .‬نؤمن برت واحد‪ ،‬سوع المسيح‪ ،‬ابن‬
‫الله الوحيد))‪ .‬نعم‪ ،‬إن االبن هو وحيد‪ ،‬وال يمكن ان يكون هناك‬
‫اثنان‪ .‬وإأل لكان االب قد وهب لكز منهما بعائ مما لديه‪ ،‬وهذا‬
‫مستحيل‪ .‬إن حركة الحب في الله ال يمكن ان تكون حركة‬
‫محدودة‪ ،‬بل هي حركة كاملة مطلقة‪ .‬حين أفرغ اآلب ذاته في‬
‫االبن‪ ،‬لم يق لديه شيء آخر يعطيه بعد ذلك‪.‬‬

‫وإدا تناولنا هذه الحقيقة على مستوى النطق‪ ،‬راينا ان اإلنسان‬


‫يحاج إلى كلمات كثيرة ليعير عن ذاته‪ .‬أثا الله‪ ،‬فإته‪ ،‬عندما‬
‫ينطق‪ ،‬فبكلمة واحدة يعير عن ذاته بكاملها‪ .‬هذه الكلمة هي‬
‫الكلمة األزلية‪.‬‬

‫والدة االش والدة أزية‬


‫نقول في قانون اإليمان‪(( :‬نؤمن برت واحد يسوع المسيح‪ ،‬ابن‬
‫الله الوحيد‪ ،‬المولود من االب قبل كل الدهور))‪ ،‬اي منذ البدء‪ .‬لذا‬
‫قيل في إنجيل بوحكا‪(( :‬في البدء كان الكلمة‪ ،‬والكلمة كان لدى‬
‫الله‪ ،‬والكلمة هو الله)) (يوحثا ‪.)١/١‬ما معنى كلمة ((البدء)) هنا؟‬
‫هل هناك بدء عند الله؟ وما معنى ((منذ األزل))؟‬

‫نتصور أحياائ أن األزلية واألبدئة عند الله هما على شكل زمن‬

‫‪٣١‬‬
‫يمتن من الماضي إلى المستقبل‪ ،‬بال حدود‪ ،‬إلى ما ال نهاية‪ .‬لكن‬
‫الحال ليست هكذا‪ ،‬وليس هناك مرحلة معينة لم يكن االبن‬
‫مولودا فيها من االب‪ .‬لقد ورد فى قصتى أن الله قضى زمائ‬
‫طوآل منفردا منعزال‪ ،‬قبل أن ينطلق في ابنه‪ .‬لكن لم يحدث قط‪،‬‬
‫في وقت من األوقات‪ ،‬أن اآلب كان وحده‪ .‬فحين نقول إن االبن‬
‫مولود من اآلب قبل كز الدهور‪ ،‬ال نقصد بذلك أنه ؤلد في زمن‬
‫معؤن‪ ،‬بل قبل الزمن‪ ،‬أي منذ األزل‪ .‬ووالدته ال بداية لها‪،‬‬
‫تصحيائ يقا ورد في قطتي‪.‬‬
‫أزلية الله وأبدئته هي حاضر مستمر يرشمز في محوره أطراف‬
‫الزمن‪ :‬حاضر يمتن إلى أقاصي الزمن ويجمعه في آن واحد وهو‬
‫((اآلن))‪(( .‬اآلن)) اإللهية هى آن شاملة الزمن‪ ،‬ليس لها ماض وال‬
‫مستقبل‪ .‬األمسى عند الله هو االن‪ ،‬وغدا أيشا هو اآلن ‪ ٠٠‬القرن‬
‫الماضي والقرن االتي هو اآلن‪ .‬لذلك ال يجوز أن نقول إن اآلب‬
‫((ولد)) االبن‪ ،‬بصيفة الماضي‪ ،‬كأته حدث تم في قديم الزمان‪.‬‬
‫ولكن التعبير األصخ هو أن اآلب ((يلد)) االبن ألن والدة االبن تتيم‬
‫اليوم وفي اللحظة الحاضرة — أي اآلن‪ .‬وهذا هو سز األزلية الذي‬
‫ال نستطيع إدراكه‪ ،‬ألتنا كبشر نعيشى في امتداد حقبات زمنيه‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬
‫أالبن ساو لآلب في الحوهر‬
‫قد تقولون‪ :‬بما أن االبن ولد من اآلب‪ ،‬فاآلب له فضل على‬
‫االبن‪ ،‬وهو أعظم منه‪ .‬فكيف نقول في قانون اإليمان إن االبن‬
‫مساو لآلب في الجوهر؟‪...‬‬

‫مما ال شك فيه أن اآلب هو مصدر االبن‪ .‬لذا نسئيه اآلب‪،‬‬


‫واالبن نسئيه االبن ألنه من اآلب‪ .‬والمسيح نفسه يقول في‬
‫اإلنجيل هذا القول المدهثى‪(( :‬إة اآلب أعظم مئي)) (يوحائ ‪/١ ٤‬‬
‫‪.)٢٨‬‬

‫وهذه الكلمات قد رشكك الكثير من المسيحؤين وغير‬


‫المسيحؤين‪ .‬فكيف يجب أن ئفهم؟‬

‫إذا تسعنا التسلسل الزمنى‪ ،‬كما ورد في القضة‪ ،‬يكون االب‬


‫أعظم من االبن‪ ،‬ألن اآلب هو مصدر االبن‪ ،‬وله فضل عليه‪.‬‬
‫لذلك نقول عن االبن في قانون اإليمان‪(( :‬إله من إله‪ ،‬نور من نور‪،‬‬
‫إله حق من إله حق))‪ .‬ويعنى ذلك أن ألوهؤة االبن ونوره يأتيان من‬
‫مصدر آخر‪ ،‬أآل وهو اآلب‪ ،‬وكأن االبن ما هو إال انعكاس الوهؤة‬
‫‪١‬آلب ونوره‪.‬‬

‫فأين المساواة بين االب واالبن؟‬

‫‪٣٣‬‬
‫ستصح هذه المساواة عندما ندرك أن بين االب واالبن شرط‬
‫وجود مباذل‪ ،‬فال وجود لالبن إال من خالل االب‪ ،‬وال وجود‬
‫لالب إال من خالل االبن‪ .‬وكما ان االبن ال ينفرد بذاته بعينا عن‬
‫االب‪ ،‬كذلك اآلب ال يستطيع أن يحعق ذاته إال بفضل االبن‪.‬‬
‫فهناك فضل مباذل بين اآلب واالبن‪ ،‬ألن كأل منهما شرط‬
‫لآلخر‪ .‬كيف ذلك؟ هل يمكن لالب أن يحعق أبؤته بدون االبن؟‬
‫طبائ ال‪ .‬فوجود االبن ضروري لتتوافر صفة األبوة لدى االب‪.‬‬
‫وهل يمكن لالب أن يعيش الحية المطلقة بدون االبن؟ طبائ ال‪.‬‬
‫فوجود االبن ضروري أيصا لتتوافر صفة الحية لدى اآلب‪.‬‬

‫عندما قلنا إذ الله كان في البدء وحيذا‪ ،‬ارتكبنا خطأ‪ ،‬إذ ال‬
‫يمكن أن يكون الله وحيذا‪ ،‬اله‪ ،‬دون انطالقة الحية التي تؤدي‬
‫إلى والدة االبن‪ ،‬ليس هناك ألوهية‪ .‬وتلك األلوهية هي عالقة‬
‫الحب المباذل بين قطبي الذات اإللهية‪ .‬في دينامية العطاء بينهما‪،‬‬
‫يصبح اآلب أبا واالبن ابائ‪ ،‬ويوجد االثنان في اللحظة نفسها‬
‫كشرط أساسي لوجودهما المتبادل‪.‬‬

‫ما من أولوئة وال تفضيل بين االب واالبن‪ ،‬ألن االثنين‬


‫يوجدان مائ في الحركة واللحظة نغسيهما‪ ،‬في لحظة أزلية‪.‬‬

‫‪٣٤‬‬
‫الجزء الرابع‬

‫الروح القدس‬

‫لقد تحدثت حقى اآلن عن اآلب واالبن‪ ،‬وتجاهلت الروح‬


‫القدس كأن ليس له من وجود أو دور‪ ،‬وكأن كل ما تم بين االب‬
‫واالبن تم بدونه‪ .‬فهل للروح دور في إطار الالهوت وأيا قد يكون‬
‫هذا الدور؟‬

‫الروح القدس في الثالوث‬


‫في إطار قضتنا‪ ،‬تحدثنا عن صوت خافت يهمس داخل اآلب‬
‫ليدفعه إلى أن يحب وينطلق‪ ٠٠ ,‬ووجدنا نفس الصوت يهمس‬
‫أيصا داخل االبن ليدفعه هو بدوره إلى أن يعيد الهبة التي نالها إلى‬
‫مصدرها‪ ...‬فنستطع االن أن نكشف اسم هذا الصوت الخافت‪:‬‬
‫فهو الروح القدس الذي يمشل نزعة العطاء في األلوهلبة‪.‬‬
‫إن اروح القدس بمثابة سهم ذي ابجافين‪ ،‬يمثل دينامهة الحبة‬
‫بين االب واالبن وحركة العطاء المتبادل بينهما‪ .‬وهو السهم الذي‬

‫‪٣٥‬‬
‫يدفع كال منهما نحو االخر‪ .‬هو في االن نفسه يربط ويوحد‬
‫بينهماه ‪ .‬ه لذلك نرى الكنيسة‪ ،‬في ختام صلواتها‪ ،‬تنكر دائما‬
‫االب واالبن ((في وحدة الروح القدس))‪ ...‬فالروح القدس شرط‬
‫لتحقيق امحشة اإللهؤة‪ ،‬بل هو امحشة بالذات‪.‬‬

‫الروح القدس في الكتاب المقنس‬

‫إن الروح في الكتاب المقنص له شخصهة غامضة وشبه‬


‫متناقضة‪ .‬فنجده على شكل طير يرفرف على وجه المياه فى بداية‬
‫الخليقة‪ ،‬أو على شكل حمامة تحدق فوق نهر األردن يوم عماد‬
‫المسيح — وقد يكون هذا رمزا للخصب ولبن الحياة‪( .‬تكوين ‪ ١‬ا‬
‫‪ ١‬وش ‪-)١٦/٣‬‬

‫ونجده أيصا على شكل نسمة ثغخ بها الله في أنف آدم‪ ،‬عندما‬
‫خلقه (تكوين ‪ — )٧/٢‬وأيصا على شكل نسيم خافت حين كان‬
‫إيلها النبتي على جبل الكرمل (‪ ١‬ملوك ‪ ٠)١٩‬ولكته ظهر أيائ‬
‫بشكل مخالف تماائ يوم العنصرة‪ ،‬حيث تحؤل النسيم الخفيف إلى‬
‫ريح عاصفة هرت البيت على قواعده‪ .‬ثم نزل الروح على شكل‬
‫ألسنة من النار أشعلت التالميذ غير؛ وشجاعًا وأطلقتهم إلى‬
‫الخارج (أعمال ‪٠)٢‬‬

‫‪٣٦‬‬
‫وشئتي أيقا الروح في اإلنجيل ((الباركليت)) وهي كلمة تعني‬
‫المعري أو اتحامي أو الملهم (يوحتا من ‪ ٢٦/١٥‬إلى ‪-)١٥/١٦‬‬

‫وبولس الرسول يتكلم عن الروح كالمه عن العنصر الجاهع‬


‫والموحد في الكنيسة التي‪ ،‬رغم اختالف المواهب والوظائف فيها‪،‬‬
‫تشكل جسدا واحذا ( ‪ ١‬كورنتس ‪ ٠) ١٢‬وهذا الدور في الكنيسة‬
‫يشابه تماحا الدور الذي يقوم به اروح في داخل الثالوث‪.‬‬

‫الروح القدس في اإلنسان‬

‫عندما يحاول اإلنسان أن يتصؤر اروح‪ ،‬يجد نفسه عاجرا‪.‬‬


‫فما هو اروح‪ ،‬وها شكله وها هو كيانه؟ ولماذا ال يمكن تحديده؟‬

‫في استطاعتنا أن نتصؤر األبوة في الله مقارنه باألبؤة البشرة‪،‬‬


‫وكذلك يمكننا أن نتصؤر كيان االبن من خالل اإلنجيل‪ .‬أما اروح‬
‫القدس‪ ،‬فال نعرف عنه الكثير‪ .‬وقد ال نفهمه‪ ،‬ألثه مصدر الفهم‪،‬‬
‫وال نعرفه ألثه منبع المعرفة‪ ،‬تمانا كما أن النور ال يرى ألثه مصدر‬
‫الرؤية‪ .‬أنت ال ترى عينيك‪ ،‬ألثها جهاز البصر في جسمك‪.‬‬
‫واروح هو عنصر يقيم في داخلنا ويجعلنا نفهم كز شيء‪ ،‬دون‬
‫أن نفهمه‪ .‬وهو الذي ينير كز شيء فال نستعلبع أن نراه‪ .‬إنه‬
‫مصدر الفهم والبصر والرؤية‪ .‬وله في اإلنسان نفس الوظيفة التي‬

‫‪٣٧‬‬
‫يمارسها في الله‪ ،‬وظيفة انطالقشة‪ ،‬تجعل اإلنسان يبذل نفسه ويهب‬
‫ذاته‪ .‬هو حركة الحياة‪ ،‬حركة االنبثاق‪.‬‬

‫إنبثاق الروح القدس‬

‫يتحدث قانون اإليمان عن الروح بانه ((منبثق))‪ .‬فما معنى‬


‫((االنبثاق))؟ وما الغرق بين الوالدة واالنبثاق؟ نقول عن االبن إته‬
‫مولود من االب النه ياخذ من االب كل شيء‪ .‬ومفهوم الوالدة‬
‫هو عطاء من ناحية وقبول من ناحية أخرى‪ .‬أثنا االنبثاق فهو دفعة‬
‫او نزعة لتحقيق العطاء والحشة‪ ،‬او هو حركة انطالق واندفاع‪.‬‬
‫ينبثق الروح القدس بقدر ما تتحئق الحشة بين االب واالبن بالعطاء‬
‫المتبادل‪.‬‬

‫إذا عدنا إلى القطمة االولى‪ ،‬نستطيع ان نقول إن الروح القدس‬


‫قد اكتمل عندما أعاد االبن الهبة إلى اآلب‪ ،‬مع عدم وضع عامل‬
‫الزمن في الحسبان‪ .‬إذ حركة االنبثاق قد تت عن طريق الوالدة‪.‬‬
‫فيمكننا القول إن الوالدة شرط لالنبثاق‪ ،‬كما أن االنبثاق شرط‬
‫للوالدة‪ .‬وما قلناه عن اآلب واالبن بأن توا جدهما في آن واحد‬
‫مرتبط بوجودهما معا‪ ،‬نقوله كذلك عن اروح القدس‪ .‬ال يمكن‬
‫أن نتصؤر اآلب واالبن بدون اروح القدس‪ ،‬ألنه شرط إتمام هذه‬

‫‪٣٨‬‬
‫الحركة‪ .‬لذا يتواجد الثالثة مغا كشرط تواجدهم كإله واحد‪:‬‬
‫الثالثة مرتبطون ارتباغا ال ينفك‪ .‬وهم مغا كشرط لتحقيق‬
‫‪,‬‬ ‫األلوههة الواحدة‪ .‬هذا ما حاولنا إثباته عن طريق المنعلق والعقل‪.‬‬

‫هناك نقطة خالف بين الكاثوليك واألرثوذكس بالنسبة إلى‬


‫انبثاق الروح القدس‪ .‬يصف الكاثوليك الروح القدس في قانون‬
‫اإليمان بأته منبثق من اآلب واالبن‪ ،‬في حين أة اآلرثونكس‬
‫يقولون إته منبثق من اآلب فقط‪ .‬فما هو تفسير هذا الخالف؟‬
‫عندما صدغ قانون اإليمان في القرن الرابع الميالدي‪ ،‬صيغ هكذا‪:‬‬
‫((المنبثق من اآلب))‪ ،‬كما ورد حرفؤا في إنجيل يوحائ (ه ‪٠)٢٦/١‬‬

‫وحين انفصلت كنيسة مصر عن كنيسة رومة‪ ،‬احتفظت بهذه‬


‫الصيفة األصلؤة _أما الكنيسة البيزنطؤة فمالت إلى التعبير اآلتي‪:‬‬
‫((المنبثق من اآلب من خالل االبن))‪ ...‬في حين توصل الالهوت‬
‫الكاثوليكى إلى العبارة اآلتية‪(( :‬الروح القدس منبثق من اآلب‬
‫واالبن))‪ .‬والتعبيرات الثالثة صحيحة في نظري‪ .‬فالروح القدس‬
‫منبثق من اآلب‪ ،‬ألن اآلب هو المصدر‪ ،‬وهو ((منبثق من خالل‬
‫االبن))‪ ،‬ألن انبثاق اروح بم عن طريق والدة االبن‪ ،‬وال مانع من‬
‫أن نقول إته ((منبثق من اآلب واالبن))‪ ،‬إذ إته روح اآلب واالبن‬
‫على المواء‪ ،‬وهو السهم ذو االوجاهين الذي يمئل العطاء المتبادل‬

‫‪٣٩‬‬
‫بين اآلب واالبن‪ ,‬وهذا ما جعل الكاثوليك يقرون بأن االنبثاق هو‬
‫من اآلب واالبن‪ ،‬وأدخلوا هذا التعديل في القرن الرابع عشر‪.‬‬

‫ثالثة في واحد‬
‫بعد ما حاولنا أن نحدل ما ال يحئل وأن شغر ما ال يفغر‪،‬‬
‫لنفهم مقتضيات اغثة في الكيان اإللهى‪ ،‬علينا اآلن أن نجمع‬
‫ونوحد ما اضطررنا إلى أن نجرئه‪.‬‬

‫هذه التجزئة في حيز مكانى كانت تهدف إلى تقريب‬


‫الموضوع إلى عقولنا الضعيفة‪ ،‬مع أته ليس هناك مجال‪ ،‬في الذات‬
‫االلهية البسيطة والروحية‪ ،‬لمكان أو لمافة‪.‬‬

‫كذلك اضطررنا أيثا إلى أن نضع في إطار زمنى ما هو أزلى‬


‫وأبدي لدى الله‪.‬‬

‫فعلينا اآلن‪ ،‬في نهاية المعباف‪ ،‬أن تلغي عنصر المكان وعنصر‬
‫الزمن‪ .‬اللذين أدخلناهما خطأ في الذات اإللهية‪.‬‬

‫لقد رسمنا (أطلب الرممين رقم ((‪ ))٤‬ورقم ((ه)) في الصفحة‬


‫‪ ٥٦‬والصفحة ‪ )٥٧‬دائرة‪ .‬لآلب ثم أمامها دائرة أخرى لالبن‪ ،‬ثم‬
‫دائرة ثالثة بينهما تمشل‪ ،‬الذات اإللهية‪.‬‬

‫‪٤٠‬‬
‫علينا االن أن نضغط على هذه الدوائر الثالث خ‪ ، ٠‬ج‪٠‬ب ‪ ،٠‬مها‬
‫دائرة واحدة تجمع اآلب واالبن والروح القدس في و‪.).*.‬ا نا) اادا‪٠‬ت‬
‫اإللهؤة البسيطة‪.‬‬

‫ليس هناك ابن أمام اآلب ومنفصل عنه‪.‬‬


‫ليس هناك آب فوق االبن ومنعزل عنه‪.‬‬
‫وليس هناك روح مستقز عنهما‪ ،‬إذ إته روحهما المشترك‪.‬‬
‫وليس هناك ذات إلهؤة قائمة بذاتها خارج األقانيم الثالثة‬
‫كعنصر رابع متميز عنها‪.‬‬

‫إن كائ قد لجأنا إلى هذه التصورات‪ ،‬فلكي نشرح ونفشر‬


‫فقط‪ ،‬ولكوننا جديحن وزمنؤين‪,‬‬

‫في الوالدة البشرئة‪ ،‬ينفصل االبن عن أبؤيه ليتمئع بحياة‬


‫مستقئة وكيان منفصل‪ ،‬في حين أن والدة االبن من االب هي‬
‫والدة داخل الذات اإللهؤة وال تمئل أي انفصال عن كيان اآلب‪،‬‬
‫بل هي ثبات فيه‪ .‬إذ تعبير اإلنجيل صريح وواضح كذ الوضوح‪،‬‬
‫فهو يتكئم عن ((االبن الواحد الذي في حضن اآلب)) (يوحثا ‪/١‬‬
‫‪.)١٨‬‬
‫لم ينفصل االبن عن اآلب لحظة واحدة‪ ،‬ولم يبتعد عنه علي‬

‫‪٤١‬‬
‫اإلطالق‪ ،‬حقى في عملؤة التجشد‪ .‬وهذا ما جعل يسوع يرذ على‬
‫فيلبس الذي قال له‪(( :‬أرنا اآلب وحسبنا))‪(( :‬يا فيلبس‪ ،‬مرع رآني‬
‫رأى اآلب‪ ..٠‬أال تؤمن بأتي في ‪١‬آلب وأن ‪١‬آلب فى؟)) (يوحى‬
‫‪.)١٠/١٤‬‬
‫كز ذلك يؤثمد أن التثليث في الذات اإللهية الواحدة ال يقبل‬
‫أي تجزئة وال تفرقة وال ابتعاد وال انفصال وال تعدد‪.‬‬

‫إذ الله واحد‪ ،‬والتثليث فيه يتبت هذه الوحدة ويكدلها‪ ،‬أو‬
‫بتعبير آخر‪ ،‬إذ الثالوث قفة الوحدانية‪.‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫الجزء الحامس‬

‫بعض التساؤالت‬
‫عن سز الثالوث األقدس‬

‫كم مزة ؤيد المسبح؟‬

‫ؤلد المسيح مزتين‪ :‬األولى منذ األزل كابن الله من اآلب‬


‫والروح القدس وهي والدة روحؤة‪ ،‬والثانية في ملء الزمان كابن‬
‫اإلنسان من العذراء مريم والروح القدس‪ ،‬وهي والدة بثرة‬
‫جسدئة‪ .‬ونالحظ أن الروح القدس هو في كلقي الحالقين مصدر‬
‫الوالدة‪ ،‬سواء من اآلب أم من العذراء مريم‪.‬‬

‫ما معنى كلمة أقوم؟‬

‫في الالهوت المسيحى نقول إذ والله واحد في ثالثة أقاتيم))‪.‬‬


‫فما معنى ((أقنوم))؟ إذ كلمة وأقنوم» تعتي شخضا‪ .‬فنقول إذ اآلب‬
‫أقنوم واالبن أقنوم والروح القدس أقنوم‪ .‬لماذا ال نستخدم كلمة‬

‫‪٤٣‬‬
‫وشخص)) ونقول إذ الله واحد في ثالثة أشخاص؟ لقد رفضت‬
‫الكنيسة استخدام كلمة وشخعس)) ‪ ،‬ألن هذه الكلمة قد توحي‬
‫لبعض الناس بكائن بشرتي له حدوده وشكله ومالمحه‪ .‬فتحاشؤا‬
‫لكز تصؤر خاطئ ولكز تحديد لألشخاص اإللهؤة‪ ،‬لجأت‬
‫الكنيسة إلى كلمة غير عربؤة‪ ،‬مصدرها سرياني‪ .‬وقد استخدمت‬
‫كلمة أقنوم في الالهوت المسيحى لإلشارة إلى األشخاص اإللهؤة‬
‫الثالثة‪ .‬وهي ال تستخدم في أتي مجال آخر غير هذا الجال‪.‬‬

‫أين صورة الثالوث في الطبيعة وامخلوقات؟‬

‫أي عمل فئتي يعكر عن دواخل الذي أنجزه حتى إته‪ ،‬من خالل‬
‫دراسة عمله‪ ،‬يمكننا أن نستشف طباع الفائن وشخصؤته ‪ ٠‬فهل‬
‫طمع الله في الكون واإلنان مالمح كيانه الداخلي؟ وبمعنى آخر‪،‬‬
‫هل من الممكن أن نستشف من خالل الخلق صورة الثالوث؟‬

‫حين نتحدث عن الثالوث‪ ،‬نلجأ عاد؛ إلى تشبيهات معؤنة‬


‫كالمثئث الذي هو صورة هندسؤة واحدة ذات ثالثة أضالع‬
‫متساوية‪ .‬أو نشؤه الثالوث أيصا بنبتة البرسيم التي تتكؤن من ثالثة‬
‫أوراق أو بإصبع واحد ذي ثالث سالمؤات‪ .‬أو نشؤه الثالوث‬
‫بعقل اإلنسان الذي يتمقع بثالث طاقات‪ :‬الذكاء والذاكرة‬

‫‪٤٤‬‬
‫وامحيلة‪ .‬أو نقول إته كالشمس التي هي ضوء وحرارة وقرص‪.‬‬

‫بالحقيقة أكره تماائ كز هذه التشبيهات ألثها رشؤه مفهوم‬


‫الثالوث‪ ،‬وهي غير مقعة للعقل على اإلطالق‪.‬‬

‫فهناك تعبير أراه أفضل وأنسب وهو عبارة عن ثالث شمعات‬


‫مشتعلة نقرب بعضها من بعض‪ ،‬حثى تصبح شعلة واحدة‪ ،‬ثم‬
‫نفصل بعضها عن بعض حثى نبين أن لكز شمعة شعلتها‬
‫الخاصة‪ .‬ولكن‪ ،‬حئى هذا التعبير هو غير كاي‪ ،‬ألن األقانيم‬
‫الثالثة ال تقبل االنفصال‪ ،‬وإن فصلناها تتحؤل إلى ثالثة آلهة‪.‬‬

‫ولكن ألم يطع الله في المادة ذاتها صورته؟ والذي يدرس‬


‫الفيزياء يعلم أن داخل الذرة سخنة موجبة وأخرى سالبة وبينهما‬
‫طاقة‪ .‬هذا بالنسبة إلى أقرب صورة وأحسنها للثالوث‪ ،‬إذ إثها‬
‫دمشل الثالوث بقطبين متميزين تربطهما طاقة‪.‬‬

‫نميل عادة إلى تثبيه الثالوث بثالثة عناصر‪ ،‬في حين يجب أن‬
‫نبحث عنه فى شكل عنصرين مرتبتلين مائ بعنصر آخر غير منظور‬
‫على هيئة طاقة‪ .‬وهذه الطاقة هي اروح‪ ،‬ألن اروح هو عنصر‬
‫الترابط والوحدة في الكون‪ ،‬وليس هو عنصرا ثالثا نضيفه إلى‬
‫العنصرين السابعين‪ .‬إئه وحدة العناصر‪.‬‬

‫‪٤٥‬‬
‫اإلنسان أجمل صر للثالوحة وأصدقها‬

‫وجدنا إدا على مستوى المادة صورة للثالوث‪ .‬ونجدها أيشا‬


‫على مستوى جسد اإلنسان‪ .‬فهناك عينان وبصر واحد‪ ،‬أذنان‬
‫وسع واحد‪ ،‬رجالن وسير واحد‪ ،‬ذراعان وعناق واحد‪ ،‬رئتان‬
‫وثئس واحد‪ ...‬إلخ‪ .‬كز هذا يعني أن اإلنسان‪ ،‬حثى في‬
‫جسده‪ ،‬حلق على صورة الله على شكل ثنائؤة موحدة‪.‬‬

‫ولكن هناك تشبيه أفضل على معستوى الحج‪ ،‬البشري وفي‬


‫العالقة القائمة بين الرجل والمرأة‪ :‬هما ثنائؤة موحدة يكونان‬
‫كالهما جسنا وا حذا‪ .‬إذ هذه أقرب صورة وأعمقها وأجملها‬
‫لكيان الله‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬بعد ما قال الكتاب المقدس إذ اإلنسان حلق على‬


‫صورة الله وكمثاله يضيف‪(( :‬على صورة الله خلقه‪ ،‬نكزا وأنثى‬
‫خلقهم» (تكوين ‪ ،)٢٧/١‬مستعمال تار؛ صيفة المغرد وتارة أخرى‬
‫صيفة الجمع‪ .‬وبهذا يريد أن يجن أن هذا الجمع هو مغرد وأن هذا‬
‫المغرد هو جمع وأن اإلنسان‪ ،‬بعالقته مع المرأة‪ ،‬يكؤن وحدة ال‬
‫تئجرأ‪ :‬فيكونان كالهما جسدا واحذا‪ ...‬فما جمعه الله ال يفرقه‬
‫!نان (تكوين ‪ ٢٤/٢‬وشى ‪٠)٦ - ٥/١٩‬‬

‫‪٤٦‬‬
‫ونجد أيطا في سفر التكوين تلميخا آخر إلى سر الثالوث في‬
‫قول الله هذا عن آدم بعدما خلقه‪(( :‬ال يحس أن يكون اإلنسان‬
‫وحده فأصنع له عودا بإزائه)) (تكوين ‪ ٠)١٨/٢‬فكما أن الله ال‬
‫يمكن أن يعيش إال في عالقة حك وتبادل‪ ،‬كذلك اإلنسان الذي‬
‫حلق على صورته يحتاج إلى طرف آخر ليبادله حبه‪ .‬فال يحسن‬
‫أن يكون اإلنسان وحده وال يحسن أن يكون الله وحده‪.‬‬

‫فبامتداد هذا النعق‪ ،‬يروي الكتاب المقدس كيف أن الله خلق‬


‫المرأة من ضلع الرجل مشيرا بذلك إلى والدة االبن من اآلب وإلى‬
‫أن االثنان أصأل كائن واحد‪ .‬لذلك قال آدم عن حؤاء‪(( :‬ها هذه‬
‫عظم من عظامي ولحم من لحمي‪ ،‬نغى امرأة ألتها من المرء‬
‫أخذت)) (تكوين ‪ ٠)٢٣/٢‬فكما أن المرأة مشنعة من الرجل في‬
‫كيانها‪ ،‬يكون اسمها أيطا كامرأة مشتق من امم الرجل كمرء —‬
‫وهذه إشارة جديدة إلى ما رتم في سز الوالدة اإللهؤة‪.‬‬

‫بعدما خلق الله اإلتان‪ ،‬أمره باإلنجاب قائال‪(( :‬انموا واكثروا‬


‫وامألوا األرض))‪ .‬وجذا يدل على أن الحك البشري خصب في‬
‫طبيعته وال يكتمل إال من خالل الطفل الذي يمثل وحدة الزوجين‬
‫ورباطهما‪ ،‬إذ ال يكتمل الحك البشري إال إذا تحول إلى ثالوث‪.‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫لذلك‪ ،‬فالحت مقدس‪ ،‬وعالقة الرجل بالمرأة مقدسة‪ ،‬ألثها‬
‫تمئل أعلى تعبير للكيان اإللهى‪ .‬وعندما أرى زوجين يسيران في‬
‫الطريق وبينهما طفلهما‪ ،‬أرتقي تلقائيا إلى الثالوث وأجد في هذا‬
‫الطفل المنبثق من أبيه وأثه تجسيدا حقيقيا لحيهما‪.‬‬

‫هذا هو سز الله‪ .‬فالله محية والله ثالوث والله جماعة‪ ،‬والله‬


‫عائلة‪ .‬ليس الله كائائ جامدا خامأل منعزال منفردا‪ ،‬بل في كيانه‬
‫حياة متدلقة فياضة‪ ،‬حياة حت يفوق كز خيال وتصور‪.‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫الخاتمة‬

‫لقد كشف لنا سز الثالوث األقدس أعماق كيان الله كما هو‬
‫في ذاته‪ .‬وليس هناك دين آخر خارج الحية توصل إلى هذا‬
‫االكتشاف‪ ،‬وال فضل لنا على اآلخرين سوى أن الله أعلن لنا عن‬
‫هذا السر‪ .‬ومن خالل هذا اإلعالن استطعنا أن نسير خطوة بعد‬
‫خطوة بالعقل والمنطق حقى توصلنا إلى هذه النتيجة‪ .‬هناك بالطبع‬
‫خلفبة إيما نبة أضاءت لنا الطريق‪ ،‬ولكن وجدنا أن العقل والمنطق‬
‫قادران على تقبل سر الثالوث‪ .‬فهناك منطق للثالوث‪.‬‬

‫أخيرا أختم بهذه الكلمات‪ :‬نحن نؤمن بإله واحد وال نؤمن‬
‫بإله وحيد‪ .‬نحن نؤمن بوحدانؤة الله وال نؤمن بوحدته‪ .‬نرفض أن‬
‫يكون الله كائائ منعزال منفردا‪ .‬إن كان الله محبة‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون محبة في ذاته وفي داخل كيانه وجوهره الواحد‪.‬‬
‫هذا هو مفهومنا للثالوث األقدص‪.‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫موجز عن (امفعلق الثالوث))‬

‫‪ -‬من البديهى والضروري أن يكون الله واحذا‪(( .‬ال إله إال هو))‪،‬‬
‫كما يقول الكتاب المقدس‪.‬‬
‫لذلك فالوصؤة األولى من الوصايا العشر هي‪(( :‬أنا الرت‬
‫إلهك ال يكن لك إله غيري))‪.‬‬
‫‪ -‬من البديهى والضروري أيصا أن يتمؤز الله بجمع الصفات‬
‫الحسنة وأعالها الحشة‪ .‬فما هي الحشة؟‬
‫‪ -‬إذ انحشة هي عطاء وتبادل ومشاركة‪ ،‬مما يفترض وجود‬
‫طرقين‪:‬‬
‫‪ -‬طرف الحك وطرف الحبوب‪.‬‬
‫‪ -‬طرف المععلي وطرف القابل‪.‬‬
‫‪ -‬بتعبير آخر‪ ،‬ليس هناك حك دون ثنائؤة‪.‬‬
‫‪ -‬ولكئ الثنائشة تتعارض »ع الوحدانية وتؤذي إلى الشرك والكفر‬
‫والوثئؤة‪.‬‬
‫((ال إله إال الله‪))...‬‬
‫‪ -‬فكيف لستطيع أن نوفق بئن وحدانبة الله التي ال تقبل شريغا‬
‫ومحبته التي تتطلب طرائ آخر‪.‬‬
‫‪ -‬الحز لهذا المأزق الحرج هو فرض الثنائؤة في داخل الذات‬
‫اإللهؤة‪ ،‬وال في خارجها‪.‬‬
‫‪ -‬هذه الشائهة عبارة عن قطبين متمهرين ‪ -‬وفي الوقت نضمه‬
‫مئحذين — حقى إتهما يمثالن ذاائ إلههة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬ما يجعل هذه الوحدة ممكنة هي المفهة — أي الروح — التي‬
‫تربط بين القطبين ‪ -‬أي اآلب واالبن ‪ -‬ويحئق وحدتهما‪.‬‬
‫‪ -‬هذا هو أبسط تعبير للمفهوم المسيحى للثالوث األقدس‪ .‬إله‬
‫واحد في ثالثة أقانيم مقحدة بعضها ببعض ومتمؤزة بعضها‬
‫عن بعض‪ :‬اآلب واالبن والروح القدس‪.‬‬

‫‪ -‬قد يعترض بعض الناس على ضرورة فرض الثنائية داخل‬


‫الذات اإللهؤة‪ ،‬إذ إذ الله يستطيع أن يحعق حبه من خالل‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬يستحيل هذا لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ - ١‬إن كانت الحبة اإللهؤة صفة أزلهة‪ ،‬فكيف استطاع الله أن‬

‫‪٥١‬‬
‫يعبر عنها قبل وجود اإلنسان وبداية العالم؟‬
‫‪ - ٢‬إن كانت للمحشة اإللهؤة أبعاد المحدودة‪ ،‬فكيف يستطيع‬
‫الله أن يغيضها تماثا في اإلنسان؟‪..‬‬
‫ألن ليس في مقدور انحدود أن يستوعب الالمحدود‪،‬‬
‫وليس في مقدور انحلوق أن يحتوي خالقه‪.‬‬
‫‪ — ٣‬بما أن انحؤة صفة أماسؤة من صفات الله‪ ،‬يجب أن تتحئق‬
‫داخل الذات اإللهؤة وال خارجها‪.‬‬

‫ال يجوز إطالائ أن يكون الله مقؤذا باإلنان حئى ائه يكون‬
‫في حاجة إليه ليحعق ذاته اإللهية‪.‬‬

‫إذ الله هو ((الغنى))‪ ،‬أي المكتفي بذاته‪ ،‬القائم في ذاته‪ ،‬وال‬


‫حاجة له إلى اإلنسان حقى يكون‪...‬‬

‫إدا من الضروري أن يكون الله محؤة مطلقة والمحدودة‪،‬‬


‫بمعزل عن العالم واإلنسان‪ ،‬داخل كيانه اإللهى‪.‬‬
‫هذا هو المفهوم المسيحى للثالوث األقدس‪.‬‬

‫‪٥٢‬‬
‫رسم رقم (‪( ))١٠‬راجع صفحة ‪)١٨‬‬

‫إن دادرة الله تشمل كز الوجود ه‬

‫فإذا قلنا إذ هناك شيائ آخر أو كائائ آخر أو إلها آخر‪ ،‬خارج‬
‫الدائرة اإللهؤة‪ ،‬يجب أن شع الدائرة حتى تبتلعه وتشمله‪.‬‬

‫فدائرة الله دائرة المحدودة‪ ،‬وال في خارجها شيء على‬


‫اإلطالق‪.‬‬

‫‪٥٣‬‬
‫رسم رقم ((‪( ))٢‬راجع صفحة ‪)٢٢‬‬

‫مهما سرت اخنلوقات ومهما انفتحت للحب اإللهى‪ ،‬ال‬


‫يمكن في أي حال من األحوال أن تحتويه أو تستوعبه‪.‬‬

‫فالخليقة‪ ،‬بصفتها محدودة‪ ،‬عاجزة عن أن تتيح مجاال كافؤا‬


‫للتعبير عن حك‪ ،‬الله الالمحدود‪.‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫رقم ((‪( ))٣‬راجع الصفحتين ‪)٢٨ - ٢٧‬‬

‫(الخطوط داخل الدائرة تمئل الجوهر اإللهى)‬

‫أفرغ الله ذاته ‪ -‬أي جوهره اإللهى ‪ -‬في االبن بدافع فعل محشة‬
‫مطلقة‪ .‬ومن خالل هذا الفعل تحعق أقنوم ((اآلب‪")،‬‬
‫رسم رقم ((؛)) (راجع الصفحة ‪)٢٩‬‬

‫أعاد االبن ((الهبة)) إلى اآلب بنفس الدافع الذي جعل اآلب‬
‫يهبها له ‪ -‬ولكن ال عودة في انحبة وفي العطاء — فالهبة ظلت بين‬
‫اآلب واالبن كملك مشتزك بينهما‪ .‬تلك ((الهبة)) هي الجوهر‬
‫اإللهى — أو ((الذات اإللهؤة)) — أو ((األلوهؤة)) أو ((الالهوت)) ‪-‬‬
‫الذي هو واحد وال يقبل االنقسام وال التجزئة‪.‬‬
‫‪ -‬بإعادة الهبة إلى االب تحئق ((أقنوم)) االبن واكتملت اغثة‬
‫اإللهؤة التي هي الروح القدس ((المنبثق من اآلب واالبن)) (السهم‬
‫ذو االئجالهين في الصورة)‪.‬‬

‫‪٥٦‬‬
‫‪)٤٠‬‬ ‫‪1‬‬ ‫رسم رقم ((ه)) (راجع الصفحات ‪٣٨‬‬

‫العودة إلى بساطة الجوهر اإللهي الواحد‬

‫فى هذه الصورة أدخلنا الدوائر الثالثة السابقة بعضها فى‬


‫بعض‪ ،‬وهي تشغل منذ األزل دائرة واحدة‪ ،‬وهي دائرة األلوهؤة‬
‫تجمع في بساطتها األقانيم الثالثة‪.‬‬

‫فإذا اضطررنا إلى أن نفصل هذه الدوائر بعضها عن بعض في‬


‫الزمان والمكان‪ ،‬فلم يكن هذا إال للشرح والتوضيح‪ .‬ولكن ال‬
‫يمكن فصل بعضها عن بعض على اإلطالق‪ ...‬فالثالوث وحدة‬
‫واحدة في الجوهر اإللهي الواحد‪.‬‬

‫‪(( -‬ض رآني رأى اآلب‪)).٠.‬‬

‫‪٥٧‬‬
‫‪(( ,‬أنا في اآلب واآلب فئ)) (يوحكا ‪.)١١ - ٩/١٤‬‬
‫— ((االبن الذي في حضن اآلب هو يشهد)) (يو ‪٠)١٨/١‬‬
‫— ((أنا واآلب واحد)) (يوحتا ‪٠)٣ ٠/١٠‬‬
‫— ((ليكونوا وا حذا كما نحن واحد)) (يوحائ ‪")١١/١٧‬‬
‫~ ((ليكونوا بأجمعهم واحذا كما أئك أنث أدها اآلب فئ وأنا‬
‫فيك‪( »...‬يوحائ ‪")٢١/١٧‬‬

‫‪٥٨‬‬
‫فهرس الحويات‬

‫تمهيد‪ :‬نظرة إلى التعليم المسيحى في أقامتا ‪ ....................‬ه‬


‫المقدمة‪ :‬العقل والحقائق اإليمانؤة ‪٨ .................................‬‬
‫الجزء األؤل‪ :‬وحدانؤة الته‪ :‬المسيحؤة ديانةالتوحيد ‪١ ٢ .............‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬ضرورة امخبة في الثهومقتضياتها ‪١ ٩ ................‬‬
‫الجزء الثالث‪ :‬والدة االبن‪٢٥ .........................................‬‬
‫الجزء الرابع‪ :‬الروح القدس ‪٣٥ .......................................‬‬
‫الجزء الخامس‪ :‬بعض التساؤالت عن سز الثالوث األقدس‪٤٣ ..‬‬
‫الخاتمة ‪٤٩ ................................................................‬‬
‫موجز عن ((منطق الثالوث)) ‪٥٠ ........................................‬‬
‫رسوم توضيحيه ‪ ٣ ....................................................‬ه‬
‫فهرس الحويات ‪ ٩ .....................................................‬ه‬

‫‪٥٩‬‬
‫صدر في سلسلة ((موسوعة المعرفة المسيحية))‬

‫العقيدة‬

‫‪ - ١‬منطق الثالوث (ط‪)٦‬‬


‫‪ - ٢‬العناية اإللهية (ط‪)٣‬‬
‫‪ - ٣‬الخطيئة األصلية‪ ،‬كيف نفهمها اليوم (ط‪)٤‬‬
‫‪ - ٤‬تن هو الله؟ (ط‪)٣‬‬
‫ه ‪ -‬أقدم الشهادات على عقيدة اإلفخارستيا (ط‪)٢‬‬
‫‪-٦‬الوحي واإللهام (ط‪)٢‬‬
‫‪ - ٧‬قيامة المسح‬
‫‪ - ٨‬الهوت التقليد‬
‫‪ - ٩‬الكنيسة‪ ،‬سؤ المح (‪)١‬‬
‫‪-١٠‬الكنيسة‪ ،‬سؤ المسح (‪)٢‬‬
‫‪ -١١‬اإلنسان وسؤ التجئد‬

‫‪٢٠١٢/١١/٢٠-١-٢٢١٢‬‬
‫األب هنري بوالد اليسوعي شغل مناصب تربوية وإدارية‬
‫متعددة‪ ،‬وهو اليوم مدير منظمة كارساس في مصر ‪ .‬له‬
‫خبرة واسعة في الرياضات الروحية والمحاضرات الديتية‬
‫والثقافية‪ ،‬وصدر له عدد من الكتب في الالهوت والفكر‬
‫والتصوف الميحي‪ ،‬بعضها دقل إلى اللفات األوروبية‪.‬‬

‫منشورات‪:‬‬
‫دار المشرق ش‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫ص‪.‬ب‪١٦٦٧٧٨ :‬‬
‫لبنان‬ ‫األشرفية‪ ،‬بيروت ‪١١٠٠ ٢١٥٠‬‬

‫التوزيع‪:‬‬
‫ش‪.‬م‪.‬ئ‪.‬‬ ‫المكية الشرقية‬ ‫ب|‬
‫العتم!‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‬ ‫ص‪.‬ب‪٥٥٢٠٦ :‬‬

‫‪),:‬جحل‬

You might also like